عند كايت الذي كان يعزف على البيان الأبيض الموجود في الغرفة الكبيرة الواسعة في الطابق الثاني صدى أنغام البيان في الطابق الثاني أحضر عدد قليل من المشاهدين المستمتعين بألحان موسيقاه الهادئة انتهى من العزف على صوت الجد الذي قال بمرح: عزفك بهذه الروعة يذكرني بوالدتك كثيرا
قال روي: أذكر أنني استمعت إلى عزفها مرة واحدة كان مذهلا
لم يجب كايت بأي شيء لتلك التعليقات فقد ذكروا والدته التي لا تزال تجوب في ذاكرته تنهد بهدوء لينهض من على الكرسي الأبيض ليسير مغادرا الغرفة لحق به روي ليقول له: إلى أين أنت ذاهب كايت؟
قال كايت: سأذهب للحديقة المجاورة لن أتأخر في العودة و لا تتبعني روي
ابتسم روي بارتباك لمعرفته بمخططه توقف عن السير خلف كايت الذي مشى بخطوات هادئة مغادرا المنزل وصل للحديقة التي لم تبعد الكثير عن منزل جده جلس على أحد المقاعد البنية المتناثرة في أرجاء الحديقة ليأخذ نفسا عميقا و يزفره بأريحية تامة نظر للمكان الهادئ من حوله فالأطفال في المدارس في هذا الوقت من الصباح و العصافير تزقزق باستمتاع شديد جاب في ذاكرته لليوم الذي أخذته والدته لحديقة أطفال بعيدة عن منزلهم "جلست على القماش الأبيض المزين بالزهور الوردية و الفراشات الحمراء أخرجت من السلة البيضاء التي أحضرتها عدة أطباق صغيرة لتقول: انظر ماذا أعددت لك؟ ستحبه بالتأكيد
قال كايت بحماس: واو إنها أطباقي المفضلة هذا رائع للغاية
عانقها بمرح شديد ليقول لها: أنت أفضل أم في العالم كله
ضحكت والدته بمرح ليتناولا الطعام معا حتى أوقفها سماع محاولات فاشلة لأطفال يعزفون على البيان ابتسمت بمرح لتقف و تقترب منهم و تقول: سأعزف لكم لحنا ممتعا
نظر الأطفال إليها بمرح ليبتعدوا عن البيان الخشبي الشبه قديم حركت أصابعها النحيلة المزينة بخاتم زواجها الفضي على مفاتيح البيان لتعزف عليه ألحان جميلة أسعدتهم شاركها كايت اللحظة بالغناء لتلتفت نحوه و تتسع ابتسامتها تحلق حولهما الكثير من الأشخاص الموجودين هناك ليصفقوا لهما فور انتهائهما" ابتسم على تلك الذكرى السعيدة من بين ذكرياته الأخيرة سمع صوتها يرن في أذنيه و هي تقول: مهما مرت بك ظروف سيئة سيأتي اليوم الذي تنساها من أجل ذكريات أجمل
ظهرت تعابير ساخرة من حاله على وجهه ليقول بصوت منخفض: ربما ليس من المقدر لي أن أشعر بالسعادة يا أمي
نزلت عيناه للأرض و هو يفكر بما قاله نهض من هناك ليتجول في الأرجاء الساكنة لبعض الوقت رن هاتفه ليخرجه من جيبه و ينظر للشاشة انزعج ليرفع الخط و يقول: لقد مضت ربع ساعة فقط منذ خروجي لا تبالغ في أفعالك روي
قال روي و هو يضحك: آسف على ذلك لكن هناك زائر قدم لرؤيتك و قال بأنه يرغب برؤيتك لأمر ملح للغاية لذا عد سريعا أو هل تريد مني القدوم لأخذك معي؟
قال كايت بعد تنهيدة قصيرة: لا تتحرك من مكانك سوف أتي الآن
أغلق الخط مباشرة ليبدأ السير عائدا للمنزل وصل هناك لتأخذه الخادمة نحو الغرفة المطلوبة طرق الباب لكن لا يوجد مجيب تعجب ذلك ليطرق الباب مجددا سمع صوت خطوات مترددة تتجه نحو الباب فتح الباب ليظهر روي بابتسامة مرتبكة و عيناه لا تنظران إليه ليقول: لقد عدت أسرع مما توقعت هذا جيد....ربما
دخل كايت الغرفة ليدهش من الشخص الذي وقف فور رؤيته و عيناه تبحثان عن مكان للنظر ليقول بارتباك: صباح الخير كايت
لم يجب كايت بأي شيء ليستدير راغبا في مغادرة الغرفة أسرع ذلك الشخص في اتجاهه ليمسك بذراعه و يقول: أرجوك فقط استمع لما سأقوله و سأغادر على الفور
التفت كايت إليه لينظر بغضب شديد أخاف ذلك الشخص كثيرا حتى روي الواقف بالقرب من الباب يرى ذلك الغضب للمرة الأولى أراد التدخل لكن ذلك الغضب شنج أطرافه عن الحركة ليقول كايت: ماذا لديك بعد لتقوليه لي؟ يبدو أنك لم تكتفي بما فعلته آنسة بيرون
قالت لوسي و الدموع تجمعت في عينيها على الفور: أقسم أنني لم أرد لذلك أن يحصل
لم يهتم كايت بالاستماع لما لديها ليسحب ذراعه منها و يتابع المسير أوقفه روي بوقفه أمام الباب نظر كايت إليه بانزعاج ليقول روي: أعرف أنك لا تود الحديث إليها لكن أعطها فرصة ربما لديها ما يهمك
قال كايت: روي إن لم تكن ترد لعلاقتنا أن تفسد ابتعد عن الباب حالا
قال روي: حتى لو قلت ذلك لن تغادر الغرفة كايت عليك الاستماع للناس عندما يأتون للحديث إليك بأنفسهم
تبادلا النظرات لفترة قصيرة ليغير كايت اتجاهه نحو النافذة الكبيرة ليقفز من شرفتها دهش روي مما قام به لتنظر لوسي للأرض و الدموع تغادر عينيها لتقول في نفسها: لم أعلم أنه يكرهني لهذه الدرجة أنا حقا سيئة للغاية
غطت وجهها بكفيها لتجهش بالبكاء اقترب روي منها ليضع يده على رأسها بهدوء يمسح على شعرها المرفوع للأعلى و يقول: آسف لا أستطيع استقبالك هنا مجددا و لا أقدر على التحدث معه بالأمر لذا تقبلي الأمر
قالت لوسي من بين دموعها: أردت فقط الاعتذار عما فعلت و التوسط بينهما
قال روي: أتفهم الأمر لكن كايت عنيد جدا لا أعتقد أن المرة القادمة ستمر على خير
لم تستطع تحمل ذلك أكثر لتغادر الغرفة عائدة إلى منزلها كما فعل روي الذي توجه لغرفة كايت طرق الباب ليسمع كايت يقول: لا أهتم ما الذي تريده مني غادر من هنا
قهقه روي بمرح ليقول: و كيف عرفت أنه أنا؟
