••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


سماء العزلة

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-24-2020, 02:01 AM   #46
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






بعد يومين في المساء استقلت تولاي القطار المتجه للمدينة المجاورة مع باقتي الأزهار الكبيرتين وصلت لوجهتها في وقت قصير لتتجه مباشرة لمقبرة عائلة راي لوريجن وصلت هناك لترى أفراد العائلة لم يرحلوا بعد انتبه رين لوجودها ليقترب منها بهدوء و يقول: لم أتوقع قدومك في هذا الوقت المبكر تولاي
لم تجبه بأي شيء لتقترب زوجته منهما و تنظر لتولاي بابتسامة لطيفة و تقول: لم لا تأتين لزيارتنا بعد هذا؟ سأكون مسرورة للغاية
هزت رأسها نافية ذلك الطلب الصغير منها تقدمتهما وسط أنظار العائلة الحاقدة عليها وصلت لقبر الزوجين حيث كان يقف الجد برفقة والديه التؤامين التفتا لها بنظراتهما المعتادة لكنهما لم يتحدثا بأي شيء وضعت باقة الأزهار عليهما لتحدق بالقبرين لبعض الوقت و الحزن ظاهر في عينيها ظهرت في ذاكرتها إحدى ذكرياتها عنهما" نظرت تولاي لراي بهدوء و برود شديد ليبتسم لها بمرح و يحملها بين ذراعيه ليقول: ماذا هناك تولاي؟ ألا يعجبك الطعام الذي صنعته؟
نظرت زوجته إليهما بالابتسامة ذاتها لتبعد عينيها عنهما و تقول: لا أعرف لما أنتما مهتمين بي هكذا
قالت زوجته: ماذا تقصدين بذلك؟ أنت ابنتنا الصغرى اللطيفة التي نحبها كثيرا
قال راي: هذا صحيح
قالت تولاي: أنتما تعرفان حقيقتي بالتأكيد
لم يجيبا بأي شيء و يسمحا لابتسامتيهما التحدث عوضا عنهما تنهدت بقلة حيلة لتقول: لو كنت مكانكما لما فعلت ذلك
عانقها راي بحنان كبير و هو يقول: لا تقولي شيئا كهذا تولاي صحيح أننا لا نعرف أي شيء عن حياتك السابقة لكننا ندرك بأنك قد عانيت الكثير و لا نريد لك المعاناة أكثر" نزلت دموع باردة على وجنتيها لتصدم جميع من كان في المكان بذلك رغم تعابيرها الجليدة التي لم تتغير إلا أن تلك الدموع جعلتها تبدو حزينة أكثر مما يتصور أي منهم مسحت دموعها بأناملها الرقيقة لتغادر المكان بهدوء قال الجد و هو يستند على عصاه: لقد أحبتهما أكثر مما توقعت على ما يبدو
قال كيث بصوت منخفض: لم أتوقع أن لديها مشاعر أبدا
التفت لشقيقه الذي لم تفارق عيناه الطريق التي مشت بها تلك الفتاة تعجب النظرات الأكثر من مدهوشة على وجهه ليقول في نفسه: ما الذي جرى له هو الآخر؟
تنهد بهدوء ليلفت نظر روبن إليه لكنه لم يتحدث بأي شيء عادوا لمنزلهم عند كايت الذي كان يقف عند باب جده الذي طلب رؤيته على عجل طرق الباب و الانزعاج يطغى عليه فتح الباب ليرى جده يقف بالقرب من المدفئة القديمة في غرفته ليقول له: ماذا تريد مني الآن؟
قال الجد: أهكذا تعامل جدك يا كايت؟
لم يجب عليه بأي شيء ليثير الغضب المدفون داخله زفره بهدوء ليقول: لم يقم أي أحد باختيار أي من الاقتراحين اللذين عرضتهما عليهم لذلك ستصبح أنت رئيس العائلة
قال كايت: أخبرتك من قبل بأنني لا أريد هذا المنصب السخيف
قال الجد: هذا ليس قرارك يا كايت عليك أن تدرك ذلك الآن فقد كدت تقتل أكثر من مرة
نظر الجد لكايت بعيون حازمة حادة تخبئ شيئا ما خلفها لا يعلم أن كايت يدركها تماما انزعج كايت كثيرا من تصرفاته الغير مبالية بما يريده ليقول له بصوت مرتفع و غاضب: تعلم تماما بأن خططك لن تنجح معي أبدا لذا دعني و شأني لا يهمني إن كنت تريد طردي من العائلة لكنني لن أرضخ لك أبدا
عض الجد شفتيه بانزعاج كبير حالما غادر كايت الغرفة كما العاصفة العابرة كل من رآه ابتعد عن طريقه دون التحدث إليه وصل لسيارته ليسمع رنين هاتفه رفع الخط ليقول المتصل بصوت مرح: مرحبا كايت لم أتحدث إليك منذ فترة طويلة لم لا نلتقي في مكان ما؟
قال كايت: أنا لست متفرغ لك أبدا روي
قال روي بقلق: ماذا هناك؟ لم كل هذا الغضب؟
زفر كايت الغضب المكبوت داخله ليقول: لا شيء مهم دعنا نلتقي في مكان ما
قال روي: حسنا ما رأيك بالمقهى المفضل لديّ؟ سيكون ذلك أفضل
قال كايت: حسنا لنلتقي هناك
أغلق كلاهما الخط ليصعد سيارته و يبدأ قيادتها نحو المكان المطلوب وصل خلال نصف ساعة للمقهى البعيد عن الأماكن المحيطة به الظلمة تلف المكان فأضواء الإنارة في ذلك المكان مغلقة سامحة لأضواء المقهى الخافتة المكونة رسومات ظريفة بالتميز وسط تلك الظلمة فتح باب المقهى ليسمع صوت زقزقة عصافير مختلفة رفع بصره للجرس غريب الشكل ذاك ليكمل مسيرته باحثا عن روي بعينيه المكان شبه خال فالمكان كبير و الأشخاص قليلون عثر على روي يجلس على طاولة في منتصف المكان ليتقدم منه بهدوء و يجلس مقابلا له ليرفع روي ناظريه و يقول بقلق شديد: ماذا هناك؟ لا تبدو بخير أبدا
قال كايت: أخبرتك أنه ليس بالأمر المهم
قال روي: ماذا تقصد بذلك؟ وجهك يتحدث بكل شيء تقريبا
صمت كايت لفترة و عينيّ روي لم تسمح له بالفرار من البوح بما يخفيه عنه ليقول له: أخبرتك من قبل عن أمر رئيس العائلة
قال روي: أجل فعلت و قلت بأن جدك لا يهمه أمر رفضك لعرضه
قال كايت: أخبرني اليوم أنه سيضعني في مكانه لا محالة
قال روي: حقا ما الذي يفكر فيه هذا العجوز؟ و ما الذي ستفعله الآن؟
تنهد كايت بقلة حيلة ليعرف روي بأن لا خطة لديه لتفادي الأمر وصل النادل إليهما بكوبين من عصير الكيوي مع الليمون وضعه أمامهما ليقول: أرجو أن تستمتعا به
غادر ليشرب كايت العصير دفعة واحدة شعر روي بالغضب الذي لا يزال في داخله و الحزن أيضا ليقول في نفسه: عليّ تغيير الموضوع و إلا سأنتهي مثل كوب العصير ذاك
ابتسم على فكرته تلك ليجذب انتباه كايت الغاضب ليقول بارتباك: آه أجل سمعت بأن عملك للفيلم الجديد يسير بشكل جيد يبدو أنك تستمع به كثيرا هل السبب وجود شخص معين معك؟
فكر كايت قبل الإجابة ليقول: لا أعتقد ذلك فكما تعرف شخص مزعج معي هناك
قال روي: هكذا إذا
صمتا لبعض الوقت ليبدأ الصمت بالتجوال بينهما أكثر و أكثر ليهرب فور قول روي: ماذا عن تولاي لوريجن؟ رأيت اهتمامك بها
قال كايت: اهتمام؟ لا أعتقد ذلك إنه مجرد فضول لا غير
قال روي باستغراب: فضول؟
هز كايت رأسه بالموافقة لينظر لكوبه الفارغ و يقول: أخبرتني أمي ذات مرة بأن العديد من الفراشات لا يعشن في مثل هذه المناطق و خاصة المميزة منها لذلك أرى أنه من الغريب وجودها هنا هذا فقط
قال روي بغباء: هذا فقط؟
قال كايت و هو ينظر إليه: أجل هذا فقط
قال روي: أكاد أجزم بأنه يوجد أكثر من ذلك كايت نظراتك إليها لم تكن كمجرد فضول أبدا بالنسبة إليّ
قال كايت: ماذا تقصد بذلك؟
عقد روي كفيه أسفل ذقنه لتظهر ابتسامة غريبة على شفتيه بينما ينظر كايت إليه باستغراب منتظرا ما سيقوله طال به الانتظار لينزعج من ذلك و يقول: أخبرني و حسب
قال روي: أعتقد أنك معجب بها كايت
اعتدل كايت في جلسته و نظر إليه كما ينظر للفراغ من حوله يحاول استيعاب ما قاله روي وقف بسرعة حالما فهم قصد روي ليقول بصوت عال يشبوه شيء من الغضب المختلط بالإحراج: أخبرتك من قبل أنا لن....
