|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-10-2020, 04:23 PM | #16 |
زفر يوهان طويلاً وهو يمسح شعره بيده بتوتر بالغ.....لم يفهم ماذا حدث فجأة؟؟لقد كانت رائعة..دافئة....شيطانة ساحرة بين ذراعيه!! فماذا حدث لها الآن!!! اقترب منها وحاول لمس ذراعها...لكنها ابتعدت قليلاً...مما جعله يدرك بأنها لا ترغب بلمسته...فسحب يده بمرار......وقال وهو يعقد ذراعيه على صدره....بصوت لا يخلو من العصبية..... " وماذا يجري الآن بحق السماء؟؟" نظرت اليه بشزر وقالت :" ألا تعرف ماذا يجري الآن؟؟؟؟" قال بغضب:" لا ...لا أعرف!! وأنتظرمنكي توضيحاً؟؟" عادت تنظر أمامها وهي تهز رأسها باستنكار ثم قالت بسخرية والدموع تترقرق في عينيها الحزينتين.. " ماذا أعني لك يوهان؟؟؟" تفاجأ من سؤالها غير المتوقع.....فحاول أن يخرج باجابة منطقية لكنه فشل في ذلك...اذ أنها لمست وتراً حساساً في أعماق أعماقه....... لكنها فسرت ذلك وكأن شكها كان في محله...فالتفتت بابتسامة تحمل السخرية والالم...وقالت وقد انسابت دمعه على وجنتها.... " لقد كنت محقة اذاً!" بدأ يتنبه الى ما تفكر فيه...فقال بهدوء ممزوج بالغضب:" أنتي لا تعرفين عم تتكلمين!" فقالت بصوت أشبه للصراخ:" بل أنا أعرف كل شيء...حضرة الطبيب المحترم...يوهان كيلمر!! أعرف بأنك تعتبرني دمية بين يديك...!!!دمية غبية اعترفت لك بحبها....فلم يمنعك ذلك من التلهي بها حتى تمل وتشبع فضولك منها!!!" كان الغضب يظهر في عينيه اللتين بدتا كالرصاص:" اصمتي!!" صرخت:" لا...لن أصمت!!! تطلب مني أن أبتعد عنك...وتتفنن في اذلالي....ثم تأتي بعد حين..لتصحبني الى حفلة مقتصرة فقط على أفراد المجتمع المخملي....لتريني كم أنا حقيرة وبعيدة عن عالمك ..وأي بعد؟؟؟؟ ......وتأتي الآن...لتمثل دور العاشق تحت ضوء القمر!!" كان كلامها بمثابة الصدمة ليوهان..الذي أطرق صامتاً..وكأنه ترك الكلام لها...., لكنها كانت قد انساقت في احدى نوبات الغضب التي تجتاحها حينما يستفزها أحدهم...فلم تستطع الاكتفاء بما قالته...... فتابعت بشراسه:" قل لي...لم تفعل ذلك؟؟؟لم؟؟هل أبي من طلب منك هذا؟؟أخبرني! هل ....هل قال لك شيء عني؟!!" " لا دخل لمايكل بالأمر!" كان هذا هو رده الوحيد....... فوجدت نفسها على حافة الجنون....لم لايقول شيئاً!! لم لا يدافع عن نفسه؟؟لم لا ينفي كل ماقالته!!؟؟هي تريده أن يفعل ذلك.....!!هي غبية وحمقاء....تريده وتحبه!...ولو كذب عليها الآن...لصدقته!!ولكنه صامت!! أهذا يعني.....بأنها محقة؟؟؟؟ قالت بأسى ودموعها معلقة بجفنيها:" أنت لا تملك حتى ذرة احساس...لتدافع عن نفسك!" نظر اليها نظرة متجمدة....خالية من اي مشاعر...وقال بصوت بعث البرودة في أوصالها " لست بحاجة الى ذلك!" نظرت اليه غير مصدقة....أهذا هو كل ما لديه ليقوله؟؟؟؟ماذا يعني هذا؟؟لا..لا يمكنها أن تصدق بأن جميع اتهاماتها له صحيحة!! لم لم ينفيها اذن؟؟لم لم يأخذها بين ذراعيه ثانية ويخبرها بأنها حلم حياته!! لم لم يخبرها بأنها حبيبته وبأن كل ماقالته..هو حصاد أفكارها الحمقاء..ولا يمت للواقع بصلة؟؟؟ لكن شيئاً من ذلك لم يحدث..... وأمام نظرة الصدمة التي ارتسمت على وجهها....لم تشعر به..الا وهو ينحني ويلتقط شالها...ويقترب منها ليلفه حول أكتافها....وهو ينظر الى عينيها بجمود...ويقول :" أنا الذي كنت مخطئاً...." وهو ينسحب بهدوء....الى سيارته..... أخذت تفكر...ماذا يعني بهذا؟؟؟أتراها أخطات في حقه؟؟لقد لمحت نظرة ألم في عينيه للحظة...لكنها سرعان ما تلاشت وحل البرود محلها.....لم كل هذا الغموض حوله؟؟لم لا يصارحها بما يريده....ولو لمرة!!! قطع عليها أفكارها صوت نفير سيارته....مزعجاً هدوء المكان...فمسحت دموعها بسرعة...ومشت وهي ترفع رأسها بكبرياء....وركبت السيارة....وما ان أغلقت الباب حتى انطلق سريعاً ...كأنه يسابق الريح!! ولما وصل الى منزلها....ظل يحدق أمامه...منتظراً نزولها...همت بالنزول...لكنها عادت ونظرت اليه قائلة... " تصبح على خير!" لكنه لم يجب...وكأنه لا يسمعها....أصابها الحنق...فخرجت من سيارته مسرعة...وما ان فعلت حتى انطلق هو الآخر..من دون أن يلتفت اليها مرة واحدة....عدلت هندامها ومسحت وجهها جيداً من آثار الدموع حتى لا يقلق والدها عليها ان كان ما يزال مستيقظاً.... فتحت الباب بمفتاحها..ودخلت بهدوء....وما ان رأت والدها يجلس في الصالة...حتى رسمت ابتسامة واهية....تخفي وراءها الكثير من المرار....واستعدت لسيل الاسئلة التي جلس والدها يفكر فيها طوال الليل..... نظرت الى السماء....رأت القمر يطل عليها بأشعته الفضية....فتذكرت ما كان منذ لحظات بينها وبين حبيبها....أطرقت بصمت وأغلقت الباب.... لم تستطع رينيه النوم طوال الليل, وهي تفكر بكل ما حدث!! لقد اعتذرت من والدها حينما رأته ينتظرها...وتحججت بأنها متعبة ولن تستطيع الكلام الآن, لكنها وعدته أن تخبره كل شيء في الصباح! وماذا لدبها لتخبره في الصباح؟؟أتحدثه عن شجارهما المذل..وكيف افترقا؟؟؟أم تقول له كيف كان يوهان يلهو بها طيلة هذا الوقت!! أتخبر والدها كم كانت مخطئة بكل ما يتعلق به..وبأنها لم تحسن الاختيار....للمرة الألف!!!! ومما زاد الطين بلة, هو حضور جولي في الصباح الباكر..., لكنها ما ان لمحت النظرة التي كست وجه رينيه حتى صمتت وابتلعت جميع أسئلتها أمام السيد مايكل..وأرجأتها حتى تصبحا على انفراد...... بدأت تصف جو الحفل, والشخصيات التي التقتها هناك....ووالدها يستمع اليها بفرح هو وجولي على مائدة الافطار....وأسهبت في الوصف!! حتى سألها والدها عن يوهان..وان كانا قد قضيا وقتاً ممتعاً معاً..... رسمت ابتسامة مصطنعة كاذبة على وجهها لم تكشفها سوا جولي....وراحت تقص على والدها كيف اعتنى بها ومنع الرجال من مراقصتها...وكيف أنه استأثر بذلك دون سواه! ابتسمت عيني والدها بحنان.....قائلاً:" كنت أعرف ذلك!! هذا الماكر تقتله الغيرة!! وهل بإمكانه فعل غير ذلك...والى جانبه فتاة بارعة الجمال والرقة كحبيبتي؟!" "أبي!! أنت تبالغ؟!" قال وهو ينهض:" لا لست كذلك....! لا تقومي بالانتقاص من نفسك حبيبتي...فكم هو محظوظ من يحصل على قلب صغيرتي الجميلة!" قالت مداعبة:" لم يكن هذا رأيك سابقاً؟؟" ضحك:" هذا صحيح! ولكن ذلك لا يتعارض مع كونه محظوظ!! سأذهب للتريض قليلاَ...تناولا الفطور...فإن طبقيكما لم يمسا!!!" وخرج...... نظرت رينيه الى جولي..التي كانت ترمقها بنظرات غير مفهومة...ارتبكت ثم أشاحت بوجهها عنها وهي تقول في محاولة لتغيير الموضوع... " لم لا تأكلين جولي؟؟أم أن جيك أخبركي كم أنتي بدينة....فتقومين الآن باتباع حمية أخرى!!" لكن جولي لم تضحك أو حتى تبتسم بل قالت بنظرات متفحصة:" لم تجر الامور على مايرام...؟!؟" ابتسمت رينيه بارتباك:" عن ماذا تتحدثين؟؟أية أمور؟" " رينيه....لا داعي الآن لكل هذا....أنا أعرفك جيداً!! وأنتي لست سعيدة!!" أطرقت رينيه صامتة...لا تعرف ماذا تقول!! " اذاً ما كل هذا الهراء الذي كنت تقصينه على والدك منذ قليل؟؟؟ أتظنين بأنه يرغب في أن تكذبي عليه؟؟؟" " أه جولي....ليس الامر سهلاً!!" ربتت جولي على يدها..وقالت بحنان:" أعرف حبيبتي....., أنا آسفة....والآن...هل تخبريني بما حدث؟؟..سحقاً للشيطان...كنت أظن بأنه سيفقد عقله..حينما يراكي بهذا الجمال!!" " وهذا ما حدث!!" فتحت جولي عينيها على اتساعهما:" ماذا؟؟ ولكن...كيف تقولين أن....؟أتعلمين؟؟ قصي علي كل شيء....والآن!!" تنهدت رينيه وأخبرت جولي بما حدث.... " هذا شيء محير حقاً!!! لكنني مازلت أرى بأنكي مخطئة!! ما كان عليك اتهامه بهذا الشكل!!" " آه جولي....لقد سئمت!! سئمت من تلاعبه بي....ان كان يحبني...فعليه اخباري وحسب..!! لم كل هذا الغموض؟؟لم يفعل بي هذا؟؟؟تباً لا أستحق أن يعاملني بهذا الشكل!!لا أستحق هذا منه....وكل ذنبي...أنني .....أحبه!! وسلمته مفتاح قلبي!! لا يحق له أن يحطمه ويهرسه كما يشاء...لمجرد أنني وهبته اياه!!!! من يظن نفسه...هذا الطبيب متحجر القلب؟؟؟" " اهدأي حبيبتي..." وقد بدأت دموع رينيه بالانسياب.......لكنها مسحتها سريعاً وقالت بتصميم..... " جولي!! لقد قررت وانتهى الامر.......سأنساه!!!" |
