دكار مجدولين | هروب

قصيدة هروب

هربت من زمني عائدا
إلى ما وراء العصور
لعلي أجد بعض السرور
فرمقني الدهر باكيا
ورسم الفؤاد الكسور
والحزن يتسلى بالقلب المشطور
عبثا أحاول أن انظم الأفكار
واعصي زمن الانهيار
والعمر يمضي بسفينة بلا قرار
يا عابر القدر
مهلا فان في العين دموع
وستضيء لهب الشموع
وتسرق من القمر نور
فتتوهج السماء بأضواء النجوم
ويخسف البرق مساحات الخافق
قد حان وقت الفرار
يا صاحبي ولملمة الأفكار
هيا أسرع قبل أن يورطنا
المطر بالأعيب القدر
ويبلل دواخل الكيان بالمطر
سنوات الضياع تجتاحني
وأوجاع الدهور تلاحقني
فماذا افعل يا رب الكون
اخبرني يا نجم ولا تتركني حيرانة
في دجى الليل مسافرة
في رحلة البحث عن النهاية المحتومة
في لحظة قد سرقت من الزمن ساعة
فحكيت فيها معاناة قلبي الأليم
وحكيت له عن جسدي السقيم
فأشفق علي وأعطاني لحظة سكون
بعيدا عن الشجون
في ماضي قد تركت دفاتري عليلة
وأقلامي قد أصابها الجفاف
فأصبحت جافة كسيرة
كمدينة قاحلة مساحاتها متصحرة
صارت روحي شقية
وتهوى عصياني وقهري
في شوارع منسية
سماها مظلمة كحلية
سادني الإرهاق
ومنعني من قطع المسافات الكبيرة
وكتب لي الطبيب وصفة سحرية
لكن مع همومي المرحلية
نسيت أن أتفقدها
فازداد الخلل بجسدي
وأغلقت عيوني من الإنهاك
وقد تقفى اثري القدر العاق
ومنع علي النسيان
فتمردت علي الأقلام
وترددت علي الآلام
ورسمت بأقلام التلوين
قلعة حصينة للأحزان
ومنعتني من مغادرة المكان
فصرت حبيسة الأزمان
تتقاذفني أمواج البحار
وترميني في الأعماق
احن إلى أعوام
بل أيام كان قلبي
خال من الأوهام
فأيها الطيف العابر
خذني إلى قبري
واتركني جثمان
آلاف الذكريات تحرق الأذهان
وآلاف العبرات تختنق في الشفاه
انظر إلى المدى فأرى الأطيار
في الجو تشدو الألحان
فيغمرني السلام والآمان
حرة سعيدة ما لها
من هم
فشعرت بالغيرة
فأردت مثلها الحرية
حريتي المنسية
المسلوبة مني في ندم
في غدر الزمان
بنت السنين حولي
مستعمرة الأحزان
فضيعت نفسي بين السجون
فأصبحت أعاني
من عذاب السنون
والشوق قد افقدني قلبي الحنون
من تأليف دكار مجدولين
لا تشاركوا قصائدي
"وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"

السَلامُ عليُكم ورحمة الله وبركاته
يمكن هالقصيدة أكثر من أي قصيدة ثانية لِك ، توصف شعُوري حالياً تماماً
وصِل لي شعُور هِنا : اخبرني يا نجم ولا تتركني
يعطيكِ العافية دكار مجدولين