قاطعه روي بتلك الابتسامة المستمتعة قائلا: تقع في الحب أبدا....سمعت ذلك ألف مرة من قبل لكن كما تعلم للقلب ما يهوى
نظراته المرحة و السعيدة قابلت نظرات كايت الغير واثقة و المحرجة بعض الشيء لتتسع ابتسامته و يقول في نفسه: لم أره متوترا هكذا من قبل ربما لم يدرك ذلك بعد
كان كايت عالقا في أفكاره حول الموضوع و هو يقول في نفسه: أنا معجب بها؟ هذا مستحيل أقصد أننا لم نتحدث جيدا من قبل و لا أعرف عنها الكثير كما أنها باردة أكثر مما يتصور كيف يعقل شيء كهذا؟....لابد أن روي يعبث معي مجددا
نظر لروي بغضب لفكرته الأخيرة ليغادر المكان و يلحق به روي ليقول له بمرح: لا داعي لكل هذا الغضب كايت إن كانت الحقيقة فلابد من إدراكها قبل فوات الآوان
قال كايت: اصمت لا تتحدث معي
قال روي: سيكون من المؤلم لك لو حدث أن شخصا آخر قد أحبها
قال كايت: أخبرتك أن تصمت أيها الأحمق لم عليّ الاستماع إليك؟ أنا مغادر
توجه نحو سيارته بخطوات سريعة ليدخل السيارة و يغلق الباب خلفه بقوة بينما روي يمنع نفسه من الضحك أكثر على ردة فعل كايت للأمر لوح له مودعا ليذهب هو الآخر لسيارته وصل كايت للمنزل و الجميع ينظر إليه باستغراب من تصرفاته قال بريس: ماذا حدث لأخي كايت يا ترى؟
قالت ليدي: ربما حدث شيء ما في منزل جدي
قالت ماري: لا أعتقد ذلك فهو لا يبدو غاضبا كعادته
بدأوا التفكير في الأمر أكثر لتأتي مايا و هي ترسم ابتسامة كبيرة على شفتيها لتقول لهم بمرح: ماذا تفعلون هنا أيها الصغار؟
الجميع غارق في تفكيره حول تصرفات شقيقهم و لم يستمعوا لها لتستغرب ذلك نظرت لتيم الواقف بالقرب منها لتقول: هل تعرف ماذا يحدث هنا؟
قال تيم: لا أعلم
زاد تعجبها لتقول بصوت أعلى: ماذا هناك؟
نظروا إليها لتستغرب التفكير العميق الذي كانوا فيه لتقول ليدي: لنذهب و نسأله
قال جيمي: هيا فلنذهب
أسرعوا الخطى نحو الدرج متجهين لغرفة كايت لحقت بهم مايا لتعرف ما يجري معهم طرقوا الباب ليسمح لهم بالدخول نظر إليهم باستغراب ليقول: ماذا هناك؟
قالت ماري: هل أنت بخير أخي؟
قال كايت: أجل لم السؤال؟
قال بريس: بدوت غريبا بعض الشيء عندما دخلت المنزل هل حدث شيء ما مع جدي؟
استغربت مايا ذكر جدهم فهي لا تعلم شيء عن دعوته لتنظر لكايت بهدوء قال كايت: لا لم يحدث أي شيء معه ما زلت لا أفهم سبب هذه النظرات الغبية على وجوهكم
قالت مايا: لا تقل هذا عنهم كايت
قال بريس: تبدو مرتبكا بعض الشيء
تذكر كايت حديثه مع روي لتصبغ أذنيه بالحمرة تعجبوا جميعا من ذلك التعبير الجديد عليهم ليبعد عينيه عنهم و يقول: فقط غادروا و دعوني و شأني
خرجوا من الغرفة بهدوء ليقول تيم: لا يبدو هذا طبيعيا أبدا
قالت ماري: لاحظت ذلك
قالت ليدي و هي تبتسم بمرح: أنا أعرف ما به أخي كايت
نظر الجميع إليها بانتظار ما ستقوله لتقول بمرح شديد: أخي واقع في الحب
صدم الجميع من كلامها لتقول ماري: لو كان الأمر صحيحا أتمنى فقط بأنها ليست الآنسة بيرون فأنا لا أحبها
قال تيم: أنا لا أحبها أيضا
قال جيمي: ماذا تقصدان بأنه سيحب غيرها؟ هي مخطوبته و بالتأكيد يحبها
قال بريس: معهما حق نظراتها تلك لا تبشر بخير لا أشعر بالارتياح معها
قالت مايا: توقفوا عن هذا الحديث حالا و ليدي كيف عرفت بهذا الأمر؟
قالت ليدي: الأمر واضح للغاية عندما سأله بريس بدا الارتباك واضح عليه و احمرت أذناه
فكرت مايا في الأمر قليلا لتبتسم بمرح و تقول: هيا لقد تأخر الوقت عليكم الذهاب للنوم أليس لديكم ورشة عمل غدا؟
قالوا بمرح: أجل و نحن متحمسون للغاية
ضحكت معهم بمرح شديد ليذهب كل منهم لغرفته بينما تتوجه مايا لغرفتها كانت تفكر بالأمر الذي قالته ليدي لتبتسم و تقول بصوت منخفض: أتمنى حقا أن يجد الفتاة التي يحبها حتى لو لم تكن الآنسة بيرون
التقت بلاري في طريقها ليبتسم لها بلطف و يقول: مساء الخير حبيبتي الغالية
قالت مايا: مساء الخير لاري
قال لاري و هو يدعي الحزن: لاري فقط؟ يبدو أنك لا تحبينني مثلما أفعل عزيزتي مايا
قهقهت بمرح لتقترب منه و تطبع قبلة صغيرة على جبينه ليبتسم بسعادة و يقول: أنا أحبك كثيرا عزيزتي مايا
قالت مايا: حسنا هذا يكفي
احتضنها بسرور بالغ عند تولاي التي عادت لشقتها لترى زيس في انتظارها بابتسامته المعتادة التي بدا جليا أن القلق قد غير بعض من ملامحها قال لها: لقد تأخرت الساعة تجاوزت منتصف الليل منذ ساعات
قالت تولاي: كان عليّ القيام ببعض الأمور
اقترب منها ليقوم بمعانقها بشدة كما لو أنه يخشى اختفاؤها لم تمانع تولاي ذلك ليهمس في أذنها قائلا: لقد كنت قلقا للغاية أرجوك لا تفعلي هذا بي مجددا
ابتعد عنها قليلا لينتبه لبقع الدماء التي انتقلت لملابسه لينظر إليها بدهشة شديدة ابتعدت عنه عدة خطوات لينزل رأسه بهدوء دون قول أي شيء ذهبت لتغير ثيابها في غرفتها ثم استلقت على السرير لتنام بهدوء




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:44 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:02 AM   #47
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






مرت عدة أيام هادئة عاد فيها كايت للعمل و أكثرت لوسي فيه من الزيارات لمنزلهم لتجعل ما يشكون به يصبح واقعا في نظرهم في إحدى الليالي أثناء تصوير أحد المشاهد طلب المخرج منهم التوقف للمرة الرابعة هذا اليوم اقترب من كايت الذي يبدو متعبا بعض الشيء ليقول له: أظن أنه من الأفضل لو توقفنا هنا هذا اليوم تبدو متعبا للغاية
لم يجب كايت بأي شيء فأنفاسه متقطعة و العرق يتصبب من جبينه بكثرة اقترب منهما مدير أعماله ليقول: لابد أن يأخذ كايت استراحة فقد كان متعبا منذ الصباح
قال المخرج عبر مكبر الصوت: سنتوقف هنا
بدأ الجميع بالاستعداد للمغادرة و الأفواه بالهمس عما جرى هذا اليوم كان كايت يسير بهدوء حتى التقى بلوسي القلقة عليه لتقول: هل أنت بخير كايت؟
قال كايت بهدوء: أريد البقاء وحدي
أكمل طريقه بهدوء ليبدأ الترنح فور شعوره بالدوار الشديد كاد أن يفقد وعيه لكنه استطاع الوصول لغرفة الاستراحة الخاصة بممثلي الأدوار الرئيسية فتح الباب ليرى تولاي تقف قريبة من الباب ابتعدت عدة خطوات لتسمح له بالدخول توسعت عيناه عندما شعر بذلك الجوع الشديد لشيء لم يتذوقه منذ فترة أطول مما يستطيع عده الآن ليعض شفتيه و يقول في نفسه: لماذا يحدث هذا الآن؟
رفع بصره إليها ليجد نفسه يحدق بعنقها العارية لفترة طويلة لكن شهوته للشيء الذي يجري داخل عروقها بانسياب يشده نحوها أكثر فأكثر لم تفهم تولاي الألم الذي يعتصر قلبه لتوقه الشديد للحصول على ما تحويه شرايينها كلما تقدم خطوات كبيرة نحوها ابتعدت عنه بخطوات صغيرة كثيرة تلك الزرقة التي تحدق بها جعلتها ترتعش في مكانها لا تعرف ماذا تفعل عدا الابتعاد عنها لتقول في نفسها: ما الذي يريده هذا الشخص مني؟
اصطدمت بالحائط الأبيض خلفها ليجدها فرصة مناسبة لحبس هذه الفريسة الخائفة وضع ذراعيه على الحائط ليمنعها من الهروب أكثر قرب أنفه من عنقها لتشعر بأنفاسه الدافئة عليها لتغمض عينيها بخوف شديد لتفتحهما بسرعة على ذلك الألم الذي زارها فور غرس تلك الأنياب الحادة في عنقها أنزلت بعينيها لتتأكد من صحة ما يحدث لها تقابلت أعينهما لوهلة بدت فترة طويلة لها فالخوف يسيطر عليها أكثر مما سبق اشتد الألم عليها لتغمض عينيها من جديد و هي تقول في نفسها: لم أتوقع أن يكون مصاص دماء أبدا هذا أسوأ شيء
