••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


تعليمية | لأخطو نحوَ سطورِ الهوى~•

روايات الانمي_ روايات طويلة


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-2020, 03:45 PM   #1
ورده المودة
في جوار ربها ، اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها


الصورة الرمزية ورده المودة
ورده المودة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 104
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 المشاركات : 221 [ + ]
 التقييم :  277
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
تعليمية | لأخطو نحوَ سطورِ الهوى~•









في تشعباتِ اليمنةِ و اليسرة
و في تشوشات المرئي و اللامرئي
سأرى حقائق قد وهبت لي ..
فيا قدراً زينته خطوط سطور الهوى..
تغنَّى و ارقص على وتيرة أفكاري






الفصول


الفصل الأول
الفصل الثاني


-الرجاء عدم الرد-







 
التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 03-04-2020 الساعة 09:27 PM

قديم 03-01-2020, 03:45 PM   #2
ورده المودة
في جوار ربها ، اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها


الصورة الرمزية ورده المودة
ورده المودة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 104
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 المشاركات : 221 [ + ]
 التقييم :  277
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
•~لأخطو نحوَ سطورِ الهوى~•











هبات هواء تداعب روحها ، و همسات الواقع تتناغم بلحنها لتروي لها حكاية يومها...
حقا، هي ممتنة لنفسها التي رفعتها لقمم المكانة السامية...
انعطفت حيث تريد لينجلي عنها هم التأخير عن دوامها في الأسبوع الأول لها من تصديها للتعليم في هذه الكلية المرموقة...

وجهت وجهها يميناً و من ثم يسارا و بؤبؤيها الزرقاوان تحكي مخافتها ، هناك تهديد خطر لا تسلم منه يوميا...

ترجلت مغلقة باب سيارتها النيلية و بدأت تخطوا خطاها على وجل، و رغم كل احتياطاتها إلا أنها لم تسلم...

فذي هي تتزحلق من فوق تلك المادة اللزجة لتسقط جالسة فوق بقعة الوحل...

رصت على شفتيها و شدت على كفيها و هي تطلق صرختها التي تخللت جدران الكلية حتى الطابق الثاني ربما: سحقا لكم....

وجهت حدقتيها الواسعتان نحو زاوية صادة لتخاطب من تريد بتهديد مرعب لكل من يسمعه منها بالخاصة: أعلم أنكما مختبئان هناك ماكس و ديفيد ، صدقاني يتندمان على فعلتكما هذه...خاصة أنت ماكس....حسابك لدي ...

لم يجبها سوى الصمت ،فوقفت تدخل لحيث الغرفة التي تجتمع بها مع زملائها الذين رحبوا بها برحابة صدر ..
تخيل لحظة لقاءهم فقط تثير حماسها و تعيد نشاطها ..
إنها حقا شكلت معهم فريقاً من التآلف في مدّة بسيطة،و تلك نقطة في صالحها..
لاحظتها التي كانت تكاد تخرج من غرفة المعلمين الخاصة بهم،لتخرج شهقة تصدم من حولها و تشدهم للإنتباه لها فورا : إيييييه،ما الذي جرى لك ليفيان ؟!..
رفعت ليفيان كفها مشيرة بالنفي : لا شيء حقا، شقاوة ألئك الإثنان .. لقد وضعا خيطا دقيقا قرب بقعةٍ من الوحل لأسقط بها..
نهض من كان يرتب ملفاته على طاولته الزيتية التي تقابلهما مقطبا حاجبيه : تقصدين ماكس و ديفيد .. يكفي ، يتوجب علينا محادثة المدير بشأنهما .

رمشت تستوعب ما جره للغضب..لينطق بتلك اللهجة الناكرة لما يحصل فسارعت بردعه عما قد يسبب مشاكل لأخيها : لا بأس، أنا لدي طرقي لتأديبهما...لن يعدوا الأمر على خير...

نظر لها بإستخفاف و بدأ يستهزئ لوقفتها الواثقة : لنرى أيتها المعلمة المشاغبة.

أجابته بنظرة خاطفة مع ابتسامة شر لا تبشر بخير قبل أن تشير لها نينورتا بإتباعها : تعالي معي، لا يمكن أن تبقي هكذا عزيزتي.

~~

حاولت أن تظهر بشاشةً تعينها على كسب القلوب لتتوجه الأذهان نحو ما تنطق...

