|
روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة" |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
09-22-2022, 12:02 PM | #6 |
عضو جديد
|
. الفصل الخامس ----------------------------------- أين تبدأ الدائرة؟ وأين تنتهي؟ ----------------------------------- بعد إقتراح (نويل) بأن يقوموا بالتوجه للغرفة الواقعة بالطابق الثاني بما أن المفتاح كان بحوزتهم , مما يعني أنها المكان الوحيد الآمن لهم حالياً , ولكن قبل ذلك كان يجب أن يقوم بإحضار (آمورا). قام بالسير للممر الأيمن متقدماً المجموعة حتى وصلوا لباب مغلق قام (نويل) بطرقه أربع مرات متتابعة بهدوء. أتاهم صوت (أمورا) من الجانب الآخر وهي تتساءل عن الطارق. لم تتمالك (يوهانا) نفسها فهتفت بفرحة فور سماعها لصوت زميلتها: " (أمورا) ! أنت بخير ! ". كانت ردة فعل (أمورا) هي فتحها للباب بسرعة لتلقي نظرةً ملأتها السعادة على الوجوه الأربعة التي وقفت أمامها. أندفعت الفتاتان لتحتضنا بعضهما البعض بلهفة , وبدا أن التوتر بدأ يقل تدريجياً حتى أعاده (آرثر) بقوله: " أنا سعيد برؤيتك سالمةً يا (أمورا), هل (ساي) موجود هنا أيضاً؟". خيم الصمت عليهم لوهلة قبل أن تقلب (أمورا) عينيها بينه وبين (نويل) بتعاسة. كان صمتهم أبلغ من أي إجابة , لذا فقد قامت بفتح الباب ليتمكنوا من الدخول لما بدا أنه مطبخ فسيح , تقدمهم (نويل) وهو يقول: " لقد أخبرت (أمورا) بأن تنتظرني هنا , توجد غرفة أخرى في نهاية هذا الممر , ليس هناك الكثير ليقال عنها , ولكنها أحدى الغرف القليلة الغير موصدة في هذا المكان. حاولنا البحث عن (ساي) هناك ولكن دون جدوى.." كان المكان نظيفاً ودافئاً , مما ساعد الجميع على الإسترخاء قليلاً بعد كل الجنون الذي مرَوا به قبل قليل. بينما إنشغلت الفتاتان في محادثة خافتة كان (لورانس) يتجول في المطبخ ببطء وهو يتحدث: " على فكرة (نويل) , لم أكن أعلم أنك تملك مسدساً , يبدو أنك لست عديم الفائدة في المواقف الصعبة كما كنتُ أعتقد." أجابه (نويل) وهو يهز كتفيه: " إنه ليس ملكاً لي , لحسن حظنا فقد وجدته بينما كنا نبحث عن (ساي). لا تلمس تلك السكين يا (لورانس) – إبتسم (نويل) بتهكم وهو يقولها , ناظراً لـ (لورانس) الذي كان يسحب سكيناً من أحد الأدراج – أنت أصغر عمراً من أن تعرف كيفية إستخدامها." غمغم (لورانس) برَد غاضب ما ولكن (آرثر) قام بقاطعته قائلاً: " في الحقيقة .. أظن أنه من الأفضل لنا أن نستخدم كل ما يمكننا إستخدامه كسلاح للدفاع عن النفس. لقد تمكننا من القضاء على ذلك الشيء بجهودنا الجماعية , ولكن ... – صمت للحظةٍ قبل أن يردف – لا نعلم مالذي قد يحصل لاحقاً , نحن في منزل غريب تجري فيه أمور غير طبيعية , و (ساي) ما زال مفقوداً." تمتمت (يوهانا) لـ (أمورا) بقلق: " أتظنين بأنه بخير؟ أم ... " بالرغم من أنها قالتها بصوت خفيض , إلا أن الجميع سمعها , وعلى الفور , تبادرت إلى أذهانهم صورة القلادة الملطخة بالدماء. عندما تذكر أنه لا يزال يحملها في جيبه , قام (آرثر) بإستخراج القلادة ورفعها أمام (نويل) - الذي اكفهر وجهه قليلاً - وكأنه يطلب تفسيراً لذلك. أشاح الأخير بوجهه وهو يقول: "ذلك الأحمق ... (ساي) الأحمق ... " ----------------------------------- بعد فترة ليست بالقصيرة وشرحٌ مطول من قبل (نويل) لجميع ما حصل لهم منذ وصولهم, وأِخباره لهم عن مهاجمة الشيء لهم فور وصولهم , عن عدم قدرتهم على الخروج عن الطريق الباب أو النوافذ , عن إختفاء (ساي) المفاجيء من الغرفة بينما كانوا نياماً ومن ثَمََ عثوره على قلادته المغطاة بدماء طازجة في أحد الممرات القريبة من الغرفة قبل أن يقوم بحملها والعودة بها للغرفة حيث كانت تنتظره (أمورا). يبدو أن (ساي) قام بكتابة رسالة على هاتفه المحمول أخبر صديقيه فيها بأنه سمع شخصاً يناديه وأنه خرج ليتفقد شيئاً ما, وذَيََلها بقوله: " سأحاول أن أعود لكما , ولكن إن لم أفعل ... " كانت (يوهانا) تُصرُ بأن ما حدث – رغم غرابته – لا علاقة له بالأشباح والأرواح الشريرة , وهو رأي شاركها إياه الجميع بغض النظر عن عدم وصولهم لأي تفسير منطقي للأحداث. بناءاً على إقتراح (آرثر) السابق , قام الجميع – فيما عداه – بالبحث في المطبخ عن كل ما يصلح ليكون سلاحاً للدفاع عن النفس. كونه و (ساي) الوحيدين الذين يعرفان كيفية إستخدام الأسلحة النارية , فقد إحتفظ لنفسه بالمسدس الصغير , والذي كان يحتوي على بضع رصاصات باقية , لذا قام بتذكير نفسه بأنه من الحكمة إستخدامها بحذر, حتى وإن كان يحمل مسدسه الشخصي أيضاً. كانت "الأسلحة" الأخرى التي وجدها الآخرون أتعس حالاً بكثير من المسدس الصغير: مطرقة متوسطة الحجم , سكين فاكهة , سيخ يستخدم لتحريك الأخشاب في المدفأة , زجاجةٌ مكسورة. ولكنها أعطتهم القليل من الأمان, ولا تزال أفضل من لا شيء , خاصةً وأنهم لم يكونوا يعرفون مالذي يمكن توقعه في مكان كهذا. " حسناً ... " , عقد (لورانس) ساعديه ثم أردف: " بما أننا الآن – أدار عينيه في محجريهما بتهكم واضح – "مسلحون" نوعاً ما , أعتقد بأنه قد حان الوقت للبحث عن (ساي) ومن ثم إيجاد طريقة للخروج من هنا." أومأ (نويل) برأسه موافقاً ثم قال: " بالرغم من تَخَلُصنا من ذلك الكائن –" , قاطعه (لورانس) قائلاً: " (جوني) ", مما جعل (نويل) ينظر إليه كأنه طبيب يعاين مريضاً نفسياً قبل أن يكمل (لورانس) وهو يهز كتفيه بأريحية: " لا يمكننا أن نطلق عليه (الشيء) أو (الكائن) للأبد , لقد جَعَلتُ الأمر أكثر سهولةً لك." غطََت (يوهانا) وجهها براحة يدها وهي تطلق زفرةً يائسة , بينما غمغم (نويل) بنبرة باردة: " لا أعلم عنكم يا رفاق , ولكنني لا أنوي البقاء هنا للأبد , خاصةً ونحن لا نعلم إن كان هناك غير