آنا والإثنا عشر صوتاً !

اللحظة التي قد تشعر بها بالاكتئاب لسبب ما
لا يمكنك تحديده ، ولا تعرف سببه المفاجئ
بأن تصحو بمزاج معكر لا رغبة لديك في شيء
ولا قدرة للمجاراة، أفهمك جيداً ...
إنها لحظة هبوط نظامك الترتيبي داخل نفسك
ستتحرر جميع الأمور التي سجنتها متخطياً إياها
ستهاجمك بكثرة دفعةً واحدة، كل ما كنت تحاول تجاهله
يومك مبعثر إلى ان تعيد نظامك وترتيب نفسك من جديد

حسناً، شعوري في هذه اللحظة لا يمكن وصفه!
استيقظت في الثانية بعد منتصف الليل ، لا لسبب
فقط التعب هو من يفتعل ذلك، عل كلٍ توجهت ناحية القرص الصلب جانباً
حيث أقوم بتخزين سيرتي اللابتوبية وكافة الأمور التي تخصني ضمن مجلد
باسم " سارة " أجريت النقل للحاسوب الجديد، أخيراً استقلال كما في أيام عيون العرب
تفقدت الملفات إن كان تم نقلهم جميعاً بشكل سليم، استوقفني ملف واحد باسم " سكرين"
لم أكن أعلم بأنه سيسرق مني الكثير من الوقت حال دخوله ! وفي كل صورة كنت أتخطاها
اتنهد للمرة التي لا أعلم كم ، كنت ابتسم نعم .. لكن التنهد كان يأخذ القسم الغالب من حالتي
كيف يغيرنا الوقت بهذا الشكل ، كان الزمن يجعل كل شيء جميل ينجرف من بين أناملي كالتراب!
مهما قبضت يدي عليه! .. يستمر بالانسياب .. ولا يبقى لي سوى حبات رمل مبعثرة براحة كفي
تحرق! تخدش! عكس نعومة وروعة ملمسها سابقاً في وقت تجمعها ! يالها من دنيا عجيبة
وواه كم كَبرت ! أشعر بأن ذاكرتي هَرمت ! ولم أعد أألف الأماكن ولا حتى الأشخاص
هه كحال جدتي حينما أصابها الزهايمر وبقيت عالقة في الماضي، قد تلفظ أسماء غير موجودة
وغير مقتنعة تماماً بأنها اسماء انقرض حضورها، قد تخلط بيني وبين شخص آخر قد تغير عليها تصرفاً
لكن معاملتي معها ربما كانت مشابهة لذاك الشخص، فنسبت الاسم والمكانة والروح لي!
لا أدري عما أثرثر في آخر الليل .. لطالما كان اللابتوب يجعلني أتمتم بكلام غريب لوقت طويل
دون شعور ...


-

انا في الثالث والعشرين من العمر في الحياة الواقعية
لكن في الواقع الأفتراضي .. اعتقد أني بآواخر الآربعينات

في ديسمبر تنتهي كل الأحلام
وفي يناير نبدأ بحلم جديد ...

يا لطيف تلطف فينا يارب
دقائق من رهبة ورعب!