••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية

روايات عامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-20-2020, 01:56 PM   #51
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"

سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.

الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.


رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 47 )




اضغط على الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي

^ تخجلنِي والله " وردة شقى " بإبداعها ، ربي يسلم هاليدين :$$



،

أرتدى ثوبـه الأبيض ذو طلةٍ كلاسيكية ، يعتلِي رأسهُ شماغٌ أحمَر ، بأصابعه هذَّب شُعيرات سكسوكتِه السوداء التي تعكسُ بياض بشرتِه التي تميلُ للسُمرَة ، وضع قلمه الأسود والمحفُور به بطريقة عُثمانية " عبدالله القايد " أخذ محفظته السوداء و هاتِفه – جالكسي – و نزل بخطواتٍ سريعة للأسفل و رائحة العُود تسبقه لأمه
والدته : تبارك المساا
ضحك لينحني مُقبلاً رأسها : متبارك فيك يا أميمتي ...
أتته الصغيرة ذات الشعر البُندقي والبشرة البيضاء ، تركضُ بخطواتٍ متذبذبة ، فتح لها ذراعيه لتدخل بها : هلا بشيخة البنات كلهُم
والدته تسكبُ له القهوة : كل هالكشخة لمين ؟
أبتسم فيصل ليُردف : معزوم
والدته أبتسمت والتي لا يتضح عليها عُمرها أبدًا إبتداءً من شعرها البنِي المرفوع نهايةً بجسدِها المشدُود : و ولد عبدالله مايقولنا وش هالعزيمة ؟
فيصل وهو يُلاعب رِيفْ بيديْه : معزوم على تمايم ولد ريانة حبيبة قلبك ! *أردف كلمته الأخيرة بضحكة*
والدته بدهشة : منصور تزوَّج !!
فيصل : والله يا أميمتي أنك غايبة عن هالعالم ! تزوج وعنده بزر وحتى يوسف تزوَّج
والدته : ماشاء الله ، الله يوفقهم ويهنيهم
فيصل بهدُوء : ماصارت ! عازلة نفسك عن العالم وناسك وحبايبك .. خلاص أطلعي وونسي روحك !
والدته بمثل هدوئه تُضيِّع الموضوع : عطني ريف لاتوصخك ....
فيصل تنهَّد ووقف : تآمرين على شي ؟
والدته : سلامتك وأنتبه على نفسك
فيصل قبَّل كفَّها المُعطَّر بالجنَّة : إن شاء الله . .
خرَج و ركب سيارته البي آم دبليو السوداء ، نظر لنفسه بالمرآة و عقله يغيبْ لأحداثٍ يكرهُها ، أولُ لحظةٍ شتم فيها عبدالرحمن آل متعب و أولُ كلمةٍ سيئة لفظها بوجهِ سلطان بن بدر و أول حقدٍ نفث به على وجهِ عبدالله اليُوسف والِد منصُور .
لا ينسى أبدًا عندما قال لسلطان العيد في وجهه و أمام الجميع " راح أخليك تترجاني " يالله يا وقاحة تلك الكلمة و يا وقاحة نفسي حين قُلتها له .
كل الأشياء السيئة كانت ترتطمُ به عندما توفى والِده إثر التدريبات و ترك كُل الذنب عليهم ، قطع علاقتِه بتلك العوائِل رُغم حبه لهم سابقًا ، قبل سنةٍ تقريبًا تبدَّل الحال و رُغم ندمه على بعض أفعاله التي فعلها بأشخاص لاذنب لهم سوى إرتباطهم بتلك العائلة إلا أنه تغيَّر عندما تعرَّف على شخصٍ أستطاع أن يجعلُ منه شخصًا آخر ، و لأجل هذا الشخص أنا هُنا في الرياض ، قريبًا جدا سأُصلح الأخطاء و سأردُ دين هذا الشخص .
تمتم : يارب أشوفك يا ناصر

،

رسالةٌ قديمة على البريد الإلكتروني تحمل تاريخ 17/12/2009 ،
" رتابـة الأيام تشطُر الحياة سوادًا ، تعال إليْ في مثل يومٍ كهذا أشتهِيكْ كالسماء و أكثر "
ترك حاسُوبه الشخصي ليبحث في الأرفف عن أقراصِ دائريـة تحملُ له الذكرى و تُشبع شوق نظره إليْها ، لايعرفُ لماذا كان يُحب أن يصوِّرها دائِمًا رُبما لأنه يخشى فقدانها لذلك أراد أن يحتفظ بها ، لم يكُن شغوفًا بالتصوير كحالته معها ، كانت شيءٌ إستثنائِي يوثق به حتى الأشياء البسيطة ، تلك الأشياء التي تتركُ في قلبه عمقٌ لا يُسَّد بسهولة ، من يحفظُ الذكريات كثيرًا يخافُ الفُقد ،
أدخل السي دي ليجِد أن الفيديُو مشوشًا ولا يعمل ، شتمُه كأنه إنسانٌ واقِف أمامه ليُدخل السي دي الآخر و فتح له على صفحةِ بياضٍ مُمتدة من قلبها ،
" تُخرج لسانها بشغب و من خلفها ربيعُ باريس الزاهي ، وضعت نظارتُها الشمسية مُردفة : عادي أفصخ حجابي دام مافيه أحد ؟
ناصِر الممسك بالكاميرا : طبعًا لأ
غادة تنزعُ الحجابْ بهدُوء ليتراقص شعرها على كتفيْها والهواءُ يُداعبه ، المكانُ الأخضر جنَّـة تخلُو من الجميع الا ظلالِهم : في قلبك موافق وهذا يكفيني
ناصر : على كيفك قررتي أني موافق !! ...
سارُوا للداخلِ أكثر مُبتعدين عن الأطراف التي توازي الطُرق ، ألتفتت عليه : صورني وبرسلها لهديل عشان تتحمس و توافق على اللي خاطبها
ناصر بضحكة : مين خطبها ؟
غادة : ماأعرفه بس ولد السفير وأبوي مدحه وطيَّره للسماء بس عيَّت تقول ماأبي آخذ واحد عنده ميول سياسي
ناصر بحماس : عبدالعزيز وش قال ؟
غادة : كنك داري ههههههههههههههههه قام يتطنز عليه طلعه ولا شيء !!
ناصر : لأن هو ذاك اليوم مع عادل يقول إذا قررت أتزوج بتزوج بنت شخص بسيط ماراح أتزوج بنت واحد عنده منصب مهم ! وحتى خواتي ماراح أرضى تتزوج واحد ولد شخص مشهور ولا شخص له منصب كبير
غادة : أصلا كل يوم أكتشف في عبدالعزيز عقد بشرية في مخه !! أمس أقوله أنت ولد شخص مشهور وله منصب سابق يعني ممكن فيه ناس تشوفك بهالمنظور قام ضحك وقالي أنا حالة إستثنائية
ناصر : بذكرك باليوم اللي راح يجي ويتزوج وحدة توازيه في المستوى الإجتماعي
أنتهى الفيديو ، يالله لو أكملناه لثواني لو للحظاتٍ بسيطة فقط لأراها أكثر لأسمَع أحاديثٍ أخرى ، لو فقط يا غادة تأتين كالحلم و أراكِ .

،

دخَل سلطان وكعادتِه رمى سلاحه الشخصي مع مفاتيحه على الطاوِلـة الخشبية و أتجه للغرفة العارية من كُل شيء وتضمُ تُركي ، أتجه خلف الكُرسي المربوط به وفتح قيْدِه ، جلس أمامه بصمتْ ،
أنحنى تُركي بوجهه ليجهش بالبُكاء كطفلٍ صغير ، لا أحد حوله ! لا أُم و لا أب ! لا أحَد يشعُر بألمِ تُركي الذي لا نفهمه ، أو كيف يشعُر ؟ لا عُذر يُبرر له ما فعَل و الله لا عُذر يشفي حُزن الجوهرة و كسرُها الذي جفَّ و صعبٌ على الحياة أن تُبلله !
لكن لِماذا ؟ لِمَ فعلت هذا ؟ كيف نسيْت الله و فعلتُها غدرًا من وراءِ ظهر أخيك ؟ كيف فقط قُل ليْ أيُّ الأعذار ستُخفف وطأة مصيبتنا !
سلطان بهدُوء الأموات الذي يلفُهم لولا بُكاء تُركي : أخوانك يسألون عنك ! قولي بس وش أسوي فيك ؟ أنت تدرِي أني مقدر أشتكي عليك وماعندي شهُود ! لكن الله ماراح يضيِّع حق أحد ! ولا راح أرضى أنك تبقى هنا وتكرر اللي سويته مع الجوهرة بغيرها !! راح تعترف يا تُركي ولا كيف ؟
تُركي ولا يردُ عليه الا بالبكاء المُزعج لكل روح إنسانية ، بُكاء يُفكِك قسوة الحجر .
سلطان عقد حاجبيه : أعترف لأن خلاص محد راح يفيدك لا عبدالمحسن ولا عبدالرحمن ! كلهم يدورون عليك و عبدالمحسن أكيد ماراح يسكت والله يعلم وش مخطط يسوي فيك !
تُركي ببحة قاتلة جعلت سلطان يشتُم كل هذه الحياة لأنها تُشبه بحة الجوهرة في البُكاء : أذبحوني ... ماأبي هالحياة .. ماأبيها
سلطان بحدة : و لا هي تبيك ! محد يتشرف أنك تمشي جمبه حتى الشوارع تكرم منك !!
تُركي ببكاء يتخلى فيها عن رداء الرجولة الشرقية : والله أني أحبها
سلطان و نفسه مُرهقة من هذا الحديث ، وقف ليُعطيه ظهره ويلفُظ بحرقة : بنت أخوك ! فاهم وش يعني بنت أخوك !!! .. ألتفت عليه ليصرخ ... مايجوز لك .. أفهم أنها ما تُحل عليك
تُركي بصراخ آخر : طيب أحبها !! والله أحبها ... أقسم لك بالعلي العظيم أني أحبها غصبا عني .. غصبًا عني أحبهاا
سلطان بسُخرية غاضبة : تعرف عن مين تتكلم !! تتكلم عن زوجتي يعني ممكن أحرقك في جحيم حبها عشان أعلمك كيف تحب
تُركي بصوت مُضطرب وخافت : ماتفرق معي .. ماعاد تفرق .. أما حياة مع الجوهرة أو فلا .. ماأبي هالحياة
سلطان : لا تحدني أجرِّك الحين للتحقيق وأخليهم يعتقلونك رسميا وساعتها ماراح يفيدك هالحُب
تُركي و الجرُوح تنتشر على وجهه ، رفع عينه بإتجاه سلطان : قلت لك ماتفرق
سلطان بغضب : عقوبتك مثل عقوبة الزاني المحصن يعني القتل !!
تُركي : ماتقدر تثبت شيء أنا والجوهرة نحب بعض والله نحب بعض
سلطان و تنرفزت حواسه بأكملها ، دفع الكُرسي الذي كان جالسًا عليه و هو يُشير بسبابته : يعني ماراح تعترف
تُركي ودمُوعه مازالت تُبلله : أثبت أنه الجوهرة ماتحبني !!
سلطان بحدة : لآ تنسى أنك أغتصبتها
تُركي : لأ هي جتني
سلطان بغضب : أغتصبتها
تُركي : لأ
سلطان و يُكرر عليه حتى يستفزه ويعترف : أغتصبت بنت أخوك وأنت عارف أنه حراام
تُركي : لأ .. والله لأ
سلطان : أغتصبتها
تُركي ببكاء : لآآآآ أنا ماأغتصبت أحد
سلطان صرخ : أغتصبتها
تُركي : لأ
سلطان : جيتها في آخر سنة لها بالثانوي وأغتصبتها لأنك مالقيت أحد في البيت !! لأنك جبان مقدرت تسوي أفعالك الا بغياب أخوك
تُركي بجنُون : لأ
سلطان : أنت اللي تتحمل الذنب كله ! أنت اللي راح تتعاقب وأنت يا تركي اللي بتطيح في شر أعمالك
تُركي يهز رأسه بالرفض : كذااب .. لأ ..
سلطان : كلهم بيوقفون ضدك !! أخوانك و أهلك كلهم بيستحقرونك ! بتموت في فضايحك يا تركي
تُركي يضع كفيْه على أذنِه و طريقةُ الجوهرة تُعاد بهيئةٍ أخرى ، يكرهُ هذا التشابه بأفعالهم ، يكرهه أشد كُره ليصرخ بغضب : روح وقول للقاضي والله أنا أحبها ! وشوف وش بيسوي فيك !
تُركي مازال واضع كفوفه ليسدُ إذنه وهو يرفضُ الإستماع له
سلطان : أغتصبتها !!! أعترف وخلك رجَّال لو مرة وحدة !! ... أنت أصلاً حرام عليك الشارب !!!! اللي عمره 11 سنة أرجل منك ... *صرخ به* أعترررررررررررررف لأن لو وصلت أمورك للمحكمة صدقني ماراح تفلت من العقاب !! أعترف باللي سويته و لاتنسى مين أنا !! حط في بالك دايم إذا أشتكيت وش بيصير ! خل هالشي في بالك
تُركي : ماسويت شي .. ماسويت شي .. ماسويت شي ... كرر كلماته كثيرًا في جنُون.
سلطان : أغتصبتها ... أنت يا تركي أغتصبتها بدون رضاها
تُركي صرخ : لأ
سلطان : إلأا أغتصبتها .. أغتصبتها و 7 سنوات تتحرش فيها !!
تُركي : لأ .. أنا ماني كذا
سلطان صرخ : أغتصبتها
تُركي بصراخ يبكي : لأ .. والله لأ
سلطان بعصبية : لآ تستهين بإسم الله على لسانك !! لا تحلف فيه كذب .. خاف ربك في نفسك
تُركي بتعبْ : لأ .. لأ
سلطان بهدُوء : أغتصبتها يا تُركي و راح تلقى جحيم هالدنيا قدامك
تُركي : لأ . . ماأغتصبتها
سلطان صرخ : إلا أغتصبتها
تُركي : ماأغتصبتها
سلطان يشد على أسنانه لينطق من بينها : إلأا أغتصبتها
تُركي بإرهاقٍ بكى : أيهه بس والله ماكنت أبي أسوي كذا .. هي والله اللي خلتني أحبها .. شفتها ومقدرت أمسك نفسي
سلطان بغضب صفعه ليرتمي على الأرض ، إعترافه وإن كان متوقعًا إلا أنه شطر كل ذرة رحمة في قلبه : هان عليك أخوك !! هان عليك ربك قبل كل شيء !
تُركي : ما هو بإيدي
سلطان بصرخة أرعبته : هذا إغتصاب عارف وش يعني أغتصاب !!! كيف تنجذب لها وهي بنت أخوك ! كيف تشوفها بهالطريقة القذرة !!!!!!
شدَّهُ من ياقتِه : راح أجيب أخوك وقدامه بتعترف وبعدها يا تُركي أطلب من الله حسن الخاتمة !!

،

في أطرافِ الليل المتسرِب بين جُدرانِ الوحدة ، غادر الرياض و ترك قلبٌ من بعدِه مثقُوب ، ترك أنثى غجريـة يرفرفْ قلبها على شوكٍ منثُور ، ترَك حُزنًا مُتلبِسٌ في عينيْها ، تركها و لم يعرفُ ثمَن ضحكاتها و لا فرحها ، لم يعرفُ كيف يُجازِي الحياة بها إلا بالجرح !
منذُ الأمس وهي لم تخرجُ من غرفتها ولم يدخلُ جوفها إلا الماء ، منذُ الأمس وهي تبكِي بحُرقة و تنامُ لبُضعِ ساعات وتستيقظُ باكية ، منذُ الأمس وهي لا تستوعبُ فجيعة ما يحصلُ بها ، منذُ الأمس و هي ميتــة نسبيًا بعد أن حشرُوا الأشواك في قلبها .
منذُ الأمس وهي ساقطة على سريرها لم يبقى قطعةٌ قطنية لم تتبلل ببكائِها ! أحترقتْ وغابُ وهجُ هذه الحياة بعينيْ ،
جلست على سريرها وهي تحتضنُ الخُدادية المُزخرفة بألوانٍ مُبهجة تجلبُ العصافير وأصواتها ، وهذا المفروض إلا أنَّ البُكاء أفقد القُطن شهيتهُ بالحياة ،
يهدأ بكاءها لحظة و يعتلي مرةً أخرى ، يزرعُ بها سمُوم الحقد و ينبتُ بقلبها ألفُ غصنٍ من الحزن ذابل ، يالله " قد إيش موجوعة منك "
أرتجفت وهي تُعاود بُكائِها ، خرج صوت كلماتها بين بُكائها وهي تلفُظ : آآآآه
من يُطهِر قلبي من هذه الأشواك ؟ من هذا الحُزن ؟ من يُخبرني كيف أبتسم مرةً أخرى ؟ تعبت و ربُ هذه الحياة مُتعبة من كل هذا ! لِمَ كل الأشياء التي تُحزنني هي منك يا عبدالعزيز ! لِمَ كل الأشياء الحزينة التي ليست مِنك هي تتواطؤ معك حتى أبي !! أبي الذِي أتيتُ من ضلعه تواطؤ معك و مع عذابِي ! يالله أكان هذا عقاب الطيش ؟ أكُنت أستحق كل هذا ؟ منذُ اليوم الأول الذي رأيتُك به و كسرني بها أبي بعقابه إلى هذا اليوم و أنا لا أفهمُ لِمَ كل شيء يقف معك يا عبدالعزيز !
حتى أنا ! حتى أنا لا أعرف كيف أستحقرُك ؟ أو كيف أُحزنِك ! حتى " أنا " تعصيني و أُحبك ! لِمَ أُحبك ؟ " ليه "
أرتفعت شهقاتها وهي تسألُ نفسها " لِمَ تُحبه "
و إني فهمتُ حديثهم عندما نطقُوه " إن الله يُمهل ولا يُهمل " أمهلني الله الكثير حتى أُصحح أخطائِي ، أمهلني ولم أتعلم ! أتبعتُ عنادِي وحقدِي حتى أكسُره و بالنهاية كسرنِي ! و بالنهاية كسرني حتى أبي .
و أنا الذابلة بالحُب من رأسي إلى أقدامِي : كسرُوني ، الله عليك كيف قدرت يا عزيز تجرحني بهذه الطريقة ؟ و ربُ هذا الحُب لِمَ تستهينُ بقلبٍ وهبك حُبًا سرق من الحياة كل شيءٍ لأجلِ ان يعيشك !
هان علِيك كثير بأن تُسقطني حُزنًا !! هان عليك و أستسهلُه قلبك ، ليتَك شعرت بحُرقة كلماتك على قلب أنثى تعشقك مثلي ،
. . منك لله يا أناني .


،

جالِس على الأريكة النحيلة وبين يديْه السبحة و هالاتٌ من الضيق تطوف حول عينيْه و تعرجات جبينه تكشفُ حزنه ، تقدَّمت إليْه بكأس شايْ ساخن و رائحة النعناع تفوح منه : لا تحمِّل نفسك فوق طاقتها
أخذ الكأس و جلست ضي على الطاولة التي أمامه : لا عبير ولا رتيل طلعوا من غرفهم اليوم
ضي بضيق : حاولت أكلم رتيل بس مافتحت لي الباب
عبدالرحمن بهدُوء : ماعدت أعرف وش الغلط ووش الصح
ضي تمسك كفِّه لتشد عليه : مو أنت اللي علمتني أنه الأشياء اللي تزعجنا نسويها عشان نحفظ أنفسنا !! و رتيل أكيد فترة وبعدها راح تتفهم الموضوع وتعرف أنه هذا بمصلحتها
عبدالرحمن : اللي شاغل بالي أنه اللي صار , صار من عز ! هو حتى نفسه يجرحها ، كيف رتيل ؟ .. أكيد سمَّعها كلام يسم البدن ! أكيد قالها شيء خلاها تثور بهالطريقة ! ... عز يأذي نفسه ويأذي اللي حوله دايم
أنزل الكأس ليُردف بحزن : وأنا كل ماقلت هانت جد علمِ جديد
ضي أخفضت رأسها و هي التي تتألمُ من ألمه وتشعُر بحُزن بناتِه وبناتِ قلبه ،
أردفت : كل شي بيتصلح إن شاء الله
عبدالرحمن وقف ولكن يدِ ضي قاطعت إتجاهه : لآ تضغط عليها ، أتركها هاليومين
عبدالرحمن بغضب : مقدر أتحمل وأصبر !! هذي بنتي يا ضي كيف أسكت وأنا أشوفها كذا .. ترك يدها وصعد للأعلى ،
ضي تلألأت دمعة على خدها ، لاتبكِي من أجل ما يحدُث ، تبكِي من ألمِ الأب على إبنته والتي أفتقدتهُ طوال حياتها .
طرق الباب ولا ردُ يأتيه ، بصوتٌ خشن موجوع : رتيل ..
رفعت عينها بإتجاه الباب الذِي يُطرق ، وصوتُه يلتهم كل خلية في عقلها ! يلتهمُه ويُحزنها !
عبدالرحمن : رتيل عشان خاطر أبوك أفتحي الباب
رتيل ولا ردٌ تنطقه و دمُوعها تواصل الرثاء .
عبدالرحمن بهمس : رتييل .. تعرفين أني بأضعاف حزنك أتألم ! أفتحي واللي تطلبينه بسويه حتى لو ماني موافق عليه !
رتيل مع كلماته الخافتة أزداد بُكائِها ، أتجهت بخطواتٍ مُرتجفة للباب !
عبدالرحمن بنبرة هادئة : هذي أول مرة يا رتيل تطولين فيها بزعلك مني !
رتِيل ودَّت لو أنها تفتحُ الباب ولكن بها من القهر ما يجعلُها تكره النظر له وللجميع ، بها من القهر ما يجعلُها تُفكِر بصورة شيطانية لا علاقة لها ببراءة عينيْها ، بها من القهر ما يجعلُها تُفكِر بفعلٍ خبيث توجهه لعبدالعزيز تعلم هي أنها ستؤذي نفسها ولكن الأذى الأكبر سيكون على ظهرِ عبدالعزيز ، أعرفُ أن من يُحب لا يؤذي غيره ولكن أنا ؟ أنهنتُ بما فيه الكفاية.
جلست على الأرض الرُخامية وهي تضع ظهرها على الباب وتسمعُ لحديثِ والدها ببكاءٍ شديد.

