••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


عندما عبروا حدود الظلام *مكتملة*

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-2020, 07:34 PM   #1
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل الرابع : عندما عبروا حدود الظلام ..


يوم الإثنين 5 / 3 / 1427هـ
في مطار الملك خالد بجدة ..

رن جواله أول مافتحه بعد نزوله من الطيارة برسالة , فتحها لقيها من لولوة حياتي (( جاسم حبيبي وينك ؟؟ ليه مطنشني وماترد على اتصالاتي ؟؟ حرااااام عليك والله بموت من دونك , أحبك , أحبك )) تنهد بضيق وقبل مايقفل الرسالة دق جواله بنغمتها اللي لسه ماغيرها , لف على عدنان اللي حط نفسه مشغول بتأمل المطار ورجع طالع في جواله وحوله صامت وحطه في جيبه وهو يطالع في حسان اللي واقف عند بوابة القادمين , فرد يدينه وهو يقول : حسونة ..
ضمه حسان وضربه على كتفه وهو يقول : حسونة حرمتك , تناديني حسونة وبكرة ملكتي ..
: تراك صدعتلنا روسنا , كنه ماأحد ملك في الكون هذا كله غيرك ..
دفه عدنان وهو يقول لحسان : سيبك منه غيران منك ..
: هلاااااااااااا عدنان ولينا ..
: حساااااااانووو..
ضحك من قلبه وقال : والله غصب عني لا قلت عدنان تدخل لينا عرض , يا حيا الله عدنان و... عدنان حاف , تو مانورت جدة والله , ليش جاي ؟؟..
سأل السؤال الأخير بطريقة مفاجأة خلت حسان يقول بغيض : عشان أحضر فرحتك اللي صدعت روسنا بها على قولة جاسم ..
ابتسم جاسم وقال : عدنان ماتعودت على غلاسة حسان ..
قال حسان : الله يعينه يبغاله عِشرة سنة على الأقل عشان يصير ضد صدماتي إلا .....
مد يده لوجه جاسم وهو يسأل : اش هذا القطع اللي في شفتك ..
لمس جاسم شفته وقال بمرح مصطنع : ضربني عدنان ..
ضحك حسان وقال بمزح : مادام عدنان اللي ضربك أكيد تستاهلها ..
قال جاسم بهدوء بعد ما طالع في حسان اللي صاير يمثل الإنشغال ببراعة : من ناحية أستاهلها أستاهلها , المهم اش أخبار عمتي والأهل ..
مشي معاهم عدنان وعقله في مكان ثاني , كان رافض رفض تام إنه ينزل جدة لكن جاسم أصر ولزم عليه وحسان دعاه دعوة شخصية , والأدهى من هذا كله حينام الليلتين هذي في بيت جاسم , كان خايف ومتوجس من الموضوع , لو لاحظ جاسم على تصرفات العنود شي حتصير مشاااااااااكل كبيرة خاصة بعد المشكلة الكبيرة اللي صارت لهم قبل يومين وممكن من نتايجها انقطاع العلاقة بينهم , ركب السيارة وجلس ساكت معظم الطريق ولمن صلوا الفيلا حس بارتباك غصب عنه , آخر محادثة بينه وبينها كانت اللي أرسلت فيها الصورة وطلب منها تطلع من النت ومن بعدها ما أرسلت , وهو أصلا حذفها من القائمة بعد ما سوالها حضر ونادم إنه ماقام بهالخطوة إلا متأخر ..
: هي عدنان حاف وين عقلك ؟؟
لف عليه عدنان وقال وهو يخرج من السيارة : ترى عدنان ولينا أرحم من عدنان حاف ..
ضحك حسان وقال : أحاول أناديك عدنان حاف من دون كلمة حاف ..
ولف على جاسم وكمل وهو يروح للبيت : روح ضيف صاحبك , أنا بأدخل شوية أسلم على الأهل وأشوف إن كانوا يحتاجون شي وأطلع ..
مسكه جاسم من أعلى كمه وقال وهو يسحبه : تعاااااااااااال , أقول تراك استحليت السالفة سيد حسونة , ضف وجهك قبل ما ألعن سابع جدودك وأكنسل أبو الملكة ..
نسي عدنان همه للحظة وهو يضحك على مهاوشاتهم من قلبه ...


**********************


: هـــذاا هو عدنان صديق عمر جاسم ..
هزت العنود راسها بإيوه وهي توقف ورى أزهار اللي تطالع بعدت ستاير غرفتها عشان تشوف وهي تقول بلغة فصحى : هو بعينه , لايمكن لعيني أن تخطأه ياروزاليتا ..
لفت عليها أزهار وقالت تقلد لهجتها : ولماذا تقولينها بهذا التأكيد يا جيسكا ؟؟
جاوبتها وهي متابعة لغتها الفصحى : لأنني رأيت له صورة عند كارلوس أقصد جاسم ..
جات أزهار بتكمل معاها الهرجة لكن الهنوف ضربتهم على روسهم بيدينها وهي تقلدهم : أسكتا وإلا قتلتكما , لقد سببتم لي الصداع ..
وتبادلوا نظرات فرطوا بعدها ضحك و العنود تقول : ماشاء الله جاهزات على طول شبكتوا في الخط , وين مخرجي الأفلام المكسيكية عنكم ..
ابتسمت أزهار ودقت العنود المتحمسة في الكلام وأشرت لها بصمت على الهنوف اللي تطالع من الطاقة بنظرات هادية , ابتسمت العنود وصرخت وهي تدقها : هنوف ..
صرخت الهنوف بخلعة وهي تصك الستارة ولفت وضربت العنود على كتفها وهي تقول : فجعتيني يالمتخلفة ..
ماتوا ضحك عليها والعنود تقول من وسط ضحكها : ماقدرت أقاوم نظرات سندريلا للأمير اللي بيرقص معاها في الحفلة ..
مسدت الهنوف شعرها وخرجت من الغرفة وهي تتمتم بغيض , دقت العنود أزهار وقالت : اش قاعدة تقول ؟؟
هزت أزهار أكتافها وقالت وهي تتابع الهنوف ببصرها : والله ما أدري , سمعك أحسن من سمعي ..
ورجعت لفت عليها وهي تقول بحماس : بس صراحة صرختها كانت روووووعة ..
: بديهي لا شفتي واحد سرحان اخلعيه وتشوفين ردات فعل عجيبه ..
: يافنانة انتي , كفك ..
وضربوا يدين بعض , دخلت عليهم هدى وقالت : لا والله انتي واياها , لو وقف قلب البنت وانتم تصارخون فيها كذا , ترى معظم المزح ينقلب حزن ..
سكتوا وهم يستمعون لمحاظرة أمهم بأدب , بعد ماخرجت أمهم قالت العنود : داااااااااااايما أنا اللي آخذ الهوشة على راسي , نص الكلام كان موجه لشخصي المحترم ..
قالت أزهار بتريقة : أتساءل ليه انتي دايما يامسكينة يامظلومة ..
: أزهارو ..
قطع مناوشتهم صوت أمهم وهي ترحب بجاسم , تسابقوا الثنتين عشان يسلمون عليه , بعد عن حضن أمه وهو يقول : هانت إن شاء الله , كلها كم سنة ويعطوني نقل لجدة ..
لمست شفايفه بخوف وهي تسأل : واش ذا القطع ؟؟
ابتسم وقال : عادي من مضاربة , تعرفيننا إحنا الشباا...
: جسوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وم ...
أول ماشاف الثنتين جايات له قال بسرعة : والله اللي تضمني بأعطيها كفففففف محترم ..
وقفوا الثنتين وهم يقولون بتأفف : لييييييييييييييييه ؟؟
قال بتحذير : تراني حلفت ..
قالوا مع بعض : طيب كيف نسلم عليك ؟؟
ضحكت الهنوف عليهم وقالت : أحسن دواكم الكف , ماتعرفون تسلمون زي الأوادم ..
مد يده وقال بجفاء : من بعيد , صافحوا وانقلعوا ..
صافحته العنود وسلمت عليه ولمن جا دور أزهار مد يده وهو يشوف ليلى بين عيونه , تجاهلت أزهار يده ولفت يدينها حولين خصره و ضمته وهي تقول بصوت حنون : وحشتني ..
ما توقع أحد حركتها بالذات العنود اللي صرخت باستنكار , حس قلبه يتفتت لكنه قاوم ألمه وقال بهمس وهو يبعدها : أنا ماقلت بأعطيك كف ؟؟..
ابتسمت وقالت وهي تلف له وجهها : يلا أعطيني عشان ما تدفع كفارة حلف ..
رفع يده غصب عنه وضربها ضربه خفيفة , قالت العنود بغيرة : ياسلاااااااااام هذا تسميه كف محترم , مالي دخل أبغى أضمك أنا كمان ليه هي بس ..
قالت أزهار بعناد : ياحرااااااااااااام ..
ابتسم جاسم ابتسامة مصطنعة وقال لأمه : شكله العنود لقيت من يجاريها في خبالاها ..
شاف السعادة في عيون أمه وهي تقول : الله يخليهم لي يارب ..
استأذن وراح لغرفته عشان يتروش , صك باب الغرفة وقفله بالمفتاح أول ماشاف الثنائي المزعج جايين بيكلمونه في شي , ورمى شنطته ودخل الحمام على طول , فتح الدش ووقف تحته بملابسه وهو يتذكر اللي صار قبل يومين ..


**********************

يوم السبت 3 / 3 / 1427 هـ :
في أحمد مطاعم الدمام :

تأمل وجهها كإنه أول مرة يشوفها , ابتسمت ليلى وسألت : ليش تناظرني بهالطريقة ؟؟
ابتسم وقال : معجب ..
ضحكت وقالت : جاسم بسك عاااااد أحرجتني ..
وكملت بصوتها اللي يسلبه عقله : حكني عن جِدِه ..
ضحك لطريقتها في نطق جدة وقال :جدددة بفتح الدال مو بكسرها يابنت الناس ..
ضربته على كتفه وقالت : لاتضحك , شاسوي هذي طريقتي في الكلام ..
كان أكثر مايشده طريقتها الشرقاوية الثقيلة في الضغط على الحروف بعكس الحجازيين اللي عموما لهجتهم خفيفة وسلسة قال بطريقتها الشرقاوية وهو يضغط على الحروف : ياحبي لك ..
قالت بدلع تغيضه : ويه , مو لايق أبد ..
وطالعت في ساعتها وقالت : على بالي تأخرنا , أمي مابتطلع من العرس إلا عالساعه ثنتين ونص هذا إذا ما زانت لها القعدة وكملتها لبعد ثلاث ..
قال بعد تفكير : اش رايك تجيين تشوفين شقتي ..
طالعت فيه وسألته : وأصحابك وين اذلفوا سيد جاسم ؟؟
قال بضحكه : أشوف حلي لك السب ست ليلو..
وكمل : عدنان في الرياض والمخبل هاني وأيمن في البحرين رحلة استجمام ..
تنهدت وفكرت شوية بعدين قالت : طيب , أكلم سواقي عشان يروح ما يستناني ..
ودقت على سواقها وخبرته إنها بترجع مع صحبتها , ورجعت دقت على أمها وقالت لها نفس الكلام , وتنقبت وخرجت مع جاسم , ما مرت دقايق إلا وهم تحت عند العمارة , لأن المطعم ما يبعد كثير عن العمارة , قال وهو يطلع معاها : ترى الشقق كلها عزابية ماعادا هالشقة فيها عايلة , دخلها الشقة وقال : الله يعينك على الحوسة ..
أول ما دخلت شافت الفوضى في الصالة , جرايد منثرة وبرادي شاهي وفناجين مهي مغسلة , مخدات الكنب كلها على الأرض متناثرة فوق كوتشينه مهي ملمومة وفوق هذا كله ملابس وصخة في كل مكان , قالت : إنت متأكد ماجاكم إعصار ..
ضحك وقال وهو يلم بعض الأشياء : عدنان الوحيد المنظم فينا ومعيشنا في ضغط من كثر مايحرص على نظافة المكان وطبعا روحته للرياض تعتبر إجااازة للشباب اللي يسوون اللي يبغونه ..
فصخت عبايتها وقالت : اش رايك أنظفها ؟؟
كانت تلم الجرايد وهو واقف في مكانه يتأملها , أول مرة يشوفها بشعرها وبدون عباية , شغلت التلفزيون على قناة غنائية وراحت تودي المواعين للمطبخ , كانت كل دقيقة تمر تزيد من ضربات قلبه , ولمن مرت من قدامه مسك يدها وقال : أنا ماجبتك عشان تنظفين ..
ابتسمت وقالت وهي تسحب يدها : أنا ماعندي مانع , جــاسم ..
لمن سحبت يدها منه قبض عليها مرة ثانية وضمها و......................
.................................................. ...........................
.................................................. ...........................
فاق من فورة مشاعره لمن انفتح باب غرفته ودخل منه عدنان وهو يقول بصوت مرح : سوبراااااااااااااااااااايس ..
توسعت عيون عدنان على آخرها وخرج من الغرفة وهو يصفق الباب بكل قوته , رمى اللحاف على ليلى ونط من السرير وهو يحس برعب بداخله , خرج وراه وهو ناسي إنه بشورته بس , أول ما خرج من الغرفة جاته لكمة قويييييييية على وجهه رجعته على ورى , وتلتها لكمة ثانية على بطنه وعدنان يصرخ فيه : اش اللي كنت تفكر فيه ياااااااا أبببله ؟؟
قال بصوت رغم عنه خرج همس وهو حاط يده على شفته اللي بدأت تدمي : عدنان ..
صرخ فيه عدنان وهو يدفه للجدر اللي جنب الباب : لا تقول شي , ما أبغى أسمع منك شي , خااااااااااف الله إنت والكلللللبة اللي جوة , يا خي إذا ماخفت من ربك وعقابه خاف إنه في واحد مع وحده من أهلك وانت هنا مع هالحيوانة اللي باعت عرضها , خاف على مستقبلك , انت ما بتنجلد بس لو انمسكت في قضيه أخلاقيه , انت بتنسجن ياااااا حضرة النقيــب وسيرتك بتصير على كل لسان ..
ورماه بنظرة عتاااااااااب فضيعة وهو يقول : كم مرة قلتلك العرض دين ياجاسم , العرض دين , كل المسلم على المسلم حرااااااااااام ماله وعرضه ودمه , حرااااااااااااااااام فاهم يعني إيه حرام ؟؟..
وثار وهو يأشر على الباب ويصرخ بكل حرقة بداخله : طلعها برااااااااااااااا ..
جاسم كان سااااااكت ومصدوم من منظر عدنان اللي طول عمره معروف بالإنسان الهادي المسالم , دخل عدنان يدينه وسط شعره وهو يقول بصوت مخنوق : رجع بنت الناس لبيتها يا جاسم قبل ما أقتلك وأقتلها , ولا توريني وجهك ..
وراح الحمام وصفق الباب وراه بكل قوته ...
ومع صوت الصفقة اللي حسها جاسم كإنها توها فاق من ذكرياته , حمد ربه مليوووون مرة إنه جا عدنان في هالوقت قبل ما يصير شي بينه وبين ليلى رغم إنه مو هاين عليه صدمة صاحبه فيه , على الأقل نجى من حرارة المعصية اللي ما حتخليه يتهنى لا بشرب ولا بأكل , صك الدش وفصخ ملابسه المبلله وهو يتذكر خروجه من الشقة وتوصيله لليلى الخايفة وسط صمت عاصف , رجوعه ونظرات عدنان صديق عمره اللي حسسته إنه نزل من المكانه اللي كان فيها , رمى جسمه المنهك على السرير وهو شاكر لعدنان اللي كلماته خلته يفوق من غيبوبة عميييييييييقة مايدري كانت بتستمر إلى متى ..


**********************


تأففت الهنوف وهي شايلة صينية القهوة وقالت : اش معنى أنا ؟؟
ضحكت أزهار والعنود تقول بضيق : لأنه أمي على بالها إني أنا وأزهار بننط على حضن عدنان ونصب له القهوة ..
قالت هدى : أعرفكم مخبل انتي واياها تروحون تفضحونا عند الرجال أول مرة يجي بيتنا من مدة طويلة ..
قالت العنود : امي بس بنحطها عند الباب وندقه ونرجع ..
: لا يعني لا , تحركي يا الهنوف واقفتلي كذا ..
: أمي خلي الشغالة ..
: يا بنتي عيييييييييب تحركي الله يصلحك ..
راحت الهنوف وحطت الصينية عند باب المجلس ودقت الباب وشردت , قالت البندري وهي تطالع في أختها المبوزة : وليه هالزعل كله ست عنود ؟؟ هذا كله حب في الخدمة ..
حطت يدها على إذنها كإنها تبغى تسمع وقالت : أمي , أزهار كإنه يتهيأ لي إني سمعت صوت ذبانه مزعجة ..
: والله ما المزعج غيرك ..
: بس انتي واياها , عيب تتضاربون قدام ماما ..
تنهدت هدى وقالت : آآآه قوليلهم يا أزهار ..
دقت أزهار العنود وقالت بهمس : بنت اش فيك على الضعيفة , إحنا ما حسبنا إنها تخرج من القوقعة اللي مسويتها على نفسها ..
قالت العنود بقرف : ماتدخل لي من زور , صايرة غصة نحييييييسة ..
قرصتها وهي تقول : أختك يالحمارة , مو عشان كم مهاوشة بينكم قلتي هالكلام ..
ولفت على البندري وقالت : البندري اش رايك تشوفين اللبس اللي اشتريته للملكة ..
قالت البندري بتريقة : زين اللي صاروا المحلات بيبعون مقاسات واسعة ..
شهقت هدى مستنكرة كلمة بنتها عن أزهار اللي تعتبر وسط بناتها النحيفات مليانة لكن طولها مضيع هذا الوزن ..
قالت العنود وهي تقوم : بندر أحسلك ..
قالت أزهار بابتسامة وهي تجلس العنود : مقاسي 14 وهو متوفر في الأسواق من زمان وادعيلي ما أوصل الـ 16 واللي بعدها ..
: اش فيه ؟؟
اختفت كل النظرات المتبادلة بين بعض لمن سألت الهنوف هذا السؤال وقالت هدى : نتكلم عن فساتين ملكتك بكرة ..
قالت العنود وهي تسحب أزهار : تعالي نقيسها ونوريها لأمي ..
لفت هدى على البندري بعد ما طلعوا البنات وقالت : اش فيك على بنت الناس ؟؟ ترى أنا مايرضيني تجرحين فيها كل ماراق لك , البنت جايبينها عشان تجلس بيننا معززة مكرمة , حني عليها يا بنتي ..
سكتت الهنوف اللي عرفت إنه أكيد صار شي بين أزهار والبندري اللي ما تقصر بالتعليقات الجارحة ...
***

: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ أكرهها ..
ضحكت أزهار على صرخات العنود اللي ما وقفت وقالت وهي تحارب سحاب الثوب : يختي طنشيها ماتسمعين ..
لبست الهنوف لبسها الغريب اللي مافهمته أزهار وهي تقول : حاولت أطنش لكن ماقدرت , البنت هذي ما أدري اش فيها تغيرت فجأة , والله كانت حبوبة وهادية , من دخلت الجامعة انقلبت لإنسانة باااااااااااردة وساخرة بشكل فضيع , صارت متكبرة ورافعة خشمها و..
: تراك قاعدة تعطينها حسناتك بالحش اللي تحشينه ..
: خلاص بأسكت , اش رأيك ؟؟..
ضحكت أزهار وقالت : قلتلك رأي من زمان , جا دور أمي اللي حاسة إنها بتهزءك ليه ما أدري ..
***
: نــــــعــــــــم , هذا إيه ؟؟
قالت العنود وهي تطالع في لبسها المكون من بلوزة وجاليه قصير فيه مشابك وسلاسل وفيه صورة مترترة من ورى زي اللي يلبسونه الموسيقيين في البارات أو الهيبيز و تنورتها لنص ساقها فيها نفس الأشياء والخرابيط اللي في الجالية ولابسه عليه بوت جلد طويل : اش به , كووووووووول ..
: كول في عينك , بتفضحينا وسط الناس يقولون فقارى مجمعين لبنتهم ملابس من الشارع ..
الهنوف والبندري وأزهار اللي من أول ماسكين ضحكهم قاموا يقهقهون على تعابير وجه العنود وهي تقول : أميييييييييي من الشارع مرة وحده , كان قلتي من البسطه أهون من الشارع , من سوق الخاسكية لو ما عجبتك البسطات ..
قالت هدى بلهجة حازمة : والله ماتلبسينه بكرة , بتضحكين علينا الناس ..
خرج جاسم من غرفته و صفر وهو يقول : كووووووووول ناقصك قبعة جلد ..
لفت العنود على أخوها بفرح لكنها سكتت على صوت أمها المعصب وهي تقول : واش كول هذي اللي ذبحتوني فيها , أنا ماني شايفة في هاللبس شي زين عشان تقولون كول ..
قال جاسم : أمي هذي الموضة ..
قالت الهنوف برزانه : مو كل موضة تبعناها ..
لف عليها جاسم وانتبه لأزهار والبندري , قامت البندري وسلمت عليه وهي تقول : الحمد لله على سلامة الوصول ..
قال بمزحة : دايما آخر الناس يا بندر ..
قالت بغيض : اسمي البندري أنا أكره اسم بندر ..
لف على أزهار اللي واقفة تنتظر رأيه , ثوبها قطيفة عودي وذهبي بحبال له جاكت قصير أكمامه طويله , كان محتشم وهادي , قال ببرود لأنه عارف إنه الكل ينتظر كلمته : عادي ..
الكل انصدم بكلمته وغصب عنها قالت أزهار بضيق : بس , هذا اللي قدرت عليه ؟؟ كان جاملت على الأقل ..
وطلعت لغرفتها ووراها العنود اللي قالت له : يا متوحش ..
طالع فيهم وقال : أنا قلت رأي ..
قالت الهنوف باعتراض : ياخي الكلمة مهي متوقعه وقلتها بطريقة بايخة , ترانا حساسات تأثر فينا الكلمات بسرعة وصداقات نصدق أي شي ينقال , دحين لو قلنالها مليون إنه فستانها حلو بتشوفه عااااااااااادي ..
كلماتها ذكرته غصب عنه بليلى اللي في البداية كلمها كتحدي بينه وبين واحد من أصحابه إنه يقدر يجيب راس وحده بسبب صبره القليل وجلافته بالكلام واللي صدقت كلامه ومع الوقت لقي نفسه يصدق كذباته ويعيش معاها ..
قال ببرود : أروح لصاحبي أحسن لي من البنات وصدعتهم ..
***
: أزهار ..
علقت أزهار فستانها وهي تقول : عنودي والله عادي ماصار شي , أنا دحين ماني شايلة هم رأي الناس في الفستان قد ماني شايلة هم كيف حقابلهم وكيف حأتعامل معاهم , أنا من فقدت ذاكرتي وأنا عايشة وسط البيت وحابسة نفسي فيه وبكرة بأقابل القبيلة والجيران وأمة لاإله إلا الله وكلهم بيطالعون فيني كإني فار مختبر تحت الملاحظة ..
: حلو التشبيه ..
: هذا أبسط تشبيه يوصف حالتي بكرة , والله خايفة ..
: تشجعي وخليك قوية زي دايما , ويلا ننزل الجوهرة شوية وتوصل , أبويه راح يجيبها من المطار ..



*******************


قال أبو جاسم : دكتورها حذرني من مضار اختلاطها , يقول مايبغاها تحتك بخبرات جديدة قبل ماتستعيد ذاكرتها لأنه هذا بيشوش عليها ..
قالت الجوهرة وهي تنقل نظراتها من أبوها اللي يسوق وزوجها اللي جالس جنبه : طيب كيف نمنعها من ملكة أختها بالعقل ؟؟
قال زوجها : خلوها مع الهنوف إلى وقت الزفة , وأصلا بعد ماتنزف الهنوف نص المعازيم بيروحون , يعني إن شاء الله مايكون زحمة ..
: كلام حامد صح يا أبويه ..
قال أبو جاسم : هذا برضوا الكلام اللي قالته أمك , بس أنا ماأبغى أأذي البنت , أخاف وحده من اللي مايعرفون يهرجون زي الناس تجرحها بكلمة ولا تقولها كلمة ..
قالت الجوهرة وهي تتذكر كذا وحده في العائلة من هالصنف : المشكلة ياكثرهم اللي مايعرفون يهرجون ..
ضحك حامد وقال : بدأنا الحش من دحين , رنودة حبيبي لا تسمعين لماما طيب ..
قالت وهي مهي فاهمه عن إيش أبوها يتكلم : طيب ..
مدت الجوهرة يدها من جنب الباب وقرصته من دون مايشوفها أبوها وهي تهمس : أوريك شغلك بعدين ..

********************

~ الجوهرة إنسانة انتقادية ومايعجبها أي شي ~ زفرت أزهار اللي تقابلت معاها يومين بس بسبب ظروف عملها كمدرسة رياضيات في الباحة ومشيت وهي تحاول تبعد هالفكرة عن راسها , كانت خايفة من هالمقابلة لأنها لاحظت فوق هذا كله عصبية الجوهرة لكنها في نفس الوقت متحمسة عشان ريناد اللي استانست عليها لمن جابتها الجوهرة في الزيارة الثانية , وفعلا زي ما كانت متخوفة نظرات الجوهرة لها وهي تسلم عليها وتسألها عن أخبارها خلتها تحس نفسها كإنها تحت اختبار صعب , ولسه مالحقت تجلس وتسألهم عن أخبارهم قامت ونادت الشغالات بعد ما أمرت شغالتها إنها تهتم بريناد وبدأت تدور في الفيلا لأنهم بيسوون فيها الملكة وطلبت منهم يرجعون ينظفون المجالس مرة ثانية ويلمعون القزاز والتحف , وراحت تشيك بنفسها على صحون الحلى والمعجنات اللي بيباشرون بها بكرة على المعازيم , وماناموا البنات إلا بعد ماهرتهم شغل ..
في الغرفة ماغمضت عين الهنوف المترقبة بخوف ولا أزهار اللي خايفة من المجهول , هي كانت قانعة بفقدها للذاكرة وحاولت جهدها إنها تعيش حياتها وما تخلي هذا الحدث يكون محور حياتها لأنها مؤمنة إن الله يبتلي عبده عشان يختبر إيمانه ولأنه يحبه , مسحت دموعها وهي تدعي ربها إنه يبعد هذا الضيق اللي صايبها ..
: أزهار ..
مسحت وجهها بسرعة وتنحنحت بشويش وقالت وهي تلف على الجنب الثاني وهي تطالع في أختها وسط الظلام : نعم ..
سألتها الهنوف : انتي تبكين ؟؟
ما قدرت ترد لأنها بترجع تصيح لو فتحت فمها , سمعت صوت لحاف أختها وخطواتها بعدين حست بلحافها ينرفع , شافت شبح الهنوف اللي دخلت اللحاف معاها وقالت : بأنام معاك لأني حتى أنا مو جاييني النوم ..
ضحكت أزهار من وسط دموعها وقالت وهي تبعد لها مكان : مو جايك نوم من الفرحة مو ؟؟
سندت راسها على نفس مخدة أزهار وقالت وهي تلحف نفسها زين : ياليت , والله خايفة حسي ..
ومسكت يدين أزهار اللي شهقت وهي تقول : مكعبات ثلج صايرة , هذا وهو ملكة كيف لو زواج ..
: تكفييييييييين لاتقولين زواج يجيني مغص ..
نسيت أزهار ضيقها وهي تضحك وتهرج عشان تخفف عن الهنوف اللي حست براحة إنه أزهار وقفت عن البكى ..



*************************


أشرق صباح يوم الثلاثاء وبدأت معاه الضجة , شالت العنود صينية الفطور للمجلس اللي فيه أبوها وحامد مع جاسم وصاحبه وهي لافة البوز وتتمتم بقهر : أمس لمن أقولها بأوديها تقول لااااا , واليوم أقولها ما أبغى تقول إلاااا , أموت وأعرف أمي ليش دوبها دوبي ..
وبسبب ثقل الصينية ويدها اللي شايلة السفرة ما قدرت تحطها على الأرض
فدقت باب المجلس برجلها وهي مهي منتبهة إن الباب مردود مو مصكوك , انفتح الباب على ضربتها برجلها ولقيت نفسها وجه لوجه مع الجالسين في المجلس , قالت بصوت مسموع : أوو أوووه ..
فز جاسم من مكانه وخفضوا حامد وعدنان بصرهم , ضربها على راسها بعد ماصك الباب وقال : أوأوه يالفالحة ..
ابتسمت وقالت : كان على بالي الباب مقفول ..
ضربها مرة ثانية وشال الصينية عنها وقال : انقلعي ..
قالت : أصلا بأنقلع من غير ماتقول ..
ورجعت وحكت الكل عن اللي صار وأمها جلست تهزئها مع الجوهرة اللي تموت غيرة على زوجها , ما اهتمت العنود بكلامهم ظاهريا لكنها من جوة ماحبت تعلمهم إنها كان ودها الأرض تنشق وتبلعها قبل ما يصير اللي صار..


************************


~ 13 يوم باقي على جوازه , يوم 22 / 1 كان زواجنا ويوم 19 / 3 زواجه من بنت عمه , يعني 56 يوم بالضبط بين الزواجين , ناصر , ناصر ~
انقلبت على جنبها الثاني وهي تكتم شهقاتها عشان ماتنتبه لها أختها اللي قاعدة تقرأ مجلة على سريرها , رفعت هالة راسها وقالت : شعولة صاحية ..
غطت فمها عشان ماتفضحها أنفاسها المخنوقة وغمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ يااااااااااارب متى ينتهي هذا الألم ؟؟ ناااااااااااصر ~
قامت هالة من سريرها وطفت النور وخرجت من الغرفة , سألتها أمها لمن شافتها خارجة : مشاعل نايمة إلى الآن ؟؟
قالت هالة : كانت قاعدة الليل بطوله تغسل وتكوي الملابس ..
وراحت للحمام ومن صكت الباب تفجرت دموعها اللي قاومتها قدام أمها , اتكت على المغسلة وهي تصيح حال أختها اللي تجاهد قدامهم وتبين نفسها قوية ومرتاحة وعادي عندها اللي صار وهي بداخلها تنطحن طحن ومشاعل القديمة تذوي قدام عيونها شوية شوية , دعت من قلبها على الحرمة اللي سحرتها وإنها ماتنسعد ولا تهنى في يوم من أيام حياتها بسبب اللي سوته في أختها , غسلت وجهها بعد مافرغت كل اللي عندها وخرجت من الحمام , البيت كان صغير ومزدحم ومافي مكان غير الحمام يقدر الواحد يسوي في مابدا له , ابتسمت لأحلام اللي طايحة لعب في البلاي استيشن وقالت : لاتنسين عليك غسل الصحون ..
وبدأت تأففات أحلام اللي ماتنتهي , طنشتها هالة وجابت ثلاجة القهوة وجلست عند أمها تصب لها , قالت أمها : اش فيها عيونك محمرة ؟؟
قالت هاله بكذب تعودت عليه في الفترة الأخيرة : صابون دخل في عيوني ..
كانت عارفة إنه أمها تعبانة ومتألمة زيهم , أرملة ومعاها الضغط والسكر و بنتها مطلقة من أيامها الأولى , كيف بيكون وضعها ؟؟ ناولت لأمها الفنجان وقامت تكبس رجولها وهي تسأل : أمي بتروحين جواز ناصر ؟؟
قالت أمها : أجل , ولد أختي وماأحضر جوازه ..
سكتت هالة وهي تدعي ربها إنه يفرج همهم ...


************************


بعد العصر بوقت جات الكوفيرة ومعاها كم وحدة وبدأت زحمة السشوار والمكياج , أزهار اللي دايما شعرها غجري تغير شكلها لمن سشورته , قالت العنود اللي تتأوه تحت السشوار اللي ماتدناه : روحي اسألي أمي تسوين تسريحة ولا تخلينه مفلوت , أنا نصحتك تخلينه مفلوت , استني بأروح معاك ..
قالت الكوفيره بضيق : مابينفع هيك , مابنخلص شغل بهالطريئة ..
مسكت العنود ريناد وحطتها على الكرسي مكانها وقالت : سشوريلها شعافلها , شوية وأجي ..
وقالت لأزهار : مالت عليها قطعت لي شعري المتوحشة ..
: حرام عليك وحطيتي ريناد تحت رحمتها ..
: أحسن عشان أقولها بعد السشوار هذا عقاب كل وحده ماتحط بكل وشباصات في شعرها ..
دقت أزهار الباب ودخلت غرفتها وغرفة الهنوف اللي قاعدة تتزين فيها وسألت أمها رأيها اللي نصحتها إنها تخليه زي ماهوه أحسن , وطالعوا كلهم لمن قالت رئيستهم بضيق : آسفة يا مدام مستحيييل أسوي ماكياج العيون لحواجب بهالشكل , سدئيني ما بيطلع حلو لازم أنضف الحواجب من الشعرات الزايده ..
قالت الجوهرة بزهق : خلاص نظفيها وخلصينا ..
قالت أزهار بصدمة لمن شافتها تمسك الموس : قصدها تنمصها , حراااااام ..
قالت اللبنانية ببجاحة : يا حبيبتي أنا ما بنتفها بالملآآط عشان تقولي نمص أنا بحلئهن بالموس حلء..
فار دم أزهار وهي تقول : لا ياقلبي , اش الفرق ؟؟ كله زي بعضه حرااام سواء كان نتف ولا حلق ..
ولفت على الجوهرة وقالت بلا تردد بصوت قوي : وانتي تقولين لها نظفيها , كيف ؟؟
قالت الجوهرة بعصبية : هي ليلة بس , أنا سويتها في يوم جوازي وما عاد سويتها ..
قالت أزهار بعصبية وهي تحرك يدها قدام وجهها : ملعونة اللي تنمص , عارفة يعني إيه ملعونه , يعني مطرودة من رحمة ربك ..
ولفت على الكوفيرة وقالت : وانتي ماتخافين الله نامصة وتنمصين للخلق , الرسوووول ما يدخل الجنة بأعماله يدخلها برحمة ربه بس , هذا وهو الرسول كيف إحنا اللي أعمالنا ما تدخلنا أقل درجة في الجنة , نجي ربنا يوم القيامة واحنا نقول رحمتك يارب وانتي تجين وانتي عارفة إنك منتي مرحومة لأنه الــاــــه لعنك ..
تأففت الكوفيرة وقالت : خلاص مابحلئهن بأص أطرافهن بالمأص عشان يجي الماكياج حلو , صدئيني حلال ..
صرخت أزهار وهي تحس ضغطها واصل حده من برود هالحرمة وعدم اهتمامها بشي كبييييييير زي اللعن وهي تتقدم منها وهي ودها تكفخها : لا تحللين وتحرمين على كيفك , أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار , من متى وحضرتك المفتي العام للديار السعودية ؟؟
مسكتها العنود وسحبتها برى الغرفة وهي تقول : بنت صلي على النبي شوي وتذبحين الحرمة ..
قالت أزهار وهي تسمع صوت اللبنانية والجوهرة يتناقشون بصوت حاد : اللهم صلي وسلم عليك يارسول الله , قااااااااهرتنيييييييييييييييي , صدئيني حلال , ما انهز بدنها لمن قلتها إنها مطرودة من رحمة ربي , ياربي ارحمنا يارب , يارب ارحمنا من سخطك يارب ..
ضحكت العنود وقالت : صراحة وانتي معصبة فللللللللللللللللللللله , أول مرة أشوفك معصبة ..
قالت أزهار باستغراب : ليه ؟؟ ماعمري عصبت ؟؟..
انتبهت العنود لزلتها فقالت متهربة : اسمعي صياح ريناد , ياويلي من الجوهرة ..
خرجت الجوهرة وقالت بعصبية لأزهار اللي صارت لوحدها في المساحة الفاصلة بين غرفتهم وغرفة العنود : كله منك الكوفيرة معصبة ورافضة تمكيج الهنوف ..
قالت أزهار وهي تعقد يدينها قدام صدرها : قل الحق ولو على نفسك , و الساكت عن الحق شيطان أخرس ..
قالت من شدة عصبيتها : ماشاء الله هذا الكلام كله اللي تتفالحين به تتذكرينه لكن الشي المهم , انتي مين وأهلك مين ما تتذكرينه ..
وراحت عنها , حست أزهار بفجوة كبييييرة في قلبها وعقلها , خرجت أمها من الغرفة وقالت : أزهار حبيبتي جيبي رقم حسان من جوال جاسم بسرعة ..
نزلت أزهار قبل ما تشوف أمها الألم اللي في عيونها و راحت لغرفة جاسم , دقت الباب كذا مرة ولمن ما أحد رد فتحته ودخلت لقيت الغرفة مظلمة ومافيها أحد وقبل ما تخرج شافت الجوال في الشاحن , سحبته بسرعة وضغطت واحد من الأزرار كان الجوال سوني أركسون عشان كذا ما عرفت تتعامل معاه , ولقيت نفسها فجأة في مجلد الصور وأول صورة في وجهها كانت لبنت محجبة حلوة ملامحها نااااااعمة باين إنها سعودية وباين إنها مهي صورة كمبيوتر , انرعبت وخافت من اللي ممكن عقلها يأوله فضغطت الأزرار تبغى تخرج لكن الصورة تغيرت وجات صورة ثانية للبنت نفسها وهي جالسة على السرير وشعرها منسدل على كتفها العاري , وصورة زلزلت كيانها وهي تشوف بعدها صوره للبنت مع جاسم , ضغطت أزهار أخير زر مرسوم عليه سهم وخرجها من هذا بالتتابع , ضغطت وضغطت وضغطت ودموعها زي الشلال على خدودها , كانت تحس بألــــم يقطع قلبها , رمت الجوال على الطاولة اللي كان عليها وخرجت بعد ما مسحت دموعها , وهي ماشية في الصالة سمعته يكلم الجوهرة وهم واقفين على الدرج , اندست في المطبخ إلين راح وطلعت , كان من المستحييييييييل إنها تقابله دحين , لايمكن ترفع عينها في عينه أو تقدر تكلمه وهي في هالحالة ..


