••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات عامية


إحتراق الشموع / الكاتبة ؛ جانسو

روايات عامية


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-2020, 01:36 PM   #1
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

إحتراق الشموع / الكاتبة ؛ جانسو















هٓمســـه !! …

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :$ ,

ها أنا هنا ، و أخِيرًا ! … بعد آنقطاع دام 6 سنوات .

في الحقيقة هذه ليست مولودتي الأولى أو العاشرة ، فأنا تركت العد مند زمن !

ليست ترجبتي الأولى و أطمح أن لا تظ“كون الأخِيرة أيضًا !

اعتادت الصغيرة التي في داخلي الجلوس امام الشاشة منذ زمن و أعتادت تلك العينان على قراءة مئات الكلمات

لسويعات طويلة !

وتارة تستقر أصايعها على لوحة المفاتيح و تبدأ في نسج أحداث تلامس واقعها و مشاعرها

احداث حالمة خيالية مليئة بالخيال ممزوجة بنكهة من الواقع …تصف تماماً روحها المتمردة!

كتبت الكثير ، و نشرت اكثر لكن دائماً أقف في المنتصف و تصابني الحيرة و التشتت [ وماذا بعد!؟]

لكني واثقة ان مولودتي هذه نصيبها الظهور من عتمة ترددي و تشتتي

من بين اخوتها الأخريات

فهي مميزة !

هي رفيقة مرحلة الرشد و بداية رحلة الشباب ، هي ثمار 11 سنه في عالم الروايات

و محبوبة أكواب القهوة السوداء التي ارتشفها كل ما بادرت بكتابة حروفها .

هذه الرواية كتبتها ولم اكملها ببداية البارتز إلى الآن ولكن نشرتها من البداية لكي أُرغم نفسي على إكمالها :$

أتمنى أن أصِل إلى ذائقتكمْ , وكذلك أتمنى أن أُنتقد نقد بناء وهادفْ

أطمح أن أرتقي بها

عندما أخرج من النص وهكذا مايصُوب إليه تمردي المعتاد

أرجوا أن تلتمسوا إلي 70 عذرا ولا تدخلوني في ذمم ونوايا ,

أحببتكم و أطمح لمحبتكم :$ .



شكر خٓاص و عمِيق جداً لملهمتي نواره !
كان لي الشرف الأكبـر ان تُشاركني في "إحتِــراق ! " بعــبق مشاعرها
و مِخملية حُروفها .




جانسو .











إحـــتراق الشُــموع
. روابط الفصــول .
















 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 10-09-2020 الساعة 10:04 AM

قديم 10-09-2020, 10:03 AM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي












رواية: إحـــــــــتـــــراق الشُــمــــــــوع


الشمعة الأوُلـــــــى


السُعودية ، الـرياض .

الرياض بارك | 6 مساء

سند جسمه على السور الخارجي للكوفي القابع في ساحة المجمع الخارجية …غمض عيونه بأستمتاع وهو يحس بنسمات الهواء الباردة تلفح وجهه …الشمس تغرب معلنه ساعات النهار الأخيرة مزينة السماء بلون بنفسجي زاهي . المكان مو مزدحم كثير مما زاد من الهدوء و الأريحية ما عدى صوت المياه المتدفقة من (النوافير الأرضية ) يكسر سكون المكان مع اصوات همسات المارة بين فترة و أُخرى ! ، يعشق ذا الوقت من اليوم يحب يختلي بنفسه و يتأمل السماء و يسرح لبعيد !.
التفت لمصدر الأزعاج الي جاي من داخل الكوفي …تقدم بخطوات هاديه لداخل بعد ما آطلق تنهيده أنزعاج وهو يتوعد فيهم …

- [ تفضلي بإيش أقدر أخدمك!؟].


نطق كلماته بصوته الواثق المبحوح وهو يأخذ نظرة خاطفة للبنت الواقفه قدامه بكامل أناقتها …ناظرته لثواني بنظرات متفحصة ، شعر أسود كثيف مصفف مقدمته للأعلى بعناية ، بشرة حنطية ، زوج أعين مثل لون الجليد بلمعته و حدته! ، خشم مثل حدة السيف وشفاة صغيرة خُط فوقها شنب مرسوم بعناية و عوارض خفيفة ، قامة طويلة وجسم رياضي …أبتسمت بأعجاب وتقدمت لناحيته ، همست :

- أدفع لك إلي تبي …بس ، تعال أشتغل معي ! .

نزل عيونه للأرض و جلس يطقطق على الكيبورد بأصابعه النحيلة بسرعة "البدر أمسك أعصابك!" ، جلس يتمتم بكلمات يهدي فيها نفسه …حطت يدها فوق يده وهي تقول بغنج :

- ليش التوتر هذا كله تـ …

سحب يده بقوة لدرجة انها ضربت بحافة الريسبشن الخشبي. و تبعها صوت الكيبورد الي طاح على الأرض بسبب سحبه لسلك بالغلط ! …ألتفت الشابين الواقفين جهت مكينة القهوة لهم …تكتف الأول وهو يعطي "بدر" نظرات شماته ! ، أما الثاني تقدم بخطوات سريعة ناحيتهم و باين عليه التوتر و العصبية بنفس الوقت! .

- أسمحيلي أستلم طلبك !

قالها. هو. يأشر لـ "بدر" بعيونه أنه يطلع برا …قاطعته البنت و واضح ان الوضع ما عجبها :

- ايش ذي المهزلة توظفون ناس ما تعرف حتى. تاخذ طلب !

رد عليها الشاب بأدب :
- الموظف جديد و قيد التجربة أخـ…

قاطعته بأسلوب همجي :

- تجربون على حساب الزبون اي شركة انتم !؟ … انا ابي اقابل المدير بـ…

سمع كلماتها الاخيرة و رجع ناحية الريسبشن ، أنحنى و رفع الكيبورد بـ هدوء مبالغ فيه و ببطئ كأنه يحاول يثير غضب الشخصين الواقفين وراه ! …

- بعد !


قالها ببرود وهو ياخد مكانه …بعد "غِيام" بدون اعتراض وهو يراقب "بدر" بحذر .

- تفضلي !

قالها وهو يمرر اصابعه على الشاشة بخفة يستعد لتسجيل طلب جديد … حست بشوي خوف ما توقعت انه يرجع و بهدوء !؟ …كانت تبي تفتعل مشكلة عشان تجذبه بس ! … كشرت و قالت بأسلوب مُتعالي :

- ااوووففف ناس تجيب الغظ“ثـــى !

لفت عنه بعد ما رمت عليه نظرات مستحقرة و طلعت مثل ما دخلت! ، مسح وجهه بكف بيده وهو يستغفر يحاول يهدي اعصابه ، أستفزته لأبعد درجة ! .
يكره الناس من هاذي النوعية و لا يخلوا يومه منهم !. اخذ نظره لبرا عبر الواجهات الزجاجية من كل الجانبين للمقهى . تأفف لأن شاف الظلام غطى المكان و أنتهى وقت الغروب وهو لا استمتع ولا جلس حتى بهدوء ! .

نقل عيونه للأشخاص المتفرقين في زوايا المقهى و كل واحد لاهي بشغله …و أغلب زوار هذا المقهى بنات ، طبعاً من يتواجد " كايد الفيصل " يتواجدون البنات معه ! .
شافه واقف قدام مكينه القهوة بطوله الفارغ و بيده " كوب اسبرسو" مقربه لشفايفه و باليد الثانية رافع جواله يصور .

