••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


الحُــكْم

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-2020, 03:40 PM   #16
lazary
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية lazary
lazary غير متواجد حالياً

الذهبي












(الفصل الثالث )
تحضيرات، مشارف المعركة والتاريخ يَكْتُب



بعدها في يوم واحد عددت وزينو للمعسكر بعد أن ضغطنا على أنفسنا وعلى الخيل، من أجل أن هذا الأسبوع مهم كانت قد بقية أربعة أيام منذ رحيلنا لقرية الأكاديا على شن الحصار على القصر لذا يوم واحد أعادنا،
سمعت صوت سموه يقول مجددا بصوت عال من داخل غرفة عمله
بينما أنا جالسة أشرب الشاي على طاولة الطعام

" جيرينا استدعي المسؤول على السيوف وغيرها.. والمسؤول على المؤونة والمسؤول على السروج والخيول واستدعي معهم موراكامي."


هذا أمر من سموه منذ أيام وهو على هذه الحال لا راحة ولا كلـل، كل شيء أصبح معدا تقريبا.
خرجت من هناك،
الجنود يرتاحون بأمر من موراكامي المشرف عليهم، يتدربون ساعتين في اليوم فقط ويرتاحوا استعدادا للمعركة المحتملة،
النساء يخيطون الملابس ويجهزون طعام الجنود تحت اشراف ليفيا، الجواسيس العشرة الذين لا يعلم بأمرهم سوانا أنا وسموه وشينجي الذي يدربهم ولابد أنهم في مكان ما في الغابة، أما زينو لم أره في الأرجاء لابد أنه مع اخوته.
انتقلت بين الأماكن أستدعي المسؤولون لأجل سموه ثم لفت انتباهي امرأة تخيط رداء ابنها و تبكي وهو يحاول تهدئتها يقبل رأسها ويديها ويمسح دموعها، إلا أن دموعها أبت أن تتوقف وهذا جعلني أفكر أن مجزرة ربما تقع وليس مضمونٌ فوزنا،
ولكن الأمر يستحق المخاطرة والتضحية حتى لو لم يكن سموه هو القائد سيأتي يوم وتكون هناك ثورة..
سموه شخصية ملكية ذكية ربما سنجتاز الأمر بدون خسائر بشرية.

..............

جلسنا الستة نتناول طعام الغداء في مسكن سموه ذي الثلاث غرف
غرفة نوم، غرفة عمل، وغرفة طعام ..
كان موراكامي صامت كالعادة بينما زينو وشينجي يتناقشان على الكثير من الامور المهمة وغيرها، اما ليفيا فهي تراقبنا جميعا وهي تتناول الطعام، سموه كان غارقا في تفكيره او ربما لأنه الاصغر سنا بيننا يحب الصمت، احيانا لا افهم لماذا لا يشارك في الكلام؟؟..
رفعتُ تفاحة ورميتها على سموه كونه الأبعد،
بسهولة امسكها ونظر لي بتساؤل ابتسمت وقلت
" الجميع حمل نصيبه الا انت.."
قلب التفاحة بين يديه وهو مازال ينظر الي ثم ابتسم وقضمها وعيونه ابتعدت عني بشرود بلمعتها الزرقاء حتى لو لم يبعدها حرفيا عرفت انه دخل في طور التفكير العميق في عائلته وهذه احدى المرات التي يجعلني افكر ماذا يعتبرني..؟
موراكامي كان اول من نهض وهو يشكرنا على الطعام ويستأذن مغادرا تبعه شينجي ثم ليفيا وبقيت مع زينو وسموه
تنحنح زينو ما جعلنا نلتفت له فقال يخبرنا
" أنا سوف آخذ اخوتي لمنزل قريب لي في قرية أخرى."
نظرت أنا لسموه ثم سألت زينو
" وكم المسافة من هنا للقرية؟؟."
" يوم على الأكثر.. ذهاب وإياب."

" ما رأي سموك؟."
" بالطبع يمكنه الذهاب من أجل سلامة اخوته."
ابتسمت أنا لزينو فقال لي
" هل تريدين مرافقتي لتتعرفي على مكان ولادتي..؟"
" ربما في وقت آخر..لا أستطيع ترك جانب سموه."
" اذا بعد انتهاء كل هذا سوف آخذك الى هناك ولن تعترضي."

" سوف أنتظر ذلك."
ثم خرج زينو بعد القاءه التحية عندما نظرت لسموه وجدته غاص في تفكيره خلف أثر زينو..
" ما بك سيراي؟."
"لا شيء ."
رغم اجابته لم أقتنع، انه قليل الكلام مع الفرسان ان كان سيتكلم فهو يعطيهم مهمة أو أمر وهذا مقلق مع أننا التقيناهم معا ولكنه لا يختلط بهم وهذا يزعجني ليس مخافة منهم ولكن ان حدث لي شيء سيواجهون صعوبة في التفاهم..
ولكني من هذه الناحية أثق بموراكامي و وعوده.. وأثق بحنان زينو.. وأثق باستقامة ليفيا.. و وفاء شينجي.

................

عندما خرجت مساء قبل موعد العشاء من غرفة سموه وجدت الأهالي والمجندين مجتمعين دوائر حول النار حيث السمك يشوى و الأصدقاء الأربع جالسون كذلك مع بعض من الأهالي والجنود المقربين منهم كانت لمة جميلة وكأنهم يودعون بعضهم كآخر ليلة لهم معا.
ما لفت انتباهي هم الجنود و على وجوههم علامات اهتمام وانصات وعدم التصديق وهم ينظرون نحو موراكامي، فانتابني الفضول لأقترب فسمعت شينجي يؤكد شيء مما قاله زينو
" زينو يقول الحقيقة وجميعنا كنا شاهدين على القتال، بما أن موراكامي آخر الفرسان الذين انظموا الى حرس الأمير."
ثم انفجرت ليفيا ضاحكة بإشراق وهي ترى المجموعة، عيونهم مفتوحة وفُتاتُ السمك يتساقط من أفواههم، بينما فتيات ونساء بعضهن مؤيد وبعضهن مستنكر لما قيل،
سأل الجندي ريو وقد كان يحب موراكامي كثيرا متخذا إياه قدوة
" قائد موراكامي هل حقا هزمتك المرافقة جيرينا؟؟
أجابه موراكامي بهدوء وهو يقضم من السمكة المشوية في يده
" انها الحقيقة القائدة هزمتني و كادت تقتلني لولا أمر الأمير لها بتركي."
وكانت نوبة أخرى من الصدمة والتصديق أخيرا بما أكده هو بفمه
كنت قد وصلت خلفه، انزاح لأجلس بجانبه على الجذع المقطوع وقد عرفني،
شينجي هو الوحيد الذي لا نعرفه ولا نحس به عند اقترابه
مددت يدي لتفاحة وقضمت منها بصمت بينما أبعد موراكامي صحن السمك للناحية الأخرى فابتسمت بامتنان له كوني لا أحتمل أكل السمك وحتى رائحته، فجأة ظهر أمامي شعر أشقر و وجه حماسي
" ماذا هناك ريو؟؟."
سألته وأنا أراه يبدل بصره بيني وبين موراكامي
" هل حقا .. حقا قد هزمتي القائد موراكامي..؟ انا آسف قائدي ولكنه شيء صعب التصديق انك قوي وشجاع وكذلك جسمك ضخم قليلا فكيف تهزم على يد فتاة...لا أقصد الإهانة مرافقة جيرينا."
لم أجد مفر من ضحكة أفلتت مني على منظره
تركت الحديث لموراكامي الذي استمر بتأكيد الأمر وفي كل مرة يشهق ريو من الصدمة

..................

في الغد وقد تبقت يومان على المعركة وبما أن الذهاب للقصر يستغرق يوم فقد تبقى يوم واحد وننطلق وفي هذا اليوم زينو سيأخذ اخوته لقرية قريبه حتى انتهاء المعركة.
خرجت من غرفتي لتوديعه فوجدت سموه أمامي
( لقد ظننته نائما.)
كان اخوة زينو في العربة جميعهم يشبهونه إلى حد كبير شعر فضي وعينان عسليتان صافيتان قريبتان جدا للاصفرار .
أخبرني زينو أن أمهم ماتت بعد الولادة مباشرة، كونهم أربعة توائم وعلى قيد الحياة تلك كانت معجزة ولكن جسمها لم يتحمل،
ومع موت والدهم بعدها بسنة في الغارة التي حدثت على المملكة بعد اغتيال الملك السابق فقد تولى هو وحده رعايتهم،
أربعة أشقاء ذكور في الرابعة من العمر لهو أمر صعب للغاية ولكن الظريف في الأمر أنهم يسمعون كلامه ويحبونه جدا.
كما الآن مع بكائهم ظنا منهم انه سيتركهم يسافرون وحدهم وهذا جعلني أفكر كيف سيتركهم هناك ويعود؟...
وهل سيحقق وعده بالعودة حيا لأخذهم كما سيعدهم حتما؟.
وصلت إليه ومباشرة ضممته إلي شاكرة ومشفقة عليه وعليهم
تركته وكانت على وجهه ابتسامة مطمئنة وشاكرة
" عد سالما سنكون هنا بانتظارك."
خاطبه سموه أيضا
" سوف ننتظرك ستكون ركيزة مهمة في الحصار على القصر."
" حاضر."
لف يساره خلفه وضرب صدره بيمينه ورفع ذقنه ملقيا التحية واستدار راكبا العربة وانطلق في طريقه.
تساءلت
" ترى هل رآه الآخرين؟."
" أجل "

كانت اجابتهم جميعا من خلفي، لم ألاحظهم عند مجيئي لا أدري من أين خرجوا
ابتسم سموه على المفاجأة التي علت وجهي وسبقني عائدا لمكان الحدّاد أين كان سيرى عدد السيوف وجودتها فتبعته وكذلك موراكامي المقاتل والقائد الثاني لجيش المعسكر بعد سموه هو أكيد خبير في أمور السيوف الجيدة والممتازة

....................................

وصلنا لطرف المعسكر
محل كبير جدا حيث يجمع الحداد ومن معه الأسلحة كان يحوي كل الانواع.. رماح على كل الأشكال كبيرة وصغيرة، سيوف كذلك، سكاكين للحمل والرماية، أدوات ملتوية يجيدها شينجي، تلك الوحيدة التي لا أحسن استعمالها، أقواس، سهام و دروع،
وفي الحائط الآخر السروج، لكل حصان سرجه بمعاييره الجسدية وفارسه، هذه الأمور أذهلتني من سيراي وتفكيره وتخطيطه مع الحداد و موراكامي.
توقف ثلاثتنا ننظر لـليفيا هناك في مكان الرماة كانت تقلب رمح في يدها
وكان هناك شاب يهزأ بها وعلى أنَّ جسمها لن يتحمل حمل رمح، ورأيتها ببراعة وخفة أدارته في يديها وحولها ووضعته على بطنه وقالت بفخر تغيظه
" ليست كل الرماح متشابهة، وليست كل الأيادي رخوة، فتوقف عن انتقادي واذهب للبحث عن سلاح يلائمك."
زاد هو التحدث بنزق و وجهه يكاد ينفجر احمارا من الغضب
" أخبرتك اذهبي للنساء وساعدي في تحضير الوجبات لنا، وانتظري معهم حتى عودتنا."
بينما هي تلوح في مكانها بالرمح ولم تبالي به ويستمر هو بمضايقتها التفتتُ أنا على صوت سموه الخافت
" جيرينا أرى أن صديقتكِ ابنة المعلم هوايتها الإغاظة، ما رأيك أن تَحُلي الموضوع لا نريد تفاقم الأوضاع بين الجنود في هذا الوقت الحساس."
ولكن موراكامي كان من تقدم بصمت قبل تحركي
وصل لمكانهما ووصلنا صوته قائلا بثبات وثقة
" شاهيرو.. أين القوس الملائم لك.؟"
رأيت شتهيرو يجيبه بارتباك وهو ينظر حوله
" لم أجده بعد قائدي."
موراكامي أمسك ذراعيه وفتحهما ولأن الشاب شاهيرو ذا جسم صغير استطاع موراكامي قياس طوله بلا تعب من خلال ذراعيه وكذلك معرفة قوتهما، ثم التفت يبحث ويقلب حتى وجد مبتغاه وعند استقامته ضربه به على رأسه
" كف عن هراءك العنصري، نحن نحتاج لأقل قوة ممكنة وليفيا ليست شخص سهل، لقد تم اختيارها من طرف القائدة والأمير."
قال منهيا توبيخه بالإشارة حيث وجودي مع سموه
تلبك الشاب شاهيرو ثم غادر وهو يحمل حقيبة السهام حتى أنه نسي تحية الأمير.

