|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-27-2020, 07:09 PM | #41 |
البارت الثاني والثلاثون والأخيرة . . . . تركض على اشواكٍ مدببة وأخرى حادة بشكلٍ مخيف تركض تتجّه لناحيتها تركض كالمجنونة دون أن تعي انها تؤذي نفسها ترفع قدمَيْها المُدميّة وتُنزلها لتنغرس في ذلك السّن اللعين ليُدميه اضعاف مضاعفه جسدها هزيل، وحُبيبات العرق تتقاطر وتنساب من على جبينها بحرقة الجو الخانق، تركض وهي مشرّعه يديها تصرخ بلا صوت......وعينين جاحظتين اثر الدموع الذي لم يتوقف أبدًا من الانسياب على وجنتيها الشاحبتين......شفتيها متقشرتّان وتنزفان بشدة ملابسها رثّة تلتف حول جسدها لتخنقّه بقوّة شدها عليه كانت ....تركض وكأنها هي بعيده عنها لمسافات طويلة ...وشاسعة لتجعلها تركض بهذا الشكل وبهذه اللهفة! هي في الواقع قريبة منها ولكن رغم الركض التي تركضه تشعر بطول المسافة ألافًا من الأميال! نبضات قلبها تُسمع ورجفتها تُرى وعينيها تُحكي معاني وأنغام جديدة عن ندمها! تصرخ بشكل مهووسٍ ومخيف : بنتي نور...سامحيني......بنتيييييييييييييي نور....سامحيني.......سامحيني.......نوووووووووووووو ر كانت واقفة ....صامتة...تحدّق....بها وبالمكان الذي يضمهُما بين ثناياه! غابة .....بعيدة عن الحياة بعيدة عن ضوضاء العالم ذات أشجار عملاقة وطويلة وقريبة من بعضهما البعض ارضها مليئة بالأشواك.....والطين الزلّق!....وحرُّها يُجلب العطش حدّقت في ديانا ....مدّت يدها لها تريد ان تصل لها....تريد ان تخبرها انها قريبة منها جدًا ولكن لماذا تركض إليها ولا تصل؟ رفعت قدمها.....لتتقدم لها...فاستوعبت ألم الجرح العميق النازف من باطن قدمها....طأطأت برأسها لتنظر لانتشار الدماء تحت قدمها.......ارتجفت شفتيها ثم رفعت رأسها وبألم صرخت: يمممممممممممممممممممممممممممه....... والأخرى صرخت: سااااااااااااااااااااااااااااامحينيييييييييييييي. . . . . عرق جبينها واشتّدت حرارة جسدها....ترتجف شفتيها بهمس(يمه) تُحرّك رجليها بعشوائية وكأنها تريد التخلّص من قيود تقيّد قدماها لدرجة الألم بسبب حركتها العشوائية هذه زحفت لطرف السرير ...وسقطت على جانبها الأيمن وهنا شهقت واستيقظت من كابوسها المخيف! . . نظرت لأرجاء الغرفة لتتأكد من بقاؤها على قيد الحياة اخذت تتنفس بعمق بطريقة مؤلمة لصدرها شخصت عيناها ....بعدما استوعبت الحلم ....وصدى صوت والدتها يؤذي عقلها اللاواعي! لم ترى والدتها يومًا في احلامها بعد وفاتها ابدًا هذا اوّل حلم بل كابوس! ثقيل على تقبّله اوّل خوف وذعر....وشوق يتدفق لناحيتها اليُسرى.... اثنت ساقيها واحتضنت رجليها ثم أسندت ظهرها على خشبة السرير وبكت! والدتها منزعجة في الحلم.....مرهقة......خائفة.....مصدومة..... لم تجد في عينيها لا راحة ولا طمأنينة! تطالبها بالسماح مثلهم، تحاول التمسك بها......ولكن هذه المرة ليست هي من لا تريد الإمساك بها ...بل القدر..... قدرها ان تعيش بعيدًا عنها قدرها ان تبقى على قيد الحياة لتعيش كل هذا ! بكت ثم استطرد عقلها عليها الذكريات . . . كان الجو غائمًا على الرياض وبدأت الامطار الغزيرة تهل على القلوب لتثير سعادتها ببطء كانت تحت المطر تدور حول نفسها وتقفز بين الحين والأخرى مكررة (شتي يا دنيا شتي على صلعة ستي ستي جابت صبي سمته عبد النبي حطته بالطنجرة طلع صحن مجدره حطته بالبير طلع راسه كبير) تكررها باستمرار....تدور حول نفسها عشرات المرات.... تقفز هنا وهناك وتفتح فمها للأعلى .....لتتذوّق طعم المطر....ثم ترقص...بحركات طفولية تنّم عن سعادتها...... كانت تحدّق فيها من بعيد تراقبها وتستمع لِما تقوله، تذكرت الكلمات جيّدًا تلك الكلمات التي حفظتها من جدتها ذات الأعراق الفلسطينية تذكرت كيف كانت تترنم كلمتها وتتلوها بالأخير بضحكة وهي تجدّل شعرها! تنهدت ثم نظرت لأبنتها وهي تدور حول نفسها دوران ابنتها تحت المطر يذكرها بدورانها هي تحت سماء لبنان وهي تُمطر....تذكرت كيف كانت تركض هنا وهناك في الساحات والشوارع الترابية ....تذكرت حينما كانت تضع هي وبقيّة الأطفال من حي الروشة القديم قبل ان يؤول على ما عليه الآن! قطعة من الخشب ويضعونها فوق رؤوسهم ويكملون مسيرة الركض وترنم الكلمات إلى ان يخرج والدها ويوبخهم جميعًا! . . تمعّنت في ضحكتها فرحها صرخاتها التي تنّم عن أي مدى من السعادة وصلت فيها؟ اقتربت منها حاولت الإمساك بها ولكن هربت لمعرفتها بنيّة والدتها التي لا مفر منها : لالا ماما ما بدي...... تحدثت وهي مبتسمة: راح تمرضي.... تحدثت براءة وهي تنظر للسماء : بابا يوسف يوديني عند الطبيب.....عادي.... ضحكت بخفة : ههههههه بكفي شوفي ملابسك تبللّت.....يلا بنتي...ادخلي.... هزت رأسها بعناد الأطفال البعيد عن الخبث والكراهية والنوايا السيئة ثم اخذت تركض بعيدًا عن ايادي والدتها وتبعت خطواتها والدتها لتصرخ بخوف: نووووووووووور لا طيحي...الله يرضى عليكي وئفي...... عبرت نور امام الباب الرئيسي للمنزل وهي تضحك...تصرخ......تُنشد أناشيد على عشوائية ...بنفسٍ متقطّع.....تنظر للخلف وتضحك على والدتها انفتح الباب واصطدمت بساقيه ثم ضحكت هنا: بابا..... انحنى الآخر ليحملها وهو يضحك: وش مسوية بنفسك ؟ رأته، توقفت بعيد عنهما......عقدت حاجبيها ثم دخلت إلى الداخل دون نطق أية كلمة . . . ثم استوعبت الآن الأمر....وجوده كان ثقيلًا عليها غير محبب وقاسي على قلبها الذي جُبل على محبة أمير لم تحاول ولم تُبادر في تبديله...لم تتحرّك عن موقفها ومكانها من أجل استقرار طمأنينة ابنتها....حاربت ....وقاتلت ....واحدثت بذلك ضحايا ......يؤلمهم قلوبهم الآن....واشعلت في فؤادهم فتيل الندم والخوف . . رفعت رأسها.....بعد ان سمعت صوت: ماما..... . . . بدافع أمومي مجنون...تخلل وتغلغل أعماق قلبها......نهضت وركضت لأبنتها لتحتضنها....وتبكي بلا صوت تريد ان يحتضنها احد....تريد ان يطمئنها احد...انّ والدتها تنعم في نعيم الراحة...تريد ان تمحي الذكريات التي قسمت على ان تقسم ظهرها وتحنيه! همست وكأن ابنتها تعلم بما يدور في قلبها: والله سامحتها والله سامحتها.....والله....والله..... ارتعش فؤاد الصغيرة ، وارتعبت من حضن والدتها الذي خنقها وقلّص عليها المكان همست: ماما تعوريني! هنا استوعب انها دخلت في حالة انهيار وذعر.....ابتعدت وهي تمسح دموعها وتحاول السيطرة على رعشاتها وتذبذبها الذي احدثه ذلك الكابوس : آسفة ماما آسفة.... ثم طوّقت وجهها: اكلتي؟ هزت رأسها مردفه: أي ثم قالت: بابا.....برا.....جا عشان اروح معه...بس ماما جولي...قالت اقولك قبل.... نور وقفت على رجليها هنا.....ثم نظرت لساعة الحائط لتنظر الى عقارب الساعة التي تُشير الى الساعة العاشرة والنصف صباحًا عقدت على حاجبيها ثم تمتمت: مو وقتك..... ثم التفتت على ابنتها: ماما.....روحي فتحي له الباب وخليه يدخل في الصالة .... هزت رأسها سندرا وركضت لتخرج من الغرفة اما نور...مسحت على رأسها لتستوعب الأمور ثم دخلت للخلاء ارشحت وجهها عدّت مرات ثم بعد ذلك خرجت ارتدت جاكيتها الأسود الطويل والذي يصل الى نصف ساقها....وسحبت الحجاب لتضعه كما اعتادت عليه بشكل مهمل.....لا يغطي كامل شعرها! تمتمت بالاستغفار ثم سحبت هاتفها لتتصل على ايلاف . . . فتحت باب الشقة وهي تتطوّل مقبضه...ابتسمت لوالدها وهي تقول: بابا...ماما تقول ادخل الصالة يشعر انّ روحه تجددت بالطاقة على كلمة (بابا) شعر بجمال الكلمة ونعمتها واشعلت في فؤاده نوعًا آخر من الندم كم تمنّى ان تعود المياه لمجاريها وتنمحي الذكريات السيئة من باطن عقل نور للعودة الى الحُب إلى الاستقرار إلى التعويض والحنان! ولكن كل شيء انهدم أمامه ليخسر نور ولكن لم تجعله يخسر ابنته ابدًا! لم يصبح كأخيه وهذا الامر يخفف عليه كثيرًا! . . انحنى وحملها ما بين يديه قبّل خدها بعمق وهو يقول: اوك.... دلف الباب بحذر....ثم دخل واغلق الباب وتوجّه لناحية الكنبات رأى جولي تجول في المطبخ..... ثم حوّل ناظريه إلى باب غرفتها وسمع صوتها وهي تقول . . . : اوف منك.......ليش ما جلستيني؟....خلتيني انام لهذا الوقت .....ما ظل كابوس ما شفته.....بعدين تعالي...شلون تطلعين معاه بدون اذني؟ ايلاف بهبل : شبي في اذنج أنا؟ نور بمزاج سيء: لا تنكتين انتي وجهّك...... ايلاف بللت شفتيها: اخت نور واضح ابليس راكب راسج اليوم.......سكري تعوذي منه ....وانا اشوي ويايه الشقة..... نور : طيب طيب... ثم اردفت باستفزاز: لا تفلينها مع الحبيب....هاااااااا..... ايلاف توجّهت نظراتها له وهو قادم بعد خروجها من الخلاء: انجبي باي... ثم أغلقت الخط في وجهها دون ان تسمع كلمة واحدة . . . طارق سحب الكرسي وجلس: تأخرت عليج؟ ايلاف ابتسمت في وجهه: لا حبيبي... طارق ابتسم.....ايلاف تغيّرت جذريًّا.....وجودها مع نور غيّر الكثير منها...جعلها اكثر صبرًا واكثر شجاعةً وثقة بنفسها.....ووقوفها مع نور لفهم بعض الاحكام الدينية ساعدها في فهم أمور كثيرة هي تجهلها حقيقةً وهذا الامر جعلها تتقرب من الله عزوجل اكثر فاكثر......وعلاجها النفسي ساعدها ايضًا في تخطي مرحلة الذعر والخوف من طارق...ومما حدث لها......تشعر انّ ذلك الموقف لم يحدث ابدًا.....تشعر انها نسته......وتحمد لله كثيرًا على وجود طارق الذي صبر عليها لتجاوز كل المحن الذي عاشتها ونستها الآن! . . . مسك كف يدها طبطب عليها بحنان: فكرتي باللي قلت لج أمس؟ عبست بوجهها وسحبت يدها من يده بلطف: كلمة امي حصة عن رغبتي وقالت سوي اللي يريحج.....في اكثر من جذه بعد؟ طارق يشعر انها بدأت تفهم الأمور وواقعيّة عدم تقبّل والديها منها والخوف من انها تكتشف واقعية حقيقتها وحقيقة من يكونا هما؟ تحدث: يعني؟ ايلاف تحاول ان تتماثل بالهدوء: هم ما يبون وجودي بالكويت.....وعارفة هالشي له اسباب وايد بس انا ما ابي اعرفها.....ولا ابي اضغط على نفسي وافرض نفسي عليهم...... طارق بجدية: شالحجي ايلاف انتي بنتهم؟ يعلم وإن لم تكن هذه الحقيقة هما من رباها ويعلم انّ هناك في قلوبهما ذرة حب وخوف عليها فلقد رأى بشكل جزئي هذا الخوف في عين مشاري ليلة ذهابه من هنا قالت: واذا بنتهم؟....انا موحاسه بهالشي ... صُعق وشعر بنبضات قلبه تتسارع.....شعر انّ الدم كلّه وقف في عروقه دون ان يعبر بسلام...انخطف لونه...وشحب..... ارتجفت يديه بشكل لا ارادي حتى بها شعرت به عقدت حاجبيها لتردف: طارق شفيك؟ طارق ازدرد ريقه وبلل شفتيه : لا ما فيني شي.....بس مصدوم من كلامج....ايلاف.....شلون تفكرين جذيه..... ايلاف بنفس عميق: اتركني على جنب.....وقولي انت متى بتروح لأمك....مو تقول...بتروح...وبتاخذني معاك..... طارق ضاق نفسه ، حقيقةً هو اشتاق لوالدته ولكن يعلم والدته لن تستقبله بسبب ما حدث لهم....سجنه....موت أخيه...ومعرفة الجميع بطبيعة عمله! شتت ناظريه عنه: الوضع صعب وايد علي وعليها.... تحدثت وهي تسند ظهرها على الكرسي: صدقني بسامحك وبترضى عليك.....بس بادر.....تأكد انها الحين هي وايد بحاجه لك....خاصة صحتها على قدها..... هو لم يخبرها بسبب الزعل الذي بينهما...قال لها انهما على خلاف.....واغلق الموضوع دون ان يسهب فيه.....ولكن هي فهمت انّ والدته مخاصمته لمدة لم تكن هيّنة فقال: واذا قلت لج ما عندي الجرأة اني اروح واشوفها؟ ايلاف ابتسمت هنا وطبطبت على يده: انا معاك...وبعطيك من الجرأة اللي عندي.... طارق ضحك بخفة: ههههههه انزين....نروح لها بعد ما نرد من شهر العسل.... هزت رأسها برضى: اوك.... طارق وقف: قومي نكمل تجهيز....دامج راكبة راسج ومصرّة على سفرة روما..... ايلاف نهضت : اكيييييييييييد مصرة ..... ضحك بخفة وامسك يدها .....ومشا بخطى متقاربة ...لتعلّق قلبوهما ببعضها البعض...وتمسح من على ذكرياتهما الحزن والكآبة.......هو يحاول ان يسعدها وهي تحاولن ان تهديه طمأنينة ....وراحة . . . بينما هي ....شتمت ايلاف لأنها أغلقت الخط في وجهها....ثم خرجت....وسقطت انظارها على مراد الذي يلاعب ابنته...وجولي في المطبخ بلا حجاب.... همست : ياربي هذي متى تلتزم فيه ثم تذكرت انها لا ترتديه بالشكل المطلوب فقالت: على أساس انا احسن منها.....افففف..... ثم تقدمت لناحية مراد وابنتها فقالت: السلام... همس: وعليكم السلام.... فقالت بعد ان جلست: اليوم الثلاثاء.... مراد بهدوء: عارف.....بس بعد بكرا عندي سفرا....وجيت علمود اشوفها....ومن بعد اذنج ودي آخذها معاي......تنام معي وبكرا اجيبها لج.... نور....بتفكير ...نظرت لأبنتها فقال: لا تخافين عليها آني ابوها ماني غريب...يا نور.... نور بهدوء قالت: سندرا.....تعالي.... جلست سندرا بالقرب من والدتها ثم انحنت لتهمس : ماما ابي اروح... لذلك نادتها نور تفهم ابنتها ....بل أصبحت تدريجيا تفهمها حينما تسكت وتشتت ناظريها عن الجميع هذا يعني انها تريد التحدث ولكن تتردد بشكل كبير ونور اعطتها مجالًا الآن للتحدث فقالت نور بهمس: طيب.... فقالت وهي تنظر لمراد: انتبه عليها......والصباح بكرا تجيبها.... مراد ابتسم: طيب.... نور مسحت على جبينها ثم قالت: جولي..... جولي سمعتها واقتربت منهما وحينما أدركت انها لا ترتدي الحجاب كادت تتراجع ولكن نظرت لنور وتوقفت وهي تتنفس بعمق فقالت نور: جهزي سندرا ....وحطي لها ملابس في شنطتها... جولي بهدوء: اوك... نهضت سندرا وهي تبتسم وتتجّه لوالدها لتردف: بابا.....ابي اروح دزني لاند... ابتسم وطوّق وجهها بيديه : نروح لمكان احلى من دزني سندر ببراءة: فيه احلى .... هز رأسه.... بينما هي قفزت : يلا نروح يلا.... ضحك بخفة: روحي البسي وآني انتظرج... قفزت من جديد ولكن هذه المرة، قفزت لتسقط في أحضان والدها وتحتضنه بيديها الصغيرتين ثم قبلته على خده تحت انظار نور التي تتعجب في بعض الحين والآخر من تقبّل ابنتها لها ولوالدها! كسرت قلبها.....كيف تتعلّق بوالدها....تقبله تشكره...بلطف.....وبأدب...ثم ركضت لناحية الغرفة ....لتساعدها جولي في تبديل ملابسها..... تنهدّت ثم قالت: مراد....انتبه عليها......لا تتركها لوحدها .....وانتبه النظارات لا طيّحها وتكسرهم......وخلها تاكل...زين.....وعطها علاجاتها اول بأول...... مُراد كيف تغيّرت نور؟ كيف أصبحت بهذه الأمومة الواضحة والصريحة كيف تقبّلت ابنتها وكل ما يخصها دون ان تُثير عواصف أخرى؟ لا يدري هل سيأتي يومًا وتتقبله هو الآخر؟ لا هز رأسه: لا توصين حريص..... نور شتت نظريها عنه وبلا مقدمات: ما ابيها تعيش بنقص......وتعيش نفس اللي اعيشه انا.... عقد حاجبيه ثم نظرت لعينيه لتردف: ما ابيها تكرهك لو فيك مساوئ الدنيا.......كلها! وبرجفة وبحديث عقلها اللاواعي: لأنها راح تتعب.....راح تتوجّع وانا ما ابيها .......تعيش الآلام اللي عشتها......عشان كذا يا مراد..... ثم شبكّت أصابع يديها ببعضهما البعض: لو ايش يصير ؟.....لا تحاول تعرّفها على شخصيتك ابد ابد....