••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > قصص قصيرة


أُقصوصة متناغمة | قصة بين الحب والحريمة

قصص قصيرة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-19-2020, 03:20 PM   #1
ألكساندرا
كبار شخصيات


الصورة الرمزية ألكساندرا
ألكساندرا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 47
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 27
 المشاركات : 14,441 [ + ]
 التقييم :  20269
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Pink
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الذهبي أُقصوصة متناغمة | قصة بين الحب والحريمة










كانت مشابهة القطة تلك تحبو بخفة داخل انابيب التهوية لذلك المتحف دون ان تصدر اى صوت، حتى وصلت لتلك الفتحة ونزعت سياجها بحذر، ثم نزلت بخفة لا متناهية بقفزة رشيقة..
اخذت تنظر لتلك المجوهرات التى حولها بسعادة كبيرة،ثم تحركت بسرعة، وبدأت بلمها داخل كيسها القماشى الكبير.

وبعد دقائق كانت عائدة بنفس طريقها، لتصل نهاية الى طرفة الموصل للشارع الخلفى ،كانت تنزلق بسرعة،لتصرخ عندما رأت بصيص من النور: هاااااى انا قادمة.
فجأة التقطتها يدانً قويتان فابتسمت بعذوبة ثم تتمتم وهى تنظر بوجه ملتقطها:"ادى" لقد جمعت الكثير، أنظر لقد امتلئ الكيس.

فأنزلها برفق ليختطف شخص اخر الكيس من يدها وهو يقول بسعادة غامرة:واو ،كم انت موهوبة بالسرقة "نانا".
فأومأت برأسها بسعادة ،فتمتم من بيده الكيس :واو انظروا انه يساوى الملاين.

ثم نظر لأحد الذين بجواره قائلا:أليس كذلك "مايك"
فنظر له المدعو مايك قائلا بقلق:لنذهب من هنا قبل ان يكتشفنا احد.
فقال ادى بهدوء: هيا بنا.

وعندما تحركوا صدر صوت من التى خلفهم شبيه بصوت اصطدام الاموال المعدنية ببعضها ،فالتفتوا جميعا للخلف ليتفاجأوا بها تخفى يديها خلف ظهرها بغموض ،فرفع مايك حاجبه قائلا بشك:ما الذى تخفينه خلف ظهرك ..؟؟
فقالت بخوف وقد شحُب وجهها:أ..لا شىء ...!!

فاقترب من اخد كيس المجوهرات منها قاصدا تفقدها،فتراجعت للخلف بخوف وهى تتمتم برعب:أ..ليس معى اى شىء..، صدقنى "راى".

فقطب حاجباه وهوا واقف امامها يقول بغضب:أعطنى ما تخفينه ايتها اللصة.
فنظرت لذهبى الشعر ثم قالت بخوف:جون اجعله يبتعد عنى.
فقال المدعو جون مؤيدا لهم:هذا سىء نانا، ألم اقل لك ألا تأخذى ما ليس لكٍ.
فترقرقت الدموع بعينيها البريئتين،ثم قالت بحزن :انه جميل جدا اريد الاحتفاظ به.

حينها صوب ادى نظراته المرعبة تجاهها ،وقال بغضب:ستكشفين امرنا ايتها المختلة.
فأمسك راى بها وأخذ العقد من خلف ظهرها ثم دفعها للارض بقوة.

أخذت تبكى بحزن ،فقال جون بهدوء وهو يقترب منها:نانا هذا ليس وقت البكاء ،سنتكلم بالمنزل
ثم امسكها من يدها وجزبها فوقفت وسارت خلفه
فقال مايك بكره ،وهو ينظر لها:لا اصدق أنها فى السابعة فقط اظنكم مخطأين


كانو جالسين على طاولة الطعام بأيديهم قطع البيتزا يتكلمون بسعادة،فدخلت نانا للمطبخ راكضة ثم قالت بمرح:هاى انا جائعة ،انتظرونى.
فنظر لها راى ،وقال بضجر:هاى انت ليس عليك تناول الطعام ،عليك الحفاظ على رشاقتك لتتمكنى من العبور بأنابيب التهوية.
فذمت شفتيها بحنق،وترقرقت الدموع بعينيها،لتتمتم بحزن وهى تنظر لادى الجالس قبالتها:ادى انا جائعة.

فأمسك ادى بشريحة من البيتزا وناولها اياها ،ثم قال بحزم:والان عودى للغرفة بسرعة.
فإنهمرت دموعها بعجز وسارت ببطئ منفذة امره.
فقال جون بحزن بعدما خرجت، مشفقا عليها:توقفو عن هذا ،ما ذنبها هى!
ألقى مايك القطعة التى كانت بيده بعلبة البيتزا عاجزا عن ابتلاعها ليقول بحقد وهوا ينظر لجون:اقسم اننى سأجعلها تدفع ثمن جميع اخطاء تلك اللعينة..!

فقال جون بسرعة وهو يضرب الطاولة بقبضته:لايمكنك معاقبة شخص، على اخطاء لم يرتكبها هو ،لقد انتقمتم من تلك اللعينة، لذا دعو هذه المسكينة وشأنها ما ذنبها بأمر انقضى منذ سنين ..؟؟
فقال مايك بحقد وهو يحدق بالفراغ:ذنبها انها عاشت ولم تنقلع معها.
فنظر جون للجالس بجواره ثم قال بضجر:بيرث قل شىء.

*******

كانت تتلوى وتصرخ تحت يدى ذلك الحاقد ،وهو يضربها بذلك السوط بكل قسوته، فإندفع جون بعد دخوله للغرفة واحتضنها بحنان ،مجبرا ذلك الشخص على التوقف ثم صرخ قائلا:ماذا دهاك ادى ،ستقتلها.
فصرخ ادى بإنفعال:لا تتدخل أيها اللعين ،هيا ابتعد عليها دفع ثمن تصرفاتها.

