••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


إنسلاخُ الروحِ

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-13-2020, 10:07 PM   #6
شَفَق.
عضو مُميز


الصورة الرمزية شَفَق.
شَفَق. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 57
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 25,454 [ + ]
 التقييم :  63932
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Lightgrey
شكراً: 6
تم شكره 22 مرة في 19 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الذهبي













Y a g i m a



وخلفهما قد لمح..
لمح مغزولة الشمس معطية ظهرها بينما تغادر. .
" إ..إنتظري! "
طغى صوته على المكان وهو يصرخ، الأن الجميع يحدق به.
وفي تارة يحدقون نحو الباب.
لا شيء.. أصابه الذهول والإرباك من مغادرتها دون أن تلتفت ناحيته.
هل تمزح ام ماذا؟!

أنتبه لنظرات الجميع المكسوة بالشفقة ناحيته،حسناً بإستثناء أحدهم.. إنه الأشقر بالطبع.
إقتربت رين ناحية أخيها لتمسد شعره بحنو قائلة
" هل أنتَ بخير "
" أظنها صدمة. "
أجاب بدلا عنه ذو المعطف الأبيض ولربما لو أجاب بنفسه لقال
" لا لستُ بخير، دعينا نخرجُ من هذا الجحيم. "
ه
اج ايفان محاولاً القيام إلا أن جسده خذله.
قال الطبيب بينما يساعده على الإستلقاء

" لا بأس ايفان، إسترح الأن "
كانت فقط لحظة سكون.. رمق أشقر الشعر ايفان بحدة
.
" سأحرص على أن تدفع الثمن! "
ألقى تصريحه بينما يغادر الغرفة ويتبعه ممرض.
ايفان لم يقوى عن النظر إليه، كان يضغط يداه وشعور سحيق يختلجه.
لا يجرؤ حتى أن يتأسف، يشعر بمعدته تؤلمه.. يرغب بتفريغها.
إنتبهت أخته لتعابير عدم الراحة فيه، لربما لو كان قادراً على التحرك بحرية لدفن رأسه في جذعه.. لذا الطريقة الثانية للتهرب هي بالبحلقة في السقف الأبيض.
حدق فيه فترة حتى شعر بخصلات شعر ليليكي تتدلى من فوقه.
كانت رين تنظر له رأسيا، حتى تجمع شعرها على جانب عنقها، وقد أخفاها عن الجدار الرابع.
إلا أن أخيها قد لمح إبتسامتها المطمئنة

همست بحنو بينما تغطي عيناه براحة يدها البيضاء.
- أنت أخطأت، ومؤكد أنه لو أستطعت العودة لقمت بفعل مغاير.
يعني أنكَ نادم، لا تبتئس.
إنه قضاء، أنه قدر.


ـــــ
من كان يتوقع أن تموت الحياة، أن تبقى حبيسة صندوق أبيض.
أدرينا هي الحياة، إن الأمر يبدو وكأن ذوي الملابس السوداء موت وهي الحياة!
سهلة.

" سيد فولكس إنني آسف..
فلورنسا قد فقدت للتو زنبقة بيضاء. "
إكتفى السيد فولكس بالإبتسام، تأمل مقصد الرجل " فلورنسا" هو إسم زوجته.
إلا أنه يدرك أن شعور الفقد ليس مجرد فقدان زوجته لزنبقة، بل مدينة الزنابق قد فقدت إبنته، المدينة بأسرها.
وعلى غراره لم تجتهد زوجته في الصمود، فهاهي بين نسوة يرتدين الأسود تصرخ وتبكي بحرقة.
تنادي " أندرو.. أعيدوا لي أندرينا " بقلب محترق وعينان ملتهبة.
كانت تضع رأسها بين يديها، وشعرها المبعثر بأكمله يغطي وجهها.
إنها حياة وضيعة طاعنة في الظهر.