كنت متعبة من الوقوف فطلبت الاذن من سموه للجلوس قليلا بينما هما يكملان التجول بين الجنود والأسلحة ومع قدوم الحداد والعمال معه بالمزيد من الأسلحة كان الخروج من ذلك المكان سوى في الظهيرة.

...................................

بعد تناولنا طعام الغداء خرجت أجلس أمام غرفة الأمير بينما هو يرتاح في الداخل، رأيت ريو قادم، الفتى الظريف والصغير
انه في سن سموه عندما هربنا من القصر.. في الثامنة عشر،
عندما أكون معه أشعر بالحنين لتلك الأيام حتى لو كانت سيئة تبقى ذكريات مرت علينا في أماكن عدة.
مع اقترابه كان وجهه حماسي وسؤالٌ مكتوب على وجهه ترى ماذا قال له موراكامي حتى يأتي مجددا
وبدون مقدمات قال باندفاع
" مرافقة آه... لقد قررت بما أن قائدي يناديك القائدة فأنا أيضا سوف أفعل مثله... قائدة جيرينا لقد سألت قائدي لماذا تقاتلت معه في أول لقاء ولماذا كنت تريدين قتله؟؟ ولكنه لم يجبني وأرسلني خارج غرفته بقدمه."
قلت له بابتسامة حيال فضوله
" أنت وفضولك.. سوف ترسل نفسك للموت أسرع من ارسال أعدائك لك بالتفافك حول موراكامي بهذا الشكل المزعج... أما عن سؤالك فهذا سر بما أنه رفض اخبارك لن أخبرك أيضا."
زم شفتيه وألقى التحية بانزعاج فرددتها له برأسي ليغادر وهو يتمتم بشيء لم أسمعه.
بعدها بقليل شعرت بخطوات خلفي ثم جلس سيراي بجانبي
ماد قدماه واضعا سيفه على ركبتيه ساندا ظهره للحائط خلفنا سألته بدون أن ألتفت له بعد أن سمعته يتنهد
" هل أنتَ بخير..؟"
أجابني بخفوت متأن مفكر
" لا أدري، أشعر بالتوتر.... والخوف ولا أخفيك أني أشعر بحماس أني سأرى أعداء والدي يسحقون...مع أن معرفتي أنه ربما لن تجري الامور في نصابها، ولكني... سعيد بوقوف هؤلاء معي.. وبنفس الوقت أشعر بالذنب من أجلهم ان حدث لهم شيء سوف يُكتب في التاريخ..."

ولم أدعه يكمل قاطعته
" ولكن... ألم تفكر أن التاريخ سوف يذكر اسمك كأمير هارب منهزم..؟"
سألني بعدم ثبات
" وهل يستحق هذا التضحية بهم..؟"
" سيراي أنت لم تجبرهم، هم من اختاروا ان يقفوا معك هم أصلا كانوا سيتبعون أحدهم يوما ما, فالملك الحالي سيكيوشي ليس صالحا.. مما يعني حرب أهلية قد تقع في أي وقت، وبهذا أنت سوف تضع حدا لها قبل حدوثها.. وان حدثت معركة أو لم تحدث التاريخ سوف يكتب أسماءهم تحت اسمك على انهم جاهدوا من أجل الوطن، واطمئن كلهم مدركون لذلك، لذا لا تعبئ بالتفكير بخوف، بل خطط بذكاء من أجلهم."

بعد انتهائي من طرح وجهة نظري ونصحي له،
سكتت آخذتً نفساً عميقاً وتركته صامتا أيضا ولم يعقب ما جعلني ألتفت له بعد برهة
وجدته ينظر الي عيناه كانتا زرقاء.. وأحيانا أشعرها بنفسجية من عمقها، داخلهما الكثير من الكلام ولكنه يأبى اخراجه
ليفتح فمه قائلا بخفوت وكأنه يسر لي سرا
" لا أدري ماذا فعلت لك حتى تكوني بجانبي ولا تتركيني أبدا، انا لا أذكرك حتى عندما كنت في القصر، رغم اني حضرت تدريبات المجندين الجدد ولكني لا أتذكر وجهك.. ولو أني املك القدرة للعودة لبحثت عنك وجلبتك بجانبي."
سكت بعدها يهمهم بضحكة على أنه جن حتما..
أدرت رأسي بعيدا عنه
" أنت لم تفعل شيء سيراي كل ما هنالك أنك أميري ومستقبل بلدي وواجبي الوقوف بجانبك ومساندتك ."
شعرت بقلبي ينقبض أحاول درأ الصدع فيه، وأحاول أن لا أعود لسبب انضمامي لحرس القصر، دعوت بصمت مغمضة عيناي وأنا أضغط على سيفي أن يحدث شيء يخرجني من هذا الموقف
واذا بموراكامي يتنحنح متقدما وهذا جعلني أزفر براحة وأقف مادت يدي لسموه ليقف هو الآخر مبتسما لي ودخلا للحديث حول بعض الأمور بشأن الحصار على القصر حتما..
بينما تقدمت أنا بخطوات بالكاد أتحكم فيها مبتعدة على المنزل بأمتار أراقب سلسلة الجبال البعيدة حيث سطعت الشمس فوقها باصفرار حاد ومع احمرار السماء وشموخ الجبال تأملتها بسهو عميق،
ففي الآونة الأخيرة بت أتذكر والدي كثيرا وقريتي وكل شيء حدث هناك، فكرت أنه ان حدث ونجحنا في العملية واسترجع سموه الحكم من جديد،
وبقيت على قيد الحياة، سوف اعود للقرية وأحاول اقناع أبي ليأتي معي للقصر لأني أشتاق اليه ولا أستطيع ترك سموه أيضا،
سيفي ذي القبضة الزرقاء هو من صنع والدي وهديته لي بعد قبولي في القصر كمتدربة،
وكان وقتها التعيين رسميا في الحرس سيحدث بعد أشهر ولكن الفاجعة وقعتْ وغادرتُ مع سموه بصفتي متدربة لا رتبة أستند عليها،
ومع هذا لا أتوقع من سموه تركي بعد عودته لأني لا أنوي ترك جانبه حتى أموت وأنا أنقذ حياته لأن حياتي توقفت على حياته منذ سنوات.
شعرت بيد كبيرة تحط على قمة رأسي وظل يقترب ليقف جانبي واتضح انه شينجي
" أهلا."
رحبت به فخرج صوتي خشنا أجشا
" تبدين شاردة وصامتة منذ خرجتِ من حديثكِ مع سموه قبل حوالي ساعة، حتى أن صوتكِ كان سيودعكِ ولم تتحركِ من مكانكِ."
نظرت له كان مبتسماً، تجاهلت سؤاله بقولي
" تشبه والدكَ جدا، لابد أنكَ عندما تكبر سوف تكون مثله تماما."
" والدي؟؟.. هل قابلته..؟"
استدركتُ خطئي ملتفته له مجددا بحزم
" أجل ولتبقي الأمر سرا.. لأن ذهابي لقريتك سر."
" ذهبت للأكاديا..؟"
" أجل، وأصمت لأن الأمر سري لقد خرجت الجملة بدون ارادتي والا لما قلتها."
" أجل، خرجتْ لأنكِ تتجنبين اخباري ما بك؟؟ "
و فُض حوارنا، أو خصامنا بقدوم ليفيا وزينو والفتى ريو ليقفوا معنا في وقفة أخيرة في هذا المكان أعلى موقع أمام مسكن سموه،
على ملامح الغروب وعلى مشارف المعركة،
نراقب الشمس تودعنا بسطوع ساحر ومفجع، فمن المقرر سيرنا اتجاه القصر غدا قبيل الفجر.






 
 توقيع : lazary

ايناس....نبع الأنوار

التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-10-2023 الساعة 09:27 AM

رد مع اقتباس
قديم 05-12-2020, 01:58 AM   #18
lazary
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية lazary
lazary غير متواجد حالياً



سيكون هنا فصل ما ان تكون النت قوية وليست ضعيفة مثل الان


 
 توقيع : lazary

ايناس....نبع الأنوار


رد مع اقتباس
قديم 05-13-2020, 02:04 AM   #19
lazary
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية lazary
lazary غير متواجد حالياً