*******************


جلست أزهار متربعة فوق السرير مع الهنوف اللي مكيجتها اللبنانية بعد ما اتصل حسان على مديرة الصالون اللي جاب منه الكوفيرات واشتكى لها على الكوفيرة وحلف مايدفع باقي العربون لو ماخلصوا شغلهم بأدب , لمن شافتها الهنوف مسرحة ونظراتها تلمع بنظرة حزن حطت يدها على فخذها و سألت: أزهار اش فيك كئيبة ؟؟
ابتسمت أزهار وهمست : ولا شي , متوترة , الخليقة كلها تحت وأنا ماني قادرة أنزل , قلبي يعورني ..
وصلهم صوتها الناعم يقول بحب : سلاااااااامة قلبك و روحك ياعمري ..
لفت أزهار وهي تضحك وقالت : ياعيني عالمدح , يارب يرزقني واحد كلامه حلو زيك ياعنود ..
تبادلت العنود والهنوف نظرة سريعة قبل ما تقدم العنود لأزهار كاسة عصير و صحن مليان كيك وبيتفور ومعجنات وهي تقول : تفضلي كلي , من صباح الله خير وانتي قايمة تساعدين وانتي ما أكلتي شي ..
باستها أزهار على خدها وهي تقول : الله لا يحرمني منك , كنك حاسة إني كنت بآكل يد الهنوف بعد شوي ..
قالت العنود بحماس وهي تربع على الأرض وماهمها فستانها الساتان الأحمر اللي لبسته بعد حلفان أمها : وتخيلي أول ما تدخل على حسان شايلة الباقة بيد وداسه يدها الثانية وراها , يجي يقولها بدلع ليش داسة يدك يحسبها جايبه له هدية وهي تقول لا لا , ولمن يشوف ذراعها بدون يد يغمى عليه ..
ضحكت الهنوف من قلبها وقالت أزهار وهي تضحك : ويجي الإسعاف والناس تتجمع وتأشر لهم الهنوف بيدها المقطوعة وهي تقول ما صار شي ما صار شي ..
وكملت العنود : ويغمى على الناس وحيكتبون في الجرايد إغماء جماعي سببه أخت أكلت يد أختها من الجوع و يجيبون صورة مصغرة لك بعبايتك ومغبشين على الوجه ويكتبون تحتها بالخط الصغير صورة السعلية ..
وماخلصوا خيال إلا وهم مدمعين من كثر الضحك , قالت الهنوف : الله يعينكم على خبالكم , انتم الخيالات هذي ما تسيبونها لازم منها ..
قالت العنود وهي تمسح عيونها قدام المرايه : الخيال هو الموية بالنسبة لي , الله يقطعكم يالكلبات ساح الكحل من الضحك , الله يقطع شرك يا أزهار ..
مسحت أزهار دموعها وقالت : انتي اللي بدأتي الخيال , بعدين مايجوز تسبين أوادم بحيوانات ربي كرمنا ..
أشرت بيدها بعدم مبالاه وهي تقول : ياااااااااااااااااااااااااااااا ...
وقاموا الثنتين يتأكدون من مكياج الهنوف , لكنه طلع مثبت زين , راحت العنود وقالت : كلي واشبعي لأنه بتنزلين مع الهنوف بعد شوي ..
وأول مانزلت العنود قابلتها عهود وريم بنات عمها صالح , قالت بفرحة : هلاااااااا ريمو ..
وضمتها وهي تقول : اش الحلاوة هذي ؟؟
ابتسمت ريم وقالت : بعض مما عندكم ..
و همست بعدها : وين أزهار ؟؟
قالت العنود بحماس : فوق عند الهنوف تطلعين لها ..
قالت ريم بحماس زيها : دحيييييييين إذا ممكن , ودي أشوفها من زماااااااان ..
قالت عهود ببرود : قالتلي البندري إنها من طقتكم , يعني الله يعين العالم اجتمعوا المخبل ..
سلمت عليها العنود وقالت بتهديد : كلمة منك كذا ولا كذا أنتف الريش اللي في فستانك , سامعة ..
وسحبت ريم وقالت : خلينا نسلم على الحريم أول وبعدين أطلعك ..
قالت ريم : عنودي لا تاخذين على كلام عهود ترى انصدمت زي ما انصدموا كل البنات المرشحات في العايلة للزواج من جاسم , سفانة و أسماء والخنساء و ..
قاطعتها العنود : الله يقطع شرهم , الشي صار وانتهى , عيال منصور ملي القصور ..
ضحكت ريم وقالت : ترى المثل بنات منصور ملي القصور ..
مسكت وحدة من الحريم العنود وسألتها : انتي بنت أحمد ؟؟
ابتسمت العنود للحرمة اللي ماعرفتها وقالت : إيوه ..
: انتي اللي فقدتي الذاكرة ؟؟
انصدمت العنود من سؤالها لكنها قالت بسرعة وهي تحط يدها على راسها : إيوه ..
دقتها ريم لكنها تجاهلتها وتنهدت لمن سألتها الحرمة عن اش تتذكر وقالت بصوت حزين : ولا شي , بس أتذكر إني أحب الكبسة والمكرونة بالباشميل ..
مسكت ريم ضحكها وهي تشوف نظرات الحرمة المصدومة , شقت حلقها مبتسمة وقالت وهي تسحب ريم اللي مايته ضحك : عن إذنك ياخالة ..
: يا متخلفة يامتهورة ..
قالت بعصبية : والله حاسة ثلاثة أرباع اللي هنا جووا عشان يشوفون المسكينه أزهار , هذي عاشر حرمة تسألني عنها , استني شوية تلقين الكل يتكلم عن الكبسة والمكرونة بالباشميل ..
: مو هذا من فعايلك ست عنيدي , والله يوم بتروحين فيها بسبب تهورك ..
قالت بهمس وهي تمر من عند جماعة حريم قاعدين يحركون عيونهم زي أبراج المراقبة : أصلا من زمان تهوري موديني في داهية بس محد داري ..
كانت أمها مستأجرة مجموعة بنات مباشرية يباشرون بالحلا والقهوة والشاهي وتوابعه , فصار على بناتها إنهم يرحبون ويسلمون بس , وهذا كان أصعب شي على العنود لأنها ماتحب المجاملات الزايدة , ولأنها ماتقابل الناس إلا في المناسبات الكبيرة (( أعياد وزواجات )) فقط ..


**********************


فتحت أزهار الستارة وفتحت قزاز الطاقة طالعت في حوش الفيلا الكبيييييير , السيارات الواقفة في الأرض الفاضية قدام الفيلا والأنوار المعلقة والرجال وهم يسلمون على بعض والحريم وهم يدخلون الحوش , كانت الأصوات توصلها , غمضت عيونها وهي تستمع للضوضاء الجاية من برى والمختلطة بصوت الدق و الموسيقى عند الحريم تحت , أبوها سوى منصة حللللللللوة صغيرة عليها الكرسي اللي بتجلس فيه الهنوف , وجاب رجال ركبوا سماعات في المجالس والصالات عشان الدقاقة , كانت تحس بخواااااااااء غريب بداخلها وضربات قلبها كانت تتسارع وتخف وتتسارع وتخف لأسباب مجهولة , زفرت بقوة وصكت الطاقة وقالت : عن إذنك هنوف بروح الحمام ..
وخرجت من الغرفة وهي مهي منتبهة لهنوف اللي كانت تأشر لها على الحمام الداخلي , وصلها صوت الدق بوضوح , طااااالعت من فوق الحاجز ولمن شافت وجوه الحريم غريبة شردت لأبعد غرفة , غرفة المعيشة القريبة من جناح أمها وأبوها و مسكت مصحفها المحطوط على سجادتها اللي حلفت تقتل اللي يحركها من مكانها وقعدت تقرى شوية , ولمن تذكرت كلمات الجوهرة القاسية وصور جوال جاسم ووجوه الحريم الغريبة واختلط مع صوت الموسيقى اللي تحسها تقرص قلبها قرص قامت تصيييييح , كانت تحس بخوف محد يتصوره وعقلها تحسه بينفجر من كثر ما يتخبط في الظلام اللي تحاول تخترقه بجهد ~ يااااااااارب ياعالما بحالي ارحمني , ياااااااااارب ~
: أزهااااااااااار , أزهارو ..
رفعت راسها ومسحت دموعها بسرعة وقامت على طول في اللحظة اللي انفتح فيها الباب ودخلت منه العنود ووراها وحده غريبة , قالت العنود : انتي هنا , دورناك عند الهنوف مالقيناك , فاتك ماشفتيها وهي توقع عقد النكاح , مو مشكلة تشوفينها في الفيديو , أووه هذي ريم بنت عمي صالح , قدك انتي والهنوف ..
تداركت خطأها في الأخير وأكدت : والهنوف أكبر منكم ..
ابتسمت أزهار بخجل وسلمت على ريم وهي تقول : أهلا ريم , كيف حالك ؟؟ سامحيني ما أ.....
قاطعتها ريم : فرصة تتعرفين عليه من جديد , واااااااااي حلوة عيونها..
قرصتها العنود في ظهرها من دون ما تشوفها أزهار , ضحكت أزهار وقالت : بالعكس غريبة , ما أدري طالعة لمين ما أحد في العايلة عيونه أسود مغشوش زيي ..
قالت العنود : رمادي غامق كم مرة أقولك , اش أسود مغشوش انتي ووجهك ..
وسحبتهم وهي تقول : تعالوا نكمل كلامنا عند أبو الهول اللي صايبها بكم ..
قالت ريم : ذبحتني تسحيب تحت ودحين تسحبني هنا ..
ضحكت أزهار وقال : دومها مستعجلة ..
جلسوا عند الهنوف يتكلمون واستغربت أزهار نظرات ريم اللي مانزلت عنها , دقايق وجاتهم الجوهرة وقالت : يلا بنزف الهنوف تحت ..
قاموا كلهم وقالت أزهار : أنا ما أبغى أنزل ..
كلهم التفتوا لها وقالت هدى : أزهار حبيبتي ليه ماتبغين ؟؟
وقالت الهنوف : أزهار ابغاك معايا الله يخليك ..
قالت بعد تردد : سامحيني ياهنوف , أنا خايفة , خلاص انزفي دحين وأنا أنزل بعد ما أتشجع شوية ..
ضمتها الهنوف وقالت : خليك قوية , ادعيلي ما أطيح من فوق الدرج ..
شافت الهنوف تمشي بشويش بسبب فستانها الذهبي والتفاحي الواسع , والكل حولينها , رجعت العنود لها وقالت : تعالي شوفيها لمن تنزف ..
هزت راسها بعناد وقالت : الكل بيقعد يطالع فيه وينسى الهنوف , كلهم بيشوفون المجنونة اللي فقدت ذاكرتها , كلهم يعرفون بالضبط اش صار لي إلا أنا ما أدري عن شي , خليتوني في ظلام داخلي وأنا تحت كشافات الكل , ما شفتي كيف كانت ريم تحدق فيه , أكيد صار شي كبيييير وما تبغون تعلموني به ..
ضمتها العنود بخوف وهي تتذكر كلام الدكتور مطلق اللي وصله لهم أبوها وهو يحذرهم من مضار اختلاطها , قالت بحب : أزهار حبيبتي , كل اللي نسويه لمصلحتك , بتتذكرين بنفسك , تعالي يا قلبي , تعالي أوعدك ما أخليك تسلمين ولا على وحده بس انزلي معايا وأوقفي جنبي قدام الدرج إلين تنزف الهنوف , يلا ..
تشجعت أزهار وقالت : وعد ما أسلم على أحد ..
: وعد , يلا الهنوف واقفة من زمان وحسان بيفجرنا لو تأخرنا أكثر من كذا ..
نزلت العنود من الدرج ومعاها أزهار وسط الظلام بعد ما طلبت من الشغالات يصكون الأنوار لأنه الهنوف بتنزف , وقفت جنب عمود الرخام الكبير المقابل للدرج ووقفت أزهار بينها وبينه وقالت : ارتحتي محد بينتبه لك هنا , بدأت الدقاقه الموال وانفتحت الأنوار والهنوف على راس الدرج , حست أزهار بضيق من الموسيقى وحستها في مسامعها مزعجة , لكنها تناستها وهي تطالع بسعادة للهنوف اللي صوبت نظراتها لها وهي تبتسم بخوف , بدأت الغطاريف والتصفيق والهنوف تنزل , وبعد ماراحت للمجلس اللي فيه المنصة قالت أزهار بامتنان : شكرا عنودي , شكرا لأنك جريتيني بالقوة , كنت حموت قهر لو فوت هذي اللحظة ..
قالت العنود : دحين تبغين تطلعين ولا تجيين معايا ترقصين ..
: نـــــعــــــم , أقولك خايفة تقولين ترقصين ..
: أفضل وسيلة للدفاع الهجوووووم ادخلي عليهم وارقصي ..
ضحكت وقالت : والله انك خبلة صحيح , روحي وأنا ألحقك ..
ولمن راحت عنها العنود حست بدرع الأمان اللي كان يحميها اختفى , قاومت مشاعر الخوف وهي تقول لنفسها ~ أهلك ياهبلة خايفة ليه ؟؟ خليك قوية زي دايما ~ كانت تقدم خطوة وترجع خطوة وشوية لقيت نفسها قريبة من المجلس , طالعت بنص عين وابتسمت وهي تشوف العنود ترقص مع ريم والبندري مع وحدة غريبة , انحطت يد على كتفها وجاها صوت من وراها يقول : إن ماخابني ظني أزهار ..
لفت أزهار بتوتر وخوف وشافت حرمه متوسطة الطول ومستصحة , ضمتها الحرمة بحنان وقالت بمزح محبب : أنا خولة بنت الأزور أخت حسان بن ثابت ..
ارتاحت أزهار لمن تذكرت كلام الهنوف عن خولة أخت حسان وقالت : هلا خولة , كيف حالك ؟؟
سابتها خولة وهي تضحك وتقول : ماني زينه لأنه حسانو حرق جوالي دق يقول ما صارت هذي كلها زفة , وهدد لو ماجبت الهنوف بيطرد الحريم كلهم ..
ضحكت أزهار وقالت : الله يخليهم لبعض ..
قالت خولة : آآآآآآآآمين , عن إذنك خليني بس أتخلص من رجة حسان وحرمته وأجي آخذ أخبارك ..
شافتها تكلم أمها وأمها كلمت أخواتها اللي ساعدوا الهنوف اللي قامت ووجهها متغير بسبب حواجبها المقطبة ..
: انتي أزهار ؟؟
لفت على الحرمتين اللي ماشيين لصالة العشا اللي أعلنوا عنه في السماعات وقالت : إيوه , أهلا فيكم , تفضلوا على العشا من هنا ..
وأشرتلهم على الصالة وهي ودها تتخلص من نظراتهم المحدقة , ومامرت ثانية على جوابها إنها أزهار إلا وتجمع حولها مجموعة من الحريم , ماتدري سلمت على مين وبقي مين والكل يطالعها بنفس النظرات , فضول ممزوج بشفقة , حتى نبرات صوتهم حستها أزهار مليئة بالشفقة المقيته , كانت تبتسم للجموع وهي تصرخ بداخلها ~ أنا ماني مجنوووووووووووونة , لاتطالعون فيه كذا , أنا فاقدة للذاكرة مو طاير عقلي ياناااااااااااااااااااس , خلاااااااااااص حلوا عن وجهي , خلوني أتنفس , مكتومة , مخنوقة , لو أغمي علي دحين بصير حديث المجالس لسنة كمان , أزهار لاتدوخين ~ قاومت الخوف اللي بدأ يملى صدرها وقالت : عن إذنكم ..
وخرجت من وسطهم وأول ماقابلت ريم اللي قالت : أزهااااااااار تعالي بسرعة شوفي الهنوف ..
ومسكتها من يدها وسحبتها , حست أزهار بأنفاسها ترجع طبيعية تدريجيا , حست وجه ريم طوق النجاة لها رغم إنها ماتتذكرها حتى هي لكن اسم إنه العنود عرفتها عليها من قبل , رمت عليها العنود عباية وقالت تعالي بسرعة لايفوتك المنظر , طالعت من ورى العنود والجوهرة والبندري والبنت الغريبة اللي كانت ترقص معاها وبنتين ثانيات كتمت نفسها لمن شافت الهنوف جالسة في المجلس و باين عليها الخوف وأبوها وجاسم داخلين ومعاهم ثلاثة رجال غرب عرفت منهم حسان اللي شافته من الطاقة أمس وحرمة ما عرفتها كاشفة عليهم , قالت العنود وهي تسحبها جنبها : ذيك عمتي نورة أم حسان وهذاك أبو لحية بيضا عمي صالح أبو ريم , والثاني عمي جلال ما عنده بنات عنده خمس أولاد ..
: ماشاء الله ..
قالتها أزهار وهي تتأمل وجيههم تحاول تتذكر شي من ماضيها , ولمن اصطدم عقلها بحائط أسود تناسته وهي تتأمل الهنوف اللي وقف حسان قدامها وهو مبتسم ابتسامة واسعة , قال لها شي بهمس خلاها تندق راسها أكثر وهي ترجع على ورى , جلستها عمتها وجلس حسان جنبها وهو يقول لخواله بمزح : مو خلاص سلمتم على البنت يلا حبايبي أعطونا نفس ..
ضربه جاسم بخفة على كتفه وهو يقول : مو خلاص شفت العروسة وسلمت عليها يلا أعطي المسكينة نفس ..
قال حسان بجرأة : تعرفها , هاليوم استنيته سنه تقول لي دحين أخرج وأنا لسه ماشفتها زين ..
كانت الهنوف ودها تذوب وسط ملابسها ومايشوفها أحد من كثر الخجل , هي تعرف نفسها إنسانة عادية وبسيطة مافيها ذاك الجمال اللي يخلي حسان يتعلق بها لهالدرجة وهذا اللي يزيدها خجل , قال أبوها بجدية : هيا حسان قول اللي بتقوله عشان نمشي ..
طالع حسان في أمه اللي قالت بعد ما قرت نظرته : خلوهم شوية مع بعض , دقايق بس ..
وبعد حرب مضنية رضيوا بعشر دقايق لاااا غير , ولمن خرجوا وانصك الباب ..
لفت عهود على أزهار وعرفتهم العنود ببعض وهي تقول : عهود , أزهار , أزهار هذي عهود ..
سلمت عليها أزهار واستشعرت البرودة في سلامها لكنها طنشت الموضوع وهي تأكد لنفسها إنها أكيد تتوهم من كثر الضغوط اللي مرت بها , وسلمت على البنتين اللي ما حفظت أسماءهم ولا حتى أشكالهم , كل اللي عرفته إنهم أخوات حسان يعني حموات الهنوف , قالت ريم : ياترى اش يسوون دحين ؟؟
قالت العنود وهي تحك جبهتها بتفكير : أنا ماهمني اش يقولون دحين قد مو شاغلني اش قال لها أول مادخل ..
ضربتها أزهار وقالت : سيبوهم في حالهم ..
وجوة الغرفة ساد صمت فضيع على المكان , كل الكلام اللي كان بيقوله حسان لها طار من راسه , طااالع فيها بعدين قال : هنوف كيف حالك ؟؟
مارفعت راسها اللي هزته بشويش يعني طيبة , ابتسم وقال : مبروك علي انتي ومبروك عليك أنا ..
همست بصوت حاولت قدر الإمكان تخليه واضح : الله يبارك فيك ..
ســـكــــت وهو مو عارف اش يقول وأخيرا قال : تراني مجهز كلام طوييييييل لكنه طار من الفرحة ..
كتمت ضحكتها لكنها ابتسمت غصب عنها , ابتسم وقال : الله يجمعنا على خير و..
دق الباب وانفتح ودخل منه جاسم وهو يقول : تايم أوفر ..
مسك حسان لسانه عن السب قدام الهنوف وقال بأدب : توي اللي قلت كلمتين على بعض ..
هز جاسم راسه وقال : سوري , الشبيبة موصيني ما أخرج من القسم إلا وانت معاي ..
قام حسان وقال بتهديد وهو يأشر على رقبته : بسيطة مردودة لك إن شاء الله ..
ولف على الهنوف وهمس بابتسامة : في آمان الله ..
وخرج مع جاسم اللي قعد يقول بتريقة : الله , الله , عشنا وشفنا , من وين جايب هالحنان كله ياسيد العواطف الناعمة ..
قال حسان وهو يزبط بشته : من قبل ما تطلع لك شوارب يالمتحجر ..
تناسى جاسم همومه لأنه اليوم في قمة سعادته وهو يشوف أخته مزفوفة لولد عمته وتوأم روحه حسان ..
***
دخلوا البنات عليها وقاموا ينغزونها بالكلام وهي سااااااااكته ومبتسمة بهدوء , طلعت أزهار للغرفة بعد مارجعت الهنوف للناس وانسدحت على السرير وهي تفكر بالوجوه اللي شافتها , ولا وجه أشعل الضوء داخل ظلام عقلها , غرقت في أفكارها وماحست بنفسها إلا وهي نايمة ...




**********************



يتبع .........


 

رد مع اقتباس
قديم 07-08-2020, 07:16 PM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




كان جاسم مجهز كلامه ومستعد لكل شي ولو جا له واحد وقاله قبل دخوله للمجس إنك بتوافق على كل شروط أزهار و بتصر إنك تتزوجها كان ضحك عليه وعلى خباله , ما يدري كيف خرجت من فمه وهو يقول : أنا موافق على كل الشروط ..
هو قالها لكنه ندم بعدها على طول ~ ليييييييييييه وافقت ؟؟ ليييييييييه ؟؟~
فرح أبوه وقال : الحمد لله ..
قال عمر اللي بداخله ما حب جاسم ولا ارتاح له أبدا : عمي فيه شرط أخير لأزهار , هي طلبت مني إنه إذا وافق على كل شروطها تبغى تتكلم معاه على إنفراد ..
انصدم أبو جاسم من الشرط الأخير لكنه ما حب يعلق , قال وهو يلف على جاسم : ها جاسم ؟؟
قال جاسم بثقة وهو يكتف يدينه ويسند ظهره للكنب : أنا موافق ..
شاف الراحة على وجه أبوه وحس بالفرحة في صوته وهو يقول : وأنا موافق, نروح نكلم أزهار يا عمر ..
طالع عمر في جاسم بشك , ما عجبه أبدا طريقته في الجلسة والكلام , كان حاس إنه ورى هالثقة شي , قام وقال وهو يرمي جاسم بنظرة برود : أمرك يا عم بس أنا لي طلب واحد إذا ممكن ؟؟..
: تفضل يا ولدي آمر ..
: ما يأمر عليك عدو , انت عارف وضعنا زين , وفاة الأهل وزواج أزهار الغريب , لكن هذا كله ما يمنع إنه ودي أفرح بها هي أختي الوحيدة والباقي لي من أهلي , أتمنى يتسوى لها فرح زيها زي غيرها من البنات ..
حط أحمد يده على كتفه ورص عليها وهو يقول بحب وسعادة : هذا مفروغ منه , تعال , تعال نروح للعروسة ..
بعد ما خرجوا زفر جاسم براحة وهو يتكى بأكواعه على ركبه وقال : يا ربي كيف نظراته فضييييييعة ؟؟ ليش يكرهني ؟؟
وغرق في أفكار عمييييييييقة عن الإجتماع اللي طالبته أزهار وكان في نفس الوقت يلللللللللعن غباؤه اللي خلاه يوافق , هل هو وافق تحدي لبرود أزهار وقوتها و لا عطف بسبب نظرة أبوه المترجية ولا عناد لعمر اللي كان يطالع فيه من فوق لتحت كإنه شي قذر , المهم إنه ما يدري اش السبب ..
***
~ أنا ليه قلت شروط زي كذا , كان قلت لا وأرجع لحياتي زي أول وأستنى ولد الحلال , لا لا لا أزهار , أمه بنفسها قالتلي بصريح العبارة إنها تبغاني و ما تتخيل بعدي وهي الصراحة حقها كبير علي هي و زوجها , بس ترمين نفسك مع واحد زي جاسم عشان أبوه وأمه , لكن لو رفضت ومحد بيلومني بأصير مطلقة , اش بيسوي عمر الضعيف مع أخت مطلقة , مطلقة لقب غريييييييب علي , أففففففففف , لو رفض ذاك الساعة بأفكر بهالشي بس لو وافق , يمممممممممممه , لا لا ما أظنه يوافق خاصة وهو متخيلني وحده وصخة وحثالة , يكون بياخذني عناد , لااااااااا ما أتوقع ~ خرجها من دوامة أفكارها دخول أحمد للصالة وهو يقول : طريق , يا ولد ..
حست أزهار بضربات قلبها تزيد لمن سمعت أحمد يقول : قوموا يابنات , معايا عمر ..
قاموا البنات ودخلوا مع أمهم للمجلس الداخلي , سحبت أزهار نفس عميق وقالت بصوت حاولت تخليه ثابت عكس يدينها اللي بدأت تنتفض : تفضل يا بابا ما في أحد ..
سلم وهو يدخل و وراه عمر , قال أحمد على طول وهو يدخل للمجلس اللي فيه حرمته وبناته : أسيبكم لوحدكم ..
طالعت أزهار في عمر لمن صاروا لوحدهم , قال عمر بسرعة : وافق على كل شي ..
حست أزهار بقلبها يغوص بداخلها من الخوف وغصب عنها قالت بصدمة : ليييه وافق ؟؟
طااااالع فيها عمر وسأل بشك : أزهار ليش أحسك مصدومة ؟؟ انتي كنت متوقعته يرفض ؟؟..
ما قدرت تصرح لأخوها إنها مضطربه ومهي عارفة مشاعرها بالضبط واش كانت تتوقع , هي ما كانت تبغاه يوافق و كانت تتمنى تعجزه وإنه يرفض عشان ما تكون في نظر الكل هي المتبطرة على النعمة واللي طالبه الطلاق , وفي نفس الوقت ما تبغاه يطلقها عشان أخوها يشوف حياته من دون ما تكون عقبة في طريقه , هو الأيام اللي راحت ما قدر يروح ويجي كله لأنها لوحدها في الشقة , ولمن يخرج يدق كل شوي عشان يتطمن عليها , هزت راسها وقالت : لا مو كذا , أنا بس تعرف ..
و دنقت راسها مستحية وهي تقول بتلعثم : قلتله ..
رحمها وقال : إيوه , عشان كذا جاي آخذك عشان تكلمينه ..
~ وافق على كل شي رغم موضوع عبد الرحمن , ليييييييييييييييييييه ؟؟؟ْ أقله على حقيقة الموضوع , لا اااااااااا مستحيل , على الأقل مو دحين , يروح يسوي فضيحة ولا شي دحين ويضرب البندري , أزهااااااااار فكري بنفسك , ترضين يفكر فيك كذا , طبعا لا بس , ياربييييييييييييييي والله دايخة ماني عارفة في ايش أفكر ~ حست باضطراب و خجل فضيع وهي تمشي ورى أخوها اللي دخل المجلس , وقفت عند باب المجلس وهي تحس بمشاعر فضيعة متضاربة , سحبت نفس ودخلت وهي تهمس : السلام عليكم ..
قام جاسم وهو يرد السلام , عمر اللي حلفته أزهار في البيت إنه ما يجلس معاهم رمى جاسم بنظرة غريبة وهو يقول : اسيبكم لوحدكم ..
وخرج , لمن انصك الباب جثم صمت مخيف على المجلس , ما تحركت أزهار المدنقة راسها وشابكة يدينها في بعض من مكانها عند الباب و ما تحرك جاسم اللي عيونه تثبتت عليها من مكانه ..
~ جاسم تكلم قول شي , يا ماما اش هالحيا الغريب اللي بيقطعني ؟؟ مو كنت أتعامل معاه عادي ؟؟ اش صار دحين ؟؟ طيب يا غبية اكتشفتي إنه زوجك بعد ما كنت تتعاملين معاه ببلاهة كإنه أخوك و كنت تجرين و....... أزهاااااار بلاش تفكير في هالأشياء المحرجة ما انتي ناقصة إحراج , لساني لصق في سقف حلقي , ياربييييييييييييي ~
~ أدفع اللي في جيبي وأعرف اللي تفكر فيه هالبنت , والله وعندها الجرأة بعد سواتها تتشرط في مهر وفي عملي كمان , لا يكون على بالها بأطلقها وتصير حرة و تلعب على عبد الرحمن زي أول , حامض على بوزك , ليش واقفة و ما تحركت ؟؟ ~
قال بعد نفاد صبر : ما بتتكلمين ؟؟
رفعت راسها بشويش وأول ما شافت نظرته البااااااااااارده حست بقلبها المرتجف يجمد وضربات قلبها المتسارعة تتباطأ , قال وهو يعقد ذراعينه قدام صدره : مو انتي اللي طالبة هالمسرحية كلها ؟؟ أخلصي وقولي اللي عندك ترى ماني فاضي لك عندي أشياء أهم ..
طريقته في الكلام ونظراته قتلت بداخلها خجلها منه , ~ مستحييييييييييييييييييييييييييل أقوله على الحقيقة ~ شمخت براسها وقالت بجرأة وثقة : مع احترامي لك , ترى يكون في علمك لو بنت غيري خاطبها زوجها اللي ما تعرفه بهالطريقة كان تهورت وقالت طلقني , لكن حمد لله أنا غييييييييير وغير هذي حط تحتها 10 خطوط ..
رفع واحد من حواجبه و قال باستهزاء : لا والله , أحي فيك هالثقة ..
ورجع طالع فيها ببرود وقال وهو يحرك يده بحركة لا مبالية : أخلصي وقولي اللي عندك ..
بلعت وقاحته وقالت ببرود : كان عندي شرط ما قدرت أقوله لعمر احتراما لك , أنا عارفة إنه كان في أشياء صارت في السابق وأنا هنا عشان أطلب منك نبدأ صفحة جديدة وننسى كل اللي صار , أنا حأوعدك إني أحفظك في وجودك وغيبتك وأحفظ مالك وبيتك لكن بالمقابل شرطي إنك توعدني نفس الوعد ..
رجع رفع واحد من حواجبه وقال باستنكار : نعم ست أزهار ..
~ أككككككككككككككرهه لمن يرفع حاجبه ويطالعني بهالطريقة ~ قالت بجرأة : يعني أوعدك ما أخونك وتوعدني إنك ما تخونني ..
قال بسخرية بارده : هذا شرطك ؟؟
قالت وهي تأشر بيدها : كاااااان لكن دحين صار شرط ثاني ..
ولمن شافت نظراته المستهزئة ما تغيرت ولا تبدلت قالت بجد : زي ما أحترمك تحترمني , أنا لاااا يمكن أعيش مع واحد يخاطبني بهالطريقة ويطالعني بهالنظرات ..
قال ببرود الدنيا : و أنا لا يمكن أثق فيك ..
~ مين اللي ما يثق في الثاني ~ رمته بنظرة غرييييييييبة وقالت بضيق : عدم الثقة متبادل بيننا , لكن أنا مستعدة أنهي هالشك إذا وعدتني ..
تأملها وعقله يدور بأفكار كثيرة من بينها صوت يصرخ ~ طلقها وارتاح من ازعاجها , طلقها , طلقها ~ زفر وسأل وهو يطالع فيها بطفش : وإذا وعدتك باللي تبغينه ؟؟
~ معقول أنا قاعد أسايرها , بتصير أزهار زوجتي , وافقت على كل شي , جاسم اش صار ~ انصدم من اللي قاله و انصدم أكثر لمن حمرت خدودها فجأة وهي تدنق راسها وتقول بتلعثم وهي تفرك أصابعها بتوتر : هذا كل شي ..
ما يدري ليه ابتسم وهو يتأملها , شعرها كان مسشور ووجهها هادي بزينته المقتصرة على الكحل والروج الوردي , تنورتها السوداء وبلوزتها البيضاء المورة بورود سوداء , حس بنفس الرغبة بمناكشتها ترجع له فسأل وهو يتقدم منها بثبات : و متى تبغيني أقدم نقل على جدة ؟؟ قبل ما نحدد زواجنا ولا بعد ؟؟
ما همست بحرف , كانت تحس بالخجل يزيد مع كل ثانية , اش بها مشاعرها تتقلب بهالشكل السريع قبل شوي كانت معصبة وقوية , لمن حست بوجوده جنبها رفعت راسها من المفاجأة , التقت عيونها المتوترة بعيونه الثابته المليانه سخرية , دنق عليها إلين صار وجهه قريب من وجهها , قال بصوت غريب : الله يعنني عليك ..
وخرج , زفرت براحة وجلست على أقرب كنبه لها وهي حاطة يدها موضع قلبها اللي شويه ويخرج من شد الأعصاب اللي حسته وهو واقف قدامها ~ الله يعنني أنا ويصبرني عليك , انتهى كل شي , الحمد والشكر لك يارب , انتهى كل شي ~ ..
ابتسم جاسم أول ما شاف عمر اللي كان يدور في الحوش بتوتر وقال : انتهى اجتماعنا على خير ..
ابتسم عمر بتردد وراح صافحه وقال بهدوء واثق : الحمد لله على كل حال و مبروك عليك شيخة البنات ..
وسابه ودخل المجلس , ما يدري ليه قلبه انقبض لمن شافها جالسة وهي ساندة دقنها على يدها وعيونها فيها نظرة ساااااارحة مهمومة , حمحم وسلم , لفت عليه وهي ترسم أحلى ابتسامتها وهي تقول بخجل : قابلته ؟؟
ابتسم وسأل وهو يغمز لها : ميييييين ؟؟
تلعثمت وهي تقول : هو .. جـ ..جاسم ..
قال : قابلته وعزيته ..
رمته بنظرة تهديد فقال : قصدي باركت له , هو في ذيك الساعة اللي ياخذ أكبر زنانة مزعجة في جدة ..
: عمــــــر ..
ضحك على عصبيتها وسلم على راسها بسرعة وقال بصوت مخنوق : مبروك يا زهرة ..
طالعت فيه بخوف وفتحت فمها بتسأله عن سبب الحزن اللي في عيونه لكن دخول أحمد منعها , جا وبارك لها وبارك لأخوها وجلس عشان يتفق معاه على كل شي , سحبت أزهار نفسها وخرجت , وقفت عند المدخل خايفة تدخل للبنات يحرجونها بتعليقاتهم وخوفها الأكبر إنه جاسم جوة ..
***
طالعت العنود في جاسم اللي واقف في الصاله قدامهم وقالت : و ليش تقولها بهالملل ؟؟
زفر وقال : أصلا أنا متزوجها من شهرين يعني ما صار شي جديد عشان أتحمس وأنا أخبركم إنه تم كل شي ..
قالت العنود بضيق : ياخي على الأقل كان قلتها بابتسامة ..
سوى حركة بيده دلالة الطفش وراح لغرفته , قالت أمه بفرحه : الله يتمم لهم على خير , بطق من الفرحة أخيرا بأسوي زواج ولدي ..
كانت الهنوف والبندري متحمسات مع أمهم , قالت العنود فجأة وهي تشوفهم يتناقشون بحماس عن القاعات والفساتين و هبالات الزواج : ياااااااااقردك يا أزهار اللي بتاخذين جسومو ..
ضربتها أمها وقالت : بنت عيب عليك أخوك , بعدين اش فيه جاسم عشان تقولين عنه كذا ..
زفرت وقامت رايحة لغرفتها وهي تقول : أبدا مافيه شي سلامته , بيحطها في عينه ويحبها ويعوضها فقدها , صدقوني ما بيضربها بالعقال ويشوه جسمها زي أول ..
الكل استغرب من كلامها , طلعت العنود غرفتها ودخلت الحمام وصكت الباب , تنفست بعمق و حست بعيونها تدمع , ~ اش جاب أزهار لجاسم , هي هادئة , حنونه , معطاءه وملتزمة محافظة على الصلوات والسنن والأذكار وقارئة للقرآن و ما تتفرج حتى التلفزيون وأخوها عصبي , وقاسي بعض الشي و مهوي أغاني وأفلام و دشوش و بالوت مع الشباب لآخر الليل وسفرات وصلاته على الله , فرض يصليه وعشرة ينام عنها , انظلمت أزهار بهالزواج الغير متكافئ , أحس نفسي خاينه ليش ما علمتها عن عيوب جاسم ~ مسحت دموعها وغسلت وجهها وهي تستعد للنزول عشان تودع أزهار اللي يعز عليها إنها صارت تعيش مع أخوها بعيد عنهم ..