قال كايت بانزعاج: أنت الوحيد الذي يزعجني في كل وقت فقط دعني و شأني
قال روي: حسنا سأغادر على شرط أن تخبرني بأمر ما
قال كايت: و ما هو؟
قال روي: من أول شخص وقعت في حبه؟
لم يسمع روي أي إجابة منه فقط صوت خطوات سريعة قادمة في اتجاه الباب الذي فتح بقوة ليظهر وجه كايت المنزعج منه و هو يقول: أخبرتك ألف مرة توقف عن الحديث معي في هذه الأمور السخيفة
ابتسم روي بنصر ليفهم كايت لعبته أخيرا تنهد بقلة حيلة ليقول: حسنا ما الذي تريده مني الآن؟
قال روي و هو يبتسم: لا شيء رؤيتك أسعدتني كثيرا
نظر كايت إليه بانزعاج شديد ليقترب روي منه و يربت على رأسه بمرح و هو يقول: هذا جيد اعتقدت أنك غاضب جدا لكنك لست كذلك هذا جيد
قال كايت: هل تعتقد أنني طفل صغير؟
قال روي بمرح: هذا صحيح فأنت تصغرني على أي حال
قال كايت: تبا لك روي أنت بنفس عمري
قال روي و هو يضحك: لكنني أكبرك بشهرين و ثلاث أيام
بالرغم من أن الجو كان متوترا في البداية إلا أن السعادة طغى عليها بعض الشيء حتى تدخلت كاثرين لتقول بمرح: صباح الخير كايت لم أرك هذا اليوم سمعت أنك عزفت على البيان هذا اليوم هلا عزفت لي مقطوعة خاصة؟
قال كايت: لن أفعل ذلك فقط ابتعدي عني
قالت كاثرين و هي تنفخ وجنتيها: و لماذا أخي قريب منك هكذا؟
أبعد كايت يد روي عن رأسه ليقول: أخبرتك أن تتركني و شأني روي
قال روي بحزن مصطنع: لماذا تحرضين كايت عليّ؟ أنت أخت شريرة
قالت كاثرين: ماذا؟ ألست أنت من تحاول إبعادي عنه؟
نظر كايت إليهما باستغراب ليتنهد و يدخل غرفته من جديد أغلق الباب خلفه ليجلس على الكرسي الموضوع بالقرب من النافذة يفكر بما حدث في منزل والده الذي لم يزره و لا مرة منذ مغادرته المنزل أخذ نفسا عميقا لينظر للحديقة التي تطل غرفته عليها سمع طرقا على الباب ليقول: اتركاني و شأني
فتح الباب لتدخل كاثرين بمرح شديد و تقول: آسفة لكنني لا أستطيع خاصة و أنني قطعت وعدا عليها
نظر إليها بانتظار تفسير لما قالته اقتربت منه لتقوم بمعانقته بهدوء و تقول هامسة: أقصد لوسي بيرون
قال كايت: إن كان هذا ما تريدين الحديث فغادري غرفتي رجاء
قالت كاثرين بابتسامة: أخبرتك أنني لا أستطيع قطعت وعدا لها بالحديث إليك
أبعد كايت يديها عنه لينظر إليها ببرود شديد و هو يقول: لا يهمني ما وعدتها بها و إن لم تريدي المغادرة سأفعل أنا
سار باتجاه الباب لتوقفه كاثرين باحتضانه و هي تقول: لا أحبك عندما تتصرف معي هكذا أنا أيضا لا أريد القيام بذلك لأجلها لكنني سأفعل لتنسى أمرها تماما
قال كايت و هو ينظر إليها بانزعاج: و هل قال لك أحدهم أنها تجوب فكري دائما؟
قالت كاثرين: إذا لم كل هذا الحزن الذي يحيط بك؟ أهو بسبب تركك المنزل؟ أنت لم تحبه يوما حتى لتحزن عليه هكذا
لم يجبها كايت بأي شيء لتسند رأسها على ظهره و تقول: لا أعرف لماذا تكره فكرة الوقوع بحبي ما الذي فعلته لك لتكرهني هكذا؟ تعلم جيدا أنني أحبك كايت لذا لا تتجاهل الأمر
انسابت دموعها على وجنتيها لتطبع على قميص كايت ابتعدت عنه بهدوء لتمسح دموعها و تقول: قالت أنها تريد الاعتذار إليك لما حدث لك بسببها و قالت أنها ستذهب للحديث مع والدك بشأنك
غادرت الغرفة فور إنهائها لرسالة لوسي و تعود الدموع لعينيها من جديد التقت بإحدى قريباتها لتستغرب من ذلك و تقول: هل أنت بخير كاثرين؟ ماذا حدث لك؟
ارتمت بين أحضانها لتبكي بشدة ربتت على شعرها بخفة علها تهدئها قليلا أخذتها لغرفتها و تطلب من الخادمة صنع كوب شاي لها جلست على الكرسي المقابل لسريرها لتقول لها: أخبريني ماذا جرى معك كاثرين؟ ليس من عادتك البكاء هكذا
قالت كاثرين: أتصدقين بأنه حتى الآن يرفضني؟ كنت أعتقد أنه يتصنع هذه القسوة و البرود كنت عمياء للغاية
عرفت قريبتها من محور الحديث و السبب في هذه الدموع لتقول لها: لا تهتمي له الآن فقط ارتاحي سيتغير مزاجك بعد قيلولة قصيرة
أغمضت عينيها لتغفو قليلا غادرت قريبتها الغرفة لتذهب لوالدتها و تخبرها بما جرى تنهدت والدتها بهدوء لتقول في نفسها: و أنا من اعتقدت أنها نسيت الأمر تماما
تنهدت من جديد لتفكر في الأمر قليلا حل المساء أخيرا لتحتفل أسرة جينجر بعيد مولد ماثيو الثاني برفقة تولاي التي أحضرت له مجموعة من السيارات الصغيرة الملونة استمتعوا بوقتهم كثيرا حتى غط الجميع في النوم
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:09 AM
استيقظت تولاي في منتصف الليل لتكتب على ورقة زرقاء صغيرة بعض العبارات لتضعها على المنضدة الدائرية في الصالون غادرت المنزل بهدوء سارت في الشوارع الشبه خالية في هذا الوقت حتى وصلت محطة القطار استقلت الحافلة المتجهة للعاصمة أسندت جسدها على المقعد الأخضر الداكن لتغمض عينيها بهدوء مضى الوقت بهدوء حتى أزعجت عينيها الناعستين خيوط الشمس المتسللة عبر النافذة نظرت لمنظر شروق الشمس من بين الجبال الشاهقة و الوادي الذي يمر بينها ترامت على أطرافه أنواع من الأزهار الجميلة و أشجار مختلفة الأطوال تتحرك أغصانها مع الرياح بانسجام أغمضت عينيها من جديد فجسدها مرهق من الجلوس الطويل على المقعد في الوقت نفسه و في منزل جينجر الذي شعرت بشيء من الحزن و هي تقرأ تلك الورقة الصغيرة التي تركتها تولاي خلفها ليعانقها سام و يقول لها: لا تقلقي ستكون بخير فهي تحتاج القيام بهذا