الذهبي الفصل الرابع












(الفصل الرابع)
المعركة، والخونة يسقطون






في فجر الغد على الأحصنة والكثيرين على أقدامهم كنا قد اجتزنا جبل معسكرنا والمسافات الطويلة بيننا وبين العاصمة، وعلى حسابات سموه ومستشاره وصولنا لحدود العاصمة في المكان الذي سنتوقف فيه ننتظر الجيوش المتحالفة من الممالك الأخرى سيكون بعد ساعات، قريبا جدا سيكون سموه في مكانه الصحيح.
الجيش ثابت وصوت خطواته الضاربة في الأرض قوية بعد الخطاب المحفز والمشجع من موراكامي لهم، لقد عينه سموه قبل ستة أشهر قائد جيش استرجاع الحكم، و أنا أعتقد انه من المرجح سيكون كذلك حتى بعد عودة الحكم للأمير، سيستأنف القيادة.
زينو يبدو شاردا على يساري منذ عودته من قرية قريبه وهو على هذه الحال، لم أعلم ماذا أقول له فالكلمات مهما بلغ عمقها لن تريحه على حال اخوته، لابد أنه يفكر في وضعهم ان حدث له شيء.
أدرت رأسي لسموه على يميني اذ هو أيضا يراقبه خلسة.
ثم سقطت عيني في عين موراكامي الذي يراقب كلانا أنا وزينو برزانة مربكة، كسرتُ نظري للأمام،
ليفيا تتقدمنا تثرثر مع أحد الجنود الصغار في السن ليشاركهم ريو بعد أن تراجع بحصانه ليسير بمحاذاتهما، شينجي ومن معه مختفيون كالعادة،
هذا الوضع خانق من كل الجهات.
تحرك ذراعي الأيسر فجأة للأعلى وصفع زينو على ظهره بكل قوة ما جعله يجفل ناظرا نحوي متسع العينين والشفتين.
انفجرت ضاحكة عليه ليتبعني ضحكا كل من لاحظ الأمر.
أدار رأسه عني للأمام منزعج وقال بمبالغة
" جيرينا.. ماذا تفعلين؟؟ لو لم يكن الدرع لتشققت بعض من أضلعي."
قلت له وقد توقف ضحكي المفاجئ كما بدأ
" لقد تخدرت أصابعي."
قلتها ناظرة ليدي أقبض عليها ثم أفتحها
لكز حذائي بحذائه قائلا بانزعاج
" يال هذه البلادة... لقد سألتك لماذا فعلت ذلك؟ ولم أسألك عن حال يدك."
أجبته أرمقه بتساؤل بريء دوما يزعجه
" قلت ربما أشفقت على يدي من درعك الصلب"
" لن أخاف على يديك انهما أقسى من أن تتألما من شيء بسيط كهذا."
" لماذا أنت متأكد هكذا؟."
" لأنك ببساطة معتادة على الكثير من الأعمال وفوق هذا اليد التي تحمل السيف لن تتأثر بسهولة لأنها صلبة..؟"
رأيته يتحكم في ابتسامة أراحتني، انه سهل الانزعاج وسهل الإضحاك.
أنا في العادة لا أملك الكلمات المشجعة لقولها ولا أدري حتى ان كانت هناك كلمات تطفئ النار من القلوب، أعلم ذلك وأدركه جيدا
فقلبي يحترق منذ ثلاث سنوات وما يهون الأمر هو وقوفي بجانب سموه.
لم أدرك غوصي في أفكاري إلا عندما نقر أحدهم على الدرع عند كتفي
كان سموه مقتربا مني بحصانه وقال يهمس
" أتظنين أن زينو سيبقى معنا حتى بعد أن أستلم الحكم؟."
" بل تسترجعه سيراي تسترجعه.. ذكر نفسك بهذا قبل الناس.. وأجل سوف يبقى جميع الحرس.. سوف يبقون هذا وعدهم يوم قبولهم التعيين مرافقينَ وحرساً لكْ."
لم أدري بأن صوتي كان حاد جدا في وجهه الا بعد ضربة من سيف زينو على رأسي وقوله
" خففي من حدة صوتك معه وذكري نفسك من هو أولا لقد ناديته باسمه."
شعرت بالصدمة من نفسي نظرت لسموه معتذرة
" أنا آسفة سموك لم أقصد ذلك...أنا."
ضحك في وجهي ضحكة أضاءت كل وجهه و زادته وسامة
" جيرينا لا تعتذري, و...زينو لا تكبر المشكلة لقد اعتدت عليها خلال العامين فمزاجها يتعكر كلما سهت بعمق."
اقترب زينو منه على جهتي فكنت في المنتصف قائلا بتفكه يشوبه السخرية
" مزاجها سيء أحيانا؟؟.. عليك الحذر من طعنة من قِبَلِها سموك لربما يأخذها حماسُ مزاجها."
ضحك سموه بينما عاد زينو لمكانه ضاحكا هو الآخر غير مدرك لآثار قوله.. أنا أقتل سيراي... أنا أقتل سموه...حتى سيراي لم يدرك حجم صفعة كلمات زينو علي، فهو فهم الأمر مزحة من قبل زينو المازح أيضا، ولكن مزحته أوقفت قلبي وجثت على صدري بقوة آلمتني بشدة لدرجة رغبت في الاستفراغ، عضضت على شفتي
أنظر لكفيْ بعد أن تركت لجام الحصان
دماء فيهما.. ربما هما نظيفتان الآن ولكنهما في ليلة في ما مضى كانتا حمراوتان بالدماء.
شكرتُ الحصان سرا الذي لم يترك طريقه بعد افلاتي له وأكملت سيري بصمت أراحني وأرهقني، رغم وعد نفسي بالنسيان والمضي مع سموه حتى موتي بجانبه ولأجله ولأجل المملكة، ها أنا أتخبط وحدي في طريق أشعر فيه أني ميتة.
..................
بعد ساعات وصلنا للمكان أخيرا وجدنا صفوف من جيوش الممالك الأربعة هي من تحالفت معنا منها القوية والمتوسطة والضعيفة، أستطيع الجزم بأن ملوك الممالك القوية لأنهم معجبون بسموه والأهم لديهم علاقات سابقة جيدة مع الملك الراحل وأفسدها سيكيوشي، وكذلك أمور اقتصادية أما البقية فهم يحتاجون أن تكون مملكتنا حليفة خصوصا مع سليل الملك السابق الأمير سيراي آياموشي.
ترجلنا من الأحصنة وتصاف الجنود من جيشنا باشارة من موراكامي بينما سرت وسيراي مع بقية الحراس حتى شينجي ظهر فجأة بجانبنا
وصل سموه للملوك الأخرين مبتسما بوقار ورزانة، وبثقة صافح أربعتهم شادا على أيديهم كما لاحظت، سمعته وأنا خلفهم يخاطبهم بهدوء وهم يواجهون القصر الذي ظهر لنا من بعيد حيث توارينا خلف تلة نطل برؤوسنا
"كل الخطط محكمة وكما هو متفق سيحاصر جيشي القصر بينما رجال مخيرون قد تسللوا للداخل وان استسلم الملك ومن معه فأنتم ستعودون أدراجكم حتى موعد التتويج الشرعي وستكون زيارتكم القادمة باستقبال مني يليق بكم...وان حدث العكس وقاوموا في القصر فأنتم مضطرون للتدخل العنيف....ولكن ضد جنود سيكيوشي فقط ولا نهب ولا قتل نساء أو أطفال."
كان هايجي ملك ديماروا أول من تكلم بنبرة اختلفت على أول لقاء لنا به
" كان هذا اتفاقنا سمو الأمير فلن نخل به والا سيكون عار علينا، عليك فقط أن تثق بنا."
لم يرد سموه في انتظار كلام البقية ليتكلم ملك ايسينيا الملك مينسو الملك العشريني الذي صعد العرش في سن صغيرة بعد موت والده بسبب مرض فكان هو ذاك الصغير الذي بالكاد استطاع النجاة وحكم المملكة وحافظ على استمرارها حتى اليوم رغم ضعفها
" أعطيتك كلمة ولن أعود عنها."
قالها جامد الملامح لم أتبين منه شيء
أما الملك آشويا ملك مملكة آشوياما فقد كان صاخبا وهو يضرب قبضته في راحة يده الأخرى كان حليف غير متوقع فهو يهوى القوة والحروب ورغم ذلك لا يخاطر ولكنه دخل في التحالف مع سموه
" أنا أكره الخونة وأحب قطع رؤوسهم على الفور بدون حتى محاكمة أتركني عليهم وسوف تجد قصرك فارغ منهم تماما."
ولأنه أدار موضوع الحديث قاطعه الملك ناشيكا الخمسيني الحكيم ملك مملكة ناسو
" لا يجوز الاعدام إلا بعد المحاكمة واثبات التهم جلالة الملك آشويا"
أومأ سموه لهم جميعا باسم الملامح
" كلمة وأعطيتها وأنتم وفيتم وأتيتم لن أخذل حليفا لي مطلقا."
كلمة أسكتت فضولهم وربما خوفهم .
نحن حراسه وقفنا خلفه والحراس الآخرين أيضا كل وقف خلف ملكه بأعداد متفاوتة،
رغم القوة المنبعثة من مظهر بعضهم ورغم العبث الذي يظهر في وجوه بعضهم لم ألتفت لهم ولم أعرهم اهتماما، فما يهمني أمامي ولن أتوانى في رمي نفسي أمام رمح أو سهم آتٍ ناحيته.
ليفيا رغم عبثها الذي اعتدت عليه من قبل أراها الآن صامتة مترقبة عيناها تجول الأرجاء، وكما عرفت عنها هي حتى الآن لم تحظى بمعركة حقيقية لذا أنا قلقة عليها بعض الشيء وقد أخبرتها قبل انطلاقنا أن تبقى بجانبي أو بجانب موراكامي فاختارتني تراقص عيناها في وجه موراكامي الذي دفعه بعيدا عنه باشمئزاز مزيف.
تذكُر ذلك جعلني أبتسم منزلةً بصري أردع الابتسامة من التوسع فالموقف لا يسمح بالابتسام لكزتني ليفيا ما جعلني انظر لها بصمت
همست مقتربة برأسها
" ما الذي جعلك تبتسمين في موقف كهذا أشعر بقدماي ترتعشان وأنت كحمقاء تبتسمين."
منعت قهقهة كانت ستفضحني وهمست أيضا
" لا شيء مهم ولكن بما أنك ذكرت ذلك أنا سأحمي سموه ولن أستطيع النظر لك طول الوقت لربما تودين الذهاب بجانب موراكامي."
أشرت بعيناي نحوه كان بعيدا عنا بأمتار وقد ترجل عن حصانه، الخوذة الموحدة فوق رأسه ودرعه وهيبته تصرخ بأنه القائد،
وكأنه أحس بنا التفت لنا فرفعت له يدي بتحية، وبإشارة متسلية مني أخبرته أن ليفيا تريد الذهاب له فرد الإشارة رافضا أن الخطة تقضي هكذا،
ضحكت داخليا على ليفيا التي ستنتحب في أي لحظة من تعابيرها
فجأة تحرك سموه أمامي ملتفتا لنا قائلا يناظر التي بجانبي بهدوء مبطن بشيء لم أفقه ماهيته
" ألم تقولي سابقا ليست كل الرماح متشابهة وليست كل الأيادي رخوة..؟؟..ترى أين تلك العزيمة؟.."
تلكأت بإجابتها ومن مظهرها بدت مرتبكة رغم لباسها ورمحها اللذان يبعثان شعور عدم العبث معها.
حركتُ قدمي نحوه بنصف خطوة قائلة برسمية
" سموك ان ليفيا فقط متوترة يمكنك الاعتماد عليها وقت الحاجة فلا تقلق."
عاد هو ليلتفت للأمام بصمت وعاد الملك مينسو نظره أيضا للأمام بعد أن أطال النظر نحوي أنا وليفيا ولم تخفى عني نظرة الشك التي رددت عليه بأخرى هادئة.
........
مع انتظارنا لساعتين وقاربت الشمس على الشروق والوقت المتفق عليه قبل الإشارة مازال عليه نحو نصف ساعة، تحدث فيها الأمير مع الملوك عن أشياء بسيطة وسطحية.
خلال ذلك كان الملك آشويا هاوي الحروب يتململ ورأيت مرافقه يهدئه بتوتر، شينجي كان بجانب موراكامي وقد عاد ليقف خلفي زينو بجانبه،
ليفيا لم تتكلم منذ وبخها سموه وقد بان عليها التماسك أخيرا.
صرخ الملك آشويا بسأم
" يا الهي.. الملل يفتك بروحي متى ستأتي الاشارة؟."
وبّخه مجددا الملك الخمسيني ناشيكا
" اهدأ جلالة الملك آشويا حتى لو ظهرت الإشارة نحن لن نتحرك، جيش الأمير هو من سيتقدم أولا... فنحن نأمل أن يستسلموا لا داعية لإراقة الدماء."
قاطعه بنفس النبرة والنظرة المتململة
" توقف عن تهدئتي يكفيني حارسي خلفي.. ألا يوجد شيء مسلي هاه؟؟."
فكرت أن طباعه تشبه طباع موراكامي نوعا ما، مع أن موراكامي اعتاد كبح جماح رغبته في النزال أستطيع معرفة أن آشويا أيضا من هواة القتال الودِّي من مراقبة الأشخاص وتقييمهم وتقييم كل شيء فيهم انها نفس نظرت موراكامي... صرخ مجددا بعصبية
" ألا يوجد من ينازلني ..؟"
أمسك الملك هايجي بصولجانه يدقه على أرض برتابة بينما ينظر اليه في صمت، الملك الخمسيني ناشيكا أبعد عنه نظره بسأم فلا فائدة من تذكيره أننا متخفون، بينما الملك العشريني مينسو وضع يده على جبينه يدلكها وكأنه أصيب بالصداع كونه واقف بجانب هذا الصارخ بعصبية
أجليت حنجرتي ناطقة بخفوت لسموه ما جعله يرجع رأسه نحوي
" سموك، فلتعِده بنزال بينه وبين موراكامي، شرط أن يصمت."
سموه نقل نظره بينهما ثم انفجر ضاحكا ما جعل رؤوس كل من سمعه تلتفت نحوه من كل الجوانب ثم كح محرجا واضعا قبضته قرب فمه
" ملك آشويا ما رأيك بنزال بينك وبين قائد جيشي بعد انتهاء كل هذا؟؟."
بدى آشويا متحمس وهو يقترب من سموه وخلف حارسه
"ولماذا ليس الآن هاه؟ نستطيع القتال الآن وعندما تأتي الإشارة سوف نتوقف."
ربت سموه على كتفه
" أحتاجه بكل قوته والنزال بين كلاكما سيكون صعبا جدا في موقف كهذا عند الترحيب بكم المرة القادمة سيعقد النزال بينكما."
