••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2020, 01:04 AM   #61
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




بّعد مّرور يومينّ علىّ حادّثة انهيارها كانتّ ناّئمة بّعمقّ علىّ سريرّها فيّ غّرفتهاّ البيضّاء تلكّ و رائحّة الأدويةّ تعمّ المكانّ بجّانبهاّ يجلسّ فرانسواّ
و يظهرّ على مّلامحه صّفة النّدم فكمّ هوّ يّشعر بالحٌّقارة لكونهّ تبعّ تّعليماتّ الطبيبّ هنريّ بالّرغم منّ علمهّ بحالّة ماريّ التيّ تلتزمّ العنايةّ النفسيّة
قبلّ العنايةّ الطّبية ، وجّهها و هيّ تصرخّ بّهستيريةّ أنّ النيّران حولهاّ تنّهش جسّدها جّعله يبدواّ كمّجرمّ ماّ و مـّاذا قدّ يحدثّ إذاّ علمّ نايتّ بّفعلته
الشنيعةّ هذّه ؟ فعوضّ أنّ يكونّ سندّا لماريّ صّار ضّدها ،
تنهدّ ليسندّ رأسه بّتعب علىّ طرفّ السريرّ لاّ يدريّ لماّ لكنّه مرهقّ فّحماية ماريّ تسّلبه كلّ قوتهّ أدراّج الرّياح إذّ أنه لاّ يفعل شيئاّ سوى
مـّراقبتهاّ طوالّ اليومّ و الحرصّ علىّ سّلامتهاّ ، نـظرّ إليهّا بّهدوء المرةّ الأولىّ التيّ رآهاّ كانّ شعرهاّ البنيّ يّصل إلىّ ماّ أسّفل رّقبتهاّ بّقليلّ أماّ
الآنّ فّخصّلاتها البنيةّ مبّعثرة علىّ الوسادّة قدّ ازدادت طّولا ، بّشرتهاّ شّاحبة ربماّ منّ الضغطّ النفسيّ الذيّ يّفرضه عليهاّ وضعهاّ ، لقدّ كانتّ فّتاة
بّشوشة ذاتّ ابتسامّة جميّلة أماّ الآنّ فلمّ يبّقى منهاّ سوىّ الأسىّ و الرثّاء على حاّلها ، كمّ يتمنى أنّ تعودّ ماريّ إلىّ سابقّ عهدهاّ
عندّما فتحتّ ماريّ عينيهاّ فجّأةّ على وسعهماّ ثمّ اعتدّلت فيّ جلّستها لماّ داّهمهاّ صّداع فّألقتّ نظرةّ على فرانسواّ الذيّ يّراقبهاّ بكلّ صمتّ و ماّ إن
وجّهت أنظارهاّ ناحيته حتىّ وقفّ لينحنيّ بكلّ ندّم قّائلاّ بأسفّ شديدّ
ـ إنّ ماّ فعلته ياّ سيدتيّ لاّ يغتفرّ فّأرجوكّ عـّاقبينيّ ،
أزاحتّ وجّهها للجّهة الأخرىّ بّقليلّ منّ الإستياءّ فّتركها وسطّ الطّريقّ بينّ المارةّ تعانيّ من حاّلتها الهستيريةّ تلكّ لأمرّ محرجّ و مذلّ بّالنسبةّ لهاّ
و كيفّ تّقدم آخرّ شخصّ كانتّ تتوقعّ رّؤيته لمسّاعدتهاّ كليرّ غلوري بنفسهاّ الشّابة المغرورةّ بينماّ حارّسها الوفيّ يّقف جاّنباّ إلىّ جنبّ معّ السيدّ هنريّ
فّشّعر فرانسواّ بالندم أكثرّ حينهاّ اقتربّ منهاّ و قالّ بّتوتر
ـ حسناّ سيدّتيّ ماّ رأيكّ أن أعوضكّ عن فعلتيّ الخرٌّقاء تلكّ بّجولة بّسيطة حولّ باريسّ ؟