هزت رأسها موافقة لتعيد نظرها للورقة الزرقاء التي كتب عليها "آسفة للمغادرة دون إخباركما لن ترياني مجددا قبل عدة سنوات اهتما بنفسيكما و ماثيو" تجمعت دموع قليلة في عينيها لتسند رأسها لكتف سام الذي ربت على شعرها بهدوء عند كايت الذي كان في غرفة البيان يحدق به لبعض الوقت وضع يده عليه دخل روي الغرفة على عجل ليقول و هو يلتقط أنفاسه: هل صحيح ما سمعته من جدي يا كايت؟
قال كايت: و ما أدراني ما الذي سمعته منه؟
قال روي و هو يمسك به من ياقته: لا تمزح معي الآن و أخبرني لماذا تريد المغادرة؟
تنهد كايت بهدوء ليقول: لا أريد الإثقال عليكم بأمري و أود أن أتعلم العزف على البيان في فرنسا
قال روي: و من أخبرك أنك تثقل علينا؟ و تستطيع تعلم البيان هنا أيضا
قال كايت: أنا لا أشعر بالارتياح هنا أريد البقاء وحدي لفترة من الوقت
تركه روي لينزل رأسه و يشد قبضته أراد قول شيء ما قاطعه كايت بقوله: لا تلم نفسك فأنا لا أغادر بسببك أو شقيقتك المزعجة
قال روي: متى ستغادر؟
قال كايت: الآن فهي أقرب رحلة هذا اليوم
قال روي: حسنا سأذهب معك للمطار
قال كايت: أفضل الذهاب وحدي
الحزن ملأ أجواء الغرفة حتى غادراها وصلا لباب المنزل ليريا والدي روي يقفان هناك بنفس تعابير روي ليبتسم لهما و ينحني بهدوء لتقول والدة روي على عجل: اهتم بنفسك جيدا كايت و لا تنسى أبدا أنك يمكنك العودة لهنا متى شئت
قال الوالد و هو يبتسم: أجل سنشتاق إليك
ابتسم له ثم غادر المنزل ليتجه للمطار جلس على أحد مقاعد الانتظار و هو يحدق بتذكرة سفره لفترة قصيرة تنهد بهدوء ليقول في نفسه: سأبذل ما بوسعي كي أنجز ما أطمح إليه
رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه لتذكره لوالدته التي كانت تشجعه دائما على العزف فقد أخرجت موهبته المدفونة بسبب تقاليد العائلة و ما فيها سمع التنبيه بالصعود للطائرة ليسير بهدوء نحو البوابة في منزل لاري الذي لم يستعد أي من نشاطه بعد أنهت مايا للتو مكالمة مع والدة روي بتعابير مصدومة تفاجأ لاري ذلك ليقول: ماذا هناك مايا؟
قالت مايا: كايت سافر لفرنسا لتعلم العزف على البيان لاري
صدم لاري مما سمع ليشفى من صدمته سريعا و ينزل رأسه واضعا تعابير حزينة على وجهه حزن الأطفال لذلك أيضا ليقول جيمي: هل يجيد أخي العزف على البيان؟
قالت ليدي: و هل هذا وقت سؤالك هذا؟
ابتسم لاري بسخرية ليقول: أجل إنه عازف بارع لكنني لم أرغب أبدا أن يصبح عازفا
تعجب الأطفال ذلك بينما شعرت مايا بشيء من الحزن غادر لاري جمعهم ليسير بهدوء في ممرات المنزل دون وجهة محددة و الحزن يتربع على وجهه بسبب الخبر الذي سمعه
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:08 AM
مضت السنوات الثماني سريعا تغيرت فيها الكثير من المعالم في فصل الربيع كان عدد من محبي الموسيقى الكلاسيكية متحمسين للغاية للمسابقة التي ستجري بعد عدة أيام و التي تضم العديد من المشاهير الذين يتوقون لملاقاتهم في المطار حيث اجتمع عدد لا بأس به لمقابلة شخص ما و هم ينتظرونه في شوق شديد قال أحد الصفحين الموجودين في المكان: بالرغم من أنني لا أعتقد بأنه سيأتي من هذا الطريق لكنني سأنتظر
قال آخر: لم أتوقع حضور هذا العدد من المعجبين به
قال الأول: لا تنسى أنه كان مغن مشهور قبل ثماني سنوات لذا لا تستعجب هذا
قال الثاني: صحيح نسيت ذلك
سكن المكان للحظة حالما انتبهوا لمغادرته بوابة القادمين و هو يجر خلفه حقيبة فضية متوسطة الحجم سار بهدوء وسط الحشود المتدافعة نحوه ليغادر الهدوء الصالة على الفور سامحا لأصوات الصرخات المتحمسة و التشجيعات بالعلو في المكان حاول البعض تقديم الهدايا و الآخر يطالب بتوقيعه بينما القسم الثالث يكتفي فقط بالنظر من بعيد لم يبالي ذلك الشخص كثيرا بالحشد يفكر فقط بلحظة الهدوء التي سينالها فور وصوله للفندق غادر المطار ليستقل سيارة الأجرة التي كانت بانتظاره رحب السائق به ليبدأ القيادة في اتجاه الفندق تنهد بارتياح لينظر للنافذة بهدوء و يقول في نفسه: لم أت لهنا منذ فترة طويلة
حدق بمناظر المدينة المختلفة وصل للفندق ليستقبله العامل و يقول: مرحبا بك سيد لوسيل أتمنى قضائك وقت مريح هنا
سار أمامه ليوصله لغرفته في الطابق الرابع سار في الممر الطويل العريض المفروش بسجاد بني مزين بخطوط ذهبية وقفا أمام الغرفة التي كتب عليها رقم "242" ليقول العامل: تفضل هذه غرفتك سيدي
شكره ليدخل الغرفة و يغلق الباب خلفه جال بعينيه في أرجاء الغرفة الواسعة التي تحتوي على سرير كبير تدرج كل ما عليه باللون البني و خزانة ملابس كبيرة ذهبية داكنة اللون و بضع كراسي متحلقة حول طاولة سوداء مستديرة بالقرب من النافذة المزينة بستائر ذهبية فاتحة رتب ملابسه في الخزانة ليستلقي على السرير و يغط في النوم على الفور فالرحلة أتعبته كثيرا في مكان آخر كان يقف سام أمام ساعة الحائط البيضاء في انتظار شيء ما لتقول جينجر: ماذا تفعل عندك سام؟
قال سام: في انتظار موعد خروج ماثيو من المدرسة
قالت جينجر: أنت تعلم بأنه تبقى ساعتين و نصف حتى الموعد أليس كذلك؟ ثم أن الساعة لا تعمل هل نسيت ذلك؟