|
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:28 PM
|
05-10-2020, 04:24 PM | #17 |
ليلة دافئة
مرحباً أعزائي.... كيف حالكم؟؟؟؟؟؟ اممممم...أجل..قمت بتحضير مفاجأة لكم هذا المساء..... فهذه النسائم الليلية الحالمة...ورائحة القهوة المسائية بجانبي....وغناء هيلين سيغارا الشجي..... كل ذلك....دفعني لتقديم هذا الفصل الجديد.....آملة أن ينال اعجابكم.... عطلة نهاية أسبوع ممتعة......تحياتي....^^ الفصل الثالث عشر..... " ليلة دافئة..." مرت الايام...والاسابيع والاشهر....وهي تكابد ذكراه!! كم كانت واهمة وغبية....حينما ظنت نفسها قادرة على نسيانه...لقد كانت تتعلق به أكثر فأكثر.....تمنت لو أنها استطاعت أن تراه....وقد طاوعت رغبتها هذه في لحظة جنون...فذهبت الى عيادته وسألت عنه..لكنها عرفت بأنه قد سافر لحضور مؤتمر في الخارج...ولن يعود قريباً...... أحست حينها بأنها جسد بدون حياة.......وحينما كان والدها يسألها عنه....كانت تجيبه بأنه مسافر في عمل....ولن يحضر قريباً!!ومع أنه شعر بأن هناك خطباً ما بينهما....الا أنه لم يعبر عن شعوره ذاك..ولا حتى بكلمة أمام رينيه....لأنه كان يشعر بأنها تتعذب وحدها...حتى لا تجعله يشعر بأي شيء..... صغيرته الحبيبة..ترزح تحت كل هذا الالم ولوعة الحب....ومع هذا تحاول أن تري والدها بأن كل شيء على مايرام..وبأن حياتها مثالية ووردية الى أبعد حد!!!! وفي أحد الايام...حضرالسيد بوب واقترح على رينيه ووالدها الذهاب معهما في رحلة علاج طبيعية....ستفيد السيد مايكل كثيراً....ولما كانت رينيه مرتبطة بالعديد من حفلات أعياد الميلاد..ولن تستطيع الذهاب....رفض السيد مايكل أيضاً الذهاب...فهو لا يستطيع ترك رينيه وحدها...خاصة بعد كل ماحدث معها..!!! ولكن؟؟؟أيمكنه أن ينتصر على رينيه!!؟؟ كما هو الحال دوماً...وبالاخص حينما سمعت رينيه بأن ذلك سيفيد والدها.....حاولت مرات ومرات مع والدها..حتى أقنعته في آخر المطاف بالذهاب...وحتى تطمئنه أخبرته بأنها ستمكث عند جولي الفترة التي يتغيبها والدها....كما قامت بتأليف قائمة بالاماكن التي سترتادها بصحبة جولي وعدد من الاصدقاء...لتثبت لوالدها بأنها ستقضي وقتاً ممتعاً فيذهب وهو مطمئن عليها....وهذا ماحدث بالفعل!!! استيقظت رينيه صباح اليوم التالي...وهي تحس بكآبة شديدة....لقد غادر والدها بالامس...لكنها لم تقم بابلاغ جولي بعد....لأنها كانت ترغب بالاختلاء بنفسها لأيام...لا تخشى فيها البكاء ولا الحزن..ولا اظهار الزوابع الباردة التي تعصف بأحاسيسها وعواطفها!! ما بال هذا الشتاء الذي لا يريد أن ينتهي؟!!! كانت ترغب بأطلاق العنان لمشاعرها المحطمة..دون أن تقلق على والدها!! انقضت ثلاثة ايام..وهي على نفس الحال....حتى انها اعتذرت عن بعض الحفلات...فهي لم تكن في مزاج يسمح لها أبداً بالرقص والغناء والضحك!! بل ان كل ذلك يذكرها بشيطانها الجذاب...!! نهضت فجأة من على الاريكة...وصرخت قائلة:" هذا يكفي!!" لكن رياح اليأس عادت تهب من جديد...سارقة كل أمل لها في الحياة!!! " آه يالهي!!!" انهارت على الاريكة مجدداً.....ولم تصحو الا في صباح اليوم التالي..... نهضت بكسل....واعياء...وصعدت الى غرفتها...استحمت و بدلت ثيابها....تناولت فنجاناً من القهوة..وقطعة خبز محمص.....ومع أن مذاقها كان كالخشب في فمها..الا أنها تناولتها كلها حتى لايحدث وتسقط من الاعياء...!!! فتحت باب البيت وأقفلته وراءها بعنف......وظلت تمشي وتمشي...وهي لا تعرف الى أين؟؟؟ كان صباحاً جميلاً..والجو منعشاً...والشارع مليئ بالمارة......كل هذه الحيوية والنشاط التي تملأ الطرقات.....وكل هذا اليأس والاحباط والحزن الذي يملأ نفسها..ويسكن قلبها....!! تساءلت كيف كانت تحيا بسعادة...قبل ذلك اليوم المشأووم الذي التقت فيه عيناها بعينيه؟؟؟ " ربما أحتاج الى بعض التدليل!!" تذكرت صديقتها جولي....فأمسكت هاتفها وشرعت تحاول مكالمتها....لكنها تذكرت بأن جولي الآن ستكون في عملها..كموظفة في المصرف! أعادت الهاتف الى حقيبتها واتجهت الى ذلك المقهى الرائع...الذي صحبتها جولي اليه...والتقت فيه بيوهان..ورفيقته الصهباء!! أغمضت عينيها بشدة ثم عادت لتفتحهما وهي تهز رأسها..وكانها تمحوه من خيالها...ولكن أنى لها ذلك؟؟؟؟ دخلت واختارت طاولة قرب النافذة...لتراقب المارة..كما يحلو لها أن تفعل دائماً!!! جاءها النادل....ليأخذ طلبها..لكن ما ان لمح وجهها حتى قال بتعاطف..." صباح سيء..ها؟؟" استغربت رينيه...لكنها ابتسمت وقالت..:" لست أعرف حقاً!" ابتسم وقال:" فتاة رائعة مثلك....لا يجب أن تكون بهذا الحزن!!" دهشت أكثر...هل ذلك واضح على وجهها الى هذا الحد؟؟؟ لكنه قاطع أفكارها.." بماذا ترغب الجميلة؟؟" ابتسمت..فهو كان يحاول رفع معنوياتها بكلامه الرقيق ذاك...فقالت بابتسامة رائعة:" أتعلم ماذا؟؟؟ أرغب بالايس كريم!!" فتح عينيه دهشة وهو يبتسم رغماً عنه:" الايس كريم؟؟ الآن؟؟" ابتسمت قائلة:" وما المانع؟؟كوباً كبيراً من الايس كريم...واحرص على أن يكون منوع النكهات..لكن أكثر من الفريز..فأنا أعشقه!!( كان النادل يستمع اليها غير مصدق...وهو يعقد ذراعيه على صدره..ويبتسم بدهشة) ..و بعضاً من سائل الشوكولاه الاسود اللذيذ على الوجه....أه!! ولا تنسى أن تضع بعض شرائح البسكويت..., أشكرك!" قالتها وهي تبتسم بفرح..... " حسناً جداً.....كوباً كبيراً من الايس كريم الملون....للحسناء الغريبة!" وابتعد وهو يضحك على هذا الطلب الغريب منذ الساعة الثامنة صباحاً......وهي أيضاً أخذت بالابتسام!! أن هذا النادل لن يعرف أبداً..كيف بدل مزاجها..وجعلها تشعر بالراحة قليلاً.....لكنها ستشكره قبل مغادرتها للمكان!! كان جالساً هناك...في زاوية المقهى..يرتشف فنجان قهوته المر...الذي يشبه حبيبته....في اللذة والمرارة...والادمان! لقد اعتزل العالم والناس....أصبحت الايام متشابهة ومريرة وبطيئة.....ولم يكن يشغل باله عنها سوا مرضاه..فشرع في العمل...وهو يكاد يقتل نفسه....حتى دفعه طبيب زميل له..بأخذ راحة لمدة اسبوع....فلقد بدا التعب والوهن باديان على وجهه....ومع انه كان عنيداً لايسمع الكلام بسهولة..الا انه رضخ في نهاية الامر..حينما لاحظ فقدانه التركيز....اكثر من مرة خلال يومين....فأخذ باقتراح زميله..وبدأت عطلته منذ يومين..... وكل صباح يأتي...الى هذا المقهى....يعيش معه ذكريات قليلة مع صغيرته ...كل يوم يطلب فنجاناً من القهوة بدون سكر....ويسحب شريط صور من جيبه....وينظر الى تلك التي تدمي قلبه وعقله وروحه..... لم يكن ذلك سوا نسخته من شريط الصور الذي التقطه في نزهته مع رينيه!! حدق في الصور طويلاً.....استرجع تلك اللحظات التي بدت وكأنها حلم....كان الفرح والسعادة يشعان من عيني رينيه الفيروزيتين.....بل لقد فوجئ حينما رأى نفسه يضحك بهذا الشكل..لم يعرف نفسه....ءالى هذه الدرجة ينسى نفسه معها....ويكون سعيداً كما لو أنه طفل؟؟؟!!! استرعى انتباهه الصورة الاخيرة في الشريط....وهي تظهر ملامح وجهه القاسية...وهو يشيح بنظره بعيداً.....بينما ظهر وجه رينيه الحزين وهي تنظر بصمت الى حبها الضائع!! كيف لم يرى تلك النظرة العاشقة المتألمة......؟؟؟ " آه.... رينيه!!!" هذا هو حاله كل يوم....في الصباح يعيش ذكرياته مع فنجان قهوة..وشريط صور... وفي المساء....مع شريط الفيديو الخاص بحفل التوأمين...يراها ..وهي ترقص وتغني..وتلعب!!! عادت به الذاكرة الى حديثه مع جيني....حينما كلمته لآخر مرة...قبل سفرها هي وعائلتها الى فرنسا..في رحلة استجمامية.....ولكنها قبل ذلك..أحبت الاطمئنان على شقيقها الاكبر..وهي تشعر بأنه يمر بأزمة معقدة لأول مرة في حياته...وكانت تعلم بأن رينيه هي السبب...كما كانت واثقة...بأن شقيقها هذه المرة قد وقع في الحب أخيراً....فهذه هي أول مرة تراه يعاني بعد امرأة....... " يوهان؟؟لم لا تصطحب رينيه وتذهبا معنا الى فرنسا؟؟سوف نقضي وقتاً ممتعاً!" " لقد انفصلنا!" " ماذا؟؟" " كما سمعتي...!!ألم تعتادي على ذلك؟؟بحق السماء جيني...أنتي تعرفينني..وتعرفين بأنني طائر متنقل يحب الحرية!!" " لكن رينيه مختلفة!! وأنت تعرف ذلك...فلا تحاول خداعي!!" " لا أحد مختلف!!النساء كلهن متشابهات....وأنا لن أسلم نفسي لأي منهن!!" " يوهان؟؟؟" " جيني..كفي من فضلك...فأنا أعاني صداعاً رهيباً منذ يومين..وأنتي تزيدينه بأسئلتك والحاحك المزعج!" "ءالى هذه الدرجة..تحبها؟؟" " هل جننتي؟؟من هي هذه التي احبها؟؟؟قلت لكي ..أنا لا أحب.." قاطعته:" بل تحبها..وكفاك كذباً علي!! " صمت......لم يعرف ماذا يقول....وهل هو يحبها فقط؟؟؟بل هو يعشقها...ومجنون بها...وماعاد يعيش الآن...الا على ذكراها....ولكن من الافضل أن يحتفظ بكل ذلك لنفسه!! " ما المشكلة اذاً؟؟؟ ربما هي التي...؟" " لا جيني....هي لا تحب أحداً....(كان يود ان يقول "غيري"..لكنه صمت...وهي فهمت ماكان سيقوله!!) " اذاً ماذا يوهان؟؟لم تحرم نفسك السعادة؟؟؟" " لم جيني؟؟؟(قال بصوت اشبه بالصراخ)..لم؟؟؟أنتي أيضاً تسألينني لم؟؟؟" " هذا يعني بأن رينيه قد سألتك أيضاً؟؟مما يعني أنها تحبك؟!!أليس هذا صحيحاً؟؟" زفر يوهان زفرة طويلة.....وهو يمسك رأسه بين يديه.... " لا أحتمل رؤيتها هكذا جيني!! لكم يقتلني أن أراها تتعذب بسببي....!" عرفت جيني الآن بأن شقيقها العزيز يعشق هذه الفتاة ويذوب في هواها....ولكن ما يمنعه عنها؟؟؟؟كانت تخشى أن يكون ما تفكر فيه صحيحاً..فتساءلت بحذر... " أتظنها صغيرة بالنسبة اليك؟؟؟" بدا التوتر واضحاً في صوته..:" يسعدني بأنكي قد بدأتي تفهمين أخيراً!!" " ولكنك ما تزال شاباً يوهان....والنساء يتهافتن عليك اينما رأينك...فلم تعقد الامور؟" " جيني ..لا تبدأي!!" " ثم أن ...ثماني عشرة سنة...ليست بالفارق الكبير!!" قال بغضب:" لا...ليست بالفارق الكبير......!!هل تريدين أن تصيبيني بالجنون؟؟لو أنني تزوجت في الثامنة عشرة...لكانت ابنتي الان في مثل عمرها!!!سحقاً جيني..كفي عن قول التفاهات...فماعدت أستطيع التحمل!!" صرخت جيني بيأس:" أنت تحبها!! وهي تحبك....وهذا مايهم يوهان!!لا أهمية لأي شيء آخر!!" "أنتي لم تكفي يوماً عن قراءة تلك الروايات الرومانسية السخيفة....وهذا مايجعلك ترين الامور بهذه البساطة!!" أصابها الحنق من تيبس رأسه وعناد...فقالت بغية اثارة حنقه وعصبيته لعله يتحرك... " حسن جداً يا شقيقي.....افعل ما تراه مناسباً..وبالمناسبة....لا تقلق ولا تعذب نفسك بما يخص رينيه...فهي لن تتعب في ايجاد الشخص المناسب الذي يحبها..ويعشقها..ويجعلها تنسى أمرك...وأمر حبك!!" وأغلقت السماعة بغضب...... يا الهي!! هذه اللئيمة..قالت له ما كاد يقتله......نعم!!فالغيرة تقتله...أيعقل؟؟أيعقل أن تنسى رينيه أمره..وتقع في حب شاب آخر!!؟؟ حسناً..ألم يكن هذا هو مبتغاه؟؟ألم يكن هذا مايريده؟؟فلم اذاً استمر بدفعها عنه؟؟لكنه يوم الحفلة..أراد أن يعاملها بطريقة مختلفة...أراد أن يشعرها بأنه يهتم بأمرها..وبأن بامكانه ان يحبها ويعشقها ويدللها كما كانت ترغب...لكن الامسية انتهت على غير ماتوقع!! لقد اتهمته بأشياء عديدة....جعلته يدرك مدى فداحة الخطأ الذي كان على وشك القيام به!!سيظل كل شيء عائقاً بينهما!!مهما تناسيا الامر...ببساطة..هي لم تكن يوماً له!!منذ أن رآها....كان يعرف بأنها كالحلم في حياته...وبأنها ستبدل فيها الكثير....وتقلب فيها الكثير.....ولكنها أيضاً لن تكون له! كان يعرف بأن الامر لن ينتهي على خير...ومع هذا...كان يجد نفسه دائماً في طريقها..بل ويبحث عنها!!! والآن....أيلومها ان شككت بمشاعره وتصرفاته؟؟وهو الذي كان دوماً متقلباً..متناقضاً...لا يعرف ماذا يريد منها!فتارة يدفعها عنه ويثور في وجهها...وتارة يجد نفسه أمام باب بيتها....وهو يأمل فقط بنظرة الى وجهها الملائكي!! كان يعيش مع احزانه وبقايا روحه المتهالكة.....ولم يلحظها وهي تدخل حياته من جديد...وتجلس على طاولة ليست ببعيدة منه....تحدق هي الاخرى في المارة بحزن...وتشكو آلامها وأحزان وحدتها!! رفع رأسه ليرتشف رشفة من قهوته....فإذا به يلاحظ النادل على المائدة القريبة..كيف ينظر بدهشة واعجاب الى تلك الفتاة التي ستعطيه طلبها!! آه لكم هو بائس هذا النادل!! انه يحاول مع تلك الفتاة...وهو لايعرف مانهاية هذا العشق؟؟فإما سيؤذي قلبها أو يؤذي قلبه..وفي كلا الحالتين سيؤذي نفسه...خاصة ان كانت فتاته..تشبه فتاتي!!ان كانت فتاته...حسناء..مجنونة..مثيرة للمشاكل وملهبة للعواطف...مثل حبيبتي!! خاصة وان كانت فتاته....هي....؟؟ " رينيه!!!" قال بصوت متهدج ...غاضب...... وما قطع عليها سكينتها..وصفاء بالها.....هو ذاك المارد الذي وقف الى جانبها فجأة....كان ينثر شحنات زائدة في الجو حوله مضفياً المزيد من الاثارة والرهبة الى وجوده.....ولما لم ترفع رأسها وكأنها تخشى أن يكون ما تتوقعه حقيقة....جلس بعصبية الى جانبها...وقال بصوت يقطر غضباً وحنقاً..... " أرى بأنكي لا تضيعين الوقت!!! ماذا كنت تملئين رأس ذلك النادل المسكين..حتى كان ينظر اليكي بكل هذا الانجذاب والسحر وكأنه فقد عقله؟؟؟" رفعت رأسها تنظر اليه....هالتها ملامح وجهه المتعبة والجذابة التي تعشقها.....أهذا هو حبيبها؟؟؟ لم يبدو هزيلاً هكذا.......و..غاضباً؟؟؟ مهلاً لحظة!! ماذا كان يقول عن ذلك النادل....وعنها؟؟؟؟؟ لكن غضبه زاد...فأمسكها من ذراعها...وهو يجبرها على النهوض.....قائلاً" هيا بنا!" حمل حقيبتها...وخرج مصطحباً اياها..بعد أن رمى بورقة نقدية على مائدتها....وجذبها خلفه...وهي كالمنومة مغناطيسياً....و لم تصحو..حتى رأت نفسها تمشي الى جواره في المنتزه....... " أين أنا؟؟؟" كان صوته قد رق قليلاً:" كنت بدأت أظن بأنكي في غيبوبة ؟؟؟" نظرت اليه...:" أنت؟؟؟ كيف؟؟وأنا...؟؟ماذا تفعل هنا؟؟ولم أنا معك؟؟" نظر اليها باستغراب..ثم قال بعينين ضيقتين:" ماذا؟؟هل أنتي غاضبة لأنني انتزعتكي من نادلك العاشق؟؟؟" عادت الدهشة تكسو وجهها:" نادل؟؟أي نادل..؟؟ " لكنها تذكرت....فعادت للنظر اليه... " ألست خارج المدينة؟؟؟" أطرق ثم قال وهو ينظر أمامه:" كنت كذلك....لكنني عدت!" لكن لمعت عينيه وكأنه تذكر أمراً فجأة...:" ولكن؟؟كيف عرفتي؟؟" قالت بدون تفكير:" أخبرتني سكرتيرتك!" ثم مالبثت أن استدركت نفسها فعضت شفتها السفلى على غبائها واندفاعها....وبالاخص حينما رأت تلك الابتسامة تكسو ثغره الجذاب... حاولت تصحيح الموقف:" كنت ...كنت قد ذهبت مرة للسؤال عنك....لأن والدي كان متعباً...فأخبرتني السكرتيرة بأنك مسافر!" قالتها وهي تحول نظرها عنه حتى لا يكتشف كذبها... " فهمت! وكيف أصبح الآن؟؟" " انه بخير! أشكرك!" " وهل أنتي بخير؟؟" قال بلهجة حنونة وصوت دافئ...اقشعر له بدنها..لكنها ابتسمت بعصبية قائلة:" بالطبع...أنا في أحسن حال!!" دقق النظر اليها حتى كادت تقع مغشياً عليها من حدة نظراته....." لاتبدين كذلك!!" ارتبكت فعادت لاتخاذ موقع الهجوم..:" وماذا تريد مني الآن؟؟؟