استجمعت قواها التي بدأت تبدد مع دمائها لتقوم بدفعه بقوة ليسقط على الأريكة القريبة منهما رئتيها بدأتا في استجماع الهواء بنهم شديد نظراتها المذهولة التي تحدق به تحولت لأخرى خائفة حالما أسرع في الاستلقاء على الأريكة اختفت من ذلك المكان و قلبها يأبى العودة للهدوء الذي اعتاده عادت لمنزلها ليرى زيس الاضطراب التي كانت فيه اقترب منها على عجل و هو يقول: ماذا هناك تولاي؟ هل أنت بخير؟
ابتعدت عنه ليستغرب ردة فعلها أسرعت بالتوجه للحمام لتقف أمام المرآة المستطيلة المعلقة على الحائط أبعدت كفها عن عنقها لتنظر لتلك الفتحات الأربع الصغيرة في طرف عنقها لا تزال تنزف ليجوب في رأسها صوت من الذاكرة يقول: سوف أخذ كل قواك منك
توسعت حدقتا عينيها لتتراجع بعيدا عن المرآة بسرعة لتصطدم بالطاولة الزجاجية الصغيرة المعلقة في طرف الحمام سقطت على الأرض لتتناثر أجزاؤها في كل مكان التفتت نحو الباب الذي بدأ يطرق بجنون كما قلبها الذي اجتاحه الخوف و الرعب حتى عقلها لم يعد بهدوئه الذي اعتاده و لم يستمع إلى صوت زيس المنادي لها غطت أذنيها بكفيها و ضمت ساقيها لصدرها عل ذلك الصوت يختفي من رأسها أغمضت عينيها بقوة أحاطت بها الظلمة لتذكرها بظلمة أرعبتها كثيرا ظلمة صندوق حبست فيه لمئتي عام ظلما لا تسمع فيه صوت صراخها تريد من ينجدها رفعت رأسها على الصوت الغريب الذي يناديها قابلت عينيها الخائفتين تلك العينين الرماديتين القلقتين عليها شعرت بذراعيّ صاحبها تأخذها لأحضانه بهدوء لتسمع أخيرا صوته القائل: ماذا حدث لك تولاي؟ لم أرك هكذا من قبل قط أرجوك أخبريني ما الذي يجري معك؟
لم تجبه بأي شيء فقد خارت جميع قواها و حواسها لتذهب لعالم الأحلام البعيد جدا عن الواقع المخيف بالنسبة إليها عند كايت الذي فتح عينيه لتقابلا سقفا أبيضا غريب عنه ليغمضهما بهدوء ثم يفتحهما لينهض بترو نظر للمكان من حوله ليذكر المكان الذي هو فيه ليقول في نفسه باستغراب: كيف وصلت لهنا؟
حاول تذكر أي شيء لكن ذاكرته ضبابية بالكاد استطاع تذكر سيره في الممر و التقائه بلوسي نظر لهاتفه الذي يهتز بالقرب منه ليحمله بهدوء و يرفع الخط و يقول: ماذا هناك أمي؟
قالت مايا: مرحبا كايت هل أنت بخير؟
قال كايت: أجل لم السؤال المفاجئ؟
قالت مايا: اتصلت عليك مرتين من قبل لكنك لم تجب على هاتفك
قال كايت: ربما كنت نائما
قالت مايا باستغراب:" ربما "؟
نظر كايت ليديه بهدوء لينتبه و للمرة الأولى بأن لونهما قد عاد إليهما تعجب ذلك ليقول: هناك أمر غريب يحدث معي
قالت مايا: ماذا تقصد بذلك؟
تذكر أنه يتحدث مع مايا ليتنهد بهدوء و يقول: لا شيء سأكون في المنزل عما قريب
قالت مايا بمرح شديد: حسنا سأنتظرك
أغلقت الخط و الابتسامة لا تزال على شفتيها نظر لاري إليها بشيء من التعجب ليقترب منها و يعانقها من الخلف بلطف و يقول: من هذا الذي يجعلك تبتسمين هكذا غيري؟
قالت مايا: شخص ما
قال لاري: ألن تخبريني من يكون؟
هزت رأسها بالنفي و هي تضحك بلطف ليزيد فضول لاري أكثر و يقول: ماذا؟ هل أصبحت تواعدين شخص ما غيري؟
نظرت مايا إليه بانزعاج مما قاله لتبعده عنها و تجلس بعيدا عنه بحزن مما قاله لها شعر لاري بالغضب من نفسه لقوله ذلك رأى آنية الزهور القريبة منه ليأخذ زهرة وردية منها و يتقدم منها و يقول: آسف عزيزتي كنت أمازحك و حسب لم أقصد جرح مشاعرك الرقيقة
قالت مايا: هذا النوع من المزاح أنا لا أحبه لاري و أنت تعرف ذلك
قدم لها الزهرة و هو يبتسم بلطف طالبا السماح لتنظر إليه بانزعاج ثم تبتسم بمرح لتعود السعادة لأجواء الغرفة غادرا الغرفة بعد وقت قصير ليلتقيا بكايت يصعد الدرجات و فكره مشغول حتى أنه لا يرى الطريق الذي يسير فيه ابتسمت مايا بمرح لتقترب منه بهدوء و تقول: هل تشغل لوسي تفكيرك لهذه الدرجة؟
رفع رأسه لينظر إليها كما لو أنه انتبه لوجودها توا فقط نظرت إليه باستغراب لتقول: هناك أمر مختلف بك هذا اليوم كايت
قال كايت: ألاحظت ذلك أيضا؟
تعجب الزوجين من سؤاله ليدقق لاري النظر ثم يقول: هل استسلمت أخيرا لغريزتك؟
فهم كايت مغزى سؤاله لكنه لم يعرف بما يجيب عليه فذاكرته لا تزال مشوشة لتقول مايا: ماذا هناك كايت؟
قال كايت: أنا لا أذكر بعض الأمور
تعجبت مايا إجابته ليقول لاري: هذا طبيعي فأنت لم تفعل ذلك منذ فترة لا تقلق ستتذكر ما حدث عما قريب
قال كايت بصوت منخفض: هكذا إذا
قالت مايا: صحيح تذكرت اتصل والدة الآنسة بيرون و قالت بأنها تود الحديث إليك صباح الغد في أمر مهم جدا
نظر كايت إليها باستغراب فهو لا يذكر أبدا أنه تحدث إلى والدتها من قبل ليتنهد بانزعاج و يكمل طريقه لغرفته ليغط في النوم كحال أغلب الناس مضى الوقت ببطء و هدوء حتى بزغ الفجر لتدب الحياة في الطرقات بالرغم من برودة جو هذا الخريف عند تولاي التي كانت تجلس على طرف السرير و هي تحدق بالأرض تائهة تفكر بما حدث معها مساء الأمس كان زيس يجلس مقابلا لها على الأرض يحدق بها متمنيا معرفة ما يجول في فكرها ليقول بصوت منخفض: لماذا لا تخبرينني بأي شيء؟
نظراته القلقة نحوها تحولت لأخرى حزينة رفعت تولاي بصرها أخيرا لتنظر إليه بهدوئها المعتاد لتقول: آسفة لما حدث بالأمس كنت....مشوشة قليلا
قال زيس: إذا أنت حقا لن تخبريني بأي شيء تولاي بالرغم من معرفتك بمشاعري اتجاهك
صمتت لبعض الوقت تفكر في إجابة مناسبة لتقول بنبرة باردة: كل ما في الأمر أنني تذكرت شيئا لا ينبغي لي تذكره و هو يخص ذلك الرجل المدعو زورف
تفاجأ زيس من ذكرها اسمه فهذا الرجل الذي تمقته و بشدة يحاول قتلها لعدم ردها الدين الذي لا يعرف عنه أي شيء تنهدت بهدوء لتقول بصوت منخفض: سأبقى هذا اليوم في المنزل لا أشعر بأني بخير أبدا
نهض زيس من مكانه ليقترب منها بهدوء ثم يعانقها بحنان بالغ و يقول: لا تقلقي سأكون معك دائما و لن أدع أيا كان أن يمسك بسوء
لم تعبر بأي شيء عما قاله و اكتفت ببقائها بين أحضانه تركها ليقول بمرح: إذا ماذا تريدين على الإفطار؟ سأحضره لك
نظرت له بانزعاج و استنكار مما قاله ليضحك بمرح و يقول: أنا لست طاه جيد مثلك و تعرفين ذلك لكنني سأبذل جهدي هذا اليوم
لم تجبه بأي شيء لتخرج هاتفها من حقيبتها لتتصل على شخص ما غادر الغرفة ليتجه للمطبخ و يبدأ بإعداد وجبة الإفطار انتهى خلال نصف ساعة و رتب المائدة ليقول في نفسه: أتمنى أن يكون طعمه جيدا
التفت ليرى تولاي خلفه مباشرة فزع من ذلك بشدة ليتراجع خطوات كثيرة للخلف كادت الأكواب الزرقاء الداكنة المنقوشة بأزهار مختلفة بيضاء اللون تسقط على الأرض لكنه أمسك بها سريعا ليتنهد بارتياح ثم يقول: كدت توقفي قلبي بتصرفك هذا تولاي
لم تهتم لردة فعله تلك و وجهت نظرها للمائدة التي وضعت عليها مجموعة من الأطباق احتوت على بيض مقلي مع الطماطم شبه محترق و شطائر مربى التوت و فطيرة تفاح لم تنضج جيدا و كوب قهوة مع الحليب سحبت الكرسي بهدوء لتجلس عليه و تبدأ بشرب القهوة و تناول البيض انتبهت لنظراته المتلهفة لمعرفة رأيها لتقول: لا بأس بها
نفخ زيس وجنتيها كالأطفال و هو يقول: منذ أن بدأت الطهو و أنت تقولين هذا ألن تخبريني أبدا رأيك بصراحة؟
قالت تولاي بصوت منخفض: ستبكي لو فعلت