التفت إليها سام بهدوء و صدمة لتضحك على فمه المفتوح فهو يقف هناك منذ نصف ساعة ناسيا لأمر توقف الساعة تنهد بهدوء و قال: لقد تورمت ساقيّ
جلس على الأريكة لتبتسم جينجر له و تقول: يا إلهي يا سام إنه في العاشرة من عمره توقف عن القلق هكذا
قال سام: أعلم ذلك و أنا لست قلقا فقط أحب أن أكون دقيقا في مواعيدي
ابتسمت له بمرح ليفعل المثل نظر للساعة من جديد ليحاول تذكر شيء ما ليقول: هل وصت رسالة جديدة من تولاي مؤخرا؟ أذكر أنها قالت ستأتي خلال هذا الشهر
قالت جينجر: آخر رسالة أرسلتها منذ شهرين عزيزي سام و هي ستأتي بالتأكيد
قال سام: تبدين واثقة للغاية من ذلك
قالت جينجر: لم تتأخر عن موعدها قط فهي قد أتت للزيارة أكثر من مرة قبل عامين
قال سام بعد قهقهة قصيرة: أذكر ردة فعل ماثيو عندما رآها
قالت جينجر: أجل لقد كان مصدوما للغاية و متفاجئا لكنه انفتح لها بسرعة
نظرا لبعضهما ليضحكا بمرح شديد على ابنهما انقضت الساعتين و النصف في قضائهما بعض الوقت معا قرع الجرس ليتجه سام نحو الباب و يرى ماثيو يقف هناك و ثيابه متسخة بعض الشيء و ضمادات مختلفة على مرفقه الأيمن و ركبته اليسرى و فوق حاجبه و أسفل عينه اليمنى دهش سام من ذلك ليدخله المنزل اقتربت جينجر على عجل منه لتقول بقلق: ماذا حدث لك ماثيو؟
رفع رأسه ليريهما تلك الابتسامة الكبيرة المرحة و يخرج الميدالية الفضية الدائرية و يقول لهما بمرح شديد: لقد فزت في المرتبة الثانية في سباق السباحة هذا اليوم
عانقته جينجر بمرح شديد و هي سعيدة له كذلك سام الذي بعثر شعره بينما ابتسم ماثيو بمرح شديد لهما ليجلس على الأريكة و يروي لهما ما حدث معه في المدرسة باستمتاع شديد قرع الجرس ليستغرب سام ذلك توجه نحو الباب لينظر للشخص الغريب الواقف أمامه ليقول: امم من تكون يا هذا؟
رفع ذلك الشخص رأسه قليلا لتظهر ملامحه المألوفة تماما لديه لتظهر ابتسامة لطيفة على شفتيه و يقوم بمعانقة ذلك الشخص بحنان و حب بالغين و هو يقول: اشتقنا إليك كثيرا تولاي لم نرك منذ فترة طويلة جدا
مدت ذراعيها لتحيطه بهما و هي تهز رأسها بالموافقة دخلا معا للمنزل ليقول: انظروا من أتى لزيارتنا بعد عامين
رفع كليهما رأسه ليريا الشخص الذي يقف بالقرب من سام و هو يغطي شعره بقبعة سوداء و يرتدي بنطالا أزرقا داكنا يصل للركبة و بلوزة بيضاء بأكمام قصيرة توسعت حدقتا عيناي ماثيو لرؤيتها أسرع بالنهوض ليعانقها بمرح شديد و يقول: خالتي تولاي لقد أتيت أخيرا اشتقت إليك كثيرا
ربتت تولاي على رأسه و الابتسامة تزين وجهها ابتسمت جينجر لذلك و تقول: أهلا بك عندنا تولاي
هزت رأسها بالإيجاب ليقول سام: ماثيو أعلم أنك مشتاق لها لكن هلا ابتعدت عنها قليلا؟
أبعد ماثيو نفسه عنها خمسة سنتيمترات فقط ليقول سام: هذا فقط؟
قال ماثيو: لكنك قلت قليلا
قالت جينجر: هذا ليس بقليل كفاية ليسمح لها بالحركة أليس كذلك؟
نفخ وجنتيه بشيء من الانزعاج ليضحكا عليه بمرح جلست تولاي على الأريكة القريبة ليجلس ماثيو ملاصقا لها و يبدأ بالحديث إليها عما فعله اليوم قالت تولاي و هي تضع حقيبة ورقية مزينة بأنواع من الأزهار الملونة على المنضدة البنية: بالمناسبة لديّ هدية لك
تحمس ماثيو كثيرا لرؤية ما تخفيه داخل الحقيبة أشارت له بأخذها ليفعل على الفور أخرج من الحقيبة مجموعة كتب علمية و قصصية و علبة بلاستيكية حوت داخلها سيارة سوداء كبيرة و جهاز تحكم عن بعد صرخ ماثيو بحماس و مرح لتقول جينجر: ألم تنسى شيئا ماثيو؟
قال ماثيو بمرح شديد: شكرا لك خالتي تولاي
قبل وجنتها اليمنى بمرح شديد ليقول سام بحزن مصطنع: ألم تحضري لي أي هدية تولاي؟
قال ماثيو: هي تحبني أنا فقط لذلك لا هدية لك أبي تحب دائما إخافتي
قال سام: هذه مشكلتك تضع وجوها مثيرة للضحك و أنت خائف
نفخ وجنتيه بانزعاج و احراج لتخرج تولاي من جيب بنطالها بطاقتان ورقيتان زرقاء اللون أهدته لهما لتقرأ جينجر ما كتب على الورقة "رحلة استجمام لمدة يوم للينابيع الحارة" قال سام: شكرا لك على هذه الهدية الرائعة
قالت تولاي: لا داعي للشكر
قالت جينجر: هذه التذكرة بتاريخ اليوم
قال سام: حقا؟ لم ألحظ ذلك
قالت جينجر و هي تنظر لتولاي بشيء من القلق: لكنك أتيت من السفر اليوم هل سيكون من الجيد ترك ماثيو معك؟
هزت رأسها بالموافقة ليقول ماثيو: سيكون هذا ممتعا للغاية سأفعل ما أشاء في غيابكما
قال سام: فقط لا تزعج تولاي بطلباتك الكثيرة أيها الطفل الصغير
قال ماثيو: أنا لست طفلا يا أبي
ضحك سام بمرح لتقول جينجر: يا إلهي سام توقف عن إزعاج ابننا الصغير هكذا
قال ماثيو: ليس أنت أيضا يا أمي
ضحك ثلاثتهم بمرح شديد بينما تبتسم تولاي لهم أعينها تراقب سعادتهم بحذر تجهز الزوجان للرحلة في وقت قصير ليتركا المنزل قبل غروب الشمس قضت تولاي بعض الوقت مع ماثيو قبل أن ينام و لعبته بين أحضانه في صباح اليوم التالي في قاعة خاصة بالفندق الذي يقيم فيه أغلب المشاركين في المسابقة الموسيقية حضر عدد كبير من الصحفيين و القنوات التلفازية و الإذاعية كان المشاركين في المسابقة آخذين ركنا لكل منهم فمن شاء الحديث معه أو أراد توقيعه عليه الذهاب لركنه الخاص كان الجميع في انتظار كايت الذي لم يحضر بعد لركنه الخاص لتقول إحدى الصحفيات ببعض الخجل: لقد اشتريت هذه الملابس بالأمس فقط لمقابلته
