عند كايت الذي كان يسير خلف عائلته في منزل جده بانزعاج شديد بينما يداعب الهواء البارد خصلات شعره قالت مايا و هي تفرك يديها ببعض: إن الجو يصبح أكثر برودة مع مرور الوقت
أمسك لاري بيدها ليضعه في جيب معطفه الأسود ليقول لها: لذلك أخبرتك أن تمسكي بيدي لكنك اعتقدت أنني أتدلل
قالت مايا: لكنك تفعل ذلك طوال الوقت
قالت ليدي: حقا أبي أنت تتصرف كما لو أنك أصغر منا سنا
قال لاري: ماذا؟ هل تقصدين بأني عجوز ليدي؟ والدك ليس عجوزا ابنتي الحبيبة أنا حتى لم أنهي عقدي التاسع
ضحكوا جميعا على النبرة الطفولية و المدعية الحزن الذي تحدث بها ليقول تيم: صحيح متى هو عيد ميلادك كايت؟
رفع كايت نظره عن الأرض التي ملت تحديقه بها لينظر إليه بهدوء و يقول: اليوم الأول من فبراير
قال بريس باندهاش: حقا؟ هذه المرة الأولى التي أسمع بها هذا الكلام
قالت ماري: صحيح لم نحتفل و لو مرة واحدة بعيد ميلاد أخي لماذا يا ترى؟
نظر الوالدين لبعضهما بهدوء يفكران في إجابة لذلك السؤال الموجه إليهما ليقول كايت بهدوء: أنا فقط لا أريد الاحتفال بذلك فأنا كبرت كما ترون
قال جيمي: أتقصد أن هذا فقط للصغار؟ إذا ربما يجدر بنا التوقف عن الاحتفال بعيد ميلاد أبي فهو كبير أيضا
قال لاري بحزن مصطنع: و ما شأني في هذا إن كان هو لا يريد الاحتفال؟ أنتم قاسون حقا يا أبنائي لا أذكر أنني ربيتكم هكذا أبدا....مايا انظري ماذا يقولون عني
ضحكوا من جديد على تصرفات والدهم المرحة ليرفع كايت بصره للسماء و هو يقول في نفسه: ذلك اليوم يوافق ذكرى وفاة أمي لا أستطيع الاحتفال به و هي غير موجودة
خيم الحزن عليه ليشعر بنظرات تيم المحدقة به بشيء من الحزن و هو يمسك بطرف معطفه ليبتسم له كايت و يبعثر شعره بهدوء ليبادله الابتسام وصلوا للغرفة المطلوبة ليرحب بهم عمهم و جدهم بمرح شديد تلاقت عيني كايت بعيني جده المبتسم لإخوته ليحدق فيهما بانزعاج شديد اقترب عمه منه ليقول بمرح شديد: لم أرك منذ فترة كايت كيف هي أمورك؟ سمعت أن زواجك سيكون قريب
قال كايت: أنا بخير يا عمي
قال الجد: ألن تلقي التحية عليّ أيضا؟
لم يجبه كايت بأي شيء ليقول لاري بقليل من الارتباك: هو متعب قليلا من العمل لذا لا توليه اهتماما كبيرا كيف هي صحتك الآن؟
قال الجد: أنا بخير كما ترى لكن المسألة لا تزال قائمة و كايت بالتأكيد فكر في الأمر
نظر لاري باستغراب لكايت الذي لم يتحدث بأي شيء ليقول: هل تحدثتما معا من قبل؟
قال الجد بتعجب مصطنع: ألم يخبرك كايت؟
قال لاري: بماذا يا أبي؟
قال الجد بابتسامة: قررت وضعه في منصبي بما أن لا أحد قبل أي الاقتراحين
نظر لاري و شقيقه لوالدهما باندهاش بينما صدمت مايا التي تعرف عن الأمر للمرة الأولى و الصغار بالكاد يعرفون ما يجري فهم يلعبون مع كيفن في ركن بعيد عنهم قال العم: أبي ألا تعتقد بأنك تستبق الأحداث قليلا؟
قال الجد: لا أعرف متى سأموت لذا يجدر بي أخذ التدابير من الآن
صمت الجميع لوهلة لينظر الجد لكايت بابتسامة نصر لتزاح فور قول كايت بانزعاج: و أنا رفضت عرضك هذا أليس كذلك؟
قال الجد: لا أذكر بأنني سمعت ذلك أبدا
شعر كايت بالغضب الشديد لتصرفاته الغير مبالية بخياراته غضبه ذاك ولد قوة كبيرة حطمت زجاج النوافذ الكبيرة الموجودة في الغرفة الملون بدأ الأطفال بالصراخ و مغادرة الغرفة مع مايا جرح الجد بشيء من تلك القطع المتناثرة في أرجاء الغرفة ليثير أعصابه أكثر و يقول: لو اخترت هذا الطريق سأجعلك تترك عملك هذا كايت
قال كايت بغضب شديد: لا أهتم لذلك افعل ما تشاء لكنني لن أصبح الرئيس التالي لهذه العائلة أبدا
قال الجد: أنت حقا أسوأ من والدتك المزعجة لا أعرف لماذا اخترتها زوجة لابني
أزعج ذلك كايت كثيرا لتتحول تلك القطع المنثورة في اتجاهه أوقفها لاري بسرعة لينظر لكايت الغاضب بشدة الغير مدرك للوضع الذي هو فيه الآن غادر الغرفة بانزعاج كبير حتى أنه لم يلتفت لنداء مايا القلقة عليه قال العم: هذه المرة الأولى التي أراه غاضبا هكذا
قال لاري: تعلم أن موضوع والدته يزعجه كثيرا لماذا حاولت زيادة غضبه؟
قال الجد و هو ينظر بانزعاج للاري: هل تريد لومي في ما حدث لاري؟ تعرف أن تربية والدته هي السبب وراء تصرفاته
انزعج لاري من كلماته لكنه لم يعبر بأي شيء ليغادر الغرفة و يلتقي بمايا التي تنظر إليه بقلق شديد رأت الغضب يتجسد في عينيه لتقترب منه و تمسك بيده علها تستطيع تخفيف ذلك الغضب العارم داخله ليقول: أحتاج بعض الوقت بمفردي مايا
قالت مايا: لن أدعك تبقى وحدك لاري ستتصرف بجنون لو فعلت
نظر إليها بعيونه المليئة بالغضب ليس فقط من والده بل من نفسه أيضا لتقابلها بعيون حانية هادئة ترغب بإزالة ذلك الغضب احتضنته بهدوء لتقول: لا عليك لاري كل شيء على ما يرام حسنا؟
وضع رأسه على كتفها عله يهدأ قليلا غادر الجد برفقة ابنه الغرفة ليسير بهدوء في الممر متجاهلا لاري و زوجته بينما توقف شقيقه لينظر إليه بهدوء و يقول: آسف على ما حدث اليوم لاري
ابتسم لاري بهدوء و قال: لا عليك لا أحد يلومك على ما حدث
بادله الابتسامة ليقفوا معا يتحدثون في شيء ما
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:16 AM