••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


حين يتحكم القدر بالحياة

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-2020, 07:12 AM   #11
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,681 [ + ]
 التقييم :  38750
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 22
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



-




"بعض التفاصيل الصغيرة تضاعف مشاعرنا نحو من نحبهم"

✧✦✧


-9-




*ناتاليا*

لا أعلم لما افقد نفسي وطبيعتي حين يتصل بي تاكامورا صباحًا! اصبح عجولة ومُلتبكة وغالبًا اضع نفسي

في موقف محرج معه! يبدوا أنني لن اعتاد ذلك بسهولة! فبعد كل شيء أنا حقًا معجبة به!

"أكانت تلك حبيبتهُ؟"

جفلت بلا قصد! لم انتبه ماذا قال كُنت ابادله نظرات بلهاء! كرر كلامه وهو يقول بشك:
"ماذا بكِ؟ سألت أهي حبيبة أخيك؟ أقصد تلك الآنسة الشقراء!"

استجمعت نفسي مُجيبة:
"هذا محرج كما تعلم!"

"لما الإحراج ليس كأنك المعنية! أنا اتحدث عن شقيقك!"

كأن صفعة أتتني منه في الهواء! فقد كان محقًا تمامًا! قلتُ وأنا أضم نفسي منكمشة في مقعدي:
"يفترض ذلك! يبدو أنه جاد جدًا بشأنها! اذكر أنه لم يكن مهتمًا بفتاة كما حين قابل أوريليا!
أخي محظوظ! لا بل رائع! أنا أحسده لتمكنه أن يكون واضحًا في مشاعره أمام الجميع!....
ليتني كُنت أملك ربع شجاعته!"

"و ما الذي يمنعك؟! المشاعر حين تحتفظين بها لنفسك، تغدو حملًا يجب أن تخلصي نفسك منها!
أثمة من أنت مهتمة به؟!"

مهتمة! أنا مهتمة بك أيها الأحمق!

"لم أقصد الأمر بهذه الطريقة! لكن اعتقد أني لا أريد تخليص نفسي منها!
بل اتمنى أن احتفظ بها لأطول فترة ممكنة!"

"ألا تعتقدين أن ما نفعله يُخفض من فرصتك مع هذا الشخص! الا يجب أن تتوقفي عن ادعاء أنك مرتبطة!"

اصابتني شيء من القشعريرة لكلامه بهذه الطريقة! لم افهم كيف يفترض بي أن أجيبه!

وخشيت أن يعتبر صمتي دليلًا على موافقتي! وبطريقة ما تزحلقت الكلمات على لساني بمفردها:

"لا تقلق، ليس هنالك شخص سيبتعد عني بسبب هذا الإدعاء! أنا لم أقصد ذلك...
كنت امدح شجاعة أخي وحسب!"

أوقف السيارة عند الإشارة الحمراء وهو يتكئ على المقود وينظر نحوي عابسًا كالعادة!:

"ناتاليا ناكاموري!... نات المشهورة! في نهاية الأمر كان لايمكن لغيرك أن تكون هيَّ!"

"صحيح... ماقصة نات المشهورة؟"

أنزل رأسه وهو يخفي وجهه عني وهو يُجيب:
"بطريقة ما كبرتُ وأنا أسمع عن مغامرات نات الأسطورية! أنت مشهورة في بيتنا!"

كان لصوته طنين وهو يتكلم، استطعت التقاط ضحكات ساخرة اطلقها وهو يُخفي وجهه! وددتُ أن ارفع وجهه عن المقود فمددت يدي، ارفع وجهك دعني أراك وأنت تضحك! هذا ليس عدلًا!
لا تخفيه عني، دعني أخلده في ذاكرتي!

رفع وجهه فجأة وهو يقول:
"أحقًا أنك في تلك المرة التي......"

قطع كلامه حين رأى يدي الممتدة نحوه! كان مستغربًا من تصرفي بقيَّ ينظر نحو يدي التي عجزت عن اخفاضها! تغيرت الإشارة للبرتقالي ثم الأحمر ولاتزال نظراتنا متجمدة! حرك السيارة وأبعدها عن الطريق ثم أوقفها جانبًا حين بدأ السائقين خلفه باطلاق أبواق سياراتهم ليتحرك!

"هل أنت بخير؟"

وددت لو ادفن ولا يسألني عن ذلك! كنت محرجة بشدة ولكن وفجأة كُنتُ أحاول قمع تلك الدموع عنه!
لا أريد لتاكامورا أن يلاحظ ما يحدث معي! لا أريد أن يعرف ما أشعر به ليس الآن مازال الوقت مبكرًا!
فتحت باب السيارة وبدأت بالركض مبتعده عنه وأنا أعرف أني لن أستطيع التفسير له!
لم يكن لدي شيء لأقوله حقًا! توقفت عن الركض حين وصلت موقف الحافلة، جلست هناك وأنا اراجع تصرفاتي الغبية قبل قليل!
لماذا هربت كان يجب أن اقول أي شيء! كيف سيفكر تاكامورا عني الآن!
كان الهروب أغبى ما قمت به في حياتي!

"سمعت أن نات تهرب حين تريد البكاء! هل أنتِ بخير؟"

رفعت نظري نحوه وقد بانت له دموعي وكُنت مُستغربة لوجوده قربي بشدة!
كان يقف أمامي وهو يضع يديه في جيبيه
"أنا... آسفة! لم أقصد أي شيء بفعلتي تلك.."

"اعلم ذلك! ما الداعي للبكاء؟..."

"لأنك ستظن أنني كُنتُ... أقصد..."

"لم أظن شيءً! لقد تفاجئت وحسب!"
بدأت بمسح دموعي بكم زيي المدرسي وأنا ابذل جهدي لأتوقف! ليس من عادتي البكاء بسهولة ولكنني ان فعلت فيصعب علي ايقاف نفسي!

نهضتُ وأنا أحاول العودة معه للسيارة وكُنت غير قادرة عن التوقف بعد... جلست بهدوء وأنا ابحث في حقيبتي عن منديل ولكنني لم أستطع رؤية شيء وسط دموعي..

مد تاكامورا يده وبدء بمسح دموعي بمنديله وهو يقول:
"هذا يكفي فالناس ينظرون لنا! لقد أاحمرت عينيكِ من البكاء!"

أخذت المنديل وبدأت أمسح دموعي سودًا... قلت بصعوبة:
"لا أريد الذهاب للمدرسة اليوم! أعدني للبيت أرجوك!"

"كما تشائين! أنا حقًا لم أفكر بشيء! استغربت وحسب.... لما تُبالغين؟"

"لا اريد ارعاب احد! انا اعرف نفسي حين ابكي..."

قاطعني مُكملًا....
"لاتستطيعين التوقف! اعرف ذلك! في النهاية أنت هي نات المذهلة!"

"توقف عن تكرار ذلك! تبدو مريبًا حين تكررها!"

اطلق ضحكة مكتومة وهو يقول بثقة:
"هذا صعب! أتعرفين كم سمعت عن مغامراتك من والدك! كمغامرة نات وطوق السباحة!
أو مغامرة نات والمثلجات الذائبة! المفضلة لدي نات والكلب المرعب!
لقد كبرت وأنا أنتظر متى يأتي السيد لاو ويروي لي مغامرة جديدة!"

"اذهبوا للجحيم أنتم ومغامرات نات! أعرف الآن أنك قضيت حياتك وأنت تسخر مني! أعرف أبي كيف يروي هذه القصص عادةً! انه يُشبه (بدأت بالصراخ لترعب الكلب المُرعب وهي تبكي!) وايضًا (وسخت ملابسها بالمثلجات وبدأت بالبكاء!) أو (فرقع الطوق فكانت تحاول العوم وقد شرعت بالبكاء!)
أعرف أبي... أعرفه جيدًا!" قُلتُ ببرود!

لم يستطع أن يمنع نفسه من الضحك وهو يبذل جهده ليخفيها بيده....

"توقف عن الضحك هذا ليس مضحكًا! انه محرج!"

أردتُ رؤيتك وأنت تضحك حقًا لكن ليس علي....

"حسنًا... حسنًا... اليوم أنا متفرغ حتى وقت الغداء! فدوام العمل كعامل التنظيف في المدرسة لن يبدأ قبل الحادية عشر والنصف! أتريدين الذهاب لمكانٍ ما؟!"

هذا يُشبه... موعد حقيقي مع تاكامورا! لا لا لايجب أن انجرف بعيدًا! أين؟! أين نذهب؟

كُنت كالورقة أمامه فقال وهو يُنقذني من التفكير بالموضوع اكثر:
"لنبدأ بملابسك!"

نظرت نحوه باستغراب شديد، ملابسي؟!
"اوي! ما الذي تفكر به حقًا أيها المنحرف؟!"

"لا ليس كما تفكرين! قصدت أنك تبرزين بسبب ملابسك المدرسية ولن يكون الهروب من المدرسة ممتعًا بهذه الطريقة!"

"الهروب من المدرسة!"

"ماذا؟ لاتقولي لي أن نات الأسطورية لم تجرب مغامرة الهروب من المدرسة من قبل!"

"لم أفعل!" قلتُ ببلاهة!

"أأنت تلك الفتاة ذات سجل الحضور المثالي في صفك!" قال متجمدًا ببرود...

"ماذا تقصد؟ لم أفهم!"

رفع اصبعه مشيرا في الهواء:
"تعرفين الطالب الذي لايفوت حصة من اليوم الدراسي! بطريقةٍ ما دائمًا يكون ثمة واحد في كل صف!
بما انك لم تجربي الهروب من المدرسة من قبل اذا فانت هي هذا الطالب!"

"يبدو كذلك! هل هربت من المدرسة من قبل؟!" قلت مستفزة...

"كثيرًا!"

ملامح تاكامورا تبدو فارغة معظم الوقت! لم أتخيل أنه كان احد المتهربين من المدرسة!

في نهاية الأمر.... لا أحد مثالي في الحياة! وهذا كان يبدو مثيرًا للإهتمام!

"سأخبر أمي قبل أن يصنع المدير دراما عن تغيبي!"