" أين أندرينا؟!
لابد وأنها تأكل الجيلاتو وحدها.. "
زمجرت بكلمات مجهدة وهي تتقدم ناحية إبنها فولكس ببطء.. راقبها الجميع. صاحبة الجسد الممتليء قليلا وقصيرة القامة، لربما هي في عقدها السادس.
هي جدة من ذلك النوع الذي يتحدث كثيراً وينسى كثيراً، فهذه المرة الخامسة التي تسأل فيها عن أندرينا.
لذا فقد كانت نوع آخر من الألم، لم يدرك أحد إن كانت تحت تأثير الصدمة او أنه الزهايمر الذي تعاني منه.
وإن كان الخيار الثاني..، فهي محظوظة.
الحظ بحتضن اولئك الذين ينسون الألم، محسدون هم.
"تعالي معي.. "
حادثها برفق ذا الخصلات الشقراء، إنه هنا كبركان خامد مقارنة بما حدث بالمستشفى.
كان يمسك بيد جدته ويده الأخرة دعامة لظهرها.
بدت بارزة لأنها الوحيدة التي لم تخضع لقانون إرتداء السواد كالبقية، بدت بملابس مريحة كتنورة طويلة ومعطف صوفي يغطي بلوزتها.
لم تمانع الذهاب معه، أخذها برفق ناحية غرفتها في الأعلى.
تخطى الدرجات معها ليصل إلى ممر صغيرة يحوي بابان متقابلان.
الباب ذو الملصقات الغريبة كان يخص غرفة ادرينا. وهي نفسها الغرفة التي تخص الجدة.
اما الباب المقابل فقد كان مكتوب على علّاقة به " لا تدخلي! "، كان قد وضعها هو بسبب إنعدام إحترام الخصوصية لدى أخته.
فجأة تذكر إبتسامتها وحيويتها، شعر بغصة ليدخل جدته لغرفته هو.. أغلق الباب بهدوء وكأنه يغلق عليهما بعيداً عن الخارج.
متي سيفهم المتعازون أنهم لا يساعدون، أنهم يضعون على الجرح ملح.
لا نريد عبارات منمقة، مكررة، لا نريد إحتضان.
نرغب بالبقاء في صمت نستحضر أطياف من نحب ونفقد.

دفن رأسه على كتف جدته دون أن ينبس بحرف.

" الأمر ليس مجرد أن أختك تناولت حصتك صحيح.. ؟ "
رفعت ببصرها للسقف، لترتسم إبتسامة تخفي بعض تجاعيدها.
بينما هو فضّل أن لا يجيب، او ربما عجز عن ذلك.
رغب بأن يختبيء داخلها لأنه سئم من عِبارات العزاء..
أردفت هامسة

" لقد كنتَ تبكي على كتفي وأندرينا تبكي على ظهري أتذكُر .. "
لم يشغل باله عن كيفية تذكرها لشيء كهذا وهي مريضة زهايمر، إلا أنها كانت غريبة هكذا دائما.
همس بأمنية يعلم صعوبتها

" ليتها هنا. "
" إنها على ظهري فيتال عزيزي.. "

بدت كأنها تنتظر منه أن يرفع رأسه ليراها،وقد فعل بأمل مزيف لم يكن يتوقع شيئاً، وكان كذلك.
إعتاد على هلوسات جدته عنهما.
فمرة كان يبحث عن أخته ليعاقبها وقتها أخبرته أنها في الثلاجة!
وبالطبع لن ينسى لحظات عودتها للماضي وتقسم أن والدته لم تتزوج إبنها بعد.
أخرج تنهيدة ثقيلة ليشرع بالخروج.. راقبته ذات الشعر الرمادي المنعقد كالكعكة. وحتى لحظة إغلاقه للباب لم تخبو إبتسامتها قط
وفي طيّ الظلام همست بصوت حنون.

" عزيزتي أندريا ألم يحن الوقت لتصالحي أخيكِ؟"
لم يكن هناك رد، ولكن إن نظرت جيداً لرأيتها..
مغزولة الشمس تتشبث بقوة على ظهر العجوز، وقد بللت معطفها بالدموع التي أحرقت عيناها. تبكي بصمت بينما تخبئ وجهها في ظهر جدتها.

