••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


مازلت مريضاً بكي

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-2020, 11:22 AM   #21
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الفصل الثامن عشر
" يقتلني حنيني....وغيابه!"

" سندخل رغماً عنكي!" قالت اليانور ..وقد بدت كيتي من خلفها......
" أنا..أنا لا أصدق!! آه أيتها العزيزات!!" وهي تهرع بسرعة لتلقي بنفسها في احضانهن.....بينما عانقنها هن بكل حب.....
وبعد تبادل الاخبار والتحايا....عمدت اليانور الى البدء بماقدمن من أجله.............
" أتعلمين بأننا كنا بالامس فقط في مزرعة السيد ماير؟"
توترت لوسي:" حقاً؟ أرأيتما طفلة أماندا؟؟؟ألا تشبهها ؟؟ أظنها نسخة عنها!" وهي تحاول ابداء المرح....
لكن كيتي سارعت تقول:" انها رائعة....وقد فرحت اماندا كثيراً لرؤيتنا...مع انها كانت تأمل.ان تراكي معنا!"
" سأحاول الاتصال بها قريباً!"
" أتعلمين من رأينا أيضاً....؟؟؟" تساءلت اليانور بخبث......
أجل....كانت تعرف من رأين..ولكم تتمنى ان تتوقف اليانور الآن عن رمي السهام....هي للحق قد تحولت الى صديقة وفية في السنوات الماضية....لكن يبدو أنها لم تعد تنوي ذلك الآن....
ولما لم تجب.....
أردفت اليانور" أندرو! آه لوسي..لم اعرفه في البداية....لقد تغير كثيراً!"
نظرت لوسي الى اليانور..ورددت خلفها:" تغير؟"
وهنا تدخلت كيتي:" أجل..وياللأسف! لم يعد ذلك الشاب الجذاب الذي فتنتي به لوس منذ سنوات....لقد أصبح هزيلاً كالخيال....منعزلاً....لم نلمحه سوا مرة!! ولم يجلس معنا او يرحب بنا كعادته!!!"
شعرت لوسي بقلبها ينقبض.....كل هذا يحصل لحبيبها؟؟؟؟لكن..ماذا بيدها لتفعل؟؟
" ولا أرى بأنكي أحسن حالاً منه!" علقت اليانور.....
وهنا نهضت لوسي من مكانها قائلة:" وماذا تعنين الآن اليانور؟"
نهضت اليانور كذلك:" أعني أننا نعرف كل شيء لوسي...لقد أخبرتنا أماندا.....لقد ظلمتي أندرو!!"
نظرت لوسي غير مصدقة:" هل أتيتما الى هنا...لتقنعاني بمسامحة ذلك الكاذب.."
لكن كيتي قاطعتها وهي تقف مربته على كتفها:" لم يكذب عليكي ابداً لوسي...بل أنتي التي لم تتركي له فرصة ليوضح!!"
" لقد جننتما حقاً!" وهي تتجه الى النافذة.....

نظرت كل من اليانور وكيتي الى بعضهما.....ثم اردفت اليانور
" كانت اماندا ستقوم بالتوضيح اللازم..لكن اندرو جعلها تقسم..أن لا تكلمك في هذا ابداً! أظن بأنكي جرحتي كبريائه كثيراً!"
ابتلعت لوسي غصتها وهي تقول:" لم أفعل شيئاً لم يستحقه!"

