••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > قصص قصيرة


يد مبتورة

قصص قصيرة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-2020, 07:06 PM   #1
Cook ur dream
عضو مميز


الصورة الرمزية Cook ur dream
Cook ur dream غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 92
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 2,225 [ + ]
 التقييم :  321
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Ivory
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الفضي يد مبتورة





ألكساندرا مرت من هنا
ارينى المزيد من ابداعك


يد مبتورة

اسقط ..ثم انهض...

اهرول و بلحظة انهاك اقف ثوان...

أحكم قبضتي على كف ذاك الصغير الذي يجاورني و بؤبؤتي تجوبان طريقا للهروب

لكن أين و المدافع تجوب الطرقات و السيوف و البنادق تبحث عن فريسة بشغف؟!

تحركت شفتاه الصغيرتان و الرجفة تسري في مجرى عروقه: أخي، أنا خائف.

الغضب يتملكني، لم الأيام تجعل من قلب هذا الصغير يدرك ما ينطقه ..خوف و هلع ..!
شددت على يده علَّه يلتمس الأمان و قلت: لا تخف سايمون ، أنا هنا معك ..لن أدع أحداً يقترب منك .

تلفتُّ يمنى و شمال و اتجهت راكضاً نحو الميمنة هارباً من هذا الجحيم الذي تطالنا نيرانه دوماً و لو بشظاياه الحارقة..!

و هنا ..ظهر ملثَّمٌ بالسواد رافعا سيفه فاتحاً باعه ..ناويا زهق الأرواح كعادته

احتضنت أخي بسرعة مراوغاً مسرعاً في سلك سبيلي اللامعلوم ،داعيا بسري أن ينتهي الأمر على خير إن وجد ...

أنحني مع المنعطفات ...
أدير وجهي للخلف و أشد على قميص صغيري الفاحم خوفاً من وصول الضرر له ..

لكني لم أتخيل ...
لم أتصوَّر ...
و لم يطرق بوابة ذهني اللاواعي أنني...سأرى دماءً تتطاشر أمامي ...منبعها ذراع من أحتظن ..!

اعتلت صرخته و بدى لحن بكاءه ، بينما أنا ...
سقطت جالساً أمعن النظر ...

في ما فعله رافع السيف المدمى ، ابتسامته تعلوا ثغره ..
لا أثر للرحمة ..و لا أثر للشفقة ...!!!

أيُّ بشرٍ هؤلاء ..؟!

اخترقوا حواجز بلادي ، سلبوا ..نهبوا...قتلوا أهل موطني ...

و الآن، بتروا ذراع طفل في الخامسة لينبع الدم كالميزاب منه...!

توسع حدقتاي المذهلة من صدمة ما وقع كان طبيعة ردة فعلي ، تمسكت بجسد سايمون أكثر بيسراي ..
لأرفع يسراه الواقعة على بلاط البسيطة أمامي بيمناي ...

سمعت ما قال بين أناته الهادئة بعد دقائق نواح بريئ : مؤلم..جدا..كايروا..

أسدل جفنيه ليطير مني العقل ...
بدأت أهزه بعنف ، أستغيث من نوائب الدهر و أنا أكرر اسمه بهلع: سايمون..سايمون ..أخي ، استيقظ ...

كان نبضه ينبئني بحياته الباقية ، إنما رؤية يده ...ذراع عزيزي التي فصلت عن جسده ...لم تترك لي مجال الفهم ...!

صرخت صرخة طفيفة إثر شد خصلات شعري ، كان يواجهني رجل بزيه الزيتي الكاتم ، و كلماته لرفيقه تتردد بنشوةِ انتصار : لقد حظيت بشرف الطفل فاترك لي هذا ...أحتاجه .

أومأ مقابله إيجابا مبديا موافقته ببرود : إنه لك .

بدأ يجرني و يبعدني عن سايمون
..عن أخي الصغير الذي وعدته بأني لن ادع أحداً يمسه ..

حاولت بشتى الطرق أن أفلت و أعود له ، و كل ذلك دون جدوى ...

كل ما لدي هو ذراع يتوجب علي الحفاظ عليها لأعيدها له...

سأعيدها بجسده..هذا هو الوهم الذي حاصلٌ لي الآن ..!

و فجأة ، اشتعلت نارٌ حول سايمون ...

أخي يشتعل ..!!

كيف فعلوا ذلك ..؟!

الان أفلت من قبضة من أمسكني ،
و هرولت زحفا نحو روحي التي باتت تحترق بين نيران الظلم ...


نظرت نحوه...
لا أرى شيئا ، لا عينيه الخشبيتان
و لا ملامحه التي طالما شابهتني
و لا جسده الصغير الذي يلتم جانبي في كل آن ..

لقد اشتريت له الحلوى ، و جهزت لعيد مولده ...
و بشرت نفسي بأن صغيري سيتناسى ألم يتمه

لكنه لحق بوالديه ...
ليبلغهما رسالة الظلم

و لم يبق لي...

إلاَّ ما بيدي ...

*يدٌ مبتورة* تحمل رائحة عبيره


 
التعديل الأخير تم بواسطة وَتِين؛ ; 05-07-2020 الساعة 12:47 AM

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:21 AM