|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
11-13-2022, 08:13 AM | #11 |
عضوة مميزة
|
الدعـــاء من الكتــــ📖ـــاب و الســــنـــة
الدعاء التاسع {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [ آل عمران : 8] المفردات: ▪لا تزغ 👈🏼الزيغ: الميل عن الاستقامة والانحراف عن الحق ▪الوهاب: اسم من أسماء اللَّه تعالى الحسنى من صيغ المبالغة، والهبة هي: ((العطية الخالية عن الأعواض والأغراض)) الشرح: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} صدروا دعاءهم بربوبيته تعالى التي هي أفضل وأعلى الغايات، وهو استقامة القلوب على ما يحبه اللَّه تعالى ويرضاه، والثبات على ذلك ↩فقالوا: يا ربنا، ويا مدبر أمورنا، لا تُمِل قلوبنا بعد الهدى الذي أنعمت به علينا توسلوا بسابق إحسانه وإنعامه بعد التوسل بربوبيته دلالة على أهمية مطلبهم لربهم، وأنهم في تضرع كبير لهذا المطلب المهم ⬅فتضمّن هذا المطلب الجليل سؤال اللَّه تعالى الثبات على الدين القويم، والصراط المستقيم الذي عليه النجاة في يوم الدين، ولا يكون ذلك إلا بالتوفيق من اللَّه تعالى رب العالمين. لهذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم -: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)) صححه الألباني ↩وجاء عنه صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ)) مسلم {وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً} ومن جميل تضرعهم وتوسلهم سألوا اللَّه تعالى بلفظ الهبة إشارة إلى أن ذلك منه تعالى تفضل محض دون شائبة وجوب عليه سبحانه وتعالى وسألوا ربهم {رَحْمَةً} بالتنوين والتنكير دلالة على التفخيم والتعظيم أي رحمة عظيمة واسعة شاملة التي تقتضي حصول نور الإيمان والتوحيد والمعرفة في القلب، وحصول الطاعة في الجوارح والأركان. 💭فالرحمة من آثارها التوفيق، والدوام على الهدى في الدنيا، والنعيم الأبدي في الآخرة؛ ولهذا كثرة الأدعية في كتاب اللَّه لهذا المطلب الجليل. {مِنْ لَدُنْكَ} جُعلت الرحمة من عنده؛ لأن تيسير الأسباب منه جل وعلا تفضلاً وتكرماً، وفيها معاني التعظيم والإجلال للَّه تعالى، وهذا من حسن دعائهم، وأدبهم مع ربهم - عز وجل - التي ملأت قلوبهم حباً وتعظيماً له - جل جلاله -. {إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ} عللوا طلبهم، وأكَّدوه بخصوصية الهبة المطلقة الكاملة للَّه تعالى، التي لايعدّها عادٌّ، ولا يحدّها حادّ، إيماناً منهم بكمال صفاته تعالى، ومن جملتها هباته تعالى؛ لأن هبات الناس بالنسبة لما أفاض اللَّه تعالى من الخيرات شيء لا يُعبأ به. وقالوا في الآية التالية: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ} حيث استحضروا عند طلب الرحمة أحوج ما يكونون إليه، وهو يوم تكون الرحمة سبباً للفوز الأبدي، فأعقبوا بذكر هذا اليوم دعاءهم كأنهم قالوا: وهب لنا من لدنك رحمة، وخاصة يوم تجمع الناس الفوائد المستفادة تضمنت هذه الدعوة المباركة كثيراً من المنافع والفوائد: 1⃣ أن سؤال اللَّه تعالى الثبات على الإيمان هو أعظم مقاصد الشارع المطلوبة. 2⃣ ينبغي للعبد أن يستحضر دوماً نعم اللَّه تعالى عليه، وخاصة نعمة الدين. 3⃣ أهمية التوسل إلى اللَّه تعالى بنعمه {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}. 4⃣ إنّ الإنسان لا يملك قلبه؛ لأنه بين إصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبه كيف يشاء، فيسأل اللَّه ألاَّ يزغه 5⃣ أن التخلية تكون قبل التحلية، يعني يُفرغ المكان من الشوائب والأذى، ثم يطهر، دلَّ عليه قوله: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا) ثم قال: {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً}. 6⃣ أن العطاء يكون على قدر المعطي؛ لقوله تعالى: (وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً)، هذا من باب التوسل بحال المدعو، ومن باب التوسل بصفات اللَّه عز وجل 7⃣ أن كل الخلق لا غنى لهم عن دعاء ربهم - عز وجل - في جلب المنافع، ودفع المضار. فبعد هذا الوصف الجميل لهم، يجدر بالعبد السالك إلى طريق اللَّه المستقيم أن يحرص على هذه الكلمات اليافعات، والدعوات المباركات، ويستحضر هذه المعاني، والمطالب العالية المرجع شرح الدعاء من الكتاب والسنة سعيد بن وهف القحطاني |
لا تختلط بأكملك مع الناس أحتفظ لنفسك ببعض منك... المدونة....https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1779 |
|
|