|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
05-15-2020, 09:52 PM | #1 |
شرخ في الذاكرة
التحيه والسلام قبل كُل بداية وختام .. عُدتُ إليكم برواية ثالثه بعد نجاح روايتيّ السابقتين / وإكتشفت أني لقيطه & شظايا شيطانيه ..! آملة .. بل واثقة بأن الثالثه ستكون مُختلفه ومُميزه والحكم في الأخير سيكون لكم .. ** ظلام .. لا أرى شيئاً سوى الظلام .. ولا أسمع سوى طنين غريب مُتناسق .. أشعر بصعوبة في التنفس .. أشعر بصداع يُمزق رأسي تمزيقاً .. أشعر بآلام غريبه في شتى أنحاء جسدي .. حاولتُ تحريك يدي حتى .... حتى ماذا ..؟! لماذا أردتُ تحريكها ..؟! يا إلهي .. هُناك شعور غريب يجتاحُني .. شعور لا أفهمه .. ولا أستطيعُ إستيعابه .. عقدتُ حاجباي وشعرتُ بشيءٍ غريب مُعلقٌ فيها .. لم أفكر بالأمر كثيراً .. فتحتُ عيناي ومن ثم أغلقتُها بسرعه .. إشعاع فضيعٌ أصابها .. ضوء ساطع .. فتحتُها مُجدداً ومن ثم أغلقتها .. وبعد ثواني فتحتُها مرةٌ أخرى وبدا كأن عيني إعتادت على هذا الضوء .. كُل شيء أبيض .. ورائحه كاتمةٌ تسللت الى أنفي .. نظرتُ عن يساري فرأيتُ رجلاً يرتدي معطفاً أبيض اللون يُمـ.. لحضه .. هذا المعطف ..! أوليس هو الزي الخاص للأطباء ..؟! أطباء ..؟!!! جلستُ بسرعه وأنا في أوج صدمتي .. صرختُ ألماً فإلتفت اليّ الرجل قائلاً بسرعه: عزيزتي هذا خطر .. إستلقي فالخياطة ستُفتح .. ساعدني على الإستلقاء مُجدداً وأنا مُتعجبه من جملة *الخياطة ستُفتح* .. ماذا يقصد ..؟! إبتسم الرجل لي قائلاً: الحمدُ لله على سلامتك .. ضننا بأنك ستموتين .. إرتاحي الآن ولا تُجهدي نفسك أو تتحركي بطريقةٍ حاده كما فعلتي قبل قليل .. هززتُ رأسي ومن ثم سألت: هل هذا ... مشفى ..؟! هز رأسه وقال: لقد كانت حادثه مؤسفه لكن الحمد لله على سلامتك .. ومن ثم خرج من الغرفه تحت أنظاري المُتعجبه .. أنا حقاً في مشفى .. لكن لماذا ..؟! عقدتُ حاجباي بتفكير وبعدها ... إتسعت عيناي من الصدمه .. ماذا ..!! ما هذا الذي يحدث ..؟!! خلخلتُ أصابعي في شعري وشددتُها وأنا غير مُصدقه لما يحدث .. هذا .... هذا ... لا شيء .. لا شيء بتاتاً .. ولا أي شيء .. بدأت الدموع تنساب من عينيّ لأسباب لا أعرفها .. كل شيء فراغ .. مهما حاولتُ فلا أجد سوى الفراغ .. مهما حاولتُ أن أتذكر ما حدث فأنا لا أستطيعُ تذكر أي شيء .. ولا حتى شيء بسيط .. ما هذا ..؟! لما ..؟! لما الفراغ يعم كامل رأسي ..؟! لما لا أستطيع تذكر أي شيء ..؟! صحوتُ على صوت إمرأه تقول: عزيزتي .. رفعتُ رأسي ونظرتُ إليها بعينيّ الدامعتين .. ثواني مرت وأنا أنظر إليها بدهشه .. إنها ... جميله .. إنها إمرأةٌ شقراء جميله .. إبتسمت لي هذه الشقراء تقول: عزيزتي .. ما إسمُك ..؟! فتحتُ فمي لأرد لكن ... إسمي ..؟! هززتُ رأسي بصدمه .. لا أعرفه .. إسمي لا أعرفه .. للحضه شعرتُ بأني سأُجن .. كيف يحدث لي هذا ..؟! لما لا أعرفُ إسمي ..؟! إنه إسمٌ فحسب فلما لا أستطيع تذكره .. تذكره ..؟! التذكر ..!! نعم .. المسأله ليست مسألة لا أعرف .. بل لا أتذكر .. إتسعت عيناي من الصدمه عندما بدأتُ أستوعب ووقتها سمعت صوت ذلك الطبيب يقول: للأسف فلقد فقدت الفتاة ذاكرتها .. رفعتُ عيناي المصدومه نحوه .. فقدتُ ذاكرتي ..؟! فقدتُها ..؟! إلتفتت المرأة الى جهتي تقول بصوتٍ حزين: يالا الأسف .. جاء من خلفها صوتٌ هادئٌ ساخر يقول: إذاً لا عمل لدينا معها .. لففتُ رأسي الى ناحية الصوت فوجدتُ شاباً في مُقتبل العمر .. على الرغم من ملامحه الوسيمه إلا أن نظرته المرعبة التي كان يرمقني بها جعلتني أتسمر في مكاني من الخوف .. إلتفتت المرأةُ الشقراء إليه قائله: ريكس .. فلتصمت .. ضاقت عينا ريكس للحضات ومن ثم خرج من الغرفه .. بقيت أنظر اليهما متعجبه .. من هما ..؟! هل يعرفانني ..؟! هل هما من عائلتي ..؟! لا أضن هذا .. إنها جميله .. وهو وسيم .. إنما أنا .... أنا ماذا ..؟! إلتفتت إليّ المرأة الشقراء مُجدداً قائله: إسمعي عزيزتي .. أنا إسمي جينيفر .. والدة ذلك الشاب قانونياً .. فتحتُ عيناي من الدهشه .. هل هي أُم ..؟! إنها تبدو صغيره .. تبدو وكأنها في بداية العشرين من عمرها .. شقراء .. ملامحها ناعمة وتمتلك جسم مُتناسق .. فُستانها الأبيض القصير يبدو غالياً أيضاً .. تلك الحقيبة الرماديه .. مُذهله جداً .. هززت رأسي بعدم تصديق وصحوت على سؤالها تقول:عزيزتي هل أنتِ معي ..؟! نظرتُ إليها قائله: أجل .. إبتسمت وقالت: أُريد الإعتذار عما حدث .. قلتُ متعجبه: ماذا ..؟! عن ماذا ..؟! تنهدت المرأه وقالت:إبني ريكس هو من تسبب بهذا الحادث .. طيشه وتهوره كادا أن يقتُلانك لولا وصول الإسعاف في الوقت المُناسب .. لديك كامل الحق في الشكوى لو أردتي .. إنه حقك ولن أُحاول منعك لذا .... قاطعتُها قائله: لا لا .. لا بأس .. المُهم أني بخير .. تعجبت وسألتني: هل من عادتك أن تتنازلي هكذا ..؟! إنها حياتُك لذا عليك تقديرُها جيداً .. تعجبتُ من كلامها .. تبدو على حق .. لكن بدا وكأنها تُريد مني أن أُقدم شكوى ضد إبنها .. إنه إبنها فلما تُريدني أن أُسبب له المشاكل ..؟! لكن من بعد كلامها هذا عرفتُ بأني لا أقرب لهما أبداً .. هززتُ كتفي قائله: بالنسبة لي فأنا لا أُريد أن أُسبب المشاكل .. إستدعوا لي عائلتي فربما كان لها رأي آخر .. نظرت إليّ بحزن ثم تنهدت قائله: لا نعرفها .. لم يجدوا معك أي شيء يُثبتُ هويتك .. ولم يصل الى الشرطة أي بلاغ عن فقد أحدهم بمثل مواصفاتك على الرغم من أنك هُنا مُنذ عشرة أيام .. فتحتُ عيني بدهشة من كلامها .. هُنا منذ عشرة أيام ..!! لا دليل معي يدل على أهلي ..!! لا يوجد بلاغ عن فتاة بمواصفاتي ..!! هذا الأمر نوعاً ما ... مُرعب .. مُرعب لدرجة الجنون ..!! وهاقد بدأت عيناي تذرفان الدموع مُجدداً لا إيرادياً وكأنها مُعتادةٌ على ذلك .. ضممتُ غطاء السرير على نفسي والخوف بدأ يسري بجسدي .. أنا الآن .. فاقدة لذاكرتي .. وأهلي .. لا خبر عنهم .. الأمر مُخيف لدرجة أني بدأتُ أوسوس .. هل أنا .. في الحقيقه .. فتاة