••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


سماء العزلة

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-24-2020, 02:13 AM   #61
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند كايت الذي يجلس أمام البيان الأزرق الداكن يفكر بالمقطوعة التي سيعزفها في المسابقة مغمضا عينيه و الهدوء يحيط به من كل مكان حتى شعر بأنفاس منتظمة قريبة من عنقه ليفتح عينيه و يقول: إيفلين أنا مشغول كما ترين
قالت إيفلين بمرح: أجل أعرف ذلك
قال كايت: إذا ماذا تريدين؟
قالت إيفلين: البقاء ملتصقة بك هكذا
زادت من عناقها لجسده الشبه بارد لتهمس في أذنه قائلا: ألا تود سلبي شيئا ما كايت؟
قال كايت و هو يغمض عينيه بهدوء: لا أشكرك أنا بخير هكذا
قالت إيفلين و هي تبعد يديها عنه: لا أعتقد أنك ستكون كذلك غدا في المسابقة آخر مرة قمت بذلك منذ ثلاثة أشهر
لم يجبها كايت بأي شيء لتتنهد بقلة حيلة لتتركه وحيدا في غرفته أغلقت الباب بهدوء خلفها لتستند عليه و تقول في نفسها: لماذا هو عنيد هكذا؟ كل ما أريده هو مساعدته
سارت مبتعدة عن الباب و هي تفكر بأمر ما كان كايت ينظر للبيان بصمت و تفكير عميق أغمض عينيه مجددا ليتنهد و يقول: ربما يجدر بي الخروج قليلا حتى أفكر جيدا
حمل هاتفه معه ليغادر الغرفة لم يدهش كثيرا عندما رأى إيفلين في ردهة الفندق اقترب منها ليقول: اعتقدت أنك غادرت
قالت إيفلين: كيف لي ذلك و أنت هنا؟
قال كايت: سأخرج قليلا أتودين القدوم؟
عانقت ذراعه على الفور بمرح شديد و تقول: إلى أين سنذهب؟
قال كايت: لا أعلم بعد
قالت إيفلين: إذا ما رأيك بنزهة صغيرة للحديقة العامة؟ الجو جميل هذا اليوم
قال كايت: حسنا لنذهب لهناك
غادرا الفندق في اتجاه الحديقة العامة وصلا لهناك ليريا الكثير من الناس هناك بحثا عن مقعد بعيد عن ضجتهم طال بحثهم كثيرا فالمكان مكتظ بالناس ليقرر كايت أخيرا الجلوس تحت ظل إحدى الأشجار الكثيرة في المكان ليأخذ نفسا عميقا و يزفره بهدوء وضعت إيفلين رأسها على كتفه لتغمض عينيها و الابتسامة تعلو شفتيها لينظر إليها و يقول لها: ماذا هناك؟ أنت هادئة بشكل مخيف هذا اليوم
قالت إيفلين و هي تنفخ وجنتيها: ماذا تقصد بكلامك الجارح هذا؟
ضحك كايت بمرح على ردة فعلها لتبتسم بسعادة بالغة لتقول: أشعر بالسعادة عندما أراك تضحك أو تبتسم كايت
شعر بشيء من الاحراج يطغى عليه ليبعد عينيه عنها و هو يقول بصوت منخفض: لا تقولي أشياء سخيفة كهذه
اتسعت ابتسامتها السعيدة على وجهها ليعجب المارين بقربهما بابتسامتها تلك تحدثا لبعض الوقت قبل غروب الشمس بدقائق عادا للفندق كانت إيفلين تتحدث في الهاتف مع شخص ما بدت منزعجة بعض الشيء لتغلق الخط و تتنهد بهدوء قال كايت: دعوة عشاء أخرى أليس كذلك؟
قالت إيفلين: بلى و يريدان مني القدوم لا أود الذهاب لهناك
قال كايت: عليك ذلك أعرف أنك أتيت لهنا على شرط حضورك معهما
تفاجأت من معرفته للأمر لتبتسم بارتباك ثم تقول: تحدثت مع والدي على ما يبدو
هز رأسه بالموافقة ليقول لها: سأذهب معك فأنا متفرغ هذه الليلة
نظرت إليه باندهاش و سعادة لتمسك بيديه و تقول: هل حقا ستفعل كايت؟
قال كايت: أجل لذا عودي للمنزل و اذهبي للحفل سنتقابل هناك
قبلت جبينه بمرح شديد لتسرع في المغادرة ابتسم كايت بلطف و هو ينظر إليها تسير بسرعة في اتجاه المصعد دخل لغرفته ليستعد هو الآخر للحفل لم يمضي كثير من الوقت حتى غادر الغرفة من جديد في اتجاه تلك الحفلة عند روي الذي اعتكف في غرفته الخاصة و هو يبحث بين الكتب المتعلقة بالفراشات كانت ليديا تأتي لتفقده من وقت لآخر و هي تتنهد بقلة حيلة قالت والدة روي التي التقت بها و هي تغادر غرفة روي: لابد أنك تشعرين بالوحدة بسبب ابني المغفل هذا
قالت ليديا بشيء من الاحراج: لا أبدا عمتي
قالت الوالدة بمرح: ربما يطول الأمر لشهر حتى يستسلم لو لم يجد أي شيء
قالت ليديا باندهاش: شهر كامل؟
قالت الوالدة: أجل فهو هكذا فضولي للغاية و لا يستسلم بسهولة
شعرت ليديا بشيء من القلق لتنظر كلتاهما نحو الباب الذي فتح غادره روي و هو يحمل مجموعة كتب و دفاتر انتبه لهما ليقول: مساء الخير أمي و ليديا
قالت الوالدة: إلى أين أنت ذاهب بهذا؟
قال روي: لغرفة ضيفتنا أحاول اكتشاف شيء ما عن شرنقتها الغريبة
قالت الوالدة: عليك التوقف عن هذا سريعا زوجتك تشعر بالوحدة
احمر وجه ليديا على الفور لتغطيه بكفيها ابتسم روي لها و قال: لا عليك حالما أجد ما أبحث عنه سأعوضك عن الوقت الذي لم أكن فيه بجانبك عزيزتي ليديا
زاد احمرار وجهها ليضحك عليها بمرح شديد أكمل طريقه نحو تلك الغرفة ليجد الشرنقة كما تركها جلس على الطاولة القريبة من النافذة ليفتح تلك الكتب و يحدق في تلك الشرنقة بينما هو يقلب صفحات الكتاب الذي أمامه توقف أمام إحدى الصفحات ليقرأ ما كتب عليه "الفراشات المميزة تنقسم إلى ثلاث أو أربع أقسام: الفراشات الملكية و هي التي تنحدر منها جميع أفراد الأسرة المالكة تتميز بألوانها المتقاربة ما بين الذهبي و البرتقالي لها كبريائها الخاص و الفراشات النبيلة التي تحمل دماء العائلة المالكة و توجد فراشات قزمة تشبه الجنيات في كثير من الأشياء و توجد فراشة واحدة من نوعها لا يعرف عنها الكثير و الحديث عنها بين الفراشات الأخرى محظور تماما لم يرها أحد عن قرب ليعرف مواصفاتها جيدا" تنهد بهدوء ليفتح كتابا آخر لم يجد ما يريده ليبحث في عدة كتب أخرى حتى توقف عند إحدى الصور لشرنقات الفراشات المختلفة بحث بينها عن شرنقة مشابهة للتي في الغرفة لكنه لم يجدها ليتنهد بهدوء و يرجع رأسه للخلف يفكر في الأمر لبعض الوقت ثم يقف و يقول: صحيح ربما عائلة لوريجن تعرف أي شيء عن الأمر
غادر الغرفة سريعا ليتجه لغرفة والديه طرق الباب ليدخل نظرت والدته إليه باستغراب ليقول الوالد: ماذا هناك روي؟
قال روي: أمي أنت صديقة مقربة لزوجة أحد أفراد عائلة لوريجن أليس كذلك؟
قالت الوالدة: أجل لم السؤال المفاجئ؟
قال روي: هلا دبرت لي موعدا للذهاب لمنزلهم بالغد؟ أود سؤالهم بضع أشياء
قالت الوالدة: يا إلهي روي توقف عن إقحام الناس في جنونك لو للحظة
قال روي: أرجوك أمي إن الأمر مهم للغاية
تنهدت باستسلام لتقول: سأحاول لكن لو رفضت ذلك لن أصر عليها أبدا
قال روي: حسنا شكرا لك أمي
قبل جبينها بمرح ليغادر غرفتهما و يعود ليكمل بحثه من جديد بين تلك الكتب في حفلة عائلة رينيه كان كايت يلقي التحية على الأشخاص الذين يعرفهم حتى أوقفه احتضان إيفلين لذراعه بمرح شديد و هي تقول: لقد أتيت حقا كنت سأبكي لو لم أجدك هنا
قال كايت: سيكون هذا رائعا رؤيتك تبكين
ادعت الانزعاج من كلماته لتترك يده و تتقدم عدة خطوات عنه ليتنهد كايت و يقول: أنا آسف كنت أمازحك و حسب إيفلين
توقفت عن السير لتلتفت إليه بوجه غاضب ليتحول لأخر مرح لتعود لجانبه و تقول: أعلم ذلك عزيزي كايت
تنهد بارتياح ليبتسم لها أمسكت بذراعه من جديد ليتجولا في المكان و هما يتحدثان حتى انتهاء الحفلة ليعودا للفندق معا و يكملا سهرتهما حتى الصباح ليناما بتعب و إنهاك عند روي الذي وقف أمام منزل عائلة لوريجن و هو ينظر إليه بانبهار سمح له الحراس بالدخول ليعجب بالحديقة الأمامية و يقول في نفسه: لم أتخيل أن يكون منزلهم بهذا الجمال و أنا من اعتقدت أن منزلنا هو الأجمل في العالم أجمع
قهقه بسخرية على كلماته لينظر إليه الحارس باستغراب وصلا للغرفة المطلوبة ليطرق الباب و يقول بهدوء: لقد وصل السيد كيون سيدي
فتح الباب ليسمح لروي بدخول الغرفة ليقف رين و جون على الفور قال رين: صباح الخير سيد كيون لم أتوقع هذه الزيارة قط
قال روي و هو يصافحه: آسف على زيارتي المفاجئة و رجاء نادني روي و حسب
نظر جون إليه بشيء من الارتباك لتلتقي أعينهما و يتجنبها على الفور ليصافحه روي بمرح و يقول: صباح الخير
قال جون: أجل صباح الخير
تعجب رين من ردة فعل ابنه جلس ثلاثتهم ليبتسم رين و يقول: أخبرتني زوجتي أن الأمر مهم للغاية
قال روي: آه أجل...قبل هذا أتمنى ألا تنزعجا من طرحي عدة أسئلة
قال رين: لا على العكس تفضل بطرحها
اعتدل روي في جلسته ليقول: حسنا هل تعرفان أي شيء عن الفراشات؟ مهما كان صغيرا و بسيطا جدا
سؤاله ذكرهما بشخص واحد لينزل جون رأسه للأسفل بينما قال رين: لا أعرف الكثير عنها ربما لأنني لم ألتقي الكثير
نظر روي لجون الذي يعقد أصابع يديه معا تارة و يفرقها تارة أخرى ليقول: حسنا لابد أنكما تعرفان الآنسة تولاي لوريجن صحيح؟
رفع جون رأسه لينظر إليه بشيء من الارتباك و التوتر و القلق أنزل نظراته من جديد و يعقد أصابعه بقوة ليقول رين: أجل نعرفها فهي فرد من عائلتنا إن جاز التعبير
قال روي: هكذا إذا...في الواقع وجدتها قبل يومين مريضة في الشارع
صدم كلاهما لما سمعاه ليقول جون على عجل: هل هي بخير الآن؟
أخرج روي هاتفه و يفتش في مكتبة الصور عن صورة ما و يريهما و يقول: هذا هو حالها الآن لذا أتيت لرؤيتكما
زادت صدمتها ليقول جون: أهي داخل شرنقة؟ لكن لماذا؟
قال روي: لا أعرف ذلك بعد
قال رين: قلت أنها مريضة ما نوع مرضها؟
قال روي: لقد قال أبي أنه لا يعرف السبب وراء مرضها وجد جرح لسيف قديم في صدرها لا علاقة له بمرضها لكن على حد علمه أنه لم يتبقى لها الكثير لتعيشه
توقفت أنفاسهما لوهلة قصيرة يستوعبان ما سمعا من روي الذي يحدق بهما بهدوء ليقول رين و هو ينهض: ربما يجدر بنا سؤال والدي عن الأمر أو البحث في المكتبة
قال جون: سأذهب للبحث عن جدي و أسأله عن الأمر
غادر الغرفة سريعا ليتابعه روي بنظراته المرتابة انتبه رين لذلك ليقول: هو متعلق بها و حسب لذا لا تستغرب تصرفاته أبدا
غادرا الغرفة ليقول روي: متى كانت آخر مرة رأيتها فيها سيدي؟
قال رين: منذ تسع سنوات
قال روي: لقد قلت أنها فرد من العائلة لكنكم....