بعد قول سموه تخيلت منظرهما حسنا سيكون ذلك مخيف كلاهما وحشان لن يتوقفا ولن يستسلما
استسلم آشويا أخيرا صاغرا وعاد لمكانه فنبرة سموه كانت نهائية غير قابلة للنقاش
بعد فترة قصيرة جدا همس شينجي في أذني
"( سمعت الملك هايجي يهمس للملك ناشيكا أن هذا ما جعله يقبل بالتحالف)"
سخرت داخليا أليس أنه كان خائف من حرب بين المملكتين لأنه نهب المملكة بعد موت الملك السابق ويعلم أنه ان تحالف مع سموه سوف يتغاضى عن ذلك بفعل أمور أخرى أكثر فائدة من الانتقام.
همست أرد عليه
" انه يغيظني يتصرف وكانه الأعلى شأنا دوما."
هز شينجي كتفيه قائلا ببساطة
" انه ملك.. حقه أن ينظر لنا بدونية."
" ليس حقه ان هذا يسمى "غطرسة" ألم تره عندما ذهبنا سابقا الى مملكته بالكاد تكلم مع سموه."
دار بصري تلقائيا للملك مينسو الذي نظر نحوي وشينجي مراقبا
همس شينجي مجددا قائلا من خزينة المعلومات لديه
" انه يشك بنا في نظره نحن مجال للشك حتى يرى نهاية الأمر انه من كثرة الخونة في قصره أصبح الجميع في قاموسه دائرة خونة لذا لا فكاك من شكه حتى يرى منا وفاء يغنيه عن شكه."
فجأة تحرك نحونا بل نحوي تحديدا وتحركت يده تمسك بدرعي عند عنقي وشدني نحوه بقوة جعلت أنفاسي تنحصر وعيناي تنفتحان بقوة ناظرة الى وجهه القريب وهمسه الحاقد
" منذ وصولنا والجميع يهمس لك أنت بالخصوص رغم حضور الأمير تبدين وكأنك المسير هنا...من أنت؟ لا بل ما مبتغاك."
رأيت جميع الحراس سيتحركون ما جعل يدي تتحرك تلقائيا رافعة اياها أمنعهم من أي حركة تفسد التحالف فهو ملك ولا يحق لنا رفع سيف في وجهه طالما لا يشكل تهديد لسموه.
من بعيد رأيت موراكامي واضعا يده اليسرى على يمناه التي كانت ستسحب السيف ليفيا أصبحت خلفي بعد ان جذبني الملك نحوه فاقتربتْ أكثر مني، شينجي أمام كتفي وكأنه سيقف بيني وبين الملك الغاضب أما زينو رأيته يكتم ضحكه ولم أعلم السبب.
أعدت عيني للملك مينسو كان يحرقني بعينيه السوداء المترقبة والحاقدة
لم أقل شيء ولم أقدم على أي حركة فأي أمر سأقوله لن يصدقه أو هذا ما ظننته
" أجيبي."
كان هذا صوت سموه وقوله هل يشك بي....؟؟؟؟
نظرت له بصدمة فكيف يشك بي..؟؟
كيف يعقل أن يفكر بذلك ولو للحظة...؟؟؟
كيف له أن..؟؟؟
" أليس هذا كفيل كاجإبة لسؤالك جلالة الملك مينسو."
مجددا صوت سموه أنبس قائلا
عدت ببصري مجددا للملك مينسو الذي تركني ناظرا الى بهدوء وكأنه لم يكن عاصفة قبل قليل ثم ضرب درعي ثلاث مرات عند المكان الذي شدني منه،
مالذي يحدث مع هذا....؟؟؟؟
" جيد.. عيناك فاضحتان."
هذا ما قاله وعاد ليقف جوار الملوك وكأنه لم يُحدث فوضى
لم أفهم ما يعني نظرت لسموه أستشفي منه وجدت تلك الابتسامة والنظرة العجيبة التي تظهر قلة قليلة لي..
الجميع عاد وكأن شيء لم يحدث ففعلت المثل وعدلت درعي قليلا وركزت على سيفي ووقفت خلف سموه قهقهة زينو أزعجتني
وفي تلك الثواني ارتفعت ثلاث أسهم مشتعلة رأيناها جميعا
"انها الاشارة"
صرخ الملك آشويا بحماس
تحفزنا جميعا ثم تكلم سموه
" انها اشارة بأن المقاومون هم الموالون لسيكيوشي فقط أي أنه سيتحرك جيشي فقط وان حدث شيء سيأتيكم الخبر من خلال حارسي."
قوله جعل حماس آشويا يخبو.
ثم رفع سموه يده لموراكامي باشارة للتحرك نحو القصر
ركبنا الأحصنة ثم
هدر موراكامي بقوة وهو يتقدم بحصانه
" تقدمواااااااااااااااا"
تقدم كل جيشنا بينما تحفز الملوك خلفنا مع بقية الجيوش المتحالفة
التففنا نحن حول سموه وسرنا في أوائل الجيش بينما يقوده موراكامي
تكلمت
" سموك ثلاث أسهم مشتعلة يعني أن آخرون استسلموا لعودتك ومناصري سيكيوشي يقاومون."
" أجل جيرينا يبدو انه لن يكون هناك مفر من اراقة الدماء."
أومأنا جميعا بصمت
أتمنى ان يكون فريق شينجي قد نجحوا في الخطة بالسيطرة على النقاط القوة
احتجاز الملك في غرفته وأخذ الختم اشعال مخزن الأسلحة افراغ القصر من الأبرياء كل هذا في غضون ساعات وبلا لفت انتباه مهمة لا تليق سوى بشينجي وفريقه.
وصلنا للبوابة الكبيرة للسور العملاق وألقيت بعض الحبال من فوق كما تسير الخطة
تسلق جنود خفاف الحركة ثم لحظات حتى فتحت البوابة
دخلنا مسرعين بالأحصنة وانتشر الجيش في الأنحاء كلها سموه توسط الساحة وأنا بجانبه.
وبدأت المعركة سيوف تتضارب..
صراخ خوف وصراخ شجاعة لا أدري من طرفهما
قاتلنا من فوق خيولنا وآخرون نزلوا ولكن لم انزل الا عندما نزل سموه يقاتل وهو متجه للباب الداخلي للقصر
سموه كان أسرعنا كان يسبقنا والتقدم كان صعب جدا ادفع هذا واضرب هذا
أقتل هذا ابتعد عن سيف هذا
في خضم ذلك اختفى عن ناظري انا وزينو
نظرنا لبعضنا وصرخ كلانا
" سموك.."
تزامنا مع ذلك ومع تقدمنا للدرجات للدخول سقطت أمامنا جثة
سمعنا أنينها رفعت وجهي للأعلى كان شخص ملثم بيده سيف ويده الأخرى لا ذراع قميصه تذريه الرياح
ذراع مبتورة؟؟؟
(السيد كيزارو)
نظرت مجددا للجثة التي همدت
انه المرافق والحارس السابق للأمير
" أرستس؟؟.."
" هل تعرفينه.؟؟"
كان سؤال زينو وهو يجذبني لنكمل الركض
أجبته ونحن نرتقي السلالم للدور الثاني بعد اجتيازنا البهو المليء بجثث الجنود الخونة
" كان حارس الأمير قبل الحادثة."
ركضنا رأسا للغرفة الملكية حيث متأكدين من وجود سموه
عند الباب رأينا رجلان بلباس أسود وأزرق معروف به شينجي ولكن بوجوه ملثمة
" سموه في الداخل"
قال واحد منهما عندما كنا على مقربة
فدخلنا مباشرة للغرفة الملكية الكبيرة والفخمة بكل أثاثها..
كان موجود شينجي وسموه وبعض الجنود المحاطين ببقية فريق شينجي
والخونة سيكيوشي وميليكس و صديق الأمير ساساكي
و.....السيد كيزارو كان قد نزع اللثام وهو واقف خلف سموه بينما الآخرين جاثين على ركبهم أمام سموه
كان منظر مخزي لثلاثتهم
ميليكس وولده رؤوسهما مطأطأه وأما الملك المزعوم فهو ينهق على أن سموه سيندم وأن تجرأ على الملك وسيندم وأنه ليس الأمير لأن الأمير مات في الحريق.
ولم أرى إلا وسموه يلكمه بكل قوته جعله ليسقط للجانب ليتأوه بصوت عالي
ثم قال سموه بهدوء زائف وغضب مكبوت
" حتى كبر سنك لن يشفع لك عندي، فما فعلته هو الخيانة العظمى وعقابها الاعدام على الملأ."
صرخ الآخر وهو يعتدل يريد الوقوف ولكن رَجُلْ شينجي ضرب ركبته ليسقط ورغم ذلك عاند قائلا
" ليس لديك دليل على ادانتي وليس لديك دليل يثبت أنك الأمير الميت."
" بل المفقود سيكيوشي.."
كان هذه المرة صوت كيزارو الراعد الذي أجفلنا جميعا حتى شينجي رأيته يتراجع من محيط والده من ردت فعله أظن أنه شخص مخيف.
" خذوهم الى الزنازن وأعلنوا انتهاء المعركة...
وشينجي اذهب للملوك في التل وأخبرهم أنهم مدعوون بعد أسبوعين على أكثر تقدير، وأننا سنكون على تواصل ان حدث تغيير."
كان ختام سموه لأمره ناظرا لأعدائه وخرج شينجي وبين أيديهم الأسرى.
ترى لماذا قتلوا أرستس بلا محاكمة كنت أنظر لسيف مرمي على الأرض
وفي بعض الدماء وبدى فريد من نوعه تقدمت وحملته في يدي أطالعه
فجأة قال كيزارو
" انه سيف أرستس."
ألقيته فورا بقرف تملكني كأنه قمامة
انفجر زينو ضاحكا نظرت له كما نظرنا له جميعا
"ماذا ألم ترو وجهها؟؟ كان نافرا وكأنها لمست شيء غير محبب لها... ان الشيء هو السمك أنظروا انها نفس التعابير.. أليس كذلك؟؟؟."
والد شينجي السيد كيزارو كان يرمقني بنظرات غير مريحة
بسرعة نقلت نظري لسموه كان أيضا يراقبني بهدوء
حسنا هذا مربك مالذي حدث أو يحدث
ثم تكلم سموه بنبرة غاضبة ملتفتا لزينو
" زينو هل هذا وقت مناسب للضحك؟؟.."
نقلت الأضواء لزينو وارتبك بشدة أكثر مني
تكلم كيزارو وهو يقترب من سموه واضعا يده على كتفه
" سموك دعك منهم هؤلاء هم الجنود صدقني يكونون ينازعون الموت وهم يلقون النكات."
تحكمت في موجة ضحك لا أدري من أين أتت ثم نقلت نظري لزينو كان مثلي ربما السيد كيزارو محق.
درت حول نفسي أتأمل الغرفة يبدو أنها كانت الغرفة الملكية لوالدي سيراي، في الجدار المعاكس للسرير صورة سيكيوشي المرسومة بدقة وهو يرتدي الملابس الملكية والتاج جالس على العرش
أغاضني بشدة ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أقطعها بسيفي
" أيها الوغد، الحقير، الخائن، البائس، اللعين، لن تنجو بفعلتك سأجعلك تتعفن سأجعلك سمك مطبوخ بدون ملح أيها..."
ثم شاركني سيف آخر بتقطيعها كان سموه ووجهه غاضب هو الاخر وبدأ بتقطيعها بلا رحمة وكأنه يتخيل سيكيوشي هناك
تراجعت تاركةً له المجال لإخماد حريق قلبه
فالعدالة يجب أن تحقق هذا ما قاله في احدى المرات عندما سالته ماذا سيفعل ان سقطوا تحت يديه
" ( العدالة يجب أن تأخذ مجراها حتى لو كانوا خونة سوف يحاكمون بالأدلة.)"
" لماذا تهينين السمك؟.."
كان سؤال زينو بجانبي
" لأنه أكثر شيء أراه مقززا في حياتي."
أجبته ببساطة وما زلت أراقب سموه الذي تعرق جبينه وهو يدوس بأقدامه على بقايا الصورة
شعرت بالباب يفتح ثم دخل كيزارو الذي لم أدري متى رحل وخلفه شينجي يبدو انه عاد بسرعة
وضع حقيبة على طاولة في طرف الغرفة وخاطب سموه بالاقتراب
ذهب سموه ولحقناه بفضول أنا وزينو
" لقد جمعت كل الأدلة التي ضدهم والتي معنا...اليوم يجب أن تتم المحاكمة ولن يبيتوا الا وهو محاكمون."
أمسك سموه بعض الأوراق وعلى ما أعتقد الختم والسيف الملكي والتصميم والجدية ظهرا جليا على وجهه
همس زينو بجانبي
" الآن تذكرتها انها نفس الحقيبة أليس كذلك جيرينا؟؟."
" بلى زينو انها هي...بتذكر ذلك لقد كانت مهمة جدا ونحن كنا كالحمقى متهورين."
همست له أيضا
تكلم سموه وهو يقرأ بعض الأوراق
" كيزارو حضر للمحاكمة بعدل ولا أريد أخطاء، وأنت شينجي راقب الأوضاع جيدا مع موراكامي وأي تحركات مريبة أو اي شيء مهما كان بسيطا أخبرني فورا.. وأخبر ليفيا أن تأتي هنا لحراسة الغرفة مع زينو."
غادروا جميعا وبقيت أنا.
من بين الأغراض لفتت انتباهي لفافة استأذنت سموه
" هل تمانع ان ألقيت نظرة"
بهدوء رد علي دون أن تفارق عيناه الورقة بين يديه
" لا تسألي أسئلة كهذه جيرينا.. بالطبع لا أمانع."
أخذت اللفافة وفتحتها أمام وجهي كانت صورة لسموه سيراي...؟؟؟
قبل سنتين أو أكثر ...؟
إنها...؟
نفس الملابس... نفس النظرة
نفس الهيئة لقد تم رسم هذه الصورة في المهرجان قبل دخولي للحرس بأشهر.
انها نفس الهيئة التي رأيته بها أول مرة....
ملابس ملكية بنفسجية مطرزة بلون الذهب وتاج صغير ارتاح على قمة رأسه
وحزام إلتف على خصره وتتدلى منه السيف على يساره
شعرت بقلبي سيتوقف، شعرت بالخيانة ولكنها لم تؤلمني،
لقد آلمني حينها ولائي، آلمني وفائي
لقد ارتكبت حينها جريمة في حق نفسي، في حق روحي
و أنقذت حياة سموه.
من وقتها أصبحت حياتي مرتبطة بحياة سموه .
رأيت قطرات سقطت على الصورة فاكتشفت بضعف أنها دموعي
لم أريد لسموه أن يراني لملمت نفسي مستديرة عكسه ولففت اللفافة وانا أرمش لتعود دموعي للداخل بينهما أمسح ما نزل محاولة ألا ألفت انتباهه.
.
.
.
.
.