،

في صباحٍ فوضويْ بغُرفةِ يُوسف ، ركَل بنطاله الجينز من على الأرض وأخذ يُغلق أزاريره بعجَل وفتح هاتفه ليتصل عليها ويطمأن ، ثانية تلو ثانية ولا ردّ ، نزل بخطوات سريعة ليكتبُ لها رسالة " بس تصحين كلميني "
أدخل هاتفه بجيبه وألتفت عليهم مجتمعين جميعًا على طاولة الفطُور ،
رفع حاجبه : صباح الخير
والده : صباح النور
يوسف وهو واقف سكب له من الحليب الساخن
والدته : أجلس وأفطر زي الناس
يُوسف : مستعجل
والده بسخرية : عسى بس خايف يطير منك الدوام
يوسف بضحكة أردف : أخاف أنطرد
والده أبتسم : لا جد وش عندِك ؟
يُوسف : يمكن أروح حايل فماأبي أطلع متأخر وتظلم عليّ في نص الطريق
والده : أنتبه على نفسك
يُوسف : إن شاء الله ، يمه تكفين خلي الشغالات يرتبون الغرفة مررة قذرة
هيفاء وهي تأخذُ قطعة من الزيتون الأسود و تُردف : ارحمني يالنظيف
يُوسف : أقول كملي أكلك لا أخلي الزيتون يطلع من خشمك
هيفاء ضحكت ليتناثر العصير الذي كانت تشربُه من فمِها
ريم بتقزز : يا مقرفــــــــــــة
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه
بو منصور وقف : يا مال اللي مانيب قايل .. وخرج.
والدتها : أحترمي النعمة في أحد يضحك وهو يشرب
هيفاء تمسح بقايا العصير : كله من هالحقير
يوسف ضحك وأردف : أحمدي ربك أنه منصُور مو هنا ولا كان خلاك حشرة وعطاك محاضرة بالأتيكيت ... يالله مع السلامة .. وخرج مُتجهًا لسيارته ، أخرج هاتفه الذي يهتز وفتح الرسالة " معليش مشغولة شوي "
شد على شفتيْه و بقيْ متوقفًا لثوانِي طويلة ، أرسَل " كنت بقولك أني بجي حايل "
ثواني طويلة حتى أهتز هاتفه و فتح الرسالة " حيَّاك ، طبعا مجرد زيارة "
بدأ ضغطه بالإرتفاع والغضب يعقد حاجبيْه ، ركب سيارته مُتجهًا للشركة و مُتجاهلاً الطريقُ الآخر الذي يتوجه للقصيم ومنها لحائل.
في جهةٍ أخرى ضحكت ومسحت الرسائل : أحسن
وضحى : بس والله الكلمة وقحة ههههههههههههههه أجل مجرد زيارة يعني طردة
غالية : أجل تنفخ ريشها علينا ،
وضحى : ماأتخيل ردة فعله كيف بتكون أدنى شي بيقول ماهي متربية أجل كذا ترسلي ههههههههههههههه
غالية ضحكت لتُردف : خلي الجوال هنا وأمشي نطلع قبل لحد يشوفنا

،

من خلفها قطع إتجاهها للباب بصوتٍ خشن و رجولي صاخب : على وين ؟
العنُود ألتفتت : بطلع
سلطان : طيب !! وأنا أسألك وين ؟
العنُود تنهَّدت لتُنادي والدتها : يمممممه
أتت حصة من الغرفة : يالله صباح خير !! ..
سلطان : فهمي هالشي بنتك فيه أحد يطلع بهالوقت !!
العنود : إيه أنا بروح أفطر مع صديقاتي وش دخلك أنت !!
سلطان : تكلمي معاي بأدب
حصة : خلاص يا سلطان !! خلها تروح
العنود بغضب ثارت : يمه تترجينه بعد !! كيفي بطلع ومالك حق تسألني فاهم !
سلطان الذي أخذ إجازة من عمله اليوم ، أردف بهدُوء : أفصخي الجزمة وأضربيني بعد
العنود تأفأفت : لا ماهي حالة تحاسبني على الطالعة والنازلة !! أبوي للحين عايش وأمي بعد !
حصة : خلاص لاتكثرين حكي وروحي أقلقتيني ... خرجت العنُود لتلتفت حصة عليه : يعني فيها شي لو راحت مع صديقاتها ! هي بروحها تكرهك وتنتظر عليك الزلة
سلطان بسُخرية يُردف وهو يتجه لطاولة الطعام : زين علمتيني عشان ماأقولها شي وتمسك علي الزلة
حصة ضحكت لتُردف : أستغفر الله بس أنا قايلة ماراح أكلمك بعد
سلطان أبتسم وألتفت عليها : تعالي أفطري معي ماأحب أفطر بروحي
حصة : لأ وتراني زعلانة بعد
سلطان : طيب تعالي وبراضيك
أتت حصة بطيبة قلبها وجلست أمامه وبجدية : أمس مقدرت أنام من التفكير ! كيف تضربها بسهولة ! مايجوز أبد تسوي فيها كذا من عذرها يوم راحت عند أهلها أجل تضربها وتسكت ! زين بعد مادخلت أهلها وخلوك تطلقها ! من متى المرة تنضرب ؟ ولا أنت تبي تعيد عادات الجاهلية !!!
سلطان بهدُوء : موضوع منتهي من زمان وخلاص لا تفتحينه وتنكدين علي هالصبح
حصة : طيب أجبر خاطرها في كلمتين !! تعلم شوي الكلام الحلو
سلطان ضحك ليُردف : علميني على إيدك
حصة : تتطنز !! أتكلم جد ، حسن أسلوبك معها ! أجل أمس خليتها تجيب لك القهوة وتطلع منك تبكي
سلطان : هي حساسة تبكي بسرعة
حصة : لا والله !! وهذا عذر ! إلا أنت أستغفر الله بس مانيب قايلة كلمة شينة بحقك
سلطان : أشوفك واقفة مع الكل ضدي
حصة : لأن اللي تسويه غلط ولا يرضي أحد
سلطان بهدُوء : خلاص يا قلبي الله يخليك سكري على الموضوع
حصة : هذا أنت تعرف تقول يا قلبي وياروحي طيب قولها شوي مو بس " تُقلد صوته الثقيل " الجوهرة
سلطان ترك كُوب الحليب لينفجر بالضحك ويُردف : طيب أبشري
نزلت الجوهرة بخطواتٍ هادئة وهي التي لاتعلمُ بأمرِ إجازته ، ألتفتت ولم تتوقع بأن تراه ،
بصوتٍ مُرتبك : صباح الخير
حصة : يا صباح الفل و الورد
الجوهرة أكتفت بإبتسامة ، وهمَّت بالصعود مرةً أخرى لولا وكزةُ حصة لسلطان الذي نطق : تعالي
الجوهرة : مو مشتهية بس كنت بشوف حصـ .. بترت كلمتها لتقُول .. أم العنود
حصة : ناديني حصة وماعليك منه .. *وجهت الحديثُ له* الحين إسمي ولا إسمك !! كيفي أبيها تناديني حصة
سلطان كتم ضحكته وأخذ يشربُ من الكُوب بصمتْ
حصة : تعالي يا روحي أفطري خلي سلطان يتهنى بأكله *أردفت كلمتها الأخيرة بخبث وقصد لسلطان*
سلطان ضحك بخفُوت وألتفت على الجوهرة لتقع عيناه الضاحكة بعينيْها المُرتبكة : تعالي .. وأشار لها على الكرسي الذي بجانبه
حصة تُراقب بشغف ما سيحصُل الآن و سلطان " رايق " لأبعدِ حد .
أتت الجوهرة وجلست بجانبه ليُفاجئها سلطان بسحبِ كُرسيها ليُلاصق كُرسيْه ،
حصة تسكبُ للجوهرة من الحليب الساخن و مدتُها إليْها : أخذي تغذي مهو نافعك أحد ..
سلطان بإبتسامة نقية تُظهر صفةُ أسنانه : مُعاذ الله من أنك تقصديني
حصة بضحكة : إلا أنت بجلالة قدرك
سلطان أبتسم : بسوي نفسي ماسمعتها
الجوهرة المُرتبكة بقُربه و رائحة العُود تتشنجُ معها أعصابها ، أخذت الكُوب وبأصابع مُرتجفة يهتزُ معها الحليبْ السائل ، و أعيُن سلطان تُراقبها وهي تشربْ .
الجوهرة لم تستطع أن تتذوقْ الحليب وأرجعته للطاولة وكل حواسها ترتجفْ ، لا تعلم لِمَ تشعُر بأن هُناك شيءٌ غائب عنها تجهله يجعل سلطان بهذه الصورة .
حصة : فيك شيء حبيبتي ؟
الجوهرة : لأ .. ولا شيء بس برد
حصة : عاد التكييف مقصرة عليه الصبح ...
سلطان يُفاجئها ليضع ذراعه على أكتافها ويسحبها ببطء نحوه و يُقبل رأسها مُستنشقًا ذراتِ الهواء من بين خصلاتِ شعرها ،
حصة وتشعُر بنشوة إنتصار : أنا بخليهم يجددون الحليب .. وأتجهت للمطبخ تاركتهم ،
الجوهرة و قلبُها ينتفض ، لا تعرفُ بأيّ التناقضاتِ تأتيتها وأيُّ شعورٍ يُباغت قلبها ،
سلطان بصوتٍ خافت : بردانه من أيش ؟
الجوهرة و فكيْها يرتجفان ، صمتت وهي تغيبُ فعليًا عن هذا العالمْ و حرارةِ أنفاسه تُسكِنها و تُهدأ عُمق حواسها ،
سلطان تنهَّد مُثبتًا ذقنه على رأسها و ذراعه مازالت تُحيط بها ، بتنهيدتِه تجمَّعت دمُوع الجوهرة ، كتمت نفسها وهي تشدُ على شفتيْها حتى لا تبكِي .
بعد هدُوءٍ لدقائِق طويلة و رأسُ الجوهرة على طرفِ صدره ، بحُمرة وجنتيْها حاولت تسحبُ نفسها لتنكشفْ رقبتها كالمُعتاد ، أقترب سلطان و لامستْ شفتيْه أثارُ ضربِه كأنهُ يحاول يشفِي الآثارُ بقُبلاتِه .
أبتعدت الجوهرة بإرتباك وهي تسحبُ نفسها مع الكرسي و تضع مسافةٌ قصيرة فاصلة بينهُما ،
سلطان بلل شفتيْه بلسانه وأردف : خلي عايشة تجيب لي القهوة لمكتبي .. وتركها .
الجوهرة وضعت يدها على صدرها وقلبُها لايتزن بنبضاته ، تشعُر بأن الأشياء تذوب من حولها و تذبل ورُبما حتى تتراقص .
حدَّثت نفسها لتُهذِّب تصرفاتها وربكتها ، لا تضعفين يا أنا ! هو شكّ بِك و أساء لك ، لن تلمسني بسهولة يا سلطان و لن أُسامحك و إن أحببتُ الوطن الذي وهبتني إياه .

،

مسكت هاتِفها لترى رسالته الأولى " بس تصحين كلميني " ، أتصلت عليه ، مرَّة ومرتين وثلاث ولا يأتيها رد ، عقدت حاجِبها بشك لتُرسل له بالواتس آب " يُوسف ؟ "
في جهةٍ أخرى على مكتبه يلعبُ بقصاصات الورق بنرفزة ، فتح محادثتها فقط ليظهر لديْها بأنهُ قرأ و لكن سيتجاهلها تمامًا ،
مُهرة و الشكُ يدب في قلبها من فكرة أنه يقرأ دون أن يرِد ، كتبت له " وش فيك ؟ "
يُوسف بعصبية كتب لها مثل ما كتبت له " معليش مشغول شوي "
مُهرة أمالت فمِها بقهر وأغلقت هاتفها لترميه على السرير و تمتمت : عساك ما رديت ...

يُتبع






 

رد مع اقتباس
قديم 08-20-2020, 01:57 PM   #52
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






تحت أجواءِ باريس الغائمة و الليلُ يُداعب السماء بخفُوت ، تنهَّد بضيق
أثير الجالسة مُقابلةً له في المطعم الهادىء و التي أكتملت زينتها بزواجها من عبدالعزيز : وش فيك ؟
عبدالعزيز : ولا شيء بس صار لي يومين مانمت وشكل المزاج بدآ يضرب
أثير أبتسمت : ومين سارق تفكيرك ؟
عبدالعزيز بهدُوء : أرق
أثير نظرت لهاتفها وأغلقته
عبدالعزيز : مين ؟
أثير : سلمان
عبدالعزيز شتت أنظاره بإمتعاض
أثير : مُجرد زميل في الشغل
عبدالعزيز بحدة لم يُسيطر عليها : وأنا قلت شي ؟
أثير عقدت حاجبيْها الفاتنيْن : لأ بس حبيت أوضح لك
عبدالعزيز تنهَّد وصمت
أثير : أنت صاير ماينحكى لك كلمة ، أمش خلنا نطلع وتروح تنام
عبدالعزيز : أثير يرحم لي والديك لاتزنين عليّ
أثير بهدُوء : مازنِّيت أنا أقترح عليك
عبدالعزيز بعصبية : طيب خلاص ماأبي أسمع شي
أثير تنهَّدت وصمتت ، أخذت هاتفها لتُقلِّب فيه وتُهدأ من حرارةِ غضبها في ليلةٍ مثل هذه كان يجب أن تحتفل !
عبدالعزيز بدأ الهزُ بأقدامه و أعصابه تشتدُ وجدًا ، بنظرة شك : تكلمين مين ؟
أثير رفعت حاجبها : شارب شي ؟ ماهو معقول اللي قاعد تسويه !! ... وقفت لتأخذ معطفها وتخرج
عبدالعزيز نثر مبلغًا يجهله على الطاولة وتبعها ، من خلفها مسك ذراعها ليوقفها وبعصبية : من متى إن شاء الله تعطيني ظهرك وتروحين ؟
أثير التي يمتزجُ خجلها بقوةِ شخصيتها : أترك إيدي !
عبدالعزيز يتجاهلُ ماتقُول ليُردف : لو تكررينها مرة ثانية صدقيني ما يحصلك طيِّب
أثير بهدُوء : عزوز حبيبي روح نام أحسن لأن عقلك بدآ يضرب من جد
عبدالعزيز ترك ذراعها ليلبس معطفه و يتنهَّد وبتنهيدته يخرجُ البخار الأبيض من فمِه.
أثير بعد صمت لثواني أردفت : يا رُوحي أنا فاهمتك ، لكن صار لك يومين منت نايم أكيد عقلك بيتوتر وماراح تفكر صح ! عشان كذا أرجع البيت وحط رآسك ونام و بكرا الصبح نتفاهم
عبدالعزيز عقد حاجبيْه بحدَّة : طيب خلاص
أبتسمت : تصبح على خير
عبدالعزيز: وأنتِ من أهل الخير ...
أثير أقتربت منه وبجُرأة قبَّلت خدِه الأيمن : برجع بسيارتي ... وأختفت من أمامه خلال ثواني قليلة .
عبدالعزيزأخذ نفسًا عميقًا ليُمسك هاتفه ويتصل بناصر ، أتاه صوته : ألو
عبدالعزيز بقهر : تزوجتها
ناصر بعد صمت لثواني أردف : تعرف شي ؟ بقوله لك وماعليّ منك !! يا ويلك من عذاب الله في هالثنتين
عبدالعزيز سار بعيدًا عن المطعم وأقدامِه تُلامس الأرض المبللة : مدري وش اللي مخليني أتصل عليك .. وأغلقه في وجهه ، غاضب من كُل شيء و كل مازادت ساعات إستيقاظه زادت أعصابه توترًا ، لا عجب بأن من لا ينام يُصيبه سوء مزاج ولكن ماذا لو كان هذا الشخصْ بعادته سيءُ المزاج ! يالله كيف ستكون المصيبة إن صاحبه أرق ؟
ركبْ سيارته اللكزس الذي أستأجرها و عقلُه يُصيبه غثيان ، أستاء من تلك اللحظة ، تلك اللحظة التي وقَّع فيها على ذاك الورق مُعلنًا لزواجه من أثير الحقيقة ، و أخذ عقله بلؤمٍ شديد يُقارن بين رتيل و أثير ، تبًا لقلبي كيف له القُدرة على طردِك من ذاكرتي الآن ؟
حرَّك سيارته في طُرقٍ لا يعرفها ، يجهلُها ، يدُور بلا هوية تقُوده ، من المستحيل أن تكرهه ؟ أحلفُ بربِ الناس أنَّ ليس لها قُدرة على كُرهي ، مهما غدرت بها المسافاتْ لن تجِد ملاذًا لها غيري ، أنا النقطة التي ستنتهين بها مهما جاهدتِ أن تقطعين الأسطرُ بفاصِلة يا رتيل .
مسك طريقًا مُتجهًا لـ دُوفِيل القرية الرقيقة التي كان يزورها كثيرًا مع ناصِر وأيضًا عادل .

،

عادُوا من شاطىء دُوفيل الهادىء مُتجهين للفندق ، على وقعِ أصوات أقدامهم أتى صوتُ رؤى : الحين سكرت عيادتك بميُونخ ؟
وليد : لآ موقفها لفترة و كل مواعيدي بعد موقفها !!
رؤى بهدُوء تنهَّدت ، ليقطع وليد عليها أفكارُها قبل أن تبتدأ : أشتقتِ لأيام ميونخ ؟
رؤى أبتسمت لتلتفت عليه : إيه على الأقل كنت أحس أني عايشة بصدق أكثر من هالضياع
وليد : أصبري وأحتسبي ، لك في الصبر أجر
رؤى : الله يرحمنا برحمته بس
وليد : آمين ... وش رايك بكرا نرجع باريس !
رؤى : ماتفرق معي
وليد : لا إذا ماتبينها ماهو لازم ،
رؤى بهدُوء نظرت للعاشقيْن في محطةِ إنتظار الباص ، يقتربُ من أنثاه ويلتهِمها بحُب ولا يُبالي هذا الأشقر بأنظارِ من حوله ، شتت نظراتها و تجمَّدت في مكانها لتتضبب رؤيتها وتغيب فعليًا عن رؤية من أمامها ،
ضحكاتُه تُرَّن في إذنه و هو يُدخلها في معطفِه وينشرُ قُبلاته ، برُودة الأجواء لا يُهدأها إلا حرارةِ أنفاسه ، لا ملامحٌ تراها سوَى ذراعيه التي تُحيط بجسدِها ، هذه باريس !! يالله يا رحمن أكفف عني هذا !
تسمعُ صوت وليد المُنادِي ولكن رُغمًا عنها لا تستطيع أن ترى شيئًا سوى الشوارع الضيقة التي تُخبرها بأنها في باريس و ذراعٌ ذات أكمامٍ سوداء تُحيط بها ، من هذا الذي يُعانقني بهذه الصورة ؟ . . من المستحيل أن يكُن شخصًا غير زوجي ! .. الذي طلقني وقالت عنه أمي أنه مات !
وليد : رؤؤؤى !!
رؤى رمشت لتنظُر لوليد بشتات ، ثواني قليلة حتى سقطت على الأرض مغميًا عليها .