فقال جون بغصب وهو يذيد من تشبثة بها:ادى هى مازالت طفلة لايمكنك معاقبتها بهذه الوحشية.
فصرخ ادى: قلت ابتعد لقد حذرتها من الخروج ورغم ذالك خرجت لذلك عليها معرفة حدودها.

فنظر جون لها وهى تحاول اختراق صدره من شدة رعبها وصوت شهقاتها يتردد بالمكان محدثا نغمته الخاصة لبقيتهم،حينها صرخ ادى بوحشية:قلت ابتعد بسرعة...
فتركها جون ولكنها لم تتركه وقالت بفزع وهى تتشبث بساقيه بكل قوتها:جون لا تتركنييي.

فاشاح بوجهه بعيدا عنها بقلة حيلة،ليمسكها ادى ويرميها بعيدا عنه فاعتدلت بسرعة وجثت على ركبتيها وشبكت يديها ببعضهما تترجاه ببحة:ارجوك ادى انا لن اكررها لن اخرج مجددا ابدا ابدا حتى ،لو كنت سأموت ارجوك ادى ارجوك.

ولكنه رفع يده وقال بصوت عالى :هذا لكى تفكرى مليا قبل عصيان اوامرى
ثم حرك يده مقررا ضربها ليغمض اثنان من الواقفين اعينهما بينما الاثنان الاخران ظلا يراقبان بسعادة.

***********

كانت واقفة بحديقة المنزل الامامية تروى تلك الزهور حين سمعت ذلك الصوت المحبب لها:هاى نانا تعالى لنلعب مع الصبية.
فنظرت له بحزن وهى تمسك بإبريق الماء لتقول بنغمتها الحزينة التى تمزق قلبه:انا لا استطيع "تيدى"

فبدى الحزن على وجهه ثم قال وهو واقف خلف ذلك الجدار القصير:اللعب ممل من دونك.
فاقتربت من السور وهى تتمتم بأسى:سيعاقبوننى ان خرجت.

فنظر للخلف ثم قال بسعادة:لقد ذهبو بسيارتهم لذا فهم سيتاخرون ،لاضرر من اللعب قليل قبل عودتهم.
فنظرت للارض بشرود ثم ابتسمت بسعادة ورمت إبريق الماء قائلة:ههه لابأس لن يعرفو بالامر.

....كانت تركض وتلعب مع اولئك الاطفال وهى تحاول الامساك بتيدى،حين توقفت تلك السيارة على مسافة منهم ليتوقفو عن اللعب بينما ارتسمت على ملامحها البريئة كل علامات الرعب المتوقعة لمعرفتها بأصحاب تلك السيارة التى لم تلحظها تقترب.

خرج من السيارة وهالة سوداوية تشع منه ليقترب منها وهى واقفة تخفض رأسها بحسرة بينما ركض الاطفال هاربين عدا تيدى ليقف هو امامها قائلا:يبدو انك اشتقت لسوطى.

انهى جملته ثم امسكها من يدها بقوة وسحبها تجاه المنزل تابعا تلك السيارة التى سارت تجاه هدفهم القريب فنظرت هى للخلف بدموعها المنهمرة قاصدة توديع تيدى الواقف يلوم نفسه على ما حصل.

*******

كانو جالسين بغرفة التلفاز كل اثنين على اريكة فأدى ومايك جالسين على واحدة مقابلة للتلفاز مباشرة

وجون وبيرث فوق واحدة اخرى مجاورة لاريكتهما
اما راى فهو جالس على كرسى منفصل يتمعن بالتلفاز بمتعة...
وبعد لحظات ابعد عينيه عنه وصوبهما لتلك الجالسة بركن الغرفة تنظر بين الحين والاخر لما يطالعون ..

ظل يحدق بها لدقائق ثم وقف وتوجه لها ليتوقف امامها فرفعت هى رأسها بخوف ونظرت له فانحنى بسرعة وأمسكها من رقبتها ورفعها لمستواه.

فأخذت هى تحاول ابعاد يده التى تكاد تهشم عظام حنجرتها ولكن دون فائدة فقد كان يضغط عليها بقوة ليعض على اسنانه ثم يصفعها بقوة معقبا بألقاءها ارضا بكل ما اوتى من قوة.

اخذت تسعل بشدة وهى ممسكة بحنجرتها تحاول الاعتدال بصعوبة من ألام جسدها جراء سقوطها العنيف فقال بيرث بغضب:لقد فقد ذلك الاحمق صوابه ..!!
فزفر جون بغضب وهو يراقب معاناتها ليتمتم مايك بضجر:هذا لانها تشبهها تماما.
فإبتسم ادى بجانبية ثم قال وهوا يتابع ما على الشاشة:وكيف لاتريدونها ان تشبها ..هه ستكون نسخة طبق الاصل منها

***********

"وبعد عشر سنوات"

كانت جالسة فوق تلك الاريكة تضع قدما فوق اخرى وهى ترسم علامات السخط على وجهها ليقول راى بإنفعال وهو يجلس بمكانه المعتاد:ها ماذا قلتم..؟؟
فحرك ادى رأسه ونظر لمجاورته لتقول هى بضجر:الا تفهم أيها المتخلف قلت لن اشارك الا اذا اعطيتمونى نصيبى.

فوقف وشرار الغضب يشع من عينيه ليصرخ بقوة:اعيدى ما قلت ايتها اللعينة.
فاعتدلت بجلستها ثم صرخت بمثل قوته:أأصبت بالصمم ايها العجوز.

فاندفع ناحيتها ليدفعه ادى بيده بقوة وهو جالس بمكان فصرخ هو:ألم تسمع ما قالت ...؟؟
ولكنه عاد لمكانه بسبب نظرة عينيه التى رمقه بها لينظر ادى لنانا ثم يقول بجدية:ماذا تقصدين بنصيبك ..؟؟
فابتسمت بعذوبة ثم قالت بتصنع:اووه عزيزى ادى اريد حقى فحسب، بدل ان تقسمو المجوهرات على خمستكم ستقسمونها على ستتنا...!!