************************


ما نامت أزهار ذيك الليلة من كثر التفكير , كانت تحس بمشاعر غريبة تتملكها لمن تتذكر اللي صار قبل ساعات , انقلبت على جنبها وهي تفكر بداخلها ~ معقولة , معقولة أنا خلاص تحدد من هو زوجي , طول حياتي كنت أتخيل خطبتي وأرسم بعض التصورات الواهية عن شكل اللي بيتقدم لي وصفاته , معقوله هذا كله انسف و صحيت على زوج بعد موافقته على اكمال ما بدأه يا أرضى به يا أتطلق , الحمد لك يارب على ما قسمت ~ استغفرت وانقلبت مرة ثانية على ظهرها وطالعت في السقف وهي تتابع تفكيرها ~ يا ترى هو في ايش يفكر , ليه وافق على إنه يخلي الزواج رسمي , ليه ما طلقني ؟؟ معقولة كله عشان موضوع عبد الرحمن !! الـــلـه يعينني عليك يا جاسم ~
قامت من سريرها اللي كانت دايما تشارك فيه أمها و توضت وصلت عل وعسى يهدأ بالها ويرتاح قلبها المتعب ..
وهي جالسة على السجادة تقرأ قرآن وتنتظر صلاة الفجر حست بشي ثقيل على راسها , رفعت راسها وابتسمت لأخوها وقالت : صبحك الله بالخير ..
: صبحك الله بالنور , اش فيك ما نمتي ؟؟
ما قدرت تكذب وتقول إنها نامت عشان كذا التزمت الصمت , طاااااااااالع عمر في عيونها وهو يحاول يقرأ عيونها زي دايما , لكن عيونها كانت محجوبة بحجاب غريب ما طمأنه , طبطب على راسها وراح للحمام وهو يقول : صلي الفجر ونامي , سامعه ؟؟
جافاها النوم بشكل مقلق , اضطرت تقفل باب غرفتها و تطنش دق عمر على الباب عشان يعتقد إنها نايمة , جلست تعبث في أشياءها وتنظف في البيت بعد ما نام عمر , حتى الستاير خرجتها وغسلتها من الفضاوة , وعلى الساعة 11.30 حطت الفطور وصحت عمر اللي لاحظ إنها ما نامت لكنه ما علق , بعد الفطور اقترح يوديها عند المشاعل لأنه عنده مشوار مع صاحبه و حيتأخر إلى بعد صلاة الجمعة لكنها قالت له إنها مهي قادرة توصلها , وإنه شكلها في الديرة , ولمن شافته ساكت قالت بابتسامة : روح مشوارك عمور أنا عندي شغل في البيت ..
: مستحيل أسيبك لوحدك هالفترة كلها ..
غمزت له وقالت : إذا حسيت بطفش ولا خوف عندي منى كلها خطوتين وأنا عند باب شقتها ..
اخفى الإبتسامة اللي كانت على وشك ترتسم على شفايفه وقال وهو يقوم ويلبس شماغه : يا ذي منى اللي هلكتينا بها , ترى ما كنت أسمع عنها أول زي دحين , 24 ساعة تتكلمين عنها ..
دقته بكوعها وقالت بدلع : ياذي منى , يعني يعني طفشان من سيرتها ..
لف عليها وقال بصرامة مصطنعة : بنت ..
سكتت وقالت : طيب ..
خرج من البيت وغصب عنه لف وطالع على باب جاره أبو صلاح , زفر و دنق راسه وهو يقول : الله يصلحك يا أزهار جبتيلي الهوس ..
غيرت أزهار ثوبها ولبست بنطلون وبلوزة وربطت شعرها وكملت تنظيفها اللي بدأته , صلت الظهر وقرأت سورة الكهف وقامت تغسل بلاط المطبخ , البيت صار يلمع من كثر النظافه لكنها كانت تطلع شغلة من لا شيء عشان ما تفكر بهمها , دق جرس الباب , راحت طيراااااان للباب وطالعت مع العين لقيت رجال واقف , سألت بصوت خافت : مين ؟؟
جاها صوته وهو يقول بثبات : جاسم ..
حست عظامها ذابت مرة وحدة , قالت : عمر مهو موجود ..
قال بسخرية اخترقت الباب : ويعني ؟؟ أرجع , كلها كلمتين و رايح ..
زفرت بداخلها وقالت : دقيقة ..
وراحت جري لغرفتها وغيرت لبسها ولبست أول تنورة وبلوزة قدامها , شالت الربطة وعقصت شعرها ومسحت عرقها وخرجت , شافت عطر عمر عند المدخل فعطرت منه شويه , و انصعقت وهي تشوف شعرها الملفلف زي الأندومي ووجهها اللي ما فيه حتى كحل , سحبت نفس وفتحت الباب , شاف الممر فاضي فعرف إنها ورى الباب , دخل وهو يقول : السلام عليكم ..
قالت بهمس وهي تصك الباب وراه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لف عليها و طاااالع فيها بعدين قال بابتسامة استفزازية : البنات لا قابلوا رجالهم يتزينون ..
حست كلامه زي الصفعة فقالت بسرعة كرد فعل : الرجال لاجوا يزورون يعطون خبر ..
قال ببرود : قلت لعمر أمس إني جاي بعد صلاة الجمعة ..
من قالها كذا أشرت على الصالة وقالت بأدب : تفضل ..
دخل وجلس على طول , وهي راحت للمطبخ , أول ما دخلت رفعت يدينها للسما وهي تقول من بين أسنانها : اللللللللللللللله يصلحك يا عمر ..
وراحت تعصر برتقال عشان ما في وقت تسوي قهوة , صبته في كاسة وشالته وهي تحس قلبها يضرب بشكل فضيع , قدمت له العصير وعيونها على الأرض , وراحت جلست على الكنبه بعيد عنه , قال وهو يخرج من جيبه ظرف : جيت لعمر عشان أسلم المهر , ومادام هو مو موجود بسلمه لك ..
~ مسسسسسسسسسرع , أمس اللي تكلمنا , متى راح البنك ؟؟ الخميس إجازة , يكون عنده من أول الفلوس !! يا مااااااامااااااااا والله قلبي يعورني ~ بلعت ريقها وهي تحس بخجل فضيع , مد يده بالظرف وكمل : هنا 30 ألف كاش وبطاقة حساب باسمك في بنك الراجحي فيه الـ30 ألف الثانية رقمها السري 1397 ..
رفعت راسها لمن قال الرقم بشكل كامل , ابتسم وقال : عشان تحفظين سنة ميلادي .... غصب عنك ..
مدت يدها بتردد وسحبت الظرف من طرفه , وحطته على الكنبه وهي تهمس : شكرا ..
كان مخطط يعطيها الظرف ويخرج على طول لكنه حس بمتعة وهو يشوف توترها , حط رجل على رجل وسألها : وين عمر ؟؟
قالت بهمس : راح مع صاحبه مشوار قبل الظهر ..
سأل : و انتي عادي جالسة لوحدك هنا ؟؟..
جلست تلعب في أصابيعها وهي تقول : عادي ..
قال : أجل بأجلس إلين يجي عمر ..
طالعت فيه بصدمة وقالت بعفوية : لا روح ..
رفع واحد من حواجبه وقال : نعم ست أزهار ..
انكمشت على نفسها ~ لاااااااااا وين بيجلس ؟؟ باقي ساعة ونص على العصر وعمر ما بيجي إلا بعد العصر , ياااااااااارب فكني منه , أنا ناقصته ~ قالت بهدوء مصطنع : ورايا غدا أسويه ..
قال وهو يأشر على المطبخ : ما حأعترض طريقك روحي سوي اللي تبغين ..
شاف التردد في وجهها ولقي نفسه غصب عنه يتأملها , ما كانت حاطه شي لكن كان فيها شي يجذبه ويخلي قلبه يرتجف بداخله , ما يدري ليه جال في خاطره ذكرى احتضانها وهي تهمس بحب وحشتني كانت تقولها بعيون براقه ~ جاسم على وين راح تفكيرك ؟؟ ناسي سواتها مع عبد الرحمن ووقاحتها وهي تفرض شروطها رغم كل اللي سوته ~ حتى محاولته تذكير نفسه بغلطاتها ما خفف ضربات قلبه , رفعت عينها وطالعت فيه بخجل وهي تقول : صدقني عادي أجلس لوحدي ..
قام من مكانه قبل ما يتهور وقال : أجل اقفلي الباب بالمفتاح بعد ما أخرج ..
اهتمامه حرك بداخلها أمل ضعيف إنه ممكن يكونون زوجين عاديين زي بقية الأزواج , ابتسمت وقالت بهمس من دون ما تطالع فيه : إن شاء الله ..
وتبعته وهو خارج , قبل ما يفتح الباب لف عليها وسأل : سنة كم ولدت ؟؟..
انخطف وجهها و ما عرفت اش ترد , أصلا هي ما كانت ماخذه بالها لمن قالها الرقم لأنه صعقها بالكلام اللي بعده , قال لمن شاف صمتها : أللللف وثلاثمية وسبعة وتسعييييييييين , سنة كم ؟؟..
قالت بهمس وهي تحس بالخجل يقطعها : واحد ثلاثة تسعة سبعة ..
ابتسم وخرج , من صكت الباب حطت يدها على قلبها وهي تقول : ياربييييييي بموت من الفشلة , الله يقطع شرك يا عمر ليه ما نبهتني ..
وراحت للمطبخ عشان تجهز الغدا وهي تموت وتعرف متى مداها يسوي هذا في يوم والدوائر الحكومية كللللللللللها مقفلة ..
ركب جاسم سيارته وهو يحاول يستوعب متى بدأ يتقبلها وهو من يومه مقرر يطلقها ويفتك من شرها ..


***********************


سد عمر أذانيه وقال : زن زن زن , أزهارو تراني قلتلك مليون مرة كنت أحسبه جاي بعد العصر مو بعد الظهر , صدعتي راسي يا بنت الناس , خليني آكل غداي بهدوء ..
زفرت أزهار وقالت : كان أعطيتني خبر على الأقل ..
: حقك على راسي , آسفين ..
ابتسمت وقالت : طيب ذوق الإيدام اللي سويته والله تاكل أصابعك وراه ..
زفر وقال : الله يعينك يا جاسم على زنها ..
: نعم اش قلت ؟؟..
: مالك دخل شي بيني وبين نفسي ..
: أحسب ..
قالتها وهي تخرج الظرف من الدرج , حطته جنبه وقالت : هذي هديتي لك , وأسألك بالله ما تردها ..
طالع في الخمسميات اللي في الظرف وقال : هذي إيه ؟؟
ابتسمت وقالت : هذي الـ30 ألف الكاش ..
انصعق وقال : أزهار أ..
قالت تذكره : تراني سألتك بالله ومن سألك بالله فأجبه ..
ولمن شافته سااااااااكت قالت وهي تقطع الخبز وتعطيه إياه عشان ياكل : أصلا أنا طالبه 60 عشان كذا , مهري 30 والباقي من أول ناوية أعطيك إياه عشان ما تلقى عذر في حكاية زواجك , ودي أفرح بك ..
قال بهدوء : طيب خلي الظرف معاك ..
قالت : آسفة خليه معاك عشان بكرة الصباح تحطه في حسابك ..
وقامت وهي تكمل : أروح أجيب الموية ..
طالع فيها وهي رايحة وغصب عنه حس بخنقه بداخله وتمنى لو يقدر يقدملها شي بسيط من اللي تقدمه له ...


***********************



عصر يوم السبت 22 / 4 / 1427 هـ :
في المساء :

شهقت العنود وصرخت رغم عنها : نقللللللللللللللت ..
قال وهو يسحب الورقة منها : ألحقت لمدة سنة مو نقلت يالدلخة ..
قالت أمه : كيف بهالسرعة ؟؟
ابتسم جاسم وقال وهو يلوح بالورقة : هذي حلاة الواسطة ..
قال أحمد بحماس : لواء المنطقة طلع ولد صاحب أبوية الروح بالروح وصراحة رجال محترم , وسطت أبوه في الموضوع فوافق اللواء بشرط يكون له مكان هنا وما يأثر إلحاقه على أحد ثاني والحمد لله تم الموضوع على خير ..
قالت الهنوف : سنة بس ؟؟
قال أبوها : والله هو أملني إنه بعد سنة يمكن يثبتونه لو أثبت جدارته و إلتزامه ..
قالت العنود وهي ترمي جاسم بنظرات حادة : شوف لو ما أثبت جدارتك بأذبحك , سامع ؟؟ ما نبغى أزهار تنقل الشرقية ..
: لا والله , قومي عن وجهي قبل ما أسوي في وجهك شوارع ..
قالت بتريقة تقلده : لا والله , شارع فلسطين ولا حراء ..
دقته أمه وهي تقول : ولد , تراك صاير متوحش , هي اش قالت أختك عشان ما أدري اش تسوي في وجهها ..
قام وقال بسخرية : ذبحتنا بأزهار اللي يسمعها يقول بأتزوج ديانا سبنسر ..
قالت العنود بضيق : والله تسواها وتسوى عشرة زيها ..
دقتها البندري اللي التزمت الصمت طوال هالمدة وهمست : بسك , طنشيه لا يقوم يسوي الشوارع اللي قال عليها ..
قالت الهنوف وهي تضحك : أهم شي ما يسوي شارع الأربعين زحمة وكله تقاطعات ..
قاموا يضحكون و العنود لافه بوزها وهي مقهورة ليش مهم حاسين باللي تحسه ..
انسدح جاسم على سريره وزفر بضيق وهو يقول : يالله تطولك يا روح , أنا اش خلاني أبتلش فيها ؟؟ كل دقيقة أقول بأكنسل الموضوع ولا شفتها تراجعت عن كل قراراتي , من زينها ما في ذاك الحلا اللي يصبرني على غثاها ..
زفر ثاني مرة وطالع في شاشة جواله بطفش , مفتقد سواليف ليلى الحلوة وصوتها الثقيل الهامس , افتقد ضحكتها ورقتها , جلس يقلب في الأسماء وقف عند اسم (( البلشة )) ابتسم وقال : والله صدق إنك بلشة ..
طااااااالع في الرقم والاسم , حط يده على السماعة الخضرا وتراجع ورجع حطها وتراجع وأخيرا دق , ما يدري ليه دق على رقمها , ما كان لا على البال ولا على الخاطر , حتى كلام ما كان مجهز ..
***
طالعت أزهار من مكانها فوق الكنبة على الطاولة اللي حاطه عليها جوالها , لقيته رقم غريب , لفت عنه وجلست تتابع البرنامج اللي في المجد الوثائقية عن حياة الفيلة , رجع الرقم دق و طنشته ولمن دق المرة الثالثة رفعت الجوال وقالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصلها صوته الساخر : وعليكم السلام , داق على قناة القرآن الكريم أنا ؟؟..
سكتت و ما ردت وهي تصرخ بداخلها ~ هذااااااااا ليييييييش داااااااااااق , واااااااي يالفشلة , اش يبغى ؟؟ ~ نادها : أزهار ..
قالت بهمس : نعم ..
تورط , ما كان مجهز شي يقوله , وعلى طول تذكر الورقة , قال بسرعة : تراني ما لقيت نقل لكن جاني إلحاق لمدة سنة ..
ما عرفت اش تقول من الخجل إنه متصل عشان يكلمها على شروطها اللي فرضتها بس عشان تعجزه , قالت بهمس : الله يقدم اللي فيه الخير ..
استغرب إنها ما ضاربته على إنها تبغى نقل مو إلحاق , فقال : إلحاق مو نقل ..
رجعت قالت : فاهمة , الله يقدم اللي فيه الخير ..
انتهى الكلام , ما يدري ليه حس بضيق وهو يقول : كنت بأخبرك ..
ابتسمت وهي تلعب في جهاز التحكم وهمست : شكرا ..
سألها لمن سمع صوت : اش هالصوت ؟؟
حمرت خدودها , كانت تتوقع إنه هذا نهاية المكالمة لكن شكل الموضوع مطول , قالت : برنامج في الوثائقية ..
فرح إنه لقي مجال للكلام فسأل : عن إيه ؟؟
ما تدري ليه ضحكت بداخلها وهي تقول : حياة الفيلة ..
حس بالضحكة في صوتها فابتسم وقال : وكيف حياتهم ؟؟
ضحكت غصب عنها على سؤاله السخيف وقالت : حلوة ..
ضحكتها هزته فابتسم وقال بتريقة وهو مقهور من مشاعره الغريبة : حياة الفيلة حلوة ..
مسكت ضحكتها وقالت بهمس : بالأحرى مثيرة وممتعة ..
حس بقلبه يضرب وهو يسألها مدعي عدم السماع : إيه ؟؟
قالت وهي تعلي صوتها شوية : مثيرة وممتعة ..
قال : نعم ..
ما انتبهت له وهي تعيد : أحسها مثيرة و ممتعة ..
ابتسم مستمتع ببراءتها اللي ما توقعها وهو يقول : آآآآ مثيرة وممتعة ..
رجعت لهمسها وهي تقول : إيوه ..
قال بعد صمت : أسيبك تكملين برنامجك الحلو , مع السلامة ..
همست مودعة وصكت الجوال وزفرت بقوة وهي ترمي الجوال بعيد عنها , حطت يدينها على خدودها و حستها حارة من الخجل ~ يا ربي هو مزاجي ولا فعلا تغير ومسك شروطها ونسي كل اللي فات وبدأ يعاملها بطريقة معقولة ~
***
رمى الجوال آخر السرير وهو يزفر بضيق , كان مقهوووووووور من نفسه ليش اتصل و ليش جاته رغبة يطول المكالمة , اش سوت فيه هالبنت ما يدري , هو بداخله مقتنع إنه لا يمكن يحبها , لا يمكن , لكن ليش يسوي هذا كله , ما يدري ..


*********************



بعد أسبوع تقريبا يوم السبت 29 / 4 / 1428 هـ :
بعد صلاة العصر في الباحة :

(مرت أيام الهنا وصرت في أيام العنا
لا كتبت ولا نطقت غير وينك يالمنى
وإن سألت محد عرف قلبي والهوى
وإن سكت نار قلبي ما انطفى
هذا أنا وهذي قصتي يا أهل الوفا
وين الدوا يوم نور عيني اختفى
مرت شهور بين نور وبين ليل
وقلبي يا حياتي في بعادك انكوى
وين رقمك وين صوتك وينك يالهنا
وين حبك وين ضحكك صارت أيامي عزى
ارحمي قلب تولع في فراقك والتوى
ارسلي مكتوب يمسح دمعة أيامي والعنا )*

صكت مشاعل دفترها بعد ما كتبت قصيدتها وزفرت وهي تستغفر , من صغرها تمنت إنها تصير شاعرة , بداخلها كلمات كثيرة ودها تخرجها لكن في شي يوقفها , ياما سخروا أخوانها من أمنيتها , أبوها هو اللي كان دافع لها إنها تستمر في محاولاتها الشعرية وبالرغم إنه أطولها ما تعدت العشر أبيات وبالرغم من مزحه وتنكيته على قصايدها كان يستمع لها بإنصات كإنه محد نظم كلمات وقصيد زيها , أزهار كمان كانت تحب تستمع لها وتشجعها وما تناديها إلا بشاعرة القبيلة عشان تحفزها , قامت تتوضأ وعقلها مشغول بأزهار , يوم مات أبوها حست بحزن وألم وفقد كبييييير لكن مو زي حزنها الآن على أزهار , أبوها على الأقل عارفه مصيره وإنه راح لرب غفور رحيم , لكن أزهار مايندرى حية ولا ميته , حزينة ولا سعيدة , صلت العصر ودعت لها , حست بنشاط بعد الصلاة وبانشراح عجيب فقامت تصحي هالة وأحلام بحماس وهي تقول : يلا قوموا صلوا عشان نخرج الشنط و الأكياس , يلا يا بنابجة النوم , هذا كله نووووووم , طالعين جدة أخيرا ...
ولمن قاموا من فرشهم , سابتهم وشالت بعض الأكياس وخرجتها عند باب البيت الشعبي اللي يطل على حوش كبير فيه غنم وأرانب, خرجت من الباب وهي مبتسمة , حتفتقد جو الباحة البارد لكنها أبدا ما تقارن بافتقادها لجدة , تصنمت وانفلتت الأكياس منها وهي تشوف الجمس واقف بشموخ وسط الحوش , مشيت له بلا شعور وتلمسته وهي تدور حولينه , وقفت قدام باب السائق , حطت يدها على القزاز وهي تتذكر وجه الباسم وهو يلوح لها , فتحت الباب وجلست مكانه وتأملت كل شي حولينها , تلمست الدركسون وهي تحس باختناق , أي ذاكرة خارقة هذه اللي خلتها تتذكر تجاعيد يده وهو ماسك الدركسون , حتى شكل خاتمه ولمعته مع أشعة شمس الظهيرة وهو جايبها من المدرسة تذكرتها , غرقت في ذكرياتها لدرجة إنه ريحة العوده اللي يحطها حستها لسه موجوده في جو السيارة , حطت راسها عليه وهي تهمس : يابختك , كنت تحس دفء يدينه لساعات طويلة ..
من بعد وفاة أبوها أخذ عمها الجمس وما شافته إلا لمحات من بعيد , حست بغصة مريرة وبحرقان في جفونها اللي أطبقتها بقوة عشان ماتنفلت دموعها , انفتح الباب بقوة خرجتها من ذاكرتها , شهقت برعب وهي تلتفت , غمامة الدموع اللي في عيونها سالت على خدودها ووضحت الصورة قدامها , بندر اللي جا معصب وهو مستعد يذبح البنت اللي جوة السيارة زالت كل عصبيته وهو يسأل بصدمة : مشاعل ؟؟ اش تسوين هنا ؟؟
مسحت دموعها اللي عمرها مانزلتها قدام أحد بسرعة وتنحنحت وقالت : ولا شي , كنت أخرج الأشياء و شفت الجمس ..
جا معاذ وقال بصراخ : ماقلتلك إنها أكيد ستي مشاعل قاعدة تستعرض نفسها ..
قال بندر بنبرة حادة نوعا ما : معاذ اسكت ومالك دخل يوم أنا موجود إنت تنطم ..
حرك يده بجلافة وصرخ : ياسلام , يعني عاجبك إنها خارجة بلا حجاب وراكبة السيارة كمان قدام الرجال ..
انصدمت من كلامه وقالت وهي تنزل من السيارة : حدك عاد , جوال وسمحنالك تتكلم , لكن تتهمني إني أستعرض قدام واحد أنا ما كنت داريه إنه موجودة والله أقص لسانك ..
صرخ وهو يتقدم منها : نـــعــــم , اش قلتي ؟؟
رفعت راسها بشموخ وقالت بصوت قوي وهي تتقدم منه توريه إنها ماهي خايفة منه : قلت اللي سمعته , بندر بنفسه قال خرجوا العفش , اش يدريني إنه فيه رجال ..
بعدهم بندر عن بعض وقال : بس انت واياها , فضوها سيرة , الشي صار وانتهى ..
طاااالعت فيه مشاعل من فوق لتحت ودخلت البيت , كانت مقهورة من نفسها ليش ردت عليه وهي مسفهته من يوم الجوال ولا فتحت فمها بحرف معاه إلا اليوم ..
رماه بندر بنظرة وهو يقول بصوت ثابت : أبوي رباك عشان تتكلم مع أختك اللي أكبر منك بهذ الطريقة وبهذا الكلام الوقح , يكون في علمك كنت بأصكك على فمك بكف لكن ماحبيت أحرجك قدامها ..
قال معاذ : ماشفت هي اش سوت ؟؟
طاااااااااااالع فيها لفترة بعدين قال : برضو , أكبر منك ولازم تحترمها , بعدين هي وضحت لك سوء الفهم , ويكون في علمك كانت تصيح , شكلها تذكرت أبوية , قدر حالتها بالذات الآن , معاذ ترى عمرها مشاعل ما أذتك ولا قصرت معاك , تذكر جمايلها عليك , مو عشان كم كلمة سمعتها من العيال الطينة اللي تماشيهم رحت تبهذلها وتبهذل أخواتك ..
وأعطاه ظهره وراح جوة البيت وهو يقول : ركب العفش , واعتذر لها في أقرب فرصة ..
ركب معاذ العفش وهو يقول بعناد : ماسويت غلط عشان أعتذر ..
لكنه بداخله كان عارف إنه تجاوز حدوده معاها ...


***********************


قبل المغرب بساعة في فيلا أبو جاسم :

عقدت يدينها قدام صدرها ولفت بوزها وقامت تطقطق بكعبها على الأرض الرخامية , طالعت فيها أمها وقالت : عنيدي , قلتلك أخوها قاعد في البيت وين تبغين تروحين لها ؟؟ بعدين أكيد هي مشغولة بحكاية خطوبة أخوها , اليوم كلمتني وقالت بتروح لأهل العروسة وتكلم الأم عشان تجس نبض ..
قالت بضيق : أمي والله اشتقت لها الدب المعفنه , بعدين عمر ما بيقعد في البيت 24 ساعة , الله يسعدك كلها ساعة أزورها وأجي , الله يخليك ..
ودقت بكوعها الهنوف اللي جالسة جنبها بصمت وقالت من بين أسنانها وهي تطالع في أخواتها : تكلمي انتي والخبيلة الثانية , دايما مخليني في وجه المدفع واني أنا الزنانة وانتم المطيعات ..
قالت البندري : أمي شوية بس , والله ما نطول ..
وهزت الهنوف راسها مؤيدة , شهقت العنود بطريقة مسرحية وقالت : لا والله , جبتم الغايبة دحين يا ستاتي ..
زفرت هدى وقالت وهي تأشر على التلفون : ياااااا رجتك هذا هو التلفون اتصلوا على أبوكم , أنا عيزت معاكم ..
دقت العنود اللي دايما على راسها كل شي وترجت أبوها للعفو إنه يوافق , ووافق لهم بشرط ما يطولون أكثر من ساعتين برى البيت عشان ما يرجعون آخر الليل مع السواق لوحدهم , ما حسبوا بالكلمة لبسوا عبيهم وراحوا , ووصلوا بعد نص ساعة من الوقت المفروض للبيت ..
فتحت أزهار الباب وقالت بفرح : ما بغيتم يا خياتي , اش التأخييييييير هذا ؟؟
قالت الهنوف وهي تفك غطاها وتهوي وجهها المعرق : مو هذي فعايل ستي عنيدي , داقة الصدر وتقول أخذت العنوان من أبوية , دااااااااااارت بنا جدة كلها ..
ضحكت أزهار من قلبها وهي تاخذ منهم العبايات وتعلقها وهي تقول : وانتم ما اعتمدتم إلا على عنيدي , هذي لو حطيتوها في الشارع اللي ورى بيتنا تضيع , كيف بيت عمرها ماجات له ؟؟
مسحت البندري عرقها وقالت : مالت عليها سبتها تتضارب مع سوناردي اللي مو راضي يرجع البيت لأنه مو عارف طريق الرجعة من كثر ما دوخته ..
ما خلصت كلمتها إلا على طلت العنود من الباب وهي تلهث من طول الدرج , ضمتها أزهار وقالت : هلا والله بخريطة جدة المحترمة ..
صرخوا الثنتين استهجان لهالتشبيه وقالت البندري : أي خريطة الله يرحم والديك هذي خبيصة مو خريطة ..
قالت العنود وهي مقهورة ليش دايما يعايرونها بعدم معرفتها للطرق : اسكتوا ولا أرجعكم دحين , ترا أنا اللي فكرت في الزيارة وأنا اللي خططت , ولو مو أنا بعد الله كان كل وحده فيكم منطقة في غرفتها ..
لمن بدأوا يتناقرون حست أزهار بشعور كانت فاقدته لها فترة , ضحكت من قلبها ضحكة وقفتهم كلهم عن الكلام , طالعت فيهم وقالت : والله وحشتوني و وحشتني سواليفكم وضحكهم و هواشكم وكل شي فيكم ..
مسحت العنود دموع وهمية وفردت يدينها وحضنت أزهار وهي تقول : و انتي وحشتينا أكثر , يلا عاد متى تجين تعيشين عندنا ..
قالت الهنوف ببساطة : وين عندنا ؟؟ يا حبيبتي جاسم إختار شقة على بعد شارعين من بيتنا ..
حست أزهار بمعدتها تتلوى وبقلبها يعورها ~ شقة , بأعيش معاه لوحدنا , أنا وجاسم ~ لفت وجهها اللي بدأ يحمر عنهم وقالت : أروح أجيب القهوة ..
صرخت العنود : آآآآآآآآآآ ورينا وجهك يابنت , وااااااااااااااي بنتنا تستحي ..
ضربتها أزهار وراحت للمطبخ , ثواني وإلا كلهم معاها داخل المطبخ , العنود فاتحة الثلاجة والبندري تتأمل المطبخ و الهنوف تطردهم عشان ما يحرجون أزهار اللي كانت مستمتعة بكل دقيقة معاهم لدرجة إنهم ما نتبهوا للوقت من كثر الكلام والحماس , نص الكلام كان إجابات أزهار على أسئلة البنات اللي كانوا متحمسات لمعرفة ماضيها , حكتهم عن أمها و أخوانها و منى اللي بتخطبها لعمر و صحباتها اللي انشغلوا بدنياهم وبعضهم بأزواجهم ماعدا مشاعل اللي كانت ومازالت بحسب اعتقاد أزهار هي الوفية بينهم , وختمت كلامها : أستناها تجي من الديرة وأطب عليها ..
قالت العنود بمزح وهي حاسة بغيرة من مشاعل اللي ذكرتها أزهار باستمرار : يمكن زوجها ما وداها الديرة , ما فكرتي إنها مع زوجها يمكن انشغلت عنك ..
قالت أزهار : أولا مستحيل تنشغل عني خاصة وهي عارفة إني واعدتها إني أكون معاها في يوم الحنا وجوازها , ثانيا زوجها ولد خالتها وغصب عنه يروح الديرة هو كمان , الديرة عندهم فرض واجب , ياما اشتكت من أهل أبوها هناك , قاعدين لها على الدقة عشان يهرجون عنها ..
قالت العنود : طيب طلعي بدل شريحتك , يمكن تدق على رقمك القديم ..
قالت بأسى : شريحتي باسم عموري , و عمور حبيبي مشغول ما عنده وقت , وأنا بصراحة ما أبغى أكلف عليه فوق طاقته ..
لمن شافت علامات الإستفهام واضحة في وجوههم ضحكت وقالت : عموري عامر الله يرحمه , الكبير , و عمور هو عمر , و عمير أدلعه عمرو ..
ضحكوا على خبالها وسألت العنود : وهم يميزون الفرق ..
: طبعا , و ما يلف إلا صاحب الدلع لمن أنادي , لكن أحيانا عمر وعمير الله يرحمه كانوا يلعبون عليه و يتمصخرون على طريقتي في التدليع, لمن أنادي على واحد الكل يلتفت يعني يعني محنا عارفين مين تقصدين ..
قالت الهنوف بحماس عفوي : إذا عمر مشغول اطلبي من جاسم ترى عنده أصحاب كثير في الهاتف , ممكن يطلعها لك بسرعة ..
سكت الكل وتشاغلت أزهار بشيل فناجين الشاهي ولو النظرات تقتل كان قتلتها نظرات العنود اللي طاااااالعت فيها بغيض , قالت بهدوء وهي خايفة إنها قالت شي خطأ : ترى أنا قصدت إنه ممكن يساعدك و ..
قاطعتها أزهار وهي شفقانه على منظرها المتوتر : هنوفه حبيبي عادي , أنا فاهمة قصدك , بنت عنيدي لا تطالعين فيها كذا ..
تداركت العنود موقفها وقالت عشان ما تخمن أزهار أفكارها وقالت : لا قلت بس يمكن تنكسفين من جاسم ..
ضحكت وقالت بمزح عشان تخبي خجلها : وليه أنكسف ؟؟
وراحت للمطبخ وهي تقول بهمس : يا حلاتي وأنا داقة عليه أطلب منه يرجع شريحتي , يا فضيحه , والله إنك مهوية يا هنوف ..
لفوا العنود والبندري على الهنوف وقالت العنود بلوم : يا دب , اش قاعدة تقولين ؟؟ تبغينه يصك الخط في وجهها , انتي بنفسك سمعتي اش قال اليوم الظهر على الغدا ..
وقالت تقلده بغيض وهمس عشان ما تسمعها أزهار : زواجي من أزهار تحصيل حاصل ولا هي ماااااا قربت من المواصفات اللي كنت أبغاها في البنت اللي تشاركني حياتي ..
وقالت البندري : أنا لو قلتلك أطلبي شريحة من حسان بتطلبينها منه ...
حمممممممممرت خدودها من سمعت اسم حسان وقالت بتلعثم : ها ... لا طبعا ... يووووووو شكلي أحرجت أزهار ..
قالوها الثنتين في نفس الوقت اللي دق فيه جوال العنود : توك اللي انتبهتي ..
لفت العنود عن الهنوف اللي سود وجهها من الهم وهي خايفة إنها أحرجت أزهار وردت على جوالها وهي تأشر لهم يعني يا ويلكم وتقول : هلا أبوية ..
هاااااااااوش أبوها إلين شبع ليش متأخرين لهالوقت وأكيد إنهم مزعجين عمر وكيف بيرجعون مع السواق في هالليل , حكت العنود شعرها وقالت : أبوية عمر مو موجود , وخلاص سوناردي تحت دحين نجي لا تعصب ..
صرخ : أي تحت وهو توه داق جرس البيت علي يقول متى أجيب بنات أنا أبغى أنام أنا تعبان , أنا ما أعرف هذا طريق ..
سبت سوناردي أللللللللللف سبة في داخلها وهي تقول بهدوء : ها ... عندك ... والله كنت أحسبه تحت يا أبوية , خلاص أنا أدق عليه وأوصف له الطريق ..
سمعت أبوها يتكلم مع شخص غيرها , نادته : أبويه ..
قال براحة : خلاص جاسم جايكم دحين , توه دخل وقلت له يجيبكم هو يعرف الطريق أحسن من سوناردي , وتراه يقول لو دق الجوال و مانزلتم على طول بيوريكم شغلكم ..
ما قدرت تقول شي , الخطأ خطأهم ليش ما انتبهوا للوقت , قالت : طيب ..
ولفت على أخواتها وهي تقول بخوف : جاسم جاي ..
كلهم التفتوا على أزهار اللي خارجة من المطبخ وهي شايلة تبسي فيه صينية مكرونة بالباشميل وصحون وملاعق وشطة , حطت التبسي على الأرض وقالت : اش فيه ؟؟ هذا بابا اللي كان يكلمك ..
قالت العنود وهي حاسة بالذنب : تراه أرسل جاسم ..
انصدمت أزهار اللي ما كانت مستعدة تقابله لكنها ما حبت تبين لهم , هزت أكتافها وقالت وهي ترجع للمطبخ : ويعني ؟؟ يلا قوموا كلوا قبل ما يوصل و يعجلكم ..
جابت العصيرات وغصب عنها طالعت في شكلها في مراية الحمام من دون ما يشوفونها , صح هو قال بيرن جوال وينزلون لكن سبحان الله يمكن يطلع , شعرها مستشور ومرتب وكل شي زين لكنها كانت منحرجة تقابله ببنطلون , صح بلوزتها توصل للركبة بس برضو إحراج , جلست معاهم وهي تحاول قدر الإمكان ما يشوفون التوتر والخوف في تصرفاتها , دق جوال الهنوف فانتفضوا كلهم , طالعت الهنوف في جوالها وقالت بهمس : رسالة ..
طالعوا في بعض وانفجروا بالضحك مرة وحدة , ضحكوا إلين دمعت عيونهم على ردة فعلهم وراحت رهبة الموقف , وهم ياكلون و يسولفون دق جرس الباب , قامت أزهار وقالت وهي تطالع في الساعة اللي كانت 11.30 الليل : شكله عمر ..
ولمن طالعت في العين رجع لها التوتر , طلعت راسها من الممر وقالت بهمس : جاسم ..
قاموا بسرعة يدورون على عباياتهم ويلبسونها , ضحكت أزهار على أشكالهم وفتحت الباب وهي وراه , ولمن ما دخل طلت براسها فشافته واقف عند العتبة لابس بنطلون جنز وبلوزة عليها رسمات متداخلة ولابس آيس كاب , قال ببرود و طفش من دون ما يسلم : وين الزفوت ؟؟
~ أسبوع لا اتصل ولا تطمن ويبدأها كذا , يالله تسكنهم مساكنهم , زفوت مرة وحدة , ياخي احترم ألفاظك قدام حرمتك على الأقل ~ ما تدري ليه ابتسمت وهي تقول بهمس خجول : يلبسون العبايات , دقايق ويكونون عندك ..
سألها بجفاء صدمها : والابتسامة هذي اش معناها ؟؟
انمحت ابتسامتها وهي تقول بهدوء : ضايقتك ؟؟ خلاص شلناها ..
أعطاها ظهره ونزل , رسمت أزهار على وجهها ابتسامة مصطنعة وهي تودع البنات وتشكرهم على زيارتهم , وبعد ما صكت الباب زفرت وهي تقول : مالت عليه أنا اش سويت له ؟؟ ماد البوز عليه , يا ربي رحمتك ابتليتني بزوج ماني عارفه كيف أتعامل معاه ,الله يعين البنات عليه , أكيد لعن سابع جدودهم ..
***
: وانت لييييييش معصصصصصصب , أنا ما قلت لأبوية يرسلك ..
صرخ بقوة : عنود صكي حلقك ..
دقتها البندري وهي تأشر لها بصمت يعني اسكتي ولا تناقشين , طنشتها وقالت بضيق : مالت , كله من العجلة نسيت صحن الأكل اللي أعطتني إياه أزهار لأمي وأبوية ..
لفت الهنوف بصدمة وقالت : نسيييييتييييييييه ؟؟ أمي ما تعشت تستناه ..
لف جاسم عند أول لفة بقوة خلتهم يتصقعون في اللي جنبهم وهو يقول بعصبية : أصلا الحق مو عليكم , عليه أنا اللي مطاوعكم ..
حطت الهنوف يدها على موضع قلبها وهي تدعي بداخلها ما يصير لهم حادث بسبب سرعته المجنونه , فرمل عند باب العمارة بقوة طيرتهم على قدام وخرج وهو يصفق الباب بكل قوته , تفلت العنود من قلبها بعد ما خرج وقالت الهنوف وهي تسد إذنها : صفقة الباب أحسها فجرت إذني و هزت عظامي ..
تأوهت البندري اللي جالسة وراها وقالت : صفقة الباب بس , لفته خلتني أصك في الباب صكة بنت كلب , والعصلا هذي كملت الناقص , فغصتني ..
بعدين سألت بحيرة : هو ليه معصب كذا ؟؟
صرخت العنود بقهر وسط ضحك أخواتها : الرجااااااال طول عمرهم أنذال متى ما اشتهوا عصبوا ومتى ما اشتهوا روقوا ويا ويلك و سوااااد ليلك لو ما مشيتي مع مزاجيتهم العفنة ..
دق جاسم الباب وهو يحس بفورااااااان غرييييييب بداخله , زاده الشابين اللي نزلوا من الدور اللي فوق , لو أعطوه حجار ذيك الساعة كان فتته من اللي فيه ..
أول ما شافته فتحت الباب باستغراب , لسه توه 6 دقايق بالكثير من خرجوا من عندها , زفر وقال باختصار شديد : الصحن ..
انفتح باب جارهم وخرج منه أبو صلاح وطالع في جاسم بصدمة , مد جاسم يده على طول وفك تقطيبة حواجبه وهو يقول بثقة وهدوء : أكيد إنت أبو صلاح , أنا جاسم أحمد الـ ... , عمر يشكر فيك كثير خصوصا وقفتك معاه بعد أزمته ..
ابتسم أبو صلاح وارتاحت ملامحه وهو يقول : أهلا وسهلا , إنت جاسم زوج أزهار , كلمني عنك عمر , هلا والله , سامحني , خفت على البنية يوم سمعت أصوات , تعرفها لوحدها و ما عندها أحد و موصيني عليها أخوها ..
ابتسم جاسم وقال : والله فيك الخير يا أبو صلاح , جزاك الله خير ما قصرت , سامحنا على الإزعاج ..
حطت أزهار الصحن اللي ملته من المكرونه والفطاير اللي سوتها في كيس وهي تحاول تخمن اش قاعد يسولف جارهم مع جاسم ..
: ما خلصتي ؟؟
انتفضت بخوف وهي تشهق ولفت عليه وهمست بخلعة : بسم الله , فجعتني ..
قال بتريقة : لا والله , أخلصي وهاتي الصحن ..
تجاهلت وقاحته وابتسمت بعكس ما توقع وناولته الكيس بصمت , سحب الكيس ومشي خارج , ولمن سمعت صوت الباب زفرت وقالت : يا ربي على الرجال كلهم واحد , يعصبون من شي ويحطون عصبيتهم على الناس الغلط , أكيد خسر أسهم ولا تهاوش مع رئيسه ولا صاحبه , يارب تعينني على هالرجال ..
هي لاحظت هالطبع في عمر وعمير لكن عمار لا , تنهدت وهي تتذكر عمار اللي كان يكظم غيضه بشكل عجيب , حتى في أحلك المواقف كان يكتفي بكلمات بسيطة أثناء الإجابة عشان ما يجرح أحد أو يغلط عليه في لحظة غضب , همست لنفسها : الطيب ما يعيش يا عمار , الله يرحمك رحمة واسعة ..
بلعت ريقها أول ما اختنق صوتها وقامت تغسل الصحون وهي تحاول تلهي نفسها عن ذكراه بأي شي ثاني ..
دق الجرس ووصلها صوت انفتاح الباب وصكه ممزوج بصوت عمر وهو يلحن : السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
غسلت وجهها ولفت وهي ترد السلام , طالع فيها وقال : أشوف حليت للسيد جاسم الجية وأنا ماني موجود ..
حممممممممممر وجهها و انشرقت بريقها لمن فتحت فمها بتدافع , ضحك عمر وقال : بس , بس , هذا كله من الخجل أمزح معاك أنا , قلي إنه جا أخذ البنات , تصدقين بدأت أغير نظرتي عنه ..
رفعت راسها وسألت : أي نظرة ؟؟
قال وهو يفصخ شماغه : دق علي يسألني أنا فين وقال لي إنه بيستناني إلين أجي عشان ما تقعدين لوحدك خاصة إنه عيال جارنا فالح طالعين نازلين , وما حرك سيارته إلا بعد ما سلم علي وتأكد إني طالع ..
ابتسمت وقالت : و انت حضرتك كان لك نظرة و ما قلتلي ؟؟
قال وهو يخرج من المطبخ متهرب من الإجابة : بأروح أتروش ..
~ اش النظرة اللي في بال عمر ؟؟ أفففففففف ما أدري تصرف جاسم هذا هو خوف علي ولا شك فيني , لازم قبل الزواج تنحل هالمسألة , مو معقول بنتزوج وهو مهو عارف الموضوع ولا حتصير مشاكل لا لها أول ولا ثاني , استغفرك يا رب وأتوب إليك ~..
***
كان جالس على سريره و محموله قدامه يضغط أزراره بسرعة محترف , طالع في رده اللي كتبه وضغط إدخال وهو مبتسم , كان صوت الأغنية المفضلة له مسموع من ورى السماعات اللي حاطها على أذانيه , هز راسه بدندنه وكتب ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أقول , أكيد بتقعد تفلسف علي مو النار ما تحرق إلا رجل واطيها ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : هذاك قلتها بنفسك , رجل واطيها اللي هو انت , رحت من عندي قبل 10 أيام و انت ناوي الطلاق و هذاك مختار الشقة و ماخذ إلحاق وقاعد تجهز لعرسك من دوني يالخاين ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أبوية ما يخلي الواحد يتنفس كإنه ماحسب واحد من عياله يتزوج , لو تشوفه تقول هو العريس مو أنا ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : ومتى نفرح بك ؟؟
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أقول لا تغثيني بهالسؤال لأرسللك فايروس يجيب أجل محمولك انت ووجهك ؟؟
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : جاسم أكلمك بعقلانية أنا , صدقني لو تزوجت وهالفكرة في راسك وانك مغصوب عالبنت لو اش ما سوت واش ما صار بينكم بيقعد شي في نفسك ينغص عليك , ما أظن البنت لهالدرجة ما تنطاق ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج : اقطع النفس خلاص , فيهااا شي يخليني أطططططلع من طوري وانتهينا ..
أرسله صورة واحد مبتسم ومروق وكتب ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : يا أبو حق صلصل إحنا في محادثة يعني اقطع الضغط على الأزرار مو النفس ..
حس بضغطه يرتفع فكتب بغيض ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج : لا والله ؟؟ يا برودك , ضف وجهك عني ورجع النك نيم القديم أحلى ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : كيفي أنا حاليا طفشان ماني مخبول وانت منت مكروف بالعكس متبطر على النعمة ..
أرسل جاسم صورة متحركة , الولد اللي يرمي بالون الموية وخرج من المحادثة ..
جلس يقلب كلام عدنان في راسه كثير وفي الآخر طفش طفى اللمبة وانسدح عشان ينام , أمه متوعدته بكرة بدوران في الأسواق ...