ولم سحبتني خلفك وكأنني شاة...ودون أن تسمع رأيي؟" " من هو ذاك الشاب؟ وماذا يعني لكي؟" دهشت من سؤاله:" أي شاب؟؟" " لا تراوغي الآن رينيه....! ذاك النادل في المطعم.!!عن أي شيء كنتما تتحدثان..حتى بدا مسحوراً بهذا الشكل؟!!" قالت بدهشة:" أنا لا أراوغ...وأنا لا أعرف عن أي شيء تتحدث!!" قال بنفاذ صبر:" ولم أنتي غاضبة اذاً من خروجكي من المقهى؟؟ان لم يكن من أجل ذلك النادل؟؟؟فلم؟" بدأ الحنق يصيبها:" لأنني لا أحب أن أساق هكذا..كما سبق وأخبرتك...., كما أنني كنت على وشك الاستمتاع بوجبة لذيذة....لولا اقتحامك لخلوتي!!" ابتسم....." حسناً...اذا كان الامر كذلك..فاقبلي اعتذاري.....وأنا مصر على تعويض تلك الوجبة اللذيذة.....هل تقبلين الافطار معي؟؟" " لا..شكراً! لقد تناولت فطوري!!" " اذاً...لنتناول فنجاناً ساخناً من القهوة......فالجو بارد هذا الصباح!!" نظرت اليه بتحدي..ثم قالت:" لا....سأتناول الايس كريم!!" فتح يوهان عينيه على اتساعهما دهشة:" لا يمكن أن تكوني جادة!!!" " بلى..أنا جادة جداً.....وكنت على وشك تناول ألذ طبق ايس كريم في العالم......وبما أنك المسؤول عن ذلك...فسيكون عليك التعويض!!!" قالت بعناد.... " لكن الجو بارد!! لا أظنها فكرة حسنة!!" " قلت الايس كريم....!!! ستحضره لي أم آتي به بنفسي؟؟" قالت بتهديد..... " لن تتناولي الايس كريم أبداً أيتها الشابة في هذا الجو الممرض! اختاري شيئاً آخر!" زادت عصبيتها فراحت تدق الارض بقدمها في حنق قائلة:" وأنا قلت الايس كريم..يعني الايس كريم....!" نظر اليها...ثم ابتسم فجأة على منظرها......لكم تشبه الاطفال غاليته الصغيرة..... فقال أخيراً:" حسناً...اهدأي!!!..منذ متى أنتي عصبية بهذا الشكل؟" نظرت اليه بحنق:" أووه...لاأعرف منذ متى!!" تنبه الى نبرة اللوم في صوتها..فقال بهدوء:" تفضلي..من هنا!!" وبعد أن تناولت كوباً كبيراً فيه كل المواصفات التي طلبتها....شعرت بألم خفيف في حلقها...ولاحظ يوهان ذلك..... " هل أنتي بخير؟؟" " أنا بأحسن حال!!" " ..لا أعتقد هذا!" نظرت اليه وقالت باستخفاف:" لا أصدق!! لا تقل الآن بأن صحتي تهمك!!" جذبها من ذراعها اليه وهو يقول بنفاد صبر:" ولم لا؟؟" نظرت اليه...ثم أصابها سعال مفاجئ..... " أيتها الحمقاء الصغيرة!! تباً لعنادك!! هيا الى البيت...ولا أريد سماع اي كلمة أخرى ..." اكتفت بالصمت...ولم تعلق!! ولما وصلا...ترجل من السيارة حتى يفتح لها الباب وكان يريد أن يلقي التحية على مايكل...فأخبرته بأن والدها في اجازة..... وظهر القلق فجأة على وجهه......" ولكن ماذا ان حصل لكي مكروه؟؟" " أنا بخير...فلا تبدأ نصائح الطبيب من فضلك....ثم ان جولي ستأتي لاحقاً...فلا مبرر لقلقك....ان كنت حقاً كذلك!!" أثارته نبرة السخرية التي تحدثه بها منذ أن رأته.....فلجم لسانه عما كان يود قوله في آخر لحظة...وبدا حانقاً وغاضباً بشدة....فلم يزد شيئاً...بل التفت وغادر على الفور.......وهو يصفق الباب خلفه بشدة.... نظرت اليه وقد أراحت يديها على زجاج النافذة.....نظرت اليه وهو يغادر...لكم يؤلمها ذلك!! لكم يعذبها هذا الانسان....لماذا يصر على الظهور والاختفاء فجأة؟؟وهي؟؟هي الغبية التي تتعلق بشخص مثير للأعصاب كيوهان؟؟ انه يربكها ...في حضوره وغيابه!!فما العمل؟؟؟ أراحت رأسها المنهك على يديها..وأغمضت عينيها بألم.."تركتني للذبول....وقد كنت فاتنة جداً بك!! آه يوهان....سأهرب منك! نعم..سأهرب منك...لأنني أحتاجك...وأعلم بأنك لن تكون..بجانبي أبداً!" انسابت دمعتين سخيتين على وجنتيها......., لكنها ما ان سمعت صوت رنين الهاتف حتى مسحتها بسرعة وأسرعت تجيب..آملة أن يكون والدها..فلقد اشتاقت اليه!! وفعلاً كان هو يريد الاطمئنان عليها...ومع أنها حاولت قدر الامكان أن تبدو سعيدة وفرحة....الا أن مايكل لم يخدعه ذلك....فعلق بأنه سيعود قبل نهاية الرحلة المقررة لأنه مشتاق اليها كثيراً...ومع أن رينيه عارضت بشدة...الا أنه كان قد عزم أمره..وانتهى الامر....حسناً, في النهاية هي لم ترث عنادها من الخارج!!! خلعت سترتها ورمتها جانباً.....ثم ألقت بنفسها على الاريكة....أريكة حزنها!!هكذا سمتها..وقررت التخلص منها فور تخلصها من هذا الضعف الذي يجتاحها!!! وماهي الا دقائق حتى غطت في نوم عميق...... توالت الكوابيس والاحلام المزعجة عليها...وكلما ظنت نفسها استيقظت من حلم مزعج..وجدت نفسها دخلت في الاخر.....لكنها استيقظت في نهاية المطاف..على صوت قرع عنيف على الباب...... يتبع........ |
|
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:28 PM
|
05-10-2020, 04:25 PM | #18 |
مرحباً جميعاً... عذراً على التأخير....والآن سأتابع من حيث توقفنا لأخر مرة...وأعرف بأن هذا الفصل قصيرة..لكن النهاية قريبة...وأعدكم بفصول طويلة!! تحياتي..... توالت الكوابيس والاحلام المزعجة عليها...وكلما ظنت نفسها استيقظت من حلم مزعج..وجدت نفسها دخلت في الاخر.....لكنها استيقظت في نهاية المطاف..على صوت قرع عنيف على الباب...... فتحت عينيها بذعر.....وهي تشعر بالخوف...والتعب....حاولت جذب نفسها لتقف..لكن قواها كانت خائرة....حاولت من جديد ونجحت...ولما وصلت الباب....الذي كاد أن يتحطم جراء هذا الطرق العنيف.....فتحت قليلاً...لكنه مالبث أن دفع الباب بقوة...فارتدت الى الحائط...ومع أن ملامحه كانت كالشيطان لشدة غضبه....الا أنه حينما رأى ما فعله بها...حتى هرع اليها كالمجنون.....والقلق والذعر يسريان في أوصاله..... :" أوه ..يا الهي....ماذا فعلت؟" قال ذلك وهو يمسك بها..لكنها ما ان ضربت في الحائط..حتى وقعت مغشياً عليها..... انهار يوهان الى جانبها.....وهو يهتف باسمها ويتحسس شعرها ووجهها...أدرك حينها أنها تعاني حمى شديدة.....هذه العنيدة!! لقد حذرها....ولكنها كعادتها..لا تنصاع الا لرغباتها!! حملها..وتوجه بها نحو الاريكة....ووضعها بهدوء..كانت تهذي وتتكلم كثيراً أثناء نومها...بكلمات غير مفهومة...أو مترابطة!! هرع الى المطبخ..ليحضر لها الكمادات الباردة...علها تخفض من حرارتها المرتفعة قليلاً... وما ان وضع الفوطة الباردة بماء مثلج على رأسها..حتى صرخت وهي ترتجف بشدة...وتحاول رميها... لكن يوهان أسرع يمسك ذراعيها وهو يهمس لها بكلمات حنونة..مهدئة....استجابت لها على الفور...فهدأت واستكانت..وتركته يعمل..... وبعد مضي بعض الوقت....فتحت عينيها بثقل وارهاق...حتى وجدت نفسها مستلقية على الاريكة...وقد وضع أسفل رأسها العديد من الوسائد لراحتها..كما وجدت نفسها مغطاة بدثار صوفي...وتلك الكمادات ما تزال على جبهتها.....استغربت!! هل عاد والدها؟؟أم أنها لا زالت تحلم!! ولم تكد تكمل جملتها حتى فتح الباب..ودخل هو منه...محملاً بالعديد من الاكياس...ولما نظر اليها ورآها مستيقظة...بش وجهه فجأة....قائلاً:" اذاً استيقظتي أخيراً!!" حاولت رفع رأسها..لكنه نهرها بشدة....فعادت الى الاستلقاء..وهي تنظر بدهشة اليه.... أدخل الاكياس في المطبخ...ثم عاد لها وهو يحمل بعض الادوية...... " بعد ان تتناولي هذه الاقراص...ستكونين أحسن حالاً!!أعدك!!" وهو يبتسم ليخفف عنها...هو يعرف بأنها مندهشة ومتوترة لوجوده...ورؤيته لها على هذا الحال من الضعف... " كيف عرفت بأنني مريضة؟" قالت باستغراب..... " أذكر بأنني قلت لك ذلك هذا الصباح!! ولكن كيف سيكون بامكانك أن تخضعي لأوامري!! مع أنكي تعلمين بأنني محق!!!" أشاحت بوجهها..:" لم يكن عليك ازعاج نفسك بي..أستطيع الاعتناء بنفسي!!" " حقاً؟....أظن بأن جولي ستعتني بك!! أستغرب..كيف ستفعل ذلك....