انتهى الفصل الرابع
............





السلام عليكم ورمضانكم كريم... تقبل الله من ومنكم صالح الأعمال...اللهم آمين وفرج همنا يا رب.

.
..
...

كما قلت انتهى الفصل الرابع

وهو بالنسبة لي كان حماسي جدا...

واستمتعت جدا في كتابته كما أنه أخذ مني الكثير من الوقت وحذفت وأعدت الكتابة حتى ملت مني لوحة المفاتيح...








 
 توقيع : lazary

ايناس....نبع الأنوار

التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-10-2023 الساعة 09:27 AM

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2020, 12:42 PM   #20
lazary
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية lazary
lazary غير متواجد حالياً

الذهبي









(الفصل الخامس)

المحاكمة.. تصفية قلوب





" جيرينا...عندما يأتي زينو وليفيا لحراسة الغرفة وهذه الأغراض، سنخرج للتحضير لخطاب قبل المساء"
لم ألتفت له وأنا أربط الخيط حول اللفافة ثم أعدتها للحقيبة وأجليت صوتي
" كما تأمر سموك"
ثم تقدمت للنافذة نظرت للخارج جميع جنود سيكيوشي استسلموا لجنودنا وهم يسوقونهم للسجن والبعض الآخر يضحكون بسعادة يبدو أنه الموالون للأمير، ثم تذكرت أرستس فالتفتت لسموه فوجدته يحدق في ظهري ثم أنزل بصره للورقة فسألته
" سموك لماذا السيد كيزارو قتل أرستس؟؟"
أجابني وقد شعرت بالغرابة في صوته
" لقد قاوم وحاول قتلي"
شهقت بصمت وتملكني الغضب والخوف من موت سيراي، ولوم نفسي فلم أكن بالسرعة الازمة لألحقه، قبضت يداي ونكست رأسي بخجل من نفسي ومن سموه في يوم كهذا وفي موقف كهذا تركته يركض للأمام وحده، رأيت قدمان أمامي فرفعت وجهي كان سيراي أمامي تماما
" جيرينا أنا أعتذر لك لأني تحركت بدونك للداخل، لم أستطع رؤية أي شيء سوى سيكيوشي وأرستس أمامي."
كان يريد قول المزيد ولكن لكمة لم أدري من أين أتت ضربت يمين وجهي
بقوة رمتني على الأرض وقذفت معي بعض الكراسي فاستقمت بسرعة مخرجة سيفي والدوار يلفني متقدمة أمام سموه والظلام على وشك أن يحل على عيناي.
حركت رأسي ورمشت بعيناي ثم سمعت صوت قاصفا
" هل تضنين أن ندمك ونكس رأسك سينقذانه، هل هذه هي قوتك التي تشدق بها سموه أمامي؟ هل هذه جيرينا الحارسة والمرافقة العظيمة التي يتحدث بها جميع جيشه؟ هل تضنين أن حماية حياته بتلك السهولة؟ أن تقفي بجانبه ورأسك شامخ وسيف في خصرك؟ ها؟؟"
اتضحت لي الرؤية فكان السيد كيزارو، ابتلعت ريقي وأنزلت السيف فرأيته بلمح البصر يوجه سكينا لرقبي رفعت السيف بسرعة مجددا وأوقفت سكينه وأنا أتنفس بقوة ناظرة في عيناه الغاضبتان، ثم ترك السكين فجأة وحاول لكمي على ذقني فخطفت نفسي للخلف ودرت حول نفسي لأركل ذراعه ولكنه انحنى وأراد الاطاحة بقدمي الثابتة فقفزت ودرت حول نفسي في الهواء ولوحت بسيفي أمام وجهه فقفز هو الآخر للخلف ولما أراد التقدم مجددا رأيت ذراع سموه توقفه ووجهه كما لم أره من قبل لقد كان غاضبا جدا.
ثم خاطبه بهدوء مشددا على كلماته وكأنه يردع نفسه على الصراخ كما فعل هو بي قبل قليل
" هذا يكفي كيزارو.. ماذا تظن نفسك فاعلا بها؟.. لا يحق لك لومها على أي شيء، وجيرينا إياك أن تقرب لأذيتها بأي شكل كان.. فهي الشخص الوحيد الذي عاد من أجلي في تلك الليلة.. وان أصابها ظلم وأنا أنظر، ذلك الشخص لن أسامحه ولن أرءف به مهما كان."
رأيت عينا كيزارو تتوسعان ثم حدق بي وتراجع لافا يساره خلف مؤديا التحية ولكن يده اليمنى لم تكن موجودة ليضرب بها صدره
" أعتذر من سموك ولكن قلقي على حياتك جعلي أغضب لأنهم تركوك تدخل وحدك الى هنا."
أنزل سيراي ذراعه من أمام كيزارو وقال ومازل ينظر له بقوة
" لا تتعدى على أي من حراسي بهذا الشكل مجددا. هم يعرفون عملهم جيدا."
وبعيدا عن سعادتي بقول سيراي قبل قليل لاحظت العلاقة بينهما ليست جيدة.
خرج كيزارو بينما أنا أغمد سيفي تقدم سيراي مني ورفع يده ويتحسس مكان اللكمة
" هل تؤلمك؟"
كان سؤال غبي ما جعلني أبتسم
" سؤالك غبي سيراي لقد قاربت على فقدان الوعي، كما أنها تخدرت لا أشعر بيدك على وجهي."
ابتسامة باهتة أظهرها ثم قال
" انك حقا لا تشعرين بها، أنا أستخدم أصابعي وليست كل يدي."
أردت السخرية حتى تتبدد أجواء الذنب المحيطة بنا
" إذا مادام تخدرٌ فقط فذلك رائع، وجيد أن أسناني لم تتحرك."
وجدته يصرح هامسا محدقا في ولم يتجاوب معي سخريتي وهو ينزل يده
" أنا خائف من مجيء يوم لا أستطيع فيه مساعدتك كما تفعلين، فأنا أعرف جيدا أنه مهما فعلت لن أرد شيء بسيط من ما فعلت من أجلي."
توترت من هذا الموقف الذي وضعني فيه فتكلمت بتوتر وانا ألوح بيداي
" سيراي من فضلك.. نحن ليس بيننا دين أو شيء ما، بتذكرك لي ومسانتدك لي ووقوفك أمام السيد كيزارو بهذا الشكل من أجلي انت تجعل كل شعور سيء يتبدد، يكفيني أن تكون أنت بخير وأنت تثق بي وتأتمنني على حياتك كما تفعل."
ابتسمت عيناه فارتحت فهذا يعني أنه صار أفضل بقليل
فاستدار وذهب للكرسيين اللذان أسقطتهما قبل قليل بجسدي
وأوقفهما وجلس على واحد وأشار للآخر حتى أجلس
ثم قال بعد جلوسي
" ان كيزارو يشعر بالسوء من نفسه لأنه لم يكن حاضرا يوم مات والداي وهو كان الحارس الشخصي لوالدي."
" لم أكن أعلم بهذا..؟!! "
قلت له وقد تفاجأت فاسترسل يكمل وهو ينظر أمامه
" لم يكن يوم اجازته ولكنه بتهور غادر القصر بعد أن استشار والدي بالمغادرة للنزول للمدينة وقد حدث ذلك أمامي عندما كنا نتناول طعام العشاء والا لما صدقت كلامه.. زيادة على ذلك أبي كان يثق به جدا.. ورغم معرفتي بذلك لا أستطيع مسامحته أو معاقبته لأنه عاقب نفسه وبتر يده اليمنى."
صدمت من هذا ولكني لم أقاطعه
" لقد التقيته بعد انضمام شينجي لنا.."
فكرت شينجي انظم لنا قبل سنة تماما
" هل هذا يعني أنه هو من أرسله، يعني كان يعرف أنك حي؟."
" لا لم يكن يعرف، كان يشك بنجاتي ولكني أشك أنه هو من أرسله."
" اذا هل كل تلك المسرحية من شينجي كانت تمثيل؟؟."
" لا أدري جيرينا كما تعرفين شينجي انه مراوغ.."