" حقاً؟؟ فبينما كان يحاول اخبارك كم يحبكي....كنت تطلقين عليه أقسى الالقاب وأبشع الاتهامات!"
قالت بيأس:" الى صف من أنتما؟؟يفترض بأنكما صديقتاي!!"
وهي تنهار على سريرها..وتضع رأسها بين راحتي يديها......
جلست كيتي الى جانبها وهي تسحب يدها وترفع رأسها..لتلتقي عينيها بعيني لوسي الدامعتين....
" لقد أخبرتنا أماندا....عن حديثكما ذلك النهار....!"
" أجل!..لقد قالت لي صراحة بأن اندرو وحبيبته التي كان يحبها في الماضي....قد عادا الى بعضيهما من جديد!! ماذا تريدان اكثر من هذا؟!"
عقدت اليانور ذراعيها أمام صدرها وقالت بسخرية:" هل أنتي حمقاء الى هذا الحد؟"
رفعت لوسي رأسها لتنظر الى اليانور.....لكن تلك ثارت ولم يعد بامكانها السكوت أكثر....
" لقد كانت تقصدك ايتها البلهاء!! أه لوسي....أهكذا تفعل الغيرة بالشخص؟؟؟ تجعله بلا رأس!!!"
وهي تقول بلوم.....
" هذا لا يمكن!! لقد...لقد كانت تتحدث عن جوزي!"
" بل عنك!....ولهذا هي مندهشة من تصرفك!!.."
" ولكن؟...لقد كانا هناك....يتعانقان أمامي!!!" قالت بوهن....
" آه تباً!" قالت اليانور ذلك..ثم جلست الى الجانب الاخر من لوسي....واردفت وهي تلمس كتفها
" ألم تتعرفي الى تلك الثعبان بعد لوسي؟؟؟ لا أستغرب الان...لم اندرو واقع فيكي حتى الجنون...فلم أر من هي اكثر سذاجة وطيبة منك!!آه...بالطبع باستثناء كيتي!!" وهي تغمز لها بعينيها....
فضحكت كيتي وهي تقول:" لا! بل هي أكثر سذاجة مني....لأنني كنت أخذت حذري من تلك الثعبان منذ اللحظة الاولى!!!"
لم تعد تستطيع التصديق:" ولكنه....كان يعانقها أيضاً!"
" لا...لم يفعل ذلك....كانا يتحدثان معاً....وأظنها حين رأتكي أحكمت الخطة جيداً....فألقت بنفسها عليه...ومثلت دور العاشقين.....وأنتي صدقت ذلك ببساطة! حسناً....أنتي لم تسمعي ولم تري ما حدث بعد ذلك؟؟"
" ما حدث بعد ذلك؟؟؟؟"
قالت كيتي:" أجل لوسي....لقد دفعها اندرو وقال لها بالحرف الواحد....انه يحبكي...ولن يؤذيكي ابداً...وبأن عليها ان تحترم ذلك ان رغبت في ان تكون صديقة!"

اتسعت عينيها دهشة:" أندرو.....قال هذا؟"

" لقد أخبرتنا أماندا بهذا....وبحسب ما سمعته ايضاً...بأنها منذ ذلك الحين... لم تعد لزيارة آل ماير!" قالت اليانور..بينما علقت كيتي
" أظنها شعرت أخيراً بأنها شخص غير مرغوب فيه!!"
لكن صوت نحيب لوسي قطع عليهما حديثهما....." لوسي؟؟"
قالت من بين الدموع:" أتعرفان ما فعلته؟؟؟؟أتعرفان اي حمقاء غبية كنت...حتى القيت بحب كبير كهذا وأضعته من بين يدي؟؟؟؟ لقد حاول ان يشرح لي.....حاول ان يتكلم.....ولكن لا؟؟كانت كبريائي تنزف....وأعتقدت انني هكذا أثأر لها.....
وحينما أخبرني بأنه لم يحب في حياته كلها غيري......نعتته بالكاذب!!!! آه يا الهي...أندرو!!"