قالت أخرى: أنا أيضا ذهبت لمصففة محترفة
قالت ثالثة: أتمنى أن أحصل على توقيعه
قال أحد الصحفيين: أنتن تتعبن أنفسكن حقا فكما تعلمن هو يواعد الآنسة رينيه ابنة رجل الأعمال الشهير السيد مارك رينيه
قال آخر: هذا صحيح أنا حقا لا أفهمكن
قالت الثانية بمرح: لا يهمنا هذا مجرد الحصول على توقيعه سيكون مبهجا للغاية
قالت ثالثة بحماس: ها هو قادم
توجهت الأنظار و الكاميرات نحو الباب الذي يدخل كايت منه بهدوء و هو يرفع نظارته الشمسية لرأسه ظهر جبينه لرجوع شعره للخلف بسبب النظارة نظر للمكان من حوله ليقول بصوت منخفض: المكان مليء بالإعلام كما توقعت
تنهد بانزعاج ليكمل سيره نحو المكان المخصص له جلس على ذلك الكرسي ليتهافت الجميع عليه على وجه السرعة بدأوا بطرح عدة أسئلة عليه ليجيبهم واحدا واحدا حتى حضرت تلك الفتاة صاحبة الشعر الأشقر القصير و العينين الزرقاوين الداكنتين لتعانق رأس كايت بمرح شديد و تقول: لا أصدق أنك أتيت كل هذه المسافة إلى هنا بدوني عزيزي كايت
رفع كايت بصره إليها ليقول بقليل من الانزعاج: أخبرتك إن لم تقرري سأذهب و أتركك خلفي أليس كذلك؟
قالت الفتاة بمرح: يا إلهي لم أتوقع أبدا أنك كنت تقصد ذلك فعلا
قال كايت: حسنا دعيني أنهي عملي هنا
قالت الفتاة و هي تقبل جبينه بمرح: حسنا سأقف هنا كالتمثال تماما
نظر كايت إليها بشيء من الانزعاج ليتنهد بارتياح قاطع وقتهما الخاص أحد الصحفيين الذي قال: سيد لوسيل و آنسة رينيه سمعنا أنكما ستقدمان على الزواج قريبا
نظرا لبعضهما باستغراب لتنفجر الفتاة ضاحكة ليظهر كايت تعابير منزعجة قالت الفتاة: آسفة كايت لا أقصد الإساءة لكنني لن أتزوجه بالتأكيد
قالت إحدى الصحفيات: و لماذا؟
قالت الفتاة و هي تعانق رأس كايت من جديد: أنا أحبه حقا لكن من الصعب رؤيته كزوج المستقبل إنه وسيم و رائع و لطيف في بعض الأحيان لكنه لا يهتم بمثل هذه الأمور أليس كذلك عزيزي؟
قال كايت: تتحدثين كما لو أنني رفضت عرضك للزواج إيفلين
قهقهت بمرح شديد لتقول: هذا صحيح أنا أيضا لا أرغب بالزواج الآن
قال أحد الصحفيين: علاقتكما تبدو جيدة للغاية بالرغم من أن كلاكما خرج من علاقة فاشلة قبل ست أشهر
قال كايت: لا تذكروا مثل هذه الأشياء الآن
قالت إيفلين: أجل أود أن أستمتع بحياتي مع كايت الآن آه صحيح وعدتني أنك ستأخذني لمكانك المفضل إن آتينا لهنا
قال كايت: سأفعل لكن ليس اليوم لذا لا تزعجيني بذلك
قالت إيفلين و هي تأخذ نظارته الشمسية: و متى قمت بإزعاجك؟ على كل سأغادر الآن شكرا لكم جميعا
التقطوا عدة صور لها و هي تغادر الغرفة ليتنهد كايت و يقول بصوت منخفض: فتاة مزعجة عليها تعلم كيف تحضر بهدوء
رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليلتقطوا صور لها قبل اختفائها
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:07 AM
عند تولاي التي أعدت الفطور لماثيو الذي يجلس على الكرسي و هو شبه نائم وضعت الأطباق على الطاولة لتقول: ماثيو عليك تناول الفطور قبل خروجنا
قال ماثيو و هو يتثاءب: هل سنذهب لمكان ممتع خالتي تولاي؟
هزت رأسها بالموافقة ليدب النشاط فيه و يبدأ بتناول الطعام جلست بالقرب منه و هي تشرب كوب حليب مع العسل تذكرت شخصا لطالما أحب الحليب الذي تصنعه لتضع ابتسامة على شفتيها قال ماثيو: هل الحليب لذيذ لهذه الدرجة خالتي تولاي؟
هزت رأسها بالموافقة لينظر لكوبها المليء به أبعدته عن شفتيها لتقدمه له تردد في شربه ليقرر أخيرا بعد زفير دام لثانية رشف منه عدة رشفات صغيرة ليقول أخيرا بمرح: أجل إنه لذيذ للغاية هل أستطيع شربه؟
قالت تولاي: يمكنك ذلك
سعد بموافقتها ليبدأ شرب كوب الحليب باستمتاع بينما أعدت لنفسها كوبا آخر أنهيا الإفطار ليساعدها في جلي الصحون استعد كلاهما للخروج وضعت تولاي شعرها الذي يصل لأسفل كتفيها تحت قبعة زرقاء داكنة قال ماثيو: إلى أين سنذهب؟
قالت تولاي: مدينة الألعاب
قال ماثيو: حقا خالتي تولاي؟
ابتسمت له ليسعد كثيرا بالخبر استقلا سيارة أجرة لتأخذهما لأكبر مدينة ألعاب في المدينة كان المكان مزدحم بما أن اليوم يوافق عطلة نهاية الأسبوع الذي ينتظرها الكثير نظر ماثيو للألعاب المختلفة من حوله بحماس شديد يفكر بأي لعبة يجدر به البدء لتضع تولاي يدها على كتف ماثيو لتقول له: لا عليك سنلعبها جميعها
عانقها ماثيو ليقول بسعادة بالغة: أنت هي الأفضل خالتي تولاي
ربتت على شعره بمرح ليبدآ جولة الاستمتاع الخاصة بهما بدآ بلعبة الأكواب الدوارة كان ماثيو يستمتع بوقته كثيرا انتصفت الشمس في كبد السماء ليستريح ماثيو بالقرب من تولاي التي جلست على أحد المقاعد الموجودة في الساحة الكبيرة التي تراصت فيها أكشاك الطعام و المشروبات المختلفة قال ماثيو بمرح: من الجيد أن أبي ليس موجود هنا و إلا كان سينافسني في كل لعبة صحيح سأخبر أصدقائي برحلتي لهنا
قدمت تولاي له علبة عصير البرتقال الورقية مع زجاجة ماء و ساندويتش الدجاج المشوي مع الخضر و الجبن تحمس لرؤية الطعام الذي وضعته بينهما على المقعد ليبدأ بتناوله بنهم عند كايت الذي أنهى مقابلاته في الفندق كان يتجه نحو مكان موعده التالي نظر لساعة يده ليجد الساعة الثانية ظهرا ليتنهد و يقول: لقد تأخرت ساعة كاملة