،

سمع آخر رسالة صوتية له على هاتفه " مشتاق لهم كثير . . . بحفظ الرحمن أنتبه على نفسك يا فيصل "
تنهَّد و هو يفكِر بأنَّ منصور ليس له علاقة تربطه بناصر ، يخجل من أن يتصل على عبدالرحمن بن خالد ويسأله عن ناصر ، لا ينسى أبدًا طيشه أثناء وفاةِ والده ، كيف يصِل الآن لناصر و يُنفذ ما قاله ذاك الرجُلِ الذي سرق قلبه !
هُناك أشياء يجب أن تُقال وبأسرع وقت ، هُناك أشياء كثيرة يجب أن تتضح لسلطان بن بدر أيضًا ! .. أأطلبُ موعدًا ؟ أم أُفاجئهم بزيارة حتى أجبرهم على الإستماع إليّ ؟ لكن هو لم يطلب مني أن أخبر سلطان أو حتى عبدالرحمن ! قال لي بالحرفِ الواحد " ناصر هو الأهم " .
يارب رحمتك من كل هذا ، رفع عينه لريف التي تلعبُ بكُتبِه ، أبتسم : ريووف
ألتفتت عليه بضحكة وهي تضربُ الأرض بخطواتها الرقيقة : أنىىى
فيصل وقف مُتجهًا إليْها لينحني ويحملها بين ذراعيه ، نزل بها للأسفَل و والدته تنظرُ للتلفاز بتملُل .
: بنتك بتحوِّس ليْ الغرفة
والدته بحالمية : بنتك ! يازينها من كلمة
فيصل ضحك ليُردف : بسم الله عليك يمه وش فيك ؟
والدته : فيصل متى تتزوج ؟
فيصل أنفجر بالضحك : مخك ضارب اليوم !! ..
والدته : لآ جد ماودك يمتلي البيت بعيالك !
فيصل : على إيدك ماأقول لأ
والدته بفرحة : صدق ؟
فيصل : هههههههههههه بس طبعًا ماهو أيّ بنت !! لازم أشوفها أول
والدته :ومين اللي بيرضى يخليك تشوف بنته وشوفة شرعية !! الناس الحين بدت تخاف
فيصل : زواج أكشط وأربح ما يمشي معي
والدته : قولي مواصفاتك وأنا أدوِّر لك اللي تسواهم كلهم
فيصل بهدُوء : ماأبي وحدة مايعة وتتدلع و لا أبي وحدة خفيفة ولا وحدة تحسينها هبلة ورومانسية زيادة عن اللزوم ، أبي وحدة ثقيلة وجدية يعتمد عليها تشاركني بتفكيري ماأبي عقلها صغير ، أبيها تساعدني بشغلي تفكر وياي ، أبيها ذكية وذكاء حاد بعد
والدته وفعليًا ملامحُها حزينة : حرام عليك ! من وين أجيب لك هالبنت
فيصل : هههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص أجل لين ربي يكتب لك وتشوفينها ذيك الساعة أتزوَّج


،

في مكتبه يُثبِّت الحجز لباريس ، بدأت ساعات الخطرِ تبدأ و مرحلة الجوهي بإذن الله تنتهي ، كل هذه الأفكار تتزاحم بعقله ، فترة عصيبة ستكُون ، يُفكِر بأن يترك بناته هُنا ولكن قلبه لايحتمل ذلك ، حجز لهُم أيضًا و لعبدالعزيز .
لا يعرفُ كيف يتوقع بما سيحدُث في باريس بوجود طرف ثالث تُدعى زوجة عبدالعزيز الثانية ، بكلا الأحوال لن أرفض طلب رتيل إن أخبرتني بأنها تُريد الطلاق ! لن أترك عبدالعزيز يراها أو حتى يتلاعب بها ، سأجعلها أمام عيني و ليذهب عبدالعزيز وزوجته بالمكان الذي يُحب ، بالنهاية أخطاءُنا يجب أن نتحملها مثل ماأنا أتحملُ جفاف بناتي معيْ ، يجب أن يتحمل عبدالعزيز ثمار أفعاله الخاطئة إتجاه نفسه قبل كل شيء .
غدًا زواجُ ريَّان و يجب أن يفرحُون ولكن لا مجال للفرح في هذه الفترة ، يارب ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء
خرج و بوجهه ضي ، أبتسم لها : تمللتي ؟
ضي ضحكت : لا تحسسني أني متعودة على الناس والوناسة قبل
عبدالرحمن يضع ذراعه على كتفيْها : ماطلعوا من غرفهم ؟
ضي : رسلت الفطور لهُم وإن شاء الله يآكلون
عبدالرحمن أكتفى بتنهيدة لتُردف ضي : توقعت رتيل بيليين رآسها وبتضعف
عبدالرحمن : تدرين !
ضي رفعت عينها له ، ليُكمل عبدالرحمن : رتيل عنيفة حيل إذا عصبت ، و الله أخاف عليها تأذي نفسها ...
ضي : لآ بسم الله عليها إن شاء الله ما يصير إلا كل خير ، حجزت لباريس ؟
عبدالرحمن : إيه و أصلاً إحنا ماراح نطول فيها ممكن نروح روسيا بس ممكن أخليكم أنتم في باريس .. على حسب الوضع هناك
ضي : الله يعينك يارب
عبدالرحمن بإبتسامة : تدرين لو مسكنا الجوهي كذا بنكون حققنا هدف عظيم !
ضي بإبتسامة تُشاركه الحماس : إن شاء الله يارب تمسكونه
عبدالرحمن : مايجوز تردفين الدعوة بالمشيئة
ضي بضحكة : يارب يا رحمن تمسكونه من غير شر
أردفت : ما قلت ليْ وش صار مع اللي هددكم في عبير ؟
عبدالرحمن : خليت مقرن يبحث بالموضوع لكن إلى الآن مافيه شي ! مشكلتي ماني مستوعب انه عبير ممكن تتمرد وتطيش ! مستحيل هالشي حتى لو حاولت عقلها بيردعها
ضي : أنا ماأشوف فيها شي يخليني أشك يعني ممكن يكون واحد حقير يبي يهدد وبس لأن عبير ماشاء الله عاقلة
عبدالرحمن ضحك بسخرية : تهقينه عبدالعزيز ؟
ضي شاركته الضحكة : ترى ماأستغرب منه !! هههههههههههههههههههه هالإنسان تحفة ماهو طبيعي ! يمشي كلامه حتى لو بطرق ملتوية
عبدالرحمن : محد يعرف بزواج رتيل إلا هو وإحنا ! يعني مين غيره ممكن يتصل ؟
ضي : بس لاتنسى أنه يعرف موضوع غادة !
عبدالرحمن صمت لثواني ليُردف : إيه صح !! معقولة عبدالعزيز عرف وساكت !!! لآ مُستحيل !
أهتز جواله وردّ " هلا سعد ......... نععععم !! ... كيف هو في دوفيل ؟ .... طيب طيب ... شوف لك طريقة تخلي عبدالعزيز يرجع باريس ! ماهو وقته يعرف بهالموضوع ........ طيب و غادة ؟ ... كويس الحمدلله خلها بعيونك لا تغيب لحظة عنها ... أنا واثق في وليد بس بعد ماني واثق باللي حولهم ... أهم شي ! . . . شف لك حل مع عبدالعزيز ..... أنا بتصل عليه وبخليه يرجع لكن أنت أنتبه تراها قرية وكلها كم شارع !!

،

في ساعاتِ الفجر الأخيرة ، جالِس على الأريكة و أمامه بعض الأوراق يُراجعها ، تسلل نظرُه إليْها وهي نائمة على السرير ، أخذ نفسًا عميقًا و أفكاره تبتعدُ عن العمل لتنحصر بزاوية الجوهرة ، يُريد أن يمُر عرس ريان بخير و يُخبر عبدالمحسن بأن تُركي بين يديْه ، أكثرُ ما يخشاه أن يعرف ريان بالموضوع ! لا يُهمه رأيه بقدر ما يُهمه بأنه سيثُور ويفعل أفعالاً لا يقبلها العقل ، لستُ أفضل منه بالتأكيد ما زلت مقهور منها ومن تُركي لكن ولو ! لن أسمح لأحد أن يتدخل ، تُركي يجب أن ينال عقابه !
لو أعرف يالجوهرة لِمَ كل هذا الصمت ؟ 7 سنوات مرَّت كيف أستطعتِ الصبر بها ! هذا مالا أستوعبه ، تنهَّد و وضع القلم على الطاولة ليقف و يقتربُ إليْها !
بدأت تتحرك قليلاً ناحيةُ اليمين ، وقف يُراقبها ، تُواجه كابوسًا ! هذا ما خُيِّل له .
ثواني قليلاً حتى بدأت مساماتُ وجهها تُفرز الحُزن على هيئة ماءٍ مالح ، جلس على طرف السرير بجانبها و السكُون يحفُّ المكان ، تتحدَّث ولكن صوتُها خافت لا يسمعُ منه شيئًا . . يُريد أن يفهم ما يحصُل رُبما يفكك بعض الألغاز بهذيانِها ،
الجُوهرة تضع يديْها على صدرِها الذي يهبطُ بشدَّة و الرجفةُ تضطرب بها ، هدأت قليلاً حتى بدأ صوتٌ خافت يظهر : يممه .. يمـه ،
أراد أن يوقضها ولكن تراجع وهو يسمعها تقُول " أبعـــد .. أبععععد "
سلطان رُغم دناءة فكرته ولكن أراد أن يستغل هذا الهذيان بفهم ما يحدُث لها ، جلس بالقُرب أكثر ، تواجه كابوسًا أسوَد ،
شدَّت على بلُوزةِ بيجامتها وإنحناءات ترتسمُ على جبينها المُتعرق : يمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .. يببــــــــــــــه .. تكفى قولي .. قـولـ ...تكفــ
بدأت كلماتُها تُنطق بنقص وغير مفهومة ولكن سلطان لا يفوته شيء
: ما سويت شي صح ؟ ... تكفىى قول ... مـ .. ما ..... سويت شي ! لا تكذب الله يخليك
سلطان و عقله يُترجم حديثها ، هي تترجى تُركي ، قالت أنه أغمى عليها أيّ لا تعلمُ فعليًا ماحدث ! و تسأل تركي ؟ أو رُبما تتحدثُ مع نفسها ! لا .. لا هي تتحدثُ مع تركي !
بدأت بالحركة يمينًا ويسارًا و دمُوعها تهطل ، غرزت أصابعها بصدرِها وكأنها تحمي نفسها
سلطان وضع يده أسفل كفيْها حتى لا تجرح صدرها ، بدأت الجوهرة تغرزُ أظافرها في كفِّ سلطان حتى جرحتهُ ، سلطان بصوتٍ هامس : الجوهرة
الجوهرة : أتركننني
سلطان شد على شفتيْه ليسألها على أساس أنه تُركي وهو يعرف تمامًا بأنها غائبة عن الوعي وستُجيبه صدقًا : جيتيني ؟

،

في يومٍ مُشمس ، نزعت الشاش عن رأسها لتسقط خصلات شعرها الملتوية من الأعلى إلى الأسفل ، ألتفتت لتُعطي المرآة ظهرها وتنظُر لمؤخرة رأسها ، صُعقت تماما وهي ترى جُزء صغير خالِي من الشعر بسبب الغُرز ، لعنت عبدالعزيز بأشدِ اللعنات مُتجاهلة تمامًا قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يدخلُ الجنة لعانٌ " ، رُغم أنَّ خصلاتُ شعرها التي في المقدمة تُغطي هذا الجُزء وكثافة شعرها تُساعد إلا أن حقدها على عبدالعزيز يجعلها ترى الأشياءُ من زاوية واحِدة .
مازالت تزدادُ كُرهًا له ، و أفكارها رُغمًا عنها تذهب إليْه ، الآن أين هو ؟ رُبما مع " الكلبة " لو القتل في شريعتنا حلال لأحرقتُك معها !
أتجهت لهاتفها وفتحت بروفايلها اللعين في تويتر ، لم تكتب شيئًا منذُ الأمس ، " طبيعي جدًا محتفلة مع الحقير الثاني "
مقهورة حدُ أنها توَّد أن تُحرقه وتحرق نفسها أيضًا ، فكرت بتِلك الحركة الدنيئة وأن تُجننه فعليًا بتصرفاتٍ يجهلُها ولكن أحبط خطتها منذُ اليوم الأوَّل ولكن مازال يا عبدالعزيز هُناك مُتسعًا ، تهنَى مع أثيرك و مع الفتاة الأولى بحسب ما تقُول ولكن أجزم أن من سلب عقلك هي أنا .
سمعت طرقُ الباب وألتفتت عليه ، ندمت على صوتها المرتفع بوجه والدها فمهما حدث من المفروض أن لاتصرخ و تدخلُ في العقُوق ولكن كرهت نفسها من تصرفات " الذي يُدعى زوجها " آآآه لو في شريعتنا الزواج بأكثر من رجلٍ حلال ! والله لتزوجت و احرقتُ قلبك .
تقدَّمت للباب وفتحته بهدُوء ، ضي الممسكة بـ " صينية " الفطور : تسمحين تفطرين معي ؟
رتيل تركت الباب مفتوح ورجعت للأريكة التي في زاوية غُرفتها ، ضي بإبتسامة وضعت الطعام على الطاولة : صباحك جنة
رتيل بهدُوء : صباح النور
ضي : وجهك منوِّر يا عساه دوم يا رب
رتيل ألتزمت الصمت أمامُها ونظراتُها تتشتت
ضي : رتيل .. أنا فاهمتك والله فاهمتك وعارفة كيف تحسين و أنه محد مهتم لك وطريقة زواجك كأنهم أرخصوك له
رتيل رفعت عينها لها ، و مازالت مُلتزمة الصمت .
ضي : أنا كنت أحس كذا لما أبوك يهملني بالشهور ومايسأل عني ، كنت أحسه مايحبني و ممكن حتى يطلقني بسهولة بدون لا يحس بشوية ذنب وتأنيب ضمير ، كنت أحسه حيل راخصني ! مايشوفني الا من فترة لفترة وكأني ولا شيء بحياته ، لكن بعدين فهمت أنه ماهو بإرادته ! كان الجو متوتر في البيت وكان الوضع متأزم بشغله فما كان يقدر يتحمَل أنه يقولكم أو حتى يضحي فيني ! . . . رتول والله أبوك صاير ماينام زي الناس ، ينام ساعة ويصحى و حتى نومه متلخبط ، يحس بقهر عليك ومقهور من أنك ماتكلمينه ويوم جاك مافتحتي له الباب ! .. أنا ماأقولك لا تزعلين .. من حقك تزعلين و مهما صار مفروض يتركون لك خبر لكن صعب والله ،
رتيل بهدُوء : مافيه شي صعب ! وش كان بيضِّرهم لو قالوا لي ؟
ضي :أنا اللي فهمته أنهم كانوا يراقبون عبدالعزيز قدام شخص إسمه رائد وكان يتكلم وفجأة قالهم أنه عبدالعزيز اللي تدوِّر عنه متزوج من بنت أبو سعود ، أنصدم أبوك وأنصدم حتى سلطان منه وأنه كيف فاجئهم وهُو يقوله ! طبعًا هذا الشخص لما عرف أنه عزيز متزوج أبعد نظره عنه لأن كان يبيه ضد أبوك لكن لما عرف أنه نسيبه مستحيل يوقف ضده ! فهمتي علي ؟ لكن ليه عبدالعزيز سوَّى كل هذا ؟ ممكن عشان يحمي نفسه و ما يزعجه هالشخص أو يأذيه لكن أكيد فيه سبب ثاني لأن عبدالعزيز عمره ماأهتم براحته ولا أهتم حتى كيف يحمي نفسه !
رتيل بتوتر : وش قصدِك ؟
ضي : عبدالعزيز يبيك و مستحيل سوَّى كل هذا الا وهو يبيك حتى أنه فيه شخص أتصل على أبوك وهدده أنه مايزوِّج عبدالعزيز الا رتيل ! .. و ممكن الحين عبدالعزيز معصب ولا مدري وش سالفته لكن بالنهاية ماله الا أنتِي
رتيل : أنتي تدرين أنه تزوَّج من وحدة إسمها أثير
ضي بهدُوء : طيب يطلقها ! اللي شرع الزواج شرع الطلاق ! مستحيل يكمل معها وهو مايحبها ، وأكيد أنه تزوج بس عشان يقهرك .. وأنتي لاتنقهرين وتبينين له أنك مقهورة ويحس أنه أنتصر عليك ، بالعكس ولا تخلينه يهز فيك شعرة ! أنتي منتي ضعيفة ، أرجعي زي أول ما كان يكلمني عنك أبوك و خليك قوية قدامه ! ولاتخلين حبه يضعفك ، زي ما تحسينه أهانك بزواجه من أثير حسسيه بالإهانة في برودك ! و اليوم عرس ريان أنبسطي فيه وبولد عمك .. رتيل أنتي صغيرة حيل أنك تحملين نفسك هالحزن ! هونيها وبتهون ! يكفي أنه هالشي مكره عيشتك لا تخلينه بعد يأثر على مزاجك
رتيل و الأقتناعُ يغزي عقلها : بس أنا أبي أقهره و أهبل فيه زي ما هبَّل فيني
ضي بضحكة : هبلي فيه ومن عيوني بساعدِك بدون لا يدري أبوك وحتى عبير

،

حمد يركضُ على الدرج : فروووس ووجع ... إذا عندك بلاوي أرميها ترى الحكومة على وصول
فارس مُستلقي و يكتبُ إحدى قصائِده في عبير : ماعندي شي إلا إذا أنت عندك ماعليّ منك
حمد بسُخرية : الله الله يالشابْ الصالح
فارس أرمقه بالإستحقار : مناك بس
حمَد : تكتب لمين
فارس يطوي الورقة بعيدًا عن أعيُن حمد الفضولية : ماهو شغلك
حمَد : هههههههههههههههههههههههههههههههه أرحمني يا نزار قباني
فارس بحدة : شفت هالقلم بطلعه من عينك ولا تتحداني
حمَد والذي يخافُ كثيرًا من غضب فارس أردف : لا تنسى بس كم مرة أنقذتك من أبوك
فارس : تعرف تآكل تراااب ولا أعلمك
حمد : طيب ياولد رائد أنا أوريك
فارس : يالله براااا
حمد خرج وهو يرفسُ إحدى لوحاته لتسقط و أخذ فارس كُوب الحليب ورماهُ عليه ليتناثر زُجاجه على الباب الذي دفعه بسرعة حمد و حمَى نفسه من ضربته.
فارس تنهَّد : يا ثقل دمِك ،
مسك هاتفه و ردَّ على المُتصل الذي يُفرحه دائِمًا ، : ألو
: هلا فارس .. بغيت أقولك ترى أبوك راح يروح باريس وخلاني أحجز له
فارس : طيب ؟
: و بوسعود وأهله بعد بيروحون
فارس حك ذقنه الخشن في عوارضه : طيِّب لا أوصيك
: بس هالمرة أبوك ماهو مخطط يأذي أحد فيهم ! لأن أصلاً مسوي فيهم دقَّة يعني يبي يخليهم يتعنون ويسحب عليهم مع صالح واللي معه لروسيا هذا اللي فهمته
فارس : مين صالح ؟
: مدري واحد معاه ! ماعلينا بس هو قال لما عرف أنه تزوج بأنه يمكن يتلاعب بأعصاب بوسعود في زوجته بس والله مدري عن أبوك وإذا أكيد يخطط كذا أو لأ .. تعرفه دايم يصدمني
فارس : طيب ولو خلها في عيونك .. ماأبي يجيها شي
أردف الصوتُ الآخر بهدوء : مدري ليه معذِّب نفسك ! تعرف أنها مستحيل تكون لك .. انت ولد رائد الجوهي وهي بنت عبدالرحمن المتعب !!
فارس بغضب وهذا الموضوع يستفزه : ماهو شغلك
: طيب خلاص لا تعصب علينا ! .. تبي شي ثاني ؟
فارس : لأ .. وأغلقه .
أخذ هاتفه الخاص لعبير و أتصل عليها ، بدأ يدعُو بخفوت أن ترِّد عليه ، يُريد فقط أن يسمع صوتُها ويعتذر عن كل الثواني الضائعة دُونها وكل العمر الذي أنقضى دون عينيْها ، يعلمُ جيدًا لو حدثت المُعجزة و تزوجها لن تصبرُ على طباعِه .
تمتم : يالله يا عبير ردِّي
أرسَل لها رسالة " فاروق جويدة يُخبرك يا عبير على لسانِي : مازال في قلبي بقايا .. أمنية أن نلتقي يوماً ويجمعنا الربيع أن تنتهي أحزاننا . . أن تجمع الأقدار يوماً شملنا "
في جهةٍ أخرى بين يديْها يتربكُ هاتفها ولا تردُ عليه ، تحاول أن تقوِّي نفسُها أمامه و امام أهوائها ، لا تُريد أن يعاقبها الله ، لا تُريد أن تدخل في شيءٍ توعَّد الله به ، لا تُريد أن تلفظُ عيناها " إن الله شديد العقاب " ، من ترك شيئًا لله عوَّضه ، تذكر هذا يا قلبي أرجوك ولا ترُد عليه.
ثواني حتى نظرت لرسالته وقرأتها ، يارب رحمتِك منه ، لِمَ أزدادُ حبًا ، لِمَ أراك من بين الحشُودِ شخصًا يغيبُ معه عقلي وقلبي معًا ! لِمَ يا من أجهله تسرُق لي قلبي و تتركني هكذا ! .. مسكت هاتفها لتُجيبه وكتبت " و فاروق جويدة يُخبرك أيضًا : إذا كنتُ أهرب منكِ .. إليكِ فقولي بربكِ .. أين المفر؟ "
مسحت الذي كتبتهُ بسرعة و تركت الهاتف لتتجه للحمام وتتوضأ ، تريد أن تصلي ركعتيْن حتى تمتنع عن المعصية ، يالله طهِّر قلبي من حُبه و أغنني بحلالِك عن حرامِك .

،

تبكِي وتضحك و تبتسم و تتوتر وتخاف وتعود لتبكي ومن ثم ترتاح و تخاف ، كل هذا في وجهِ ريم يظهر ، اليوم يومٌ عظيم و أهم ليلةٍ في العُمر ، اليوم الذي حلمت به منذُ الصِبَا ، ذاك الفُستان الأبيض الذي يتلألأُ بعينيْها ، الجميع متوتر وخائِف تلحظُ بأعينهم أشياء كثيرة ، والدتها المُرتبكة بأمورِ الزفاف و الضيافة و كل ما يندرجُ تحتها !
حتى يُوسف أنتبهت له وهو يُناقش يُوسف بأمرِ الرجال ، تشعُر بأن العالم بأكمله مُرتبك بعينيْها !
من خلفها مُصففة الشعر ، تبدأ بخصلاتِها لترفعهُا للأعلى وتفكيرها يغيب عن كل من حولها لينحصر بشخص إسمهُ " ريــان "

،

نام ساعةٍ واحدة وأستيقظ ، يشعُر بضيق الأجواء هُنا في دُوفيل بعد ماكانت تتسع له ولضحكاتِه ، بدأ لا ينام أبدًا وهذا الشيء يؤثر عليه سلبًا ، بالأمس تناول ثلاثةِ حبُوبٍ منوِمة ولا فائِدة ! سيُدمر نفسه بالحبُوب والنوم يبتعِد عنه .
يتذكر سوء الأشياء التي تحدُث إن لم ينام ، أبرزها أنه سيتخيَّلُ أشياءٍ ليست موجودة و سيُجن فعليًا حسب ما يعرف !
سار بالطُرقات الضيقة و المُزخرفة بالأزهار ، دخل للسوبرماركت ، أشترى قارورة مياه وسحب إحدى الجرائِد ليُسلي نفسه ، شعر بأن أحدًا خلفه ، ألتفت و سُرعان ماأنزل سعد رأسه خلف الأرفف ،
خرج ومازال يسير في الطريق الأشدُ إزدحامًا في هذه القرية بسبب المحلات المُنتشرة فيه ، في جهةٍ مُقابلة لا تفصل عنهما سوى خطوات كانت رؤى تسير بجانبِ وليد . .
سعد أعتلته تنهيدة وهو يتمتم : رحنا فيها

.
.