ذهبنا لمجتمع تجاري واشتريت ثوبًا قصير، أصفر اللون ذو تصميم لطيف وبسيط اخترت معه حذاء اسود، ذو كعب متوسط وأبقيت جواربي السوداء التي ارتديها دائمًا مع الزي المدرسي...

وقفت أدفع وأنا امرر بطاقتي الخاصة! كان تاكامورا يتحدث بهاتفه مع رئيسهُ في العمل، وكان هذا واضح من اسلوب حديثه الرسمي وتكراره لكلمة سيدي! صعدنا في المصعد حين قطع تاكامورا اتصاله وسأل
"الم تستطيعي انتظاري! كنتُ اخطط لأن ادفع قفد كانت فكرتي!"

قلت مبتسمة:
"لا بأس! فأنا لم أكن سأسمح لك ومعي البطاقة السحرية!"

ضيق عينيه متمتمًا:
"البطاقة الماذا! ليس هنالك ما يسمى بالبطاقة السحرية! ثمة من يتعب ليملئها لك!"

"اعرف ذلك جيدًا! لكن ليس كأنني ابذر ما يُعطيني اياه أبي شهريًا!"

قال بعدم التصديق:
"نعم لا تبذرين اطلاقًا!"

قلت وأنا أفتخر بنفسي:
"أنا أدخر للجامعة! فحين أتخرج سأتقدم للدراسة في جامعة توهو وسأحتاج لأن اعتمد على نفسي حينها!"

"تبدين جادة! كم ادخرت؟"

"اممم ما يزيد عن ثلاثة مليون ين!"

قال باستغراب شديد:
" ثلاثة مليون ين! أتمزحين معي؟ هذا كثير للغاية!"

ابتسمت له بألم!:
"لأنني في اللحظة التي أعلن فيها عن رغبتي بدراسة الطب قد لا أحصل على الدعم الكافي من عائلتي!
فوالداي يرغبان أن أدرس ادرارة الأعمال كما فعلا وهيروشي!"

فتح باب المصعد معلنًا وصولنا لموقف السيارات، توجهنا نحو سيارة تاكامورا السوداء وجلسنا فيها...

كسر تاكامورا الصمت قائلًا:
"ناتاليا ناكاموري.... ألا بأس بذلك!؟"

"ماذا تقصد؟" قلت مستغربة!

أدار وجهه نحوي قائلًا:
"ألا بأس بأن تخذلي والديك بهذه الطريقة؟"

قلت بانزعاج حاولت اخفائه:
"أنا واثقة بأنك تعي ماذا يعني أن ترغب بشيء لن تحصل عليه!"

"أعي ذلك! أنه يشبه أن ترغب بوجود والدك بجانبك لكنه مستحيل! قد لا أكون الشخص المناسب ليقدم نصيحة، ولكن لا شيء يستحق أن تخسري والديك لأجله!"

"ماذا تريدني أن أفعل اذًا! انسى أحلامي ومجهودي طوال سنوات حياتي الأخيرة وأغدوا شيء لا أحبذ أن أكونه؟!"
قلتُ بيأس وأنا أمسك طرف فستاني مُنزلة رأسي للأسفل...

"تحدثي معهم! أخبريهم عن حلمك الجميل!"

رفعت نظري وعيناي على اشد وسعهما! إنه يطلب مني ماذا؟
"أنا خائفة!"

"من ماذا؟ أهنالك حلم يرفع رأس الأبوين أكثر من أن تغدو ابنتهم طبيبة تنقذ أرواح الناس!"

"ليس هذا! أنا خائفة إن رفضوا وأجبرت على تغيير مسار أحلامي!"

"يبدو الوضع صعبًا اذا نظرنا من هذا الجهة!"

"بدأت تفهمني!"

حرك سيارته وخرجنا من موقف سيارات المجمع وتوجهنا نحو الشارع الرئيسي!

قال تاكامورا بشيء من الاعجاب:
"في نهاية الأمر أنت حقًا مذهلة! حلم كهذا، إنه حقًا كبير!"

أخذني الحماس وأنا أقول :
"أنا أجهز لذلك منذ كُنت في التاسعة! ودرست الكثير من الكتب الخاصة بالطب!"

"حقًا!؟" قال مستغربًا...

"أجل! أتعلم أن في جسم الإنسان 206 عظمة! وأستطيع اخبارك باسمائهم وطريقة عملهم جميعها!"

قال بتهرب جلي:
"لابأس! لقد فهمت قصدك!"

ابتسمت محرجة وأنا أعيد شعري لخلف أذني، لم يسبق أن أخبرت أحد غير هيروشي وياجيما عن هذا الحلم! لا أعلم كيف فُتح هذا الموضوع مع تاكامورا!

أوقف سيارته وهو يقول:" وصلنا!"

رفعت رأسي استطلع حولي بأهتمام، كان المكان عبارة عن مبنى كبير نظرت نحوه بأهتمام:
"أين نحن الآن؟!"

اشار للمبنى وهو يقول:
"لديهم معرض صور في الطابق الخامس عشر! لدي زميل من ايام الثانوية كان مهووسا بالتصوير الفوتوغرافي! افتتح معرض لصور جديدة تحت عنوان الغسق! تلقيت دعوة للحضور، الإفتتاح كان قبل يومين... لكنني كُنت مشغولًا."

"غسق! هذا يعني أنها صور ليلية صحيح!؟" تسائلت مُتمتمة...

"أتوقع ذلك!" قال وهو يترجل من سيارته!

معرض صور! أنا سعيدة أنني اخترت الملابس الملائمة! توجهنا نحو المبنى وقدم تاكامورا الدعوة للإستقبال فسمح لنا بالدخول مجانًا!

"الدعوة... اليست لليلة الافتتاح؟!"

"لا الدعوة مفتوحة!"

قُلتُ بهمس كأنني أكلم نفسي: "غريب!"

قال بصوته المخملي:
"ليس كذلك! حين كنا في الثانوية كان يتعرض تاكيتشي للتنمر وبالصدفة رأيت ذلك فساعدته!"
أكمل وهو يشير للندبة التي على طرف حاجبه الأيسر:
"وقد حصلت عليها من تلك المرة! ومنذ ذلك اليوم وهو يعتبرني صديقًا له! لذلك يرسل لي دعوة مفتوحة دائمًا لأرى جديده بشكل مستمر متى ما استطعت!... إنه صديقٌ جيد!"

"لديك احساس قوي بالعدالة وهذا جميل يا تاكامورا! هل نزفت كثيرًا؟!"
سألت وأنا أتلمس الندبة بيدي اليمنى...

"ليس كثيرًا! لكن تاكيتشي اصيب بالذعر من رؤية الدماء تجري من جرحي بسرعة... فسبب الكثير من الفوضى ولطخ نفسه وهو يساعد!"

ضحكت رغمًا عني وأنا أتخيل ماحدث:
"لقد كان قلقًا عليك... إنه حقًا صديقٌ جيد!"

وصلنا للطابق الخامس عشر حيث المعرض وسجلنا اسمائنا قبل الدخول، كان تاكامورا يراقبني وأنا أكتب أسمي فسأل:
"ناتاليا ناكاموري! لماذا اسمك ناتاليا؟ إنه اسمٌ أجنبي!"

نظرت اليه ونحن نخطو نحو مدخل المعرض قائلة:
"لاحظت ذلك أخيرًا! لقد كُنت أفكر متى ستنتبه!"

"أخلف ذلك قصة؟" قال متسائلًا...

"قصة طويلة! سأخبرك عنها بعد مشاهدة المعرض!"

من العرف حين تشاهد معرض صور أو رسومات أن نلتزم الصمت! يُهيء ذلك جو راقي لهكذا أماكن!

أحيانًا تُبث أغاني كلاسيكية ولكنني تفاجئت فقد كان في صالة المعرض الكبيرة، موسيقى حية يتم عزفها من قبل عازف بيانو شاب! لست مُلمة بالموسيقى الكلاسيكية كأخي ولكنني استطعت معرفة المعزوفة من موسيقى باخ الجميلة!

بصراحة كانت الصور مميزة للغاية! تعج بالسواد وقفت عند احداها، ذكرتني بتاكامورا نوعًا ما! كان ثمة طفل صغير يظهر من ظهره غارق في ظلام الليل!

وجدتها مُعبرة وأثرت فيَّ بشدة وهَزَت كياني لعمق المشاعر التي تحملها!

اقترب تاكامورا وهمس في اذني:" أعجبتك؟!"

أجبته بنفس الأسلوب:" اعجز عن وصفها بالكلمات!"

كُنت أمسك بقلبي وأنا أبذل جهدي لمنع نفسي من البكاء لشدة ما أثرت فيَّ الصورة!

اقترب نحونا شاب ذو شعر بني غامق وعيون عسلية... يرتدي بذلة رمادية أنيقة مع قميص أبيض ترك اول زريه مفتوحة!:
"أرى بأن الصورة أعجبتك بشكل خاص!"

نظرت نحوه مصعوقة فقد كان صوته مرتفع ويلفت النظر فتحملق الجميع حوله يبدون رأيهم بالصورة!

قال تاكامورا لهُ:
"كأنك أفسدت جو المعرض العام، تاكيتشي!"

"لم أقصد ذلك! لفتت انتباهي لأنك معها! حبيبتك؟!"

تاكيتشي! أهذا يعني... قلتُ بانبهار شديد:
"عفوًا أأنت تاكيتشي ايشينو؟!"

نظرا نحوي باهتمام ليقول المعني بابتسامة واسعة:
"هذا صحيح آنستي الصغيرة!"

هذا مدهش! أنه المصور المشهور تاكيتشي ايشينو!

"لم أتخيل لقائك وجهًا لوجه... أبي ملمٌ بأعمالك يقول بأنك عبقري!"

"والدك؟" تمتم مستغربًا... ليكمل بابتسامة وهو يمد يده نحوي:" يشرفني ذلك آنسة...؟!"

مددتُ يدي له وصافحته مكمله له:
"ناتاليا ناكاموري... تشرفت بمعرفتك سيدي!"

"ناكاموري؟! كأنني أعرفه؟!"

"انها نات المشهورة يا تاكيتشي!" قال تاكامورا وهو يشير نحوي مغمض العينين!