فابتسم بسخرية قائلا: لقد ارخيت لك الزمام كثيرا ...!!
فهمهمت بغضب بعد ان اشات بوجهها بعيدا عنه:اقسم اننى لن اتزحزح من مكانى الا بعد موافقتكم.
فرفع حاجبه قائلا بتحدى:أأنت واثقة ...؟؟
فصرخت بغضب والدموع تترقرق بعينيها: واثقة مئة بالمئة لقد اكتفيت من جشعكم اريد ان ألهو واعيش كبقية الفتيات ... لن اتزحزح حتى لو قتلتمو مافائدة العيش بدون المال ...؟

فوقف من مكانه بحزم وانتصب امامها وشمر اكمام سترته فأرجعت هى جسدها للخلف مبدية خوفها الذى حرصت بشدة على اخفائه فأمسكها هو من ياقتها ورفعها قليلا وهو يقول بمرح:اذن لنذهب لمهمتنا ايتها الجميلة.

فابتسمت بسعادة ثم دفعته لتركض بسرعة للخارج وهى تصيح بحماس:سأبدل ملابسى بسرعة.

*********

تسللت بخفة للداخل محاولة وبشدة عدم اصدار اى صوت ،دخلت بسرعة لغرفة تبديل الملابس ووضعت اكياس الثياب تلك، ثم بدأت بترتيب الثياب داخل الخزانة الكبيرة.

وبينما هى منهمكة بالترتيب سمعت صوت انفاس اخرى بالغرفة فتجمدت من الرعب وحركت رأسها ببطئ للباب لتجده واقفا يتكأ عليه وتعابير السخط تملئ وجهه،فابتسمت بغباء ثم قالت بتملق:أاا ادى حبيبى لم انت مستيقظ الى الان ..؟

فأزاح جسده عن الباب وسار ناحيتها لتتراجع هى للخلف خوفا من غضبه حتى التصقت بالحائط.

حينها ثبتها على الحائط بوضع ذراعيه حولها وقرب وجهه كثيرا من وجهها قائلا بنبرته المرعبة: مع من كنت. .؟

فقالت بتوتر وهى مستسلمة تماما: ماذا ...اهذا ماتظنه بى.
ثم ذمت شفتيها وأعرضت بوجهها بعيدا عنه ،فكرر هو جملته ولكن بنبرة اعنف:قلت مع من كنتِ..؟
انتفضت كل اطرافها لكنها اظهرت عكس ذلك ونظرت له بغضب: لقد كنت اضيع بعض الأموال بصحبة صديقتى "مارى"

فتركها وتراجع للخلف مخفضا رأسه للارض يعض على اسنانة من شدة غضبه، ثم رفع يده وصفعها بقوة متسببا بإرتطامها بتلك الخزانة ورائها.

اصدرت انينا متألما ووضعت يدها على خدها مكان الصفعة بينما وقف هو امامها مكررا:مع من كنت..؟

نظرت له بحدة وهى تردد بنفسه بحزم: لن اخبرك مهما فعلت، لن اسمح لكم ان تسلبو منى اخر امل للسعادة!

ثم نطقت بحنق:أظن اني قد اعطيتك اجابتي
صرخ بغضب وهو يشد شعرها بقوة :من ذلك الفتى الذي كنت معه؟

اصدرت انينا متألما.. وهي تحاول فك قبضة يده القاسية من خصلات شعرها الأشقر الناعم:اااااه..أي فتى؟؟!!! ..لقد قلت لك كنت مع صديقتي ماري.

رمى بجسدها الضعيف على الحائط.. وبنبرته الغاضبة:كفي عن الكذب.. الأفضل لك الاعتراف
:انا لا اكذب..
قطع كلامها..صفعة قوية انطبعت على خدها بعنف..
:انا احذرك للمرة الأخيرة.. الأفضل لك أن تتكلمي حالا.

نظرت له بحقد وهي تضع يدها بألم على خدها المحمر:لقد قلت لك.. الا تفهم.

أظهر من خلفه عصا حديدية.. وأخذ يلوح بها بشكل دائري.. وشرارت الغضب تتطاير من عينيه:يبدو أنك لن تتحدثين إلا بهذه الطريقة.

انتفضت جميع أجزاء جسدها بخوف.. وعينيها الممتلئتين بالدموع تنظران لتلك العصا الثقيلة التي تتحرك بعنف ذهابا وايابا بين يديه القاسيتين.
:لا..لا ارجوك!. لا تضربي!!.
:إذن.. مع من كنت؟!..

تشبثت بالخزانة بكلتا يديها وكأنها تحاول أن تستمد منها بعض القوة.. بينما لسانها يهذي بدون وعي ببعض الكلمات التي لعل وعسى تنقذها:ذلك الفتى انه.. انه..صديقي ماري.. صحيح صديقي ماري.. انا لا اعلم ماذا كان يريد مني.. انه لا يتركني.. منذ فترة وهو يزعجني.. صدقني انا ليس لدي علاقة به.. بل هو من يلحقني.

صوت مزعج قوي طغى على المكان.. أثر ارتطارم شئ صلب بتلك الأرضية الرخامية.. تنهدت براحة عندما رأت تلك العصا المخيفة مرميه باهمال على الارض.

امسك بيدها لتقف وثبتها على الحائط بعنف.. ثم تحدث من بين أسنانه بغيظ مكتوم:هذه المرة سوف ادعك فغدا لدينا مهمة كبيرة ونحتاجك بها.. ولكن بعدها سيكون بيننا نقاش طويل بشأن ذلك الفتى.

تركها وغادر تلك الغرفة بسرعة صاروخية.. انه يشعر بشعور غريب وكأن شيء سيئ سيحدث ف تلك المهمة.. أهي مجرد مخاوف عادية أم ماذا؟؟؟!!!!!!!!!!..