.

.
.

أدرِي أنه النظام شين وأنه بارتين في يوم واحد لكن والله مقدَر أكثر لأن الدراسة هالكورس مررة كثيفة ،

أنتهى + نلتقي بإذن الكريم يوم الخميس الجاي ()
منوريني جميعًا بكل صفحاتي الشخصية برا المنتدى ()

لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.

و لا ننسى أخواننا المسلمين المُستضعفين في كُل مكان أن يرحمهم ربُّ العباد و يرفعُ عنهم ظُلمهم و أن يُبشِرنـا بنصرهُم ، اللهم لا تسلِّط علينا عدوِك وعدونـا و أحفظ بلادِنا وبلاد المُسلمين.

و اللهم أرحم أمواتنا وأمواتِ المُسلمين :" +

+ و أيضًا لا ننسى عظمة الإستغفار.
لا تشغلكم عن الصلاة


*بحفظ الرحمن.





 

رد مع اقتباس
قديم 08-20-2020, 01:59 PM   #53
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي







السَلام عليكُم و رحمَة الله وبركاته.
إن شاء الله تكُونون بخير وصحة وسعادة ()


هذا ما يسمى بعنق
الزجاجه ،،

أن يرتع الهذيان
على قارعة
الحياة ..

أن تفقد السيطرة
على روحك ..

أن تتشبث
باحدهم
متوعدا اياه
ان أبصر السماء
بغير مآقيك ..

أن تمعن
جرح نفسك
بلذة غريبه
أفقدتك
حتى الشعور بالألم ..

أن تلعب
بحبلين أحدها
يتفنن بوسم الجرح
و آخر مطلي بالحنان
بارتخاءه
عن جسدك ..

أن ترى
كل شيء دون طعم
دون لون
دون رائحه
فقط هكذا
و ترتضيه لك
بابتسامة شاسعه "

* للمُبدعة : وردة شقى.

قبل أن ندخل في البارت ، مُنزعجة جدًا من أنه فيه البعض ما قرآ البارتين ، على العمُوم نزلوا بارتين بنفس اليوم وبعضكم طوَّف الأول وحس بلخبطة و الجُزء الاول مهم جدًا.
الجُزء 46 في الصفحة : 263 والجزء 47 في الصفحة : 264

رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ !
الجُزء ( 48 )


نام ساعةٍ واحدة وأستيقظ ، يشعُر بضيق الأجواء هُنا في دُوفيل بعد ماكانت تتسع له ولضحكاتِه ، بدأ لا ينام أبدًا وهذا الشيء يؤثر عليه سلبًا ، بالأمس تناول ثلاثةِ حبُوبٍ منوِمة ولا فائِدة ! سيُدمر نفسه بالحبُوب والنوم يبتعِد عنه ويهرب بسيقانٍ هزيلة تشدُ الكسر على ظهرِ عبدالعزيز.
يتذكر سوء الأشياء التي تحدُث إن لم ينام ، أبرزها أنه سيتخيَّلُ أشياءٍ ليست موجودة و سيُجن فعليًا حسب ما يعرف !
سار بالطُرقات الضيقة و المُزخرفة بالأزهار ، دخل للسوبرماركت ، أشترى قارورة مياه وسحب إحدى الجرائِد ليُسلي نفسه ، شعر بأن أحدًا خلفه ، ألتفت و سُرعان ماأنزل سعد رأسه خلف الرفُوف ،
خرج ومازال يسير في الطريق الأشدُ إزدحامًا في هذه القرية بسبب المحلات الصغيرة المُنتشرة فيه ، في جهةٍ مُقابلة لا تفصل عنهما سوى خطوات كانت رؤى تسير بجانبِ وليد . . عقلُها يغيبْ للأمس الذي فيه سقطت على الأرض بعد أن رأت ذلك العاشقُ كيف يُعبر بحُبِه ! تتذكرُ أحدٌ كان بمثل ذاك العاشق ! ياللسخرية!! كيف أصبحنا ننتذكر و ننسى في وقتٍ واحِد ! يالله كيف صرنا بهذه الصُورة السوداء ، أنِي أشتاق و لاأحد يفهم. في اللحظة التي فتحتُ بها عيني على وليد الذِي يقرأ بعضُ الآيات القرآنية ، من قال ليْ يومًا بصوتٍ تخشع له هذه الأشجار " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " ، من قالها بصوتٍ بكت معهُ مساماتِ وجهي ، من رتَّلها على مسامعِي و أبكانِي ؟ والله أني أتذكرُ صوته و نبرته و أحاديثه ، والله أني أعرفُه من خامةِ صوته !! و أنا آسفة جدًا لصوتِك إن لم أعرفْ ملامِحه.
-
كان يومًا غائمة به القلُوب ، تجهشُ في بكائها ويضعها على صدرِه يضع كفُه أعلى رأسها و يتلُو من سُورة آل عُمران " إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ختمها بقُبلة على رأسها ليقُول بصوتٍ بحّ فيه الحُب وجعًا : يا ربْ يا ربْ يا ربْ ناديتُك ثلاثًا و أنا أبتغِي بأضعافِها و أنت الذِي وسعت رحمتُك كل شيء ، أبتغي يالله بأن تجمعنِي بها على خير و تُسعدنا بحُبك و حُب ملائكتك ، يالله أني أحببتها فيك حُبًا عظيمًا فلا تُفرق بيننا و أنا الذِي لا أعرفُ الحياة الا بها . . يالله إن
قاطعته ببكائها : يكفي يا ناصر
تجاهلها ليُكمل : يالله أنك تعلم بحُبها بأضعافها أزح همَّها و يسِّر أمرها ، يالله أنك تعلم أنّ حزنها لايخصها وحدها بل قبائلٌ في قلبي من بعدها تضيق عليها ، يالله أني أحببتها فلا تحرمنِي منها بالدارِين "
-
قاطع سرحانُها وضبابيةِ رؤيتها وليد بصوتِه الحاني : رؤى
رؤى بهمس : ناصر ! ... ألتفتت على وليد لتُخبره و العينُ تغرق بدمعِها ، أكتشفت إسم من تعشقُه بقبائلِ قلبه أجمع ، أردفت بنبرةٍ مبحوحة : نااااصر !! أعرف إسمه كان يقرآ علي مثل ما قريت عليّ أمس ! مثله والله يا وليد
وليد بتشتت رهيب ألتزم الصمتْ
رؤى والدمُوع تُطيِّرها الريح الخفيفة على دُوفيل : وليد معاي ! أنا أعرفه ! زوجي إلا أنا متأكدة .. هو زوجي بس ...
وليد بهدُوء : كرري إستغفارك يا رؤى و معه الفرج
رؤى تهز رأسها بنفي : أبيه .. أبي أشوفه .. تكفى يا وليد
وليد : لو أعرف مكان أحد يعرفك ماترددت لحظة ورحت له ! وش قالت أمك أقصد امل !! مات ؟
رؤى وكأنها تتقبلُ الخبر لأول مرة ، كأنها تنفجع به ، كأنها تعيش الضياع بدورةٍ جديدة تدُور عليها ، أخفظت نظرها و صدرُها يضيق بشدَّة. رفعت عينها للطريق المواجه لها
سعد في جهةٍ أخرى أعتلته تنهيدة وهو يتمتم : رحنا فيها ..... ركض بجانِب عبدالعزيز ليسحب الكيس من يدِه و يُشتت إنتباهه
عبدالعزيز بغضب : الله يلـ .... صمت و أحاديثُ اللعان تأتي في بالِه ، تذكَّر كيف أن والِده سابقًا يُهذِّب حتى لسانه و لسان أخوته ، كيف غضبه يتجمَّع بعُقدة حاجبيْه عند لفظِ شيء نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ، تذكَّر جيدًا كيف أنه كان مزروع في بيئة تحفُّها الروحانيـة ، تذكَّر الألم و " عُقدة حاجبيْه " ، يتذكرُ جيدًا كيف غضِب على هديل ذات مرة ليُخبرها " لا يدخل الجنة لعانًا مين الحمار اللي يرمي نفسه بالنار بسهولة !! لنفسك عليك حق لا تأذينها بالمعصية وبالكلام المنهي عنه يا هديل ! ولاتعصبيني من . . . . . إلى آخره من أحاديثِ والده الغاضبة الخافتة الهادئة المُحببة لقلبه .
فتح أزارير قميصه الأولى و الأرضُ بإتساعها تضيق ، أقترب من سلة القُمامة ليُرجِّع كل ما في بطنِه ، شعر بأنَّ حُنجرته تبكِي معه وتنجرح ، تضببت رؤيته بشدَّة وهو لايعرف كيف يتزن ، أستند على عمُود الإنارة المُعلقة به سلة القُمامة و أنظارُ البعض تتقزز والأخرى تتجاهل و ينطبق عليها " حالُها من نفسها فقط "
على بُعد 19 خطوة تمامًا بقدمٍ مُثقلة ، كان ظهرُ وليد يُقابل ظهر عبدالعزيز المنحني و الوجعُ ينهش صدرِه.
رؤى و دوارٌ يُغيب الوضوح أمامها ، عيناها تقف على ذاك الجسد الهزيل المنحني ، واقفة عيناها رُغم شتاتِها ! مسكت يد وليد حتى لا تسقط و بثوانِي قليلة حتى قدَّم وليد كُمِه و مسك يدَها ، رُغم انها لمسة يد ولكن يعرفُ جيدًا غريزة إبن آدم و يعرف جيدًا بأن هُناك شيطان يفصلهم لم يشأ أن يبدأ الفتنة الخافتة من لمسة يد ، قاوَم كل إندفاعاته و جعلها تلمسُ يدِه التي تُغطيها كُمِّه.
وليد : بسم الله عليك ، خلينا نرجع ترتاحين !
رؤى وضعت يدَها الأخرى على صدرِها وهي تشعُر بأن الأكسجين يختفِي من هذه الأرض ، بل ليست هي بالأرض الآن وعقلُها يتكاثفُ للسماء دون وِجهة ، يتكاثف وهي لاتعرف ماذا يدُور بعقلها ، يتكاثف ويصعد بـ " لاشيء " ، سقطت دمعة حارِقة أولعت شجُون الآخر المنحني على نفسه ، تخيَّل أن وجعُ التقيؤ بلا طعام يُبكِي رجُل ؟ تخيَّل كيف يبكيه ؟ ليس السبب يتركز بالتقيؤ بل السبب يرتكز بالألم ، أحمَّرت عينا عبدالعزيز وهي تُنبأ عن دمعةٍ تُرفرف ، دمعة يا عبدالعزيز لِمَ لمْ تعتقها ، لِمَ مددت يدِك لتمسحها قبل السقُوط ، قبل السقوط يا أنا.
رؤى بهمس : أختنق
وليد و على عتبة الرصيف أجلسَها : أخذِي نفس عميق وأهدي لا توترين حالك
رؤى و صدرُها يهبط بشدة : أحس بموت
وليد : بسم الله عليك .. خلاص أشششش لاتحكين بشيء .. أهدي .. أهدي
رؤى أجهشت ببكائها و الضيقُ يلتهمها ، في جهةٍ أخرى أخرج منديلاً من جيبِ بنطاله ومسح فمِه و يسيرُ بجهةٍ مُعاكسة للصبية الجالسة على الطريق ، بجهةٍ مُعاكسة وقلبه يصرخ بالعودة ، بجهةٍ مُعاكسة و الطريقُ لايُريد لهمَا اللقاء.
ألتفت ، و كل إلتفاتة هي عودة مكسُورة ، وقف بخطواتٍ مُرتبكة لايرى بها شيئًا سوى ضبابٌ يعتلي دُوفيل ، ماذا يحصُل ليْ ؟
تراجع بخطواتِه للخلف وهو مازال ينظُر إلى ذاك الرجُل ذو الأعين الرماديـة أمام الفتاة المُحجبـة ، يرَى كيف مدّ كفِه ليوقفها ، . .. . . . . 00:00:01 ثانيـة تفصُل عن موت خلايا الإحساس في قلبِ عبدالعزيز ! أرتَّج دماغُه وهو يتخبطُ بوقوفه ولا يتزن ، لحظة يا " هييه " .. لحظة! .. يالله ما بال صوتِي لايخرُج ؟ كيف نسيتُ صوتي ؟ كيف نسيتُ أن أتحدث ، يا " هييييييه أرجع " ...... يالله .. يالله لاتذهبين .. أرجُوكِ لا تُغادرين ، أرجوكِ أبقِ لثوانِي فقط ثوانِي لم أراكِ بإتزان ، لم أراكِ جيدًا ، هذه العينان أنا .. هذه العينان التي لمحتُها أنا ، أرجوكْ يا أنت أرجعها ليْ ، هذه عينايْ وربُ الحياة أني أفتقدُك يا غادة. يا شبيهُكِ حسبي على أعداءُ فتنتِك كيف خرجتِ ليْ ! كيف قُولِي ! أرجوكِ لا تذهبين ، " أختفت رُؤى من الطريق وهي تسيرُ بعكس سير أخيها الواقف و بجانبها وليد ، أختفت من أمامه وهو مازال يهذِي بداخله "
نظر لمن حوله و بعضُ الأعين تتعجب من حاله وترمزُ له بالجنُون ، سقطت يداه بخطيْن متوازيَيْن ، سقطت و الحياةُ تشتمه بأشدِ لعانٍ على نفسه ، هذا اللعان الذِي يأتيه على هيئة الأطياف ، لِمَ يا " حياتي " تلعنينني منكِ " ؟ ليتك يا ذاك الرجُل كُنت ناصر حتى أحلفُ بربِ الكون أنها " غادة " ، رجع ليصدم بشخص نظر له بنظرةٍ حانية تشفق عليه ومن ثُم ذهب. أعطى الطريقُ الذي سارت عليه أقدامُ من يفتقدها ظهره ، أعطى الحياة ظهره و سَار بإتجاه الفندق الذي بالزاوية.
صعد لشقته بالدرج و هو لايرى بتركيز ويصطدمُ بالجُدرانِ أكثر من مرَّة ، دخل بخطوات سريعة للغُرفة مُتجهًا للحمام وهو يتمضمض و يُغسل ملامِحه بماءٍ دافىء ، قلبُه ينبض بشدَّة ، قلبُه ينبض بأعجوبة و كأنه يُريد أن يُخبره عن الثواني المُتبقيـة بحياتِه.
سقط على ركبتيْه وبجنُون ضرب رأسه على حافةِ المغسلة ، لا يستوعب ألمُ رأسه ، لا يستوعب أبدًا كمية هذا الألم وهذا الأرق !
صرخ و هو يلوم صوته الذي لم يخرج قبل ثواني : غــــــــــــاااادة
سحب نفسه لخارِج الحمام وهو يجلس على الأرض و ظهره على الجِدار البُنِي ، لايتنفس بإنتظام و الأطيافُ تطوف حوله ، يارب لم تعد قوتِي تحتمِل كل هذا ؟ يا " يبــه " إبنِك لم يعد الرجُل الذي تُحب ، الرجُل الذي لا تهزُه الظروف. أنهار و الله أني أنهارُ بما لايحتمل لعينٍ أن ترى ! ليتك هُنا ، ليتك فقط تربت على كتفِي لتُبدد عتمتي ببعضِ الضوء ، أحتاجُك يا والدي.
قبل عامٍ ، كان في تلك المستشفى التي تتوسطُ باريس ، دخل وهو يُريد أن يكذب ما سمعه بالهاتف ، أراد بشدَّة أن يكُن كل هذا حلم. رأى هديل كيف تمُوت و رأى أُمه بعد أن ماتت ، أكثرُ من ذلك ألم ؟ كيف أتحمَّل أن أرى الأموات في ثوانيهم الأخيرة ؟
أنتبه لذاك العريض الأشقر يسأله ليتأكدُون من الجثث المتبقية.كان قلبُه ضعيف جدًا بأن يرى أبيه و غادة محروقين.
بخطواتٍ ميتة باكية أتجه لتلك الغرفة التِي تُجفف الدمع ببرودتها ، دخل و الغطاء الأبيض حول جسديْن ، أغمض عينه لايستطيع أن يرى أكثر ! رفعوا الغطاء الأوَّل وشعرُ غادة الأسود ينسابْ بخفَّة.
أخفض نظره و شهقاته تعتلي دُون دموع ، وضع كفَّه على شفتيْه غير قادِر أن يرى أكثر ، هي نظرة واحِدة قتلت كل خلاياه.
الرجُل الأشقر يربت على كتفه : أهذه شقيقتك ؟
عبدالعزيز هز رأسه بالإيجاب وقلبُه يتفتت ، يالله يا غادة ، يا عروس أخيك ! أرجوكم طمئنوا قلبي ألفظتوا الشهادة جميعًا أم لأ ؟ والله لا أتحمل كل هذا. يا هذه الخاتمة كيف تُخفف الحرقة في صدري ؟ حادث ؟ ليته مرض يُمهِّد ليْ الموت ! ليته شيءٌ آخر إلا أن أنفجع بكل هذا !
الرجُل رفع الغطاء عن الجسد الأخر و ألصق ظهره ليرفع عينه المُحمَّرة الباكية و يرى والِده المختفية ملامِحه بأكملها ولا شيء واضِح سوى شُعيرات رأسه التي يحفظ الشيبْ بها ،
سأله بوجع على حاله : أهذا والدك ؟
عبدالعزيز بصوت شارف على الإنتهاء والموت : فقط ثانية
الرجُل : تفضَّل
عبدالعزيز أقترب من جسد والده المُغطى بالبياض ، أنحني وقبَّل جبينه المحروق وأطال بقُبلته حتى سقط على الأرض بلا حولٍ ولا قوة.
رجَع للواقع المُر ، للحياة التي لاتُريد أن تفرحه أبدًا . .
أخرج هاتفه و أتصل على آخرُ رقم " ناصِر " ، أجابُه الآخر بصوتٍ ناعس : ألو
عبدالعزيز بصوتٍ مبحوح جرحه التقيؤ ، لا يرُد عليه.
ناصِر فزّ من سريره عندما رأى الإسم : ألو عبدالعزيز !! .. عزوز معايْ
عبدالعزيز بصوتٍ يُشارف على الإنهيار : شفتها !! .. شفتها والله ... بس راحت .. تخيل شفتها وماناديتها ! ماناديتها ، مقدرت أناديها !
ناصر : بسم الله عليك .. تعوَّذ من الشيطان
عبدالعزيز بجرح كبير صرخ به : أقولك شفتهاااااااا حرااام عليك .. حس فيني ...
ناصِر بوجع صمت
عبدالعزيز و دمُوعه لا تخرج ولكن صوته يكفِي للبُكاء ، يا عزة النفس التي تتكوَّرُ بدمعتي لِمَ لا تنهارين مثلي وتسقطين ؟ حتى الدمُوع تُكابر !
بضُعف : مقدرت أشوفها زين ، شفت عيونها ... عيونها يا ناصر .. عيونها اللي هي عيوني !! أغلط في كل شيء الا اللي تشبهني بعيونها !! إلا هي
ناصِر وفهم تماما ما يقصد ليتمتم : غادة !
عبدالعزيز و الصُداع يفتك جُمجمته و دمٌ يتقاطِر من مُقدمة رأسه إثر ضربته لنفسه : أنا الحقير اللي تعذرت بدوامي ! ليتني رحت وياهم ليتني شفتهم بآخر لحظاتهم ... ياربي ليتني شفتتهم بس لو شفتهم شوي .. شويَّة يا ناصر ماهو أكثر
ناصِر لم يحتمل إنهيار عبدالعزيز لينطق بحدة : عبدالعزيز خلااااااااص
عبدالعزيز بصوتٍ يتذبذب يتجه إلى الخفوت : ليتني ..
ناصِر أختنق قلبه : عبدالعزيز أدعي لهم ، زورهم !! اليوم زورهم والحين بعد
عبدالعزيز بهدُوء – هذا هدُوء الذين يسخَرُون من الحياة ويسقطُون بضحكتها أمواتًا - ، أردف : طيب
ناصِر لايتحمل صوتُ البحة من عبدالعزيز لذا نطق : أتصل علي بس ترجع وتهدآ ، بحفظ الرحمن . .
عبدالرحمن مدد أصابعه ليسقط الهاتف و قلبُه يتوقف عن التفكير و عقله في إغماءة. أريد أن أنام ، أُريد يالله أن أنام ، ياربي رحمتِك التي وسعت كل شيء أرزقني الصبر.
وقف بتثاقُل إلى المغسلة ، توضأ و الدماءُ من رأسه تتقاطر بقطراتٍ صغيرة و بسيطة ، تجاهلها تمامًا وهو يُكمل وضوءه.
لم يبتعد كثيرًا على الرُخام البارد سجد ، لم يستطع أن يقف على أقدامِه لركعتيْن أو حتى لركِعة ، لم يستطع و الحزنُ ينهش به.
سجَد و أنفُه يستقيم و ينعكس بالرُخام ، دمعةٍ في خلوتِه مع ربه سقطت ليُتمتم بهمسٍ قاتل : أرحمني يالله إن صار حالي بمثل ما صار لأهلي.