ــــ
كان مستلقياً على سريره بينما يراقب السقف بشرود، يشتم في داخله الدعامة الغبية .
تمردت تلك الذكرى مجدداً، سقط هو وماتت هي.
ردد في نفسه
إنه قضاء.. إنه قدر
تذكرها وهي تمر بقرب غرفته صباح اليوم، صك على أسنانه دون أن يعيّ شيئاً
مسد عيناه بيده بسبب الصداع، حتماً ليس بشعور جيّد أن تكون سبب موت أحدهم.
أحس بالعطش متزامناً مع دخول أخته مع زجاجة ماء.
بحلق في الزجاجة بينما كانت أخته تخلع معطف قهوائي رقيق وفي أسفله بلوزة بيضاء عادية.
شده تعابير وجهها المكفهر ليتساءل عن السبب.
أجابت بتوجس بينما تفرك يداها

- تعرضت لإستجواب مزعج من شرطي متحاذق، وقد قال بأنه سيأتي لزيارتك.
لم يبدي أي تفاجؤ، راح يتأمل زجاجة الماء وقد أنعكست بداخلها نجوم السماء من النافذة ورائه. وكأن الكون بآسره داخل قنينة.

- إسمع، عليك الحذر معه، إنه لعوب.
- أذلِك بسببها؟

فهمت قصده لتقول
- ستكون تحت مسمى القتل غير المتعمد.
أردفت بجدية وقد جلست بقربه
ـ مسألة إنتحارك ليست أقل خطراً ايفان.
" أتفِق معكِ عزيزتي "

صعقها ذلك الصوت الذي ولج للتو، كان ذلك الشرطي واقفاً هناك وبين شفتيه سيجارة.
أعتذر بلا إعتذار ليطفئها علي الحائط السماوي.
نهضت رين من على السرير وقد بدت تعابير الإنزعاج علي وجهها من أرجواني الشعر.
أستئذنها الشرطي لتغادر معللاً أنه يحتاج أن يتحدث مع ايفان على أنفراد.
أمسكت بمعطفها القهوائي وحقيبة يد سوداء لتغادر مكرهة.
راقبها ايفان حتى خرجت،ثم حوّل نظره ناحية من سمح لنفسه بالجلوس.
إبتسم الشرطي ليكرر ما قاله قبل قليل، إكتفى إيفان بالإيماء.

- يبدو أن الحياة تحبك.
علق مبتدئاً الحديث.. ليجيبه إيفان.
- ليس بشعور متبادل..
راقبه الشرطي يحدق بيديه بفراغ، إنها في علم النفس إشارة بمعنى عدم الرغبة بالحديث.. أو التوتر.
أرجع دفة الحديث مجدداً ولكن بصورة أكثر رسمية، كان يراقب مذكرته ليقول
ـ إيفان ماغرين.

أطلق همهمة ليوجه نظره نحوه مردفاً
ـ رين مورانو؟ ألستم أخوة ؟
أجاب ايفان موضحاً بإختصار.
- أخوة لأم.
أطلق الشرطي نظرة تفهم،ثم خلع نظاراته ذات الحواف الرقيقة لدرجة أن إيفان لم يلحظها، إبتسم بخبث وقد تغيّرت الأجواء هنا.


ـ سأكون صريحاً معك، ربما ستشفى إصاباتك وأنت بالسجن.




 
 توقيع : شَفَق.



أركض وأسقط، وأتحمل ألماً لا يذهب..

التعديل الأخير تم بواسطة شَفَق. ; 05-15-2020 الساعة 06:43 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-14-2020, 02:39 AM   #7
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً

الذهبي




Y a g i m a

نووتي الشريرة
آلمتي قلبي
فعلا لم اكن اعلم انك بهذا القدر من الشر
آلمني فؤادي لتلك الفتاة حقا..
كانت اابداية مفعمة بالحياة
حتى اكنت اتخيل واترقب عودتها للمنزل
كيف ستكون وماسبحدث وطوال الوقت كنت خائفة على مثلجاتهم ان تذوب قبل وصولها
لكن ياليتها ذابت وقد وصلت هي
بلحظة واحدة فقدت الجميلة الحياة بسبب كاره للحياة
هو حظي على فرصة اخرى بينما هي سلبت هذه الفرصة
ياله من قدر لعين
روحها لاتزال حاضرة متألمة وكأنها تريد أن تلقنه درسا
أحببت فكرتك الفريدة فعلا
البعد الآخر خيث كانت روحيها قد تلاقتا بعتاب وألم
والعودة للحاضر ومشاهدة روحها تتجول باكية معذبة
جدتها وشقيقها ووالديها
ياللموقف المؤلم
حتى الذكريات البسيطة التي ذكرتها استشعرتها وكأنما أنا هناك
روايتك أخذتني لعالم آخر واعتصرتني بشدة
لتوقعني في حيرة وفضول للقادم
متلهفة لما سيكون مصير ذلك الشاب وروح الغالية الشقراء
انسلاخ روح
كم هي جذابة روايتك وسطورك
أنت حقا فريدة نوتيلتي فلا تتوقفي