وهي غير موجودة!!" أطرقت رينيه..ثم قالت بحنق:" هذا شأني وحدي!!" نظر اليها يوهان مطولاً ثم قال:" أنتي لم تخبريها..أليس كذلك؟؟" " قلت لك هذا شأني وحدي!! ولست بحاجة اليك أو لغيرك!!أنا لست فتاة صغيرة...يمكنني الاعتناء بنفسي!!" قال مهدئاً وهو يلمس وجنتها بأصابعه الدافئة:" لم يكن هذا ما قصدته...ولكن الانسان حينما يمرض..يحتاج الى من يعتني به...بغض النظر ان كان صغيراً أم كبيراً!! ألا تظنين هذا؟؟" كانت قد استكانت على لمساته...فهدأت وأغلقت عينيها....لكنها ما ان سمعت ما قال..حتى قفز السؤال الى فمها ونطقت به لاشعورياً :" وأنت؟ من يعتني بك حينما تمرض؟؟ أم أنك لا تمرض..لأنك طبيب؟!!" ضحك يوهان على تعليقها الطفولي..لكنه عاد ليقول:" كل الناس تمرض عزيزتي....حتى الاطباء...وهناك أيضاً من يعتني بي!! فلا تقلقي علي!!والآن هيا لتناول الدواء...!" نظرت اليه متفحصة....وتناولت الدواء...ثم عادت تستلقي وهي تحدق به......توتر فكه من نظراتها...فنهض قائلاً:" لقد أحضرت بيتزا ساخنة ولذيذة....كنت أرغب في تحضير شيء بيتي مميز...ولكنني لا أعرف الطهو....لذا أرجو أن تعذريني!" هذه اول مرة تبتسم فيها بصدق منذ وقت طويل...مما أثلج صدره... " لا تهتم! فأنا أحب البيتزا!!" ابتسم هو الآخر...وذهب لاحضارها..... كانا يأكلان معاً ويتحدثان..يضحكان تارة...وتارة أخرى تأخذهما المواضيع الجدية...كانا منسجمين جداً..وكأنهما صديقان قريبان..أو....عاشقان متيمان!!! " والآن..عليكي الراحة! حتى تتحسني بسرعة..وتعودي لطبيعتك!!" " حسناً...!" وهي تعود للاستلقاء من جديد..... " أليس من الافضل أن تنامي في غرفتك!!" " أنا لا أنام في غرفتي.....منذ أن غادر أبي!! تروقني هذه الاريكة كثيراً!" أجل فهي الشاهدة على عذاباتها وأحزانها التي لا تنتهي.... " ولكن..ان كنتي ستنامين على الاريكة....فأين سأنام أنا؟؟؟" توقف قلب رينيه تقريباً....ماذا؟؟سينام هنا؟؟في بيتها....وتحت سقف واحد معها!! تداركت نفسها قائلة:" لا تزعج نفسك بي...أرجوك أن تذهب وترتاح...فقد أتعبتك بمافيه الكفاية لهذه الليلة!!" " هل أعتبر هذا طرداً مهذباً؟؟" نفت بسرعة:" لا.لا...ولكنني لا أريد أن أزعجك أكثر!" " حسناً...أنتي لا تزعجينني أبداً..بل سأنزعج حقاً حينما أضطر كل ساعة لمهاتفتك والاطمئنان عليك!! " " ولكن؟؟" " اهدأي الآن....واتركي كل شيء لي!! حسناً؟؟" لم تعرف ماذا تقول...لكنه اقترب منها وحملها بدون سابق انذار..وتوجه بها الى غرفتها...وما ان وضعها على سريرها....حتى نظر اليها نظرة طويلة....كادت تفضح مشاعرها....تلمس خصلات شعرها التي يعشقها....ثم قال برقة...." تصبحين على خير..رينيه!" قالت بنفس متقطع:" تصبح على خير..يوهان!" وخرج وأغلق الباب خلفه بهدوء......زفرت براحة...ثم مالبثت أن نهضت لتبدل ثيابها وتغتسل..استعداداً لنوم عميق ومريح...! |
|
|
05-10-2020, 04:26 PM | #19 |
حينما يذوب الثلج
الفصل الرابع عشر " حينما يذوب الثلج!!" نهضت مذعورة...وهي تسمع صوت دوي الرعد...ولمعان البرق يضيئ غرفتها للحظة ثم يعود الظلام من جديد..... شعرت بالخوف.....لكنها كانت تحاول تهدئة نفسها..:" لا تخافي ايتها البلهاء!!مجرد رعد وبرق...وأمطار غزيرة..أنتي لستي صغيرة!!" لكنها ما كادت تكمل جملتها حتى قصف الرعد من جديد...فقفزت مذعورة من سريرها وهي تصرخ.....فتحت باب غرفتها وهمت بالخروج...لكن ذلك بدا مخيفاً ومعتماً أكثر من غرفتها...فعادت وأغلقت الباب..وهي ترتعد...وكلما دوى الرعد أطلقت صرخة ذعر....ثم انهارت الى جانب باب غرفتها وجلست القرفصاء....وهي تدفن رأسها في حضنها...و تدعو أن تنتهي هذه العاصفة قريباً! وفجأة فتح الباب على مصرعه..فصرخت بخوف أكبر....خاصة حينما رأت ذاك الشبح الضخم الذي يسد باب الغرفة.....لكنه اقترب منها وهبط الى جانبها..و قال بصوت حنون.. " يا الهي...رينيه؟؟ماذا حدث ؟؟" وما ان رأته وسمعت صوته حتى قفزت معانقة اياه بذعر....التفت ذراعيه حولها تلقائياً.......قائلاً بهدوء :" اهدأي يا صغيرتي!!مابكي؟ ء أنتي خائفة من العاصفة؟؟" هزت رأسها موافقة..." لا تخافي....أنا معكي!!" تشبثت فيه أكثر.....أهي من تتصرف بهذا الشكل؟؟أم هو عقلها الباطن الذي يرفض التخلي عنه!!؟؟ نهض عن الارض وهو يشدها معه...نادى بصوت حنون:" اهدأي يا صغيرتي..فأنا هنا!" كانت مازالت متشبثة به...لكنها رفعت رأسها قليلاً لتنظر اليه...وما ان فعلت حتى نست خوفها وقلقها..تاهت مع نظراته الساحرة....المتعلقة بشفتيها....استدركت كم هي قريبة منه...بل هي في الحقيقة بين ذراعيه...وهي التي تضمه وتشده اليها.....أحست بالاحراج..والارتباك... ماذا كانت تفعل بحق السماء؟؟وماذا سيقول عنها الآن؟؟؟؟ بدأت بالاعتذار..وهي تحاول سحب نفسها منه....لكن ذراعيه رفضتا تحريرها....بل جذبتاها من خصرها اليه بتملك,...وعانقها عناقاً محموماً دافئاً...... لم تقاوم رينيه....بل استمتعت بكل لحظة...ربما كل هذا لا يحدث...وهي تعيش فقط احدى أحلامها...اذاً فلتستمتع في الاحلام قليلاً..طالما الحقيقة مريرة كالعلقم!!! تحسست ذراعاه ظهرها المكشوف...وكتفيها البضتين....وكان كل ذلك يزيده جنوناً!! شعر وكأن به مس أو سحر من هذه الفتاة....وكل ماحوله....لم يساعده على التخلص من ذلك...فانساق وراء أحلامه هو الآخر....هو ماعاد واثقاً من أي شيء بعد الآن....سوا في روعة هذه اللحظة..مع اسفنجته الجذابة...التي قلبت موازين حياته....وجعلته كالمجنون بها!! رفع وجهه تدريجياً حتى أصبح ملاصقاً لوجهها....وأنفاسها الحارة تلفح وجهه...فتزيده رغبة وشوقاً اليها......هتف بصوت هامس جذاب:" رينيه!" نظرت اليه بحياء....فالتقت أعينهما أخيراً.....وحل الصمت لفترة...لكن يوهان بدا نافذ الصبر من كل تلك القيود التي تكبله في علاقته مع رينيه.....كان يعلم بأنه هذه الليلة...حر طليق من كل الاوهام التي ملأ بها رأسه.....ورأس حبيبته...ومع أنه يعرف..بأنه مع اشراقة شمس الغد...سيكون عليه التعامل مع الكوارث الناجمة عن جنونه لهذه الليلة....ولكن ذلك لم يعد يهمه...! قال أخيراً..وهو يمسك وجهها بين يديه.:" حبيبتي رينيه....! ( أطرق قليلاً..ثم تابع)..أعرف بأنكي لستي لي....ولكني أحبكي.....وشوقي اليكي يقتلني...كرامتي تمنعني..وبرائتكي تمنعني!!..وكأن كل شيء يحول بيني وبينك...كل شيء حبيبتي....كل شيء...!" وهو يسند جبهته على جبهتها وقد بدا منهاراً مرهق الروح والجسد!!...ولم تمضي ثانية..حتى أحس بدموعها تنهمر على وجنتيها بغزارة.....نظر اليها..... " أوه حبيبتي....أرجوكي لا.....!لا تعذبيني!!" وهو يمسح دموعها بشفتيه..... قالت من بين الدموع...وقد ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها الحزين.... " أنت تحبني يوهان؟ تحبني أنا؟؟؟" نظر اليها متأملاً:" بحق السماء..أما زلتي تجهلين ذلك؟؟كيف لاأحبكي....وأنتي التناقض الجذاب بعينه!! الملاك الشيطان!!! البراءة الفاتنة!!لم أر في حياتي من هي تبكي وتضحك في نفس الوقت....وذلك يجعلكي رائعة الجمال!! آه رينيه...أنتي لا تملكين أي فكرة ..عما تفعلينه بي..أليس كذلك؟!!" قالت ببراءة الاطفال:" لم أفعل شيئاً يوهان...سوى حبك! أحبك يوهان..أحبك!!" أغمض عينيه من فرط الانفعال....:" آه رينيه...!! أرجوكي لا تفعلي هذا بي..؟؟؟ " أطرقت رينيه...لا تعرف ماذا تقول....هل ستستجدي حبه الآن؟؟لكنه اعترف بأنه يحبها..اذاً؟ أين هي المشكلة؟؟ نظر اليها ..عرف بأن التساؤلات تدور في رأسها الجميل وتحيرها....لمست أصابعه وجنتها الناعمة....نظرت اليه بعطف وحب....وحيرة...... " رينيه..لا تنظري الي هكذا!! لا أستطيع!!قلت لا أستطيع!! أنا أكبركي بكثير.....