تجمدت للحظة... أهو يعرفني؟!

"مذهل... الأسطورة حقيقية اذا!"

قلت ببرود:" موتوا جميعكم مع نات المشهورة، الأسطورية والمذهلة!"

كم عدد الناس الذين يعرفون عن مغامراتي المبالغ بوصفها من أبي؟ كل من قابلهم في حياته مثلًا؟!

انتهينا من المعرض وقد أمست العاشرة، قال تاكامورا وهو يركب سيارتهُ
"أين أوصلك؟ يجب أن أذهب للعمل في المدرسة!"

قلتُ وأنا أنظر اليه" سأذهب لبيت ياجيما أنزلني بداية الشارع!"

"حسنًا اذا... لما لاتخبريني عن قصة اسمك الطويلة ريثما نصل!"

قلت ببرود:
"لماذا ألم يقصها عليك والدي ضمن (مغامرات نات المشهورة) من قبل!"

قال وهو يهدأ من روعي:
"انسي موضوع نات المشهورة! لن أتكلم به اذا كان يزعجك!"

"انه لا يزعجني ولكنني أدركت أنك تعرف الكثير عني... وصديقك تاكيتشي أيضًا!"

"أجل فقد كان تاكيتشي يزورني كثيرًا حين كنا في الثانوية!"

هذا ليس عدلًا! إنه يعرف عني أكثر من ما أعرف عنه!

"اذا أخبرتني عن أحد قصصك سأخبرك عن قصة اسمي!"

"مفاوضة اذًا؟ أخبريني القصة لأخبرك واحدة عني تكون اروع منها!"

ابتسمت قائلة وقد تحمست كثيرًا:
"حقًا ستفعل؟!"

أومئ برأسه مؤيدًا لأبدأ بسرد قصة تسميتي بناتاليا بحماس:
"كان يا مكان وحين كانت أمي حاملًا بي... كانت في ندوة الدكتوراه خاصتها في روسيا!
حدث معها حادث صغير وكان إما أنا أو هيّ! وكانت بعيدة عن المشفى! حسب علمي كانت ذلك في حديقة فندقٌ في ضواحي موسكو.... حينها قامت سيدة عجوز بمساعدة كلينا قبل وصول مروحية الإسعاف، عبر ايلادي حينها وهكذا نجونا... قال الطبيب لاحقًا لو تأخرت ولادتي لمتنا كلينا! وهكذا سميت ناتاليا وكان اسم السيدة التي أنقذتنا أنا وأمي من الموت!
النهاية!"

كان مستغربًا من سماع القصة ليقول وهو يوقف السيارة:
"لم أتوقع ذلك! هذا يفسر سبب اسمك الغريب!"

"ماذا اليس جميلًا؟"

قال مصححًا:" جميل! لكنني لم أتوقع شيء كهذا! لوكان اسمك يابانيًا، ماذا تتمنين أن يكون؟"

فكرت بعمق لأجد واحد لكنني لم أفكر بواحد من قبل!

"لا أعلم! برأيك ماذا كان سيناسبني؟!"

قال بلا تردد:" آئوي!" (ازرق)

"ولماذا آئوي؟!" قلت مستغربة...

اجاب وهو شارد في عيني:
"لأن لديك عيونًا مميزة الزُرقة! تشبه لون السماء!"

"اذا ألا يجب أن يكون سوكاي؟" (سماء)

"ممكن أيضًا!" قال وهو يهز رأسه مؤيدًا! ثم أكمل:" اذا يجب أن يكون آئوي سوكاي!"

"آئوي سوكاي ! يبدو غريبًا!"

"ربما!... آه سأتأخر! أراك لاحقًا!"

نظرت حولي، كنا قد وصلنا لحيث اتفقنا أن يوصلني! بداية الشارع حيث بيت ياجيما!

ترجلت وأنا ألتقط حقيبتي وأكياس الثياب خاصتي... ودعنا بعضنا وتوجهت نحو البيت بهدوء...

سماء زرقاء! أيحب تاكامورا النظر نحو السماء عادةً؟





جوان*

"تأكدوا من كتابة اسمائكم في لائحة واختاروا الرياضة التي ترغبون بالمشاركة فيها!"
قال المُعلم وهو يكتب على الصبورة جملة "اللقاء الرياضي الـ 98" بدأ الجميع بالتهامس

ودنوت من المعلم لأخذ اللائحة منه وبدأ يقول شيء عن يجب على الجميع المشاركة ولا أستثني أحد غير "تاكاهيتو سيكي"!... الطالب المصاب بالربو في صفنا وهذا الإستثناء طبيعي!

اللقاء الرياضي بعد اسبوع، المزيد من العمل كممثل الصف!

أعطيت اللائحة المخصصة للفتيات لآكاني وبدأنا بكتابة اسماء الطلاب الواحد تلو الآخر...

وقبل نهاية الحصة بقليل اتممنا عملنا على ذلك! الطلاب متحمسون فلمدة اسبوع من الآن لن تكون هنالك الكثير من الحصص بعد الغداء لأجل التجهيز لليوم الموعود!

المزيد من الوقت الحر لأستطلع امر العجوز بدل ناتاليا! ذهبنا أنا وآكاني للسطح حيث اتفقنا أن نأكل طعام اليوم مع أختي.... ناتاليا هيّ غائبة اليوم! ماذا بها ياترى؟!

تحججت بأمر اللائحة ويجب تسليمها للمعلم المسؤول عن صفنا، نهضت آكاني:
"لقد وضعت اللائحة في درج طاولتي، سأتي معك!"

"لا بأس سأخذها معي لاداعي لأن تزعجي نفسك!"
قلتُ وأنا اغادر نحو مدخل السطح بسرعة... لدي عمل علي تأديته ولايمكن تأجيله!

أخذت اللائحتين وذهبت لاستراحة الأساتذة، كانوا مشغولين بحق

وضعت اللائحتين على مكتب الأستاذ ميدوريكاوا استاذ اللغة الأنجليزية والمسؤول عن صفنا، وقبل أن أغادر أخذت مفاتيح المبنى الخامس والذي هو مخصص لمختبرات ومطابخ مدرستنا! مدرستنا قد تكون احد أكبر المدارس الثانوية من حيث الإمكانيات وعدد الطلاب والمدرسين، بحيث تستطيع مقابلة شخص غير مألوف كل يوم!
ثمة تسعة صفوف لكل مرحلة أي مايزيد عن سبعة وعشرون صف ولكل صف أربعون طالب!

لا افهم ناتاليا! من بين مايقارب 1080 طالب! و ما يزيد عن 80 مُدرس في هذه المدرسة الكبيرة جدًا!
ما الذي اثار ريبتها في الرجل العجوز؟!

دخلت المبنى بخفة وبغير لفت الانتباه! من مزايا أن تكون ممثل الصف، أنك تستطيع أخذ المفتاح والدخول للمبنى بغير سؤال!
كان لدينا حصة كيمياء هذا الصباح وتركت كتاب الكيمياء خاصتي تحسبًا وبغير أن يلاحظ أحد فقد كُنت آخر من خرج وأقفلت باب المختبر أيضًا!...

دخلت المختبر الخاص بالصفوف الأولى لمدرستنا، كان الجو هادئً ولم يكن ثمة أي أحد فيه! أخذت الكتاب وأنا أتسائل في أي طابق العجوز؟ رأيته يدخل للمبنى بالأمس مع ناتاليا لكنني لم أجده في الطابق الأول...
القيت نظرة على المطبخ الذي يقابل المختبر مسبقًا ولم يكن ثمة أحد فيه!

العجوز ان كان سيكون هنا فهو ليس بالطابق الأول! تبًا هذا يصعب الموضوع! سمعت صوت باب المبنى

يُفتح فاختبئت خلف الباب! نظرت من النافذة الصغيرة التي تتوسط باب المختبر، كان ثمة مصعد!

فتح باب مصعد يقع خلف السلالم! لم أكن أعرف بوجوده... دخل العجوز فيه ولم افهم ما حدث فعلًا!

بسرعة خرجت وصعدت للطابق الثاني لم يكن ثمة باب له! تابعت للطابق الثالث ولم يكن ثمة جدار

أو ما يدل على وجود مصعد يصل للطابق الثالث! بل كان مجرد مساحة خالية من أي شيء!

ماذا يعنيه ذلك! مصعد في الطابق الأرضي ولا شيء في الطابق الثالث... هذا يُعقد الأمر!

التقطت نظرة فلم يكن أحد في الطابق الثالث والطابق الثاني كان ثمة سبعة طلاب في المختبر

مشغولين بالنقاش عن الكيمياء ولم افهم مُعظم ما كانوا يتحدثون عنه! خرجت من المبنى بعد أن أقفلت مدخل مُختبر الطابق الأرضي! ارتطمت بعامل التنظيف وأنا أخرج...

ارتبكت قليلًا، ثم تذكرت أني مجرد ممثل الصف الذي نسي كتابه واستجمعت نفسي! تجاوزته وعدت لاستراحة المعلمين وأعدت مفاتيح الطابق الأول لمكانه! لم يكن ثمة مفاتيح ناقصة على اللوح المخصص لتعليقهم سوى مختبر الصف الثاني! هذا يأكد الأمر!

العجوز اختفى في المصعد! انا بتُ واثقًا من ذلك، هو لم يكن يذهب لأجل المبنى بل لأجل المصعد!

المصعد الذي لا يتجه للأعلى، بالتأكيد ينزل للأسفل!

ناتاليا محقة في شكها بالعجوز، ثمة ما يجري في الخفاء! والا ماذا يعنيه أن يكون للمبنى مصعد يتجه للأسفل! استطيع ان اقول بيقين أن ثمة مبنى آخر تحت الأرض والمدخل اليه عبر المبنى الخامس!
يجب أن أخبر ناتاليا! لا! ماذا لوكان ثمة خطر في ذلك!

قبل اخبارها يجب أن اتحقق من امر المصعد في اول فرصة اتيحت لي!

عدت لحيث أختي وآكاني بعد أن أعدت كتابي لحقيبتي... جلست لآكل غدائي كأن شيء لم يكن!