خلها تشوفك على ما هي تشوفك عليه الحين.... فهم اشارتها فهم ما تريده فهم انها تقول له لا تخبرها عن ماضيك.....عن ما فعلته بي.....عن حقيقة زواجنا الذي لا اعرفه تماما! مراد بضيق: نور.....انا ندمان..... هزت رأسها لتردف: حلو انك ندمان...لو انك مو ندمان ...ما أمّنت بنتي عندك اصلًا يا مراد! صُعق.....هل تقصد انها تثق به؟ أكملت: صر لها الابو الطيب الحنون....ما راح ابعدها عنك.....بس ما راح تكون قريبه منك كثير يا مراد! ازدرد ريقه.....حجرت عليه بالحديث.....نهض وهو يقول: ما راح ازعلها ولا راح اضرها يا نور تطمني...... ولكي لا يستمع لحديثها الموجع: عن اذنج آني بنتظرها برا..... ثم خرج وهي تنظر له.....تنظر لماضيها...لحبها الذي سُحق....لروحها التي سُلبت......ثم وعت على صوت ابنتها ولمساتها وقبُلتها اللطيفة التي الصقتها على خدها: باي ماما.... ابتسمت في وجهها....ومسحت على شعرها ثم قبّلت جبينها: صيري قريبة جنب بابا......طيب......امسكي يده....ولا تتركينها..... هزت سندرا رأسها ثم ركضت لناحية الباب وتبعتها جولي لتوصلها...إليه! بينما نور.....نهضت وتوجهت للغرفة...وسمعت رنين هاتفها سحبته لترى رسالة من أمير (نور.....برتجاكي تعي اليوم في شي مهم بدي ئولك إياه) مسحت على شعرها وشدّته بقوة بعد ان أبعدت الحجاب من على شعرها واردفت: أصلا انا بجيك بدون هالرسالة ! . . . . . مُتعب بل مُرهق لا يجد مفر من صراخ الضمير ولا يجد مفر من شوقه لها ......كلما اتى إليها ابعدتهُ عنها عشرات المسافات.....لا يلومها ولكن ما بال قلبه هو؟ لماذا لا تقدّر كبر سنه على الأقل هو موجوع من كل شيء، ومن نفسه بالأخص ما كان عليه ان يتعجّل في امر تسليمها لوالدتها ما كان عليه ان يقف وينظر لهما وهما ينفذان خطتهما بكل سلاسة هو بغضبه ساعدهما في تنفيذ ما خططاه له بكل سهولة ! ولكن هو لا يُلام كان موجوعًا، عقله لا يربط ولا يحل ! كان بحاجة إلى شخص يُمسك بيده يُهديه ولكن كل الايادي التي مسكت به تُثير عواصفه وقليل من الأيادي التي ربتت على يده واخذت تدفئه بحديثها! ومن الأيادي التي امتدت إليه لتزيد من غضبه وتسارع في اتخاذ قرارات لا يعيها عقله! يدين والده وزجره في اتخاذ اسرع قرار للتخلّص من تلك المشؤومة التي دخلت بينهما فجأة حقيقةً هو نادم ليته استمع لأخيه أبا خالد ليته! خرج من الغرفة وسقطت انظاره على ابن صديقه المقرّب وابنه! ابتسم في وجهه فتحدث: منّك رايح الجامعة؟ سلطان ابتسم له: إلا رايح يا عم.....بس بعد ساعة.... ثم جلس أبا ناصر أمامه فنهض : اصب لك شاي ؟ هز رأسه وسكب سلطان له الشاي وقدمه إليه ثم لملم الأوراق عن الطاولة وابعدها عن وجه أبا ناصر فقال: عمي.... نظر أبا ناصر(يوسف) له فقال سلطان بتردد كم ودّ التحدث إليه بهدوء ورأى اليوم هو اليوم المُناسب فقال: عمي .....لا تضغط على نفسك كثير......هد من نفسك.....واترك كل شي للأيام.....ما رّدها وراح تجي لك يا عمي.....راح تبقى ابوها لو ايش صار.... اسند ظهره على الكنبة وابتسم بسخرية ، ثم توجّهت انظاره للنافذة المفتوحة وحدّق في الستارة التي يطيّرها الهواء بهدوء لتتراقص أمام ذكرياته السيئة اردف: نورة ما راح تعترف في ابوّتي ابد يا سلطان.......أنا قسيت عليها...تركتها سنين ...مو سهلة ....وانت سمعت باذنك شنو صار لها ......وفهمنا أشياء كثير من صديقتها وزوجها......نورة تربيّة هالمواقف اللي عاشتها .......وهالمواقف كلها.....كفيلة من انها تخليها تكرهني..... سلطان بهدوء: طارق كلمني وقال....اتركوا لها مسافة ........وزوجته معها....البنت محتاجة وقت لا اقل ولا اكثر..... أبا ناصر بثقل: وانا ما عندي وقت يا سلطان..... سلطان فهم ما يقصده: الله يطوّل بعمرك ......لا تقول كذا يعمي..... ولكي يغيّر الجو: اليوم عازمك على الغدا......وهالمرة على حسابي ...وفي مطعمي.... ابتسم أبا ناصر هنا ثم قال: ان شاء الله يا وليدي....ان شاء الله..... ثم نهض وخرج إلى البلكونة....يشعر بالاختناق.....فهم أمور كثيرة عن حياة نور...من خلال ايلاف وزوجها.......تواصلا معهما كطريقة للاطمئنان على نور في الفترة الصعبة بينما نور لا تعرف شيء عن ذلك لو عرفت لخرجت من شقة ايلاف من وقت باكر! لن ينسى هجوم ايلاف في بداية اول لقاء لهما وهي ترمي عليه أحاديث ثقيلة جعلته يتهاوى على الفراش لمدّة اسبوعًا كاملًا.... تحدثت بعد ان استدعاها طارق واخبرها انّ يوسف تواصل معه ويريد ان يقابلها...رفضت ولكن طارق اقنعها واخبرها انّ نور بحاجة من وقوفها بجانبها وعليها ان تعمل ما هو من صالح نور لتُسعد قلبها .....اقنعها انّ نور بحاجة لوالدها مهما كابرت.....عليها ان تذهب ليوسف وتستمع له ففعلت! كان ناصر معه وهي وابا خالد وطارق حينما اردف: ابيك تلينين قلبها علي يا بنتي.......ابيك تساعدينها تتقبلني..... كانت ايلاف وقتها لم تتجاوز الصدمة لم تتجاوز حزنها كانت مليئة بالثقل اردفت: مو مجبورة؟ يا عم......لأنه اللي سويته فيها دمّر لها حياتها......عدمتها يا عم ...عدمتها... التفت ناصر عليها...وكذلك أبا خالد بينما طارق قال: ايلاف.... ايلاف نظرت ليوسف بعينين مدمعتين: هاللي شفتها واقفة قدامكم...بداخلها ألم ...لو شنو يصير....ما تعرف تعبّر عنه.......هاللي شفتها...مو نورة مثل ما تقولون ولا نور.....وحدة كرهت نفسها ..وكرهت اللي يسميها نورة ونور! فهمت...شقصد ...فهمت؟......مو انت اللي ضيّعتها...حتى أمها......... ناصر يحاول ان يتماسك: لو سمحتي.... يوسف أشار له: ناصر..... ثم نظر لإيلاف: كملي يا بنتي كملي..... ايلاف ازدردت ريقها: عاشت ما تدري هي شنو.....مسلمة ولا مسيحية ولا كافرة؟......عاشت وهي تتمنّى تيي(تجي) يوم لها.....وترجعها لأصلها....تمنّت وايد أشياء كنت انت فيها.......بس كل هالأشياء احترقت وهي تنتظرك.......عانت......من تنمّر.....وعاشت.....من جذبه لجذبه........حبت......تزوجت......انهانت...وانخانت. .... ثم نهضت وهي تحاول ان تتماسك...ما يطلبه منها ثقيل ....وهي الوحيدة التي تعلم بأمور كثيرة اخبرتها عنها نور وهي في حالة انهيار.....وبكاء...وصراخ......إلى ان سقطت في نوبتها ......وهذا الامر جعل ايلاف تحقد على يوسف قليلًا آنذاك.... فاكملت: تخيّل معاي....بعمر حوالي ستعش سنة او اصغر...مو مهم......انطردت في الشوارع....يا عم.......بعد ما انضربت......تخيّل معاي...حجم معاناتها النفسية بعد ما عرفت انها حامل.....وتعال احسب معاي كم مرة حاولت تنتحر؟ ثقيل حديثها.....موجعة نبرتها.....تسرد عليه نتائج هذا التخلّي ...تسرد عليه لتوجع قلبه بكى بصمت وابا خالد التزم الصمت احترامًا له بينما ناصر زمّ على شفتيه وطارق صُعق من انهيار زوجته التي أكملت: تبيني احسّن صورتك في عينها عشان تتقبلك وانت .....سبب في كآبتها...دمار نفسيتها......كرها لنفسها......وتمنيها للموت الف مرة......كانت تهرب من نفسها ....اقول شلون ولا تبيني اسكت بعد؟ يوسف هز رأسه ليوجع قلبه وهي تبكي وتردف: ادمنت الكحول والمخدرات......وكانت بتروح فيها...لكن امير......قدر يبعدها عن هالطريق......لكن بعد شنو؟..... ناصر هنا وقف لم يتحمّل ، ثم خرج من الشقة ..... بينما أبا خالد اغمض عينيه بقوة ..... هي ابتسمت ثم قالت بسخرية: افكر .....بموضوع اني اليّن قلبها عليك... ثم خرجت! وتبعها طارق . . . لا يدري كيف تغيّرت ايلاف ...وتبدّلت إلى فتاة ذات حكمة .....وهدوء.....ربما عندما تحدثت معه في ذلك الوقت بتلك الهجومية بسبب ما حدث لها...... ولكن واقعيًا.......هي الآن تنظر للأمر من زاوية أخرى ....جعلتها تستقر نفسيًا وتكون مطمئنة! . . تنهد ثم تذكر شيء ......غدًا م زواج قصي....عليه ان يتصل بأخته يحدّثها...ويحدّث قصي سحب هاتفه من مخبأ الجاكيت واتصل على قصي ليهنئه اولًا ..... كان الوقت شبه متأخرًا بتوقيت السعودية ولكن لم تكن نائمة .....كانت جالسة زوجها حقيقةً نام من وقت مبكر من أجل غدًا بينما هي تشعر بمجافاة النوم لعينيها وأولادها متخذين الصالة جلسة لـ(وناستهم) عدا سيف الذي لديه مناوبة في المستشفى تحدثت: قم قصي نام....عشان تجلس مبكر تروح تحلق وجيب ثوبك ...والبشت..... قصي : والله النوم طاير من عيوني.... عزام غمز له: من الحماس..... جسّار اكمل وهو يأكل بذور (الفصفص) وينثره بشكل مستفز في وجه أخيه: اللي يشوفه يقول صج معرس... قصي مسح على وجهه وهو يسب ويشتم بعد ان التصق القشر على وجهه : الله ياخذك....... ام سيف ضحكت: ههههههههههه لا تدعي على اخوك وقوم نام... عزام بسخرية: قوم ريّح بشرتك...بكرا وراك حرب عالمية..... هنا قدرا على ان يسيطرا على قصي الذي قال: حرب يشيلك......يمه شوفيهم...... جسّار ضحك: ههههههههههههههههه بكى بكى البزر...... ام سيف: وانتوا قوموا...متى ناوين تنامون....بكرا وراكم كرف ....ود وجيب...وشل وحط.... جسّار: الله عليك ام العرب......ما فيه مثلك يوم تنكدين علينا... ام سيف بحلقة بعينيه: ولللللللللللللد عزام : هههههههههههههههههه يمزح يمه .... سمع رنين هاتفه قصي ونهض هنا فقال عزام وهو يخرج صفير مزعج من فاهه: الله الله على الغراميات.... جسار: عشان كذا مو قادر ينام.... ام سيف : اتركوا اخوكم.... قصي نظر للرقم فقال بتعجب: هذا خالي بو ناصر... ام سيف ببهوت: رد..... عزام وجسار نظروا ببعضهما البعض اتصاله بهذا الوقت بالنسبة لهما مرعب قصي: الو هلا خال..... أبا ناصر: هلا يبه قصي.....اخبارك....وش علومك؟....ان شاء الله طيّب.... قصي ينظر للوجوه التي تحدّق به: الحمد لله بخير جعلك سالم......طمني عليك؟ أبا ناصر: بخير ...بخير....ولله الحمد ثم قال: عارف الوقت متأخر عندكم....بس ما قدرت اصبر.....مبروك يا وليدي......عسى ربي يوفقكم ويسعدكم...واعذرني.... استوعب الامر هنا قصي فقال: معذور يا الغالي معذور اتصالك هذا يكفيني....والله.... ارتاح قلب عزام وجسار هنا...وفهما ماهية الاتصال ولكن ام سيف لا ! فقال أبا ناصر: كان خاطري اجي...ازفك......لكن انت خابر الأمور..... قصي بهدوء: الله ييسر هالامور وترجع لنا....... وبمزح قال ليغيّر من مزاج خاله : ونزوجك.... ام سيف هنا عقدت حاجبيها بينما أبا ناصر ضحك بخفة: هههههههههه .......عشان ام ناصر تزعل..... قصي ابتسم : بكرا ترضى.... أبا ناصر: هههههههه ما في من يجي مكانها.... قصي : الله الله .....يا حض خالتي....... أبا ناصر : ويا حض مُهره فيك يا وليدي..... ثم استطرد: مابي أطول عليك...تصبح على خير....كان ودي اكلم اختي بس عارف الحين وقت متأخر ويمكنها نايمة... قصي بسرعة أجاب: لا ما هي نايمة.......لحظة بس... ثم نهض ومد الهاتف لوالدته: يمه خالي يوسف... سحبت الهاتف من يد ابنها وعاد جلس بالقرب من التوأم فقال عزام: خير فيه شي؟ قصي بجدية: لا اتصل يهنأني بس..... ثم همس: واضح ضايقة فيه ....صوته والله ما يطمن.... جسّار همس : الله يعين . . بينما ام سيف اردفت بعتاب: يرضيك بكرا ازوّج ولدي وانت بعيد...... أبا ناصر بهدوء: بو خالد جاكم.....والجماعة يكفون ووفون يا نجلا.....ان شاء الله نحضر عرس الباقي.... ام سيف بتنهد: متى ناوي ترجع؟ أبا ناصر بوجع : لين يحن قلبها علي..... ام سيف بنبرة قهر: يا قساوة قلبها .....هاللي ما حن للحين... أبا ناصر وكأن اخذ مخرجًا لينفّس عمّ بداخله: آه يا اختي آه......مالومها...بس قساوتها توجع قليبي.... ام سيف تهجّد صوتها: اسم الله على قليبك ياخوي... أبناؤها التفتوا عليها فقالت: هونها وتهون.......ياخوي .....هونها وتهون.... أبا ناصر : الله كريم ثم قال: ومبروك زواج قصي.....واعذريني..... ام سيف كانت ستعاتب وتطوّل الامر ولكن شعرت اخيها بحاجة الى التخفيف ليس اضافت حمل جديد عليه فقالت: الله يبارك فيك...وعقبال ما نفرح في ناصر وسعود...ومعذور...ياخوي معذور...... أبا ناصر بهدوء: مع السلامة.... ام سيف: في حفظ الرحمن يا الغالي... ثم أغلقت الخط فقالت: الله يهونها عليك... عزام بهدوء: شفيه؟ ام سيف بهدوء نهضت: ولا شي ثم لتنهي الامر: وقوموا ناموا بلاش سهر...بكرا ورانا عرس..... جسّار : طيب يمه روحي ارتاحي...وحنا أصلا بنقوم الحين....... هزت برأسها ثم توجهّت لعتبات الدرج فقال قصي: تصدقون عاد......احس خالي بطوّل عزام بتفكير: حتى انا احس بطوّل......واضح بنته حاقدة عليه... جسّار بتنهد: وش حاقدة بعد انت الثاني...... قصي بجدية: والله بعد انا احس كذا بنته حاقدة ..... نهض جسّار: انا أقول قوموا ناموا احسن..... عزام بجدية :صدق قصي قوم نام.....حرفيا بكرا بتنكرف قصي تنهد ثم قام وتبعوه فيما بعدها! . . . . القَلب حينما يعشق يرى كُل الأشياء جميلة وحينما يكره يرى الظلام ويبتعد عن السكينة . . . قلبها يُرفرف حبًّا وشوقًا وخوفًا تشعر بطول المدّة ، تشعر بجوع قلبها وتشعر بشدة ظمأه هل ما يحدث لهما الاثنان عقاب؟ كلما حسبا الايّام وجدوها قريبة جدًا من بعضها البعض في جعلهما تحت سقفٍ واحد ولكن وبشكل سريع ومفاجأة ينقلب كل شيء رأسًا على عقب ويبتعدا بسهولة اخذت بنصيحة نوف لم تعد تحدّثه ، ولكن لم تُمنع نفسها من مراسلته! هي ضعيفة وجدًا يهزمها قلبها، وتهزمها نفسها .....وتهزمها الأحداث التي تدور حولها.... أرسل لها (اشتقت اسمع صوتك) وهي ايضًا ولكن إلى متى سيطول هذا الأمر؟ الى متى ! ارسلت له (صدقتك! اظن اكثر صوت يستفزك هو صوتي) كتبتها وهي تشعر بحرقة الحُب تتآكل بداخلها بلا رحمة لا تدري لماذا تشعر بالضعف أمام هذا الحُب تشعر برغبتها في البكاء ، تود لو تحادثه مطولًا حتى انها تشعر انها بحاجة لحضنه! أيعقل بسبب بُعد والدها أيعقل هذا؟ ماذا حدث لإعداداتك يا شيخة!؟ سمعت رنين هاتفها ولم تتوانى عن الإجابة عليه : خيييييير متصل بنام! ضحك هنا: هههههههههههه واضح بتنامين وانتي اونلاين على الواتساب هااا! نفسيتها مُتعبة للغاية ، لا تدري كيف تخبره انها اشتاقت له وبحاجة إليه : هاهاها مالك دخل..... اردف هو الآخر بهمس يدل على التعب: اشتقت لك.... ازدرت ريقها اكمل: فاهم بُعدك والله ....وفاهم تفكيرك يا شيخة.....بس شسوي؟......كلما قلنا ...قربنا نجتمع...صار شي..... نزلت دمعتها بحساسية مفرطة واردفت لتعاكس شعورها: عادي شورانا ننتظر ونبتعد طولة الفترة ...... بندر بنبرة ذات مغزة: عسى قلبك يقوى على هالشي؟ سكتت لا تريد ان تتحدث وتُفضح ما بداخلها لأنها حقيقةً هي غاضبة من نفسها ....ومن هذا الضعف الذي اخذ يلتف حولها..... تحدث متعمدًا: ليش ما تردين؟ عضّت على شفتيها مسحت دموعها ثم اردفت ببهوت: دامي اعرف انك لي للأبد راح اقدر ابعد.... تحدث هنا وهو يجول في غرفته ذهابًا وإيّابًا : تبكين عشان البعد ولا عشان عمي؟ فهمت انه علم من خلال صوتها انها بكت فقالت بنرفزة: قسم بالله انك كلـ..... ضحك حينما فهم انها علمت بخدعته من جعلها تتحدث وهي على هذه الحال فقال بحنيّة: اشتقتي لي ولا له؟ بكت ، بصوت .....يشبه الأنين...تشعر باليتم رغم انّ والدها موجود...تشعر بالغيرة انه قريب من اختها التي ترفض وجوده اساسَا! لم تعتاد على ان يكون بعيدًا ....لم تعتاد على ألا تسمع صوته يوميًا ......لم تعتاد على هذه الأجواء المليئة بالتوتر والحزن.... سعود مُرهق للغاية ، والدتها مُتعبة وبالأمس وصل خالد بوجه شاحب ومصفر ...ينّم عمّ عاشه هناك......كرهت نورة لأنها فرّقتهم جميعًا كرهّت ديانا لأنها اضعفت الجميع كرهّت أمير لأنه افلق قلبهم.... بندر لم ينصدم منها.....اغمض عينيه وتنهد: شيخة...... شيخة بهروب وببحة: بنام بندر بنام..... بندر : شيخة.....صدقيني هالأيام الثقيلة بتعدي....هونيها وتهون.... شيخة لا تريد ان تطيل المكالمة معه: تصبح على خير.... أغلقت الخط قبل ان يتكلم ثم انخرطت في بكاؤها ..... بينما بندر مسح على رأسه عدّت مرات لا يدري كيف يخفف عنها......لا يدري كيف في الأصل يفاتح والده عن رغبته في (التمليك_ عقد قران ) عليها في هذه الأوضاع...يشعر انها بحاجة اليه...ويشعر انها تحاول ان تبتعد عنه .....هذه الفترة.....هو خائف من نفسه ومنها ومن كل شيء....كلما حاول ان يضع النقاط على الأحرف جاءت الاحداث تركض تمحيها بسرعة ....رمى الهاتف على سريره ثم دخل الخلاء! . . . . . . الاهتمام بمن تحبهم....شعور يجلب المسؤولية .....والخوف عليهم ....في بعض الحين يجلب القلق.....ربما تبالغ بالاهتمام لدرجة نسيان نفسك، حتى انه يُبهت شعورك بالألم وهذا ما حدث فعليًّا لها... تشعر بالتعب، مُرهقة ....ولكن لا تُبالي....تضغط على نفسها ...تحاول ان تبتسم ...تضحك....تنشر الفرح والسرور في الارجاء....ولكن لا تعي للتعب الذي يحاول أن يتقلّب على سعادة قلبها.....بل تتجاهله...ولكن في هذه الليلة ....في هذا الهدوء.....تشعر انّ الرجفة اخذت تسيطر على نفسها....تشعر انها بدأت تخاف مما يحدث لجسدها الضعيف.....ازدردت ريقها.....اخذت تُتمتم بالاستغفار .....تضع يدها على قلبها لتسكن الذعر الذي بدأ يدب بداخله...هل ستدخل في غيبوبة السكر مرةً أخرى؟! بدأ جبينها يتعرّق .....وشعورها بالغثيان يزداد....هل انخفض مستوى السكر لديها؟ حاولت النهوض من على السرير ....شعرت بدوار وغشاوة على عينيها خافت لا تريد الموت وهي هنا لوحدها.... همست وهي تشد على بدلتها : الجازي.... اغمضت عينيها بقوة ، ثم فتحتهما لتعود بشكل جزئي لوعيها....سحبت قدمها اليُمنى ....وتبعتها اليُسرى.....هذا الشعور....الذي قتلها في بداية الأمر لتكتشف انها تعاني من مرض سكري مزمن...هذا الشعور الذي رأت فيه دموع والدها...وذعر اختها ....وخوف بندر...ورجفة خالد.....الذي احتضنها .....هل ستعود تلك الاحداث؟ هزّت رأسها وهي بالكاد تهمس لنفسها: نوف...مممما رااااح يصير شششي...اهدي.... اقتربت من الباب....فتحته بيد مرتجفة...تريد ان تذهب لغرفة بندر القريبة من غرفتها...فتحته وكادت تسقط ولكن شدّت على مقبض الباب...واتكأت عليه....اغمضت عينيها بقوة......تشعر أنّ نفسها يضيق...وروحها تشتد وتصعد لرأسها بوجع مخيف...! همست وكأنها تنادي احدًا وفي الواقع هي تنادي: بننننندر.... ولكن صوتها بالكاد يخرج من فاهها...ازدردت ريقها...مسحت حُبيبات العرق من على جبينها استقامت في وقفتها بصعوبة وهي تكبح هذا الشعور ثم مشت بخطى غير متزنة لناحية باب بندر..... . . . كان في غرفته ....لم ينم.....كان يعمل على حاسوبه الآلي....يشعر بمجافاة النوم لعينيه بسبب نومه في العصر.....اشتغل على اعمال والده التي تراكمت بسبب تعبه ومكوثه في المنزل بعد اصابته في أكسفورد........حاول أن ينجز الكثير .....ثم نهض وخرج من الغرفة لشعوره بالجوع ورغبته في النزول للمطبخ لتناول الطعام ليسد به جوعه....فتح الباب.... خرج . . كانت تمشي وهي ترتجف....مغمضة لعينيها بقوة....شعرها منسدل على ظهرها الطويل.....جسدها يرتجف بشكل ملحوظ وكأنها تعاني من برد شديد.....خطواتها غير متزنة ...تهمس : بندر . . رآها وارتعب قائلا: بسم الله... ثم قوّس حاجبيه وركّز بنظريه عليها ليردف: نووووووووف؟ . . التفتت عليه وكأنها لقت طوق نجاتها.....اقترب ...منها ..وصُعق من شحوب وجهها وتعرقه ورجفتها.....وذبول جسدها النحيل....نوف....كانت ضعيفة....وقصيرة.....ومع هذه الأوضاع.....انكمشت حول نفسها ....واصبح ظهرها منحنيًّا.........فهم حالتها تلك.....فهم وخفق قلبه لذا ركض اليها...وهو يهمس: نوف.... حاولت التحدث : تتتتتتعععبانهه.... لأوّل مرة تصرّح بها مُتعبة جميعهم يعلمون انها متعبة ولكن تكابر....وتشتتهم بضحكتها....بمزحها.....مدّت يدها له....وكأنها تقول (ساعدني) : بننننند.... اقترب منها وامسك بأكتافها ....وهنا استندت عليه وارتخى جسدها....وسريعًا ما.....اصبح رأسها متدليًّا للوراء وكأنها كانت تنتظر اقترابه لتترك لنفسها وتعطي ذاتها مجالًا للهروب من الحياة... خالد بذعر: نووووووووووووف.....نوفففففففففففف.... ثم جثل على ركبتيه وجعلها في حضنه وبخوف وصوت مسموع: نوفففففففففف لا تستهبلين علي....نوووووووووووووف..... انفتح باب غرفة بندر الذي كان جالسًا يفكر بشيخة وبنفسه وبطريقة ليخبر بها والده انه يريد يُعقد القران عليها بهذه الأوضاع .....سمع صوت خالد....وهو ينادي نوف....ونهض سريعًا من على سريره ثم فتح بابه وخرج لينظر إليهما فهم حالة نوف وبشكل سريع....تحدث: اتركها خالد على الأرض اتركها ممدها على الأرض... خالد كان ينظر اليها.....الى ملامحها الذي اكتسبتها من والدته ، وجه دائري......ممتلأ قليلًا....ولكن تمتاز بحده ملامحها .....حاجبين اسودين مرتخيين.......لتتضّح رسمتهما .....وانف شامخ...مصفر....به حبيبات عرق.....تنساب على جانبيه لتخبر خالد عن رغبتها التي تلّح في التهام وجنتي اخته ......شبيهة والدته بين يديه ....ظن انها تصارع الموت......توقف عقله واخذه ينظر لها...وكأنه ينظر لوالدته....ينظر لها يودعها....يكرر بداخله (ارجوك ياربي خذ من عمري واعطيها....يمه لا تروحين) هذا المنظر.....مؤلم....لم يوّد ان يتكرر عليه...وهذا هو تكرر بلا موعد وبلا سابق انذار!.......تحدث بصوت اعلى وكأنه يريد ان ينفي ما يجول بعقله : نوووووووووووووف بندر شعر بسكون أخيه....وبتحدّيقه بأخته.....اقترب وامسك بأكتافه: ما فيها شي....منخفض السكري....اتركها....ارفع رجولها بس..... لم يرى منه ردت فعل فارتفع صوت بندر: خااااااااااااااااااااالد تكفى اصحى ....على نفسك وساعدني.... خالد ما زال يحدّق بها وكأنه يحدّق بوالدته ........بندر سحبها من يديه وممدها على الأرض ركض لناحية غرفته واخرج وسادتين وضعهما تحت رجليها... تحدث : خالد انزل المطبخ جيب تمرة.....خااااااااااااالد.... انفتح باب غرفة الجازي التي ترتدي بجامتها السوداء القطنية وشعرها منكوش قليلًا ....عاقدة حاجبيها تحدثت ببحة نوم: شصااااااااااااااير؟ ثم سقطت انظارها على اختها الممددة هنا فاقت خلايا عقلها من النوم صرخت: نووووووووووووووف بندر اغمض عينيه وتحدث: خااااااااااااااااااااالد خالد أخيرا وعى على نفسه ....مسح سريعًا دمعته ثم نهض وهو يكرر: طيب طيب.... الجازي أتت بالقرب من رأسها وبخوف: شفيها.... بندر يعرف جيّدًا حالة اخته: انخفض السكر عندها...شكلها نست تأخذ الابره... ضربت الجازي على فخذيها: يمه اختي يمه...... بندر طوّق وجه نوف تحدث: نوف تسمعيني؟ الجازي نظرت إليها وبكت بندر بنرفزة: الجازي.....تكفين هدي.....مو وقت بكاك...لا تّسمعين ابوي....وتخرعينه..... الجازي ازدردت ريقها ووضعت يدها على فمها بندر مسح العرق من على جبين اخته تحدث بهدوء: نوف.... تحسس نبضها.....وهو يزدرد ريقه....ثم نظر لوجهها : نوف.... ضرب على خديها بلطف فقال: الجازي جيبي ماي.... نهضت الأخرى بسرعة .....لجلبه....واتى هنا خالد راكضًا يقول: نوديها المستشفى ...... هز بندر رأسه.......بخوف... ثم نظر لها ....واخيرًا فتحت عينيها ببطء شديد فقال وهو يمد التمرة لفاهها: نوف.....تسمعيني... هزت رأسها ببطء شديد همس: الحمد لله قرّب التمرة من فاهها: فتحي فمك تكفين ... نوف حاولت فتح فاهها...بينما بندر رفع رأسها .....وضع جزء بسيط من التمرة في فاهها....... فقال خالد: لازم نوديها المستشفى ...... نوف أسندت رأسها على صدر بندر .....تشعر بالخمول والتعب فقال بندر: طيب .... أتت الجازي وهي تحمل بيدها كاس ماء فقالت بخوف وهي تنظر لأختها التي تسند رأسها على صدر اخيها بتعب ووجه شاحب تحدث: يمه نوف......تسمعيني.... هزت رأسها وهي تأشر بيدها وكأنها تقول (انا بخير) بندر: الجازي جيبي عباتها بنوديها المستشفى... الجازي بخوف: بروح معاكم خالد : لالا وعبد لله تتركينه عند من...... الجازي بأنهاء النقاش: سينا هنا.... ثم دخلت غرفتها أولا سحبت عباءتها....ثم جلبت عباءة اختها.... تناولها خالد من يدها: هاتيها عنك....روحي نادي سينا... فعلت ما امرها به سريعا وصدرها يشتعل خوفًا على نوف لم يخبرا ابوهم.....لم يحبذا اخافته في هذا الوقت المتأخر.....حمل بندر اخته بعد ان ساعدها على ارتداء العباءة وخرجا من المنزل بعد ان اطمأنت الجازي بتواجد سينا مع ابنها.....ركبا السيارة ولم تكف الجازي عن قراءة القرآن على اختها...وضعت رأس نوف على صدرها وطبطبت على ظهرها واخذت تدعي لها بالشفاء......وقلبها مضطرب.......بينما خالد الذي يقود السيارة لا يدري كيف وصل إلى المستشفى في غضون ربع ساعة.....وبندر كان جالسًا عن يسار نوف...يراقبها بخوف.....ماذا حدث لها؟ لا يذكر انها كانت متعبة .....بل لا يعلم انها كانت تخبي تعبها عنهم.... وصلا امام باب الطوارئ نزل خالد وسريعًا ما فتح باب الجازي وسحب نوف بسهولة لتصبح ما بين يديه نوف كانت ما بين الواعي واللاواعي.... ركض بندر لناحية أخيه المذعور وركضت الجازي خلفهم عندما رآهم الممرضات على هذا الحال.... أتوا اليهم مسرعين بالكرسي المتحرك وضعوها عليه وادخلوها غرفة الطوارئ خالد تحدث بخوف: اتصل على سيف..... بندر بتشوش: يمكن مو هنا.....ما عنده ...مناوبة او شي.... الجازي اردفت بشكل سريع هي تعلم في هذا اليوم تكون مناوبته اردفت: إلا اليوم مناوبته... بندر سحب الهاتف اجرى اتصاله السريع....واخبره سيف بأي قسم هما...ليأتي! الجازي اخذت تفكر بيدها بقوة.....خائفة....خالد متوتر للغاية بينما بندر يحاول ان يهدأ من نفسه ...... ست دقائق ووصل سيف اصبح أمامهم قائلا: طلع الدكتور؟ خالد بخوف: لا.... سيف التمس خوفهم ونظر للجازي التي تبكي بلا صوت: هدوا يا جماعة ان شاء الله ما فيها الا العافية....بدخل الحين اشوف الوضع واطمنكم.... بندر تنهد وهز رأسه برضى... بينما سيف دلف الباب ودخل الغرفة.... لم يتوقعوا ان تطيح مرةً أخرى نوف بضعف هكذا......هم معتادون على قوتها وضحكتها......حينما تنهزم جميعهم ينهزمون.... . . . مرت ثمان دقائق من على دخول سيف ثم خرج فقال خالد: طمنا .... سيف ابتسم: والله انها بخير....بس انخفض عندها مستوى السكري....وبسوون لها فحوصات كإجراءات احترازية لا اقل ولا اكثر.... الجازي بخوف: نقدر ندخل لها... سيف نظر لها: اكيد... بندر بلا تردد دخل....وخالد ايضًا وكادت تدخل الجازي ولكن سيف امسك بيدها ثم نظر إليها وكأنه يحدّق في عينها: نوف بخير....ما عليها شر......تعب بسيط....لا تخافين... هزت رأسها وكادت تدخل ولكن اغلق الطريق عليها حينما اقترب منها يقول: عبد لله وينه؟ الجازي كل همها رؤية اختها فقالت بشكل سريع: بالبيت عند سينا.... هز رأسه ثم قال: دخلي راح انتظرك هنا..... ثم تركها....ودخلت دون ان تفكر فيما قاله! رأت اخويها وهما يحدثان نوف التي بالكاد تبتسم لهما لكي لا تخيفهما بينما الممرضة كانت تضع لها المحلول ......واخبرتهم ان يخرجوا ليجعلوها تنام قليلًا! بندر قبّل جبينها: خوفتينا عليك... خالد حدّث الطبيب جانبًا وفهم انّ اخته مهمله لغذائها وصحتها ولكي يطمئنوا اخبره بملزوميّة اجراء التحاليل ولكن اخبره لا داعي للخوف فمدة الاغماء لم تطول اصلًا لكي يخاف من دخولها في غيبوبة السكري كما يظن خالد . . خالد: اخبارك الحين....؟ دخلت الجازي وهي تقول: نووووووف نوف اخيرًا نطقت: البكايّة جات؟ ضحك بندر بخفة: ههههه أي جات... نوف بدأت تستوعب من هم حولها....بللت شفتيها: وين عبود... الجازي وهي تطبطب على يد نوف: عند سينا... نوف عقدت حاجبيها وبدأت تستوعب جدية الامر وارهاقها ولكن قالت بدعابة: طسي لها لا تتركين الولد عندها لا تاكله...وثانيا روحي نامي ورانا عرس... خالد بنبرة جادة في العصبية: أي عرس.......فكري بنفسك اشوي بندر أشار له بان يهدأ ولا يُكثر عليها الحديث فقال: اليوم بتنامين هنا.......ولازمتك راحة نوف... نوف بهدوء: والله تعب بسيط خالد كاد يشتمها ولكن تمتم بالاستغفار فقال: نوف...بلا هبل.... الجازي : نوف....شفيك انتي كذا.....استوعبي .....انتي لازمتك راحة....العرس مو طاير......ومو لازم أصلا نحضره.... نوف بجدية: مو من جدك....من هنا لليل بصير احسن.... خالد بجدية: الدكتور يقول فيك سوء تغذية.....ولازمتك راحة....وهدوء..... نوف ابتسمت له: صدقني لرحت العرس ورقصت ....بصير بخير... بندر: ههههههههههههههه ياربي انتي يوم اغمى عليك طار عقلك شكله.... الجازي ابتسمت: واضح هذا اللي صار... نوف لتخفف عنهم : انتوا دايم تكبرون المواضيع...... ثم قالت: بالله الدكتور الحليو الي تو طلع هو اللي انقذني... خالد بنرفزة أشار: بالله سكتوها لا اذبحها سكتوها.... بندر: ههههههههههههههههه نويّف ......ارتاحي لا كثرين كلام.... نوف بللت شفتيها بابتسامة باهته ثم التفت على الجازي وهمست: باي مستشتفى حنا... الجازي نظرت لأختها وفهمت ما يجول في عقلها لذلك لم ترد فغمزة نوف لها: جنب الحبيب اجل؟ بندر سمع همسها ولم يستطع ان يكبت ضحكته: هههههههههههههههههههههههه اختكم فصخت عقلها .... خالد نظر لها بخوف وفي الآن نفسه يبتسم : نامي نامي وانا خوك عشان لا اجرم فيك.... نوف باستهبال: قول لي قصة..... بندر نظر لخالد ثم لها: نويّف .....انضرب عقلك؟ الجازي بضحكة خفيفة: هههههههههههه وربي ولا كأنها طيّرت قلبنا... نوف بحنية: اسم الله على قلبكم... وبجدية: انا بخير...... الجازي ربتت على يدها: نامي.... نوف همست لها: روحي شوفيه.... الجازي بحده: نوووووووووووف بندر فهم ما يحدث بينهما فقال: عن اذنكم بروح اشرب ماي... خالد اتى بالقرب من سرير اخته جلس على طرفه فقال: يلا نامي عاد نوف....ارتاحي... الجازي تذكرت سيف نهضت وهي تقول: بروح الحمام وبجي نوف نظرت لها واخذت تلعب بحواجبها حتى خالد قال: بنتتتت شالحركات بينما الجازي بقهر قال: حيلك فيها..... ثم خرجت من الغرفة ورأت سيف ينتظرها على الكراسي الجانبية فقال: تعالي نروح المكتب..... الجازي تنهدت بضيق ولكن تبعته .... لم تفكر بعد...تشعر بالتذبذب بالحيرة والشك...