رمقّته ماريّ بّنصفّ عينيهاّ دلاّلة علىّ عدم اقتناعها ثمّ سحبتّ غطاّئهاّ لتعودّ إلىّ النومّ هذاّ ماّ باتتّ جيدّة فيّ فعلهّ ، تنهدّ فرانسواّ بّخيبة أملّ و هوّ
الذيّ أرادّ أنّ يخاطرّ بّأوامرّ نايتّ الصّارمة فيّ سحبّها إلىّ الخارجّ ، كادّ أنّ يّغادرّ لماّ تحدثتّ ماريّ بنبرةّ حاّولت فيهاّ أن تكتمّ فرحهاّ
ـ ما دمتّ مصّراّ فلاّ خيارّ ليّ إذّن ،
بّعد فترةّ كـّانت ماريّ جالسة فيّ كرّسيها المتحركّ مرتديّة معطفا أزرقّ داّكن اللونّّ يقيّها منّ هـذاّ البّرد القارصّ معّ قفازاتّ و قبّعة روسيّة، فّستاناّ
أبيضّ يصّل إلىّ ماّ أسفلّ ركبتيهاّ بّقليلّ كانّ الحماسّ يّعلوّ ملامحّ وجّهها خلّفها فرّانسواّ يضعّ يديه فيّ جيّبه بّعد أن رّفضت ماريّ دفّعه لهاّ عندّما قدمّ
إليهاّ سورّا يبدواّ بسيطاّ لكنهّ أنيقّ فيّ نفسّ الوقتّ ، تسّاءل بنبرةّ هادّئة
ـ سيدّتي هلاّ تفّضلت بّوضعّ هـذّه السوارّ على يدّك ؟ إنهّ يّلائمّ ملابسكّ ، أيضّا هلاّ أخبرتنيّ أيّن تفضلينّ الذهابّ ؟
أومـّأت ماريّ بالإيجابّ ثمّ أخذتّ نفساّ عميقاّ مّغلقة عينيهاّ كيّ تستمتعّ قّليلاّ بّالحريةّ ، كمّ مرّ على خروجّها هكذاّ دونّ حرسّ حولهاّ و دونّ توبيخّ نايتّ
الحّاد لهاّ ؟ كمّ تتمنىّ لو أنهاّ زارتّ باّريسّ معه .. حين استعادتّها لرباطّة جأشهاّ قـّالت بّبسمة تعلوّ شفتيهاّ
ـ أريدّ رّؤية لوحّة موناليزاّ
فّورا استقّل فرانسواّ سيّارة أجرةّ و بـّعد نصفّ سّاعة تّقريباّ أوّ أكثرّ شّاهدتّ ماريّ عدةّ مناظرّ سّرت قّلبها الصغيرّ وصلّ الإثنينّ إلىّ المتحفّ الذي
يحّمل لوحّة لموناليزا بداّخله حينّ مدّ فرانسواّ يدّه ليمسكّ بّماريّ كيّ يجعلهاّ تجلسّ فيّ كرسيهاّ مجدداّ ، سّاعدّها ببطّء حتىّ استطاعت أنّ تعودّ لمقعدهاّ
طّوال هذّه الفترةّ كانتّ ترمقّ متحفّ اللوفر بإعـّجابّ شديدّ لطالماّ قّرأت عنهّ فيّ الكتبّ و لطالماّ تمنتّ زيّارته ، هذّه أمنيتهاّ كّطالبة للغةّ أجّنبية ..
ابتسمّ فرانسوا و قاّل بّلطفّ
ـ يبدواّ أنه نالّ إعجابكّ سيدتيّ
كانتّ عينّا ماريّ مثبتتينّ علىّ ذلكّ المتحفّ كّأن جميّلا بّشدة إذّ أنهّ من أهمّ المتاحفّ الموجودّة فيّ فرنسّا و يقّع على الضّفة الشماليةّ لنهر سينّ فيّ
العاصمة باريس، أجـّابته ماريّ بسّعادةّ
ـ لقدّ بنيّ أسّاسا ليكون قّلعة ذلكّ فيّ عـام 1190 ثمّ بعدّ سنواتّ تحولّ إلىّ قصرّ كيّ يسكنّ فيهّ ملك شاّرل الخامسّ قبلّ أنّ يتحولّ أخيّرا إلىّ متحفّ ،
نـظرّ إليهاّ فرانسوّا و علىّ شفتيهّ ابتسامةّ لطيّفة كمّ هو سعيدّ لأنهّ استطاع أخيراّ أنّ ّيراها تّستمتعّ ، إذّ يبدواّ أنّها تملكّ معلوماتّ عـّديدةّ عنّ فرنساّ و