كبست زرَّ إظهار الشاشة اللمسية القابع في الجدار أمامها ، ثمَّ نطقت لأخيها الشارد بلعبته المجازية في زاوية الفصل : ماكس، هللاّ تركت لعبك لساعة الآن؟

لم يأبه حقاً ...بل ربما لم يسمعها ، فها هو يستمر بوجهٍ طفولي يتحرك تبعا لإنفعالاته مع اللعبة ...و كأنه طفل في السادسة من عمره...!
لم تترك إبتسامتها و لم ترتبك أو تغضب...
فهي فرصة إفراغ غضبها على متسبب الإزعاج لها طيلة الأربع و عشرون ساعة في الثلاث مائة و ستون يوما من سنتها..

خطت بوثوقٍ نحوه و نظرة التهديد تتوعد المزعج الآخر الذي يرمقها بشر...
و عندما وصلت المقعد الأخير ، مدت ذراعها نحو شحمة أذنه...لتجرَّها..!
أطلق صرخة تأوه نسبية و هو يرفع كفه نحو مصدر ألمه كردة فعلٍ فورية: تباً لك، ما الذي فعلته لك؟!

قالت و هي تضم على أسنانها المتراصة بترتيب : الدرس يبدأ من هنا، ما تعني كلمة لا ...
لم تجد منه غير نظرات الحقد و الإشمئزاز ، فتركته موجهةً سؤالها العامة من طلابها: حسناً، من يشرح لي..ما تعني كلمة -لا-؟
تجلت الحيرة مرسومة على الملامح و الهمسات بدت تعلوا بتساؤل...فما مغزى هذا السؤال؟!!
و هل كلماتها لأخيها المشاغب كانت تستهدفهم معه؟!
ثوانٍ من الصمت قادتها لتتنهد بقلة حيلة...

ثم تقول آمرة حولها الجالسون : كلٌّ يكتب على لوحته الإجابة، مهما كانت بسيطة و سخيفة ..أنا أريدها.

استجاب الطلاب لطلبها الذي لم يعرف له أساساً في فترة دراسة الأدب الكتابي و بسطوا الأكف بعد دعس الأزرار المتواجدة يسار مقاعدهم القهوائية على اللوحات اللمسية المائلة للزرقة الباهتة بغرض تعرف شاشة المعلومات على بصماتهم التي حجزت مكان معلومات الأذهان لأصحابها ...

كتبوا الأحرف لتظهر الكلمات كضوءٍ نير و ليفيان عادت لمكانها مظاهرة لوحتها هي الأخرى ..تلك اللوحة التي تصلها معلومات كل مقعد و بجانب الإجابة اسم الطالب ...

الإجابات تعددت ...

لا ، تعني النفي...
لا، تعني الإعتراض...
لا، تعني العدم ...

كانت تتمعن في الإجابات مع توضيحها حتى شقت إبتسامة
و هي ترى توصلها لإجابةٍ تراها المبتغى ...

لا ، تعني كلَّ شيءٍ بلا شيء ...!

رفعت رأسها مشيرة بسبابتها لصاحب الإجابة المكتسب برداء الغموض الهادئ: كارلوس ، أخبرني لم أجبت بهذه الإجابة ؟
خلخل أنامله بشعره الباذنجاني الفوضوي عكس طبعه : حسنا، لا لوحدها لا تعني غير لا ...

لكن عالمها يشمل قرائن توسع آفاقها...

كان جلياًّ تساؤل الأعين المنتصبة على المجيب ذاك ...
دوماً ما كان يفاجئهم بأجوبته الغريبة رغم مظهره اللامبالي و منظره غير المرتب...

و بين تلك النظرات لم تغفل ليفيان عن تهاون المزعجين بغية إثارة غضبها ...
كانت تقول بنفسها شيء واحد تكرره...
((ستريان...))

و سارعت بتطبيق ما بذهنها ...
فهذه المرة دور الآخر بالبداية...
مررت سبابتها على اللوح الظاهر أمامها و أمام الطلاب أجمع لتظهر جملتان بسيطتان...