استلقت بتعب على سريرها القديم .. وشريط حياتها منذ عشر سنوات يمر أمامها لم تعيش طفولتها ولا مراهقتها مثل كل فتاة بعمرها.. بل الأحزان والآلام هي كل ما عرفته في حياتها البائسة.. هي تعذب بسبب افعال ارتكبها شخص قد توفي.

امسكت بقلادتها الذهبية التي تزين عنقها.. ورفعتها لتصبح امام عينيها.. وتنفتح لتظهر تلك الصورة المخبئة بين احضانها.. كانت صورتها مع امها وابيها قبل بضع ساعات من ذلك الحادث المروع..
تمتمت بآسى وحزن
:لقد اشتقت لكم.. سحقا لك ايها الوغد الحقير.. امي لقد ضربوني بسببك لكن لم ولن اكرهك..انك فعلتي الصواب انهم يستحقوا ذلك هؤلاء المجرمين.. كل هذا العذاب والالم سينتهي عما قريب.. لكن ليتني استطيع أن افعل ذلك بنفس طريقتك.. انا أسفة كثييرا امي أن الجريمة هي كل ما اعرفه في الحياة.. انها الطريقة الوحيدة التي استطيع بها أن أحقق هدفي.. انا حقا أعتذر لك. ووووو.. و ارجو حقا أن يسامحني.

*******

فتح الباب بهدوء شديد وتقدم بخطوات حذرة ف محاولة عدم إصدار أي صوت من شأنه إيقاظ احد من أفراد عائلته النائمين.. فقد كان الوقت متأخرا.. وصل لغرفة نومه.. ليرمي بجسده على سريره الواسع المريح..

شعور بالاختناق والخوف يداهمه منذ ذلك اللقاء.. انه بالفعل شعور غريب ومريب جدا.. من المفترض أن يكون سعيدا الان فقد تحقق ما يريد وانقاذها من ذلك الجحيم.. ولكن ما يشعر به الآن مختلف تماما وكأن هناك شئ ما يقرص قلبه ليخبره أن يوم غد لن يمر بسلام.

أغلق عينيه وارتسمت على وجهه إبتسامة حب صادقة تزامنت مع شعوره الغريب ذاك.. ليعود بذاكرته للماضي ليس بالبعيد قبل نصف ساعة بالتحديد..

في ذلك المطعم البسيط الذي أحتل حيز لا بأس به من ذكريات طفولته معها.. فقد كانوا كثيرا ما يأتون له بسرية عندما يتم حرمانها من الطعام.

دخل بخطوات واثقة وكأنه شخص ذو نفوذ واسع.. ومقلتي عينيه البندقيتين تتجولان في أرجاء المكان بحثاً عن ضالته الشقراء.

لمحها جالسة على كرسي بجانب إحدى تلك النوافذ العملاقة المحيطة بالمكان.. كانت تبدو وكأن الشمس أشرقت في وسط دجى الليل الداكن.

تقدم نحوها.. وسحب الكرسي المقابل لها وجلس عليه..وبقلق واضح ف نبرة صوته..:مرحبا نانا.. هل أنتي بخير؟؟!!!.. ما هو الأمر الخطير الذي تريديني فيه؟؟!!!!

احتضنت يدها بيده بشدة.. وبعيون دامعة تتوسل له:تيدي أريدك أن تساعدني.. لقد سئمت من هذه الحياة البائسة.. ارجوك لا أريد العيش في هذا الحجيم أكثر من ذلك.. ارجوك تيدي ساعدني!!!!...

صمت لبرهة يغوص ف بحر أفكاره العميق.. هو مستعد للتضحيه بحياته في سبيل حمايتها وسعادتها.. لكن في النهاية هو مجرد طالب ثانوية كيف سيقف أمامهم؟؟؟؟!!!!!!!!...

قطع حبل أفكاره الممتد..
لترسم على وجهه ملامح جليدية قاتلة.. وتتبدل تلك النظرة القلقة الحنونة..للنظرات ثاقبة مخيفة...
:حسنا.. لكن على شرط

تلعثمت بارتباك.. بسبب تغيره المفاجئ والمخيف..كان يبدو وكأنه احد رجال الشرطة يحقق مع مجرم هارب من العدالة.. لكن هذا لم يمنع شعورها بالسعادة لموافقته..
:م.. ا.. ما.. ه.. و.. هو؟!
:السرقة!
:ما.. ب.. بها
:بعد أن اساعدك عليك التوقف عن السرقة نهائيا.. سوف أئمن لك عمل بسيط ومسكن وكل ما تحتاجين..

تلخبط كيانها وانقلبت موازينها رأسا على عقب.. انخطف لون وجهها وصراع شديد بين قلبها وعقلها.. شعور مؤلم يهجم كل أجزاء جسمها.. هي تريد فعل ذلك.. لكن هذا يعنى التخلى عن حلمها؟؟؟!!!!!!!..

تمتمت بصوت منخفض .. بينما طبول قلبها تنبض بأعلى صوت ممكن..
:موافقة

*******

كانت جالسة فوق تلك الاريكة السوداء تضع قدما فوق الآخر.. تحاول تمثيل القوة والثقة التي عرفوها عليها لكي لا يشكوا في أمرها حتى مجرد شك.. هي تحاول القضاء عليهم وإذا حدث خطأ وفشلت ستكون نهايتها في هذه الحياة حتما..

تحدث بيرث.. بينما ملامح الضجر تكسو وجهه..
:أدي.. لقد مضى وقت طويل ونحن هنا.. هيا أخبرنا ما هي خطتك؟؟؟؟!!!!!

اردف راي بسخرية.. بينما يقوم بتعبئة مسدسه بالرصاص..
:ماذا بك بيرث؟!!!.. تمهل لا تستعجل على رزقك ههههههه

قال مايك بنبرة استغراب.. وهو يوجه نظره نحو أدي:صحيح أدى لماذا انت غامض هكذا.. حتى انك لم تخبرنا إلى الآن ما هو هدفنا؟؟؟!!!!!!!