"تأخرت كثيرًا جوان! سيرن الجرس بعد خمسة دقائق!" قالت أختي بقلق...

"أنا آسف! لقد انشغلت بالمساعدة في استراحة الأساتذة!"

"كان يجب أن تعتذر وحسب! إنه وقت الغداء!" قالت آكاني بانزعاج!

ماذا معها؟ لما هي منزعجة من الأساس؟

"أين ناتاليا؟ أحقًا لم تأتي للمدرسة اليوم؟"

انتفضت آكاني تتكلم باستغراب شديد:
"تخيل ذلك! لم يسبق لأختي التغيب عن المدرسة في حياتها!"

اكملت ياجيما بنفس اللحن مكملة لكلام الأخرى:
"الغبية حتى في أيام الزكام كانت تأتي للمدرسة!"

"لكن اليوم غابت بلا سبب!" أكملت أكاني...

"أرسلت لي رسالة تقول، أنا متعبة من المدرسة... سأغيب اليوم!"
قالت أختي وهي تريني الرسالة التي ارسلتها المعنية بالحديث!

"ليست نهاية العالم اذا غاب أحدهُم عن المدرسة! ألا تٌضخمن الموضوع يا فتيات؟!"

قالتا معا باصرار:" لكنها ناتاليا!"

بجدية! أنتن تُعظمن القصة!

تحدُث في بعض الأحيان يعجز الواحد منا عن تكرار الروتين ويرغب بالابتعاد عنه!

وهذا طبيعي حتى لو كانت المعنية هيَّ الفضائية ناتاليا ناكاموري! فهيَّ لا تُشبه أحدًا على الأطلاق...

بعد الغداء كوننا مجموعات للقيام بالإعدادات لليوم الرياضي! يُشكل صفنا الفريق الأبيض بالقرعة!

كُنتُ أجلس في الصف مع مجموعة من الفتيات، الولاتي كُنَ يصنعنا الزوم-زوم لفريق التشجيع...

نظرت لجدول الأحداث الذي حصلتُ عليه من الأستاذ ميدوريكاوا، بملل... هذا مثير للاهتمام!
"صف أختي في الفريق المنافس!"

التفتت آكاني نحوي تقول بحذر:
"هذا سيء!"

انزلت الكُتيب مستغربًا:" ولما؟ ما السيء في ذلك؟!"

قالت وهيّ على حالها:
"لأن هذا يعني أنّ ناتاليا ستنافسنا!"

رفعت الجدول، والذي هو على هيئة كُتيب صغير، ما الجديد:
"أعرف بأنها رياضية! ولكننا سنبذل جهدنا للفوز!"

أنتشلت الكُتيب من جديد وهي تقول:
"بدل مراجعة الجدول بلا داعي... لما لا تساعد الفريق المسؤول عن تجهيز لافتة اللقاء في الفناء الخلفي؟"

"لا بأس لا يحتاجونني! الم تكوني مشغولة باعداد الزوم-زوم مع الفتيات قبل قليل... الن يكون افضل لو عدت لعملك!؟" قلتُ مستفزًا...

قالت بملامح باردة:
"اذا... يمكنك مساعدتنا في صنعها بما أنك متاح!"

انتفضت منزعجًا:
"ولما أساعدكن! أنا ذاهب للرسم على اللافتة فهذا أفضل من اهانة نفسي بالبقاء معكن!"

تلك الماكرة... نالت مني! ذهبتُ للساحة الأمامية حيث يقوم مجموعة من الشباب بصنع اللافتة...

كانوا مايزالون يرتبون الألواح لصنع اللافتة! قُلتُ لأحدهم:
"حين تنتهون من دق المسامير واكمال صنعها أخبروني لأبدأ بالرسم عليها!"

نهض تانيهارا والذي هو الوحيد الذي من صفي بينهم:
"هذا مدهش! ستكون اللافتة جميلة مادام الرسم على جوان! جميعًا لنُسرع بتجهيزها!"

بدوا لي مُتحمسين في حين جلست بجانب صناديق الأدوات اتفحص الألوان والمعدات، أخذت أحد أوراق المقوى والتي كانت مع الأدوات وبدأت برسم تجريبي للافتة! أكملت الرسمة وكانت عبارة عن خطوط تجريبية... نظرت نحو الشباب وكانو ما يزالون لم يكملوا نصف عملهم!

هذا مُمل! أخذت ورقة أخرى وشرعتُ أرسم من جديد... كُنتُ جالسًا جانبًا، على مُلائة بيضاء حيثُ وُضعت ادوات صنع اللافتة... تذكرت حين كُنت أفعل المثل للمهرجان الثقافي بداية السنة!

بعد حوالي ساعة كُنتُ قد انتهيت من الرسمة الثانية والتي كانت عبارة عن مُلصق يُظهر شاب وفتاة بالزي المدرسي خاصتنا ويحملان علم كُتبت عليه اللقاء الرياضي الـ 98! لا أصدق!

لقد أصبحت... الفتاة تُشبه آكاني بلا قصد! لم أكن أقصد ذلك...

"أأتخلص منها؟!"
قُلتُ وأنا أحدث نفسي بصوت مسموع...

فصُعقت بتاكاهيتو سيكي الفتى الذي يجلس بجانبي في الصف! وهو يقول خلفي:
"ولما تتخلص منها؟! لقد بذلت جهدك بها وتبدو فاتنة!"

"فاتنة!... سبب أقوى للتخلص منها!"
قلتُ ببرود وأنا أقف وأمدد جسدي...

أخذ تاكيهيتو الملصق وهو يمسك به من طرفيه، لقد كانت ورقة المقوى التي رسمت بها كبيرة نوعًا ما ومُثبته بلوحة خشب! أخذ يُمعن النظر بها وهو يقول:
"أرغب بالمشاركة والركض لمجرد رؤيتها! اللوحة تبث الحماس في النفوس حقًا!"

الن يكون ذلك سيءً؟! الركض وأنت تعلم بأنك ستصاب بنوبة ربو! تاكاهيتو يبدو وحيدًا دائمًا!

يجلس في مكانه ولا يقوم بحركة... بالكاد يمشي بخطوات قصيرة! لا شك ان ذلك يُحبطه!

جلستُ وأنا أشير له بالجلوس بجانبي...
"تاكاهيتو... ما هي هواياتك؟!"

أوقف اللوحة مسندًا اياها على العلبة التي تحوي ادوات اللرسم وجلس بجانبي:

"أنا أكتب وأرسم أيضًا! لكنني لا أرسم مثلك فرسمي غالبًا يكون مباني، أشجار وسيارات!
رسمك جيد جدًا! استطيع تقييمهُ عشرة على عشرة بلا تردد!"

" ترسم اذًا! لم أكن أعرف! أنا آسف...
رغم أني أجلس بجانبك لكنني لم الاحظ ذلك! انا متحمس لرؤية أعمالك!"

ابتسم وهو ينظر للسماء:
" لا داعي للأعتذار!... وأنا أيضًا مُتحمس لرؤية لوحاتك الخاصة!"

" اذًا لما لا تأتي في عطلة نهاية الأسبوع لبيتي؟! أنا لا أمانع ذلك حقًا!"

نظرتُ للخلف كان الأولاد يلعبون! يبدو بأن هذه اللافتة لن تجهز قريبًا! ما الذي ورطت نفسي به!

فأنا أكره حين يكون عليَّ انتظار أحد للقيام بعمل! انهم مجرد عقبة! نهضت وأنا أحمل اللوحة التي رسمت بها النموذج للافتة لأخذها لغرفة الرسم وحمل تاكاهيتو الأخرى والتي كانت الملصق!

قلتُ ببرود:" تاكاهيتو... تستطيع التخلص منها!"

نظر نحوي مصعوقًا: "أأنت جاد؟!"

"انها بشعة!" أجبت ببرود أشد من سابقه...

ابتسم قائلًا..." أيمكنني الحصول عليها اذًا؟!"

"لابأس..."
مادام لن يراها أحد وتحديدًا آكاني... مؤخرًا أقضي الكثير من الوقت معها بحيث أصبحت الفتاة بالرسمة تُشبهها! تركت اللوحة في المرسم وقد كانت الألوان قد جفت بالفعل!

وضع تاكاهيتو اللوحة الأخرى بجانبها قائلًا:
"سأعود لأخذها وقت الانصراف!"

قضيت المزيد من الوقت مع تاكاهيتو... انه فتىً مُسلي على طريقته الخاصة!

هو ذو شعر بني فاتح وطويل نسبيًا يصل لأكتافه! وعيونٍ لازوردية كبيرة...

شيءٍ فشيء كانت خطواتي تتقلص ليُجاريني بخطواته! لقد بدى لي ذلك كما ولو أنني أستطيع رؤية كُل شيء بشكلٍ أوضح!

دخلنا الصف وكانت الفتيات ما يزلن منهمكات بعملهن، القيتُ نظرة استكشافية في قاعة الدراسة...

قبل أن أسأل بصوت مرتفع:
"أين آكاني؟"

*يتبع*







السلام عليكم، الفصل ذا كان اخر ما نشر في عيون العرب،
الفصول الجاية لكونها حديثة سانشرها في يوم الخميس...
تم دمج بعض الفصول لذى الفصل الثالث عشر اصبح التاسع...
اشكر لكم صبركم واعتذر للتأخر الي كان بحكم الضروف زي تعطل المندى وكذا...
لكن ابشركم وصلت لاخر فصل من الرواية وذا اكتبه بهل فتره
اوديوس





 
 توقيع : فِريـال



رد مع اقتباس
قديم 12-17-2020, 07:50 AM   #12
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 29
 المشاركات : 26,681 [ + ]
 التقييم :  38750
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 22
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



-





"الكثير من اللحظات الصغيرة، تجعلنا ما نحن عليه الآن!"


✧✦✧






-10-




*جوان*


قضيت المزيد من الوقت مع تاكيهيتو.... إنه فتى مُسلي على طريقته الخاصة...

هو ذو شعر بني فاتح وطويل نسبيًا يصل لأكتافه! وعيونٍ لازوردية كبيرة...