-لا أريد-
-لا ينبغي عليك فعل هذا -
ثم صدح صوتها عالياً بنبرة جازمةٍ آمرة: ديفيد، أخبرني ما الفرق بين الجملتين ؟
بدى استهتاره واضحا و هو يشبك أصابعه خلف خصلاته الذهبية مجيباً بلهجةٍ خاوية من الإحترام و التنظيم: امممممممم...لم لا تسألي نفسك ليفيان، واضح...الأولى، لا أريد ...
و الثانية ، لا ينبغي عليك فعل هذا...
حوَّل خطابه لزملائه الذين عالجوا الموقف بالصمت: ...أليس ما أقول صحيحاً؟

كسرت لحظة انتصاره و الإبتسامة الضامنة بوقوف من أثر كلمتها اللحظة ...كلمة واحدة تصف أفضل ما يجب الآن...
" غبي."


شعرت بنجاح إصابتها مشاعره فها هو وجهه أيدى حمرة الغيظ و بانت شفتيه تفتح ليطلق عنان حروفه المهاجمة ...
إلّا أنها أوقفته بسبابتها: لا تنس كاميرات المراقبة عزيزي المشاغب ديفيد ، ستكون بمشكلة إن أظهرت حماقةً ما هنا .
تمتم بامتعاض بشتائمه الخفية عن المسامع ، لتنتقل هي لعملها جديّاً بنظرة أوحت الجو الدراسي الذي تهدف له: أليس لدى أحدكم فكرة عن الفوارق الظاهرة هنا .. ؟

رفع العديد أصابعهم بغية الإجابة ، و هي اختارت من ترى التزلزل ببؤبؤيها الكرزيتين : كرستينا ..أجيبي .
بلغت كريستينا ريقها و حاولت قتل جماح التردد و الخجل الذي يعيق مسيرة نجاحها ، و قد بترته بصوتها الرقيق الشواطئ: الجملة الأولى ، لا كانت ترمي لعدم رضا المتكلم و اعتراضه على ما يراد منه ...بينما الثانية تجلَّت بها لهجة النصح و إبداء الرأي في خطأ العمل الذي يحتويه المقابل ...

لمعت حدقتي الشابة فرحاً بثمرة مقصدها : برافو عزيزتي ...
الخطاب و المبتغى قد اختلف و بأن لنا واضحا بعد وضع ما يوضح المقصد...

فكلا الجملتين ، قد نكتفي في الموقف بقول لا و ينتهي الأمر...

لكن ككاتب ، ذلك أكبر خطأ...
أتمت حروف الشرح و هي تكتب نقاطها الأساسية : ...في الكتابة ، القارئ لا بد أن يرى ...
الضمائر
- أنا-أنت- هو- هي- نحن- أنتم-أنتما-
التوضيح
-يتشعب منه :
المكان ، الزمان، الموقف، و ما يلازم قوة الحبكة عامة--

التفسير
- يحوي المشاعر و التفكير الباطني و الذكريات و أسلوب السرد الأدبي ..-

توقفت لدى نقطعها الأخيرة مديرة ظهرها لهم : الآن، سؤالي يحتاج جوابا مباشرا..ماهو الأسلوب الأدبي ؟!

" هو ما يجعل القصة و الرواية تظهر رونقها لتجذب القراء"

هذا كان جواب رالف المتحمس كعادته للأسئلة الصريحة و الأساسية ...

لكن ليفيان خيبته بالإيماء له أنه مخطئ ثم العودة للنظر لمجيبٍ آخر...

"هو ما يشمل القوة و عكس المشاعر ..."

صرحت بكلمة واحدة : خطأ ماري.

لم تطل المكث بعد هذا ..



بل أرادت إبداء الصواب و عدم تضييع لحظة أخرى من وقتها المخصص ...

لكنها تفاجأت بمخترق اللحظات الحاسمة ربما ناطقاً بجهورية واثقا من صحة ما يعرف: هو ما يشمل الأسس البلاغية و النحو و الصرف ...

كان ذاك أخيها ...
الذي قدم ما بذهنه طواعية و هذا أمرٌ نادر...

لكنها تركته بعد أن أشارت لصحة حديثه مرفقة بإبتسامةٍ أخوية

وعادت تكتب بالقلم اللمسي على اللوحة أمثلة موضحة أكثر الصور التي تكون على الأكمل و الأتم...
_ شد على أصابعه و هو يردد عدم قبوله بما يقال له من أمرٍ يعيق نجاحه : لا أريد، إنه مستقبلي أنا...

_كان الأب معارضاً لما يبديه ابنه من تصلب في الرأي على أمرٍ سيأخذه لقاع الخسران عكس ما يتوقع: لا ينبغي عليك فعل هذا بني، الرسم ليس إلا هواية لن تنفعك ...خذ سبيلاً يعين لحظاتك القادمة و يرفع شأنك.
هنا ، تبين التفسير الكامل ...