" و طبعاً ما يحلا مسائنا ألا بشوت اسبرسو من Pavé ! "

تسند بدر على الريسبشن وهو يشوف موال كايد المعتاد كل ما جا المقهى ! … " اااععععععع !" عفس كايد ملامحه من ريحة القهوة بعد ما خلص تصوير ! ، غريب ذا الانسان فاتح له مقهى وهو اصلاً يكره الكوفي ولا يطيق ريحته !؟ … بس ربي فاتح عليه خير من شغل السناب و الأعلانات غير شغل أهله تنهد وهو يشرف كايد يكمل " الجولة اليومية" لتصوير المقهى و أبتسامته مزينه وجهه … كان يتكلم بخفة و ثقة و أسلوبه المرح المحبب الجميع فيه. … وجه الجوال على " غيام"

- وهذا الباريستا الفخم غيام … مسائك فخامة !

إبتسم غيام وحيا كايد بيده … غيام و كايد يتفقون بحركات التميلح و خرفنة قلوب البنات ! . تقدم بخطوات سريعه. و وقف قدام بدر لـكن كاميرا الجوال موجه عليه ، تكلم وهو بناظر بدر بطرف عينه و ضحك بشقاوه :

- مظ“زيوُنا ! ، المعجبات يطالبرن بالبدر ! .

أشر له بدر بأنه بيكسر الجوال فوق رأسه لو فكر يصوره …آنطلقت ضحكة صاخبة من كايد ، ناظره بدر بتكشيره و لف ببطلع برا المقهى … ناداه غيـام :

- البدر على وين ؟

- بشم هوى !

رما كلماته بدون ما بلتفت لهم … تبادلوا غيام و كابد النظرات بحيرة من مزاجة المتقلب ! ، و كل واحد كمل شغله .



فتح توبتر ومرر أصابعه على شاشة الجوال بخفه :
"تبدأ حياتك محاولًا فهم كل شيء وتنهيها
محاولًا النجاة من كل مافهمت."
… تغريد …



غيام …~
العمر 25 سنه .

كايد …~
العمر 26 سنه .

بدر …~
العمر 23 سنه .
،


إيِـــــطاليـــا ، مِلانُــــــــو .

جلست ادور في شوارع ميلانو بلا هدف معين لين ما استقريت على مقهى موجود في احد الاحياء السكنية القريبة من منطقتنا … ركنت السيارة بعيد عن داخل الحي عشان ما تتعرض لأي اذى او يهجمون علي احد قطاع الطرق و اللصوص المنتشرين في هاذي الاماكن يبحثون عن فريسة جديدة ينهبونها ! … دفيت الباب و القيت السلام بصوت واطي … ضحكت على نفسي وانا اشوف محد معبرني
… مو بلاد الغرب الي تغير سعود! …حسيت بالفخر …اخترت طاولة تطل على واجهة المقهى الزجاجية …اشرت لنادل و تقدم نحوي .

‏Black coffee, please [ قهوة سوداء من فضلك]

‏ Yes sir, any other requests[ حاضر سيدي ، أي طلبات أخرى؟ ]

‏ no thanks [ لا ، شكرا لك ]

اخذ النادل المنيو و راح … ارخيت جسمي على الكرسي و جلست أتأمل المارة و تفكيري محصور حول المهمة و ايش راح يصير بعدين!؟ … مو سهل انك تدخل في وسط حياة شخص ! … كنت متردد في قرار استلام المهمة لأنها ترتبط بحياة هاذي الطفلة ! … اي خطأ ممكن يصير محد بيتضرر الا هي ! .
تنهدت بضيق و انا اتمنى عواقب كل شي تكون سليمة او على الأقل الأضرار تكون طفيفة ! …رن جوالي و لمحت الأسم ( ر) ! . رديت :

- السلام عليكم

جاني صوته المثقل بنبرة واثقة حازمة :
- مساك الله بالخير ولد خالد !

تنحنحت ورديت بثقة :
- مظ“سه بنور …تفضل سيدي !؟

ابتسم الرجل الاربعيني من خلف السماعة و نطق:
- بشرني عنكم !؟ "سكت شوي" وهي!

صمت شوي و رد بهدوء :
- كلنا بخير …بس الطريق طويل !

تمتم الأخر :
- ربي يقويكم …انا استأذن
- حافظك الله. .

و على اغلاق الخط وصلت قهوتي …ابتسمت وانا احس بأنتعاش من ريحة القهوة الي إنسابت بداخلي بِرقة … إبتسمت و ارتشفت منها و خيال ذيك الكظ“ستنائية داهمني !

" القــادم أعظــم يا سعُود ! "

،



السُعــوديــــة ، أحد الأحياء البسيطة في شرق الرياض


متخبين ورا بقالة الحي … مراهقين في أواخر السابع عشر من العمر … تربع صاحب الكاب الأسود على الأزفلت وبيده كيس البقالة الأزرق ، ناظره و كشر :

- تستنى عزيمة!؟

أبتسم على كلامه وطلع من جيب بنطلونه قطعه قماش سوداء .فرشها على الأرض بعنايه وجلس فوقها ، ناظره هتان بعدم رضى :

- ارض ربي واسعه !

زادت أبتسامته و أشر بيده على الأرض وهو يتكلم بصوته المبحوح المميز :

- الأرض وصخة … انا ما اجلس على وصاخة !

رد عليه هتان وهو ينفض كيس البقالة وتطيح كل الأشياء الي فيه :

- اهجد بس و آقلط !

ضحك فراس و أخذ سنيكرز و فتحه بهدوء عكس هتان الي بغى يشيل نص الايسكريم مع القرطاسه ! … ناظره فراس بإستنكار وهو يشوف القرطاسة مرمية على الارض و كيسه البقاله مشقوقة لنصين و الحلويات وعلب الايسكريم منتثره قدامههم بعشوائية ! :

- هظ“تظ“ان ! ، المكان وصخخخ !

رفع هتان صوته و وصلت معه :

- فويرس وبعدين! ، خل عنك هوس النظافة الزايد !

هز فراس فرأسه بأعتراض و تغيرت تعابير وجهه للقرف :
- حتى ريحة السنيكرز وععع !!

ناظره هتان بإستغراب و اخذ منه السنيكرز بدفاشة و جلس يشمه بعمق ! …صرخ فراس :

- لاااا !
-
بادله هتان الصراخ :

- ايش فيـــك !؟

سكت فراس وهو يناظر يدين هتان بحقد … نزل هتان عيونه وهو يشوف المكان الي يناظره فراس … السنيكرز تحول لونه للأحمر بسسب الأيسكريم المثلج الي كان ياكله قبل شوي و طبعاً يدينه و وجه من مو احسن حاله ! … ناظره هتان بنظرات متوهقه و فيه الضحكة …اكره ماعليه فراس الوصاخة و الحشرات و احد يلمسه هو و اشيائه و طبعاً كلها اخر هم هتان ! .

- اووه السنيكرز !؟
- اووه السنيكرز !!

قلده فراس بتريقة مايله للعصبية ! … ضحك هتان و بدال ما يكحلها عماها وضرب كتف فراس بحركة رجولية ممازحة وطبع اثار الايسكريم الأحمر على تيشيرت فراس الأبيض …فز فراس و صرخ بهستيريا :

- هــــتــــــان !