رشفت رشفة أخرى من القهوة بينما ابتسم زيس على كلماتها في تلك الأثناء انتهت عائلة لاري من تناول الإفطار و بدأوا الاستعداد لمغادرة المنزل لتقول مايا: آه صحيح لاري عليك مقابلة السيدة بيرون أيضا
قال لاري: ماذا؟ لماذا؟
قالت مايا: لقد قالت بأن الحديث مع كايت وحده قد يصيبها بالجنون
انزعج كايت مما سمع ليكتم لاري ضحكته على تعابير وجهه قالت ماري بحماس: هل هذا يعني أن حفل زفاف أخي قريب؟
قالت ليدي: بالتأكيد أنا متحمسة لذلك
قال تيم بشيء من الحزن: هذا يعني أن كايت لن يقضي معنا الكثير من الوقت بعد هذا
حل الصمت بينهم يفكرون في الأمر ليتنهد كايت بانزعاج و يقول بشيء من الجدية: لا تستبقوا الأحداث حسنا؟
سار مبتعدا عنهم ليتنهد لاري ثم يقول: هيا أسرعوا ستتأخرون عن مدارسكم
غادروا المنزل ذاهبين لمدارسهم قالت مايا بصوت منخفض: و أنا من اعتقدت أنه بدأ يحبها أخيرا
نظر لاري إليها باستغراب مما سمع ليقول: و كيف وصلت لهذه النتيجة؟
وضعت يدها على فمها بلطف فهي لم تتوقع أن يستمع لما قالته لتقول: لست من فعل بل الأطفال بالرغم أنهم لم يحبوا الفكرة
قال لاري: لا أعتقد بأن هذا الاجتماع سينتهي على خير أبدا
ضحكت مايا على ما قاله ليستعدوا لاستقبال السيدة بيرون التي حضرت في تمام الثامنة جلسوا معا في إحدى غرف المنزل الدافئة و الكبيرة لتقول: لابد أنكم تعرفون بأن عاما قد مر على خطبتكم لابنتي
قال لاري: أجل سيدتي ندرك ذلك
قالت السيدة بيرون و هي تنظر لكايت: ألا تنوي الزواج بابنتي؟
فتح كايت شفتيه ليوافق على ذلك لكن لاري سبقه بقوله: الأمر ليس كذلك البتة سيدتي تعرفين مدى انشغال كايت بعمله
قالت السيدة بيرون بشيء من الانزعاج: و هي أيضا مشغولة بعملها
قال لاري بارتباك: لا أقصد ذلك أبدا سيدتي هناك بعض العقبات العائلية
قالت السيدة بيرون: لا يهمني ما العذر الذي ستقدمونه زواج ابنتي لابد أن يتم خلال شهر من الآن هذا نهاية النقاش
نظر كايت إليها بانزعاج واضح على وجهه لينهض و يغادر الغرفة دون قول أي شيء تجاوز مايا التي كانت تود سؤاله عما حدث ليغادر المنزل توجه نحو سيارته ليبدأ في قيادتها اتجاه العمل وصل لهناك ليقابل مدير أعماله الذي ابتسم له بمرح فور رؤيته ثم قال: حمدا لله تبدو بأفضل حال هذا اليوم لكن لا يوجد الكثير لفعله اليوم فالآنسة لوريجن لن تأتي اليوم و لا أعرف السبب و الآنسة بيرون لن تستطيع القدوم بسبب سفرها لزيارة بعض الأقارب لذا تصوير الفيلم سيؤجل ليومين فالمخرج قد مرض فجأة
نظر كايت إليه باستغراب من معرفته بكل هذه الأمور ليتنهد بارتياح و يقول في نفسه: أعتقد أن ذلك أفضل
سار مع مدير أعماله في الممر ليبدأ جدول أعماله بعيدا عن هذه المدينة في منزل عائلة لوريجن كان الهدوء يسوده في جناح جون و روز كان صراخ ابنتهما يملأ المكان حملها جون بين ذراعيه ليجول بها في المكان قالت روز و هي تتثاءب: ماذا هناك جون؟
قال جون بابتسامة و هو يقترب منها: لا تقلقي أنت و اذهبي لتنامي
نظرت روز إليه بعينيها الناعستين لتبتسم و تقبل وجنته اليسرى و تقول: حسنا سأفعل لكن اهتم بكليكما
هز رأسه بالإيجاب لتدخل غرفة النوم تنهد جون بارتياح لينظر لابنته الصغيرة التي صمتت لفترة و تغط في نوم عميق الآن ابتسم بمرح و قال: فتاة مشاغبة هدأتي فقط عندما ظهرت أمك هل هذا يعني أنك لا تحبينني؟
ابتسم بلطف لتفكيره ذاك سار بخطى هادئة و بطيئة حتى لا يوقظها باتجاه الغرفة ليسمع طرق الباب التفت نحوه بهدوء ليقول: تفضل بالدخول
دخل الطارق ليستغرب جون منه و يقول: صباح الخير عمي روبن
قال روبن: صباح الخير هناك ما أريد سؤالك عنه هل لديك الوقت؟
نظر لابنته التي لا تزال بين ذراعيه ليبتسم له بمرح ثم يأخذ الطفلة لسريرها بقرب والدتها قبل جبين كلتيهما ليغادر الغرفة و يجلس مع عمه على الأريكة الخضراء الفاتحة ليقول: فيم أستطيع مساعدتك عمي؟
قال روبن: سمعت أنك كنت تعمل مع تلك الفتاة سابقا
قال جون باستغراب: أي فتاة تقصد؟
نظرات روبن الموجهة للأرض نظرت إليه بشيء من الانزعاج يريده معرفة ذلك بنفسه لكن نظرات جون المستفسرة جعلته يستسلم و يتنهد بانزعاج و يقول: أقصد تلك الفتاة التي تظن نفسها من عائلتنا
قال جون بابتسامة مرحة: آه تقصد تولاي أليس كذلك؟
لم يجب عليه بأي شيء ليقول جون: أجل كنت أعمل معها و كنت قد ذهبت لزيارتها منذ فترة برفقة روز
قال روبن بصوت منخفض: أريد عنوان منزلها
اندهش جون من طلبه فهو يعلم بمدى كرهه لها لتبدأ الأفكار السوداء بالعبث في رأسه لينظر لعمه بشيء من القلق لاحظ روبن ذلك ليقول: لا تذهب بأفكارك بعيدا فأنا أود الحديث معها في أمر ما لا أكثر
تنهد بارتياح شديد ليقول: حسنا سأفعل
أخرج هاتفه من جيب قميصه العلوي ليرسل لعمه العنوان شكره روبن ليغادر وسط تعجب جون من طلبه التقى بكيث المستند على الحائط بهدوء نظراتهما التقت للحظات ليقول كيث: ما الذي تريد الحديث فيه معها؟
قال روبن: لا أعتقد بأن هذا يخصك كيث
قال كيث: أنسيت أنني شقيقك التؤام أم ماذا؟ يهمني أمرك كما تعرف
نظر روبن إليه بانزعاج ليكمل مسيره أوقفه كيث بقوله: أنت لم تقع في سحرها أليس كذلك يا أخي؟
توقف روبن في مكانه يفكر فيما يقوله له ليصدم كيث من ردة فعله أسرع خطاه ليقف مواجها له و يحدق في عينيه لتزيد صدمته و يقول: كيف حصل هذا؟ و متى؟ أخبرني
قال روبن: أخبرتك ألا تتدخل فيما لا يخصك
قال كيث بشيء من الانفعال: كان عليّ التخلص منها عليك أن تعرف بأنها ليست من النوع الجيد أبدا سينقلب الأمر ضدك
قال روبن: أنت لا تعرف شيئا عنها حسنا؟
قال كيث بغضب: و هل تعرف أنت؟ لا أظن ذلك أبدا تلك الفراشة ستقتلك حتما أخي
لم يجبه روبن بأي شيء اكتفى بإبعاد عينيه عنه ليقترب كيث منه بهدوء و يسند رأسه على كتف روبن و يقول بهمس: أنا لا أريد أن أخسرك أبدا يا أخي
قال روبن: سأكون بخير سأذهب للقائها و أعود
نظر روبن لعيني كيث القلقتين ليتنهد بهدوء ثم يبتسم ليربت على رأسه بمرح ابتعد كيث عنه بعيون حزينة ليتركه يذهب إليها





 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:45 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:03 AM   #48
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند تولاي التي كانت تجلس على الكرسي القريب من أريكة زيس المستلقي عليها تقرأ كتاب ما سمعت رنين جرس المنزل ليقول زيس: سأذهب لأفتح الباب ابقي أنت هنا

قالت تولاي و هي تنهض: أعتقد أنه منزلي
قال زيس: عليك فقط أن ترتاحي هذا اليوم
نظرت إليه بانزعاج كبير لتذهب لترى من الزائر في هذا الوقت من النهار تفاجأت من هويته لكن وجهها لم يعبر عن ذلك أبدا لم يعرف الشخص الواقف أمامها أين يضع ناظريه لتفسح له الطريق مشيرة إليه بالدخول ليفعل رفع بصره على سماعه صوت أقدام شخص قادم في اتجاههما ليصدم أكثر حالما رأى زيس يقف في مكانه مذهولا مما يرى أغلقت تولاي الباب ليفوق كلاهما من شروده توجهت للصالون ليفعلا المثل اتخذ كل منهما مكانا خاصا به يحدق بالآخر بعدم ارتياح عادت تولاي بكوب حليب ساخن لتقدمه لهما لم يشرب أي منهما أي شيء بينما هي تستمتع بكوبها بهدوء رفع الزائر رأسه لينظر لتولاي مباشرة و يقول: أعتذر عن القدوم في مثل هذا الوقت
قال زيس بصوت منخفض و انزعاج: إن كنت كذلك حقا لما أتيت
نظر الزائر إليه بانزعاج فقد سمع ما قاله لتقول تولاي: ماذا تريد سيد لوريجن؟