هذا الـ .. (جوني). تباً لك يا (لورانس) , ما هذا الإسم السخيف ؟! أشعر بالحمق الفائق وأنا أنطقه ! ". أطلق (آرثر) ضحكة هادئة أتبعها بوضع يده على كتف (نويل) قائلاً: " بغَضِ النظر عن رغبة (لورانس) في إطلاق الأسماء على الكائنات التي تحاول قتله , أعتقد أنه محقٌ بشأن البحث عن (ساي) سريعاً ثم الخروج من هنا." بينما إنهمك الشبان الثلاثة بمحاولة وضع خطة لذلك , لم يلاحظ أيٌ منهم بأن (أمورا) لم تشاركهم الحديث على الإطلاق. كانت تضم حقيبتها إلى صدرها بقوة , وكأنما كانت تستمد منها بعض الأمان , بينما هي تسير ببطء قرب إحدى الدواليب العديدة بالمطبخ الواسع... " هذه البهارات تبدو بحالة جيدة , والآن نحن نعلم على الأقل بأن هذا المنزل يحتوي على بعض الأطعمة الصالحة للإستهلاك." كانت (أمورا) على وشك الصراخ لولا أن تمالكت نفسها في اللحظة الأخيرة بعد أن قطع صوت (يوهانا) حبل أفكارها. لم تشعر بتواجد (يوهانا) بجانبها إلى أن تحدثت الأخيرة. إلتفتت (أمورا) لها وابتسمت بإرتباك قائلة: " نعم , أليس هذا مطمئناً ؟", أطلقت ضحكة مصطنعة وهي تزيح خصلةً من الشعر عن عينها بتوتر ظاهر. بدت الفتاة على وشك الإغماء في أي لحظة. قبل أن تتمكن (يوهانا) المندهشة من التعليق على تصرفاتها الغريبة , بدأ باب المطبخ يرتج بقوة مصدراً صوتاً عالياً بينما كان شيئاً ما يقوم بمحاولة كسره من الخارج. ----------------------------------- لم يضيع كل من (نويل) و (آرثر) أياً من الوقت في تساؤلات عن هوية الشيء القادم , بل تبادلا نظرةً سريعةً قام (آرثر) بعدها بفحص مسدسه الصغير على عجل , بينما قام (نويل) بسحب (لورانس) من ذراعه قائلاً: " سنقوم أنا و (آرثر) بإبقاء هذا الكائن منشغلاً –", قاطعه (آرثر) متسائلاً بجدية: " سنفعل؟" , قام (نويل) بتجاهله وهو يكمل: "خذ الفتيات واصعد إلى الطابق الثاني , توجه إلى الغرفة التي تحمل (أمورا) مفتاحها, ثم إبقوا هناك !". غمغم (لورانس) وهو ينظر إليه بعين متسعة: " ولكن..." , قاطعه (نويل) بصرامة وهو يدفعه للجانب دفعاً: " ليس هذا بالوقت المناسب لكي تصبح إنساناً منطقياً أيها الأحمق! ثق بنا فقط!". بدا وكأن (لورانس) سيجادل صديقه مرةً أخرى , ولكنه تراجع بصمت وهو يهز رأسه موافقاً , ثم أسرع ليمسك بيدي الفتاتين الخائفتين ويسحبهما إلى جانب الغرفة بعيداً عن الباب الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وقع الضربات المتتالية. وبعد عدة لحظات , إنهار الباب الخشبي كلياً مرسلاً سيلاً من الشظايا الخشبية الصغيرة إلى داخل الغرفة , تبعها شيء بدا مألوفاً , بالرغم من كونه من المفترض أن يكون ميتاً. تقدم الطفل الذي أطلق عليه (لورانس) إسم (جوني) إلى الداخل , وكانت في إستقباله مقلاة قام (آرثر) بإلقائها لتصطدم بمقدمة رأسه , مما جعله يندفع غاضباً مزمجراً بإتجاه الأخير. كانت