 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 05-17-2020 الساعة 09:56 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-14-2020, 08:51 PM   #8
BULUT
غَيم


الصورة الرمزية BULUT
BULUT غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 67
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 10,515 [ + ]
 التقييم :  7262
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

برونزة






ما هذا يا فتاة اصبت بالقشعريرة
بدأت الفهم الان عندما حاول ايفان الانتحار وفي اللحظة التي قرر فيها التراجع انزلقت قدمه وانه حياة من لم ترد الموت يوماً
اشعر بتأنيب الضمير الذي تملك ايفان يالك من قاسية
تلاقت ارواحهم لحظة موتها اليس كذلك
هل ستبقى تلاحقه؟؟
اعتقد انه سينتحر مجدداً من بأس الموقف
احببت شخصياتك الجديدة
اخاها واخته والشرطي ومتحمسة لما ستؤل اليه الاحداث
بانتظارك يا شريرة
دمتي متألقة


 
 توقيع : BULUT

-كغيمة باردة لم يعد شيء يثير رعدها


التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 05-21-2020 الساعة 05:39 AM

رد مع اقتباس
قديم 05-15-2020, 05:13 PM   #9
شَفَق.
عضو مُميز


الصورة الرمزية شَفَق.
شَفَق. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 57
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 25,454 [ + ]
 التقييم :  63932
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Lightgrey
شكراً: 6
تم شكره 22 مرة في 19 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الذهبي









أطلق الشرطي نظرة تفهم،ثم خلع نظاراته ذات الحواف الرقيقة لدرجة أن إيفان لم يلحظها، إبتسم بخبث وقد تغيّرت الأجواء هنا.

ـ سأكون صريحاً معك، ربما ستشفى إصاباتك وأنت بالسجن.

لم يبدي ايفان اي ردة فعل، بل لربما شعر براحة اكثر.
لأننا كبشر نفضِل العقوبة التي تشمل الغفران لنستطيع التخلص من الندم..
هاك أنظر لقد تمت معاقبتي!
والأن أبعد عني قيود الندم تلك فهي خانقة.

تحدث بما أختلج في صدره بتردد

- هل بمكن أن أعرف بشأن تلك الفتاة؟

- أندرينا فولكس؟


لم أجد فرصة للتحدث مع عائلتها لأنها مشغولة بمراسم العزاء.

ضيق الشرطي عيناه مستذكراً ليقول


- إلا أنني صادفت أخاها، أتعلم ماذا قال لي؟

لم ينتظر رد فعل من ايفان الذي بات ينظر له ليكمل

- " أنا مستعِد لفِعل أيّ شيء حتى أرى ذلك الحقير يعاني. “

أطلق قهقهة صغيرة ليعلّق مغادراً

- لا أقهم حقاً أيّ معاناة تنقصك، جسد محطم وضمير يؤنب ودخول للسجن ربما..

وصل للباب تقريباً إلتفت ناحية إيفان ليبتسم قائلا

- لا تسيء فهمي، أنا مجرد شرطي يبحث عن بعض التسلية ووجدت قصتك مثيرة.

رد إيفان بإبتسامة تصطنع البشاشة

- يسعدني أن أرفه عنك ببعض الكسور إذاً..

حدقا ببعضهما بوِد،ثم خرج الشرطي ساحباً معه الباب حتى اغلقه.


أطلق ايفان تنهيدة لتسترخي عضلاته محدقاً في السقف، نبس بهمس

- أندرينا؟

إ
رتسم على ثغره إبتسامة ساحرة ولكنها سرعان ما أضمحلت وهو يستذكر أنه قتلها.
أغمض عيناه متناسياً، لكم هو مٌر هذا الشعور.

بدى يغزو جسده شعور مهيب.
فتح جفناه ببطء وقد شعَر بأنه يطفو، إنه الفراغ السديمي مجدداً.
شعر بجسده سليم، يحرك يداه يحرك عنقه، نسيّ كم هي جميلة الحركة.


- ماذا تفعل هنا؟

إنتبه للصوت خلفه، ليلتفت مكذباً أُلوفيه نبرة الصوت.