قام هتان معه ورما كل شي بيده على الارض و قال بتوتر :

- طيب طيب ! … ماكان قصدي !

نطق فراس كلامه بسرعه وهو يشتت نظراته مابين هتان و الأرض :
- بلوزتي توصخت و الارض وصخة و المكان وصــخ !!

قام يدور حول المكان بعشوائية و يكرر الكلمات بشكل سريع !
انفاسه بدت تتلاحق ولا هو قادر يتظمها !، هتان واقف مكانه ومتوتر ولا هو عارف ايش يسوي ! …

نــــــــــوبـــــــة !؟


… ماتوقع يوصل الموضوع لهــنا ! … شجع نفسه و تقدم ناحية فراس ذا مو وقت الخوف ! ، لا غيام ولا بدر هنا ! .لازم يستجمع نفسه و يتصرف ! :

قال بتبرة عالية :

- فـــراس ، فراس إهدى !


دخل فراس - أصابع يدينه في شعره الحريري الأسود الكثيف و شده بقوه ! … قال بصوت عالي مرتجف :

- الأرض وصخة ، المكان ج وصـــخ !

تقدم لجهته وهو يحاول يهديه دون ما يلمسه :

- فراس ! ، المكان بيصير نظيف ! ، بنرتب المكان سوى !

شد على شعره أقوى و انحنى على الأرض حالمها اخترق مسامعه صوت بواري السيارتين الي وقفوا بأخر الشارع … حس بصداع و الأرض تدور فيه … صرخ وهو يدنق على الأرض أكثر و طنين داهمه :

- الصوت ! ، الصوت ! ، الصوت ! … أذنـــــــــي !!

لف هتان لسيارتين الي احتكوا في بعض ونزل من احد السيارتين رجال يصرخ و يهاوش و الثاني جالس معانده يضرب بوري يبيه يوخر … ركض ناحية الجيب و دف الرجال الواقف عند الدريشة يشتم و يلعن. ، قال بحده :

- انت بعــــــد !

وقف قدام الدريشة و ظل يضربها بجنون و يرفس بالباب. تحت نظرات الرجال المصدومة من تدخله بينهم و عصبية السايق ! ، فتح السايق الباب بقوة على هتان … حس وكأن طرف الباب دخل داخل ضلوعه ! ، غير الضربة الي جت على وجهه خلته يرتمي على الازفلت … طاح عليه الرجال ضرب و كأنه لقى احد يفرغ فيه عصبيته و جنونه وجاه هتان هِبه من ربي ! … ناظرهم الرجال برعب و اتحاش بسيارته عشان لا يكون جزء من الجريمة الي جالس يرتكبها المتخلف في الولد المرمي تحت رجوله ! … كان هتان يحاول يدافع عن نفسه ما يمديه يرفسه و يضربه الا يجيه الأضعاف ! …لف وجهه يبي يشوف فراس لكن يمسكه الرجال و يلفه عليه و يكمل عليه ضرب و سب ! … مو معطيه مجال ! " أتـــركنـــي يـــا *** " ! … زاد جنون الرجال ومسكه مع ياقة ثوبه وهزه بعنف ثم صقع رأسه بالأزفت … صرخ هتان بألم وهو يحس بـخلايا رأسه تتفجر ! … ثم خدر بأطراف جسمه و سائل يتدفق من جبينه … غمض عيونه بعجز وهو يحس بيدين الرجال تتركه و أخر ما شافه مجموعة رجال يحاوطون فراس و واحد جاي يركض ناحيته و يصرخ :

- هــــتــــــــان !! .



،



فــى جِــهة أخـــرى .


مرخي جسده الرياضي على الكنبة وسيجارة تستقر بين انامله الطويلة ، و عيونه تحوم
على المكان إلي يطل من فوقه على أرقى جهة فندق الريدز !.
تأمل مجموعة البنات الي دخلهم القارسون و أشر على جهته ، قيمهم بنظره سريعة ، ثلاث بنات اشكالهم توحي بأنهم اجنبيات من الملامح الغير عربية إلى الشعر المفتوح وصول الكعب العالي ! .

ثبت نظراته على صاحبة العباية البيضاء تتجه ناحيته بخطوات رشيقة إلى ان وقفت قدامه ، تبادلوا النظرات لثواني . وقف و قال بلكنه إيطالية متقنة :

- ؟! [ أديلا دامبير]

أبتسمت أديلا لتظهر صفة أسنانها اللؤلؤية وهي تمد يدها لتصافحه :

‏-? [ الأشخاص المميزون لا ينسون من الذاكرة بسهولة]

أبتسم أبتسامة جانبيه على مدحها الغير مباشر له ، رد عليها بثقه وهو يتفحص ملامح وجهها متجاهل يدها الممدوده له :

- ؟ [ هل يمكن ان يتم نسياني آديل؟]

أبتسمت وهزت رأسها نفياً ، نزلت يدها الممدوه له وهي تنتقده داخلها على قلة ذوقه الي مستحيل يتركها في نظرها ! .

جاها صوته وهو يسحب لها الكرسي :
- [ تفضلي بالجلوس أنستي ]

تقدمت وجلست على الكرسي ، دفعها بهدوء ، عطى القارسون نظره و ماهي ثواني ألا وهو مختفي . جلس في مكانه و تأمل الحورية إلي قدامه ، شعر اشقر و جسم رشيق و عيون زرقاء و بشره ناصعه و صافية ، ضحك على شياطينه إلى بدأت تحوس بعقله . رفع كأس الموبة وشرب منه لكن لاحظ نظراتها المدهوشة منه ! .

تنحنح ثم همس بصوته الرجولي المبحوح :
- [ لو كان لأمواج البحر صوت …لنطقت في سحر جمال عينيك يا صاحبة العينين الزرقاء]

زادت أبتسامة أديلا أتساع وتقدمت بجسدها ناحيته ، لتتقابل نظراتها الواثقة مع نظراته التي تنطق حده و جرائه رجولية صارخة !:
- [ لقد تغيرت أشياء كثير بغيابك دارك ، ميــلانو أشتاقت و تريد ألقاء السلام عليك]

أنحنى بجسده وتقدم بضبط مثلها ، همس :
-[بلغيها السلام!]

رجعت على ورا وهي راضية تماما لكن هو مازال على وضعيته و عيونه ثابته عليها ، قاطعهم القارسون وهو يحط كوبين بلاك كوفي و ينصرف . أحتل الهدوء بينهم ما عدا صوت امواج البحر و النوارس تعطي لمسة على جلستهم المشحونة ! .


،


شمال العظ“اصمــة ، مُجـمع فلل الفـيصـل .

رائحة البخور و القهوة العربية منتشرة في أرجاء المجلس .
جالسين عائلة الفيصل يتوسطهم أكبرهم " سليمان الفيصل" و بجانبه الأيمن أبنه الأكبر " عبد العزبز " أما الأيسر إبن اخيه المرحوم "نايف" يده اليمنى و شريك أعماله ! … الهدوء يعـم المكان احتراماً لعمهم الأكبر …لكزه ولد عمه مع يده وهو يهمس :

- عِزيــــم !

رفع عزام عيونه لولد عمه بصمت …كشر فيصل بوجهه :

- اعوذ بالله يقال إني ذابح لك احد …ابتسم على الاقل !