***********************



 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2020, 04:16 PM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الوقت كان يمر على العنود بسرعة وفوضى , طالعت في الساعة وهي تبعد
خصلات شعرها الطويل اللي جعدته وربطت عليه عصبة بلون فستانها العريان البحري الواسع وقالت : أفففففففففففففففف الساعة 10 ولسه ما رحنا القاعة ..
قالت الهنوف وهي تربط صندلها الذهبي الملائم لفستانها الأحمر المزين بسلاسل وشرايط ذهبية : خلاص أنا خلصت ..
دق جوال العنود فصرخت : يااااااااااااارب, هذا إيه , الجوال ماسكت ..
ردت عليه وقالت بطفش : نعم يا جوهرة ..
ولمن سمعت صراخ الجوهرة قالت : أنا اش لي دخل , أنا لي ساعة جاهزة , أخواتك هم اللي مأخريني , العوده ؟؟ تلقينها في الشنطة السودا الصغير اللي في الدولاب حق الغرفة , دوري زييييين تلقينها هناك ..
وصكت الجوال وقالت : لو دق مرة ثانية بأرميه ..
دخلت البندري وقالت : خلاص أنا جاهزة ..
: لا والله , بدريييييييييي ..
لفت البندري على الهنوف وقالت ببرود وهي تأشر على العنود اللي تجرج عبايتها الناشبة في طرف السرير : هذي دايما معصبة ..
حطت الهنوف اصباعها قدام فمها وهي تلف ظهرها للعنود اللي كانت مشغولة تلبس عبايتها , قالت العنود بغيض : تراني سامعة وشايفة , تحركوا بسرعة ..
و دقت على سحر اللي قالت لها بقهر أول ما انرفع الخط : العلة اللي عندي لسه ما خلصت ولا أنا من زمااااااااااان مخلصة ..
قالت العنود بعصبية : جريها مع شعرها , أنا انحرق جوالي من اتصالات أمي و الجوهرة , المعازيم وصلوا و مافي أحد في الاستقبال ..
ومن صكت من عندها دقت عليها ريم وطمنتها إنهم وصلوا القاعة ومعاهم أسماء وسمية ..
تحاشروا في جيب سوناردي اللي وصلهم على القاعة , و من دخلت العنود طلعت لغرفة أهل العريس ودقت على أزهار تتطمن هي فين , ردت عليها منى وقالت لها إنهم نص ساعة بالكثير ويخلصون وخبرتها إنه مشاعل في الطريق وأزهار تبغاها تستقبلها ..
فصخت عبايتها في الغرفة الخاصة بهم وقالت وهي تشيل جوالها : أنا نازلة , يا ويلكم لو تأخرتم , ترى ماني فاضية لهواش أختكم ..
وأول ما نزلت قابلتها الجوهرة عند الدرج وقالت : الدقاقة اللي أصرت عليها ست الحسن أزهار ما جات إلى الآن ..
مسكت تنهيدة الطفش وهي تنزل الدرج بكعبها العالي , و حست براحة وهي تشوف حريم شايلات شنط كبيرة فقالت وهي تأشر : أهم جوا ..
وراحت ترحب بهم , الجوهرة مقهوووورة لأنه أزهار أعطتهم أرقام ثلاث دقاقات و طلبت منهم برجاء إنهم يجيبون وحده منهم لأنها خايفة يجيبون دقاقة ما تدق إسلامي , والجوهرة ما عجبها هالشي لكن أمها أصرت تنفذ طلب أزهار بحكم إنه هذي رغبتها , قالت الجوهرة للهنوف اللي نزلت : طالعي أشكالهم , يا خوفي نتفشل قدام المعازيم ويطلع دقهم زي وجيههم ..
قالت الهنوف : لا تتشاءمين , إن شاء الله يطلع دقها حلو ..
قالت وهي تمسح دقنها : هذا وجهي لو ما ناموا المعازيم وهي تزفها بطلع البدر علينا ..
: جوهرة لا تفاوليييييين , إن شاء الله حلو , بعدين من جد هم يزفون الإسلامي على طلع البدر علينا ..
: أجل يزفونها على زفة محمد عبدو يعني ؟؟



**************************


جلست البندري على الكنبة اللي في الغرفة الخاصة بأهل العريس , طالعت في انعكاس صورتها في المراية , فستانها القطيفة البنفسجي الفخم المزين بكريستالات وورد صفرا متلائم مع لون مكياجها اللي أبرز حدة أنفها الطويل وزاد شكلها تكبر , تنهدت بحسرة وصرخت بداخلها ~ الحمد لله المكياج غطى التورم حق الصفعة , إلى متى يا بندري بتشردين ؟؟ إلى متى ؟؟ خلاص جاسم عرف , لا توترين نفسك يمكن ما يقول لأبوك وأمك , يلا قومي الكل يسأل ليش ما جيت الظهر , لا تشككينهم زيادة إنه في شي ~ زفرت مرة ثانية وهي تقوم , انفتح الباب ودخلت منه عهود وهي تقول بابتسامة : اش الحلااااااوة هذي , وينك ؟؟ تأخرتي ...
طاااااااالعت فيها ببرود وقالت : كنت نازلة ..
لمن شافت عهود برودها قالت : بندري لا تلوميني على ...
قاطعتها بعصبية : إلا ألومك , يوم أعطاك أخوك الحيوان رسالته اللي زي وجهه ما قدرتي توقفين في وجهه وتقولين له إنه هو اللي لعب عليه ..
قالت عهود باعتراض : بندري ..
صرخت البندري : لا تخاطبيني مرة ثانية , إذا كان أخوك يحسب إنه بيفلت من اللي سواه يحلم , شايف نفسه شريف مكة يوم أرسل رسالته , قال إيه ما أتزوج بنت لعابه الطاهر هوه ..
قالت باعتراض : أنا مالي دخل فيك وفيه ..
حست البندري بالدمووووووع تحرق عيونها وهي تقول بهدوء مصطنع : ومين اللي كانت توصل مراسيل الحب اللي لعبت في راسي ؟؟ مين اللي كانت تنقل أخباري له وأخباره ليه ؟؟ لا تبرئين نفسك ..
وأشرت عليها وقالت : نهاية الكلام , انتي غلطتي وهو غلط وأنا غلطت أكثر منك منه يوم نسيت ربي وسمعت لكم , انتهينا ..
ورمتها بنظرة جليدية وهي تقول : برا لو سمحتي , ولا عاد تكلميني ..
: بندري ..
رفعت خشمها و قالت بصوت باااااااارد : اطلعي برا ..
خرجت عهود وصكت الباب , رجعت جلست البندري وغطت وجهها بيدينها وهي تصيح وتقول : يارب , يارب كيف بأغطي فضيحتي عن العالم يارب , أبويه اش بيسوي , أمي , الهنوف والعنود اش بتكون ردة فعلهم , الجوهرة وعبد الرزاق , كيف بيقابلون الناس بعد ما يعرفون باللي صار , اش بيقولون عني وعنهم , يارب , أنا ليه مافكرت إلا بعد ما وقع الفاس على الراس , ليه ما أحد صدني قبل ما أسوي اللي سويته , يارب افرجها , يااااااااارب ..
مسحت دموعها وقامت , تأكدت من شكلها في المراية و نزلت مو لازم تحسس الناس من دحين أنه في شي صار , أول ما نزلت قابلتها العنود اللي ناولتها الجوال وهي تقول : دحين تدق عليك مشاعل صحبة أزهار قلتلها إنك بتستقبلينها عند الباب , أنا طالعة أجيب سبتات الحلى ..
وطلعت الدرج درجتين درجتين وهي رافعة فستانها , ابتسمت البندري و أول ما دق الجوال وشافت اسم (( ص.أزهار )) قالت : الله يقطع شرك انتي وهالاسم ..
وردت على مشاعل وقالت : حياك الله تفضلي , أنا عند الباب ..
صكت الجوال ووقفت ورى الحاجز اللي عند الباب , دخلت مشاعل هي وأمها وأول ما شافت البندري ابتسمت ابتسامة حلوة وهي تقول بتساؤل : البندري ؟؟
ابتسمت البندري اللي اندهشت من جذابيتها الكبيرة وقالت وهي تمد يدها : هلا مشاعل ..
وسلموا على بعض ودلتها على أمها وأخواتها اللي رحبوا فيها وفي أمها بحفاوة , جلست مشاعل مع البنات وجلست أمها مع أم جاسم , قالت الهنوف : ما شاء الله يا مشاعل أحلى بكثير مما وصفتك العنود ..
ضحكت مشاعل وقالت : زين اللي تكلمت عني , وينها ما أشوفها ؟؟..
أشرت لها وقالت : أهي هناك مسوية زفة لريناد بنت أختي وجاسم الصغيرون ولد عمي جلال ..
ابتسمت العنود وهي تطالع فيهم يمشون بشويش وأدب من دون ضرب ومضروب وشد شعور كعادتهم , ولمن شافتهم يسوون زي ما طلبت منهم , نزلت من الجهة الثانية وراحت ترحب بمشاعل بحفاوة ..


**********************


قال صلاح وهو يخرج مسدس من تحت مقعده : جايب احتياطاتي ..
شهقت أزهار وقالت منى وهي ناسية خجلها من الخوف : صلاح نزله , خلينا في حزة رحمانية , هذا ليش جايبه ..
ضحك وقال وهو يرجع المسدس : ليش خايفه ؟؟ شايف يا عمر مرتك خوافة رقم واحد ..
قال عمر بهدوء : هذا لازم نجيبه , معانا عروستين هنا والدنيا صايرة تخوف ..
استحت لمن قال عروستين ورجعت ورى جنب أزهار اللي قالت بهمس : أمووووت أنا على اللي يغازلون و اللي يستحون ..
دقتها وهي تقول : اسكتي ..
ودقت على العنود وخبرتها إنهم قربوا من القاعة , ومن وصلوا دخلت أزهار ومنى تساعدها , ما كانت شايفة من الغطى مين اللي ماسك يدها ولا مين اللي قاعد يرحب فيها , طلعت لغرفتها من درج خارجي وهناك شالت الغطا ..
شهقت العنود وقالت : أزهاااااار ما عرفتك , اش هالحلا كله , بسم الله ماشاء الله , قريتي على نفسك ..
ضحكت أزهار وقالت : أنا ماني عارفة نفسي خلي عاد انتي ..
مكياجها الوردي الممزوج بلون تركواز ناااااااعم , تسريحتها المرفوعة بشكل خفيف وخصلات بسيطه على جانبي وجهها كلها على بعضها كان معطيها منظر أثيري غريييب , قالت منى وهي تخرج فستانها من الدولاب , الله يخليك إلبسي لا تفضحينا بطرحة ومكياج ولابسة بجامة نوم ..
كان شكل منى نعووووووم وطفولي بفستانها البرتقالي حق ملكتها ومكياجها الخفيف , سحبت أزهار طرحتها على فوق وهي تقول : أحسها بتطيح ..
قالت العنود وهي ترفعها : لا مثبته لا تخافين ..
سألت بلهفة : ها مشاعل جات ؟؟
لفت بوزها وقالت بطفش : إيوه , انتبهي شوية وتطيرين ...
ضحكت أزهار على غيرتها وخرجتهم الثنتين عشان تلبس , لبست فستانها
وهي تحاااااااارب طرحتها و تسريحتها , زفرت براحة لمن صلحت كل شي ووقفت قدام المراية وتأملت نفسها فيها ,كان متصلح زي ما طلبت بالضبط , والحركة الأخيرة أضافت غرابة حلوة للفستان , لمن شافت نظرتها الحزينة , ابتسمت وقالت : خلاص يا أزهار , كوني أقـ...
قطع دق الباب كلامها فقالت : تفضلوا ..
أول ما دخلت مشاعل صرخت أزهار وفردت يدينها على الآخر وضمتها وهي تحاول تمنع دموعها اللي هددت بالنزول مرة ثانية , لكن مشاعل ما قدرت , جلست تصييييييح في حضن أزهار وتضمها بقوة وهي تهمس : والله أحلى عروسة شفتها في حياتي ..
قالت أزهار وهي تبعدها وتهوي وجهها بيدينها : ها لا تخليني أصيح ترى ما فيه أعيد المكياج ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تتأملها : ماشاء الله صايره حلوة يالضفدعة ..
ضحكت وقالت : عيونك الحلوة ..
شوية كذا ودخلت العنود اللي قالت بمحبة صادقة : ارتحتي , جبتها لك من تحت ..
ابتسمت أزهار وقالت : شكرا ..
ولمن جات خارجة وهي تقول : أروح أنادي الهنوف والبندري ..
قالت أزهار : عنوووووووود ..
التفت العنود لها وقالت بطفش مصطنع : خيييييييييييير ..
طااااااالعت فيها أزهار وهمست : الله لا يحرمني منك ..
شهقت العنود وهي تحط يدينها على وجهها وهي تقول : أحرجتيني ..
ورجعت لها وهي فاردة يدينها وهي تقول : تعااااااااااالي لصدر عنود يا قلبي ..
وضمتها العنود وهي تداري دموع حستها تخنقها , ما تدري ليه عورت قلبها الكلمة أكثر مما أفرحتها , حستها تحكي كل آلاااااااام أزهار اللي انحرمت من ناس كثير ..
جلست أزهار معاهم وهي تحاول تبان طبيعية وهي في الحقيقة بتموووووووت خوف , خوف غير طبيعي حل محل الحزن وألم ..
***
: يلا جاسم ..
انتفض جاسم لمن حس بيد عمه صالح على كتفه , لف على عمه اللي قال : يلا أبوك وعمر طالعين للعروسة ..
قاموا الشباب يطلعون أصوات حماسية , لف عليهم و كشر لهم وقام وهو يعدل بشته السكري وغترته البيضا , كان محدد اللحية ومرتبها ومخليها بنفس مستوى الشوارب , سحب نفس وطلع الدرج ورى أبوه وعمر اللي رماه بنظرة معبرة ..
قال عمر بصوت جهوري : يا ولد , درب , درب ..
دخل أحمد للقسم وهو ينادي على بناته , فجأة التفت عمر لجاسم اللي وراه قبل ما يدخلون ومسكه من ياقته بشكل سريع ودفه للجدر وهو يقول بصوت باااااااارد : شوف يا سيد جاسم , بصريح العبارة وبالحرف الواحد , ما أحبك , ما دخلت مزاجي ولا انت الرجال اللي تمنيتك لأختي , لكن هذا قضاء الله وقدره , أنا إنسان مسالم وأكره العنف لكن والله ثم والله ثم والله , لو جاتني أزهار تشتكي منك ولا شفت دمعة من دموع عيونها تنزل بسببك لا أخليك تتمنى لو مت قبل ما فكرت تزعلها ..
ونفض يده ورماااااه بنظرة كاااااااااااارهة وأعطاه ظهره ودخل للقسم , طااااالع جاسم في الباب اللي قدامه ببرود وزفر بتعب وهو ينفض ثوبه ويعدل ياقته وبشته قبل ما يلحقهم , كان هذا أغرب موقف مر به في حياته , هو صح توقع ردة فعل لعمر بعد اللي صار لكنه ما توقعها في هاللحظة , هو متعب وقرفان ولو تفل أحد في وجهه ما بيرفع يده ويمسح التفلة , كان يبغى يدخل و ينهي هالمسرحية الهزلية ويخرج ...
***
قالت العنود وهي تغطي بنقابها : يلا بنات جاسم بيدخل ..
عصرت أزهار قبضة الورود اللي حطتها مشاعل في يدها وطالعت فيهم بابتسامة صفراء , خرجوا البنات وهم يشجعونها , كان صوت الدق ينافس قلب أزهار في سرعته , كانت تحس بتخبط في مشاعرها وأفكارها , هي حتقابله لأول مرة بعد اللي صار ~ كلم البندري ؟؟ يمكن , أشوفها ما جات تسلم عليه ولا طلعت لي , يكون صار شي ؟؟ لااااا العنود كانت عادية و .... ~ أول ما دخل عمر ووراه أحمد قامت من كرسيها ونزلت عتبة صغيرة القاعة حاطة فوقها كرسين للعرسان إذا يبغون يتصورون , ابتسم بحب عميق وهو يشوفها عروسة بكل ما فيها , ما قدرت توقف نفسها وتمنع مشاعرها , لفت يدينها حولينه و ضمته بقووووة , ضحك وقال بمزح وهو عارف مقدار توترها مقدار ألمها مقدار خوفها : على بالك جاسم أنا ..
ولمن ما تحركت ولا ردت على مزحه , بلع غصة وقفت في حلقه و بعدها وهمس وهو يدنق : زهره ..
رفعت عيونها وطالعت فيه بخجل وخوف , ابتسم وسلم على راسها وحضنها وهو يقول : مبرووووك , يا أحلى عروس ..
~ أنا ماني لوحدي , شكرا يارب , شكرا لأنك خليته ليه , شكرا لأنك رجعته سالم ليه , شكرا , عـــمــــر أحــــبــــك , يلا أزهار , كوني قوية عشانه ~ رصته أكثر وبعدت عنه وهي تبتسم له بمحبة عميييييقة , قال أحمد وهو يتقدم منها : بسم الله ما شاء الله , ألف مبروك يابنتي , بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ..
قالها وهو يسلم عليها بحنان أبوي قبل ما يجلسها على الكرسي , رفعت بصرها له بخجل والتقى بجاسم اللي ما طالع فيها ولا بنظرة , بعدوا عنها وأبوه يقول بفرح : جاسم تعال قول الدعاء ..
جا وحط يده على جبينها , كانت يده باااااااااااااااارده مناقضة لجيبنها الحااار من الخجل , شال يده وجلس على طول من دون ما يطالع فيها , كان يحس بتعب ونعاس وضيق , البنات كانوا متحمسات و يغطرفون وهم ودهم لو كان فيه تصوير , لكن أزهار حذرتهم لو صورة وحدة التقطت لها بتكسر الكاميرا على راس اللي صورت , كانت مصرة ما يتخلل زواجها أي حرام أو منكر لا أغاني لا تصوير لا تبادل دبل ولا حتى دخول جاسم معاها في الزفة , عشان ربي يبارك لهم في هالليلة ..
لف جاسم يبغى المنديل اللي على الطاولة و اتصنمت يده في الهوا لمن وقع بصره عليها , كانت تبتسم بخجل لشي قاله أبوه حس نبضات قلبه تتسارع بشكل مرعب , سحب المنديل وبعد بصره وهو يحاول يتمالك أنفاسه ~ جاسم اش فيييييييييك ؟؟ هذي هي ما غيرها أزهااااااار, غريبه عليك يعني ولا أول مرة تشوفها ~ قال أبوه بفرح : ها جاسم , اش فيك ساكت ؟؟
رفع راسه وقال بابتسامة : اش تبغانا نقول ؟؟
قال وهو يغمز له : اش رأيك في العروسة ؟؟
صرخت بداخلها ~ لييييييييييش يا بابا هالسؤال المحرج الله يهديك ~ كانت عارفة إنه ما شافها ولا اهتم حتى لكنها كانت منتظرة الجواب , قال باختصار : حلوة ..
ضحك عمر لأول مرة من قلبه وأزهار غصب عنها ضحكت ضحكة مكتومة , قال عمر : حلوة بسسسسسسسسس ؟؟ ترى أنا قلت هالكلمة قبل وما عجبت أزهار يعني دور غيرها ولا نكتفي بها حاليا ..
وغمز لأخته اللي ابتسمت له ابتسامة واسعة , ابتسم جاسم اللي استغرب هالتحول الفضييييع في عمر اللي قبل شوية كان بينحره بنظراته وكلامه البارد المهدد اللي زي حد السكين , يكون هو يمثل قدام أزهار إنه مافي شي , سكت وهو يفكر لأول مرة بأزهار ~ اش سوت بعد ما خرجت ؟؟ اش قالت لعمر واش قال لها ؟؟ معقول هي سوت هذا كله للبندري !! طيب ليييييييه ؟؟ اش مصلحتها ؟؟ ~ قال أبوه وهو يخرج مع عمر المتردد : نخليكم لوحدكم ...
صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , لا حقين نكون لوحدنا ~ , ساد صمت فضيييييع من انصك الباب , كان صوت عقرب الثواني اللي في ساعة جاسم مسموع من شدة الصمت , دقيقة , دقيقتين , ثلاثة ...
****
صرخت باستنكار : اش قصدك إنه جاسم مابينزف , هذي ليلة عمره ..
طالعت العنود في الجوهرة وسحبتها على جنب وهي تقول بهمس : الجوهرة بلا فضايح , أزهار ما تبغاه ينزف وسط الحريم تقول ما يجوز بعدين الدقاقة رافضة إنها تغني قدام جاسم وقالت إنها بتطلع من القاعة لو دخل جاسم ..
قالت الجوهرة بغيض : خليها تطلع من زين دقها ..
شهقت العنود وقالت : والله يا محلاه بشهادة الجميع , أنا ما توقعت الإسلامي حلو زي كذا , دقها حامي رقصنا إلين تكسرت رجولنا ..
سكتتها الجوهرة وهي تقول : اسكتي بس اسكتي , البنت هذي مشتكم كلكم على كيف كيفها ..
جات عمتهم نورة وأمهم وهم يقولون : هيا ندخل ..
ومن وسط الصمــــت انفتح الباب ودخلت هدى و نورة عمته وأخواته كلهم , قاموا يسلمون ويباركون والبنات ينغزون بالكلام , لاحظت أزهار إنه لمن مدت البندري يدها ما مسكها جاسم ولا سلم عليها , انعصر قلبها عليها رغم إنها عارفة إنها تستاهل اللي يجيها وأكثر كمان , سحبت البندري يدها بسرعة وسلمت عليها بهدوء قبل ما تروح بعيد عنهم , رقصوا أخواته وعمته عنده شوية و خرج هو بعد ما استأذن , قامت أزهار عشان يزفونها للحريم , وهناك وقفت على البلكونه اللي تطل على قسم الحريم و قلبها ينتفض خوف ورهبة وألم , عيونها اللي أسبلتها عشان تتفادى الضوء المسلط عليها دارت على الوجيه ~ أمي , أنا لوحدي هنا , لا أم ولا أخت ولا خاله ولا عمه ولا جده وفوق هذا زوج قاسي , حتى مبروك ما قالها , ما سأل عن حالي بعد دفته , ما فكر يقولي حرررررف , يااااااااا رب ~ غصب عنها حست بهالشعور اللي حسسها كإنها خرجت من جسدها وجلست تطالع على اللي يصير من بعيد , تبللت رموشها من الدموع اللي حابستها ..
: أزهاااااااااااااااار ..
: أزهااااااااار ..
: زهوووووورة ..
:زهررررة ..
أصوات البنات وصريخهم وحماسهم خلاها تنتبه لهم وهم يلوحون بيدينهم لها وهم واقفين عند الكوشة , قاموا يصفرون والعنود من بينهم تسوي لها حركات هبببببببلة , ضحكت من بين الدمعتين اللي عصتها غصب ونزلت على خدودها , رفعت يدها اليمين و مسحت دموعها وابتسمت لهم مرة ثانية نزلت الدرج ومشيت بشويش في الممر بعد إشارة من العنود بشويش , حست ببقية الأحداث ضبابية قدامها , وقفت في المنصة وحريم يا كثرهم سلموا عليها من ضمنهم صحبات أمها وجاراتهم اللي ضموها بحب وهو يباركون , و شويه نادوها عشان تمشي للسيارة , نزلت من الكوشة وهناك احتضنتها عجوز قالوا لها إنها أم أحمد , كانت ريحتها خليط عجيب من العوده والحنا , العودة ذكرتها بعمار و الحنا بأمها , لفت يدها حولين جسد الجدة المكتنز الدافي وهي تحس بكلماتها الحنونة تطفي حرارة قلبها , مشيت للباب ولبستها العنود عبايتها وشالت عنها القبضة وهي تقول : انتبهي لنفسك ..
رفعت بصرها وشافت مشاعل , ابتسمت لها بمحبة فصاحت مشاعل وضمتها بقوة وهي تودعها , خفف عليها شعور المراره اللي سحق قلبها وجود جاراتها و صحبات أمها يلوحون لها مودعين عند الباب , الكل وقف عشان يودعها , مدت العنود يدها فجأة ولمست خد أزهار بأصابع باردة ومررتها إلى ذقنها وهي تقول بدموع حبيسة : نسيت أقول مبروك ..
وكملت من بين دموعها : مبروك على جاسم أحلى أخت في الدنيا ..
دارت أزهار مشاعرها والتزمت الصمت وهي تضغط يد العنود على خدها وهي تطالع فيها بامتنان , بلعت ريقها و لفت على منى وهمست بصوت مخنوق : منى لا أوصيك على عـ....ـمر ..
مسحت منى دموعها وسلمت عليها وهي تودعها و توعدها إنها تحطه في عيونها , دخلت للسيارة المشرعة اللي يسوقها عمر وجنبه عبد الرزاق المتحمس , وجلس جنبها جاسم بصمت , لمن مشيت السيارة قال عمر بابتسامة واسعة : أزهار ترى ما نسيت وعدي لك , بنزفك إلين بيتك ..
وقام يدق بوري , و تفاجأت أزهار لمن سمعت بواري لسيارات كثيرة , ضحكت على خبال عمر , هي فعلا كانت تحلف لأخوانها إنها ما تنزف لبيتها إلا وعشر سيارات وراها تدق بواري بنغمات حلوة لكنها ما تخيلت إنه متذكرها إلى الآن وإنه بيحقق أمنيتها , قال عبد الرزاق وهو يخرج راسه من الطاقة : أعلى يا شبابMooooore mooooooooore ...
وصلتها السيارات لحد العمارة اللي فيها شقتهم , وخرجها عمر وأبو جاسم من السيارة و طلعوها للشقة , وبعد ما شالوا عبايتها قال أبو أحمد : ها زهره عجبتك الزفة ..
ابتسمت بخجل وقالت : شكرا , أحرجتوني ..
قال عمر وهو يعد على أصابيعه : 9 سيارات وراك بنت عبد الله , 3 أصحابي و 2 أصحاب عامر الله يرحمه وحسان وعدنان وعبد الإله و عمي أبو جاسم والعاشرة سيارتنا ..
رفعت نفسها وسلمت على خده وهي تقول : الله لا يحرمني منك ..
وبدون تفكير تلمست لحيته الناعمه بحب وهي تطالع فيه بامتنان , اختنق صوته من مشاعره وحس بالغصة ترجع له فحط يده بتحيه عسكرية عند جبينه بصمت يعني مع السلامة وخرج , خرج بعده أبو جاسم بعد ما وصى كل بالثاني ..
من انقفل الباب تحرك جاسم وراح لباب يطل على الصالة دخل منه وصكه وراه , وقفت لدقايق مكانها من دون حركة ~ أكيد دحين بيخرج , يمكن عنده شي , يا ترى اش بيقول ؟؟ اش اللي صار بعد ما خرج من الشقة ؟؟ اش فيه مو شكله طول ؟؟ لا أكيد دحين بيخرج ~ لمن مرت دقايق ثانية وهي واقفة وصت صممممت يسبب صفير في إذنها طالعت يمين ويسار وزفرت وهي تقول : بدأنا الليلة الطويييييييييييييييلة ..
تحركت وهي تجر فستانها جر , فتحت أول باب قابلها على اليمين لقيته حمام , دارت لوحدها متجنبة الباب اللي دخل منه جاسم , كانت الشقة حلوة ومؤثثة بذوق راق , مجلسين وصالة فيها رفعة من درجتين فوقها الأنتريه ومطبخ واااااااسع فيه طاولة طعام حلوة وحمامين وغرفة النوم بحمام خاص والغرفة اللي دخلها جاسم , وقفت في الصالة للحظات وبعدين قالت بغيض : طيب قولي روحي الغرفة , أنا أكره هالتجاهل والصمت , ذكرني بعمير.... الله يرحمه ..
وسكتت وهي تتذكر عمير اللي صلوا عليه غيبيا وما أحد يعرف مصيره , ترحمت عليه وهي تتذكر إنه إذا زعل يلتزم الصمممممت وهي كانت تكره هالشي فيه , ما عليها من اللي يعصب أو يستهزأ لكن الصمت يخليها تاكل في نفسها , نفضت أفكارها عن عمير و انتظرت شوي و لمن شافت إنه ماله نية يطلع من الغرفة المجهولة دخلت غرفة النوم وغيرت ملابسها بثوب حلو ناعم و توضت وصلت ركعتين , هو صح كان من السنة إنه يئمها لكنه مهو موجود فصلت لوحدها , وجلست على السرير بصممممت , قامت لمن حست بالجوع وراحت للمطبخ وخرجت تفاحة من الثلاجة وهي تقاوم الكيك والعصيرات اللي مملية الثلاجة وجلست في الصالة , أكلت التفاحة وهي تحس نفسها في حالة تبلد إحساس , غسلت يدينها ورجعت جلست وهي تطالع في السقف المزخرف , وبعد فترة طويلة انتبهت للي هي فيه ~ أنا اش قاعدة أسوي ؟؟ معقولة أنا عروسة وهذا بيتي وقاعدة فيه كإني عايشة فيه سنين , الله يسامحك يا جاسم ~ قامت ورجعت لغرفة النوم ..
جاسم كان منسدح على كنب غرفة التلفزيون وهو يقاااااااااوم رغبته إنه يخرج , لازم يوريها اش عقاب اللي يستهزئ فيه ويكذب عليه , ومن دون ما يحس غاص في النوم اللي ما ذاقه من زماااااااان ..


**********************


عمر قام يصلي قيام الليل ويدعي إنه ربي يسهل أمورهم , وكان كل بعد ركعتين يطالع في الجوال يبغى يتصل عليها يتطمن ويتراجع لأنها أكيد مشغولة مع زوجها ~ يكون اعتذر لها على اللي صار وطيب خاطرها , ولا حاط كإن الموضوع ماصار وجالس معاها , هي فرحانة ولا لا ~ , وما خرج من أفكاره إلا على صوت المؤذن , قام توضأ مرة ثانية وراح للمسجد ..


*********************


نطت العنود من كنبة الصالة وقالت بصوت تعبان وهي تفرك عيونها المنفخة من كثر الصياح : الأذاااااااااان , الحمد لله ..
وراحت تتوضأ , قالت هدى : ياليتك تنطين لكل فرض زي كذا , ضحكت الهنوف وقالت : زين اللي ما نامت , العادة بعد كل زواج تتكسر يديني وأنا أصحيها الفجر وما تقوم ..
تنهدت هدى براحة وقالت : أخيرا انتهى اليوم اللي من زمان أستناه ..
لبست العنود شرشف الصلاة وهي تقول : انتهى بالنسبة لك وبدأ عند الضعيفة أزهار , والله شفقانه عليها , شفتي شكل جاسم اليوم كيف , يطالع بنص عين , مو عاجبه شي ..
قالت الهنوف بدفاع : حرام عليك كان شكله مرهق ..
زفرت وقالت : باين مرهق , خلينا نصلي لا آكل جيفته دحين من كثر الحش ..
قالت هدى وهي تطالع في الهنوف : بنت , أختك متغيرة ولا يتهيأ لي ..
ابتسمت الهنوف وقالت : إلا متغيرة , صايرة أأدب ..
مسحت هدى على شعر البندري اللي نايمة على فخذها وقالت : حتى هذي الضعيفة متغيرة , صايرة أنحف وما عاد هي حيوية زي عادتها ..
قالت تطمن أمها : لا هنا عاد يتهيأ لك , مابها إلا العافية إن شاء الله ..


*************************


صلت صلاتها وترددت عند الباب تدقه ولا لا , ولمن شافت إن الإقامة بدأت دقت الباب , دقت مرة ثانية ولمن مارد قالت : جاسم الصلاة بدأت ..
لا مجيب , فتحت الباب بشويش لقيت نفسها قدام غرفة فيها مكتب كمبيوتر وكنب حلو نايم جاسم في أطولها و تتوسط الجدر المقابل للكنب مكتبة تلفزيون كبييييييير تحته أجهزة كثيرة , كان نايم بثوبه وجزمته , سحبت نفس ونادته كذا مرة , ما تحرك ولا بوصة , هزته من كتفه وبعدت ورجعت هزته وبرضو لا مجيب , جلست تحاول بشتى الطرق وما فاد , زفرت لمن سمعت صوت الإمام وهو يسلم وسابته وخرجت ~ معقولة هذا كله نووووم , لا يكون مات ؟؟ لاااااااا كان يتنفس زين وانتي شفتيه , يكون هذا كله تهيؤ ~ توقفت لمن دار بها هالخاطر ورجعت حطت يدها عند وجهه لقيته يتنفس , لفت بوزها وخرجت للصالة , جلست تقرأ قرآن كعادتها بعد الفجر وهي تقول بداخلها ~ خليه يموت برد , ومكسر من التعب كمان , يستاهل ~ لكنها بعد فترة عرفت إنه قلبها ما يطاوعها , راحت للغرفة وسحبت لحاف السرير وغطته به و فصخت جزمته وراحت تنام بعد ما لقيت مخزن صغير في المطبخ فيه لحافين جديدة ..


*************************



يوم الخميس 3 / 6 / 1427 هـ ..
الساعة 4.15 العصر :
في شقة جاسم وأزهار :

: السلام عليكم ورحمة الله , السلام عليكم ورحمة الله ..
زفرت أزهار وقالت بقهر وهي حاطة يدينها على خصرها : وبعدييييييييييين ..
طالعت في ساعة الصالة اللي أشرت على 3.45 دقيقة العصر , هذا ثالث فرض يفوته , من صحيت على الظهر ما نامت , ما صحته الظهر لأنه الصلاة كانت مخلصة لمن قامت لكنها صحته للعصر و برضو ما قام , مسكت جوالها اللي لقيته في درج من أدراج غرفة النوم وجلست تقلب فيه , هو زي ماهوه ما سوا فيه شي , اش صار أمس ؟؟ انتفضت لمن دق جرس الباب , طلت مع العين وابتسمت لمن شافت سيتي , فتحت الباب وقالت : أهلا سيتي ..
ضمتها سيتي وباركت لها وهي تقول : أزهاااااار أروووووسة ...
ودخلت صينية كبييييرة مليانه أكل وحطتها في المطبخ وراحت , جلست أزهار مربعة فوق كرسي طاولة الطعام وبدأت تفك القصدير وتشوف الأصناف , ما خلت هدى شي على قلبها ما حطته , سمبوسة وسلطات ورز عربي وجلي وكريم كارميل , وكان وسط الصينية بطاقة , فتحتها وضحكت لمن شافت العنود كاتبه (( مطعم هدى للمأكولات الشعبية , توصيل منازل للعرسااااااان وكاتبه تحته رقم الفيلا و رقم جوالها )) وورى الكرت كاتبه (( إذا شفتي واحد حليوة أعطيه رقمي ها )) حطت الكرت في جيب تنورتها الجنز وهي تقول : الله يقطع شرك ..
ومسكت الملعقة وقامت تاكل وهي ماهي ناوية تستنى الأفندي إلين يصحى ويبرد الأكل ويصير ماصخ ...
فتح عيونه دفعه وحده , شاف الغرفة مفتحة أنوارها والباب مصكوك , طالع في ساعته و نقز من مكانه بصدمة لمن شاف الوقت 4.30 ما تخيل إنه حينام هالنوم كله , رن في عقله ~ أزهااااااااااااااااااااااااااااااار ~ بعد اللحاف اللي ما انتبه لوجوده لوهلة وسؤالين تتوارد لعقله ~ اش سوت لوحدها ؟؟ و اش صار لها ؟؟ ~ أول ما شاف اللحاف وجزمته زاد شعوره بالذنب , خرج ودور عليها , ولمن مالقيها في الغرفة ومالقي عبايتها ولا فستانها خاف إنها اتصلت بعمر وجا أخذها ولا شي زي كذا , سمع صوت في المطبخ راح بسرعة ووقف عند الباب لمن شافها تاكل باستمتاع ~ هنا , هنا , الحمد لله ما راحت ~ حس براحة فضيعة غاظته , فتحرك عشان يرجع لغرفته ..
مسكت الكريمة بعد ما خلصت غدا وأكلتها , حست بشي غريب فلفت وجهها , لقيت جاسم متكي على الباب ويطالع فيها وهو رافع حاجب , انشرقت بأكلها , حطت الصحن على الطاولة وهي تحاول تسترجع نفسها , من وسط كحتها شافت شي أسمر قدام وجهها رجعت راسها على ورى فقال وهو يصك فمها بيده : تنفسي من خشمك يالهبلة ..
بعدت يده بضربة وصكت فمها وهي تكح وتحاول تتنفس من خشمها , حست إنها بدأت تسترجع نفسها المخنوق , طالعت فيه وقالت بصوت مبحوح : كله منك ..
~ ماني هبلة ~ طنشها وراح يغسل يديه وهو يقول : ربك ما يعطي إلا مستحق ..
حزت في نفسها حركته رغم بساطتها , ~ اش قصده يوم يغسل يده , قرفان , مالت عليه ~ لفت وجهها عنه وخرجت , جلس على الطاولة ومسك ملعقة نظيفة وبدأ ياكل , حس بوجودها فرفع راسه لقيها عند الباب , قالت بحزم : لا تنسى تصلي الفجر والظهر والعصر كمان ..
وخرجت مرة ثانية , نفخ هوا من فمه بشبه ضحكه وهو ما فحاله يضحك وكمل أكل وعقله يسترجع صورتها وهي تاكل , ليه ما قدر يروح الغرفة وجلس يتأملها وهي تاكل , كان في وجهها بهجة غريبة , لمن لقي نفسه يفكر فيها زاد غيضه فأكل بسرعة وقام غسل يدينه وخرج ..
لقيها جالسة في الكنبة وهي ماسكة مجلة كان جايبها أثناء التجهيز , تجاهلها ودخل غرفة النوم , لبس ثوب جديد وشماغ وخرج , رمى الظرف اللي أعطاه أبوه له وقال : بكرة الصباح رايحين ماليزيا , هدية أبوية , جهزي شنطتك وشنطتي ... لاااا تحطين يدك فيها ..
وخرج وصفق باب الشقة وراه , طالعت في الظرف وطالعت في الباب وحست بدمها يغغغغغغلي , رمت المجلة ومسكت جوالها وكتبت رسالة طويييييييلة له ورجعت خزت الشيطان ومسحتها , وهي تصرخ بداخلها ~ أزهاااااااااار
رجال الإطفاء ما يكافحون النار بالنار ~ لازم تكون الطرف الهادي ولا حتتحول حياتهم جحيييييييييييييييييييم , لفت بوزها وقالت : ضربني وبكى سبقني واشتكى ..