قاطعه رين قائلا بابتسامة حزينة: كان أخي التؤام راي يهتم بها كابنة صغيرة له
انتبه روي للحزن الذي انتابه و لنظرات الحقد و الكراهية القادمة نحوهما ليرفع نظره للشخص القادم باتجاههما ليقف أمامهما ليقول رين: ما الأمر كيث؟ تبدو منزعجا للغاية
قال كيث بانزعاج: لماذا سمحت لهذا الشخص بالقدوم لهنا أخي؟ لقد أخبرناك من قبل أننا لا نريد رؤية أي من له علاقة بتلك الفتاة المزعجة
تنهد رين بهدوء ليقول: هو مجرد ضيف لديّ لذا لا تزعجه أرجوك
قال كيث: لا تحاول خداعي سمعت ما كنتم تتحدثون به داخل الغرفة
قال روي: لماذا تكره الآنسة لوريجن؟
قال كيث: أنا لا أكرهها بل أمقتها كثيرا أخذت مني شقيقايّ لن أسامحها على فعلتها أبدا تستحق ما هي فيه الآن
قال رين بحزم شديد: كيث الزم حدودك
عض كيث على شفتيه بانزعاج شديد و هو يحدق بأخيه بغضب شديد غادر الممر لتخف الأجواء المتوترة في المكان تنهد رين ليقول: حدث و أن صادف أن راي قتل منذ عدة عقود بسبب نفيه من العائلة لزواجه من ساحرة أعجب بها و قتل روبن شقيق كيث التؤام قبل ثمان سنوات
قال روي: لا زلت لا أرى علاقة الآنسة لوريجن بأي من هذا
قال رين: كانت موجودة في كلتا الحادثتين
دهش روي لما سمعه ليفكر في الأمر قليلا ثم يقول على عجل: هل الآنسة لوريجن فراشة من النوع النبيل أم الملكي؟
قال رين بحزن ظهر على ملامحه و كلماته: ليست أي منهما فهي فراشة وحيدة في نوعها
فتح عينيه بذهول ليقول: إذا هي تلك الفراشة المجهولة أليس كذلك؟
هز رأسه بالإيجاب و يقول: أود مساعدتك في بحثك و الإفصاح عن هويتها لكن يجدر بك سماع ذلك منها شخصيا
أراد روي الإلحاح أكثر لكن التعابير الحزينة على وجهه أسكتته بالقدر الذي زادت فضوله لمعرفة هويتها السرية وصلا للمكتبة في الطابق الثالث فتح رين الباب ليبهر روي بكمية الكتب المصطفة على الدواليب البيضاء ليقول روي بانبهار: يا إلهي حلم حياتي أخيرا تحقق رأيت مكتبة أفضل من مكتبتي ألف مرة ربما يجدر بي إخبار جدي أن يوسعها لي
ضحك رين على كلماته و تعابيره السعيدة برؤيته للمكتبة أرشده نحو القسم المخصص للفراشات لينظر لدواليب الكتب الكبيرة المصطفة بجانب بعضها البعض ليقول رين: عن أي نوع من الكتب تبحث؟
قال روي: أي شيء يفيدنا
قال رين بابتسامة صغيرة: سيكون البحث هكذا صعبا فكما ترى هذه الدواليب السبعة الكبيرة كلها عن الفراشات مقسمة حسب نوع الكتب فهذه الدواليب الأربع تخص الكتب التاريخية و هذان يخصان الكتب الجغرافية و هذا يخص الكتب العلمية
فتح روي فمه من شدة ذهوله نظر لرين و هو يشير للدواليب و الدهشة تعلو وجهه ليبتسم رين ليعتدل روي في وقفته و يقول: حسنا إذا سأبدأ بالأقل يبدو أنني لن أنتهي من هذا كله إلا في عقود طويلة
ضحكا بمرح على مقولته ليغادر رين و يسمح له البحث بحرية طلب من إحدى الخادمات تقديم الشاي و الحلوى له ليتجه لغرفة والده وجد جون يقف هناك بهدوء ليقول: صباح الخير أبي لابد أنك عرفت عن الأمر
قال الجد: أجل عرفت و الأمر يصدمني بالفعل فأنا لم أسمع بهذا من قبل
قال رين: يبدو السيد كيون مهتما بالأمر لدرجة كبيرة
قال الجد: روي كيون معروف بحبه لاكتشاف المزيد أثق بأنه سيكون نابغة في مجاله
ابتسم الجد على تعليقه ذاك ليغادر جون و رين الغرفة نظر رين لابنه الذي يبدو القلق واضحا على وجهه ليضع يده على كتفه التفت جون إليه بالتعابير القلقة ذاتها ليقول بابتسامة: لا عليك ستكون بخير تعرف أنها فتاة قوية و ليست فراشة عادية
قال جون: أجل أدرك ذلك لكن لا أستطيع منع نفسي من القلق بشأنها
أتت روز بابتسامتها المرحة من خلفهما لتقول: أنت قلق بشأن من عزيزي جون؟
التفت كلاهما إليها لتنظر باستغراب لتعابير زوجها لتقترب منه أكثر و تمسك وجنتيه و تقول: ماذا هناك جون؟ لم كل هذا القلق؟
تنهد بهدوء ليبتسم و يقول: لا تقلقي أنا بخير
قالت روز و هي تحدق بعينيه: أعرف أن شيئا ما يقلقك لحد كبير
عانقها جون بمرح و قال: و كيف أقلق و أنت هنا معي عزيزتي روز؟
احمرت وجنتيها لتهمس له قائلة: أنت لم تنسى أن والدك ينظر إلينا أليس كذلك؟
زاد من عناقه لها ليقهقه رين بمرح و هو يتركهما وحدهما




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:04 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:14 AM   #62
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند روي الذي يقرأ كتاب تلو الآخر بحماس و لهفة شديدين حتى رن هاتفه ليقاطع حبل أفكاره رفع الخط ليقول: صباح الخير عزيزتي ليديا هل استيقظتي أخيرا؟
قالت ليديا: أجل لكن أين أنت الآن روي؟
قال روي بمرح و سعادة: أنا حاليا في مكان حلمت بزيارته كثيرا
قالت ليديا: و أين يكون هذا المكان؟
قال روي: أنا في مكتبة جميلة لعائلة لوريجن و لا أعتقد بأنني سأعود في وقت قريب
قالت ليديا بعد صمت دام لأربع دقائق: حسنا سأنتظر عودتك للمنزل
قال روي: لا تحزني سأحاول العودة بأسرع ما يمكنني و لا تقلقي سأكون بخير
قالت ليديا: حسنا إلى اللقاء
أغلق الخط ليأخذ نفسا عميقا و يشرب كوب الشاي الأحمر الذي أحضرته الخادمة منذ عشر دقائق ليقول في نفسه: الأمر معقد أكثر مما تصورت و لا أعتقد بأنني سأجد ضالتي عما قريب أبدا
تذكر صوت زوجته القلق ليبتسم بمرح نظر لمجموعة الكتب المصطفة على الرفوف لفت نظره كتاب في الرف الثالث لينهض و يقترب من الكتاب و هو يقرأ العنوان المكتوب بخط عريض "فراشة الموت" مد يده ليأخذه ليدهش من سقوط الكتاب وحده نظر للكتاب لفترة طويلة ليقرر أخيرا حمله من الأرض ليفتح أولى صفحاته قرأ عدة سطور لتتوسع عينيه بصدمة بالغة ليغلق الكتاب و يسرع في مغادرة المنزل دون قول أي شيء لأصحابه استقل أول قطار عائد لمدينته لينظر لعنوان الكتاب من جديد بنظرات مدهوشة و متعجبة ليقول في نفسه: لا أستطيع تصديق شيء كهذا
مضت ساعتان قبل وصوله للمدينة أوقف سيارة أجرة ليعطيه عنوان المنزل و يقود بذلك الاتجاه رن هاتفه لينظر لاسم كايت الذي يقفز في الشاشة رفع الخط و قال: أنا آسف لا أستطيع الحديث معك الآن كايت أنا مشغول قليلا إلى اللقاء
أغلق الخط لينظر كايت لهاتفه باستغراب شديد ثم ظهرت تعابير منزعجة على وجهه ليقول: من يحسب نفسه هذا الولد؟
نظرت إيفلين إليه بتعجب لتقول: عمن تتحدث كايت؟
قال كايت: روي سأجعله يندم على فعلته
ضحكت إيفلين بمرح على تعابيره لينظر إليها بهدوء ثم يبتسم غادر الغرفة برفقة إيفلين متجه لمكان المسابقة التي اكتظ بالمعجبين و النقاد و الحكم من مختلف الدول كان كايت و إيفلين يجلسون برفقة المشاهدين فهو آخر المشاركين شدت إيفلين ذراعها حول ذراع كايت الذي نظر باتجاهها لتقول: لم أتصور وجود هذا العدد كله لمشاهدة هذه المسابقة و العازفين ليسوا سيئين البتة هل ستكون بخير؟
نظرت إليه بقلق ليبتسم لها و يقول: أجل سأكون بخير لذا لا تقلقي
ابتسمت له بمرح لتقبله بمرح و تعيد ناظريها إلى عازف الكمان مضى الوقت سريعا ليحين دور كايت العيون كلها تنظر إليه في ترقب و حماس ليأخذ نفسا عميقا ثم يبدأ العزف على البيان تلك الألحان الهادئة الجميلة تغيرت لمعزوفة أخرى مليئة بالنشاط و المرح تفاجأ الحكام من تغيره السريع و المتنوع للمعزوفات لينتهي أخيرا و ينهض عن الكرسي لينحني لهم بهدوء امتلأت القاعة بأصوات الصفقات و الصراخات المشجعة و الهاتفة له سعدت إيفلين كثيرا بردة فعل الجمهور له لتعانقه فور قدومه إليها و تقول بمرح شديد: لقد كنت رائعا حقا كايت أنت مذهل للغاية
قال كايت بابتسامة: شكرا لك
قبل وجنتها بلطف لتبتسم له بمرح شديد لم يمضي كثير من الوقت حتى اجتمع المتسابقون لإعلان النتائج وقف أحد الحكام ليبدأ بقراءة النتائج المكتوبة على ورقة بيضاء صغيرة تفاجأ الجميع من عدم أخذ كايت المرتبة الأولى لتقول إيفلين: كيف يفعلون هذا بك؟ لقد كنت مذهلا للغاية حتى أنك عزفت أربع مقطوعات مختلفة و صعبة
قال كايت: أنت تبالغين في ردة فعلك للأمر إيفلين ثم أنني قد أخطأت مرتين في المقطوعة الثالثة و أيضا أنا لست مهتما كثيرا بالأمر
نظر كايت لوجهها المنزعج بشدة من الأمر ليتنهد بهدوء ثم يبتسم لها و يسحبها بين أحضانه تفاجأت من الأمر لترفع رأسها باستفسار و استغراب ليقبل جبينها بمرح شديد ثم ينظر لوجهها المحمر من الخجل لتنزله على الفور و تقول بهمس: ماذا تعتقد أنك فاعل؟ نحن في الشارع الآن
قال كايت بابتسامة لطيفة صغيرة: و منذ متى تهتمين بذلك؟
ضربت صدره بخفة و هي تقول: تبا لك كايت أنت مزعج للغاية
ضحك بمرح على ردة فعلها ليسيرا معا في أرجاء المدينة تحت أضواء المباني الساطعة عند روي الذي كان يقرأ الكتاب الذي استعاره من مكتبة لوريجن بذهول و انبهار رفع بصره نحو تلك الشرنقة ليقول في نفسه: هل يجدر بي تصديق ما كتب هنا حقا؟ ما زلت أرى الأمر مستحيلا نوعا ما
دخلت ليديا الغرفة و هي تحمل مجموعة أطباق وضعتها على الطاولة بهدوء لتقول و القلق ظاهر على نبرتها و وجهها: عزيزي عليك أن تتناول شيئا ما البقاء هكذا لن يفيد في شيء ثم أنها لن تخرج من شرنقها في أي وقت قريب على ما يبدو
نظر روي إليها بابتسامة مرحة ليقول لها: أقدر لك ذلك حقا و شكرا على اهتمامك الدائم بي حبيبتي ليديا
احمرت وجنتيها قليلا لتبعد عينيها عنه أخذ الملعقة الفضية ذات النقوش الذهبية ليبدأ بتناول الطعام الذي أحضرته له جلست معه ليتحدثا قليلا قبل رحيلها انتصف الليل و لم يرى روي أي تغير في الشرنقة ليتنهد بهدوء ثم يقف و يقول: يبدو أن الأمر سيطول كثيرا
غادر الغرفة ليغلق الباب خلفه بهدوء بقي الحال على ما هو عليه لمدة امتدت لشهرين عاد كايت لمدينته برفقة إيفلين في عطلة ذهبا لزيارة روي استقبلتهما ليديا و والدة روي التي قالت بمرح شديد: يا إلهي كايت أنت تصبح أوسم مع مرور الأوقات
قال كايت بابتسام: شكرا لك خالتي
قالت ليديا: أتيت لزيارة روي صحيح؟
قال كايت: أجل لم أره منذ فترة
قالت الوالدة: لن تصدق ما ستسمعه أبدا يا كايت ذلك الولد في مكتبته منذ شهرين
دهش مما قالته ليتنهد بقلة حيلة و يقول: وجد شيئا ما مثير لاهتمامه مجددا أليس كذلك؟
هزت رأسها بالإيجاب لينهض كايت من مكانه لحقت به إيفلين ليغادر الغرفة في اتجاه مكتبة روي قالت إيفلين: لا أستطيع تصديق أنه يوجد شخص يبقى كل هذه المدة في المكتبة يبدو أنه يحب الكتب كثيرا