لـ -لا- ...
خرجت بعد ساعتان من العمل الذي انهكها و جعلها تمرر يدها على عروق عنقها المتشددة ...

حقا، هي تود ان تعرف سر تعرقها رغم عدم حركتها الكثيرة و الجواب كامن دون سؤال...
إنها ملابس الرياضة المغلقة هذه في حرارة ذلك الفصل ...

لاحظت ذاك المبتسم بوقار على بعد أمتار ، هي حقاً تشعر أنها طفلة عند النظر لرزانته التي طغت تصرفاته رغم أن خصلاته الكستنائية خير دليلٍ على أنه لا يكبرها بالكثير..و بالوقت نفسه تشعر بالحياة بتصرفاته الشبابية التي تظهر عليه فجأة و دون سابق إنذار..!

اقتربت منه مسدلة ذراعيها براحة منطلقة بمحادثةٍ لن تطول : لقد انتقمت بلطف هذه المرة.
قهقه قليلاً لما سمعه من هذه الشابة الشقية التي منذ أن وقع نظره عليها لم يعرف السكون جدران هذه الكلية بحق ثمَّ ربت على كتفها بكفه اليسرى نتيجة كونه أعسر : جيد ليفيان ، يجب أن تعلمينني كورساً في التعامل مع المشاغبين فأنت الأولى كالعادة ...
رفعت سبابتها دلالة النصر بحزم: بالتأكيد..











-الرجاء عدم الرد-







 
التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 03-04-2020 الساعة 09:30 PM

قديم 03-01-2020, 03:45 PM   #3
ورده المودة
في جوار ربها ، اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها


الصورة الرمزية ورده المودة
ورده المودة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 104
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 المشاركات : 221 [ + ]
 التقييم :  277
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
•~لأخطو نحوَ سطورِ الهوى~•










أخباركم اهل عيون العرب؟
عساكم كلكم بخير و عافية..

رغم اني اتصور..كضغوطين بالدراسةخ
حتى لو بتنسوها اذكركم بها...

المهم...
صلب الموضوع لا يضيعس2

اكيد تمت الملاحظة من قبلكم ان ذي رواية..

لكن رواية تعليمية تركز على
اساسيات الكتابة الروائية بالتدريج ..

و هي من تعاون مشرفي هذا القسم بعون الله ...

و اتمنى عجبكم بوحي و شرحي و قلمي ..

و لكم حق السؤال و الاستفسار او النقد البناء ايضا

و اترك لكم قلم البوح حاليا حتى القادم ...

















 
التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 03-04-2020 الساعة 09:31 PM

قديم 03-03-2020, 09:19 PM   #4
imaginary light
ذهبية | مشرفة مميزة


الصورة الرمزية imaginary light
imaginary light غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 80
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 20,659 [ + ]
 التقييم :  84123
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 5 مشاركة

مشاهدة أوسمتي









كيف أنتم يا عيون؟


كما فهمتُم من الجميلة لورين، هذه رواية تعليميّة،

نُدرِج بين طيّات فصولها دروسًا خفيفة ، بحيث تستمتعون و تستفيدون في آنٍ معًا،
و من لديه خِبرة أساسًا فليستمتع و يراجع ما يعرفه لا مشكلة



حسنًا، اليوم دوري لأضع بين أيديكم الفصل الثاني "بقلمي"، راجيةً أن تجدوه متناغِمًا مع ما أبدعته وردة في الفصل الأوّل ...


~ ~ ~


الفصل 2



تمشَّت الشّابّة ذات الشّعر الفاحِم بتأنٍّ نحو مقرّ عملها ، تتجلّى أناقتها البسيطة من خلال هندامها المعبّر عن نهايات عقدها العشرين...
كلّما اقتربت من بناء الكلّيّة ؛راحت صورٌ مِن محيطها تتوضّح انعكاساتٍ على أجزاءٍ من الجُدران الخارجيّة المُزدانة بالمرايا،
أشجار يانعة...أرصفة نظيفة ...و...ليفيان غاضبة جدًّا..
تنهّدت نينورتا و هي تلتفتُ خلفها لترى الأستاذة الأصغر سنًّا واقفةً على مسافة منها تؤنّب ماكس و ديفيد، تبسّمت باستسلام،