بالخوف والقلق لم يترك سيف لها مجالًا في التفكير بناحيته بشكل اجابي.... مشت بهدوء وانغلق عليهما الباب...ازاحت من على وجهها الغطاء....واشار لها ان تجلس على الكرسي.... فقال: الحمد لله على سلامة نوف اولًا.... ثم تابع بقول: فهميها انه لازم تلتزم بعلاجاتها وبأكلها... هزت رأسها : ان شاء الله... قال بتوتر : اللي صار لها...نتيجة اهمالها لصحتها .....وان شاء الله ما يتكرر.... الجازي تعلم انه متوتر......لا يدري كيف يبتدأ...وهي لا تعرف بما تجيبه لو سأل.... تنحنح ثم قال: الجازي.. التفت عليه ثم نظرت للفراغ : سيف.... سكت وهي فركّت بيدها بقوة فابتسم: نعم... اشارت بتوتر: قول اللي عندك..... سيف : شنو ردك؟ هزت رأسها بشتات عارم....وخوف: مادري سيف مادري... سيف تنهد بضيق: خذنا حوالي شهر وانتي ما تدرين؟ الجازي: سيف انت موفاهمني....والله مو فاهمني.....انا خايفة......خايفة اظلم نفسي...اظلم عبد لله......حتى اني اظلمك....انا تعبت....مادري ايش ابي....بس اللي اعرفه بشكل صريح وواضح مابي بكرا عبد لله يلومني على شي.....خارج عن سيطرتي.... سيف بهدوء: ثقي فيني...وحطي يدك بيدي.... الجازي سكتت ، نظرت إليه وفي قلبها ثقل وخوف : وفرضًا وحطيت يدي بيدك يا سيف....وقرصتني من جديد..... سيف : الله لا يسامحني لو سويتها...... الجازي عضّت شفتيها بقوة....لتمنع رغبتها في البكاء....لا تدري كيف تخبره انّ جلّا ما تشعر به لناحيته ......تشعر بالخوف والألم لا الحب والعشق..... مسحت على جبينها: سيف انا ما اكرهك....بس ما احبك....سيف....انا.... قاطعها: الجازي....تكفين....لا توجعيني....انا موجوع منك......كثير.....سمحت لك توجعيني...عشان بس ترضين......حاليا ماقدر ماقدر اسمع هالشي منك..... الجازي تنهدت من جديد فقالت بحسم الامر وهي تنهض: برجع لك عشان عبد لله يا بو عبد لله......بس لا تنتظر مني شي.....انت بغرفة وانا بغرفة.......لين يفرجها ربي..... ثم خرجت سريعًا من المكتب دون ان تنظر إلى وجه هي جرحته ولكن ليس بمثل جرحه الذي سببه لها...هو قتل شيء بداخلها....شيء حاولت ان تحافظ عليه ولكن قتله.....والآن لا يريد منها ان تؤذيه .....بالإفصاح عن مشاعر النفور لناحيته......ستضحي من أجل الصغير...رأت ما حدث لعمها يوسف....رغم الاختلاف الواسع إلا انها اخذت تربط وضعها بقصته....لا تريد من ابنها ان يعيش...متذبذب...وبعيد عنهما....لا تريد غدًا يشعر انهامختلفة بطريقة غير محبذة في المجتمع! تفكيرها غريب.....ولكن آلَ بها بالتنازل عن عنادها والخضوع لرغبة سيف بشرطها الذي ذكرته . . سيف شعر بالسعادة بالفرح رغم انه اُحبط من محادثتها بهذا البرود ......شعر انها حقًا مجروحة....جرحها عميق وربما لم يلتمسه ابدًا ....وشرطها بألا يقترب منها ابدًا....اوقع في قلبه خوف....من ان يبقيا طيلة حياتهما هكذا قريبين ......وبعيدين في الآن نفسه.....مسح على رأسه..... وحمد لله على كل حال.... هذا هي البداية النهاية ستكون اجمل ستكون اجمل هذا ما يكرره بداخله . . . دومًا ما يتحدثون عن الحُب الأول والنظرة الأولى والعشق الأخير! دومًا ما يضيعون اطار حول استدامة الحُب الأول وبقاؤه في اثر الحُب الآخر ولكن هي لا ترى هذا الحب.... بل تحول حبها الأول إلى رماد حارق لحبها الآخر لم تذهب إلى منزلها.....تشعر بالخجل من النظر إلى عين زوجها...تشعر بحقارة نفسها...وأنانيّتها في خِداعه طيلة هذه السنوات....هي ضحية ضحية حُب......استمال بها إلى ان تكون ضحية اغتصاب.....لتكره الحُب ولا تصدقه......تزوجت بمشعل بِلا حب ولكن ...هو بنفسه علمها الحُب الحقيقي....فتعلقت به.....واخذت تخبأ الوقائع بكل ما أتيت من قوّة....والآن.....وبسبب الأحداث الأخيرة ....لم تعد تطيق خداعه ....ولكن لا تريد مفارقته ...ولا تريد ان يعرف بكل الأشياء......هربت منه هذه الفترة ..... وهي تكثر بالدعاء على ابنتها ايلاف التي لم تكن إلا نتيجة لحُب فاشل......ونوايا سيئة.........بالموت! اخذت تصرّح بالدعاء عليها بالموت امام حصة حتى ذات يوم صرخت حصة : انتي عندج قلببببببببببببببب؟....شلون تدعين عليها جذه؟....تدعين على بنتيييييييييي.....يا القاسية.... بكت ، خائفة......منهارة ...اسم ايلاف يرعب فؤادها...يخل بتوازنها صرخت: أي خليها تموت ونفتك منها...... هزت اختها : جب ولا كلمة...لاحد يسمعج .....خلاص....انسيها...هذي بنتي......بنتي........ دلال دفعت اختها للوراء وبانهيار: خذيها شبعي فيها ما ابيها ما ابيها..... حصة بغضب مشتعل : وهي ما تبيج.....ولا تبينا.....البنت تزوجت....ومو راضية ترد الكويت نسوي لها عرس.......فهمت انه نبيها تبتعد....يا دلال.......ركدي.....وطسي بيت ريلج لا تهدمين بيتج بنفسج....ايلاف لا شكّل خطر لا عليج ولا على احد ثاني.......وبدل لا تدعين عليها.....ادعي لها...يا دلال.... ثم خرجت من الغرفة وتركتها تجول في الغرفة ذهابًا وإيابّا... . . كما تفعله الآن تجول في غرفتها كالمجنونة.. ثم سحبت هاتفها وبلا تردد اتصلت على مشعل في هذا اليل . . . كان نائم .....ازعجه رنين الهاتف بشكل مستمر سحبه وأجاب: نعمممممم... بكت وهي تقول: مشعععععععل طلقني.... ملّا من تكرارها لهذه الكلمة......تنهد: نتفاهم باجر يا دلال باي..... دلال بانهيار بكائي وصوت مرتفع: لا الحين.......مشعل.....طلقني.... مشعل جلس على السرير وتحدث بحده: انتي شنو جاج ابي افهم....فجأة قلبتي ....وتطلبين الطلاق....بعد هالعمر........وبعد هالعشرة....شسويت لج عشان تطلبين الطلاق هاااااااااااا..... دلال مسحت على رأسها وبانهيار: مابيك...... مشعل بانفعال:انا عارف فيه شي شاغل لج بالج....وموترج ومخليج تطلبين الطلاق........فقوليه بدون هاللف والدوران.... دلال بقلب محطم وجرح غائر في قلبها: ما فيه ....ماااااااااااااافيه....بس انا ما ابيييييييييييييييييييييييييك....... مشعل ببرود اعتاد على حدتها وصراخها: حبيبتي ولمي نفسج بكرا بيي اخذج...والحين تصبحين على خير... وببرود اكبر: دلول حلمي اطلقج عمري....يلا ...احلام سعيدة.... ثم اغلق الخط في وجهها وهي رمت الهاتف تبكي ....بجنون.....واخذت تدعي على نفسها بالموت....وتدعي على ايلاف.....وكذلك حصة! لا تشعر بالراحة.......لا تنعم بالسكينة ابنتها لولوة تحاول ان تخرجها مما هي فيه ولكن ...هي لا تساعد نفسها...غرقت في ذكريات الماضي....غرقت في وحل الخوف...ولم تعد قادرة على الخروج منه.......جثلت على ركبتيها واكملت رحلة البكاء تشعر انها خسرت نفسها...خسرت من ان تكون دلال...خسرت كل شيء بسبب جورج........وإن ماتت ايلاف.....لن يموت الكره الذي بقلبها تجاه جورج....خدعها...لوثها...وطوّقها بسمومه......ورمى بها لتكون على هذا الحال....تريد ان تبقى بعيدة عن الناس......لا تريد احدًا يلومها ...لا تريد نظرات العتاب....والكره......لذلك هي تحارب الآن قبل ان يحاربوها.....ولا تدري بذلك تقتل نفسها دون ان تشعر خُبث جورج دمرّها واشعل في قلبها الكره والحقد والأنانية ولكن ها هي الآن خسرت نفسها والجميع! . . . . ينظر لصورتها.....يحدّق لشعرها الناعم القصير....يركّز بناظريه على عينيها الجوزاء ذات الرموش الكثيفة والمزيّنة بالكحل الأسود البارز لجمالهما.....ينظر لضحكتها....لصفاوتها...لصدقها.....لبراءتها.... كيف لوّثها؟ كيف جعل منها وحش؟ كيف خدعها؟ لم يكن صادقًا حقًّا في حبه لها لم تكن إلا مخرجًا لنسيان حُبه الذي علّق في قلبه وذاكرته وجلب له مخارج الانتقام لمن اخذه منه غصبًا عنه لم يعي انّ ليس كل ما يتمنّاه المرء يدركه ، لم يرضى ولم يقتنع بما عنده.....كان يريدها ان تكون مُلكاً بِلا القاب وبلا قوانين! وكأنه في زمن العبودية ....يجعلها عبده لهذا الحُب فقط! خبيث.......علّقها به......واوقعها في ظلمات ذنبه! ماذا حدث؟ أصبحت قويّة....رمت بتهديداته في الحائط لتتلقاها وتجمعها اختها حصة لتنظلم تلك المسكينة بزواج فاشل من مشاري ضحّت بنفسها من اجل سُمعة العائلة ولكن دلال هربت من أجل ذاتها وتركت اجمل طفلة له اخذت منها الكثير.....حقًّا ورثت منها الكثير... رمى بصورة دلال جانبًا! ثم سحب صورة ابنته ايلاف نظر لملامحها الحادة ، هي الطرف المظلوم بينهما ظلموهما ولكن لا يعلمون بل يعلمون ويتجاهلون مسح على الصورة ......وهو مبتسم وبداخله غصة .....حُرم من ان يكون ابًّا لها...ابعدها عن خُبث اعماله...ابعدها لكي لا يستخدمونها الأعداء كنقطة ضعف .....ليهددوه بها.......ابعدها عن هويتها.....ووطنها.....ابعدها ....ليحميها...ويخسر لذّة الأبوّة.....اصبح غير قادر على لمسها وشم رائحتها ......اصبح محروم.....وبعد ان استوعب الأمر كله......بكى ندمًا عليه.....اخذ يغبط أخيه مراد...في تقبل ابنته له......واحتضانه لها.....وشم رائحتها....هو لا يستطيع ان يفعل كل هذا لا يستطيع ...... وضع الصور في حضنه وتذكر حديث أخيه : جورج...ايلاف مو مفروض تعرف كولشي....البنت بالموت...هدت وتقبلت طارق...آني أقول...لاحد يعلمها بشي....حتّى لا تتخبّل علينا ونخسرها.... جورج هز رأسه برضى فاكمل : وآني وياك بنسافر عشان العلاج..... كاد يتحدث ولكن وقف: لا تقول شي...باخذ بنتي....بهاليوم ....عشان سفرتنا... ثم خرج وتركه يجول بذاكرته للوراء.......ليلقى نفسه ضعيف ما بين شخصيته الخبيثة السابقة..... خسر كل اشيائه لم يبقى له سوى حُب أخيه وذكريات الماضي المغلغلة بالندم! . . . . . أصبحت امام باب الشقة.....تشعر بارتجاف جسدها....وبذكريات طفولتها....التي غاصت ما بين ثنايا شقتهما في أكسفورد.....اشتاقت له لا تنكر......هو من ربّاها....هو من حاول ان يصحح اخطاؤها....ولكن مجروحة منه.....مقتولة من اكاذيبهما......ولكن تقبلت كل هذه الأمور.....كانت ستطرق الباب ولكن سُحبت يدها سريعًا وانجر جسدها للشقة المجاورة بشكل سريع بعد ان كمكم ذلك الشخص فمها .....وسحبها بقوة إلى الشقة واغلق الباب ثبتها على الحائط ونظر لعينها : اششش....... فتحت عينيها بذعر بعد ان ابعد يديه عنها: مااااااااااااااااكس؟......جنّيييييييييييييييت! ماكس يعلم ما فعله جنون ......ولكن ماذا يفعل لكي تسمعه ؟ ماذا يفعل ليجبرها على الانصات له لم يجد إلا هذه الطريقة تحدّث: محمد ...محمد مو ماكس.... تعلم انه قام بتغيير اسمه......بعد معرفته بأمور كثيرة من الإسلام......... قامت بترتيب الجاكيت على جسدها فقالت: شتبي مني؟.....كيف تجرني كذا......خوفتني.... تحدث بهدوء: سوري.....بس....بلييييييييز......بدي احكي معك..... نور اشارت له بنرفزة من تصرفه: على موضوع خطبه وزواج....قلت لك ردي يا ممماككـ...محمد... تنهد بضيق بلل شفتيه :why? تأففت حقًّا هي متوترة من الأجواء هذه...وهو يزيد همها ...اكثر قالت: انسى اني بيوم جيت وعرضت عليك الزواج ..... تحدث منفعلا: انا ما ئول بدي يّاكي عشان ...ذاك اليوم.... نور بجدية: ماكس.....مستحيل ارتبط فيك ولا في غيرك....افهم هالشغلة....ومستحيل احب.....انت اكثر واحد المفروض تكون فاهم هالشي.... وكادت تخرج من الشقة ولكن اعترض طريقها: لكن انا بحبك.... نور بعصبية: مو مشكلتي ماكس مو مشكلتي...والحين وخر عن طريقي بروح لأمير..... ماكس تنهد بضيق ثم فتح باب الشقة وخرج فهم انّ لا مجال من ان يظفر بقلبها...عليه ان يتقبّل هذا الأمر ويخبأ حبها في قلبه...إلى ان يذوب....ويتلاشى . . بينما هي شتمته ..لا ينقصها إلا الخوف..... خرجت وطرقت باب شقة امير بلا تردد.... فتح لها الباب : تفضلي نظرت إليه تذكرته جيّدًا .....هزت رأسها ثم دخلت.... أشار لها: انتزري هون.....امير راح يجي.... نور جلست على الكنبة وهي تنظر له وهو جلس امامها وهو يقول: تذكرتيني؟ نور عقدت حاجبيها: دانيال؟ هز رأسه بنعم فجأة انفتح الباب واتى أمير بجسده الهزيل....وشعره القصير....ونظراته الحزينة يتقدم لناحيتهما بضعف حالته الصحية....سقطت انظاره على نور تجلّى الألم من جسده.....وفاضت عينيه الحزينتين دمعًا.......وفاض قلبه شوقًا.....اقترب بحذر منها...يريد ان يحتضنها....يشتم رائحتها....هو اقسم لو كان لديه ابنه من لحمه ودمه لن يحبها كثر ما يحب نور.... نور ابنته......ابنته......الحقيقية....هناك مشاعر فيّاضة بالأبوة لناحيتها.....لا يستطيع ان ينكرها...لا يستطيع..... بينما نور.....نظرت لتبهدل حالة وتردّي صحته....خفق قلبها......كيف آل به المرض إلى هذا الحال.....ازدردت ريقها....شعرت بشوقه لها....ولا تدري هل التمس شوقها له...اشتاقت له...كونه لم يتخلّى عنها واهداها الأمان....واشتاقت له لأنه يذكرها بوالدتها؟ إلى متى ستحاربه؟ إلى متى! نهضت واقتربت منه لم تتحمّل نظراته رجفة كفيه احتضنته.....شدّت عليه....وكأنه تخبره....انّ العالم ضيّق بأكاذيبهم.....العالم خانق....بتخطيطاتهم......وانها أصبحت متناقضة بسببهم......تحبه .....تحب ابوّته وحنيّته.....بكت بدموع.......ثم انسحبت عن احضانه وامسكت بيده لتردف : كيف حالك؟ أمير طبطب على كتفها: هلأ صرت منيح.... شعرت بقساوتها من كلمته....شعرت بجنون افعالها في تلك الفترة......هو نادم...نادم وندمه مخيف...جدًّا.... قال: جلسي بنتي.... جلست بالقرب منه فقال: طمنيني عليك.... تحدثت وهي تنظر لتعبه: بخير......تحسنت كثير لا تشيلين هم... وضع الملف على الطاولة فتحدث: رضيتي علي.؟....سامحتيني نور؟ نور لا تعرف كيف تجيبه حقيقةً مُسامحته شيء....واشتياقها له شيء آخر! حقيقةً هي مصدومة من شكله وحزنه الواضح من الواضح انه خسر الكثير من وزنه بشرته جافة ....لتنّم عن موتها المُبكر! عينيه اصبحتا ناعستين قليلًا لتنّم عن شدّت بكاؤه هل يُبكي ديانا ام يُبكيها ام يبكيهما هما الاثنتان طيلة الشهر الفائت؟ رحمت حاله كسر قلبها حقًّا هزت رأسها وسحبت يده لتقبلها دانيال رقّ قلبه تنهد بضيق أمير استدعاه في اشد حاجته إليه ولباه فأتى وبقي هنا معه لمدة الشهر التي قضّاها دون رؤيتها! واخذ يشد من ازره وفهم منه كل شيء...... أمير طبطب على ظهره نور فقال: نور...... نظرت إليه وهي تمسح دموعها بكفي يديها: لبيه.... ابتسم لها فقال بلهجة سعودية : آسف....عارف هالآسف ما راح يسوي شي......بس صدقيني لو ادري راح يصير لك كذا......والله ما سويت كل هالاشياء......انا وقتها فكرت بقلبي مو بعقلي يا نور....وفكرت بأنانية......بس لو يرجع بي الزمن...ما اكرر هالغلط مرة ثانية ابد..... نور عضّت على شفتيها ....لا تريد ان تتذكر ما حدث ....ولا تريد ان تتحدث عن الماضي.... تحدثت: صار اللي صار.....وحنا عيال اليوم..... ابتسم لكلمتها فقال لكي يخرج نفسهما من هذه الكآبة: واضح ايلاف علمتك مصطلحات جديدة... ضحكت بخفة دانيال تدخل هنا سريعًا: هاا امير تبيني أقول لها انا ولا انت؟ نور نظرت بتعجب له امير ابتسم فالتفت عليها: لا انا نور بقلق: خير فيه شي؟ أمير هز رأسه: كل خير.... ثم سحب الملف فقال: هذي أملاك ديانا واملاكي.....