قال كايت: بل يحب العلم كثيرا لديه فضول لا يشبع أبدا سيموت لو لم يستطع إيجاد حل للأشياء التي لا يفهمها
قالت إيفلين و هي تنظر إليه: يبدو أنك تحب هذا الشخص كثيرا
قال كايت بشيء من الاحراج: أنا لا أحبه أو أي شيء من هذا القبيل
أسرع خطاه نحو المكتبة محاولا نسيان ما قالته إيفلين وصلا لهناك ليطرق الباب ثم يدخل ليرى كومة الكتب الموجودة على الأرض و على الطاولة و بالقرب من جسده الملقاة وسط بحر الكتب ذاك اقترب كايت منه بحذر ليضرب جبينه بأصبعيه بقوة رفع روي رأسه على الفور و هو يضع يده على جبينه متألما بالرغم من تعابير الألم التي علت وجهه هو لا يزال في عالم الأحلام تنهد كايت ليقول: روي استيقظ قبل أن أفعل ما هو أسوأ من ذلك
فتح روي إحدى عينيه لينظر إليهما بتعب شديد ليفتح الأخرى و يقول بتثاؤب: لماذا أنت هنا كايت؟ تعرف أن دخولك لهذا المكان محظور تماما
قال كايت: أردت إنقاذك من نفسك و حسب لا أصدق أنك تفعل هذا حتى الآن
قال روي بابتسامة ناعسة: لقد وجدت شيئا رائعا للغاية لذلك يجدر بي الانتهاء من عملي
تنهد كايت باستسلام لينهض من مكانه و يقول: إن لم تخرج من هنا خلال دقيقتين سأبعثر هذا المكان كله
نهض روي على الفور ليدفعه خارج الغرفة و يغلق الباب خلفه ليقول: ماذا تريد مني الآن؟
قال كايت و هو يعد على أصابعه: إنها التاسعة مساء عليك تناول العشاء أولا ثم لا تدخل هذه المكتبة بتاتا هذا اليوم و أخيرا خذ زوجتك في نزهة لتروحا عن نفسيكما
نظر روي لكايت باستغراب مما قاله ليتنهد و يقول: حسنا فقط لا تدخل مكتبتي مجددا
ابتسم كايت له ليغادر الممر مع إيفلين التي قالت: أنت حقا تحبه كثيرا أليس كذلك؟
لم يجبها بأي شيء ليمسك بيدها و يسرع في مغادرة المنزل كان روي يسير و هو يترنح فالنعاس يحاول إسقاطه بشتى الطرق التقى في طريقه ليديا التي أسرعت نحوه لتساعده على الوقوف باعتدال لتقول: هل أنت بخير روي؟
نظر روي إليها ليبتسم بمرح و يقبل جبينها ثم يقول: دعينا نخرج في موعد لمطعمك المفضل
نظرت له باستغراب لتخفض عينيه و تهز رأسها بالموافقة قبل جبينها من جديد ليعودا معا إلى غرفتهما تجهزا للذهاب لموعدهما غادرا المنزل ليستمتعا بوقتهما هناك عادا مع انتصاف الليل توجهت ليديا مباشرة لغرفتهما فهي تشعر بالتعب و النعاس بينما توجه روي لغرفة تلك الضيفة فتح الباب مع شعور بإحباط مسبق رفع بصره لبقعة تلك الشرنقة ليدهش من رؤيتها ممزقة و بدأت بالتلاشي بحث عن الفراشة التي غادرتها لتفاجئه بوقوفها قرب النافذة المفتوحة و شعرها يحلق خلفها ضياء القمر المسلط على وجهها جعله يرى جمال وجهها الحزين التفتت نحوه بهدوء لتحدق به لبعض الوقت شلت أطرافه بالرغم من رغبته بالحركة لسانه لم يعرف بما يقول و هو ينظر إليها لتغمض عينيها بهدوء و تقول: شكرا لك على المساعدة سيد كيون
تقدم روي نحوها بخطوات صغيرة تبدو عليها الخوف من المجهول حتى وقف مواجها لها ليفحصها بعينيه ثم يقول: تبدين أفضل حالا آنسة لوريجن لكن هل لي بتفسير لكل هذا؟ أتعلمين أنك كنت هناك لشهرين؟
هزت رأسها بالموافقة لتقول: أنت بحاجة للراحة لنتحدث في الصباح
أراد طرح بضعة أسئلة أخرى عليها لكن سيرها الهادئ نحو السرير أوقفه عن سؤال أي شيء غادر الغرفة ليتوجه لغرفته و هو يفكر بكم الأسئلة التي سيطرحها عليها غدا صباحا أصبح متحمسا أكثر من السابق لمعرفة ما تخفيه هذه الفتاة بالكاد استطاع النوم أشرقت الشمس لتعلن بداية يوم جديد ذهب روي برفقة ليديا و والديه لغرفة ضيفتهم وصلوا لهناك لتطرق ليديا الباب ثم تدخل بهدوء نظرت إليهم بهدوء لتنحني لهم و تقول: شكرا لكم على إبقائي هنا
قال الوالد: لا شكر على واجب يا آنسة
جلسوا على مجموعة الكراسي القريبة من النافذة المفتوحة لتقول: سيد روي كيون لابد أن لديك الكثير من الأسئلة لتطرحها
ابتسم روي بحماس شديد فقد أتته الفرصة لطرح كل ما يجول بخاطره قالت الوالدة: روي لا تكن حملا ثقيلا عليها
قال روي: لا تقلقي يا أمي لن أفعل
قال الوالد و هو يتنهد: ربما يجدر بنا المغادرة فحالما يبدأ لن ينتهي أبدا
قهقهت ليديا على ما قاله ليأخذ روي نفسا عميقا و يريها الكتاب الذي وجده في منزل عائلة لوريجن نظرت إليه لبعض الوقت ليقول: قرأت فيه أن النوع الذي تنتمين إليه خالد بطريقة ما و الأمر يحيرني
قالت ليديا باستغراب: أليست فراشة ملكية كما كنت تعتقد؟
هزت تولاي رأسها نافية ذلك لتقول: أنا فراشة الموت الوحيدة
تلك التسمية أرعبت قلوبهم لوهلة لتكمل حديثها قائلة: لست خالدة أبدا كل ما في الأمر أنني لن أستطيع الموت بأي طريقة كانت حتى لو حاولت قتل نفسي
قالت ليديا: إذا جرح السيف الذي في صدرك....
هزت رأسها بالموافقة وضعت يدها على صدرها لتغمض عينيها بهدوء ليقول روي: قرأت أيضا أنكن اقترفتن جريمة ما سببت ما أنتن عليه الآن هل لي بمعرفتها؟
التفت لتنظر للنافذة كما لو أنها تحدق بالماضي البعيد جدا لتقول: قبل ألفين و خمس مئة عام وقعت والدة جدة جدتي في حب الابن الثاني للعائلة الحاكمة و حبلت منه دون معرفة أي أحد بالأمر هرب كليهما من المكان بحثوا كثيرا عنهما حتى وجدوهما فألقى الحاكم عليها تعويذة بأن ترى كل من حولها يموتون بأي طريقة كانت ذهبت في يوم لقتله بسبب حقدها عليه فتم قتلها بواسطة حراسها
ساد الهدوء الغرفة لم يعرف أي منهم كيف يعبر عما سمعه انقضت دقائق معدودة حتى قال الوالد بتعجب و هو ينظر إليها: لكنك قلت بأن لا شيء يستطيع قتلكن
قالت تولاي: أجل في حال عدم وجود أطفال لذلك الشخص
قالت الوالدة: ليصبح شخصا آخر مصابا بتلك اللعنة.... يا إلهي هذا قاس جدا
أنزلت تولاي رأسها بهدوء دون تعليق على الحزن الذي خيم على والدة روي لمعرفتها بالأمر ليقول روي بعد أخذ نفس عميق: إذا ما سبب ما حدث معك؟
قالت تولاي: لقد تعرضت لجرح قاتل حتى يلتئم الجرح عليّ الدخول في شرنقتي التي لها وعيها الخاص أظنك عرفت ذلك سيد كيون
قال روي بمرح: أجل كادت تقتلني أربع مرات
قال الوالد: اعتقدت أنك تعلمت درسك من المرة الأولى لكن لا يبدو لي أنك فعلت
قهقه روي على ما قاله لتوبخه والدته على فعلته بينما تحدثت ليديا معبرة عن قلقها و خوفها تلك الأجواء التي أحاطت بهم جعلت ابتسامة صغيرة تظهر على وجهها لتبعدها فور نظر ليديا نحوها بشيء من التردد فكرت كثيرا قبل فتح شفتيها لتبوح أخيرا قائلة: يا آنسة ألا تشعرين بالوحدة أبدا؟
لم تعرف تولاي بما تجيبها لتعيد ناظريها للأفق دون البوح بأي شيء لتشعر ليديا بتأنيب الضمير لما قالته أمسك روي بيدها ليبتسم لها بمرح لتبادله بابتسامة صغيرة ثم يقول: إذا كم هو عمرك آنسة لوريجن؟
ضربت الوالدة القريبة منه رأسه بخفة لتقول بغضب مصطنع: ألا تعرف أنه لا يجدر بك توجيه سؤال كهذا لأي فتاة؟
قالت تولاي بابتسامة صغيرة: لا عليك سيدتي أنا لن أمانع البوح به....أعتقد أن ثمان مئة عاما قد انقضت
صدموا لما قالت ليبدأ روي بكتابة شيء ما على دفتره القريب منه ليقول: إذا هناك ست منكن فقط و أنت من عشت أطول مدة منهن.... ربما سيكون ما سأسأله حساسا و فظا نوعا ما لكن ألم تتزوجي و لو لمرة واحدة خلال هذه الفترة الطويلة؟
ارتسم الحزن على وجهها ليتفاجؤوا بجمال الابتسامة الحزينة التي ظهرت على شفتيها لتقول: تزوجت مرتين قتل الأول على يد مصاصي الدماء و الثاني مات على إثر مرض أصابه قبل زفافي بالثالث قتله مجموعة من مصاصي الدماء لقتله واحدا منهم انتقاما لمقتل عائلته أما الأخير فقد ظهر بأنه وغد أراد فقط الاستحواذ على قوتي
قال الوالد: يبدو أن مصاصي الدماء يسببون لك أسوأ الذكريات
هزت رأسها نافية دون قول أي شيء آخر تذكرت ما حدث قبل سنوات عدة مع كايت لتضع يدها على عنقها بهدوء أخذت نفسا عميقا لتعتدل في وقفتها ثم تنحني لهم و تقول: شكرا جزيلا لكم على وقتكم و على مساعدتي سأغادر الآن
قال روي: لا أعتقد بأنك لازلت تعيشين في هذه المدينة آنسة لوريجن
قالت تولاي: لا أنا فقط أزور أشخاص أعرفهم في المدينة
قال روي بابتسامة مرحة: أتمنى ألا تمانعي أن أقوم باصطحابك لهناك
قالت تولاي: أشكرك لكنني لا أمانع السير لهناك أبدا أحتاج للحركة قليلا
ابتسمت لهم بهدوء لتنحني من جديد قبل أن تختفي من المكان وسط هدوء عارم في الغرفة قالت الوالدة: حقا لم أتوقع أن يوجد لديه مثل هذا الماضي المؤلم و الأسوأ أنه لا يستطيع عيش حياته و الاستمتاع بها
قالت ليديا بشيء من الحزن: أشعر بالحزن لها أود لو أستطيع البقاء بقربها
عانقها روي بمرح شديد ليقبل جبينها و يقول لها: أنت إنسانة لطيفة للغاية
التفت إليه لتبتسم بهدوء عند كايت الذي كان في زيارة لقبر والدته وضع تلك الأزهار عليها ليحدق بالقبر قليلا حتى سمع صوت خطوات تقترب منه التفت ليرى جده يحمل نوع الزهور ذاته ليبتسم له و يقول: صباح الخير جدي
قال الجد بابتسامة لطيفة: صباح الخير كايت تبدو مختلفا قليلا عما عهدناك عليه هل هو بسبب الآنسة رينيه؟
قال كايت: ربما لا أعلم
قهقه الجد بمرح ليضع الأزهار على القبر و يقول: لابد أن والدتك سعيدة بعودتك لما كنت عليه كايت
ابتسم كايت دون التعليق على ما قاله ليستأذن جده بالمغادرة ترك المكان ليرن هاتفه باسم إيفلين ليرفع الخط و يقول بعد تنهيدة صغيرة: ماذا هناك الآن إيفلين؟
قالت إيفلين: يبدو أنك مللت من اتصالاتي
قال كايت: أجل لقد اتصلت حوالي أربع مرات خلال ساعة
ضحكت بمرح شديد لتقول: كل ما في الأمر أنني أردت سؤالك عن أمر ما
قال كايت: و ما هو؟
قالت إيفلين: لقد عثرت على إحدى ألبوماتك القديمة و وجدت صورة رائعة لك برفقة إحدى الفتيات هل تعلم من تكون؟
فكر كايت قليلا قبل الإجابة ليحاول تذكر أي ألبوم هو ليقول في النهاية: لا أعلم عن أي ألبوم تتحدثين أحضريه معك ربما أتذكر من تكون تلك الفتاة
قالت إيفلين: حسنا إلى اللقاء كايت
أغلقت الخط ليعيد الهاتف لجيبه الخلفي سار عدة خطوات و هو يفكر بالأمر ليتوقف فجأة على ذكرى تلك الفتاة التي جابت فكره كثيرا ليهز رأسه مبعدا تلك الأفكار من رأسه و يسرع في اتجاه مكان لقائه بإيفلين وصل لهناك قبل الموعد بربع ساعة ليأخذ نفسا عميقا من رائحة البحر القريب من المقهى لينظر إليه بهدوء أتت إيفلين لترى الهدوء و السكينة المحيطتان به لتقترب منه بهدوء و تقول: صباح الخير عزيزي كايت
التفت إليها ليبتسم و يقول: صباح الخير