يبدو أنّ عفريتَي الكلّية قد آذياها ...كالعادة

-آنسة ليفيان ...أكلّ شيء على ما يرام؟
نادت من مكانها ، فردّت الأُخرى بنفس الرسميّة المطلوبة أمام الطّلّاب:
- طبعًا أستاذة ...شكرًا لاهتمامك .
و من ضحكتها المرتبكة كان واضحًا لنينورتا أنّ ليفيان تضغط على آخر عصب من أعصابها كَي تحمي أخاها من العقوبة ...
تركتها كما تشاء، متذكّرة أختها الصّغرى ،و في عينيها الخزاميّتَين بريق حزين.
لو كانت شقيقتها حيّة لاحتملت منها كلّ ما تحتمله ليفيان من ماكس...فقط لو كانت حيّة!

في طريقها للقاعة الدّراسيّة حيّتْ صديق طفولتها و زميلها الأستاذ كوسمو ، دونما توقُّف حيث شبك رالف ذراعه بذراعها يشدّها معه وهو يهتف:
- هيا يا آنسة ، الجميع جاهزون لحصّتك!
رالف و كلّ الطّلاب الآخرين كانوا بمثابة عزاءٍ لها لفقدان شقيقتها المتوفَّاة،
و لطالما تعاملت معهم بأريحيّة، لذلك طاوعته حتّى وصلا القاعة ذات الجُدران المزوّدة بمجسّات حسّاسة ، تلتقط الحالة النّفسيّة للبشر و تترجمها علىى شكل تصويرات تجسيميّة و مؤثّرات جوّيّة ...

راحت أقواس قزح شفّافة تلتمع مباشرة تحت السّقف ما إن دلفتْ نينورتا، التي ابتسمت للوجوه النّضِرة بثقةِ مَن يعرف مكانته ، ثمّ اتّخذت مجلسًا على مقعدها المعتاد برزانة، وهي تتجاذب مع الطّلّاب الأحاديث، فقد دأبتْ على إعطائهم بعض الوقت قبل البدء بالدّرس دائمًا...

اقتحم ماكس و ديفيد المكان باندفاع ِالهاربِ من وحش ما، فالتفتت الأستاذة نحوَهما و قد بدأت غيمة رماديّة تتشكّل فوق رأسها ،بينما ردّت تحيّتهما المتلعثمة :
-صباحكما ورود و زنابق ...و تأخير. أين كنتما؟
- نتبادل نقاشًا جادًّا مع ليفيان.
قال ماكس بخفّة رافقتها ضحكة ديفيد و بقيّة الطلّاب، فحدجتهما العينان البنفسجيّتان بنظرة جامدة، بينما الغيمة فوق الشّعر الأبنوسيّ تتكاثف و ترعد ،
ممّا فرض صمتًا لثوانٍ ابتلع خلالها ديفيد ريقه بينما اعتدل ماكس في وقفته...
الآنسة نينورتا مثال رائع للأخت الكُبرى، تستمع و تصغي، تشجّع و تدعم...
و تصبح مرعبة لو تجاوز أحد حدوده !
- عنيتُ: نحن حقًّا آسفان على التّأخير، كنّا نزعج ليفيان...
بترت نينورتا كلام ماكس بنحنحةٍ صارمة ، فصحّح متابعًا:
-كنا نزعج الآنسة ليفيان ، لن نعيدها.

تلاشت الغيمة مع النّظرات المخيفة، بينما أومأت نينورتا لهما بالدّخول فولجا
و ديفيد يتمتم:
- لن نعيدها اليوم على أيّة حال.
حبست نينورتا ضحكتها و هي تؤنّب:
- سمعتُ ذلك ديفيد، و ستكتب واجبًا مضاعفًا للغد كعقوبة.
يالغباء هذا الولد، لا يتوقّف عن توريط نفسه !
أجّلتْ سؤال ماكس عن سبب كلّ مشاكساته لشقيقته المعلّمة الفَتِيَّة ليفيان، كَي لا تضيّع المزيد من الوقت:
- و بالحديث عن الواجبات ...أرسلولي واجباتكم الآن ، و بدوري سأرسل لكم كتابًا لتقرأوه،سنناقشه لاحقًا.

