آنا والإثنا عشر صوتاً !

في منتصف الليل داخل ظلام غرفتي الهادئة بوحدة أحاول النوم ؛ أحتضن دميتي القطنية بين ذراعاي يقول علماء النفس بأنها تدل على افتقادك لشخصٍ ما يجعلني أفكر من الشخص الذي أفتقده ! نعم ، أفتقد نفسي شعرت بثقلٍ غريب بين ذراعاي ، لحظة! منذ متى الدمى تتنفس ؟ أشعر بها تنتفخ دلالة على استنشاق الأنفاس ثم تتقلص دلالة على الزفير ليس وكأنها ستصبح تشارلي ، أو حتى أنابيل هههه لا إنها دميتي اللطيفة .. كوني جيدة وجدت نفسي أربت على ظهرها بخفة بأطراف أصابعي يدها الصغيرة امتدت تخترقني وتقبض على قلبي والذي لم أشعر به منذ زمن ! بينما اليد الأخرى قد أخذت تفتش معدتي الخاوية وتتفقد حال شهيتي المنعدمة بملل ! سحبتها من اذنها ورميتها بعيداً ثم استدرت للجدار أحاول النوم ليس وكأنه سيتحول إلى وحشٍ ضخم ....

همس في أُذني " إقفزي" كُنت على أبواب الطائرة التي تحلق في السماء وبدون تردد أو حتى تفكير مرتين ، قفزت بالهواء ثم أدركت لاحقاً بأني لا أمتلك مظلة ! ومع ذلك لم أشعر بالذعر ، كل خلية داخل جسدي تصرخ بحماس وشعور غريب يجتاحني ، شعور ممتع جداً ! واصلت الهبوط ناحية الأرضية ، ومن بين الأشجار تسللت حتى وصلت إلى الحقول الخضراء ذات أعشاب بطولي تقريباً أكاد أختفي فيها ، انتهى بي الأمر أقف على قدماي وألوح له ، ذاك الغريب الذي يقف على أبواب الطائرة كان هذا الدرس الأول في " مواجهة مخاوفي " بلا خوف - بلا مظلة سقوط حر ....

11:10 وبسبب الأرق الطويل لم أنم حتى طلوع الضوء كـدراكولا تماماً سمعت صوت نغمة جميلة بينما أنا أتمشى داخل الحلم يليه صوتٌ قوي ينادي بإسمي " سااااارااااع" فتحت عيني فهذه الطريقة فقط التي يمكن استدعائي بها ولو هبط المنزل لن أشعر ولن أسمع ، إذا لم تنادي بإسمي لن أستيقظ كان هاتفي يرن باستمرار بجانب رأسي ، للوهلة الأولى رأيته اسماً طويلاً وغريباً بحروف متداخلة ببعضها ما إن فركت عيني حتى اتضحت الرؤية ، أوه رقم غريب! - ألو - صباح الخير ، معك روضة جولدين ستار - صباح النور اهلين - ممكن تجي مشان نتفق ونشوف شو عندك مشاريع وافكار مشان الأطفال - تمام ، أيمت بتحبي شوفك ؟ - انا موجودة يومياً حد الساعة 12 ، بإنتظارك بأي وقت - اوك بشوفك بإذن الله انتهت المكالمة ونظرت للعائلة بوجه نائم ، ثواني حتى استوعب عقلي وعاد لي الوعي، جولديييين ستار اتصلت بي ، لحظة !! بماذا تورطت ؟! انا واطفال ودوام صباحي ! لاااا إنه جحيم لا يوم ولا اثنين بل أشهر كاملة !! علي الإلتزام ... سأبكي آخر مرة قابلت فيها مديرة الروضة عرضت علي ان ارسم على جدران الساحة الخارجية الخاصة بالألعاب ، نعم فكرة سيئة.

اوه ! آخر تدوينة تم تسجيلها كانت في اول يوم خطت قدمي ارض تلك الروضة واليوم عدت لأُسجل موعد خروجي منها يمكنني القول بآن العمل هناك كان كابوساً جميلاً ! جميل بشكل سيء للغاية سآكتب قصة خيالية عن هذه التجربة لاحقاً سأحضر أعمالي وما فعلته في فترة غيابي تلك برب

حسناً ! في تلك الفترة كنت معلمة للفنون وفي الوقت ذاته مسؤولة انشطة وقبل بداية العام الدراسي والافتتاح كان ينقص المكان بعض اللمسات تم سؤالي في المقابلة : - هل تجيدين الرسم على الجدار ؟! يقال بأن الجدران دفاتر للمجانين ولم أكن وصلت لذاك الجنون بعد فأخبرتها بأني لم أجرؤ على لمس جدران المنزل يوماً خوفاً من امي ! وبالطبع لن أعبث في الشوارع بكل همجية كل رسوماتي رمادية لم أقرب للألوان قط !! لا أدري من أين اتت الثقة لتلك الانسة وسلمتني جميع جدران روضتها ، لإسعاد الطفل أم إرعابه ؟ حاولت البدء بالأشياء الاكثر أماناً ، وكما ترون أزهاراً ورقية شمييلةة ساعدني في تنسيقها بزاوية الباب صديقٌ طويلٌ رائع هنا كانت الفشلة الأولى ؛ بعد ان انتهيت من عبارة هابي بيرثدة عند ساحة احتفال اعياد ميلاد الاطفال ، التقطت صورةً انيقة وعدت للبيت فخورة ، وبعد ان فتحت الهاتف وتأملت الصورة بسعادة ، أدركت بأن هناك حرفاً قد سقط سهواً هنا المهرج الكيوت المرعب كان لازم احمله بالونة مثل فلم IT -روبن هود مدري ماريوووو أنقذني !!! - انا قادم ايتها الاميرة الجميلة ، سأقتلك ايها التنين بساطوري اللامع - لن تستطيع تخطي نيران التنين العظيم بوم بوم عند هذا الجدار خصصته لقص الحكايا ومسرحية الدمى كنت اخطط لعمل مسرحية بين الاطفال ، أحببت خيالهم الواسع ! مللت من الجدران فذهبت لأرض الباحة واصابتني الشمس بضربةٍ قاضية كنا في كل صباح نسير على الرسومات كالدجاجة مع صيصانها ، أخبرتكم ! كان الامر جحيماً والهيبة انقرضت ! وايضاً ساعدني صديقي الطويل الرائع برسومات الارضية اهم شي بطاريق مدغشقر وهم يطلوا علينا من زاوية الصف استأنست فيهم جداً