قالت إيفلين: ماذا هناك؟ تبدو متعبا قليلا
قال كايت: أنا بخير لا تقلقي
قالت إيفلين بمرح: حسنا كما تشاء
جلست على الكرسي القريب منه لتخرج من حقيبتها الألبوم الذي تحدثت عنه نظر إليه لفترة قصيرة ليقول: لماذا تريدين معرفة من تكون هذه الفتاة؟
قالت إيفلين بمرح: لقد أخبرني أخي اليوم بأنه كان معجبا بها بالرغم من أنه لم يعرف من تكون لذلك قرر البحث عنها و جعلها عروس له أليس الأمر رومانسيا للغاية؟
حدق كايت بالصورة لبعض الوقت دون قول أي شيء لتنظر إليه باستغراب من تعابير الانزعاج التي ظهرت على وجهه لتقول: ماذا هناك كايت؟
انتبه لنفسه ليتنهد ثم يقول: لا أعتقد أنه سيجدها فقد مضى على الأمر أكثر من ثمان سنوات كما تعرفين
لم تقل إيفلين أي شيء ليستغرب ذلك و ينظر إليها ليرى تعابير الشك تعلو وجهها ليقول: ماذا هناك الآن؟
قالت إيفلين: لا أعرف لكنني لا أشعر بالارتياح لما قلته
قال كايت: ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
قالت إيفلين: بدوت كما لو أنك لا ترغب بالحديث عنها أو أن هناك أمر بينكما لا تريد الإفصاح عنه
نظر كايت إليها باستغراب تحولت نظراته لأخرى هادئة ليتنهد بقلة حيلة و يقول: الأمر ليس كما تظنين البتة و الأمر الذي أخبرتك به هو الحقيقة كما تعلمين
حدقت إيفلين به طويلا علها تجد سبب ذلك الشعور في قلبها لتقرر أخيرا تجاهله و تقول: إذا لا يمكننا الوصول إليها هذا مؤسف حقا
وضع الحزن لمساته عليها لتتنهد باستسلام لم يحب كايت تلك التعابير التي علت وجهها ليقول و هو يحرك شعره للخلف: ربما لو ذهب للسؤال عنها في الشركة التي كنت أعمل بها سيجد إليها طريقا ما
لم تبدي إيفلين اهتماما كبيرا بما قاله فعقلها يفكر بما حدث قبل قليل حضر النادل ليأخذ طلباتهما ليغادرهما مر وقتهما بهدوء حتى افترقا توجه كايت لمنزل عائلة والدته التقى بروي من فوره ليقول له: تبدو في مزاج جيد هذا اليوم
قال روي بمرح: أجل فقد عثرت على كافة ما أريد معرفته
قال كايت: هكذا إذا
انتبه روي لهدوئه ليضع ذراعه حول رقبته و يقول بمرح: ماذا هناك؟ لا تبدو في مزاج جيد
لم يجب كايت بأي شيء ليبعثر شعره و يقول: عزيزي كايت الحياة لا تساوي شيئا لتحزن عليه هكذا
أبعد كايت ذراعه عنه ليقول بشيء من الانزعاج: و من أخبرك أنني حزين أساسا؟
ضرب جبينه بخفة ليقول: وجهك أخبرني
ابتسم كايت على ما قاله ليبدأ روي حديثه مثرثرا عن الحوادث المضحكة التي حدثت له خلال الشهرين الماضيين تحدثا معا كثيرا ليغير روي الحزن المحيط به لضحكات مستمتعة توسطت الشمس كبد السماء مغيرة الأجواء الدافئة لأخرى حارة في منزل جينجر كان سام يتملل من الحرارة المفاجئة رن جرس المنزل لينظر للساعة باستغراب و يقول: لم يحن موعد عودة أي منهما بعد
توجه نحو الباب ليفتحه بهدوء دهش عندما رأى تولاي تقف هناك بابتسامة صغيرة ليقول: يا إلهي مرحبا بك عزيزتي تبدين بصحة جيدة
عانقها بمرح شديد لتقول له: آسفة لو أقلقتكم
هز سام رأسه نافيا ليقول: نحن نقلق عليك لأننا نحبك كما تعرفين
زاد من عناقه لها ليدخلها المنزل رأت حاسوبه موضوع على المنضدة لتقول: لابد أنك مشغول بعملك الآن
قال سام: أجل قليلا لكن لا تهتمي لذلك سيسعدان برؤيتك كثيرا
هزت رأسها بالموافقة توجهت نحو المطبخ ليستغرب ذلك لتقول و هي ترفع شعرها للأعلى: سأعد الغداء لكم هذا اليوم
ابتسم لها بمرح ليشكرها ثم يعود لعمله لم يمضي الكثير من الوقت حتى سمعا صوت الباب يفتح لتدخل جينجر برفقة ماثيو الذي يقول بمرح شديد: أشتم رائحة طعام لذيذ هل قمت بإعداده يا أبي؟
قالت جينجر: حقا؟ سيكون هذا رائعا للغاية
توقف كلاهما عندما رأيا تولاي في استقبالهما ركض ماثيو في اتجاهها ليعانقها بمرح شديد و يقول: لقد عدت للمنزل خالتي تولاي
ربتت على رأسه بلطف شديد ليبتسم لها بسعادة بالغة عانقتها جينجر بلطف شديد لتقول: سعيدة برؤيتك كثيرا عزيزتي تولاي
بادلتها العناق بهدوء ابتعدا عنها ليقول سام: لقد أعدت تولاي لنا الغداء لذا لتناوله سويا
قال ماثيو: حقا؟ هذا رائع للغاية
أسرع في اتجاه غرفة الطعام لتوقفه جينجر و تقول: بدل ثيابك أولا
ضرب جبينه بخفة ليسرع في اتجاه غرفته ضحك سام على ردة فعله لتقول جينجر: تبدين أفضل حالا هذا جيد للغاية
ابتسمت بمرح جلسوا جميعا على الطاولة ليتحدث ماثيو مع تولاي طويلا مضى الوقت سريعا لينام ماثيو بابتسامة سعيدة على شفتيه أخبرتهما تولاي بما حدث معها لتسعد جينجر أكثر برؤيتها بخير طلبا منها البقاء عدة أيام أخرى برفقتهم لتوافق بابتسام




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:04 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:15 AM   #63
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند كايت الذي كان مستلق على سريره بهدوء يحاول جاهدا النوم ليسمع طرقا خفيفا على الباب قبل دخول صاحبه بابتسامة لطيفة على وجهه و هو يقول: هل نمت كايت؟
اعتدل في جلسته ليقول: لا لم أنم بعد إيفلين
اقتربت منه لتجلس بالقرب منه و تقول: يبدو أنك تفكر في أمر ما
قال كايت: لا شيء ذهبت لزيارة قبر والدتي هذا اليوم و تذكرتها
قالت إيفلين و هي تضع رأسها على كتفه: لا تحزن هكذا فأنا بجانبك أليس كذلك؟
قبل جبينها بمرح ليقول: لست حزينا لذا لا تقلقي أبدا
احمرت وجنتيها قليلا لتغمض عينيها ليحدق كايت بوجهها النائم لفترة طويلة حتى شعر بالنعاس ليغط في النوم مضت أسابيع قليلة و الأجواء هادئة في منزل جينجر حتى حان وقت وداع تولاي و ماثيو يرفض رحيلها بشتى الطرق الممكنة لديه كان سام يسخر منه باستمتاع بينما تحاول جينجر إقناعه حتى الوقت الموعود لرحلة تولاي كان ماثيو ملتصقا بها حتى وصولهم للمطار نظرت تولاي إليه بهدوء لتقول: ماثيو يجب عليّ الرحيل الآن
هز رأسه بقوة رافضا الفكرة و عيونه تظهران مدى حزنه على فراقها ليقول سام: حسنا هذا يكفي حقا ماثيو تعرف أنها ليست متفرغة
قال ماثيو بحزن: إذا لماذا لا تنتقلين إلى هنا؟
نظر الوالدين لبعضهما فهذا السؤال قد جال بالهما من قبل لكنها لم تجب عليهما بأي شيء نزلت لمستواه لتهمس بأذنه قائلة: هناك أشخاص سيئون في المدينة لا يرغبون بوجودي فيها لذلك لا أستطيع البقاء لكن لا تخبر أحدا فهذا سر بيننا حسنا؟
نظر إليها بذهول بعيونه التي لا تزال مليئة بالدموع لتبتسم له بهدوء هز رأسه بالموافقة ليبتعد عنها قليلا ثم يقول: سأشتاق إليك كثيرا خالتي تولاي
عانقها بشدة لتبادله العناق و تقول: و أنا أيضا سأشتاق إليكم
ابتسمت جينجر بمرح لها لتعانقها هي الأخرى و كذلك فعل سام ليودعوها بينما تذهب لبوابة المغادرين صعدت الطائرة لتجلس في مقعدها بهدوء تام لتغمض عينيها في منزل عائلة روي كان كايت يتحدث مع أفراد العائلة قبل رحيل طائرته حتى ذهب لغرفة جده طرق الباب ليسمح له بالدخول ابتسم له بمرح ليقول: سمعت بأنك ستغادر مجددا
قال كايت: أجل بعد نصف ساعة من الآن
نظر الجد إليه بشيء من الاستغراب ليأخذ كايت نفسا عميقا ثم يقول: جدي هل كان لأمي صديقات من الفراشات؟
دهش الجد كثيرا لما قاله ليبعد عينيه عنه تعجب كايت ردة فعله ليقول: أجل كانت هناك فراشة واحدة ترافقها كظلها حتى يوم عزائها كانت موجودة هناك لماذا تسأل؟
قال كايت: تذكرت بالأمس شيئا عن أمي و فتاة ما كانت تقف معها بينما كنا نقيم حفلا في منزلنا كانتا تتحدثان في شيء ما لكن عندما رأتني أنا و روي همست بشيء ما ثم اختفت لا أذكر أكثر من ذلك
تفاجأ الجد مما سمع ليغمض عينيه و يجمع القطع المتناثرة في عقله ليتنهد أخيرا و ينهض من كرسيه ليتجه لرف الكتب القديم الخاص به أخرج من بينها دفترا كبيرا أزرق اللون به نقوش رمادية على طرفه و أسدلت من بين صفحاته شريطة حريرية سوداء نهايتها زهرة توليب فضية صغيرة ليتقدم بخطوات متباطئة نحو كايت و يقدم له الدفتر نظر كايت إليه باستفسار ليقول الجد: هذا الدفتر طلبت مني والدتك أن أهديك إياه في حال زواجك أو وجود فتاة ما بحياتك
تعجب كايت من الكلام الذي يسمعه للمرة الأولى لينظر للدفتر من الجديد أخذه بهدوء ليبتسم باشتياق لصاحبة الدفتر ليقول بصوت أقرب للهمس: شكرا لك جدي
ابتسم الجد له ليربت على شعره بهدوء ثم يدعه يغادر الغرفة في طريقه التقى بروي الذي لف ذراعه حول عنقه ليقول: تبدو سعيدا للغاية و ما هذا الدفتر الجميل الذي تحمله؟
قال كايت: أهداه جدي لي منذ قليل قال أنه هدية من أمي لي
نظر روي للسعادة التي تحيط به ليبتسم بسعادة تماثلها تحدثا معا لبعض الوقت حتى غادر ليلحق بطائرته و إيفلين التي تنتظره في المطار مضت الرحلة سريعا وصلت تولاي لشقتها لترى مجموعة من الرسائل موضوعة في صندوق البريد الأسود حملتها بهدوء لتفتح الباب الرمادي الداكن و تدخل المنزل الهادئ تعجبت وجود شخص يقف أمام باب الشرفة التفت إليها فور اقترابها منه نظرت إليه ببرود شديد ليقهقه بمرح و يقول و هو يقترب منها: لا أستطيع التصديق بأننا لم نستطع إيجادك خلال كل هذه السنوات بالرغم من قربك الشديد منا هذا مضحك جدا
قالت تولاي: ماذا تريد؟
قال الرجل: أتيت لرؤيتك بالتأكيد ربما قد أقنعك أخيرا بالخضوع لنا تولاي لوريجن
نظرت تولاي إليه بانزعاج شديد لتقول: جيم داوين اذهب لمجموعتك و أخبرهم أنني لن أستسلم لكم أبدا
ضحك بمرح شديد ليضع تعابير حزينة على وجهه ليقترب منها بهدوء وقف أمامها ليحدق بوجهها لبعض الوقت كما لو أنه يحاول ترسيخ ذلك الوجه البارد في عقله ليمسك بيدها النحيلة و يرفعها بينهما ليقول بابتسامة حزينة: مجرد النظر إليك يخيفني أكثر مما سبق فكما ترين أنا عجوز الآن
لم تتغير نظراتها الباردة نحو وجهه المليء بالتجاعيد و شعر حاجبيه الذي أصابه الشيب رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليتنهد بهدوء و يقول بنبرة مرحة: مضت أربع و ثلاثون سنة منذ أول لقاء بيننا و إحدى عشر سنة بين آخر لقاء لنا و الآن أليس كذلك؟ ألن تقدمي لي أي شيء؟
قالت تولاي: أنت لست ضيفا هنا
قهقه بمرح ليقول: هذا صحيح على كل لا تقلقي فلا أحد غيري عرف بمكانك لكن كوني حذرة منهم
قرب يدها من شفتيه الباهتة ليطبع قبلة رقيقة عليها و يبتسم لها بمرح ثم يسير مغادرا المكان ليقول: صحيح هذه المرة الأخيرة التي سترينني فيها لذا أتمنى لك حياة جميلة آنسة لوريجن