رمى أدى بورقة بيضاء متوسطة الحجم على الطاولة التي تتوسط الغرفة.. ثم قال بابتسامة ماكرة تعلو وجهه
:هذا.. هو هدفنا الكبير لليوم

توجهت انظار الجميع على ما قد تم وضعه على تلك الطاولة الخشبيه الملونه بالابيض والاسود.. ومئات علامات استفهام تظهر على وجوههم المتعجبة.. كانت تبدو تلك الورقة وكأنها خريطة لموقع ما..

وقف مايك ليتقدم الى حيث نظرات الجميع .. اخذ تلك الورقة الغامضة بين يديه وبدا بالنظر نحوها بتمعن شديد وهو يحرك سبابته بدقة على تلك الخطوط السوداء المرسومة فى داخلها.. كان يبدو كمحقق يحاول حل لغز ما ..لقد استغرق وقت لا باس به حتى ارتسمت على وجهه ملامح الدهشة..:أليس هذا..بنك التنمية الوطنية.. اجل هو
صرح الجميع بدهشة:ماذااا؟؟؟؟؟!!!!!!!!!

بحركة خاطفة سرق الورقة من بين يدي مايك دون أن يشعر به ..ليعيدها لموقعها السابق بينما لا تزال تلك الابتسامه الماكرة على وجهه ..تحدث بنبرته الواثقة وهو يشير الى دائرة حمراء مرسومة بين خطوط تلك الخريطة المتشبكة..
:بنك التنمية الوطنية اكثر بنوك حراسة في المنطقة.. يوجد به على الاقل خمسين حارس امن.. ثلاث مئة كاميرا خاصة بالمراقبة واتصال لا سلكي بمركزين شرطة.. لكن اليوم هو هدية من الرب لنا
:ماذا تقصد؟؟؟!!!!!!!!

:السابع وعشرين من كانون الاول.. هو اجازة رسمية لجميع العاملين في البنك تكريما لذكرى وفاة رئيسهم الراحل جاك لويس..في هذا اليوم الغير متوقع سوف يستقبل البنك حمولة ضخمة تابعة لسلسة شركات mss تقدر ب ثلاثين الف مليون دولار..سيكون هناك ما لا يزيد عن عشر حراس فقط لذلك هم بتاكيد سيستخدموا نظام الطوارئ.. اي بعد أن نقوم بالجهوم سوف يتم نقل الاموال مباشرة..

توقف قليل عن التحدث ليمسك بقلم احمر ويرسم على تلك الخريطة دائرة اخرى ليست بعيدة كثيرا عن الاولى..
:إلى المخازن الاحتياطية التي تبعد خمس كليو مترات عن البنك..

اردف بيرث باستغراب:اذا ماذا ستفعل بالتحديد؟؟!!!
:راي وجون سوف يقومون بهجوم وهمي على البنك.. بينما أنا ومايك سوف نكون عند المخازن ..اما انت سيكون عليك قطع التيار الكهربائي وذلك الإشارة لمدة نصف ساعة تقريبا..

قالت بنبره مليئة بالقلق بينما مئات الافكار المخيفة تدور براسها:وانا ماذا س..سأفعل؟!!!
نظر نحوها لدقائق ثم تحدث
:انتي ستكونين في البنك ..لكن لن تقومي بالهجوم مع راي وجون بل سوف تتنكرين كموظفة وستكون مهمتك هي اخبارنا في اي مخزن سيتم وضع الاموال..هيا استعدوا ساعة واحد وسوف نذهب.

صرخ جون وملامح الدهشة تعلو وجهه
:كم انت مخيف ادي ؟؟؟!!!!!.. كيف علمت بكل هذا ؟؟؟؟!!!!!!!!!

اجاب بثقة وتلك الابتسامة تزيد اتساعا على وجهه:رشوة بعض المغفلين.. تجعلك تعلم ما هو ادهى من ذلك.

*******

اغلق الاتصال ..واعطى الهاتف لذلك المراهق الجالس بجانبه..
:شكرا لتعاونك.. يمكنك الذهاب الان
:سوف اذهب معكم
:لكن...!!
:هذا كان شرطي لا تنسي
:حسنا لكن ستكون برفقتي.. ولن تقوم بفعل اي شي مهما حدث
:موافق


*******

اقتحم جون وراي البنك عنوة وهم يحملون مسدساتهم ف يديهم..ليحدث تبادل اطلاق النار بسيط بينهم وبين الحراس الثلاثة الواقفين عند الاستقبال ..قبل أن يستسلم الحراس ويرظخوا لهم..

راي وهو يرفع المسدس عاليا
:جون ..كم مضى على اقتحامنا للبنك ؟؟!!
اردف جون بينما هو ينظر لساعة يده
:ثلاث دقائق

امسك براسه بقوة وهو يصرخ بصوت عالي
:ماذا يفعل كل هذا وقت ذلك المعتوه؟؟!!!..لماذا لم يقطع التيار إلى الان؟؟؟؟!!!!!!!!

تمتمت بخوف وهو يحرك مقلتي عينيه في ارجاء المكان
:لقد بدات اقلق حقا.. اشعر أن هناك امر مريب يحدث!!!!!

*******

:مايك ..لقد ارسلت لي نانا انهم سوف يأتون لمخزن 4..هيا بنا
:حسنا

اختبؤوا في ذلك المخزن ..منتظرين دخول غنيمتهم الضخمة.. غير متداركين لدائره الخطر التي تلف نيرانها حولهم..

ايقظهم من هدوءهم الطاغي عليهم.. صوت توقف محركات ووقع خطوات اقدام.. لتثير فيهم شعلة من التوتر والخوف..

رفع ادى مسدسه الاسود في وضعية الاستعداد للاطلاق.. واشار بعينيه لمايك بمعنى اذهب لترى من في الخارج..