وصل للمقهى المطلوب ليرى الطاولة التي حجزت في خارج المقهى فارغة تعجب ذلك لينظر لساعته من جديد تقدم من الطاولة ليجلس على أحد الكرسيين بهدوء ثم يقول في نفسه: هذا غريب ليس من عادته التأخر
شعر بتلك اليدين المتجهتين نحو عنقه ليلتفت على الفور و يقول بشيء من الانزعاج: حقا إلى متى تنوي القيام بهذا روي؟
ضحك روي بمرح شديد ليقول: يا إلهي كايت هذا هو أفضل تعبير رأيته على وجهك
جلس على الكرسي المقابل له و يقول: لم أخطط القيام بهذا حقا لكنك تأخرت كثيرا
قال كايت: أجل أعتذر عن ذلك
قال روي: لقد تغيرت حقا عما كنت عليه لا أستطيع تصديق ذلك
نظر كايت إليه بانزعاج شديد ليبتسم بمرح و يقول: إذا كيف هي أحوالك؟ لقد غبت حقا لفترة طويلة كايت
قال كايت: أجل أدرك ذلك و أنا بخير
قال روي: صعقت كثيرا عندما رأيتك هذا الصباح على التلفاز بدوت شخصا لا أعرفه
ابتسم كايت بهدوء ليقول: ربما تغيرت قليلا
قال روي: قليلا؟ لا أعتقد ذلك فأنت كما أنت كل ما في الأمر أنك شعرت بشيء من الحرية أخيرا لذلك لم تعرف نفسك
نظر كايت إليه بشيء من الاستغراب ليفكر في الأمر قليلا ثم يهز رأسه بالموافقة رن هاتف روي ليرفع الخط و يقول: مرحبا ليديا
قالت ليديا بشيء من الخجل: أهلا روي أردت سؤالك عن موعد قدومك هذا اليوم
قال روي: أكان لدينا موعد هذا اليوم؟
صمتت ليديا ليضحك روي بمرح شديد و يقول: أمزح معك و حسب لم أنسى موعدنا سأتي في تمام السابعة لذا لا تقلقي
قالت ليديا بخجل: حسنا سأكون في انتظارك
أغلقت الخط ليبتسم روي بلطف شديد قال كايت بابتسام: زوجتك تبدو سيدة لطيفة على عكسك تماما
قال روي بابتسامة مرحة: أجل هي كذلك لكنني لطيف مثلها تماما
قال كايت: في أحلامك فقط
ضحك بمرح شديد ليقول روي: صحيح هناك ما أردت سؤالك به منذ فترة طويلة
تعجب كايت من جديته المفاجئة قرب روي وجهه منه ليقول بصوت هامس: هل نسيت مشاعرك اتجاه الآنسة لوريجن؟
نظرات روي الجدية نحو كايت الذي دهش من السؤال الغريب تغيرت لأخرى متفاجئة من ردة فعله أنزل عينيه لكوب الماء الموضوع أمامه وقع سجينا لأفكاره عن تلك الفراشة الغريبة التي أثارت فضوله و اختفت عن الأنظار حاول تتبع آثارها لكن دون جدوى أفاق من أفكاره على صوت روي القائل: إذا هل أعد هذا بمثابة إجابة نافية لسؤالي؟
قال كايت: لا يجدر بك اتخاذ القرارات عني ثم أنني لا أذكر أنني كنت أحمل أي مشاعر اتجاهها من قبل
قال روي: أوه حقا؟ ربما افترضت ذلك بنفسي
قال كايت بانزعاج شديد: أخبرتك من قبل أن تتوقف عن الحديث عن هذا الأمر
نظرا إلى الشخص الذي يجلس بالقرب من طاولتهما و هو يحدق بكليهما تفاجأ كايت من رؤيته في هذا المكان بينما روي ينتظر أي تصرف قادم منه ليقول كايت: إيفلين ماذا تفعلين هنا؟
قالت إيفلين بمرح: أخبرتني أنك لست متفرغا اليوم لذلك قررت تتبعك في كل مكان تذهب إليه فإذا بك مع شخص لا أعرفه و تتحدثان عن فتاة لا أعرفها أيضا
قال روي: أنا روي كيون ابن خال كايت سعدت بلقائك آنسة رينيه
نهضت إيفلين لتصافح يد روي بمرح شديد لتقول: سعيدة بلقائك روي
قال روي: تبدين أجمل عند رؤيتك من قرب
قالت إيفلين: يا إلهي شكرا على كلماتك
قال كايت: إيفلين أخبرتك من قبل لا تسترقي السمع إلى حديثي مع الآخرين
قالت إيفلين و هي تعانق رأسه بمرح: لكنني أحبك كثيرا و أغار عليك كثيرا إذا أخبرني من تكون الآنسة لوريجن؟
قال كايت: شخص كنت أعمل معه من قبل
قال إيفلين: شخص؟ لماذا قال روي بأنك نسيت مشاعرك نحوها؟
قال روي بمرح: كما قلت سابقا افترضت ذلك بنفسي لذا لا تقلقي
قالت إيفلين: كدت أموت من القلق من وجود منافسة لي فأنا لست جيدة في ذلك
ضحكت بمرح شديد ليبتسم روي بارتباك أبعد كايت نفسه عن إيفلين ليقول لها: إذا هل ستبقين أم تغادرين؟
قالت إيفلين: تمنيت لو أستطيع البقاء معك فترة أطول لكن عليّ اللحاق بأبي في حفلة خيرية يقوم بها الآن هل تود القدوم؟
قال كايت: لا شكرا لك أنا بخير
قبلت جبينه بمرح لتغادر المكان تنهد بارتياح ليقول روي: علاقتكما جيدة أكثر مما تصورت
قال كايت: أجل نوعا ما
قال روي: ماذا تقصد نوعا ما؟ لم أثق بأن توجد فتاة واحدة تحبك لهذه الدرجة لكن يبدو أن هناك شواذ لكل قاعدة
ضحك بمرح لينزعج كايت مما قاله ثم يبتسم عند غروب الشمس عادت تولاي برفقة ماثيو للمنزل الذي استحم فور عودته ثم غط في نوم عميق بينما تجلس تولاي في الصالون و هي تحدق بيديها النحيلتين اللتين لم تشهدا تغيرات كثيرة أغمضت عينيها بهدوء لتشعر بنبضات قلبها الهادئة تخفت شيئا فشيئا لتقول بصوت هامس: لن يكون من الجيد بقائي هنا لفترة أطول و إلا سأسبب القلق لهم
وضعت يدها على صدرها لتشعر بشيء من الألم لترجع رأسها للخلف و تنام بهدوء
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:06 AM
استيقظت في تمام السابعة صباحا لتحضر الفطور بهدوء أيقظت ماثيو ليتناول الإفطار معها تحدث معها كثيرا باستمتاع شديد ليسرع نحو الباب فور سماعه صوت الجرس فتح الباب لتعانقه جينجر بمرح شديد و تقول: صباح الخير عزيزي ماثيو
قال ماثيو بمرح: صباح الخير أمي