بعد قول سيراي تذكرت لقاءنا بـشينجي لقد كان لقاء من براءته حتى يثير الريبة ورغم ذلك سموه اعطاه فرص واختبره اكثر من مرة وان كان ما افكر فيه صحيح فهو بذكائه لابد انه عرف الامر واجتازه ضاحكا
( ذلك المستفز الملتوي..)
" سيكون علي اكتشاف ما يخبأه.. وان كان كل ذلك تمثيل سأجعل يومه جحيم"
" ليس عليكِ أن تتعبي نفسك معه، في النهاية هو شخص جيد."
" لا ليست النهاية بالنسبة لي.. ان كان كذب بهذه الطريقة في البداية لماذا لم يَصْدُق عندما أنتَ قبلته في جيشكْ."

حك فروة رأسه بتعب لاحظته جليا من تعابيره
" افعلي ما ترينه مناسب ولكن لا تجعلي الأمر يصل لحد الشقاق في الفريق... حسنا؟."
" لا تقلق، وأترك الامر علي."
مع نهاية جملتي طرق الباب جعلني أستقيم بتأهب ثم دخل زينو وليفيا
وفورا وقف سموه بحزم وثبات واتجه للباب فتبعته توقف عند الباب وأشار للحقيبة وما حولها من اغراض
" فلتحرسا هذه الغرفة جيدا فتلك الأغراض مهمة للغاية هي كل الدلائل ضد سيكيوشي ومن معه، واضح؟؟."
" علم.. وينفذ سموك."

أديا التحية بينما خرج كلانا وتوجهنا فورا لمنصة الاعلانات الملكية.

...................

لا أدري هل للحظ دور أم أن سموه كان محبوب فعدا الخونة الذين قتلوا او زجُّوا في السجن البقية من ساكني القصر عادوا وحتى الكثير من الشعب قد تجمعوا أمام القصر ولم يسمح لهم الحراس بالدخول وبعد أن علم سموه بذلك غير المخطط وقرر أن يعلن خطابه فوق السور العملاق المحيط بالقصر أعلى منصة للحراسة.
تقدم سموه وأنا وكيزارو وقفنا خلفه وخلفنا بعض الحراس من جيشنا،
الشعب تحتنا صامت الا بعض الأصوات القليلة، رفع سموه ذراعه كتحية ثم ابتدأ كلامه بصوت عال
" قبل سنتين تم اغتيال الملكين واضرام النار في القصر كان من المفترض أن يموت الأمير أيضا خنقا وحرقا ولكن تم انقاذهم، وعاد مجددا لاستعادة العرش وحكم المملكة بما يليق بها و بازدهارها وبتعاونكم ستستعيد المملكة مجدها."
سكت سموه يترقب سؤال كما استنتجت
" وأين هو الأمير؟؟."
كان صوت لرجل من الأسفل
" انه أنا.."
اتت اصوات من اشخاص مختلفين
"هل هو حقا الامير سيراي؟؟؟"
"... غير معقول..."

شعرت بالقلق هل سيصدقون؟؟ نظرت له فإذ هو هادئ
لا تعابير لأستشفي منها ما يختلج صدره
" وأنا أشهد بصحة كلامه.."
أعدتُ بصري اتجاه الصوت في الأسفل فرأيت شخصا بدى لي مألوفا وبارز بملابس سوداء لمدربي الفنون القتالية،
أدريت رأسي لسموه مخاطبة اياه وقد تملكتني الدهشة
" أليس هذا المعلم كينجي والد ليفيا؟"
" بلى."

رجعت مجددا ببصري الى المعلم والناس معظمهم يعرفونه ومن لا يعرف وجهه يعرف صيته،
انه المعلم الأول صاحب المدرسة الأولى في المملكة، كلمته صادقة دوما، نزيه، ووعده لا يُخلف، تلاميذه من أقوى الفرسان، هو الحَكَم في المسابقات التي تجرى دوما في القصر بين المدارس.
خطوة جيدة اتخذها سموه.
صوته العالي من الأسفل سمعناه جميعا
" الأمير عندما غادر القصر قبل سنتين أتى إلى مدرستي، وأخبرني أنه لن يترك المملكة في أيدي قتلة الملكين، لذا سيكون من المفيد لنا جميعا أن نقف إلى جانب سموه لينظف المملكة من القاتلينْ الخونة."
صوته وصل صداه للأنحاء وكلماته ترددت حتى في عقلي أنا رغم عشت مع سموه ذلك، أصوتاهم رفعت فجأة
" نحن مع الأمير، كن أملنا أمير سيراي.."
والعديد من الهتافات التي لم أفهم بعضها، سموه سيراي لم يقل كلمة ولم يتحرك سوى بانحناءه قليلا احتراما للشعب ثم غادرنا المكان للعودة للداخل.

.............

عندما أتينا الغرفة مجددا كان الباب مكسور دخلنا سريعا لنجد شينجي أيضا هناك مع زينو وليفيا المصابة في ذراعها الأيسر على ما أذكر لم تكن مجروحة من قبل، وكانت هناك أيضا أربعة جثث،
تقدم كلانا للداخل حيث وقف ثلاثتهم وبينهم الحقيبة
" ماذا حدث؟؟"
سأل سموه بهدوء كاذب، وهو ينقل بصره بينهم ليجيب زينو قائلا و مشيرا للجثث
" لقد حاول بعض الرجال أخذ الحقيبة ولكنهم لم يستطيعوا."
" أحسنتم عملا...ليفيا أوقفي النزيف الآن، وسأغادر أنا وجيرينا بالحقيبة بعد قليل فكيزارو قد أعد كل شيء، الجميع ينتظرنا في قاعة المحكمة، وأنتم اسبقونا الى هناك"

......................

مر كل شيء بسرعة وخرجنا من الغرفة باتجاه القاعة وسموه لم يقل شيء سوى الهدوء الظاهر على ملامحه،
ولكن أن يأتي بخطة كهذه حقا هذا شيء مذهل أن يدخل المعلم الموثوق في الخطة.
لـأتذكر أول يوم دخلنا فيه للمدرسة الفرعية في قريته بعدما لاحظ كلانا أننا لم نكن بالقوة اللازمة لننجو بحياتنا.
فور أن دخلنا على الباب كان المعلم كينجي يشرف على المتدربين وفور أن لاحظ سموه دعانا للدخول بدون أي أسئلة ما جعلني أستغرب وبعدها في غرفة خاصة علمت أنه كان شخصية مشهورة ومعروفة في القصر.
استضافنا جيدا ثم في الغد بدأت التدريبات كانت أيام رغم أنها متعبة لكلانا ولكن أثمرت جهودنا، فقد أشرف هو شخصيا على تدريبي لساعات طويلة ونستيقظ في أواخر الليل.
أما سموه في الليل كان يدرس الكتب عن السياسة، خرجت من ذكرياتي وسالت سموه وأنا أسير بجانبه أجاري خطواته
" سموك هل خططت لكل هذا؟"
" هل تستهينين بي جيرينا؟؟!!"
خرج سؤاله بمزاح لم يناسب وجوم وجهه ولا سرعة سيره المحفَّزة
" لم أقصد ذلك، بل أنا متفاجئة ... لقد كنت قلقة بهذا الشأن."
" كان علي أن أجد شخصا يعرفه الشعب في العاصمة والحظ كان معنا لأنه في فترة هروبنا كان في قريته الأصلية والا لما استطعنا الالتقاء به."

في أثناء صعودنا للدرجات الطويلة لقاعة المحاكمة فتح الحراس الباب دلفنا للداخل، صمت الجميع بدون أن يصرح أحد بدخول سموه.
وقف القاضي في مكانه مرحبا بصمت فمشى سموه شاقا طريقه نحوه وتبعته بهدوء مثله عكس الصخب الذي كنا نحدثه بأقدامنا قبل قليل في الخارج، تقدم سموه وصعد لمكانه في يمين القاعة بينما القاضي ترأس مقعده مواجهاً للمتهمين المكبلين وجالسين على ركبهم.
رغم عني أشفقت عليهم وعلى الحال الذي وصلوا اليه من جشع اصاب بعضهم والبعض الآخر منقادين، وآخر كساساكي كان الشخص الصامت في الماضي والآن أتساءل أي قول أو شهادة سيدلي بها..؟
وقفتُ خلف سموه أراقب بصمت أيضا ومتأكدة أن الوجوم أو ربما الانفعال مرسوم على تعابير خاصة عندما تكلم سيكيوشي ينفي ما ينسب اليه من تهم رغم الأوراق واللفافات التي تأكد ادانته من رسائل وتخطيط لقتل العائلة الملكية، واختلاس المال وادانة بعض الأشخاص ظلما.
بعد دقائق من الاستجواب واعطاء الأدلة التي كانت في الحقيبة للقاضي،
ميليكس اعترف بذنبه وأنه كان تحت التهديد وأن له يد في الاغتيال، ساساكي اعترف بصمته على ما سيحدث رغم انه كان يستطيع ايقاف ذلك لو انه تكلم، حراس، مرافقين، خدم، الجميع تم الاستماع اليهم عن الحادث.
في النهاية عرفنا الحقيقة وعرف سموه ذلك بطريقة مؤلمة جدا فرغم حضوره في تلك الليلة ورؤية والديه يقتلان و يحاصر هو في النيران سماع ذلك مجددا أرهق القلوب.
ولأني كنت خلفه قليلا لم أعرف أي تعابير تختلج وجهه.
ضرب القاضي المطرقة فسكت الحضور

" بعد الاستماع جيدا للشهود وللمتهمين وبناء على الأدلة قررت المحكمة ما يلي
تم تأكيد كل التهم الموجهة الى الوزير الأول السابق سيكيوشي بتهم القتل العمد للملكين الراحلين ومحاولة قتل الأمير، تهديد واستغلال الوزير المتهم هاتاكي ميليكس.. حكمة المحكمة عليه بالإعدام شنقا حتى الموت"

" الوزير هاتاكي ميليكس تم تأكيد التهم الموجهة اليه سوء استخدام السلطة والمشاركة في قتل الملكين السابقين ومحاولة قتل الأمير حكمة المحكمة عليه بالإعدام شنقا حتى الموت"
" ساساكي هاتاكي ابن ميليكس هاتاكي تم تأكيد التهم عليه بعد اعترافه بصمته أثناء التخطيط للقتل.. حكمة عليه المحكمة بالنفي خارج المملكة نفيا نهائيا."