وانخرطت في بكاء مرير.....
" حبيبتي اهدأي....هناك حل دوماً!" قالت كيتي بحزن....
" هذا صحيح سنفكر في حل...فلا تيأسي!" أكدت اليانور.....
" كيف سيسامحني.؟؟؟ لم كنت كالصماء....التي ترفض سماع اي كلمة منه؟؟؟لم أتركه يوضح اي شيء....!!آه....ماذا سأفعل الآن؟؟؟ أنا لا استطيع العيش بدونه!! أنا أحبه....أحبه كثيراً! ولا يمكنني تخيل حياتي خالية منه! لقد كنت اقتل نفسي حينما انسحبت غاضبة.....وحينما ترك العمل.....ذبلت وأظلم العالم بأجمعه...والآن؟؟؟وبعد ان أكتشف بأنني أنا المخطئة في حقه..وبأن كل ما حصل...هو بسبب غبائي؟؟؟كيف سأعيش بعد؟؟؟آه..يا الهي ساعدني!!"

" حبيبتي اهدأي من فضلك!!" قالت كيتي بحزن...وقد انسابت دمعة او اثنيتين على وجنتها...
لكن اليانور نهضت...وهي تفكر....ثم التفتت فجأة الى لوسي قائلة بحزم....
" لوسي؟ هناك أمر واحد بعد..يمكنك فعله!"

رفعت لوسي رأسها الى اليانور....وهي ما زالت تذرف الدموع........
فأردفت اليانور:" لا يمحي الاخطاء....الا اعتذار صادق من القلب.....عليكي مقابلة اندرو...والاعتذار منه!"
هزت لوسي رأسها بيأس رافضة..:" وماذا لدي لأقوله اليانور؟؟؟كل اسبابي سخيفة..غبية...كبريائي...وغيرتي...!!سأكون محظوظة ان لم يقم بطردي!!"
" لا تكوني سخيفة! انه يحبكي كما تحبينه وأكثر!" علقت كيتي محاولة بث الامل في نفسها....
ركعت اليانور الى جانبها وأمسكت يديها..قائلة بصدق:" لوسي! هذه هي الفرصة الاخيرة....وأنتي لن تخسري شيئاً.....أتعلمين ماذا؟؟ أخبريه ما قلته للتو.....أخبريه كم تحبينه لوسي!! واثقة بأن ذلك سينسيه كل ما كان بينكما!! صدقيني!!"

تسرب خيط أمل صغير الى قلب لوسي لدى سماعها كلام اليانور.........ظهرت ابتسامة صغيرة على ثغرها الحزين......فانقضت عليها الصديقتان تعانقانها في حب....حتى وقعن كلهن عن السرير...وتكومن على الارض......

كانت السيدة ماكغواير قد احضرت القهوة وبعضاً من بسكويت الزبدة لهن.....لكنها ما ان أمسكت مقبض الباب...حتى سمعت صوت ضحكاتهن.....فابتسمت بفرح...وهي تضع يدها على صدرها..ولم تستطع منع دمعة دافئة من الانسياب!!!






 

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 11:23 AM   #22
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الفصل الأخير
" لآخر مرة!"

بالطبع تهاتف لوسي أماندا...وتخبرها بكل شيء...وبالرغم من كل الدموع..الا أنهما كانتا تشعران بفرح شديد....فهذه اول مرة تتوتر علاقتهما منذ عهد طويل......!!!
وحينما تطلع لوسي اماندا على رغبتها في الحديث مع اندرو على انفراد......وبعيداً عن العائلة, تخبرها أماندا عن دعوة ال آدمز لعائلتها....مساء يوم الاحد....وتؤكد لها بأن الجميع سيذهب..باستثناء اندرو بالطبع...فهو لم يعد يذهب الى اي مكان....منذ ما حدث بينهما!
ولما صمتت لوسي على الطرف المقابل من الهاتف......استدركت اماندا ما تفكر به صديقتها..فعادت لتؤكد بأنها ستقوم بالاتصال بها قبل مغادرتهم للمنزل.....

و هذا ما حدث....
تصل لوسي الى المنزل...المعتم...والذي يبدو لا أثر لحياة فيه....بعدما قامت أماندا بمهاتفتها..." تمني لي الحظ!"
" انه يحبكي..وسوف يسامحكي....انا واثقة من هذا!!"