قال الزائر: أرجوك ناديني روبن و حسب
قالت تولاي: لم تجب على سؤالي
أخذ روبن نفسا عميقا قبل أن تغادر تلك الكلمات شفتيه لينظر في عينيها مباشرة و يقول: أردت الاطمئنان عليك بعد ما حدث أمام قبر أخي
نظر زيس إليه باندهاش ثم إلى تولاي باستغراب لم تبالي تولاي بنظراته لتقول: أنا بخير كما ترى سيد لوريجن إن كان هذا سبب زيارتك فقط فأرجوك أن تغادر الآن
أنزل عينيه ليقول: هناك أمر آخر بالتأكيد
نظرت تولاي إليه في انتظار ما سيقوله بينما زيس ينزعج أكثر بمرور الوقت ليقول روبن: أنا معجب بك تولاي و إن لم تمانعي ربما يجدر بنا أن نتواعد
نهض زيس من مكانه على تلك الكلمات التي قالها بانزعاج لينظر روبن إليه باستغراب و يقول في نفسه: لماذا يبدو هذا الشخص غاضبا لهذه الدرجة؟
وضعت تولاي كوبها على الطاولة ليصدر صوت مزعج خافت لينظر كلاهما إليها منتظرين إجابتها لتقول: أرجو المعذرة لكن ليس لديّ الوقت لشيء كهذا ابحث عن شخص غيري
سعد زيس بعض الشيء مما قالته لينهض روبن و يقول: أنا لن أستسلم أبدا و سأعود في وقت لاحق
غادر المنزل ليتنهد زيس بارتياح شديد و يقول في نفسه: أنا مطمئن تماما أعرف أنها لن توافق على عرضه مرارا و تكرارا أدرك ذلك لأنني في نفس موقفه منذ فترة طويلة
انتبه لنظرات تولاي المحدقة بانزعاج بتعابير وجهه السعيدة بما حدث لتنهض من مكانها و تذهب لغرفتها وقفت بالقرب من الباب لتتنهد بهدوء و تقول في نفسها: لا أعرف لماذا يحدث هذا معي دائما
ظهر الحزن على وجهها لفترة طويلة نظرت للشمس الذي تودع السماء البرتقالية لتقترب من النافذة و تفتحها شعرت بالهواء البارد يلامس وجنتيها التي احمرتا على الفور حرك الهواء شعرها الطويل ليزيد معالم الحزن التي ظهرت عليها استلقت على سريرها بهدوء لتحدق بالسقف لفترة حتى انتابها النعاس لتغط في النوم مضى اليوم بهدوء و كذلك الأربع الأسابيع التالية في ظهيرة ذلك اليوم حيث كان طاقم الفيلم يستعدون لتصوير آخر المشاهد في الفيلم كان كايت يجلس أسفل تلك المظلة البيضاء الكبيرة و الرياح الباردة تداعب خصلات شعره حرك عينيه ليراقب جمال الخريف في المنطقة الجبلية التي سيصورون فيها فأوراق الأشجار الصفراء و البرتقالية إما منثورة على الأرض أو تتمايل مع الرياح على أغصان الأشجار و السماء غائمة جزئيا لتعبر عن اقتراب موسم الأمطار الخريفية تنشق الهواء ليشتم رائحة بعض الأزهار الخريفية و عطر يميز شخص لم يحبه قلبه فتح عينيه لينظر لصاحبة الرائحة الواقفة أمامه لتقول بمرح: ما رأيك بي كايت؟ هل أبدو جميلة؟
نظر كايت للوسي التي كانت ترتدي تنورة بيضاء تصل لأسفل الركبة بقلوب وردية متوسطة الحجم و بلوزة وردية داكنة بأكمام طويلة نهايتها شرائط بيضاء عريضة و لف عنقها بوشاح أبيض قطني و حذاء أبيض بكعب متوسط بينما سرحت شعرها بطريقة مموجة طوليا ابتسم لها و قال: أجل
سعدت بذلك كثيرا لتجلس على الكرسي الأسود القريب منه لتبدأ بثرثرتها المزعجة التي لا تنتهي كما يعتقد كايت حتى توقفت عينيه على تولاي التي تتحدث مع المخرج بشيء ما و تعابير وجهها التي تزعجه لا تتغير ليقول في نفسه: هناك شيء غريب يحيط بهذه الفتاة و عليّ معرفته
ما أن أنهى جملته تلك حتى تذكر حديثه مع روي ليصيبه شيء من الغضب تعجبت لوسي من ذلك لتتابع نظراته و تقع عينيها على تولاي لتنزعج من ذلك ثم تتنهد بهدوء و تقول: ألم تعرف بعد بالخبر الجديد؟
قال كايت: أي خبر؟
كان مدير أعماله قريب منه و سمع حديثهما القائم ليقول بمرح: أتقصدين الخبر الذي يخص الآنسة لوريجن؟
بدأ الفضول يتسلل لعقله لتقول لوسي: أجل عن مواعدتها لأحد أقاربها يدعى روبن لوريجن
دهش كثيرا مما سمع لتبتسم لوسي بانتصار و تقول في نفسها: ستفقد اهتمامك بها بالتأكيد
قال مدير أعماله: رأيت صورهما معا في إحدى المجلات بالرغم أنهم ليسوا متأكدين من صحة الأمر بعد
قالت لوسي: لكنها لم تنفي ذلك أيضا
قال كايت بصوت منخفض: ربما شخص مزعج التصق بها
نظرت لوسي إليه باستغراب مما قاله لتفاجئ بنهوضه و سيره نحو تولاي التي انتبهت لتقدمه نحوها تراجعت خطوات صغيرة للخلف ليستغرب المخرج ذلك و يقول: هل أنت بخير آنسة لوريجن؟
نظر للاتجاه التي تنظر إليه بصمت ليرى كايت يتقدم منهم ليبتسم و يقول: مرحبا بك يبدو أنك مللت الانتظار
قال كايت: لا أبدا أتيت للحديث مع الآنسة لوريجن في شيء ما
نظر إليها لكنها أبعدت عينيها عنه و تراجعت خطوات أكثر عنهما ليبتسم المخرج بارتباك و يقول: هل حدث شيء ما بينكما؟ فمنذ فترة لاحظت تجنبك لكايت آنسة لوريجن
شد كلام المخرج انتباهه على الأمر ليقول: حقا؟ ما السبب يا ترى؟
أمال برأسه قليلا عله يقابل عينيها اللتين غيرتا اتجاههما على الفور أتى أحد العاملين القريبين منهم ليقول بمرح: بالتأكيد ستفعل فهي الآن تواعد شخصا ما
قالت إحدى العاملات: هذا صحيح لابد أنها تخشى نشر إشاعات سخيفة عنكما
قالت ثانية: أجل إنه يبدو شخصا لطيفا للغاية هلا عرفتنا عليه في المرة المقبلة؟
لم تجبهم تولاي بأي شيء تفكر فقط بالهرب من براثن مصاص الدماء الذي يقف أمامها لتأتي ذراع من خلفها و تسحبها للخلف ليقف صاحبها أمامها و هو ينظر لكايت بشيء من الانزعاج تعجب الجميع وجوده في مكان التصوير قال المخرج: من تكون يا هذا؟
قال مدير أعمال كايت الذي حضر عند سماعه بهمسات عن شخص غريب في المكان: أليس هذا روبن لوريجن؟
زادت الهمسات في المكان نظرات الشابين لبعضهما كادت تخترق جسد الآخر الشحنات التي غادرت أعين كل منهما بدت واضحة للجميع ليقول المخرج بارتباك: حسنا أيها الشابان عليكما أن تهدئا قليلا سيد لوريجن يمكنك التحدث مع الآنسة بعيدا عن هنا
لم يهتم روبن بما قاله ليبتعد عن المكان مع تولاي التي لا يزال يمسك بيدها ابتعدا مسافة كافية عنهم ليقول روبن بشيء من الانزعاج: من يحسب نفسه ذاك المزعج؟
التفت لتولاي الصامتة كعادتها ليقول لها: لا تبدين بخير هل حدث شيء ما؟
نظراته لها أبعدت الصمت عنها لتجبرها على التحدث إليه قائلة: لم يحدث شيء أنا بخير لم أنت هنا على أي حال؟
قال روبن بابتسامته اللطيفة: أردت رؤيتك
قالت تولاي: و لقد رأيتني الآن هيا غادر
قال روبن و هو يترك يدها: سأفعل إن تأكدت من أن ذلك الشاب لا يريدك لنفسه
نظرت تولاي إليه بانزعاج ليشعر بشيء من الارتباك و يسرع في الذهاب عادت لحيث انتهت تجهيزات التصوير فور وصولها عينيها التقت بعينيّ لوسي المنزعجة منها و الواقفة أمامها لتتنهد بانزعاج و تقول: ماذا تريدين أنت أيضا؟
قالت لوسي: إلى متى ستبقين تضايقيني؟
قالت تولاي: و هل لي بمعرفة ما ضايقتك به؟
نظرات لوسي المنزعجة منها أرادت قتلها لكنها لا تستطيع لتقول: أريدك بعيدة عن كايت حتى يوم زفافي
قالت تولاي: أرجو المعذرة هذه ليست مشكلتي
تجاوزتها تولاي لتشعر بالغضب يشتعل داخلها لتقول في نفسها: تبا لك تولاي
عادت للمجموعة فالتصوير للمشهد الأخير قد بدأ انتهوا منه خلال أربع ساعات حين بدأت الشمس بالمغيب علت صفقات الجميع المكان ليقول المخرج: سنحتفل هذا المساء بانتهاء التصوير شكرا لجهودكم جميعا
استعدوا لمغادرة المكان كانوا قد حضروا بشاحنات صغيرة خاصة بشركتهم صعد الجميع فيها كانت لوسي برفقة كايت و المخرج و مساعديه بينما فضلت تولاي الصعود مع المسؤولين عن الملابس قال المخرج لكايت الذي يحدق بالسماء الزرقاء الداكنة من النافذة: أواثق بأن الأمور بينك و بين الآنسة لوريجن بخير؟
