|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
11-05-2022, 09:16 AM | #6 |
عضوة مميزة
|
الدعـــاء من الكتــــ📖ـــاب و الســــنـــة
الدعاء الرابع عنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهم أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتِي ، قَالَ : قُلْ : "اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيرَاً ، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي , إنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " متفق عليه المفردات: ▪️(ظلمت نفسي ) الظلم: وضع الشيء في غير محلّه، وهو على مراتب: أعلاها الشرك، ويندرج تحته الذنوب الكبيرة والصغيرة ▪️(فاغفر لي ) الغفر: الستر والتغطية، مأخوذة من المغفر، وهو الذي يوضع على رأس المحارب لحمايته من الضرب، فهو وقاية وحماية ▪️(الغفور ) اسم من أسماء اللَّه الحسنى العظيمة، وهو من أبنية المبالغة؛ لأنه يفعل ذلك بعباده مرة بعد مرة إلى ما لا يُحصى 👈🏼والمعنى: الذي يكثر منه ستر الذنوب لعباده المؤمنين، والتجاوز عنها. ▪️(الرحيم ) اسم من أسماء اللَّه الحسنى الكريمة الدالة على كثرة الرحمة، والتعطف على عباده المؤمنين وفي تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه هذا الدعاء إشارة إلى إيثار أمر الآخرة على أمر الدنيا الزائلة، وخصّ الدعاء بالصلاة؛ لأنها بالإجابة أحقّ، فهي محلّ المناجاة بين العبد وخالقه، فيجدر بنا العناية به استناناً واقتداءً بالحبيب صلى الله عليه وسلم الشرح : هذا الحديث عظيم القدر، من تدبَّره وتمعَّن فيه ظهر له من جلالته؛ لأن فيه الاعتراف بغاية التقصير، والإقرار بنهاية الكمال لله تعالى، وطلب العفو، والتجاوز الموصل إلى حصول النعيم الأبدي. ((اللَّهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً)) هذا اعتراف من العبد إلى ربه بالتقصير بملابسته ما يستوجب العقوبة أو النقص، وإن الإنسان لا يعرى عن التقصير ولو كان صدّيقاً. ((ظلماً كثيراً))، أكده بالمصدر، ووصفه زيادة في التذلّل والخضوع للمولى سبحانه وتعالى وهذا تعليم للداعي أنه ينبغي حالة دعائه أن يظهر غاية التذلّل والخضوع لربه؛ فإن ذلك أقرب للإجابة، وأكثر ثواباً وجزاء. وفيه دليل على أن الواجب على العبد أن يكون على حذر من ربه تعالى في كل أحواله، وإن كان من أهل الاجتهاد في العبادة ، إذ كان الصدِّيق مع موضعه في الدِّين لم يسلم مما يحتاج إلى الاستغفار إلى ربه تعالى منه ، فمن باب أولى من كان دونه. ((ولا يغفر الذنوب إلا أنت)) أي لا أحد يقدر على ستر الذنوب، والتجاوز عنها إلا أنت وحدك، ففيه الإقرار بالوحدانية للَّه تعالى، واستجلاب المغفرة منه. ((فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني)) دلّ تنكير ((مغفرة)) على أن المطلوب غفران عظيم ، ووصفه بكونه من عنده - سبحانه وتعالى - بيان لذلك العظم؛ لأن الذي يكون من عند اللَّه تعالى لا يحيط به وصف والمعنى: هبْ لي مغفرة تفضلاً، وإن لم أكن لها أهلاً بعملي؛ لهذا أضافها إليه ((من عندك)) فإنها تكون أعظم وأبلغ، فإن عظم العطاء من عظم المُعطي وقدّم ((ظلمت نفسي)): وهو الاعتراف بالتقصير والذنب على سؤال المغفرة (فاغفر لي ) أدباً جميلاً، كما قال ذلك أبوانا: آدم وحواء: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ} ولا يخفى حسن ترتيب هذا الحديث، حيث قدّم الاعتراف بالذنب، ثم الوحدانية، ثم سؤال المغفرة؛ فإن الاعتراف بذلك أقرب إلى العفو والثناء على السيد بما هو أهله، وأرجى لقبول سؤاله. ((إنك أنت الغفور الرحيم)) إنك أنت مشعر بالتعليل، أي اغفر لي، وارحمني لأن من دعاك يا ربنا، ولجأ إليك، وسألك المغفرة والرحمة، تغفر له وترحمه؛ لأنك كثير المغفرة، وكثير الرحمة بنا يا ربنا 🎗فتضمّن هذا الدعاء الجليل توسلين عظيمين: 1⃣ توسل بظلم النفس بتقصيرها وضعفها وهو من التوسّلات الجليلة التي يحبها اللَّه - عز وجل - 2⃣ توسّل بأسماء اللَّه تعالى الحسنى ولا يخفى حسن المقابلةً في السؤال والطلب فـ (اغفر لي) مناسب (للغفور) و (الرحيم) مناسب لـ (وارحمني)، وهو مناسب لما أمر اللَّه تعالى به في الدعاء بأسمائه الحسنى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} 💭قال الكرماني: هذا الدعاء من الجوامع؛ لأن فيه الاعتراف بغاية التقصير، وطلب غاية الإنعام، فالمغفرة بستر الذنوب ومحوها، والرحمة إيصال الخيرات ودفع النقمات ففي الأول طلب الزحزحة عن النار(اغفر لي) وفي الثاني طلب إدخال الجنة(وارحمني) وهذا هو الفوز العظيم المرجع شرح الدعاء من الكتاب والسنة سعيد بن وهف القحطاني |
لا تختلط بأكملك مع الناس أحتفظ لنفسك ببعض منك... المدونة....https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1779 |
|
|