بحسب ما قالته اماندا..فإن أندرو يتعب نفسه في العمل بالمزرعة...حتى لا يفكر كثيراً...وبعد العشاء..يقضي معظم وقته اما في غرفته او المكتبة....
كانت لوسي ترتدي فستاناً صيفياً أخضر اللون...ومع انه كان بسيطاً..الا أنها بدت رائعة الجمال فيه..وبريئة الى أبعد حد.....كانت تصطحب غيتارها معها.....
طرقت الباب...لم يجبها أحد...طرقت ثانية..أيضاً لا أحد!! حاولت فتح الباب...ولحسن حظها...كان مفتوحاً....فدخلت...وأغلقته خلفها....نظرت الى جميع الانحناء...لم تلحظ أحداً.....
نادت بصوت خافت:" أندرو!!!" لكن أيضاً لا جواب....
اتجهت ناحية المكتبة....تبين لها بان النور مطفأ...فعرفت بانه قد يكون اذاً في غرفته....صعدت الدرج...وقلبها يرتجف قلقاً ورعباً.....
وما ان وصلت باب غرفته...وهمت بطرق الباب...حتى فتح الباب فجأة..ورأته أمامها يهم بالخروج....
ولم تكن صدمتها بأكبر من صدمته....." لوس؟؟؟؟ ماذا تفعلين هنا؟؟؟"
" أنا؟؟...امم...كن...كنت..." هاهي تتلعثم في كلماتها كالبلهاء....ولكن؟من يمكنه لومها؟؟؟؟فها هو يقف أمامها...عاري الصدر...ولا يرتدي الا بنطاله الجينز القديم.....لم تعد تستطيع التركيز...
قالت أخيراً وهي تنظر الى صدره..وعضلاته المفتولة......وتبتلع ريقها بصعوبة...:" كنت...أريد التحدث معك!!"
نظر اليها بسخريته المعهودة وهو على علم بتأثيره عليها...فملامح وجهها فضحتها....مما جعله يبتسم بسخرية ويقول:"لقد سبق وتحدثنا بكل ما تريدينه....وقلت أروع ما يمكن أن يقال...."
حاول تجاوزها وهو يقول بقساوة:" لا أظن بأن هناك أي حديث بيننا!!"
لكنها تشبثت بذراعه العارية ودموعها تترقرق في عينيها....قائلة برجاء:" أندرو!! أرجوك!!"
نظر اليها....تحركت عضلة في جانب وجهه...عاد فالتفت اليها وهو يشيرلها بذراعه بصمت...باتجاه الغرفة...لتدخل...
تمالكت نفسها.....حتى لا تنزل دموعها...فهي لا تريد ان تكون ضعيفة الآن....عليها فقط أن تثبت له كم تحبه....وهو يجب أن يصدقها...يجب!!!
دخلت الغرفة...وجلست على سريره.... لحق بها هو.......ثم دخل واتكئ على طرف مقعد وعقد ذراعيه أمام صدره...ونظر اليها بتكاسل....
" اذاً؟؟"
لم تعرف كيف تبدأ.....لكنها قالت برجاء:" أندرو!! أعلم أنك غاضب مني...وربما تكرهني!!"
قاطعها قائلاً:" أنا لا أكره أحداً!!!"
نظرت اليه بحيرة..فأسرع يقول بعصبية:" تابعي!"
مع أنها فرحت لمعرفتها بأنه لا يكرهها..لكنها تابعت بقلق:" أنا....؟؟أعرف بانني أخطأت...ولكن ليس بحقك فقط!!بل بحقي أولاً!! أووه اندرو...لقد كانت الغيرة هي من أعمتني!! لقد ظننت أنك و جوزي..."
قاطعها:" أخبرتكي أنه لا شيء بيننا!!ولكن..هل كنتي تثقين بي؟؟؟لا..بالطبع لا...وثقتي بجوزي..وأنتي تعرفين ماهي أهدافها....وهدمت كل شيء....ولم تكتفي عند هذا الحد!!بل أيضاً هاجمتني...واتهمتني بأمور....؟؟؟"
وبدا أنه لم يستطع الاكمال....وهو ينهض ويلتفت الى النافذة....." لقد دمرت كل ما بيننا لوس....!!لقد كان حبي لكي عظيماً!!"
بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها من جديد...:" كان؟؟؟أتعني..أنك لم تعد...تحبني أندرو؟؟؟"