شيئاً فشيئاً كانت خطواتي تتقلص ليُجاريني بخطواته... لقد بدا لي ذلك كما ولوأنني أستطيع رؤية كُل شيء بشكلٍ أوضح.

دخلنا الصف وكانت الفتيات ما يزلن منهمكات بعملهن ، ألقيتُ نظرة استكشافية على قاعة الدراسة...
قبل أن أسأل بصوت مرتفع: "أين آكاني؟"

نظرن جميعهن بفزع نحوي وكان تاكيهيتو مستغربًا لأن الجميع ينظر نحونا، نهضت احداهُن تقول:
"ذهبت مع توشيبارا لإحضار المزيد من الأشرطة لصنع ربطات الرأس لصفنا..."

مع من بحق الجحيم؟ تلك الغبية... ألم تجد سوى توشيبارا لترافقه؟!

"أنا آسف تاكيهيتو..."
قُلتُ وأنا أنتفض راكضًا للبحث عنها!

توشيبارا هو الأسوء! أخجل من نفسي وأنا أقولها ولكن توشيبارا كان أحد أصدقائي في الإعدادية!

هو ورفاقه الأسوء على الإطلاق ويزدادون سوءً يومًا بعد يوم! لقد سحبت نفسي من بينهم منذ أن بدأوا بالتنمر على الآخرين ويبحثون عن أي فرصة لخوض شجار مع أيٍ كان...

قبل سنتين تورطت آكاني معهم، وقبل فترة سمع حديثنا أنا وآكاني عن ذلك....

وعرف أنها من خربت الخيمة فوقهم في ذلك الوقت... مُنذ حينها وهو يتربص بآكاني للانتقام منها...

بذلتُ جُهدي للبقاء معها دائمًا... لحمايتها منه ومن عصابته، لأنهم لايجرئون على الإقتراب مني....

لا أصدق أني تركتُها وحدها...
كيف غفلتُ عنها في وقت كهذا وأنا أعرف أن الجميع يعملون للتجهيز لليوم الرياضي والحصص ألغيت!

بحثتُ عنها كالمجنون في كُل مكان وأنا أتصل بهاتفها المحمول ولا تُجيبني! تابعت البحث وأنا أدرك
بأنني كمن يبحث عن إبرة في كومة قش! فضلًا عن وسع مدرستنا فالجميع يتردد في كُل مكان...

جائتني رسالة منها على هاتفي ففتحتُها وأنا آملُ أن لايكون ما أفكر به قد حدث...

كانت الرسالة عبارة عن صورة! صورة التُقطت في المكان الوحيد الذي لن يكون به أحد في هذا الوقت...

كانت مُبتلة تمامًا... توجهتُ نحو مسبح المدرسة بأسرع مايُمكنني ولسوء حظي يقع المسبح في
الفناء الخلفي أبعد نقطة في مدرستنا... وحين وصلت كانت تجلس جانبًا وهي تتنفس بصعوبة...

اقتربت منها راكضًا وأنا أخلع سترتي... وضعتها على أكتافها وأنا أعرف أن الماء كان باردًا...
"هل أنت بخير؟ هل أذاك بشيء!"

"برد.... برد.... برد..." كانت تكرر بصعوبة وهي تضم نفسها...
كُنتُ أتفحصها كالمجنون لم أدرك ماذا أفعل حقًا... كانت تُخفض رأسها وهي تُحاول تدفئة نفسها...

سمعتُ تلك الشهقات وهي تطلقها باكية، ما الذي جاء بك الى هنا؟ كيف خُدعت؟ ظننتك أذكى من ذلك...

أردت أن أسأل لكن... حاولتُ مساعدتها على الوقوف، كانت ترتجف من البرد... حملت نفسها بصعوبة وأدخلتها المبنى الخاص بتبديل الثياب، المسبح المفتوح مخصص للأولاد ولا أفهم كيف خدعوها لتأتي الى هنا!

فتحت خزانتي وأخرجت منها منشفتي وثيابي الرياضية... ساعدتها لتدخل غرفة التبديل وتركتها هناك...
كانت ماتزال تبكي وكان ذلك واضحًا من صوت شهقاتها الخفيفة....

خرجت وقد غيرت ملابسها وتمسك بالمنشفة بيدها، كان الماء يُقطر من بين خُصلات شعرها الذهبي ...

أخذت المنشفة وأنا أحاول مساعتها لتجفف شعرها بسرعة...
"أأنت غبية؟ ستتبلل ملابسك هكذا!"

وبغير العادة كانت صامتة وهي تتابع البكاء مخفية وجهها عني تحت المنشفة!
بقيت أمسح شعرها بعد أن استعدت شيء من هدوئي... أنا لا أحب رؤية الدموع حقًا أيتها الغبية....

أبعدت المنشفة فكانت تحاول مسح دموعها بكم السترة الرياضية:
"لابأس... لابأس! ستكونين بخير"

رفعت رأسها تنظر بعيني مُباشرةً... تلك اللآلئ كان تتدفق من بين مُقلتيها كأنها سُحب ماطرة!
ولأكون صريحًا... بدت جميلة للغاية... "أنا آسفة جوان! آسفة جدًا!"

"لابأس... ليس عليكِ ذلك أيتها الغبية!"

أخذتُها للعيادة وبقيت هنالك لتدفئ نفسها بالبطانية...
"جوان... لاتخبر أحدًا بماحدث... فليكُن سرنا!"

أومأت برأسي موافقًا، لا أفهم كيف تفكر هذه الغبية...
بقيت معها لبعض الوقت وبمجرد أن رن الجرس مُعلنًا نهاية الدوام، حتى نهضتُ تاركًا إياها نحو قاعة الصف، توشيبارا أيها الحثالة لن أغفر لك ما فعلت...

دخلت القاعة وكان أغلب الطلاب قد غادروا أو يقومون بنشاطاتهم في النوادي... قمت بجمع كُتُب وأدوات أكاني ووضعتهم في
حقيبتها تحت مرأى تاكيهيتو... دنى مني وهو يقول بقلق:
"أكُلُ شيء بخير جوان؟"

بقيتُ أخفض رأسي وأنا أكمل جمع كتبي وأنا أجيبه:
"تاكيهيتو... أنا أعتذر، لكن أيمكنك أن تسلم الملصق لمكتب لجنة الطلبة!"

ابتسم برضى:
"غيرت رأيك اذًا؟! الملصق يستحقُ أن يُعلق في كُل مكان!"

حملتُ حقيبتي مع حقيبة آكاني وأنا أجيبه: "أعتمد عليك!"

واليتهُ ظهري وخرجت من باب القاعة الخلفي قائلًا: "أراك غدًا..."

مهما كان ما حدث فضيعًا...
فمازلت سأحترم ما طلبته مني أكاني! لاداعي لأي أحد أن يعرف ماحدث... علي أن أقمع غضبي تجاه توشيبارا ورفاقه ريثما يحين وقت الرد!

حين وصلنا للشارع الرئيسي أخذت آكاني حقيبتها وكيس ملابسها المبللة من يدي وهي تقول بصوت مبحوح:
"أنا متعبة! سأعود للبيت بسيارة أجرة!"

أطلقت سعالًا خفيف بعد أن ختمت كلامها: "يبدوا أنك مرضت حقًا! ألا يجب أن تري طبيبًا!"

"لابأس! سأستريح وسأكون بخير قبل الصباح..."
قالت ذلك وهي توقف سيارة أجرة وتركب بها... وبعد دقائق كانت قد اختفت من أمام ناظري...

ضغطت على مسند دراجتي بلا شعور وأنا غاضب من نفسي لأنني لم أحذرها!

"أتبدو ناكاموري مريضة أم أنني أتخيل؟!"

"أجل!" أكملتُ فزعاً وأنا أمسك قلبي بيدي: "تاكاهيتو... أفزعتني يارجل..."

أطلق ضحكات خفيفة وهو يخفيها جاهدًا:
"آسف! رأيتُك صدفة! ظننتك غادرت منذ فترة!"

"وأنا ظننتك ماتزال في المدرسة! أهذا الطريق لبيتك؟!"
راودني الفضول... فأجاب مبتهجًا: "يقع منزلي في الشارع الـ 60 لذلك هذا طريقي!"

"وأنا في الشارع الـ62... نفس الطريق!"
كُنت أسير بجانبه وأنا أمسك دراجتي... تاكيتشي يسير ببطء حقًا... ويبدو بأنهُ لايستطيع أن يقود دراجة،
فضلًا عن كونه مصاب بالربو...
أجاب مستغربًا: "مُستحيل! لم أراك تسير من هذا الطريق من قبل!"

لأنني أذهب بدراجتي للشارع الـ 77 في الاتجاه المعاكس لطريق المدرسة لاصطحاب آكاني صباحًا!
وأعود معها بعد المدرسة متأخرًا مع أننا لاننتمي لأي نادي! وتاكيتشي...
"لأنك تغادر المدرسة مبكرًا كل يوم..."

"صحيح! فأنا لا أنتمي لأي نادي... والدتي تقلق كثيرًا بسبب صحتي!"
على الأقل لديك واحدة لتفعل! على عكسي...

كُنتُ شاردًا وأنا أنظر للخصلات السوداء التي تتمايل بطولها لمنتصف تنورة الفتاة التي تسير أمامنا أنا وتاكيتشي! كان الآخر صامتًا بدوره...
لاحظ أني أطلت النظر نحو الفتاة فوخزني وهو يُشير نحوها برأسه قائلًا:
"أين أنت شارد؟"

نظرت نحوها من جديد لأقول مُبتسمًا!
"إنها تتمايل بعُصيان!"

نظر نحوي باستفهام وهو لم يستطع فهم كلامي واحمر وجهه خجلًا: "لا تفهم خطئاً تاكاهيتو..." أكملتُ وأنا أشير نحوها بملل: "أقصد خصلات شعرها!"

بدأ بالضحك قائلًا:" أنت مسلٍ نوعًا ما!"
قمتُ بحك شعري قائلًا وأنا أنظر له بطرف عيني مبتسمًا:
"إنها أختي الكبيرة!"
وقف مصعوقًا... بعد قليل نظر نحوي بوجه مظلم:
"أنت.... أي نوع من البشر أنت... لما لا تسير معها إذا كانت أختك؟!"