- وش تبي !؟

رد عليه ببرود وهو يرجع عيونه لجواله بدون اهتمام …تنرفز من تطنيشه له تسند على الكنب بقوة دليل على عصبيته ! …تحلطم :

- ياخي الواحد يبي ياخذ و يعطي معك بس !؟ …انت ماتعطي احد وجه ! …اذا انت كذا كيف اختك !

رفع عزام راسه بقوة و خز فيصل …تكلم بحده :

- احسب الكلمة قبل ما تنطقها !

تفاجئ فيصل من انفعالع و حس بشوية زعل من كلامه …رد عليه بعتاب:

- شدعوه عزام ؟! … تراها بنت عمي !

قاطعه بحده وهو يقوم :
- و تراها أ خ ت ي ! .

رما كلماته الاخيرة وهو متوجه ناحية أبوه و عمانه يترخص منهم عشان يطلع لأن القعدة مع فيصل تجيب له نرفزه غير طبيعية ! …لحقه فيصل بعيونه لين ما طلع من يوابه المجلس الخشبية الفخمة … حس بأهتزاز خفيف في جيب ثوبه …طلع جواله و شاف رسالة واتس أب " عشقي "

Typing…

"رايحه مع ماما لزواج بنت صديقتها "

عقد حواجبه و كشر بِعدم رضى ! …أرسل:

"رُسل ، صايره تروحين زواجات كثير ذي الأيام "

أرسلت له فيس زعلان :

" يعني يرضيك جلستي في البيت "

ضحك على حلطمتها الدايمه لما يعاتبها على طلعاتها الكثيرة …تموت في الطلعات و الخـرجات تكره جلست البيت ، يكاد يِجزم أنها ما تدخل فلتهم إلى لنوم بس ! :

" هههههههههههههههه ، حُبي إنتي ! "

‏Typing … :

" إي إي اضحك وش عليك ! … محد يحاسبك على شي تطلع و تدخل على مزاجك !"

لوى شفته بعدم رضى على كلامها مرر أصابعه على شاشة الجوال لكن استوقفه صوت أبيه الغاضب:

- فصيييل قم قهوي عمانك !

تأفف بينه و بين نفسه وقام على مضض وهو يتوجه ناحية الطاولة الزجاجية المرصعة أطرافها بالكرستالات وعليها صواني الشوكولاته و دلال القهوة الذهبية …صب القهوة في فنجان كل واحد منهم …شتم كل واحد من أبناء عمومته أبتداء من نايف وعبدالعزيز الجالسين بجانب عمه سليمان مروراً بعزام المزاجي إنتهاء بـ "الهايت" كايد ! …

" اي انتم روحوا هيتوا و فيصل ياكل تبن لحاله هنا !"

أنسحب من المكان بعد ما تأكد من انخراطهم بالحديث و عدم إنتباهم له … ناظر سيل إشعارات الواتساب على شاشة الجوال

" فيصل !؟ "
"فيصل وينك !؟ "
" فيصل انا طالعه إلحين …اكلمك بعد ما ارجع "
" مع السلامه حبي انتبه لنفسك "

رد عليها بـ إيموجي قلب احمر و ركب سيارته …دق على رقم احد اخوياه و اول ما انفتح الخط :

- على وين الوعد الليلة يا الدحمــي !

آبتسم و هو يسمع عنوان الأستراحة …سكر الخط بوجه خويه و زاد سرعته بإستهتار غير مبالي بزحمة الشارع و السيارات من حوله ! .


الحُــــــــــب !! .

كلمة من أربع حروف …!
الحب يحمل في تفاصيله الألم ، و الفرح ، و التضحية ، و الكثير…
لكن … ماذا ستفعل للحب؟
ماذا ستقدم لمن تحب ؟ ، هل نحن حقًا مستعدين لنعيش اللحظات ، مستعدين
للوقوف امام العقبات لأجل من نحب؟
هل نحن حق عاشقون بأسم الحُب أم نختفي خلف الألقاب !
وندعي أننا هائمون في سماء الا شعور !! .


عزام عبدالله الفيصل ~
22 سنه …~

فيصل سلطان الفيصل !~
24 سنه …~


،


واقفه قدام مراية المدخل الممتده على طول الجدار تتأكد من شكلها …شعرها الكستنائي المموج الطويل … بشرتها الحنطية و عيونها الناعسة خظ“طتِ عليها بـكحل أبيض زاد من وسعها …رموشها الطويله الكثيفة …قامتها القصيرة نسبياً …دارت نصف دوره حول نفسها وهي تتأمل شكل "الترنغ" الي لابسته …مكون من جاكيت اسود نُقر عليه من ورا كرستالات تحمل شعار ماركة "اديداس" و البنطلون بنفس اللون يوصل لنس ساقها …طبعًا لأن في النهاية مالها الا رايها و العناد راكبها ، طنشت كلام امها الي دايما تقوله [ من الاتكيت ماتمشين بشراب وذي الملابس في البيت !] …غطى رجولها شراب أبيض من نفس ماركة ملابسها …أبتسمت برضى عن شكلها البسيط الي تعشقه والأهم شعور الراحة و خفة الحركة …توجهت ناحية المطبخ الخارجي تحديداً لمحبوبتها ورفيقتها بكل وقت ! … همست وهي تختار احد الكبسولات المصفوفة جمب مكينة القهوة :

- كــيف الحـلو اليــوم !

ضحكت بخفة على هبالها وهي تحط الكبسولة في مكانها المخصص و تجيب كوب …تسندت على الكونتر و غمضت عيونها بأستمتاع حالما خالط صوت المكينة ريحة القهوة الي انتشرت ! … طلعت جوالها من جيب بنطلونها وركزت عينها على الاشعار الي جاها من دقايق …ضغطته و ظهرت لها تغريدته !

تبدأ حياتك محاولًا فهم كل شيء وتنهيها
محاولًا النجاة من كل مافهمت."

تأملتها لثواني و ارتشفت شوي من كوب القهوة الي بيدها …دايماً كلماته تلامسها …وكأنه يعيش معها ذات الشعور ، ذات الاحساس! …محور كلماته توصف دايماً تشتت مشاعره …اما هي تشتت افكارها ! .
رفعت عينها لأسمه [زُحل!] حتى اسمه مميز مو بس كلماته ! …تنحنحت لما حست بالقهوة حرقت حلقها …جلست تشربها بسرعه ولا حست بنفسها !
"هبله!" تمتمت بينها وبين نفسها وهي تشرب من كاس الموبه البارد بعد ما صبت لها من الجيك الزجاجي .
اخذت كوبها و جوالها و طلعت من المطبخ و كلماته تدور براسها .

معالي عبدالله الفيصل …~
20 سنه


،


عُتــمــت الدظ“يجــور !


كنت جالس في أحد زوايا الساحة الخارجية الضيقة المُحاطة بجدران صخرية مرتفعة على مد البصر و في نهايتها أسلاك كهربائيه ملتفه حول بعضها بعشوائية…لا شـئ سوى عُتمتي ! .
حتى انوار "الليد" ذات الأناره البيضاء الساطعة المثبته في أمكان عشوائية بالجدران المتصدعه لم تشفع لي ظلامي …مُحاصر بين سوداوية الشُعور و رمادِية الأشياء من حولي ! .
رفعت عيني لضابط الواقف عند البوابة الحديديه و بيده سلاح …أحلف بالثلاث ان الود وده يصبني برصاصة مميته حتى بدون جُرم مشهود! .
ارخيت جسمي وانا احس بألم يشنج ظهري …تنفست بعمق احاول استعيد إتزاني …اشتت نظراتي ما بين الغيوم المتخبئه وسط الظلام و الإنارة البيضاء الموشوشه في أحد الزوايا البعيده …أطلقت " أه" متوجعه وانا احس الألم يزداد … سمعت خطواته البارده تتجه جهتي …سرت قشعريرة نفضت جسمي لما حسيت بسلاحه البارد يضرب كتفي العاري ! …قال يخشونه وهو يرفس ظهري برجله :

- ههييييهههه … يا *** …قوم تحرك يا *** ! .