التفت اليها..وحينما رأى حالها...رق قلبه...وتحرك حبها في قلبه.....فقال مداعباً...:" وماذا جئتي تفعلين بهذا؟؟؟هل كنتي ستعزفين لي تحت نافذتي؟؟؟؟"
ابتسمت رغماً عنه..مع انها تحس بقلبها ينزف....:" لقد...فكرت..بأن نقوم بتحدي أخير....!!"
راقت له الفكرة.....فقال بجمود:" ولم لا؟ لكن....ان أنتي هزمتني....فسأعطيكي فرصة....وان أنا هزمتكي؟؟؟!"
أكملت عنه بمرار...:" سأخرج من حياتك...وللأبد!"
وهي؟؟هل تريد أن يعطيها فرصة..لأنها تغلبت عليه في التحدي؟؟؟لا...!هي لا تريد ذلك...!ان كان سيعطيها فرصة...فمن أجل حبه لها...وليس لأي سبب آخر....لذا؟ كانت قد قررت أن تخرج من حياته الى الابد.....ولكن؟بعد نزال أخير بينهما...فهي تريد توديعه...وحفر ملامحه في ذاكرتها جيداً.......
" اتفقنا!" قالها ببرود..وهو يمسك غيتاره الآخر....ويعود للاتكاء على الحائط بظهره.....
قائلاً..:" ابدأي!"
نظرت اليه بحزن....وبدأت تعزف مقطوعة جديدة..ظنت بأنه لن يتعرف اليها..ولكن هيهات!! فما ان بدأت حتى أكملها أندرو بكل مهارة.....
قال ساخراً:" اختيار موفق!! والآن دوري!!"
تحفزت جميع حواسها...أنها لا تريد أن تخسر بالرغم من أي شيء....ولم تعرف لماذا؟؟لكنها لا تريد ان تخسر تحديها الاخير مع حبيبها.....يكفيها انها خسرته هو...وخسرت حبه الكبير...!!
صحت على عزفه الشجي....وأحست بالغثيان والتوتر....فهي لم تتعرف على مقطوعته أبداً....
توقف....وهو ينظر اليها وابتسامة السخرية لا تفارقه....:" لم تعرفيها؟ حسناً...اليك محاولة أخرى..فانتبهي!!"
هل يريدها ان تهزمه؟؟لم يعطيها فرصة اخرى؟؟أيعقل بأنه يريدها ان ترجع اليه؟؟ولكن ان كان يريد ذلك...فلم لم يتركها تكمل مقطوعتها وبالتالي تربح التحدي؟؟؟آه...انه لايريد ان يكون فوزها سهلاً....
شعرت بالفرح..وأطرقت منصتة فربما نجحت هذه المرة.....!!
لكن ما ان عاد للدق على اوتار غيتاره....حتى عاد قلبها للانقباض من جديد....لماذا يصعب عليها الأمر؟؟؟
يا الهي...لقد خسرت...خسرت التحدي الاخير مع اندرو!! وعليها الآن..أن تغادره..للأبد..وليس هذا فقط..بل و مصحوباً بالذل والمرارة!!
وحينما توقف....لاحظ شحوب وجهها..وامارات الحزن والاسى تكسو ملامحها الرقيقة....
رفعت رأسها وبدت عينيها مغرورقتين بالدموع...حاولت رسم ابتسامة على وجهها...وفعلت ذلك بصعوبة وهي تقول...
" اذاً؟ أظن أنه الوداع!!"
وهي تنهض....لكن اندرو بادر قائلاً:" ليس بعد!! فالتحدي من ثلاث جولات..ألم أذكر لكي ذلك؟؟"
قالت بدهشة:" لا لم تذكر ذلك!! ولكن الامر ماعاد مهماً أندرو...فقد"
قاطعها قائلاً:" التحدي هو التحدي.....وعليكي اتمام ثلاث جولات....كما أن الرابح هو من يربح الجولة الاخيرة!!!"
ابتسمت بسخرية....انه يضع الشروط والقوانين للعبة بحسب رغباته....لم تستطع ان تمنع نفسها من مجاراته لترى الى اي حد بعد..يريد اذلالها!!
" أندرو!"
" اجلسي!" قال بتصميم....
بدا التوتر على ملامح وجهها المشدودة...لكنها انصاعت لطلبه وعادت للجلوس على السرير...وهي تطرق صامتة وتحدق في الأرض.....
وما ان عاد للعزف...حتى بدأت تتعرف على هذه الألحان....لايمكن أن يكون هذا صحيحاً!! انها..!انها مقطوعتها التي تغلبت عليه فيها في اخر تحدي بينهما....حينما أثارته بصوتها وغنائها...
ولكن؟؟كيف استطاع عزفها؟؟هل...؟هل كان يتدرب عليها بعد أن سمعها منها؟؟؟لكن لماذا؟؟؟