*********************


هذي المرة الأربعين اللي تدق عليه , رمت الجوال على السرير فانزلق منه وطاح من الجهة الثانية من قوة الرمية وهي تصرخ : والله ما أصيح ..
مسحت عيونها اللي بدأت تدمع , وخرجت من الغرفة وطالعت في ساعة الصالة بضيق , 12.30 مو معقولة سايبها من الساعة 5 العصر على الآن , 7 ساعات ونص وهي تدور زي المجنونة , مو كافي مهي قادرة تفتح التلفزيون اللي تفاجأت بالقنوات الخليعة اللي فيه , ومهي قادرة تتصل على أحد عشان ما يسألونها فين جاسم وتضطر تقولهم إنه مو موجود , رجعت للمجلة الشعرية اللي قرتها غصب عنها واللي حفظت كل مقال فيها , كان صوت عقارب الساعة يزيييييييد توترها , مسحت عيونها وقالت : والله ما أصيح , الزفت , الدب ..
كانت في البداية مقهورة منه و منغاضة وبعدها تحولت مشاعرها للبرود وبعدين بدأت تفكر بروية في اش حتسوي في المستقبل القريب والبعيد ولمن حست إن الوقت طال اعتراها قلق وخوف وقامت تدق على جواله , كانت مشاعرها تتنقل مابين القهر وهي تتخيله مطنشها ومو مهتم وبين الخوف إنه صار له شي وهي مهي عارفة شي , تقلب مشاعرها كان يعذبهاااااا , صوت المفتاح وهو يدور في القفل نسف كل أفكارها وجمد مشاعرها وهي تلتفت للباب , شافته داخل بهدوء , فتحت فمها بتتكلم ولمن شافت الدم مغطي وجهه وثوبه صرخت وهي تغطي فمها بصدمة , طالع فيها وصك الباب ولا كإن شي صار , قالت بخوف وهي تتقدم منه : بسم الله عليك , اش فيييييييه ؟؟
قال وهو يسمح فمه بطرف يده : ولا شي ..
مدت يدها بعفوية بتسنده لكنه بعد هنا وتحرك لغرفة التلفزيون , تقدمت منه ووقفت قدامه وقالت بصوت حاد : وجهك كله دم , تكلم , صار شي ؟؟..
زحفها بيده بخشونة وهو يقول بعصبية : و خخخخخخخخري ..
بلا شعور كورت يدها اليمين و ضربته بكل قوتها على كتفه بقبضتها , كانت مقهوووووورة منه من قلب , فرصع عيونه فيها وهو مهو مستوعب إنها مدت يدها وفتح فمه بيهاوش لكنه انصدم لمن شافها تطالع فيه بعيون غرقانة دموع , قالت بصوت مخنوق : روح لغرفتك وصك الباب ولا تطلع إلا بكرة ساااااااااامع , ولا أوصيك إنزف إلين تموت لكن حسك عينك توصخ الكنب الجديد عشان ما فحالي أغسله ..
وتحركت من جنبه لو مو تعبان كان ضحك من قلبه على كلامها وما يدري ليه مسك ساعدها , قبل ما تلتفت له سحبها لحضنه , ضممممها بقوووة وهو يحس براحة فضيعة من قربها , تصنمت أزهار في مكانها و حست بقلبها ينبض بعنف وسط صدرها , بعدته عنها وهي تحس وجهها حار من الخجل وقالت ببرود مصطنع وهي تخفي خجلها : لا توصخني ثوبك كله دم ..
زفر وقال وهو يمسك يدها عشان ما تروح : جيبي موية ومنشفة و أي مطهر من الصيدلية ..
سحبت يدها وراحت للحمام اللي جوة غرفة النوم , هي جلست من كثر فضاوتها تعيد ترتيب الأشياء حسب مزاجها , فتحت الصيدلية وهي تفكر باللي ممكن يكون صار وجابت الأشياء وراحت لغرفة التلفزيون , لقيته منسدح على الكنبه بعد ما غسل وجهه , حطت الأشياء على الطاولة وقالت بهمس : جاسم ..
فتح عيونه وجلس وهو يكتم أنينه , مدت يدها و لمن جات بتمسح له سحب المنشفة وقال بخشونة : أنا أمسح ..
وقام للمراية وبدأ يمسح لنفسه ويحط المطهر واللصق , شاف انعكاسها
في المراية , كانت تطالع فيه بخوف وتوتر , سب قلبه اللي رجع ينبض بقوة وقال بقسوة : واقفة ليه ؟؟
لمت بوزها وقالت بطفش : قاعدة أستنى نتيجة العملية ..
لف عليها وقال : تنكتين انتي ووجهك ..
~ يا ربيييييييييييي على البزران , صدق الرجال بزران كبار ~ طنشته وهي تمد يدها , قال وهو رافع حواجبه : ما عندي فلوس , روحي اشحدي عند المسجد ..
قالت باستنكار : جاسم والله فايق , هات الثوب شكله يخرع بالدم اللي مغرقه ..
لمن فصخ الثوب قدامها حست بإحراج غريب لكنها دارته وهو يعطيها اياه بعد ما خرج جواله ومحفظته , سحبته بسرعة وخرجت , انسدح على الكنبة وهو يطالع في فنيلته وسروال الثوب اللي برضو معدمة و فتح جواله لقي 40 مكالمة لم يرد عليها وكلها من (( البلشة )) , صكه وهو يفكر بعمق , جات له بعد فترة وقالت بهدوء : جهزت لك مويه دافيه في الحمام و ملابس ومنشفة , روح تغطس فيها شوية عشان ترتاح ..
كانت تتكلم كأن هالشي عادي ولمن شافته يطااااااالع فيها ما قدرت تمنع حياها وهي تبعد عيونها عنه , قام وراح للحمام , استرخى في البانيو شوية وغير ملابسه وخرج , أول ما شاف جوالها على الأرض رفعه وطالع في آخر مكالمة صادرة , حس بمشاعر غريبه وهو يشوف ( زوجي المزاجي ) أمس كانت مسميته باسمه ( جاسم ) واليوم غيرته , حط الجوال على الكومدينه وخرج يدور عليها , كان يحس برغبة قوية إنه يشوفها , لقيها واقفة سرحانه عند باب الحمام و الغسالة شغالة , ابتسم وتحرك بخفه إلين قرب منها , قال بشويش : بوو ..
شهقت وهي تسمي , قال بتريقة : جلي انتي كل ما سمعت شي انتفضتي ..
طالعت فيه بعتاب شديد , صح كلمها وكلمته لكنها لا يمكن تنسى فيه اللي سواه فيها ليلة ويوم زواجها , قال باختصار بارد وهو حاس بنظرة عتابها تحرق قلبه بشكل ما توقعه : نص هذا الدم دم عبد الرحمن ..
فرصعت عيونها بصدمة وهي تشهق و تحط يدها على موضع قلبها , مد يده ودخل اصباعه في عينها وهو يسأل : هي عينك رمادية من ربي ؟؟..
صرخت بألم وهي تضرب يده وتغمض عينها اللي بدأت تدمع من الحرارة وقالت بعفوية : قلعت عيني يا متوحش , أشوف ..
ومسكت يده تشوف اصباعه بتتأكد عينها معاه ولا لسه في مكانها , سابت يده و قالت : أشوه , لسه في مكانها , على بالي لصقت في اصباعك ..
ودخلت الحمام تطالع فيها في المراية , تأملها بابتسامة هادية , حس بغيض من شعور السلام اللي صار يحسه فجأة وهو بقربها , لفت عليه وسألت وهي تطرف بعينها : قتلته ؟؟
انصدم من سؤالها المفاجئ الغير متوقع فقال : نعم ..
قالت بخوف : سويت شي له , قصدي قتلته ولا فلعت راسه بحديدة ..
كتف يدينه وقال : مالك دخل ..
قالت بعصبية غير معهودة وهي تحط يدينها على خصرها : لا ليه دخل , أنا ما أحب المشاكل وإذا كنت بأصير زوجة واحد مسجون في قضية قتل عشان الثار قولي من دحين ..
قال بهدوء وهو يضحك بداخله على تشبيهاتها : أدبته بس عشان ما يفكر ينفصل عن البندري قبل ما يصلح غلطته وعشان ما يفكر يسويها مع وحده غيرها , أنا كنت بأسوي هالشي من وقت لكن قلت خليه بعد الزواج بلا فضايح بلا هم ..
ضحكت و قالت بابتسامة راحة : لا إذا على كذا بس يستاهل , وياليت تكون أدبته زييييييييين ..
ذابت ابتسامتها وهي تشوف نظراته الغريبة لوجهها , سألت بخوف : عيني فيها شي ؟؟
سؤالها خلاه ينتبه إنه جالس يتأمل ملامحها الهادية اللي لأول مرة يكتشف إنها حلوة , قال وهو يعطيها ظهره : أنا رايح أجهز شنطتي ..
تمتمت لنفسها وهي تشوفه يدخل الغرفة : حمار فجعني , هذا كله الوقت رايح يأدب عبد الرحمن , بلطجي متوحش , هذا ذبح بقرة مو آدمي , بس صراحة يستاهل عبد الرحمن لو أنا كان قتلته ..
حطت الملابس في النشافة ونشرتها على طاولة النشر اللي لقيتها في المخزن , ولمن راحت للغرفة لقيت شنطته مصفوفة جنب شنطتها وهو منسدح على السرير ~ مانام في غرفة التلفزيوووون ~ رجعت على ورى على طول وهي تحس بخجلها يرجع , جلست تلهي نفسها في الصالة إلين تأكدت إنه نام وراحت نامت عند طرف السرير وهي تفكر بيومها الغريييييييييييب اللي لا يمكن يصدقه أحد ..


**************************


تم بحمد الله الفصل التاسع ..


تقرءون في الفصل العاشر من عندما عبروا حدود الظلام : دروب الحياة ..

........... فتح نص عينه و همس بسخرية : خير , اش عندك قاعدة تطالعين ؟؟.............

.............. مررها على رقبته وشد أطراف شعره الطويل وهو يحس برغبة مجنونة وصرخ بقوة : خرجونيييييييييييي آآآآآآآآآآآآآه ................

........... يكون في علمك قررنا أنا وأمي نخطب له من دون شوره ونحطه تحت الأمر الواقع .........

........... غمضت عيونها وقالت : وجع حتى في أحلامي جاي ........
.
.
.
.
.
.
أتمنى لكم قراءة ممتعة
و
دمتم في رعاية الله ..

أختكم

& عاشقة أمها &


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2020, 04:17 PM   #4
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل العاشر : دروب الحياة ..




نتوه دوما في دروب الحياة ..
عندما نصر أن نسير وحدنا بلا أهداف ..
تماما كسفينة بلا ربان أو ملاح ..
تسوقنا أقدامنا إلى طرقات لم يطأها قبلنا إنسان ..
عتمة وظلام ..
ودرب بالشوك ملأن ..
قد نجد ما نريد في نهايتها بعد هوان ..
وربما
لن نجني منها إلا الخواء ..
عندها سنضطر للعودة
وسنبدأ بالمسير دربا من جديد ..
ظلام آخر وعتمة أخرى ..
قف مكانك
انظر حولك
لم لا نضع دربا أمامنا
نمسك مشعل الإيمان بيد
واليد الأخرى نمسك بها يد إنسان ..
أما , أبا , أخا , صديقا أو حتى أحد الجيران ..
سنشعر حينها أن الدرب صار كالجنان ..
نور ودفء وقلب خال من الأحزان ..
هذه هي سنة الحياة ..
نحن نختار دروبنا ..
مظلما كان أو بالنور وضاح ..
نحن نقرر مصائرنا بأنفسنا ..
جحيما صيرناه أو إحدى الجنان ..
نعم ..
نحن من نهدم أو نبني عالمنا ..



الجمعة 4 / 6 / 1427 هـ :
في فيلا أبو جاسم بعد صلاة الجمعة :


قالت العنود وهي تسلم على سحر : والله بتوحشيني ..
زفرت سحر وقالت بابتسامة حزينة : انتي أكثر , صراحة استانسنا بالجلسة معاكم , يلا إن شاء الله نتقابل قريب في المدينة ..
لفت العنود بوزها وقالت : وليش رايحين مادام بتنزلون قريب , كملوا عندنا ..
: أمي مصرة عشان سمر ..
: ما صارت , الناس نفاسها أربعين يوم ويموت الرجال ويحيا وانتم 60 يوم , اتقوا الله في الضعيف ...
ضحكت سحر وضربتها وهي تقول : اشلك دخل ؟؟ إحنا بنات الـ .. لازم نكمل 60 يوم , 40 يوم اش تسوي ؟؟
حطت يدها على خصرها وقالت : طيب فهمنا يالأميرات انتم , شوفي من تقررون تنزلون من الرياض أعطيني خبر وأنا أبدأ زننننن على راس أبوية عشان نروح المدينة ونلحقكم أو نروح مع بعض ..
ضحكت الهنوف لمن سمعتهم يخططون بحماس للمدينة وقالت : هي , انتم رايحين المدينة عبادة ولا عشان الجمعة واللعب ..
قالوا مع بعض وهم يلتفتون لها : الإثنين ..
وبلا مقدمات افترقوا بسرعة , مسكت سحر غصن شجرة الزينة ولمست العنود خشب الكنبة , صرخت العنود بفرح وهي تنط : أنااا أول ..
قالت سلافه وهي مستنكرة حركاتهم : انتم لسه في لعبة مين يمسك الخشبة أول , ترى كذبه , مو شرط اللي تمسك الخشبة أول تتزوج أول ..
رمتها سحر بنظرة طفش وقالت تقلد صوتها المدلع : من جـــد , على بالي حقيـــقة ..
وكملت بصوتها : عارفين إنها خرافات إحنا ما خذينها لعبة ..
جات أمهم وقالت : اشششششش , تتهاوشون قدام الناس ..
قالت سلافة وهي تحط يدها على كتف أمها : no mamy إحنا نتناقش ..
مالت العنود على سحر وقالت من بين أسنانها بهمس : غثياااااااااااان , ذكرتني بعبد الرزاق ..
حطت سحر يدها قدام فمها وهمست وهي تطالع في سلافة : إش رايك نجوزهم لبعض ونفتك ؟؟
شهقت العنود وقالت : الله يقطع شرك غثيث وغثيثة اش بيجيبون عيال ؟؟ يلوعون الكبـــد ..
قهقهت سحر وقالت : الله يقطع شرك انتي , صدقت السالفة !!..
جاتهم الشغالة وخبرتهم إن الرجال ينادون , من تفرقوا راحت العنود جري لطاقة غرفتها وقالت وهي تشوفهم يركبون السيارة : بندر البنات رايحات تعالي شوفي ..
ما تحركت البندري من سدحتها على السرير , صكت العنود الستارة وراحت لها وقالت : بندر اش فيك ؟؟
مسحت البندري دموعها وقالت : ولا شي , تعبانة من الجواز ..
مسحت على شعرها وهمست بحب : ما تبغين تقولين لي اش فيك ؟؟
هزت راسها بلا ودست وجهها في المخدة , زفرت و لحفتها , طالعت فيها شوية وباست راسها وتحركت خارجة , صكت النور وقالت بمرح مصطنع : شويه بس أخليك ترتاحين وأرجع أجرك من السرير غصب عنك ..
ومن صكت الباب تغيرت ملامحها للألم , كانت تحس نفسها زي العاجزة اللي مهي قادرة تسوي شي أكثر من التفرج على أختها اللي واضح تماما إنه فيه شي كبير صار لها , أول ما لمحت أمها ابتسمت وقالت : ماااااااااماااااااااااا , متى بيجون جاسم وأزهار ؟؟
ابتسمت هدى وقالت وهي تتحرك لغرفة نومها : ما أدري ..
لحقتها العنود وهي تسأل : طيب كم يوم بيقعدون في ماليزيا ؟؟
لفت عليها وطالعت فيها بعتاب وقالت : كمان ما أدري ..
وتحركت متابعة مشيها لغرفتها , سألت العنود وهي متابعة ملاحقتها : بيركبون سياحي ولا ..
قاطعتها أمها وهي تلف : عنوووووووووووود ..
ودخلت الغرفة , لفت العنود بوزها وهي توقف في مكانها وسط الصالة وقالت بصوت عالي عشان تسمعها أمها : مافي ديموقراطية في هالبيت ...
قالت أمها من جوة الغرفة بعصبية : اش دخل الديموقراطية دحين , انتي كل شي حطيتيه على الديموقراطية , احفظي كلام من اللي ينقال في الأخبار من دون ما تفهمينه وتعالي اصدعي راسنا به ..


*************************


دخل غرفة النوم بعد ما رجع من الصلاة وشافها نااااااااايمة , رفع حواجبه وهو يقول بداخله بغيض ~ هذي اللي صدعت راسي قبل الخطبة تصحيني عشان ألحق بيضة وأعطتني محاضرة طويييييلة عريضة عن صلاة الجمعة و أهميتها , أول مرة أشوف عروس تعطي زوجها محاضرة من ثاني يوم ~ تقدم من السرير وهو ناوي يزعجها زي ما أزعجته و تصنم عند طرف السرير لمن شاف وجهها المغطى بخصلات من شعرها , تأملها للحظة وهو يحس أفكاره غير مستقره على شي معين , مد يده وبعد الخصلات وحطها ورى إذنها , تأمل وجهها الهادي المزين بزينه خفيفه ودنق عليها وباس خدها وهو يحس نبض قلبه يتسارع , بعد عنها على طول وهو متوقع تصحى وابتسم لمن شافها غاااااايصة في نوم عميق , لمن انتبه للي يسويه زفر بضيق , كان يحس تضارب في مشاعره المحمومة , من عرف براءتها وهو يشوف كل شي منها حلو وفي نفس الوقت في شي ينفره منها , لفت وجهها على الجهة الثانية وهي تتنفس بعمق وشكلها مستريييييح في نومها رغم إنها لابسة تنورة شمواه بلون البنفسج المحروق وبلوزة زيتي فيها رسومات من نفس اللون , من قهره من اللي يحسه نحوها قال بصوت عالي : أزهاااااااار ..
نطت من مكانها وجلست تطالع بعيون زايغة وهي تمسد شعرها بخوف , مسك ضحكته وقال ببرود : صليتي يا ست هانم ؟؟
طالعت في ساعتها وقالت بهمس خجول وهي تحاول ترتب شعرها المبعثر : ها , استغفر الله , لا لسه , ما أدري كيف نمت , دحين أقوم ..
لمن حس إنه شوي ويضمها بكل قوته لصدره , قال بعصبية : طيب تحركي بسرعة عشان يمدينا نلحق نسلم على أهلي ونروح المطار ..
قامت وهي تقول باستنكار : طيب لا تهاوش ..
وراحت للحمام , تبعها بعيونه وهو يبتسم , ولمن لفت تدور على أشياءها اللي جهزتها مسح الابتسامة من وجهه وطالعها ببرود , كشرت في وجهه ودخلت الحمام , ماااااااات ضحك على حركتها , لكنه بينه وبين نفسه أصر إنه يستمر على جموده قدامها ..


***********************

نفس اليوم :
بعد صلاة العصر في جدة :
في فيلا أبو جاسم :

: أزهارو , اش سويتي أمس ؟؟ أشوف أخويه مصفع ..
شهقت أزهار بصدمة لمن غمزت لها العنود ودنقت راسها وطالعت في الأرض الرخامية وهي تحاول تنطق بحرف , ضحكت العنود وقالت : وااااااااي ما أقدر تستحييييييييييييييييي ..
رفعت راسها وفرصعت عيونها في العنود من دون ما يشوفها أحد وأشرت على رقبتها يعني بأذبحك , قالت الهنوف وهي تضرب العنود بخفة : بنت يا وصخة , سيبيها في حالها ..
ضحكت أزهار اللي خف إحراجها وقالت وهي تقرص فخذ العنود : يا قليلة الأدب انتي وتفكيرك الوصخ ..
حكت فخذها بتوجع وقالت : كنت أتكلم حسب الدلائل الظاهرة ..
ضحكت وقالت : مررررة , المحقق كونان على غفلة ..
: أزهار ..
التفتت له وهي تحس قلبها يضرب بقوة فضيعة , قال بهدوء : يلا , حنتأخر ..
رجع لها حياها مرة ثانية , هذي أول مرة تكون معاه وقدام أهله وهي زوجته بالمعنى الحقيقي للكلمة , قامت وتنحنحت عشان تضيع حرجها و قالت : دقايق بس , عن إذنكم ..
ولفت على أختينها وقالت : البندري في غرفتها ؟؟
هزوا روسهم وتبعوها وهي طالعة لفوق , طالعت العنود في بلوزة أزهار من ورى , كان فيها فتحة مثلثة كبيرة توصل بين أطرافها حبال على شكل ضرب ولابسة تحتها بدي , دخلت اصباعها وحكت ظهرها وهي تقول : عساك لابسة البدي عند أخوية ..
ضربت أزهار يدها وقالت بحرج : مالك دخل ..
هزت حواجبها وقالت بصوت خبث : ترى حلوه فتحات التهوية لها وقع خـ...
شهقت الهنوف وضربتها وسدت أزهار أذانيها المحمرة من الخجل وقالت : ما أبغى أسمع ..
طالعت فيهم باستهزاء وقالت : يعني يعني تستحون , ما قلت شي , كل اللي قلته ..
قاطعتها الهنوف : انتييييييييي فضيييييييعه , قلنا ما نبغى نسمع ..
أشرت على دقنها وغمزت بعينها وهي تقول : إن ماجيتوني بعد فترة تبغون دروس خصوصية ما أكون أنا عنيدي , لكن إحلموااااااا ...
قالوا مع بعض : مستغنين ..
وكملت أزهار وهي تدخل الغرفة بعد ما دقت الباب : أبغى أكون لوحدي معاها ..
ودخلت راسها وقالت بمرح : بندوره ...
كانت الغرفة مظلمة تماما رغم إنهم في وقت العصر , صكت الباب وتحركت للطاقة الكبيرة , بعدت الستاير وفتحت الطاقة على مصراعيها , ولفت على سرير البندري ونطت فوقه , ما تحركت البندري رغم اهتزاز السرير , حبت أزهار إلى عندها وقالت وهي تبعد اللحاف : بندريييييييي ..
كانت مغمضة عيونها لكن باين إنها مهي نايمة , زفرت أزهار وانسدحت على المخدة جنبها وطالعت في السقف وهي عاقدة يدينها على صدرها , لحظة صمت سادت المكان ما اخترقه إلا صوت العصافير اللي راجعة بيوتها , همست : إلى متى بتحبسين نفسك ؟؟ شهر , شهرين , سنة , سنتين ؟؟ هذا كله ما بيفيدك , بالعكس بيزيد حالتك سوء ويزيد القيل والقال ..
لفت على جنبها اليمين وطالعت في وجه البندري اللي كانت الدموع تسيل من فوق أنفها وتختلط بدموع عينها الثانية , رحمت أزهار حالها , مدت يدها ومسحت دموعها وهي تهمس : خلاص يا قلبي لا تبكين , أنا نفسي أعرف انتي ليش تبكين ؟؟ الدموع ما بتغير اللي صار , صح ولا لا ؟؟ المهم تكون تعلمتي درس منها , بدل ما تقضين يومك في السرير تندبين حظك وتلعنين غبائك قومي سوي نشاط , روحي لماما وحاولي تخدمينها هي وبابا لأنه رضى الله من رضى الوالدين , قومي توضي وصلي ركعتين كل ما حسيتي بضيق وكل ما زادت همومك ..
ومسحت شعرها بحنان وهي تكمل : ابكي بين يدين ربي وصيحي تفريطك في حقه وحق نفسك , توبي لله توبة حقيقية وأنا مؤمنه إنه بيفرج همك , ربنا رحيم يغفر الذنوب جميعا , انتي دحين ما انتي متستفيده شي من اللي قاعدة تسوينه ..
فتحت فمها المرتجف وهمست بصوت مخنوق : أرسل لي رسالة يقول إنه بيفسخ الخطبة وإنه ما يبغاني عشاني بايعة نفسي وكتب كلام كثير كله سب وذم ولمن اتصلت عليه ما رد على اتصالاتي عشان كذا أخذت جوالك و..
: شششششششش ما له داعي هالكلام كله , انتي عارفة أمس راح له جاسم وكسر وجهه تكسير وهدده لو فكككر يسيبك بيقتله , شكله الرجال عارفين بعض , كان حاس إنه خسيس و بيسوي هالحركة ..
فتحت عيونها وقالت بلهفة : جاسم ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت : صح غاضب عليك ويتمنى موتك , بس خايف عليك ويدور مصلحتك ..
طالعت فيها البندري بنظرة غريييييييبة وضمتها بقوة وهي تصيييييح بحرقة , ضحكت أزهار وقالت : ما قلنا خلاص ماله داعي الصياح لأنه ما بيقدم ولا يأخر ..
انفتح الباب بعد شوية ودخلوا منه الثنتين , استغربت الهنوف شكلهم وهم حاضنات بعض على السرير وشهقت العنود وغطت وجهها وقالت بطريقة مسرحية : لااااااا , لاااااااا , صدمتوني , يا حبيبي يا جاسم زوجته طلعت ..
ضربتها الهنوف بكل قوتها على راسها قبل ما تكمل وهي تصرخ : ياااااااااااااااا وصصصصصصصخه انتي وتفكيرك القذرررررررر ..
ماتوا ضحك على العنود اللي مسكت رقبتها اللي طقت من قوة الضربة وهي تقول بوجع : الله يقطع شرررررك طقيتي رقبتي يالمتوحشة ..
جاتهم نور وقالت لهم إنه بابا جاسم بيروح , قامت أزهار وقالت : لازم أمشي ...
حست بيد البندري ترص على ذراعها , التفت لها وابتسمت وهي ترص على يدها وهي تقول : انتبهي لنفسك ..
وخرجت ونزلت وهي تودعهم وتوصيهم على أبوهم وأمهم وعلى أنفسهم ونزلت وسلمت على أمها اللي جلست توصيها على نفسها وعلى جاسم , وهي تلبس عبايتها عند الباب قالت للعنود والهنوف : الله الله في البندري , لا تسيبونها لوحدها , وإذا شفتوها رجعت للسرير وحالة الكآبه حاولوا تفرفشونها ..
قالت العنود وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلام وأنا ليش ما وصيتيهم علي ..
رمتها بنظرة وقالت بحده و الهنوف فاطسة ضحك على ردة فعلها : انتي , انتي ما شاء الله ماخذه حقك بزيادة ما يحتاج أوصي أحد عليك , المفروض أحذرهم منك ..
زفرت العنود وقالت : طيب فهمنا , المهم ..
وابتسمت ابتسامتها الخبثة وهي تقول : اسمعي إذا جلستي في الطيارة حطي نفسك خايفة وامسكي يده و اتدلعي على صنم بوذا اللي معاك هذا عل وعسى يحس ويتحرك ..
حطت أزهار يدينها على خدودها المحمرة وقالت للهنوف : البنت هذي بتجيب أجلي بكلامها ...
زفرت الهنوف وقالت العنود وهي تدقها : اسمعي الباقي , حطي نفسك ما تعرفين تصكين الحزام واطلبي منه يصـ....
رفعت الهنوف يدها وقالت تقاطعها : تبغيني أطق رقبتك مرة ثانية ..
صفقت العنود يدينها في بعض وحطتها قدام وجه الهنوف وأزهار وقالت : مااااااااااااااالت عليك وعليها , الحق علي اللي بخليكم حريم سنعات ..
استنكرت الهنوف : الللللللللللللله السنع صار في الهبالات اللي تقولينها ..
ورفعت أزهار يدينها ودعت : ياااااااااااااارب يا كريم تزوج العنود ..
قالت الهنوف مؤيده : و أشوفها الكذابة نهارين تسوي الكلام اللي تقوله ولا لا ..
رفعت العنود حواجبها وقالت بلا مبالاة : نشوف ..
: بنااااااات أبوكم وجاسم يستنى ..
قالت العنود بصوت عالي : لا تخافين سيد عينك جالس في السيارة المكيفة مو واقف تحت الشمس ..
ضربوها الثنتين في نفس الوقت وهم يهاوشونها وهي مطنشة وتوادعوا بحرارة وتفرقوا ..


*********************


قبل مغرب الجمعة :
في مطار الملك خالد :

: شعولتي انتبهي لنفسك سامعة , وسلمي على أمك والبنات , ترى يمكن ما أقدر أتصل عليك لفترة ..... لا إن شاء الله ما بأقطعك , مع السلامة ..
صكت الجوال وحطته في شنطتها و من وسط الضوضاء وأصوات عجلات الشنط ورائحة العطور الباريسية المختلطة بروائح الكيك والحلويات ونداءات الرحلات , نقلت أزهار بصرها بين عمر وأحمد وهي تحس إنها بتضيييييع من دونهم , ابتسم عمر وقال وهو يسلمها شنطة جلدية صغيرة : خلاص ودعتيها عاد انتي تموتين لو ما كلمتيها و خذي هذا اللي طلبتيه يا عسل ..
ما قدرت تقاوم إنها تضمه وهي تقول بصوت مخنوق : عمور بتوحشني ..
انحرج عمر من حركتها خاصة وهو يشوف عيون الناس اللي في المطار عليهم , لكنه حس بشي من الانتصار على جاسم اللي كان يطالع فيها بحدة , لف يدينه حولينها كإنه بيحمها من نظراته وهو يقول بحزم : لا أوصيك على أزهار يا جاسم , تراكم في بلد غريبة وبعيدة , خليك معاها دايما , رجلك برجلها ..
ضحك أحمد وقال : هذا مفروغ منه يا عمر ..
~ بلاك ما تعرف ولدك الـ... استغفر الله , اش سوى فيها ليلة زواجهم ~ زفر وهمس لأزهار : أزهار متأكدة بتسافرين , ترى هناك لو دقيتي عليه ما أقدر أجيك قبل أيام ..
ضحكت وقالت بثقة عشان تشجعة : طبعا بأسافر , شهر عسلي هذا , وما بدق عليك نهائيا , أصلا جوالي مو دولي ..
قال جاسم بهدوء : يلا النداء الأخير لرحلتنا ..
زفرت وهي تطالع في أخوها ورجعت طالعت في أحمد وهي تقول برجاء : بابا لااااا أوصيك بعمور , سألتك بالله تنتبه له خاصة إذا صار لي شـ..
قاطعها عمر : لا قدر الله , هيا روحي و انتي ساكته ..
ودعتهم وهي تحس بقلبها واقف بينهم وهي تمشي جسد بلا روح ورى جاسم اللي ما فكر يقولها هاتي عنك وحده من الشنط , كانت شايلة شنطة رياضية صغيرة بالإضافة لشنطتها الخاصة الصغيرة و الشنطة الأخيرة اللي جابها عمر , دخلت الطيارة لأول مرة في حياتها , عجبها كل شي شافته إلا المضيفة اللي شاقة ابتسامة وااااااسعة وهي ترحب بهم , وجلست جنب الطاقة وجنبها جاسم على المقعد المطل على الممر , طالعت من الطاقة وجلست تتأمل أرض المطار والطائرات المختلفة شعاراتها ..
مسكت الحزام لمن أعلنوا قرب الإقلاع وغصب عنها ضحكت وهي تتذكر كلام العنود , حاست فيه شويه لكنها في الأخير عرفت تصكه وترصه على قدها , كانت تطالع بشغف في كل شي تشوفه حتى تعليمات السلامة قرتها حرف حرف , التفتت بشويش وطالعت بنص عين له تبغى تشوف اش يسوي , ولفت عليه بكبرها بصدمة , كان مغمض عيونه وساند راسه وهو حاط سماعات الجوال اللي حوله لوضع الطيران , كان صوت موسيقى الروك الصاخبة يوصل لمسامعها بشكل خفيف ~ استغفر الله , يعصي الله وهو يطير في وسط جند من جنود الله , ما يخاف ينزل سخط ربي عليه ويسخط الهوا ويقلب الطيارة , أفففففففففف مالت على وجهك , دحين الموسيقى والنوم أحسن مني , ياربي هذا الرجال محسسني كإني أخته مو عروسته ~ بلا شعور مدت لسانها له من الغيض اللي حسته عليه , فتح نص عين وهمس بسخرية : خير , اش عندك قاعدة تطالعين ؟؟
كانت بتشهق خوف وتلف وجهها من الحيا لكنها ضبطت انفعالاتها في اللحظة الأخيرة وقالت بهدوء مصطنع ومن دون ما تبعد نظراتها عنه : كنت بأكلمك ويوم شفتك نايم سكت ..
كان ملاحظ إنها قاعدة تكلمه لكنه مو سامع شي , نزل سماعاته وقال ببرود : عيدي ما سمعت اش قلتي ..
حسته يستخف ويستهزئ بها , رمته بنظرة طوييييييييلة قبل ما تهمس وهي تلف وجهها للطاقة : سلامتك ولا شي ..
تأمل حجابها اللي ما رضيت تغيره عشان السفر , نفس عباية الراس , نفس النقاب اللي ماتفتحه إلا وقت الحاجة , حتى القفازات ما خلعتها من يدينها , انتبه إنها شابكة يدينها في حضنها بقوة , دنق عليها بيكلمها في نفس اللحظة اللي لفت هي فيها , وجهه صار على بعد بوصة من وجهها , كتمت نفسها و حست بضربات قلبها تزيد ولمن حست نفسه الحار يلفحها من ورى النقاب حست بمعدتها تلتوي , عيونه تعلقت بعيونها وما يدري ليه صفع خياله طيف عيون ليلى المثقلتين بالكحل من ورى لثمتها الواااااااااسعة, بعدوا عن بعض بنفس السرعة وكل غرق في عالمه الخاص , ~ يااااااااااااااااااا قلبيييييييييييييييييييييي , يمه قلبي يوجعني , أنا اش خلاني ألف عليه , مالت عليه وعلى هبالتي ~ حبست نفسها مرة ثانية و ما تجرأت تلف بصرها عن الطاقة ولا حتى تتحرك بحركة , جاسم نفسه كان سااااااااااكت وهو يفكر بسبب مقنع لربطه منظر عيون أزهار اللي كلها براءة بعيون ليلى المغرية الناعسة , تذكر إنها مرة لبست عدسة رمادية و عجبته , يمكن هذا السبب للربط , زفر عشان يهدي مشاعره ورجع السماعات لإذنه وغمض عيونه , أطلقت أزهار نفسها الحبيس لمن حست بهدووووء الشخص اللي بجنبها وهي تحس بخيبة أمل غريييييييييييبة بداخلها ~ ولا حتى سألني اش كنت أبغى , ولا هو قال هو اش كان بيقول , ماااااالت ~ دخلت يدها لشنطتها وخرجت مصحفها وبدأت تقرأ بهمس خافت مابقي لها إلا خمس أيات وتخلص سورة الكهف , خلصتها وبدأت تدعي قبل الأذان ..