انطلق مايك بحذر لتلك الفتحة الصغيرة الموجودة ف وسط ذلك الباب الحديدي الضخم..
:ادى لقد وصلت شاحنة!!
تنفس براحة
:هذا جيد

استدار للخلف بخوف.. وجبينه يتصب عرقا..
:لكن..

انتفض ادى بخوف لرؤيته هكذا.. وذلك الشعور الغريب والسيئ يطغى عليه بالكامل..
:ماذا؟؟!!!

انزل راسه باسى ليكمل حديثه
:انها لا تحتوى على الاموال..انما...
نظر نحوه بتساؤل شديد.. ومئات علامات استفهام تظهر على وجهه الخائف..
:اذن على ماذا؟!!!!..اهي فارغة؟؟؟!!!!!

رفع يده الاثنتين للاعلى.. وجثى ع ركبيته كاشارة للاستسلام..
:انما ..على رجال شرطة..

*******

وقف امام شاشات التلفزيون وهو يرى اولئك الخمسة وهم مكبلين بالاصفاد ليبتسم بثقة..
:لقد تمت المهمة بنجاح.. ايها الفتى

وقف ذلك الفتى بجانبه وبسعادة اكبر تشع من عينيه البندقيتين
:نعم ..لقد نجحنا نانا الان لقد انتهى كل عذابك..

فتح الباب بقوة ليدخل شاب يبدو في العشرينيات من عمره يرتدي الزي الرسمي للشرطة.. يهلث بتعب
:سيدي..الاموال ليست ف المخزن 8 لقد اختفت!!
:ماذااا؟؟؟!!!..ما هذا الهراء الذي تتفوه به!!!!!..
ليقطع كلامه ..
دخول احدهم ..وهو يصرخ بفزع
:حضرة الضابط ..لقد عثرنا على سائق الشاحنة رقم 13 فاقد للوعي..يبدو اننا تعرضنا للسرقة

صرخ بنبرة امر ..وشرارات الغضب تتطاير من عينيه بشكل مخيف..
:افتحوا جميع الكاميرات الخاصة بموقف الشاحنات..بسرعة
:حاضر سيدي

فتحوا الفيديو المسجل في مواقف الشاحنات
لتظهر شاحنة رقم 13 واقفة ومجموعة من الموظفين يقومون بادخال الاموال اليها وما ان انتهوا حتى غادوا جميعا.. لكن حدث امر غريب حيث فجأه نزل السائق من الشاحنة وبدا يبعد عنه لمسافة يبدو وكأنه رأى شئ ما..لتظهر نانا من خلفه وهي تحمل عصا حديدية ثقيلة ..وتسدد ضربة قوية على راسه ليسقط ارضا فاقد للوعي..وما أن انتهت من جريمتها حتى ركضت مسرعة نحو الشاحنة لتهرب متبعدة عن المكان ..

صرخ بغضب ..وهو يضرب يده على الطاولة بقوة..
:لقد تم خداعنا من مراهقة ..سحقا.. تيدى لقد تم خداعك!!

نظر نحو شاشات التلفزيون امامه بصدمة..غير مصدق لما يراه ..شعور بالخذلان والخيانة يسيطران عليه..تمتم باسى وحزن بينما لما يستطيع الشعور بدموعه الساخنة تسقط من عينيه..
:لماذا نانا ؟!!!

***********
"بعد مرور عشر سنوات"

كان جالس على ذلك كرسي الاسود الجليدي الذي يزمر لعلو شأنه ف مكان..ويضع قدامه فوق طاولة مكتبه بطريقة غير محترمة بنسبة لذلك المكتب الفخم..

لقد كان شارد الذهن في هواجس الماضي ..لقد بحث عنها كثيرا لكن لا يوجد اثر لها وكأنها شبح قد ظهر ثم تتلاشى واختفى للابدا..

صوت صرقات خفيفة قبل..ان
يدخل ذلك الجندي الشاب هو من الذين يعملوا تحت امرته.. وقف امامه باحترام بعد القى التحية العسكرية عليه..
:سيدي..احمل لك اخبار سيئة فقد هارب مساء اليوم السجين رقم 208 ادي إدينسون..

وقف بصدمة وهو يصرخ بغضب
:ماذا تقول؟؟!!!..ايها الاحمقاء ماذا كنتم تفعلون حينما هرب؟؟؟!!!!..

قطع كلامه..
صوت رنين هاتفه معلن عن مكالمة واردة..
تحدث بضجر
:ماذا
:سيدي لقد عثرنا ع مشتبة به ف تقاطع الشارع 13..
:اتركوهم يمضي ف طريقه..
:لماذا؟؟؟؟؟!!!!!!!!..
:عليكم اتبعه ومعرفة إلى اين يريد الذهاب وبعده اسمكوا عليه
:حاضر سيدي

*******

كانت تقف مبتسمة ف وسط ذلك الحفل الخيري البسيط.. من أجل جمع التبرعات لبناء اول دار أيتام ف مدينة.. هناك كثيرا من القلوب المتفائلة في مكان.. وبالرغم من روح إيجابية التي تزرعها ف المكان بابتسامتها.. هي خائفة بحجم السماء.. من ظهور شبح الماضي ويدمر كل ما قامت ببنائه. لقد مرت 10 سنوات بالفعل.

صرخت ماري وعلامات غضب ظريفة تظهر ع وجهها الطفولي
:لقد سئمت نا.. سوزي.. ما فائدة من كل هذا؟؟؟؟!!!!!!!..أذا كانت الحكومة ترفض دعمنا
ابتسمت بإيجابية تبهج كل من يراها..
:لا بأس ماري.. يدعمون كثيرا من الناس.. لذلك لن نستسلم لأجلهم..
:هذا صحيح.. لكن...
:ههههه لماذا نحتاج للحكومة إذا كان لدينا المال الكافي؟؟؟؟!!!!!!!!!
رفعت يديها بقوة نحو الأعلى.. كانت متحمسة كثيرا .. ونيران العزيمة تشتعل في عينيها الخضرواتان..
:حسنا.. لن نستسلم ابدا
:إذن.. هيا للعمل..