وواصل القاضي حكمه والقائمة طالت
وفي النهاية
تم الحكم على عشرة أشخاص بالموت و آخرون بالسجن ودفع الغرامات.
وقبل انتهاء المحاكمة القاضي اعترف بسموه بعد أن نظرة للصورة التي في الحقيبة أيضا وكانت قبل سنتين لسموه، وهكذا
انتهت المحالمة قبل غروب الشمس بقليل.
سموه بقي جالسا في مكانه ولم يتحرك فلم أبرح أنا أيضا مكاني كما لم يفعل بقية الحراس،
رأيت ساساكي ينظر لسموه نظرة منكسرة ثم استدار يقوده الجنود، لأنه فورا سيتم ترحيله خارج الحدود.
سيكيوشي تم اخراجه بالقوة وهو ما زال يصرخ ويهذي بكلام غير مفهوم كأنه لم يصدق، ميليكس خرج بهدوء ناكسا رأسه
كما خرج البقية المُدانين كل واحد وحاله.
عندما خرج الجميع تقدمت حتى وقفت أمام سموه عيناه كانتا مثبتتان على مكان جلوس الخونة قبل قليل

" أنتَ تعلم أن كل شيء انتهى...أليس كذلك؟؟."

لم يرد علي فأكملت
" بقيَ التتويج، وسيكون غدا.. وعندها سترتاح وسيرتاح والداك وكل من مات في الحريق."
تنهد بقوة وصمت متقدما للأمام شابكا أصابعه وقد استند بمرفقيه على ركبتيه
استدرت خلفي للحراس وجدت ليفيا وزينو بجانب الباب موراكامي وشينجي لم يكن لهما أثر.
ربما هو يحتاج الراحة وليست المواساة ولكن رغم ذلك قلت له ساخرة
" تعرف أنك تعطي الموضوع أكبر من حجمه أليس كذلك أيها الأمير السابق."
رفع عينيه الي فكانتا داكنتين فلم أدري هل بسبب الظلام الذي اوشك على الحلول على القاعة أم أن الحزن هو السبب
أملت رأسي
" أنزل عينيك فقد ظهرت تجاعيد في جبينك فلم تلائم زرقة عينيك."
" أولا تقولين أمير سابق ثم تتغزلين في عيني... هل تريدين انقاذ نفسك."
قال مؤكداعلى كلمة "سابق"
بسطت يدي شارحة بلامبالاة
" وماذا أفعل سيراي.. من الظهيرة وأنا أسمع ــ الوزير السابق ــ المرافق السابق ـــ الملك السابق ـــ تعود عليها عقلي.
أما عن التغزل فذلك لم يحدث، أنا فقط أمدح ما يعجبني وأخبرتك "سابقا" أن لونهما جميل"
أكدتُ أيضا على كلمة "سابقا" وبحلقت فيه وهو يتراجع للخلف ثم مال على مسند الكرسي بمرفقه
" لست مثلك جيرينا، أنا لا أستطيع تجاهل هذا والمزاح وسط المواقف الجادة.. رغم أني أريد أن أكون مثلك ومثل الحراس أحاول تعلم ذلك."
" كيف هذا؟؟"
رفع كتفيه وأنزلهما
" تمزحون...تتجاهلون...متقاربين رغم أنكم لست في نفس الأعمار...."
" توقف... أنت تجعلني أشعر بالسوء."
" ماذا؟؟."

تفاجأ يسألني، شعرت حقا بالسوء لطالما قلقت كونه لا يتعاطى كثيرا مع الحراس حتى مع شينجي كونه الأقرب نسبيا، ولكن كونه حسبني مع أشخاص غير مقربين له ذلك آلمني
" لأنك كالـ...... لا تجعلني أشتمك نحن قربك وحولك ... وأنا معك سيراي، وقريبة منك، ليس عليك أن تجعلني أشعر أننا لسنا من نفس المستوى."
" انت تعرفين أنني لم أقصد ذلك.."
تجاهلته واستدرت في مكاني مستعدة أنتظره لنغادر وهي ثواني حتى سمعت خطواته الهادئة وتكلم عندما جاورني
" تعلمين أنه من السيء اتهامي بما لم أقصده."
فتبعته بدون رد
عندما اقتربنا من الباب حيث وقف زينو وليفيا توقفت واستدرت له
" وأنت ليس عليك ابعادي أو التفكير أني بعيدة عنك فانا سأبقى معك حتى النهاية وأنا أعنيها حتى النهاية....وأنا أعتذر عن فعل ذلك لن أعيدها."
" ابتعدنا عن الموضوع الذي بدأ نقاشنا به، والفضل لك أنا بخير الآن وبعيدا عن ذلك أنا لم ولن أفكر في المستويات في ما بيننا لذلك أزيل هذا عن تفكيرك."
ابتسم في نهاية كلامه وتقدم ففتح له زينو الباب وخرجا لحقتهما أنا وليفيا وجميعنا يحكمنا الصمت.
انها احدى المرات التي يكون فيها نقاش سيء بيننا ولكنه السبب، لم يكن عليه قول ذلك بعد كل ما مررنا به سويا.

............................


على المائدة الملكية الكبيرة حيث سموه كان قد ترأسها، والوزراء الذين لم تتم حولهم الشبهة في الخيانة جلسوا على الجانبين بينما أنا وزينو وقفنا خلف سموه فطبعا لن نستطيع الجلوس معه في نفس المائدة كما اعتدنا، الآن المكان ومراكزنا لن يسمحا لنا.
الغريب في الأمر أن السيد كيزارو كان حاضر وكان يتناول الطعام بيد واحدة بهدوء ذلك ذكرني بكلام سيراي حول شينجي
تمعنت فيه جيدا انه من النوع الذي يفكر ويحيط بكل شيء أكيد له يد في وجود شينجي قبل أزيد من سنة في أول لقاء بيننا معه.
أبعدت بصري عنه للنافذة التي احتلت جزء كبير من الجدار بدى الجو في الخارج مظلم وضوء الشموع القريبة من زجاج النافذة انعكس
بدون ارادة مني تذكرت ذلك اللهب الهائل ليلة الحريق، وتذكرت في يوم الغد في الغابة والأمير يخبرني بالتفصيل، كيف قتل سيكيوشي والداه واحد تلو الآخر أمامه، بينما هو أرستس حارسه الشخصي قد قيد حركته.
كان منهار جدا وهو يضرب كل ما هو قريب لقد كان يؤذي نفسه كثيرا فوق حروقه، كان أسبوع سيء مرَّ على كلانا من حروق وصدمة ألمت بكلانا.
عدت من ذكرياتي عليهم وهم يقفون ويستأذنون للمغادرة
وقف سموه هو الأخير ابتعد عن الكرسي و استدار نحونا ففاجأتني علامات الاحباط وكتفاه اللذان تهدلا...!!!؟
" لقد كان أسوء عشاء على الاطلاق."
قال وهو يمسد على معدته
لم أجد ما أمسك في نفسي على الضحك خصوصا وبجانبي قنبلة الضحك زينو لأنه انفجر قبلي.
بينما أكمل هو
" مضى وقت طويل منذ أصبتُ بآلام في معدتي بعد الأكل...ماذا يسمى؟؟ عسر الهضم."
حاولتُ مقاومة الضحك بصعوبة لأسأله وسطه
"لماذا؟"
" كانت آخر مرة عندما خالفت كلمات والدي و وبخني بشدة...والآن بجانب عدم لذة في الطعام، الوجوه التي قابلتها تجلب التعاسة."
" حتى وجهي سموك."

استدرنا جميعا للسيد كيزارو الذي دخل من الباب وخلفه الخادمات ليوظبن المائدة
" لم أقصدك بالتحديد كيزارو."
أجابه سموه وهو يمسد على معدته ويتجه الى كوب الماء ليرتشف منه فاعتذرت الخادمة بتوتر لأنها كانت ستحمله يبدو أنها مكلفة بتوضيب الكؤوس.
استدار هو غافلا عنها بينما أنا راقبتها كيف تنظر له بانبهار تبدو صغيرة في السن ربما في عمره أو أقل، ولم توقف تحديقها في ظهره إلا عندما حدجتها واحدة أخرى تبدو كرئيستهم.
تجاهلتهم وأصغيت لــكيزارو الذي يودع سموه وهو يقول بخفوت أنه سيمر على شينجي قبل رحيله لقريته الليلة.
شعرت بعينين تراقبانني استدرت فوجدتها رئيسة الخدم تحدق فيَ وفي ملابسي وسيفي، بادلتها التحديق بهدوء حتى استدارت مغادرة ما جعلني أرفع حاجبي باستغراب.
" ـــ هذا عمل لا يليق بك ـــ تلك معنى نظراتها"
أدرت بصري لـزينو بملل
" ماذا ؟؟ أنا أترجم لك كلامها الصامت"
" فقط توقف"
ضحك بخفوت وهو يتبع سموه للخارج فلحقتهما بعد خروجنا قلت
" سموك.. اسمح لي بالخروج قليلا."
" حسنا تعرفون غرفكم أليس كذلك؟.."
" بلى سموك غرفنا متفرقة حول غرفتك داخل جناحك، لقد كلف السيد كيزارو أحد الخدم بإخبارنا."

أجبته وأديت التحية واستدرت مغادرة فلحقني صوته
" اعتني بنفسكِ."
" حاضر."

أشعر بالملل ولا أرغب في النوم سأتجول قليلا وأعود بما أن زينو والبقية بجانب سيراي لن أقلق.

..............

وما ان دست عتبة الباب العملاق للقصر بغية الخروج للحديقة
حتى وجدت شينجي واقف مع حارسين هناك ولما اقتربت منهم عرفت الحارسان، انهما كانا ضمن جيشنا و مع اقترابي أكثر سمعت صوت أحدهما يخاطب شينجي
" الجنود محتارين من سيتبعون لأنهم فقدوا الثقة بالقادة القدامى، لمَّحْنا لهم عن الجنرال موراكامي فلم يبدو أي اعتراض ولكنهم محتارون."
" مساء الخير. "
" مساء الخير."

ردوا علي التحية جميعنا فوقفت قبالة الحارسين بجانب شينجي وسألتهم بعد أن عرفت شيء من الأمر
" هل من شيء آخر لاحظتموه؟؟"
أجابا هما بالنفي بينما لمح لي شينجي برأسه أن هناك ما يخبرني به،
فابتسمت لهما بتقدير على عملهما
" عمل جيد، عمتما مساءً "
سرنا نتمشى و ابتدأ شينجي الكلام عندما ابتعدنا بمسافة جيدة
" لقد أخبرني أبي أن وزيران لازالا لم يُمسكا بخيانتهما ولكنه متأكد تماما من ذلك."
" كنت أعلم أن تصفية القصر من الخونة أو الحكومة كـكل لن يكون سهل، وسموه مدرك لذلك."

لم يعقب شينجي واستمرينا بالسير في الحديقة حتى تكلم مجددا
" لقد سمعت من والدي أنكما دخلتما في عراك"
تحسست فكي
" لقد كان فضيع ولكنه لقنني درسا لن أنساه"
رأيته من زاوية عيني يلتفت لي باستغراب لأكمل على تساءله
" لقد كان محقا، لا يحق لي الوقوف بجانب سموه ان لم أكن على قدر مكانتي في حراسته"
" أنت أول شخص يقول عن قبضة والدي هكذا...قبل سنوات كنا أربعة تلاميذ نتدرب عنده من ضمتهم أنا...بعد شهر واحد لاذوا بالفرار لأنه لم يكن رحيم إنه والدي وأعرفه... وبالتفكير في تصادم حدث بينكما أنتما الاثنان ذلك يثير حماسي."