أنا لا أصلح لكي!!افهمي أرجوكي!!" " أفهم أنني أحبك!" نظر اليها وقد بدأت حصونه بالتهاوي...." ليست الحياة مبنية على الحب فقط...هناك أشياء أخرى أكثر أهمية!!" قالت باصرار:" حقاً؟؟؟ اممممم....أحبك أيضاً!!" أحس بأنه سينهار...فقال بعصبية ليداري موقفه الضعيف:" كفي عن تكرار هذه الكلمة!!" " أحبك...أحبك..أحبك...حتى آخر العمر!!" نظر اليها بوله...وقد انهارت كل حصونه...جذبها من خصرها بذراعه اليه...بينما انسلت يده الاخرى في شعرها ليقربها أكثر.....وحدث ما كان يحاول منعه....منذ أول الليل...... قبلها بنهم ولهفة..ولوعة.....قبلها كما لو كان يمنع نفسه عنها منذ أول الدهر....قبلها كما كان يفعل في أحلامه...... رفع رأسه عنها لينظر في عينيها من جديد....قائلاً بصوت يرتجف من فرط التأثر.... " ماعدت قادراً على التحمل رينيه.....تجعلينني أفتقدعقلي بشدة...لكثرة هلوستي بكي,....أحبكي يا صغيرتي..أحبكي بشدة!!...بل أنا مجنون بكي...!! كنت دائماً أخاف عليكي مني....ولكن الان؟؟....اعلمي حبيبتي...بأنه لم يعد هناك مفر....لن أدعكي تتركيني أبداً!! أبداً حبيبتي...." تنهدت بعمق..بعد طول انتظار....وهي لا تكاد تصدق ماتسمع..." آه يوهان!!! قل لي بأنني لا أحلم! اقرصني يوهان...لأتأكد من ذلك!!" ابتسم يوهان...لكنه قال بمكر:" عندي طريقة أفضل!!" وهو يعود ليضمها بين ذراعيه بلهفة واشتياق.....ويتناول شفتيها من جديد...لكنه أحس بأنها تنهار بين ذراعيه...فما كان منه الا أن رفعها وحملها الى سريرها.....كانت تبتسم بلا وعي...وتهذي بكلمات كثيرة.....تعبر عن روحها العاشقة..... كانت نوبة حمى جديدة...قد اجتاحتها بعد كل هذا الهذيان والجنون الذي عاشت فيها لبرهة مع يوهان.......فهل تأتي الشمس...لتنسف كل الاحلام والوعود بينهما!!!!!؟؟؟؟ |
|
|
05-10-2020, 04:28 PM | #20 |
أكان حلماً
الفصل الأخير.... "أكان حلماً؟؟؟" كانت الابتسامة ماتزال مرسومة على وجهها الفاتن......داعبت خيوط الصباح عينيها الناعستين.....فحركتهما ببطئ وهي لاتريد الاستيقاظ من حلمها الوردي....لكن ذكرى الليلة السابقة تسلل الى ذاكرتها....فقفزت في سريرها فجأة..وقلبها يخفق بشدة لفرط الغرام!! كانت تشعر بأن جسدها مليئ بالطاقة وينبض بالحيوية والعافية....وكل هذا بفضل يوهان..الذي رد لها روحها..حينما أخبرها بأنه يحبها........ تنهض مسرعة من سريرها....تغتسل وتبدل ثيابها وتظهر في أحلى حلة....تفتح باب غرفتها وتهبط السلالم سريعاً.....عجباً!!لايوجد أحد في الصالة...واريكة البؤس فارغة....مما يعني أن يوهان قد نهض مبكراً!!لكنها ابتسمت فجأة...ربما هو يحضر لي الفطور.... اتجهت بسرعة الى المطبخ..وهي تهم بقول أحلى عبارات الشوق والحب لحبيبها....دخلت المطبخ وهي تقول:" صباح الخير يا......" وتوقفت فجأة....حينما التفت اليها والدها..... " آه حبيبتي...اذاً استيقظتي أخيراً......" وهو يقترب منها معانقاً...فعانقته والدهشة ماتزال مرسومة على وجهها...." أوه أبي!! لقد عدت!" نظر اليها باستغراب...:" ألا يسركي ذلك؟؟؟" استدركت نفسها وابتسمت وهي تعانقه من جديد:" كيف تقول ذلك؟؟بل اشتقت اليك كثيراً..كثيراً!! كيف كانت رحلتك؟" بدا عليه الاطمئنان لعودة رينيه الى طبيعتها...كما بدت في أحسن حال..وان كان يجهل السبب " سأحدثكي عن كل شيء أثناء الفطور!!" " حسناً" وعلى مائدة الافطار..كان والدها يقص عليها كل ماحدث معه...وممايبدو فقد استمتع كثيراً برحلته بل واستفاد منها كذلك....فهي لم تر وجهه أكثر صحة من الان!! ومع أنها كانت تحاول أن تركز اهتمامها مع حديث والدها...الا أن السؤال يقفز رغماً عنها الى عقلها.... " أين ذهب يوهان؟؟هل غادر قبل حضور والدها؟؟؟هل غادر في اليلة السابقة..؟؟أم كان كل هذا حلماً!! فهي لا ترى أي شيء من اثار الليلة السابقة يدل على وجوده!!! " لابد أنني قد جننت!!" " حبيبتي ...هل تكلمين نفسكي؟؟؟" تساءل والدها بدهشة.... " أوه..عذراً أبي...لقد شردت لبرهة!! أكمل...وماذا عن تلك الينابيع الحارة؟؟؟هل هي حقاً كما يصفها الناس؟؟" " أوه..عزيزيتي ...بل هي أفضل!! أتعلمين ...." واستمر الحديث بينهما حتى شعر السيد مايكل بالنعاس..فصعد ليرتاح قليلاً....في هذه الاثناء...ارتدت رينيه معطفها....وخرجت لتتأكد من كل ماحدث لها قبل أن تفقد الذرة الاخيرة المتبقية من عقلها...... توجهت الى عيادته....فلم تجده....سألت عنه في المستشفى...أيضاً لم يكن هناك!! أين ذهب اذا؟؟؟ كانت تشعر بالضيق...فلم تجد نفسها الا وتتجه الى منزل جولي.....ومع أنها كانت غاضبة منها لأنها لم تتصل بها منذ 3 أيام...ولكنها حين عرفت بأن جولي كانت مريضة هي الاخرى عذرتها..بل لامت نفسها لأنها لم تكلمها الاخرى...... " هل تشعرين بتحسن؟؟؟" تساءلت رينيه..وهي تنظر الى جولي الراقدة بارهاق في فراشها.... " قليلاً!!ولكن من الجيد أنكي لازلتي تذكرينني!!" قالت بعتب.... " جولي لا تغضبي مني....فقد كنت مريضة الاخرى....وحينما تحسنت...جسدياً...حضرت لزيارتك!" وبينما تمسح أنفها بمنديل..قالت وهي تنظر بتساؤل:" جسدياً؟؟؟وماذا يعني هذا؟؟" نهضت رينيه من جانب جولي....وقالت وهي تتجه الى النافذة:" لأن عقلي على وشك الانهيار.....!" نظرت الى جولي وقالت:" لقد جننت يا صديقتي!!!" " تعالي حدثيني بكل شيء...فأنا لا أفهم منكي شيئاً!! تتحدثين بالالغاز!!" هزت رينيه رأسها بيأس وهي تعود للنظر الى النافذة..... " أنا نفسي..لست افهم شيئاً!! ولكنني سأخبركي..منذ؟؟منذ بدأت هلوستي!!" وقالت لها كل شيء....... " رينيه...لا تغضبي مني....ولكن؟ ءأنتي متأكدة من أن ماقلته لم يكن حلماً؟" قالت بانفعال:" أنا واثقة..؟!..أنا..شبه واثقة تقريباً جولي!! " كررت من وراءها:" شبه واثقة....وتقريباً؟؟بربكي رينيه؟؟أتستمعين الى ما تقولينه؟؟؟" قالت بتوتر وهي تحرك يديها في الهواء بعصبية:" لا أعرف جولي...لم أعد أعرف شيئاً...لكنني مازلت أتذكر لمسة يديه....مازال طعم قبلاته الرائعة على شفتي....رائحته عالقة في أنفاسي....لايمكن! لايمكن أن يكون كل هذا حلماً!! لقد...لقد قال لي كم يحبني جولي...أخيراً اعترف بذلك....وأخبرني كم أفقده صوابه!! (وهي تبتسم...وتحاول تذكر كلماته بدقة)..لقد قال شيئاً عن تناقضاتي ...والتي يعشقها!! لقد...؟لقد..استغرب كيف أنني لم أحس بحبه العارم نحوي حتى الآن؟؟؟ لا جولي.....لاتقولي لي بأن كل ذلك كان حلماً!!لايمكن هذا! لا يمكن!" " حبيبتي....أنت كنتي محمومة وقتها....ألم تقولي ذلك؟؟" " لا..بلى! أعني أنني كنت كذلك....لكنني لم أفقد عقلي بعد!!" " رينيه....كم أتمنى لو كان كل هذا حقيقي..لكن؟" قاطعتها رينيه بألم:" أتقولين بأن كل هذا من نسج خيالي؟؟؟أنتي لا تصدقينني اذاً؟" " رينيه استمعي الى نفسك بالله عليكي!! لقد كنتي محمومة وتهذين....ولشدة تعلقك بهذا الشيطان الذي يظهر بأنه لا يملك احساس.....بتي تتخيلين أحلاماً عاطفية معه....كلنا نعاني من ذلك في فترة اضطراب مشاعرنا!!وبالاخص حينما يصاحب ذلك حمى مزعجة!!" تمالكت رينيه دموعها..وأشاحت بوجهها عن جولي...لكن جولي تابعت " أوه رينيه..لا تغضبي مني....لكنني لاأريد أن تعيشي في وهم!! والا..كيف تفسرين عدم وجود أثر له في الصباح؟؟؟؟ها؟؟؟أين ذهب؟؟ولم يترك لكي اي عنوان؟؟لا في المستشفى أو في العيادة؟؟؟" أطرقت رينيه بيأس:" أظن بأنكي محقة يا صديقتي....ربما هو خيالي الواسع ثانية!!" " حبيبتي...لا تحزني!! ان كان يجعلكي تعانين كل هذا...فهو بالتأكيد..لايستحقكي!! وستعثرين على الرجل المناسب يوماً ما....انتظري وسترين!" نظرت رينيه الى جولي وقالت بألم:" لقد عثرت عليه جولي....