غادر المنزل ليعود الهدوء إليه رفع جيم رأسه للسماء المظلمة التي بدأت تمطر اقترب منه أحد الرجال على عجل و هو يحمل مظلة ليقول: علينا الإسراع نحو السيارة سيدي
تقدم نحو السيارة بمساعدة ذلك الرجل فقدماه ما عادتا قادرتين على التحمل أكثر فتح له الباب ليجلس على الكرسي أرجع برأسه للخلف ليغمض عينيه و يعود بذاكرته لأربع و ثلاثين عاما قد خلت من قبل" غادر جيم المختبر مع بقية الرجال مسرعين في اتجاه الحديقة بدا الحماس على الجميع فهم أخيرا استطاعوا الإمساك بالفراشة التي يريدونها منذ فترة طويلة وصلوا لهناك ليخترق جموعهم و يدهش برؤيتها مجروحة و الدماء تسيل على وجهها شعرها الطويل التصق بها بسبب المطر قيدت جيدا بالشجرة الوحيدة في تلك الحديقة ليقول في نفسه: لا يعقل أبدا أن تكون هي تبدو فتاة عادية للغاية
أفاق على نظراتها الحاقدة التي التقت بعينيه ليصيبه الخوف كما حال البقية ليقترب منهم أحدهم و هو يحمل إبرة مخدرة و هو يقول: لقد أخبرتك من قبل سوف نعثر عليك أليس كذلك؟ و ها أنت الآن واقفة عندنا
وجهت نظراتها نحوه لتوقفه في مكانه بلا حراك و الصدمة تعلو وجهه خاصة مع تحرك يده في اتجاهه فقدت وعيها قبل أن تكمل خطتها ليضحك الرجل بجنون حملها بعض الموظفين ليأخذوها لإحدى الغرف في المختبر أقيم اجتماع يخص أمر الفراشة التي أمسكوا بها منذ لحظات قليلة ليقول جيم: هل أنتم واثقون بأنها الفراشة المطلوبة حقا؟
نظروا جميعا إليه حالما لمسوا الارتباك في كلامه ليقول الرئيس: أجل إنها فراشة الموت الوحيدة و قد قررت وضعك المشرف عليها جيم
صدموا جميعا من الخبر الذي تلقوه و كذلك هو ليقول: لا أستطيع القيام بذلك سيدي فأنت تعرف أنني لست مختصا في هذا
ضحك الرئيس و قال: أدرك ذلك ما أريده منك هو التقرب إليها و الاهتمام بصحتها
تنهد جيم بارتياح شديد غادر الاجتماع ليتجه نحو غرفتها ليراها تجلس هناك بلا حراك تحدق بالسماء من نافذة الغرفة الضيفة العالية ملامح وجهها الحزينة أسرته قليلا ليقول بلا وعي منه: تشتاقين للحرية منذ الآن
لم تهتم بالنظر إليه لينتبه على ما قاله شعر بالقلق من ردة فعلها التي لم تأتي قط ليقول: أنا جيم داوين سأفعل ما بوسعي لتتحسن صحتك يا آنسة
ابتسم جيم لها بمرح شديد مقدما يده لها للمصافحة لكنها لم تبالي بوجوده مطلقا" فتح عينيه ليبتسم و يقول في نفسه: لا تستحق كل ما يجري لها البتة فتاة مسكينة
ظهر الحزن على وجهه من جديد بينما كانت تولاي ترتب بعض الأشياء في غرفتها تذكرت أمر الرسائل لتفتحها بهدوء و تقرأها أخذتها لسلة المهملات لتضعها فيه جلست على إحدى الأرائك الموجودة في الصالون لتقول بصوت هامس: ربما يجدر بي الموافقة على العمل في تلك المدرسة
تنهدت بهدوء لتذهب للغرفة و تستلقي على السرير لتنام بعض الوقت استيقظت في الصباح لتستحم و تبدل ثيابها نظرت لساعتها لتجدها الثامنة و النصف صباحا غادرت المنزل لتسير بهدوء وسط ضحكات الناس التي تمر بهم و أصوات زقزقة العصافير فوق الأشجار توقفت عن المسير فور سماعها بخطوات سريعة تلاحقها التفت لترى فتاة تبدو في منتصف العشرينات ذات شعر بني داكن قصير و عينين عسليتين توقفت أمامها لتبتسم بمرح شديد و تقول بصوتها المريض: صباح الخير آنسة لوريجن أليس كذلك؟ رأيتك تغادرين ذلك المنزل
أشارت نحو منزل تولاي بابتسامة لتقول تولاي: صباح الخير آنسة والتفيرد
تفاجأت الفتاة من معرفتها فهي بالكاد تراها تغادر المنزل لتبتسم و تمد يدها للمصافحة و تقول بسعادة ظهرت على وجهها: أنا ليندا والتفيرد سررت بمعرفتك يا آنسة
صافحتها تولاي بهدوء منتظرة ما ستقوله تاليا لتقول ليندا: منذ انتقالك لهنا و أنا أشعر بالفضول لمعرفتك أكثر خاصة و أنك نادرا ما تغادرين المنزل آه سأتأخر عن الجامعة أراك لاحقا آنسة لوريجن
أسرعت بالذهاب في اتجاه مدرستها أكملت تولاي سيرها بهدوء نحو المدرسة التي أرسلت كثير من الرسائل طالبين منها التدريس فيها وصلت لهناك لتنظر إليها بهدوء دخلت المدرسة الثانوية ليقابلها أحد المعلمين و يقول: هل أستطيع مساعدتك يا آنسة؟
قالت تولاي: صباح الخير سيدي أتيت لمقابلة مديرة المدرسة لديّ موعد معها
قال المعلم: حسنا سأخذك لغرفتها
سار أمامها بهدوء نحو غرفة المديرة في الطابق الثاني طرق الباب ليدخلا الغرفة نظرت المديرة إليها لتبتسم على الفور و هي تنهض لتقول: سعيدة برؤيتك هنا أخيرا آنسة لوريجن تفضلي بالجلوس رجاء
جلست تولاي على الكرسي المقابل لها لتقول: أتمنى أنني لم أتأخر عليك كثيرا
قالت المديرة: أبدا حتى لو فعلت كنت سأنتظر قدومك أخبرتني آنابيلا كثيرا عنك
عرفت تولاي السبب أخيرا وراء إصرارها على القدوم لهنا تحدثت المديرة عن بعض الأشياء معها ثم أخذتها لأحد الصفوف بالطابق الثالث طرقت الباب لتفتح الباب المعلمة و تقول: آه صباح الخير سيدتي المديرة أهلا بك ما السبب وراء زيارتك لنا؟
دخلت المديرة الصف لتقول: صباح الخير أيها الطلاب هناك معلمة جديدة لكم السيدة مادلين ستنتقل من هنا بعد عدة أيام
نظروا جميعا لتولاي الواقفة بالقرب من الباب أصابهم الرعب من برودها لتنحني بهدوء و تقول: تولاي لوريجن تشرفت بلقائكم
لم يتحدث أحد فالهدوء المسيطر عليها سكن في الصف لتقول السيدة مادلين: ما أجمل هذا الهدوء المفاجئ يا ترى ما السبب؟
قال أحد الطلاب: إنها مخيفة جدا لا أريدها معلمة لي تبدو لي سفاحة ما
قالت المديرة: ما هذا الكلام الذي تقوله توماس والتفيرد؟
قال توماس: لكنها كذلك انظري إلى عينيها تصيبان بالقشعريرة
نظر توماس لعيني تولاي الباردتين ليزداد خوفه منها أبعد عينيه عنها لتقول المديرة: ستبدأ الآنسة لوريجن دروسها بالغد و ستكون مسؤولة عن صفكم
انحنت تولاي لهم لتغادر الصف برفقة المديرة لتقول المديرة: لا تهتمي كثيرا لما يقوله توماس فهو هكذا دائما
هزت رأسها بهدوء لتستأذنها بالمغادرة




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:02 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:15 AM   #64
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند كايت المتأمل بلوحات المعرض الهادئ أتت إيفلين من خلفه لتحتضن ذراعه و تقول: هل أعجبتك هذه اللوحة كثيرا؟
كانت لوحة سوداء تخللتها رسمة لبرج ملون تقف عليه فتاة وحيدة بلا ملامح تنظر للأفق ليبتسم لها و يقول: ذكرتني بنفسي قليلا هذا كل ما في الأمر
قالت إيفلين بذهول: أنت لست شخصا منعزلا و وحيدا مثل هذه الفتاة التي تبدو حتى بلا والدين أو أحد يهتم بها
نظر إليها ليبتسم ابتسامة شابها شيء من الحزن و الحنين استغربت من تلك الابتسامة ليكملا السير معا بهدوء في المعرض أوقفهما مجموعة من الصحفيين ليقول أحدهم: ما هو مشروعكما القادم؟
قالت إيفلين: لا شيء حاليا
قال آخر: سمعنا أن السيد لوسيل سيقيم بجولة حول العالم عما قريب
قال كايت: أجل بعد شهر من الآن
قالت إيفلين: حقا؟ لم أعرف ذلك أبدا
قال كايت: كنت سأخبرك هذا اليوم
قالت إيفلين و هي تبدي الغضب على وجهها: أليس من المفترض أن تخبرني أولا كايت؟ لماذا أنا دائما في المرتبة الثانية بالنسبة إليك؟ هذا مزعج حقا
ابتسم كايت ليقبل جبينها و يقول: لأن المرتبة الأولى لشخص أحبه كثيرا
علت الصدمة الوجوه حالما سمعوا بذلك لتقول إيفلين بمرح شديد: أعرف ذلك فهي لوالدتك الراحلة على كل حال و لا أستطيع أخذها بالتأكيد لكنني أحبك كثيرا
قبلت وجنته بمرح ليبتسم لها نظرا للصحفيين المتعجبين من هذه المحادثة بينهما لينظرا لبعضهما ثم يضحكا بمرح غادرا المعرض ليذهبا لأحد المقاهي قالت إيفلين و هي تضحك: كانت تعابير وجوههم مضحكة للغاية اعتقدوا أننا سننفصل أو شيء من هذا القبيل
قال كايت: لا أعلم أحيانا بماذا يفكر هؤلاء الأشخاص حقا
رشف رشفة من كوب القهوة الساخنة الخاصة به لينتبه لنظرات إيفلين نحوه ليرفع أحد حاجبيه مستفسرا عن سبب هذه النظرات لتقول بنبرة حزينة: لا أريد التفكير في أنه يوم ما لن نكون معا و لن نستمتع بوقتنا
لم يفهم السبب وراء الحزن الذي ألم بها فجأة لكنه ابتسم لها و بعثر شعرها قليلا لتنظر إليه بشيء من الانزعاج لتبتسم لاحقا و تبدأ الحديث في شيء مختلف لتتغير الأجواء المحيطة بهما بدأت الشمس بالغروب ليعود الجميع لمنازلهم في طريق عودة تولاي التقت بليندا من جديد برفقة الفتى المدعو توماس ابتسمت لها ليندا بمرح شديد و قالت: مساء الخير آنسة لوريجن هل قضيت يوما جيدا؟
هزت تولاي رأسها بدون قول أي شيء نظرت لتوماس ليصيبه شيء من الصدمة و يشير نحوها قائلا: ألست أنت المعلمة الجديدة؟ من أين تعرفينها ليندا؟
قالت ليندا: إنها جارتنا من المنزل المجاور لمنزلنا
قال توماس: ماذا؟ جارتنا؟ لا أصدق هذا
قالت ليندا: هل أنت معلمة في صف توماس؟
قالت تولاي: سأبدأ بالغد
قالت ليندا بمرح: يا إلهي حقا؟ كم أنت محظوظ للغاية توماس
قال توماس: لست محظوظا البتة فهي مخيفة للغاية لا أريد العيش بالقرب منها
لم تبالي تولاي بردة فعله اتجاهها لتعجب ليندا ذلك ثم تقول بمرح: صحيح لم لا تأتين معنا للمنزل؟ سيحب والديّ لقائك كثيرا
قال توماس: توقفي عن هذا ليندا
نظرت ليندا إليه بشيء من التهديد ليصمت و يبعد عينيه عنها وافقت تولاي على عرضها لتذهب معهما لمنزلهما فتحت ليندا الباب لتقول بمرح شديد: لقد عدنا للمنزل و معنا ضيفة مميزة و رائعة
خلعوا أحذيتهم عند الباب ليدخلوا المنزل المخالف لمظهره العادي من الخارج فقد بدا عليه الثراء من الداخل اللوحات الجميلة الزيتية تزين جدرانه و تلك الأواني الخزفية و الفخارية من مختلف الأماكن زينت الأركان كانت تولاي تنظر لإحدى اللوحات في الممر أتاها صوت والدة ليندا من خلفها و هي تقول: إنها لوحة عن مدينة عاشت بها الفراشات سابقا ذهب زوجي إليها من قبل
التفت تولاي إليها لترى الوالدة تبتسم لها بمرح لتقول: أهلا بك في منزلنا آنسة لوريجن
قالت تولاي: أتمنى أنني لا أزعجكم بقدومي
قالت الوالدة بمرح: بالتأكيد لا تفضلي رجاء
ذهبت مع الوالدة للصالون الهادئ لتجلس على الأريكة الخضراء الفاتحة قدمت ليندا لها كوب شاي مع قطعة حلوى بالتوت لتقول: ألم يعد أبي من معرضه بعد؟
قالت الوالدة: لا و كذلك شقيقتك ماري قال مايك بأنه سيتأخر قليلا بسبب العمل
قالت ليندا: هكذا إذا حسنا سأذهب لأبدأ كتابة تقارير هذا اليوم