،

يُراقب تحركات شفتيْها البطيئة الضيِّقة ، يُريد أن يسألها أن يشفِي ما تثاقل على صدرِه ، ولو سمعت يا قلبي ماذا يُفيد ؟ أنت تعلم جيدًا أنني لستُ بقادِر على العيشْ مع فتاةٍ لم تُكمِّل أنوثتها برجُولتِي ! أنا مهما حاولت لستُ بقادِر على ذلك ، لايهُمْ يا سلطان . . لا شيء يهم يا قلبي.
همس : جيتيني ؟
صمت دبّ في الغُرفـة وكأنّ الأشياء من حولهم تُريد ان تشهد أيضًا ، ثواني طويلة و العرقُ يبللها بتعبٍ.
أنفاسُها ترتفع و أصابعها المغروزة في كفِّ سلطان ترتخِي ، لم ترُد و النوم العميق يتضح عليها ! سحب سلطان يدِه من على صدرِها وهو يُغلق أزارير بلوزتها التي فتحتها أثناء إيذاءها لنفسها ، أقترب وهو يُقبِّل كدمتُها القريبة من أذنها ، قبَّلها بهدُوء وأنفاسه الحارَّة تُداعب أذنها.
أبتعد بنفُور وهو يلُوم نفسِه ، عقد حاجبيْه بغضب على ذاته التي أصبحت تُسيِّره بأهوائه ، منذُ متى كُنت أسير بأهوائِي وأنا التي أكسرُ القلب إن أراد الذُل يومًا ! قبحٌ على دُنيا إن قادتني بقلبي.



بخطواتٍ هادئة طرقت الباب ودخلت ، أنتبهت للضحكة المُتبادلة بين رتيل و ضي ، عقدت حاجبيْها عندما رأت ضيْ ،
ضي المُرتبكة في حضُور عبير ألتفتت عليها : صباح الخير
لم ترد عليها لتوجه أنظارها لرتيل : بس تخلصين تعالي أبي أحكيك في موضوع
رتيل رفعت عينها وبهدُوء : قولي
عبير بحدة أتت بصيغة الأمر : تعالي غرفتي .. وخرجتْ.
رتيل شربت من كُوب العصير لتُردف : بروح أشوفها ! ... وتركت ضيْ بغُرفتها ، أكتفت هي الأخرى بتنهيدة تعلم جيدًا ان الدخول لعالم عبير مُرهق وصعب ، صعب جدًا أن تتقبلها ! لأجلك يا عبدالرحمن سأحاول ولكن سينفذ صبري بكل تأكيد و أنا التي تعلمتُ الصبر منذُ نعومة أظافرِي حتى رأيتُك ، صبرتُ لأجل البهجة التي ستدخل قلبي يومًا ، رأيتُ بك النافذة التي سأطُل بها على الحياة و خذلتني في البداية ككل البدايات المُدهشة التي تقتلني بدهشتها حد الخيبة ، تقتلني وجدًا. و لكن عوضتني كما لم يعوضني أحدٌ من قبلك و لأجل هذا التعويض البسيط الذي يتشكلُ دائِمًا على هيئة عِناق : أنا أعيش ، أحيا ، أبتسم ، أضحك ، أفرح .. أنت حياتِي بأكملها.
بشحُوبِ ملامحها رفعت حاجبها : وش تبغين ؟ وبعدين ليه تسفهين ضي كذا !!
عبير : أنا مستغربة أصلا كيف لك طاقة تحكين عقب اللي صار أمس !
رتيل بسخرية : ماجربتي تبكين زيي ! ولا أذكرك بالكف اللي كليته منك !! تذكري بس أنه كان برضا الشرع وأنتِ اللي فهمتيه غلط زي ماأنا فهمته
عبير بقهر : نعععم !! وش يعني برضا الشرع ؟ وأنتِ حيوان عشان يختارون لك الزوج ويقررون عنك !!
رتيل : عاد الشكوى لله قولي هالحكي لأبوك
عبير : على فكرة الإثم على أبوك وعلى الكلب الثاني ! لأن من شروط الزواج رضا الزوجين ودام مارضيتي فعلقي ذنبك برقبتهم
رتيل تأفأفت لتُردف : معلقة ذنبي وخالصة ! بس أنتِ وش يهمك ؟ أيه صح تذكرت من زود خوفك علي *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية*
عبير بإرهاق فعلي صمتت
رتِيل و براكينها تثُور مجددا : قهروني بس والله ماأخليه يتهنى فيني لحظة !
عبير رفعت عينها لها لرتيل التي تستندُ على الباب : وكيف تقهرينهم ؟ لاتضحكين على نفسك كثير ولا تنسين كم مرة توعدتي وضعفتي
رتيل بكُرهٍ لما تنطقه شفاهِ أختها : ما ضعفت بس بالنهاية هو رجال أنا حتى ماأوصل كتفه !!
عبير : تدرين سكري على الموضوع لأني بمزاج مايتحمل مثل هالمواضيع
رتيل بعصبية كبيرة : بتشوفين كيف أقهرهم !! و بتعرفين أني قول وفعل !
عبير بسُخرية : إيه دارية أنك قول وفعل ماله داعي تقولين لي
رتيل بحقد : مرة وحدة شفتيني فيها وبتذليني عليها العُمر كله ! أنتِ أصلاً ماشفتي كل شي ، شفتي اللي يعجبك بس !
عبير بهدُوء : أكيد شفت اللي بعجبني
رتيل أحمَّر وجهها خجلاً من ذاك الموقف المقزز لذاكرتها ، رُغم انه يحمل أول قُبلـة مِنه و أول دفءٍ تذوقته شفتيْها و أولُ معصيـة من الشفاه ، أولُ الأشياء رُغم أنها بعض من مقبرةُ الحياة التي وُضعت بها.
أردفت بحدة : تدرين عاد !! كيفي إيه يختي كيفي أسوي اللي أبيه ! الحين بس بتطمن أنه الله راضي و عساني أصير أحقر إنسانة بهالكون !! وبفتخر بعد .. وش بتسوين لي ؟ بتحاضرين علي وبتعطيني من محاضرات التربية اللي حفظتيها ولا من هالكتب السخيفة اللي تقرينها !! لا تحسبيني غبية وأنه أي أحد يقدر يستغفلني ..
رفعت عبير بعينٍ غاضبة لآخرُ حديثها المُربك وكأنها تعرفُ بما يحصُل لها ،
رتيل تُكمل : إن كان أستغلني مرة أنا قادرة أستغله وبتشوفين يا عبير كيف أوقفه عند حده ولو على حساب هالقلب * أشارت لصدرها * وبذكرك كيف لو يذبحوني مانطقت له أحبك اللي أنتِ ذالتني فيها ! بتشوفين يا عبير
خرجت من غرفتها لتصدم بأبيها الواقف والذي يستمعُ لآخر حديثها ، بخطوات سريعة ركضت عبير لباب غُرفتها وأغلقته جيدًا لتنزل على الرُخام و تضع ظهرها على الباب و دموعٍ مُرتبكة تنتثر.
قلبُ رتيل لاينتظم و هي تخافُه ، تخاف أنه سمع كلماتِها ! ، أيُّ بذاءةٍ نطقت بها أمام والِدها.
أرتبكت وهي تُشتت نظراتها مُتجمدة في مكانها لينطق والدها : شافتك وين ؟
رتيل مُتحججة بزعلها : ماأظن يهمك .. وحاولت أن تمُر بجواره لتدخل غرفتها ولكن يد والدها قطعتها لتضيق على معصمها : من متى أكلمك وتروحين قبل لا أخلص كلامي ؟
خرجت ضي من غُرفة رتيل لترى الأجواء المشحونة ، أقتربت من عبدالرحمن في وقتٍ نطق هو : مهما صار ما تقللين أدبك معي
رتيل بصوتٍ خافت : إن شاء الله
ترك معصمها ليلفظ : وين شافتك ؟
رتيل أصطدمت فكُوكِها بربكة لتجد بأن لا رد يحضُرها ولا حتى كذبـة مُحرمة تنقذها.
عبدالرحمن بغضب كبير : معاه ؟
رتيل بإندفاع : لأ
عبدالرحمن رفع حاجبه : أجل ؟
رتيل وأنظاره لاتسقط إلا على الأبواب التي تُحيط بها ، بقهرٍ كبير نطقت : أني صارحت لها بشيء
عبدالرحمن و هذا الألمُ يشطره نصفيْن ، أنا المخطئ في كُل هذا و أنا الذي أتحملُ الذنب ، كنت أقُول خيرُ أخٍ لك سيكُون عبدالعزيز ! توقعته أن ينظِر لك بعينِ الأخوة وأنا الذِي عرفته منذُ صغره ، كُنت أريده أن يكُون إبنًا ليْ و خاب ماأريد ، خاب منذُ أول مرةٍ أتى وعاقبتُكِ به ، ليت مقرن أوقفني ، ليت أحدهُم أمرني حتى لو غضبت ، ليتني أوقفت المهزلة التي تصير في بيتي منذُ بدايتها ، لم أظنُ بك يا عزيز ظنًا سيء و ليتني ظننتُ كما أشك في هذا العالم بأكمله ، ليتني شككتُ بِك.
رتيل أخذت نفسًا عميقًا و هي تضطربُ بأنفاسها ،
عبدالرحمن تركها لينزل للأسفَل و ضي تُراقب سيره الغاضب ، ألتفتت على رتيل لتدخل هي الأخرة بمثل خطواتِ والدها الغاضب وتُغلق الباب بقوة.

،

في ظُلمةٍ تهبط إلى الأرض و الساعات تتأخر و تبدأ بالفجر ، أقترب بخطواتٍ خفيفة يُراقب تحركاتها بفستانها الذي يراه بـ " اللاشيء وكأنها عارية " رُغم أنه لم يضيق بها أبدًا ولكن عيناه ترى مالايراه هذا العالم.
أبتسمت عندما رأته و أشرقت الشمسُ مُبكِرًا من بين شفتيْها ، : تُركي ؟
تركي بإبتسامته الدافئة جلس بجانبها ، تحدَّثت معه و هو في إغماءةٍ لايستوعب ماتقُوله ، تطفُو ضحكاتها قليلاً لتهدأ وهي تتحدثُ بأمورٍ كثيرة و عينَا تُركي تُشير لشيءٍ آخر ، إبتسامته لم تكُن ذات معنى طيبٍ أبد
رفعت حاجبها بإستغراب : تُركيي !! وش فيك جالسة أسولف معـ ؟
ألتهم عُنقها لتدفعه و تسقط على الأرض ، سقط من خلفها و عيناه تحكِي عشقٌ ينمُو بشكلٍ مُقزز مُحرَّم ، يالله لاتسقط علينا هذا السقف ، إنا نخافُ غضبك وعذابك ، ما أنت فاعلٌ بي ؟ حاولت مقاومته/دفعه ولم تستطع ، أخذت الإناءُ ذو النقوش والزخارف الذي يزيِّنُ مفرش الطاولة لتحذفه عليه و مازال مُحكم قيدِه عليها ، صرخت : يـــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــ ــــــــــه .. يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ... ريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــآآآآآآآآآآآآآآن .. آآآآه ... حراااااااااااااام .. حرااام ... الله يخليك .. تركيييي أبعععد ... تركييي ما يصير ... مايصييييييير ...
أقترب منها أكثر و نسى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ, إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً " ، نسى بأن معصيـتُه تقُوده للنار مُثقلاً.
بدأ الضبابُ يغزُو محاجِرها و الدماء تسيل لتُلطخ الفرش الذي تحتها و سيقانها البيضاء تتحوَّل للحُمرة و صوتِ تُركي مُؤذي مُوجع و مُبكي لدناءته.
أغمضت عيناها وهي تتمتم: يالله ... يمممه ... ياربي .. يااربي
و حركةٌ من تُركي جعلتها تصرخ بالإستعانة بالله ، لتهدأُ رجفةِ جسدها المُتناثر قطع قماشه على الأرض و . . . .
فتحت عيناها و الشمسُ تخترق بضوئها عُتمتها ، ألتفتت يمنةً ويُسرة لتطمئن بأنَّ سلطان ليس هُنا .
وضعت يدِها على صدرها المضطرب لتنفثُ عن شمالها ثلاثًا وتُتمتم : اللهم أني أعوذ بك من همزات الشيطان ومن أن يحضرُون.
وقفت بخطى مُرتبكة و العرقُ يُغطي جبينها وهي تلومُ نفسها كيف فاتتها صلاة الفجر و الوصف المخيف يدبُ في أذنها دائِمًا كلما تثاقلت عن الصلاة ، يدبُ بصوتٍ إمرأة شرسـة هذَّبت مراهقتها أيامُ دراستها في السنة المتوسطة " و ما أدراك ما سقر لا تبقي و لا تذر" فمن دخلها دمر لحمه و ذاب عظمه حتى يتحول إلى فتات و تعود مرة أخرى و هكذا فمن هم أهل سقر و لماذا دخلوها " ما سلككم في سقر: قالوا لم نكن من المصلين " أن أول سبب لدخول سقر الرهيبة ترك الصلاة فتارك الصلاة يعلن ضمنا موافقته علي عذاب سقر "
أستعاذت من الشيطان و من عذابُ جهنَّم و كل تلك الأشياء السيئة و عندما وضعت كفَّها على مقبض الباب لتفتحه ، أنفتح لتتفآجأ بسُلطان خارج و هو يلفُ المنشفة على خصره.
أنتفض قلبها و هو ينبضُ بأعدادٍ مهوِّلة ، ولو كانت حامل لأجهضت من هذه الربكة التي سكنت قلبها الآن.
عادت للخلف عدة خطوات و أنظارها مُشتتة متوترة . . خائفة ،
تركها سلطان ليتجه مُبتعدًا عنها ، دخلت الحمام وهي تُغلقه أكثر من مرة ، مسكت وجهها المُحمَّر والذي يحترق بدرجة حرارتها !
غسلت وجهها بالماءِ البارد و هي تشعرُ بأن طيفًا خلفها ، ألتفتت برُعب ولا أحد سوى ظلِها ، بدأت بوضوءها وأعينها ترتبك ، تلتفت كثيرًا و تشعُر بأن هذا المكان يضيقُ بها ، لن تتردد بأن تذهب مع والدها ! من المستحيل أن تعيش بهذا الخوف دائِمًا.
بخطوات بطيئة خرجت و هي ترى إنعكاسه واقفًا يُغلق أزارير ثوبـِه الأبيض ، تخطتهُ لتفرش سجادتها وتقف مُصليـة ، ثواني قليلة حتى سلَّمت وهي واقفة وأعادت صلاتها لتخشع أكثر و تُقابل ربها بما يليق ، تنهَّدت لتقطع صلاتها مرةً أخرى و تفكيرها يرتكز بدوامةِ سلطان ، منك لله حتى في صلاتِي حضرت ! لاتعرف لِمَ هذَّبت أهوائها بأصواتِ الغاضبين العنيفين ، لاتعرف لِمَ إذا أرادت أن تذهب لمكانٍ ما يأتيها صوتُ سلطان الغاضب و لا تعرف لِماذا إذا نسيت صلاتها أو تثاقلت عنها يأتِيها صوتُ المرأة العنيف تلك المرشدة الطلابية ولا تفهم أبدًا لِمَ تحفظُ ذاك الصوت الثقيل الذي يُخبرها " إن أردتِ أن تُقابلين أحدًا مكرمك كيف يكُن لقاءك به ؟ إن كان باردًا فأنتِ سيئة التربية لم تُقابلي الشخص الذِي وهبك الكثير بالشكر ولو قليلاً ، إن كان لقاءك به مُجرد لقاء أنتِ هكذا لاتشكرينه ومن لايشكر أحدًا بسهولة سيسحب ماوهبكِ إياه وبيقول في نفسه ماتستاهل ! ولله المثل الأعلى ، لله المثل الأعلى وتعالى الله عن كل هذا ، مُخجل أن يكُن لقاءكِ به باردًا لاشعُور فيه "
ألتفتت على سلطان الذي وقف أمام المرآة و سُرعان ماكبَّرت وحاولت أن تخشع بصلاتِها ، ركعتينْ خافتتين عسى أن يتقبلهم الله هذا ماتمتمت به نفسها حتى تلت أذكار الصلاة و ألتفتت عليه لاتعرفُ كثرة إلتفاتاتها اليوم ولكن رُبما لأنها تخافُ الطعن في الظهر.
سلطان بهدُوء وهو يُعدِّل نسفةِ شماغه : محتاجة شي ؟
الجوهرة بهدُوء أكثر : لآ
سلطان تنهَّد وأخذ محفظته و هاتفه و بعض الأوراق ليلتفت عليها مُثبتًا أنظاره عليها ، صمت يُدار بينهم أنتهى بخرُوج سلطان و صوتُ ضحكات حصة تصل إليه ، أبتسم لضحكتها الصاخبة ! رُغم نعومة عمته في كل شيء الا أنها بالضحكة تُنافس الرجال.
: صباح الخير .. والله أني داري جلسة التحشيش بمين تُدار
عائشة وبين يديْها صحنُ الحبّ و المكسرات ، خافت من سلطان ووقفت لتُجلسها حصة : وش فيك !! يمه منك يا سلطان مرعب العالم كلهم
سلطان : وش تسولفين فيه ؟
حصة : ماهو شغلك سوالف حريم
سلطان رفع حاجبه : علينا ؟
حصة بخبث : ليه شاك بنفسك ؟
سلطان : لأ طبعًا بس مُجرد فضول
حصة : الله أكبر كل هذا فضول
سلطان أبتسم : أحلف بالله أنه الموضوع من تخاريف عايشة
حصة رفعت حاجبها بصدمة : وش تبي يعني ؟
سلطان : إيه خليها تخرب تفكيرك
حصة : بسم الله عليّ ! على الأقل تونسني ماهو أنت ياللي ترفع صوتك عليّ
سلطان : أفآآ ! هالحين أنا أرفع صوتي عليك ... وأقترب منها ليُقبِّل رأسها : ولاتزعلين
حصة أبتسمت وهذا السُلطان يُشبع غرورها كإمرأة : أبد مازعلت
سلطان أبتسم وخرج ، حصة : أركضي نادي الجوهرة
عايشة : زين ... وبخطوات سريعة صعدت.
ولكن باغتتها الجوهرة بخروجها ، نزلت معها وهي مُستغربة من صعود عائشة فالحظر مازال موجود ! و قوانين سلطان بالمنع مازالت قائمة.
: صباح الخير
حصة : يا صباح الورد والزين
أبتسمت لتُردف حصَّة : قايمة متأخر واليوم عرس أخوك !
الجوهرة بإرهاق : كل شيء مجهزينه وخالصين وأمي والبنات محد بيقصِر
حصة : طيب أختك جت ؟ وش قلتِي لي إسمها ؟
الجوهرة : أفنان إيه أمس لكن في بيت عمي عبدالرحمن
حصة : هم ساكنين عنده ؟
الجوهرة : لأ بس بيته فيه جناح كبير ورى مخليه لنا إذا جينا تقريبا معزول عن البيت
حصة : طيب ماعلينا وش قررتِ تسوين بشكلك ؟ ترى مافيه وقت
الجُوهرة بهدُوء : بخلي شعري زي ماهو و بحط مـ
حصة تُقاطعها : نععم ! هذا عرس أخوك ماهو واحد عادي لازم تكشخين و تطلعين للناس وترقصين بعد
الجوهرة بإبتسامة وديَّة : على حسب لأني ماأدري إذا بيحطون أغاني وكذا مقدر أحضر ، أهم شي أبارك لريم وريان ويكفي
حصة بتنهيدة : أجل ترقصين على الأناشيد ؟
الجوهرة أنفجرت بضحكتها التي غابت كثيرًا : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أصلا ماأعرف أرقص وبعدين فيه طق إسلامِي و يرقصون عليه دايم ! والحمدلله بدون ذنوب خلق الله اللي بتحضر العرس
حصة أبتسمت لضحكتها : طيب ماعلينا أهم شي يشوفونك العالم
الجُوهرة : ترى جد ماأحب أتكلف كثير بشكلي
حصة : ماهو على كيفك أنا قايلة للسواق يجهز نفسه بنروح المشغل ونضبط روحنا
الجوهرة : أصلاً ماراح يعجبك العرس لأن المعازيم أغلبهم أهلنا و غير كذا ماهو من النوع اللي إجتماعيين مرة
حصة : أنتِ وش عرفك بيعجبني أو لأ ؟ أنا شيء إسمه عرس يعني هرمونات التنكس تقوم .. فكيها بس وروحي جيبي عباتِك خلينا نتكشخ وأتشبب

يُتبع





 

رد مع اقتباس
قديم 08-20-2020, 01:59 PM   #54
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





،

المُنطرب على الآخر يُلاعب إبن علِي صديقه و هو يُمسك عقاله و ضحكاتِه تعتليه ، لا يُمكن شرح وسامة أخوةِ العرُوس ، دائِمًا ما يُجارون المعرس بطلتِه و بضياءه ، يُوسف وهو يرقص بجانب الصغير الذِي بلغ عُمر الـ 9 سنوات.
منصُور من خلفه : هههههههههههههههه من العصر أنطربت
يوسف بضحكة : اليوم عيد .. وشهو يا فواز ؟
فواز الصغير الجميل : عيييد
يوسف ويضع عقاله ليجلس : بتدخل مع ريان الصالة ؟
منصور : من جدك ! طبعًا لأ
يوسف : ههههههههههههههه يعني ثقل ؟ الله يغفر لي يوم كنت أحب أدخل مع المعرس عشان أخز الحريم
منصُور : من يومك فاسد
يُوسف : والله ماشفت ولا وحدة ! أستغفر الله هي وحدة ومن بعدها تبت إلى الله وأنا مغمض
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه
يُوسف : جايتني طاقة رقص .. مشتهي عرضة ! يازين عرضة الجنُوب أيام عرس خويلد .. أحلى عرس حضرته بحياتي
منصُور : صدق وينه مختفي ؟
يُوسف بهمس حتى لايسمع فواز : المدام مسوية له حظر تجول
منصور : من جدك ؟
يوسف بجدية : ماهو طلقها وبعدين رجَّعها المهم يقول يبي يخليها في ديرتها عشان تعطيه وجه
منصور أبتسم : الله يجمع ما بينهم
يُوسف : ترى صدق بدخل مع ريان وبرقص مع هيفاء وبتنكس
منصور : أستح على وجهك كم عمرك تدخل على الحريم !
يوسف : والله عرس أختي وبستانس ! أصلا قايل لهيفا من يومين إن دخلت تعالي أرقصي معي عشان ماأتفشل
منصور : أنا صراحة أنقد على اللي يدخلون
يوسف : يوه عاد تندبل كبدي والله من النقود ونظرة الناس ! يخي فكَّها بس هو عرس مرة وحدة بالعمر ننبسط فيه !! وشو له التعقيدات ! أنا لولا الحياء كان قلت لريم قومي أرقصي وفليها
منصور : أصلا ريان ماراح يدخل وقول منصور ماقال ..
يوسف : بحلف عليه يدخل ! والله أختي يحق لها تنزف وتنبسط
منصور : بالعكس ترى الناس ماتعطي خير
يوسف : قرينا الأذكار والله الحافظ
منصور تنهَّد ليُردف : طيب قصِّر على الصوت أزعجتني
ويُغيضه مُعليًا الصوت ليُراقص فواز بضحكة عالية مُرددًا بصوتِ يُوسف الممتلىء بالضحك : ياهل السامري لاتوجعوني شيلكم يالربع يثر علي ، لاسمعته معا عذب اللحوني هلت العين والدمعه خفيه . . . . عاش فوَّاز
ضحك منصُور ليُردف : وش جوِّك يخي !!