لكنه هو لم يعثر علي!!!" وانسحبت حزينة.....بعد أن وعدت جولي ان تعود لزيارتها........ تمشت في الشوارع لفترة.....لماذا يحدث لها هذا؟؟؟؟أيعقل بأنها جنت...فلم تعد تميز بين الحلم والحقيقة؟؟؟لكنها ...شبه واثقة بأن يوهان كان معها ليلة الامس....ولكن ماقالته جولي...منطقي بالفعل!! ولابد أن هذا هو الواقع..... ربما عليها ان تبتعد قليلاً عن هنا....ربما ان ابتعدت, خرج هذا اللئيم من تفكيرها الى الابد.... ستقترح على والدها ان يرحلا من هنا..بمجرد ان تراه.......عادت الى المنزل وهي اثقة بأنها قد وجدت الحل لكل مشاكلها..بالرغم من أن ذلك سيحطم قلبها كلياً....ولكنها لن تموت بالتأكيد...... فتحت الباب ...دخلت...ثم أغلقته...., خلعت معطفها وقامت بتعليقه خلف الباب....دخلت الى الصالة وهي ماتزال تفكر كيف ستفاتح والدها بالامر....لكنها وجدته جالساً براحة على اريكة الاحزان.....وفي يده فنجان قهوة....وكم كانت فرحته حينما رآها.... " آه حبيبتي...كنت بدأت أقلق عليكي....أين كنتي؟" اقتربت منه مهدئة...:" ولم القلق أيها الوسيم؟؟كنت أزور جولي..فقد كانت مريضة وذهبت للاطمئنان عليها!!" " أوه المسكينة؟؟وكيف هي الآن؟؟" " انها بخير!!" " وهل أنتي بخير؟؟؟" تساءل والدها حينما رأى الوجوم يغزو وجهها...هذا بديهي..فقد مرت ذكرى حديثها مع جولي...عن حبيبها السراب...على بالها!!فكان لا بد من هذا الوجوم والبؤس الذين ظهرا في عينيها...... لكنها رفعت رأسها لتنفي ذلك...وهي ترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها...لكن الزمن توقف فجأة....وكذلك توقفت جميع مشاعرها وجميع أفكارها وأحزانها وأفراحها..وكل مايشغل بالها...بل توقف عقلها وتوقف جسدها وكأنها في غيبوبة....لم يكن هناك ما يعمل...سوا قلبها الملتهب..وتنفسها الذي قارب على الانقطاع.... توقف كل العالم لديها....حينما دخل ذلك الجذاب اللعين...من غرفة المطبخ حاملاً بيده فنجان قهوة له....وتظهر على وجهه ابتسامة اشفاق..أو عطف!! هل عادت لأحلامها من جديد؟؟؟هل باتت تراه في كل مكان وفي كل لحظة من حياتها؟؟؟هل غزا عالم الحقيقة..كما سرق عالم أحلامها؟؟؟؟حسناً...لقد جنت بالتأكيد....لم يعد هناك شك!! لم تتبدل نظراتها الا حينما امتدت أصابعه الى وجنتها الشاحبة...سمعت من بعيد... وكأنه قادم من بئر....صوتاً يسألها..." هل انتي بخير حبيبتي؟؟" حبيبتي؟؟؟حسناً...مازالت تحلم اذاً!!اذ أن هذا لم يكن صوت والدها...بل هو صوت حبيبها يوهان...أجل...هي مازالت تحلم!!ولكن حباً بالله....لم تعد تستطيع تحمل كل هذا...ان كان عقلها ماعاد قادراً على التمييز...فلا بد أن تلجأ لطبيب نفسي أوشيء من هذا القبيل! نعم...ستخبر والدها..حال تعود تفكر بمنطقية...وتختفي هذه الكوابيس....ستخبره بأن يأخذها الى أحد المراكز العلاجية.....وستشفى بالتأكيد من مرضها بيوهان....أجل..ستشفى ولاشك! ولن تعود لرؤية هذه الاحلام المزعجة ثانية...! بدا الصوت الآن أقرب من ذي قبل...وبدأت تشعر بيده تهزها..طالبة منها الاستفاقة من أحلام اليقظة...:" رينيه؟؟هل تنامين وعينيك مفتوحتين؟؟؟لقد بدأتي تثيرين قلق والدك أيتها المشاكسة!!" رددت ببطء:" وا..لد..ي؟؟" التفتت حولها ولما رأت والدها...اقتربت منه وعلامات القلق بادية على وجهها...:" أبي؟؟هل أنتي بخير؟؟؟" تنهد طويلاً ثم قال:" الحمدلله..لقد بدأت أظن بأنكي فقدتي النطق....لقد أخفتني حقاً ياصغيرتي..فلاتفعلي ذلك ثانية!!" " أظن بأنكي بحاجة هذا الفنجان أكثر مني..تفضلي!" وهو يناولها الفنجان ويجلس الى جانبها...... كانت يدها ترتعش حينما تناولت الفنجان...فأخذه عنها ووضعه أمامها على المنضدة....ثم أمسك يديها الصغيرتين بين راحتيه وقال برقة.... " والآن؟ ماسبب هذه النظرات المريعة؟؟؟"...حقاً..بدت كأرنب مذعور.... " أنا؟؟..انا؟؟ هل أنت هنا حقاً؟؟؟" تفاجأ من سؤالها وابتسم..:" بالطبع أنا هنا..وأين سأكون؟؟؟" " ولكن؟؟؟" نهض السيد مايكل مستأذناً:" أظن بأن لديكما ما تتحدثان به..فاعذراني الآن!!" وهو يغادر.... نظرت الى يوهان بدهشة:" اذاً أبي يراك؟؟" لكن دهشة يوهان كانت أكثر:" مابكي رينيه؟؟بالطبع يراني...وهل أنا غير مرئي؟؟" " لقد بدأت أظن ذلك!!" قالت وعينيها تنظران في لاشيء...مما دل يوهان أنها ساهمة وشاردة في أمر ما..... هزها من كتفيها وهو يقول:" رينيه حبيبتي ماذا حصل لكي؟؟أنتي لستي طبيعية؟؟" نظرت اليه بلوم وقالت:" أظن بأنني بدأت أفقد عقلي يوهان...فهل هذا طبيعي؟؟؟لا..بالطبع لا!!اذاً لست طبيعية!!" " ولماذا حبيبتي؟؟؟ما الذي حدث؟؟ألم نتفق بالامس على كل شيء؟؟" " اتفقنا! نعم...ولكن ما ان فتحت عيني هذا الصباح...حتى بدا كل شيء كالخيال!! لقد..بدأت أشك بأنني كنت أهذي وأنا محمومة....وبأن شيئاً لم يحدث بيننا! بل أنني أشك بأنني حقاً أجلس معك الان..ونتحدث عن هذا!..لم أعد أعرف ىشيئاً! لقد أفقدتني عقلي يوهان....لقد جننت...وأنا التي كنت أتساءل كيف يجن الناس من الحب!!!ها قد عرفت الآن!!" ضحك يوهان من قلبه..على سذاجة حبيبته .....وقد بدأ يفهم كل شيء...من لحظة دخولها ورؤيته وحتى هذه اللحظة....نهض من مكانه وسحبها لتقف في مواجهته......وهو يجذبها اليه... " يا حمقائي الصغيرة.....لم تغمض لي عين...منذ ما حدث بيننا ليلة الامس....فحالما تفجرت مشاعري...لم أستطع التظاهر وكأن شيئاً لم يحدث....كنت خائفاً أن أندم على كل شيء ما ان يطل الصباح....لكنني كنت مخطئاً!!فلم أستطع الانتظار حتى تسلل أول خيط شمس..لأنطلق.. كي أنفذ كل ماقد خططت له أثناء مراقبتك وأنتي نائمة....." " مم..ماذا؟؟كنت تراقبني وأنا نائمة؟؟؟" هز رأسه بالايجاب....." حينما انهرتي بين ذراعي...كنتي قد دفعتي بي كذلك.. نحو الانهيار....لقد ازدادت رغبتي بكي....وازددت تعطشاً لعشقكي وحبكي....وتعلقكي بي!! فلم استطع المغادرة...حينما كنت تستلقين هناك على سريرك...كالملاك...الفاتن....تحترقين بنار الحمى...ونار العشق....! كنت تهذين بكلام...لطالما رغبت في سماعه منكي....وأكثر مازاد عذابي ونيراني...أنكي قلتي كل ذلك....بصوت عذب مثير....فتح أبواب الجحيم علي....فوجدتني أتمسك بشعرة رقيقة....حتى لا أنجرف خلف مشاعري!! ....وما ان بدأت الحمى بالزوال....واستقر نومك....وتوقف هذيانك....حتى انسحبت بسرعة....فقد برد جسدك...وبردت عواطفك الآن...وأنتي تنامين بسلام....ولم تكن لديكي أدنى فكرة...عن الحمى التي اجتاحتني..وعصفت بمشاعري...لم يكن لديكي فكرة..عن النيران التي أشعلتها في جسدي!!حتى أصبحت كالبركان...المتوقع انفجاره في أي لحظة..!! .كان علي أن أبتعد...وابتعدت....!" كانت رينيه مبهورة بكل مايقول...فلم تستطع حتى ان تقاطعه...لكنها ابتلعت ريقها أخيراً وتساءلت بقلق:" ولكنني سألت عنك في العيادة والمستشفى..فأين كنت اذاً؟ ثم كيف يعقل بأنك غادرت وأبي وصل باكراً....ولم تريا بعضيكما؟؟؟" قبل طرف أنفها..." لقد التقيت والدكي قبل مغادرتي..وأخبرته كل شيء!!وبامكانكي أن تسأليه!!" فتحت عينيها من الدهشة:" هذا لايمكن..لو كان حدث ذلك...لأخبرني أبي!" لكن وجه والدها أطل فجأة من المطبخ وهو يقول:" أنتي لم تسأليني حبيبتي...ثم ان الامر كان يستحق تلك النظرة التي رأيتها على وجهك..لحظة رؤيتك يوهان!!" عرفا الآن..بأن السيد مايكل كان يسترق السمع..... " أبي!!" ضحك يوهان..لكنه تساءل بتسلية:" اذن لم تخبرها مايكل؟؟؟" هز السيد مايكل كتفيه بعدم اكتراث وهو يقول:" هيه...أنتما تلعبان معاً طوال الوقت ألعاب المراهقين....فلم لا يكون لي نصيباً من اللعب أيضاً! طبعاً...فالتسلية لكم....ووجع القلب والهم لي...لست أدري أي جيل هذا الذي...." ودخل المطبخ وهو مازال يتذمر منهما..... ضحك يوهان من كل قلبه...