وسطع الجواب فوراً أمام ناظريها....." لأنه يحبكي أيتها الحمقاء!! "
...آه..أندرو!!
رفعت رأسها لتنظر اليه...وهي تبتسم..وحينها انسابت دمعة دافئة على وجنتها....كان يحدق بها بتأثر كبير...وأخبرتها نظراته العميقة...ما كانت بحاجة الى معرفته.....
لكنه قال مداعباً..:" لقد تعبت من العزف..ألن تكملي عني؟؟"
ابتسمت وهي تهز رأسها....وأكملت عنه العزف..فتوقف يتأملها بملأ عينيه....
" غنها لي لوس!!"
نظرت اليه....لمحت اللهفة والشوق في نظراته لها.....فبدأت تقول بصوت مرتجف...
" أنا كتابتك.....وأنت؟؟؟" ثم توقفت فجأة..ورفعت يدها الى فمها لتمنع شهقة من الخروج.....
وضع اندرو غيتاره جانباً..واقترب منها وهو ينزع عنها الاخرى غيتارها..ويمسكها من ذراعيها لتقف مواجهة له...
تحاول هي التماسك...فتبدأ بالاعتذار...من بين الدموع:" أعتذر...! لم أق..." وعادت دموعها لتسكتها من جديد....
قربها منه وهو ينظر في عينيها...ويمسح دموعها بيديه..." اهدأي حبيبتي....لم أقصد أن أسبب بكائك!"
نظرت اليه بدهشة...بوجه مليئ بالدموع!!" هل...؟ هل ناديتني..حبيبتي؟؟"
ابتسم بحنان وهويعود لمسح دموعها العالقة:" وهل لي حبيبة سواكي أيتها الحمقاء؟؟"
لم تستطع التصديق..." أتعني أندرو....بأنك ما زلت..."
قاطعها قائلاً:" أحبكي؟آه أيتها العنيدة....لم أتوقف عن ذلك...منذ أن رأيت الدجاجات تطاردكي!!"
ابتسمت ابتسامة واسعة....ثم قفزت معانقة اياه ....مما أدهشه ولكن أعجبه للغاية.....فضمها هو الآخر اليه بشوق...ولهفة...
" يا الهي لوس.....كم اشتقت اليكي!! لقد كدت أجن بدونك!!"
أرخت ذراعيها قليلاً ونظرت اليه..." لقد ظننت بأنك لا تريدني..حينما لم تترك لي فرصة للفوز في التحدي!!"
ابتسم بسعادة وقال مداعباً وجنتها:" اعذريني حبيبتي..كان علي أن القنك درساً على ما فعلته بي..لكنني لم اكن لأدعك تخرجين من هذا الباب قبل اخباركي بكل شيء..!! لم أكن لأدعكي تخرجين من حياتي....أبداً لوس! "
" آه..أندرو!! أتحبني الى هذا الحد؟؟"
قال وهو يضمها اليه أكثر:" ألم تعرفي بعد يا حبيبتي الغالية!!؟؟ لقد كنت على حافة الانهيار بعيداً عنكي!!"
تلمست وجنتيه بأصابعها الناعمة :" أنا لا أستحق كل هذا!!لقد آذيتك...و"
" اش!!(وهو يضع اصبعه على فمها)... لا أريد سماع هذا الكلام مرة أخرى..!لن أسمح لأي كان باهانة حبيبتي....حتى لو كانت هي نفسها!!"
ابتسمت لوسي بسعادة...وعادت للبكاء.....:" والآن لم كل هذه الدموع حبيبتي؟؟أم تراها دموع الفرح؟؟"
هزت رأسها مؤكدة ...ثم قالت:" لا أصدق بأن هذا الكابوس انتهى!! وبأننا الآن معاً!! "
قال بمكر:" هل يعني هذا..بأنكي أيضاً كنتي تتعذبين لأجلي؟؟"
نظرت اليه وقالت بصدق...والابتسامة لاتفارق وجهها:" لن تعرف أبداً مقدار الالم واليأس اللذين احتوياني طوال هذه الفترة.....أووه أندرو...لم أعرف أنني أحبك الى هذا الحد!!بل انني مريضة بحبك....ولا أريد أن أشفى منك أبداَ!!"
اتسعت عينا اندرو وهو يعود ليقربها منه أكثر...:" هل قلتي للتو بأنكي تحبينني؟؟؟"
ألقت ذراعيها حول عنقه وهي تبتسم برضى بينما انسابت دمعة كانت معلقة بجفنها.....
" ألم أخبرك بذلك بعد؟؟؟أجل أندرو ماير....أنت حبي الاول والاخير....أنت حبي الوحيد...أتفهم الان؟؟؟أحبك أيها الكاوبوي المزعج الجذاب!..أحبك ولا أرغب في الابتعاد عنك للحظة!!"