قال سام: ماذا عني أنا؟
أخرج ماثيو لسانه بطريقة طفولية ليفعل سام المثل ضحكت جينجر عليهما لتقول: أتمنى أنك لم تزعج تولاي بأي شيء
قال ماثيو: بالتأكيد لم أفعل ذلك
نظر سام لتولاي التي كانت تقف بهدوء و هي تنظر إليهما ليبتسم لها بمرح لتهز رأسها بهدوء جلسوا معا لبعض الوقت تحدث كل منهم عن يومه الفائت بحماس شديد عند كايت الذي استيقظ على وجود شخص نائم بالقرب منه نظر إليه بهدوء ليتنهد بقلة حيلة و يقول بصوت منخفض: يا إلهي هذه الفتاة تعرف كيف تطاردني جيدا
ابتسم على مقولته لينهض و يستحم و يبدل ثيابه اقترب منها ليقرص وجنتيها بخفة ظهرت تعابير الانزعاج على وجهها ليبتسم و يقول: استيقظي الآن و إلا سأذهب و أتركك
فتحت عينيها بهدوء لتقابل كايت الجالس بالقرب منها ابتسمت على الفور لتقول بمرح: صباح الخير عزيزي كايت
قال كايت: صباح الخير متى أتيت إلى هنا؟
قالت إيفلين: منتصف الليل
تنهد كايت بهدوء ليقول: سأخذك لمكاني المفضل لذا استعدي للذهاب
نهضت على وجه السرعة لتستحم سريعا غادرت الحمام لتبدل ثيابها ببنطال بني فاتح يصل لأعلى الركبة به نقوش لأزهار بنية داكنة و بلوزة بيضاء مموجة بالأزرق الفاتح عرضيا بدون أكمام سرحت شعرها لتضع عليه مشبك أزرق صغير نظر إليها ليقهقه و يقول: تبدين متحمسة جدا لرؤية المكان
قالت إيفلين: بالتأكيد أنا متحمسة
أخرج من خزانته جاكيت أبيض ليغطي كتفيها به و يقول: ستشعرين بالبرد لاحقا
ابتسمت له بمرح شديد لتقبل وجنته اليسرى و تطوق ذراعه بيديها غادرا الفندق معا ليصعدا سيارة أجرة أعطى كايت السائق العنوان ليبدأ القيادة قالت إيفلين و هي تسند رأسها على كتف كايت: إذا أخبرني مجددا ما هو ذلك المكان كايت؟
قال كايت: ستعرفين عندما نصل
قالت إيفلين: لا تكن لئيما هكذا و أخبرني
ابتسم دون الإجابة عليها لتبتسم هي أيضا لم يمضي كثير من الوقت حتى وصلا للشاطئ الهادئ و الجميل وقفا بمحاذاة البحر لتقول إيفلين و هي تنظر للمكان من حولها: إنه مكان جميل للغاية كايت إنه شاعري للغاية
قال كايت: لا تبالغي في ردة فعلك حسنا؟
ضحكت بمرح لتخلع حذائها و تتقدم خطوات صغيرة نحو الماء لتسمح للأمواج الهادئة بمداعبة قدميها لتقول بمرح: إن المياه باردة جدا ألا تريد تجربتها كايت؟
هز رأسه نافيا لينظر إليها تلعب بالماء بقدميها و السرور باديا على وجهها ابتسم بلطف على التعابير المستمتعة على وجهها نظر للبحر من جديد ليتذكر الأيام التي قضاها هنا و هو يتذكر والدته بحزن شديد اختفت الابتسامة تدريجيا من على وجهه لتنظر إليه إيفلين بهدوء ثم ترشه ببعض الماء لتضحك على ارتجافه و ابتعاده فور شعوره بالقطرات الباردة تلامس جسده و تقول بمرح: لقد كان منظرك رائعا للغاية كايت ربما يجدر بي تكرار ذلك
قال كايت: لا أنصحك بذلك أبدا إيفلين
قامت برشه بكمية أكبر من السابق و هي تضحك بمرح بينما هو يبتعد عنها لم يوجد الكثير من المشاهدين في ذلك الوقت لكن الموجودين نظر البعض منهم إليهما باستغراب و البعض الآخر بابتسام أنهيا لعبهما ليستريحا قليلا على الرمال البيضاء لتقول إيفلين: لقد كان هذا ممتعا للغاية
قال كايت: انظري تبلل كلانا الآن بسبب طيشك و لا مبالاتك
قالت إيفلين: لا تقلق لا تقلق سنجف عما قريب بالتأكيد
تنهد كايت بقلة حيلة بينما تبتسم هي بمرح عند الزوجين اللذين يقفان مودعين لتولاي التي باتت علامات المرض ظاهرة عليها قال سام بقلق: أواثقة بأنك ستكونين بخير وحدك؟
هزت رأسها بالموافقة لتسعل قليلا ليزداد قلقهما قالت جينجر: أرجوك دعينا نأخذك لطبيب ما فأنت تبدين متعبة للغاية
قالت تولاي: الأمر سيكون خطيرا لو بقيت هنا لذلك سأغادر
أنزلت عينيها لماثيو الممسك بطرف قميصها و عيناه تدمعان و الحزن باد على وجهه لتربت على رأسه بهدوء و تقول: لا تقلق أنا بخير أحتاج لقضاء بعض الوقت بعيدا عن هنا
قال ماثيو: لكنك لن تعودي قريبا أليس كذلك؟ لا أريدك أن تتركيني مجددا
ابتسم سام على كلامه لينزل لمستواه و يقول: على تولاي الرحيل و أنت تعلم أنها لا تريد تركك أيضا أليس كذلك ماثيو؟
هز رأسه بالإيجاب و هو يغطي وجهه بقدمها الملاصق له قالت جينجر: إذا عليك تركها فهي ستعود حتما لهنا
قال ماثيو: لكن متى ستعود؟ هل سيأخذ الأمر وقتا طويلا؟
قالت تولاي: ماثيو سأعود لرؤيتك بالتأكيد
قال ماثيو و هو ينظر إليها: هل تعدينني بذلك خالتي تولاي؟
هزت رأسها بالموافقة ليترك قميصها و ينظر إليها بشيء من الحزن نزلت لمستواه لتقول: أعدك أنني سأعود مجددا قريبا و نلعب معا بدون والدك كما فعلنا سابقا
قال سام: ما هذا الكلام الجارح الذي أسمعه؟
قالت جينجر: أنت تحب احتكار كل اللعب لنفسك لذا لا تعجب ذلك
قهقه بمرح ليبتسم ماثيو و يقبل وجنتها اليسرى و يقول: سأنتظر عودتك خالتي