،

في ساعات المغربْ الاولى ، صلَّت الفرض لتبدأ الحسناء التُركية ذات اللكنة الشاميـة بوضع لمسات المكياج ، بإبتسامة صافية : يا ريم بلاش هالدمِع سيَّحتي لي الكحلة
ريم وضعت يدها على صدرها الذي ينبض بسُرعات مجنُونة متفاوتة : طيب خلاص
: طيب تطلَّعي لفوء*لفوق* كل ماجاء في بالك تبكِي
ريم رفعت عينها للأعلى : طيب
مضطربة شديد الحرارة و الجو على ملامحها أستوائِي. فتفت هذا الحفلُ كل خلايا الصبر بها لتنسابُ حرارة دخُولها في حياة جديدة على قلبها ، كيف ستكُون أول ليلة و كيف ستكُون حياتها بحضرةِ ريـان و إنسلاخ فرعها من تحت والدها ليُصبح وليْ أمرها " ريـان " بل وليْ امر القلب و لا قُدرة عليْها أن تتجاهل كل هذا التفكير ! كيف سيكُون شكلها ؟ خائفة أن يبهت المكياج أو تخرب تسريحة شعرها ! " ممكن أزلق قدامهم بالفُستان طويل ؟ " كل الأشياء والتفاصيل البسيطة تُدغدغ مشاعرها وتوتِّرها .
والآن لا أحد بجانبها فالجميع مشغول بشكلِه بدايةٍ من والدتها نهايةً بهيفاء.

،

في الجهة الأخرى لم يكُن الأمر مهمًا رُغم أهميته في بداية الأمر ، صخب الجو بحضُورِ أفنان لهُما والتي أضفت للجو رونق حتى يصخبُ قلب رتيل في وقت كانت الإبتسامة الصفراء تُزيِّن شفاه عبير.
رتيل جعلت شعرها ينسابْ بنعُومة ومن ثم موَّجته تموجات خفيفة بُندقية تركته جانبًا وفُستانها ذُو اللون الليلكي عكس لونُ جسدِها البرونزِي ولم يكُن جميلاً في عينْها ، ماذا لو كان هُنا عبدالعزيز ورآه ؟ رُبما عيناه إن تغزَّلت بصمت سيترك في قلبها أنشودة للحُبِ تُردَّد . . رُبما ، لو كان هُنا و رآني لم أكن سأجعله يتلذذ في النظر ولكن سأكسرُ عينه حين يعرف أهمية من خسَر ؟ سيعرف أنني جميلة و رغمًا عنه وعن أثير.
و الأخت الأخرى طلتُها ريفيـة بحتة بدايةً من شعرُها المرفوع ومعقُود بظفيرة و جسدٍ أبيضْ يُزينـه الفستان الكُحلِي ، وأنا التعيسة في كُل شيء طرقته ، التعيسة في الحُب و ما يطوف حوله ! من يُزيِّن ظفيرتي بزهرةٍ أفُوح منه كما يفُوح العبير ! من يُزيِّن قلبي يا . . مجهُولي ؟ نحنُ الخائبات في الحُب من يشفي حُرقةِ صدُورنا ؟
أفنان ذات الطلة الحيوية بفُستانها الليلكي بدرجةٍ تُخالف درجة رتيل ، أبتسمت : وش رايكم نروح الصالة ؟
رتيل المُتضايقة من ضيق فُستانها في منطقة الوسط : لحظة أحس مقدر أتحرك ! تيبَّست
أفنان بضحكة طويلة أردفت : تعلمي تتحركين بالفساتين الضيقة
رتيل : الله يرحم من علمك كيف تمشين بالكعب !
أفنان : على فكرة فستانك ماهو ضيق مرة بس أنتِ ودّك تلبسين خيشة
رتيل : لو ماني خايفة على برستيجي كان تفلت بوجهك
أفنان : ههههههههههههه طيب أخلصي وخلينا ننزل
رتيل : بشوف ضي أول
أفنان رفعت حاجبها بإستغراب : ضي مين ؟
رتيل : يوه ما قلنا لك ! زوجة أبوي
أفنان شهقت : عمي تزوَّج !!
رتيل تنهَّدت : إيه
أفنان مازالت مصدومة تنظر بفمٍ مفتوح.
عبير بسُخرية : خليه يسلي عمره على آخره
رتيل ألتفتت على عبير : ممكن تخلين هالليلة تمر على خير !
أفنان صمتت لدقائق طويلة حتى تستوعب وتُردف : كيف تزوج ! يعني فجأة كذا
عبير بإندفاع : لآ طبعا متزوجها مدري من وين ولا من متى ولا وش أصلها وفصلها ! وتوَّه يقولنا
و على كلمات عبير الجارحة أتت ضيْ ،
أفنان و شهقت مرةً أخرى ، غير مستوعبة الأمر أبدًا
ضي تنهَّدت من هذه الاجواء المُتكهربة لتُردف : مساء الخير أفنان
أفنان في لحظات صدمة حقيقية. وكأنها زوجة عمها وليست إبنة أخيه.
رتيل بمحاولة تلطيف الجو : هههههههههههههههههه وش فيك ! لايطيح فكِّك بسْ
ضي أبتسمت : لأني عارفتها من بعثتها في باريس
رتيل بإندهاش : تعرفون بعض !!!
أفنان لثواني طويلة حتى اردفت : أنصدمت والله !! ليه ما قلتي لي ؟
ضي عقدت حاجبيْها : بوقتها مقدرت لأن عبدالرحمن ماكان يبغى أحد يعرف
أفنان بإبتسامة وديَّة : الله يوفقك يارب ويهنيك
ضي : آمين وياااك
عبير مسكت هاتفها لتُفرغ بعض غضبها بـ " اللاأحد " ، منذُ أن باتت تُشارك ظلَّها كل شيء ولا وجُود إنساني بجانبها بدأت تكتب يومياتها أو رُبما مُذكراتٍ إنسانة حزينة مُنكسرة تُغطي كل هذا برداءٍ التجريح لكل من حولها والبرُود.
فتحت المُفكرة وكما يكتُب ذاك المجهول ، تكتُب النثر بالفصحى بعد أن أستهوتهُ مِنه ومن ذوقه الأدبي في كُتبه ، يالله يا أنت كم غيَّرت حتى أذواقي ، كتبت " في قلبي خدشُ عميق واسع ، ثقبٌ لا يُسّد بسهولة ، لأن الحياة بائسة تقتُلني في اللحظة ستين مرَّة بدأتُ أُفرغ في غيري ، بدأتُ أسير على مبدأ التجريح في وقتٍ يجرحني هذا العالم بما هو أعمق ألا وهو الحُب ، لم أُبالي بأحد ! لم ألتفت لأجد أحد ، أنا والله أخاف عليّ من الجنُون ومحادثة ظلِّي ، أنا في حاجة للثرثرة ! أحتاج أن أتحدَّث وأسمع صوتي الذي بدأ يتراكم أسفل جلدِي و ينشُر الهالات على جسدِي ، كل هذا يُرادف شخص واحد ، شخص قتلني بصوته الرجُولي الصاخب و جعلني أرسمُ معه الأحلام لأنصدم كما تنصدم نصف نساء هذا الوطن و النصف الآخر يقعن في ما بعد الصدمة ألا وهو اللاحياة. أنا والله لاأريد لهذه العلاقة أن تسير كما كانت ، ولا أحنُ للحرام ولكن قلبي يحن له و جدًا ، لاأريد أن أضعف و نصف أهل النار النساء ، لا أريد أن اكون من أؤلئك النسوة والله أني لاأُحب أن أعصيك يالله ولا أتلذذ بعصياني لك. ولكن أشتاق له ، أشتاق كثيرًا في وقت لا أجد من يُشاركني سوى الظِلال. صبِّرني يالله عنه وعوضني بما هو خيـ . .
لم تُكمل إثر رسالةٍ جديدة قطعت عليها منه " أخافُك ، وكيف لا أخافُ منك و أنتِ بيدِك البُعد ! وأنا رجلٌ يخاف الغياب ! يخاف أن تتركينه بعد أن رأى بكِ الحياة "
لمعت في عينها الدمعة لتُقاطعها رتيل بعد أن نزلت ضي و أفنان للأسفل.
رتيل رفعت حاجبها : وش فيك ؟
عبير ببرود : ولا شي
رتيل و تكاد تحلف بأن بها شيئًا لا تُريد ان تخبر به أحد : ليه تبكين ؟
عبير بجمُود اكثر : مين قال أبكي ؟
رتيل هزت كتفيْها : حسيت أنك تبكين
عبير : وفري إحساسك لنفسك
رتيل تنهَّدت : الشرهة علي ماهو عليك

،

بعد أن أكتملت زينتهُن في إحدى مشاغل الرياض أتيْن ليرتدين فساتينهُن ، و طلةُ الملاك تتضع بين ملامح الجوهرة في فُستانها السُكرِي. ومازالت تخافُ الضيق في كل شيء فأتى فُستانها مرسومًا حتى بدأ بالإتساع حين لامس خصرها ، علّ هذا الإتساع يأتيها في قبرها حين تُحشر به و هي التي سترت نفسها في الدُنيـا.
برجاء كبير : بس شوي أنتظري
الجوهرة : تأخرت مررة مقدر أنتظر وبعدين امي بروحها و . .
حصة بحيلة تُقاطعها : مانبي السواق يودينا في هالليل وإحنا متعطرات مايجوز
الجوهرة : انا ماتعطرت ، عطري في الشنطة
حصة وتبحث عن حيلةٍ أخرى : طيب أنا تعطرت !!
الجوهرة بعينيها البريئتيْن عقدتهُما لتلفظ : هذا عرس أخوي مفروض انا أول الحاضرين .. يعني ننتظر مين ؟
حصة : سلطان
الجوهرة بصدمة : لأ .. أقصد يعني هو راح وخلص
حصة : لأ للحين ماراح هو قالي بمِّر البيت
الجوهرة بنفسٍ ضيق : الله يخليك حصة يعني أنتِ عارفة وش صاير ماأبغى ..
لم تُكمل من إبتسامة حصة ذات المعنى و ظلِ سلطان ينعكس ، ألتفتت للخلف لتراه.
حصة بضحكة أردفت : بروح أجيب عبايتي ... لتنسحب مُتجهة لغُرفتها.
شعرت بأن الأكسجين في حضوره يختفي ، أن الإختناق يقتربُ منها بخطواتٍ عريضة ، و أعيُنه تطُوف عليها و من أقدامها حتى رأسها سَارت عينُ سلطان ببطء ، وضعت يدها على جانبيْ فُستانها وكأنها تُريد أن تغطي شيئًا من وهمِ خيالها.
الجوهرة بلعت ريقها لتنتحي وتأخذ عباءتها الموضوعة على " الكنب " ، لبستها بإستعجال حتى تُبعد أنظار سلطان. حصة بعد أن أستغرقت ثواني طويلة جعلتها تشتمُ في داخلها من برود سلطان الذي لم يلفظ كلمة ، أتت لهُما : يالله نمشي.
سلطان أخرج تنهيدة أحرجت الجوهرة و أحمَّرت بها خجلاً ليُردف : يلا

،

دخلتْ الرقيقة نجلاء و المُكتملة زينتها وكيف لأ ؟ وهي أنجبتْ جميلاً يأخذُ منها الكثير ، الأمهاتْ اللاتِي تنبتُ من تحت أقدامهن الجنان يبدُون كجمالِ السماء حين نستشهدُ بالجمال : ماشاء الله تبارك الرحمن ، الله لايضرك و يهنيك
ريم والتي لم تلبسُ فستانها بعد : يمممه نجول أحس قلبي بيوقف
نجلاء : بسم عليك .. صليتي ؟
ريم : إيه
نجلاء : أهم شيء الحمدلله ، ريلاكس وأنبسطي هذي ليلة للعمر
ريم وضعت يدها على صدرها الذي يهبطُ بشدَّة : أخاف أبكي في الزفة ويخرب شكلي
نجلاء بإبتسامة بانت بها صفةُ أسنانها البيضاء : طالعي فوق إذا جتك الصيحة وتعوذي من الشيطان !! يختي أبتسمي وخففي هالربكة والوسوسة
دخلت هيفاء : مالبستي للحين !! يالله ألبسي عشان منصور ويوسف بيجون يصورون معك لأن ريان ماراح يدخل القاعة
ريم بخوف : يممممه تكفون أحس بنهبل
هيفاء : هههههههههههههههههههههههه يختي تحركي وألبسي وبعدها أنهبلي على كيفك
نجلاء بضحكة : لاتخربين شكلك بس وأبتسمي عيشي الفرحة لاتفكرين بشيء ثاني يخص العرس أهم شي أنتِ ، وكل أمور العرس تمام وأم ريان مهي مقصرة بشيء و خالتي معها بالقاعة ويقولون كل شيء تمام
ريم أغمضت عينيْها وكتمارين اليوغا مددت يداها : خلاص خلاص خلاص أنا هادية
هيفاء : ههههههههههههه أنا بنزل أتنكس مع يوسف قبل لا نروح القاعة
نجلاء : جاء منصور ؟
هيفاء : أيه وراح أبوي
نجلاء : يالله ريوم ألبسي وناديني إذا احتجتي شي أنا هنا
تركُوا ريم في ربكةٍ عظيمة تُشبه عظمة هذا اليوم الأبيض. ، أرتدت فُستانها الأبيض الذي كان فرعٌ من أحلام الصبا بل هو الفرعُ الرئيسي الذي تفرعت منه الأحلام الورديـة ، الليلة سأجتمعُ مع رجُل لا أعرفه ولكن يكفي أن يجتمعُ إسمي بإسمه و أنا والله أُحبك و إن كُنت لا أعرفُ الا إسمك ، أُحبك يا من سرقت فكرِي و نومي لليالٍ طويلة حتى هذه الليلة. يا " ريـان " القلبْ أني أسمُو بحُبٍ أبيض خالص فـ زدنِي إليكْ عشقًا يُجمِّل الصبيـة التي بين ذراعِيْك ، زدني عشقًا و أجعلني أُحبك بأسبابٍ كثيرة.
دقائِق طويلة مرَّت حتى طلت عليها نجلاء و ضبَّطت الطرحة البيضاء التي تعتلي شعرها ، أعطتها مسكةُ يدِها الملمومة بالورد الزهري.
هيفاء أتت بكاميرتها و وضعتها على خاصية الفيديو : نجول تغطي عشان يوسف
نجلاء : طيب .. وأتجهت لجناحها لتأخذ عباءتها
هيفاء : أمشي ننزل عشان الصالة مرتبة للتصوير
ريم بربكة كبيرة و أطرافُها ترتجف ..نزلت بمُساعدة هيفاء . . .
هيفاء بضحكة بدأت تزغرد لتعلن وصُول ريمْ.
بأسفل الدرج يُوسف و منصُور وإبتساماتهم تُضيء بل تشتعل فرحةً بـ ريم ، لمعت الدمعة بعينِ يُوسف و الفرحة تغزوها. و عين منصُور تُثرثر بالكثير من معانِي الحياة المُتشكلة بفرحة.
ريم ما إن رأت اللمعة في عين يوسف حتى سقطت دمعتها
هيفاء : لألألأ ريم الله يخليك لاتبكين
يوسف بنبرة بدوية : بنت عبدالله ماتبكِي !!
هيفاء بإبتسامة تضع الكاميرا بإتجاه يوسف : يالله يوسف قول شيء
يوسف بضحكات مُتكاثرة : تراني حافظها من زمان عشان أقولها ... ياعروس الكون يا ضي العيون ..يا ملاكٍ ينثر عطور الزهور .. ياعرس الكون يا نَف المزون .. يا أميرة فاقت الحسن بظهور .. و ... والباقي نسيت ههههههههههه *أردف الأبيات بصوته وكأنه شاعرُ زمانه وكيف لأ وصوتُ يوسف زاد القصيدة جمالاً*
لمعت دمُوع هيفاء هي الأخرى بكلماتِ يوسف لتُردف : هذا وأنت حافظها من زمان !!!
منصور بصوتٍ يُرتِّل الدُعاء : اللهم أحفظها بما تحفظ به عبادِك الصالحين و وفقها و أسعدها بأضعاف من يُحبها
ريم و الدمعة تُرفرف ، رفعت نظرها للأعلى وهي تنزلُ للعتبـةِ الأخيرة.
أتاها يوسف ورُغم أنها أبتعدت حتى لا يُقبل رأسها ويكتفي بقُبلة خدَّها ولكن يوسف أرغمها و قبَّل رأسها قُبلةٍ عميقة : ألف مبروووك
منصور هو الآخر قبَّل رأسها و الدمُوع تتراكم في عينِ ريم : مبروووك يالغالية
ريم بصوتٍ متحشرج : الله يبارك فيكم
يوسف بإبتسامة ومازالت الفرحة تلمعُ في عيناه : ورينا إبتسامتك نبي نصوِّر
ريم أبتسمت لتضحك من نظرات يوسف ، هيفاء صوَّرت أولاً يُوسف مع ريم ومن ثُم مع منصُور ، لتضع الكاميرا على الترايبود وتضع المؤقت لها 10 ثواني. . ووقفُوا جميعًا لصورةٍ جماعية للذكرى ، للذكرى البيضاء التي تُحلِّق في ضحكةِ زفافِ ريم.

،

كانت أعيُنه تبحث عنه ، خابت كل توقعاته عندما رآه لم يحضُر أو ربما لم يدعُوه ! لا أنا مُتأكد أنهُم دعُوه ولكن لِمَ لمْ يحضُر ؟ حتى عبدالعزيز لم يحضر ! يالله ليتك يا ناصر هُنا ! ماذا بيدي أفعل حتى أراك بمكانٍ يضخ بمن تعرفه ! تنهَّد بعُمق وإبتسامته ترتسم على ملامِحه البدويـة الخافتة. أنقبض قلبه في لحظات عندما دخل والِد ناصر ، عيناه لا ترمش حتى وقف دون أن يشعر عندما رأى ناصر. بلع ريقه و الإضطراب يُسيطر عليه. أقتربُوا من ريـان الذي يتوسطُ القاعة وعلى جانبِه والده و عمِه عبدالرحمن ومن ثُم أقرباءٌه من بعيد حتى يصل إلى سلطان الجابر و فيصل القايد.
بدأوا بالسلام من جهة ريان حتى اليمين ، ناصر أبتسم لفيصل و سلَّم عليه . . جلس بجانبه في وقتٍ جلس والد ناصر بجانب عبدالرحمن.
شعر بأنه ليس له قدرة على الحديث و بجانبه ناصر.
في جهةٍ مُقاربة كان ريَّان متوتر ، ومهما حصل فهذه الليلة مُربكة لكل رجِل و قاتلة لكل أنثى ، السكسوكة السوداء كالليل الغامق زادتهُ فتـنة وكيف لايكُن فتنة وهو من سلالةٍ تضمُ أختيه و أيضًا بناتِ عمِه و فوق ثوبه الأبيض بشتُ أسود زاد الليلُ سعادة.