التفت إليه بهدوء ليقول: أظن ذلك
قالت لوسي بابتسامة: لا داعي للقلق سيدي فهي غامضة هكذا
قال المخرج: أعلم لذلك اخترتها لذلك الدور
ابتسمت له ليعيد كايت ناظريه للنافذة و هو يفكر بما صدر منها ليقول في نفسه: لا أذكر بأنني فعلت لها أي شيء لتتجنبني هكذا
كلماته تلك ذكرته بما قاله والده ليفكر في الأمر قليلا ثم يكمل حديثه مع نفسه قائلا: لقد غادرت قبل انتهاء التصوير حالما انتهى دورها أذكر ذلك جيدا
أغمض عينيه ليأخذ قسط من الراحة عند تولاي التي وصلت للمنزل وقفت تحدق بالشابين اللذين يجلسان في منزلها كما لو أنه ملكهما وقف زيس على عجل ليقول بمرح شديد: أهلا بعودتك للمنزل تولاي
قالت تولاي: ماذا يفعل كلاكما هنا؟
قال زيس: ماذا؟ أتيت لرؤيتك فمنذ ظهور شخص معين يدعى روبن لم أستطع رؤيتك
قال روبن: من حقي منع أي شاب من التقرب للفتاة التي أحبها
قال زيس: هذا لا يعنيني فهي صديقة طفولتي و من حقي رؤيتها في أي وقت يحلو لي
قال روبن بانفعال: أنا لا أصدق ذلك أبدا لذا ابتعد عنها فأنت تزعجها
قاطعت تولاي حديثهما بنبرة هادئة و نظرات منزعجة قائلة: في الواقع كلاكما تزعجاني
نظرا إليها باندهاش من كلامها لينهض روبن من مكانه ليقترب منها و يقول: أراك لاحقا في حفل هذا المساء
ابتسم لها بمرح ثم غادر المنزل ليتنهد زيس بارتياح ثم يقول: حقا عليك وضع حد لهذا الشاب المزعج
قالت تولاي بنبرة منزعجة: ألا تصف نفسك بكلامك هذا؟
ادعى زيس الحزن و الوحدة فورا ليقول لها: بالتأكيد لا فأنا هنا فقط لأنني قلق عليك
توجهت نحو غرفتها متجاهلة زيس جلست على طرف السرير لتريح جسدها قليلا أغمضت عينيها لتأخذ غفوة قصيرة ثم توجهت نحو خزانة ملابسها أخرجت ثوبا أخضرا فاتحا مخططا بالأبيض بشكل مائل يصل لمنتصف الساق جمع القماش عند الخصر ليزين بوردة بيضاء كبيرة و نهايته مموجة بقماش أبيض بلا أكمام و ارتدت حذاء أخضر فاتح جففت شعرها لتأخذ المشط من على الطاولة البيضاء و تقوم بتسريحه لتأخذ خصلتين من جهة الأذنين و تجمعهما في المنتصف بمطاط زين بزهرة بيضاء متوسطة ارتدت معطف أسودا ذو فرو ليدفئ جسدها البارد غادرت الغرفة لتجد زيس يغط في النوم على الأريكة كالعادة حملت ذلك الغطاء الرمادي الموضوع على الكرسي القريب منه لتغطيه به شعرت بأنفاسه الدافئة على يدها لتنظر لوجهه و ترى السكون يتربع عليه لتقول في نفسها: لا يبدو المرض باديا عليه هذا جيد
غادرت المنزل لتلحق بالحفل





 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:46 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:03 AM   #49
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند كايت الذي كان وسط ضجة الحفل بالفعل يسير و الانزعاج باد على ملامح وجهه نظرت لوسي التي تمسك بذراعه بحماس إليه لتقول بمرح: ألست مستمتعا بالحفل أيضا كايت؟
قال كايت: لا أحب الأماكن الصاخبة هكذا
قالت لوسي: ماذا تقول؟ أليست جميع حفلاتك الموسيقية صاخبة جدا؟
نظر إليها بانزعاج لتبتسم له بمرح و تبعد عينيها عنها و هي تقول في نفسها: أشعر بالسعادة لأن المزعجة لم تأتي إلى هنا
التقيا بمجموعة أشخاص من المشاهير ليقفا هناك و يتحدثا معهم كان كايت يريد الخروج من هذه الحفلة و العودة لهدوء غرفته لكن يد لوسي الملتفة حوله تمنعه من التحرك إنشا واحدا ليزيد إحباطه شعر بيد نحيلة تتسلل لعنقه ليلتفت لصاحبها على الفور و ينظر إليه بانزعاج كبير و يقول: هلا توقفت عن فعل هذا طوال الوقت؟ أنت تزعجني
ضحك ذلك الشخص بمرح شديد و قال: أحب رؤية تعابيرك الغاضبة مني كثيرا
التفت لوسي إليه لتقول بابتسامة: مرحبا روي لم أرك منذ الحفلة هل أنت مشغول كثيرا؟
قال روي بمرح: أجل مشغول بدراستي كثيرا
قالت لوسي: أتمنى لك النجاح و التوفيق
ابتسم لها بلطف ليقول: هل لي بأخذ كايت منك لدقائق؟ أود الحديث معه
ابتعدت عنه و الابتسامة لا تزال تزين وجهها ليغادرا معا لمكان بعيد عن هذه الضوضاء تنهد كايت بارتياح شديد ليقول: شكرا لك
قال روي: بدوت كما لو أنك تحتضر هناك
ضحك بمرح بينما يعطيه كايت تلك النظرات الخانقة لتتغير لأخرى هادئة محدقة بالشخص الذي يدخل الباب ببروده المعتاد ليقول بصوت منخفض: و اعتقدت أنك لن تأتي
تعجب روي من كلامه ليلتفت و ينظر للشخص الذي يتحدث عنه لم يدهش كثيرا عندما عرف هويته ليعيد بصره لكايت بابتسامة صغيرة و هو يقول في نفسه: هل تود إقناعي بأنك لست معجبا بها حقا؟
انتبه لخطوات كايت المبتعدة عنه في اتجاه تلك الفتاة التي انتبهت له و توقفت عن المسير فورا استغرب ردة فعلها ليقترب هو الآخر منهما و يقول بمرح: مساء الخير آنسة لوريجن لابد أن الأمر كان شاقا عليك
هزت رأسها بالنفي و هي تبتعد بخطوات هادئة للخلف انتبه كلاهما للأمر ليقول كايت: مساء الخير آنسة لوريجن
قالت تولاي و هي تبعد عينيها عنهما: مساء الخير
حل الصمت بينهم لدقائق لينزعج كايت من ذلك و يتقدم خطوتين نحوها لتعادلها بأربع خطوات للخلف قال روي: ماذا هناك آنستي؟
قالت تولاي: لا شيء
أراد كايت قول شيء ما لكن تقدم روبن منهم بنظراته المنزعجة نحوهما جعله يطبق شفتيه وقف بالقرب من تولاي ليقول: مساء الخير
قال روي بمرح: لابد أنك من تتحدث عنه الشائعات مؤخرا روبن لوريجن
قال روبن و هو يصافحه بابتسامة: أجل يشرفني لقائك و من تكون؟
قال روي: أنا روي كيون ابن خال كايت لوسيل لابد أنك تعرفه
نظر كايت لروي بغضب عارم يود قتله بعينيه ليبتسم روي بارتباك التفت لروبن القائل: يسعدني لقاؤك مجددا كايت
انزعج كايت من الطريقة التي نطق اسمه بها ليتجاهله و يبتعد عنه لحق به روي ليقول: هل تشاجرت مع هذا الشخص من قبل كايت؟
قال كايت: لم أفعل فقط التقينا ظهيرة هذا اليوم أتى لرؤيتها في موقع التصوير
قال روي بابتسامة و هو ينظر إليهما: لم أتوقع أن علاقتهما جيدة لهذه الدرجة
قال كايت: الأمر ليس كذلك فهي لم تقل بأنها تواعده أو أي شيء
قال روي محاولا استفزازه: يبدو أنك تشعر بالغيرة منه كايت
توقف كايت عن السير لوهلة تلك الكلمة جعلته ينتبه لنبضات قلبه الخافقة بطريقة لم يعهدها وضع يده على صدره ليتأكد من صحة قلبه الغاضب من المشهد الذي رآه للتو توسعت ابتسامة حانية على شفتي روي الواقف بالقرب منه و المدرك للوضع ليتفاجئ من شفائه السريع و قوله بانزعاج: لماذا أشعر بالغيرة من أحمق مثله؟ لا يوجد سبب يبرر ذلك أبدا لا تتفوه بالسخافات مجددا
قال روي: هل أنت واثق من ذلك؟
قال كايت: أجل
عاد للسير مجددا ليتنهد بقلة حيلة و يقول في نفسه: إنه فقط يريد التغاضي عن الأمر
كتم ضحكته ليثير انزعاج كايت عند تولاي التي كانت تسير برفقة روبن بهدوء بينما هو يبتسم بسعادة أوقفهما المخرج ليقول بمرح: مساء الخير آنسة لوريجن و سيد لوريجن أتمنى أن تستمتعا بالحفلة
قال روبن: سنفعل بالتأكيد
تركهما ليكملا سيرهما نحو طاولة بعيدة عن البقية جلست تولاي بهدوء دون اهتمام بأي مما حولها حتى انتبهت لنظرات روبن المحدقة بها لتقول دون الالتفات له بنبرة هادئة: ماذا هناك سيد لوريجن؟
قال روبن: هلا توقفت عن مناداتي بذلك؟ ثم أنك تبدين جميلة للغاية
قالت تولاي بصوت هامس: تعرف تماما بأن خيارك هذا غير جيد البتة