ابتسمت له ابتسامة لطيفة أخيرة لتنحني لهم و تغادر المنزل خطواتها صغيرة متثاقلة فالتعب قد نال منها أخيرا جسدها بالكاد يتحمل السير في وسط ذلك الزحام و الازعاج بدأت الرؤية تضعف شيئا فشيئا لديها ترنح جسدها أخيرا ليسقط بقوة على الأرض تجمهر الناس حول جسد تولاي الساقط في الأرض لا يعرفون ماذا يفعلون حاول البعض الاتصال على الإسعاف لكن لا توجد أي سيارة فارغة كان روي يجول بسيارته في المكان ليلفت انتباهه ذلك التجمهر الكبير أوقف سيارته بالقرب من الرصيف ليغادرها و يخترق تلك الصفوف ليدهش من رؤية تولاي ممددة على الأرض اقترب منها على عجل ليضع يده على جبينها و يفاجأ ببرودة جسدها حملها على الفور ليأخذها لسيارته وضعها بالمقعد الخلفي و يغلق الباب بهدوء فتح باب السائق ليدخل السيارة و يبدأ قيادتها نحو منزله و هو يتصل على والده ليقول له: أبي سأحضر مريضة معي للمنزل و هي فراشة هل توجد لدينا غرفة فارغة هذا اليوم؟
قال الوالد: توجد الغرفة المطلة على الحديقة لكن أين عثرت عليها؟
قال روي: ملقاة على الرصيف درجة حرارتها منخفضة و لا أعتقد بأنها تتنفس أبدا
قال الوالد: أسرع بالقدوم لهنا
أغلق الخط ليدوس على دواسة الوقود و يزيد من سرعته وصل لمنزله بسرعة لم يتخيل يوما الوصول إليها توجه نحو الغرفة التي أخبره والده بها تعجب بعض أفراد العائلة الموجودين في الممرات من رؤية روي يحملها خاصة زوجته التي سارت خلفه نحو تلك الغرفة وصلا لهناك ليمددها على السرير الأبيض التقط روي أنفاسه و هو ينظر إلى والده الذي دخل الغرفة للتو ليقول: ليديا عزيزتي هلا ساعدتني؟
قالت ليديا: أجل سيدي
قال الوالد: روي غادر الغرفة الآن
غادر روي الغرفة ليرى إحدى الخادمات في الممر و يطلب منها إحضار كوب ماء له لم يمضي كثير من الوقت حتى طلب الوالد دخول روي للغرفة ليقول على الفور: هل هي بخير؟
قال الوالد: ليست بخير أبدا لا أعرف ما بها فهي ليست فراشة عادية و وجود ذلك الجرح الغريب في صدرها يحريني
قال روي: جرح غريب؟ كيف يبدو؟
قالت ليديا: ضربة سيف غريب قرب موقع القلب ليس عميقا للغاية
نظر روي لوجه تولاي الخالي تماما من كل تعابير الحياة ليتعجب ازرقاق بشرتها ليقول الوالد: لا أعتقد أن أمامها فترة طويلة لكن لندعها تبقى هنا لفترة
غادر الغرفة لتقترب ليديا من روي و تنظر إليه بشيء من الارتباك و تقول بصوت منخفض: من تكون هذه الفراشة يا روي؟
قال روي و هو يقترب من جسد تولاي: لا تقلقي لا توجد أي علاقة بيننا وجدتها في الطريق ملقاة و التعب باد على وجهها
أحرجت تماما لتنزل رأسها أمسك روي بأصابع تولاي النحيلة ليقربه من شفتيه و هو يفكر في شيء ما تفاجئ من حركتها في اتجاه موقع الجرح الذي تحدثت ليديا عنه فتحت عينيها بهدوء لتقترب ليديا منها على عجل و تقول متفحصة حالها: هل أنت بخير يا آنسة؟ ماذا حدث لك؟
لم تجب تولاي بأي شيء حاولت التحدث إليها من جديد لكن بلا فائدة ليقول روي: هي لم تستعد وعيها على ما يبدو هذه ردة فعل جسدها بسبب لمسي إياه
دهشت ليديا كثيرا لما سمعت كذلك عقل روي الذي لم يستوعب الأمر بعد و يقول في نفسه: هذه المرة الأولى التي أرى فيها شيئا كهذا يجدر بي تدوينه في كتابي
قالت ليديا لتفيقه من تفكيره: علينا تركها ترتاح الآن إذا وجودنا هنا سيعيق ذلك
قال روي: معك حق سأتفقدها في الصباح
قالت ليديا: تبدو مهتما بالأمر كله
قال روي: أمر جديد و يثير فضولي هذا كل ما في الأمر لا داعي لكل هذه الغيرة
احمرت وجنتيها على الفور نظر إليها بلطف لتبعد عينيها عنه و تسرع في مغادرة الغرفة لحق بها أغلق الباب خلفه بهدوء تحدثت ليديا مع بعض الخادمات لتفقد المريضة التي أحضرها زوجها خلال فترات متباينة مضى الوقت سريعا لتشرق الشمس خلف الغيوم الكثيفة التي أخفت معالم الصباح أسرع روي بالتوجه لتلك الغرفة بعد تناول إفطاره برفقة زوجته التي قالت: أتمنى أن تكون صحتها قد تحسنت عما كانت عليه البارحة
قال روي: أجل
وصلا للغرفة ليفتح روي الباب و يدهش كلاهما من عدم وجود أي شخص بالغرفة لتقول ليديا: هذا مستحيل لقد قال عمي أنها لن تستطيع الحراك حتى بضع أيام على الأقل
بحث روي بعينيه جيدا في أرجاء الغرفة ليتوقف على صوت شيء يتنفس بنهم رفع رأسه للأعلى ليصدم من رؤية تلك الشرنقة السوداء تزين الزاوية القريبة من النافذة في السقف خيوطها لامعة كما لو أنها لوحة لسماء الصيف المليئة بالنجوم قال روي: ليديا عزيزتي هلا طلبت من أن أحدهم إحضار سلم لهنا؟
أسرعت ليديا المصدومة بمغادرة الغرفة لم يستطع روي التفكير بأي شيء و هو يحدق بتلك الشرنقة الغريبة التي يراها للمرة الأولى حضرت ليديا برفقة والد روي و خادمين يحملان السلم الطويل و الثقيل تفاجؤوا جميعا من رؤية الشرنقة ليقول الوالد: هل هذه شرنقة الفراشة التي أحضرتها بالأمس؟
قال روي و هو يتسلق السلم: أجل هذه المرة الأولى التي أرى فيها شرنقة كهذه
وصل للشرنقة لينظر إليها من كثب ليتعجب أكثر من الشرنقة ذات الخيوط الدقيقة السوداء اللامعة قرب يده منها لتهاجم عليه بضع خيوط كاد أن يسقط من السلم ليمسك الخادمين بالسلم على الفور انتبه لقطرات الدماء التي سالت على وجنتيه ليبتسم و يقول: هذا جديد عليّ و تحد رائع سأعرف كل شيء عنك عما قريب
ضرب والده جبينه بخفة و هو يهز رأسه و يقول: ها قد بدأنا الآن
قالت ليديا بابتسامة مرتبكة: ربما سنعاني خلال هذه الفترة
قال الوالد: هلا نزلت الآن روي؟ هذا خطر للغاية فكما قلت هذه ليست فراشة عادية
قال روي: أجل أدرك ذلك يا أبي
نزل روي درجات السلم بهدوء و هو يفكر في أمر هذه الفراشة الغريبة
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:06 AM