أمسكت بقائمة أسماء جديد وأخذت تتجول بين المتبرعين تدون اسماء كل من يدفع مع مبلغ تبرعه..
:أهناك متبرع آخر رجاء.. نحن نريد هذه الأموال لبناء دار أيتام انتم لا تستطيعوا التنبؤ بالمستقبل ولا أضمن حياتكم.. لذلك ارجوكم فقد يلجأ لهذا الدار فى المستقبل أبناءكم.. أبناء أصدقاءكم.. أبناء أخوانكم.. او حتى أحفادكم.. لذلك ارجوكم ساعدونا وساعدونهم.

تقدم بخطوات واثقة.. ونظرات عينيه تتركز ف نقطة واحدة:أريد مساهمة..
امسك بقلمه بسرعة لتدون بعض كلمات ع تلك ورقة.. دون ان ترى وجهه ذلك الشخص الذي كان يتحدث:شكرا جزيلا لك.. ما هو اسمك ومبلغ...
:أكتبي نانا لويس 30 ألف مليون دولار

رفعت راسها للأعلى بسرعة.. وعلامات الصدمة والدهشة تعلو وجهها بالكامل.. بينما طبول قلبها تترفع لترقص ما بين خوف وشوق.
تعلثمت بتوتر وبنبرة بكاء:تيدي.

ابتسامة غامضة تحمل مئات المعاني بين ماضي وحاضر وربما مستقبل.. ارتسمت على ملامح وجهه الجليدية الحادة..
:تيدى لا.. تصحيح الضابط تيدى.. سوزي لا.. تصحيح المجرمة نانا لويس.. أنتي متهمة بجريمة سرقة مصرف ومحاولة قتل سائق في 27 من كانون الأول قبل عشر سنوات مضت.. بالإضافة إلى الهروب من الشرطة والتزوير واحتيال شخصية وهمية..

تراجعت بخطوات خافتة للخلف.. وقلبها يرتعش خوفا بينما تحرك رأسها يمين وشمالا بحثا عن ملاذ.. هل كل ما قامت به ل10 سنوات سوف ينتهي الآن بهذه البساطة..
:لكني لا أريد دخول السجن حاليا..

وانطلقت هاربة في وسط نذورة تلك الشوارع المزدحمة.. كانت تركض بكل ما أوتي من القوة.. وكأنا شبح الموت يطاردها.. لم تعرف إلى أين تتجه بالضبط.. فكل ما كانت تفعله هو الهروب بطريقة عشوائية إلى أن أدركت انها ضلت طريقها..

دارت حول نفسها مراراً وتكراراً نظرت نحو اامكان بفزع شديد..
وكأنها طفل اختفى عنه والديه..

لم تشعر إلا بيدين قويتنين تسحبانها للخلف.. بدأت بصراخ طلبها النجدة ما إن أدركت هويتهما.. كانت تصرخ بشدة إلى أن كادت حبالها الصوتية تتمزق.

رفع فوهة مسدسه ع رأسها.. وشرارت الغضب و الحقد تتطاير من عينيه.
اردف بنبرة غليظة.. تبين مقدر كراهية لها.
:نانا لويس يبدو أن نهايتك ع يدي كأمك.. أيتها الخائنتين اللعينتين.
ابتسمت بثقة وسخرية:هههههه.. كأمي ليتنى كنت ملثها.. اتظن إنك بسرقتك سوف تعجب بك لأنك غني وتتزوجك، انت تستحق أكثر من الابلاغ عنك.. ثم لا يمكنك إهانة شخص لأنه يريد أن يعيش حياة نظيفة بعيد عن قذارات الجرائم أيها السارق الوضيع.. اوه صحيح انا وامي مثل بعضنا نحن الاثنتين قمنا فى النهاية برمي أدى أديسون خلف القضبان.

:أيها السافلة.. قولي وداعاً للحياة...
كان ع وشك أن يطلق عليها.. لولا تلك الرصاصة التي اخترقت كفه.. واسقطت مسدسه أرضا.
نظرت بصدمة نحو الذي أطلق النار :تيدى
رفع مسدسه للأعلى ..ورداف بنبرته الواثقة الهادية..
:ادي أديسون.. نانا لويس انتم رهن الاعتقال.

*******

حشود غاضبة من ناس تقف على شوارع.. يصرخون بغضب مطالبين بالإفراج عنها.. أعمال الشغب تنتشر فى كل أنحاء المدينة.. لقد توقفت الحركة تماما.

وصل للمركز بعد عناء كبيرا.. ف الازدحام كان لا يطاق بالقرب من مراكز الشرطة.. وعلى وجه الخصوص مقرهم..
صرخ بغضب
:ماذا يحدث في الخارج بحق الجحيم؟؟؟؟!!!!!!!!
:انهم يريدون الأفراج عن السجينة نانا لويس
:ماذااا؟؟؟!!!!!!
:أن كل ما يحدث بسبب ذلك المقطع الذي قامت به الصحفية...
:اي مقطع؟؟؟!!!!
صرخ أحدهم وهو يشير الى شاشة التلفاز الكبيرة
:هذا!!