حولتها باسمك....بس ابي منك توقعين عليها....بس..... نور صُعقت......واقشعر جسدها من اسم والدتها.......فهمت تبقى هي الوريثة الوحيدة لوالدتها حسنًا ولكن ما بال املاكه؟ هل تُعتبر تعويضًا !؟ تحدث: بنتي......بدي يّاك تمسكي كل شي.....انا وبنبرة سعودية: تعبان....ما اعرف ادير كل شي....بلقب.....متل هيك......وما بعرف.... عرفت ما سيقول فخفق قلبها من جديد اقتربت منه وبصوت باكي: لا قول كذا امير....تكفى لا توجع قلبي...حرام عليك خلاص لا توجعني....راح تعيش....راح تعيش امير..... ابتسم لها وطبطب عليها: الاعمار بيد الله.... نور بحشرجة صوتها: والنعم بالله بس لا قول كذا...وماله داعي تكتب املاكك باسمي...دانيال موجود يديرها هو....انا أصلا مـ... قاطعها دانيال: الإدارة بكون تحت ايديني باشرافك يا نور......فقط راح تتحول الأملاك باسمك...... نور نظرت له: بس العقود.....وغيره ما راح تمر إلا بتوقيعي.....وكأن بابا امير...مو موجود اسم الله عليه.... ثم نظرت لأمير الذي خفق قلبه لكلمة(بابا) كم اشتاق لها كم هو نادم لِم فعله بها دون قصد او بقصد! تحدثت: أمير....لا ....ما بوقع...كل شي باسمك...واوعدك انا بشرف على كل شي...خلاص بكون موجودة........ ودّ لو نادته من جديد(بابا) (يبه) تنهد: نور....تكفين وقعي....ما بعرف شو راح يصير ئلي....بدي اضمن لك شي...... نور بدموع: ما راح يصير شي....والله ما راح يصير شي.... دانيال ابتسم على تبدل حالها....وصف أمير له عن حالتها سابقا اشعل في فؤاده الخوف من مقابلتها اليوم واشعال حرب طاحنة هنا ولكن من الواضح انها بدأت تنظر للأمر بعينين مغايرتين لِم قبل.... أمير بجدية: املاك أمك راح تتحوّل باسمك.... نور شدّت على كفي يديه: موافقة بس املاكك لا........ سكت ونظر لدانيال ...ودانيال هز رأسه فقال: تمام نور...بس تحطي ببالك راح نحتاج إلك كتير.... امير بهدوء: دانيال راح يشرح لك كل شي.....وبحلف إلك ......شفتي هالمصاري كلها بالحلال......أني مني... قاطعته لا تريد ان يقسى على نفسه اكثر حاله من الواضح لا يسمح ان يكون تحت ضغط كبير من اجل سلامة قلبه: مصدقتك مصدقتك امير....... ابتسم لها ولم يمنع نفسه من احتضانها من جديد شعرت بالضياع في حضنه .... ضياع جديد.....و.....جميل! انحرجت من تواجد دانيال ابتعدت ثم قالت: لازم امشي....بالليل راح اجيك... ثم قبلّت جبينه وخرجت دانيال ابتسم : ئلت إلك الئصيل عمره ما يتغيّر (قلت لك الأصيل عمره ما يتغيّر) أمير بتفهم هز رأسه: تبقى مجروحة يا دانيال! ثم نهض ليذهب لغرفته . . نور....اخذت تتنفس بعمق...وبصوت مسموع.......وجه عابس...ذكّرها بوالدتها....بنفسها...بطغيانها......بحبها وكرهها له.......باشتياقها .....ازدردت ريقها.....ستحاول ان تسامحه ...ستحاول ان تخفف عنه......ستحاول ان...... هزت رأسها ومشت ....راكضة على الرصيف.....العالم مُتسع ولكن لا يسعها....الذكريات كثيرة .....وثقيلة .....النكران اصبح صعب....التقبّل بات سهلًا! تشعر بأبوّته وهذا الأمر يخنقها...لماذا لا تشعر بهذا الشعور باتجاه يوسف؟ لماذا !؟ هل لأنها لم تُعطي نفسها مجالًا لتقبل الأمر.....لم تُعطي نفسها مجالًا للأخذ والعطا معه.... تنهدت وبكت ....اكثر.....ماذا تفعل؟ تخشى من ان تكون أنانية كما كانوا...هي لا تريد ان تصبح مثلهم ابدًا....... رنّ هاتفها ....سحبته من مخبأ الجاكيت اجابت : وينج انتي رديت الشقة ما شفتج؟ نور بصوت متحشرج: رحت عند امير.... سكتت ايلاف أكملت نور: تغيّر ايلاف...تعبان.....انا قاسية....قاسية صرت مثلهم.....يا ايلاف.....مرض بسبتي ولا.. قاطعتها هنا ايلاف: اذكري ربج....اللي صار لها مقدّر ومكتوب.....وانتي مو مثل احد....انت تمثلين نفسج يا ام قلب طيّب.... نور بغصة: حسيت انه صدق ابوي هو....لم شفته عجزت انكر شعور اشتياقي له.....تتوقعين لشفت يوسف بحس كذا؟ ايلاف فهمت ما يجول بعقلها: كل شي حبه حبه يي (يجي) يا نور......لا تضغطين على نفسج..... نور مسحت انفها بانهيار: يوسف مجروح مني بعد....وانا حيل مجروحة منه......بس ماحس اني مشتاقه له ايلاف....انا عاقّه كذا؟ ايلاف يبدو انّ نور دخلت في التخبط من جديد.....في الشتات.....في نوبات الهلع والوسوسة .......لا نور .....لا .. تحدثت بانفعال: نوووووووور اصحي على نفسج......طبيعي اللي تحسين فيه.....طبيعي نور.....لأنج ما شفتيه من سنين ....نور لا ضغطين على نفسج تكفين ردي الشقة تكفين..... نور : برجع برجع....باي... ايلاف: انتظرج مشت نور لطريق الشقة...مسحت دموعها وتفكر.....هل ستتنازل عن يوسف....هل ستقف امامه دون مشاعر .....هل سيبقى شعور انه رجل غريب عليها؟.....لماذا تشعر بالخوف منه حتّى! ركضت في الشارع لتصل إلى الرصيف الآخر مشت بلا روح.....بلا عقل.....اقتربت من العمارة مرت في ممر ا ضيّق.....رفعت رأسها للسماء ....كانت السماء غائمة.....تنهدت بضيق وتمتمت باستغفار وعبرت السلالم وهنا توقف الزمن بها.... كان واقفًا كما اخبرتها ايلاف يقف ينتظرها...ولكن لم تكن تخرج في تلك الأوان كثيرًا فكان يلتقي بإيلاف ليسأل عنها دققت بالنظر إليه هو الآخر تغيّر هزل خسر وزن كثير......زاد بياض لحيته قليلًا لا تدري ولكن هذا ما تراه عينيه حزينتين كعينين امير تنهدت مرة ومرتين تشعر بالاختناق تشعر بقساوتها عليهما....تشعر بالخوف من نفسها...... اشاحت بنظرها عنه تحدثت بصوت مهزوز: تعال ادخل الشقة.... فجعتهُ هل حان موعد اللقاء ؟ هل تقبلته؟ ام انها تظنه شخص آخر لم يتزحزح من مكانه وحينما أصبحت في منتصف السلالم التفت ورأته في مكانه فقالت بغصة وحرقة وعيون دامعه: يبه تعال تريد ان تختبر نفسها هل تشعر بأبوّته؟ هل عادت مشاعر الحب لناحيته؟ شعرت بالحرقة لا تشعر بذلك تشعر فقط بالألم تشعر انه غريب..... ضغطت على نفسها اكثر تريد ان تفهم ذاتها تفهم هذا الشعور المخيف..... نزلت لتقف امامه...لم يتحرك مصدومًا لكلمتها التي فلقت قلبه ...واوقفت عقله سحبت يده ....حتى بها ارتجفت.....قالت بشفتين مرتجفتين: تعال يبه تكررها بطريقة...باهتة......تكررها بوجع .....وحزن.... مشى معها بلا هدى....عقله مغيّب عن الواقع.....مشت.....معه تزدرد ريقها....خائفة....لا شعور حقيقي.....تشعر انه غريب.....تشعر انه ليس والدها لماذا؟ هذا الشعور يقهرها...يحرقها ....يلهبها...لن تبوح به....لا تريد ان تلهبه اكثر...... وصلت الشقة فتحت الباب تواجهت مع ايلاف: نور وينج... ايلاف صُعقت حينا رأت يوسف خلف نور تحمد لله انها لم تزيح الحجاب عن رأسها نور: ادخل.... يوسف غير مستوعب الامر.... . . نور دخلت الغرفة وتركته . . واستوعبت ايلاف فعلت نور . . فقالت: حياك يا عم تفضل ....تفضل.... ثم جعلته يجلس على الكنبة في الصالة نورة ليست طبيعية شكلها....حديثها.....شعر برجفة يدها حينما مسكت بكف يده....اشتاق لها....ودّ لو احتضنها ولكن شعر باضطرابها....شعر انها تحاول ان تتماسك .....يشعر بنفورها قليلًا......مسح على رأسه عدّت مرات . . دخلت ايلاف تحدثت وكأنها تهمس: نور..... نهضت نور التي كانت جالسة على طرف السرير تهز بجسدها كالبندول ....رامية الجاكيت على الأرض والحجاب على السرير نظرت لإيلاف المنصدمة من وجهها المحمر : ايلاف...احسه مو ابوووووووووووي احسه مو ابوي......مسكت يده....ابي اشوف بحس بأمان...بدفا.....ما حسيت ....ما حسيت مثل ما احس ويّا امير......ايلاف....انا ضايعه.... ايلاف رقّ قلبها عليها احتضنتها وطبطبت عليها تحدثت: والله العظيم طبيعي....هو بعيد عنج سنين يا نور...وامير .....وياج على كثر السنين اللي بعيد فيها هو.... نور ابتعدت وأشارت كالمجنونة وهي تبكي وتحاول الا ترفع صوتها كي لا يسمع: بس ما كنت احب امير اول.....كنت اكرهه....ايلاف..... ايلاف ابتسمت: بس حبتيه بعدين وعشتي معاه سنين ....طبطب عليج...وعاملج مثل بنته ....... نور غاب عقلها في جنون الذكريات: ابوي يوسف صح ابوي صح؟ ايلاف بدأت تخاف عليها: نوووور اذا ما تبين تشوفينه أقوله يي وقت ثاني...... نور بجنون: لالا...خليه ايلاف.....هو ابوي صح هو ابوي... مسكت كفي يديها واخذت تهز برأسها: والله ابوج والله ..... نور بكت بقهر: ليش احس خايفة منه.....ليش احسه غريببببببببببب... ايلاف احتضنتها من جديد: نور لا ضغطين على نفسج ...... ابتعدت بشكل مفاجئ عن حضن ايلاف ثم ركضت لناحية الباب ايلاف لم تستوعب جنون نور...تبعتها: نور...... جولي كانت تقدم الماء ليوسف.....وضعته على الطاولة ثم ذهبت للغرفة على خروج نور الراكضة لناحيته وهي تبكي ...وصوت تنفسها مسموع لمسامعه عندما رآها بهذا الحال نهض وجه محمر....شعر مسدول على اكتافها ....صدرها يرتفع ويهبط كأنها راكضة لمسافات طويلة......كفي يديها ترتجفان بشكل ملحوظ اقتربت منه وببكاء: احضني..... ايلاف تعلم جنون افعالها...إلام تدل....حقًّا لا تلومها ولكن هي خائفة عليها خائفة من ان تعود للوراء....من شدّت ضغطها على نفسها همست: نور.... يوسف وقف كالصنم ينظر لها بندم.....بندم التخلّي عنها ...بندم الاستماع لوالده.....بندم قهره....وغضبه.... رفع يديه المرتجفتين مترددًا في تلبية طلبها همست من جديد بضعف: احضني يبه.... ايلاف بكت بدموع نور تريد حضنه...تريد حضن يوسف السابق.....تريد يوسف.....الذي تعرفه....الذي طبطب على ظهرها حينما أتت لغرفته بعد رؤيتها لحلم مخيف....تريد ان تلتمس الأمان مثلما التمسته عندما هربت من ناصر وهو يتبعها بلعبته لضربها بعد ان كسرتها في احدى تلك الأيام الماضية......تريد ان تختبأ في مصدر امانها الحقيقي....تريد ان تعود للوطن.....للهدوء والسكينة..... . . حينما لم تجد منه ردت فعل رمت نفسها في حضنه.......مُتعبة تريد ان ترى وجهتها الحقيقية...تريد قرارها الأخير...البقاء في وطن .....حقيقي.....ليس به شوائب ليضطرب امنه..... يوسف شدها اليه وبكى بصوت همس: سامحيني بنتي سامحيني... . . شدّت عليه ...اغمضت عينيها....شعور الغربة يزداد في حضنه....شعور الغرابة مسيطر على كيانها....خائفة من هذا الامر....كيف تشعر بالغربة وهو وطنها الأصلي؟....كيف تشعر بالغرابة ....وهو قريبها الحقيقي....جرّداها من حقيقة الأمور.....وادخلوها في أكاذيب حتى بها صدقتها من أعماق قلبها.....بكت في حضنه ليس شوقًا....خوفا من شعورها بالغربة معه....خوفًا من نفسها...... أصبحت تائهة بلا وطن...وبلا اب حقيقي.....مكتوب على جبينها ان تبقى مشرّدة هكذا....وهي في حضن اقرب الناس اليها....شعور مؤلم....ما تشعر به مؤلم ايلاف عضّت على شفتيها (طبيعي هذا الشعور يا نور...طبيعي ) كانت تكررها بداخلها عشرات المرات تقسم انها شعرت بهذا الشعور حينما عادت للكويت واحتضنت والدتها ...ولكن مضت عدّت أيام وتجاهلت هذا الشعور وعادت كما كانت ! ولكن الآن لو عادت هل ستشعر بمثل ما تشعر به نور الآن! . . . ابتعدت وهي تهز برأسها يمينًا ويسارًا تحدث بغصة: انت ابوي صح... فُجع من كلمتها وخشي من انها بدأت تصدق تلك الكذبة التي القوها عليه طوّق وجهها وتحدث بغصة: انتي بنتي بنتي يا نورة بنتي..... بكت بقهر : ادري والله ادري..... ثم أشار لصدره وهي تضربه بخفة : بس ماحس بالأمان هنا ماحس......احسك غريب علي غرييييييييييب....... انسابت دموعه من عينيه بقهر: حسبي الله على من كان السبب....حسبي الله على من كان السب.... نور أسندت جبينها على جبينه .....تلك العادة التي لا تتخلّى عنها حينما تتألم تبكي تحزن....تُنسد جبينها كما أسندته على جبين امير حينما ذهبت للُقياه في المستشفى قبل هروبها هنا ......تُسنده لتضع جزء من ثقلها عليه .......وتبكي براحة.....تلك الحركة التي اكتسبتها من والدتها الآن تفطر قلبها .....لأنها امطرت عليها ذكريات حارقة اغمضت عينيها بكت وهي تكرر: يبه يبه .......... الشعور مختلف عمّ في السابق الحضن كذلك وهذان الامران يلوّحان بمعنيان لا ثالث لهما الغربة والتبعثر ! احتضنها من جديد فقال: اه يا نورة اه..... شدّت عليه اكثر ايلاف لم تتحمل ركضت للغرفة لا تريد ان ترى ضعفهما...تريد ان تترك لهما مسافة اكثر تريد ان تعطي نور فرصة من ان تتغلب على ضعفها بنفسها احتضنا لمدة دقيقتين ثم ابتعدت مسكت يده بقلة حيلة: ما احس بشعوري الأولي ....بس بتبقى ابوي....اللي جرحني...وتخلّى عني....وتذكرني ....ما راح انسى انك تذكرتني......ما راح انسى.... أبا ناصر بدموع: سامحيني نورة...... نور شهقت ببكاء: انت اللي سامحني ما بصير لك نورة .... بو ناصر شد على اكتفاها: الأيام كفيلة من انها تخليك نورة ... نور هزت رأسها وكأنه تقول هذا الامر مستحيلًا أجبرت نفسها على تقبيل يده: تعبت من نفسي يا بو نورة تعبت.....واحلف لك بالله اني مو نورة ....والله...... حزّ بخاطره حديثها...مُتعبه منه......من الأيام التي مرت فيها بسببه.....متعبه .....قبّل كف يدها وجبينها ..... طبطب على ظهرها : الله لا يسامحني ......على اللي سويته فيك.... تحدثت وهي تهز برأسها: و الله لا يسامحني على هالشعور..... فهم شعورها.....تشعر انه غريب.....تشعر انه ليس والدها تفهم الوضع.....لا يريد ان يضغط عليها اكثر : بمشي.... نور هزت رأسها: لا....خلك....تكفى لا تتركني مرة ثانية.... يوسف بمعنى عميق: انتي تعالي معي.... نور ببكاء: ماقدر ماقدر..... تنهد واحتضنها من جديد وهي بقيت تبكي، قهرًا لشعوره الغريب، لشعوره الذي يفلق قلبها إلى نصفين بكيت في حضنه تريد ان تلتمس وطنها ولكن لم تجده تنهدت ثم نظرت لعينيه : اتعبتك يابوي...اتعبتك ....عارفة والله....بس انتوا ما قصرتوا هديتوا حيلي.... شدّ عليها بقوة : الله لا يهد لك حيل....يا عين ابوك..... نور ابتعدت عنه نظرت لوجهه وبعتب: طولت علي ....طوّلت ....كنت انتظرك لين تطلع الشمس احتريك تجي.... بكى وهو يمسح على خدها الأيمن بحنان ابوي مؤلم: طولت وانا بوك طوّلت وانهد حيلي انا بعد...... نور بهذيان: كنت أخاف انام لحالي......واقول فجأة بتدخل علي تقول لي قصة وما تقوم إلا لم انام......بس الواقع يا يوسف.....يقهر....كنت اشوف امير يسوي لي كذا.....كنت انقهر وابكي ابيك....... عضّ على شفتيه لا يتحمل هذا العتاب لا يتحمل هذا الضعف : مو بيدي .....مو بيدي يا نورة....كنت موجوع بالحيل.....قلبي كان مجروح...وانا بوك....والغيرة عمّت عيني.... نور بللت شفتيها ثم قالت : انا هنا من يوم ورايح...انا بحياتك يا يوسف حتى لو تخليت عني.... بو ناصر ابتسم وليطمئنها شد على يدها: اتخلّى عن روحي ولا اتخلّى عنك..... ثم قال بندم: تعالي معاي....وطنك مشتاق لك...... هزت رأسها بوجع: ماقدر يبه....ما قدر....عطني فرصة اتقبل فيها الوضع..... يوسف بتنهد: بنتظرك....بظل هنا... نور شد على يده: لا.....ارجع السعودية......لا تتعب نفسك.....اوعدك....انا اللي اجيك.....تكفى ارجع.....