،

حالتُه النفسيـة سيئة بل هي الاشدُ سوءً منذُ أن غادرت عائلته ، ينتبه حتى لنملةٍ إن مرَّت ، بدأ إنتباههُ يُركز بالتفاصيل الصغيرة التي تسرقُ منه النوم ، على فراشه في شقته بباريس بعد أن عاد من دُوفيل الكئيبة. ترك غُرفته ليتجه لغُرفة والديْه ، تمدد على سريرهُما و كالطفل تكوَّر حول نفسه و عيناه تتأملُ التسريحة التي مازالت تحوِي عطوراتِ والده و والدته.
زمّ على شفتيْه كي لايبكي رُغم انه لايخجل أن يبكي في وحدته ، لكن لايُريد أن يبكِي و ينهار ببكائِه و يدخلُ في دوامة سوداء لن يخرج منها بسهولة ، أغمض عيناه مُحاوِلاً فيها النوم ، أرجوك يالله لا تمُر الليلة الرابعة دون نوم ! أرجُوك يالله لا تمُر . . والله أني أحتاجُ ان أنام ، أحتاج أن أنام . . تمتم بأحاديثٍ روحية حتى همس : أبي أنام .. أخذ المخدة وألصقها في وجهه ، مُتعب جدًا لأنه لا يستطيع النوم و اللانوم يُجهده و يؤثر على وظائفه ، حتى تركيزه يضعف بشدَّة حتى أنه العصِر أراد أن يصنعُ له كُوب قهوة وأرتجفت يداه وسقط الكوب على الأرض.
بلاحيل ولا قوة ترك المخدة و تأمل السقف و أحاديثهم الفائتة تصخب بها مسامعه ، لو يعُود الزمن لن أُضيّع وقت في حِجْر أُمي وبين ذراعيْ والدي ، لِمَ عندما يرحل الأحبه نُفكر بالدقائق الضائعة من عُمرنا دونهم ؟ لِمَ عندما يرحلون نُتمتم " ليت " ، لِمَ لمْ نُجالس والديْنا قبل أن يرحلوا و تتضبب رؤيتنا من بعدهم ! ليت والله ليت يا أبي تعُود و أخبرك عما فعلُوه بإبنك ! ليتُكِ يا أُمي تأتين فأنا أفتقدُ السؤال ، أبسطُ الأشياء التي أُحبها " وجهك مخطوف ، سلامتك يا حبيبي وش فيك ؟ ، حبيبي فيك شي ، عزوز قلبي مسخِّن ؟ ، حالك ماهو عاجبني . . " والقائمة تطول أفتقد هذه الكلمات ، لا أحد يسأل عني ليسمعني الجميع يُردد سؤاله بإعتيادية ميتة " كيف حالُك " هذه الكلمة من شأنها أن تشطرني نصفيْن حين أقول " بخير ". والله انا لستُ بخير ولا أعرفُ للخير طريق و أنا لولا رحمةُ الله لوقعت الآن من فجيعةِ خيبتي.

،

أرسلتْ رسالة إليْها تُهنئها بزواجها لتجلس على سريرها في حيرة من أمرها ، لِمَ عاملها يوسف هكذا ؟ رُغم انها شعرت بتحسُن علاقتهما ؟ أنا الغبية التي فضفضتُ له عن ما يُشعرني بوحدتي ، أنا الغبية التي سهرتُ معه و مع صوتِه طوال الليل لأشرح له حُزني وألمِي و بعضُ وجع هذا الحمل ، أنا الغبية والله و هذا هو لم يُخيب الظن به ! خذلني كما خذلتني أمي. و الآن أنا حامل ؟ حتى الحمل الذي يجب أن أفرح به . . تعست ، و أنا أشعرُ بالرخص حتى وإن قالت أمي عكس ذلك ، حتى وإن قالت بغير ذلك ! أنا لستُ أفهم لِمَ الحُزن يترصدُ لي في كل مرةٍ أبتسم فيها.
دخلت والدتها : وش بلاتس قاعدة ؟
مُهرة بحزن : وش تبيني أسوي ؟
والدتها : تكلمي معي زين !! جاتس جنون الحمل
مُهرة : بسم الله عليْ ، يمه يعني تعرفين أني متضايقة فأتركيني شوي لاتضغطين عليْ
والدتها : ورآآه ! لايكون ما يرد عليتس !
مُهرة أنفجرت بالبكاء : خلااااص يمه ! لاتسأليني وتوجعيني أكثر
والدتها بإستغراب : يممه مُهرة هذا وأنتِ العاقلة تبتسين*تبكين* ؟ الحين بجيب لتس شاهي تدفين فيه نفستس وتريحين أعصابتس .. خرجت وتركت الشتات ينفجرُ بدمعِ أبنتها.
لامست بطنها الذي بدأ يبرُز ، مسحت دمُوعها تكره أن تضعف ولكن هذا الذي يتكوَّرُ في بطنها يُرهقها ويُحمِّلها مالاطاقة فيه.
يبدُو أنه في أوجِّ سعادته الآن ، لن أحسد سعادته يومًا ولكن كان أبسطُ حقوقي أن يُشاركني تلك الفرحة. " ههه !" يا أنا كيف أشاركه الفرحة وهو سلب فرحتِي الأُم ، فرحتي الحقيقة كأيْ عرُوس تُحب أن تحتفل ، أجهض أحلامي الورديـة كيف من بعدِها أن أفرح معه ؟ تبًا لك يا يُوسف ومن خلفِك أخيك أيضًا.

،

أشغَل القرآن بصوتِ الشيخ السديس لتضجُ غرفتها بصوتِه و تنتشرُ السكينة والروحانيـة بين زواياها ، وليد بصوتٍ خافت : أنا بروح والجوال جمبك بس تحتاجيني بشيء أتصلي عليْ .. طيب ؟
رؤى ببحة : طيب
وليد : بحفظ الرحمن . . وخرج من غُرفتها ويقفلها بالكرت الثاني الذِي معه وبمُقابل غرفتها الفندقية دخل غرفته.
رؤى تتأملُ السقف بسكينة و الصوتُ يثلج مسامعها ، أشتاقت لـ " مكة " . . كيف أشتاقُ وأنا لم أزورها ؟
سكتت قليلاً لتُردف بهمس : وش يدريني أني مازرتها ؟
بدأتُ المعلومات تتشابكُ في عقلها و تتجعدُ اللحظات بين حقيقة و خيال. أزُرت مكة أم لأ ؟ ولكن نطقتها ، قُلتها بتأكيد أنني لم أزورها ! . . حاولت أن تتذكر أشياء كثيرة ولكن ضغطها الكبير على ذاكرتها جعلها تيأس وتصمُت لتعود لعدّ النقوش في السقف. يالله كيف أتذكر ؟ كيف أقولها ؟ . . هُناك ناصر ! هُناك أحدٌ يدعى ناصر أحبه ولكن أين هو ؟ أمات في حادث أم مات فجأة أم مات بمرض ؟ . . أم أنه موجود ؟ هل يُعقل أن يكُون حيًا ؟ إن كان حيًا لِمَ تركني ؟ سأصدق أنك ميِّت ! سأقول أنك ميِّت ولكن لا تكُن حيًا و تصدمنِي بخيبتِي في تركِك ليْ ؟ لا تصدمني أرجُوك فما عاد بي أعصابُ تحتمل.
و إن كان لي أختْ ؟ متزوجة لاهية او رُبما مازالت عازبة ! لِمَ تركتني ؟ لِمَ تركوني ؟
إذا لم تكُن تلك أمي و خدعتني ! كيف سمحتُوا لها بأن تقتحم عالمي ! كيف سمحتُوا لها وأنتُم عائلتي ؟ يالله يالخيبة الكبيرة منكم ! أهان عليكم حياةً تتجسدُ بيْ ، يئست جذورها وأنحنت بذبول. أنا ذابلة بائسة حزينة ضئيلة ، أحتاجُ من يُضيئني ! أحتاجُ لعائلة حقيقية.
،

مُرتبكة يعني أنَّ متوسط ضربات القلبْ بها وصل إلى الصفر إلاّ شيئًا ضئيل ، الليلة في آخرُها ، صخبت وضجت بفرحة الحضُور ، كانت الأعيُن صامتة في زفتِها ، كانت شديدة الصمت وأكثر في ذهولها ، شيءٌ كان مُخبأ في بيت عبدالله وبان الآن.
الإبتسامات البيضاء المُزهِرة تنتشِر و أيضًا الصفراء الخبيثة. في " كوشتها " تصوَّر كل من تُحب من عائلتها إلى صديقاتها . . أبصرت المحبة وهُم يرقصُون من أجلها و ينطربُون فرحةً بزفافها ، كل الأشياء الجميلة التي توَّجت هذا الحفل تركت في قلبها بُكاء عميق ، بكاء سعيد.
همست في أذنها : ريان جايْ . .
كلمتيْن كانت كفيلة بأن تتعمقُ بربكتها وإرتجاف أطرافها لتشتعلُ حُمرة عينها و يبهتُ لونها ، لم تأكُل شيء منذُ الصباح.
هيفاء بخوف : ريمم بسم الله عليك .. أهدِي
أتت والدتها : بسم الله عليك يمممه
هيفاء : بيغمى عليها ... بروح أجيب موياا
عبير أقتربت منهم : وش فيها ؟
هيفاء وأتت بمنديلٍ مُبلل : شكل ضغطها نزل
عبير : طيب عطيني هالمنديل لانخرب مكياجها ،
بدأت عبير تُبلل كفّها بالمنديل لتُقرب ببرودة أطراف أصابعها لملامح ريم . . ثواني قليلة حتى بدأت بالتركيز وهي لم يُغمى عليها بعد ولكن عيناها التي بدأت بالنظر للأعلى أخافت هيفاء و والدتها.
عبير : خلها تآكل شي قبل لايجي ريان
ريم : لآ مو مشتهية
عبير : لآزم تآكلين لاتطيحين من طولك الحين . . ألتفتت على رتيل الغارقة بأحاديثٍ مع الجوهرة : رتول جيبي أي شي من البوفيه تآكله ريم
رتيل بهدُوء دون أن تناقش توجَّهت إلى البوفيـه ، في جهةٍ أخرى كانت الأعيُن تراقب الفتيات اليانعات ، بدأُوا بالإختيار بمثل ما يريدون وكأنهُن ضمنوا الموافقة في الجيب.
بصوتٌ مبحوح : إيه هذي يمه إسمها عبير .. بنت عبدالرحمن آل متعب واللي جمبها الجوهرة مرت سلطان بن بدر !
أجابتها والدتها : عبدالرحمن مايزوَّج بناته
هي الآخرى : يعني بيخليهن في رقبته طول عمره ! شفتي يمه ذيك اللي لابسة أسود .. تصير زوجته الجديدة
والدتها : تزوَّج !
: إيه يمه ! الرياجيل مايصبرون شوفيه تزوَّج وحدة بمقام بناته .. بس يقولون أنها كبيرة طبت الثلاثين
أتت الأخت الأخرى : والله أخت العروس قايمة في العرس
الأم : أي وحدة فيهن ! ضيّعت
: اللي لابسة تُفاحي
الأم : إيه سنعات بنات ريَّانة
ما إن نظرت لرتيل الآتية من البوفيه حتى تمتمت : وهذي بنت عبدالرحمن الثانية ! شاينة مررة
الأخت الآخرى : بالعكس الا زايد حلاها ولا أنتِ غايرة
نفثت أختها على نفسها : على وش أغار يا حظي ! تدرين أنها مفحطة بالجامعة ! اللي أصغر منها تخرجوا
، بإندفاع الصبية التي تصغرها : يمه تكفين خلينا نخطبها لحاتم والله تصلح له
الأم : والله البنت زوينة
هي : إلا مزيونة ونص
الأم : بشاور أخوك ونخطبها
* : ثنينتهم ماأنخطبوا إلى الآن ! وماعندهم عيال عم على ماأظن يعني إن شاء الله الموافقة في الجيب.

،

بخطواتْ خافتة نادته : عزوووز .. حبيبي
ظنّ أنه يتخيَّل وهو ينظرُ للتسريحة مُجددًا ، صوتُ أثير يُناديه ! هذا وهمٌ جديد كوهمِ عينيْ غادة.
سمع الباب الذي ينفتح ، وقف و فتح الباب لينظُر لها بنظرة الشك هل هي هُنا حقيقة أم كذب ؟
أثير : لايكون كنت نايم ؟
عبدالعزيز : أثييير
أثير بإبتسامة : إيه
عبدالعزيز تنهَّد وجلس بالصالة وهو غير واعي لما يحدُث ، رفع عينه ومازالت واقفة : أستغفر الله العظيم وأتوب إليْه
أثير بيدِها كيسٌ بني من الورق : جبت لك معي العشاء وقلت نتعشى بس شكل ماهو جوِّك نتعشى لبناني اليوم
عبدالعزيز بلع ريقه : تعالي
أثير بضحكة أتته لتُردف : وش صاير لك اليوم
عبدالعزيز لامس يدها ليتأكد من وجودها ، يالسُخرية الحياة به ! ويالجنونه الذي أصابه.
ترك يدها ليُردف : ماني مشتهي شي
أثير جلست على الطاولة بمُقابله ، مثل جلسة رتيل أو رُبما هو يتشابه عليه منظرُها ،
أثير بحنيَّة : مانمت اليوم ؟
عبدالعزيز و بهلوسة حقيقية : إلا نمت
أثير تأكدت أنه يوسوس ، وضعت يدها على جبينه لتُلامس جرحه : هذا من وين ؟
عبدالعزيز عقد حاجبيْه : لاتكثرين أسئلة
أثير أبتسمت بضيق : إن شاء الله
عبدالعزيز تمدد على الكنبه ويديْه تُعانق بعضها البعض بين فُخذيه ، جلست أثير عند رأسه لتجعله ينام في حُضنها ، خلخلت يدها في شعرها : ريِّح تفكيرك عشان تنام
عبدالعزيز رفع عيناه لها ، منذُ زمنٍ بعيد لم ينام في حُضنِ أنثى . .
أثير بإبتسامة : وش فيك تطالعني كذا !
عبدالعزيز ببحة : ولا شيء
أثير بهدُوء : خطيبتك الثانية متى ترجع لها ؟
عبدالعزيز : قصدك رتيل ؟ ماهي خطيبتي قلت لك زوجتي
أثير بحدة : طيب غلطت ولا مايصير بعد أغلط
عبدالعزيز بهدُوء صمت
أثير بعد ثواني طويلة : حبيبي مو قصدِي بس يعني قلت أنك ماسويت عرس ولا شي فعشان كذا تلخبطت
عبدالعزيز ولا يردُ عليْها
أثير : طيب متى بترجع لها رتيل ؟
عبدالعزيز : هي بتجي هنا ويا أبوها
أثير : يا سلام ! بتجلس في باريس
عبدالعزيز : إيه
أثير تنهَّدت : الله يصبرني يعني بقابلها
عبدالعزيز بلاوعي : بتحبينها
أثير رفعت حاجبها : يا شيخ !!
عبدالعزيز ضحك بصخب و جنّ جنُون ماتبقى له من أعصاب : صدقيني بتعجبك
أثير أبتسمت : لو أني ماأعرفك كان قلت شارب
عبدالعزيز وهو يمدُ يده ليُجمعها على شكلِ دائرة : مانقدر نعيش ! مانقدر
أثير وهي تلعبُ في شعره : عزوز بديت تهلوس ، أششش ونام
عبدالعزيز عاقد حاجبيْه بضيق : ماأبي أأذيها بس هي تجبرني ! هي تجبرني
أثير : وإن شاء الله وش أذيتها فيه ؟ تحمد ربها
عبدالعزيز أبتسم بتناقض مشاعره في هذه اللحظات : جميلة حييييل
أثير حقدت من وصفه و شرحه لجمالها في مثل هذه اللحظة : عبدالعزيييييييييييز !! إذا تبي تسمعني وش كثر هي حلوة احتفظ بهالشي لنفسك
عبدالعزيز رفع عينه عليها وهي منحنية وشعرُها يُداعب رقبته : أقصد أنتِ
أثير ضحكت : ألعب عليّ بعد ؟
عبدالعزيز أستعدل في جلستـه ليُقابلها وبإبتسامة : تشكين في كلامي ؟
أثير بضحكة صاخبة : مجنوون والله أنك مجنون ! أنا بروح وأنت نام وريِّح أعصابك .. عشان بكرا من الصبح بكون عندك
وقفت ليسحبها عبدالعزيز و يُلصق جبينه في جبينها و يديْه تحاوطُ رأسها و تُخلخل شعرها ، أضطربت أنفاسُ أثير للإرتباك و هي تختلطْ بأنفاسِ عبدالعزيز ، أقترب أكثر ليُقبِّلها . . ثواني طويلة عميقة مرت بتلاصقهُما حتى أبتعد عبدالعزيز بنفُور وريبـة. أخذ المنديل ليمسح بقايا أحمرُ الشفاه الذي في فمِه. أبتعدت أثير و خرجت من الشقة دُون أن تنطق حرفًا.
لم يستوعب بعد أن من أمامه هي أثير وليس رتيل ليُعنِّفها أو ينفرُ منها ، لم تُحرك قبلتها به شيئًا ! كانت قُبلة ولاأكثر. يتذكرُ تلك الليلة التي أقترب بها من رتيل ، تحفرُ هذه الليلة بعقله بل تشطُره أيضًا.
لاينسى طعمُها أبدًا ، أسكرتُه و ترنَّح من بعدِها لفترة طويلة وهو يتذكرُ قُبلته لها وإن أتت عنيفة رُغمًا عنها إلا أنه أستمتع بها كما لم يستمتع من قبل. و لستُ أقل من نزار حين قال " يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا ذكرته غرقت بالماء حنجرتي.. ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟ "
تأفأف : أنا ليه أفكر فيها الحين !!
بلل شفتيْه بلسانِه مُتنهدًا ، أريد أن أنام لساعة واحدة فقط ، ساعة واحِدة.

،

ألتفت عليْه وبصوتٍ واضح : عندي لك أمانة وبوصِّلها
ناصِر رفع حاجبه بإستغراب : تخص مين ؟

.
.

أنتهى.
إن شاء الله لقاءنا يتجدد يوم الخميس في البارت الباريسي
قدامنا حروب :D
لكن ممكن ينزل قبل يوم الخميس ، أتمنى أنكم تشيكون دايم على الرواية لين نثبت المواعيد من جديد.

وعلى قُولت نورة نرجع للمراهقة ونقول : أحبببكم :$$
+ ألغيت صفحاتِي اللي برا المنتدى و تويتر مُجرد إستراحة منه.



إن شاء الله يروق لكم البارت ويكون عند حسن الظن دايم :$()
لا تشغلكُم عن الصلاة.

لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.

و لا ننسى أخواننا المسلمين المُستضعفين في كُل مكان أن يرحمهم ربُّ العباد و يرفعُ عنهم ظُلمهم و أن يُبشِرنـا بنصرهُم ، اللهم لا تسلِّط علينا عدوِك وعدونـا و أحفظ بلادِنا وبلاد المُسلمين.

و اللهم أرحم أمواتنا وأمواتِ المُسلمين :" +

+ و أيضًا لا ننسى عظمة الإستغفار.
لا تشغلكم عن الصلاة


*بحفظ الرحمن.



 

رد مع اقتباس
قديم 12-05-2020, 01:06 PM   #55
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






السَلام عليكُم و رحمَة الله وبركاته.
إن شاء الله تكُونون بخير وصحة وسعادة ()


هل للأموات رائحه؟
أنا أشتم رائحة
غانية
مقلتاها
كمقلتاي ..

أسمع
أصواتا
تجيد
خنقي ..

فقفصي
الصدرى
بات
الفضاء
يضيق به ..

أشعر بوهن
يطأ أقدامه علي
و يسحق
الحياة من حولي ..

لا شيء أبصر
لا شيء ..

سوى ضباب
يغشى بصري
و عاشقة
أقسمت على
وجعي ..

* للمُبدعة : وردة شقى.



رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ !
الجُزء ( 49 )


أنتهى الجُزء الأبيضُ المُتراقص ، و طرقت الثواني الأخيرة و اللحظة المُرتبكة ، البدايـة الخافتة المذعورة ، الأشياء المُنحنية الخائفة ، الجميلات المُتمايلات و الذِكر الذِي تلفظهُ الشفاه و " الله " المُرتِّلة بها الأُم الباكية فرحًا ، يالله يالله يالله ثلاثًا على ليلة زفافٍ كهذه يا أختِي ، يا عرُوسنا.
وقفت هيفَاء جانبًا لكِي لا تضعف بدمُوعِها ، ليلة كهذه كفيلة بأن تضحكُ بها الأعينُ حد البُكاء ، ليلة كهذه ترقصُ بها السماء طربًا وتصفُو للقلب الذي يهفُو إليْها ، السماء صافيـة و ريم : قمر
مشَت ريم بزفَّتِها للخرُوج من القاعة المُزخرفـة بجمالِ هذه الليلة ، رتيل المُبتسمة و الصمتُ يخيِّم للتأمل ، هذه اللحظات وجهٌ آخر للذكرى و وطرفٌ ثانٍ للتأملات فقط.
أردفت : يا شينه ريان كان دخل
الجوهرة : مايحب هالأشياء
رتيل بضحكة أردفت : أنا قلبي بدآ يرجف كيف ريم ؟
الجوهرة بحماس : حلوة أجواء العرس
رتيل تغيَّرت ملامحها ، حتى إرتجافة القلب حين تقُول " موافقة " لم تُجربها ! يالله " ما أقساك عليّ وأنا بنتك ".
الجُوهرة ألتفتت عليها بإستغراب : رتُول ؟
رتيل :نسيت لا أقولك أني تـ .. تزوجت
الجوهرة وقفت صامتة ثابتة جامدة مصدومة.
رتيل أرتجفت أهدابُها لتُردف بغير مبالاة : كل شيء حصل بدون علمي
الجوهرة بهمس : كيف بدون علمك ؟
رتيل : هذا بالضبط اللي ماأعرفه والجواب عند عمك
الجُوهرة بعد صمتٍ طال وهي تُفكر بما يحدُث الآن مع رتيل ، أردفت : من جدك رتيل ؟
رتيل أبتسمت بوجَع : إيه والله ! هالأمور فيها مزح ؟
الجوهرة : طيب كيف !! يعني .. ماني مستوعبة !!
رتيل بسُخرية : طبعًا أبوي مألفّ له دين ثاني
الجوهرة بحدة : رتييل !! وش هالحكي ؟
رتيل هزت كتفيْها بلامُبالاة : ديني يقول رضا الزوجين !
الجُوهرة تنهَّدت : على مين غصبك ؟
رتِيل بقهر : عبدالعزيز اللي ساكن معنا !!!
الجوهرة وصمتُ الدهشة يُسيطر عليها.
رتيل : من عذرك يوم تنصدمين !
الجوهرة : مصدومة من عمي ! عُمره ماكان متحجر بهالأشياء ! كيف يغصبك وهو كان يرفض اللي يجونكم و إن وافق على واحد ورفضتوه كان يرفضه !!
رتيل وهي تنظُر لعبير الجالسة على بُعد مسافات و يتضح أنها غائبة بعقلها لمكانٍ بعيد : أبوي تغيَّر من جاء عبدالعزيز ! كل شيء صار عبدالعزيز ! معتبره ولده وأنه الكل بالكل و إحنا ولا شيء
الجُوهرة بضيق : طيب ماقالك ليه ؟
رتيل : إلا ! بس وش عذره ؟ مافيه عذر يبرر هالشي ! ولو أبي كان عرفت كيف أزعل على أبوي و حتى على ضي بس خلاص مليت !! راح عُمري كله محكومة بقيود لا فادتني ولا شيء ! وبجي الحين أغص في فرحتي عشانهم !! ماهمُوني لكن فرحي بيكون لي وبكون أنانية فيه وماراح أترك لأحد مجال يفرح مني ! وش أستفدت من طيبة قلبي ؟ ماأستفدت شي! وإن جاء مثلاً عبدالعزيز يطلب مني أني أكون زوجته بطريقة طبيعية ؟ وإن جاء يطلب مني مثلا أنه يكون في حياته معاي ؟ بروح له وأقول يالله خلنا ننبسط ونترك اللي فات !! مستحيل مادام أبوي أرخصني أنا ماأرخص روحي ! وفرحي يبقى فرحي وحزني يبقى معلق في رقبتهم !
الجُوهرة و الضيق يُضعف قلبها أكثر ، مُصارحة رتيل لها جعلتها تذبل أكثر ، أردفت : من متى كنتِ سلبية كذا ؟
رتيل بإبتسامة لم تعتادها الجوهرة : كيف تبيني أكون ؟ بالعكس ماني سلبية ! قلت لك بكون ة وبعيش حياتي زي ماأنا أبي وأن جاء يوم وحزنت بخلي كل اللي حولي يحزن معي !! فرحي يخصني وحزني يخصهم وهذي ضريبة اللي سووه فيني
الجُوهرة هزت رأسها بالنفي غير مستوعبة لتُردف : وش تفكرين فيه بالضبط ؟ هذا أبوك !! ماهو شخص عادي !
رتيل : وأنا قلت لك بشتكي عليه ؟ بس أنا من يرد لي كرامتي منه ؟ تحسين بقهري يالجوهرة ولا ماتحسين ! أقولك زوجوني وأنا مدري !! ومن شخص ... أستغفر الله بس
الجوهرة : من شخص ؟ هالشخص يكون عبدالعزيز ولد سلطان العيد اللي الكل يشهد بأخلاقه ونسبه
رتيل عضت شفتيْها حتى لاترجفْ بدمعها.
الجُوهرة تُراقب القاعة التي تفرغُ بمقاعدها متجهين للجهةِ الأخرى المخصصة للعشاء.
أردفت : الواحد لازم يتكيَّف مع الظروف اللي تجيه مايكون بهالصورة السوداوية !
رتيل : أنتِ في ليلة زواجك وش كنتِ تسوين ؟ كنتِ أكثر مني سوداوية !!
الجوهرة بإندفاع : كانت ظروفي غير
رتيل : وش الظروف الغير ؟ الجوهرة حسي فيني أقولك مقهووورة !! الحين هو مقضيها مع الحقيرة الثانية ! طيب أنا ويني منهم كلهم
الجوهرة : هو وينه ؟
رتيل تنهَّدت : متزوج وحدة ثانية إسمها أثير جعل مافيه أثير
الجوهرة أتسعت محاجرها بصدمة ، صمتت بشكل مُهيب لما يحصُل في إبنة عمِّها. كارثة تلو كارثة وهي آخرُ من يعلم!
رتيل و تمثيلُ البرود صعب جدًا على رُوحها المتوجِّعة : ماهمني كيفه ! بس بيجي يوم والكل راح يندم على اللي قاعدين يسوونه معايْ بس لحظتها ولا واحد فيهم راح أسامحه !!
الجوهرة همست : متزووج !!!
رتيل بتنهيدة حارقة : بكيفه ! و تدرين حتى ماراح أطلب الطلاق ! بخلي أبوي بنفسه هو اللي يطلقني بدون لا يشاورني ! أبيهم يعرفون وش خسروا !!
الجوهرة عقدت حاجبيْها بألم و حضُور أفنان المُحمَّرة عيناها قطع عليهُما : وش فيكم جالسين بالزاوية كذا !!

،

أنت يا ريّـان محظُوظ ، ظفرت بليلةٍ كهذه تستحق أن تسجُد لها شُكرًا في كل لحظة تتذكر بها أن بجانبِك أنثى تحتويك ، نحنُ فُقراء الحظ و يتامى الحُب نتفرجُ دائما لنرى العُشاق كيف تكُن نهاياتهم لنقُل " الحمدلله سلمُوا من خيبـة هذه الأرض التي تُفرقنا " حظِي الذِي بقيتُ لسنوات أهتف به ، خبأته يومًا في جديلتها لتأخذُ شَعرَها و ترحل. ومعها رحَل حظِي.
يا عُمرِي ماذا بقيَ لنحزن عليه ؟ يا عُمرِي كفاك من تلك السنين رثاءً ، كفاك ما رحَل و أبتسم لأجلِ أن نُصاحب بعض ، أحتاجُ ان أصدِّق هذه الحياة لتُحبنِي أكثر ، احتاج وبشكلٍ لاذع أن أُصادق ظلِي ، رحلتِ يا غادة و نسيتِ أن تُعلِّميني كيف لظلٍ يأخذُ مكانكِ ؟ وأنتِ التي كُنت على الدوامِ ظلِّي الأبيض الذِي يُشاركني كل شيء حتى سخافاتِ هذه الدُنيا ، لحظة! لم تكُن سخافات ! كل شيء معكِ تجمَّل وأزدهر حتى الأشياء البسيطة باتت عظيمة. أنتِ من غيَّرت عيناكِ صيغة الحياة في قلبي ! أخبريني كيف لي أن أعيش دُونك ؟
وقف مُتجهًا للخارج بعد أن ادى واجبه كصديق للعائلة ، شعر بيدٍ تُلامس كتفه ، ألتفت مُستغربًا.
فيصل بتوتر : عندي لك أمانة و بوصِّلها.
ناصر رفع حاجبه بإستغراب : تخص مين ؟
فيصل : ماينفع أقولها لك هنا ! لكن ضروري بأقرب وقت
ناصر : أبشر .. أخرج هاتفه .. عطني رقمك
فيصل نطق له رقمه ليُردف : أنتظر منك إتصال . . بحفظ الرحمن . . . وترك ناصر في حيرة من أمره ، ماذا يُريد ؟

،

في ساعات الفجرْ الأولى ، رمت عباءتها بتثاقُل لتنحني وتنزع حذائها العالِي وتصعد لغُرفتها دُون أن تنطق بحرفٍ واحد ، أغلقت رتيل الباب عليْها و شعرت بأنَّ قليلاً من العزاء شاركته الجُوهرة ، لم تعرف لِمَ أخبرتها بكُل هذا ولكن شعُورها بالإفلاس أمامها جعلت كلماتها تنطق.
على بُعدِ مسافات فاصلة دخلت عبير غُرفتها الداكنة على قلبها الذِي بدأ يضيق بكل شيء ، ليس سببًا ! والله ليس هُناك سبب يجعلني أو يُجبرني أن أذهب للحرام بإرادتي ، وإن تعاظمت الظروف وعلقت الأرضُ في حنجرتي حد أنّ لاشيء يُسعف الغصات المُتراكمة بيْ ! لا أحد يجعلني أذهبُ إليْك يا مجهُولي ولكن قلبي ! قلبي حتى في رخاء هذا العالمُ يُريدك كيف وإن عُصفنا بما نكره ؟ أتراني أناقض نفسي ؟ حين أقُول لن أعصي الله و أنا أقف بكل حواسِّي أمامك ، أمام قلبك.
لِمَ فعلت بيْ كل هذا ؟ لِمَ كل هذا ؟ لِمَ جعلتني أقع بالعشق و هذا الجنُون !! لِمَ كُنت حرامًا ؟ و إن أتيت يومًا بصيغة بيضاء تتشكلُ كالحلال ؟ أين أجد التوفيق بك ؟ أين أجد البياض ؟ أين أجد بعمق الجحيم هذا جنة ؟ كل شيء ضدنا ! كل شيء يا حبيبي ضدنا لأننا كُنا ضد الحلال. لو لم تُخدرني بصوتِك ! لو لم تجعلني كالعمياء أراك.
كُنت قويَّـة بما يكفِي ولكن بحُبك أصبحتُ هشَّة وهذا حُب لارجاء به ! الحُب الذي لايقويك هو مُجرد محاولات فاشلة للحياة.
شتت أنظارها للجُدران التي تفتقد لوحاته ، حتى ملامحِي رأيتها ! يالله كيف تسربت من تحت أبوابِ عالمي التي أغلقتها و أغلقها والدِي من بعدِي. يالله عليك! أتيتْ بشكلٍ لاذع لقلبٍ هشّ.

،

بهدُوء أنيق نزعت عقدها ، لتُردف : حسيتها مصدومة بس يعني ماخذتها بشكل شخصي كثير ! بالعكس حتى باركت ليْ
عبدالرحمن المُستلقي على السرير : كويِّس
ضي ألتفتت عليْه : زعلانة على عبير حيل ! ماني قادرة أفهمها بس اليوم طاحت عيوني عليها كثير !!! يالله ماتتخيل قد أيش واضح أنها حزينة ، حتى قلت لرتيل تروح لها بس مهي قادرة تتعامل مع رتيل ، مدري يمكن ماتبي تقول شي لأحد أصغر منها ! يعني أحس شخصيتها ماتتوافق كثير مع اللي يصغرونها بالعمر ، وش رايك بكرا تطلع معها مكان وتخليها تفضفض لك
عبدالرحمن ألتزم الصمت ، لا جوابْ يشفي حُزنه على حال بناته و حال إبنته الكُبرى
ضي جلست على طرف السرير بمُقابله : أكيد ماراح تخليها كذا ؟ أنا بصراحة مقدرت أتكلم معاها بشيء ! البنت تكرهني بشكل فظيع حتى اليوم لما صبّحت عليها سفهتني ، أنا فاهمتها يمكن ماتبي أحد يشاركها في أبوها ! والله حتى ماني شايلة في قلبي يعني ماأقولك ماني متضايقة إلا متضايقة ومقهورة لما سفهتني بس بعد من حقها ! .. يعني قبل لا نسافر خلها تفضفض لك وتقولك يمكن ترتاح ، أحيانا أقول ماهو معقولة عشان هالموضوع لأن حتى تعاملها مع رتيل حاد وجاف !
عبدالرحمن تنهَّد : كيف تعاملها مع رتيل ؟
ضي : يعني مدري كيف أشرح لك بس ماهو تعامل أخوي .. يعني بعيدين عن بعض كثير
عبدالرحمن بضيق : لأن رتيل مصارحة عبير بعواطفها وعبير رمت عليها حكي من هالأشياء اللي صارحتها فيها !! فعشان كذا متضايقين من بعض
ضي أبتسمت : وأنت مصدق هالشي ! طبعًا لا ياروحي .. رتيل ماصارحتها بأي شيء وهي بنفسها قالت ليْ
عبدالرحمن : وش قالت لك ؟
ضي بلعت ريقها : يعني عن علاقتها مع عبير وأنها هالفترة متوترة و .. بس
عبدالرحمن بحدة : ضي تكلمي
ضي : وش أتكلم ! قلت لك اللي أعرفه ،
عبدالرحمن تأفأف : طيب

،

دخل بصورة مُفاجئة للحرس المُنتشرين في هذا البيت ، أجبرهم على إلتزام الهدُوء ليصعد للأعلى و يُفاجئهم بحضُوره.
فارس المعطي لباب غُرفته ظهره ، صامت هادىء في وقتٍ كان يُثرثر بها حمد على رأسه : أنا أكلم جدار ؟ يخي تكلم أنطق حسسني أني بشر جمبك
فارس بهدُوء : أطلع برا
حمد بخبث : تفكر بمين ؟
من خلفه : حمممد
ألتفتوا جميعهُم لهذا الصوتْ الذي تحفظه قلوبهم مهابةً ، وقف فارس تاركًا كراسة الرسم البيضاء على الطاولة ، أتجه له حمد ليُسلِّم عليه ومن خلفه كان فارس ، قبَّل رأسه : شلونك يبه ؟
رائد : بخير !! .. وش عندكم ؟
حمد : ولا شيء جالسين نسولف
رائد رفع حاجبه : بأيش ؟
حمد بلع ريقه : يكلمني عن الرسم وكذا
رائد : آييه ، .. أقترب من كراسته ليأخذها فتح أول ورقة ولاشيء سوى رسومات مُتداخلة لايفهم بها شيئًا ، تركها ليتصفح الكراسة و . . آخر صفحة عيناها مُسيطرة.
ألتفت : هذي مين ؟
فارس بعد ثواني صمت أردف : خيالي
رائد بشك : خيالك !!
فارس : إيه
رائد بعدم تصديق : آيييه .. طيب أنا جاي بنفسي عشان أخبرك .. بتروح معاي
فارس : وين ؟
رائد : أقصد بتسافر يعني !!
فارس بإندفاع : لأ .. يعني ماودي أسافر هالفتـر
قاطعه رائد بحدة : أنا مو جاي أشاورك أنا جاي أبلغك
فارس : بس يبه أنت تعرف أنـ
رائد : قلت خلاص !! جهِّز نفسك هاليومين
فارس تنهَّد ليجلس مُتجاهلاً والده و غاضبًا بمثل الوقت.
رائد : يا سلام ! مدري وش عندك عشان ماتبي تسافر ..
وبُسخرية أردف : لآ يكون الدراسة شاغلتك ! ولا بنعطل أمور دوامك
فارس شتت أنظاره بعيدًا و قدمه تهتَّز غضبًا.
رائد بصرخة : أنا أكلمك !!
فارس ألتفت عليه : يعني وش أرد ؟ خلاص ابشر
رائد عقد حاجبيْه ، واقفًا على بُعد مسافات منه : تعال
فارس يعرفُ والده جيدًا لذلك ألتزم الصمتْ.
رائد : فااااارس ووجع !
فارس : يبه الله يخليك خلاص ماله داعي قلت لك أبشر
رائد بحدة : ماأبي أكرر الكلام !!
فارس تنهَّد ليقف مُتجهًا إليْه وهو يعرف تماما ماذا سيفعل ، وقف أمامه : يالله عطني كفّ عشان على قولتك أتربى وأعرف أرد عليك زين !! ماكأني بطولك و أعتبر ذراعك اليمين
رائد رفع حاجبه : دامك تعتبر نفسك ذراعي اليمين ماتقوم تراددني
فارس : أنا أناقشك !! قلت لك ماأبي أروح وقلت غصب عنك تروح وقلت لك خلاص أبشر ! يعني وش تبيني أسوي ، أبكي عند رجلك وأقولك تكفى يبه خلني هنا وماأبي أسافر ! ماعدت بزر أوصل لبطنك وأترجاك ! قلتها لك كثير وبرجع أقولها أنا لي شخصيتي مهما حاولت تهمِّشني ببقى فارس وبتبقى رائد ومستحيل أكون رائد ومستحيل تكون فارس عشان كذا يبه الله يرضى لي عليك لا عاد تكلمني بهالطريقة وكأني حيوان مربيه ما كأني ولدك
رائد أبتسم بدهشة : الله الله !! تبيني أصفق لك على الكلمات البطولية !
فارس شتت أنظاره لايُريد أن يعلق بحدة عين والده.
رائد : طيب يا ولد موضي !
فارس بحدة نظر إليْه : لاترمي الأغلاط على أمي !!
رائد : ذكي والله تفهمها وهي طايرة
فارس بقهر : الحين مين اللي ربَّاني ! أنت ولا هي ؟ أغلاطي هي نتايج تربيتك ماهي نتايج تربية *يُقلد صوت والده* موضي !
حمد ضحك على تقليد فارس لينسحب بهدُوء قبل أن يعلق هو الآخر بغضب رائد الجوهي.
رائد يحك شفته مُنبئًا أنَّ هُناك ضرب سيأكله فارس الليلة.
فارس بهدُوء أراد أن يحرج والده ، تقدَّم إليه ليُقبِّل مابين حاجبيْه : هذي نتايج تربية موضي ...

،

على السرير مُستلقي و هاتفه الموصول بسماعاتٍ رقيقة على بطنه ، بخيبة أجابه : يوم شفتك طوَّلت قلت أكيد نايم .. ليه مانمت ؟
عبدالعزيز بتعب : ماجاني النوم ! حتى الحبوب مانفعت ! هذي شكلها من دعوات بعض الناس
ناصر ضحك ليُردف : ياهي دعوة من قلب !!
عبدالعزيز بإبتسامة مُرهقة : أصلا قال بوسعود بيجون بعد كم يوم ! بنبدأ شغل ومدري كيف ببدأ وأنا مخي موقف و كل خلية بجسمي أحس ودها تنام
ناصر : طيب وش سويت من الصبح ؟ رحت المقبرة !
عبدالعزيز : لأ . . والله مافيني حيل أتحرك ، بكرا إن شاء الله بروح أزورهم
ناصر : إن شاء الله ... اليوم في عرس ريان كلمني فيصل القايد .. طبعا ماتعرفه ! المهم هذا أبوه كان ويا أبوك الله يرحمهم جميعًا
عبدالعزيز : إيه وش يبي ؟
ناصر : يقول فيه أمانة ولازم يوصلها لي .. خذيت رقمه ومن اليوم أفكر فيه .. مدري وش يقصد ؟ كل الأفكار السودا جت في بالي ! خفت يكون شي يخص شغلي القديم بباريس أو مدري ..
عبدالعزيز بـ " هبل " : يمكن يبي يزوجك وحدة من خواته
ناصر بحدة : عز أتكلم جد بلا خفة دمك !!
عبدالعزيز : طيب وهذا فيصل وش يطلع ! يعني كبير ولا بزر
ناصر : بعُمرنا يمكن بالعشرينات أو بداية الثلاثينات
عبدالعزيز : إيه يعني بزر
ناصر بخبث : سبحان الله تعرف لنفسك
عبدالعزيز ضحك ليُردف : إيه أنا بزر !! أبي ماما
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله تدري لو أني حقير وأسجل حكيْك وأسمعك إياه لا صحصحت بتصرخ وتقول هذا مو أنا ... بس تسنع ونام لأنك بديت تهلوس وماهو زين !
عبدالعزيز : تراني واعي وأعرف وش أقول ! أنا جالس أتمصخر وأقولك إيه بزر ! بس أنت ودك أنه من جدِّي أحكي
ناصر : طيب خلاص أنقلع نام .. وأغلقه في وجهه.
عبدالعزيز أخذ نفسًا عميقًا لتسقُط عيناه على معطف أثير المرمي على الكُرسي ، نسيْت أن تأخذه!
يالله أرتكبت حماقة اليوم ، يجب أن أُحادثها .. أخرج هاتفه ليتصل عليها في وقتٍ يبدُو أنه غير مناسب ، رنّ مرة و مرتيْن وثلاث و بطُول الإنتظار وإمتداده أجابت بصوتٍ ليس بناعس : هلا عبدالعزيز
عبدالعزيز : نايمة ؟
أثير بهدُوء : لأ
عبدالعزيز بعد صمتٍ لثواني أردف : آسف على اللي صار اليوم ..
أثير ألتزمت الصمت هي الأخرى
عبدالعزيز : أثير أنتِ معايْ ؟
أثير : معاك
عبدالعزيز : طيب ينفع تجيني بكرا الصبح بدري ؟
أثير : مقدر .. عندي شغل
عبدالعزيز : يعني زعلانة ؟
أثير بهدُوء : مين قال ؟ بس أنا جد مشغولة بكرا
عبدالعزيز : بس كان كلامك غير لما كنتِ هنا وقلتي لي بتجين !
أثير : تذكرت انه عندي موعد
عبدالعزيز تنهَّد : طيب
أثير : نمت ؟
عبدالعزيز : لأ
أثير : طيب نام الحين !
عبدالعزيز بضيق : أثير جد متضايق على اللي صار !! ماكان قصدِي أتصرف معك بهالصورة لكن مزاجي هالأيام مش ولا بُد ..
أثير : طيب يا حبيبي قلت لك ماني زعلانة
عبدالعزيز تنهَّد : طيب .. بحفظ الرحمن
أثير : مع السلامة .. أغلقته و فكرها لا يُسيطر عليْه سوى نفوره الذي تصرف به أمامها ، كانت ردة فعله لا تمت للذوق بصلَة ، لم تكُن ستُمانع من أن يُقبلها فهي زوجته ولكن طريقته بتقبيلها وكأنها لاشيء أحرقت صدرها طيلة اليوم.

يُتبع





 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
✿ بين هہدفے و آلحب آشق طريقے ~~ حيث سآحقق حلمے ◄✿ Ţŏŋẩŕỉ ńŏ ķąỉḅũţşũ~ķũň EINAS ANIME WONDER 16 05-15-2020 12:32 AM
أستآذن سكونك…! |تعريف + قوانين + أختام+ ألية التقيم JAN روايات عامية 7 05-13-2020 04:24 PM


الساعة الآن 12:18 AM