وحيده ..؟! هل لدي عائله ..؟! إن كان نعم فأين هم عني ..؟! عشرة أيام مرت من دون أي خبر ..! تقدمت المرأة الشقراء جينفر مني وبدأت تمسح على شعري قائله: لا تقلقي عزيزتي .. سأكون معك حتى تجديهم .. شعرتُ برجفةٍ تسري بجسدي وبدأتُ فوراً بالبكاء .. وضعي مُخيف .. مُخيف جداً .. لا أحد حولي .. لا أعرف مع من أتكلم .. لا أعرف بمن أثق .. لا عائلة لدي تكون سنداً لي في مثل هذا الموقف .. لا أخٌ أو أُختٌ يسردون عليّ قصص من الماضي .. ولا أم تمسح على رأسي كهذه المرأه .. شعرتُ بلوعة غريبه في معدتي .. وبدأت أشعر بمرارة في حلقي فعرفت فوراً أني على وشك التقيؤ .. وضعتُ يدي على فمي فعرفت المرأة مابي فقامت فوراً بنزع الأسلاك عني .. لقد كانت هُناك أسلاك أيضاً في رأسي .. هذا يُفسر سبب شعوري بوجود ثقل فيها .. وما إن أنتهت حتى ذهبتُ الى دورة المياه مُسرعة بالرغم من الآلام الشديده التي أحسستُ بها في جسدي .. لولا أن الباب كان قريباً لسقطتُ على الأرض بلا شك .. أفرغتُ جميع مافي بطني بينما ما أزال أشهق من البكاء .. خمس دقائق مرت حتى إنتهيت وغسلتُ وجهي جيداً .. خرجتُ وإتجهتُ الى سريري وأنا أترنح من التعب .. كانت تلك المرأة الشقراء جالسةً على الكُرسي تنظر الى الأرض .. ما إن أحست بي حتى نظرت إليّ وعيناها تتغللها بعض الدهشه .. تعجبتُ من دهشتها لكني مع هذا تجاهلتُ الأمر وجلستُ على السرير .. هزت المرأة الشقراء رأسها قائله: أنتِ .... نظرتُ إليها وقُلت: ماذا ..؟! بقيت صامته لثوان حتى قالت: ألستِ فتاة مُقعده ..؟! لقد كُنتِ على كُرسي مُتحرك عندما صدمك إبني .. إتسعت عيناي من الدهشه على كلامها .. مُقعده ..؟! كلا .. أنا أمشي وبشكل طبيعي .. لا أشعر بأي خطب غريب في رجلي عدا بعض الآلام الطفيفة الموجوده بكامل جسدي .. ماذا تقصد بكلامها ..؟! هل كُنتُ حقاً على كُرسي مُتحرك ..؟! لكن لما ما دُمتُ بخير ..؟! يستحيل أن تُشافى رجلي في عشرة أيام وهذا يعني بأني سابقاً لم أكن مُقعده .. إذاً .. ماذا يعني هذا ..؟! لِما كُنتُ على الكرسي ما دُمتُ بخير ..؟! لماذا ..؟! بدأ الجنون يزداد شيئاً فشيئاً في رأسي .. سُحقاً .. وددتُ لو مُت ما دمتُ سأصحو وأسمع كُل هذا .. سحقاً .. سحقاً .. لا أعلم شيئاً عن حياتي السابقه .. ولا أعلم شيئاً عن حياتي القادمه .. في ذلك اليوم الذي صحوتُ فيه سمعتُ أشياء جعلتني أُجن .. كانت أشياء غريبه .. وحدثت أشياء غير مُتوقعه .. لم أكن أعلم شيئاً عن الأمور الفضيعة التي سأواجهها .. ولم أكن أعلم بأن ما واجهته في ماضيّ أكثر فضاعه .. الماضي المُبهم .. المختفي بسبب ضياع ذاكرتي .. والذي لو حدث وتذكرته فسيكون شرخٌ في الذاكره ليس إلّا ! شرخٌ سأتمنى لو أني لم أتذكره البتّه ..! *** |
|
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 12-22-2020 الساعة 07:19 PM
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نبش على الذاكرة | Z A I N A B | مدونات الأعضاء | 1 | 05-01-2020 01:48 AM |