توقفت مكاني وواجهته بجسدي قائلة بجدية
" أنا أيضا يثير حماسي وفضولي انضمامك لنا ويثير حماسي أن أقطع وجهك المخادع"
رد على جديتي ضاحكا
" هيا لا تقولي لي أنك لا زلتِ تشعرين بالريبة مني؟؟.."
رفعت حاجبي وأنا ألتفت له برأسي
" لأني أشك أنك لم تَصْدُقْ وقد فات الأوان"
راقبت قهقهته التي انحسرت الى بسمة ثم اختفت للوجوم وهو يرسم وجهه الجليدي والذي يستعمله عادة في أعماله و مهماته
" أنت السبب شينجي ربما عليك أن تتخذ خطوة جيدة وتذهب لسموه في أقرب وقت... أخبرني سموه أنه سأل والدك عنك ولكنه لم يقل له شيء و راوغ."
مع نهاية قولي أبعد وجهه عني وبدقة لاحظت كيف توالت عليه مشاعر عديدة بعد أن فشل في تغطيتها بقناعه الجليدي، ليخرج في لحظة قناعه الخشبي ووضعه على وجهه وبقي ممسكا به ولم يلتفت لي.
ربما أكون اخطأت؟ ربما أكون آلمته؟ ولكني أحتاج للثقة به، أحتاج لائتمنه على حياة سموه.
ورغم ذلك لم أستطع تجاهل الأوقات التي قضيناها سويا
" شينجي تعلم أنك لست بحاجة لهذ القناع معي، سأتقبل كل ما تمر به في هذه المواقف وسأنسى ما رأيت، لست والدك لتخفي ما يختلج صدرك، أنا أسألك أن تذهب لسموه... ولكن ان لم تستطع أخبرني وأخبره."
" تم تدريبي على اخفاء ما يضعفني جيرينا، ولكن فشلت في ذلك عندما يتعلق الأمر بك وبسموه."

في أثناء رده أنزل يده ومعها القناع ونظر نحوي
عيناه شبه مغمضتان ذابلتان وملامحه متألمة ليكمل
" أنا لم أنظم اليكما بأمر من والدي."
صمت مبعدا عيناه ثم اعادهما لي
" لن أنكر أنه قال لي أن أذهب، وأرسلني خصيصا، ولكني رفضت ذلك وتشاجرنا وأجبرني على المغادرة...لأنه فضيع كما قلتِ، ولكن عزمت أني لن أشارك أميرا في هروبه أو في غزوه، لأني لست آلة يتحكم بها أي منهما، ولكن رؤيتكما بعد مغادرتكما مدرسة المعلم كينجي وصدقا كان الأمر صدفة حينها في المطعم أني دفعت ثمن طعامكما، لم أكن أعرفكما ولكنكما أثرتما انتباهي وبعد مراقبتكما ليوم عرفته هو فورا فتصرفاته النبيلة كانت بارزة حينها، ومعك أنت كنت اختلافه تماما لم تكونا ثنائي عادي."
ضحك بصدق ظهر لي جليا على وجهه
" فأنت كنت تأكلين بشراهة ولا تبالين بآداب المائدة بينما هو يرتب الأطباق ويرتب نفسه ثم يجلس يتناول طعامه ببطء حينها أنت تكونين ناصفت طعامك أو انتهيت، ثم راقبتكما أكثر من أسبوع من الفضول، ثم بعدها أحببت التقرب منكما... فقد رأيت أنه لا حدود بين مستواكما، أنت عاميّة بينما هو أميرُ البلاد، وأنت تعرفين الباقي."
أكمل حديثه بحنين في عيناه وكأنه عاد يعيش تلك اللحظات المهمة بالنسبة اليه.
" أدرك أنكما غاضبان ولكني حقا لست معكما لأن والدي قال ذلك...ما بين ثلاثتنا يفوق زملاء وأمير...على الأقل من جهتي."
كلماته الأخير أوجعتني،
" أرغب بلكمك شينجي."
تفوهت برغبتي وأكملت سيري بهدوء.
" ما معنى هذا؟؟."
صوته السائل المضطرب بجانبي جعلني أعلم أكثر أني آلمته لأجيبه أهون الأمر
" أنت المخطئ شينجي.. هل هذا هو الأمر..؟ كان يمكنك اخبرانا ولا تلفق كذبة تافهة حينها أنك لا تعرف أحد وانت تربيت على يد معلم قتال، ثم المراوغة من جديد بكذبة جديدة أنك تشاجرت مع السيد كيزارو بسبب موت أمك... هيا سنذهب الأن لسموه."
" ماذا؟؟!!"
صوته الذاهل هو ما أجابني به وأنا أشده من ذراعه لنعود لداخل القصر وتحديدا اتجاه جناح سموه.

....................

" استيقظ سموك."
كلمته من بعيد ولكن لم يجبني من خلال الانارة الخفيف لشمعة واحدة في الغرفة كان سموه مستلقي معطينا بظهره
"ماذا حدث له؟ في العادة يكون نومه خفيف"
صوت شينجي الهامس بجانبي حيث وقفنا بعد دخولنا السري من النافذة على طلب منه
" ربما حدث له شيء..؟؟"
صوته الهامس من جديد والمنذر بالشؤم جعلني أضربه بمرفقي على جانبه ليتأوه بهمس
" توقف عن تهويل الأمر، انه فقط نائم براحة."
وبخته بحدة ثم تقدمت من سرير سموه حيث هو نائم على جانبه الأيمن يقابل النافذة
أبعدت الملائة قليلا عن ذراعه ثم وكزته وأنا أهمس
" سموك...هاي..سيراي.."
مع ذكري لاسمه وكزته بحدة
" ما الذي تفعلانه في غرفتي في هذه الساعة؟؟ اذهبا للنوم."
صوته الصاحِ تماما من النوم فاجأ كلانا...!!! لقد كان صاحٍ من البداية...!!!
خطوات شينجي جاورتني وصوته المتذمر والمستفز تردد في الغرفة
" لماذا تعمدتَ التصرف كالميت سموك..؟"
" هل أنت بومة الشؤم في هذ المساء؟؟."
"أخفض صوتك أريد أن يبقى المكان هادئاً!!"

في نفس اللحظة وبنفس النبرة الهامسة خاطبته أنا وسموه
تجاهلني أنا وهو يتقدم ليجلس أمامي قليلا على سرير سموه بوقاحة رفعت له حاجبي بينما لاحظت سموه يستقيم جالس متربعا وقد أبعد الغطاء عليه
" لقد كنت سأنام حتى سمعت همسات مألوف وشخصان يتصرفان بحذر يدخلان نافذتي."
قوله المبسط على ارعابنا ولو لجزء من الثانية أزعجني ولكني هدأت نفسي وأنا أبتعد قليلا أترقب حديثهما.
نقل سموه نظره بيننا مبتسما وقال
" إذا، ما الذي أتى بكما؟"
بحدة تحرك شينجي مؤشرا بإصبعه علي مبعد الموضوع عنه
" انها هي من جرتني اليك، ولما عرفت أننا سنأتي الآن مهما اعترضتْ، أقنعتها أن الدخول من هنا أفضل وأكثر سرية."
اعتدل سموه أكثر رغم أنه يتوسط السرير باعتدال جيد، و سأل باستغراب
" أكثر سرية؟!.. من أجل ماذا؟؟."
جواب شينجي أتى فورا موضحا ببساطة
" ليس لأجل شيء فقط لنبعد شبهات او أي شيء آخر، يعني عمل في الظلام."
رأيت سموه يرمش ثم سأله بلم أعرف كيف أصفه من استغراب وتفكه في صوته
" هل أنت سفاح يعمل تحت ستار الليل؟؟"
أجابه شينجي بفطنة وجدتها شخصيا غبية وعنيفة
" تعرف أنك تستطيع الاستفادة مني في ذاك الجانب أيضا."
قهقه سموه فبدى لي أن مزاجه جيد
" حقا.. ماذا أتى بكما؟؟"
عند اعادت سؤاله أحببت تخطي هذ الأمر فهذا الغبي الذي أمامي عرفت قبل قليل أنه أحمق في هذ الأمور عندما يتعلق الأمر به فباشرت قائلة ولا زلت واقف خلف شينجي حيث هو جالس
" سموك هذا المستفز الأحمق قد اعترف أخيرا بالحقيقة، أنه تم ارساله من قبل والده السيد كيزارو."
اختفت ابتسامة سموه وهو يعود ببصره لشينجي الذي لم أرى ملامحه وهو جالس يعطيني بظهره فأكملت
" ولكن، شينجي لم يوافق على أمر والده وغادر البيت بأمر منه ليأتي إليك، وغادر وهو عازم على عدم المجيء اليك، ولكن، التقى بنا صدفة وبعدها أثرنا فضوله حسب ما قال وكما فهمت من وصفه لنا فقد كنا كبعد السماء والأرض... أنت تتصرف كالنبيل بينما أنا أنهش الطعام نهشا"
كشرت في آخر كلامي وأنا أتذكر أنه وصفني بالشراهة بينما وصف سيراي بالنبل
تحرك شينجي ملتفت لي باستفزاز قائلا
" انها الحقيقة."
رددت عليه بيأس
" أعلم أنها الحقيقة ولكنها مؤلمة جدا."
لم نحرك بصرينا عن بعض بتحدي الا على صوت سموه الذي ضحك وسقط مستلقيا للخلف، لم يتكلم أي منا حتى سكت ثم وجه كلامه لشينجي وهو يناظر السقف من خلال استلقاءه فاردا ذراعيه على السرير
" ما الذي جعلك ترفض أمر والدك؟ رغم أني أستحسنه ولكني أريد أن أعرف؟!!"
تحركت أنا للكرسي لأجلس لأني تعبت من الوقوف
بينما شينجي يرد بنبرة حيادية وبلا رحمة أخرج قوله
" وقتها فكرت أنا لم أتدرب تدريب قاسي لسنوات حتى أربط مصيري بأمير هارب، ولم أرد العيش تحت الأوامر والتقيد بها، لم أظن وقتها أنك تستحق مجهودي أو قطرة من دمي تُبذل لأجلك."
الهدوء حل على الغرفة بعد تصريحه الصريح جدا، بعد هينة تكلم سموه من جديد
" وهل أنا أستحق ذلك كله في نظرك؟؟."
ليرد فورا شينجي بلا تردد، بنبرة وصوت ثابتان
" طبعا، لو لم تكن كذلك لما رأيت وجهي أبدا."
رفع سموه ذراعيه وجذب نفسه ليعتدل في جلوسه مثل قبل ثم مد يمناه
" اذا فلنبذل جهدنا لأجل بعضنا ولأجل المملكة."
صافحه شينجي بدون قول شيء وملامح وجهه لم أفسرها سوى أنه ممتن جدا، وأنه كان خائف من الرفض... وأنه سعيد جدا راقبت ابتسامتهما الكبيرة وهي مرسومة على وجهيهما براحة، فهكذا أزيح جدار خفي كان بيننا وبين شينجي.

....................

بعد خروجنا من النافذة كما دخلنا افترقت عن شينجي لأذهب للنوم وأنا أفكر ما قاله شينجي هو كان يخاف أن يرفض، في أثناء عودتي سقطت لفيفة أمام قدمي من حيث لا أدري، حملتها بسرعة واقتربت من الانارة في الرواق المؤدي لغرفتي لأبدأ في قراءتها
" أعلم أني تماديت في تصرفاتي ولكن كل ذلك حرص من أجل حياة سموه، لا أرغب أن يعيد التاريخ نفسه، ولا أريد أن يعيش شخص آخر مثل ندمي وحسرتي على تهاوني في عملي... ابذلي جهدكِ."
لم يضع اسمه ولكني عرفته انه السيد كيزارو.
بعد دخولي لغرفتي رميت الرسالة في نار المدفئة لتحترق فأنا لا اجد سبب لبقائها فقد أكملت مهمتها، نزعت درعي وغيرت ثيابي وخلدت للنوم في استعداد للغد.
.
..
..
انتهى الفصل الخامس







 
 توقيع : lazary

ايناس....نبع الأنوار

التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-10-2023 الساعة 09:28 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:35 PM