دكار مجدولين | بحور الضياع

قصيدة بحور الضياع
تنساني الكلمات
تسابقني الهمسات
تحكيني الحكايات
تلامسني الذكريات
تسامرني الصفحات
حين اغدوا
كنور شمس الوهاج
تغمرني الضحكات
تغتالني الصرخات
حين ارتقي إلى السماوات
وعلى شاطئ البحر قد مشينا
وعلى رمل الشاطئ قد تسلينا
فعبثا يا حزن تحاول إغاظتنا
عبثا يا بحر تحاول إغراقنا
بموجك العالي
بصرحك السامي
تطرحنا في الأعماق
كأننا في مدينة العشاق
فيا موج البحر
لا تقسوا علينا
وخد بيدنا إلى بر آمانا
كي ننسى أحزانا
كانت فينا
خذنا إلى مرفآ سلاما
كي ننشد ألحانا
كانت تشجينا
خذ بيدنا
حيث صوت الدموع
يختفي من البال
وصوت صياح الديك
لا يصلنا
ولا يعكر الغمام صفو سمانا
حيث نور الشمس لا يطاولنا
ولا يحرق وجدانا
ولا يذروا رماد ذكرياتنا
بين أزقة الشهقات
عثرت على داري
على الرصيف
اشتعل ناري
وسبت قيثاري
خذ بيدنا الى الميناء
ولا تسرق أحلاما كانت لنا
فعبثا تحاول يا موج إغراقنا
فنحن نجيد السباحة
وسنتعلق بزوارق نجاتنا
ونتوهم بأنه لوح يحملنا
إلى جزيرة الجمال
فيا وطن أنت الأجمل
فلا تجعل من أنين القلب مثال
وتعال نمضي الوقت بالتأمل
بهدير البلبل الرنان
تعال ننسى بعض الأحزان
وفتتلون صفحاتنا بامتنان
ونتسامر مع الأمواج
عساها تكتب عن الابتهاج
تعال نرقص تحت ضوء القمر
قبل أن يجف سيلان الحبر
ويطوى النسيان عبرات العمر
نسيم عليل يطاردني
وسنين العمر تضيع مني
وتتيه في دروب الضياع
اصرخ ولا من أذان تسمعني
حنين البحر يأسرني
بحبات الرمل يشعرني
فاكتب ولا من شاعر يقرئني
لذا سأرتل الكلمات
وامحي عني الدمعات
وسأجدد العزم للرحيل
إلى بلاد الحرية
حيث الأنام تسمعني
والكلام يفهمني
والعباد ترحمني
من تأليف دكار مجدولين
لا تشاركوا قصيدتي
"وما يلفظ من قول إلا ليه رقيب عتيد"