مابي احس بعذاب الضمير...مابي اشوفك كذا تعبان بسبتي...مابي اصير انانية مثلكم! تصيب وتُجرح فؤاده ......تضربه وتليّن قلبه تحدث: ماقدر على فراقك.... نور ببكاء: اوعدك انا اجيك بالسعودية بس عطني فرصة......لا تظل هنا......جلستك لوحدك هنا بزيد تعبك...لا تمرض بسببي....ارجع وانا كل يوم اكلمك صوت وصورة اوعدك ....والله ياخذني لو ما وفيت بوعدي مضغوطة......قلقه.....عقلها الاواعي هو من يتحدث لن يضغط عليها...لن يُتعب قلبها.... هز رأسه بالموافقة فاردفت: بحجز لك بعد ثلاثة أيام ترجع.....وتهتم في نفسك..... لا تريده.....تريد ان تبعده لتختبر نفسها من جديد تريد متسع من الوقت .....لتقبله..... قبّلت يده ......جبينه هي حقًّا مقهورة من هذا الشعور ولكن هو متعب ....لابد ان يعود للديار....لابد ان يصبح ما بين ناسه واحبائه ليخففوا عنه.... نظرت لوجهه لتحفظ ملامحه... ثم وضعت رأسها على صدره واغمضت عينها لتبكي لهذا الشعور غربتها وقهرها! . . . . المغرب من يومنا الموعود كانت في الصالة يحتضنها وهو يهزئها: قسم بالله لو ما تهتمين لنفسك يا نوف لا اغضبك عليك نوف نهضت كالمقروصة: يبه شالكلام....والله مهتمه والله.... بو خالد بعصبية: انا تارك لك الحبل مرخي من خوفي عليك ما ابي اضغط عليك بس من يوم ورايح لا... الجازي بتأييد: أي يبه ...حيلك فيها.... بو خالد بحده: حتى انتي تصرفي معاك بيتغير بندر ابتسم خالد نظر لأخته نوف انفجرت ضاحكه:ههههههههههههههههههههههههههههههههه حتى والدها رمقها بنظرات عميقه فقالت الجازي: وش سويت بو خالد : طوّل جنانك مع سيف... الجازي بللت شفتيها وبهدوء: الليلة برجع معه ...... نوف شهقت : هأأأأأأأأأأ....من جدك؟ الجازي بهدوء: أي..... بو خالد بجدية: حليتي المشكلة .... الجازي لتنهي المسألة: أي الحمد لله... خالد همس لها: متأكدة من قرارك هزت برأسها نعم وفجأة قال بو خالد: شوفي يا نويّف تروحين العرس هذا انتي تسمعين ......بس قبل اشوفك ماكله قدامي.... نوف بتأزم: طيب يبه ثم التفت على بندر: بندروه.....خذ الأغراض اللي بالمطبخ روح ودها لعمتك...... بندر نهض : ان شاء الله كان بالود ان يخبره برغبته ولكن الأوضاع ليست من صالحه فنهض بينما خالد قال: انا بطلع احلق وبرجع هز والده رأسه بينما نوف نهضت للمطبخ فقال أبو خالد: زعلتي مني؟ الجازي ابتسمت له: لا يبه.....عارفة انك تحاتيني...وانا نسيت عن اقولك رايي.... بو خالد بجدية: بنتي....سيف ما في مثله.....بس الواحد يغلط....الانسان مو معصوم من الخطأ....ولو اني شايفة مو كفو والله ما خليتك ترجعين له حتى لو هو ولد اختي الجازي وهي تطبطب على ابنها النائم: عارفة يبه عارفة.... تحدث : لو آذاك....ولو بس رفع صوته عليك......تعالي لي لا تخبين علي شي يا بوك.... الجازي نهضت وقبلت رأسه: الله يخليك لنا..... بو خالد : هاتي عبد لله هاتيه... سحبه من يد والدته وقبل: ياجعلني اشوفك معرس ابتسمت ثم ذهبت هي الأخرى للمطبخ . . . وبشكل سريع ضربت بيدها على ظهر نوف الذي تشرب الماء حتى شهقت: هأأأأأأأأأأأأأأ...... الجازي ضحكت بخفة ثم قالت: قلعتك...... نوف : يحوانة اوجعتيني... بندر سحب الاكياس: الفاظك نوف يبيلها إعادة نظر ... نوف بنرفزة: مالكم دخل...... بندر خرج من المطبخ..... والجازي قالت: تعالي حطي لي ميك اب.... نوف بهدوء: بعد صلاة المغرب....ولا ؟ الجازي : عادي.... نوف بجدية اقتربت منها: صدق بترجعين لسيف؟ هزت رأسها فقالت نوف: برضاك...مقتنعه؟ الجازي بنفس عميق: أي... نوف بشك: اتحدااااااااك.... الجازي : لا تجلسين تتفلسفين على راسي وروحي جهزي الأغراض... نوف ضحكت: طيب طيب ههههههههههههههه ثم خرجت من المطبخ وبقيت نوف تفكر ماذا سيحدث الليلة؟ . . تحدثت بصوت عالٍ : شيخوووووووووووه نزلي اخرتينا..... شيخة نزلت وهي تركض على الدرج: يلا يمه...جيت.... سعود اتى: يمه خمس دقايق وترا بمشي...عزام متصل علي يبي اجيب له أغراض.... ام ناصر: جهزنا وانا امك.... شيخة بهدوء: يمه مستعجلين والله ....عمتي مشتطه حييييييل سعود بتأفف: انطمي اخرتينا...... ام ناصر: ناصر راح ..... سعود : أي راح يشيك على الأوضاع.... ثم تحدث: يلا عاد تاخرت... ام ناصر : خلاص يمه....هذا حنا جاهزين ثم خرجا من المنزل وربكا السيارة شيخة سحبت هاتفها من الحقيبة وارسلت لبندر (كيف الأوضاع عندكم) ولم تأخذ ست ثوانٍ حتى ارسل (هههههههههه زحمة وشغل ) ابتسمت لترسل له (عساك على القوة ) ثم نظرت للشوارع وهي مبتهجة من الداخل......رغم انّ بُعد ابيها ليس هيّن ولكن تشعر اليوم بتجدد طاقتها الإجابية ...وحبها للحياة ولكن والدتها تشعر بالانهزام.....تشعر بالخوف على زوجها....تشعر من استبداد الماضي لحاضرهم......لا تستطيع ان تنكر غيرتها...من ديانا.....من خوفها لم قد يحدث فيما بعد......حتى وإن توفيت......سيرى يوسف بابنتها ذكريات شتّى......منها التي قهرته وعصفت به....ومنها التي اشعلت فتيل الحب فيه......تنهدت عدّت مرات مجروحة من الماضي...وخائفة من الحاضر والمستقبل! . . . منزل أبا سيف....مليء بالحركة......بالسعادة......بالحب.... كانا في المطبخ....يرتّبا مع والدتهم بعض الاشياء تحدثت ام سيف: قصي تراك زودتها طس حلّق وجيب ثيابك....نعنبوا التّح عليك من الصبح....والحين الساعة خمس ونص المغرب..... قصي : ان شاء الله يمه.... ثم التفتت على عزام: وانت طس القصر شيّك على الأوضاع تقصد (قصر الافراح) المكان الذي سيقام فيه حفل زواج ابنها تحدث عزام: بيجي سعود وبنمشي معه..... جسّار بجدية: قصي طس حلّق....ولا تبيني اوديك....ترا ما فيه وقت ... دخل هنا سيف : السلام عليكم.... ردوا عليه السلام فقالت ام سيف : ترا نظفت شقتك ..... عزام : عقبال شقتي .... ام سيف بصوت عالي: آآآآآآآآآآآآآآمين انت بس اشّر.... عزام بلا مقدمات: ابي نوف بنت خالي غازي.... شهق جسّار هنا : اوييييييييييييييلي يا المتولّع.... قصي رمى عليه علبة المنديل وهو يضحك: هههههههههههههههههههه اميييييييييييي يا تبنننننن... ام سيف بحده: تمزح هاااااااااااااااا؟ سيف اخذ يكركر بضحك عميق، ذات مغزى كبير عزام : لا والله ما امزح ام سيف بنص عين: افرح يعني؟ جسّار أجاب: لا نصّاب....كلام الليل يمحه النهار... سيف : هههههههههههههههههههههه وحنا الحين الفجر يا حمـ.؟ قصي: ههههههههههه تركه عنك مصدوم من توأم النكبة فجأة قرر.... ام سيف بغضب: سكتوا.... وناظرت لسيف: من جدك ولا تلعب على راسي..... عزام ضحك بخفة: ههههههههههههه والله من جدي خلاص خطبيها لي.... جسّار وضع يديه على خصره: وين اللي يقول يبي من برا العيلة..... عزام حرّك رأسه: هوّنا يا العضيد....دهنا في مكبتنا..... قصي : خذ لك.....من أي مسلسل سامعها؟ سيف بضحك: ههههههههههههه يمه لا توهقين البنت في هالمجنون... عزام رمى عليه كرتون عصير فاضي: لا تدخل انتي... جسّار : عزام صدق يعني معزّم... عزام نظر لأمه: يمه أي ...معزم على نوف ....ابيها....كلمي خالي.... ام سيف فجأة بدأت تزغرط وتصفق بيديها بفرحة لا تسعها فضحك جسّار: هبّلت بأمي يا كـ...... سيف ضحك هنا وقصي قال: واضح زواجي مبارك ...الجازي بترجع لسيف...وانت نويت بتزوّج...... ام سيف بفرحه: باذن الله بعد العرس بكلم خالك... ثم نظرت لجسّار: وانت عجل ......بنزوجكم مع بعض... جسّار أشار لها بحذر: لالا يمه..... هدي اللعب اشوي.... سيف: هههههههههههه الحمد لله والشكر ..... قصي : خله محروم..... عزام بضحكة: هههههههههههههه خذ بنت جيرانا..... ام سيف بضحكة بسعادة: هههههههههههه وين اخذها البنت بخامس ابتدائي.... قصي بضحكة: هههههههههه صدقيني عقلها ثلاثينية جادةةةةةة فجأة سمع سيف يقول: قص قص الفاظك حبيبي....لا تروح وطي.... جسّار مات ضحك هنا ..... ام سيف : قسم بالله يبيلكم إعادة تأهيل انتوا........ ثم قالت بحده: قصييييييييييي قوم طس حلّق ......قبل...لا سيف نهض وهو يضحك: هدي يا الغالية بقوم اروح معه ثم ضرب على كتف أخيه: قوم يلا..... نهض قصي وهو يضحك بينما والدتهم خرجت من المطبخ، لتصعد غرفتها وتتأهب لتزيّن! فقال جسّار: من جدك.... عزام بابتسامة: والله من جدي ليش مصدوم.... جسّار لعب بحاجبيه: من الوناسة.... ثم حضن أخيه ليقول عزام: عقبالك يا الغالي..... جسّار : الله يسمع منك يا العضيد... . . فجأة وهما على هذا الحال دخل والدهم ليردف: وين اخوك قصي عزام : راح مع سيف الحلّاق بصدمة نظر للوقت: تو يروح هالمجنون؟ جسّار ضحك: ههههههههههههه متوتر الولد .......واضح عليه... بو سيف: اسمعوا عجلوا علينا.......وخلكم معه لا يفشلنا...يجي القصر متأخر بعد... عزام بضحكة خفيفة: هههههههههه لا ما يسويها يبه..... بو سيف ابتسم رغما عنه: وانتوا تجهزوا ....ما بقى شي على صلاة المغرب.....ما نبي نتأخر.... جسّار : حاضر يبه حاضر . . . خرج أبا سيف وهما تبعاه . . . بدأت الترتيبات على ما هو متماشي مع العادات والتقاليد امتلأ المكان برائحة السعادة والفرح في هذه اللحظات نسوا آلامهم....نسوا خيباتهم ......وتناسوا امراضهم! هنا تحققت الأماني والآمال، انزاحت الاثقال من على القلوب.....واجتمعت القلوب على المحبة والصفاء.....شعرت بالتعب...بالغثيان ...ولكن سعادتها تُجدد طاقتها آلافًا من المرات.....وقفت امام المرآة بكامل زينتها بفستانها الأبيض المنفوش...عاري الاكتاف بقصّة عريضة ممتلئة بالورود الصغيرة جدًا....ليرتسم على جسدها.....منسابًا إلى خصرها .....ومتفرعًا فيما بعد (بنفشته) الى الاسفل ..... بطنها برز قليلًا....ولكن لمن يدقق به يشعر ببروزه.... اخذت ترتيب احمر الشفاه....بعد ان شعرت انّ هناك جزء زائد منه يرتسم خارج اطار الشفتين! قامت بتعديله.....ثم عادت بالنظر إلى نفسها مررت يدها على بطنها وابتسمت ... ظنّت انها لن تعيش هذه الأيام....ظنّت انها ستبقى عالقة ما بين ضربٍ وعصيان وستبقى متزوجة للأبد بقصي ولكن بالسر لن تُنجب ولن تحبه ولن يحبها ولكن جرت الأمور بما تمنته سرًا! كانت تتمنى ان تحظى برجل يحبها....يعشقها....ينتشلها من ظلم وجور من حولها......وقصي فعل ذلك........تمتمت بالحمد ...وانقضت الساعات سريعًا .....ليأتي وقت الزفة والظهور امام الحضور....اتى الوقت المنتظر حدثتها ام سيف: بشويش وانتي تمشين يا بنتي لا تخافين انا وراك تشعر انها محظوظة لوجود ام سيف في حياتها ...اغدقت عليها حنان....وخوف اموي ....جعلها تتذكر فيه والدتها....وتطمئن انها ستعيش معها بمشاعر الحب والتقبل مشت على الممر الطويل...وتوجّهت الأنظار لناحيتها..... كانت ملفتة للنظر لطول قامتها...وتناسق جسدها....وجمال شكلها ....كانت ملكة ......وستتربع على عرش احلامها...التي باتت تتعلّق في قصي....مشت ...على انغام.....الطمأنينة ...الأمان.....والحب الصادق.....كانت تكرر بداخلها الحمد والشكر ...لله عز وجل! نوف همست لشيخة: ما شاء الله تجنن والله ... شيخة : أي بسم الله عليها.....كيوت... نوف رمقت شيخة لكلمتها الأخيرة فقالت شيخة: خيييييييير نوف بترفع: مابي اخرب كشختي ولا كان رديت..... شيخة دفعتها قليلا: امشي امشي بس....خلينا نرقص في زاوية لحالنا ضحكت نوف بخفة: ههههههههه قدام... وهما تمشيان ....اصطدما في امرأة بسبب (ربشتهما_ حركاتهما العشوائية) شيخة بخجل : اوه عذرا نوف رفعت رأسها لتنظر لوجه المرأة: سوري..... شيخة نظرت لنوف ولكن المرآة لم تدع لهما مجالًا لحرب النظرات قالت: اخبارك نوف؟ نوف عقدت حاجبيها صافحتها: يا هلا والله... تحدثت: شكلك ما عرفتيني... شيخة اصبح وضعها كالحائط ابتسمت باستخفاف على نوف لهذا الموقف المحرج أكملت المرآة: انا غزل بنت عم سيف شفيك نسيتيني... شعرت بالمغص في بطنها ابنت عم المجنون....تغيّرت كثيرًا عليها...ربما المرض ....غيّر من حالها ولكن ستبقى جميلة شامخة......خافت من ردت فعل الجازي لو رأتها تحدثت: يا هلا ....والله غزل...اخبارك وش مسوية ... غزل بابتسامة هادئة : الحمد لله.... سلمت هنا شيخة باحترام وأخيرا انتبهت نوف لذلك الصغيرة التي تُمسكه فقالت : عمري الحلو اخبارك.... تخبأ في ساق غزل فقالت غزل: وين خالتي ام سيف اجل.... شيخة اجابت: بهذي الطاولة وأشارت لها..... غزل حملت ابن زوجها ....فقالت: عن اذنكم ....اجل ... ثم ذهبت لناحيتهما فقالت نوف بخوف: يمه يمه شيخة قرصت يدها: هييييي العقل....شفيك.... نوف لا تريد ان تتحدث انها خائفة من ردت فعل الجازي فقالت: لا ولا شي... شيخة بلا اهتمام : تعالي نعدّل بس اشكالنا.... نوف بتاييد: الحمامات قريبة ....هنا.. شيخة قالت: أي . . . قطعت عليهم بالسلام...والسؤال عن الحال...وتوجهّت انظار الجازي لها صافحتها الجازي وهي ترمقها بنظرات ....لا تفسر فقالت ام سيف وهي تعلم بكل شيء: هلا يمه غزل اخبارك...واخبار زيد وهالحلو... غزل بهدوء: الحمد لله بخير خالتي..... ام سيف حملت الصغير : حبيبي كبر...اخبارك يا الشيخ.... خبأ رأسه واسنده على صدرها سريعًا فضحكت بخفة: اوه ولدكم يستحي.... غزل ضحكت بخفة: يستحي وخاف... ثم سقطت انظارها على عبد لله فقالت : الجازي ولدك... الجازي كانت تنظر لها.....ليس بحقد ...او قهر... لا بنظرة كيف لها نست سيف وعاشت وسيف وقتها لم ينسى هل حقًّا كان يتأنّب ضميريًّا لحالها ابتمست مجاملة : أي عبد لله غزل : ما شاء الله ......الله يخليه لكم ام سيف قالت: تعالي غزل جلسي هنا.... غزل جلست وتبادلا اطراف الحديث وما زالت الجازي تحدّق بها ببهوت! . . . كانت تنظر للناس لفرحتهم وسعادتهم وابتهاجهم....توترت قليلًا ولكن كانت تأخذ هواء عميق ليهدأ من أنفاسها المضطربة فجأة اقبلت عليها امرأة هي تعرفها جيّدًا وكيف تنساها؟ نهضت واقبلت عليها احتضنتها وهي تقوم: اففف الحمد لله جيتي فطوم ....والله توقعتك ما جين... فاطمة قبلتها وسلّمت عليها: عمري مستحيل ما اجيك.....مبروك يا احلى عروس.... مهرة شدّت على يدها: الله يبارك فيك ثم نظرت للصغير: حمادة عمري اخبارك؟ احمد الصغير اردفت : زين... مهرة : حياتي... فاطمة تحدثت: زوجي رجع من شغله ....وقلت إلا واجيك..... مُهره : حبيبتي والله جيّتك هذي على عيني وراسي... فاطمة : يسلم لي راسك يا الغالية... مُهرة ابتسمت لها وفاطمة نزلت لتستقر للجلوس مُهره حينما نظرت لفاطمة لجارتها تذكرت الموقف حينما نست المفاتيح وبقيت عندها إلى حين قدوم قصي ابتسمت على هذه الذكرى....وهي تكرر الحمد على كل شيء! . . . في صالة الرجال......كان جالسًا متسمر كالخشبة خوفًا من ان يسقط العقال او الغترة عزام اتى بجانبه : اووووخص عليك والله اصغر منا ....وسويتها....... جسّار اتى من جانبه الايسر: لا تنسى بعد بصير أبو عزام بهمس وبسخرية: قبل الدخلة! جسّار مات ضحكًا ولكزه قصي وهي يشد على اسنانه: جب انكتموا يا قليلين الادب......جب.... سيف اتى سلم على أخيه فقال: خير يأجوج ومأجوج.....