نظرت ليندا لتولاي لتبتسم لها بمرح ثم تصعد الدرجات لغرفتها جلست الوالدة بالقرب من تولاي لتقول: حدثتنا آنابيلا عنك كثيرا هي و زوجها لذلك أردنا دائما معرفتك عن قرب أكثر أتمنى ألا تكون ليندا قد أزعجتك
هزت رأسها نافية ذلك لتبتسم الوالدة ثم تقول: لابد أنك تعرفين القرابة التي بيننا صحيح؟
قالت تولاي: والدتك شقيقة والدتها و زوجك ابن خالة زوجها أدرك ذلك
ابتسمت الوالدة تحدثت إليها عن بضع أمور حتى عاد الوالد بابتسامة سعيدة على شفتيه لنجاح معرضه هذا اليوم تفاجأ عند رؤية تولاي تجلس هناك لتنحني لها جلس على أقرب كرسي منها و يقول: مرحبا بك في منزلنا آنسة لوريجن
قالت الوالدة بذهول: كيف عرفت أنها هي؟
قال الوالد: أرسلت لي ليندا صورتها منذ قليل
نظر إليها بهدوء ليبتسم أخيرا و يقول: حقا أحاديث آنابيلا و زوجها عنك زادت حماسنا لرؤيتك آنسة لوريجن
قالت تولاي: يبدو أنهما لا يتحدثان عن شيء عدايّ
ابتسم الزوجان لها ليقول الوالد: سمعنا عما حدث معك قبل ثمان سنوات لابد أنك تشعرين بالحزن لما حدث
التعابير التي علت وجهها اختفت لوهلة لتكزه زوجته منبهة له على تلك التعابير ليشعر بشيء من الحزن لها و يقول: آسف إن ذكرتك بأمور مؤلمة كهذه لكنك بالتأكيد لن تقومي بعزل نفسك عن العالم بسبب ما حدث صحيح آنسة لوريجن؟
قالت الوالدة: عزيزي عليك التوقف عن الحديث فأنت فقط تؤذي مشاعرها أكثر
نظرت تولاي إليهما لتقول: لا أعلم ماذا أخبرتكما آنابيلا عني لكنني لست كما تظنان البتة و أتمنى ألا تفكرا كثيرا بشأني
نهضت من كرسيها ليستغربا ذلك انحنت لهما لتعود لمنزلها توجهت نحو غرفة نومها بهدوء لتجلس على طرف السرير تنظر للفراغ بتعابير فارغة تذكرت وجها لطالما حاول بث الابتسامة على شفتيها لتشعر بالحزن أغلقت عينيها لتقول في نفسها: لقد كان شخصا لطيفا حقا لم أستحقه يوما
انحدرت تلك الدموع على وجنتيها لتسند رأسها على الوسادة استيقظت في الصباح و حضرت فطورها الخاص تناولته على الشرفة لتسمح بالهواء العليل يداعب خصلات شعرها عله يخفف هموم قلبها الثقيلة تنفست عبق الأزهار الموجودة على الجرف القريب من منزلها لتملأ رئتيها به أنهت قهوتها لتعود للمطبخ و تقوم بجلي الصحون استحمت لترتدي تنورة بيضاء مقلمة تصل لمنتصف الساق بها خطوط زرقاء داكنة مموجة على الطرف السفلي و بلوزة زرقاء داكنة بأكمام طويلة أطرافها بيضاء كذلك الياقة رفعت شعرها للأعلى لتزينه بدبوس الشعر الذي أهداها زيس إياه حملت هاتفها في جيبها الخلفي لتغادر المنزل التقت بليندا و توماس الذي أظهر تعابير منزعجة فور رؤيتها بينما قالت ليندا بمرح: صباح الخير
قالت تولاي: صباح الخير لكما
لم يبالي توماس بالإجابة عليها لتقول ليندا: بما أنكما ذاهبان لنفس المكان لم لا تأخذين توماس معك يا آنسة؟ هناك الكثير الذي عليّ فعله في الجامعة بسبب المشروع لذا أرجوك
نظر توماس إليها بانزعاج و ذهول من طلبها الغريب و المفاجئ لينظر لتولاي بحذر من إجابتها التي صدمته بالموافقة أمسكت ليندا كلتا يديها بمرح و قالت: شكرا جزيلا لك آنسة لوريجن سأقدم لك هدية شكر عند عودتي للمنزل
أسرعت بالمغادرة لتسير تولاي بهدوء خلف توماس الذي يمشي بخطوات سريعة نحو المدرسة التي لم تكن بعيدة عن منزلهم وصلوا إليها ليتوجه مباشرة لصفه أوقفته إحدى الفتيات بقولها بنبرة مرحة: هل تسكن بالقرب من المعلمة الجديدة توماس؟
تجمد في مكانه لبعض الوقت ثم التفت نحوها بهدوء ليقترب منها و هو يقول بشيء الارتباك: و لماذا هذا السؤال الغريب؟
قالت الفتاة بابتسامة مرتبكة: لقد رأيتك تدخل معها المدرسة
ضحك توماس بصوت عال جذب انتباه نظرات الطلاب المستغربة نحوه ليبتسم بارتباك ثم يسير نحو مقعده جلس بهدوء ليأخذ نفسا عميقا ليقول في نفسه: سيكون الأمر مثيرا للشفقة لو عرف أحدهم أنني جار لها
زفر الهواء الذي بداخل رئتيه مع رنين الجرس بدأ الطلاب بالدخول للصفوف و كذلك المعلمين دخلت تولاي الصف الذي هجره أي نوع من الازعاج حدق الطلاب بها لبعض الوقت بينما تكتب تاريخ اليوم على السبورة البيضاء بقلم أزرق اللون لتقول إحدى الطالبات بعد تردد دام لفترة قصيرة: هلا عرفتنا عن نفسك أكثر آنسة لوريجن؟
التفت تولاي نحوهم لتصل القلوب لحناجرهم من الرعب الذي دب فيهم من نظراتها الهادئة لتقول: أولا سمعت عن مشاركتكم في المهرجان بإنشاء منزل للرعب لذلك لن تأخذوا أي دروس حتى يوم المهرجان
صدمهم ذلك الخبر بقدر ما أسعدهم لكن صيحات سعادتهم لم تسمع فالخوف منها لا زال بداخلهم لتكمل حديثها قائلة: سيكون عليكم الاستعداد لامتحان الغد للوحدتين الثانية و الثالثة كما أخبرتني معلمتكم السابقة و جدول امتحاناتكم لن يتغير عدا أنه سيكون في بداية الدوام
عبروا هذه المرة عن استيائهم من الأمر وقعت عيناها على توماس الذي كان يستمع لتلك الأخبار من خلف حقيبته التي يضعها أمام وجهه لتقول: كما قلت لكم بالأمس اسمي هو تولاي لوريجن سأكون معلمة التاريخ البديلة
لم تلقى أي استجابة منهم لفترة قصيرة ليقول أحد الفتية: هل انتقلت إلى هذه المدينة مؤخرا؟ تبدين غريبة عن سكانها
قالت تولاي: أجل منذ بضعة أشهر
قال آخر: لماذا اخترت التدريس كوظيفة؟ أنت أجمل من أن تكوني معلمة
نظرت تولاي نحو ذلك الشاب الذي ابتسم لجذب انتباهها إليه انتظر بقية الطلاب إجابتها على سؤاله لتقول بكل هدوء: عملت بكثير من الوظائف من قبل و أردت تجريب هذه المهنة لأرى إن كان يوجد أي نوع من الحمقى أمثالك في مقاعد الدراسة
غضب ذلك الطالب لما قالته ليقف على الفور و يقول: لم أسمع ما قلته جيدا هلا أعدته؟
توترت الأجواء في الصف و بدا الارتباك على وجوه الطلاب البقية تجاهلته تولاي لتقول: صحيح أن السيدة مادلين من كتبت الأسئلة لكنني من سأهتم بتصحيحها لذا ابذلوا جهدكم في الامتحان
انزعج ذلك الشاب أكثر من السابق ليركل كرسيه بقوة ليخاف الطلاب منه اقترب بخطوات سريعة غاضبة نحو تولاي التي لم تبدي أي اهتمام بما يحدث وقف أمامها ليقول: من تحسبين نفسك يا هذه؟
نظرت تولاي إليه لتقول: أرجو المعذرة لكن عليك العودة لمقعدك
أمسك الشاب بياقتها ليقرب وجهها منه حدق بها بغضب شديد وسط أنظار الجميع الخائفة المرتقبة ما سيحدث كان توماس ينظر للأمر باندهاش شديد و هو يقول في نفسه: أليس من المفترض أن تكون شخصا قويا؟ لماذا لا تدافع عن نفسها؟
عض على شفتيه ليحاول النهوض ليصيبه الصدمة كبقية الطلاب الذي صرخوا مذهولين من ظهور تلك الأفاعي الصغيرة الصفراء المنقطة بالأسود تتجه مسرعة نحو ذلك الشاب الذي وقف مذعورا منها لتقول تولاي بهمس: إن كنت تخاف من هذه الأشياء لم يتوجب عليك رفع صوتك على معلمتك صحيح؟
ابتعد عنها و عيناه تظهران الخوف الشديد منها غادر الصف بسرعة هربا من عينيها عدلت ياقتها لتقول: حسنا نظموا أفكاركم للمهرجان إن رغبتم بأي شيء سأساعدكم
توجهت نحو النافذة لتقف بالقرب منها متجاهلة كل الهمسات المتحدثة عنها لم يمضي كثير من الوقت حتى تغير الحديث لمنزل الرعب الذي سيقمون به مضى الوقت سريعا لينتهي الدوام المدرسي عند إيفلين التي كانت تسير ملتصقة بكايت كعادتها أثناء سيره في الممرات نظر إليها ليبتسم لها و يقول: ألا تشعرين بالملل أبدا إيفلين؟
قالت إيفلين: أبدا فأنا هنا بقربك
بعثر شعرها بيده اليمنى لتتسع ابتسامتها ثم تقول: لابد أنك ستنشغل كثيرا بسبب المسابقة المقامة للمدارس الثانوية بعد ثلاث أسابيع أليس كذلك؟
قال كايت: أجل سأعزف في البداية كتحد لهم
ضحكت إيفلين لما قاله توقفت أمام الصورة التي عرضت الفتاة التي يبحث عنها أخيها لتقول و هي تخرج هاتفها: لا أصدق ذلك هل حقا يعرفون أي هي؟
نظر كايت للصورة المعلقة على الحائط للفيلم الذي شاركت به تولاي بنظرات هادئة متعجبة للعنوان المكتوب أسفل الصورة بخط عريض" كشفت الحقيقة خلف اختفاء العارضة المشهورة تولاي لوريجن" ليقول في نفسه: لا أعتقد أن هذا ممكن فكل من سألتهم عنها لم يعرفوا مكانها و هم الأفضل في تقفي الأثر
لمحت إيفلين تلك النظرات الغريبة إليها على وجهه لتقول في نفسها: حقا هناك شيء مريب بين كايت و هذه الفتاة بالتأكيد
أكملت نقل الرقم لهاتفها لتمسك بيد كايت لينظر إليها بهدوء و يقول: هل انتهيت؟
قالت إيفلين بابتسامة: أجل انتهيت هلا ذهبنا لأحد المطاعم هنا؟
ابتسم لها بهدوء ليسير معها نحو أحد المطاعم القريبة من المكان في منزل عائلة والتفيرد الذين اجتمعوا على طاولة الطعام نظروا جميعا لتوماس الذي كان يحكي لهم ما حدث في الصف هذا اليوم قال مايك: يبدو أنني الوحيد الذي لم أحظى بشرف لقائها بعد
قالت ماري بابتسامة لطيفة: ذلك لأنك تتأخر دائما في عملك
قال توماس بصوت منخفض: حقا أود معرفة لماذا لم تفعل أي شيء عدا هذا
سمعته ليندا التي تجلس بالقرب منه لتقول: لأنها لطيفة جدا بكل بساطة
نظر توماس إليها بشيء من التقزز لتضحك بمرح على ردة فعله أنهوا طعامهم لتبدأ ليندا بمساعدة والدتها في التنظيف جلسوا معا لبعض الوقت قبل أن يتجه كل منهم لغرفته مضت الأيام بلا أحداث جديرة بالذكر و انتهت الأسابيع الثلاث سريعا في صباح يوم المهرجان الكبير المقام في المدرسة انطلقت أصوات الألعاب النارية لتجذب انتباه الزائرين رحبت المديرة بهم و أخبرتهم عن أنشطتهم لهذا اليوم عند منزل الرعب الشبه المهجور تنهد الطلاب باستياء لتقول إحدى الفتيات: ماذا علينا أن نفعل الآن؟ لم يأتي أي أحد بعد
قالت أخرى: ربما كان علينا اختيار مكان آخر فهذا بعيد عن المدرسة نوعا ما
قال أحد الفتية: توقفن عن التشاؤم هكذا
قال آخر: أجل علينا بذل المزيد من الجهد
قال توماس: حتى لو فعلنا ذلك لن يأتي أحد إلى هنا لأننا لم نصنع أي إعلان عن المكان
صمت الجميع و نظروا لتوماس بتفكير عميق ليتنهدوا بيأس ظهرت تولاي من بين الأشجار الكثيفة المحيطة بالمكان نظروا إليها باستغراب من قدومها نظرت للمكان لتقول: علينا تغيير بعض الأشياء هنا
قالت إحدى الفتيات: و ماذا سنفعل الآن؟
قالت تولاي: سترون الآن
طلبت من الفتيات اللاحق بها لداخل ذلك المنزل بينما ينتظر الفتية في الخارج يفكرون فيما تفكره به معلمتهم انتهت من القيام بالتغييرات اللازمة لتغادر المنزل برفقة أربع فتيات لينتابهم الاستغراب لتقول إحدى الفتيات بمرح شديد: سنذهب لتوزيع الإعلانات لذا ابذلوا جهدكم
ذهبت الفتيات ليقول توماس و هو ينظر إلى تولاي باستغراب: و ما المغزى من هذا كله؟
