أغنية اليراعات

لا حول و لا قوة إلا بالله
بداية حريق هائل عندنا بمصر، ثم انفجارات بلبنان، و الآن سمعت أيضاً أن هناك حريقاً في الإمارات
اللهم سلم، و احفظ بلادنا من كل شر

من قالها كان على حق، بأن تلك السنة الدراسية لن تكون كغيرها
إحدى زميلاتي كانت شخصاً متفوقاً للغاية، عندنا نحدد علمي أو أدبي في الصف الثاني، و في الصف الأول كانت متفوقة في المواد الأدبية بل كانت الأفضل بيننا لكنها سجلت علمي، لا أدري حتى ما السبب
المهم بأنها حافظت على اجتهادها في الصف الثاني، و حين جاء الصف الثالث و هو أهم سنة بينهم جميعاً، أظنها تعرف ببعض الدول ب"التوجيهي"، أعتقد أنني علمت ما يعنيه أصدقاء السوء
صحيح أنهم أصدقاء منذ الطفولة لكنهم لا يشبهونها، لا يولون أي اهتمام للدراسة و كل ما يفعلونه كان الخروج هنا و هناك دون أي إحساس بالمسئولية، هذا بالإضافة لطريقة تعاملهم المقرفة مع المعلمين التي كانت تنفر الجميع منهم ما عداها لأنها لم تكن منخرطة معهم لهذه الدرجة، كنت أستغرب منها صراحة حين كانت تخرج معهم و ترخي الأمور هكذا، أعني إنهم دائماً هكذا فلماذا هذه السنة بالذات وافقتهم بما يفعلونه؟
و في النهاية كانت درجاتها سيئة للغاية، سمعت بأنها فقدت وعيها بسبب هذا و تعيش حالة اكنئاب مروعة جعلتني أبكي على حالها
بغض النظر عن رفضي لتصديق كذبة أن هذه النتائج هي ما يحدد مستقبلنا، لا زلت أشعر أنها ظُلمت، لأنها و رغم كل شيء كانت مجتهدة، فور أن عرفت نتيجتها كل ما خطر ببالي أنها تستحق ما هو أكثر
لكن الآن و بعد أن أتذكر، لم أعد أعرف حقاً، فهي و كل أصدقائها لم يتجاوز أي منهن 75%، و هذه النتائج قليلة للغاية
و على الجانب الآخر، سمعت قصة زميلة أصدقائي في مدرستهن
قبل امتحانها بأيام توفي أخوها في حادث
و رغم كل شيء دخلت الامتحانات و لم تقم بتأجيلها
بعدها أصيب والدها بكورونا، و لك أن تتخيل مقدار القلق الذي يسببه هذا، ولم تمر أيام إلا و مات هو أيضاً يوم الاثنين، بينما امتحانها القادم كان يوم الخميس، بفاصل أقل من ثلاثة أسابيع بين موت شقيقها و أبيها
لكن ماذا حصل بالنهاية؟ حصلت على 95%!
حين رأيت التبريكات التي كانت منشورة لها شعرت بفرحة أكبر مما شعرت بها حين رأيت نتائجي
هذا شيء بسيط من الدروس التي اكتسبتها خلال هذه السنة ، هي لم تكن مجرد سنة نمتحنها و نتخرج بنتائج تحدد كلية معينة سندخلها، بقدر ما كانت سنة نضج
للمرة الأولى، أواجه مشاكلي بمفردي، أتعلم كيف أحلها بمفردي و بالطبع كانت من أول تجربة خاصة بي وحدي من نوع"لقد كشفت محنتي فلان على حقيقته"
الأمر فقط أشبه بإدراكك أنك الآن تضحك على القصص التي يرويها الكبار في العائلة حين يجلسون معاً، بينما كنت تراها في صغرك قصصاً مملة لا تضاهي اللعب مع أقاربك
الشيء المؤكد أنني خرجت من هذه السنة شخصاً جديداً، و سواء كان هذا التغير جيداً أم سيئاً، لن أستطيع العودة لنفسي القديمة
~
أعتقد أنني ثرثرت كثيراً
حسناً من يملكون نظام تعليم راقٍ لن يفهموا هذه المعاناة، ربما من جربوا عصا الأستاذ و هم صغار هم من سيدركونها