نظر جميع من فى المركز للشاشة وعلامات الصدمة تعلو وجههم..
حيث ظهرت أمام الشاشة تلك الفتاة الشابة ذات الشعر البني القصير والعيون الخضراء الواسعه.
تتحدث بنبرة واثقة تشتعل فيها الحماسة..
:اهلااااا.. اعزاء سكان مدينتي الفاضلة.. سوف أخبركم اليوم بقصة حزينة.. لكن لا اريدكم أن تبكوا بل إن تتحركوا.. حسنا هل تعرفوا صاحبة حملات التبرعات سوزي.. هل تعرفوا قضية سرقة بنك التنمية الوطنية ونانا لويس.. ساخبركم شئ عجيب انهم نفس الشخص.. اعلم أعلم هناك مئات الأسئلة تدور حول راسكم الان.. دعونا نبدأ من البداية قبل 17 سنة.. لقد حدثت جريمة قتل لويس وزوجته لكن الشرطة نفت هذا وادعت انه مجرد حادث سير.. وان سبب اختفاء جثة طفلتهم يرجع إلى انه قد احترقت واصبحت رماد.. بالطبع الشرطة كانت تعلم أنه جريمة قتل فهناك أدلة تثبت ذلك.. لكن قامت الشرطة بفعل ذلك لأنه التحقق كان سيتطلب مال ووقت كثيرا فقد تم إغلاق القضية.

هذه كانت عائلة نانا لويس وهي لم تمت في ذلك الحادث بل تم خطفها من قبل أولئك المجرمين الذين قتلوا والديها.. من هنا بدأت معاناة تلك الطفلة.. لقد تم تدريبها لكي تصبح سارقة محترفة.. بعد اسبوع من اختطافها لقد هربت من بين أيديهم القاسية بحثها عن ملاذ لها لقد ذهبت للشرطة والمسؤولين.. لكن تم رفضها كليا.. بالطبع انتم تعلموا أنه ليس هناك فى مدينتنا اي دار الأيتام أو المشردين.. لذلك عادت من حيث هربت.. لقد ذهبت هذه المرة للجحيم بنفسها.. لكنها لم تكن مثلما كانت.. من ذلك اليوم وهي تحمل في داخلها هدف واحد.. أيجاد مأوى لكل من هو مثلها.. وكل من لجئ للجريمة لينقذ نفسه.. هذه كنت قصة حياة السجينة نانا لويس.. حقا هل تستحق لقب سجينة.. اريد منكم أمرا اكمال ما بدأته حتى النهاية.. كنت معكم انا ماري جيرمين.

فتح الباب بقوة وهو يلهث من التعب
:سيدي.. لقد صدر أمر من الملك بالإفراج عن السجينة نانا لويس..

*******

كانت تجلس في ذلك المطعم البسيط بهدوء كبير.. بينما ماري لم تنفك تتحدث بحماسة.. انها بالفعل صديقة رائعة ووفية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

لفت انتباها حديث شخصين يجلسان بالقرب منهما
:ليس هذا اليوم زواج ابن مايكل؟؟!
:أجل انه اليوم

اردفت ماري.. بينما هي غارقة فى التفكير
:مايكل ليس هذا نفس اسم والد ذلك الضابط المعتوه.. لقد كان اسمه تيدى مايكل.. ليس كذا نانا؟؟!

خرجت مسرعة لذلك المنزل الذي لم يبتعد عن ذاكرتها ولو ليوم واحد.. نبضات قلبها أصبحت مؤلمة بشكل لا يطاق.. شعرت بأن الأكسجين لم يعد يدخل لرئتيها.. وشريط ذكريات طفولتها معه يمر امام عينيها.. لقد تألمت بما يكفى.

وصلت لذلك البيت الكبير الضخم.. كانت أجواء من حولها جميلة ومبهجة.. تدل ع أن هناك مناسبة مهمة تجرى فى المكان.

سألت باعشوائية وبنبرة ارتباك
:أين تيدى؟؟!
:في غرفته.. لماذا؟!

لما تجيبه على سؤاله.. بل انطلقت مسرعة نحو غرفته.. هو طبعا لم يغيرها.. وهي لم تنسى مكانها..
فتحت الباب بقوة.. وهي تصرخ
:تيدى...!!!
نظر نحوها بصدمة كبيرة..
:نانا
صرخت بغضب.. وهي تكاد تموت من الاحراج..
:لا تتزوج..
اردف باستغراب.. وعلامات الصدمة لا تزال مرسومة على وجهه
:ماذا؟؟؟؟!!!!!!!

التقطت سكين كانت مرمية ع طاولة خشبية.. وضعتها بجانب عنقها..
:لا تتزوج
:ماذا تقولين؟؟؟؟!!!!!!!!!

:لا يهمني إذا كنت تظيني مجرمة أو ما شابه.. انا لا اريدك ان تتزوج.
:نانا.. ما الذي تفعلها.. اتركي السكين من يدك حالا
:لا أريد.. حتى تقول انك لن تتزوج
:هذا ليس زواجي أيها الحمقاء.. انه زواج اخي.. لكن
وثم اكمل بنبرة ساخرة
:لماذا لا تريدينني أن تزوج؟؟!

قالت بينما دموعها تنهمر بغزارة من عينيها البنيتن.. وبنضات قلبها أصبحت مسموعة بسبب نبضها القوي..
:انا.. انا أحبك.. أحبك منذو أن كنا صغ نلعب معا.. انت الوحيد الذي نبض له قلبي.. انت الوحيد الذي علمني كيف ابتسم واعيش الحياة بسعادة...
لم تشعر إلا وهي وسط أحضانه.. وبهمسته الدافئة
:وانا ايضا.. أحبكِ





[/QUOTE]


 
التعديل الأخير تم بواسطة وَتِين؛ ; 05-07-2020 الساعة 12:57 AM

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماتُبصرهُ القلوب لا تراهُ الأعين | أُقصوصة . AM. قصص قصيرة 10 04-06-2022 06:02 PM
~ | مُلخصات الروايات العٓامية | ~ JAN روايات عامية 0 08-12-2020 04:11 PM
أقصوصة متناغمة | الهاربون الثلاثه ألكساندرا قصص قصيرة 1 04-19-2020 04:01 PM
أقصوصة متناغمة | المهمة الاخيرة ألكساندرا قصص قصيرة 1 04-19-2020 03:47 PM


الساعة الآن 02:22 AM