انتفضت بحده لما وقعت على مسامعي كلماته الي تكون ابعد من معاني الانسانية …فزيت بقوه رغم ضعف بنيتي ومسكته مع ياقة بدلته العسكرية و رميته جهت الجدار …حسيت و كأني استهلكت كل قوتي بـهاذي الحركة الي ما اثرت بالضابظ الا انها خلته يفقد توازنه و يزداد جنون وحقد علي … لف ناحيتي و هوت يده الثقيله على وجهي ! …ارتد جسمي على ورا و ارتميت على الارض ، حسيت بكل عظمه فيني تناجي يوم جلس فوقي وضغط علي بجسمه الرياضي المفتُول ! …صرخت بألم موجوع !
وضحك هو مستمتع بكل أه انطقها …مع محاولاتي الفاشلة اني أبعده …انحنى جهتي وحسيت بأنفاسه الحاره تلفح أذني :

- الناس الخاينة لوطنها و أهلها …يستحقون يتحاسبون بالدنيا !

كتم على وجهي بكف يده و ما حسيت الا بلسعات و ضربات بأجزاء مختلفه من جسمي …شهقت بهلع وانا احس بالضربه الأخيرة اصابتني بـ مقتل :

- رحمــتك يارب ! .


.
.
.



{ نِهاية الشمعة الأولظ“ى }

جانسو .













 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 10-09-2020 الساعة 10:09 AM

قديم 10-09-2020, 10:05 AM   #3
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي














إحـــــــــــــــــــتراق الشُمـــــــــــــــــــــــوع







بسم الله الرٓحمن الرحيم

السٓلام عليكم و رٓحمة الله و بٓركاتة :$ .

أسعد الله مٓسائكُم بكل خير …شٓخباركم ان شاء الله كِل امُوركم تٓمام ؟
شُكراً لكم من القلب عٓلى مُتابعة روايتي و على تٓعليقاتٓكم الي تبهجِني في كُل مره!
في هذا الفصل سيتكشف السِتار عن بعض الشخصيات و ايضاً ستتضح بعض الاحداث !
بتدخل شخصيات بيكون لٓها اثر كبير في سير احداث الرواية …
بعض الشخصيات ما كتبتها في هــذا البارت لأن هنا شخصيات أخرى أريد ان أعطيها
نصيبها في ظُهورهــا
و شكر خاص لـ " نواره" على مشاركتي كِتابه محبوبتي [ إحتراق] !
تواجد حروفها هُنا شرف كٓبير لي و مشاركتي في كمية المشاعر الي احس فيها
البارت هٓذا مليـئ بالأحِداث حاولت أطوله قٓد مٓا أقدر

… مُفــــــاجئتـــــــي لِكــــم …
طرحت في الاسبوع الي فات متى حابين ننزل البارت !؟
الاغلب صوت لبــارت طويل في يوم بالأسبوع و بإذن الله يكون السبت

لـــكـــن !
سألتزم بإتفاقنا و بنفس الوقت كل ما سمح لي إني انزل بارتين ولو احداهم
قصير … ابداً مارح اتردد ، انتم غالين عندي :$ .

ملاحظة مهمه جداً : ركزوا على المداخل كثيييرررر * تغمز لكم بشقاوة* :$ ! .
ربي يوفقنِيْ لما يُحبْ ويرضى . . وأتمنى ماخيّب ظن أحدْ

أنا مازلت قارئة وهاوية وأتمنى ترشدُوني لأخطائي إن وجدت " رحم الله أمرىء أهدى إليّ عيُوبي "!






الشٓمــــــــعة الثٓـــــــــانية



ياذا الظلام اللي حواني من سنين
............. لابد مايظهر على دربي النور
مهما شربت المر والغدر والبين
...... والظلم والتجريح والغبن والجور
يبقى ثباتي لين ما احوز تمكين
...... دليل صبري في متاهات وابحور




المدخلِ يٓتحدث عٓن أحدهِم ()* .





إيــطاليــا ، مِــيــلانُــــو


ضمت جسمها النحيل بيدينها تحميه من لسعات الرياح الباردة …زفرت بتعب و إرهاق وهي صارلها واقفه في مكانها حدود الأربعين دقيقة ! … يمرون الناس من جنبها ولا فكر احد يلتفت لها و بعضهم يتعمد يصقعها عشان يرمي عليها الشتائم البذيئه ! .
هو أمرها تجمع 100 يورو ! ( تتسول) .
بس هي واقفه مكانها ساكنه … ما تقدر ! .
كرامتها ما تسمح لها و بنفس فيها خوف لو لحقها و مسكها و سأل عن الفلوس ؟! … بتنام وهو مخليها حاضنة السوط بعد ما يعذبها فيه ! .

تنفست بعمق وقررت تتحرك من مكانها …مشت مسافة بسيطة وما حست نفسها الا قدام حديقة مخصصة للأطفال … حركت البوابه الحديدية بيد مرتجفة! … تقدمت بخطوات بسيطة ناحية المقعد الخشبي المتأكل مع الغبار و المطر … جلست عليه وحست ببرودة تلسع جسمها … زفرت بتعب وهي تتمتم بكلمات مشجعه نفسها بالإيطالية .

- [ لا بأس جيلان دعواتك لـرب سوف تستجاب غداً ].

تسلسلت أناملها النحيله لتمسك بالقلادة الذهبية المحوطه رقبتها تحمل علامة (الصليب) ! …تأملت المكان الشبه مظلم بعينين فيروزيتين ذابلتين ! …مررت كف يدها على وجهها بمحاولة تمسح فيها اثار التعب و الأرهاق ! … عفست ملامحها بألم لما حست بتقلصات و وخز في معدتها ! … بسبب الجوع! ، تحاول تتذكر متى اخر مره اكلت …تظن امس ؟ ، لا ممكن اليوم الصبح ! …ماتذكر … أستقامت لما حست ان نفسها هدت بجلوسها في هذا المكان ، الحين لازم ترجع و تتلقى العقاب ! .
استدارت عشان تطلع خارج اسوار الحديقة …لكن اصطدمت عيونها مع زوج العيون العسليه الواقف بمسافة قريبه منها …حست بهيبته و وقاره من قامته الطويلة و وقفته الواثقة …نظراته الي ماعرفت تفسرها!؟ …مزيج من الغرور و الغموض ! …كان يحدق فيها بصمت ونظراته مركزة عليها ولا شيئ اخر ! .
نزلت عيونها لما راودتها عدت افكار (بشعة عنه!) مشت بخطوات سريعة و تجاوزته … تغلغل لأنفها رائحه غريبه بس اعجبتها ! …تحس انها سيطرت على خلايا دماغها و إمتلئئ داخلها فيها …نفضت من رأسها كل الأفكار و تمتمت بينها وبين نفسها .