"همممم لا أعلم يبدو محرجًا نوعًا ما! أو يمكن أن يكون بسبب أني لم أعتد الذهاب معها لنفس المدرسة!
فقد كُنا في مدارس مختلفة في الإعدادية! وفي الإبتدائية كُنت في مدرسة خاصة بالأولاد!
ولم يسبق أن درستُ معها في نفس المدرسة! أليس كذلك ياجيما؟!"

التفتت نحونا مُبتسمة وهي تتابع السير...
"من النادر رؤيتُك مع أحد ليس آكاني! أهو صديقُك؟!"

قصرت خطواتها الى أن أصبحت تسير معنا!
ماذا تقصد بكلامها؟ أتظن أنني لا أرافق أحد غير آكاني!؟ لحظة! هذا صحيح...
منذ دخلت المدرسة الثانوية وأنا لا أرافق أصدقائي القدامى توشيبارا وعصابته!
وبسبب سلسلة أحداث غير متوقعة أصبحت ألازمها كثيرًا!
قال تاكاهيتو مبتهجًا:
"معك حق توشيري-سان! أنا أيضًا لم أره مع أحد غير ناكاموري من قبل، لماذا؟!"
ختم كلامه بسؤال ماكر! كما كررت الأخرى...
"لماذا؟"
أختي! لماذا تسألين أنت؟! قلتُ ببرود لأتملص من الإجابة بدون كوارث أو خسائر...:
"ليس لسبب! نحن نعرف بعضنا منذ الإعدادية وهي الوحيدة التي أنا على معرفة سابقة بها! ألا يكفي أنها شقيقة هيروشي!"

سأل تاكاهيتو بفضول:
"من هيروشي؟"

"إنه شيء يُشبه مثلهُ الأعلى!"
ماهذا؟ إجابة فورية! لا تُضيع أختي فرصة سنحت لها!

"شقيق ناكاموري هو مثلك الأعلى يا جوان؟"

"أجل!" قالت أختي مُبتسمة...

"لاتهتما لأمري رجاءً! أنا لستُ هُنا!"
بدآ بالضحك علي خلسة... أستطيع رؤيتكما كما تعلمان!

"أين آكاني؟" سألت أختي بفضول وهي تستطلع خلفنا مُكملة:" هذا نادر!"

"عادت لمنزلها!" قلتُ وأنا أتابع النظر للأمام...

"أهي بخير؟"
كانت أختي قلقة وهذا واضح... لا ألومها فمُنذ ما يزيد عن شهرين نعود معًا!

"لقد كانت مرهقة من الأعمال التحضيرية للأسبوع القادم وحسب! لا داعي للقلق... إنها بخير."
اقتنعت من إجابتي... انفصلنا عند التقاطع التالي وأكملت وتاكاهيتو الطريق وحدنا....

سأل بفضول:
"ألن تأتي أختك معنا؟"

نظرت له مُجيبًا:
"ستذهب لشراء شيء للعشاء وحسب..."

قال باهتمام:" ألا تُرافقها عادةً؟"

هي لاتحتاجُني عادةً... لم يسبق أن ذهبنا معًا! لم أعرف بما أجيب حقًا...
بقيت تتردد في رأسي، أقصدُ إجابتي التي لم أبديها (هيّ لا تحتاجني عادةً!) أحقًا لا تحتاجني؟!
حين وصلنا لرأس شارع الذي يقطن به تاكاهيتو انفصلنا بعد أن تبادلنا عناويننا البريدية...
ركبت دراجتي وعُدتُ أدراجي...






*ياجيما*


كُنت أتبضع لإعداد العشاء كالعادة بعد المدرسة! جوان يُرافق فتى من نفس عمره، جعلني ذلك سعيدة...

فلم يسبق أن حدث ذلك! عادةً يفضل البقاء لوحده، هذا ما كُنت ألاحظه عليه!...

أو ربما لم أكن مُهتمة باصدقاء جوان! حين كان في الابتدائية كان لديه صديقين يأتيان لمنزلنا للدراسة معه لكنني لم أراهما معه منذ دخل المتوسطة ولم يدعُ أحدا منذ حينها!

اشتريت بعض الخضروات، واللحم وأيضًا كيس أرز فقد نفذ من بيتنا... دفعت وخرجت حاملة مشترياتي كان كيس الأرز ثقيلًا كالعادة

لكنني حملته بما أمكنني! بمجرد أن خرجت من المجمع حتى لمحت أخي يوقف دراجته!

الحمد لله! كان سيكون يومًا صعبا آخر! ترجل عن دراجته الهوائية واقترب مني ليأخذ الأكياس قائلًا:
"لما لا تطلبين المساعدة مني وحسب!"

كان غاضبًا... أتفهمك أخي... أخذت الدراجة وبدأنا بالسير وهو يحمل الأكياس...

أخي الصغير... لم يعد طفلًا بعد الآن! لقد نضج كثيرًا منذ دخل الثانوية! لا أعلم لما ولكن...

الأولاد يبدأون بالنمو السريع حين يبلغون هذا السن،فجأة يكبر ذلك الظهر ليغدو قابلًا للإسناد!

وصلنا البيت وأدخلت الدراجة في المرآب وتوجهت نحو المدخل مع أخي وبمجرد الوقوف عنده شممت روائح غريبة جدًا....

مستحيل! دخلنا هرعين وكلٌ منا لديه فكرة لا تختلف عن الآخر بمجرد الدخول كان ثمة الكثير من الفوضى في المطبخ!

"ناتاليا!"

كُنت مستغربة بشدة بدأت وأخي نستطلع ما فعلته ليقول جوان ببرود:
"أتمزحين معنا! أغبت عن المدرسة لأجل الطبخ وحسب! لقد دمرت المطبخ!"

قالت وهي تبدي علامة النصر:
"لا بأس لابأس سأنظف كل شيء... أصبح العشاء جاهزًا وهذا هو المهم!"

أخفيت وجهي بكفي قائلة:
"بجدية! ناتاليا... لقد كُنت قلقة عليك حقًا! كيف أصبح الطعم أرجو أن يكون صالحًا للأكل!"

قالت مبتهجة متجاهلة آخر ماقلتهُ، هيَّ تعرف أنها ليست طاهية!:
" أصبح الأرز ناضجًا حبة الأرز ليست قاسية أولزجة وملحه سوّي! الكاري بلحم البقر ناضج وطعمه لذيذ لكن مايزال يحتاج للمزيد من الوقت وأعددت بعض المعجنات لكن أشعر أن الطعم خفيف!"

"واه! كم مرة طبخت الوجبة؟" قلت باعجاب!

حركت بعض الأواني المتسخة ووضعتهم قرب المغسلة وهي تجيب:
"في الواقع لقد أصبحت حبة الأرز قاسية فأعدت اعداده من جديد! يبدو أنني تسرعت بوشله!"

توجهت نحو الغاز لتحرك الكاري قليلًا، نظرت للأرز الذي كانت تضعه في وعاء كبير وأنا أقول لها:
"لما لم تضع كوبين من الماء معه ؟! إذا فعلت فسينضج الأرز ببخار الماء على نار هادئة!"

أوقعت المغرفة وهي تقول بخيبة أمل:
"لمَ لم تخبرني جدتي بذلك؟!"

قلتُ بعدم تصديق:
"ألم تخبرك؟ إعداد الأرز أبسط ما يكون ولا يحتاج الكثير من الجهد!"

عاد جوان من غرفتهُ بعد أن غير ثيابه وهو يقول:
" أختي هل تحتاجين المساعدة مع الأواني المتسخة؟!"

"ستكون مساعدة كبيرة منك جوان!"
بدأت بالترتيب وأنا أجمع الأواني والأدوات المتسخة لأخي وهو يغسلهم وناتاليا ترتبهم في مكانهم بعد تجفيفهم...

ثم مسحت السطوح المتسخة وحين انتهينا غسلت الأرضية ومسحتها فعاد مطبخي كما أعرفهُ!

خرجت من المطبخ وجلست بجانب أخي متقابلة مع الأخرى
"ناتاليا... من أين أحضرت الأرز؟ لقد نفذ صباحًا!"

كانت تعبث بالتاب الخاص بها وهيّ تغوص في العالم الآخر مجيبة:
"لقد اشتريته كيس ثلاثة أكيال من المجتمع مع اللحم والخضروات قبل قدومي الى هنا! وضعت ما تبقى
من اللحم والخضروات في الثلاجة فقد اشتريت زيادة لأجل الحيطة!"

"الحيطة؟!" قلنا أنا وأخي في نفس الوقت ليكمل جوان ببرود:
"من الجيد أن يعرف المرء حدود امكانياته!"

ضحكت ناتاليا ضحكة مصطنعة بصوت مرتفع "هاهاها!"

لأقول وأنا أغطي وجهي بكف يداي:
"ماذا أفعل بكل هذا اللحم! فقد اشتريت مايكفينا أربعتنا ليومين ولم أتوقع أن تكوني قد اشتريت بعضه أيضًا!"

سألت ناتاليا بوجه مظلم :
"أهذا يعني أن اللحم الذي أبقيته بالثلاجة يكفي ستة أيام؟!"
عقدت حاجبي لتكمل بملامح فارغة:
"لقد وضعت ثلث الكمية التي اشتريتها مع الكاري!"

أوقع أخي هاتفه وهو غير مصدق ليقول بصدمة:
"كم وضعت؟!"

لم أنتظر بل انتفضت لأفتح طنجرة الطبخ التي طبخت ناتاليا الكاري بها وأنا أستكشف محتواه لأصعق بالكمية المطبوخة!
كان أخي قد لحق بي ووقف خلفي ليعطيني المغرفة، فأخذتها منه وبدأت أحرك الكاري بصدمة!

"ماذا نفعل بهذه الكمية الكبيرة!" قال أخي ببرود...

قالت ناتاليا باحراج:
"مع أنني اتبعت الوصفة التي أتيت بها من الأنترنت..."