فَعَّلَتْ شاشتها اللّمسيّة ، و حذا الطُّلّاب حذوَها، و كلٌّ يلمس أيقونة ملفِّ واجبِه لتظهر الملفّات في شاشتها مع أسماء أصحابها، كما ظهر لدى كلّ منهم ملفّ الكتاب، الذي شرعوا بقراءته بينما حلّ في الغرفة جوٌّ شتائي مُريح يتخلّله دِفء،
هبّ خلاله الهواء فجأة لثانية، معبّرًا عن تفاجُئِ نينورتا بعد قراءة ما كتبه ديفيد ... أسلوبه رائع بغرابة، لم تتوقّع كلماته المؤثّرة ...لكن...

-ديفيد؟الواجب عبارة عن كتابة قصّة قصيرة ، لا كما في عملك الأدبيّ الجميل هذا، الذي بدا لي جزءًا من رواية!
حكّ المراهق خلف رأسه قائلًا :
-و هل هذا خطأ؟
قالت نينورتا كإفساح للطّلاب كي يتناقشوا:
- ما رأيك كارلوس؟
أجاب الفتى الغامض بهدوء:
-طبعًا ، فالقصّة القصيرة تُعنى بحدثٍ واحد في فترة زمنيّة قصيرة، سقطة منك أن نشعر بأنّها جزء من رواية.
سأل ديفيد باستخفاف:
-حسنًا سيّد" أعرف كل شيء"...إن كنتُ سأُعنى بحدث واحد بفترة زمنية قصيرة
كيف سأجد مجالا للتحدّث عن الشّخصيّات و التّفاصيل؟
تحمّس رالف فأجاب من مكانه:
- أساسًا لا داعي لتّعمّق بالتّفاصيل في القصّة القصيرة و تكفي شخصيّتان أو ثلاثة،عكس الرّواية التي تتشعّب فيها الأحداث و تكثر الشّخصيّات مع حواراتها .

هنا تدخّلتْ نينورتا التي تابعتْ حديثهم و في الوقت نفسه اطّلعت على واجباتهم:
- بشأن الحوارات ، عزيزي رالف ، أنت قلبتَ قصّتك القصيرة إلى حوارٍ بين شخصين...كما لو كانت مسرحيّة.
من الصّدمة في وجهه استطاعت أن تحزر ما ظنّه فاستدركتْ:
-و حين أقول "مسرحيّة" لا أقصد تلكَ الأعمال الكوميدية المضحكة التي نشاهدها في التلفاز، فالمسرح أدب قائم بحدّ ذاته ،هو عبارة عن نصٍّ قصصيّ حِواريّ .
سألت ماري باهتمام:
- مادامت المسرحيّة نصًّا قصصيًّا ألا يعني هذا أنّها كالقصّة؟
لاحظت نينورتا أنّ عينا كريستينا تلتمعان بالإجابة، فحثّتها قبل أن يفتح أحد فمه:
-لمَ لا تردّين كريسي...أعلم أنّ لديك الإجابة الصّحيحة.
تشجّعت المعنيّة لتقول:
-حسنا، المسرحيّة كالقصّة من نواحٍ معيّنة، كالحدث، والشخوص، والفكرة و غيرها.
ولكنّها تختلف عنها من حيث البناء و الحوار و الصِّراع.


استمرّ الدّرس هكذا، ما بين إظهارٍ من المعلّمة لنقاط الضّعف، و مناقشة الطّلّاب فيما بينهم حول تلك النّقاط، إلى أن اختتمتْ نينورتا الحصّة بقولها:
- بكلّ الأحوال، و بغضّ النّظر عن الأخطاء التي تعرّض لها بعضكم،
فقد أبدعتم بأفكاركم . قصّة كارلوس و قصّة كريستينا وقعتا في منافسة، لَم أستطِع اختيار الأفضل بينهما، سأرسلهما لكم فاقرأوهما، لتتفادوا عثراتكم... و من يدري، ربّما يتحرّك الحماس لدى بعضكم فيكتب واجبه في المرّة القادمة.

سدّدت نظراتها نحو ماكس، الوحيد الذي لَم يحتوِ ملفّه على قصّة قصيرة، بَل على الكثير من التّذمّر...تهرّب من عينيها ليركّز على شاشته اللمسيّة متأكّدًا أنّها ستعاقبه بطريقة ما ، كان فقط شاكرًا لكون هذه المعلّمة متفهّمة كفاية لئلّا توصل شيئًا للمدير.


~ ~ ~



انتهى الفصل

لا تنسوا ترك تعليقاتكم الرّاقية التي ستبهجنا

سلامي










 
التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 03-04-2020 الساعة 09:33 PM

موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:59 PM