- [ حتى رائحته مُرعبة! ]

بينما هُــو …

كان ساكن مكانه حتى لما مرت من جنبه … تقدم ناحية الكرسي الي كانت جالسه عليه وجلس ! … و سرح بأفكاره لـبعيد …لـــبعيــــد جداً ! .

لــــــــويـــــن بيـــــــــــوصـــــــــل !؟ .


،


السعوديـــة ، الــــريــــاض .

… صٓباح جديد …

الكل في حالة نشاط و حيوية … اليوم السبت تعودوا أفراد العائلة يجتمعون في بيت (ابو فيصل) لـوجبة الإفطار … عادة معروفة عند الجميع ولا في عذر عشان احد يتخلف عن الحضىور ! .

عند الحــريم

كانت ام فيصل مستقبلتهم في المجلس و تظيفهم و تقهويهم بنفسها …قامت معها ام عزام وهي تاخذ منها الدلة :

- الله يهديك يا ام فيصل محنا غرب ولا له داعي الكلافه

ابتسمت لها ام فيصل وردت بود:
- مافيه اي كلافه ننبسط حنا و ينبسطون البنات بعد

نقلت عيونها لزاوية المجلس وهي تتأمل بنات اخوان زوجها … معالي و وبنتها إيلاف جالسين يسولفون مع بعض و العنود بين فتره و الثانيه تشاركهم الكلام … ثبتت نظراتها على الي جالسه بعيده عنهم و حاطه رجل على رجل تطقطق بالجوال ولا هامها احد ! … ناظرت لبسها بإزدراء الي يكشف تفاصيل جسمها اكثر من انه يستر ! … دايماً كانوا عائله اهل رجلها ناس تعرف دينها و حدودها حتى ولو ماكانوا ملتزمين بشكل الكامل و تخالف زوجها في عادات كثير ! … مثل ان البنات يكشفون على عيال عمهم …هي انسانه مصليه و مسميه و عندها الدين خط احمر مهما اخذهم الترف و التطور …تحاول تفهم بتتها ذا الشي حتى ولو كان الكل يخالفها و زوجها اولهم … مطمنها ان بنتها مصاحبه معالي اكثر من بنات (ام كايد) رسل و العنود … ام عزام توافقها الرأي حتى ولو ماكان المقصد واحد بس يشتركون بـ هذا الشي ! … ام عزام من مبدأ انها ماتبي العيال يشوفون بنتها كـ ( أخت ) لهم بالرغم ان عزام ولدها على كلام ولدها فيصل متشدد بـ ذا الشي طالع على عمهم خالد (ابو نايف) الله يرحمه ماكان يرضى بـ ذا الشي ! ولو ماكان ظاهر للكل ، بس بطبيعه زوجها و علاقتهم الحلوه مع بعض كان يشاركها بكل شي حتى بأدق التفاصيل بينه و بين اخوانه ! … بعدت عينها عن رسل الي انتبهت لها بالمثل و ابتسمت ابتسامه مزيفة و رجعت لجوالها … الله يكفيهم شرها حاسة بعدم ارتياح ناحيتها ! …تقدمت ناحية الإمرأةالثلاثينة الجالسة بأحد الزاويا بهدوئها و شارده :

- تواصيف ، فنجانك ما تقهويتي !؟ .

فاقت من شرودها و توها تحس ان الفنجان الي بيدها برد بعد ما كان حار … ابتسمت بشحوب و همست وهي تحط الفنجان على الطاولة الرخامية السوداء الي قدامها :

- مشكوره … بس والله !


ابتسمت لها ام فيصل بود و كملت تصب للباقين … اما هي عادت بشرودها لذاك البعيد و البعــيد جداً ! ، سماء وحده تجمعهم ، لكن !
ألف حاجز بينهم
ألف جدار و ألف بوابة و ألف زنزانة !

حست بغصة تعلق بحلقها و عيونها تحرقها … كل هذا و تعابيرها جامده
لأنــــها أعتــادت الجُمــود وسطهم !
تنفست بعمق و رمشت اكثر من مره تمنع دموعها تتمرد اكثر … قلبها يوجعها و يوجعها بــقوة !
ولدهــــا …
من لحمها و دمــــهــا
كيف ما يبونها تعلن الحداد على نفســها و على حياتها !؟
هي يومياً تنازع روحهــا لا تطلع من جٓسدها … لأيام كانت تفز من لهفة الشوق و الفقد !
تحس و كأن ابواب الدنيا تسكرت بوجهها من بعده … كل الاماكن و الاشياء تذكرها فيه
بدال الفرحه سارت مصدر وجع ينهش روحهـا
و يبعثـرها لبقايا تستنجد فيها تقويها و تقومها من جديد … عشان تجابهم
لأن من يوم ما انحنى وركع ولدها بين ايدين الضباط قدام اخوانها … هــــي أنكســـــــرت !
ولا عــــاد لملمت أشلائهـــا من جديد !





قربت من عند بنت عمها و همست :
- عمتي تواصيف تخــرع !

لفت عليها وهمست بإزدراء :
- إيــــــــــلاف و بعدين. !!

تحلطمت إيلاف ورجعت تطقطق بجوالها و ماهي ثواني الا و بدت من جديد:
- لولي مرا ملل ايش نسوي !؟ … نودي عندها انترفيو العصر و … "ناظرت رسل بطرف عينها و كشرت" مستحيل اصاحب ذي !

نهرتها معالي للمره الثانيه :
- إيـــــــــــــلاف !

تأففت إيلاف ومدت لها لسانها بقهر :
- وانت من ساعه ماعندك غير ايلاف و ايلاف ياخي كرهتيني بأسمــي!!

لفت عنها معالي وضحكت ضكحة ناعمه و قالت لها بعتب ناصح:
- بطلي حكي عن الناس و انشغلي بنفسك و رسل بنت عمك ترا ماهي شخص غريب عشان كل ذي العداوه !

فتحت عيونها بصدمه وهي تشوف ايلاف حاطه يدينها على أذونها و تبتسم لها بشقاوة …صرخت معالي صرخه واطيه وقالت بقهر:
- الشرهه على الي ينصحك يا زفت !

ضحكت ايلاف بإستمتاع على وجه معالي المعصب و جلست تحوس حولها. و تسوي حركات غبيه عشان تراضيها لأنها زعلت منها …و بعد محاولات رضت لكن اجبرتها تسمع نصايحها مثل كل مره
اما هي تسمعها بدون اهتمام لأي حرف ولا كأنها تقول شي ! .

قاطعتها فجأه :
- امشي خلينا نطلع للحديقة !

عطتها معالي نظرة حقد لأنها قاطعت كلامها لها ، تنفست بعمق و قامت معها … تعرف إيلاف عنيده ومالها الا الي براسها بس هي أعند ولو شافت عليها أي حركه بترجع تنصحها بكل حب و أهتمام لأنها ما ترضى على الي تحبهم بأي شي ممكن يضرهم ! … أبتسمت يوم.طرا في بالها نِصفها الثاني !