قوموا شيكوا على العشاء....... عزام : والله حافظين هالموال....ذكروني بعرسي ما سوي عشا عشان لا تسمعونه ....ها.... جسّار بضحكة: ههههههههههه ولا يهمك... اتى هنا ناصر وسلّم على قصي وكذلك خالد فقال بلا مقدمات لخالد وسعود الذي اتى متأخرا: هلا بالنسيب؟ وجه خالد امتلأ بالغرابة والتعجب فضحك سيف بخفة وقصي ابتسم خالد: فاصل عقلك؟....من هالطق.... جسّار بهبل: لا اصبر ما بعد يحمّون الطيران......عشان تبدأ ليلتنا صح..... قصي : انتبه تفشلنا برقصك اللي يلوّع الكبد لم يرد عليه لأنّ بندر اتى هنا وسلم على قصي وقطع حديثهم: منك المال ومنها العيال.... عزام سلم عليه: هلا بالنسيب... سيف بضحكة: ههههههه عزام بلا سخافة..... خالد تحدث: شفي اخوك مسطول؟ عزام: باذن الله بنصير نسايب.... ناصر ضحك هنا: هههههه قررت يعني ....؟ هز رأسه بندر بدأ يستوعب: من بتاخذ؟ جسّار: اختك.... خالد بتفهي: نوف؟ قصي ضحك : هههههههه ياربي شكلك مرفوض عزام.... عزام ضحك: ههههههههههه والله هذا الواضح.... خالد بضحكة: ههههههه من جدّك؟ بندر ابتسم هنا: شاق الحلق....ونسايب....كأنه البنت قالت موافقة...اهجد ....اختي ما توافق على مجانين مثلك..... جسّار: حاصل لها بس... خالد رمق بنظرات: اخ فله .......اهجد... سيف بجدية: أقول تحركوا بلا تجمع العرب تناظر.... بندر:من جدك عزام... عزام بجدية: أي والله باذن الله امي بكلم خالي... خالد ربت على كتفه: اللي مثلك ينشرا بماي الذهب.... عزام ابتسم: ما عليك زود يا النسيب... ضحك جسّار: مصر نسيب...اصبر تقول رايها طيب.... سيف بجدية: حركوا يلا.......بينحط العشا...والشيخ بينزف.... قصي: طيب ابي اكل.... ناصر غمز له: مع زوجتك حبيبي... سيف بضحكة خفيفة: نأجل الزفة يعني؟ قصي بانفعال: لا.... ماتوا ضحكً هنا على شكلك.... فقال جسّار وهو يغمز له: هدا اللعب خيو... قصي كاد يضربه ولكن قال جسّار: حسبي الله عليك لا تفشلنا يا المرجوج.... ناصر ضحك: هههههههههه والله كلكم مشموخ عقلكم.... سيف أشار: يلا يلا....تعالوا... . . . بينما في زاوية أخرى كان أبا خالد يحدث أخيه ..... ابا ناصر اخبره عمّ حصل....واستبشر خيرًا.....واخبره انه سيعود بعد ثلاثة أيام فقال أبا خالد : على كذا خلاص لرجعت نملك على بندر وشيخة.....حاس فيه هالمرجوج.....يبي يملك... ضحك أبا ناصر بخفة: هههههههه اذا بنتي وافقة مع ليه.... بو خالد: الله يكتب لهم الي فيه الخير....ما طول عليك....بنزف قصي الحين.... أبا ناصر: مع السلامة وسلم على الكل أبا خالد: الله يسلمك... ثم اغلق الخط وبدأت مراسيم زفة قصي..... وبقي يوسف في وحدته يفكر سلطان لم كان في جامعته وهو في الشقة اخذ يفكر كثيرًا من الواضح نور لن ترضى بقدومها إلى السعودية بهذه السهولة وهو لا يستطيع اجبارها على ذلك وإلا ابتعدت عنه للأبد . . . عادت اليه ......لكي تُنهي المسألة من جذورها تحدثت معه مع وهي تقول : مشعل .....رديت اهنيه عشان نتفق ونطلّق..... مشعل بتنهد: دلال.....عن الينون....تراني راد من تعب.....الله يخليج....قصري الشر....وروحي عني.... دلال اعترضت طريقه، عقلها رافض فكرة البقاء معه....رافض وبشدة تشعر انها غير مطمئنة للعيش مع بقية حياتها لذلك قالت : مشعل ما اقدر والله اكمل معاك...... التفت مشعل نظر لشكلها لذبول عينيها....لرجفة جسدها.... تحدث : ليششششششششش؟....شنو صاير ....ابي افهم.....ليش خذتي هالقرار.... لابد ان توجعه لابد ان تتجرّا وتنطق كلمتها التي نوت في القاها عليه بينما هو استرسل : بعد هالعمر وهالعشرة.......وبعد ما عيالنا كبروا...وصاروا على وجه زواج....تبين تطلقين؟ دلال بكت فصرخ: انااااااااااااااا مليت من موالج...ومن هالنكد.....مليت يا دلال والله ملّيت..... دلال صرخت هنا بوجع: اناااااااااا خنتتتتتتتتتتتتتتتتتتك....... توقف هنا......بلل شفتيه....ثم نظر لوجهها رمض عدّت مرات ثم ابتسم بسخرية....ثم عاد ينظر لها بوجه مكفهر حتى بها خافت من تغلّب احوالها في الثانية الواحدة اقترب منها....وبشكل لم تتوقعه اكلمها كف حتى بها كادت تسقط ولكن جرها من طرف بدلتها لتصبح ما بين يديه انكمشت حول نفسها واخذ يهزها بعنف وهو يتحدث بقهرررر: انتيييييييييييي مينونة تقولين لي جذه؟........ظنّج بطلقج يوم تجذبين بهالجذبة .........خلاص دلال واضح ينيتي انتي ما فيج عقل.......انقلعي فوق غرفتج......لا اجرم فيج والله..... خافت لم تستطع ان تردف كلمة واحدة بكت......ثم قالت بعد ان دفعها وتصطدم بالجدار : طلققققققققققققققني تكفى....... مشعل أشار لها: جهزي نفسج...من بكرا بروح عن دكتور نفساني...يشوف لج صرفة.... صرخت هنا دلال: انا مو مينونة..... مشعل شد على شعره بقوة: خلااااااااااااص انا المينون هاااااااااااا انا....... ثم ركض على عتبات الدرج ليتركها في معمعة الصراخ والبكاء والانهيار دلال لم تعد القوية ....ولم تعد ذات الهيبة والشخصية الذكريات اكلت ما تبقى منها من حياة....من مشاعر واحاسيس....بكت....إلى ان انفتح الباب ودخلت ابنتها لولوة التي ركضت اليها : يمه شفيج.... دلال ببكاء: خليه يطلقني يا لولوة خليه يطلقني ... لولوة رقّ قلبها على والدتها احتضنتها: يمه الله يهديج ......ليش تبين الطلاق... دلال أسندت رأسها على صدر ابنتها وبكت: تعبت انا تعبت.... لولوة : خلاص يمه هدي قومي معاي قومي.... ثم ساعدتها على النهوض لتتجه بها لغرفتها وهي تبكي بصوت وانين موجع.....جعلت ابنتها تبكي معها خوفًا سألتها: يمه تعبانه؟ لم تجيبها.....قرّبتها من السرير ...حتى استلقت وأغلقت باب الغرفة واخذت تنظر لها بحيرة وهي تكرر: يمه شفيج؟ دلال اغمضت عينيها ...لتهرب من الواقع بالنوم...لتهرب ....من صورة ايلاف...وجورج.....والآلام...ما تشعر به يؤلمها وبشدة.....شدّت على اللحاف....وسكنت أنفاسها بعد نصف ساعة لتغط في نوم ...وتترك الظنون والشكوك في نفوس من حولها! . . الحياة.....تارة تُبكينا...تارة تُسعدنا ...وتارة تُلهينا وتارة تُجبرنا على ما لا نريده...... هي معادلة منطقية وفي بعض الحين تتجلّى في اللامنطقية.....ولكن نتقبلها ونتعايش معها بالإجبار وفي بعض الحين بالتقبل التدريجي لا شيء يأتي بسهولة ....ولكن ربما جميع الأشياء تتبدل وتتغير وتتلاشى بمنتهى السهولة.... كتبدل الكره بالحُب.....ربما هذا امرٌ مستحيل ولكن هذا ما حصل معها.... احبته....تشعر انها محظوظة حينما اجتمعت معه تحت سقفٍ واحد مضت الثلاث الأيام معه كـ سرعت البرق مليئة بالدفيء والحُب والطمأنينة....مليئة بالهدوء والراحة جلست من نومها....وهي ترتدي ملبسًا يُبرز بطنها الصغير قليلًا تحدثت بحب: قصي.....قوم......بسّك نوم الساعة عشر.... قصي مخبأ رأسه تحت الوسادة: تو الناس....والله بدري.... مُهره : بدري من عمرك حبيبي.... حينما قالت حبيبي....التفت بشكل سريع ونهض من السرير حتى بها ضحكت فقال: عديها بالله... مُهره خجلت لتردف: قوم اليوم ابي اروح المستشفى.... قصي بخوف: ليش شفيك....؟ مُهره بتلاعب: توقّع شفيني؟ قصي : مهروووووووه مهره ضحكت هنا لتقول: ما تبي تعرف جنس الجنين قصي بتذكر ضرب بيده على جبهته: الا...قومي قومي.... ضحكت مرةً أخرى : هههههههه بشويش طيب.... قصي نهض راكضًا لناحية الخلاء وهي نهضت لتسحب الورقة من الدولاب... لو يعلم انّ النتيجة بيدها ...لخنقها..... ضحكت من جديد على شكله وحماسه......لم تأخذ ست دقائق حتى به خرج : يلا.... |
|
|
06-27-2020, 07:09 PM | #42 |
مُهره : ههههههههههه واضح لسى خلايا عقلك نايمة... قصي ضحك ثم احتضنها بقوة وهو يقول: ليششششش ما قلتي لي .... مُهره : حبيت اسوي لك مفاجآة... قصي بتفكير: بالله أي شهر انتي؟....كيف يتحدد؟ مُهره ماتت ضحك لأنها هي الأخرى كانت تظن انها في الشهر الثاني ولكن حسبتها كانت خطأ .....والطبيبة الخاصة فيها في اخر زيارة لها صُعقت انها لم تعرف بأي شي حتى مهره اخبرتها انها هي المخطئة لم تخبرها ولكن في الواقع قد اخبرتها ولكن مُهره لم يكن عقلها معها ضحكت وأشارت له: دخلت الرابع .... قصي بفجعة: وبطنك كذا.... مُهره : ههههههههههه احسن صغير...شتبي يصير مترين قدام.... قصي : ههههههههه والله صادقة لم قالت لي انك ما تعرفين شي....شلون نراجع مع الدكتورة ولا قد سالتيها انتي باي شهر.... مُهره انحرجت وبتبرير: والله ماذكر قالت لي...يمكن قالت بس انا حسبت غلط.......وانتي بعد شلون ما تنتبه لاوراقي..... قصي بضحك: هههههههههه واضح احنا الاثنين مفهين... ثم اقترب منها وقبّل كفيها: مو مهم...عاد.....المهم بصير أبو بعد خمس شهور... خجلت الجازي هنا: وانا ام... قصي: احلى ام والله..... مُهره بهدوء: وش بسميه.... قصي بتفكير : امممممم.....مادري سميه انتي مُهره دون تفكير: صالح.... ابتسم كان يعلم انها ستردف باسم والدها لذلك لم يرد ان يغلق الباب في وجهها من هذا الطريق ابتسم وحضنها وهو يردف : فديت صالح وامه... ارخت مهره رأسها على كتفه وهمست بطمأنينة حبهما: وخلي لنا ابوه . . . الحُب من طرف واحد....مزعج...ومُربك......ويؤول بنا بالانعزال اللامنتهي حقًّا لا تشعر بأي مشاعر لناحيته....تشعر انّ قتل روحها....وعقلها وجسدها... مُنذ ان أتت هنا هي تنام في غرفة والآخر في غرفة.... يحاول ان يكسر صمتهما....حاجزهما ...بحديث...بكلمة...بفعل بسيط...ولكن عجز.... يشعر انّ فعلًا الجازي التي كانت تتودد اليه بخجلها.....بحياؤها آنذاك توفيت! لم يعد قادر على كبح مشاعره لناحيتها...ولم يعد قادر على تقبل هذا البرود...هذه النظرات التي تقتله.... قبّل ابنه الصغير ووضعه في سريره هي كانت المطبخ ......وهو دخل لغرفتها دون ان تلحظ...سمع صوتها قادمة ...اخذ نفس عميق وكتمه بداخلها ونهض دخلت وعندما رأته قالت: نام.... هز رأسه.... وهي دخلت ووضعت (رضاعة) ابنها على الكومدينة.... كانت تنتظر سيف ليخرج وهي الأخرى تستلقي قليلًا فهي لم تنم جيّدًا بسبب ارتفاع درجة حرارته لم يفعل..... بقي واقفًا فقالت: سيف....معليش ..بنام.... اقترب منها .....ينجذب اليها ....بندم...وبحب...وباشتياق تحدث بهمس يرعب قلبها : ماقدر؟ الجازي تفهمه.....ولكن لا تريد ان تجيبه تحدثت: وش اللي ما تقدر.... اقترب اكثر وكانت ستهرب منه خطوة للوراء ولكن امسك كتفها فقال: مشتاق لك.... حكّت جبينها ، فهمت رغبته....فهمت شعوره ....ولكن الى الآن هي غير مستعدة ان تكون قريبة منه هي خائفة من ان يجرحها ...لذلك ستبتعد : يكفي ...عاقبتني شهور...الجازي شهور.... الجازي نظرت لعينيه: انا ما عاقبتك يا سيف.....هي الأوضاع صارت كذا....انا ما خططت اني اعاقبك أصلا.... سيف هم باحتضانها ولكن ابتعدت وهي ترتجف: تكفى.....سيف اطلع.... سيف نظر إليها لاضطراب تنفسها ....لرجفتها.....حولها الى شخص ضعيف متردد وخائفة وقلق....ماذا فعلت يا سيف بها؟ ماذا فعلت؟ ازدرد ريقه .....ونظر لها كيف تتردد في خطواتها لتعبر من جانبه...امسكها من جديد واغمضت عينيها كانت ستتحدث ولكن احتضنها وقطع الحديث شدّت على قبضة يدها لا تريد ان تتنازل الآن.....هي غير مستعدة....هي تظن انها بحاجة للتفكير وإعادة النظر في الامر من جديد ولكن هذا الامر يُبعدها من سيف لا يقربها وسيف هيهات لن يبتعد بعد الآن بكت بدموع وهي تهمس: سيف تحدث بندم وعتاب وهي يشد عليها : احبك..... ارتجفت شفتيها ....لا تحبذ رؤيته ضعيف ولكن لا تريد قربه رفعت يديها في الهواء هل تبادله هذا الشعور؟ لا هل تطبطب عليه لتحاول طبطبت على ظهره وهي تتنفس بعمق وتطلبه من جديد: عطني وقت اكثر.... سيف شد عليها اكثر: لا تبتعدين يا الجازي....تكفين....اشوي .....محتاج لحضنك....محتاج لك.....كثير... ازدردت ريقها.... بكت بدموع......ضعف الرجال....مخيف.....مُرعب...وهي لا تحبذه...ابدًا....ستحاول ان تتقبله....ستحاول الا تكسره بكلمات....لا تريد هذا الضعف...ولا تريد هذه اللهفة....ستغيّر من الحدود والحواجز.....ستحاول ان تنسى الجروح...ومسببها...ستحاول ان تعيش ليس من اجل عبد لله فقط ...بل من اجلها ايضًا....ستحاول..... طبطبت على ظهره لتهمس: آسفة....اضعفتك.... همس هو الآخر: وآسف اني جرحتك...... الجازي شدّت عليه اكثر وبكت بصوت هنا....وسيف شد عليها وكأنه يقدم لها اعتذاره بكى بلا صوت وبكت بصوت كلّا منهما فهم وجع الآخر بهذا الحضن وهي ايقنت انّ البُعد والعيش معه......شيء لن يقدم من علاقتهما بشيء....عليها ان تعطي نفسها فرصة ذهبية أخرى....وإن رفضها....هنا تستطيع ان تنسحب .....ولكن ترجو الا يحدث هذا الامر مطلقا بينما سيف من المستحيل ان يتركها مرةً أخرى ابتعد قبّل جبينها ثم خرج من الغرفة ليترك بها اثر ......اثر للنظر للأمور من جديد! تنهدت ثم ذهبت لناحية ابنها لتمسح دموعه وتقول: انا لك يا سيف لك! . . . احتضنتها....اصبحت لها كالاخت.....كالأم....كالمرشدة....امسكت بيدها واخرجتها من قيعان التفكير المظلم....اخرجتها قبل أن تُصبح أنانية مثلهم يعز عليها ان تفارقها الآن....ولكن هي فرحه من اجلها....فرحه من ....أجل سعادتها......قبّلت خديها...وجبينها......ابتسمت في وجهها لتردف: لوصلتي دقي علي....طيب..... طارق كان ينظر لهما.....تعجبه علاقة الاخوّة التي تربطهما يعجبه تمسكهما ببعضهما البعض..... اردفت :ان شاء الله نظرت نور لطارق: هالله هالله فيها....ما اوصيك عليها.... طارق ابتسم وطوّق كف ايلاف بكفه: لا تحاتين ايلاف بعيوني.... ايلاف ابتسمت لها: لا تحاتيني نور..... نور بتذكير: لا تنسين اتصلي على امك.....طيب... هزت رأسها وتقدم هنا امير ليصافح طارق: تروحون وترجعون بالسلامة....... طارق ابتسم على مضض: الله يسلمك ايلاف انحنت لسندرا قبلّت خدها وهي تقول: ديري بالج على ماما... سندر هزت رأسها وحضنت ايلاف لتقول: لا تنسين جيبي لي لعبة... ايلاف ابتسمت هنا: من عيوني... نور احتضنت ايلاف من جديد ثم قالت: حافظك ربي... ايلاف ابتسمت لها ثم مشا عنهما ببطء مشت مع طارق.....لتنعم بحياة جديدة......لتهرب من حقيقتها بلا وعي.......ذهبت مع ذلك الشخص الذي احبها واحبته تركت وراؤها حصة مشاري رغبتهما في التخلّي عنها زادت من حبها لطارق...هي الآن تجد فيه الحياة هي الآن سعيدة لا تريد سواه احتضنت كفه.......وشكرت الله على نعمة تواجده في حياتها بينما طارق عدم معرفتها بالحقيقة افضل ستهدم كيانها الحقائق...وستجعلها نسخة من نور...هو لا يريد ذلك...سيحاول ان يبعدها عن ضوضاء هذه الحقائق....لينعما براحة وسكينة.....بعد عودتهما من شهر العسل .....وعدها بان يزورا والدته .....وهي تحمست للأمر.....قبّل رأسها وقرّبها الى جانبه الى ان اصبحا على متن الطائرة ليذهبا بحُب لرؤية حياتهما الجديدة والمليئة بمشاعرهما الحقيقية . . بينما مُراد....كان هو واخيه على متن الطائرة....ينظر للأرض وللناس والمباني كيف بدأت تضمحل كلما زاد ارتفاعهما في السماء ترك نور.....وترك ابنته أمانة عندها.....