قالت تولاي: جذب الانتباه مهم لذا اختاروا أربعة منكم للمساعدة في هذا
فعل الفتية ذلك ليذهبوا للبوابة الرئيسية بينما البقية توزعوا داخل المنزل المهجور و كانت تولاي باستقبال الزوار برفقة توماس و الطالب الذي يحاول دائما افتعال المشاكل معها ليقول توماس بانزعاج شديد في نفسه: لماذا يجدر بي البقاء معها هنا؟
تنهد بانزعاج لينظر إليه أحد زوار المنزل الكثيرين ليبتسم بارتباك ازدحم المكان خلال ساعة و نصف انتصف النهار ليهدأ المكان قليلا تنهد الطلاب بتعب شديد ليقول أحدهم: هذا أصعب مما توقعت
قالت إحدى الفتيات: بدأت أشعر بالجوع
قالت أخرى و هي تلقي بجسدها على الأرض بهدوء: أجل لم أتناول أي شيء منذ الفطور
تنهد الجميع بتعب شديد لينظروا باتجاه تولاي التي وقفت أمامهم لتقول: عليكم أخذ استراحة قصيرة هناك
نظروا جميعا حيث أشارت بإصبعها نحو الشجرة الكبيرة ذات الظل الوريف جذب انتباههم القماش الأزرق الداكن الموضوع أسفلها الذي افترشت عليه أنواع من الأطباق اللذيذة فتحت أفواههم لمنظر الطعام الذي جعلهم يتسابقون نحوه بكل حماس وقفت تولاي تحدق بهم من بعيد لترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها جلست على الكرسي بهدوء لتغمض عينيها و تستمتع بأصوات الطبيعة المحيطة بها عند الطلاب الجائعين كانوا يتحدثون بمرح عما حدث معهم داخل منزل الرعب الخاص بهم ليقول أحد الطلاب: أتعرفون؟ بدأت أعتقد أن الآنسة لوريجن شخص لطيف للغاية
قال آخر بابتسامة: أجل هي فقط تضع ملامح مخيفة على وجهها
قال ثالث: أعتقد ذلك أيضا
قالت إحدى الفتيات بعد وضع كوب العصير على الأرض: لا تنسوا أنها جميلة أيضا
قالت أخرى: أجل أود سؤالها عن طريقة اهتمامها بنفسها
قالت ثالثة: أعتقد أنني رأيتها في مكان ما من قبل لكن لا أذكر أين
قالت رابعة: صحيح توماس يعيش بالقرب منها لابد أنه يعرف الكثير عنها
نظروا لتوماس الذي بصق العصير الذي كان في فمه ليبدأ بالسعال مسح فمه بكم قميصه ليقول: و إن كانت جارتي هذا لا يعني أننا نعرف الكثير عن بعضنا
قال أحد الطلاب: أنت حقا تتصرف بغرابة في الآونة الأخيرة توماس
قال آخر: لاحظت ذلك أيضا منذ قدوم الآنسة لوريجن لمدرستنا و أنت تتصرف هكذا
قال توماس: تتخيلون ذلك و حسب
قال أحد الفتية بمزاح و هو يضع ذراعه حول عنقه بمرح: ربما أنت معجب بها توماس
نظر توماس إليه بعيون واسعة مصدومة مما قاله ليضحك الجميع بالضحك على تعابير وجهه الذي احمر من الاحراج ليقول: تبا لك بالتأكيد أنا لست كذلك
قال طالب آخر: نحن نمزح معك و حسب
انزعج بعض الشيء مما قالوه ليبعد وجهه عنهم لينظر لتولاي التي تجلس هناك بلا حراك لتحمر وجنتيه من جديد و يقول في نفسه: يجب عليّ إخفاء الأمر عنهم
أخذ نفسا عميقا ليزفره بهدوء انتهوا بعد فترة قصيرة من استراحتهم ليعودوا للعمل عند كايت الذي وصل للمدرسة التي ستقيم المسابقة برفقة إيفلين المعجبة بالمكان لتقول بمرح: يا إلهي إن هذا يعيد الذكريات حتما دعنا نتجول هنا قليلا
قال كايت: حسنا فالمسابقة لن تبدأ قبل المساء على أي حال
ابتسمت إيفلين بمرح شديد ليتجولا في المكان باستمتاع شديد حتى غربت الشمس و بدأ الجميع يتجه نحو القاعة الكبيرة استعدادا للمسابقة كان الحماس ظاهرا على الجمهور الكبير جلست إيفلين في الصف الأول بمرح شديد و هي تقول في نفسها: أحب الاستماع لعزف كايت كثيرا أنا متحمسة للغاية
سلطت الأضواء على المسرح الذي ظهر عليه كايت ليبدأ صراخ الفتيات بالعلو في المكان ليصمت الجميع في انتظار عزفه الذي بدأ على الفور سحر الجميع بتلك الأنغام الجميلة الصادرة من البيان الذي يعزف عليه بحركات خفيفة و سريعة انتهى من العزف ليصفق الجميع له بحرارة من بينهم إيفلين المبتسمة بسعادة بالغة التفتت إلى المديرة الجالسة بالقرب منها حالما سمعت أحد المعلمين يقول لها: تريد الآنسة لوريجن المغادرة مبكرا
قالت المديرة بابتسامة: لا بأس بذلك
غادر المعلم لتقول إيفلين: أرجو المعذرة هل الآنسة لوريجن معلمة هنا؟
قالت المديرة بمرح: أجل هي كذلك
نهضت إيفلين على وجه السرعة لتقول: و أين يمكنني أن أجدها؟
قالت المديرة باستغراب: في غرفة المعلمين على الأرجح فهي ستغادر قريبا
أخبرتها المديرة بمكان الغرفة لتسرع في اتجاهها انتبه كايت الذي كان يسير في الممر لها ليستغرب عجلتها و يلحق بها و هو يقول في نفسه: ما بها تركض هكذا؟
توقفت عن الركض أمام غرفة المعلمين ليلتقط أنفاسه و يقول: ماذا هناك إيفلين؟ لماذا تركضين هكذا؟
قالت إيفلين بمرح: لقد عثرت عليها أخيرا عروس أخي
رفع رأسه ببطء مصدوم مما سمع لينظر إليها تقف هناك أمام أحد المكاتب ترتب الكتب الموضوعة عليها لتتسع حدقتا عينيه بصدمة أكبر اقتربت إيفلين منها لتقول بمرح: هل أنت الآنسة لوريجن؟
رفعت تولاي ناظريها لتنظر لإيفلين لتهز رأسها بالموافقة أمسكت إيفلين كلتا يديها على الفور لتقول بمرح شديد: يا إلهي لا أصدق أنني وجدتك أخيرا سيسعد أخي بذلك كثيرا
لم تفهم تولاي ما يجري معها شعرت بعيون مألوفة تحدق بها لتنظر في اتجاه الباب و ترى كايت يقف هناك بصدمة بالغة دهشت لكنها لم تدع ذلك يظهر على وجهها لتعيد عينيها لإيفلين و تقول: هل أستطيع المساعدة في شيء ما يا آنسة؟
قالت إيفلين بمرح: أخي معجب كثيرا بك و يريد التقدم لخطبتك
قالت تولاي: ربما أخطأت الشخص يا آنسة
قالت إيفلين: بالتأكيد لا ألست العارضة تولاي لوريجن السابقة؟
نظرت تولاي إليها بشيء من البرود و عدم الاهتمام أبعدت يديها عنها لتحمل حقيبتها و تقول: أرجو المعذرة ليس لديّ وقت لأضيعه معك يا آنسة
قالت إيفلين: إن كنت مشغولة الآن دعينا نتقابل في وقت آخر
هزت تولاي رأسها نافية طلبها ذاك لتسير بهدوء في اتجاه الباب الذي سده كايت بوقوفه هناك لتدفعه قليلا و تتجاوزه أمسك بيدها ليقول بدهشة واضحة على وجهه: هذه أنت حقا أين كنت طيلة هذه السنوات تولاي؟
نظرت إيفلين إليه باستغراب من تعابير وجهه و نبرة صوته الغريبة عنها لم تلتفت تولاي إليه و هي تقول ببرود: لا أعتقد أن هذا يعنيك أبدا سيد لوسيل
قال كايت: ماذا تقصدين بأنه لا يعنيني؟ أردت اعتذرت إليك عما حدث
أبعدت تولاي يده عنها لتتجاهله و تكمل سيرها نحو المخرج اقتربت إيفلين منه لتضع يدها على كتفه و تقول بهدوء: ماذا هناك كايت؟ لا تبدو بخير
انتبه كايت لنفسه ليعض شفتيه بانزعاج ليأخذ نفسا عميقا و يقول: ربما يجدر بنا العودة
سارت إيفلين خلفه دون قول أي شيء و هي تشعر بشيء من الحزن عادت للمنزل لتلتقي بشقيقها المبتسم لتقول له: لقد وجدت عروسك يا أخي لكن لم أستطع الحصول على موعد معها آسفة
قال شقيقها بمرح شديد و هو يعانقها: لا عليك أختي الحبيبة فقط أخبريني أين رأيتها؟
قالت إيفلين: تعمل معلمة في المدرسة الثانوية التي في أعلى التلة
قال شقيقها باستغراب: معلمة؟ هذا غريب شكرا لك أختي
قبل جبينها بمرح لتصعد لغرفتها و هي تفكر فيما حدث بين كايت و تلك الفتاة التي لا تعرف الكثير عنها لتقول في نفسها: يبدو أن شكوكي كانت في محلها لكن تلك الفتاة لم تبدي أي مشاعر اتجاهه هل هذا يعني أن مشاعره كانت غير متبادلة؟ و لماذا يريد الاعتذار إليها؟
أثارت تلك الأسئلة المحيرة انزعاجها دخلت غرفتها لتغلق الباب بقوة و ترمي بجسدها على السرير الأبيض لتغوص داخله




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:01 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:16 AM   #65
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






عند تولاي التي كانت تسير بهدوء عائدة للمنزل حتى أوقفها صوت توماس و ليندا المنادي لها التفت إليهما لتقول ليندا بمرح: مساء الخير آنسة لوريجن
قالت تولاي: مساء الخير
قالت ليندا: ذهبت للمهرجان اليوم مع عائلتي و قد كان منزل الرعب مرعبا للغاية
قال توماس: لكنك تحبين هذا النوع من الأشياء أليس كذلك؟
قالت ليندا بمرح: أجل أحبها كثيرا
ضحكت بمرح لينظر توماس لتولاي الهادئة ليقول لها: لماذا غادرتني المدرسة مبكرا؟
قالت تولاي: هناك أمور كان عليّ القيام بها
قالت ليندا و هي تضرب رأس توماس بخفة: لا تتدخل فيما لا يعينك توماس
قال توماس بانزعاج شديد: هي لم تمانع ذلك لذا لا تتدخلي أنت
رن هاتف ليندا لترفع الخط و تقول بمرح: مرحبا أمي العزيزة
قالت الوالدة بشيء من القلق: عزيزتي ليندا أريدك أن تمري على الآنسة لوريجن هناك ضيوف بانتظارها و لم يجدوها في المنزل
قالت ليندا: الآنسة لوريجن معي سأخبرها بذلك حتما إلى اللقاء
أغلقت الخط لتخبر تولاي بالأمر ليعودوا للمنزل بأجواء صامتة بينهم وقفت تولاي عن السير حال وصولهم للمنزل تنظر للأشخاص الواقفين بالقرب من باب منزلها تعجب توماس منهم لينظر لتولاي ذات الملامح الخالية ليقول في نفسه: لا يبدو أنها تعرفهم
اقتربت تولاي بهدوء منهم وسط أنظار الشقيقين لتقول: مساء الخير سيد لوريجن
التفت رين و كيث إليها ليقول رين بمرح: مرحبا آنسة لوريجن أتمنى بأننا لا نقوم بإزعاجك البتة
هزت رأسها نافية لتنظر لكيث الذي أبعد عينيه المنزعجتين عنها قالت تولاي: تفضلا بالدخول رجاء
فتحت الباب لتدخل المنزل برفقتهما عند توماس الذي دخل المنزل برفقة ليندا قال: هل تعتقدين أنها تعرفهما؟
قالت ليندا و هي تضرب جبينه بخفة: لماذا أنت فضولي جدا هذه الأيام؟
وضع يده على جبينه ليقول لها بانزعاج: توقفي عن فعل هذا بي
ضحكت بمرح ليظهر انزعاجه أكثر شعر بأنفاس قريبة من أذنه ليصيبه الرعب سمع همس يقول: أعتقد أنك معجب بالآنسة لوريجن توماس الصغير
ابتعد عن ذلك الشخص على الفور و هو يقول: لقد أخبرتك أن تتوقف عن التسلل خلفي هكذا مايك
ضحك مايك باستمتاع شديد ليقول: أحب إخافتك فأنت مضحك جدا
قالت ليندا بابتسامة: هذا صحيح
ضحكا معا بمرح لينظر توماس إليهما بانزعاج و يشق طريقه من بينهما ليوقفه مايك بسؤاله القائل: هل ما قلته لك صحيح؟
قالت ليندا: و ماذا قلت له؟
نظر مايك لتوماس المرتبك بابتسام منتظرا إجابته ليقول بصوت شبه منخفض: و لماذا تعتقد ذلك؟ لا يوجد سبب واحد يدعني أقع في حبها لذا دعني و شأني
أسرع في المغادرة لغرفته و وجهه مصبوغ بتعابير الخجل و الانزعاج بينما قهقه مايك بخفة لتقول ليندا باستغراب: هل تعتقد ذلك حقا؟
قال مايك: كنت أمازحه و حسب لكنني تأكدت ذلك الآن
