|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-10-2020, 12:59 AM | #56 |
شـآبترّ الـثّامن و العـّشرون ـ يّـوم واحدّ فقطّ بّليلةّ ظلماءّ سّقط ثلّج فيهاّ بكثّرة كذلّك أبرّقت السّماءّ كّان هوّ يجلسّ فيّ أعلى تلكّ السّلالم الطّويلة غيرّ قاّدر على النـّوم و عينيهّ ذاّت اللونّ الأخضرّ واسّعتينّ ذاتّ دّهشة لمّ يستطعّ إخفاّئهاّ بالّرغم منّ مرورّ أسبّوع ، فّلا يزالّ كلامّ جـدّه بيترّ يدّور فيّ رأسهّ طّوال الوقتّ دونّ أنّ يتركّ الراحةّ تّطرقّ قّلبه و لاّ يزالّ غيرّ قّادر علىّ تصديّقه ليسحبّ منّ جيبّ سترتهّ الرسميةّ صّورة ماّ صّارت ترافقّه يّومياّ ، نايتّ بالخامسةّ عشرّ من عمرهّ بجّانبه يجلسّ رجّل ماّ فيّ منتصفّ الثلاثينات على شّفتيه ابتسـّامة فّخر و اعتزاز بينماّ نـظرّات نايتّ باّردة فّارغة لكنهاّ عمـّيقة و ذّات لمعـّة غـّريبة ، أفّعلا هـذاّ هوّ الفتى الذيّ عـّاش طفّولته معه ؟ بالكادّ يستطيعّ معـّرفته الآنّ ، لاّ بلّ لطاّلما لمّ يستطعّ فهمّه عنـدّما سّمع صّوت بـّوابة الإلكترونيةّ تفتحّ منـّبئةّ بّمجيء شّخصّ ماّ ، لحظاتّ حتىّ رأى نايتّ يتقدمّ بّخطواتّ سّاكنة لاّ صوتّ لهاّ فيّ الظـّلام حينماّ لمحـّه كايّل ابتسمّ بكلّ تهكمّ دوماّ ماّ كانّ لتحّركاته نغمّة خاّصة مرفقّة بّصمت مخيفّ فقطـّع نايت طّريقه بهدوء لما وجـّه نظراّته نحو كـّايل الجالسّ على غيرّ عّادته دونّ أنّ تكون إليزابيثّ من حـّوله فّكاد أن يستمرّ فيّ خـطّواته لولاّ أنّ كايلّ تحدثّ بّنبرة جافةّ ـ أنتّ بالفـعلّ مخيف لاّ الأصحّ أنّ أقولّ عنكّ وحشّا رمـّقه نايتّ بطرفّ عينهّ بدونّ مبالاّة ثمّ نزعّ ربطّة عنقّه التيّ تكادّ تخنقه و عـبرّ منّ جانبّ كايلّ غيرّ آبه لكّلماته حينّ تـّحدث الآخيرّ مجدداّ بنبرةّ أشدّ جفوة ـ حتىّ لو كنتّ تملكّ مبرراّ لكنّ ما فّعلته لا يغتفرّ، توّقف نايتّ عن السيرّ لوهلة لمّ يعتدّ أنّ يهتم لكلماتّ آحد خصوصاّ كايلّ فكلّ حرفّ يتفوه به يكونّ لاستفزازهّ و إثّارة أعّصابه لذّلك أنّ يقوم كايلّ بالثيران خلالّ هذّه الأيّام التيّ سوفّ يتمّ فيهاّ ترشيحّ الرجلّ المناسبّ لّأخذ منصبّ رئيسّ كلّ شركـّات لبيرّ في جميعّ أنحاء العـّالم لذّلك لمّ يعر كلامه اهتماماّ عنـدّما سّارع كايلّ بّإمساك ذّراعه مانعاّ إياه من المرورّ فّإستدار نايت بكلّ كسّل نـّاحيته ، تحدثّ بّحدة ـ ألاّ تشعرّ بشيءّ و أنـّا أهينكّ ؟ ألاّ تملك قّلباّ أمّ أن وضيفته معطّلة لدّيك ؟ نـظرّ إليه نايتّ بطرفّ عينه ليبتسمّ فجأة بّعدما عّلت ملامحّه صّفة التهكمّ و الاستهزاء ، وضّع إصّبعه علىّ قّلبه بّسخرية ثمّ عـّاد يّرفعه إلىّ عـّقله مديراّ إياه فيّ شكلّ دائريّ دلاّلة على وصّفه لابن خاله بالمجنونّ حينهاّ شعـرّ كايلّ بالغضبّ العـّارم ينسابّ تدريجياّ إلىّ قلبه ، ما الشيءّ الجيدّ بكتلة الجليدّ هذه لتقعّ كل فتياتّ بّحبه ؟ عـدىّ مـظّهر و الوسّامة فّهو لاّ يملك شيئاّ ، زفرّ بكّره منّ برودة أعصابه و قدّ أفحمته ثمّ قالّ ـ إسمـعّ نايت أنـّا أكرهكّ لاّ بلّ منّ الأصّح القّول أننّي أمقتكّ لكنّني لنّ أستوليّ على الشّركة بّملفات قّذرة هذّه المرةّ أناّ ألعبّ بكلّ نزاهةّ ، صمتّ نـّايت لوهلةّ من الزمنّ ثمّ نـظرّ إلىّ تلكّ الصّورة التيّ كايلّ يمسكها بكلّ إحكام فّإنتزعهاّ من بينّ يدّه بّكل بّرود و ركزّ عّليهاّ عندّها تغيرّت ملامحّه خلالّ ثانية حيثّ بّعد محاولات كايلّ الفاشلةّ فيّ إثارة أعّصابه نجّحت هذّه الصّورة فّي قّلب كيّانه رأسّا على عقبّ فاحتدت عينيه فّرمقه كايلّ غيرّ مصدقاّ إذّ أنه حالماّ رأى تلكّ الصورة امتلكّ نفسّ النـظرّة منذّ ذلك الوقتّ ، أيعقلّ أنّ لذّلك الرجلّ هذاّ المدى منّ التأثيرّ ؟ مزّقها إلىّ عديدّ من القطّع ثمّ رماهاّ أرضّا ليقومّ بّدوسها ، تحدثّ بلهجةّ حـّادة نـّارية ـ يستحسنّ أنّ تبعدّ أنفكّ عنّ شؤوني كايلّ ما دامّ ليّ مزاج لذّلك ، أيضّا قبلّ أن تهددنيّ أنظرّ حولكّ جيداّ عـّاد ليرسم على شفتيهّ ابتسامةّ ساخرةّ حـّاقدة مستهزّئة ثمّ بخـطّوات هـّادئة كسّولة غـّادر .. حالماّ إختفى عنّ أنـظارّ كـّايل سددّ لكّمة قّوية علّى الجـداّر بينماّ أناملّه ترتجفّ من العـّصبيةّ فيّ حينّ أنّ عينيهّ تنبّئان بّهبوبّ عـّاصفتهّ ، استنشقّ أكبرّ كميةّ من الهـّواء و أمسكّ بيدّه كانّ يرتجفّ بكلّ جنونّ قدّ كانتّ قدّميه بالكاد تحمّلانه، هـذاّ لاّ يحتملّ لقدّ تجاوزّ ديميتريّ حدودّه .. همسّ بنبرةّ مبحـّوحّة حّاقدة ـ سحقّا ، فقطّ سحقّا شّعر بّقدوم شّخص ماّ فّسارع بّتعديلّ وقوفّه حـّينماّ توقفّت سوزيّ أمامهّ كانّت تستطيّع أنّ ترى بّوضوحّه كيّف هوّ ثـائر الآنّ بالّفعل قدّ تمكنّ منه كايلّ هذّه المرةّ لكنّ ما الذيّ يجّعل رجلّ الفولاذيّ يّثور بّمثل هـذّه الطّريقة حتىّ أنّ قدّميه لاّ تستطّعان إسناده ؟ هزتّ رأسهاّ ناّفية هذّه الأفكارّ فلاّ شيءّ يجّعل سيدّها غاضّبا أكثرّ من شخصّ يحـّاول نبّش حولهّ لذّلك ابتعدتّ عنّ طـّريقه كيّ تدّعه يمرّ أولاّ إذّ كاّن أمامهاّ ، بقيّ لمدّة من الزمنّ على تلكّ الوضّعية عنـدّما ّنظرّ إليهاّ بّبرود بّعدما استعـّاد أعّصابه ، قـّال بّنبرةّ مّبحوحة ـ سوزي ، لقدّ تغيّر هدفكّ .. الشخصّ الذيّ يجبّ أنّ تضعيه نصّب عينيكّ فيّ المرتبةّ الأولى هوّ كـّايل لاّ تدّعيه يّغيبّ عنكّ لّدقيقة أهـذاّ واضحّ ؟ أومأتّ بالإيجابّ فّسـّارع نايت بالمغـّادرة بينماّ تنهدتّ سوزيّ و ماّ الذيّ سّوف يّتجرأ كايلّ على فعله بينماّ تلكّ الحرباءّ تقودّه فيّ الأرجاءّ كماّ لو كأنهّ حيّوانهاّ الأليّف ؟ الأجدّر أنّ تّضع إليزابيثّ أمامهاّ لاّ كايلّ فّهيّ العقلّ المدبرّ لكلّ مكيدةّ و جميعّ المصائبّ فيّ القصرّ ، اتجّهت إلىّ الأسفلّ لترى كايلّ جالساّ فيّ مكانهّ يّسند بذّراعيه رأسه و يبدواّ أنهّ يفكرّ بّعمق ، زمتّ سوزيّ شّفتيهاّ بّإنزعاجّ ثمّ انزوت فيّ ركنّ مظلمّ كيّ تتمكنّ من رؤيته دونّ أنّ يلمحّها عنـدّما مرتّ إليزابيثّ كانتّ كعّادتهاّ ترتديّ فستانّ سهرةّ جّميلّ ذوّ لون قّرمزي و ترفّع شعرهاّ الأسودّ للأعلىّ على شكلّ كعّكة ، أجلّ إنهاّ بالفّعل ملكةّ لكنّ بصّفات سافلةّ ، تقدمتّ من كايلّ ثمّ وضعّت يدّها على كتفهّ بحركةّ مغـّرية لترسمّ على شفتيهاّ ملامحّ الحزنّ قّالت بنبرةّ تعيسةّ ـ كايلّ ماذاّ بكّ ؟ لاّ تبدوا بّخير هذّه الأيام ؟ هلّ هذاّ بسببّ نايت ؟ رفعتّ سوزيّ حاجبهاّ بّسخرية ، ردّة فعل إليزابيثّ تخبرهاّ بأنها كانتّ تستمع لنقاشّ الذيّ دارّ بين القّريبينّ هـذاّ مؤكدّ فّزمت شفتيهاّ بعبوسّ هيّ الآخرى إذّ أنّ كايلّ سرعان ماّ يستسلمّ لحركاتّ إليزابيثّ الجّريئةّ لكنّ هذّه المرةّ فقطّ وقفّ بكلّ برودّ مبعدّا يدّها عنّ كتفهّ بعدمّ مبالاّة ثمّ تحدثّ بنبرة جاّفة ـ أبتعدي عنيّ ليسّ لي مزاجّ لسماعّ ترهاتك شّهقت سوزيّ بّصدمةّ بينماّ نـظرتّ إليه إليزابيثّ غيرّ مصدّقة ، ما الذيّ يحدّث هناّ ؟ بينماّ غـّادر كايلّ الردّهة متجّها إلىّ الـّشركة أوّ لأيّ مكانّ يكونّ قادراّ فيه علىّ تصفية أفكارّه و الاستعداد إلىّ إجتماع الذيّ سيقامّ غداّ / دوّى صّوت صرخةّ قدّ قطعّ سكونّ الغّرفة عندّما ارتطّم وجّهها بالأرضّ لمّ تكنّ قاّدرة على فّعل شيءّ لمنعّ سقوطّها فّسارعّ فرانسواّ ناحيّتها قّلقاّ ثمّ كّاد أنّ يمدّ يدّ العونّ لهاّ عندّما أشّارت لهّ ماريّ بّعدم الاقتراب ، بينماّ تنـهدّ الطّبيب بّكل يأسّ هّز رّأسه نفّيا و أشّار على قدّميها قّائلاّ بحدة ـ آنسة ماري لقدّ مضى أسبوعينّ و لمّ تستطيعيّ التحركّ خطوةّ واحدةّ للأمامّ ، أرجوكّ حاوليّ فّإن استمررت بهـذاّ الوضّع نحنّ لن نتـّقدم أبداّ ، حسناّ سيدّ فرانسواّ استدعينيّ عندّما تكونّ آنسة ماريّ مستعدةّ نفسياّ ثمّ غـّادر الغـّرفة شّاتماّ علىّ عدمّ تعاونّ ماريّ معهمّ إذّ أنها تّرفضّ المساعدةّ كماّ أنهاّ لم تجربّ حتىّ الآنّ أنّ تسيرّ بلّ تكتفيّ بّجلوس علىّ كرسيهاّ المتحركّ غيرّ مباّلية لأوامرهّ، لاّ يستطيعّ التعاملّ مع شخصّ لاّ يبذلّ أيّ جهدّ بينماّ كتفت ماريّ ذّراعيهاّ بّغضب كيفّ له أن يتحدّث معّ مرضاه بهذّه الطريقّة المتعجرفةّ ؟ لمّ يقتصّر الأمرّ على اليومّ فقطّ بلّ طّوال الأسبوعينّ يعاملهاّ كّما لوّ كأنهاّ آلة عّاطلة عنّ العملّ ليسّ مريضةّ بحاجّة لّعنايةّ ، كادّت أنّ تتحدثّ لولاّ أنهاّ قررتّ إلتزامّ الصمتّ فيّ آخر لحـظةّ حينهاّ تنهد فراّنسواّ بقلة حيّلة و بالّرغم منّ أنه يّفضل عدمّ التدّخل إلاّ أنه وجدّ نفسه يتحدثّ بقليلّ من الإستياءّ ـ سيدتيّ ما الذيّ يحدثّ لكّ ؟ الآنّ بعدّ أن وصّلنا إلىّ هناّ لاّ يمكنناّ التّراجعّ و أنتّ تعلمينّ فلماذاّ لاّ تبذّلين جّهدكّ ؟ سيدتيّ لمّ أكنّ يوماّ أعتقدّ أنكّ بهذاّ الضّعف . نـظرتّ إليهّ ماريّ بّعينينّ واّسعتينّ قدّ عكسّا مدىّ الألمّ الذيّ تّشعرّ به حتّى لو أنهاّ رفضتّ البوحّ به لكنّ استمرارّ نايت فيّ صدّها قدّ كسرّ آخرّ بريقّ أملّ كانتّ تتمسكّ بهّ فأطرقّت رأسهاّ للأسفلّ ثمّ أحكمتّ القبضّ على فستانهاّ الأبيضّ البسيطّ لتبدأّ دموعهاّ بأخذّ وجّنتيهاّ مّؤوى لهماّ تلكّ الدموعّ التي استمرتّ في كتمانهاّ هاهيّ تّنطلقّ الآنّ غيرّ مبالّية ، بينماّ ارتبك فرانسواّ إذّ أنه و بكلامّه أرادّ لماريّ أنّ تتشجعّ و تستعيدّ رباطّة جأشهاّ لاّ أنّ تبكيّ فكادّ أنّ يقتربّ منهاّ إلاّ أنهّ لمّ يستطعّ الحراكّ فقّال بّتوتر ـ سيدتيّ آنا أسّف أرجوكّ لا تبكيّ ، أناّ آسفّ كانّ يلومّ نفسه بشّدة علىّ فتحّ فمهّ و كمّ كانتّ سوزيّ محقّة عندّما تنادّيه بّأبلّه إذّ أنهّ مهماّ حاولّ فهوّ ليسّ قادراّ على فهمّ مشّاعرّ النّساءّ لذّلكّ لمّ يجدّ ماّ يّفعله غيرّ التأسفّ بإستمرارّ حينماّ تحدثّت ماريّ بنبرةّ بّاكية ـ فرانسواّ ، أظنّ أنهّ يكرهنيّ رفعّ حاجبّيه بّإستنكارّ ألمّ تكن تبكيّ لأنّه نعتهاّ بالضّعيفة ؟ إذّن سببّ حزنهاّ طوالّ هذّه الأيامّ هوّ أنّ نايتّ لم يتحدثّ معهاّ ؟ لكنّ و هلّ هذاّ سببّ يدعواّ للحزنّ ؟ عندّما رأىّ عينيهاّ اللامعتينّ و هي ترمقّه بنظراتّ مرتجيةّ فّسّارع بالنفيّ قّائلاّ بكلّ إرتباك ـ لاّ بالطبّع لاّ سيدتيّ إنهّ فقطّ مشغولّ لأنّه يّريد نيلّ منصبّ الرئيسّ بشدّة لاّ أعتقدّ أنه يتجاهلكّ عنّ عمدّ زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ شديدّ و قدّ عـّادت دموعّها تسقطّ عندّما أدركّ فرانسواّ أنهّ أخطأ مجدداّ فلمّ يكنّ يجدرّ به قّول الجملّة الأخيرّة فّضربّ جبّهته بّندمّ و إنحنىّ بكلّ استياءّ من فشّله متأسفّا ، رفعتّ ماريّ يدّيها و قّامت بمسّح دموعهاّ بكلّ عصبيةّ لتتنهدّ .. لمّ يّقل فرانسواّ أيّ شيءّ خاطئّ فّهي تّعلم أنهاّ تدفعّ بّنفسهاّ نحو نايتّ بينماّ هوّ غيرّ مباليّ بتواجدّها منّ عدمهّ ، أطرقتّ بّرأسهاّ للأسفلّ غيرّ رّاضية عنّ ضعفهاّ هيّ كذلكّ، إلىّ متى ستستمرّ بهذّه الطرّيقة ؟ تطاّرده دون جدوىّ تعتمدّ علىّ فلورّ و تّعلم دوماّ أن ويليامّ بجّانبها ، لماذاّ هي بهذاّ السوء ؟ بّهذا القدرّ من الغباءّ ؟ صمتّ فرانسواّ لوهلةّ من الزمنّ ، إنهّ أكثرّ من يدرّك قّتالهاّ لّقلبّ نايتّ فلطالّما كانّ بجانبه و لطالماّ رأىّ محاولاتّها المستمرةّ فيّ لفت إنتباهه لذلّك إنّ أرادتّ أن تستسلمّ فلهاّ كلّ الحقّ فيّ ذلكّ ، لكنهّ هوّ الآخرّ لا يستطيعّ أنّ يتركهاّ ترحلّ فإنّ غـّادرت من سوفّ يقفّ فيّ وجّه نايتّ ؟ منّ سيعيدّ له إنسانيته ؟ تقدمّ منها بّبطء ثمّ جلسّ أمامهاّ مستنداّ على ركبتهّ ، كانّ يبدوّا متردداّ لكنهّ رفعّ رأسه و نـظرّ إليهاّ بكلّ قـّوة مليئّة بالرجاءّ ، قاّل بنبرةّ هادئّة ـ سيدتيّ أرجوكّ إنتظريّ قّليلا فقطّ فّأنا أثقّ أنّ نايتّ سوفّ ينظرّ نحوكّ مماّ طالّ الزمنّ ، أعلمّ أنكّ ستنجحينّ فيّ نيلّ قلبه فلا تستسلميّ الآنّ كانتّ كلماتّ فرانسواّ رقيقةّ جداّ مليئّة بالعطفّ و الحنانّ كيّ تنسابّ إلىّ قلبهاّ محاّولة أنّ توقدّ شعلة الأملّ الصغيرةّ تلكّ التي انطفأت لكنهاّ لم تكنّ كافّية أبداّ لّإنارة زواياّ المّظلمة بّقلبهاّ ، فاكتفت ماري بّابتسامة لطيفة تّشكره فيهاّ ثمّ رفّعت عينيهاّ نـّاحية الشّرفة لترىّ برجّ إيفل المشهورّ كمّ كان جميلاّ بأضوائه المشّعة ، حركتّ عجلاتّ كرسيهاّ إلىّ الشّرفة بّجهدّ لتمدّ يدّها تحتّ سماءّ باريسّ ، زمتّ شفتيهاّ بقلّة حيلة فّتقدم فرانسواّ ليقفّ خلفهاّ ، قـّال محاولاّ إبهاجهاّ ـ ماّ رأيكّ أنّ نذهب هناك ؟ أومـأّت ماريّ نفياّ مكتفية بّمراقبةّ الشوارّع دونّ رغبة لهاّ فيّ مغّادرة هذهّ الغّرفة ، تنهدتّ ثمّ نـظرتّ بعزمّ إلىّ فّرانسواّ يجبّ عليها أنّ تحاول منّ أجلّ حياةّ أفضلّ ، قّـالت بنبرةّ حـّازمة ـ لاّ بأسّ استدعيّ الطبيبّ سوفّ أحاولّ مجدداّ، دّهش فرانسواّ فيّ بداّية الأمرّ منّ تغيرّ المفاجئّ بمّزاجهاّ لكنهّ سارّ بخـطّوات سريعةّ مغـّادراّ كيّ يلبيّ طلبّها ، لاّ يدريّ لماّ لكنّ قّلقه الشديدّ عليهاّ قدّ إختفىّ بالّرغمّ من أنهّ وصّفها بالضعيفّة لكنهّ يدركّ تماماّ أنّ ماريّ ليست كذلكّ على الإطلاّق هيّ أقوىّ مماّ تّبدوا عليهّ ، بينماّ فيّ تلكّ الغرفةّ ذاتّ رائحةّ الأدويةّ المعّقمة كاّن وجّهها حزيناّ جداّ باّلرغم منّ أنها تحاولّ جاهدةّ أنّ تبذلّ ماّ بوسعهاّ لكنهاّ لا تستطيعّ تحتاجّ بشدةّ لرؤيتهّ لسماعّ صوتهّ ، تّريد بشدةّ أن تسمعّ صراخّ فلوراّ الغاضبّ لقّراراتها الغبيةّ ، تّريد أنّ تّرى ابتسّامة ويليامّ المطمئنة الهادّئة ، لماذاّ هذاّ صعبّ ؟ حملتّ هاتفهاّ ثمّ نـظرتّ إليه بكلّ حزنّ ، لقدّ اتصلتّ بهمّ جميعاّ لكنّ لمّ يجبّ أحدّ على إتصاّلاتهاّ أو حتىّ رسّائلها القصّيرة . همستّ لنفسهاّ بنبرةّ إمتلأت بالشّوق تّحن للماضّي ـ يبدواّ أننّي أشبهّ أبيّ فيّ النهايةّ، كلاناّ يجيدّ إبعادّ من حولهّ / كانّ يقفّ أمامّ مبنى السيدةّ فرانسيسّ يّضع وشّاحا يّغطى نفسّ ملامحّه معّ قّبعة ذاتّ طبع روسيّ أيضاّ معطفّ رماديّ ، نـظراتّ عينيه الحاّدتين لاّ زالتاّ نفسهماّ عندّما انتقّل إلىّ مسامعهّ صوتّ فلوراّ الحادّ المتذمرّ و الشاتمّ إذّ لاّ رغبة لهاّ فيّ الذّهاب إلىّ المتجرّ لّشراء مستلزماتّ البيتّ الضّروريةّ منهاّ لماّ لمحتّه منّ طرفّ عينهاّ ، كانّ يبدواّ لهاّ غريباّ و ليسّ كأيّ متسكع عّادي فّكادتّ أنّ تتجّه نحوهّ لتسأله عنّ غّايته لكنّ و فيّ نفسّ الوقتّ وصلّ ويليامّ حاملاّ كيسّ لجميعّ أنواعّ الطعامّ الجاهزّ فّنستّ فلوراّ ما كانتّ سوفّ تفعله و اتجّهت مسرعةّ نحوّ ويليامّ ، قـّالت بنبرةّ غـّاضبة ـ لماذاّ لم تّخبرني أنكّ ذاهبّ لمتجر الموادّ الغذّائية؟ كنتّ لأعطيكّ لائّحة بماّ أناّ بحاجةّ إليهّ ، أيضاّ .. رمقّته بنظرّة تفحصيه من أعلى رأسه إلىّ أخمصّ قدّميه كانّ يرتديّ ملابسّ نومّ المكونةّ قّميصّ أزرقّ اللونّ لاّ يكادّ يكونّ له وزناّ لّيقيه شدةّ البردّ معّ خفيّن ، ضّربت جبّهتهاّ بّقلة حيّلة ثمّ نزعتّ معطّفها الأسودّ و وضّعته حولّ كتفيه ، حركتّ شعرهّ الأشقرّ بكلّ خفةّ إذّ أنها استطاعتّ أن تخمن بأنه مريضّ و لا شكّ فيّ ذلك ، قـّالت بكلّ أسىّ ـ ماّ الذيّ تفعله ويّليامّ ؟ هلّ أنتّ أخرقّ ؟ عـدّ إلىّ المنزلّ .. سوفّ أجلبّ لكّ الدواءّ، نـظرّ إليهاّ ويليامّ للحظاتّ ثمّ لفّ ذّراعيه حولّ رقبّتها كيّ يضّع رأسه بكلّ راحةّ على كّتفهاّ ، كانّ يبدوا محموماّ و وجّنتيه حمراوتينّ بشدّة ، ماّ الذيّ يحدثّ له؟ فّأسندتّه فلورّ بّهدوء و عـّادت إلىّ المبنى ، إتجّهت إلىّ شقته ثمّ جعلتهّ يستلقي على الأريكةّ جذبتّ غطاءّ و لفته بهّ ، وضعتّ كماداتّ على جّبينه لّيستديرّ ويليامّ للجّهة الأخرى بّعدما أزعجـّه صوتّ التلفازّ العاليّ فسقطّ منّ جيبهّ هاتفهّ .. حـّملته فلوراّ كادتّ أن تّضعه جاّنبا لولاّ أن شاشته كانتّ منيرةّ فنظرتّ إليه بفّضول على غيرّ عّادتهاّ لتّرى رسّالة نّصية منّ ماريّ تّطلبّ منهّ بّترجيّ أنّ يردّ على اتصالاتها أيضاّ تريدّه أنّ يعتنيّ بّها هيّ ، بّفلور نفسهاّ فّشعرتّ بقليلّ منّ الغيضّ لماّ رأتّ أنهّ رسّالة قدّ وصلتّ على السّاعة الرابّعة و النصفّ أماّ الآن فهيّ الثامنةّّ هلّ بقيّ طوالّ هذّه الفترة خارجاّ ؟ نـظرتّ إليه فلوراّ غيرّ مصدّقّة لماذاّ يستمرّ بنكرانّ حبه الجنونيّ نحوّ ماريّ ؟ و الاسوء لماّذا تستمرّ هيّ بّكشفّه كأنهّ صفحةّ بيضاّء بالنسبةّ لهاّ ، لماذاّ لاّ يحاولّ أن يحبهاّ هي عوضّا عن ماريّ ؟ أليسّا أختينّ ؟ لوّ حاولّ فقطّ أنّ ينظرّ ناحيتهاّ لإستطاعّ أنّ يشعرّ بحبّها العميقّ نحوهّ ، كـّادت دموعهاّ أن تسقطّ فّوقفتّ لترحلّ رافّضة ضّعفهاّ عندّما مدّ ويليامّ يدّه ممسكاّ بمّعصمهاّ ، كّان بالكادّ يستطيعّ التنفسّ لماّ تحدثّ بصّعوبة ـ فلوراّ إلىّ أين أنتّ ذاّهبة ؟ أرجوكّ إبقيّ قّليلا صمتتّ لوهلّة من الزمنّ مقّاومة دموعهاّ لكنهاّ لم تستطعّ إذّ أنّ قّلبها لمّ يحتملّ أنّ يكونّ دوماّ مركزّ الثانيّ ، فّشهقتّ و وضعتّ يدّها علىّ فمهاّ كيّ تكتمّ صوتهاّ ، رفّع ويّليام أنامله المرتجفةّ كيّ يمسحّ دموعهاّ قاّئلاّ بّحنان ـ فّلوراّ ماّ الأمرّ ؟ لماذاّ أنتّ حزينةّ ؟ أمسكّت بيدّه و وضعتهاّ علىّ جّبينه بّكل عصبيةّ أوّ بالأحرىّ مخفيّة ألمهاّ ، دفّعت بالغطاءّ أكثرّ نحوّه ثمّ ضّربت كمادّة بقوة قـّائلة و الغضبّ يلفّ كلماتهاّ ـ و لماذاّ أحزنّ ؟ بلّ أناّ غاّضبة أيهاّ الأبّله فكيفّ لكّ أن تخرجّ بمّلابسّ رثة كهذّه ؟ هل أنتّ طفّل ؟ زفرتّ بغيضّ شديدّ بينماّ ابتسمّ ويّليام كعّادته ثمّ إقتربّ منهاّ ببطءّ و قّبلهاّ برّقة على خدّها لّيغلق عينيهّ بّهدوء فيّ حينّ أخذتّ فلور تسيرّ بخطّوات سّريعة غيرّ مصدقّة أفّعال ويّليام اللا مبّالية ، لحظاتّ حتىّ كانّت خـّارجا تعبرّ الطريقّ بخفة متناهيةّ لماّ عّادت تلمحّ نفسّ الرجلّ يقفّ هناكّ ينظرّ ناحيةّ نافّذتها مماّ جعل الريبّة تّنسل إلىّ قلبهاّ لكنّ لم تكن تمتلكّ الوقتّ لاستجوابه فّقررتّ تجاّهله فّغادرتّ راكضّة تّبحث عنّ أقربّ صّيدلية تستطيع أنّ تجدّها ، / لّيلة قدّ برزّ فيهاّ ضّوء قمرّ في تلكّ الشّرفة الواسّعة تّحديداّ علىّ ملامحّ وجّهه الهاّدئة المسّالمةّ ، ينامّ بعمقّ مستلقياّ علىّ أريكةّ مريّحة بجـّانبه حاّسوبه المحّمول قدّ كانتّ شاّشته تّظهرّ عديدّ منّ منحّنيات وّ تقاريرّ شّاملة بكلّ ماّ يخصّ شّركة جدّه ، شّعر أسودّ حريريّ أسدل علىّ جّبهته بكلّ عنفوان و بّشرة شّاحبة قدّ كانّ مقطبّا حاّجبيه بّإرهاقّ شديدّ حينماّ فتحّ عينيهّ واسعتينّ حادّتين ذاتّ لونّ أزرقّ داّكن نـظرّ من حوله غيرّ قادرّ على استيعابّ مكانهّ ثمّ أعتدل فيّ جلّسته كيّ يسقطّ غطاءّ ماّ علىّ الأرضّ، يبدّوا أنّه أصيبّ بالزكامّ بّالتـأكيدّ سيصّاب بهّ ما داّم قدّ غفي هناّ فيّ هـذاّ الجوّ البّارد حـّوله كميّات صّغيرة متّراكمة منّ الثـّلج بينماّ كانتّ السماءّ مليّئة بالغّيوم منبّئة بّعاّصفة ثّلجيةّ آخرى حيثّ بدأّ ضوءّ القمرّ فيّ الإختفاءّ تّدريجيّا ، وضـعّ أناملهّ علىّ رّقبته محاولاّ إخراجّ صوتهّ فّيتحدث بنبرةّ مبحوحةّ بالكادّ تسمعّ ـ مـّاري .. زفرّ بّغيضّ حالماّ تذّكر ماّ قدّ حدثّ ليتوقفّ عنّ الحديثّ فوراّ، فّرك جبيّنه بّتعبّ إذّ أن تواجدّ ماريّ حولهّ صارّ كشيءّ ضّروريّ ربماّ حيثّ أنهّ إعتـّاد إزعـّاجهاّ الدائمّ له لاّ يعلمّ لماّ لكنّ إعتقدّ أنهاّ ستبقىّ دوماّ إلىّ جاّنبه ، تّنهدّ لماّ شعرّ بّألمّ فيّ حلقه ، فجأةّ رن هاتفهّ معلناّ عنّ وصّول رّسالة نصّية .. فتحّها بّقليلّ من الاستغرابّ كان المرّسل فّرانسواّ و هـذاّ غريبّ نوعاّ ماّ ، قدّ احتوت الرسّالة تّقاريرّ عن حالة ماريّ الآنّ إذّ يبدواّ أنهاّ بالكادّ قّادرة على الاستمرارّ في هذاّ العـّلاج أيضّا حالتهاّ النفّسية ليستّ بخيرّ على الإطلاقّ، حكّ جبينه بقلة حيّلة ما هذّه المصّائبّ التيّ تّلف حوله ؟ إنهّ بالكادّ يستطيعّ التنفسّ، فجـأةّ عاّد هاتفهّ يرنّ لذّلك رفعّ السماّعة قـّائلا بنبرةّ مبحوحةّ ـ فرانسواّ ماّ الأمـّر معّ .. سمعّ ضحكاتّ خافتةّ فّقطّب حاجبّيه بّإستغرابّ ، نـظرّ إلىّ الشاشةّ كانّ رقماّ غريباّ لكنّ هذاّ الصوتّ و تلكّ الضحكاتّ السّاخرة ليسّ غريبين عّنه ، أجلّ لطالما كانّ ديميتريّ الرجلّ الذيّ يعلم تماماّ متىّ يتصلّ كيّ يزيدّ همومهّ ألماّ ، فّهز رأسهّ بّبرود إذّ لاّ رغبة لّه فيّ الحديثّ معه لكنّ بالّرغم من ذلكّ لم يستطعّ أنّ يغلقّ لديّهماّ أمورّ مشتركةّ ليهتماّ بهاّ ، تكلمّ بّنبرة تّهكمية شديدةّ السّخرية ـ حسناّ كنتّ أرغبّ فيّ الإتصّال بك علىّ آية حالّ ، إذّن لقدّ أرسلتّ ملفاتّ عن ماضيّ بأكمله إلىّ كايلّ ؟ هذّه خطّوة لطيفة منّ قبلكّ ، شكـّرا زمّ ديميتريّ شفتيهّ بعبوسّ إذّ أنه يكرهّ لهجةّ نايتّ السّاخرة التيّ يتحدثّ بهاّ فّهي تثيرّ أعصّابه ، حركّ أوراقّه بّلا مبّالاة ثمّ أجـّابه ـ لاّ شكرّ على واجبّ ، إذّن كيفّ وجدتّ المفاجّأة هلّ هي راّئعة ؟ وقفّ نايتّ و إتجـّه إلىّ الدّاخل لاّفا الغطـّاء حولّ كتفيهّ قدّ كانّ طّويلا يسحبّ من خلفّه علىّ الأرضّ ، إتجّه للحمامّ و رمى قّليل من الميّاه الداّفئة علىّ وجّه ثمّ مسحّه بالمنشّفة كيّ ينتعشّ قّليلاّ ، سحبّ خصّلات شعرهّ السوداءّ المبّللة بّعيداّ عّن مرمىّ عينيهّ ، أخيراّ أمسكّ الهاتفّ و أجـّابه ببّرود ـ ماذاّ قّلتّ ؟ رفعّ ديميتريّ حـّاجبه بّغير رضى حيثّ كانّ يستمعّ لحركاتّ نايتّ المستفزةّ بلّ و لا مبّالية كعّادته ، ألّن يتحركّ قطّعة الجّليد هـذّه ؟ فيبدواّ أنه و مهماّ حـّاول لنّ يستطيعّ أنّ يصيبّ قّلبه ، بينماّ عّاد نايتّ يتحدثّ ـ آجلّ تذّكرتّ ، إنهاّ مفاجّئة غريبةّ من نوعّها ديميتريّ ألاّ تّدرك أنكّ و بّكشفّك لجميعّ أوراقيّ فّأنتّ تسحبّ نفسكّ للأسفلّ معيّ ؟ أعنيّ هلّ أنتّ متأكدّ من أنّ هذّه الأوراقّ لن تكونّ سبباّ فيّ اختياري كّرئيسّ لّشركة لبيّر؟ لأننيّ أرىّ تلكّ المقّالاتّ ليس سوىّ برهان بأننيّ أتممّ عمليّ على أكملّ وجّه فّأناّ رجلّ أعمالّ فيّ النهايةّ و تلكّ ما هي إلاّ إنجازاتّ ليّ ، عـمّ سكونّ حيثّ كانّ ديميتري يحاّول جاهداّ الحفاّظ على أعصّابه ، ما تلكّ الإنجازاتّ التيّ يتفاخر بهاّ ؟ أهوّ فعل إنسّان ؟ كمّ يّرغب أنّ يـأخذّ مسدسّا و يّسددّ طلقّة رّصاص ناحيّة قلبهّ هـكذاّ سيأخذّ انتقامه مباّشرة لكنّ إنّ رغبّ فعلا فيّ أنّ يردّ الصّاع لنايتّ يجبّ عليه التخـطيطّ تماماّ كما فعلّ هو قّبلا ، لذّلك ردّ عليه ديميتري بّنبرةّ هّادئة قليلاّ و ملّيئة بالحقدّ ـ أحقاّ تعتبرّ تلكّ الأفعال إنجازاتّ ؟ حسناّ لاّ بأس لكن هل أنتّ واثقّ أنهاّ ستكون ورقّتك الراّبحةّ ؟ أعنيّ حتىّ الآنّ شّركاءّ الشركةّ قدّ تقبلوكّ فقطّ لأنّ مديّرها هوّ جدّك ، و إذاّ ماّ عـّلموا بّهذه المقّالاتّ إلىّ جانبّ عدمّ معّرفة أصّلك فّأنتّ لن تكون أبداّ رئيساّ لشركةّ لبيرّ لماّ يّكون الانتقاّم حافزاّ قّوياّ فلنّ يّقفّ أيّ شيءّ أمامّ المنتقّم حتىّ لو كلّف الأمرّ حيّاته فتلكّ اللذّة المّليئةّ بّنشوةّ الانتصار لاّ تقدرّ بثّمن و بّكل تّأكيدّ تستحقّ فّعل المستحيلّ لأجلّها ، هـذا هوّ مبدأّ الذيّ لطاّلماّ عملّ به نايتّ و لنّ يّغيرهّ كـّذلك اعتبره ديميتريّ مبدّأ لهّ بلّ أساسّا لّقيام حيّاته و هـذّه المـّعركة القّائمة هناّ ليستّ سوىّ حربّ لهاّ نفسّ القوانينّ و المبادئّ لكنّ منّ يملكّ الرّغبة الأكبرّ فيّ الفوزّ هوّ حتماّ من سيفوز ، رفـعّ نايتّ حاجّبه بّإستنكارّ أقّال تواّ أنه لن يكونّ أبداّ رئيسا ؟ فّإبتسمّ بّبرودّ كعّادته ـ مهلاّ عزيزيّ لاّ تنجرفّ بّعيداّ فيّ أحلامكّ ، أناّ متـأكدّ لاّ بلّ يقين أننيّ سّأكونّ من يعتليّ عرشّ لبيرّ و لاّ أحدّ سيأخذّ هذاّ المنصّب منيّ ديميتريّ لاّ أنتّ و لاّ كايلّ و لاّ غـّيرك .. لذلّك إنّ أردتّ فإنشرّ تلكّ المقالاتّ فيّ الانترنيت أوّ بعها لّصحفّ الفضّائح لأننيّ لن أهتمّ ، كاّنت هذّه الكلماتّ مثلّ القطّرة التيّ أفاضّت الكأسّ فّثارت أعّصابّ ديميتريّ لّيضربّ مـكتّبه بّقبضته كيّ تتناثرّ أوراقّه فيّ كل مكانّ ، بّرود ة نايتّ تّجعله كالمجّنونّ لذلّك صـّاح بّنبرة عّالية غـّاضبة ـ سحقّا لكّ و لّغروركّ، أتعلمّ لاّ بـأسّ سّوف أفّعل ماّ يحلوّ ليّ من الآن و صّاعداّ لنّ يّعيقنيّ أحدّ.. سّوف أبدّأ بّأخذّ أكثرّ شيءّ غـّاليّ عليكّ نايتّ ، و لنرى حينهاّ إنّ كنتّ ستبقى محاّفظا على بّرودك أغلقّ السماّعة بكلّ عّصبية لاّ يّصدقّ ذلكّ ، لقدّ هـّاجم زوجتّه و سلبهاّ قدّرتها على السيرّ أيضّا تّلاعب بّه ، كشفّ مّـاضيه لألدّ أعداّئه فلّماذاّ يبقى هـكذاّ ؟ دونّ القّيام بّأيّ حركةّ ؟ بينماّ و في الجـّهة الأخرى تماماّ كانّ نايتّ قدّ إتجـّه نـّاحية السريرّ رمى بجسدّه عليه و الإرهاق بادي عليه ثمّ وضع ذّراعه على عينيه ، أخـذّ نفساّ عميقاّ جدّا إستّرجع خلالّه طـّاقته التيّ فقدّها من الجدالّ معّ ديميتريّ أرادّ أن يجلبّ حاسوبه منّ الشّرفة لكنّ تقاعسه الشديدّ عن الوقوفّ أحالّ ذلكّ ، رفـعّ ذرّاعه و نـظرّ بّكل زاويةّ فيّ جناحه أركاّن مـّظلمة بّاردة يتخللهاّ سكونّ هادئّ مّوحش بينّ جـّدرانها الواسـعةّ ، مررّ أنامله علىّ عينيهّ لتقلّ حدتّهما ، تّنهد بّغيرّ رضى ليستديرّ نحوّ الجـّهة اليمنى قـّال بّأسى ـ تـّبا ، هلّ أصبحتّ ضّعيفاّ ؟ إعتـدل فيّ جلوسه لّيقوم ببّعثرة خصّلات شعرهّ حالكةّ السوادّ فيّ كل إتجاّه ،لماّ اهتز هاتفهّ رمقّه بّبرود إذّ لاّبد أن يكونّ المتصلّ ديميتريّ بـّعدما استعاّد ربّاطة جأشه غيرّ أنهّ وجـدّ رّسالة نصّية قصّيرة منّ ماريّ ، أسندّ رأسهّ علىّ الوسّادة التيّ خلفه مستعداّ لّفتحهاّ بينماّ ملامحّه تدل على عدم إهتمامّ فّدوما ماّ تّرسل لهّ رسّائلّ تخبرهّ فيهاّ عن مدىّ حبّها الكبيرّ و الواّسع نحوهّ ، هـذّه المرةّ كان الأمرّ مختلفاّ .. كـّانت رّسالة فّارغةّ لم تحتويّ أيّ حرفّ ، قطبّ حاجبّيه بإستغراب لكن لمّ يدم استغرابه سوىّ القّليل عندّما رن الهاتفّ كيّ يعتـّلى إسمّ مارّي شّاشته لمّ يسبّق لهاّ و إنّ إتصّلت بلّ كانتّ فقطّ ترسلّ رسّائل نصيةّ إذاّ أخيراّ قدّ استجمعت شّجاعة الكافّية لكيّ تتصلّ به ابّتسم بّخبث و أغلقّ السماعةّ ، استّغرقّ الأمرّ نصّف سّاعة قبلّ أنّ تّقوم بّإستجماعّ شجاعتهاّ مجددا لكيّ تتّصل فّعـادّ نايتّ يغلقّ السماعّة و على شّفتيه ابتسـّامة خبيثّة ماكّرة ، مـّرت نصفّ ساعةّ آخرى ليدركّ أنهاّ لمّ تجرؤ على رفعّ الهاتفّ مجدداّ فّضحك و دفّعه جـّانبا لماّ سّمع صوتّ بّاب و هوّ يفتحّ بكلّ بطءّ ، طلتّ سوزيّ برأسهاّ بّكل أرجاءّ الغـّرفة و لشدةّ ظلامّ لمّ تكن لتستطيعّ أن تلمحّ نايتّ فّرفعتّ تحدثتّ سوزي بّنبرة خـّافتة إرتدّت كالصدىّ ـ سيدتيّ إنه ليسّ فيّ الغرفةّ أيضاّ ، أتّردين منيّ الذّهاب إلىّ الشركةّ لتفقدّه ؟ .. لاّ أظن سيدتيّ فإليزابيثّ معّ السيدّ كايلّ طـّوال الوقتّ تحاولّ أنّ تسحبّ المعلوماتّ منه كماّ أخبرتكّ سّابقاّ ، .. بالطبعّ حالماّ تلتقطّه كاميراتّ القصرّ فـسـ .. تّوقفتّ عن الكلامّ لماّ رأتّ ظلاّ خلفّها فّمدت يدّها بّحركة غّريزية كيّ تّقوم بّتسديدّ ضّربة لولاّ أن نايتّ أمسكهاّ بلّ و أخذّ الهاتف منهاّ أيضّا فّشهقت سوزيّ بّرعب و لمّ تستطعّ الحراكّ لّيرمقهاّ نايتّ بنظراتّ نـّارية حاّرقة جّعلتها ترتجفّ خوفاّ ، رفعّ السماّعة ناّحية أذّنه ليستمعّ إلىّ كلام ماريّ ـ ماّ الأمرّ سوزي ؟ ماّ الذيّ حدثّ ؟ كانتّ ماريّ جـّالسة على كرسيّها المتحركّ بجاّنبها فرانسواّ يّحتسي القّهوة إذّ أنه هوّ من إقترحّ الفكرةّ مسّبقاّ لكن سيدّته كانتّ تّرفضّ بإستمرارّ لأنهاّ خائفة أماّ الآنّ و بمرورّ أسبوعين لقدّ بدأّ صّبرها ينفذّ و خوفهاّ من كونّ إليزابيثّ تحومّ حول نايتّ يكبرّ لذّلك قررتّ أنّ تدعّ سوزيّ تقتصي الأوضاعّ من أجلّها عّندما سمعتّ صوتّ نايتّ الحـّاد و السّاخر ـ لستّ سّيئة على الإطّلاقّ ماريّ، لاّ بلّ يجدرّ بيّ القولّ لقدّ فقتّ تصّوراتيّ بأكملهاّ إذّ أنك تستعملينّ خـّدمي لتجسسّ عليّ ؟ ممتّاز فعّلا.. شحبّ وجـّه ماريّ بأكمله و إرتجفّت أناملهاّ غيرّ قّادرة على الإمساكّ بذلكّ الهاتفّ أكثر فّكادتّ أن تّغلق السماّعة لولّا أنهّ إنزلّق من بين يدّيها ليسقطّ أرضّا فّرمت ماريّ بنفسهاّ لتلتقطّه بينماّ صّرخ فّرانسواّ بذّعر قّائلاّ و الّرعب يّعتليه ـ سيدتيّ.. يّا إلهيّ تّوقفيّ عن التصرفّ بجنون ، أمسكتّ ماريّ الهاتفّ و حاولتّ أنّ تضغط على زرّ الإغلاقّ غيرّ أنّه و لإرتجافّها الشديد لم تستطعّ ، نـظرتّ إلى فرانسواّ بعينين مرّعوبتين و قـّالت متلعثمة ـ نـ .. نـ نـايتّ يـ ـ رمقّها فرانسواّ بإستغراب ثمّ أخذّ الهاتفّ و وضّع السماّعة على أذّنه لكيّ يهمسّ بـكلمةّ ألوّ ، بينماّ و فيّ الجـّهة الأخرى كاّنت تلكّ الابتسامةّ السّاخرة لاّ تّزال تعتليّ ملامحّ نايتّ و الأغربّ فيّ الأمرّ أنهّ يبدواّ مستمتعاّ ، تـحدثّ بنبرةّ مستهزئةّ ـ و أنـّا الذيّ أرسلتّك للإعتّناءّ بهاّ ، يـّال الغباءّ شـّهق فرانسواّ بّرعب مثّلهما و دفّع بالهاتفّ ناحيّة ماريّ التيّ صّرختّ بدورهاّ و الخوفّ يّعلوهاّ ثمّ استطاعّ الاثنين أخيّرا أنّ يضغطاّ على زرّ الإغلاقّ بلّ و نزعّ الـشّريحة معّ البطّارية أيضّا حينهاّ ضربّ فرانسواّ رأسه علىّ الجدارّ بينماّ أخـذتّ ماريّ تزحفّ بّبطء نـّاحية الّشرفة مستعـدةّ لرميّ نفسهاّ كيّ تتفادى إحـّراج الذيّ سببته لنفسهاّ، نـظرّ نايتّ إلىّ الشّاشة التيّ تنبئ بّنهاية الاتصال رمشا بّغير تصديقّ ثمّ فجـأةّ انـطلقتّ ضحكاتّ صّادقةّ من أعماقّ قّلبه ، أمسكّ بّمعدتّه غيرّ مصدّق و ضحكاتّه المبـّحوحةّ ترن فيّ الأرجاءّ ، كانّ غيرّ قادرّ على التوقفّ كـأنه لمّ يضحكّ منذّ زمنّ بينماّ أخذتّ سوزيّ تنـظرّ إليه بّصدمة بالفّعل منذّ أنّ بدأتّ العـملّ هناّ لم تّره أبداّ يضحكّ ، فّإبتسمتّ براحـةّ ربمّا .. ربماّ هناّك أملّ لماريّ ، أملّ أنهاّ فيّ يومّ ماّ ستصّل إلىّ قّـلبه و ستجّعله يّعترفّ بّحبهّ لهاّ ، |
|
|
03-10-2020, 01:00 AM | #57 |
شـآبتـرّ الـ تاّسع و العـّشرين ـ النـدآء الآخيّر يرّتدي سترةّ حمراءّ اللونّ بّمربعاتّ سوداءّ تصلّ إلى ركبّتيه بلاّ أكمـّام معّ قّميصّ أسودّ اللونّ كذلّك كانّ السّروالّ أيضاّ حـذاّء ذوّ أربطـّة يـّضع وشاحاّ يبدوّا كالكّمامة حمراءّ ، بينماّ شعرهّ الأشقرّ قدّ قّصه لّيصبحّ يصلّ إلىّ نهايةّ رقّبتهّ ، تنهـدّ و أخـّذ يفّرك جبّينه بّغير رضى مراقّبا ملاّبسه عّندماّ رنّ جرسّ المنزلّ كاّن يّعلم أنّ و منّ خلفّ البابّ لن يكونّ سوى شّخص واحدّ فقطّ ، فّمن غيرهاّ يهتمّ به حتىّ لو أنهاّ نفت ذلكّ بشدةّ تـّقدم بخـطّوات مترددةّ ثمّ فّتح البّاب لتـظهرّ فلوراّ ترتديّ فستاناّ على غيرّ عـّادتها أبيضّا و وشّاحا معّ معطفّ بنيّ كّانت تّقوم بّترتيبّ ثناياّ فستانهاّ حالماّ سقطتّ عينيهاّ علىّ ويّليام الذيّ تغيّر جذّرياّ ، شّهقت بّعدم تصديقّ ثمّ رفعـّت أناملهاّ و وضّعتهاّ على خصّلات شعرهّ القّصيرة من الأسفّل ، قـّالت بّدهشة ـ ويّليام ماّ الذيّ حدثّ لّشعركّ الجميّل ؟ زمّ شّفتيه بّتعـّاسة لّيضع رأسهّ على كتّفها متـّظاهراّ بّذرف الدّموعّ ، كاّن مختلفّا لأقصىّ درجـّة بلّ بالكادّ استطاعت أن تّعرفه فقـّال ويّليام بنبرةّ تّكاد أنّ تكونّ باّكية ـ لقدّ أخذّني مديّر أعماليّ و أوسكارّ على غّفلة منيّ لإجراءّ تغييرّ كاملّ علىّ شكليّ فّلورا ، لقدّ قاّموا بتثبيتيّ على الكـّرسيّ بينماّ تلكّ الآلةّ تّأخذّ خصّلاتيّ الثمينةّ أتصدّقينّ هذاّ ؟ كاّنت تّرمقّه بنظراتّ غيرّ مصدّقة فّكيفّ لويليّام أنّ يتغيرّ هكذا فيّ غمضة عينّ بلّ حتىّ أنهّ يبدواّ الآنّ أكثرّ شّبها للمشّاهيرّ ، طّريقته فيّ ارتداء الملابسّ و حتىّ تّسريحةّ شّعرهّ كلّها تنمّ عنّ تغيرّه الجذريّ أيعقلّ أنّ كلّ هذاّ يّعود لأوسكارّ ؟ فتراجعتّ بّضعة خطّوات للخلفّ ، فجـأّة قفّزت نحوهّ و بحركّة صّبيانيةّ وضّعت ذّراعها حولّ رأسهّ و جذّبته للأسفلّ كيّ تّفرك عليه بّقبضتهاّ قّائلة بحماسّ ـ ياّ رجلّ أنتّ تّبدوا.. رائعاّ وضـعّ يدّه خلفّ رأسهّ بّإحراجّ إذّ أنهّ لم يكنّ ليتوقعّ أبداّ أنّ فيّ يومّ ماّ سّتمدحّه فّلور ، و بهذّه اللحظّة تماماّ شعرّ أنّ المسّافة التيّ بينهماّ تّستمرّ بالتّقلص تّدريجياّ حينماّ ظهرتّ سيدةّ فرانسيسّ حاملّة أكياسّ عدةّ بعدّ أنّ صعدتّ السّلالم، نظرتّ إلىّ فلوراّ و حركتّها الصّبيانية ثمّ هزتّ رأسهاّ بكل أسىّ قّائلة ـ كيفّ سيّكون لكّ حبيبّ و أنتّ تتصّرفين كّالرجاّل تماماّ ؟ شّحب وجّه فلورّا أكثرّ لماّ لمحتّ عينيّ فرانسيسّ التيّ تّطلبانّ منهاّ تركهّ فّابتعدتّ عنّ ويلياّم مسّرعة ، تلعثمت محّاولة أنّ تجدّ الكلماتّ المناسبةّ لمثّل هذّا الموقفّ لكنهاّ لمّ تستطعّ أنّ تنطقّ حرفّين متتاليينّ لتشّكل جملّة فكيفّ لهاّ أنّ تّبرر نفسهاّ ؟ لذّلك انسحبتّ للخلفّ رافّعة ذراعيهاّ للأعلىّ دلالّة على الاستسلام ، فّرمقّتها فرانسيسّ بّنظرةّ حادّة و اقتربتّ من ويّليامّ محركةّ خصّلات شعرّه الذّهبيّ بّكل عّشوائية قّائلة بّحب ـ تّبدوا وسيماّ كّعادتكّ ويّليامّ ابتسمّ بّكل جـّاذبية شّاكراّ سيّدة فرانسيسّ على كلماتها اللطيّفة ثمّ عـّاد ينظرّ إلىّ نفسه مقطبّ الحاجّبين ، بالّرغم منّ أنهماّ قدّ يمدحانه إلاّ أنهّ لاّ يزالّ غيرّ مقّتنع بّمظهره ، تحدثّت فلورّ بّتساؤل ـ ماّ سببّ هذاّ التغيرّ ؟ أفاّق منّ صدّمتهّ بمظهرهّ ليظّهر علىّ وجّهه تعبيرّ الحزّن فّهو لمّ يكنّ يريدّ أنّ يرحلّ الآنّ لكنّ لاّبد منّ ذلكّ ، أصدّر آهةّ متألمةّ ثمّ قـّال بنبرةّ تعيسةّ ـ لديّ مهرجاّن و حفّلة لأقيمهاّ لذّلك سّوف أغّادر اليّوم و ربماّ لن أعودّ إلاّ بّعدّ مرورّ شهرّ ، كمّ هذاّ مّؤسفّ سوفّ أفتقدكمّ جميّعا شّعرت فّلوراّ بالصدّمة و لمّ تستطعّ أنّ تستوعّب رحيلّ ويّليامّ فّأولاّ ماريّ أختهاّ و الآنّ ويّليام الرجلّ الذيّ تحبّ و منّ سيتبقىّ لهاّ هناّ فيّ لندن إنّ لم يكنّ هذينّ الإثنين معّها ؟ كانتّ الدّهشة واضحّة عّليهاّ بينماّ اقتربت السيدّة فرانسيسّ و الدموعّ فيّ مقلتيهاّ احتضنته بكلّ حنانّ متمنيةّ لهّ السّلامة ، لماذّا همّ يّفقدون أحبّائهم واحداّ تلوّ الآخرّ ؟ لماذاّ همّ يّغادرون هكذاّ ؟ لماّ لمستّ دمعةّ شّفتي فلورّ أفاقتّ منّ حزنهاّ فّرمشتّ بّكثرة مّحاولة التماسكّ لكنهاّ لم تستطعّ ، نـظرتّ إلىّ ويليامّ الذيّ يطمئّن فرانسيسّ بّكل حنانّ لفّا ذّراعيه حولهاّ فّبدأتّ دموعهاّ بالإنسّيابّ علىّ خديّها حينهاّ استدار ناحيّتها اتسعتّ عينيهّ غيرّ قادرّ على استيعاب أنّ فلورّا المرأةّ الفولاذيّة تبكيّ منّ أجلّه هوّ ، لطاّلما ظنّ أنهاّ تكرههّ ، همستّ بشيءّ ماّ و استدارتّ راحّلة .. فّأمسكّها ويليامّ منّ ذّراعها قّائلاّ بّصدمة ـ فّلوراّ ماّذا بكّ ؟ هلّ تبكينّ ؟ لقدّ ظّننتّك تكرهيننيّ .. كالّسهم إخترقّ قّلبهاّ أكلّ محاولاتّها المستميتةّ تلكّ فيّ كسّب حبّه لمّ تّلفت إنتباهه و لوّ للحظّة ؟ كمّ هوّ مؤّلم أنّ ترى محاولاتهاّ الجاّهدةّ تّبوء بالفشّل لكنّ و ماّ الذيّ توقعته ؟ ويّليام مغّني مشهورّ يملكّ كلّ ماّ تتمناه الفتيّات ، لدّيه المظّهر و الطّيبة و المالّ إنهّ فارسّ أحلامّ الكلّ فّلماذاّ قدّ ينظرّ شّخص بّمثل هذّه المّواصفات إليهاّ هي ؟ الفتاة الصّبيانية ؟ ، دّفعتّه جاّنباّ رامقّة إيّاه بكلّ حدةّ هذاّ ماّ فّسره لكّن فيّ الحّقيقة تلكّ النظرّات لمّ تكنّ سوّى ألمّ فتاةّ عّاشقة، قـّالت بّنبرةّ بّاردة ـ أنـّت محقّ فيّ ذلكّ ، أغلقّت بّابّ شقتهاّ بعنفّ بينماّ أخذتّ فرانسيسّ تهزّ رأسهاّ يميناّ و شماّلا علىّ عدمّ صراحةّ فلوراّ ، تنهـدتّ بّقلة حيّلة ثمّ وضّعت يدّها على كتفّ ويّليام المصدّوم بّشدة قّائلة بّلطفّ ـ أنّها لاّ تعنيّ ماّ قالتهّ فّهي فقطّ تّشعر بّالألمّ لأنكّ أنتّ أيضّا ستتركّها، رفّع ويّليام حّاجبه بّإستنكارّ إنهّ لاّ يظنّ ذلّك على الإطلاّق ، شّعر بالإحباطّ يتسّلل إلىّ قّلبه فّلم يّسبقّ لفتاة أنّ كرّهتهّ هكذّا كماّ تفعل فلوراّ ، أحيّانا يتسّاءل ماّ الذيّ فعلهّ لينالّ كلّ هذاّ الحقّد و البّغضّ ؟ إنتقلّ إلى مسّامعه صّوت بّوق السّيارة لاّبد أنّ أوسكاّر قدّ أتىّ لإصطّحابه بالّرغم منّ أنه لمّ يكن داّع لذلّك و بالّرغم منّ أنهّ طلبّ منه مرّارا و تكرّاراّ أن ينتظرّه فيّ المطاّر كيّ يتسنى له توديعّ جميعّ أصدّقائه لكنّ هاهوّ هناّ يّستعجله فيّ الرحيلّ ، صّاح بّصّوت عـّاليّ ـ أنـّا قّادم ، تّبا .. نـظرّ إلىّ شّقة فّلورا ثمّ تنهدّ بأسىّ ليّركضّ للأسفلّ ، لّيسّ بيدّه شيءّ ليفعلهّ كيّ يجّعلها تحبّه .. بينماّ زمتّ فرانسيسّ شّفتيهاّ بّغيّر رضى هكذاّ همّ الرجالّ لاّ يفهمونّ أبداّ قّلب المرأةّ فّتلكّ الشّابة تحبّه حتىّ النخاعّ و هو يّصيحّ طّوالّ الوقتّ بّأنهاّ تكرههّ ، ألاّ يّعلمّ أنهاّ خاّئفة منّ رّفضه لهاّ ؟ إتجّهت إلىّ مطبّخها كيّ تحضرّ بّضعة حلوىّ لتأخدّها إلىّ فلوراّ منّ أجلّ سهرةّ طّويلة مشّبعة بّالبكاّء / أعّلن عنّ رحلتهمّ للمـّرة الأخيرةّ لّتتنهدّ بكلّ ضّجر فّألقتّ بّنظرّيها منّ حولهاّ لّعلهاّ تجدّ شخصّا لتّودعّه لكنّ لمّ يّأتيّ أحدّ ، شّعرت بّخيبة أملّ كبيرّة تنسل إلىّ قّلبهاّ و هيّ التيّ كانتّ لاّ تنفكّ تّذكيرهمّ بّموعدّ رحّلتهاّ .. هزتّ كتفيهاّ بّقلة حّيلة و بالّرغم منّ أنهاّ تّعلم أنّه لنّ يـأتيّ أحدّ لكنهاّ بقيتّ واقّفة تّجولّ المكانّ بّعينيهاّ عندّما أتتّ فتّاة ماّ ذاّت شعرّ بنيّ قصيرّ و نـّظاراتّ طبيّة أمسكتّ كليرّ من يدّها و سّحبتهاّ معهاّ قاّئلة ـ ألمّ تسمعّي النداءّ الأخيرّ ؟ .. هياّ لقدّ تأخرناّ و البّروفيسورّ غّاضب ، أخـذتّ تسحبّها بّرفقتهاّ دونّ أنّ تدعّ لكلير فّرصةّ للكلامّ فّسرعانّ ما استسلمتّ و دّعتهاّ تّقودّها إلىّ حيثماّ كانتّ طاّئرتهمّ ، إتجـّهت الفتاتينّ إلىّ مقّاعد العـّامة العّادية و جلّست بجاّنب بّعضهماّ بعضاّ بينماّ كانّ البروفيسور يجلسّ فيّ المقدّمة فإلتفتّ ناحيّة طّلابه ليتأكدّ أنّ الجميّع حاضّر رمقّ كليرّ بنظراتّ حـّارقة حّادة ابتسمتّ كليرّ لهّ بّرقةّ و همستّ بكلّ خفة ـ أنـّا أسّفة بروفيسور رّفع حاجبّه دلالّة علىّ عدمّ نيلّها رّضاه ليستديرّ إلىّ الأمامّ فتّنهدتّ كليرّ و أغلقتّ عينيهاّ مستعدةّ لأخذّ قسطّ من الراّحةّ ، لقدّ كانتّ فّعلاّ شاكرةّ لهذّه الرحلّة المفاجّئة فقدّ تسّاعدهاّ على التخلصّ من وهنّ هذّه المشّاكل التيّ دوماّ ماّ تحملّها على كتفيهاّ ، رحلّة لفرنساّ البلدّ الذيّ لطالماّ تمنتّ تزورهّ ، بلدّ الشّعر و الرومانسيةّ يجبّ على هذّه الأفكارّ فقطّ أنّ تعدلّ مزاجّها .. فجـّأةّ صدرّ صوتّ ضجيجّ و صّراخّ منّ قبلّ الركابّ لّتشهقّ بكلّ رعبّ قدّ يكونّ محركّ الطاّئرة مفخخاّ أوّ أنهّ تمّ الاحتلال عليهاّ منّ قبلّ رجالّ ماّ فوقفتّ مسّرعة مسّتعدةّ للركضّ كيّ تنجواّ بحيّاتهاّ عندّما لمحتّ ويّليام قّادماّ بجّانبه أوسكارالذيّ يمسكّ بّدليلّ ماّ يتحدثّ بّكل جديّة حولّ حفّلتهماّ غيرّ مبالياّ بّأصواتّ المعجباتّ التيّ عرقلتّ الهدوءّ ، عندّما رأهاّ ويليامّ ابتسمّ بكلّ جـّاذبّية كعّادته و اقتربّ منهاّ .. قـّال بّصوتّ مرحّ ـ يّا إلهيّ ، كليرّ غلوريّ أليسّ كذلّك ؟ ماّ الذيّ تفعلينه هناّ ؟ تـّقدمّ أوسكارّ منهماّ و يبدواّ عليه الإنزعاجّ الواضحّ ، رمقّ كليرّ منّ أسفلّ قدميهاّ إلىّ أعلى رأسهاّ كانتّ تبدواّ أفضلّ قليلاّ من تلكّ البربريةّ فـّلورا ، قـّال أوسكارّ بّبرود ـ ويّليام لدّينا عملّ لنكملهّ فّرجاءّ أجلّ نقاشاتكّ ، رمقّه ويّليامّ بحدةّ ثمّ صّافحّ كليرّ و على شّفتيه ابتسّامة وسّيعةّ عـّاد يتحدثّ غيرّ مبالّيا بكلماتّ أوسكارّ بينماّ كليرّ لاّ تزالّ مندهشةّ من أنّه قدّ تذّكرهاّ لاّ بلّ حتىّ أنهّ أتىّ للحديثّ معهاّ ، هـّزت رأسهاّ نفياّ محاولة إستعادّة رباطّة جأشهاّ ثمّ قـّالت بّصدمة ـ سيدّ ويليامّ ماّ الذيّ تّفعله هناّ ؟ هلّ أنتّ ذاّهب لباريسّ كيّ تقيمواّ حفّلة ؟ ضحكّ قـليلاّ و حكّ جبيّنه بّقليلّ من الإحّراجّ، يبدواّ أنهاّ لم تكنّ تستمعّ أبداّ لماّ كانّ يقولهّ و إلاّ فكيفّ لهاّ أنّ تقاطّعه هكذاّ دونّ أن تجيبّ على شيءّ من أسئلته ؟ لكنّ بالّرغم منّ ذلكّ تحدثّ بّلطفّ ـ لاّ نحنّ سنتوقفّ فيّ باريسّ لأنّ أوسكارّ لديّه أعمالّ عالقّة هناكّ و لنّ نمكثّ سوى يومينّ أوّ أقلّ ، و لاّ ليستّ مجردّ حفلةّ إنّه مهرجانّ سيّقام فيّ أميركا ، نـظرّ إليهّ أوسكارّ بّغيضّ لأنهّ يجبّ عنّ أسئلة هذّه الفتاةّ بكلّ جديّة فّسحبّه ناحيّته واّضعاّ ذّراعه حولّ كتفّه ، حاولّ ويّليام التملصّ منّه لكنّه لمّ يستطعّ لذلّك استدارّ بّخيبة أمّل متجّها إلىّ المقاعدّ من الّدرجة الأولى للمّشاهير و خلّفه مدراءّ أعمالهمّ معّ وكلاءّ أيضاّ بعضّ الحرسّ الشخصيينّ ، كانّ ويليامّ يريدّ فعلاّ التحدثّ معّ كليرّ أرادّ أنّ يقنعهاّ بزيّارة ماريّ خلالّ إقامتهاّ بفرنساّ لعلهاّ ستخففّ من وحدتّها لكنّ هذّه المعّلوماتّ سريةّ قليلاّ و لاّ يستطيع أنّ يّتفوه بهاّ هـكذاّ أماّم الملّأ ، نـظرّ بّملامحّ عّابسة تعيسةّ ناحيةّ أوسكارّ الذيّ هزّ رأسهّ بّالنفيّ داّفعا إيّاه للأمامّ ، أولاّ يّريد أنّ يودعّ فلوراّ ثمّ سيدّة ماّ أيضاّ هذّه الآنسةّ المتواجدّة هناّ هذاّ ماّ جّعل أوسكار يتسّاءلّ فهلّ حياةّ ويليام تدورّ حول الفتيات فقطّ ؟ تّنهدّ بّإرهاقّ قمّ طلبّ من المّضيفة أنّ تجلّب لّه قّليلّ من العّصيرّ ، جلسّ ويّليام فيّ مقعدهّ ثمّ أخرجّ هاتفهّ من معطفّه بّعد أنّ نزعهّ ، إنهّ من المزعجّ فّعلا أنّ تكونّ رحلّته اليومّ من بينّ كلّ الأيامّ فّنايت يحتّاجه إلىّ جاّنبه خصوصا بعدّ أنّ ماريّ لمّ تعدّ تستطيعّ أنّ تكونّ بجاّنبه ، اليّوم سّوف يّتم تقريرّ الرئيسّ القاّدم لّشركة آل لبيرّ و النهائيّ ، و بالّرغمّ من أنّ نايتّ طلبّ منهّ المغادّرة بنفّسه و أخبّرهّ مراراّ و تكرارّا أنّه ليسّ بحاّجة إليهّ لكنّه يّعلمّ تماماّ بماّ فيّ داّخله ، زفرّ بّأسىّ فّكايلّ يملكّ إليزابيثّ بجاّنبه و تلكّ المرأةّ تستطيعّ أنّ تفعلّ ماّ لاّ يقدرّ ألفّ رجلّ علىّ فعله إنهاّ خطيرّة جداّ خصّوصاّ حاليّا فهيّ تضّع نايتّ نصبّ عينيهاّ ، أرسلّ رسّالة نصيّة يّشجعّ فيهاّ نايتّ ، بّعدّ لحظاّت رنّ هاتفهّ فّأمسكّه أوسكارّ و وضعهّ فيّ جيّبه ، قّال بّحدة ـ أظنّ أنّ الطاّئرة علىّ وشكّ الإقّلاعّ لذّلك كفّ عنّ العبثّ و فكرّ فيّ المهرجاّن نـّظر إليهّ ويليام بإستغرابّ أليسّ يّبالغّ كثيراّ ؟ إنهّ يحاّول أنّ يعـّزله عنّ الجميعّ و يجّعله يّفكرّ فقطّ فيّ المهرجانّ ، كيّفية الغناءّ و طّريقة الصّعود إلىّ المسرحّ معّ تغييرّ الشّامل لهّ لكنّه تقّبل ذلكّ بّرحاّبة صّدر إذّ أنّ أوسكاّر محقّ ، يجبّ عليهّم بذّل ماّ بوسعهمّ لكيّ تنـّال الأغنيةّ الجديدّة إعـّجابّ الجمهورّ حكّ أوسكارّ جبيّنه بّإرهاقّ شديدّ ثمّ أسندّ رأسهّ للخلفّ كيّ ينعمّ بقسطّ من الراحةّ لكنّ فيّ الحقّيقة كلّ ماّ يريدّه الآنّ هوّ أنّ يفكرّ بّوضوّح ، ديميتريّ جـّاد جداّ فيّ تدميرّ نايتّ بكلّ ماّ تحتويهّ الكلمةّ من معنىّ لكّنه قّلقّ قّليلاّ فّديميتريّ يتركّ رّغبته فيّ الانتقام تّقودّه دونّ التفكيرّ مليّا ، تنهدّ مجدداّ .. ماّ الأمّر معّ هذّين الإثنينّ ؟ يّقومانّ بّجعلّ الانتقامّ لعبةّ لهمّا ؟ / أركاّن مـّظلمة بّاردة يتخللهاّ سكونّ هادئّ مّوحش بينّ جـّدرانها الواسـعةّ كان يقبعّ ذلكّ الجسدّ المستلقيّ علىّ الأريكة يّضعّ حاسّوبه المحّمول أمامهّ و يشّاهد تلكّ المنحنيّات باندماج تامّ ليسجلّ ملاحـظاّته بّملف ماّ قبلّ أنّ يـّغادرّ متجهاّ للاجتماع ، شـعّر حالك السّواد ذّو عينينّ داكّنتين زرقاوتينّ تتقّدان دّهاء و بّرودّة مزيجّ لّعاصّفة قّادمة وّ نـّيران ملتهبةّ ، أزرار قّميصه العـّلوية مفتوحـةّ بلا مبّالاة ، لقدّ مـرّ أسبوعّ على إرسّاله ماريّ إلىّ فرنساّ و منذّ تلكّ اللحـظةّ هوّ يخططّ بّكلّ تصميمّ لهجومهّ المضاّد نحوّ ديميتري ، فجأةّ فتح بابّ الغـّرفة مصدراّ صوتاّ مزعجاّ لأذنيه فألتفت مستديراّ ينـظرّ إلىّ القّادم بكلّ حدةّ عندّما رأى إليزابيثّ بّطلّتها البّهية و قوامهاّ الممشوقّ تـّرمقه و الحزنّ ظاهرّ على ملامحّها الرقيقّة ، ليزفرّ بّقليلّ من الغيضّ و الضجّر قّد كسّا وجـّهه الشّاحب فعاّد يّراقب تّحليلاته غيرّ مبالياّ بتواجدّها فيّ غرّفته بهذّا الوقتّ المتأخرّ من الليلّ عنـدّما تقدمتّ نـّاحية أكثرّ ، وقفّت أمامه ممسكّة بينّ يدّيها بّكأسّ عصيرّ برتقالّ طاّزجّ وضعتهّ على المـّائدة ثمّ سحبتّ كرسياّ و جـلسّت بجاّنبه حينهاّ أدرّك نايتّ أنّ لنّ تغاّدر إلاّ و قدّ افتعلتّ مشكلّة أخرى علىّ الأقلّ لماّ كانت ماريّ هناّ لمّ تجرؤ إليزابيثّ علىّ الدّخول لكنّ الآنّ ليسّ هذاّ فقطّ بلّ كل شيءّ مختلف ، تّحدثت إليزابيثّ بّنبرة حّزينة متّألمة ـ نايتّ أرجوكّ أعطنيّ فّرصة أخرى ، أقسمّ أننيّ لنّ أضّيعها نـظرّ إليهاّ بّعينين حـّادتينّ قدّ لمعتاّ من الغـّضب فّكلماتهاّ فقطّ تّثيرّ أعّصابه ، كيفّ تتظاهرّ بالبّراءةّ و كيفّ تسعى لنيلّ فرّصة أخرى بينماّ هيّ أحقّر منّ أنّ تحاول العيشّ حتىّ ، ألاّ تّدرك و بفعلتهاّ هذهّ أنهاّ تخونّ زوجهاّ الذيّ لاّ يحبهاّ فقطّ بلّ يّعاملها كماّ لو كأنهاّ شيءّ مقدسّ يّخافّ فقّدانه ، ابتسمّ بّسخرية مجيباّ ـ أجلّ كماّ لو كأننيّ سآخذّ بّقسمكّ وعداّ، لاّ تكونيّ غّبية صمتتّ بّصدمةّ ، لقدّ تغيرّ نايتّ كثيراّ كـأنهّ لمّ يعدّ نفسه أبداّ أيعقلّ أن لماريّ يدّ فيّ ذلك ؟ تنهدتّ بكلّ أسى و أخذتّ كأسّ العصيرّ كادتّ أن ترتشفّ القليلّ منه لكنهاّ تّوقفتّ ، نـظرتّ إلى نايتّ الغيرّ مباليّ بوجودّها ثمّ اقتربت منه بكلّ هدوءّ جلستّ بجاّنبه و كادتّ أنّ تهمسّ فيّ أذنه بّشيءّ ماّ لولاّ كادتّ أن تتحدثّ لولاّ دّخول كايلّ المفاجئّ تّقدمّ نـّاحيتهماّ و جلسّ بلا مبّالاة بجاّنب نايتّ ثمّ رفـعّ هاتفه متظاّهرا بإرسالّ رسّائل نصيّة ماّ بينماّ رمقـه نايتّ بّبرود يبدواّ منّ خلالّ وجهه المحمرّ بشدةّ أنه غّاضب و لأنهّ يتصرفّ هكذاّ فلا بدّ أنه قدّ تبـعّ إليزابيثّ لماّ أتتّ له ليبّقى مختبئاّ خلفّ البابّ يستمعّ إلىّ كلامهماّ و عندّما لمّ يتحملّ الأمرّ دّخل ، رمقّهم نايتّ بنظراتّ حـّادة ناّرية كـّاد أنّ يتحدثّ عنـدّما دّخل شخصّ آخرّ ، كانّ الجدّ بّيترّ ببذّلته الرّسمية مع ربطّة عنقهّ الحمراءّ فّزفرّ نايت بكلّ كره قـّائلاّ ـ لقدّ ظّننتّ أنّ الاجتماعّ سوفّ يقامّ فيّ الشّركة لاّ فيّ جناحيّ أليّس كذلكّ ؟ أمّ أناّ مخطـأ ؟ اتجـّه الجـدّ بيترّ إلىّ الأريكةّ ليجلسّ عليهاّ بكل راحـّة واضعاّ قدماّ على الأخرىّ فّرفـعّ نايت حاسوبّه المحّمول بينّ ذّراعيه و أمسكّ بّسترتهّ الجلدّية السوداءّ مغـّادراّ غـّرفته بّضجرّ تامّ عنـدّما تحدثّ الجـدّ بنبرةّ هادّئة ـ أتعلم أننيّ أتيتّ .. أخبرنيّ أين هيّ ماري ؟ تّوقفّ نايت عنّ السيرّ و أمالّ رأسه ناّحية اليمينّ و الشمالّ بّصبرّ فّلابدّ أنّ جّواسيسّ الجدّ الملتفينّ حولّ القصرّ قدّ أخبروه عنّ عدمّ تواجدّ ماريّ هناّ خلالّ هذيّن الأسبوعينّ ، كمّ يّكره أنّ يتدّخل أحدّ فيّ شؤونهّ الشخصيّة فّرد على الجدّ بكل عجرّفة ـ لقدّ إنفصّلنا نـظرّ إليه الثّلاثة بكلّ دهشةّ بينماّ ملامحّ نايت كانّت بّاردة غيّر مبّالية لكّلماته ، فّتلعثمت إليزابيثّ محاولة إيجادّ الحرّوف المناسّبة لكنّ سّبقتها ابتسّامة سّعيدة على شّفتيهاّ لقدّ تركتّه ماريّ بالطبّع ففتاة مقعدةّ مثلها لن تستطيعّ الفّوز بحبّه أبداّ إذّن لقدّ حان الوقتّ لكيّ تتقدمّ أكثرّ بدون قّيود حيثّ لمّ يعدّ يوجدّ هناكّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ يعيقهاّ من البقّاء بجاّنب نايتّ فيّ حينّ علتّ الدّهشة وجهّ كايلّ و كمّ بدى متّألماّ ، لاّ يعقلّ ألمّ تقلّ له ماريّ أنّ الأملّ موجودّ و كلّ ما عّليه فعله هوّ الإيمان به ؟ ماذاّ عنّ تشجيعهاّ له ؟ كيفّ حدثّ ذلك ؟ تكلمّ كايلّ بنبرة حـّادة حانقةّ ـ لاّ أصدقّ ذلكّ، أنتّ بالفّعل أحمقّ كيفّ استطعتّ أن تدّعها تذّهب ؟ زفّر نايت و حكّ جبهته بّقلة حيلة إذّ أنّ كلمته هذّه زادتّ الجوّ توتراّ فّارتدى سترتهّ ليسيرّ بخطّوات سّريعة خارجاّ غيرّ قادّر علىّ تحملّ فّضوليتهم لماّ تحدثّ الجدّ بصوتّ عـّالي غـّاضب ـ نايتّ ماكاروف احتدتّ عينيهّ و زادّ لونهماّ عمقّا و دكنّة فّرفعّ يدّه ليّخفضّ خّصلاته السوداءّ علىّ وجّهه مانعّا إياّهم منّ رؤيّة ملامحه المخّيفة الحاقّدة ، الجدّ يّعلم مدىّ تأثيرّ وطأ كلمةّ ماكاروف على مسّامعه لكنهّ يستعملها علىّ أيّ حالّ لحـظاتّ حتىّ رّفع نايتّ رأسهّ ظّهـر غّضبه العـّارم و لمعاّن عينيه الشديدّ كّأنّ عّاصفة قدّ أوشكّت على الهبوبّ صّمت للحظاتّ ممسكاّ بّقبضتهّ كيّ لاّ يقدم علىّ خطّواتّ متهورةّ ثمّ رفّع كمّ سترتهّ بّهدوء ظاهريّ و إتجّه ناحيةّ جـدّه ، جـّلس أمامهّ واضعاّ قدماّ علىّ الآخرى و كلتاّ ذّراعيه خلّف الأريكةّ بحركةّ مستفزةّ صّامتة نـظرّ إليه الجـدّ بّأسى ثمّ قّال ـ إنّ كنتّ تكرهّ أنّ أناديكّ بّلقبّ والدكّ إلىّ هذّه الدرّجة فلماذاّ تّستمر بالتصرفّ مثله ؟ أنتّ تمقتهّ لكنكّ فيّ نفسّ الوقتّ تسيرّ على خـطاّه ، أخبرنيّ لماذاّ ؟ ألستّ أنتّ من وعدّ أمكّ بحمايتهاّ ؟ بّعدم جعلهاّ تشعر بالألمّ مجدداّ ؟ أرجوكّ بّتصرفاتكّ هـذّه أنتّ .. هـّز الجدّ رأسه بكلّ أسى و إرهاقّ شديدّ بينماّ نـظرّ كايلّ إلىّ نايتّ الذيّ لمّ يتغيرّ جزءّ منّ ملامحـّه كّأن هّذين الشخصيّن الذّي يتحدثّ عنهماّ الجدّ لا يمدان لهّ بصّلة ، تنهدّ كايلّ هـذّا ليسّ غريبّ لطالّما كانّ نايت و منذّ صغره بّهذّه الجفاة ، حينماّ عاّد الجدّ يتحدثّ مجدداّ بنبرةّ متعّبة ـ أتعلّم ماذاّ يصفكّ الإعلامّ الآن ؟ بّشيطاّن على هيّئة إنسّان إنهمّ يتعمقونّ أكثرّ فأكثرّ بّنبشّ حولكّ و قّريباّ جداّ سوف يكتشفونّ ما الذيّ فـّعلته بالماضيّ حينهاّ أتظنّ أنّ مدراءّ شّركات لبيرّ سيسّمحون لكّ بّقيادتهم ؟و أعّلم جيداّ أنكّ ذّوّ درّجة عالّية من الذّكاء لكنّ لاّ ضررّ أبدّا من استعمالّ قلبكّ أتفهم ؟ كيفّ لكّ أن تتخلى عنّ ماريّ نـظرّ إليهّ نايتّ بّحدةّ كعّادته لاّ يحبّ أحدّ أنّ يّتدخل بّشؤونه لكنّ الجدّ دوماّ ماّ يفعل ما يشاءّ ، و هاهوّ الآنّ يتحدّث عنّ ماضّيه و ماريّ أمامّ هؤلاءّ هـذّا ما يجّعل أعصّابه على الحافّة فّتحدثّ منّ بين أسنانهّ ـ تّوقفّ عنّ التدّخل فيماّ لا يعنيكّ احتدّت ملامحّ الجدّ أيضّا منّ تصّرفات نايتّ المتعجرّفة و قّليلة الاحترام ، لقدّ تخلى عنّ زوجتّه المقعدّة التيّ كافحّ منّ أجلهاّ رغّم معـّارضة الكلّ و تّزوجّها رغماّ عنهّ أينّ حبهّ ذاكّ ؟ أمّ أنّ حبهّ إختفى بمجردّ عّلمه بّعدم قّدرتها على السيرّ بعدّ الآن ؟ و هاهوّ أيضاّ يّتجاهله و يّفعل ماّ يشاءّ يخططّ من خلفهّ دونّ مبالاةّ ، كأنهّ ليسّ جدّه الذيّ رباّه بيديّه هاتينّ ، فّتحدثّ الجدّ بّعصبية ـ ما الذيّ تعنيه بّأن أتوقفّ ؟ ألا تّرى نفسّك ؟ لقدّ تمادّيت كثيراّ، و أناّ أريدّ حمايتكّ أيهاّ الأحمقّ لكنكّ معمى بالانتقام و لا تستطيعّ رؤيتناّ نحنّ الذيّ ندفعّ بّدمائناّ من أجلّ سلامتكّ، أنظرّ فقطّ إلىّ ماريّ ألمّ يّقل كايلّ أنها و بينّ نيرّان كانتّ تّبحث عنك ؟ أنظرّ إلى والدّتكّ ؟ ألمّ تمت و هي تدافّع عنك ؟ أنـظرّ إلي أناّ ألمّ أضعّ ثقتيّ بأكملهاّ بكّ ؟ أنـظرّ إليّ إلىّ كايلّ إلىّ ويليامّ ماريّ والدّتك جميعناّ .. نحنّ نحاولّ سحبكّ منّ الظلامّ لكنكّ أعمىّ عنّ رؤية الحـ وقفّ نايتّ و قدّ شّحب وجّهه بشدّة بينماّ بدأّت قطّرات العرقّ بّتشكيلّ طريقّها عبرّ جّبهته ، رفعّ خصّلات شعرهّ لتظّهر عينيهّ الداّكنتينّ مليّئتينّ بّرغبةّ عـّارمة فيّ الإنتقامّ حينهاّ أدركّ الجدّ تماماّ أنّ هذاّ الشخصّ الذيّ يتعامل معه ليسّ حفيدّه نايتّ و إنمـّا نّسخة مصّغرة عنّ والدّه نيكولاسّ ذلّك الرجلّ الذيّ يحاّول نايتّ بشدّة نّكران صّلته به ، فّأمسكّ الجدّ بّقلبه بّإرهاقّ شديدّ بينماّ كلماتّ نايتّ تنهل على أذّنيه ـ حسناّ إنّ كانّ وجوديّ يّزعجكّ فّسوف أرحلّ حينهاّ لنّ تكون مضّطراّ لمراقبتيّ أوّ دفاع عنيّ ، |
|
|
03-10-2020, 01:01 AM | #58 |
نـظرّ إليه الجـدّ بعدمّ تّصديقّ و نـّايت يسيرّ بخـطّوات غّـاضّبة إلىّ الخـّارج فّكادّ أنّ يغشى عليهّ ليسّارع كايلّ بالـركضّ خلفّ نايتّ ، بينماّ حينماّ غـّادر الإثنينّ عنّ نظّريها ابتسمتّ إليزابيثّ بّحقدّ محدقّة ببيترّ و أعراضّ إصّابته بنوبةّ قلبيةّ قدّ أخذتّ تّظهر عليهّ بكلّ وضوحّ فاتجهت نـّاحيته رفـعتّ كأسّ العصيرّ لتّدفعه إلىّ فمّ الجدّ قدّ كان غيرّ قادّر على الدّفاع عن نفسهّ فّحاول أنّ يرّفع يدّه و يبّعدها لكن لمّ يستطعّ بينماّ قالت إليزابيثّ بّنبرة سّاخرة حـّاقدة ـ ما دامتّ الفّرصة قدّ سنحتّ ليّ فلماذاّ لا أنتهزها ؟ أوصلّ تحيتيّ لابنتك العـّزيزة و أخبرهاّ أنّ إبنها سيّلحقهاّ قّريباّ فّتح الجدّ عينيهّ غيرّ مصدّقا لماّ يحدثّ من حـّوله أيعقل أنّ إليزابيثّ الفتاة الذيّ ائتمنها علىّ حفيدّيه تخونه بهذّه الطرّيقة البّشعة ؟ يّجبّ عليهّ أنّ يقاومّ لاّ يمكنهّ أنّ يّرحل ، فّعـّادّ يّرفع ذّراعيهّ ليّبعدها لكنّ لقدّ فات الآوان علىّ ذلكّ إذّ سّرعان ماّ فقدّ وعيهّ و إحساسهّ بالّواقعّ معّ تباطؤ نبّضات قّلبه لتّصيرّ معدومّة ، ابتسمتّ إليزابيثّ باستهزاء و استداّرت خطّوتينّ إلىّ الخلفّ سحبّت منّ ثّوبهاّ دّواءّ ماّ و وضّعته علىّ عينيهّا لحظاتّ حتىّ أخذتّ دموعهاّ بالسّقوط على وجنتيهاّ ، رفـعتّ الهاتفّ و بّنبرة مرتجفّة متقّنة الاحتراف و التّمثيلّ أخذتّ تبكيّ ـ 911 .. جـديّ أصيبّ بّنوبة قّلبية أرجوكّم أسّرعواّ ، العـّنوانّ .. أجلّ ، ثمّ أغلقتّ السّماعةّ لتّركضّ بّسرعة خارجاّ ، اتجهتّ إلىّ المصّعد فيّ لحظاتّ قّليلة أصبحتّ بـغّرفة الرئيسيةّ السّفليةّ للقصّر فّبخـطّوات بطيّئة قّليلةّ فتحتّ البـّوابة علىّ مصّرعيها عندّما رأتّ نايتّ يقفّ أمامّ سيّارته و ملامحّه بارّدة يبدواّ مصراّ على الرحيلّ بينماّ كايلّ يحاولّ إقناعه بالعدّول عنّ رأيه فحتىّ لو كاّن يكرههّ هوّ لا يحتملّ فكرةّ مغـّادرة نايتّ هـكذاّ جدّهما سيعانيّ كثيراّ ، كتمتّ إليزابيثّ ضحكتها علىّ هذّه العـّائلة ثمّ صّاحتّ بنبرةّ بّاكية ـ نـّايت ، كـّايل جدّي أصيبّ بنوبة قّلبيةّ أسّرعا تباّدل كلاّ من نايتّ و كايلّ نـظرّات مصّدومة غـّير مستوعّبة لكّلمات إليزابيثّ المذعّورة ثمّ و بلمحةّ بّصر ركضّ الإثنينّ عـابرين الأروقةّ و الطّوابقّ بّدقائقّ ، لحظاتّ حتىّ دّخلا إلىّ جناح نايتّ ليتجهّ كايلّ ناحيةّ جدّه مسّرعاّ ، وضـعّ أذّنه أمامّ وجههّ كيّ يتأكدّ إنّ كانّ غائباّ عن الوعيّ أمّ لاّ ثمّ تفقدّ مسارّ تنفسهّ و عـّاد ينظرّ إلىّ نايتّ الذيّ كانّ بجاّنبه فقّال بّنبرةّ مذّعورة ـ نايتّ ما الذيّ سنفعله ؟ جديّ لاّ يتنفسّ و لاّ يبدواّ واعياّ لما حولهّ ، ناتّ أرجوكّ افعل شيئّا كانّ وجـّه نايتّ شاحبّا بشدّة و بدا الندّم واضحاّ علّيه حينماّ هزّه كايلّ بّقوة ليستيقظّ منّ سباتّ لومه لنفسّه ، سّارع بالإمساكّ بّجدّه لّيجعله يستلقي علىّ الأرضّ تمالكّ أعصّابه و نـظرّ إلىّ جدّه قدّ صبّغت شّفاهه و وجّهه بّاللون الأزرقّ فرفعّ ذّراع جدّه ليتأكدّ منّ وجودّ نبضّات منّ عدّمها لكنّه لمّ يجدّ أيّ أثرّ لنبضّ لذلّك أمـّر كـّايلّ قـّائلاّ بنبرةّ هـّادئة متماسكةّ ـ قمّ بّإنعاشهّ هيـّا أومأّ كايلّ بالإيجابّ و سّارع بّمحاولة تّوصيل التنفسّ بعدّ ذلكّ قاّم نايتّ بتّدليك فوقّ القفصّ الصدريّ التنفسّ الاصطناعي بمعدلّ الضغطّ خمسةّ عشرّ مرةّ على صدّره بسرعةّ ثمّ يعطيّه كايلّ تنفساّ اصطناعيا ثمّ يعودّ نايتّ ليتحققّ من النبّض ، بينماّ كانتّ إليزابيثّ تّقف على مبّعدة منهمّا على شفتيهاّ ابتسامةّ جميلّة رقيقةّ كأنهاّ فخورةّ بماّ فـعلتهّ هـذاّ نصيبّ الأشخاصّ الذيّن يّعقون طّريقهاّ ، لاّبد لهمّ أنّ يمحوا من الوجودّ عندّما فجأةّ صّاح كـايلّ بّسعادة و قدّ عـّاد نبضّ قلبّ جدّهما فّاحتضّن نايتّ بّقوة بينماّ عـّاد الأخرّ يّأمره بّالقياّم بّعملية التنفسّ ، لحـظاتّ حتىّ فتحّ جدّهما عينيهّ نـظرّ إلىّ حفيدّيه المبتسمينّ بكلّ راحـّة فّحاول الحديثّ لكنّه لمّ يستطعّ فّرفعّ إصبعهّ مرتجفاّ و همسّ بكلّمات لمّ يستطع أحدّهما فهمهاّ لّيغلق عينيهّ مجدداّ ، نـظرّ كـّايل بّصدمة إلىّ جدّهما و قدّ انخفضتّ نبضّاته لتعـّادل الصّفر ثمّ أمسكّ بّذّراع نايتّ الذيّ يبدواّ مصدّوما بدّوره ، تـحدثّ كـّايل بّنبرة مـرتجفـةّ ـ نايتّ أناّ لستّ ذّكياّ لكنّ لاّ يفترّض بّهذاّ أنّ يحدثّ أليس كذلّك ؟ ألمّ يكنّ بخيرّ منذّ دقيقة ؟ ما الذيّ حدثّ ؟ نايتّ افعل شيئاّ . كيفّ لجدّهما أنّ يصبحّ بّخيرّ ثمّ تنكسّ حالتّه خلال دقّيقة ؟ ألستّ الإسّعافات الأوليةّ صحيحّة ؟ بلىّ بكلّ تأكيدّ هي صّحيحةّ فمنّ غيرّ المعـّقول أنّ يخطأ و كيفّ له أنّ يخطأ و حّياة جدّه بين يدّيه ؟ رفـعّ رأسهّ قدّ بدا شاحبّا بشدّة بينماّ بهتّ لون عينيهّ لمّ يعدّ بمقدوره فّعل شيءّ الآن حتىّ لو أرادّ بشدّة ، قـّال بّعدم تصديقّ ـ هـناكّ شيءّ خـاطئّ ، كـّايلّ لاّ أعلمّ لكنّ هناكّ شيءّ خـاطئّ فجـأةّ إنتقـلّ إلىّ مسامعهماّ صّوت سيّارة الإسّعافّ فّسارع كايلّ بالّوقوفّ و الركضّ متجّها إلىّ الأسفلّ بينماّ نـظرّ نايتّ نـاحيّة إليزابيثّ التيّ لاّزالتّ بمكانهاّ بالرّغم منّ هولّ الموقفّ ، هدوئّها يثيرّ استغرابه لكن سّرعان ماّ تناسىّ أفكاّره عندّما هرعّ المسّعفون إلّى جـدّه فّرافقهمّ بّخطّوات سّريعة سّلسة بجّانبه كانّ كايلّ الذيّ يبدواّ مّذعوراّ بشدّة ، سّارعّ كايل بالّصعود إلىّ سّيارة الإسّعافّ لماّ لاحظّ أن نايتّ يقفّ خارجاّ فقّال بّقلق ـ هياّ أسرّع أومـأ نايتّ نفياّ و أشّار علىّ سيّارته ثمّ و للمرّة الأولىّ ابتسمّ لكايلّ بكلّ هـدوءّ و بدّون تقيدّ ، دونّ مبالاّة بّعداوتهمّا لّيتحدثّ بنبرةّ المـّبحوحةّ الخـّافتة ـ لاّ تقلقّ كايلّ سيكونّ كل شيءّ بخيـّر ، حدقّ بهّ للحـظاتّ ليغلقّ البّاب و تغـّادر سيّارة الإسّعافّ بأقصى سّرعتهاّ حينهاّ تنهدّ نايتّ بأسى غيرّ قاّدر على استيعابّ أحداثّ اليّوم كيفّ جدّه قدّ سقطّ و كيفّ أصّابته نوبةّ قلبية و لماذاّ لم تنجّح الإسّعافات الأوليّة بالّرغم منّ أنهاّ صحيحّة ؟ لقدّ حرصّ علىّ عدمّ تخطيّ ثّلاثة سمّ ذلّك لكيّ لاّ يّقوم بّضغطّ كثيراّ على قّلبه مسبباّ له كسراّ و قدّ حرصّ أيضّا علىّ القياّم بعمليةّ التنفسّ و فيّ الإطارّ الصحيحّ فكيفّ فشلّ كلّ هـذاّ ؟ هـناّك أمرّ خاطئّ لكنّ لاّ وقت لديّه لتفكيرّ لوّ أنّ فرانسوا هناّ فقطّ لجّعله يتولى الأمرّ لكنّ كل هـذّه الأشياءّ غيرّ مهمةّ و ماّ يجّب عليه فعلهّ الآن هوّ دعاءّ لسلامـّة جده ، بّعد مرورّ سّاعتين تّقريبّا كانّ نايتّ يقفّ مستنداّ علىّ الجدارّ الذيّ خلّفه بينماّ كايلّ يجلسّ بجّانبه علىّ تلكّ المقّاعد المتواجدّة بكثّرة ،لقدّ باتّ الإنتـّظاّر صّعباّ بمرورّ الوقتّ و بالكادّ يستطيعّان الصبرّ دّقيقة أخرّى تنهدّ كايلّ و قّال بّهدوء ـ ألاّ يبدواّ أنناّ نأتّي للمستشّفيات كثّيرا هـذاّ العـّام ؟ نـظرّ إليهّ نايتّ للحـظاتّ ببرودّ ثمّ أومـّأ بالإيجـّاب ، لاّ يزالّ غيرّ قاّدر على تصديقّ ذلكّ كيفّ لجدّهم أنّ ينّهار فيّ ثّانية ؟ لاّ و الأغـّرب فيّ الأمرّ أنهّ إستعـّاد وعّيه ثمّ سّرعانّ ماّ أغميّ عليهّ مجدداّ ، هـذاّ يبدواّ غـّريبّا بالنسبةّ له ، أيضّا كلّ هـذاّ يحدثّ قبلّ الاجتماعّ المقررّ فيّ منتصفّ اليومّ إنّ أمكنه القّول فّسيقولّ أنّ الأمرّ برمتهّ كان مخططاّ له لكنّ كيفّ ذلّك و ديميتريّ لا يستطيعّ حتىّ أنّ يطأ بّوابة الخاّرجيةّّّ للقصر ؟ تّحدثّ نايتّ بّنبرةّ بّاردة ـ كـّايلّ أعّلم أنّ هذاّ ليسّ بالوقتّ المناسبّ لكنّ ألاّ تّظن أنّ الأمّر مثيرّ للشكّ ؟ كـّان كايّل بدّوره مرّهقاّ غيرّ قـّادر على التفكيرّ بّطريقة صّحيحةّ فّأزارّ قّميصه الّعلوية مفّتوحةّ بينماّ خصّلات شعرهّ أنسدّلت على جبّهته بعدّ أنّ كانّ مصّففاّ بّعناية للأعلىّ ، هناكّ أيّضا حبات عّرق ظهرت علىّ جبّينه و هالاتّ سوداءّ تحتّ عينيهّ أيضّا ، قـّال بّهدوء ـ أظنّ أنّ الشخصّ الذيّ يدورّ فيّ بالكّ الآنّ هوّ ديميتريّ أليسّ كذلّك ؟ لكنّ لا أظنّه قّادراّ علىّ الاقتراب من جديّ و كلّ أولائكّ الحرسّ ملتفونّ حولهّ لاّ أحدّ يّعلم ماّ الذيّ يّقدر عليهّ ديميتريّ سواهّ هو فقطّ لذلّك أمرّ الحرسّ ليسّ بالصّعب على ديميتريّ أفلمّ يصطنعّ قّبلاّ صخباّ فيّ حفّلة فلادميرّ فقطّ لتخلصّ من الحرسّ بلّ و حتىّ أنهّ وضّع قنابلّ فيّ مكبّرات الصّوت ، إقتربّ من ماريّ باّلرغم منّ حرصّه الشديد عليهاّ و جّعلها تفقدّ قّدرتها علىّ السيرّ بالّرغم منّ أنّ خطّته كانتّ تتمثل فّي التخلصّ منها للأبدّ ، ديميتريّ قادّر علىّ كلّ شيءّ بّإسمّ الإنتقامّ .. تّنهد و قدميهّ لمّ تعدّ تسعفانهّ فإقتربّ و جلّس بجّانب كايلّ قدّ كانّ وجّهه شّاحباّ بشدةّ كذلّك كانتّ حبّات العرق علىّ جبينه ، قـّال بنبرةّ مبحوحّة خاّفتة ـ كـّايلّ أعـّتقد أننيّ.. نـظرّ إليهّ كايلّ باهتمام عنـّدماّ لمحّ الاثنين الطّبيبّ قّادم فّسارعّا نحوهّ، تنهدّ الأخيّر بّقلة حّيلة و حركّ رّقبته قّليلاّ بّتعـّب ، وضّع يدّه علىّ كتـّف كايّل و قّالّ بنبرةّ هادّئة ـ للأسفّ لقدّ دّخل جدكماّ فيّ غيبوبةّ لمّ أستطعّ أنّ أسّاعدّه، رمـقّه نايتّ بحدةّ و قدّ إتسعتّ عينيهّ ليّظهر لونهماّ الداكنّ الأزرق تنبّأن بّمدىّ خطـّورتهّ ، لمّ يّعد يّحتملّ مثّل هذّه الأخباّر بّعد الآنّ حينّ تقدّم كايّل مسّرعا فّأمسكّ بّياّقة الطّبيب و سّحبه نـّحوهّ فلمّ يّفصلّ بينهماّ سوّى سنتمتراّ أو إثنين ، قـّال بنبرةّ نـّارية ـ ماّ رأيكّ أنّ تبدّأ بّإخبـّارناّ الحـّقيقة قـّبل أنّ أحشوّا فمكّ هذاّ بّـ أمسكّه نايت بّقّوة و أبّعده عنّ الطـّبيبّ ، وضّع يدّه علىّ صدرّ كايلّ جاذبّا إيّاه للخلفّ ثمّ أشّار لّطبيبّ أنّ يبدأّ فيّ الكّلام قبّل أنّ يقدّم هوّ الآخرّ على فعلّ لاّ يحمدّ عقباهّ ، زفرّ الرجلّ بّغيضّ و حاولّ أنّ يعدلّ يّاقته قّليلاّ قبلّ أنّ يتكلمّ بّبرود ـ يّبدوا أنّه تمّ إعطـّاءه دّواءاّ قوياّ يتعارضّ معّ مرّضه ، الذيّ أخفضّ من معدلّ نبّضات قّلبه لتقاربّ الصفرّ و إنّ لم تّحضروه فيّ الوقتّ المناسبّ لتوفيّ فيّ الحـّالّ أيضّا إنّ هذّه القّضية خطيرةّ تنمّ عنّ محاولةّ قّتل متعمدّ لذّلك سيتمّ إحالتهاّ إلىّ الشّرطة ، أرجوّا أنّ تنتـظّروا قّليلاّ فّقدّ إتصّلت بالشّرطة و همّ قادّمون الآنّ لاستجوابكماّ ، المعـّذرة لديّ عملّ آخرّ رمقّـه كايلّ بّصدمة غّير قّادر على استيعاّب كلّماته أقاّل أنّ أحداّ حاولّ قتل جدّه الآنّ ؟ لاّ بل حتىّ أنهّ يّشك فيّهماّ الذيّن كانّا منّ اتصل بالإسعافّ أولاّ ؟ ما هذاّ الهراّء الذيّ يتفوه به ؟ و الجدّ فيّ غيبوبة أيضّا؟ أمسكّ بّطبيب و سحبّه فيّ غمضة عّين نـّاحية الجـداّر لّيرتطمّ ظهرهّ بهّ مصدراّ صوتّا قوياّ ، صّاح كايّل بنبرةّ عاليةّ هـّادرة و غـّاضبة ـ أتّمزحّ معّي أمّ مـّاذاّ ؟ جـذّبه نايتّ مبـّعدا إياهّ عنّ الرجلّ فيّ حينّ كانّ كاّيل يصّرخ بّغيرّ رضى عنّ ما حدثّ ، إنّ كلّ شيءّ يبدواّ مخططاّ لهّ إنهّم يّتلاعبونّ بهماّ كيّفما يشاءون ، حـّتى هـذاّ الطّبيبّ يبدواّ غـّريبّا .. كادّ أنّ يّلكمّ الرجلّ عندّما همسّ نايتّ بنبرةّ مبحوحّة حـّادة ـ كاّيل لآ .. أنـظّر حولكّ الكاميرّات فّي كلّ زاويةّ ، تّصرفّ بحكمّة صّمتّ كاّيل ثمّ استـداّر ليّغادرّ عنـدّما وجدّ الشّرطة فيّ إنتّظارهماّ ، هـّز كاّيل رأسهّ بّقلة صّبر و ضّربّ الجدارّ بّقوةّ بينماّ جالّ نايتّ بعينيهّ منّ حولهّ بّنظرةّ فاّحصةّ شّاملة لاّبد أنهّ و خلالّ هذّه الفترةّ تمّ إلتقاطّ العـديدّ منّ الصورّ لهماّ ، هذاّ سيّشكلّ فضيحة عّلنية دونّ ذّكر تدهورّ حاّلة جدّهم الصحّية .. نـظرّاّ إلىّ الشّرطيين الذّين يبدّوان مسّتعديّن لّسحبهما معهماّ نـّحو مخفر الشرطةّ، حيّنها اتسعتّ عينيّ نايتّ بصدّمة أيعقلّ أنّ يكونّ ماّ في بّاله صحيحاّ ؟ لاّبد منّ ذلكّ ، يّا إلهيّ هـذّه المرةّ لنّ ينجواّ ، دونّ أنّ يدركّ وجدّ نفّسه يّرفعّ هاتفهّ ، دّخل محركّ البحثّ ثمّ كتّب إسمّه مسّرعاّ بينماّ كانّ كاّيلّ ينظرّ إليهّ بّعدم استيعاّب حينّ ظهرتّ تلكّ المقّالاتّ عنهّ لتملأّ الشّاشة بّأكملهاّ ، كلّ فّضائحّ التيّ تخصّ نايتّ فيّ الانترنيت و بجميّع المواقعّ ، رفـّع نايتّ أناملهّ المرتجفةّ ناحيةّ جّبينه المتعرقّ بشدةّ و قدّ بهتّ لونّ بّشرتهّ كّأنه على وشكّ الموتّ لاّ يصدّق ذلكّ أوراّقه، مـّاضيه أسّرارهّ بأكملهاّ صّارت عّلانيةّ.. كاّد أنّ ينهاّر منّ الصدّمة لكنهّ تماسك فيّ آخرّ لحظةّ ثمّ وجّه أنـّظاره نّاحية كاّيل الذيّ لاّ يقّل عنهّ صدّمة ، ابتسمّ بّسخرية ليهمسّ بّإستهزاءّ ـ كمّ أنتّ ممثّل جيدّ ، لقدّ خدعتنيّ للمرةّ الأولىّ صدقتكّ .. شكرّا يّا صديقيّ إتجّهت الشّرطة ناّحيتهّ ثمّ كّبل الرجلّ يّديه بينماّ سحبّ الآخرّ كايلّ المصدومّ منّ ذرّاعه للأمامّ ، بّعد أنّ وطأتّ أقدّامهمّ بـّوابة المستشفىّ صّدرّ أصواتّ عدةّ لكاميراتّ و هي تلتقطّ لهّم صوراّ بّمختلفّ الأوضاعّ ، عندّما لمحّ الإثنينّ ذلكّ الشّابّ ذوّ الشّعر الأسودّ و عينينّ تّقدحانّ شراّ ، يوجدّ على شّفتيه ابتسامّة سّعيدةّ مليّئة بالنشوةّ كانّ يّصفقّ لهمّا ، حيّنها شـعرّ نايتّ بّأن الأمرّ يّفوق طاّقته .. فيّ حين تحدثّ كايلّ بّصدمة ـ ماّ الذيّ يحدثّ هناّ بحقّ الجـّحيمّ ؟ / كاّنتّ تلكّ الفتاةّ ذاتّ الشّعرّ البنيّ المسترسلّ على ظهرهاّ بكلّ نعـّومة نـّائمةّ دونّ هواجسّ أو كـّوابيسّ ، ذاّت رموشّ طـّويلة و بّشرةّ تّميلّ للشحوبّ ذلّك لمّ يكنّ إلاّ تأثيرّ نظامّ غـّدائهاّ السيءّ ، دّخل فّرانسواّ الغـّرفة ببطّء محّاولاّ أنّ لاّ يصدرّ صّوتاّ يجّعلهاّ تستيقّظّ منّ نومهاّ ثمّ تقدّم نـّاحيتهاّ ، تّأكدّ منّ تـّواجّها بّالغرفةّ أيضّا منّ أنّ الـّشرفة محكمةّ الإغـّلاق ليّعود إلىّ حيثماّ كانّ ، خلّف البّاب يحرسّ الممرّ خوفاّ علىّ سّلامتهاّ وقفّ هناكّ لدّقيقةّ أوّ إثنينّ ثمّ سّار بخـطّواتّ سّريعةّ خارجاّ متجّها إلىّ الطبيبّ كيّ يّحدثّه عنّ آخرّ تطّور لسيدّته و إنّ كانّ العـّلاجّ يستلزمّ المزيدّ من الوقّت .. فتحتّ ماريّ عينيهاّ بّرعب ثمّ وضـعتّ يدّها علىّ قّلبهاّ لتشعرّ بمدىّ دقّاته المجنونّة ، مدتّ يدّها لتمسكّ بّكأسّ ماءّ لعلهاّ تهدأ روعهاّ عندّما انسّل الكأسّ من بينّ أناملهاّ كيّ يسقطّ على الأرضّ مصّدراّ صوتاّ مزعجاّ قدّ كسّر سكونّ الـّغرفة ، أخذتّ تتنفسّ بّصعوبةّ باّلغة و أمسكّت رأسهاّ إذّ أنّ الصداعّ قدّ داهمهاّ فجـّأةّ شّعرت بّغشاءّ يّسدل علىّ عينيهاّ مانعّا إياهاّ من الـّرؤيةّ كّأن ثّقل جفنيهاّ صارّ موازياّ للجبّل ، تنهـدتّ محاّولة السيطرّة علىّ أعّصابهّا ثمّ و بكلّ حذرّ أنزلتّ قدمّا تّلو الآخّر جذبتّ كرسيّها المتحركّ إليهاّ و جلّست عليهّ ببطءّ ، سارتّ بّحركةّ متسلسّلة سّريعةّ نـّاحية الشّرفة ثمّ فتحتّهاّ لتهبّ نسمةّ هواءّ شّديدةّ البّرودّة سّاعدتّها علىّ تماسكّ قّليلاّ، لكنّ ماّ هذاّ الإحسّاسّ الذيّ داهمهاّ ؟ ألمّ عميقّ لاّ يوصّف أيقّضها من نومّها ، شّعرتّ بالقلقّ يدّب فيّ قلبهاّ أكثرّ فأكثرّ ربّما هناكّ شيءّ قدّ أصابّ فـّلوراّ ، نايتّ ويّليام .. فّفيّ المرةّ السّابقة داّهمهاّ نفسّ الشّعورّ عندّ موتّ والدّها ، عّادتّ إلىّ السريرّ و أخذتّ هاتفهاّ لتّقومّ بإتصّال سريع لّكنّ الهاتفّ رنّ بينّ يدّيها أسّرعتّ بّرفعّ سماعةّ و أجـّابت بّكل لهفةّ ـ ألـّو .. ذلّك الّركن المّظلم الذيّ لطاّلما احتواه كانّ بمثّابةّ منقذهّ و منّجيه من هـذاّ العّالم يجلسّ مسنداّ رأسهّ علىّ ركبّته اليمنىّ فّي حينّ وضّع يدّه علىّ قدّمه الأخرىّ ، إنتقلّ إلىّ مسّامعهاّ صوتّ تنفسهّ المضطربّ و السريعّ فّتحدثتّ بّنبرة قـّلقةّ ـ نايتّ أهـذاّ أنتّ ؟ هـّل أنتّ بخيرّ ؟ أمسكّ بخصّلات شّعره بينّ أنـّامله غيرّ مصدّق مدىّ غباّئه، لقدّ كانّ يستهزئ بّديميتريّ طّوال الوقتّ فلمّ يّأخدّه علىّ محملّ الجدّ و أنظرّ إلىّ ماّ أوصله إستهتارهّ ، همسّ بنبرةّ مـتّألمةّ مبحوحةّ ـ ماّري .. شّعرتّ ماريّ بمدىّ خطّورة الوضّع كيفّ لاّ و صّوت نايتّ المتألمّ قدّ حطمّ كيّانهاّ،جعلّ قّلبهاّ يتوقفّ عنّ النبض فّذّرفت دّموعهاّ دونّ أنّ تتفوهّ بّشيّء مجردّ نبرتهّ المبحوحةّ تّخبرهاّ بمدى عمقّ همومهّ ، فّأخذتّ تّبكيّ دونّ قدرّة لهاّ عندّها ابتسمّ ناّيت بّخفوتّ ، قـاّلتّ بّصّوت باكيّ ـ نايتّ ماّ الذيّ يحدثّ ؟ هلّ أنتّ بخيّر ؟ أنّا خـّائفة ، أخفضّ رأسهّ قليلاّ و أغّلق عينيهّ وسطّ ذلكّ الظلامّ كاّن صوّتهاّ بمثّابة الأملّ الذيّ يّتشبثّ به ، وسطّ هذّه الوحدةّ الشّديدةّ وجودّها فقطّ يجّعله يتحلىّ بّالقّليل من القوةّ ، تحدثّ بنبرةّ رقيّقة ذاتّ رنةّ غامضةّ ـ أجـل كلّ شيء على ماّ يرام ، لمّ تكنّ لتّصدقّ كذبّة واضحّة مثّل هذّه لكنّ نبرتّه الّرقيقةّ الهـّادئة جّعلتهاّ تلتزمّ الصمتّ فلّم يخترقّ ذلّك السكونّ سوىّ صوتّ شهقاتهاّ ، فأصّدر آهةّ عميّقة مثّقلة بالّهمومّ ثمّ قـّال بّنبرةّ هاّدئة ـ مـّاري إعتّني بنفسكّ أغلقّ السماّعة غيرّ آبهّ بّنداءّ ماريّ المترجيّ لهّ، تّنهد بّأسىّ لّيسند رأسهّ علىّ الجدارّ قدّ كانّ علىّ حاّفة النافذةّ يّشاهدّ تلكّ الأضواءّ الخافتةّ فيّ الأسفلّ بينماّ هناكّ ظلامّ دامسّ يّحيطّ بّغرفتهّ فيّ كلّ ركن بهاّ ، أحكمّ القبضّ علىّ يدّه لاّ يصدّق ذلكّ فهوّ قدّ وقّع فيّ فّخ ديميتريّ الآنّ لن يستطيعّ الترشحّ لمنصّب المديرّ و سمعّته قدّ شوهتّ ، الشخصّ الوحيدّ الذيّ يساندّه ألاّ و هوّ جدّه فيّ غيبوبةّ و لاّبد أنهّ سيتهمّ بّمحاولةّ قّتله ، ويّليامّ غـّادر البّلاد و لنّ يعودّ بعدّ شهرّ أوّ أكثرّ أماّ ماريّ باّلرغم منّ أنهاّ معهّ و تساندهّ إلاّ أنهاّ ليستّ بجاّنبه و هيّ بنفسهاّ تحتّاج منّ يّشجّعهاّ ، ألاّ يعنيّ هذاّ أنّ ضربةّ ديميتريّ قدّ أصّابته فيّ الصميمّ ؟ فجـّأةّ صدرّ صوّت نغمةّ من هاتفهّ تّخبره بّوصول رّسالة نصّية ، إنهّ يعلمّ تمامّا منّ المرسّل فّنظرّ إلّى محتواهاّ بّهدوءّ ، إنهاّ منّ قبلّ ديميتريّ لاّبد أنّ سّعادتّه الآنّ لا تقدرّ على الوصّف بالكلماتّ كيفّ لاّ و قدّ جّعله المجرمّ الذيّ قتلّ الرجلّ الوحيدّ الذيّ أحسنّ إليهّ ، مّاضيهّ بأكملهّ بينّ صّفحات المجلاتّ و هوّ الآنّ وحيدّ ـ [ لاّ تّظن أننيّ انتهيت فّلا يّزالّ لديّ الكثيرّ فيّ جّعبتيّ ، لنّ يّشفى غليليّ قبلّ أنّ أرىّ جثتكّ أماميّ مرّمية فقطّ إنتـظرّ أكثرّ و سترىّ سّأجعّلك تّطلبّ الموتّ ] نـظرّ إلىّ رسّالة بّبرود ثمّ رمّى هاتفهّ بّعدم إهتمامّ منّ الّنافذةّ ، عندّما سمعّ طرّقا علىّ البابّ .. فّتحّ لتّظهر سوزيّ كاّنت تّبدوا قلّقة بشدّة بلّ حزينةّ للغّاية لأنهاّ لم تستطعّ أنّ تحميّ سّيدها ، تنهدّ نايتّ ثمّ تحدثّ بنبرةّ هادئّة ـ سوزيّ منّ الآنّ فّصاعداّ دعيّ إليزابيثّ و شّأنهاّ ، فقطّ إهتميّ بكايّل لاّ أريدّه أنّ يغيبّ عنّ نظريكّ .. أحميّه بحّياتكّ منّ فّضلك ، كادتّ أنّ تّعترّض لكّن نـظرّات نايتّ الهادّئة جّعلتهاّ تترددّ كّان يبدّوا مّسالما بشدّة لاّ حّيلة لهّ سوىّ القّبول بّمصيّره ، أهـذاّ فعلاّ سيدّها الذيّ أرعبّ جميّع منّ حوله ؟ لماذاّ يتصرفّ بمثّل هذاّ الضعفّ ؟ قّالتّ بّتوتر ـ سيديّ، لقدّ طلبتّ منا والدّتك أنّ نحميكّ أنتّ فقطّ.. لذّلك أعذّرنيّ إنّ رّفضت طلبكّ هذّه المرةّ ، لأنّ كلّ ماّ يهمنيّ بهذاّ القصرّ هوّ حياتكّ أنتّ سيدّي لمّ يّتحدث لوهلةّ من الزمنّ بلّ إكتفى بالنظرّ لسماءّ لندّن كانتّ غاّئمة تّنبأ بهطولّ المطرّ كالعادةّ ، يّا ترى لوّ أنّ والدّته لّا تزالّ علىّ قيدّ الحيّاة هل كان ليصبح شّخصا آخر ؟ أسندّ رأسه علىّ ركبّته ثمّ تّحدثّ بنبرةّ بّاردة ـ إنّ كنتّ لاّ تّردين تنفيذّ أوامريّ فّلكّ كّل الحريّة بالمغاّدرة الآنّ ، صمتتّ على مضّض مجبّرة علىّ الإنصّياع لأوامرهّ إذّ أنهاّ فّي النهايةّ لم تستطعّ قّول لاّ لهّ ، فّإنحنتّ بهدوءّ و لبّاقة شديدّة تمّ عنّ مدىّ إحترّامهاّ لهذاّ الشّخص الموجودّ أمامهاّ ثمّ قـّالت بّنبرةّ متأسفةّ ـ أناّ أعتذرّ سيديّ ، سّوف أبدّأ العملّ فيّ الفورّ .. غـّادرت مسّرعة صّحيحّ أنهاّ ستبقيّ كاّيل محطّ أنظاّرهاّ لكنّ لنّ تّغفلّ أبداّ عنّ سيدّ نايتّ و الآنّ يجبّ عليهاّ الإتصّال بالرجلّ الوحيدّ الذيّ يستطيعّ أنّ يّتعاملّ معّّه و منّ أفضّل منّ فرانسواّ ؟ رفـعتّ هاتفهاّ مصممّة على مراّدها عندّما لمحتّ حركةّ غـّريبة تصّدر منّ قبلّ الخدمّ ، فّتوقفتّ قلّيلا عنّ السيرّ و أخذتّ تّراقبهمّ من بّعد كاّن هناكّ ماّ لاّ يقلّ عنّ ثّلاثينّ خادّما يّتضمن رجالاّ و نساء يتحدّثون بّنبرةّ هامسةّ عنّ .. اقتّربت أكثرّ منهمّ ليّنتقلّ إلىّ مسّامعهاّ صوتّ أحدّهم الّحادّ ـ لاّ لقدّ قلتّ لكّم أنّ نصبرّ قّليلاّ فّلا يمكنناّ أنّ نعلنّ تمردّنا الآنّ ، لقدّ طلبّ مناّ السيدّ ديميتريّ الإنتظارّ حتىّ يعطيناّ هوّ الإشّارة اتسعتّ عينيهاّ بّصدمة فّوضعتّ يدّها علىّ فمها كاتمةّ شهقتهاّ المذّعورة ، هلّ كل هؤلاءّ يّتمردون ضدّ عاّئلة لبيرّ ؟ إذّن من سيبقى إلىّ جاّنبهمّ ؟ من سيبقى إلىّ جاّنب سيدّها نايت ؟ شعرتّ بالذّهول فّسارعتّ بالّركضّ فيّ الجّهة العكّسية لمقرّ إجتماعّ الخدّم ، يجبّ عليهاّ تحذيرّ نايتّ .. فتحتّ بابّ الغّرفة مسّرعة و أغلقتهّ خلّفها لتتجّه نحوهّ ، قـّالت بنبرةّ مذّعورة للغّاّية ـ سيديّ لن تصدّق ماّ الذيّ قدّ رأيته الآنّ، إنّ الخدّم بأكملهمّ يتـّمردونّ لاّ بّل حتىّ أنهمّ نـظرّ إليهاّ نايتّ لوهلةّ من الزمنّ بعينينّ فاّرغتينّ لاّ أثرّ للحيّاة بهماّ ، ثمّ هزّ كتّفيه بلاّ مبّالاة إنهّ يعلمّ تماماّ أنّ أغلبيةّ الخدّم تحتّ سيطّرة ديميتريّ و لمّ يبقى سوىّ القلةّ تعدّ على اليدّ بّجانبهمّ ، رّفع أناملهّ لّيشيرّ أسفلّ النافذّة ، فتقدمتّ سوزيّ بّقلق كيّ تنظرّ إلىّ حيثّ يشيرّ هوّ ، كانّ يوجدّ فقطّ إثنينّ من حرسّ التابعينّ لفرانسواّ بّعدماّ كانّ عددّهم يتعدى العشرينّ ، قّال بنبرةّ هادئّة ـ هـذاّ كلّ ماّ تبقى بجانبناّ سوزي . إنتهّـىّ ـ |
|
|
03-10-2020, 01:02 AM | #59 |
شـّابترّ الـ الثّلاثون ـ لـّعبة الـّجنود ـ هّواجسّ تّراودهّ حالّما تسدلّ هاتينّ العينينّ جفّونهماّ كّوابيسّ تّلاحقّه مّحاولة حبّسه بّداّخلهاّ فيّ عـّالم يّغزوه الظّلام تّعمه الوحدةّ يّتجرعّ فيهّ كـّأس الخذّلان و المّرارة فلمّ يزرّه النومّ كذلك الأحلاّم ، طالّما هذّه الأفكاّر تستمرّ مّتشبثة بّذهنه لنّ يستطيعّ التّمرد عليهاّ فظّهرت تلكّ الهالاتّ السّوداءّ تّحتّ عينيهّ لتزدادّ بّشرته شّحوباّ كانّ المرضّ قدّ آتاه رافضاّ تّركه ، حمىّ و حبّات عرقّّ أعلىّ جّبينه فّأخذّ يهذيّ دونّ أنّ يكونّ قـّادرا علىّ أخذّ قسطّ من الراحّة ، أبّعد ذلكّ الغطاّء عنه بعدّ أن شّعر بالحّرارة تنصبّ كاللهب بّعروقه فوقفّ و بخطّواتّ مرّهقة غيرّ مدّروسة وضّع جسدّه وسطّ تلكّ الميّاه البّاردة و بالّرغم منّ أنّ برودّتها لسعتّ جسدّه دونّ رحمةّ إلاّ أنّ نيّرانه رفضّت أنّ تنطفئ سارّ جسدّه ينتفضّ من شدّة البّرودة طالّبا الشّفقة لكنه استمر غيرّ مبّاليا بارتفاع حرارته أو ملاّبسه التيّ تبللتّ بالكاملّ ، بّعد مرورّ نصفّ سّاعة شّعر بالتحسنّ قّليلاّ فمدّ يدّه ليلتقطّ المنشّفة و يّضعها حّول رأسهّ إذّ أنّ ذلكّ الصّداعّ يّرهقهّ كثيراّ فخطّى علىّ الأرضيّة البّاردة عندّما إنهالتّ لعّقله ذّكرى ليستّ ببعيدّة ، تنهّد متسّائلاّ إنّ علمتّ ماريّ بّتلكّ الأخبارّ التيّ نشّرت عنهّ فّهل ستأتيّ مسّرعة لّتغدواّ بجّانبه أمّ ترحلّ كماّ فعلّ الغيرّ معه ؟ استلقى علىّ الأريكةّ بّإرهاقّ ثم أمسكّ بّآلة التحكمّ عنّ بعدّ و ضّغط علىّ زرّ لكيّ ينارّ شّاشة التلّفاز ، كانّ على قناةّ الأخبّار و الذيّ احتلت صورّته كلّ ركنّ فيّها رفّع لّصوتّ فّإنتقلّ إلّى مسّامعه كلّماتّ المذيّع ـ .. فّي قضّية آخرّى كانّ متهماّ فيّها بالقتلّ لكنّ الأدلّة لم تكنّ كاّفية لإداّنته ، حيثّ اتهم سيدّ نايتّ لبيرّ بقّتله لّرجلّ الأعمالّ الروسيّ المشّهور نيّكولاسّ ماّكاروف و الآنّ هوّ متهمّ بمحاولةّ قتلهّ لبيتر آلّ لبيّر ، فهلّ يّستطيعّ المجرمّ دوماّ الهروبّ منّ خطاّياه دونّ عّقوبة ؟ يجبّ عـ عـّينين حادّتين تتقدّان شّرّا و كرّها كيفّ لاّ و قدّ تمّ ذّكر إسمهّ جاّنب إلىّ جانبّ معّ نيكولاسّ ماكاروف ، كادّ أنّ يطفّأ التلفازّ عندّما ظّهرت صّورة لّذلكّ الرجلّ الذيّ دمرّ حيّاته بّأسّرها ، رماّه دونّ مبّالاةّ بّكونه إبنهّ بّإبتسامةّ شديدةّ الجـّاذبية ملّيئة بالخبثّ و دّهاء يّفوق قدرّة البشّر ، تّأوهّ نايتّ بألمّ عندّما إشتدّ صّداعه همسّ بّنبرةّ غـّاضبة نـّارية ـ سّحقاّ ، سحقّا .. نـظرّ إلىّ يدّيه بالّرغم منّ أنهّ حرّ إلاّ أنهّ يّشعرّ بّأغلالّ تقيدّه تمنعّه منّ الحركةّ ، بلّ منّ الكلامّ أيضّا كّأنهّ سجّين فيّ قّصره الخاصّ ، مكبلّ و كلّ الأعينّ تـّراقبه منتـظرّة زلّة آخرّى لهّ كيّ تّقودّه إلىّ حبلّ المشنقة ، تخللتّ أناملهّ خصّلات شعرهّ الأسودّ بّقلة صبرّ لاّ يستطيعّ تحملّ هذاّ الوضّع بعدّ الآنّ يجبّ عليه التحركّ فّهوّ لاّ يطيّق أنّ يّعيد لديميتريّ ديّنه عـّبر الـّرواقّ فيّ ظرفّ ثّوانّي بخـطّواتّ سّريعة فّضغط علّى زرّ المصّعد ، إنتظرّ قّليلاّ لكنهّ قررّ فيّ النهايةّ إكمالّ طرّيقه سّيرا علىّ الأقدّام ألقى بنظرّيه فيّ كلّ خطّوة يّقدم عليهاّ لقدّ كانّ جوّ القصرّ غّريباّ سّاكناّ و مّخيفّا ، كيّف استطاعّ ديميتريّ جّعل أغلبيةّ الخدمّ يّصبحون فيّ كفه ؟ نـظّراتهمّ الفضوليةّ تّراقبهمّ ، شّفاههمّ تستمرّ بّالحركةّ و ألسنتهمّ تّتناولهّ كّمقّبلاتّ لذّيذةّ طّوال الأمسيةّ ، وقفّ فجأةّ و رمقّ بّطرفّ عينهّ أحدّ الخدّم الذيّ تّجرأّ بنعتهّ بالقاتلّ ، تّقدم نـّاحيته ثمّ أمسكّه منّ يّاقته و جذّبه للأعلىّ كيّ يرتطّم جسدّه علىّ الجدارّ الذيّ خلفه بينماّ كانّ الخادّم مصدّوما إذّ لم يكن ليتخيلّ أبداّ أنّ نايت فيّ يوم ماّ سيفقدّ أعصّابه ، حينّ اقتربّ منه نايت بّسرعة و همسّ فيّ أذنه بنبرةّ خبيثةّ ـ ألاّ تّعلم أنّ القاتلّ قاّدر علىّ فعلّ كلّ شيءّ ؟ كّإبـادة عـّائلتكّ أمامّ عينيكّ مّثلا ؟ ثمّ إبتعدّ و هو يّضربّ كتفهّ بينماّ على شّفتيه ابتسّامةّ بّاردةّ ، غـّمز لهّ لّيرحلّ مّسرعاّ فّسقطّ الخادّم على ركبّتيه مرتجفّا ، لاّ يعلمّ لماّ لكنّ بدّت كلّماتّ نايتّ جاّدة جّدا أهـذاّ يعنيّ أنه فّعلا سيبيدّ عّائلته ؟ إنهّ قادرّ على كلّ شيءّ أفلمّ يّقتل سّابقاّ الرجلّ الذيّ شهدتّ البّشرية بأكملهاّ دّهاءه نيكولاسّ ماكاروف ؟ والدّه البيولوجيّ ؟ قـّال خادّم آخرّ بجاّنبه و الغيضّ يلفّه ـ لاّ تدّعه يّؤثرّ عليكّ فلقدّ آمن لناّ السيدّ ديميتريّ الحّماية بأكملهاّ و لقدّ أخبرناّ سّابقّا عنهّ لن يّكون قّادر علىّ تحريكّ يديّه أمامّ نـظّريه فّلماذاّ أنتّ قلقّ هكذاّ ؟ إنهّ رجلّ مثّلنا أيضّا .. بلعّ الخادمّ الأولّ رّيقه بّتوترّ ثمّ وقفّ على قدّميه ، لاّ إنهّ ليسّ مثلهمّ علىّ الإطلاقّ فّذلك الرجلّ أقلّ ماّ يّقال عنهّ وحشّ بّهيئة إنسّان ، أقّالوا أنّ نيكولاسّ والدّه البّيولوجيّ ؟ هـذاّ أمرّ لاّ يصدقّ .. كانّ يّراقب خطّوات نايتّ الهادئّة لمّ تكن تنمّ أبداّ على قّلقه أوّ خوفه بّل كان هادئاّ لدرجةّ مخيفة ، تنهدّ محاولاّ إستعادّة قوتهّ ليتحدثّ بنبرةّ مرتبكةّ ـ يبدواّ مخيفاّ، أحقاّ قتـّل قيصرّ روسيّا نيكولاسّ ؟ هزّ صدّيقه كتفيهّ دلالة علىّ عدمّ المعرفةّ فّشّائعات حولّ نايتّ كثيّرة و معّظمهاّ ليستّ صحيحة أبداّ لذلّك مّعرفة ماّ إنّ كانّ نايتّ فعلاّ قدّ قتلّ والدّه أمرّ صّعب للغايةّ ، تحدثّ بهدوءّ ـ إنهّ لغزّ لاّ يعّرف حلّه أحدّ فلا تتعبّ نفسكّ بنبشّ حولّه لأنكّ لنّ تجدّ شيئّا ، مدّ يدّه مستعداّ لّفتح البـّوابة عنـّدما إنتقل إلى مسّامعه نـداّء كاّيل المستمرّ له ، كاّن بعيداّ بعض الشيءّ مماّ جعله ينتظرّ لوهلة من الزمنّ قبلّ أنّ يصلّ كـّايل إليهّ فّرمقه نايتّ ببّرود بالّرغم منّ أن ظّروفهمّ مّؤلمة إلاّ أنه لا يستطيعّ التخلي عنّ حذّره منهّ لماّ تحدثّ كايل بنبرةّ قّلقة مقّاطعا حبّل أفكاّره ـ نايتّ ألنّ تذّهب لزّيارة جديّ ؟ مـّلامح نايتّ الهـّادئة لاّ تدّل أبداّ على أنهّ ذاّهب لزيّارة جدّهم إذّ و حتىّ بّهدوئه كاّنت هناكّ تلكّ النظرّة العـّدائية الإستقراطّية و التيّ تنبأ بّرغبتهّ الشّديدةّ فيّ كسرّ رّقبة منّ كان السببّ ، هـزّ كتّفيه دلالّة على عدم الإهتمامّ قاّئلا و هو يّشيح رأسهّ بعيداّ ـ أناّ المشتبهّ الوحيدّ فيّ قضّية تسميمّ جدّنا أتّظن أنّ زيّارتي لّه ستعتبرّ مجّرد زّيارة أمّ محاّولة ثانية لّقّتله ؟ أخفضّ كاّيل بّصره للأسّفل إذّ أنه يعلمّ تماماّ ماّ الذيّ يّقصده نايتّ فخلالّ إستجوابهماّ كانتّ الشّرطة عداّئية جّدا نحوّ نايت و قدّ كانتّ رغبتهماّ فيّ سجّنه كّما لو كأنهماّ قدّ تأكدّا منّ أنه بالفعلّ هو المجرمّ ، لكنّه يعلمّ جيداّ أنّ نايتّ بالرغمّ من صّفاته الأنانيةّ السيّئة إلاّ أنه غيرّ قابلّ على القتلّ فكيّف له أنّ يأخذّ حياة الشخصّ الوحيدّ الذيّ وقفّ بجاّنبه عندّما تبرأ منه الكل ؟ فتحّ فمه ليتحدّث لولاّ أنه لمحّ إبتسامةّ نايتّ المستهزئة مماّ جّعله يّشعر بالصدمةّ ، بينماّ رفع نايتّ يدّه مودعاّ إيّاه ثمّ غـّادر بكلّ بّساطة .. / أضّواءّ بّاريسّ منتـّشرة فيّ كلّ شّارعّ و قدّ ضجّ بّأناس عـّدة لأغّراضّ مختلفة ، فيّ ذلكّ المبنى الذيّ حمل إسم المستشفى حيثّ كانّت ماريّ تجلسّ على كرّسيها المتحركّ بينّ جـّدران غـّرفتهاّ البيضّاء ذاتّ رائحةّ المعّقم ، شّعرها البنيّ قدّ إزدادّ طّولا و صّار متموجاّ على ظهرهاّ بكل عنفوانّ بينماّ عينيهاّ العّسليتينّ قدّ بهتّ لونهما فّإختفى ذلكّ اللمعّان الذيّ يميزهماّ ، تنهـدتّ بّقلة حيّلة مسندةّ رأسهاّ علىّ كفّ يدّها إذّ هناكّ أسّئلة كثيرّة تدورّ بباّلها تجّعلها غيرّ قّادرة علىّ الـّتركيزّ فّأين هوّ نايتّ ؟ و لماذاّ أخبرهاّ بأنّ تعتنيّ بنفسهاّ كّأنه سّوف يّتركهاّ للأبدّ ؟ .. لقدّ إتصلتّ بهّ مراراّ و تـّكراراّ بـّعد تلكّ المكالّمة المخّيفة فيّ نظرهاّ لكنهاّ لم تستطّع أنّ تصلّ إليهّ و كأنّ هاتفّه قدّ تـّعطل عنّ العـّمل لهذاّ تّريد بّشدة أنّ تتصلّ بسوزي لعلهاّ تّخبرهاّ بماهية الأوضاعّ هناكّ غيرّ أنها خاّئفة منّ كونها ستتسبب لها مشاكل ، رفـّعت هاتفهاّ مستعدةّ للإتصالّ عندّما فتحّ بابّ بقوة ليّظهر منّ خلفه ذلكّ الطبيبّ بالّرغم منّ كونه من الطبّقة المّثقفة أوّ بالأحرى عبقريّا إلاّ أنهّ يفتقد اللبّاقة ، فّرمقته ماريّ بنظراّت حاّدة و قررتّ تجاّهله لكنه تحدثّ بّلا مبّالاة ـ سيدةّ ماريّ لبيرّ ، تعـّاليّ معيّ انتظّرها أنّ تتـّبعه غيرّ أنهاّ كانتّ مصّممة علىّ عدم الإستماعّ لأوامرّه بعدّ الآنّ فّإتجّه نحوهاّ و وضّع يديّه خلفّ كرّسيها لّيقومّ بدّفعهاّ إلىّ الخـّارج غيرّ آبه باعتراضاتها أوّ حتىّ صّراخهاّ الحادّ نحوهّ ، و لّصوتهاّ العـّاليّ ركضّ فرّانسوا ناّحيتهاّ كاّن متّعجبّا منّ طرّيقة الطبيبّ فيّ معـّالجة مرّضاه فّسارّ بجاّنبهم غيرّ قادر على الاعتراضّ إذّ أن هذاّ يّخص مصّلحة سيدّته ، لقدّ ظنتّ ماريّ فيّ البداّية أنهّ سيأخذّها إلىّ صّالة الريّاضة لكنّ سّرعان ماّ علت الصّدمة ملامحّها و همّ يتخطّون البـّوابة الخـّارجية للمستشفى ، كّان يبدواّ الطبيبّ واثقاّ منّ تّصرفه بينماّ بدا الحـذرّ يعتلي فّرانسواّ و أرادتّ فعلاّ ماريّ أنّ تعودّ لغّرفتها الخاّلية لكنهاّ آمنة بالنسبّة لهاّ لكنّ تواجدّها فيّ الشّارع بينّ كلّ هؤّلاء الناسّ جّعلها تترددّ فيّ معّارضته لذلّك زمتّ شفتيهاّ بصمتّ مطبقّ و قررتّ أنّ تتبعهّ لترى ماّ الذيّ يحاّول أنّ يفعله ، شّدت فيّ أفكاّرها قّليلاّ إذّ أنّ مغيبّ نايتّ عنّ نظرّيها يّحطمّ قلبهاّ فّهي بّحاجة ماّسة لّسماعّ صوتهّ ، إنهّ بمثّابة أدرينالين الذيّ يضّخ فيّ جسّمهاّ و رّؤية تجّعلها تنتعشّ مجدداّ فّلماذاّ يّلعب بّقلبها هكذاّ ؟ لاّ يتصلّ و لاّ يسّأل لكنّ الشيءّ الأدهى و المرّ ّ أنهّ يتألم و هي تشعرّ بذلكّ ، تـّشعرّ بّأن الخـطرّ يحيطّ به منّ كلّ جّهة ، استيقظت من بحرّ غيبوبتهاّ القصّيرة عندّما دفّعها الطّبيبّ وسطّ الـطرّيقّ ثمّ تّرك عّجلات كّرسيهاّ تدور بدّون هوادّة و دونّ نيّة فيّ إمساكهاّ بينماّ عينيه البّاردتين تراقّبانها بتمعنّ تلعثمت مّحاولة أنّ تّخرج الكلّمات منّ حلّقها طاّلبة النجدّة فّيكف له أنّ يتركهاّ هكذاّ بينماّ أبواقّ السّيارات ترنّ فيّ أذنهاّ منبّئة بالخطرّ الذيّ يحّط بهاّ هي الآنّ فّصرختّ بّذعر لماّ صارّت الإشّارة تّخول المارّة المرور للجّهة المقّابلة أخذّ الكلّ يّدفعها لتسقطّ أرضّا ، عندّها فقدّ فرانسواّ أعّصابه فتّقدم مسّرعا لماّ تحدثّ الطّبيبّ بّبرود ـ إنّ سّاعدتها الآنّ فلنّ تتعـّاون معناّ أبدّا لكيّ تعودّ للسيرّ لذلكّ أتركّها ترى مدّى عجّزها و حينهاّ ستكتسبّ العـّزيمة اللاّزمة للعّمل بجهدّ منّ أجلّ مستقبلّ أفّضل ، نـظرّ فّرانسواّ بترددّ كبيرّ نحوّ ماريّ فّهو بالطبّع يريدّ منهاّ أن تستعيدّ أملهاّ و أنّ لا تستسلمّ أبداّ لصعابّ مثلما كانتّ قّبلاّ لكنّ تعريضّ حيّاتها للخطرّ هو شيءّ مبالّغ فيه ، بينماّ و فيّ الجّهة الأخرى كانتّ ماري ممدّدة علىّ الأرضّ تحاّول الوصّول لكرّسيها و الدموعّ تملّأ عينيهاّ لماّ إنهالتّ فجأة ذّكرياّت عديدّة إلىّ ذّهنها فانقلبت الطرّيقّ لتصبحّ قّاعة الـّرقص أماّ عدّم قدّرتها على السيرّ فّخيلّ لهاّ أنّ ذلكّ البابّ الفّولاذيّ لاّ يزالّ يلسعّ قدّميها و يحّرقّ جلدّها ، أبواقّ السيّارات انقلبت لتصبحّ صّيحاّت الضيوفّ الخاّئفة منّ تلكّ النيّران الملتهبةّ وضعتّ يديّها علىّ أذّنيها و أخـذتّ تّصرخ بكلّ هستيريةّ النارّ تّلتهمّ قدّميها ، الفّولاذّ يّحطمّ عّظامهّا لأشّلاء محـّاولات كاّيل الياّئسة فيّ إنقّاذها قدّ بّاءت بالفّشل الذّريع نايتّ الذيّ لاّ تعلمّ إنّ كانّ بخيرّ أمّ لاّ ، فّأغلقت عينيهاّ بقوةّ و بدأتّ دموعهاّ فيّ النزولّ ، كانتّ تبدواّ ضّعيفة و هشةّ للغّاية صّراخهاّ المناجيّ جعّل الكلّ يبتعدّ عنهاّ خوفاّ .. حيّنها أحكمّ فرانسواّ القبضّ علىّ يديّه ثمّ سّارع بالركضّ ناحيّتهاّ ، كاّد أنّ يمدّ يدّه لّيرفعهاّ لولاّ أنّ هنـّاك ذرّاعين قّد سبّقتاه فّنـظرّ إلىّ تلكّ الفتاةّ ذاتّ شعرّ الأشقرّ المتموجّ و التيّ تساعدّ مارّي فيّ النهوضّ بكلّ هدوءّ كانتّ تلكّ الفتاةّ كليرّ غلورّي نفسهاّ ، أمسكتّ ماريّ منّ خصّرها لتّجذّبها بّعيداّ عن الطٍّريقّ ثمّ جلبتّ كرسيهاّ المتحركّ لتّضعه أمامهاّ ، تحدثتّ بنبرةّ قلقة ـ ماريّ هلّ أنتّ بخيرّ ؟ تّقدم فرانسواّ منهماّ و دفّع كليرّ بّقوة جاّنباّ إذّ أنه يعلمّ تماماّ بّماضيهاّ كيفّ حاولتّ أنّ تسلبّ ماريّ مالهاّ بّدون مبّالاة لّوضعهاّ ، رّفعها فرانسواّ بخفةّ كأنه لاّ وزن لهاّ ثمّ جّعلها تجلسّ على الكرسيّ عندّما لاحظّ سكونّها المفاجئّ فّنـظرّ إليّها كّان مغشياّ عليهاّ بالكاّد تّستطيعّ التنفسّ بينماّ إنقلبّ لون شفتيهاّ إلىّ الأزرقّ فّشعر بالذعّر يّنتابه و لمّ يدريّ من الذيّ عليه فّعله لإنقّاذهاّ فّإستدارّ مسّرعا للخلفّ كيّ يناديّ الطّبيبّ لكنه لمّ يكنّ هناكّ قطّ ، ماّ الذيّ عليه فعله ؟ لقدّ جّعله نايتّ يقسمّ بّأن يّحمي ماريّ حتىّ لو كّلفه الأمرّ حيّاته ؟ كيفّ ستكونّ ردةّ فعله عندّما يعلم أنهّ شّاهدّها تنهارّ أمامّ عينيه و لمّ يتحركّ قيدّ أنملة لّمساعدتهاّ ؟ لاّبد أنّ ذلكّ الطّبيبّ مجنونّ ، أخذّ يضّرب خدّها بّخفة مناديّا بّإسمهاّ ـ سيدّتي .. سيدتّي ماريّ أرجوكّ أفيقيّ ، سيدتيّ أنتّ فيّ فرنساّ الآنّ لستّ بالحفّلة أرجوكّ عوديّ لرشدكّ اقتربت كليرّ بّقليلّ من التوترّ و مدتّ يدّهاّ الممسكةّ بّزجاجةّ العطّر نحوهّ فّأخذّها فرانسواّ دونّ مبّالاة لماهيتهاّ و رش على مندّيله ليّضعه بجّانب أنفّ ماريّ لعلهاّ تستعيدّ وعيهاّ ، كّانتّ تلكّ اللحظاتّ ثّقيلة و شديدةّ الخـّطورة علىّ قلبّ فرانسواّ الذيّ سّرعان ماّ زفرّ بارتياح عندّما بدأتّ ماري أخيراّ باستعادة وعيهاّ بّجاّنبه تّقف كليرّ التيّ يبدواّ التوترّ و القلقّ واضحّ على ملامحّها ، فجّأة إنتقل إلى مسامع فرانسوا صوت الطبيب الهادئ ذو نغمة المخمليةّ ـ لقدّ كان هذاّ ضروريّا منّ أجلّ أن تستعيدّ نفسهاّ مجدداّ ، إّذ أن أولّ أمرّ يّجب عليك فعله لمعالجّة صدّمة ماّ و تخطيّها هيّ إعاّدة عيشّ أحدّاثها منّ جديدّ و أرجوّا منكّ ياّ سيدّ فرانسواّ أنّ لا تّقلقّ كثيراّ فّماّ أفعله أناّ يعتبرّ عمليّ لذّلك دعني أقومّ به بما يناسبنيّ استدارّ فرانسواّ ناحيّته مسرعاّ غيرّ مصدّق ماّ يتفوه بهّ هذاّ الطبيبّ ، لقدّ دفع بّمريضته أمامّ الطّريقّ العـّام و جّعلها تصطدم بّالماّرة كيّ تسقطّ عمداّ من أجلّ تخطيّ الصدمة ؟ إنهّ أمرّ مجنونّ لاّ يتقبله الواقعّ لكنّ بالّرغم من ذلكّ أملّ فرانسواّ بّأن كلامّه قدّ يكونّ صحيحاّ فّأخذّ ينظرّ بّقلة حيّلة إلىّ ماريّ ، أمسكتّ كليرّ بذّراع فّرانسواّ تّلقّائياّ ثمّ سّألته بنبرةّ قّلقة ـ سيديّ هلّ ستكونّ بخيرّ ؟ لن يّؤثر عليها الأمرّ أليس كذّلك ؟ رمقّها فرانسواّ بّبرودّ إذّا أنهاّ تحدثّت معّه بّلغة فرنّسية بّحتة بّالرغّم منّ أنهّ يكّرههاّ إلاّ أنهّ أومأ بالإيجاّب ، ثمّ دّفع بكرّسي ماريّ إلىّ الأمامّ بينماّ الطّبيبّ يّتبعه بّهدوء محّدثّا إياهّ على نـّظريته حولّ معّالجة الصدّمة بّعيشهاّ من جديدّ و قدّ كاّن موقفّه يّوضحّ مدىّ عدمّ رّغبته فيّ التحدثّ أوّ رّؤية كليرّ التيّ تفهمتّ الأمرّ و كّادت أنّ تعودّ أدّراجّها لولاّ أنهاّ وجدتّ نفّسها بمرورّ الوقتّ لاّ تزالّ تّقف فيّ مكاّنها تنـظرّ إليّ حيثّما كانتّ ماريّ ، عندّما نـّادتّها صدّيقتهاّ بذاتّ الشّعر البنيّ و النـظاّرات الطّبية بكلّ حدةّ ـ كليرّ بحق الله لماذاّ تستمرينّ بالاختفاء هكذاّ ؟ ألمّ يطلبّ منك البروفيسور تقيدّ بّأوامره و إنّ لم تفعليّ فّسيعيدّك فوراّ إلىّ لندنّ ، هيّا دعيناّ نسرعّ قبلّ أنّ تبتعدّ المجموعةّ أكثرّ سحبّتها منّ ذّراعها دّون أنّ تتركّ لهاّ فرصةّ للكّلام فّهما ليسّ بحاجّة لّمحاضراتّ البروفيسور الطّويلة عنّ الإنتباهّ و عدمّ اختراق القّوانين مجدداّ كيّ سماعهماّ لّشرحّه المملّ طّوال الرحّلة |
|
|
03-10-2020, 01:03 AM | #60 |
كاّنتّ فلورّ جاّلسة كعّادتهاّ تّشّاهد التلفازّ ممسكةّ بينّ يدّيها بكوبّ حليبّ سّاخن لعلهّا تشعرّ بالدفّء قليلاّ إذّ أنّ التدفّئة المرّكزيةّ للمنزلّ لاّ تعملّ ، غّيرت ّالقّناة بّضجرّ لكنّها شهقتّ بّصدّمة لماّ رأتّ الأخبار التيّ احتلت الشّاشة بّأكملها نايتّ لبيرّ متهمّ بّتسميمّ بيترّ لبيرّ جدّه منّ أجلّ الإستيلاءّ على الشّركة بلّ حتىّ أنهّ توجدّ صّور له و هوّ متهمّ فيّ قضيةّ أخرىّ تتعلقّ بّرجلّ ماّ مدعوّ بنيكولاسّ ماكاروّف ، أليستّ سّلالة ماكاروفّ ذاتّ جذورّ روسيةّ تمدّ للقّياصرة ؟ و أليسّ نيكولاسّ ذلّك الرجلّ الذيّ عرفّ عنهّ بّالدهاّء و الخبثّ ؟ هلّ هذاّ الرجلّ هوّ والدّ نايت الحقّيقي ؟ إنهّ أمرّ من الصّعب تصدّيقه ، لذلّك وقفّت مسّرعة و ارتدت معطّفها البنيّ ثمّ وضعّت قبعتهاّ علىّ خصّلات شعرهاّ الأصهبّ ، رفـعتّ هاتفهاّ و كادتّ أن تتصّل بّويليامّ لكنهاّ قررتّ أنّ تتجاّهله حاّلياّ فّيجبّ عليهاّ معرفةّ الوضعّ أولاّ ، فـتحتّ البّاب بقّوة لكيّ تّتجّه إلىّ القصرّ لماّ رأتّ نايتّ يقفّ أمامّ البّاب رافعّا يدّه مستعداّ لطرقّ كانّ يبدواّ عليه الإرهاقّ الشديدّ إذّ أنهّ ليسّ واعياّ تماماّ لماّ حولّه ، نـظرّ إلى فلور بعينينّ داّكنتينّ متعبتينّ فتحدثّت بّنبرةّ مرعوبةّ ـ بالحديثّ عن الشّيطان، ماّ الذيّ تفعله هناّ ؟ جاّل بعينيهّ فيّ الأرجاءّ دونّ غّاية ثمّ دفّعها جاّنباّ ليدّخل إلى الشّقة ، إتجـّه لّغرفة المعيشّة و جلسّ علىّ الأريكةّ غـيرّ القناةّ الإخباريةّ فقدّ سئّم فعلا من تّداولّ الجميعّ لصورهّ كّأنهّ افتتاح لمعرضّ ماّ ، تقدّمت منه فلوراّ بّقليلّ من الشكّ و قـّالت بنبرةّ مصدومّة ـ نايتّ ماّ الذيّ أصّابكّ ؟ حكّ جبّينه بقّلة حيّلة إذّ يبدواّ أنهاّ لن تلتزمّ الصمتّ فّهيّ مصرةّ و بهذّه اللحظةّ تماماّ بدتّ شبيهةّ جداّ بّصديقه ويّليام الذيّ مهماّ طلبّ منهّ إغلاقّ فمه إلا أنهّ لاّ يّسئم أبداّ من سّؤاله عنّ أحوالهّ ، لذلّك تحدثّ بنبرةّ متململةّ ـ لقدّ أتيتّ لمناّقشةّ بعدّ الأموّر معكّ، هلّ ليّ بّالشايّ أمّ أنكّ لا تحسنينّ الضّيافة ؟ حدّقت بهّ بكلّ حدةّ ثمّ سّرعان ماّ تنهدتّ باستسلام لتتجّه إلىّ المطبّخ ، بعّد لحّظاتّ كانّ الإثنينّ يجّلسانّ أمامّ بعضهماّ البّعضّ و بالّرغم منّ أنهماّ يتبادّلان الكّره إلاّ أنّهماّ يتصّرفان بّطريقة لّبقة نوعاّ ماّ ، اخترقتّ فلورا سكونّ بّصوتها الحـّاد ذوّ نبرةّ عصبية ـ حسناّ ، ماّهي الأمورّ المشتركةّ بينناّ لكيّ نناّقشها ؟ أيضّا هلاّ أخبرتنيّ عنّ صحةّ تلكّ الأحداّث ؟ رمقّها نايتّ بنظرةّ بـّاردة تّحذّرها منّ تخطيّ لهجتهاّ للحدودّ بينماّ تجاّهلته فلوراّ بكلّ كبّرياءّ ، أخرجّ نايتّ من يجبّ سترتهّ ورقّة ماّ ثمّ رماهاّ علىّ المـائدة الزجاّجية لكيّ ترفعهاّ فلوراّ فّوراّ ، كاّنتّ تلكّ الورقةّ ماّهي إلاّ تقّرير مصّغر عنّ حّالة ماريّ الصّحية و التيّ وصّلته قبلّ يومينّ ، قطبّت فلوراّ حاجبّيها بّعدم استيعابّ ثمّ نظرتّ إليهّ و قّالت بنبرةّ مرتبكةّ ـ مّا هذاّ ؟ لمّ يجبّ على سّؤالهاّ إذّ أنّ محتوّى التقريرّ واضحّ جداّ فّهوّ يصّف حاّلة ماريّ المتدهورة و التيّ لمّ تتطّور طّوال هذاّ الشهرّ إذّ أنهّ بالّرغم منّ أنّ برنامجّ عـّلاج الطبيبّ هنريّ مطّور جداّ يّنتهيّ خلاّل ستةّ أشهرّ بالّعمل المّكثف لكنهّ لمّ يجدّ حّلا لمشكلةّ ماريّ ، لذلّك تحدثّ نايتّ ببّرود ـ حاّليا أنـّا لاّ أستطيعّ تفقدّ حاّلة ماريّ الاتصال بهاّ أو إرسّال رسّالة نصّية لهذاّ أريدّ منكّ أنّ تطمّئني عليهاّ ، و تشجّيعها إنّ تطلبّ الأمرّ سوّف أقومّ بّإرسّالك لباريسّ .. فقطّ ساعدّيها علىّ الشّفاء صمتتّ فلوراّ بّدهشة ، لاّ تّعلم لماّ لكنّ نايتّ يبدواّ متغيراّ حرّصه الشديّد على ماريّ يجّعلها تعتقدّ أنّ أختهاّ بالفعلّ قدّ نجّحت فيّ استمالة قّلبه و كّسبه ، إنهّ يهتمّ بهاّ أفضلّ منهاّ و هيّ عاّئلتها الوحيدةّ كاّنت تّشعر بالاستياء على نفسهاّ أكثرّ من استغرابها لطلبّ نايتّ و إزدادّ إرتباكّها لماّ دّفع بّتذّكرة إلىّ فرنسّا ناحيّتها ، تحدثّت بنبرةّ متوترةّ ـ لقدّ تغيّرت كثّيرا، أعنيّ هلّ صّرت تحبّ ماريّ ؟ أنـاّ لن أسمحّ لكّ بـ قـّاطعهاّ بلهجةّ حـّادة غيرّ قـّابلةّ لنقاشّ بينماّ يكسوّ ملامحّه الجّمود و البـّرود جعلّ فّلورا تّندمّ كثيراّ على تهورهاّ و علىّ أسّئلتهاّ التيّ لنّ تكونّ أبداّ منـّاسبة، أجـّابهاّ بّبحة ـ لاّ تكونّي حمقاّء ، عدمّ قّدرة ماّري على السيرّ الآنّ هيّ مسّؤوليتيّ بالكاملّ و تّقع علىّ عـّاتقيّ ثمّ لاّ يتعلقّ كلّ شيءّ فيّ العـّالم بّكونهّ إماّ حبّا أوّ كرّها هناكّ أيضاّ الشّفقة و منهاّ الرّحمة أيضاّ كماّ يوجدّ الندمّ ، كفيّ عنّ كونكّ مراّهقة نـظرتّ إليهّ غيرّ مصدّقة أهوّ يّوبخهاّ الآنّ أمّ يسخرّ منهاّ ؟ ماّ الذيّ قّالته لكيّ يثّور هكذاّ ؟ هلّ بالّفعل فرّضية حبّه لماريّ ليستّ قاّبلة لّتحقيقّ ؟ تنهدتّ بأسى هاّزة رأسهاّ يميناّ و شّمالاّ فلوّ عّرفت ماريّ بأنهّ يصّنفهاّ كالمحتاّجين لّما استمرتّ فيّ العيشّ دّقيقة واّحدةّ بهذاّ العـّالم ، قـّالتّ بنبرةّ مستاّءة ـ كّأنكّ تّعرفّ هذّه المشّاعر لتخبرنيّ عنهاّ فّأنتّ متجردّ منّ كلّ الأحاّسيسّ كّأنكّ آلةّ همهاّ هوّ الانتقامّ و العملّ لذّلك لاّ تأتيّ و تّوبخنيّ لأنكّ الأحمقّ الوحيدّ بينناّ، ابتسمّ نايتّ بّسخريةّ لاّ يدريّ ماّ الأمرّ معّ هذّه الفتاةّ أليستّ تّريدّ أن تبعدّ ماريّ عنه ؟ إذّن فلماذاّ هيّ غّاضبة عندّما أخبّرهاّ بأنهّ لاّ يحّبها ؟ ألا ّيجّعل هذاّ أمرّ أخذّ ماريّ منه سّهلا عليهاّ ؟ إنهاّ متّقلبة المزاجّ و يصّح القّول أنهاّ لاّ تعرفّ ماذاّ تّريدّ فعلاّ ، هزّ كتفيهّ بعدمّ إهتمامّ ليتحدثّ بنبرةّ جادّة ـ أنّا لمّ أتّي هناّ لأناقشّ أموراّ تّافهةّ ، زمتّ شّفتيهاّ بّعبوسّ واضحّ و أعـّادت التـّذكرة إليهّ داّفعة نحوهّ علىّ المـّائدةّ ليلتقطّها بخفّة ، هذاّ يعنيّ رفضّها السّفر لفرنساّ لقدّ كانّ ذلكّ متوقّعا ، أجـّابته فلوراّ بّغيض ـ إنهاّ أختيّ و أناّ أعلمّ تماماّ كيفّ أعتنيّ بهاّ لذلكّ لاّ تّأتي هناّ كيّ تعضنيّ من فّضلكّ ذلكّ يّقللّ من كبّريائيّ و إنّ انتهيت من الكلاّم يمكنكّ المغّادرة وقفّ بّهدوء ثمّ غـّادرّ بخطّواتّ كسّولة لتتنهدّ بّعدها فلوراّ بّكل تعبّ فمجردّ الحديث معهّ يّسلبهاّ طاّقتهاّ بأكملهاّ ، كيفّ استطاعتّ ماريّ البقّاء معهّ طوالّ هذه الفترّة دونّ أن تفقدّ أعّصابهاّ ؟ لاّ بلّ حتىّ أنهّا تحبّه حباّ جّما ، عـّادتّ تتنهدّ بّألمّ إذّ أنهاّ لم تتصلّ بهّا منذّ أنّ تزوجتّ فّهل فّعلا يحقّ لهاّ القّلق عليهاّ ؟ هلّ سوفّ تسامحهاّ ماريّ إن إتصلتّ ؟ اتجّهت إلىّ تلكّ الشّرفة الصّغيرة و وضّعت يدّيها علىّ حاّفتهاّ مّراقبةّ السماءّ الملّبدة بالّغيومّ ، أسفلّ ذلكّ المبنى كانّ نايتّ يسيرّ بّبطّء لماّ توقفّ فجأّة أمسكّ بّرأسهّ ثمّ أسندّ جسدّه علىّ الجدّار الذيّ خلفهّ لوهلةّ من الزمنّ بينماّ كانتّ فلوراّ تّنظّر إليهّ بّقليلّ من الصدّمة ، سّرعانّ ماّ عّاد نايتّ متماسكاّ مكّملاّ طّريقهّ كأنّ شّيئّا لمّ يحدثّ له .. ضغطتّ فلوراّ بّألمّ على قّبضتهاّ ، لماذاّ الكلّ يعانيّ ؟ نايتّ ويليامّ ماريّ و آرثرّ الكلّ لديّه مشّكلة تّؤرقّ كاهلهّ ، همستّ لنفسهاّ قّائلة ـ والدّي أظنّ أنّ الشيءّ المشّترك الوحيدّ بينناّ كّأفرادّ عّائلة هوّ جلّبنا لتعاسّة أينماّ كانتّ ، آهـّ لقدّ بتّ أنكرّ وجودّ السّعادة بهذّه الدّنياّ / بأحدّ المتـّاجرّ العـّديّدة المنتشرّة بكّثرة فيّ شّوارع باريسّ الجميّلة مديّنة العّشاقّ كاّن أوسكاّر يمسكّ بّزجاجّة عطرّ و يتحدثّ معّ البّائعةّ عنّ نوعهاّ إذّ بعدّ إنتهاءّ اجتماعّ وكيلّ أعماّلهم معّ زبونّ ماّ أصرّ الآخيرّ علىّ التسوقّ قّليلاّ ، بينماّ كانّ ويّليام يجلسّ بّبرودّ يراقبّ الناسّ بّضجرّ بينماّ أفكاّره تّعودّ بهّ إلىّ تلكّ المحاّدثة القّصيرةّ التّي أجرّاها بّعد وصّولهمّ إلىّ فرنساّ .. كـانّ قدّ لمحّ كليرّ بّرفقةّ العـّديدّ من الطّلابّ يستمعونّ لتّعليماتّ البروفيسورّ الحاّزمة حولّ اكتشافّ تاريخّ فرنسّا عندّما تّقدمّ نـّاحيتهاّ مسّرعاّ خلّفه أوسكارّ الذيّ رّفض تركهّ و لوّ لّثانية منّ الزمنّ و بالّرغم منّ أنّه أصر على الحديثّ معّ كليرّ لوحدّه إلاّ أنّ أوسكار ّتّظاهر بّوضعّ السماّعاتّ فيّ أذنه مشّغلاّ الموسيقى و هو يّراقبه بنظراّت حادّة، لماّ تحدثّ ويّليامّ بنبرةّ متوترةّ نوعّا ماّ ـ كليّر فيّ الحّقيقةّ أناّ أودّ منكّ أن تسديّ ليّ خدّمة ، و سّأكونّ بالفعلّ ممتنّا لكّ نـّظرتّ إليهّ كليرّ بّاستغرابّ و لمّ يّغبّ عنهّ استنكارها الشديدّ لتصّرفه لكنّهاّ كانتّ أملهّ الوحيدّ ، فّمد يديّه و أمسكّ بذّراعيهاّ ليتحدثّ مجدداّ بنبرةّ متّرجيةّ مخفضّا رأسهّ للأسفلّ ـ آنسةّ كليرّ أناّ أرجوّا منكّ زيّارة ماريّ أثناءّ إقامتكّ هناّ بفرنساّ ، أرجوكّ لاّ ترفضّي طلّبي رمشتّ كليرّ بصدمة لوهلةّ من الزمنّ إذّ أنهّا بالّفعل كانّت تعلمّ أن ماريّ قدّ غادرت للعلاجّ عندّما لمّ تأنيّ للكليةّ لكنّ لمّ تكن لتظنّ أبداّ أنهاّ سوفّ تّقصد ّفرنساّ للعلاجّ ، ثمّ أبعدتّ خصّلات شعرهّا الأشقرّ عنّ جّبينهاّ بحركةّ تنمّ عنّ توترهّا ، تنحنحتّ قّليلاّ و قـّالت بنبرةّ مترددةّ ـ سيدّ ويليامّ ، أنـّا لاّ أظننيّ الشخصّ المناسبّ لهذّا الطلبّ فكماّ ترى بينّي و بينّ ماريّ عّداوة قدّيمة نوعاّ ماّ و أنّ أزورهاّ بينماّ هيّ فيّ حالتها تلكّ أمرّ صعبّ فعلاّ ، أنـّا أسفةّ لكنّ أظنّ أننيّ سأرفضّ طلبكّ كادّ ويّليام أنّ يتحدثّ محاولاّ أن يقنعهاّ عندّما تّقدم وكيلّ أعماله منهّ مطالبّا إياه بالإسّراع قبلّ أنّ يعلم المعجبون بتواجدّه هناّ فيّ المطارّ لذّلك أخذّ قلماّ من سترتهّ و سحبّ يّد كليرّ ليكتبّ عنوانّ مستشفىّ ماريّ ثمّ قـّال بّنبرة هادّئة ـ إنّ غيرتّ رأيكّ فهي تعالجّ بهذا المستشفىّ، أرجوكّ سّأكون ممتناّ إنّ زرّتها بّعد إنهاّئه لكّلماته غـّادر و خلفّه أوسكارّ الذيّ رمقّ قبلّ رحيّله كليرّ بّبرود ، كانتّ كليرّ بدورهّا تنظرّ إليهماّ عندّما لمحتّ ابتسامةّ أوسكارّ الغـّريبة ناّحيتهاّ كّأنه يّشكرّها نوعاّ ماّ فّقطبّت كليرّ حاّجبيهاّ بعدّم استيعاّب و عـّادت إلىّ مجموعتهاّ ، تحدثّت صديّقتها بغيرة ـ لماذاّ لم تّعرفيه عليناّ كليرّ ؟ من هوّ على كلّ حالّ ؟ نّظرت كليرّ إليهاّ بّهدوء لاّ تدريّ لماّ لكنّ منذّ فترةّ ينّتابهاّ هذاّ الشّعور بكّون الكّل يجاّملهاّ فّيصاحبونهاّ ليسّ لأجلّ شخصهاّ و إنماّ لكميةّ المالّ الذيّ يملكّه والدّها ، أهـذاّ يعنيّ لوّ أنهاّ كانتّ فقيّرة هل سيتجاهلونهاّ كماّ يّفعلون ناحيّة مارّي ؟ تنهدّت و أجاّبتهاّ بلهجةّ جاّفة ـ إنهّ ويلّيام دويلّ صديقّ لماريّ ، استيقظ ويّليام منّ بحرّ شّرودهّ عندّما ربتّ أوسكارّ على ظّهره قدّ أخبرّه بّأنه حانّ وقتّ الرحيّل فتنهدّ بّكل أسىّ إذّ لمّ يتسنى لهّ زيّارة ماريّ حتىّ ماّ الذيّ يّجب عليهّ فعله ؟ كادّ أن يرحلّ عندما تناهى إلىّ مسامعه صوتّ مذيّع فيّ الشّاشة الموجودّة بالمحلّ كانّ يتحدثّ عنّ شركةّ لبيرّ مماّ أثّار إهتمامّه عندّما سحبّه أوسكارّ من ذّراعه قّائلاّ بنبرةّ غّاضبة ـ تّعال هياّ ، ألا ترى الفتياتّ أمامك ؟ و لمّ يترك له مجاّلا لنقاشّ إذّ انتشر خبرّ كونّ كل منّ أوسكارّ و ويّليام فيّ بّاريسّ و هاهمّ المعجبونّ يّلفون منّ حولهمّ مانّعين إيّاهم منّ المرورّ حينهاّ تّقدم منهمّا وكيلّ أعملّ ويّليام قدّ سّارعّ بّجلبّ حراسّ الشخصّيين الذّين أنقذواّ الوضّع فيّ ظرفّ ثّانية ، و سّرعان ماّ كانّ ويليامّ و أوسكارّ يجلسّان فيّ سيارة ، عندّها تنهدّ ويلّيام بّكل أسىّ يّالها منّ حيّاة يعيشهاّ أيّ شّيء يحاولّ فّعله يّبوء بالفّشل .. / غـّرفة بّيضاءّ واسّعة ذاتّ رائحةّ المعّقمّ توسطّها ذلّك السريرّ و قدّ استلقى عليهّ جسدّه الضّعيفّ بينماّ هناكّ صوتّ واحدّ قدّ استطاع اختراقّ ذلكّ السكونّ المريبّ يّصدر منّ تلكّ الآلةّ معلنة أن هذاّ الرجلّ الهزيلّ لاّ يزالّ حيّا بالّرغم منّ أنّ نبّضات قّلبه ضّعيفة لّكنه لاّ يزالّ يّشقّ طرّيقه بّقوة لنجاّة ، خـّارجاّ يقفّ كايلّ ينـظرّ منّ خلالّ العـّازلّ نحوّ جدهّ عدمّ قدّرته على فعلّ شيءّ تجعله يشّعر بالغضبّ ، كونهّ عـّاجزّ فجـّأة وضعتّ إليزابيثّ يدّها علىّ كّتفهّ ليستديرّ نـّاحيتهاّ مسّرعاّ ، كانتّ كعّادتهاّ مشرقةّ بحلتهاّ الرائّعة التيّ تنمّ عنّ ذوقهاّ الـّرفيعّ و النادرّ فّتنهد كايلّ إذّ أنّ حتىّ تواجدّها بجاّنبه و حتىّ النظرّ لجمالّها لمّ يعدّ يستطيعّ أنّ يحسنّ منّ مزاجّه ، كانّ الـّرواقّ خالياّ فـّارغاّ بعدّ أنّ غـّادر الشّرطيينّ اللذّان قدّ وضعاّ لحراسّة جدّهماّ لاستراحة الغـّذاءّ المخصصةّ لهماّ و لمّ يبّقى سوى هؤلاءّ الحرسّ الذّي تمّ تعيينهمّ منّ قبلّ إليزابيثّ بينماّ و علىّ مقّربة منهماّ كانتّ سوزيّ تستند فيّ زاويةّ ماّ مـّراقبةّ تحركاتّ كايلّ بّكل تمعنّ و بالّرغم منّ أنهاّ لاّ تفهمّ قّرارّ نايتّ الغريبّ فيّ حراّسة كايلّ لكّنها مرغمةّ على تنفيذّه إنّ أرادتّ البقاءّ بجانبّ سّيدهاّ ، لحظاتّ حتىّ تحدثتّ إليزابيثّ بّنبرة واثّقة ـ أليسّ هذاّ رائّعا عزيزيّ ؟ بّرحيلّ بيترّ الوحيدّ الذيّ يّساندّ نايتّ أنتّ الآنّ تستطيعّ أن تستوليّ على شّركة لبيرّ و أنتّ مغمضّ العينينّ لمّ يجبّها كاّيلّ بكلّمة واحدّة فّرفعتّ إليزابيثّ يدّها ناحيّة ذّقنه و لفتّ رأسهّ إليهاّ ، نـظرّت إليهّ بواسطّة عينيهاّ الناّعستينّ قدّ كانتّا تّلمعانّ برغّبة ماّ لمّ يكنّ ليقدرّ كايّل على تفسيرّها ، حينهاّ أكملتّ كلامهاّ بنبرةّ أشدّ ثقّة و أكثرّ خبّثا ـ عّزيزيّ لماذاّ أنتّ حزينّ ؟ لقدّ فعلت هذاّ من أجلّك ، رمقّها كايلّ بّدهشة كذلّك فّعلت سوزيّ ، ما هـذاّ هلّ تقرّ إليزابيثّ بمحـّاولتهاّ المستميتةّ فيّ قـتلّ الجدّ بيترّ ؟ أهيّ فعلاّ تعترفّ الآنّ ؟ لمّ يجدّ كاّيل ماّ يّقوله لهّا بلّ إكتفى بالنظرّ حولهّ غيرّ مصدّق لماّ سمعتّه أذّنيه فعاّدتّ إليزابيثّ تتحدثّ بّقليلّ منّ الغرورّ ـ ماذاّ بكّ ؟ ألنّ تشكرنيّ ؟ لقدّ كانتّ فّكرة قتّل بيترّ و نشرّ تلكّ المقّالة عنّ نايتّ فرصّة ذّهبيةّ أطاّحتّ بهّ لاّ بل حتىّ أنها دمرتهّ ، و الآنّ لنّ يصوتّ لهّ أحدّ كّادتّ سوزيّ أنّ تتحركّ لتقيدّها و تّأخذّها إلىّ مقرّ الشّرطة أوّ أن تقتلهاّ إن اقتضى الأمرّ لكنّ تّواجدّ جميعّ هؤلاءّ الحرسّ الذيّن منّ طرّف إليزابيثّ قدّ يعرقلونّ حركتهاّ ، لذلّك بقيتّ فيّ مكانهاّ و الألمّ يلفّ قّلبهاّ كيفّ لسيدّها الصّغير أنّ يقبلّ بّتهمة قتلّه لشخصّ الوحيدّ الذيّ أحبّه فيّ حيّاته لماّ فجأّة أمسكّ كاّيل بّذراع إليزابيث صّارخاّ بكلّ حدةّ ـ ماّ الذيّ تقولينه يّا امرأة ؟ هلّ تعترفينّ بّكونكّ قدّ دسستّ سمّا لجديّ ؟ أكاّن كلّ هذاّ من فعلكّ ؟ تدميرّ سمعةّ نايتّ و محاولةّ زجّه بالسجنّ ؟ أيتهاّ الحقّيرة البّائسة نظرّت إليهّ إليزابيثّ بصّدمة غيرّ قّادرة علىّ استيعابّ كلماتّ كايّل ، إذّ أنهّ فّعلا يشتمهاّ هيّ التيّ فعلتّ كل هذاّ من أجلّه ؟ أيعقلّ أنهاّ أخطّأت عندّما أخبرتهّ بّما فعلتّ ؟ شّحب وجّهها بأكملهّ لماّ صّفعها كايلّ بّقوة علىّ خدّها لتسقطّ أرضّا ، صّاح بنبرةّ أشدّ حدّة و أكثرّ غضّباّ ـ أتظنينّ أنّ حيّاة النّاس لعبّة ؟ أيتهاّ المنحطّة لقدّ كانّ جديّ هوّ من تولى تّربيتّي و أناّ لنّ أخونه حتىّ لو تطلبّ الأمرّ موتيّ .. أناّ لا أصدقّ ذلكّ ، أنـّا قّد أحببتكّ أهكذاّ تجازيننيّ ؟ لمّ يكنّ كايلّ ليتمالكّ أعّصابه و هيّ تّخبره بكلّ برودّ أنهاّ هيّ من حاولت قّتل جدّه بلّ حتىّ إبعادّ نايت عنه لذّلك كانّ أنّ يتقدمّ منهاّ ثّانية لولاّ أنهاّ أشّارت للحرسّ كي يمسكّونه بظرفّ ثّانية ليمنعوهّ منّ لمسهاّ أوّ إلحاقّ الأذّى بهاّ ، وقفتّ إليزابيثّ ثمّ نـظرتّ إليهّ بكلّ شررّ و قـّالت بحدةّ ـ لاّ تنعتنيّ بالمنحطةّ ألستّ أنتّ منّ أرادّ التخلصّ من نايتّ سابقّا ؟ هياّ لاّ تتصرفّ كماّ لو كأنكّ نبيلّ بينماّ أنتّ منّ سرقنيّ منهّ و حاولّ قتلّه بلّ و أردتّ قتلّ ماريّ أيضّا، أنتّ لستّ أفضلّ منيّ يّا هذاّ .. عمّ السكونّ لوهلة من الزمنّ حيثّ توالتّ الصدّمات علىّ سوزيّ فّلم تعدّ قدميهاّ قاّدرتان علىّ الوقوفّ و أخذّ جسدهاّ يرتجفّ منّ هول الصدّمة ، بينماّ كانّ كايلّ صامتاّ لمدةّ ثمّ رفعّ رأسهّ ببطّء ناحيةّ إليزابيثّ ليترأسّ البرودّ ملامحّه أجابهاّ ـ أجـّل أنتّ محقةّ ، أناّ أسفّ عزيزتيّ لكنكّ تّعلمينّ جيداّ ماّ الذيّ يعنيه جديّ ليّ .. رمقّته إليزابيثّ بّحدةّ لتشيرّ بعدّها لّحراسهاّ كيّ يبتعدواّ عنه و يّقفواّ إلّى جّانبهاّ ، نـظرتّ إليهّ بكلّ سخريةّ ثمّ اقتربتّ منه قـّبلته علىّ شّفتيهّ برقةّ و حركتّ خصّلات شعرهّ البنيّ لتّقول بنبرةّ رقّيقة مّرحة ـ كم أعّشقك لماّ تتصّرف بكلّ طاّعة، حسناّ إذّن سوفّ أسّبقك للمنزلّ غـّادرتّ بخـّطواتّ رشّيقة خلفّها حرّسهاّ، لحظةّ غياّبها عنّ أنظاّره سقطّ كايّل أرضّا على ركبتيهّ يتنفسّ بكلّ صّعوبةّ نزعّ تلكّ الإبرّة التيّ غرزهاّ رجلّ منهّم فيّ ذّراعه بّكل قوةّ ، أحاّولت الآنّ قتله ؟ لأنهّ إعتّرضّ أفعالها حاولتّ قتله ؟ انسلتّ الإبرةّ من بينّ أناملهّ لتتدحرجّ كيّ ترتطمّ أخيراّ بّقدمّ شخصّ ماّ ، رفـعّ نظرهّ بوهنّ شديدّ نّاحية سوزيّ و لمّ يقدرّ علىّ معّرفتهاّ فتقدمتّ منهّ و انحنتّ بّهدوء أمامّه قـّائلة و العبرّة تخنقهاّ بينماّ كلماتّ نايتّ تترددّ كالصدّى على مسامعهاّ " فقطّ إهتميّ بكايّل لاّ أريدّه أنّ يغيبّ عنّ نظريكّ .. أحميّه بحّياتكّ منّ فّضلك " ، ـ سيدّ كايلّ لبيرّ ، أنـّا سوزيّ جونزّ أقسم بّدميّ علىّ حمايتكّ حتىّ لوّ كلفّ الأمرّ حياتيّ .. سقطّ أرضاّ فّسّارعت سوزيّ بإمساكّه مّقاومةّ دموعهاّ ، أينّ المفرّ الآنّ ؟ ديميتريّ يهاجمّ منّ الخارجّ بينماّ إليزابيثّ تّهاجمّ منّ داّخل الأولّ يستهدّف نايتّ بينماّ الآخرى عّرش لبيرّ و لنّ يهمهمّ عددّ الضّحاياّ مّا دامّ الأمرّ يّوصلهمّ لغّايتهمّ ، أسندتّ سوزيّ كايلّ و سّارتّ بخطّواّت هـّادئةّ إلىّ غـرفة آخرى ، إليزابيثّ لنّ تجّرؤ على التقدّم بخطّوة أخرى إذّ أنهاّ حذّرة لكيّ لاّ تتوجّه الأنظارّ نحوهاّ ، و ماّ فعلته تواّ ليسّ سوّى تحـذيرّ أوّ بالأحرىّ تهديدّ صّريحّ الفعلّ نحوّ زوجّها الشخصّ الوحيدّ الذيّ تّقبلهاّ و الذيّ فّعل المستحيلّ لأجّلها ، الذيّ تخلى عنّ أسرته بأكملها لأجلّها هيّ فقطّ ، هـكذاّ تـّجازيهّ تنهدتّ و جّعلته يستلقي علىّ السّريّر ثمّ أخذتّ تنـظرّ إليهّ بّشفقة و رحّمة، تلكّ الإبرةّ كانتّ جرّعة مخدرّ يجّعله يّغط فيّ النومّ و ربماّ فيّ المرةّ القّادمة ستكونّ سماّ قّاتلاّ ، اتسعتّ عينيهاّ فجأةّ بّصدمة لماّ أدرّكت أخيراّ طلبّ نايتّ الغّريبّ ، أيّعقل أنهّ منذّ البدّاية كّان يّعلمّ بأنّ إليزابيثّ من حاولتّ قتلّ السيدّ بيتّر و لهذاّ جّعلها تحميّ كايلّ لاّ أنّ تراّقبه بّل أنّ تحميه بحيّاتهاّ ، أكانّ يّعلمّ بأنها ستنقلبّ ضدّ زوجّها ؟، أصدّرت آهةّ عميٌقة منّ قلبهاّ فّما الذيّ عليهاّ أن تفعله لتنقذّ عّائلة لبيرّ ؟ .. |
|
|
|
|