*************************


بعد العشا في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :

طالع في السيجارة اللي في يده وهو سرحاااااان في عالم ثاني , زفر بضيق ورجعها للعلبة القديمة وصكها ورجعها لجيب بنطلونه وطالع في المسبح اللي قدامه , مر طير وخطف شي من المسبح وكمل طريقه , راقب الموية اللي تحول سطحها من مرآة صافية تعكس صورة السما لتموجات متفرقة , زفر وخرج العلبة وسحب منها سيجارة وحطها بين شفايفة ...
: سااااااااااااااااامـــــــــــر ..
انتفض وقام من مقعده وهو يحاول يدس السيجارة اللي طاحت على الأرض قدامه ولمن دنق بياخذها تصنم وهو يشوفها قدامه , طاااااااالعت سحر فيه وهو متصنم يطالع فيها بعيون واسعة , وصلهم صوت سلافة , دنقت سحر على طول وسحبت السيجارة ودستها وراها وهي تقول بمرح : جاااااااااااكم الإعصار ..
شهقت سلافة وقالت بدلع : مااااااا أسمحلك , أنا tornado يالمشعوذه انتي ..
اغتصب سامر ابتسامة وهو يقول : خير اش عندكم ؟؟ رجعنا للإزعاج اللي ارتحنا منه يومين ..
رطنت سلافة شي بالإنجليزي ما فهمته سحر , قال سامر : استخدميه بس ياويلك لو خرجتي عن الملف اللي محدده لك ..
: thaaaank you ...
وراحت فرحانه , لفت سحر عليه وسألت وهي تأشر على سلافة اللي دخلت البيت : اش كانت تقول ؟؟ ما فهمت إلا كمبيوتر وإنجليزي ..
ابتسم وقال : كانت تستأذن مني تستخدم الكمبيوتر حقي عشان تبغى تطبع دروس الإنجليزي اللي كاتبها لصحباتها ..
زفرت وقالت وهي تمد له السيجارة : ياخي انت أطلق منها في الإنجليزي ليه ما تتكلم بلسان معوج زيها , بعدين صوتها ينزفزززززززني..
سحب السيجارة ودسها في جيبه بسرعة وقال بهدوء : هي تأثرها سريع بالمجتمع اللي حولها , بعدين صوتها على قد حجمها بتموت من النحف اش تتوقعين يكون صوتها ؟؟..
وسكت شويه وهو يطالع في نظراتها الغريبه , شبكت يدينها ورى ظهرها و سألت وهي تتأمله بمحبه : سمور حبيبي متى نفرح بك ؟؟
قبض يده بقوة و فغص السيجارة اللي في جيبه وهو يقول بهدوء مصطنع : افرحوا بعدنان أول ..
مطت شفايفها بضيق وهي تقول : مرررره جبت الغايبة دحين ..
خرج يده ولمس الجرح اللي في خده بتفكير ورجع نزلها على طول لمن انتبه لحركته وقال بهمس : سحر لا تـ....
قاطعته بسرعة وهي ترجع للفيلا : تعال مسويه لك كوب نسكافة يستاهله فمك ..
أشر لها يعني جاي وهو شاكر بداخله مقاطعتها له قبل ما يتكلم ..
دخلت من باب المطبخ وابتسمت لماهر اللي واقف ورى ستاير المطبخ يراقب من بين طياتها الحوش الخارجي , سألها على طول من دون ما يبادلها الابتسام : اش الشي اللي كان معاك وأعطيتيه لسامر ؟؟
هزت أكتافها ولفت على الكيكة اللي سوتها وحطت فوقها طبقة كراميل وقالت وهي تقطعها : سيجاره ..
رجع يطالع مع الطاقة وهو يقول : معقولة ما يسيبها لحظة ..
عقدت حواجبها وقالت بتفكير : صار له دحيييييييييييييين ...... سنة وثلاثة شهور ويومين تقريبا وهو شايل العلبة في جيبه ..
تحرك بسرعة وجلس على الطاولة وهمس وهو يأشر على الجريدة اللي جنبها عند المغسلة : جا جا , ناوليني الجريدة بسرعة ..
ناولتها له وحطت كوب نص مشروب وصحن الكيكة اللي أكلته سلافة قدامه ورجعت تشغل نفسها بشغلها , فرد ماهر الجريدة وهو يحط رجل على رجل , شهقت وقالت بهمس : مقلوبه الجريده يالمتخلف ..
عدلها بسرعة وثانيتن ودخل سامر اللي قال السلام وهو مو ملاحظ شي وسحب الكرسي المقابل لماهر وجلس عليه , ردوا السلام وهم مشغوليييين في أعمالهم , حطت صحن كيك وكوب نسكافه له وهي تقول : يا أهلااااااااااااا وسهلا بالتوأم الوسيم , شرفتوا مطبخي والله ..
قال سامر وهو ياكل شوية من الكيكة : كيف كان زواجـ....
وقطع سؤاله وقال بصوت مخنوق من الأكل : إمممممممم لذيذة , تفوقت على نفسك هالمرة ما شاء الله ..
قال ماهر وهو يقطع من بقايا كيكة سلافة وياكلها : سحر , علمي أريج كيف تطبخ ترى خالتي مبشرتني إنها ما تعرف تسلق البيض ..
اتكت على الطاولة بيد وهي تلوح بيدها الثانية اللي فيها السكين اللي تقطع بها وقالت بهدوء : آآآآآآآآآسفة مواهبي الفتاكة هذه موفرتها لحبيب العمر لمن يجي ..
انشرق ماهر بالكيكة وقال بصوت مخنوق : قووووووووووية حبيب العمر هذي , استحي يا بنت الناس , ترى إحنا أخوانك مو صحباتك تقولين لهم فضايحك ..
اعتدلت في وقفتها وحطت يدها على خصرها وقالت : ومين قاااااااااال إن اللي قلته فضيحة , والله إذا جا زووووووووجي حبيب عمري بأتفنن عنده بالطبخ , هو بس خليه يجي ..
قال سامر بتريقة : والله , هو شكله ولد الناس من كثر ما انتي مستعدة له شرد وقال انفذ بجلدي ..
ضحك ماهر بصوت عالي وهو يرفع يده وضربها في يد سامر وهو يقول : حللللوة حلوة , لا وسمعتها اش تقول ؟؟ حبيب العمر , مررررره مو لايق عليها النعومة والدلع ..
قال سامر وهو يضحك : تصدق أول مرة أشوف دبابة حربية مسوية نفسها بورش , تبغى تنعم نفسها بالقوة ...
رمتهم بنظرة حادة وهم يضحكون على المحشات اللي بدأوا يخترعونها وقالت بغيض وهي تلوح بالسكين اللي كانت تقطع فيها الكيك : لا والله صوير وعوير , يلا ضفوا وجيهكم اللي تجيب الضيق واطلعوا من مطبخي يلا , بسرررررررعه , قال دبابة حربية يالوانيتات انتم ..
قال سامر وهو يسحب صحن الكيك : يمه منها تخوووووووف , قوم , قوم لا تاكلنا ..
قام ماهر وأخذ قطعه كبيرة من صينية الكيك وهو يقول بتحليل بارد : غصب شاردين عنها الخطاب , هذي أصلا أمي جايبتها ولد بس داسين علينا وقايلين إنها بنـ...
ضرب كرتون المناديل في راسه من ورى وسحر تصرخ : اطلععععععععع براااااااااااااا ولا تمسك الكيك بيدك يا قذررررررررررر ..
لصقت سلافة في الجدر لمن مر التوأم من عندها زي البرق خارجين من المطبخ وقالت بدلع وهي تلف على المطبخ : what ??
ما خلصت سؤالها إلا و قارورة موية صحة فاضية تضرب في جبهتها , فتحت عيونها المغمضة من قوة الضربة على صوت قهقة التوأم , لفت عليهم بغيض كان كل واحد فيهم مستند على الثاني من كثر الضحك وهم ماسكين صحون الكيك ورجعت طالعت بحدة في سحر المستندة على الثلاجة من كثر الضحك وقالت وهي لفة بوزها : يا متوحشة والله أعلم عليك مامي ...
وراحت زعلانه وهي متجاهلة مناداة سحر اللي تحاول تفهمها إنها مهي المقصودة بس مهي قادرة تتحرك بسبب كثرة ضحكها ..


***********************


رفع الملعقة لفمه وهو يطالع بتعجب لها وهي تاكل , حتى وقت الأكل كانت متغطية , صح شالت نقابها لكنها رمت طرحتها بشكل ما يسمح للي جنبه يشوفها , لف وجهها على اليمين وانتبه إنه يشوف وجيه اللي معاه في نفس السطر ورجع لف عليها واصطدم بصره بطرحتها , اتكأ على الطاولة بكوعه اليمين معطي ظهره للركاب وسند راسه على قبضته وسأل : كيف الأكل ؟؟
في البداية ما انتبهت إنه موجه الخطاب لها , لكن لمن وصلها صوته الساخر وهو يقول : لهاالدرجة الأكل لذيذ !!
لفت عليه وقالت بعفوية وهي تأشر على نفسها : كنت تكلمني ؟؟
لو ما شاف نظراتها البريئة كان قال إنها تستهزئ به , كبح ابتسامته وقال ببرود : لا مجنون أكلم الطاقة ..
ابتسمت بعفوية وقالت : سلامتك والله , ما قصدت ..
ابتسامتها , كلمتها وطريقة نطقها هزته من الأعماق ~ هي يا إنها عبيطه وغبية ما تفهم التجاهل والبرود وكلمات التريقة أو إنها لامبالية ما همها في اللي أقوله ~ كملت كلامها تمتدح له الأكل ولمن شافته مو مهتم بجوابها سكتت وهي تحس بألم يعصر قلبها , انتبه من شروده وتفكيره لمن ساد الصمت وطالع فيها , ابتسمت لعيونه اللي توها طالعت فيها ورجعت راسها لطبقها اللي حست نفسها انسدت عنه , ما أخذ باله من حركتها , رجع لطبقه كمله وأعطاه للمضيفة اللي جات تاخذ الأطباق , راح شغل الشاشة وحط على الفيلم الأمريكي المعروض وحط السماعات في إذنه , ساعة 0 دقيقة ما حول عينه عن الفيلم ولا طالع فيها وبعدها طلبت منه تروح المصلى عشان صلاة العشى , صلوا ورجعوا , رجع كرسيه على ورى ودقايق وهو غااااايص في النوم , أخذها نووووم عميق من دون ما يسألها تحتاج شي ولا لا , طالعت فيه أزهار وتأففت بضيق , خرجت الشنطة الجلد اللي أعطاها لها عمر وفتحت طاولة الأكل وفرغت كل محتويات الشنطة على الطاولة ...


************************

رفع راسه عن كتابه اللي قاعد يقرأه عشان يكون متمكن منه قبل تدريسه للطلاب في الجامعة لمن سمع نغمة الرسالة الصادرة من جواله , قام من سدحته على الكنبة وسحب الجوال من الطاولة وفتحه بحماس , كان طفشاااااااان من الوحدة ومن الكتاب اللي صار حافظه من قلب , (( السلام عليكم , كيف حالك عمر ؟؟ وكيف زهرة ؟؟ أكيد مفتقد رجتها في البيت !! حبيت أسأل عنك (^.^) ..... منى )) ..
ابتسم ورمى الكتاب على الطاولة وعدل جلسته وهو يفتح رسالة جديده وكتب (( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا منى , تسأل عنك العافية , كيفك ؟؟ أنا بخير والحمد لله وأزهار بين السما والأرض دحين وإن شاء الله إنها كمان بخير ...
وتردد طوييييييييل بعدين كتب (( وصراحة أنا مفتقدها ومفتقدك كمان ....
مسح الكلمات الأخيرة وحك جبهته وهو يقول : اش أكتب ؟؟ اش أكتب ؟؟
وزفر وهو يرجع يكتب الكلمات مرة ثانية وكمل (( ما يحتاج تكتبين اسمك في نهاية الرسالة لأني عارف رقمك و اسمك تراه منقوش في قلبي ...
رجع مسحها وهو يقول بعصبية : اش الهبالة هذي ؟؟
كان يحس بالغيض من خجله , مو قادر يكتب كلمتين على بعض , فتش في رسايله عن رساله مناسبة لكنه مالقي إلا رسالة وحدة , راح أضاف لها اللي كتبه وأرسلها ..

*********************

انتفضت لمن رن الجوال اللي بين يدينها , فتحت الرسالة بسرعة , أول ما شافت إنها من ( الغالي ) غمضت عيونها وهي تسحب نفس قبل ما تفتحها وتطالع في السطور بسرعة ..
(( مساء الورد أبعثه سلاما ..
وريح المسك فاحت و الخزامى ..
دعاء صادقا من كل قلبي ..
و ود في الحشى لك قد تنامى ..
يبادلكم فؤادي فيض حب ..
فأدعو الله " يحفظكم " دواما ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا منى , تسأل عنك العافية , كيفك ؟؟
أنا بخير والحمد لله وأزهار بين السما والأرض دحين وإن شاء الله إنها كمان بخير وصراحة أنا مفتقدها و....... مفتقدك كمان..
كنت جالس أقرأ كتاب عن النبات والأحياء الدقيقة وحاس بممل
ورسالتك اللي أرسلتيها حسستني بالسعادة )) ..
عادت قراءة الرسالة فوق الخمس مرات وضمت الجوال لصدرها وهي تحس بفرح عميييييييق إنه فرح برسالتها اللي جلست تكتبها اليوم بطوله واللي مسحت قبلها 10 رسايل كتبتها ..




************************



ما صحاه من نومه اللي استمر ساعتين إلا الحمام اللي راح له ورجع كمل نص ساعة نوم من دون ما يبادلها حرف واحد , زفرت أزهار وهي تصرخ بداخلها ~ اش هذا ؟؟ طـــــفـــــش ~ ولمن جات الوجبة الخفيفة اللي بدأوا يوزعونها صحي من نومه وأخذ وجبته وما ألقى بال لرفض أزهار لوجبتها و إكتفاءها بكاسة موية قبل ما تروح تصلي الفجر في المصلى , ساعتين ونص ثانية قضاها يتفرج على الفيلم الثاني وهو ياكل الوجبة الرئيسية الثانية اللي رفضته كمان أزهار وأثناء تفرجه أعلنوا إنه بقي أقل من ساعة على الهبوط , هنا لف عليها وقال بهدوء وبرود : شوية ونوصل ..
رفعت راسها عن دفترها وقالت باختصار وهي تصكه وترجعه لشنطتها اللي أعطاها لها عمر : إمم سمعت ..
وغطت مرسامها اللي بالضغط ودخلته في مقلمية صغيرة فرو أسود ورجعتها مع الدفتر وصكت الشنطة واعتدلت في جلستها وهي تعدل عبايتها على راسها , سحب الجريدة اللي أخذها أول ما طلعوا وقعد يقرأ فيها , لفت وجهها له ولفت بوزها ورجعت بصرها للطاقة وهي تسند راسها على طرفها ~ تراااااااااااب , يعني سكت سكت وآخر شي ينطق بشي سامعته من المضيف , كإني غبية ما أفهم اش يقولون , أفففففففففففففففففففففف , استغفر الله العظيم ~..
: أزهار , أزهار ..
فتحت عيونها وانصدمت لمن شافت الناس واقفين في الممر وهم شايلين شنطهم ,متى نامت ؟؟ وكيف ما حست بالهبوط ؟؟ مسحت وجهها من تحت نقابها وعدلت حجابها وقامت ورى جاسم اللي سحب منها الشنطة الرياضية , كان المطار مزززززززعج من كثرة الضوضاء والزحام اللي فيه , لكنه قمة في الروعة , طالعت بذهول للسير الأرضي المتحرك اللي واقفين عليه الناس عشان ينقلهم , لأول مرة تشوف هالسير في حياتها و حاولت قدر الإمكان إنها تلحق خطوات جاسم السريعة وهي تتفادى إنها تصدم في أحد , نشبت شنطتها الصغيرة في شنطة واحد مار من عندها بسرعة وطاحت على الأرض , اعتذر منها بلغة ما فهمت أصلها وهو يناولها شنطتها , شكرته ولفت بسرعة , انصعقت وحست بانقباض قلبها لمن شافت الناااااااس رايحين وجايين قدامها وجاسم بقامته الطويله مهو في مجال بصرها , سحبت نفس عميييييييييق وهي تفرص أصابيعها بتوتر وقالت بصوت عالي نسبيا : جاااااسم , جااااااااااسم ..
ولمن شافت إنه ما في إجابة تحركت من مكانها ..
قال وهو يلف لورى : لازم نركب القطـ.......
وانصدم لمن ما شافها وراه , لف يمين ويسار مرة ومرتين ~ مستحيييييييل أضيعها , حجابها مميز , أفففففففف وينها الزففففففففت ؟؟ ~ كان كل لون أسود يستوقفه لكن ولا شي استوقفه كان هو أزهار , قال بصوت جهوري : أزهاااااااااااااااار , أزهاااااااااااااار ..
دخل يده في جيبه وتأكد من وجود الجوازات معاه , حط الشنطة الرياضية على كتفه ورجع من البوابة اللي جا منها وهو يدعي إنه ما يصير لها شي , تذكر توصيات عمر له وإنه ينتبه لها , بدأ يسبها وفي نفس الوقت يلوم نفسه ليش ما طالع لورى من قبل ..
كان مع كل خطوة يتزايد خوفه بشكل غريب , ولمن ميز عبايتها تحرك بسرعة , كانت واقفه مع عجوز ماليزية تكلمها بالإنجليزي ..
: أزهار ..
التفتت بفرح لمن سمعت صوته ولمن شافت نظراته البااااااااارده قالت بسرعة : ترانا في مكان عام , بدون عصبية , شنطتي طاحت ولمن أخذتها ما شفتك بعدها , كنت تمشي زي ميب ميب ..
ولمن شافته جااااااامد وهو يطالع فيها بنفس النظرات قالت بهمس وهي تعض على شفتها : تعرف ميب ميب , النعامة السريعة ذيك اللي يحاول الثعلب يصيدها .... وما .. يقدر..
ولمن ظل على صمته الفضييييع ابتسمت بصمت ابتسامة كرتونية واااااسعة لدرجة تغمضت عيونها , همه انزاح لمن شافها لكنه في نفس الوقت حس بقهرررر منها , ليش مهي خايفة ؟؟ ليش ما رمت نفسها عليه وهي تصييييح خوف ؟؟ أي عروس هذي اللي واقفة تتكلم وهي مبسووووووطة ولا كإنها لوحدها في بلد غريب أول مرة تجيه و ضايعة عن زوجها اللي ما يعطيها وجه , لمن شاف عيونها اللي واضح إنها مغمضة بسبب الابتسام رفع يده وضرب جبهتها بأصابيعه بخفة ونزلها وقبض على يدها اليسار بقووووة وهو يقول من بين أسنانه : المرة الجاية بأقطع رجلك لو ضعتي سامعة ..
وسحبها وراه , طنشت تهديده ومدت كفها اليمين ولوحت للعجوز ورجعت طالعت له , كان معقد حواجبه بقوووة , ما فلت يدها إلا لمن دخلوا للقطار الداخلي اللي حينقلهم للصالة الداخلية عشان ياخذون العفش ويكملون الإجراءات , وبعد ما خرجوا , جلسها عند المقاعد وحرم عليها تتحرك خطوة قبل ما يجي , راح جاب الشنط ورجع لها , ولمن مروا بالجمارك وفتحت وجهها للعسكري لاحظ إنها مسحت مكياجها وكحلها تماما , حس بشعور غريب يغمره وهو يشوفها تغطي على طول وتوقف جنبه وهي مدنقة بخجل , ابتسم و نزل راسه لمستواها وهمس : اش فيك ؟؟
وقفت وراه لمن مد العسكري يده وناولهم الجوازات وهي تهمس بخجل : الله لا يفضحنا حاسة إني بموت من الفشلة ..
ضحك من قلبه ورجع يده لورى وقال : هاتي يدك يا بنت البادية و انتي ساكته ..
مسكت يده رغم إنه كلمته ما عجبتها ومشيت معاه للتاكسي اللي كان صاحبه رافع لوحة باسم جاسم عشان يوديهم للفندق ..


***********************


يدينه كلها تنتفض , طالع فيها بيأس وهو عاجز عن إيقاف حركتها , ضمها لصدره وطالع يمين ويسار وصوت لهاثه يضرب مسامعه , قبض أصابيعه بقوة حتى صفرت مفاصلها وفردها وهو يمررها على طول ذراعينه , دق الباب المبطن بإسفنج وصرخ : خرجونيييييييييي , بموووووووووووووت ..
طلع صوت من بين أنفاسه أشبه بالعويل و هو يقبض أصابعه مرة ثانية ومررها على رقبته وشد أطرف شعره الطويل أصابعه وهو يحس برغبة مجنونة وصرخ بقوة : خرجونيييييييييييييييييييييييييييييييييي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
كان يحس جسمه كله يحترق ويتآكل , ضرب الباب مرة ومرتين بكتفه وبرجله إلين تبللت بلوزته بالدم و برضو ما انفتح , انهار على الأرض وصرخ من وسط دموعه : ماهر خرجني من هنا بأموووووووووووووت آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , بموووووووووووووووت ...
شهق بقوة وهو يقوم من وسط نومه , طالع يمين لقي مكتب كمبيوتره الأنيق وفوقه رفوف كتب وأقراص مدمجة ولف يسار لقي زوليته الصوف المتناثرة عليها خداديات كبيرة مفروشة قدام دولاب التلفزيون والبلاي استيشن , مسح وجهه وهو يستغفر بصوت خايف , انفتح باب غرفته على آخره , ما انتبه لملامح الشخص الواقف لأن الضوء من وراه لكنه عرفه من هيأته , ابتسم وقال وهو يمسح جبينه المندى بالعرق : ماهر ..
تقدم ماهر منه وهو يسأل بخوف : سامر , انت كنت تصرخ ؟؟
هز راسه بتعب وقال : شكلي من وسط نومي صرخت ..
سحب كرسي وجلس جنبه وسأل وهو يحط كفه على كتفه : نفس الكابوس ؟؟
اختلس سامر نظرة ليده اليمين اللي تنتفض وهمس وهو يقبضها بقوة : لا هذي المرة شي قديم حلمت به رجع ...
قام ماهر بحماس وسأل : تبغانا نخرج نتمشى شويه ؟؟..
ضحك سامر وقال وهو يرجع ينسدح : أقول روح نام أحسن لك وراك رحلة ..
: الوقت لسه بدري , بعدين الرحلة داخلية لتبوك من بعدها تبوك , تحرك ..
: ما فيه حيييييل ..
: أقولك قووووووووووووم ..
: ماهر الله يسعدك مافيه حيل ..
وبعد محاولات فاشلة خرج ماهر وصك الباب , استنى سامر دقايق إلين تأكد إنه توأمه أكيد وصل لغرفته وفتح نور الأبجورة وفتح الدرج اللي جنب السرير وخرج منه علبة السجاير القديمة , طاااااااااااااالع فيها لفترة وبعدين فتحها وخرج وحده حطها على اللحاف قدامه وجلس يتأملها , غمض عيونه بقوة ورجع فتحها , لقيها لساعها موجودة , رجعها للعلبة ودخلها جوة الدرج وصكه بقوة وضرب سطحها بقبضة يده , سحب نفس عميييق وقام للحمام , راح تروش وتوضأ وقام يصلي ..
غمض ماهر عيونه لمن سمع صوت تكبير سامر وتحرك من مكانه جنب الباب وهو يأشر لسحر اللي واقفة وهي ملصقة إذنها على الباب , لحقته لغرفته وهمست وهي تصك الباب بشويش : نفس الكابوس ؟؟..
قال بهمس : لا , يقول تحلم بشي في الماضي ..
همست : قلتلكم الحل نجوزه , انت ما بقي على زواجك إلا 6 شهور يعني مفروض نتحرك ونخطب له عشان نجوزكم في يوم واحد , صدقني بتتحسن حالته ..
همس بعصبية : و انت دايما حلك لكل المشاكل هو الزواج , أنا زوجتيني وزوجتي سمر , ياختي زوجي نفسك وزوجي الأعزب المثالي عدنان قبل ما تفكرين في تزويج سامر ..
لفت بوزها وهمست بعصبية : زواجي مالك دخل فيه لأنه مو أنا اللي أأشر بيدي لحبيب عمري وأقوله تعال يلا , هو الحماااااااار الزففففففت ملعون الوالدين إلى الآن ما قرر يجي ويشرف بيتنا ..
كتم ضحكه وهو يقول : الله يقطع ابليسك غصب ما يجي حبيب عمرك وانتي قاعدة تلعنين والدينه وتسبينه وهو ما جا لسه , اللعن حرام يا بنت ..
قالت بعصبية وهي تأشر على راسها : زوجي بكيفي أسبه ألعنه مالك دخل , يعلللللله الحريقة اللي سايبني إلا الآن وما جا , طقيت الـ 26 وهو لسه في اللفة إلا الآن ما دل البيت الأحول المهبول ..
انفجر بالضحك وهو مو قادر يمسك نفسه على خبال أخته اللي كملت بقهر : والأعزب المثالي هذا أنا أعرف شغلي معاه , خطيبته صار عندها ولدين من زوجها وهو لسه على ذكراها كل ما عرضت عليه وحده أنا وأمي رفض , يكون في علمك قررنا أنا وأمي نخطب له من دون شوره ونحطه تحت الأمر الواقع ..
وقف ضحكه وسألها بجدية : من جدك تتكلمين ؟؟
قالت بتفكير : والله , أمي قالت لي هذا الكلام وأنا وافقتها عليه , عرضنا عليه كل بنات القبيلة وما رضي ولا بوحده ..
حك جبهته وسأل : و مين سعيدة الحظ اللي بتاخذه ؟؟..
ابتسمت وقالت بفرح : العنوووووووود , بنت عمي أحمد , داخلة مزاج أمي بقوووووة وأبوك ما حسب يسمع باسم أحمد شق الحلق مبتسم بفرحة وقال كلموا عدنان بكره و أعطوه خبر ..
حك شعره وقال بقهر : خساااااااااره ما بأحضر لحظات إعدام عدنان وسحبه لحبل المشنقة بكرة ..
ضربته على كتفه وقالت : أي إعدام وأي مشنقة انت ووجهك يالإرهابي , زوااااااااااج ..
قال بتريقه : وهو في فرق , كلهم واحد ..
شهقت وهي تضرب صدرها بيد وهزت اليد الثانية بتهديد وهي تقول : طييييييييييييييب عند أريجو الكلام هذا كله , بكككككككره الظهر على أبعد تقدير ..
: أعوووووووذ بالله منك يالنمامة الحراشة يا نقالة القيل والقال ..
شهقت وقالت باستنكار : أنا نمامة وحراشة ..
وأكد لها وهو يعقد يدينه قدام صدره وهز راسه : ونقالة القيل والقال ..
ما حس إلا ومخدته ضاربه في وجهه بدون أي مقدمات ولمن انزلقت المخدة شافها هاجمة , طاح على الأرض قبل ما يستوعب اللي يصير لمن نطت عليه تضربه بقبضة يدها على كتفه وهي تقول : أوريييك , هذا جزاتي اللي دايما أوصل كل شي حلو رومانسي عنك للبنت , والله لا أبدأ تشويه الصورة الحلوة اللي رسمتها عندها يالجحوووووووووود يا كافر العشير ..
كان يضحك وهو يحاول يبعدها عنه ويتفادى ضرباتها القوية في نفس الوقت لكنها كانت مثبته ركبتها على أعلى بطنه وركبتها الثانية على الأرض , شويه حست بيدين قوية على أكتافها شالتها شيل من بلوزتها وبعدتها بسهولة عن ماهر , قال ماهر وهو يمد كفه : أحلـــــى توأمي ..
شبك سامر كفه بكف ماهر بعد ما دف سحر على الأرض وقومه , عدلت سحر بلوزتها و قالت وهي لافه بوزها وتأشر عليه : هو اللي بدأ , يقول عني نمامة و حراشة ..
قال وهو يحرك حواجبه عناد : ونقالة قيل وقال لا تنسين ..
قال سامر بجدية يسكته : ماهر ..
ولف على سحر و كمل : وانتي اش اللي مزعلك في الموضوع , كل اللي قاله حقيقة ..
صرخ ماهر بحماس وهو يشجع سامر اللي قام يضحك معاه , طالعت فيهم بحقد وقالت بقهر وهي تقوم : و الـــلــــه لا أوريكم ..
وهم ما حسبوا , بعد ثانية من تبادل النظرات مسكوها بسرعة أول ما قامت وخرجوها برى الغرفة وقفلوا الباب , قالت وهي تعدل وضع بلوزتها اللي تمطت من جرهم : هين يالبزران والله لا أوريكم ..
ولمن سمعت ضحكهم من ورى الباب صرخت بقهر وهي تضرب الباب برجلها ...



**********************


ممر ضيق يودي لصاله كبيرة لها فيها كنب أحمر قاني وطاولة لتلفزيون مسطح كبيـــر وورى الكنب طاقة قزاز واسعه ستايرها الخليط من السكري والعسلي توصل للأرض المفروشة ببساط ناعم , جنب طاولة التلفزيون بوفيه خشبي فوقه أنواااااااااع البسكويتات والشيبسات , وفي الصالة باب لغرفة نوم لها نفس التصاميم تقريبا , جنب الطاقة الواااسعة سرير مزدوج بلحاف وثير وأربع مخدات كبيرة واللي فوقه لوحة خشبية ناعمة وفي نهاية الغرفة باب خشبي بنفس لون الكنب يودي للحمام , هذا كان شكل الغرفة اللي سكنوها في الطابق العاشر من فندق شانجيريلا اللي في وسط أحياء كوالالمبور , حسب ما قال لها في التاكسي المفروض يجلسون فيها 3 أيام وبعدها يروحون لبينانغ اللي بيجلسون فيها 4 أيام , أول ما وصلت سحبت الشنطة الرياضية قبل ما تسوي أي شي ودخلت الحمام اللي أكثر ما عجبها فيه , برودته ولوازم الحمام المرتبة بشكل أنيق فوق رف قزاز شفاف , تشطفت ولبست بنطلون أسود وبلوزة حمراء ناااعمة و تمكيجت وتعطرت و بعدها خرجت , حطت شنطتها وملابسها في الدولاب وخرجت للصالة , كان متمدد وهو رامي كل فردة من شراريبه وجزمته في جهة ومفكك أزرار بلوزته بإهمال , التفت وقال بطفش : انتي وينك ؟؟ هذا كله حمام !!
و انصدم بمنظرها , توها كانت بدون مكياج , قال بتريقة وهو رافع حواجبه : مين ميب ميب دحين ؟؟ مسرع ما تزينتي ..
انحرجت من كلمته وحمممممرت خدودها , وهي لمن تنحرج رد فعلها على طول يا هواش يا ضرب , قالت بعصبية خجولة : يعني تبغاني أقابلك بدون زينه يعني ..
ولفت عنه وراحت تلم أشياؤه المبعثرة , كانت عندها قاعدات مهمة إنها ما تخلي زوجها يشوفها إلا وهي في أحسن حال وما يشم منها إلا أطيب ريح وما يلمح منها إلا الابتسام و أجمل ابتسامة كمان , مو عشانه هو بس , عشان نفسها وإنها تكون حلوة في عيونها ومؤدية واجبها على أكمل وجه , أمها كانت دايما تردد هذه الكلمات على مسامعها وهي لا يمكن تفرط فيها حتى لو كان زوجها بااااارد مزااااااجي ساااااااخر زي جاسم , رتبت جزمته وشراريبه وركنت الشنط في الدولاب بعد ما خرجت منشفة و بيجامة له وقميص لها , راحت للحمام وفكت الدوش الدافي عشان تعبي البانيو له , أكيد تعبان و قرفان
من الرحلة الطويلة , عمر معودها على تجهيز البانيو بعد كل نشاط يسويه عشان يتروش , ابتسمت لمن تذكرت عمر ونظافته اللي كانت محط سخريتها هي و عمير , توقف تفكيرها عند عمير المجهول المصير وهذا قادها للتفكير في أمها وعمار ولمن حست بخفقات قلبها تتباطأ من الألم صرفت التفكير عنهم وهي تحس الموية دافية ولا لا ..
وقف عند عتبة الباب وهو يتأملها , كانت تلمس الموية اللي دخان أبيض يتصاعد منها بأطراف أصابيعها وترجع تزيد في الموية البارده وهي تبعد شعرها اللي غطى وجهها , كان يحس خفقات قلبه تتزايد لدرجة تنبض في أطرافه لكنه حاول جهده عشان يمنع هالشعور من إنه يظهر على وجهه , لمن التفتت و شافته ابتسمت وقالت وهي تتحرك عشان تخرج : خلاص الحمام جاهز ..
مسك أعصابه اللي بتخونه إلين مرت من عنده وخرجت , و أزهار اللي استحت من نظراته زفرت براحة لمن تجاوزته بلا مشاكل , ووقفت قدام الطاقة الكبيرة تطالع في المنظر اللي قدامها , انتبهت لإنعكاس صورته وراها فالتفتت بسرعة وهي تقول : ناقصك شـ...
انحبس الكلام لمن مسك فكها بقوة بيده اليسار و دنق عليها يهمس في إذنها اليمين : اش تحاولين تسوين فيني ؟؟
حست رجولها تذووووب من الحيا وهي تغمض عيونها بقووة , ما قدرت تفتح فمها بحرف واحد عشان تجاوب سؤاله الغريب , ولمن حست أصابعه بتكسر فكها فتحت فمها بتقوله عورتني لكنه فلتها فجأة ورماها بنظرة غريبة قبل ما يرجع للحمام , و لمن انصك باب الحمام جلست على الأرض وهي حاطة يد على بطنها ويد على موضع قلبها وهي تهمس : قلبيييييي , بطنييييييييي , مغص مغصصصص , الله يقطع شرك يا جاسم يا دبببببببببببببببببببببببببببببب ..
استرخى جاسم وهو يفكر بمشاعره الغريبة , هو كذا مرة قابل ليلى لكن عمره ما حس بهالشعور اللي يحسه نحو أزهار معاها بالرغم من إنه شاف منها أكثر مما شاف من أزهار , ليش يحس مشاعره نحو أزهار البسيطة الجمال الهااادئة الوديعة أعععععععمق من مشاعره لليلى المغرية الغنجاء المدللة , قام بعد فترة تفكير ونشف ولف المنشفة على خصره وخرج وهو شايل ملابسه , ولمن شافها مهي في الغرفة خرج , التفتت أزهار اللي بالقوة تمالكت خجلها ولمن شافته بهذا المنظر شهقت وغطت وجهها بيدينها ~ يا ماااااااااااامااااااااااااااا عريااااااااااااااااااان ~ طالع في منشفته اللي واصله إلى نص ساقينه وسأل : اش بك ؟؟
قامت على طول وراحت للبوفيه وهي تهمس بخجل : مويه , أبغى أشرب مويه , انشرقت ..
هز أكتافه بحيرة ورجع لغرفة النوم وهي جلست قدام البوفيه ولا تحركت منه ..
جاها بعد ما لبس و دنق وفتح الثلاجة وقال بسخرية لمن شافها مصنمة في نفس المكان : شربتي الــ ...ـمويه ؟؟
ما ردت عليه عشان ما تكذب و دنقت راسها مستحية تحط عينها عليه بعد اللي صار ...
: وااااااااااو مارتيني ..
رفعت راسها و انصعقت وهي تشوف قزازات الخمور مسطره في باب الثلاجة , سحب قارورة وقال بتريقة : فودكا ولا تاكيلا ..
قالت باشمئزاز وهي مقطبة حواجبها : استغفر الله , الله لا يقول ..
ضحك على ردة فعلها ومنظرها وقال : شوية ما تضر , بعدين ما أحد داري ..
رمته بنظرة حااااااااادة وسألت بجدية : انت تتكلم جد ولا إيه ؟؟
فتح الغطى وقال وهو رافع واحد من حواجبه : انت اش رأيك ؟؟ أتكلم جد ولا لا ؟؟
قالت وهي تحس قلبها الدافي يتحول لمكعب ثلج : حتى بمزح مفروض ما نتكلم في هالأمور , الخمر كبيرة من الكبائر , اللي يشرب خمر الدنيا حتى لو غفر له ربي و دخل الجنة بيكون محرووم من خمر الآخرة ..
سحب كاسة وصب فيها مقدار جرعتين تقريبا ورفعها لفمه , لمن شافت السائل الشفاف قريب ويلامس شفايفه حست بعالمها كللللللللللله ينهاااااااار بشكل فضيع وبلا شعور مدت يدها و ضربت الكاسة بكل قوتها , انفلتت الكاسة وطاحت على الأرض وتناثر سائلها الأصفر على الفراش , طااااااااالع فيها بغضب شديد ويده لساعها مثبته في الهوا وهي حطت يدها المرتجفة على فمها بصدمة وهي تطالع فيه برجاء إنه يغفر لها حركتها اللاإرادية , مسك القارورة من عنقها الطويل ورماها بكل قوته على بعد شبر من وجهها وهو يصرخ بغضب : شايفتني بزر عندك يا ست هانم ..
ضربت القارورة في الحائط اللي وراها وانفجرت بصوت عالي مكتوم واختلط الصوت المكتوم لشظايا القزاز اللي تتاثرت على الأرض مع صوت الفقاقيع البيضا اللي حست برودتها على أجزاء من جسمها , خرج من البوفيه وراح الغرفة وطبق الباب بكل قوته , خمس دقايق وخرج وهو شايل جاكيته و لابس ملابس الخروج وخرج من الجناح وهو يصفق الباب وراه , غطت وجهها وجلست على أطراف رجولها وهي تحاول توقف رجفة جسمها , كانت كل خلية في جسمها ترتجف , تقززت من ريحة الخمر اللي علقت في ملابسها وشعرها و حست بألم حارق في خدها وفكها , بعدت يدينها وشهقت لمن شافت سائل أحمر على يدينها , راحت جري للحمام وشافت شخطين في الجهة اليسرى من وجهها واحد في منتصف خدها وواحد ممتد على حد فكها , غسلت الدم وشالت قطع القزاز العالقة في شعرها وقامت تتروش عشان تتخلص من الريحة اللي جابت لها الغثيااااااان وراحت تنظف المكان ..
جلست على الكنبه بعد ما صلت الضحى وقرأت وردها من القرآن وهي تطالع في الساعة اللي قدامها بقلق , زفرت بقوة وهي تحاول تتخلص من أفكارها اللي سحقت روحها ~ ياربي أنا متقبلته بكل عيوبه هو ليه ما يتقبل عيوبي أنا إنسانة صداقه ما ينفع معاها المزح الثقيل أصدق على طول وعارفه إنه عندي أفعال كثيرة تسبق تفكيري بسبب دمي الحار ليش ما يتقبلها ؟؟؟ هو ما عرف هذا الشي من ذاك اليوم يوم رحت أكلم عبد الرحمن على البندري ؟؟ ياربي لو راح لبار وقام يشرب عناد في الحركة اللي سويتها , عاد هو تفكيره شي ~ قامت من مكانها لمن وصلت لهالفكرة وقامت تدوووور يمين ويسار وهي مهي عارف اش تسوي , جلست تدعي وتدعي وهي تحس عقرب الثواني يجلد قلبها بسوط مع كل حركة , وبعد فترة وقفت عن الحركة لمن انتبهت إنها بسبب غيابه اللي زاد على الأربع ساعات , يدينها صارت تعوووورها من كثر ما تفركها في بعض و رجولها تنبض من كثر المشي , كان ودها تخرج تدور تسوي أي شي بدل الإنتظاااااااار اللي تعيشه , ولمن مرت ساعة فوق الأربع ساعات , كانت الساعة تدل على الساعة 2 الظهر , نزعت شرشف الصلاة و قالت بصوت مخنوق وهي تبعد عن الطاقة اللي لصقت فيها تحاول تلمح شي لو بسيط من اللي تحتها عشان تدور عليه لو بعيونها : الله يسامحك يا جاسم على اللي تسويه فيني , الله يسامحك حتى صلاتي ما صليتها زي الناس منك ..
طاح الشرشف منها وهي تغطي وجهها بيدينها , صاحت من قلبها وهي تجلس على الأرض , دق الباب فنطت بسرعة له لدرجة كانت بتطيح على وجهها من الشرشف , رجعت شالته وحطته على الكنبه وهي تسرع للباب , فتحته وهي تمسح دموعها بأطراف كمها الطويل , انصدمت لمن شافت عاملة النظافة ترحب بها وهي تسألها إذا تبغى تعطيها ملابس للتنظيف , هزت راسها بلا وهي تشكرها وقفلت الباب ووقفت مصنمة وهي تحس نفسها تغرق مرة ثانية في حالة الترقب والتفكير المضني , راحت وجلست على الكنبة وهي تحس روحها بتخرج منها من كثر الضيق ..
انفتح الباب , نطت من مكانها بسرعة وطالعت في الممر لقيته داخل وهو يصفر بروااااقة , تحرك من قدامها ودخل لغرفة النوم بدون ما يلقي عليها نظرة أو يفتح فمه بحرف , ما تدري ليه تبلدت كل أحاسيسها , خمس دقايق وخرج من الغرفة وهو شايل لحاف ومخدة حطها على الكنبة وانسدح عليها وتلحف بعد ما صك الستاير و طفى الأنوار ..
كانت تصرخ بقهر وألم بداخلها لكنها تحركت بهدوء بعد ما طفت نور الممر ودخلت غرفة النوم وصكت الباب , ولمن حست إنها لوحدها رمت نفسها على السرير وفرغت كل صياحها المكتوم على المخدة , كانت حاسة بمزيج مقزز من المشاعر , راحة إنه بخير ممزوجة بقهرررر وحقد على بروده وعدم مبالاته بها وهي عروس مالها يومين زواج ~ لييييييييييه لازم يتجاهلني ويسيبني لوحدي ؟؟ لييييييييييه ؟؟ هذي ثاني مرة , ثاني مرة ~
متى نامت ؟؟ بعد كم ساعة صياح ؟؟ بعد كم دمعة وشهقة قطعت قلبها قبل صدرها اللي عورها من كثر البكى !! ما تدري , لكن اللي تعرفه إنها لمن صحيت براس مصدع على منبه جوالها الساعة 5 العصر ما لقيته موجود ولا حتى لقيت ملاحظة منه هو فين ومتى يرجع , طالعت في الصالة بزفرة وراحت تصلي وتقرأ قرآن وبعدها شغلت التلفزيون وقعدت تقلب فيه وأخيرا قفلته وراحت تقلب في المجلات اللي قرت نصها في الطيارة وقامت تتصفحها وهي عارفة إنه ولا حرف منها بيدخل عقلها الغرقااااان تفكير ..


**********************


السبت 5 / 6 / 1427 هـ
في نفس الوقت في الرياض :
الساعة 10:30 مساء ..