بينما اكتفت رينيه بابتسامة وهي ماتزال غير مصدقة لهذه المؤامرة بين والدها وحبيبها..... " حسناً..أرى بأنكي لازلتي..غير مصدقة!! ربما يساعدك هذا على التصديق!!" قال ذلك وهو يسحب من جيبه اسفنجة صفراء.....ويقدمها لرينيه..... نظرت رينيه الى الاسفنجة ..ثم عادت للنظر الى يوهان وهي لا تفهم..." هل يفترض بهذه الاسفنجة مساعدتي على تصديقك؟" قال وهو مايزال يحدق بعينيها بطريقته الجذابه التي تعشقها...." أجل!" وهو يقلب الاسفنجة....فترى رينيه خاتماً الماسياً رائعاً...مثبتاً في وسط الاسفنجة..... " رينيه مايكل ثومسون......هل تقبلين بي زوجاً لكي؟" كانت السعادة لا تقدر على وجه رينيه....لكنها ما ان سمعت طلب يوهان..حتى انقبضت أساريرها قليلاً....وفجأة لاحظت بانهما ليسا وحديهما...بل أن والدها كان يسجل تلك اللحظة على شريط فيديو....... " آه...أبي!! ماذا تفعل؟؟؟" أشار والدها بيده وكأن الامر لا يعنيها... وقال بصوت هامس" اش..ستفسدين الأمر....هيا ارجعا الى ما أنتما فيه!!" نظرت الى يوهان.....الذي أحس بامتعاضها...وكذلك والدها..للحظة رفع رأسه عن الة التصوير...وكأنه يتوقع رفضها..فملامحها لم تكن مفهومة..... " هل هذا مشهد من فيلم الكبرياء والتعالي؟؟؟ بالله عليك يوهان؟ ضقت ذرعاً بكل هذا الجمود!!" حينها ظهرت تلك النظرة الشيطانية على وجه يوهان....والتي كانت ترعبها...ولكنها الآن...تعشقها وتريدها أكثر من أي شيء آخر.....فتح زري قميصه العلوي بعد أن نزع ربطة العنق التي كانت تخنقه...خلع سترة بذلته الانيقة وألقى بها جانباً.....فرك خصلات شعره المسرحة بأناقة..وبعثرها حتى بدا أصغر سناً وأكثر جاذبية....اتسعت ابتسامة رينيه شيئاً فشيئاً...بينما لوى السيد مايكل شفته للاسفل...وقال بصوت خافت...التقطته الكاميرا.." كنت أعرف بأنها ستدفعه للجنون!" نزع الخاتم الرائع من الاسفنجة وقام بدسه في اصبعها دون أي اعتراض منها...ثم جذبها نحوه بقوة...وقال بتملك....:" ستتزوجينني رغماً عنكي أيتها الاسفنجة المزعجة...الفاتنة...وستنجبين لي أطفالاً بمثل جمالكي وجنونك!! وسأحبكي وأرعاكي....ان لم يكن لآخر الحياة....فحتى آخر حياتي...!!فما قولك الآن؟" غمرت كلماته قلبها....نظرت باتجاه والدها.....كان يراقبها وهو مايزال يصور كل ماحدث....نظر اليها نظرة عميقة حنونة...مليئة بالدموع......ابتسمت هي الاخرى ولاحت دموعها كذلك في عينيها الفيروزيتين....وهي ترى والدها يهز لها رأسه..علامة موافقته.... اتسعت ابتسامتها حتى تحولت الى ضحكة....ضحكة رائعة دفعت يوهان للذوبان..... قالت أخيراً:" اذا كان الامر كذلك......فلا بأس!" وهي تضحك.... أخذها يوهان بين ذراعيه وضمها اليه بشوق ولهفة كبيرين.........وهنا ابتسم والدها وقال بمكر:" حسناً..انتهى وقت التصوير!" وهو يغادر وقد أخذت منه السعادة كل مأخذ...هاقد اطمأن على حبيبته الصغيرة...مع رجل رائع يحبها ويخاف عليها....والاجمل من كل ذلك..أنها تحبه وتعشقه... فماذا يريد أكثر من ذلك؟ " أعشق ضحكتك! أتعرفين؟؟؟لطالما عشقتها,,وأفقدتني عقلي!!؟؟وأظن بانه من المسموح الآن أن افقد عقلي!!" وهو يلمس عنقها بأصابعه الدافئة....ويقترب من شفتيها ولهيب الرغبة في عينيه...... لكن رنين الهاتف أيقظهما من هذه اللحظات الحالمة.....حاولت رينيه سحب نفسها من يوهان...لكنه جذبها أكثر اليه قائلاً:" دعيه يرن..فما سنفعله أهم!" ابتسمت رينيه وهي تراوغ ثم تجذب نفسها عنه:" سيكون هناك متسع من الوقت....ثم أنني سأعذبك كما عذبتني بالضبط!!أم تظن بأنني نسيت كل قسوتك!!" وهي تتجه الى الهاتف وترفع السماعة.... " سنرى ذلك" وهو يسرع كالفهد ليقف خلفها ويجذبها من خصرها اليه...بينما يستريح رأسه على كتفها...ضحكت بسعادة على حركاته المجنونة.....لكنها سمعت صوتاً يناديها في الهاتف... فصرخت قائلة:" جولي!! لم يكن حلماً.....ويوهان الى جانبي الآن....ونحن سنتزوج...أتسمعين سنتزوج؟؟وهاهو الخاتم في يدي...!!؟؟" قالت جولي بصوت يبدو عليه الحيرة....." هل عدتي لهذيانك؟؟" ابتسمت رينيه بسعادة بينما كان يوهان يقبل خصلات شعرها الناعمة... حتى لامست شفاهه عنقها الناعم البض الذي يشبه عنق الاوزة.....وأثاره ذلك...مما جعله يسهب في تقبيله..... كانت رينيه تضحك بينما تحاول جعل يوهان يتوقف.... لكنه لم يفعل...بل زادته كلماتها اصراراً....مما دفعها للضحك....ودفع جولي للجنون.....فاندفعت تصرخ عبر الهاتف.... " رينيه؟؟؟أيتها المحتالة.......أطالبكي فوراً باخباري كل شيء....كل شيء!!! أدق التفاصيل....ولن تنسي أن تخبريني..ماذا يفعل الى جانبكي..حتى يدفعكي الى الضحك بهستيرية بهذا الشكل!!!" عادت رينيه الى الضحك.....لقد تبدلت حياتها فجأة واصبحت وردية وسعيدة...ومليئة بالفرح...والحب!!! نظرت الى يوهان.....كان الشوق..والعشق باديان في جميع ملامح وجهه.....قالت وهي تنظر اليه بهيام...:" ليس الآن جولي....ليس الآن!" وتغلق السماعة تحت احتجاج وحنق جولي....لكنها لم تكن تكترث الآن بغضبها...فهي ستتفهم ذلك....كان كل مايهمها...هو هذا الرجل الذي سلبها روحها وعقلها وقلبها.......اقتربت منه...وألقت بذراعيها حول عنقه.... " يوهان؟؟؟" لمس شفتيها باصبعه قائلا:" لن تقولي شيئاً!! بل أنا من سيقول...وستسمعين كلامي منذ الآن فصاعداً..بدون اي نقاش!!مفهوم؟؟" " كلا!!لن أفعل!!" " أتتحدييني أيتها الصغيرة؟؟؟" " أجل أنا أفعل ذلك بكل سرور!!" " اذاً...عليكي تحمل النتائج!!" وهو يعود ليقربها منه..وهي ماتزال تضحك....ويقبلها على كل وجهها.....صرخت بشكل طفولي:" يوهان!!هذا لا يجوز!! ثم انك تحرجني أمام والدي...!!فتوقف عن هذا فوراً!!" نظر اليها بحب:" أتعلمين كم كنت أحلم بحياتنا معاً؟؟؟؟لن تلومينني ان فعلت هذا بل وأكثر.....لقد دفعتني للجنون يا اسفنجتي الغالية....وحان وقت سداد الدين!!" "يوهان؟؟" " ماذا؟؟" " هل حقاً قمت بأخذ شريط حفل ميلاد التوأمين..من أجلي؟؟؟" ابتسم...ثم قال:" هذا ما كان يصبرني حبيبتي....تسجيل الفيديو...وشريط صورنا..أتذكرين؟" " طبعاً أذكر!!حينما اختطفتك!!!" ضحك يوهان من كل قلبه....ثم عاد ليقول:" ألديكي فكرة كم مرة شاهدت ذلك التسجيل؟؟؟" هزت رأسها بالنفي..وكانت ماتزال غير مصدقة لكل ما يقوله يوهان.... " مرات ومرات عديدة....! حتى أنني حفظت رقصتك وكلمات أغنيتك عن ظهر قلب...أتودين رؤية ذلك؟؟؟" ضحكت رينيه من كل قلبها....." !! مجنون!!" أذابته ضحكتها من جديد....." رينيه يا اسفنجتي الجذابة؟؟؟ نظرت اليه رينيه وقد بدأت ابتسامتها بالتلاشي.....تابع :" أحبك جداً!" ابتسمت بسعادة..اقتربت منه ووقفت على رؤوس أصابعها..وقبلته على ذقنه الخشن...قائلة:" أحبك أكثر!" اتسعت عينيه دهشة...من تصرفها الرقيق...أمسكها من كتفيها:" رينيه أيتها الساحرة! سنتزوج غداً..غداً, ولن أبدل رأيي...فلم أعد قادراً أيتها الصغيرة...لن أتحمل أكثر!" أطل وجه السيد مايكل مرة أخرى قائلاً بسعادة:" معك حق...ولم الانتظار؟" التفتا كليهما للخلف...وحينما رأيا السيد مايكل تبادلا النظرات... ثم انفجرا بالضحك.... انتهى Night Breez نسيم الليل |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دكار مجدولين | رحلة العمر | mariastar | القصائد المنقولة | 0 | 06-29-2020 09:36 PM |
حيّاك يا عيد | سهرة عيد الفطر | URANUS | سهرات أرض العجائب | 1043 | 05-30-2020 07:52 PM |
بين أغصان الشوك كانت زهرة | هواوه | روايات الانمي_ روايات طويلة | 5 | 04-12-2020 10:54 PM |
زهرة في غابة الأرواح | JAN | أرشيف المواضيع المكررة والمخالفة | 3 | 03-12-2020 10:39 AM |