هذه هي الفرصة التي ينتظرها (لورانس) الذي إنطلق بسرعة وهو يمسك بيدي (أمورا) و (يوهانا) بقوة , تاركين وراءهم شابين مرهقين بمواجهة كائن لا يمكن قتله. ----------------------------------- تقدم (لورانس) موقفاً (يوهانا) قبل أن تحاول الإندفاع عبر الباب الذي كان موارباً: " إنتظري! لا تندفعي للداخل هكذا , نحن لا نعلم مالذي يمكن أن نجده بالداخل. دعيني أدخل أولاً." لم يكن (لورانس) بهذه الشجاعة والشهامة عادةً , مما جعلها ترفع أحد حاجبيها بدهشة , ولكنها لم تعترض. وضع الشاب المتردد يده ببطء على مقبض الباب المعدني البارد , وبحذر شديد , قام بفتح الباب الخشبي بينما راقبه من الخلف زوجان من الأعين المتوجسة. يبدو أن ثلاثتهم كانوا على إستعداد للركض في حال وجود شيء لا يسر بالداخل. ولكن الغرفة كانت صامتة صمت القبور , ما زالت كما تركتها (أمورا) آخر مرة. دلف ثلاثتهم إلى الداخل دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة, لم يكونوا بحاجة للكلام ليعرفوا بأنهم جميعاً يفكرون في ما يجري مع (نويل) و (آرثر) بالأسفل. "ليس هناك خيارٌ آخر", أقنع (لورانس) نفسه, "كل ما أستطيع فعله الآن هو الإنتظار." إن (آرثر) رامٍ بارع وإن لم يظهر عليه ذلك. لم يصبح ضابطاً في هذه السن الصغيرة من فراغ, لذا فلا داعي لأن يشكك في قدرته على مواجهة طفل أصغر منه حجماً. ولكن لسببٍ ما, كان حجم الطفل يحمل في طياته أضعاف القوة التي يفترض أن يمتلكها جسم ضئيل كهذا. محاولاً إلهاء نفسه بأي شيء يشغله عن التفكير, تقدم (لورانس) ليلقي نظرة على ساعة صغيرة إستقرت على إحدى الدواليب التي حملت عدداً من التحف الصغيرة. كانت عقاربها المتوقفةُ تشير إلى الساعة الواحدة ظهراً. بنظرة سريعة وجد أن ساعة يده تشير الى العاشرة مساءاً. لابد من أن الساعة الصغيرة تحتاج لإعادة معايرة , حملها بيده وأخذ يُقَلبها باحثاً عن طريقة لفعل ذلك. " (أمورا) , (يوهانا) , كم الساعة الآن ؟ هذه الساعة العتيقة مصابة بالخرف الوقتي , وأريد أن أتأكد من الوقت الصحيح لإصلاحها". " إنها تمام الثانية عشرةَ ظهراً". " الساعة السابعة مساءاً وعشرون دقيقة". نظرت الفتاتان لبعضهما بحركة سريعة , بينما توقف (لورانس) عما كان يفعله ورفع عينه لينظر إليهما بدهشة. ----------------------------------- تردد صدى صوت الخطوات الثقيلة وهي تصعد السلم الرخامي للدور الثاني, كان (نويل) يسير ببطء بينما إستند على كتف (آرثر) ليحفظ توازنه. لم تكن معركتهم القصيرة مع الكائن بسوء سابقاتها حيث فقد عنصر المفاجأة خلال هجومه, ولكنه نجح في إصابة (نويل) في جانبه الأيسر. لم تكن إصابة بليغة ولكنه كان يتألم عندما يتحرك مما دفع (آرثر) للتوقف كل بضعة درجات ليسمح له بإلتقاط أنفاسه. "هل تتوقع أنهم بخير؟", تمتم (نويل) بذلك وهو يعتصر خاصرته بألم. "أعتقد ذلك, إلا إن كان حظنا خرافي السوء, وكان هناك أكثر من واحد من هذه الكائنات." "مالذي يجري هنا يا (آرثر)؟ لا أستطيع التفكير بأي تفسير منطقي ولكنني أجد نفسي منشغلاً أكثر بالتفكير في طريقة تخرجنا من هنا.." "لا أعتقد أن هذه هي المشكلة الوحيدة التي نواجهها حالياً, لا تنسى بأن (ساي) ما زال مفقوداً, وأنا لن أخرج من هنا قبل أن نجده.", قالها (آرثر) بحزم قبل أن يردف بخفوت: "لقد كان سعيداً عندما قدمنا إلى هنا, كان يغني ويلتهم الحلوى كطفل كبير, ولكن رأسي مليء بأفكار وصور سودواية عنه الآن..." "لحظة..(آرثر)...؟", قاطعه (نويل) بحيرة. "هممم؟ ماذا؟" "كيف عرفت بأن (ساي) كان يغني ويلتهم الحلوى؟ لقد وصل إلى هنا معنا وليس معكم!" ----------------------------------- "ما هذا الهراء؟!" هتف (لورانس) بذلك في وجه الفتاتين المندهشتين ووجهه يحمل علامات الغضب والدهشة معاً. "هذا ليس مضحكاً يا فتيات, من الواضح بأن إحداكن أتت إلى هنا مرتدية ساعةً بالية!" وضعت (أمورا) يديها على خاصرتها وهي تقول بحنق: "هل تظنني بهذا الغباء؟!", بينما إكتفت (يوهانا) برفع ساعدها أمامه ليرى الساعة بنفسه. "حسناً...شيء غريب آخر, يالسعادتي...-دفع (لورانس) شعره للخلف بعصبية قبل أن يردف-...لو كنا في وضع مختلف لقلت بأن هذه مجرد مصادفة, ولكن مع أخذ ما يجري حولنا في الإعتبار, لا أعتقد بأنها كذلك. كل ما أتمناه الآن هو أن لا يزداد وضعنا سوءاً." تقدمت (أمورا) نحو (لورانس) وقامت بمواجهته وهي تقول بحزم: "لن أدع هذا يحصل!". نظر إليها (لورانس) بعينه الزرقاء الواحدة ملياً ثم انفجر ضاحكاً. "يا إلهي, منذ متى كانت (أمورا) بهذه الشجاعة؟ أعتقد بأن هذا يقع من ضمن الأشياء الغريبة التي تحدث فقط في هذا المنزل." عقدت (يوهانا) ساعديها وهي تنظر إليه ببرود: "الفتاة المسكينة تحاول أن تخفف عنك كي لا تفقد عقلك الصغير جرَاء التفكير, وأنت تستهزئ بها!". لم تسنح الفرصة لـ(لورانس) كي يقوم بالرد, حيث تحرك باب الغرفة مصدراً صريراً خفيضاً ليظهر خلفه كل من (نويل) و (آرثر) وهما يدلفان بصمت وعلامات الإرهاق بادية عليهم. إندفعت (أمورا) نحو (نويل) وهي تهتف بإسمه بذعر, بينما لم تضيع (يوهانا) وقتاً في السؤال عما حدث وأسرعت تساعد (آرثر) في وضع (نويل) المصاب على الأريكة. أما (لورانس) فقد أنطلق تجاه الباب وأحكم إغلاقه بالمفتاح الذي أخذه من (أمورا) تحسباً لأي مفاجأت غير سارة من الطفل الذي يبدو أنه لا يموت. ----------------------------------- "...وهكذا, تمكنا من "قتل" الكائن مجدداً, ولكنه على الأغلب سيعود مرة أخرى. إنه لا يبقى ميتاً على ما يبدو..", أنهى (آرثر) كلامه بعد أن شرح لهم ما حصل في الأسفل, كان الجميع يستمعون إليه بصمت لم يقطعه سوى صوت طرقات حذاء (لورانس) العصبية على أرضية الغرفة الخشبية. يبدو أن أعصاب (لورانس) الملتهبة بطبيعتها لا تستطيع تحمل الأحداث التي تجري حولهم. لحسن حظ (نويل) فإن إصابته –التي أصرت (أمورا) على تفحصها-لم تكن جرحاً ولكن كانت هناك كدمة قاتمة اللون فوق خصره. وحيث أنه كان نائماً على الأريكة كان البقية يتكلمون بصوت خفيض خشية إيقاظه. "أوه يا (نويل), إبن عمي المسكين..." "...