ابتسم ابتسامة رائعة..أظهرت غمازة ذقنه الجذابة..." ومن قال بأنني سأسمح لكي بالابتعاد حبيبتي!!" وهو يعانقها بحب." لقد تركتك مرة...رغماً عني!! منذ عدة سنين....كنت أظن بأنني أسدي اليكي معروفاً..حينما اترككي تكبرين وتخططين لحياتك..! كنت اريدك ان تعيشي جميع مراحل حياتك..وأقنعت نفسي...بأنكي ان كت تحبينني حقاً..فستعودين الي اخر المطاف!! ولما التقيتك في عرس اماندا وستيف..عرفت بأنني لم أفعل شيئاً..سوا زيادة المسافات بيننا! لا يمكنك ادراك شعوري في تلك اللحظة....أه لوس! لم اكن لأدعكي تخرجين من هذا المنزل...الا عروساً!!"

قالت وهي تحدق به بلوم:" لقد تسائلت كثيراً عن سبب هجرك لي كل هذه السنين....!! حتى بدأت أقنع نفسي بأنني لم أكن سوا دمية بين يديك!! لذا حاربتك وحاربت مشاعري تجاهك..بكل ما أملك!! لكنني لم استطع اخيراً!! ليتك اخبرتني كل هذا اندرو!! ليتك منحتني حرية الاختيار...!! لن تعرف كم تعذبت..وأنا أظن بأنك ..لم تحبني يوماً!!!"

