تمت أول عملية تصوير فوتوغرافي ناجحة على يد
إل جيه إم داجير في عام
1838،
بعد
وفاة جورج واشنطن وقبل أن
يصبح لنكولن رئيًسا للولايات المتحدة .وقبل هذا الاختراع،،
كان الناس
مضطرين للاعتماد على الرسامين لرسم صور المشاهير.
التقط داجير
أوَل صورة فوتوغرافية له باستخدام »
كاميرا مظلمة«، وهي في الأساس
صندوٌق في
أحد أطرافه عدسة ولوح من الزجاج اُلمصنَفر حيث تركزت في
بؤرته الصورة.
وقد
اخِترعت تلك الكاميرا المظلمة قبل ذلك بقرون عديدة ؛ فقد
وصف ليوناردو دافنشي
واحدة من تلك الكاميرات قبل عام
1519، وفي عام
1573 صحَح
إي دانتي الصورة
المقلوبة
بوضع مرآة خلف العدسة.
لويس داجير
ويعرف ايضاً بأسم إل ام جيه هو
كيميائي ورسّام فرنسي وُلد عام
1787م بالقرب
من باريس في فرنسا،
تدرب في الهندسة المعمارية والتصميم المسرحي
والرسم البانورامي على يد
بيير بريفوست،
أول رسام بانورامي فرنسي ،
وأصبح بارعًا للغاية في الخدع المسرحية (المؤثرات الخاصة)، وأصبح مصممًا مسرحيًا مشهورًا
، وبعد ذلك
بدأ بتصميم الديوراما، الذي افتتح في باريس في يوليو عام
1822.
وفي
الثلاثين من عمره
اخترع طريقة لعرض اللوحات الفنية مستخدماً
أسلوباً معيناً في الإضاءة، وعندما كان مشغولاً بهذا الفن حاول أن يجد
طريقة لنقل مناظر الطبيعية
بصورة آلية - أي تصويرها وليس رسمها.
جاءت
محاولاته الأولى من أجل اختراع كاميرا
فاشلة تماماً وبعدها
اختراع أول عملية تصوير فوتوغرافي والتي عُرفت بإسم
الداجيروتايب ، وتوفيّ لويس
في عام 1851م.
أبرز أعماله كانت تعاونه مع المخترع جوزيف نيبس على تطوير التصوير الفوتوغرافي
في أيام داجير، كان الناس
يستخدمون تلك الكاميرا
المظلمة
في تصوير الأجسام والمشاهد بوضع
لوح من الورق الرقيق فوق اللوح الزجاجي.
ِمن
أوائلَ مْن حاولوا »تثبيت« صورة تلك الكاميرا
رجٌل فرنسي آَخر يُدَعى
جيه إن نيبس . استخدم نيبس مادة تسمى
القار أو »بيتومين أوف جوديا« ، التي ازدادت
عدم
قابليتها للذوبان في مذيبات معينة بعد التعرض للضوء، و بهذه الطريقة حصل بشكل
أو بآخر على
صورة دائمة من الكاميرا المظلمة في عام
1822 تقريبًا. وربما كانت هذه
أول صورة فوتوغرافية في العالم، لكن المنتج
لم يمكن مرضيًا ولم يكن الإجراء عمليًا.
صورة أولية الت ِقطت بالطريقة الداجيرية على يد داجير نفسه في عام 1838،
باسم »منظر لجزيرة إيل دو لا سيتي مع كاتدرائية نوتردام«، وقد أرسل
داجير صورة مماثلة إلى إمبراطور النمسا
في تلك الأثناء، كان داجير
يُجري تجارب على أملاح الفضة المعروفة بأنها
حساسة للتحلل
بالضوء، وعندما علم
بعمل نيبس، اتصل به وكَونا شراكة مًعا ، لكن نيبس
مات بعد ذلك
بفترة قصيرة في عام
1833 وواصل داجير العمل بمفرده، إلا أنه ارتبط بالتزام مادي
مع
ابن نيبس ويُدَعى إيزدور. أَعد داجير
ألواًحا من النحاس المطلي بالفضة مصقولة جيًدا،
وعرضها لبخار اليود الذي أنتج طبقة رفيعة من
يوديد الفضة على السطح. وباستخدام
الكاميرا المظلمة، عرض تلك الألواح للضوء ؛ مما أدى إلى إنتاج صورة
باهتة. جرَب داجير
عدة طرق لتكثيف شدة تلك الصورة لكن
دون جدوى. وفي أحد الأيام، وضع لوًحا
سبق أن
تم تعريضه للضوء ولم تكن به سوى صورة باهتة في
خزانة تحتوي على مواد كيميائية
متنوعة، وكان ينوي تنظيفه لإعدة استخدامه من جديد. وبعد عدة أيام، أخرج داجير
اللوح واندهش حين رأى
صورة قوية على سطحه. كانت تلك هي المصادفة. والآن نظًرا
لهذا الاكتشاف الذي جاء نتيجة »
الفطنة« التي كان يتمتع بها داجير و »عقله المستِعد«،
استنتج داجير أنه لابد من
أن مادة كيميائية واحدة أو أكثر في الخزانة قد كثفت شدة
الصورة؛ لذا، كان
كل يوم يُخرج مادة كيميائية ِ من الخزانة ويضع في الخزانة لوًحا
من يوديد الفضة الذي سبق أن تم تعريضه للضوء. وعندما أخرج
كل المواد الكيميائية،
كان تكثيف شدة الصورة لا يزال يحدث! وبفحص الخزانة،
وجد قطرات قليلة من الزئبق
على أحد أرففها وقد انسكبت من ترمومتر مكسور ؛ فاستنتج أن
بخار الزئبق
هو المسئول عن تكثيف شدة الصورة، وسرعان ما أثبت ذلك عن طريق التجربة،
وكانت النتيجة هي الطريقة »
الداجيرية« في التصوير الفوتوغرافي. ومنذ ذلك
الحين فصاعًدا،
أنتج المصورون الصورة الكامنة بوضع
لوح معرض للضوء على
كوب من الزئبق المسَّخن إلى 75 درجة مئوية تقريبًا. كانت الطريقة الداجيرية في
التصوير تنتج صورة فوتوغرافية
موجبة مباشرة. وكان الزئبق يتحد مع الفضة
العنصرية التي تتكون بفعل
التحلل الضوئي الكيميائي ليوديد الفضة في المناطق
التي تعَرضت على نحو عرضي للضوء،
منتجة مزيًجا ساطًعا. وفيدالمناطق التي
لم تتعرض للضوء، كان يوديد الفضة يُزال في مرحلة لاحقة من الإجراء.