••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > قصص قصيرة


كعك السيدة آن كوبر❤

قصص قصيرة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-19-2022, 09:14 AM   #1
نسمة شتاء
عضوة مميزة


الصورة الرمزية نسمة شتاء
نسمة شتاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 432
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 المشاركات : 8,821 [ + ]
 التقييم :  95313
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkslategray
شكراً: 0
تم شكره 14 مرة في 14 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

كعك السيدة آن كوبر❤



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة رائعة : كعك السيدة آن كوبر❤
لقد بدأت علاقتنا من المصعد. ابتسمت لي، ومن حسن حظي أن الابتسامة لغة بيضاء يفهمها الجميع بلا جهد. ابتسمت لها وانحنيت قليلا كما يفعلون هنا تعبيرا عن الاحترام . لا نلتقي كثيرا. وغالبا ما يكون لقاءنا في المصعد، أو في الممر الذي يفصل بين شقتي وشقتها، لا يتعدى حوارنا التحايا الطيبة والابتسام. وكثيرا ما أصادفها تحمل أشياء كثيرة وثقيلة، فأساعدها في حملها. أتهيب من دخول شقتها احتراما وليس خوفا، إنني لم أستطع الانسلاخ عن عاداتي.
ذات صباح وجدت بعض الكعك المكوب في طبق أزرق عند باب شقتي، لعلها كانت تنتظرني فما أن سمعت بابي يفتح حتى فتحت بابها ولوحت لي من بعيد ففهمت أنها تتمنى أن يكون شهيا. ولأن الشك صفة بشرية مشتركة شككت في أمرها: ما الذي تريده امرأة سبعينية مني؟ لست وسيما على أية حال، حملته إلى الداخل وتخلصت منه سرا ، خفت أن أجرح كرامتها، وخرجت لعملي.
ربما أخطأت حين أوحيت لها بأنني تناولته لما سألتني إن كان الكعك لذيذا فأجبتها كاذبا بأنه لذيذ للغاية وشكرتها مدعيا الامتنان. فقد تركت طبقا آخر عند الباب في اليوم التالي، واستمرت تخبز الكعك من أجلي ﻷيام متواصلة إلى أني لم أعد أستطيع مقاومة رائحته الشهية فتسربت شكوكي وتناولته. بت أعتمد على كعكها الصباحي في إفطاري. من يعثر على امرأة تعتني به ويرفض. شعرت كما لو أنني طفل صغير، يدلل بإفراط. ربما هو شعور اﻷحفاد الذي لم أجربه قط. لقد أحببت هذه السيدة السبعينية التي خصتني ببعض اهتمامها.
الطحين يغطي مطبخي، وجهي وثيابي. وصفة أمي ليست دقيقة، استعنت بالانترنت فاختلط علي اﻷمر. غير أنني نجحت أخيرا في خبز كعكة غير متساوية في الشكل، لكنها لذيذة على أية حال. منذ يومين لم أجد كعكا عند الباب، ولم ألتق بها في المصعد، فساورني القلق. سألت حارس البناية عنها فأخبرني أنها ذهبت لتجري فحوصات قبل يومين ولم تعد.
حملت كعكتي بحرص كحرز ثمين. سألت موظفة الاستقبال في المستشفى بلغة هشة، دونت المعلومات على راحة يدي بخط رديء. لقد رأيتها عبر الحائط الزجاجي، موصولة باﻷجهزة. وقفت طويلا مستاء وحزين، إنها تبدو نائمة، أو ميتة لا أعلم. فاجأني الطبيب:
– آها، لقد جئت بالفعل. كانت متأكدة من أنك ستأتي. مد لي يده بورقة، كان اسمي مدونا فيها بجانب صورة لي يبدو أنها التقطتها بينما أنا مشغول بحمل حاجياتها في المصعد. تفضل لقد خصتك المريضة بهذه الرسالة.
مرحبا أيها اللطيف،إن كنت تقرأ هذه الرسالة فإن حدسي لم يخطئ أبدا، علمت يقينا أنه سيقلقك غيابي، وستأتي. كنت أخبز الكعك لابني. كان رجل إطفاء، مات أثناء عمله. إنك تسكن شقته، تشبهه إلى حد بعيد، تدخن مثله بشراهه مثله وتنسى الباب مفتوح فأغلقه انا، وصوت التلفاز عاليا دوما، لم يكن يزورني أو يسمح لي بالدخول لشقته، لم يكن لطيفا معي مثلك، لم يكن يحمل عني الاشياء الثقيله مثلك ولم يكن يبتسم لي، وكنت اخبز له الكعك ويتركه عند الباب حتى يتعفن، كنت اخبزه بكل حب وانت الذي اكلته بحب ايضاً، شكرا لانك هنا، أن يحزن لو شخص واحد لموتي فهذا يعطيني الأمل بأن حياتي لم تكن عبثاً، تحياتي، آن كوبر .

في أمان الله heart0


 
 توقيع : نسمة شتاء



لا تختلط بأكملك مع الناس
أحتفظ لنفسك ببعض منك...

المدونة....https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1779


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 AM