عقد حواجبه وتغيرت ملامح وجهه وهو يسأل باستنكار : العنوووود ؟؟ دحين بنات السعودية كلللللللهم خلصوا ما بقي إلا العنوووووود ...
طالعت فيه أمه وقالت : عدنان , اش هالنظرة ؟؟ اش فيها البنية , أخلاق وجمال ودلال , ماشاء الله عليها طيييييييييييبة و يازينها ..
ضحك غصب عنه بسخرية وهو يقول بداخله ~ إييييييه بااااااين أخلاااااااااق من جد ~ , زفر وقال بكل برود : لا ..
قالت سحر اللي من أول ما تكلمت أمها في الموضوع وهي ملتزمة الصمت : أصلا إحنا ماكنا بنستشيرك بس أبوية أصر , ياخي انت شايف شي على البنت ؟؟ سامع عنها شي عشان ترفض بهالطريقة , لسه ما قلنالك شي عنها ...
طالع فيها وقال بحدة : لاااا ماسمعت شي , وأنا حر في قراراتي , لا تقولين لي ولا أقولك ..
قالت سمر وهي تكوفل ربيع بشرشف أزرق : ياخي ليش تقولها بهالحدة , البنت عرضناها عليك بس ..
سكتت حنان طويييييل وهي تطالع في نقاش سمر وسحر مع عدنان اللي منشف راسه ومو راضي يقتنع بأي كلام يقولونه عن العنود , ولمن انتهى النقاش الحاد نوعا ما كمل عدنان قراءة كتابه عن هندسة المعماريات الحديثة , زفرت حنان وقالت بعزم : خلاص إذا ما تبغاها إعرف إني بأخطبها لسامر , هو كمان أكبر منها ..
انزلق الكتاب من يده من الصدمة وقال : بتخطبينها لسامر , لييييييييه ؟؟ قلوا البنات يا أمي الله يهديك ..
قالت بنفاذ صبر : البنت عاجبتني , حبوبة وخدومة والابتسامة غير مرسومة على وجهها , عيب يعني لو بغيتها لواحد فيكم , من دحين إذا ما تبغاها قول عشان أخطبها لسامر ..
ما عرف اش يقول , حس بتضارب في أفكاره ~ أنا لا يمكن آخذها , وسامر ؟؟؟ كيف ياخذ بنت تحب أخوه ؟؟ أنا عارف إنه ما عندها سالفة بس برضو ~ قال بيأس : أمي أنا ما أبغاها وصدقيني البنت ما تناسب سامر أبدا , البنت .............
ما عرف ايش يقول عشان ما يشككهم بشي , فقال في آخر لحظة : بنت عز مدللللعة ..
قالت سحر باستغراب : يا سلااااااااام كلنا بنات عز مدلعات ..
هزت أمه راسها بعناد وقالت بتأكيد زاد قهر عدنان : والله أنا متأكده لو دار سامر الدنيا ما بيلقى زي العنود , بتحبه وتخدمه وتحطه في عيونها ..
وصلهم صوت سامر يقول بسخرية مريرة : هذا الكلام سابق لآوانه , إذااااااااا وافقت على مدمن مخدرات مشوه ذاك الساعة نشوف بتحطني في عيونها ولا لا ...
التفتوا كلهم عليه لقيوه مستند على باب المجلس وهو عاقد ذراعينه قدام صدره , عقد حواجبه و قال بحزم : موضوع زواجي قلتلكم من زماااااان خرجوا من روسكم ..
واعتدل وخرج من المجلس ومن بعدها سمعوا صوت الباب الخارجي , حس عدنان براحة لرفض أخوه ولف عشان يكمل قراءته لكنه انصدم لمن وقع بصره على أمه اللي مسحت دموعها قبل ما تنزل على خدودها , همس بتوتر وهو مهو هاين عليه دموعها : أمي ..
صاحت وهي تقول : يا حسرتي على أولادي , واحد مضرب عن الزواج والثاني متعقد , يعني مو مكتوب لي أفرح بكم يعني ..
رمته سحر بنظرة عتاب وقالت وهي تمسح ظهر أمها : أمي حبيبتي لا تكبرين المسائل , خليتيها كإنها كارثة أرضية , مصيرهم بيتزوجون ويرجون راسك بعيالهم ..
من وسط الصمت وصلهم صوتها المدلع وهي تقول : أووووووو what happing ؟؟ مامي , اش فيك crying ؟؟
رمتها سحر بنظرات معصبة , شافتها واقفة وهي تمسد على شعر بسها , قالت بغيض : ناقصينك انت ولسانك المعوج , ياتتكلمين زي العرب يا تسكتين ..
طالعت فيها بصدمة وقالت بصوتها اللييرفع ضغط سحر دايما : يا متوحشة ..
ولفت وجهها عنها وراحت تجلس عند سمر اللي ضمت ربيع وهي تقول : طلعي بسك المعفن عن ولدي ..
: يووووو من قالك إنه معفن , this is بس رومي مربى not بس شوارع ..
لفت سحر يمين ويسار وهي تقول : قارورة , سكين , أي شي أذبحه بها يا خليقة ..
ولمن مالقيت شي لفت عليها وقالت من قلبها : أككككككككككككككككرهك لمن تتكلمين بعوجة لسانك أكككككككككككككككككككككككرهك ...
قهقهت سمر من قلبها وضحك عدنان على منظر سحر اللي هي في الشرق والإنجليزي في الغرب ..


***************************


.................................. يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2020, 12:52 PM   #5
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل العاشر : دروب الحياة ..




نتوه دوما في دروب الحياة ..
عندما نصر أن نسير وحدنا بلا أهداف ..
تماما كسفينة بلا ربان أو ملاح ..
تسوقنا أقدامنا إلى طرقات لم يطأها قبلنا إنسان ..
عتمة وظلام ..
ودرب بالشوك ملأن ..
قد نجد ما نريد في نهايتها بعد هوان ..
وربما
لن نجني منها إلا الخواء ..
عندها سنضطر للعودة
وسنبدأ بالمسير دربا من جديد ..
ظلام آخر وعتمة أخرى ..
قف مكانك
انظر حولك
لم لا نضع دربا أمامنا
نمسك مشعل الإيمان بيد
واليد الأخرى نمسك بها يد إنسان ..
أما , أبا , أخا , صديقا أو حتى أحد الجيران ..
سنشعر حينها أن الدرب صار كالجنان ..
نور ودفء وقلب خال من الأحزان ..
هذه هي سنة الحياة ..
نحن نختار دروبنا ..
مظلما كان أو بالنور وضاح ..
نحن نقرر مصائرنا بأنفسنا ..
جحيما صيرناه أو إحدى الجنان ..
نعم ..
نحن من نهدم أو نبني عالمنا ..



الجمعة 4 / 6 / 1427 هـ :
في فيلا أبو جاسم بعد صلاة الجمعة :


قالت العنود وهي تسلم على سحر : والله بتوحشيني ..
زفرت سحر وقالت بابتسامة حزينة : انتي أكثر , صراحة استانسنا بالجلسة معاكم , يلا إن شاء الله نتقابل قريب في المدينة ..
لفت العنود بوزها وقالت : وليش رايحين مادام بتنزلون قريب , كملوا عندنا ..
: أمي مصرة عشان سمر ..
: ما صارت , الناس نفاسها أربعين يوم ويموت الرجال ويحيا وانتم 60 يوم , اتقوا الله في الضعيف ...
ضحكت سحر وضربتها وهي تقول : اشلك دخل ؟؟ إحنا بنات الـ .. لازم نكمل 60 يوم , 40 يوم اش تسوي ؟؟
حطت يدها على خصرها وقالت : طيب فهمنا يالأميرات انتم , شوفي من تقررون تنزلون من الرياض أعطيني خبر وأنا أبدأ زننننن على راس أبوية عشان نروح المدينة ونلحقكم أو نروح مع بعض ..
ضحكت الهنوف لمن سمعتهم يخططون بحماس للمدينة وقالت : هي , انتم رايحين المدينة عبادة ولا عشان الجمعة واللعب ..
قالوا مع بعض وهم يلتفتون لها : الإثنين ..
وبلا مقدمات افترقوا بسرعة , مسكت سحر غصن شجرة الزينة ولمست العنود خشب الكنبة , صرخت العنود بفرح وهي تنط : أنااا أول ..
قالت سلافه وهي مستنكرة حركاتهم : انتم لسه في لعبة مين يمسك الخشبة أول , ترى كذبه , مو شرط اللي تمسك الخشبة أول تتزوج أول ..
رمتها سحر بنظرة طفش وقالت تقلد صوتها المدلع : من جـــد , على بالي حقيـــقة ..
وكملت بصوتها : عارفين إنها خرافات إحنا ما خذينها لعبة ..
جات أمهم وقالت : اشششششش , تتهاوشون قدام الناس ..
قالت سلافة وهي تحط يدها على كتف أمها : no mamy إحنا نتناقش ..
مالت العنود على سحر وقالت من بين أسنانها بهمس : غثياااااااااااان , ذكرتني بعبد الرزاق ..
حطت سحر يدها قدام فمها وهمست وهي تطالع في سلافة : إش رايك نجوزهم لبعض ونفتك ؟؟
شهقت العنود وقالت : الله يقطع شرك غثيث وغثيثة اش بيجيبون عيال ؟؟ يلوعون الكبـــد ..
قهقهت سحر وقالت : الله يقطع شرك انتي , صدقت السالفة !!..
جاتهم الشغالة وخبرتهم إن الرجال ينادون , من تفرقوا راحت العنود جري لطاقة غرفتها وقالت وهي تشوفهم يركبون السيارة : بندر البنات رايحات تعالي شوفي ..
ما تحركت البندري من سدحتها على السرير , صكت العنود الستارة وراحت لها وقالت : بندر اش فيك ؟؟
مسحت البندري دموعها وقالت : ولا شي , تعبانة من الجواز ..
مسحت على شعرها وهمست بحب : ما تبغين تقولين لي اش فيك ؟؟
هزت راسها بلا ودست وجهها في المخدة , زفرت و لحفتها , طالعت فيها شوية وباست راسها وتحركت خارجة , صكت النور وقالت بمرح مصطنع : شويه بس أخليك ترتاحين وأرجع أجرك من السرير غصب عنك ..
ومن صكت الباب تغيرت ملامحها للألم , كانت تحس نفسها زي العاجزة اللي مهي قادرة تسوي شي أكثر من التفرج على أختها اللي واضح تماما إنه فيه شي كبير صار لها , أول ما لمحت أمها ابتسمت وقالت : ماااااااااماااااااااااا , متى بيجون جاسم وأزهار ؟؟
ابتسمت هدى وقالت وهي تتحرك لغرفة نومها : ما أدري ..
لحقتها العنود وهي تسأل : طيب كم يوم بيقعدون في ماليزيا ؟؟
لفت عليها وطالعت فيها بعتاب وقالت : كمان ما أدري ..
وتحركت متابعة مشيها لغرفتها , سألت العنود وهي متابعة ملاحقتها : بيركبون سياحي ولا ..
قاطعتها أمها وهي تلف : عنوووووووووووود ..
ودخلت الغرفة , لفت العنود بوزها وهي توقف في مكانها وسط الصالة وقالت بصوت عالي عشان تسمعها أمها : مافي ديموقراطية في هالبيت ...
قالت أمها من جوة الغرفة بعصبية : اش دخل الديموقراطية دحين , انتي كل شي حطيتيه على الديموقراطية , احفظي كلام من اللي ينقال في الأخبار من دون ما تفهمينه وتعالي اصدعي راسنا به ..


*************************


دخل غرفة النوم بعد ما رجع من الصلاة وشافها نااااااااايمة , رفع حواجبه وهو يقول بداخله بغيض ~ هذي اللي صدعت راسي قبل الخطبة تصحيني عشان ألحق بيضة وأعطتني محاضرة طويييييلة عريضة عن صلاة الجمعة و أهميتها , أول مرة أشوف عروس تعطي زوجها محاضرة من ثاني يوم ~ تقدم من السرير وهو ناوي يزعجها زي ما أزعجته و تصنم عند طرف السرير لمن شاف وجهها المغطى بخصلات من شعرها , تأملها للحظة وهو يحس أفكاره غير مستقره على شي معين , مد يده وبعد الخصلات وحطها ورى إذنها , تأمل وجهها الهادي المزين بزينه خفيفه ودنق عليها وباس خدها وهو يحس نبض قلبه يتسارع , بعد عنها على طول وهو متوقع تصحى وابتسم لمن شافها غاااااايصة في نوم عميق , لمن انتبه للي يسويه زفر بضيق , كان يحس تضارب في مشاعره المحمومة , من عرف براءتها وهو يشوف كل شي منها حلو وفي نفس الوقت في شي ينفره منها , لفت وجهها على الجهة الثانية وهي تتنفس بعمق وشكلها مستريييييح في نومها رغم إنها لابسة تنورة شمواه بلون البنفسج المحروق وبلوزة زيتي فيها رسومات من نفس اللون , من قهره من اللي يحسه نحوها قال بصوت عالي : أزهاااااااار ..
نطت من مكانها وجلست تطالع بعيون زايغة وهي تمسد شعرها بخوف , مسك ضحكته وقال ببرود : صليتي يا ست هانم ؟؟
طالعت في ساعتها وقالت بهمس خجول وهي تحاول ترتب شعرها المبعثر : ها , استغفر الله , لا لسه , ما أدري كيف نمت , دحين أقوم ..
لمن حس إنه شوي ويضمها بكل قوته لصدره , قال بعصبية : طيب تحركي بسرعة عشان يمدينا نلحق نسلم على أهلي ونروح المطار ..
قامت وهي تقول باستنكار : طيب لا تهاوش ..
وراحت للحمام , تبعها بعيونه وهو يبتسم , ولمن لفت تدور على أشياءها اللي جهزتها مسح الابتسامة من وجهه وطالعها ببرود , كشرت في وجهه ودخلت الحمام , ماااااااات ضحك على حركتها , لكنه بينه وبين نفسه أصر إنه يستمر على جموده قدامها ..


***********************

نفس اليوم :
بعد صلاة العصر في جدة :
في فيلا أبو جاسم :

: أزهارو , اش سويتي أمس ؟؟ أشوف أخويه مصفع ..
شهقت أزهار بصدمة لمن غمزت لها العنود ودنقت راسها وطالعت في الأرض الرخامية وهي تحاول تنطق بحرف , ضحكت العنود وقالت : وااااااااي ما أقدر تستحييييييييييييييييي ..
رفعت راسها وفرصعت عيونها في العنود من دون ما يشوفها أحد وأشرت على رقبتها يعني بأذبحك , قالت الهنوف وهي تضرب العنود بخفة : بنت يا وصخة , سيبيها في حالها ..
ضحكت أزهار اللي خف إحراجها وقالت وهي تقرص فخذ العنود : يا قليلة الأدب انتي وتفكيرك الوصخ ..
حكت فخذها بتوجع وقالت : كنت أتكلم حسب الدلائل الظاهرة ..
ضحكت وقالت : مررررة , المحقق كونان على غفلة ..
: أزهار ..
التفتت له وهي تحس قلبها يضرب بقوة فضيعة , قال بهدوء : يلا , حنتأخر ..
رجع لها حياها مرة ثانية , هذي أول مرة تكون معاه وقدام أهله وهي زوجته بالمعنى الحقيقي للكلمة , قامت وتنحنحت عشان تضيع حرجها و قالت : دقايق بس , عن إذنكم ..
ولفت على أختينها وقالت : البندري في غرفتها ؟؟
هزوا روسهم وتبعوها وهي طالعة لفوق , طالعت العنود في بلوزة أزهار من ورى , كان فيها فتحة مثلثة كبيرة توصل بين أطرافها حبال على شكل ضرب ولابسة تحتها بدي , دخلت اصباعها وحكت ظهرها وهي تقول : عساك لابسة البدي عند أخوية ..
ضربت أزهار يدها وقالت بحرج : مالك دخل ..
هزت حواجبها وقالت بصوت خبث : ترى حلوه فتحات التهوية لها وقع خـ...
شهقت الهنوف وضربتها وسدت أزهار أذانيها المحمرة من الخجل وقالت : ما أبغى أسمع ..
طالعت فيهم باستهزاء وقالت : يعني يعني تستحون , ما قلت شي , كل اللي قلته ..
قاطعتها الهنوف : انتييييييييي فضيييييييعه , قلنا ما نبغى نسمع ..
أشرت على دقنها وغمزت بعينها وهي تقول : إن ماجيتوني بعد فترة تبغون دروس خصوصية ما أكون أنا عنيدي , لكن إحلموااااااا ...
قالوا مع بعض : مستغنين ..
وكملت أزهار وهي تدخل الغرفة بعد ما دقت الباب : أبغى أكون لوحدي معاها ..
ودخلت راسها وقالت بمرح : بندوره ...
كانت الغرفة مظلمة تماما رغم إنهم في وقت العصر , صكت الباب وتحركت للطاقة الكبيرة , بعدت الستاير وفتحت الطاقة على مصراعيها , ولفت على سرير البندري ونطت فوقه , ما تحركت البندري رغم اهتزاز السرير , حبت أزهار إلى عندها وقالت وهي تبعد اللحاف : بندريييييييي ..
كانت مغمضة عيونها لكن باين إنها مهي نايمة , زفرت أزهار وانسدحت على المخدة جنبها وطالعت في السقف وهي عاقدة يدينها على صدرها , لحظة صمت سادت المكان ما اخترقه إلا صوت العصافير اللي راجعة بيوتها , همست : إلى متى بتحبسين نفسك ؟؟ شهر , شهرين , سنة , سنتين ؟؟ هذا كله ما بيفيدك , بالعكس بيزيد حالتك سوء ويزيد القيل والقال ..
لفت على جنبها اليمين وطالعت في وجه البندري اللي كانت الدموع تسيل من فوق أنفها وتختلط بدموع عينها الثانية , رحمت أزهار حالها , مدت يدها ومسحت دموعها وهي تهمس : خلاص يا قلبي لا تبكين , أنا نفسي أعرف انتي ليش تبكين ؟؟ الدموع ما بتغير اللي صار , صح ولا لا ؟؟ المهم تكون تعلمتي درس منها , بدل ما تقضين يومك في السرير تندبين حظك وتلعنين غبائك قومي سوي نشاط , روحي لماما وحاولي تخدمينها هي وبابا لأنه رضى الله من رضى الوالدين , قومي توضي وصلي ركعتين كل ما حسيتي بضيق وكل ما زادت همومك ..
ومسحت شعرها بحنان وهي تكمل : ابكي بين يدين ربي وصيحي تفريطك في حقه وحق نفسك , توبي لله توبة حقيقية وأنا مؤمنه إنه بيفرج همك , ربنا رحيم يغفر الذنوب جميعا , انتي دحين ما انتي متستفيده شي من اللي قاعدة تسوينه ..
فتحت فمها المرتجف وهمست بصوت مخنوق : أرسل لي رسالة يقول إنه بيفسخ الخطبة وإنه ما يبغاني عشاني بايعة نفسي وكتب كلام كثير كله سب وذم ولمن اتصلت عليه ما رد على اتصالاتي عشان كذا أخذت جوالك و..
: شششششششش ما له داعي هالكلام كله , انتي عارفة أمس راح له جاسم وكسر وجهه تكسير وهدده لو فكككر يسيبك بيقتله , شكله الرجال عارفين بعض , كان حاس إنه خسيس و بيسوي هالحركة ..
فتحت عيونها وقالت بلهفة : جاسم ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت : صح غاضب عليك ويتمنى موتك , بس خايف عليك ويدور مصلحتك ..
طالعت فيها البندري بنظرة غريييييييبة وضمتها بقوة وهي تصيييييح بحرقة , ضحكت أزهار وقالت : ما قلنا خلاص ماله داعي الصياح لأنه ما بيقدم ولا يأخر ..
انفتح الباب بعد شوية ودخلوا منه الثنتين , استغربت الهنوف شكلهم وهم حاضنات بعض على السرير وشهقت العنود وغطت وجهها وقالت بطريقة مسرحية : لااااااا , لاااااااا , صدمتوني , يا حبيبي يا جاسم زوجته طلعت ..
ضربتها الهنوف بكل قوتها على راسها قبل ما تكمل وهي تصرخ : ياااااااااااااااا وصصصصصصصخه انتي وتفكيرك القذرررررررر ..
ماتوا ضحك على العنود اللي مسكت رقبتها اللي طقت من قوة الضربة وهي تقول بوجع : الله يقطع شرررررك طقيتي رقبتي يالمتوحشة ..
جاتهم نور وقالت لهم إنه بابا جاسم بيروح , قامت أزهار وقالت : لازم أمشي ...
حست بيد البندري ترص على ذراعها , التفت لها وابتسمت وهي ترص على يدها وهي تقول : انتبهي لنفسك ..
وخرجت ونزلت وهي تودعهم وتوصيهم على أبوهم وأمهم وعلى أنفسهم ونزلت وسلمت على أمها اللي جلست توصيها على نفسها وعلى جاسم , وهي تلبس عبايتها عند الباب قالت للعنود والهنوف : الله الله في البندري , لا تسيبونها لوحدها , وإذا شفتوها رجعت للسرير وحالة الكآبه حاولوا تفرفشونها ..
قالت العنود وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلام وأنا ليش ما وصيتيهم علي ..
رمتها بنظرة وقالت بحده و الهنوف فاطسة ضحك على ردة فعلها : انتي , انتي ما شاء الله ماخذه حقك بزيادة ما يحتاج أوصي أحد عليك , المفروض أحذرهم منك ..
زفرت العنود وقالت : طيب فهمنا , المهم ..
وابتسمت ابتسامتها الخبثة وهي تقول : اسمعي إذا جلستي في الطيارة حطي نفسك خايفة وامسكي يده و اتدلعي على صنم بوذا اللي معاك هذا عل وعسى يحس ويتحرك ..
حطت أزهار يدينها على خدودها المحمرة وقالت للهنوف : البنت هذي بتجيب أجلي بكلامها ...
زفرت الهنوف وقالت العنود وهي تدقها : اسمعي الباقي , حطي نفسك ما تعرفين تصكين الحزام واطلبي منه يصـ....
رفعت الهنوف يدها وقالت تقاطعها : تبغيني أطق رقبتك مرة ثانية ..
صفقت العنود يدينها في بعض وحطتها قدام وجه الهنوف وأزهار وقالت : مااااااااااااااالت عليك وعليها , الحق علي اللي بخليكم حريم سنعات ..
استنكرت الهنوف : الللللللللللللله السنع صار في الهبالات اللي تقولينها ..
ورفعت أزهار يدينها ودعت : ياااااااااااااارب يا كريم تزوج العنود ..
قالت الهنوف مؤيده : و أشوفها الكذابة نهارين تسوي الكلام اللي تقوله ولا لا ..
رفعت العنود حواجبها وقالت بلا مبالاة : نشوف ..
: بنااااااات أبوكم وجاسم يستنى ..
قالت العنود بصوت عالي : لا تخافين سيد عينك جالس في السيارة المكيفة مو واقف تحت الشمس ..
ضربوها الثنتين في نفس الوقت وهم يهاوشونها وهي مطنشة وتوادعوا بحرارة وتفرقوا ..


*********************


قبل مغرب الجمعة :
في مطار الملك خالد :

: شعولتي انتبهي لنفسك سامعة , وسلمي على أمك والبنات , ترى يمكن ما أقدر أتصل عليك لفترة ..... لا إن شاء الله ما بأقطعك , مع السلامة ..
صكت الجوال وحطته في شنطتها و من وسط الضوضاء وأصوات عجلات الشنط ورائحة العطور الباريسية المختلطة بروائح الكيك والحلويات ونداءات الرحلات , نقلت أزهار بصرها بين عمر وأحمد وهي تحس إنها بتضيييييع من دونهم , ابتسم عمر وقال وهو يسلمها شنطة جلدية صغيرة : خلاص ودعتيها عاد انتي تموتين لو ما كلمتيها و خذي هذا اللي طلبتيه يا عسل ..
ما قدرت تقاوم إنها تضمه وهي تقول بصوت مخنوق : عمور بتوحشني ..
انحرج عمر من حركتها خاصة وهو يشوف عيون الناس اللي في المطار عليهم , لكنه حس بشي من الانتصار على جاسم اللي كان يطالع فيها بحدة , لف يدينه حولينها كإنه بيحمها من نظراته وهو يقول بحزم : لا أوصيك على أزهار يا جاسم , تراكم في بلد غريبة وبعيدة , خليك معاها دايما , رجلك برجلها ..
ضحك أحمد وقال : هذا مفروغ منه يا عمر ..
~ بلاك ما تعرف ولدك الـ... استغفر الله , اش سوى فيها ليلة زواجهم ~ زفر وهمس لأزهار : أزهار متأكدة بتسافرين , ترى هناك لو دقيتي عليه ما أقدر أجيك قبل أيام ..
ضحكت وقالت بثقة عشان تشجعة : طبعا بأسافر , شهر عسلي هذا , وما بدق عليك نهائيا , أصلا جوالي مو دولي ..
قال جاسم بهدوء : يلا النداء الأخير لرحلتنا ..
زفرت وهي تطالع في أخوها ورجعت طالعت في أحمد وهي تقول برجاء : بابا لااااا أوصيك بعمور , سألتك بالله تنتبه له خاصة إذا صار لي شـ..
قاطعها عمر : لا قدر الله , هيا روحي و انتي ساكته ..
ودعتهم وهي تحس بقلبها واقف بينهم وهي تمشي جسد بلا روح ورى جاسم اللي ما فكر يقولها هاتي عنك وحده من الشنط , كانت شايلة شنطة رياضية صغيرة بالإضافة لشنطتها الخاصة الصغيرة و الشنطة الأخيرة اللي جابها عمر , دخلت الطيارة لأول مرة في حياتها , عجبها كل شي شافته إلا المضيفة اللي شاقة ابتسامة وااااااسعة وهي ترحب بهم , وجلست جنب الطاقة وجنبها جاسم على المقعد المطل على الممر , طالعت من الطاقة وجلست تتأمل أرض المطار والطائرات المختلفة شعاراتها ..
مسكت الحزام لمن أعلنوا قرب الإقلاع وغصب عنها ضحكت وهي تتذكر كلام العنود , حاست فيه شويه لكنها في الأخير عرفت تصكه وترصه على قدها , كانت تطالع بشغف في كل شي تشوفه حتى تعليمات السلامة قرتها حرف حرف , التفتت بشويش وطالعت بنص عين له تبغى تشوف اش يسوي , ولفت عليه بكبرها بصدمة , كان مغمض عيونه وساند راسه وهو حاط سماعات الجوال اللي حوله لوضع الطيران , كان صوت موسيقى الروك الصاخبة يوصل لمسامعها بشكل خفيف ~ استغفر الله , يعصي الله وهو يطير في وسط جند من جنود الله , ما يخاف ينزل سخط ربي عليه ويسخط الهوا ويقلب الطيارة , أفففففففففف مالت على وجهك , دحين الموسيقى والنوم أحسن مني , ياربي هذا الرجال محسسني كإني أخته مو عروسته ~ بلا شعور مدت لسانها له من الغيض اللي حسته عليه , فتح نص عين وهمس بسخرية : خير , اش عندك قاعدة تطالعين ؟؟
كانت بتشهق خوف وتلف وجهها من الحيا لكنها ضبطت انفعالاتها في اللحظة الأخيرة وقالت بهدوء مصطنع ومن دون ما تبعد نظراتها عنه : كنت بأكلمك ويوم شفتك نايم سكت ..
كان ملاحظ إنها قاعدة تكلمه لكنه مو سامع شي , نزل سماعاته وقال ببرود : عيدي ما سمعت اش قلتي ..
حسته يستخف ويستهزئ بها , رمته بنظرة طوييييييييلة قبل ما تهمس وهي تلف وجهها للطاقة : سلامتك ولا شي ..
تأمل حجابها اللي ما رضيت تغيره عشان السفر , نفس عباية الراس , نفس النقاب اللي ماتفتحه إلا وقت الحاجة , حتى القفازات ما خلعتها من يدينها , انتبه إنها شابكة يدينها في حضنها بقوة , دنق عليها بيكلمها في نفس اللحظة اللي لفت هي فيها , وجهه صار على بعد بوصة من وجهها , كتمت نفسها و حست بضربات قلبها تزيد ولمن حست نفسه الحار يلفحها من ورى النقاب حست بمعدتها تلتوي , عيونه تعلقت بعيونها وما يدري ليه صفع خياله طيف عيون ليلى المثقلتين بالكحل من ورى لثمتها الواااااااااسعة, بعدوا عن بعض بنفس السرعة وكل غرق في عالمه الخاص , ~ يااااااااااااااااااا قلبيييييييييييييييييييييي , يمه قلبي يوجعني , أنا اش خلاني ألف عليه , مالت عليه وعلى هبالتي ~ حبست نفسها مرة ثانية و ما تجرأت تلف بصرها عن الطاقة ولا حتى تتحرك بحركة , جاسم نفسه كان سااااااااااكت وهو يفكر بسبب مقنع لربطه منظر عيون أزهار اللي كلها براءة بعيون ليلى المغرية الناعسة , تذكر إنها مرة لبست عدسة رمادية و عجبته , يمكن هذا السبب للربط , زفر عشان يهدي مشاعره ورجع السماعات لإذنه وغمض عيونه , أطلقت أزهار نفسها الحبيس لمن حست بهدووووء الشخص اللي بجنبها وهي تحس بخيبة أمل غريييييييييييبة بداخلها ~ ولا حتى سألني اش كنت أبغى , ولا هو قال هو اش كان بيقول , ماااااالت ~ دخلت يدها لشنطتها وخرجت مصحفها وبدأت تقرأ بهمس خافت مابقي لها إلا خمس أيات وتخلص سورة الكهف , خلصتها وبدأت تدعي قبل الأذان ..


*************************


بعد العشا في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :

طالع في السيجارة اللي في يده وهو سرحاااااان في عالم ثاني , زفر بضيق ورجعها للعلبة القديمة وصكها ورجعها لجيب بنطلونه وطالع في المسبح اللي قدامه , مر طير وخطف شي من المسبح وكمل طريقه , راقب الموية اللي تحول سطحها من مرآة صافية تعكس صورة السما لتموجات متفرقة , زفر وخرج العلبة وسحب منها سيجارة وحطها بين شفايفة ...
: سااااااااااااااااامـــــــــــر ..
انتفض وقام من مقعده وهو يحاول يدس السيجارة اللي طاحت على الأرض قدامه ولمن دنق بياخذها تصنم وهو يشوفها قدامه , طاااااااالعت سحر فيه وهو متصنم يطالع فيها بعيون واسعة , وصلهم صوت سلافة , دنقت سحر على طول وسحبت السيجارة ودستها وراها وهي تقول بمرح : جاااااااااااكم الإعصار ..
شهقت سلافة وقالت بدلع : مااااااا أسمحلك , أنا tornado يالمشعوذه انتي ..
اغتصب سامر ابتسامة وهو يقول : خير اش عندكم ؟؟ رجعنا للإزعاج اللي ارتحنا منه يومين ..
رطنت سلافة شي بالإنجليزي ما فهمته سحر , قال سامر : استخدميه بس ياويلك لو خرجتي عن الملف اللي محدده لك ..
: thaaaank you ...
وراحت فرحانه , لفت سحر عليه وسألت وهي تأشر على سلافة اللي دخلت البيت : اش كانت تقول ؟؟ ما فهمت إلا كمبيوتر وإنجليزي ..
ابتسم وقال : كانت تستأذن مني تستخدم الكمبيوتر حقي عشان تبغى تطبع دروس الإنجليزي اللي كاتبها لصحباتها ..
زفرت وقالت وهي تمد له السيجارة : ياخي انت أطلق منها في الإنجليزي ليه ما تتكلم بلسان معوج زيها , بعدين صوتها ينزفزززززززني..
سحب السيجارة ودسها في جيبه بسرعة وقال بهدوء : هي تأثرها سريع بالمجتمع اللي حولها , بعدين صوتها على قد حجمها بتموت من النحف اش تتوقعين يكون صوتها ؟؟..
وسكت شويه وهو يطالع في نظراتها الغريبه , شبكت يدينها ورى ظهرها و سألت وهي تتأمله بمحبه : سمور حبيبي متى نفرح بك ؟؟
قبض يده بقوة و فغص السيجارة اللي في جيبه وهو يقول بهدوء مصطنع : افرحوا بعدنان أول ..
مطت شفايفها بضيق وهي تقول : مرررره جبت الغايبة دحين ..
خرج يده ولمس الجرح اللي في خده بتفكير ورجع نزلها على طول لمن انتبه لحركته وقال بهمس : سحر لا تـ....
قاطعته بسرعة وهي ترجع للفيلا : تعال مسويه لك كوب نسكافة يستاهله فمك ..
أشر لها يعني جاي وهو شاكر بداخله مقاطعتها له قبل ما يتكلم ..
دخلت من باب المطبخ وابتسمت لماهر اللي واقف ورى ستاير المطبخ يراقب من بين طياتها الحوش الخارجي , سألها على طول من دون ما يبادلها الابتسام : اش الشي اللي كان معاك وأعطيتيه لسامر ؟؟
هزت أكتافها ولفت على الكيكة اللي سوتها وحطت فوقها طبقة كراميل وقالت وهي تقطعها : سيجاره ..
رجع يطالع مع الطاقة وهو يقول : معقولة ما يسيبها لحظة ..
عقدت حواجبها وقالت بتفكير : صار له دحيييييييييييييين ...... سنة وثلاثة شهور ويومين تقريبا وهو شايل العلبة في جيبه ..
تحرك بسرعة وجلس على الطاولة وهمس وهو يأشر على الجريدة اللي جنبها عند المغسلة : جا جا , ناوليني الجريدة بسرعة ..
ناولتها له وحطت كوب نص مشروب وصحن الكيكة اللي أكلته سلافة قدامه ورجعت تشغل نفسها بشغلها , فرد ماهر الجريدة وهو يحط رجل على رجل , شهقت وقالت بهمس : مقلوبه الجريده يالمتخلف ..
عدلها بسرعة وثانيتن ودخل سامر اللي قال السلام وهو مو ملاحظ شي وسحب الكرسي المقابل لماهر وجلس عليه , ردوا السلام وهم مشغوليييين في أعمالهم , حطت صحن كيك وكوب نسكافه له وهي تقول : يا أهلااااااااااااا وسهلا بالتوأم الوسيم , شرفتوا مطبخي والله ..
قال سامر وهو ياكل شوية من الكيكة : كيف كان زواجـ....
وقطع سؤاله وقال بصوت مخنوق من الأكل : إمممممممم لذيذة , تفوقت على نفسك هالمرة ما شاء الله ..
قال ماهر وهو يقطع من بقايا كيكة سلافة وياكلها : سحر , علمي أريج كيف تطبخ ترى خالتي مبشرتني إنها ما تعرف تسلق البيض ..
اتكت على الطاولة بيد وهي تلوح بيدها الثانية اللي فيها السكين اللي تقطع بها وقالت بهدوء : آآآآآآآآآسفة مواهبي الفتاكة هذه موفرتها لحبيب العمر لمن يجي ..
انشرق ماهر بالكيكة وقال بصوت مخنوق : قووووووووووية حبيب العمر هذي , استحي يا بنت الناس , ترى إحنا أخوانك مو صحباتك تقولين لهم فضايحك ..
اعتدلت في وقفتها وحطت يدها على خصرها وقالت : ومين قاااااااااال إن اللي قلته فضيحة , والله إذا جا زووووووووجي حبيب عمري بأتفنن عنده بالطبخ , هو بس خليه يجي ..
قال سامر بتريقة : والله , هو شكله ولد الناس من كثر ما انتي مستعدة له شرد وقال انفذ بجلدي ..
ضحك ماهر بصوت عالي وهو يرفع يده وضربها في يد سامر وهو يقول : حللللوة حلوة , لا وسمعتها اش تقول ؟؟ حبيب العمر , مررررره مو لايق عليها النعومة والدلع ..
قال سامر وهو يضحك : تصدق أول مرة أشوف دبابة حربية مسوية نفسها بورش , تبغى تنعم نفسها بالقوة ...
رمتهم بنظرة حادة وهم يضحكون على المحشات اللي بدأوا يخترعونها وقالت بغيض وهي تلوح بالسكين اللي كانت تقطع فيها الكيك : لا والله صوير وعوير , يلا ضفوا وجيهكم اللي تجيب الضيق واطلعوا من مطبخي يلا , بسرررررررعه , قال دبابة حربية يالوانيتات انتم ..
قال سامر وهو يسحب صحن الكيك : يمه منها تخوووووووف , قوم , قوم لا تاكلنا ..
قام ماهر وأخذ قطعه كبيرة من صينية الكيك وهو يقول بتحليل بارد : غصب شاردين عنها الخطاب , هذي أصلا أمي جايبتها ولد بس داسين علينا وقايلين إنها بنـ...
ضرب كرتون المناديل في راسه من ورى وسحر تصرخ : اطلععععععععع براااااااااااااا ولا تمسك الكيك بيدك يا قذررررررررررر ..
لصقت سلافة في الجدر لمن مر التوأم من عندها زي البرق خارجين من المطبخ وقالت بدلع وهي تلف على المطبخ : what ??
ما خلصت سؤالها إلا و قارورة موية صحة فاضية تضرب في جبهتها , فتحت عيونها المغمضة من قوة الضربة على صوت قهقة التوأم , لفت عليهم بغيض كان كل واحد فيهم مستند على الثاني من كثر الضحك وهم ماسكين صحون الكيك ورجعت طالعت بحدة في سحر المستندة على الثلاجة من كثر الضحك وقالت وهي لفة بوزها : يا متوحشة والله أعلم عليك مامي ...
وراحت زعلانه وهي متجاهلة مناداة سحر اللي تحاول تفهمها إنها مهي المقصودة بس مهي قادرة تتحرك بسبب كثرة ضحكها ..


***********************


رفع الملعقة لفمه وهو يطالع بتعجب لها وهي تاكل , حتى وقت الأكل كانت متغطية , صح شالت نقابها لكنها رمت طرحتها بشكل ما يسمح للي جنبه يشوفها , لف وجهها على اليمين وانتبه إنه يشوف وجيه اللي معاه في نفس السطر ورجع لف عليها واصطدم بصره بطرحتها , اتكأ على الطاولة بكوعه اليمين معطي ظهره للركاب وسند راسه على قبضته وسأل : كيف الأكل ؟؟
في البداية ما انتبهت إنه موجه الخطاب لها , لكن لمن وصلها صوته الساخر وهو يقول : لهاالدرجة الأكل لذيذ !!
لفت عليه وقالت بعفوية وهي تأشر على نفسها : كنت تكلمني ؟؟
لو ما شاف نظراتها البريئة كان قال إنها تستهزئ به , كبح ابتسامته وقال ببرود : لا مجنون أكلم الطاقة ..
ابتسمت بعفوية وقالت : سلامتك والله , ما قصدت ..
ابتسامتها , كلمتها وطريقة نطقها هزته من الأعماق ~ هي يا إنها عبيطه وغبية ما تفهم التجاهل والبرود وكلمات التريقة أو إنها لامبالية ما همها في اللي أقوله ~ كملت كلامها تمتدح له الأكل ولمن شافته مو مهتم بجوابها سكتت وهي تحس بألم يعصر قلبها , انتبه من شروده وتفكيره لمن ساد الصمت وطالع فيها , ابتسمت لعيونه اللي توها طالعت فيها ورجعت راسها لطبقها اللي حست نفسها انسدت عنه , ما أخذ باله من حركتها , رجع لطبقه كمله وأعطاه للمضيفة اللي جات تاخذ الأطباق , راح شغل الشاشة وحط على الفيلم الأمريكي المعروض وحط السماعات في إذنه , ساعة 0 دقيقة ما حول عينه عن الفيلم ولا طالع فيها وبعدها طلبت منه تروح المصلى عشان صلاة العشى , صلوا ورجعوا , رجع كرسيه على ورى ودقايق وهو غااااايص في النوم , أخذها نووووم عميق من دون ما يسألها تحتاج شي ولا لا , طالعت فيه أزهار وتأففت بضيق , خرجت الشنطة الجلد اللي أعطاها لها عمر وفتحت طاولة الأكل وفرغت كل محتويات الشنطة على الطاولة ...