لم يفهم روبن المعنى الخفي لتلك الكلمات لكنه شعر بوحدتها و حزنها وضع يده فوق يدها النحيلة و هو يقول بأجمل ابتسامة لديه: أعتقد أنه الخيار الصائب تماما
لم تجبه تولاي بأي شيء ليحل الصمت بينهما لفترة طويلة باستمتاع حتى رن هاتفه الذي بالكاد سمع صوته وسط ضجيج الحفل ليحمله و يرفع الخط و يقول: مرحبا كيث
قال كيث بشيء من الانزعاج: ألا تعتقد أنك تأخرت كثيرا؟
قال روبن: لا لم أفعل ثم أنني وعدتك بالعودة هذا اليوم أليس كذلك؟
قال كيث بغضب: لا تعاملني كما لو أنني زوجتك التي تغار من عشيقتك
ضحك روبن بمرح شديد على تعبيره ليقول: لا أفعل ذلك صدقا ثم أنني حقا سأعود
تنهد كيث بقلة حيلة ليقول: حسنا لا تتأخر إلى اللقاء روبن
أغلق الخط ليبتسم روبن لهاتفه و يقول في نفسه: هو يقلق نفسه دائما على كل شيء حقا إنه لم يتغير كثيرا
أفاق على صوت تولاي القائل: عليك العودة لمنزلك فلا جدوى من بقائك هنا
قال روبن و هو ينظر لعينيها المحدقتين بالفراغ: لا تقولي هذا فأنا هنا برفقتك و لن أغادر حتى تفعلي ذلك
تجاهلته تولاي لتشعر ببعض النظرات تحدق بها نظرات لا تضمر خيرا أبدا التفت على الفور نحوها لتتصادم أعينهما لوهلة اقترب منها صاحب تلك النظرات الشريرة ليقف بالقرب من طاولتهما قال روبن: من تكونين يا آنسة؟
قالت المرأة: أنا كاترينا موراي سعيدة بلقائك
قال روبن: تشرفت بمعرفتك
نظرت كاترينا نحو تولاي بابتسامة خبيثة لتقترب من أذنها و تهمس قائلا: لابد أن الرسالة وصلت إليك تأكدي أن تردي عليها قبل فوات الآوان آنسة لوريجن
قالت آخر كلمتين بسخرية كبيرة ابتعدت عنها لتبتسم من جديد و تغادر قال روبن: أهي شخص تعرفينه؟
هزت رأسها نافية ذلك لتنهض من مقعدها و تبدأ السير نحو المخرج تعجب روبن تصرفها ليلحق بها عند كايت الذي يغادر برفقة لوسي الحفل و هي تمسك بذراعه كالعادة انتبها لتولاي و هي تصعد سيارة الأجرة برفقة روبن لتقول لوسي: إذا الشائعات صحيحة كما توقعت على كل هما يناسبان بعضهما كثيرا ألا تعتقد ذلك أيضا كايت؟
لم يجبها كايت بأي شيء لتنظر إليه و تجد تلك العيون الغاضبة تحدق بهما استغربت ذلك لكنها ابتسمت بمرح و هي تخفض عينيها و تقول في نفسها: هكذا إذا يبدو أنه بدأ يكرهها هذا جيد
اتسعت تلك الابتسامة على وجهها لتسمع كايت يقول بهدوء: أرجو المعذرة آنسة بيرون لن أستطيع أخذك للمنزل هناك ما أود الحديث فيه مع روي
استغربت ذلك لتنظر إليه باستعجاب سحب ذراعه بهدوء من بين يديها ليحمل هاتفه و يتصل بروي مدبرا موعدا معه زادت الدهشة على وجهها من عجلته صعد كايت سيارته ليذهب حيث اتفقا على اللقاء في مقهى قريب من منزل روي قال روي بمرح و هو ينظر إليه: هل اشتقت إليّ بهذه السرعة؟
نظر كايت إليه بانزعاج و يقول: هذا ليس وقتك البتة هناك ما أود سؤالك عنه
تعجب روي الجدية التي ظهرت عليه ليقول بهدوء: ماذا هناك؟
قال كايت: لديك معرفة بمجموعة المتحولين أليس كذلك؟
قال روي باستغراب: أجل هل أستطيع مساعدتك في شيء ما؟
فكر كايت قليلا ثم تنهد و قال: كم عدد الفراشات المميزة في نوعها؟
دهش روي من سؤاله لكنه فكر في الأمر ثم قال: هناك ثلاث فراشات ملكية و فراشات نبيلة و فراشة واحدة نادرة
قال كايت: فراشة نادرة؟ و السبب؟
قال روي: لم أبحث في الأمر كثيرا فالمعلومات عنها صعبة الحصول خاصة من الفراشات أنفسهم فهم لا يتحدثون عنها أبدا
قال كايت: هكذا إذا....برأيك الآنسة لوريجن أي نوع من الفراشات هي؟
فكر روي في الأمر كثيرا قبل الإجابة قائلا: لا أعلم حقا صحيح أنها ليست فراشة عادية لكنها لا تبدو كفراشة ملكية أو نبيلة فكلاهما يحملان نوعا من العلامات المميزة حول أعينهم أو ظاهر كفهم
شغل الأمر تفكير روي كثيرا فقد أحضر له موضوع بحث جديد ليقاطع صوت كايت الهامس أفكاره رفع بصره ليرى الجدية تحيط به فهو غائر في أفكاره ركز في كلماته الهامسة القائلة: ربما جدي يعرف ذلك فهو أيضا عالم بهذه الأمور
تذكر روي أمرا ما ليقول: صحيح تذكر حادثة القتل التي وقعت في حفل منزلنا صحيح؟
قال كايت: أجل و أعتقد أنك المسؤول عن تلك القضية
قال روي بمرح: أجل هذا صحيح و اقتربت من معرفة القاتل هي فراشة بالتأكيد
قال كايت بنبرة متعجبة: أقلت هي أم يخيل لي ذلك؟
قال روي: أجل هي فتاة بالتأكيد فالعيون مختلفة الألوان تميز إناث الفراشات فقط و لتضيق نطاق الاشتباه الإناث الموجودات هنا حاليا و اللاتي لهن علاقة بالضحية هن اثنان و ثلاثون فراشة منهن أربعة عشرة فراشة يحملن عيون مختلفة الألوان لكن جميعهن لا يحملن اللونين اللذين ذكرهما تيم لذا اعتقد بأنهن إما يستخدمن عدسات لاصقة لإخفاء ذلك أو طريقة أخرى كالسحر
نظر كايت بانبهار لروي المتحمس و المسترسل بالحديث ليقول بابتسامة: حقا لم لم تصبح محققا روي؟ أنت موهوب بالفطرة
ابتسم روي له بمرح ليقول: شكرا لك يسعدني اطراؤك كثيرا لكنني لا أهتم بالقضايا العادية المملة و أيضا أحب معرفة المزيد عن جميع المتحولين و ثقافات البشر
ابتسم كايت له بلطف لينزل عينيه للأرض و تمحى تلك الابتسامة عن شفتيه لتذكره والدته التي لطالما شجعته على العزف بالبيان قال روي الذي شعر بذلك ليقول: أثق بأن عمتي كانت لتفخر بك أيضا
هز كايت رأسه بالنفي ليقول: كان حلمها أن أصبح عازف بيان مثلها
قال روي ممازحا: حقا؟ لم أعرف أنها كانت تجيد العزف على البيان أبدا أذكر أن أبي قال لي أنها كانت سيئة في ذلك
قهقه كايت بمرح ليقول: أجل كانت كذلك بالفعل قبل زواجها لذلك أصرت على أن أصبح عازف بيان مشهور
ابتسم روي له فتلك التعابير نادرا ما تظهر على وجهه ليقول له: هل تذكر عندما تشاجرنا عند أول لقاء بيننا في المدرسة؟
قال كايت بابتسامة تحن لذلك الماضي: أجل كنت مزعجا للغاية و لا تزال كذلك
ضحك روي بمرح شديد ليقول: لا أصدق أننا كنا نتشاجر بسبب طاولة و مقعد
ضحك كايت أيضا لتذكره ذلك أمضيا بقية الوقت يتذكران الذكريات القليلة بينهما بسبب كره لاري لعائلة والدة كايت لم يتقابلا سوى مرات قليلة في طفولتهما تلك الابتسامة الدافئة التي ظهرت على وجه كايت أسعدت روي كثيرا حتى انضم شخص ثالث إلى حديثهما بقوله: بدأتما الحفلة بدوني كم أنتما فاقدين للإحساس
رفع كايت نظره لصاحب الصوت المألوف لديه ليبتسم له بمرح و هو يجلس بالقرب منه ليقول له: هل تحسنت صحتك أخيرا جاك؟
قال جاك: لو لم تكن كذلك لما أتيت لهنا
قال روي بابتسامة: هذا جيد فقد اشتقت إليك كثيرا
قال جاك: و أنا أيضا اشتقت إليكما كثيرا
قال كايت: أنا لم أفعل لذا لا تتحمس هكذا
ضحك جاك بمرح ليفعل روي المثل بينما اكتفى كايت بابتسامة مرحة لنفسه سهروا معا لوقت متأخر من الليل ليجددوا الأوقات الممتعة التي قضوها معا




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:46 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:04 AM   #50
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






في مكان آخر بعيدا عن كل هذه السعادة في منزل بدا عليه الفخامة في كل شيء في إحدى غرفه الواسعة كان يجلس على ذلك الكرسي الكبير رجل سمين بعض الشيء بعيون زرقاء داكنة و الابتسامة تزين شفتيه الممتلئتين جلست بالقرب منه كاترينا موراي بابتسامتها السعيدة و هي تقول: ماذا سأفعل الآن سيدي؟