قالت ليندا بذهول: ماذا؟ و كيف عرفت ذلك؟ أخبرني
قال مايك: لقد ارتبك كثيرا أراد الكذب و نفى الأمر بحدة هذا دلائل كافية
صفقت ليندا و شخص آخر له ليبتسم بإعجاب لنفسه لينظر للشخص الذي دخل المنزل للتو و هو يقول: أنت حقا محلل بارع يا مايك لم أتوقع ذلك أبدا
قال مايك: يا إلهي هذا محبط نوعا ما عزيزتي
اقتربت منه بمرح لتقبل جبينه و تبتسم قالت ليندا: لقد عدت مبكرا أختي ماري
قالت ماري: لا يوجد الكثير لأفعله للعمل لذا قررت العودة مبكرا
ابتسمت لها بمرح لتتجه لغرفتها و تتركهما معا عند كايت الذي كان يجلس على الكرسي القريب من النافذة يفكر بما جرى معه ليأخذ نفسا عميقا ثم يرشف رشفة من كوب الشاي أعاده مكانه ليقول في نفسه: لماذا تصرفت بتلك الطريقة الغريبة؟ لا أعتقد أن بحثي عنها كان بسبب ما حدث تلك الليلة و حسب لابد أن إيفلين غاضبة مني الآن
تنهد من جديد ليحمل هاتفه و يتصل على إيفلين رن الهاتف عدة مرات قبل أن ترفع الخط و تقول بهدوء: مرحبا
قال كايت: آسف لما حدث لكن لا تسيء الظن فأنا و هي لا توجد علاقة بيننا البتة
لم تقل إيفلين أي شيء في البداية لتتنهد و تقول: إذا لماذا تود الاعتذار إليها؟
قال كايت: قمت بأمر غير لائق لها أثناء عملنا معا لكنها رحلت قبل أن أعتذر إليها
قالت إيفلين: هل هذا كل ما في الأمر كايت؟
قال كايت: أجل لا شيء أكثر من هذا و لا أقل أعتذر مجددا
تنهدت إيفلين براحة لتقول بمرحها المعتاد: حسنا دعنا نخرج في موعد غدا
قال كايت بابتسامة خفيفة: لنفعل ذلك نامي جيدا عمت مساء
أغلق الخط ليتنهد بشيء من الارتياح أسند ظهره بهدوء على الكرسي ليغمض عينيه عند تولاي التي تجلس بهدوء أمام ضيفيها الغير متوقعين الجو متوتر و قاتل قال رين بشيء من الارتباك: نعتذر عن القدوم دون سابق إنذار
قال كيث: أنا لن أعتذر عن أي شيء
نظر رين إليه بحدة ليبعد عينيه عنه قالت تولاي: أرجو المعذرة لكنني لا أعتقد بأنني أعرف سبب قدومكما
قال رين: آه أجل قال كيث بأن لديه شيء مهم يود إخبارك به و أنا أتيت معه
تفهمت تولاي الأمر لتنظر لكيث الذي لا يزال يبدي استيائه نحوها لتقول: هل تفضل الحديث على انفراد؟
لم يجب عليها بأي شيء لينظر رين إليه باستغراب ثم يقول: لقد أصبح يتصرف بغرابة منذ فترة لذا لا تؤاخذيه رجاء
قال كيث بهدوء و هو ينظر إليها مباشرة: هل لك معرفة بأحداث القتل للعائلات العريقة التي حدثت قبل عدة سنوات؟
قالت تولاي: هل تلمح إلى شيء ما سيد كيث لوريجن؟
قال كيث بانزعاج: للقاتل جميع مواصفاتك فأي تبرير لديك؟ أنت فراشة و لست مصاصة دماء أليس كذلك؟ لماذا تقتلين الناس بعشوائية هكذا؟
قال رين بذهول: ما الذي تقوله كيث؟ توقف عن هذيانك هذا الآن
قال كيث: أنا لا أهذي يا أخي
نظر كيث بانزعاج إليها لتجيب بكل برود: عن أي عشوائية تتحدث؟ أنت لا تعرف أي شيء عني أو عنهم قتلتهم لأنهم عذبوا كل فرد في عائلتي حاولوا قتلي مرات عديدة انتقمت لأجلهم لا أكثر
صدم رين ما قالته تولاي بكل هدوء كما لو أن الأمر غير مهم البتة قال كيث الذي نهض عن كرسيه: إذا تعتقدين أن الانتقام لا بأس به أليس كذلك؟ لا تهتمين أبدا بأولئك الناس و حياتهم أليس كذلك؟
أخرج من جيب بنطاله الأسود سكين ماثله في اللون نقشت عليه حروف اسمه ليهجم عليها بكل سرعة مشيرا به نحو صدرها نهضت تولاي التي لا تبدي أي تعابير على وجهها لتسمح له بالاقتراب منها أكثر توقف بعدما أصاب صدرها بتلك السكينة لتنزف الكثير من الدماء صدم رين من ذلك كثيرا ليقول: ما الذي فعلته يا كيث؟
ابتعد كيث عنها بصدمة بالغة و عيناه بالكاد تصدق ما تريانه غادر السكين صدرها بهدوء ليسقط أرضا و يدوي صوته في المكان الجرح الذي من المفترض أن يقتلها بدأ بالالتئام رويدا رويدا ذهلت أعينهما التي ترى هذا للمرة الأولى أغمضت تولاي عينيها لتقول: مهما حاولت قتلي لن تستطيع تحقيق هدفك آسفة لأنك لا تستطيع أخذ انتقامك مني
قال كيث و هو يتراجع خوفا منها: ماذا تكونين أنت؟
قالت تولاي و هي تحدق به: فراشة الموت التي لن ترى غيرها في العالم
جلس كيث على الكرسي و الصدمة قد أخذت بكل كيانه اقترب منها رين بقلق و هو يقول: هل أنت بخير تولاي؟
هزت رأسها بالإيجاب لتنظر لمكان الجرح الذي اختفى تماما لم يمضي كثير من الوقت حتى غادرا المكان عائدين لمنزلهما و الصدمة لا تزال تعلو وجه كيث مضت عدة أيام هادئة على الجميع قبل دخول فصل الشتاء بأجوائه الباردة كثافة الثلوج المتساقطة سببت الكثير من تعطل حركات السير عند تولاي التي كانت تغادر منزلها في مساء بارد و مثلج جدا سارت بهدوء نحو أحد المقاهي القريبة من منزلها جلست على أقرب مقعد خالي بالقرب من النافذة لتحدق بتلك الثلوج بهدوء أتت النادلة إليها لتقول: ماذا تطلبين يا آنسة؟
نظرت تولاي إلى القائمة بهدوء لتقول: كوب قهوة مع الحليب و فطيرة محلى
تعجبت النادلة طلبها لتتركها و تذهب أعادت تولاي ناظريها إلى النافذة لتتذكر زيارة كيث و رين شعرت بشيء من الغضب يطغى عليها حتى قاطعتها النادلة برفقة الشخص الذي سمح لنفسه بالجلوس مقابلا لها دون إذن منها لتنظر إليه بهدوء و تقول: فيم يمكنني مساعدتك؟
قال ذلك الشخص للنادلة بابتسامة: رجاء هلا أحضرتي لي كوب قهوة عادية؟
هزت النادلة رأسها بالموافقة لتغادر الطاولة رشفت تولاي من قهوتها بهدوء ليتنهد ذلك الشخص و يقول: أعتقد أنه من الجيد رؤيتك هنا آنسة لوريجن أم يجدر بني مناداتك باسمك؟
لم تجب تولاي على ذلك الشخص ليتنهد من جديد و يقول: أنا إيفلين رينيه أردت الحديث معك في بضع أمور
قالت تولاي و هي تبعد كوب القهوة عن شفتيه بهدوء: إن كنت تودين الحديث بشأن شقيقك أو ذلك الشخص فسأغادر
ابتسمت إيفلين بارتباك تفكر في أمر تتحدث به غيرهما لتأخذ نفسا عميقا لتقول: لا أود سؤالك عن كايت بل عن علاقتك به
نظرت تولاي إليها بنظراتها الهادئة المعتادة لتشعر بشيء من الخوف لتفتح شفتيها أخيرا قائلة: لا يوجد أي شيء يربطنا و لا علاقة بيننا شخص عرفته في عمل سابق
قالت إيفلين: ربما قد يكون الأمر هكذا لك لكن ماذا عن كايت؟
قالت تولاي: أنا لست هو لتسأليني
قالت إيفلين: هذا صحيح آسفة
صمتت لبعض الوقت تحدق بتولاي التي تتناول تلك الفطائر بهدوء لتقول: ماذا فعل كايت لك ليود الاعتذار هكذا؟
وضعت تولاي شوكتها المعدنية بطرف الطبق لتنهض من مقعدها تستعد للمغادرة أمسكت إيفلين بيدها لتقول: لا تتهربي من السؤال أرجوك أود أن أعرف ذلك
نظرت تولاي إليها ببرود شديد أخاف قلب إيفلين القافز داخلها لتسحب يدها بهدوء غادرت تولاي المقهى بينما وضعت إيفلين يدها على صدرها لتخفف الرعب الذي دب فيها لتقول في نفسها: هذه الفتاة غير طبيعية البتة هناك أمر مريب بها إنها مخيفة أيضا
شربت كوبها الدافئ دفعة واحدة لتهدأ أنفاسها الباردة أخيرا غادرت المقهى لتنظر لتولاي التي لا تزال تسير على الرصيف المتجمد برفقة شخص لم تعرفه سارت بخطوات سريعة نحوهما لتقول بصوت عال: هل نستطيع الالتقاء مرة أخرى آنسة لوريجن؟
التفت الشاب الذي كان يسير بجانب تولاي نحوها بنظرات مستغربة لتبادله إيفلين نفس النظرات انتبهت لإكمال تولاي خطاها دون اهتمام كبير بها لتقول في نفسها: هل من المعقول أنها تواعد هذا الشاب؟ يبدو صغيرا جدا بالنسبة إليها
نفخت على يديها علها تدفئهما قليلا حملت هاتفها لتتصل على شخص ما رفع الخط و هو يقول: مرحبا من المتصل؟
قالت إيفلين بمرح: مساء الخير آسفة على الإزعاج هل أنت روي كيون؟
قال المجيب: آه لا آسفة روي في مكتبته الآن هل تودين الحديث إليه في أمر مهم؟
قالت إيفلين: أجل هلا أوصلت الهاتف إليه؟
قالت المجيبة: حسنا سيتصل عليك بعد عدة دقائق أرجوك انتظري
أغلقت الخط لتسير إيفلين في انتظار لعودة اتصال روي بها دخلت السيارة التي أوصلتها لهذا المكان لتطلب من السائق إيصالها لمكان ما رن هاتفها لترفعه على الفور و تقول: مرحبا
قال روي: أجل مرحبا من تكونين يا آنسة؟
قالت إيفلين بمرح: أنا إيفلين هل نسيتني؟
قال روي: لا أبدا ما سبب اتصالك يا ترى؟ هل حدث شيء ما مع كايت؟
قالت إيفلين: كل شيء على ما يرام فقط أردت سؤالك عدة أسئلة
قال روي بتفهم: تفضلي إذا
أخذت إيفلين نفسا عميقا لتقول: هل الآنسة لوريجن التي كنت تتحدث عنها مع كايت هي نفسها العارضة تولاي لوريجن؟
قال روي بعد صمت دام لفترة قصيرة: أجل هي نفسها لم السؤال؟
قالت إيفلين: أخي يريدها عروسا له فهو معجب بها كثيرا و لم أعرف من أسأل عنها غيرك لذا رجاء أخبرني بكل ما تعرفه عنها
قال روي: لا أعرف عنها الكثير عدا اسمها و كونها فراشة من نوع خاص
قالت إيفلين بشيء من الصدمة: أقلت أنها فراشة؟ هل هذا يعني بأنها ليست شخصا عاديا أو مصاصة دماء؟
قال روي بعد ضحكة قصيرة: أجل هي ليست مصاصة دماء بالتأكيد كيف وصلت لهذا الاستنتاج يا آنسة؟
قالت إيفلين: الهالة المخيفة التي تحيط بها جعلتني أفكر بأنها مصاصة دماء
ضحك روي من جديد ليقول: أتمنى أنني أفدتك بشيء يا آنسة إلى اللقاء الآن
أغلق الخط ليعود لضحكه نظرت ليديا إليه باستغراب لتقول: من كانت تلك الآنسة؟
قال روي: الفتاة التي حضرت برفقة كايت
قالت ليديا: و ماذا تريد من الآنسة لوريجن؟
قال روي بابتسامة ساخرة: شقيقها يود طلب يدها للزواج هل تتخيلين ذلك؟
عاد للضحك من جديد بينما اكتفت ليديا بابتسامة شابها الحزن بعد فترة قصيرة عند كايت الذي كان يجهز لرحلته العائدة لفرنسا بعد إلغاء جولته العالمية نظر للباب الذي فتح بهدوء ليرى إيفلين تحاول التسلل إليه ليبتسم لها و يقول: مساء الخير إيفلين
قالت إيفلين بابتسامة مرحة: مساء الخير كايت يبدو أنك قد أنهيت استعداداتك
قال كايت: أجل فالطائرة ستقلع بعد ساعة
اقتربت إيفلين منه لتحتضن ذراعه و تنظر إليه بشيء من الحزن قبل جبينها بلطف ليقول لها: سنلتقي مجددا بالتأكيد لذا لا تقلقي حسنا؟
قالت إيفلين: و متى ذلك؟ سأشتاق إليك كثيرا قبل قدوم ذلك الوقت بالتأكيد
ضحك كايت على ما قالته لتبتسم بمرح و يقول: لا عليك سنلتقي بالتأكيد
ابتسمت له بسعادة لتقبل وجنته اليسرى و تسير معه خارج الغرفة متجهين للمطار




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:00 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سماء سالار الملحية DoLoR علوم و طبيعة 8 08-05-2022 05:07 AM


الساعة الآن 02:25 PM