يعلم نور لن تستطع العودة للسعودية حينما يعود سيجدها.....وسيرى ابنته......او حتى لو عادت...لن تحرمه منها هو يثق بكلامها....ولكن يتمنّى لو تعود اليه...بحبها......ليمتزج بحبه لها....الحُب المتأخر الذي شعر به الآن....يمزقه بندم......لن ينسى انّ أخيه له يد في ذلك....ولكن لا يستطيع ان يلومه...ولا حتى يصرخ في وجهه.....نظر لأخيه الذي يحاول ان يغفى قليلًا ......ولكن رآه يحدّق في صورة ابنته ايلاف......رحم حاله.....ولكن من المستحيل ان يبادر في تقريب اوصال هذه الأبوّة....ايلاف لا تستحق ان تعيش في ازمة حقائق الماضي.......يعلم هذا الأمر مؤلم....ولكن ليس بيده شيء.......على أخيه ان يتقبل هذا الامر....وإلا سيحرق ابنته وسيدفنها ...لو ثقب كيس الحقائق.......ايلاف ليست قوية كـ نور.....ضعيفة.....للغاية.....إن عرفت لن تبقى على الحياة وعليهما ان يبتعدا .....يبتعدا لكي لا يسببا المشاكل سيساعد أخيه على العلاج.....ولكن لن يقربه من ابنته ابدًا! . . . مسك امير بسندرا....واحتضن بيده اليسرى نور تحدث: راح تروحي له؟ هزت رأسها وهي تقول: بروح اشوفه....الليلة بيمشي.... أمير بتنهد: ما راح تروحي معه؟ نور بغصة: ما اقدر....احس مو مستعدة لهالشي.... أمير : بدّك ياني روح معك؟ هزت رأسها: لا..... طبطب على ظهرها: خليني اوصلكم بعدين راح ارجع على الشقة... هزت رأسها وركبت معه السيارة اخذت قرارها...لن تعود إلى السعودية الآن....هي ليست على استعداد تام لمواجهة عائلة كاملة....وفي الواقع هي لا تشعر انها تنتمي لذلك الوطن....تشعر انها اطمأنت هنا...لا تريد ان تزعزع امنها...ستكمل دراستها......ستعطي نفسها فرصة من تقبل كل الأشياء ثم....ستهذب هناك للزيارات فقط...... في خلال الثلاث أيام جبرت نفسها على التردد على زيارة يوسف...تريد ان تشعر بأبوّته...تريد ان تخفف من حمله..... تواجهت ذات يوم مع سلطان.....واجبرها على الاستماع له وفهمت وضع يوسف الصحي وخفق قلبها تشعر انّ نصف قلبها معلق بأمير...والنصف الآخر مجبور بالتعلق بيوسف لا تريد ان تخسر احدهما تريد تواجدهما في حياته رغم انهما سببا لها جراحات ثقيلة ولكن تواجدهما مهم! مسحت على شعر ابنتها....لن تنسى فرحته حينما رأى حفيدته لن تنسى ابدًا..... لن تنسى فرحته حينما تأتي الى الشقة تجلس معه يخبرها عن شيخة (الدلوعة) وسعود المحب للمغامرات وناصر العصبية وتذكرت صفعته لها.....ولكن تفهمت الوضع....الآن وادركت ثقل ان يكون لك أخت تعيش في وحل هذا الانفتاح الغربي المخيف المزعزع والبعيد عن الدين......تفهمت كل شيء ....ولكن قبول الأشياء لا يأتي دفعة واحدة..... اخذت تفكر كيف تخبره انها تريد ان يبقى معها....وتعلم سيقول لماذا لا تأتين معي؟ لا تريد ان تجرحه وتقول لم يشفى جرحي منك واشعر بالغربة معك لا تريد تشعر بالتناقض ولكن تناقض مرحب به وجميل أوقف السيارة امير تحت عمارتهم تحدث: نور وصلنا.... نور التفت عليه ثم قالت: باليل برجع... هز رأسه بتفهم ... قبلّت كف يده ثم نزلت ونظر لها...لتغيرها...لتقبلها له وتعلّقها فيه....يشعرانها تراه والدها الحقيقي...ولكن دوما ما يذكرها بيوسف...لا يريد ان يصبح انانيًا اكثر...ولكن بطرق تليّن فيها قلبها على يوسف...تنهد....حارب والده عمه.....جميع عائلته ليظفر بديانا.....ونجح...ولكن النتائج أتت بعد سنوات بثقلها....كان شاب في ريعان شبابه....به حُب متأجج....يدفعه لارتكاب الحماقات....يدفعه بأن يكون انانيًا..... ماذا نتج عن هذه الأنانية انتحار وظلم وخوف! هز رأسه بندم ثم قال: الله يسامحني . . . بينما نور طرقت باب الشقة فتح لها سلطان والقى السلام ثم انحنى وحمل ابنتها وقبلها: اخبارك سندرا سندرا بخجل منه: بخير.... سلطان تحدث : جبت لك حلوات كثير... نور ابتسمت هنا... سندرا بسعادة: وينهم؟ سلطان انزلها على الأرض: الحين اجيبهم فقالت نور: وين ابوي؟ سلطان نظر لها ثم شتت ناظريه بهدوء: بالغرفة.... بينما هو ذهب لناحية الطاولة سحب كيسة الحلوات واعطاها سندرا: خذي... سندرا بفرح: الله كثير.... نور : بس ما ناكلهم كلهم في يوم واحد سلطان ابتسم لسندرا: صحيح كل يوم بس وحده هزت سندرا بالموافقة ثم قال سلطان: انا رايح الجامعة.... هزت نور رأسها بينما هو خرج واغلق الباب وتوجهت للباب سمعت صوت والدها يضحك وابتسمت طرق الباب وسمعته : سلطان يابوك بجي... ثم قال: شيخوه عن الهبل سكري بس..عاد.. نور هنا فتحت الباب عندما فهمت انه يحادث اختها أخرجت رأسها لتقول: ادخل؟ فز قلبه وهو ممسك بهاتفه فقال: تعالي تعالي... ثم حدث شيخة: اختك نورة جات... شيخة ودّت لو تراها ...بها شعور ....مختلف....ومخيف....من ان يكون لها اخت........ سعود فجأة سحب الهاتف من اخته فقال: وينها؟ ضحك ناصر الجالس بالقرب من والدته التي تشرب الشاهي: بشويش كسرت اختك... شيخة قرصت فخذ سعود: هات الجوال يوسف تحدث: ترا بسكر على هالازعاج..... نور اقتربت منه قبلت رأسه وكذلك سندرا التي قالت: جدو من تكلم؟ سعود سمع صوتها: يبه هذي بنتها؟ سحب يوسف سندرا على رجليه ووضع الهاتف امامها: أي شوفها صرخت هنا شيخة لتسحب الهاتف: ابييييييييييي اشوف ام ناصر : شيخه عن الجنان... ناصر : والله بقوم اكسر الجوال.... ضحك يوسف وهو يقول: بشويش على شيخة وراها ملكة ....وزواج....لا يعصب علينا بندر... شيخة تلوّن وجهها فقالت ام ناصر بصوت عالٍ: ليتك قايل كذا من البداية عشان تهجد ضحك يوسف وضحكت نور..بخفة....وهي تفرّك بيديها بقوة سعود اردف عندما نظر سندرا: ما شاء الله ...الله يحفظها شيخة أتت بالقرب منه ونظر اليها: عمري....ام خدود....حبيبتي....يبه تعرف عربي؟ ناصر (شرَق) في الشاهي ومات ضحكًا وطبطبت على ظهره والدته وهي تضحك الأخرى وسعود اردف: فشلتنا...هههههههههههههههه..... نور ضحكت لكلمة شيخة .... بينما قال يوسف: ههههههههه أي.... سندرا نظرت له: جدو مين ذول؟ شيخة بهبل: اروح وطي على هالكلمة.... سعود ضرب على رأسها فقال يوسف: هذا عمو سعود....وهذي عمتو شيخة شيخة : يبه وش عمو وعمتو......سندرا انا يور انكل.... ناصر بضحك: ههههههههههههههههههههههههه موتي ام اللغة وش انكل..... سعود: هههههههههههههه لا فالحة لا في دراسة ولا غيره.... شيخة بعصبية: كل تبن... أبو ناصر: شيخهههه شيخة : لبيههههههههههه اسفه اسفه... ثم قال بجدية: نور شوفي اختك الهبلة وهذا اخوك سعود... ثم ناولها الهاتف شعرت بالخوف من ان تراهم وتجعلهم يرونها...تشعر بالتوتر ولكن سحبته ثم قالت: هلا... شيخة بهدوء: اخبارك نورة... هي ليست نورة تقسم انها ليست نورة ولكن قالت: بخير انتي اخبارك؟ نور : الحمد لله....ثم قالت اخبارك سعود؟ سعود تنحنح ثم قال: بخير.... اقترب منها والدها فقال: يلا سكروا...بجلس مع بنتي...بكرا انا عندكم باذن الله... سعود بتفهم: طيب يبه....مع السلامة ودير بالك على نفسك.... يوسف : سلم على الكل.... ثم اغلق الخط ونظر لأبنته وقبل حفيده من وجنتيها فقال: اخبارك يبه اليوم خائفة من عودتها ....للسعودية....خائفة من نفسها.....خائفة من كل شيء.... هزت رأسها فقالت بصوت تكبت فيه بكاؤها: الليلة بتمشي؟ لا يدري كيف يفهمها...يشعر انها تريده ولا تريده .....يشعر انها مذبذبة ومضطربة.....طبطب على ظهرها : تعالي معي.... نور بلا وعي: اوعدك الشهر الجاي .....ازورك هناك..... ابتسم لها ......تحدث : يبه نورة....الليلة برجع....بس طمني قلبي لا روح.....سامحتيني....؟ سكتت لا تدري ....هل سامحتهُ هل غفرت له الذنب الذي جعلها تتجرّع مرارة احداث اخلّت باتزانها....هل تكذب انها سامحته ليجعله يطمأن وتجعل قلبها ينفر بقهر منها؟ ماذا تفعل... هزت رأسها بنعم.... فقال: يا نورة...يعلم الله انه الوجع اللي ذقته وقتها......نحرني....... ثم تنهد ليكمل: حبيت امك حب لا يعلم به الا الله.....حطيتها وسط قلبي وخليتها تتربّع بداخلها....بس شصار؟....جزاتني بهالجزا.......وقتلتني... نور بكت بدموع هنا فقال متوجع: حاولت أني ما اصدق هالشي ....عجزت .....صار ياكلني ....الغيرة......خوفي على شرف عيلتي......كل شي خلاني مجنون......رميتها وطردتها.......لقيتها محتمية بأمير.....وتجي تهددني ......وش تبيني اسوي وقتها....؟ بكت اكثر .....هل الآن يبرر تخليه عنها هل يشرح شعوره ؟ اكمل: هددوني ....وانا في قمة غضبي....كنت راح ارتكب جريمة....بس تذكرت شيخة....سعود ...ناصر....منيرة........لين شفت نفسي مستسلم ...لهم....قالت تبيك...ما رفضت........كنت بس ابيها تبعد ..... نور بغصة: ليش ما سالت عني طيب؟ يوسف بعنين محمرتين: مادري...كنت مشتت ......كنت خايف......من سالفة انك مانتي بنتي.....كنت خايفة اكتشف العكس رغم كنت اؤمن بهالشي....انتي بنتي.....بس وشد على كفي يديها: بس كنت جبان ....جبان يا نورة.... سندرا نظرت لهما: ليه تبكون؟ نور نظرت لوالدها مسحت دموعها سريعًا تحدثت : لالا ما نبكي يوسف مراعاة للطفلة نهض وقطع الحديث: ما نبكي....نطلع نروح للألعاب.... : سندرا نهضت هنا: أي أي جدو... نور ابتسمت وسط احمرارا عينيها قالتك سندرا ماما روحي الصالة.....اشوي وبنجي سندرا هزت رأسها وركضت وهي تقول: لا تتاخرون نبي الألعاب... ابتسمت لها اما نور نهضت ووقفت أمامه ، قلبها مضطرب تحدثت حشرجة: لرجعت السعودية تكفى لا تنساني.... يوسف ابتسم لها طوّق وجهها بيديه: اموت ولا انساك يا بنتي......انتي قطعة مني...كيف انساك...كيف؟ كانت تود لو تقول (انت نسيتني سنين ....اخاف تنساني عمر ) ولكن لم تجرؤ على نطقها فقال: انتي وعديني ترجعين لي.... نور هزت رأسها وهي تبكي: اوعدك ....اوعدك..... أبا ناصر طبطب على اكتافها: وانا انتظرك.... نور اقتربت منه اكثر....حقًّا هي لا تريد عودته لا تريد ان تعيش بعيدًا عنه وعن امير...تريد ان تعيش بقربهما وبقربه هو ......تريد ان تعوضّ الثلاثة عشر سنة الماضية....تريد ان تُمحي عن ذاكرتها .....جميع ما حدث هي على غير استعداد من ذهابه للتو ذهبت ايلاف لا تريد ان يذهب......للتو وبخّت ماكس على رغبته بالزواج منها.....لم يبقى لها احد! سيبقى امير....بوجعه...بحزنه.....بحنانه.....وستبقى الذكريات خالدة في ذاكرته هي تريد حياة أخرى بجانبه تريد ان يعوضها قبل ان يعود تريد ان لم تتحمل احتضنته وبكت وشد عليها وهي تكرر: تكفى لا تروح......اخاف تنساني....يبه......اخاف تنساني.... بكى هو الاخر: والله ما انساك.....والله......... نور دفنت وجهها في كتفه: احضني يبه....ابي حنانك....ابي الوطن اللي فارقته من سنين......ابي هدوء....ابي تمسح من ذاكرتي.....كل شي.....خبيني في صدرك يبه......خبيني ما ابي اذكر شي ما ابي... خشي عليها هنا ....وارتجف قلبه شد عليها اكثر لتكمل: لا تشوف عيالك وتنساني....تكفى يبه....حطني على بالك.....تذكرني....انا مستحيل انساك....بس انت لا تنساني.... تتخبط في الحديث وجسدها تزداد رجفته ابعدها عنه قبّل جبينها تحدث بهدوء ليبث السكينة في قلبها قال: ما فيه أبو ينسى ضناه.....ما نسيته طولة هالسنين يا نورة والله ما نسيتك.... احتضنته من جديد واحتضنها .....ورق قلبه عليها....خشي عليها ان تنهار وتتعاكس للوراء بينما هي الحُب الحُضن والدفيء وجدتهما هنا ما بين ثنايا صدره....وجدت وطنها...وجدت ارض غير ارضها الجدباء.....خضعت ....للشعور....للطمأنينة .....خضعت للاشتياق...بضياع وتخبط.....وخوف.....الجرح هنا....والدواء هنا......والذكريات الثقيلة......تقبلتهم.....تثبّت به.......لتتبعثر كل الأشياء....وتعود نورة....تعود وتنسلخ من كونها نور.....العاصية.....الغاضبة....الكارهة....تثبّت به لتزرع جذورها في الوطن الذي لفظها .....نثرت بذور الخوف ....واثبات الهوية....همست له برجاء : لا تتركني يبه بكى هو الآخر....وايقن انها عادت وتنازلت عن التهرب من شعورها......وان شعر انها تشعره انه غريب هناك....جزء بداخلها يرفض هذا الشعور وربه قتله الآن كان يؤمن انها ستعود لكونها نورة ابنت يوسف الناصي وها هي عادت سمعوا سندرا: تأخرتوااااااااااااااااااااا ابتعد هنا يوسف : يبه مسحي دموعك عشان بنتك.... هزت رأسها.....وتشبثّت به....خرجا معًا من الغرفة وحمل يوسف سندرا وامسك بيد ابنته وخرجا من الشقة لا يريد ان يترك نور....هنا...لا يريد ان يجلسا هنا ويبكيا الى ان يحل الليل ويذهب للمطار....يريد ان تعود لرشدها...يريد ان يغيّر من نفسيتها يريد ام يفهمها انّه لن يتخلّى عنها مجددًا قبّل رأسها وقربها اليه وهي حضنت كفه وحضنت ايامها الكئيبة وابعدتها عن عقلها الآن تريد ان تحضا بدفئه.....بتذكر اجمل الأيام التي قضتها مع....ستتقبل كل شيء ستعود بعد شهر إليه....ستبقى هناك لمدة شهر وستعود لأمير لن تتخلّى عن امير لن تُبعد ابنتها عن والدها وإن كان سببا في وجعها...فشعور البنت بالقرب من والدها شعور مهم ....يصقلها يثبّت جذورها....تستند عليه ان كثرت اوجاعها....ستبقى بحاجة اليه وإن اوجعها...وسيبقى هو والدها وإن تخلّى عنها في لحظة غضب لا احد ينكر قرابة الثاني منهما ...شدّت على يديه وقبلّت كتفه ...نظر اليها بحنان ونظرت للأمام بتفاؤل من الأيام الجميلة القادمة تنهدت وهي تهمس شاكرة الله على هذه اللحظة رغم انها تعلم ما زالت مذبذبة وضائعة قليلا ولكن شعور انّ هناك بداخلها جزء يريد بقاؤه اثبتت لها انّها ما زالت نورة وانتهت رحلة نور وكآبتها وبدأت رحلة نورة وسعادتها. . . . تمت بحمد الله بداية كتابتها : 2\5\2019 ختامها: 13\3\2020 شعور مخيف....متلوّن ما بين التردد والاقبال ولكن لا تتم البدايات إلا بالنهايات . . . شعوري لا يوصف حقًّا هفوات مختلفة بالنسبة لي لم يكن ختمها سهلًا ابدًا توقفت كثيرًا في مشاهد..... خشيةً من انهاؤها!!! راح اشتاق لنور ويوسف وامير نوف شيخة الجازي الجميع الجميع بلا استثناء حتى جورج . . . ساشتياق لكم جميعًا لردودكم وتفاعلكم اتمنى روايتي هذه تترك اثرا اجابيا في نفوسكم اتمنى قدرت اوصل الفكرة بالشكل المطلوب وان لم تكن بالشكل المثالي! اشكركم جميعًا بلا استثناء اشكر كل من تابعني هنا او خلف الكواليس اشكر كل من صديقاتي فطوم.ه فطوم.ع شكرا لكم يا اجمل صدقتين جدًا يسعدني تناقشكم معي حول الاحداث وجدًا تسعدني ردات فعلكم شكرا للجميع محبتكم شتات الكون (زينب) حسابي بالانستا والخاص للرواية : lifelove1417 |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خالد و بندر *مكتملة* | JAN | روايات عامية | 6 | 08-10-2020 09:45 PM |
سلع أرواح محرمة *مكتملة* | JAN | روايات عامية | 77 | 08-08-2020 11:43 PM |
بنات أكشن*مكتملة* | JAN | روايات عامية | 31 | 07-04-2020 07:23 PM |
عَشآن الحُب!*مكتملة* | AM. | روايات عامية | 82 | 06-23-2020 07:48 PM |
هفوات ، خطايا ، ذنوب | ورده المودة | روايات الانمي_ روايات طويلة | 7 | 03-04-2020 07:31 PM |