قربها منه بحنان وهو يقول:" لكن الاوان لم يفت بعد! أليس كذلك؟" وهو يقبل انفها...فتضحك هي بسعادة وهي تدس رأسها في صدره.....
....لكنه تذكر فجأة...:" هذا يذكرني...بأنه لا عزف ولا غناء ولا عمل خارج منزلي!!أريدكي لي وحدي لوس...!!"
" ولكن أندرو؟"
" آه لوس....لن أتراجع في كلامي...حتى وان رجوتني!....لن أسمح لأي كان بالتمتع بجمالك وفتنتك....فأنتي لي!!ملكي أنا!!"
" هل هذا يعني بأنك ستحبسني في بيتك؟؟؟"
" بيتنا حبيبتي....ثم لا! لن أحبسكي في بيتنا..وانما في غرفة النوم أيضاً!!"
شهقت لوسي وهي تضحك...." أندرو...يا عديم التهذيب!!"
وهي تفتح الباب وتحاول الفرار.....لكنه يلحق بها سريعاً ويمسكها في أعلى السلم ويجذبها اليه في تملك....:" ألم تعجبكي الفكرة؟؟"
" أندرو!!" وقد تضجرت وجنتاها بالحمرة....
" حبيبتي الصغيرة...أعشق خجلكي!!"

" وأنا أيضاً!!!" علا صوت من أسفل السلم....فنظرا بدهشة ...لم تكن الا أماندا....والى خلفها والديها...وجميعهم ينظرون بفرح وسعادة اليهما....اذاً فقد حلت مشكلة هذين العنيدين....وحان وقت السعادة.....
جذبت لوسي نفسها من اندرو..فقد شعرت بالحرج من عائلته ووقوفهما بهذا الشكل أمامهم...ماذا سيظنون الآن....لكن اندرو رفض ذلك بشدة...فقالت بصوت اقرب للهمس..وقد اصطبغ وجهها بالحمرة....
" أندرو أرجوك....!!اتركني الآن!!"
" كلا..لن أفعل!!" بل ضمها اليه أكثر...وهو يخاطب عائلته:" حسناً كما هو واضح...وكما تعلمون جميعاً بأنني أعشق هذه الفتاة....أبي أمي...أماندا؟؟صحيح...أين زوجك..وطفلتك؟؟"
نظرت اليه أماندا بعصبية....
"حسناً..حسناً...سنتزوج أنا ولوس....وخلال أسبوع فقط...."
رفعت لوسي رأسها معترضة:" أنت لست جاداً!! ..فهذا لا يكفي!!"
قال بهيام..:" أتعلمين أنكي محقة...فلنتزوج غداً!!"
قالت بدلال:" أندرو!!"....
" اذاً أسبوعاً واحداً!....وكلمة أخرى...ستجدين نفسك عروساً خلال ساعات!!"
ابتسمت بفرح..وتعالت أصوات ضحكات الجميع....بينما اندفعت أماندا..والسيدة ماير....لمعانقة لوسي...وتهنئتها.....ومن بعدهما السيد ماير.....كانوا يحيطون جميعاً بها بسعادة وحنان..شعرت بالدفء بينهم....وكم فرحت بأنها ستكون فرداً من هذه العائلة الرائعة.... بل والاهم من كل هذا...هو ذاك الاسمر الجذاب...الذي يقف محدقاً فيها وهو يبتسم بصمت......
انه يعشقها..ويحبها كثيراً......وهي أيضاً تحبه....ولن يهمها تسلطه وعناده....فلربما كان هذا هو سبب حبها له.......
مع ان الجميع منشغل يتحدثون اليها تارة والى بعضهم عن تجهيزات الزفاف...وضرورة تنسيق ذلك مع عائلتها...كانوا يتكلمون بأشياء كثيرة...لكنها كانت تنظر اليه فقط...وكأنها تشاهد فيلماً صامتاً..هما فقط بطلاه.....
حرك فمه من بعيد بدون صوت....قائلاً:" أحبكي!"
ابتسمت بسعادة...وقالت في سرها...:" ليس أكثر مني!"

انتهى
Night Breeze






 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:21 PM