هي دوماً بتوفيق الله

@جلنار | Gulnar;

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانا أخوين متحابين.. مختلفين في شخصيتهما..
فأحدهما ذو شخصية قوية منطقية موزونة..
يتحكم في الأمور بعقل واع بعيداً عن العاطفة..
أما الآخر فهو يسير بغير هدى.. ويعيش حياة صاخبة..
فالنوم عنده يتجاوز المعقول.. كما إنه لا يلتزم بالطريقة السوية..
الأول يعمل ويحقق نتائجاً إيجابية..
والآخر لا يعمل ويعتبر عاملاً سلبياً..
واستمرت الحياة بين الإثنين..
ولم يحاول الأول أن يبذل مجهوداً في تصحيح مسار أخيه..
وصلت الأمور لدرجة القلق..
فاقترح الأول أن ينفصلا في العمل..
تم ذلك بهدوء..
تحصل كلاً منهما على نصيبه..
بدأ الأول يعمل بنصف الثروة.. فاضطر إلى الاستدانة من الموردين والتمويل من البنوك..
ولكنه لم يوفق كما كان.. وبدأ عمله في التراجع..
أما الثاني.. فقد أفاق من غفوته.. وبدأ يعمل بطريقة جادة.. ملتزماً بقواعد أخلاقية في التعامل..
ونجح.. وبسرعة حقق نتائجاً إيجابية..
واذدهرت أعماله.. وبنى ثقة في الأسواق..
طلب الأول أن يعودا كما كانا..
لم يمانع الثاني.. ولكنه اشترط عليه بألا يعمل غير معه.. وألا يكون له عمل آخر..
وأن يسمح له بأن يعمل عملاً آخراً غير عملهما..
بدأت شركتهما في العمل.. وحققا نجاحاً معقولاً..
إلا أن الثاني بعمله المستقل تجاوز شركتهما حتى أصبح أكثر ثراءً وفعالية عن ذي قبل..
مرت عليهما أعوام.. الشركة تتقدم وتنمو ببطء..
والمستقل الثاني يتقدم بسرعة أكبر..
اجتمعا ليتباحثا في المستقبل..
قال الأول لماذا لا ينضم بعمله في الشركة ويصبح الثاني رئيساً لها.. ويعمل الأول فيها تحت إمرته وبراتب شهري..
اتفقا.. فأصبح الثاني يملك 65% من الشركة.. في حين يملك الأول 35% منها..
وانقلبت الموازين..
قال الأول.. إنك رجل محظوظ.. وموفق.. ولم أستدرك ذلك إلا عندما عملت منفرداً..
فوجدت أن وجودك هو حظ العمل.. وأنك وجه الخير..
أما الثاني.. فقد اعترف بقصوره السابق معتمداً على أخيه.. وعندما أخذ حصته.. أفاق من اعتماده عليه..
وقال له.. المسألة ليست بالقوى العقلية والعمل والجهد.. ولكنها دوماً بتوفيق الله..
بعد خروجي من شراكتنا.. أخذت قراراً.. بأن أعود إلى الله بصدق..
فعملت على مواساة أفراد عائلتي القريبة والبعيدة..
وأكثرت من الاستغفار.. ففتح الله علي رزقاً وعطاءً..
فأكثرت من الشكر..
ولم أعتمد أبداً على قدرتي.. وإنما دوماً أعتمد على الله..
فلا أقوم بعمل إلا وقبله استخارة..
وقال له.. يا أخي أنت أكبر مني سناً.. وأرجح عقلاً.. وأقوى عزيمة.. وأشهد لك بذلك..
ولكن التقوى لا يسبقها شيء..
والله غالب على أمره..
أحسن كما أحسن الله إليك..
وحب لأخيك ما تحبه لنفسك..
وأكثر من الاستغفار..
واعلم يا أخي أن الله يبدل السيئات حسنات..
فتركت سيئاً وتاب الله علي.. فثَبتُّ..
وأرجو من الله القدير.. أن يقبل توبتي.. ولا تكون الدنيا أكبر همي..
وفقك الله.. فقد جعلك الله سبباً في عودتي..
ولك ما لي.. وعليك ما علي..
واحفظ قوله تعالى.. "وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ"..
حعلها الله في أيدينا.. ولا يجعلها في قلوبنا..
تَصدَّق فإن الصدقة باب العفو وقبول التوبة..
جعلنا الله من الأخلاء المتقين..

في أمان الله