كانت بشعر مشمش يتراقص وكأنه في المحيط، تنظر بقرمذيتاها نحوه بثبات.
واقفة، ثابتة.
بحلق بها وقد بدأ يتصبب عرقاً، إتسعت أحداقة ليتستحضر إسمها


- أندرينا؟

خطت نحوه بثوب بلا اكمام يشبه المنطاد، تسارعت وتيرة خطواتها حتى فاجأته.
إعتصرته بين يديها النحيلتين، تشبثت به بقوة بينما تتسارع نبضات الأخير دون إن يعي أي مما يحدث.


- الحمدلله، لا تعلم قدر ماذا يسعدني رؤيتك ..

تسعدها رؤيته؟ اي هراء هذا!
هل تسعد الضحية برؤية قاتلها؟

تحرر منها عنوة ليبتعد بضع خطوات مدافعاً عن جسده، قال بتوجس

- أنت! مالذي تهذين به!

كانت إبتسامة واسعة تشق ثغرها ولكنها سرعان مو تقوست لتتساقط دموعها وتشرع بمحوها بكفي يديها.
الأن أصابه إرتباك أكثر...


- مهلاً توقفِ !

أردف وقد إعتلى على نبرته الحزن.


- أنا آسف، أنتِ تعانين بسببي ..

نفت الأمر برأسها إلا أنها أثبتته بقولها


- لقد صرختُ كثيراً في والدي، حدقتُ في والدتي وركلتُ أخي.
حتى أنني بكيت خلف ظهر جدتي. ولم ينتبه أحد لوجودي.


أردفت بينما تمسح أنفها المحمر

- حسناً لستُ واثقة تماماً من جدتي ..


نعم هي تعاني.

شعر بالإستياء من ما جرى لها، وفوق كل ذلك هو السبب.
ليس قضاء، ليس قدر .. إنه السبب.

شعر بتوعك من جديد ليجلس القرفصاء بينما يحتضن معدته.

إقتربت منه لتجلس مثله مأئلة رأسها حتي تستطيع النظر إلى وجهه

- هل أنتَ بخير؟

نفى ذلك برأسه دون أن ينبس، لتحدق هي في الفراغ السديمي المنعكس على بؤبؤيها، لتقول دون إدراك منها..


-المكان بارد هنا، أريد دفء.. أريد عائلة .


علاه الدهشة من كلماتها، نظر لها بطرف عينه.. لازالت عيناها محمرة وبقايا دموع على خديها.. إن في عينيها حلم.
رمقته لتقول بإبتسامة


- سعيدة أنكَ تراني وتتحدث إليّ.

همست بشيء من الخيبة..


- على الأقل هنا.

- أستطيع أن أراك هناك أيضاً!

رفعت حاجبها بتساؤل من تصريحه الصارخ

- هناك؟

عاد لطبيعته ليقول بينما يحك ذقنه.


- في غرفتي، ألم تكوني متواجدة عندما كان أخيكِ هناك؟

إتسعت عيناها متذكرة لتقول

- صحيح.. عندما عدت كنتُ خارج جسدي.

لقد حاولت العودة إليه إلا أنني لم أنجح حتى أعلن الطبيب بأنني ..


توقفت وهي محرجة او ربما خائفة من الإكمال.. بترت الكلمة وأكملت

- لقد رأيتُ أخي يخرج بسرعة ناحية غرفتك، فتبعته وناديته وحسناً هو لم يرني أعتقد.

شبكَت يداها وقد بدت متوجسة

- عندما وصلت لباب غرفتك لمحت بالممر الطويل والداي يبكيان والطبيب معهما لذا ذهبت ناحيتهما ولم أسمعك.

شرد متفهماً، لم يعلم ماذا عليه أن يقول.


غيّرت مجرى الحديث لتقول ..

- إسمع في البداية لقد كنت خائفة من تواجدي هنا ولذا عاملتك بعصبية ..ولكِن أظنني إستسلمت.

- ماذا تعنين..؟

بهتت إبتسامة على ثغرها لتجيب


- أنا أمرض، إنه الشعور الوحيد الذي ييختلجني ممتزجا مع البرد.

تعجب من كلماتها، تساءل مستفسرا


- تمرضين؟

وضعت سبابتها على ذقنها لتقول مدعية المرح

- ربما سأرحل من هنا أيضاً لست واثقة.