ثّقافتهاّ بأكملهاّ ، بينماّ أكملتّ ماريّ تقدّمها ..دّخلاّ إلىّ متحف اللوفّر من خلالّ هرم زجاجيّ ضخم تم افتتاحه فيّ عّام 1999 م و منّ أهمّ الأقسّام التيّ
آثرّت إهتمامّ ماّري هيّ تلك القّاعة الكبرى التيّ شيدّها كاترين دي ميديشي فيّ القرن السّابع عـّشر و التيّ تحتويّ بدّاخلهاّ أهمّ أقّسام كتّلك اللوحّة النادّرة
التي استقطبتّ نظرةّ العّالم بّأكملهّ ، لوحّة لموناليزا منّ قبلّ ليوناردو دافينشي
وقفتّ ماريّ أمامهاّ تنـظرّ إلىّ تلكّ اللوحّة بّهدوءّ لّسببّ ماّ رّؤيتهاّ أثّارت الرّاحة بدّاخلهاّ فّابتسمتّ لاّ إراديّا منّ أعماّق قلبهاّ ، أيضّا و علىّ يمين القّاعة
الكبرى كانتّ قاعة صّغيرة نوعاّ ماّ ضيّقة قّليلا يّعرضّ فيهاّ بعضّ لوحاتّ تول وتريك الذي اقترن اسمه بمقهى المولان روج ، و فيّ قّاعة آخرى أثّارت
إهتمامّ فرانسواّ كانتّ هناكّ لوحة زيتية شهيرّة تمثل تتويج نابليون الأول لعرضّ رسمتّ على يدّ دافيد ،
بّعد فترةّ عـّاد فرانسواّ إلىّ نفسّ المكانّ الذيّ تركّ ماريّ فيهّ ليجدّها لاّزالت تنظرّ بكلّ إعجابّ للوحة موناليزاّ و لمّ يستطعّ فّهم سرّ إعجاّبها الشديدّ بهذّه
اللوحةّ خصيصاّ بالّرغم منّ أنهّ تّأملهاّ كثيرّا هوّ الآخرّ ، فّوقفّ بجاّنبها و قّال بنبرةّ هـّادئة
ـ سيدتيّ ، هلّ تفضلينّ تناولّ العـّشاء الآنّ ؟
أومـّأت ماريّ بّالإيجابّ فّدفّع الكرسيّ للأماّم غـّادرا المتحّف أخيّرا و هـذّه المرة تمّثلت وجّهتهماّ نحوّ برجّ إيفّل المشهورّ بأضّوائهّ الرائـّعة ، و يقعّ بدوره
فيّ أقصى شّمال الغربيّ لحديقّة شامب دي مارس بالقّرب من نهرّ سينّ لمّ يكنّ بعيداّ جداّ ، بالّرغم منّ أنّ عدمّ قدّرة ماريّ على سيّر أعاقت مجرى الرحلّة
قّليلا لكنّ فرانسواّ ظلّ يّساعدّها دونّ كللّ أوّ مللّ في النهاّية غّايته الوحيدّة من هذّه الرحلةّ هيّ استعادة ماريّ القّديمة
يوجدّ فيّ البرجّ مطّعم يّوفر خدّماتّه لزوارّ معّ إطلاّلة تتيحّ رّؤية جمالّ باريسّ يّقع فيّ الدورّ الأولّ ، حجزّ فرانسواّ أفضلّ طّاولة بّسرعة لكيّ يتسنى لماّري
الاستمتاعّ بالمنظر و الأكلّ معّا قدّ توفرّ هذاّ المطعّم على المّأكولاتّ البحريةّ بكثّرة ، جلستّ ماريّ على الكرسيّ بّهدوء تّراقبّ تلكّ الأضواءّ قدّ كان الأمرّ
رومانسياّ ، فّتنهدتّ بأسى كمّ تمنتّ لوّ يتواجدّ نايتّ بجاّنبهاّ فهذّه اللحظّة ، ويّليامّ و فلوراّ أحبّائهاّ ..