" العــــزمـــي! "

توائمها !
عزام الفيصل …ماشافته اليوم ، ميلت فمها بإستياء وهي تتذكر حركاته في الايام الأخيرة … نـــــــــار !
ذي الكلمة أقرب وصف لطبعه الحاد ذي الفترة ، تحس ان في شي مضايقه و ومضايقها هي بعد !
كل ما اقبل قدامها " بصورة سريعه " كان يبان انه شايل مصيبه معه من ملامح وجهه المعصبة و تقطيبت حواجبه … كل ما وقفت قدامه أستلمها صراخ و هواش و كلام لاذع و يختمها بجملته … "انا مو بزر تلاحقين وراي! " … يزعلها !
بس هِـــــــي !؟
تتخذ السكوت و الهدوء درع لها في مجابهت لٓهيب ناره !
تنهدت بعمق و هي تشوف إيلاف لاهيه بجوالها تلعب "ببجي" ولا هامها أحد مطنشه الحياة كلها وراها …تتمنى تكون مثلها غارقة في دنيتها و ماخذه الحياة ببساطه ، بس كيف !؟


وهي الغـــــــارقة بتفاصــــــــــــل لحــــد النُخـــــاع


استغفرت ربها و حمدته … ذكرت نفسها ان في ناس محرومين حتى من نعمه العٓقل وهي جالسه تتذمر لأن ربي عطاها كامل الصحه و العافيه … عفست ملامحها بإنزعاج على صرخة إيلاف بعدها تبعتها سيل من سب و اللعن ! :

- يقــٓطع بليســٓكم يـ كـ…… انا اوريكم شغلكم !

وكملت بمصطلحات اللعبة العجيبة و الغريبة و الي تعتبر سخافة بالنسبة لمعالي ! … ابتسمت و هي تشوف السحب البيضاء متكونه على بعضها في السماء الزرقاء الصافية … اخذت شهيق وهي تملأ رئتها بهواء الحديقة المنعش المختلط فيه رائحه الزهور مع الأعشاب المبلله من الرشاشات الزراعية ! .
تسندت على الكرسي و غمضت عيونها بإسترخاء شديد جداً تحاول تشحن فيه طاقتها و تستعيد نشاطها لأن قدامها يوم طويــل جداً … جت عندهم احد المساعدات عشان تناديهم لأن الفطور جهز … ابتسمت لها معالي و شكرتها برقة … بادلتها المساعده الأبتسامة و راحت تكمل شغلها … اما ايلاف قامت بدون اهتمام ، ناظرتها معالي و في خاطرها تأنب بنت عمها على تصرفاتها بس ذكرت نفسها ان الناس تختلف و هي مو مفروض تحاسب كل شخص على ردات فعله و كلامه ! … قاموا الثنتين متوجهين لداخل و كل شخص من المتواجدين جلس بمكانه المحفوظ من سنين ! … رفعت عيونها و تأملت وجوه الموجودين …من امها الغارقة بالسوالف مع أم فيصل … لعمتها تواصيف ! … حست بألم و تعاطف مع هاذي العمه … تعاني و تصارع لوحدها … الكل عارف السبب بس الكل متجاهل ! .


ظُــــلـــــــم !


ومتأكده من ذا الشي …متأكده مثل حفظها لطريقة نُطق حروف أسمها !

عٓمتها و ولد عمتها … هم مُجرد ضحايا هفوات أنانيه … و أحترقواً من لهيب هـاذي الهفوات بدون أي رحمه من إلي أشعل هذا الحريق المحاطين فيه من البدايه … و الي دخلوا وسطه بدون إرادة منهم ! .

تلاقت عيونها البنية مع عيون عمتها المحدقة فيها بهدوء مُهيب !
العيون تحكي يا بشر … و الي بعيون عمتها فوق الحكي !؟

قاطعهم ظهور أحد المساعدات وهي تصف أكواب الشاي على الطاولة و الي حجبت عنهم رؤيه بعض ! .

حالما وخرت المساعدة رجعت معالي تناظر عمتها لكن شافتها غــارقــة بدوامتهـــا من جديد ! .


،


فـــي المٓـــساء .

صرخت بحنق على أختها :

- رُسل ! ، والله لا اعلم عليك أبوي !

ألتفت عليها رسل و تأففت :

- عنيد تراك أقرفتيني !!

تقدمت منها اختها و قالت بعتاب :

- الحين لأني ادور مصلحتك آقرفتك ! ، قسم بالله ان درا عنك ابوي بيدفنا بمكانا ! …هو حذرك قالك بالحرف الواحد رسل مافي طلعه ! .

ردت عليها بنبره متمرده تعكس شخصيتها العاشقة لكسر القيود و تجاوز الخطوط التي وضعت لهم :
- العنود ! ، إلى متى و أحنا على هذا الحال !! … احنا بنات الفيصل إلي الكل يتمنى يكون بيننا شوفي حالتنا كيف ! ، لا طلعات ولا روحات ولا جيات مثل الخلق! .

شهقت العنود بصدمه من كلام اختها و قالت بأستنكار :
- يا الجاحدة !! ، توك قبل امس رحتي لزواج خويتك من ورا أبوي و قبله طالعه في الليل لكوفي مع خوياتك في الجامعة و قبله مع امي "عطتها نظرة ذات مغزى" و الخافي أعظم يا رسل ! .

تشتت رسل من كلمات و نظرة أختها الأخيرة هي تعرف انها تعلم عنها و عن خرابها !
لكن لن تجرؤ العنود على فضحها !

قاطعهم دخول امهم المفاجئ المتزينة بشكل كامل و لابسة "جلابية" فخمة الوانها ما بين السكري و التركوازي و كعب قصير يتناسب مع لبسها و مكياجها الصارخ ! .

- جالسة ادوركم سارلي ساعه ! ، ماشفتوا كايد؟ !
- لا ماما .

ردت العنود بأختصار شديد جداً … هي ماتحب تحتك بأمها كثير لآن نهاية حديثهم تنتهي بتجريح امها لها و تفضيل رسل عليها و ختمها بـ النميمة على عائلة عمها عبدالله ! .
تقدمت أم كايد ناحية رسل تسمي عليها و تتأكد من كشختها لأبعد حد .

- بسم الله عليك طالعه قمر بتغطين عليهم حبيبتي !

ثم التفتت على العنود و شهقت ثم تكلمت بعصبية مبالغ فيها :

- انتي ايش لابسة ! انا كم مره قلت لك لا تتمشي لي في البيت بخلاقينك ذي! … يالله ذي البنت بتجلطني ، اكيد طالعه على ابوك ما منك رجا ! … و بعدين مو انا قلت لك تجهزي عشان تروحي مع رُسل ؟

ردت العنود بأدب وهي مطأطأة رأسها تداري غصتها :

- المره الجايه ماما .

تأففت ام كايد و كشت عليها:

- مالت عليك بس !

اكتفت هي بسكوت و الانسحاب بهدوء من الغرفة و توصيات امها لرسل تتردد على مسامعها …نفاق!…و كذب!… انتهى بضياعها هي ! .
هاذي حالتها وسط عائلتها المتشتته !!
تنهدت من قلب و ركضت ناحية غرفتها … انسدحت على سريرها و مسكت الاب توب وشغلت حلقه من مسلسلها و جلست تتابعها بتركيز عميق جداً … سحبت النوت و القلم المحطوط على الكومودينة و فتحت صفحة جديدة و بدأت تسجل ملاحظاتها على السيناريو !
تشغل نفسها بأي شي … تافه او مهم ، اهم شي عندها تتناسى الحزن الي خيم على قلبها من امها و اختها ! .
تمنت ان كايد يكون موجود بس وين !؟
وهو 24 طالع برا البيت و يالله تشوفه … كان ممكن تتونس معه و تغير جو !
و يــــدافــــع عٓنــــها ، طول عمرها متخبيه ورا ظهره في أغلب الأمور … تعتمد عليه بكل شي
وان كان كايد مو موجود … هي ولا شي بدونه !