حركت مكان سبابتها لتوجهها نحوه قائلة بإبتسامة رقيقة


- وأنت لن تدعني أرحل قبل أن أقابل عائلتي مجدداً..


كانت كلماتها ثقيلة عليه، لن يرفض وهي تبتسم هكذا.
حتى وهو لا يعيّ ما سيفعله.

شعر بخدر يعود لجسده، الخفة التي كان يشعر بها قد تلاشت..

.
.
فتح جفناه، الشمس تحاول الإستيقاظ بكسل.

أكان يحلم؟

زفر كتضايقا حتي إلتقط صوتها الذي بات يرتعب من سماعه


- كم سيتغرق الإمر لتشفى إصاباتك؟

أصابه الذعر، تحرك بؤبؤ حيث صوتها، لمحها بقرب قدمه اليسرى وجبيرته الجبيرة التي تقوم بتحسسها.
شعر بلسانه مقيد لم يستطع التحدث ولم يعرف بماذا يجيب .. قال متلعثماً مخبئاً دهشته


- لن تستغرق طويلاً.

لم يكن حقاً هذه الإجابة منطقية، كان يمكن أن يصرخ او يتهم نفسه بالجنون..
إلا أنه قد إستهلك كل ذلك مسبقاً، والأن هو يحاول بلع وجودها.
أطلقت همهمة متفهمة، بينما كان يراقبها.
قالت ببلاهة


- لم أعرف أسمك حتى هذه اللحظة !

- ايفان

إستنطق إسمه بتلعثم أضحكها .. وفضلت كتمها.

قال محاولاً طرد الحرج


- كيف سأساعدكِ؟

إتسعت إبتسامة الأخيرة لتقول

- ستجعلني أتحدث مع عائلتي

ضيق عيناه مستذكراً أخيها ليقل بإستياء ..

- لا أظن أن عائلتك تحبني.

-لما؟

أستدركت سؤالها الغبي لتحك على شعر رأسها بإحراج.
أما هو فقد أشاح نظره عنها، رفع يده وظل يحدق بها حتى قبضها بعزم واهن.
لحظات من الصمت أتلفها قائلًا


- سأجد طريقة لأجلك ..


- ايفان؟

جفل من أخته التي دخلت للتو وعلامة الإستغراب بادية على محياها.
تفحصت الغرفة لتقول متعجبة


- ظننتك تتحدث مع أحدهم.

ظل أيفان ينظر ناحية أندرينا التي راحت تتفحص أخته دون أن تشعر رين بذلك.
أردفت متشككة


- مالذي تنظر إليه؟

-لا.. لاشيء.

لم تخفي عدم إقتناعها، راحت تجلس بالكرسي قربه ولا زال يتبعها بنظراته.
بلع ريقه متفكراً، سرعان ما عزم أمره


- رين، أريد إخبارك بشيء..




 
 توقيع : شَفَق.



أركض وأسقط، وأتحمل ألماً لا يذهب..

التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-10-2023 الساعة 11:06 AM

رد مع اقتباس
قديم 05-17-2020, 12:17 AM   #10
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً

برونزة




Y a g i m a







اهلا اهلا باالشريرة
جديا أحببت الفصل بشكل فضيييع
اللقاء حل مجددا ورغم كوني لاااستطيع التعاطف مع إيفان
لكن ربما لو استطاع مساعدة الجميلة لتتواصل مع اهلها ورضاهم عنه
قديخفف من حدة الأمر قليلا وقسوته
انت بارعة بارتكاب الجريمة واظهارها بشكل بسيك بعدها
لنتقبل الحقائق رويدا رويدا
رغم اني غير قادرة على تقبل موت الجميلة
لكن تقرلها لذلك يهدأ من ثورة مشاعري الناقمة على ايفان المتوحش
كان عليه أن يفكر الف مرة قبل الانتحار
حسنا وهو يعاني وضعا سيئا الان
سأخاول ان اكون لطيفة متفهمة بالفصول القادمة
الآن لااعدك بذلك فلازال ألم رحيلها يوجعني
المحقق لايبدو سهلا وهذا يثير الحمااس فعلا
انتظر ماسيفعله وماسيحل بهم بلهفة
لاتتاخري يامبدعة
لقلمك سحر جميل فعلا
انت مبدعة يارائعتي وروايتك تثير الحماس فعلا


 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-10-2023 الساعة 11:06 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 PM