************************

رفع راسه عن كتابه اللي قاعد يقرأه عشان يكون متمكن منه قبل تدريسه للطلاب في الجامعة لمن سمع نغمة الرسالة الصادرة من جواله , قام من سدحته على الكنبة وسحب الجوال من الطاولة وفتحه بحماس , كان طفشاااااااان من الوحدة ومن الكتاب اللي صار حافظه من قلب , (( السلام عليكم , كيف حالك عمر ؟؟ وكيف زهرة ؟؟ أكيد مفتقد رجتها في البيت !! حبيت أسأل عنك (^.^) ..... منى )) ..
ابتسم ورمى الكتاب على الطاولة وعدل جلسته وهو يفتح رسالة جديده وكتب (( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا منى , تسأل عنك العافية , كيفك ؟؟ أنا بخير والحمد لله وأزهار بين السما والأرض دحين وإن شاء الله إنها كمان بخير ...
وتردد طوييييييييل بعدين كتب (( وصراحة أنا مفتقدها ومفتقدك كمان ....
مسح الكلمات الأخيرة وحك جبهته وهو يقول : اش أكتب ؟؟ اش أكتب ؟؟
وزفر وهو يرجع يكتب الكلمات مرة ثانية وكمل (( ما يحتاج تكتبين اسمك في نهاية الرسالة لأني عارف رقمك و اسمك تراه منقوش في قلبي ...
رجع مسحها وهو يقول بعصبية : اش الهبالة هذي ؟؟
كان يحس بالغيض من خجله , مو قادر يكتب كلمتين على بعض , فتش في رسايله عن رساله مناسبة لكنه مالقي إلا رسالة وحدة , راح أضاف لها اللي كتبه وأرسلها ..

*********************

انتفضت لمن رن الجوال اللي بين يدينها , فتحت الرسالة بسرعة , أول ما شافت إنها من ( الغالي ) غمضت عيونها وهي تسحب نفس قبل ما تفتحها وتطالع في السطور بسرعة ..
(( مساء الورد أبعثه سلاما ..
وريح المسك فاحت و الخزامى ..
دعاء صادقا من كل قلبي ..
و ود في الحشى لك قد تنامى ..
يبادلكم فؤادي فيض حب ..
فأدعو الله " يحفظكم " دواما ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا منى , تسأل عنك العافية , كيفك ؟؟
أنا بخير والحمد لله وأزهار بين السما والأرض دحين وإن شاء الله إنها كمان بخير وصراحة أنا مفتقدها و....... مفتقدك كمان..
كنت جالس أقرأ كتاب عن النبات والأحياء الدقيقة وحاس بممل
ورسالتك اللي أرسلتيها حسستني بالسعادة )) ..
عادت قراءة الرسالة فوق الخمس مرات وضمت الجوال لصدرها وهي تحس بفرح عميييييييق إنه فرح برسالتها اللي جلست تكتبها اليوم بطوله واللي مسحت قبلها 10 رسايل كتبتها ..




************************



ما صحاه من نومه اللي استمر ساعتين إلا الحمام اللي راح له ورجع كمل نص ساعة نوم من دون ما يبادلها حرف واحد , زفرت أزهار وهي تصرخ بداخلها ~ اش هذا ؟؟ طـــــفـــــش ~ ولمن جات الوجبة الخفيفة اللي بدأوا يوزعونها صحي من نومه وأخذ وجبته وما ألقى بال لرفض أزهار لوجبتها و إكتفاءها بكاسة موية قبل ما تروح تصلي الفجر في المصلى , ساعتين ونص ثانية قضاها يتفرج على الفيلم الثاني وهو ياكل الوجبة الرئيسية الثانية اللي رفضته كمان أزهار وأثناء تفرجه أعلنوا إنه بقي أقل من ساعة على الهبوط , هنا لف عليها وقال بهدوء وبرود : شوية ونوصل ..
رفعت راسها عن دفترها وقالت باختصار وهي تصكه وترجعه لشنطتها اللي أعطاها لها عمر : إمم سمعت ..
وغطت مرسامها اللي بالضغط ودخلته في مقلمية صغيرة فرو أسود ورجعتها مع الدفتر وصكت الشنطة واعتدلت في جلستها وهي تعدل عبايتها على راسها , سحب الجريدة اللي أخذها أول ما طلعوا وقعد يقرأ فيها , لفت وجهها له ولفت بوزها ورجعت بصرها للطاقة وهي تسند راسها على طرفها ~ تراااااااااااب , يعني سكت سكت وآخر شي ينطق بشي سامعته من المضيف , كإني غبية ما أفهم اش يقولون , أفففففففففففففففففففففف , استغفر الله العظيم ~..
: أزهار , أزهار ..
فتحت عيونها وانصدمت لمن شافت الناس واقفين في الممر وهم شايلين شنطهم ,متى نامت ؟؟ وكيف ما حست بالهبوط ؟؟ مسحت وجهها من تحت نقابها وعدلت حجابها وقامت ورى جاسم اللي سحب منها الشنطة الرياضية , كان المطار مزززززززعج من كثرة الضوضاء والزحام اللي فيه , لكنه قمة في الروعة , طالعت بذهول للسير الأرضي المتحرك اللي واقفين عليه الناس عشان ينقلهم , لأول مرة تشوف هالسير في حياتها و حاولت قدر الإمكان إنها تلحق خطوات جاسم السريعة وهي تتفادى إنها تصدم في أحد , نشبت شنطتها الصغيرة في شنطة واحد مار من عندها بسرعة وطاحت على الأرض , اعتذر منها بلغة ما فهمت أصلها وهو يناولها شنطتها , شكرته ولفت بسرعة , انصعقت وحست بانقباض قلبها لمن شافت الناااااااس رايحين وجايين قدامها وجاسم بقامته الطويله مهو في مجال بصرها , سحبت نفس عميييييييييق وهي تفرص أصابيعها بتوتر وقالت بصوت عالي نسبيا : جاااااسم , جااااااااااسم ..
ولمن شافت إنه ما في إجابة تحركت من مكانها ..
قال وهو يلف لورى : لازم نركب القطـ.......
وانصدم لمن ما شافها وراه , لف يمين ويسار مرة ومرتين ~ مستحيييييييل أضيعها , حجابها مميز , أفففففففف وينها الزففففففففت ؟؟ ~ كان كل لون أسود يستوقفه لكن ولا شي استوقفه كان هو أزهار , قال بصوت جهوري : أزهاااااااااااااااار , أزهاااااااااااااار ..
دخل يده في جيبه وتأكد من وجود الجوازات معاه , حط الشنطة الرياضية على كتفه ورجع من البوابة اللي جا منها وهو يدعي إنه ما يصير لها شي , تذكر توصيات عمر له وإنه ينتبه لها , بدأ يسبها وفي نفس الوقت يلوم نفسه ليش ما طالع لورى من قبل ..
كان مع كل خطوة يتزايد خوفه بشكل غريب , ولمن ميز عبايتها تحرك بسرعة , كانت واقفه مع عجوز ماليزية تكلمها بالإنجليزي ..
: أزهار ..
التفتت بفرح لمن سمعت صوته ولمن شافت نظراته البااااااااارده قالت بسرعة : ترانا في مكان عام , بدون عصبية , شنطتي طاحت ولمن أخذتها ما شفتك بعدها , كنت تمشي زي ميب ميب ..
ولمن شافته جااااااامد وهو يطالع فيها بنفس النظرات قالت بهمس وهي تعض على شفتها : تعرف ميب ميب , النعامة السريعة ذيك اللي يحاول الثعلب يصيدها .... وما .. يقدر..
ولمن ظل على صمته الفضييييع ابتسمت بصمت ابتسامة كرتونية واااااسعة لدرجة تغمضت عيونها , همه انزاح لمن شافها لكنه في نفس الوقت حس بقهرررر منها , ليش مهي خايفة ؟؟ ليش ما رمت نفسها عليه وهي تصييييح خوف ؟؟ أي عروس هذي اللي واقفة تتكلم وهي مبسووووووطة ولا كإنها لوحدها في بلد غريب أول مرة تجيه و ضايعة عن زوجها اللي ما يعطيها وجه , لمن شاف عيونها اللي واضح إنها مغمضة بسبب الابتسام رفع يده وضرب جبهتها بأصابيعه بخفة ونزلها وقبض على يدها اليسار بقووووة وهو يقول من بين أسنانه : المرة الجاية بأقطع رجلك لو ضعتي سامعة ..
وسحبها وراه , طنشت تهديده ومدت كفها اليمين ولوحت للعجوز ورجعت طالعت له , كان معقد حواجبه بقوووة , ما فلت يدها إلا لمن دخلوا للقطار الداخلي اللي حينقلهم للصالة الداخلية عشان ياخذون العفش ويكملون الإجراءات , وبعد ما خرجوا , جلسها عند المقاعد وحرم عليها تتحرك خطوة قبل ما يجي , راح جاب الشنط ورجع لها , ولمن مروا بالجمارك وفتحت وجهها للعسكري لاحظ إنها مسحت مكياجها وكحلها تماما , حس بشعور غريب يغمره وهو يشوفها تغطي على طول وتوقف جنبه وهي مدنقة بخجل , ابتسم و نزل راسه لمستواها وهمس : اش فيك ؟؟
وقفت وراه لمن مد العسكري يده وناولهم الجوازات وهي تهمس بخجل : الله لا يفضحنا حاسة إني بموت من الفشلة ..
ضحك من قلبه ورجع يده لورى وقال : هاتي يدك يا بنت البادية و انتي ساكته ..
مسكت يده رغم إنه كلمته ما عجبتها ومشيت معاه للتاكسي اللي كان صاحبه رافع لوحة باسم جاسم عشان يوديهم للفندق ..


***********************


يدينه كلها تنتفض , طالع فيها بيأس وهو عاجز عن إيقاف حركتها , ضمها لصدره وطالع يمين ويسار وصوت لهاثه يضرب مسامعه , قبض أصابيعه بقوة حتى صفرت مفاصلها وفردها وهو يمررها على طول ذراعينه , دق الباب المبطن بإسفنج وصرخ : خرجونيييييييييي , بموووووووووووووت ..
طلع صوت من بين أنفاسه أشبه بالعويل و هو يقبض أصابعه مرة ثانية ومررها على رقبته وشد أطرف شعره الطويل أصابعه وهو يحس برغبة مجنونة وصرخ بقوة : خرجونيييييييييييييييييييييييييييييييييي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
كان يحس جسمه كله يحترق ويتآكل , ضرب الباب مرة ومرتين بكتفه وبرجله إلين تبللت بلوزته بالدم و برضو ما انفتح , انهار على الأرض وصرخ من وسط دموعه : ماهر خرجني من هنا بأموووووووووووووت آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , بموووووووووووووووت ...
شهق بقوة وهو يقوم من وسط نومه , طالع يمين لقي مكتب كمبيوتره الأنيق وفوقه رفوف كتب وأقراص مدمجة ولف يسار لقي زوليته الصوف المتناثرة عليها خداديات كبيرة مفروشة قدام دولاب التلفزيون والبلاي استيشن , مسح وجهه وهو يستغفر بصوت خايف , انفتح باب غرفته على آخره , ما انتبه لملامح الشخص الواقف لأن الضوء من وراه لكنه عرفه من هيأته , ابتسم وقال وهو يمسح جبينه المندى بالعرق : ماهر ..
تقدم ماهر منه وهو يسأل بخوف : سامر , انت كنت تصرخ ؟؟
هز راسه بتعب وقال : شكلي من وسط نومي صرخت ..
سحب كرسي وجلس جنبه وسأل وهو يحط كفه على كتفه : نفس الكابوس ؟؟
اختلس سامر نظرة ليده اليمين اللي تنتفض وهمس وهو يقبضها بقوة : لا هذي المرة شي قديم حلمت به رجع ...
قام ماهر بحماس وسأل : تبغانا نخرج نتمشى شويه ؟؟..
ضحك سامر وقال وهو يرجع ينسدح : أقول روح نام أحسن لك وراك رحلة ..
: الوقت لسه بدري , بعدين الرحلة داخلية لتبوك من بعدها تبوك , تحرك ..
: ما فيه حيييييل ..
: أقولك قووووووووووووم ..
: ماهر الله يسعدك مافيه حيل ..
وبعد محاولات فاشلة خرج ماهر وصك الباب , استنى سامر دقايق إلين تأكد إنه توأمه أكيد وصل لغرفته وفتح نور الأبجورة وفتح الدرج اللي جنب السرير وخرج منه علبة السجاير القديمة , طاااااااااااااالع فيها لفترة وبعدين فتحها وخرج وحده حطها على اللحاف قدامه وجلس يتأملها , غمض عيونه بقوة ورجع فتحها , لقيها لساعها موجودة , رجعها للعلبة ودخلها جوة الدرج وصكه بقوة وضرب سطحها بقبضة يده , سحب نفس عميييق وقام للحمام , راح تروش وتوضأ وقام يصلي ..
غمض ماهر عيونه لمن سمع صوت تكبير سامر وتحرك من مكانه جنب الباب وهو يأشر لسحر اللي واقفة وهي ملصقة إذنها على الباب , لحقته لغرفته وهمست وهي تصك الباب بشويش : نفس الكابوس ؟؟..
قال بهمس : لا , يقول تحلم بشي في الماضي ..
همست : قلتلكم الحل نجوزه , انت ما بقي على زواجك إلا 6 شهور يعني مفروض نتحرك ونخطب له عشان نجوزكم في يوم واحد , صدقني بتتحسن حالته ..
همس بعصبية : و انت دايما حلك لكل المشاكل هو الزواج , أنا زوجتيني وزوجتي سمر , ياختي زوجي نفسك وزوجي الأعزب المثالي عدنان قبل ما تفكرين في تزويج سامر ..
لفت بوزها وهمست بعصبية : زواجي مالك دخل فيه لأنه مو أنا اللي أأشر بيدي لحبيب عمري وأقوله تعال يلا , هو الحماااااااار الزففففففت ملعون الوالدين إلى الآن ما قرر يجي ويشرف بيتنا ..
كتم ضحكه وهو يقول : الله يقطع ابليسك غصب ما يجي حبيب عمرك وانتي قاعدة تلعنين والدينه وتسبينه وهو ما جا لسه , اللعن حرام يا بنت ..
قالت بعصبية وهي تأشر على راسها : زوجي بكيفي أسبه ألعنه مالك دخل , يعلللللله الحريقة اللي سايبني إلا الآن وما جا , طقيت الـ 26 وهو لسه في اللفة إلا الآن ما دل البيت الأحول المهبول ..
انفجر بالضحك وهو مو قادر يمسك نفسه على خبال أخته اللي كملت بقهر : والأعزب المثالي هذا أنا أعرف شغلي معاه , خطيبته صار عندها ولدين من زوجها وهو لسه على ذكراها كل ما عرضت عليه وحده أنا وأمي رفض , يكون في علمك قررنا أنا وأمي نخطب له من دون شوره ونحطه تحت الأمر الواقع ..
وقف ضحكه وسألها بجدية : من جدك تتكلمين ؟؟
قالت بتفكير : والله , أمي قالت لي هذا الكلام وأنا وافقتها عليه , عرضنا عليه كل بنات القبيلة وما رضي ولا بوحده ..
حك جبهته وسأل : و مين سعيدة الحظ اللي بتاخذه ؟؟..
ابتسمت وقالت بفرح : العنوووووووود , بنت عمي أحمد , داخلة مزاج أمي بقوووووة وأبوك ما حسب يسمع باسم أحمد شق الحلق مبتسم بفرحة وقال كلموا عدنان بكره و أعطوه خبر ..
حك شعره وقال بقهر : خساااااااااره ما بأحضر لحظات إعدام عدنان وسحبه لحبل المشنقة بكرة ..
ضربته على كتفه وقالت : أي إعدام وأي مشنقة انت ووجهك يالإرهابي , زوااااااااااج ..
قال بتريقه : وهو في فرق , كلهم واحد ..
شهقت وهي تضرب صدرها بيد وهزت اليد الثانية بتهديد وهي تقول : طييييييييييييييب عند أريجو الكلام هذا كله , بكككككككره الظهر على أبعد تقدير ..
: أعوووووووذ بالله منك يالنمامة الحراشة يا نقالة القيل والقال ..
شهقت وقالت باستنكار : أنا نمامة وحراشة ..
وأكد لها وهو يعقد يدينه قدام صدره وهز راسه : ونقالة القيل والقال ..
ما حس إلا ومخدته ضاربه في وجهه بدون أي مقدمات ولمن انزلقت المخدة شافها هاجمة , طاح على الأرض قبل ما يستوعب اللي يصير لمن نطت عليه تضربه بقبضة يدها على كتفه وهي تقول : أوريييك , هذا جزاتي اللي دايما أوصل كل شي حلو رومانسي عنك للبنت , والله لا أبدأ تشويه الصورة الحلوة اللي رسمتها عندها يالجحوووووووووود يا كافر العشير ..
كان يضحك وهو يحاول يبعدها عنه ويتفادى ضرباتها القوية في نفس الوقت لكنها كانت مثبته ركبتها على أعلى بطنه وركبتها الثانية على الأرض , شويه حست بيدين قوية على أكتافها شالتها شيل من بلوزتها وبعدتها بسهولة عن ماهر , قال ماهر وهو يمد كفه : أحلـــــى توأمي ..
شبك سامر كفه بكف ماهر بعد ما دف سحر على الأرض وقومه , عدلت سحر بلوزتها و قالت وهي لافه بوزها وتأشر عليه : هو اللي بدأ , يقول عني نمامة و حراشة ..
قال وهو يحرك حواجبه عناد : ونقالة قيل وقال لا تنسين ..
قال سامر بجدية يسكته : ماهر ..
ولف على سحر و كمل : وانتي اش اللي مزعلك في الموضوع , كل اللي قاله حقيقة ..
صرخ ماهر بحماس وهو يشجع سامر اللي قام يضحك معاه , طالعت فيهم بحقد وقالت بقهر وهي تقوم : و الـــلــــه لا أوريكم ..
وهم ما حسبوا , بعد ثانية من تبادل النظرات مسكوها بسرعة أول ما قامت وخرجوها برى الغرفة وقفلوا الباب , قالت وهي تعدل وضع بلوزتها اللي تمطت من جرهم : هين يالبزران والله لا أوريكم ..
ولمن سمعت ضحكهم من ورى الباب صرخت بقهر وهي تضرب الباب برجلها ...



**********************


ممر ضيق يودي لصاله كبيرة لها فيها كنب أحمر قاني وطاولة لتلفزيون مسطح كبيـــر وورى الكنب طاقة قزاز واسعه ستايرها الخليط من السكري والعسلي توصل للأرض المفروشة ببساط ناعم , جنب طاولة التلفزيون بوفيه خشبي فوقه أنواااااااااع البسكويتات والشيبسات , وفي الصالة باب لغرفة نوم لها نفس التصاميم تقريبا , جنب الطاقة الواااسعة سرير مزدوج بلحاف وثير وأربع مخدات كبيرة واللي فوقه لوحة خشبية ناعمة وفي نهاية الغرفة باب خشبي بنفس لون الكنب يودي للحمام , هذا كان شكل الغرفة اللي سكنوها في الطابق العاشر من فندق شانجيريلا اللي في وسط أحياء كوالالمبور , حسب ما قال لها في التاكسي المفروض يجلسون فيها 3 أيام وبعدها يروحون لبينانغ اللي بيجلسون فيها 4 أيام , أول ما وصلت سحبت الشنطة الرياضية قبل ما تسوي أي شي ودخلت الحمام اللي أكثر ما عجبها فيه , برودته ولوازم الحمام المرتبة بشكل أنيق فوق رف قزاز شفاف , تشطفت ولبست بنطلون أسود وبلوزة حمراء ناااعمة و تمكيجت وتعطرت و بعدها خرجت , حطت شنطتها وملابسها في الدولاب وخرجت للصالة , كان متمدد وهو رامي كل فردة من شراريبه وجزمته في جهة ومفكك أزرار بلوزته بإهمال , التفت وقال بطفش : انتي وينك ؟؟ هذا كله حمام !!
و انصدم بمنظرها , توها كانت بدون مكياج , قال بتريقة وهو رافع حواجبه : مين ميب ميب دحين ؟؟ مسرع ما تزينتي ..
انحرجت من كلمته وحمممممرت خدودها , وهي لمن تنحرج رد فعلها على طول يا هواش يا ضرب , قالت بعصبية خجولة : يعني تبغاني أقابلك بدون زينه يعني ..
ولفت عنه وراحت تلم أشياؤه المبعثرة , كانت عندها قاعدات مهمة إنها ما تخلي زوجها يشوفها إلا وهي في أحسن حال وما يشم منها إلا أطيب ريح وما يلمح منها إلا الابتسام و أجمل ابتسامة كمان , مو عشانه هو بس , عشان نفسها وإنها تكون حلوة في عيونها ومؤدية واجبها على أكمل وجه , أمها كانت دايما تردد هذه الكلمات على مسامعها وهي لا يمكن تفرط فيها حتى لو كان زوجها بااااارد مزااااااجي ساااااااخر زي جاسم , رتبت جزمته وشراريبه وركنت الشنط في الدولاب بعد ما خرجت منشفة و بيجامة له وقميص لها , راحت للحمام وفكت الدوش الدافي عشان تعبي البانيو له , أكيد تعبان و قرفان
من الرحلة الطويلة , عمر معودها على تجهيز البانيو بعد كل نشاط يسويه عشان يتروش , ابتسمت لمن تذكرت عمر ونظافته اللي كانت محط سخريتها هي و عمير , توقف تفكيرها عند عمير المجهول المصير وهذا قادها للتفكير في أمها وعمار ولمن حست بخفقات قلبها تتباطأ من الألم صرفت التفكير عنهم وهي تحس الموية دافية ولا لا ..
وقف عند عتبة الباب وهو يتأملها , كانت تلمس الموية اللي دخان أبيض يتصاعد منها بأطراف أصابيعها وترجع تزيد في الموية البارده وهي تبعد شعرها اللي غطى وجهها , كان يحس خفقات قلبه تتزايد لدرجة تنبض في أطرافه لكنه حاول جهده عشان يمنع هالشعور من إنه يظهر على وجهه , لمن التفتت و شافته ابتسمت وقالت وهي تتحرك عشان تخرج : خلاص الحمام جاهز ..
مسك أعصابه اللي بتخونه إلين مرت من عنده وخرجت , و أزهار اللي استحت من نظراته زفرت براحة لمن تجاوزته بلا مشاكل , ووقفت قدام الطاقة الكبيرة تطالع في المنظر اللي قدامها , انتبهت لإنعكاس صورته وراها فالتفتت بسرعة وهي تقول : ناقصك شـ...
انحبس الكلام لمن مسك فكها بقوة بيده اليسار و دنق عليها يهمس في إذنها اليمين : اش تحاولين تسوين فيني ؟؟
حست رجولها تذووووب من الحيا وهي تغمض عيونها بقووة , ما قدرت تفتح فمها بحرف واحد عشان تجاوب سؤاله الغريب , ولمن حست أصابعه بتكسر فكها فتحت فمها بتقوله عورتني لكنه فلتها فجأة ورماها بنظرة غريبة قبل ما يرجع للحمام , و لمن انصك باب الحمام جلست على الأرض وهي حاطة يد على بطنها ويد على موضع قلبها وهي تهمس : قلبيييييي , بطنييييييييي , مغص مغصصصص , الله يقطع شرك يا جاسم يا دبببببببببببببببببببببببببببببب ..
استرخى جاسم وهو يفكر بمشاعره الغريبة , هو كذا مرة قابل ليلى لكن عمره ما حس بهالشعور اللي يحسه نحو أزهار معاها بالرغم من إنه شاف منها أكثر مما شاف من أزهار , ليش يحس مشاعره نحو أزهار البسيطة الجمال الهااادئة الوديعة أعععععععمق من مشاعره لليلى المغرية الغنجاء المدللة , قام بعد فترة تفكير ونشف ولف المنشفة على خصره وخرج وهو شايل ملابسه , ولمن شافها مهي في الغرفة خرج , التفتت أزهار اللي بالقوة تمالكت خجلها ولمن شافته بهذا المنظر شهقت وغطت وجهها بيدينها ~ يا ماااااااااااامااااااااااااااا عريااااااااااااااااااان ~ طالع في منشفته اللي واصله إلى نص ساقينه وسأل : اش بك ؟؟
قامت على طول وراحت للبوفيه وهي تهمس بخجل : مويه , أبغى أشرب مويه , انشرقت ..
هز أكتافه بحيرة ورجع لغرفة النوم وهي جلست قدام البوفيه ولا تحركت منه ..
جاها بعد ما لبس و دنق وفتح الثلاجة وقال بسخرية لمن شافها مصنمة في نفس المكان : شربتي الــ ...ـمويه ؟؟
ما ردت عليه عشان ما تكذب و دنقت راسها مستحية تحط عينها عليه بعد اللي صار ...
: وااااااااااو مارتيني ..
رفعت راسها و انصعقت وهي تشوف قزازات الخمور مسطره في باب الثلاجة , سحب قارورة وقال بتريقة : فودكا ولا تاكيلا ..
قالت باشمئزاز وهي مقطبة حواجبها : استغفر الله , الله لا يقول ..
ضحك على ردة فعلها ومنظرها وقال : شوية ما تضر , بعدين ما أحد داري ..
رمته بنظرة حااااااااادة وسألت بجدية : انت تتكلم جد ولا إيه ؟؟
فتح الغطى وقال وهو رافع واحد من حواجبه : انت اش رأيك ؟؟ أتكلم جد ولا لا ؟؟
قالت وهي تحس قلبها الدافي يتحول لمكعب ثلج : حتى بمزح مفروض ما نتكلم في هالأمور , الخمر كبيرة من الكبائر , اللي يشرب خمر الدنيا حتى لو غفر له ربي و دخل الجنة بيكون محرووم من خمر الآخرة ..
سحب كاسة وصب فيها مقدار جرعتين تقريبا ورفعها لفمه , لمن شافت السائل الشفاف قريب ويلامس شفايفه حست بعالمها كللللللللللله ينهاااااااار بشكل فضيع وبلا شعور مدت يدها و ضربت الكاسة بكل قوتها , انفلتت الكاسة وطاحت على الأرض وتناثر سائلها الأصفر على الفراش , طااااااااالع فيها بغضب شديد ويده لساعها مثبته في الهوا وهي حطت يدها المرتجفة على فمها بصدمة وهي تطالع فيه برجاء إنه يغفر لها حركتها اللاإرادية , مسك القارورة من عنقها الطويل ورماها بكل قوته على بعد شبر من وجهها وهو يصرخ بغضب : شايفتني بزر عندك يا ست هانم ..
ضربت القارورة في الحائط اللي وراها وانفجرت بصوت عالي مكتوم واختلط الصوت المكتوم لشظايا القزاز اللي تتاثرت على الأرض مع صوت الفقاقيع البيضا اللي حست برودتها على أجزاء من جسمها , خرج من البوفيه وراح الغرفة وطبق الباب بكل قوته , خمس دقايق وخرج وهو شايل جاكيته و لابس ملابس الخروج وخرج من الجناح وهو يصفق الباب وراه , غطت وجهها وجلست على أطراف رجولها وهي تحاول توقف رجفة جسمها , كانت كل خلية في جسمها ترتجف , تقززت من ريحة الخمر اللي علقت في ملابسها وشعرها و حست بألم حارق في خدها وفكها , بعدت يدينها وشهقت لمن شافت سائل أحمر على يدينها , راحت جري للحمام وشافت شخطين في الجهة اليسرى من وجهها واحد في منتصف خدها وواحد ممتد على حد فكها , غسلت الدم وشالت قطع القزاز العالقة في شعرها وقامت تتروش عشان تتخلص من الريحة اللي جابت لها الغثيااااااان وراحت تنظف المكان ..
جلست على الكنبه بعد ما صلت الضحى وقرأت وردها من القرآن وهي تطالع في الساعة اللي قدامها بقلق , زفرت بقوة وهي تحاول تتخلص من أفكارها اللي سحقت روحها ~ ياربي أنا متقبلته بكل عيوبه هو ليه ما يتقبل عيوبي أنا إنسانة صداقه ما ينفع معاها المزح الثقيل أصدق على طول وعارفه إنه عندي أفعال كثيرة تسبق تفكيري بسبب دمي الحار ليش ما يتقبلها ؟؟؟ هو ما عرف هذا الشي من ذاك اليوم يوم رحت أكلم عبد الرحمن على البندري ؟؟ ياربي لو راح لبار وقام يشرب عناد في الحركة اللي سويتها , عاد هو تفكيره شي ~ قامت من مكانها لمن وصلت لهالفكرة وقامت تدوووور يمين ويسار وهي مهي عارف اش تسوي , جلست تدعي وتدعي وهي تحس عقرب الثواني يجلد قلبها بسوط مع كل حركة , وبعد فترة وقفت عن الحركة لمن انتبهت إنها بسبب غيابه اللي زاد على الأربع ساعات , يدينها صارت تعوووورها من كثر ما تفركها في بعض و رجولها تنبض من كثر المشي , كان ودها تخرج تدور تسوي أي شي بدل الإنتظاااااااار اللي تعيشه , ولمن مرت ساعة فوق الأربع ساعات , كانت الساعة تدل على الساعة 2 الظهر , نزعت شرشف الصلاة و قالت بصوت مخنوق وهي تبعد عن الطاقة اللي لصقت فيها تحاول تلمح شي لو بسيط من اللي تحتها عشان تدور عليه لو بعيونها : الله يسامحك يا جاسم على اللي تسويه فيني , الله يسامحك حتى صلاتي ما صليتها زي الناس منك ..
طاح الشرشف منها وهي تغطي وجهها بيدينها , صاحت من قلبها وهي تجلس على الأرض , دق الباب فنطت بسرعة له لدرجة كانت بتطيح على وجهها من الشرشف , رجعت شالته وحطته على الكنبه وهي تسرع للباب , فتحته وهي تمسح دموعها بأطراف كمها الطويل , انصدمت لمن شافت عاملة النظافة ترحب بها وهي تسألها إذا تبغى تعطيها ملابس للتنظيف , هزت راسها بلا وهي تشكرها وقفلت الباب ووقفت مصنمة وهي تحس نفسها تغرق مرة ثانية في حالة الترقب والتفكير المضني , راحت وجلست على الكنبة وهي تحس روحها بتخرج منها من كثر الضيق ..
انفتح الباب , نطت من مكانها بسرعة وطالعت في الممر لقيته داخل وهو يصفر بروااااقة , تحرك من قدامها ودخل لغرفة النوم بدون ما يلقي عليها نظرة أو يفتح فمه بحرف , ما تدري ليه تبلدت كل أحاسيسها , خمس دقايق وخرج من الغرفة وهو شايل لحاف ومخدة حطها على الكنبة وانسدح عليها وتلحف بعد ما صك الستاير و طفى الأنوار ..
كانت تصرخ بقهر وألم بداخلها لكنها تحركت بهدوء بعد ما طفت نور الممر ودخلت غرفة النوم وصكت الباب , ولمن حست إنها لوحدها رمت نفسها على السرير وفرغت كل صياحها المكتوم على المخدة , كانت حاسة بمزيج مقزز من المشاعر , راحة إنه بخير ممزوجة بقهرررر وحقد على بروده وعدم مبالاته بها وهي عروس مالها يومين زواج ~ لييييييييييه لازم يتجاهلني ويسيبني لوحدي ؟؟ لييييييييييه ؟؟ هذي ثاني مرة , ثاني مرة ~
متى نامت ؟؟ بعد كم ساعة صياح ؟؟ بعد كم دمعة وشهقة قطعت قلبها قبل صدرها اللي عورها من كثر البكى !! ما تدري , لكن اللي تعرفه إنها لمن صحيت براس مصدع على منبه جوالها الساعة 5 العصر ما لقيته موجود ولا حتى لقيت ملاحظة منه هو فين ومتى يرجع , طالعت في الصالة بزفرة وراحت تصلي وتقرأ قرآن وبعدها شغلت التلفزيون وقعدت تقلب فيه وأخيرا قفلته وراحت تقلب في المجلات اللي قرت نصها في الطيارة وقامت تتصفحها وهي عارفة إنه ولا حرف منها بيدخل عقلها الغرقااااان تفكير ..


**********************


السبت 5 / 6 / 1427 هـ
في نفس الوقت في الرياض :
الساعة 10:30 مساء ..


عقد حواجبه وتغيرت ملامح وجهه وهو يسأل باستنكار : العنوووود ؟؟ دحين بنات السعودية كلللللللهم خلصوا ما بقي إلا العنوووووود ...
طالعت فيه أمه وقالت : عدنان , اش هالنظرة ؟؟ اش فيها البنية , أخلاق وجمال ودلال , ماشاء الله عليها طيييييييييييبة و يازينها ..
ضحك غصب عنه بسخرية وهو يقول بداخله ~ إييييييه بااااااين أخلاااااااااق من جد ~ , زفر وقال بكل برود : لا ..
قالت سحر اللي من أول ما تكلمت أمها في الموضوع وهي ملتزمة الصمت : أصلا إحنا ماكنا بنستشيرك بس أبوية أصر , ياخي انت شايف شي على البنت ؟؟ سامع عنها شي عشان ترفض بهالطريقة , لسه ما قلنالك شي عنها ...
طالع فيها وقال بحدة : لاااا ماسمعت شي , وأنا حر في قراراتي , لا تقولين لي ولا أقولك ..
قالت سمر وهي تكوفل ربيع بشرشف أزرق : ياخي ليش تقولها بهالحدة , البنت عرضناها عليك بس ..
سكتت حنان طويييييل وهي تطالع في نقاش سمر وسحر مع عدنان اللي منشف راسه ومو راضي يقتنع بأي كلام يقولونه عن العنود , ولمن انتهى النقاش الحاد نوعا ما كمل عدنان قراءة كتابه عن هندسة المعماريات الحديثة , زفرت حنان وقالت بعزم : خلاص إذا ما تبغاها إعرف إني بأخطبها لسامر , هو كمان أكبر منها ..
انزلق الكتاب من يده من الصدمة وقال : بتخطبينها لسامر , لييييييييه ؟؟ قلوا البنات يا أمي الله يهديك ..
قالت بنفاذ صبر : البنت عاجبتني , حبوبة وخدومة والابتسامة غير مرسومة على وجهها , عيب يعني لو بغيتها لواحد فيكم , من دحين إذا ما تبغاها قول عشان أخطبها لسامر ..
ما عرف اش يقول , حس بتضارب في أفكاره ~ أنا لا يمكن آخذها , وسامر ؟؟؟ كيف ياخذ بنت تحب أخوه ؟؟ أنا عارف إنه ما عندها سالفة بس برضو ~ قال بيأس : أمي أنا ما أبغاها وصدقيني البنت ما تناسب سامر أبدا , البنت .............
ما عرف ايش يقول عشان ما يشككهم بشي , فقال في آخر لحظة : بنت عز مدللللعة ..
قالت سحر باستغراب : يا سلااااااااام كلنا بنات عز مدلعات ..
هزت أمه راسها بعناد وقالت بتأكيد زاد قهر عدنان : والله أنا متأكده لو دار سامر الدنيا ما بيلقى زي العنود , بتحبه وتخدمه وتحطه في عيونها ..
وصلهم صوت سامر يقول بسخرية مريرة : هذا الكلام سابق لآوانه , إذااااااااا وافقت على مدمن مخدرات مشوه ذاك الساعة نشوف بتحطني في عيونها ولا لا ...
التفتوا كلهم عليه لقيوه مستند على باب المجلس وهو عاقد ذراعينه قدام صدره , عقد حواجبه و قال بحزم : موضوع زواجي قلتلكم من زماااااان خرجوا من روسكم ..
واعتدل وخرج من المجلس ومن بعدها سمعوا صوت الباب الخارجي , حس عدنان براحة لرفض أخوه ولف عشان يكمل قراءته لكنه انصدم لمن وقع بصره على أمه اللي مسحت دموعها قبل ما تنزل على خدودها , همس بتوتر وهو مهو هاين عليه دموعها : أمي ..
صاحت وهي تقول : يا حسرتي على أولادي , واحد مضرب عن الزواج والثاني متعقد , يعني مو مكتوب لي أفرح بكم يعني ..
رمته سحر بنظرة عتاب وقالت وهي تمسح ظهر أمها : أمي حبيبتي لا تكبرين المسائل , خليتيها كإنها كارثة أرضية , مصيرهم بيتزوجون ويرجون راسك بعيالهم ..
من وسط الصمت وصلهم صوتها المدلع وهي تقول : أووووووو what happing ؟؟ مامي , اش فيك crying ؟؟
رمتها سحر بنظرات معصبة , شافتها واقفة وهي تمسد على شعر بسها , قالت بغيض : ناقصينك انت ولسانك المعوج , ياتتكلمين زي العرب يا تسكتين ..
طالعت فيها بصدمة وقالت بصوتها اللييرفع ضغط سحر دايما : يا متوحشة ..
ولفت وجهها عنها وراحت تجلس عند سمر اللي ضمت ربيع وهي تقول : طلعي بسك المعفن عن ولدي ..
: يووووو من قالك إنه معفن , this is بس رومي مربى not بس شوارع ..
لفت سحر يمين ويسار وهي تقول : قارورة , سكين , أي شي أذبحه بها يا خليقة ..
ولمن مالقيت شي لفت عليها وقالت من قلبها : أككككككككككككككككرهك لمن تتكلمين بعوجة لسانك أكككككككككككككككككككككككرهك ...
قهقهت سمر من قلبها وضحك عدنان على منظر سحر اللي هي في الشرق والإنجليزي في الغرب ..


***************************


.................................. يتبع



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدة الظلام سيدة الظلام العجيبة مدونات الأعضاء 27 08-21-2023 04:21 PM
عندما كان يُوسف ~ Night birde مواضيع عامة 3 04-14-2022 04:30 PM
إفيلا، الظلام والنُّور lazary قصص قصيرة 7 07-15-2020 05:09 PM
نزّوةٌ إلى عالمٍ خلاقّ بلا حدود | فعالية WELKIN لوحات فنية وخط عربي 24 06-13-2020 04:46 PM
نزّوةٌ إلى عالمٍ خلاقّ بلا حدود | المُشاركات. WELKIN لوحات فنية وخط عربي 11 06-05-2020 11:13 PM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 06:26 PM