،



عُـــــــــــــــتــــــمــــــــتــــي !!


فتحت عيوني على أصوات مُختلطه مابين تصقيع و خربشه و هٓمسات !
داهمتني رائحة المعقمات القوية و ريحــه أخرى أعرفها من ظهر قٓلب … عِيادة السجن !
حركت بؤبؤ عيني بعشوائيه حول المكان وماكنت اشوف الا نور ابيض متوجه نحو عيني بدون رٓحمه … حسيت بحرقان و أعصاب عيني مشدوده!
رمشت اكثر من مره وانا اعرف ان الحركة ما منها فايده !
لأنـــي مُقيــــد بأصفادهم الصدأه مثل قُلوبهم المتحجره !
بعد ثواني حسيت ان الحرقان يخف … عقدت حواجبي وانا احاول اتذكر ايش اخر شي صار !؟

لكــــن !

إنهل عٓلـــــي وجع مميت !


حسيت خلايا جسمي تناجي طالبه التخفيف عن الألم !
سرت رجفه بجسمي لما ضغط الدكتور على ساقي اليمنى بقوه و كأنه قاصد تٓعذيبي … قال بنبره أسف مصطنعه :

- شكل مفعول البنــج خٓلص !

و أبتسم بحقاره و نظراته المستهزئه و المتشمتته ما فارقته لثانيه … انحنيت للجه اليمنى وانا اشوف مجموعه الأنبولات و الأبر المصفوفه فوق الصينيه المعدنيه … اتسعت عيوني بصدمه وانا اشوفه حاط إبرة البنج لكن السائل ما زال داخلها … التفت له و ناظرته بقوه و حده !
الحقير متعمد يذلني
بس يخسى الا هو و أشكاله !
مو هو الي يخليني أنحني … مو امثاله من المُجرمين الي يخلوني انكسر!
جتني ضحكة سُخرية على حٓالي
وانت إيش ، مو مجرم !
مو اسمك سبقة كلمة " مُجرم" … من عضو إستخباراتي في المباحث لـ خاين ومزعزع أمن دولة ! .
حسيت برجفة قهر تسري بأوصالي

وجــــــع !
وجــــع !
وجـــــــــع !

لإي حد بوصل ؟
لإي إحساس و شعور؟
حتى الكلمات ماعاد توصف … و ممكن ماعاد في شعور بعد !
تنفست يقهر أستوطن قلبي و زادت رجفتي بس ما أدري هل من الألم الجسدي أو النفسي !
وقبل ما أغفيد بعتمتي سمعت صرخة الدكتور :

- جيبوا ابره انسولين بسرعه!! .

ودخلت في نــوبه الا شعور !.


،


إيـــــــطاليــــا - ميــــــــلانـــــو



- دخل الشقـة قبل شوي !

همس وهو يراقب احد الشباب داخل و حاضن بنت من على الجنب و واضح ان وضعهم مو تمام . رد عليه الطرف الثاني :

- شوف شغلك معهم
- عُــــــلــــم !!

شال سماعته البلوتوث من أذنه و تفحص شكله بالمراية . خطير و خطير جداً !
هالة خطر تحوم حوله و صقيع بارد مدمر !
أبتسم ونزل من سيارته bmw . طلع نظارته الشمسية السوداء ولبسها ، تقدم بخطوات
ثابته وهو يشوف عين البوديقارد تتبعه من يوم ما نزل من السيارة .

وقف قدامه وهو يناظره من ورا النظاره بهدوء مميت ، تشتت البوديقارد من ثقته و وقفته بسكون قدامه من دون أي حركه .
و كان متأكد ان تظراته كانت بتحرقه لولا عدم وجود النظارة الشمسية ! :

- تفـــضل !

تعداه بدون ما يلتفت عليه او يعبره ، اول ما دخل بجسده من المدخل الرئيسي استنق ريحة الدخان ممزوجه مع الكحول ، حس بقشعريرة تسري بجسده من اصتدام الرائحتين مع بعض مشكلة شعور مقرف ! .
صوت الميوزك العالي يسبب اضطراب لنبضات قلبه يحس و كأن قلبه بيطلع مع كل هزه يحسها تحت رجوله . تنفس بعمق و كمل خطواته وسط الممر المظلم على جوانبه أنارة بنفسجية خافتة تنعكس على السواد الي يغطيه ! .

وقف وهو يتأمل الفساد و الخراب حوالينه . مسوخ بشرية ! ، وكأنهم شياطين يتراقصون على انغام الموسيقى ! .
ما فاتته نظرات بعض الشباب الباين ان عقولهم غادرتهم من فترة ، و البنات من جنسيات مختلفة لكن يتشابهون بالمنظر المشؤم ! مثل الدمى المشوهة منتشرين في زوايا الشقة .

جلس على احد الأراكي المخملية الموزعه حوالين صالة الرقص وهو يدور شخص بعيونه السوداء الجامحة ! . تقدم له شاب في بداية العشرين و انحنى عند اذنه ، تلكم بلكنه إيطالية ركيكة :

- ايش نوع الخدمة التي تريدها سيدي ؟

قال الخادم جملته وعينه معلقة على البزنس كارد المرمية على الطاولة

"ديمتري بيرسكوت "
و بجانبها شعار أحد شركات السيارات الايطالية المشهورة بصناعتها المحلية الفاخره!
لمعت عين الخادم بحماس و جٓشع كبير وهو ينقل أنظاره للمدعوا " ديمتري" !
و بدأ يظهر الأهتمام و الأنبهار الزائد له .

حس بأنفاسه الحاره تصتدم بجانب وجهه و ريحة الحشيش احاطته . كتم انفاسه و عفس ملامحه وهو داخله يلعن ألف مرة ! . حمد ربه ان النظارة تغطي أكثر مما تظهر.

رد عليه بنبرة تنافس الصقيع ببرودتها و لكنه إيطالية متقنه :
- بكم الليلة ؟

أبتعد عنه و أبتسامة شيطانية ارتسمت على شفايفه ، همس بقذاره:
- بضاعتنا مو سهلة !

رفع رأسه ناحية الخادم و أشر له يدنق ناحيته و بداخله منقرف ! ، همس له :
- لــدي شبئ أكبـــــــر من الـ *** هُنــا !

طلع من جيب بدلته الرسميه شيك و طارت عيون الخادم فيه … جا بياخده لكـن بعده عنه بسرعه وهو يأشر له بسبابته بالنفي :

- لا يا عزيزي ان الأتفاقات لا تعقد هكذا !

هز الخادم رأسه وعينه على الشيك :
- انا عبدك سيدي !

ضحك بينه وبين نفسه وشتمه من قلب … قام من مكانه و تقدم ناحيته بضع خطوات و قال بفحيح مرعب :

- هــذه حٓرب أما أنت تُسحق أو تتبعثــر لأشلاء ! .



إنتهـــــــى .

،
،
،

جانسو .








 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 10-09-2020 الساعة 10:10 AM

قديم 10-09-2020, 10:06 AM   #4
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي










،،،،،،










 

موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 PM