"لابأس ناتاليا! لابأس... ليست مشكلة كبيرة!"
قلت في محاولة فاشلة لتهدئة الجو

في حين أحضر أخي وعاء وأخذ المغرفة مني وسكب القليل فيها ليتذوقه ليقول بعد أخذ بضعٍ منه:
"على الأقل طعمه ليس سيئًا! ولن نضطر لرميه!"

دست على قدم أخي وأنا أنظر له بحدة في حين أدرك ما قاله فعدل كلامه:
"أقصد سنأكله كله حتى التخمة فهو لذيذ!"

اقتربت ناتاليا منا ووقفت متقابلة معي وأخي وهي تغطي فمها بكلتا يديها متأثرة وكادت تدمع من الفرح مرددة:
"جوان مدح طبخي!"

ضمت جوان بقوة وهي تقول أول مايأتي في بالها من كلمات شكر وما شابه وكان أخي يحاول التخلص منها سدى!

"تهانينا ناتاليا فقد مدحك جوان توًا!" قلتُ ممازحة...

أتمنى... أن تستمر حياتنا ممتلئة بحبنا لبعضنا البعض مع الكثير من السعادة والذكريات المُبهجة!






* تاكامورا *


"لقد جهزت العشاء...
نحن ننتظرك!"

ماهذه الرسالة الغريبة؟ أبدأت تتحكم هذه الفتاة بي؟ تسحبني خلفها متى تشاء وحيث تريد...

خرجت من العمل والسماء تتلبد باللونان البرتقالي والأحمر، لقد كُنت مرهقا من البحث والخيبة

لا شك أن المصدر للمعلومات مخطئ، فأنا لم أجد ما يثبت صحتها ولم يبق لي الكثيرمن الوقت فخلال أسبوعين لا غير،
سيتم اعفائي من القضية لعدم ايجاد ما يثبت صحة الإبلاغية التي وردت المركز...

وصلتُ للشاطئ وكانت السماء الصافية تعج بالنجيمات ضغطت الجرس ففتح جوان الباب مرحبًا بي
"أهلًا بك... تفضل بالدخول!"

دخلت وأنا أخلع حذائي قائلًا:
"عذرًا على الإزعاج!"

جلست مع جوان في غرفة الجلوس وسرعان ما أتت الآنسة ياجيما وكانت تحمل معها عصيرًا مُثلجا فقدمته لي قائلة بابتسامة عريضة:
"أهلًا بك تاكامورا! العشاء جاهز سنقدم الطعام بعد دقائق!"

"أعتذر على التطفل... خذي وقتك رجاءً!"
كنت مترددًا بالقدوم! ولكنني لم أتوقع أن تأخذ ناتاليا كلامي بجدية!
لقد كُنت أمازحها وأحاول القول بطريقة غير مباشرة أن لاتدعو الناس لبيوت الآخرين متى ما شاءت ولكنها أخذت مفهوما خاطئا من كلامي معها ذلك اليوم! وها هي تدعوني لبيت صديقتها مجددًا!

كان جوان يرمقني بنظرات باردة، وحين أطال النظر نحوي سألته بصوت متوسط:
"ماذا هناك يا جوان؟"

أجاب وهو يتكئ على الأريكة بكسل:
"لقد جعلت الفضائية ناتاليا تطبخ لأول مرة مع أنني بصراحة كنتُ يائسًا من أن أشهد يوما مماثلا!
أنا معجبٌ بك!"

الفضائية! ماذا به؟ ارتشفت من العصير الذي قُدم لي وأنا لا أفهم ماذا يقصد بكلامه...
"منذ متى تعرف ناتاليا؟"

أجابني وهو على حاله:" طوال حياتي! كما لو كانت تعيش معنا! أقصد أنني لا أذكر إن مر يوم ولم تأت فيه لبيتنا! لذا الأمر أشبه بأنها تعيش معنا..."

هذا يفسر لما لم تفهم تلميحي! فبالنسبة لناتاليا، هذا المكان يشبه بيتها!

حاولت النظر خلفي حيث يقع المطبخ المفتوح لرؤية ما يفعلون حين وصلتني رائحة كاري قوية ليقول جوان بشبه همس:
"لا تقلق لقد تذوقته! الكاري الذي أعدته لذيذ!"

"مع أني لم أسأل! لكن يريحني معرفة ذلك!"
قلتُ بصوت منخفض بيني وبين جوان لنكمل بنفس النبرة:
"ربما أنت لا تعرف ناتاليا، لكنها تنافسية في كُل شيء! وحين تقرر فعل أو معرفة شيءٍ ما، فإنها تبذل كل جهدها وأكثر! لطالما كانت كذلك."

"لماذا تقول لي ذلك؟!"

"لكي تعرف مع من تتعامل وحسب!"

أعرف مع من أتعامل! الطفلة البكائة التي تبكي لأجل أبسط الأسباب، الفتاة الشابة التي تبكي لسبب تافه
كما حدث معها هذا الصباح، لاتحتاج لأن تعرف عنها سوى كم هي انسانة رقيقة المشاعر!
"صحيح جوان، ماذا كُنت تفعل في المبنى الخامس وقت الغداء؟!"
لقد كان مصدومًا ولم أفهم لما، لحين أدركت بأنه لايعرف أنني كنتُ ذلك العامل الذي صادفه وقت الخروج..

تجمد للحظات قبل أن يجيب بتوتر:
"لقد نسيت كتاب الكمياء في المختبر لذا... أكان ذلك أنت؟"

"هكذا اذًا! لم أنتبه لذا لاتخبر أحدًا لو سمحت!"

"لابأس! لم اتوقع أن يكون أنت أبدًا، تنكرك متقنٌ حقًا!"

"شكرًا لك... لكن كيف دخلت للمبنى!"

"أنا ممثل الصف كما تعلم، لذا..."
تجمد فجأة.. كانت حدقتاه متوسعة لبعض الوقت ليقول بحذر
"من باب الفضول... لماذا أنت في المدرسة؟"

"أتحرى وحسب!"..
قاطعت حديثنا ناتاليا وهي تظهر أمامنا فجأة بمئزر الطبخ وترفع شعرها للأعلى: "مرحبًا!"

لفتت انتباهنا فنظرنا نحوها وهي تكمل:
"لقد أصبحت طاولة العشاء جاهزة! تفضلا رجاءً!"

لقد كان العشاء بسيطًا ولذيذًا بشكل غير متوقع!
"أحقًا هذه أول محاولة لكِ؟"

كانت تبتسم برضا وهيّ تسمع مديحنا على العشاء الذي قامت بطبخه، وهي تجيب بإبماء وحسب...

يالها من فتاةٍ بسيطة!
كنا أنا وجوان نجلس بجانب بعضنا والفتاتان تقابلاننا، افتقدتُ شقيقة ناتاليا الصغرى فقد كانت دائمًة الجلوس في الصالة وهي تدرس بجد جلي...

بقي الصمت يعم الجو العام فلا تسمع سوى صوت الملاعق ومضغ خفيف،
كسرت ياجيما الصمت وهيّ تسأل الأخرى:
"صحيح... أين ذهبت قبل القدوم الى هُنا؟"

رفعت عيني فتقابلت عيوننا للحظة حيث كانت تقابلني تمامًا لتجيبها بابتسامة:
"هربت من المدرسة!"

قالت ياجيما بسخرية واستفزاز:
"ماهذا ؟ لم أكن أعرف أنك قد تجيدين استعمال مثل هذه التركيبة! أعني هربت ومن المدرسة؟"

ضحكت ضحكةٍ مُصطنعة وهي تُجيب:
"هاهاها... خافوا من قدرات ناتاليا المخفية!"

أدخل جوان نفسه قائلًا ببرود:
"المخفية أم الفضائية؟"

سألت بفضول:" فضائية؟"
ولم أفهم لما ولكنه وشقيقته بدآ بالضحك وهما يخفيان وجهيهما عني، نظرت نحو المعنية و إذ بها تناظرهما ببرود

وحين لاحظتني وأنا أراقبها أدارت وجهها نحوي قائلة:
"لا تسألني فأنا بريئة!"

نظرت نحوهما مجددًا وهي تكمل ببرود: "هذا ليس مضحكًا حتى!"

رفعت الملعقة وبدأت تكمل طبقها في حين استمر جوان بالضحك ساخرًا منها والأخرى تشير له
برفع حاجبها وهز رأسها مشيرة له بالتوقف...

بعد العشاء جلسنا نتحدث بأحاديث مختلفة وأتت ناتاليا بسيرة تاكيتشي فجأة حين قالت:
"أيمكن أن تخبرني في حال أقام تاكيتشي ايشينو معرض آخر؟! سيسعدني رؤية المزيد من أعماله!"

"بالتأكيد لا مانع بفعل ذلك! فقد قال لي بأنه سُعد بسماع مديحُك له!"

ابتسمت برضا في حين سأل جوان:" ومن يكون؟"

وقبل أن أجيب قالت ياجيما: "مصورٌ مشهور!"

استغرب جوان وقال:" مشهور؟! لم أسمع به!"

قالت ناتاليا باستغراب موجهة كلامها لجوان:
"ماذا! أنسيت لوحة نُجيمات الشفق التي رسمها والدك قبل ثلاثة سنوات؟
لقد كانت مقتبسة من أحد صوره!"

لتكمل ياجيما:
"لقد كانت الصورة الموقعة هدية من والد ناتاليا فقد أعجبت والدي حين ذهب لمعرض النُجيمات فأهداها لأبي بمناسبة فوزه بالمركز الثاني في مسابقة رسمٍ على مستوى القارّة..."

استغربت بسماع ذلك! لم أكن أعلم بأن والدهما رسام بتلك المهارة!

"والدُكما كان رسامًا؟!" سألت بعدم تصديق...

ابتسمت ياجيما وقالت بفخر:" أجل... فوالدي يكون سويتشيرو توشيري."

لقد حدثني عنه تاكيتشي مرة... هذا مفاجئ حقًا!
"تلك اللوحة أقصد نُجيمات الشفق، أهي لديكِ؟"

أجابت وهي تفكر:" أعتقد أنها موجودة في المرسم أو غرفة تخزين اللوحات الخاصة بأبي!"