ما يحصل لا يجعلني متفائلاً أبداً حول مصير (ساي).." "مالذي سنفعله الآن؟ لا يمكن أن نبقى هنا للأبد.." "هناك شيء غريب يحدث هنا.", قالها (آرثر) وكأنه يفكر بصوت مسموع. "نعم, من الجيد أنك لاحظت ذلك! هذا المكان بأكمله غريب!", كانت الجملة الغاضبة الساخرة قادمة من (لورانس), بالطبع. "ليس هذا ما أقصده... –إستدار (آرثر) ليواجه الجميع قبل أن يكمل-...قبل قدومنا إلى الغرفة كنت أُحدث (نويل) عن سعادة (ساي) عند وصولنا إلى المنزل, ولكن (نويل) يُصر بأن (ساي) لم يأت معنا إلى هنا بل جاء معه ومع (أمورا)..." قالت (يوهانا) بحيرة: "ولكنني أتذكر..بأن (ساي) كان معنا. لقد كان يتسابق مع (لورانس) للوصول إلى أعلى التل, كان يبدو متحمساً جداً..." "لحظة..!", لم يدعها (لورانس) تكمل جملتها, "أنا لا أتذكر ذلك! كل ما أتذكره هو قدومي معك ومع (آرثر)! لابد من أن أحدكم مصاب بالخرف أو أنكم تمزحون." "يا إلهي يا (لورانس)! كيف لا تتذكر ذلك؟ إن ذاكرتك في حالة يرثى لها!" تجاهل (آرثر) الجدل العقيم الدائر بين (لورانس) و (يوهانا) وتوجه نحو (أمورا) لسؤالها عن من قَدِمَ معها لولا أن لاحظ النظرة البائسة الخاوية التي ملأت عينيها وهي تنظر إلى (نويل) النائم, مما جعله يطبق فمه ويتراجع عن ذلك. لابد من أنها عانت الأَمَرين منذ وصولها إلى هنا, الفتاة المسكينة. ----------------------------------- "أشعر بالجوع..." غمغمت (يوهانا) بكئابة وهي تضم ساقيها إلى صدرها بينما انسدل شعرها الأحمر القصير على وجهها. كان هذا هو الوقت الذي يقوم فيه (لورانس) عادةً بالرد عليها واصفاً إياها بالدب القطبي السمين, ولكن الأصوات المنبعثة من بطنه أظهرت بأنه يشاركها هذا الشعور. (نويل) الذي استيقظ منذ فترة كان يشعر بالجوع والعطش أيضاً, مما جعل (آرثر) -الذي يشعر بأنه مسؤول عن سلامة الجميع- يفكر في النزول للبهو وإحضار حقيبة (يوهانا) المليئة بالطعام والتي نسوها تماماً إلى هذه اللحظة. ولكن لابد له من إصطحاب شخص آخر معه. "أنا! أنا سأذهب معك!". قفزت (أمورا) متطوعةً للذهاب معه بلهفة بعد أن شرح لهم (آرثر) خطته, مما جعل الأخير ينظر لها بتساؤل. "ولكن (أمورا)... هل أنت متأكدة؟ لا يمكن لي أن أضمن لك عدم مهاجمة ذلك الكائن لنا مرة أخرى." "لا مشكلة, ذلك الكائن قد يهاجمني هنا أو هناك. أنا لا أتوقع أي ضمانات." الـــســـاعـــة الـــرابـــعـــة -إنتهى- مالذي يكمن خلف الأبواب المغلقة؟ هل نجد خلاصاً ينتظرنا أم هلاكاً يتربص بنا؟ |
دخول متقطع .
|
|
|