قال الرجل بهدوء: لا شيء سأنتظر لوقت قصير لأرى ما ستفعله تلك الفراشة أثق بأنها ستأتي و تعيد ما تدين لي به
قالت كاترينا: و إن لم تفعل سيدي؟
قال الرجل و هو يحدق في صورة تولاي بثقة: لا تقلقي لديّ حل لكل مشكلة
قبلت كاترينا ذلك الرجل على وجنتيه سعيدة بالخبر الذي تلقته أخذت الصورة منه لترميه في المدفئة القديمة القريبة منهما مضت عدة أيام على أفضل ما يرام عدا أن الأجواء الشتوية أكثر برودة هذا العام و الملل يسيطر على تولاي التي قلت أعمالها بسبب انتهاء تصوير الفيلم كما حال كايت الذي بدأ يفكر بجدية في حل لمشكلة الإسطوانات الفائضة و أمر الزواج الذي سيتم رغما عنه في إحدى الليالي الجليدية في المنطقة كانت تولاي تسير في ممر الشركة تحدق بندف الثلج البيضاء المتساقطة من السماء الملبدة بالغيوم الداكنة غطت الطرقات ببياضها الناصع لتصبح حركات المرور عسيرة بعض الشيء أنزلت ناظريها للأرض بهدوء حتى أوقفها سماع صوت لوسي المرح القريب منها لتنظر إليها تقف بالقرب من الشخص الذي لا تود التقائه في الوقت الراهن لتتلاقى أعينهما في لحظة صمت أبعدت عينيها عنه لتشعر بنظرات لوسي الغاضبة تخترقها أكملت سيرها متجاهلة لهما ليقول كايت بهدوء: ألا يجدر بنا التحدث في شيء ما آنسة لوريجن؟
قالت تولاي: لا أعتقد ذلك ليس لديّ وقت
حاولت إسراع خطاها لتنجو منه لكن يده كانت أسرع منها لتوقفها بهدوء في مكانها لتبدأ نبضاتها بالتسارع لذكرى تلك الليلة قال كايت: أعد بأني لن أخذ الكثير من وقتك
لم تجبه بأي شيء فهي تريد الرحيل و الابتعاد لتقول لوسي: هل لي بمعرفة ماذا يجري هنا؟
قال كايت: أمر خاص بيننا
توسعت أعينها للنبرة المنزعجة و الغاضبة من سؤالها التي تحدث إليها بها للمرة الأولى سار مبتعدا عنها و هو يسحب تولاي خلفه تحت أعينها المصدومة من ذلك و الغاضبة للغاية لتقول في نفسها: سأقتلك بالتأكيد تولاي لوريجن فقط انتظري
أكملت سيرها بغضب شديد لتصطدم بكاترينا التي تعمدت ذلك و هي تقول بآسف مصطنع: لم أرك هنا آنستي
قالت لوسي بانزعاج: فقط ابتعدي عن طريقي
قالت كاترينا بهمس و هي تقترب منها: أرى أنك تريدين التخلص منها أقصد تلك الفتاة المدللة التي رحلت مع خاطبك
نظرت لوسي باندهاش لمعرفتها بالأمر لترى تلك النظرات الغريبة في عينيها لتقول من جديد بصوتها الهامس: سأفعل ذلك لأجلك فهي أيضا تزعجني و أعدك بأنني سأتخلص منها مرة و للأبد
قالت لوسي بصوت هامس: و لم قد تفعلين ذلك لأجلي؟ و أنا لا أعرفك
قالت كاترينا: هدفنا واحد التخلص منها و أيضا سرقت مني الشخص الذي أحب أيضا
قالت لوسي بابتسامة نصر و خبث: هل أستطيع الاعتماد عليك في ذلك؟
هزت كاترينا رأسها بالموافقة و هي تقول: ستسمعين خبر موتها مساء الغد
صدم لوسي المدة القصيرة التي وعدتها به لكنها شعرت بالسعادة تملؤ قلبها لمجرد التفكير بعالم خال منها ابتسمت كل واحدة منهما للأخرى لتغادرا في طريقهما عند تولاي التي كانت تقف في غرفة كايت المخصصة له و هي تفكر بطريقة للهرب منه بينما أعينه تطارد كل تصرفاتها الغير واضحة عليها ليتنهد بانزعاج و يقول: أخبريني فقط ماذا فعلت لك لتتصرفي نحوي بهذه الطريقة
لم تجبه بأي شيء و اكتفت بإبعاد عينيها عنه ليعض شفتيه بانزعاج لتظهر بعض الدماء من الجرح الذي سببته أنيابه و يقول: إذا كنت لا تريدين التحدث توقفي عن تجاهلي إذا فهذا الأمر يزعجني جدا
قالت تولاي: لماذا عليّ الاهتمام بذلك؟
أغضبت تلك الكلمات كايت ليتقدم نحوها بخطوات سريعة و يجبرها على التراجع للخلف حتى يأسرها حاول إخراج ما حوته عينيها الخاليتين من المشاعر برأيه لتبعدهما على الفور عنه و استدارت برأسها حيث لا تتقابل أعينهما صدم حالما رأى الجرحين المتوازيين على عنقها المكشوفة بسبب تسريحة شعرها المرفوعة للأعلى وضع يده عليهما و هو يقول: هل فعل ذلك المستذئب هذا؟
قالت تولاي بصوت هامس: لم يفعل بل أنت
صدم أكثر من السابق ليضع يده على فمه بغير تصديق و ذهول شديدين ابتعد عنها بخطوات بطيئة بدأت الرؤية تصبح ضبابية و العالم يدور من حوله ليتذكر أحداث تلك الليلة كما لو أنها تعاد من جديد لتزيد صدمته أكثر من السابق و يقول بصوت منخفض مرتجف: هذا غير معقول
رفع رأسه لينظر إليها لكنها اختفت تماما من الغرفة عادت للمنزل حيث كان زيس نائما بهدوء بعد تعب دام أربع أيام بسبب تغير الفصول توجهت لغرفتها بدلت ثيابها و اختفى جسدها تحت بطانيتها الرمادية ذات الطبقات الكثيرة لتحمي جسدها من برد الأجواء أغمضت عينيها دون التفكير بأي شيء لتغط في النوم استيقظت في الصباح الباكر على صوت ضجيج قادم من الصالون لتنهض بتثاقل و تسير نحو الباب لتسمع صوت زيس الغاضب مع صوت شخص آخر فتحت الباب لتنظر إليهما بهدوء بينما نظر زيس إليها بارتباك تقدمت نحوهما لتنظر للشخص الذي يتحدث إليه زيس ليقول لها: آسف على إزعاجك في هذا الوقت
لتنظر لزيس بالنظرات ذاتها ليزيد ارتباكه ليبعد عينيه عنها و يقول: آسف إن أيقظتك
تنهدت بهدوء لتعود لغرفتها من جديد تنهد زيس بارتياح ليقول بصوت هامس منزعج: كل هذا بسببك غادر الآن
قال ذلك الشخص بالطريقة ذاتها: تتصرف كما لو كان المكان منزلك أيها المتطفل
قال زيس بغضب: أنا لست كذلك روبن
قال اسمه بغضب و انزعاج شديدين ليتضايق روبن من ذلك و يقول: أنت من يجدر به ترك المكان أيها الطفولي زيس
بدأت شرارات الغضب بالتطاير من أعينهما تود إحراق الآخر لتقطعها تولاي بصوت باب الحمام الذي فتحته مغادرة إياه و هي ترتدي معطف الاستحمام الأبيض القصير التفت كل منهما للجهة الأخرى بإحراج كبير ليقول زيس: ماذا تظنين نفسك فاعلة تولاي؟ تعلمين بأنه لا يجدر بك الخروج هكذا
قال روبن: أتفق معه في هذا لا تعرفين ما قد يفعله هذا الطفولي
قال زيس بغضب و هو ينظر إليه: ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال روبن و هو يقف مواجها له: تعرف جيدا ما أقصده تماما زيس
قال زيس: أنت بالتأكيد تود الموت على يديّ
ألصقا جبينهما ببعض مقربين مسافة الشرارات بينهما علها تصل لتقوم بإحراقهما عادت تولاي لغرفتها و هي تقول بصوت منخفض: حقا إنهما طفلين مزعجين
ارتدت بنطالا أزرقا فاتحا طويل و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة و عنق طويل مخطط طوليا بالرمادي و جاكيت رمادي فاتح بأكمام على الكتف و حذاء أسود طويل رفعت شعرها بشكل دائري لتزينه بدبوس أزرق داكن ألصقت به فراشة سوداء متوسطة الحجم غادرت الغرفة لتراهما لا يزالان يتجادلان حملت أحد معاطفها المعلقة قرب باب المنزل لترتديه و هي تتنهد بقلة حيلة انتبه زيس لوقوفها قرب باب المنزل ليقول لها: ألديك عمل في هذا الوقت المبكر؟
هزت رأسها نافية ذلك ليقول روبن: إذا إلى أين تذهبين؟
قالت تولاي: هناك أمر عليّ القيام به
تعجبا ذلك لينتبه زيس للدبوس الذي زين شعرها ليقول بابتسامة مرحة: لا أصدق بأنك لا زلت تحتفظين بهذا الدبوس حتى الآن إنه يناسبك حقا كما توقعت
لم تبالي تولاي بالتعابير السعيدة التي ارتسمت على وجهه لتغادر المنزل و تشعر بالبرد يتسلل إليها شيئا فشيئا بدأت السير نحو المقهى المعتاد





 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:47 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سماء سالار الملحية DoLoR علوم و طبيعة 8 08-05-2022 05:07 AM


الساعة الآن 04:58 PM