ثم أضافت بشيء من الاستغراب:" لماذا تسأل عنها؟"

"بصراحة، أعتقد أن تاكيتشي سيسر برؤية اللوحة! هل تسمحين بذلك؟"

قال جوان مستفسرًا:" هل تعرف المعني؟"

أومأت برأسي لتردف ياجيما بسرور:
"لابأس سوف أجهز اللوحة ليراها صديقك! أنا واثقة بأنه سيسعد برؤيتها! كُنت لأسر لو كنت في مكانه."

"اذا لم يكن لديك مانع سأحصر معه في عطلة نهاية الأسبوع!"

قالت ناتاليا بسعادة وهي تُشير لنفسها:
"اذًا سأحرص بأن أكون معكم حينها!"
بسيطة وفضولية .. ماذا بعد؟...

كُنت أهم بالخروج حين رأيت ناتاليا وهي تجمع اشيائها وتنضم لي قائلة:
"سأكون ممتنة اذا أوصلتني معكَ!"

-:" ولما يجب أن أفعل؟"

قالت بإلحاح:" هاه ... أنت لن تترك آنسة تعود وحدها في هذا الوقت المتأخر!"

-:"وهيروشي؟"

قالت ببرود:" انتهت ايام الدلال والرخاء!
فلاشك بأنه مع زملاء العمل الجدد يقيمون حفلة تعارف في مطعمٍ ما!"

فتاة ذكية! أنا واثق بأنه كذلك فعلًا فهذه عادات لاتتغير بين موظفي الشركات عادةً...

استسلمت وأنا أشير نحو الباب قائلًا:" تفضلي اذًا!"
طريقنا ذاته على أي حال...

أحضرت ياجيما علبة طعام متوسطة مُغلقة بإحكام وقدمتها لناتاليا قائلة بشيء من المزاح:
"لقد وضعت نصف ماتبقى، خذيها معك ودعي عشيرتك... أقصد جدتك تتذوق طبخك لتطير من السعادة!"

أخذت العلبة متجهمة الوجه وهي تقول:" مع أني اتبعت الوصفة حرفيًا!"

ركبنا في السيارة في حين ودعانا ياجيما وجوان... حركت السيارة وأوصلت ناتاليا لبيتها،
استوقفتها بعد أن ترجلت من السيارة، ثم فتحت حقيبة السيارة وأخرجت الصورة المؤطرة باطار أسود مع نقوش فضية وقدمتها لها قائلًا:
"لقد قال تاكيتشي بأنك ستسعدين بها فقد بدا بأنها حازت على اعجابك!"

بدأت بتلمس الفتى الذي يتوسط الصورة بيدها وهي تجيب مبتسمة:
"لطفٌ منه!"

"لاتفهمي خطأ، هذه هدية مني وليست منه... لقد دفعت ثمنها!"

رفعت وجهها ببطء وهي تظهر شيئا من الصدمة لتبتسم لي ولم أفهم لما تبتسم كثيرًا!
"أعترف بأني كُنتُ مترددًا ولكن لقد نسيت ذلك الآن! أرجو أن تُعجبك."

رفعت اللوحة لأقدمها لها وكانت تمسك أكياس التسوق وحقيبتها المدرسية والكاري الذي أعطتها لها ياجيما سابقًا
نظرت للصورة التي بدت كبيرة وثقيلة بإطارها ومن ثمة نظرت لها:
"إذا كُنت لاتمانعين، سأدخل اللوحة لكِ!"

ارتبكت وهي تدور وتنظر حولها لتقول بابتسامة:
"سأتعبك بذلك بعد اذنك!"

فتحت الباب بمفتاحها الذي يتضمن عدت مفاتيح في علاقتها التي يتدلى منها أرنب وقطة صغيرة..
أشارت لي بالدخول بعد ذلك وكان المدخل مذهلًا خلعت حذائها ففعلت المثل، أعطتني نعلا أبيض اللون
من الذي يستعمل داخل البيوت وأخرجت نعلا يغطيه الفراء الكراميلي الفاتح على شكل قطة وارتدته لندخل...
وضعت علبة الطعام على طاولة عند مدخل المطبخ قرب السلالم ثم صعدنا الأدراج وهي تستطلع المكان
نظرت نحوي وهي تقول:
"يبدو أن والداي ليسا في البيت بعد! أبي يعمل في الشركة لوقت متأخر في العادة وأمي لديها محاضرات ليلية اليوم! تعرف للطلاب المتأخرين وماشابه!"

كان البيت هادئا بشكل مريب! لم أتوقع أن يكون منزلهم بهذا الحجم أو التصميم الملفت للناظر!
"أعتذر عن فرض نفسي!"

ابتسمت وهي تفتح باب غرفتها بمفتاحها الخاص وهي تقول بسخرية:
"لا.. لا بأس... ! تفضل بالدخول!"

أيحق لي بالدخول لغرفتها! نظرت حولي بتردد.. كان يجب أن أترك اللوحة عند المدخل!

دخلت غرفتها وما إن فعلت شعرت بشيء من الدهشة كأنني دخلت لعالمٍ آخر! فقد كانت غرفتها مليئة برفوف كتٌب في الجانبين وكأنها مكتبة!

تزين بعض فراغاتها بالدمى المحشوة من الأرانب والقطط!
والسرير في الزاوية قرب النافذة وبجانبه مكتب دراسة وحاسوب محمول على جانب المكتب...

كان اللون البني بتدرجاته قد طغى على ديكور الغرفة! كُنت مأخوذا بجمال الغرفة!

اتجهت ناتاليا نحو مكتب دراستها وهيّ تقول:
"لابأس بتركها حيث تشاء.."

تركتها بجانب رفوف الكتب القريبة من مدخل الغرفة:
"أعتذر عن فرض نفسي، أرجو أن لا أكون أزعجتك أو ما شابه!"

وقفت مكاني وأنا لا أعرف كيف أخرج، الى أن اتجهت ناتاليا نحوي وتجاوزتني بابتسامة...

تبعتها في نفس الطريق الذي أتينا منه قبل قليل وحين كُنا ننزل الدرج التفتت نحوي وهي تقول:
"أتشرب شيئا؟"

-:" لابأس، سأغادر وحسب:!"

-:" لا تقلق فجدتي نائمة الآن! لا تقلق بشأن ماقلت كُنت أمزح فجدتي ليست خطيرة!"

-:" أي شيء بارد اذًا! ستكون فظاظة مني رفض دعوتك وأنا في بيتك!"

ابتسمت وهي تشير لطريق المطبخ، كان قريبا من السلالم التي تتوسط البيت ليقسم الطابق لصالتين!
فتحت الثلاجة وقدمت لي عصير الكرز في كأس كريستالي طويل نسبيًا مع قشة كريستالية،

كان المطبخ ذا تصميم جميل للغاية، بئّن مدى رُقي عائلتها!

كانت تتحدث عن اللوحة ولم تتوقف عن المدح والامتنان في حين كُنت شاردًا بالنظر في عينيها، كيف تبدو حين تكون سعيدة ومُتحمسة تجاه شيءٍ ما!
فحينها يتوسع بؤبؤيها بطريقة تظهر مدى صدق كلماتها!

دخلت فتاة شابة تحمل صينية خشبية تتوسطها فناجين شاي مستعملة وهي تنظر نحونا بصدمة!
نهضت ناتاليا قائلة:" أموري؟ ألم تغادري بعد؟"

وضعت الصينية جانبًا وهي تقول:" كُنت مغادرة!"

-:"شكرًا لعملك الجاد!"
وضعت المعنية الأكواب في غسالة الأطباق ومسحت الصينية لتضعها في أحد الأدراج ومن ثم غادرت!

-:"لديكم خادمة حقًا!"
التفتت نحوي لتقول بحرج:
"يمكنك القول أنها ممرضة أكثر من خادمة! فهي تساعد وتهتم بجدتي، فجدتي كبيرة في السن وتحتاج للرفقة،
بسبب انشغالنا طوال النهار بالعمل والدراسة... يعني عملها الأساسي ليس التنظيف أوالطبخ."

نظرت نحو الكأس وأنا شارد الذهن، ارتشفت المزيد منه ثم نهضت وأنا أستعد للمغادرة....
رافقتني نحو المدخل وهي تقول:
-:" لقد أتعبتك اليوم كثيرًا، أرجو أن لا أكون أزعجتك أو فرضت نفسي!"

-:" لابأس، لم تفعلي!"

-:" لقد استمتعت اليوم كثيرًا، شكرًا لأنك أتيت لتناول العشاء الذي أعددته رغم الاحتمالات السلبية لكوني مبتدئة وهكذا...
عنى ذلك لي كثيرًا."

كنا قد وصلنا لحيث سيارتي، كان يجب أن أخبرها ذلك...:
"لقد فاجئتني كثيرًا! بالكاد أصدق أنها أول مرة لكِ!"

-:" تاكامورا..."

-:"......"

-:" شكرًا لك..."

-:" أتقصدين اللوحة؟ لقد شكرتني ألف مرة بالفعل!"

-:" لا ليس لهذا... بل لأنك تجعلني أتعرف على نفسي أكثر!"

كانت تبتسم ابتسامة حزينة، رغم أنها بدت سعيدة طوال الوقت! بدأت أفهمها أكثر،
بسيطة، فضولية وحساسة... ألايزال هنالك المزيد؟



*يتبع*




السلام عليكم، كيف حالكم؟
الفصل ذا فصل حصري، مسبق ونشرته بأي منتدى، كحال الفصول المقبلة....
حاليا ابذل جهدي لانفذ وعدي لنفسي بانهائها خلال هل سنة حتى اني امتنعت عن كتابة اي مقطع من اعمالي الآخرى☹️❤
وش رأيكم بالفصل؟ اي ملاحظة، نقد أو استفسار؟
في رعاية الباري للخميس الجاي





 
 توقيع : فِريـال



رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ليلة القدر خير من الف شهر ألكساندرا دين الرحمة 5 04-05-2022 02:22 PM
⋆ ألماسي : الأحمر هو لون القدر| Akagami no sherayuki-hime ASAWER صور الأنمي 9 05-11-2020 08:03 AM


الساعة الآن 09:58 AM