وضعّ أمامهاّ شتىّ أنواعّ الأطّباق الشهيةّ قدّ حصّلت على عنايةّ خاّصة مماّ جعلهاّ تتّساءلّ ما الذيّ فعله فرانسواّ كيّ يحصّلوا على طاّولة بّمثل هذّا المنظر
المذّهل و تلكّ المعّاملة فّائقة الاحترام و العنايةّ ، كانتّ تّتأملّ ماّ حولهاّ باستمتاع عندّما انتقل إلى مسّامعهاّ صوتّ أحدّ الزباّئن قّائلاّ بنبرةّ فضوليةّ محدّثا
شخصّا ماّ إلى جاّنبه
ـ أليستّ تلكّ المرأة نفّسها زوجّة نايتّ لبيرّ ؟ أنّا واثقّ بّأنهاّ هيّ لأننيّ حضّرت زفّافهماّ ،
استـداّرت ماريّ نّاحيتهماّ و نـظرتّ إليهماّ بّقليلّ من الاستغرابّ، هلّ هّذين الزوجينّ قدّ حضّرا حفلّ زفافهاّ ؟ لماذاّ لا تبدواّ وجوههماّ مألوفة لهاّ بالّرغم منّ
أنهاّ ألقت التحيةّ على جميعّ الضيوفّ ؟ حينّما التقتّ عينيهاّ بعينيّ ذلكّ الرجلّ الجاّلسّ معّ تلكّ المرّأة شّعرتّ بشيّء غريب ينتابهاّ قدّ كان ذوّ شعرّ أشقرّ
لامعّ و عينينّ حادّتين يضّع قّبعة تّخفي ملامحّه و وشّاحّ أسودّ اللون ، زمتّ شفتيهاّ بّعبوس و عـّادت تتناولّ غـذاّئها لماّ اقتربّ الزوجينّ منهاّ ، همستّ تلكّ
المرأةّ بّنبرةّ لبقة
ـ عـذّرا ، هلّ أنتّ نفسهاّ زوجّة نايت لبيرّ ؟
أومّأت ماريّ بالإيجابّ فّأشّارت المّرأة علىّ الكرسيّ الذيّ أمامّ ماريّ كيّ تسمحّ لهاّ الأخيرةّ بالجلوسّ ، بينماّ بقيّ الرجلّ بّجانبّ زوجّته لكنهّ سّرعان ماّ
تقدمّ ناحيةّ ماريّ كيّ تتاحّ له الفّرصة بالتّأكد من هويّتها و قدّ كانّ الاثنين يتفحصانهاّ بكلّ فضولّ لماّ تحدثتّ المّرأة بنبرةّ مستفسرةّ
ـ حقّا ؟ لاّ عجبّ أن الصّحافةّ لمّ تنشرّ أيّ أخبارّ عنكّ هلّ كنتّ طوالّ هذّه المدّة فيّ فرنسّا ؟ يبدواّ أنكّ تعالجين أليسّ كذلّك ؟
حدقتّ ماريّ بّها بّقليلّ من الغيضّ ثمّ وضعتّ ملّعقتهاّ جانباّ و مسحتّ فمهاّ بطّريقة لبّقة لكيّ تبتسمّ بعدّها راسمة على وجّهها ملامحّ اللطفّ ، قـّالت بّهدوء
ـ أجلّ ، كمـّا تّعلمان فّأناّ فقدتّ قدرتي على السيرّ إثرّ حريقّ الذيّ حدثّ فيّ حفّلة السيدّ فلادمير ،
شهقتّ المّرأةّ بّأسىّ مماّ جّعل ماريّ تستغربّ قّليلاّ فماّ الذيّ يحاولّ هذيّن الزوجينّ فعله ؟ لماّ احتّضنت المرّأة يدّ ماريّ بّشّفقة و الدموعّ قدّ شقتّ طّريقهاّ
علىّ خدّها مماّ أشعرّ ماريّ بالقلقّ، تحدثّت المّرأة بّحزن
ـ آهّـ يّا لكماّ منّ زوجينّ تعيسينّ كلاهماّ يناضلّ منّ أجلّ الآخرّ ، يبدواّ أنكّ تبذّلين جهدكّ منّ أجلّ سيدّ نايتّ بالّرغم منّ أنك لا تقدرين على البقاّء بجّانبه
أعنيّ كونهّ متهمّ بّالقتل و لاّ أحدّ بجانبهّ ل
شّحب وجّه ماريّ كّأن الدماءّ قدّ سحبتّ من عّروقها و هيّ تسمّع أنّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ أحبّته متهمّ بّقضية قتلّ فّتلعثمتّ محاولةّ أن تجدّ الكلماتّ
المناّسبة كيّ تصيغّ سّؤالهاّ ، حينماّ تّقدمّ فرانسواّ فجّأة مّن خلفّ ماريّ وقفّ لّيظهر طولّ قّامته الفاّرع و عـّضلاته التيّ قدّ برزتّ من أسفلّ قميصهّ
ليّتحدثّ بنبرةّ بّاردة
ـ ماّ الذيّ تقولينه يّا سيدّة ؟
نـظرّت المّرأة بّدهشة إلىّ فرانسواّ كيف لمّ تلاحظّه سّابقاّ بينماّ حضّوره قدّ طغى على القّاعة بّأكملهاّ ؟ ، لقدّ ظنتّ أنّ ماريّ تجلسّ لوحدّها فّكّادت أنّ
تجّيبه لولاّ أنّ ذلكّ الـرجلّ ذو الشّعر الأشقرّ تكلمّ بلكنة فرّنسية بحتةّ
ـ ألاّ تعلمّ ؟ سيدّ نايتّ متهمّ بّمحاولة قّتل السيدّ بيتر لبيرّ ذلكّ منّ أجلّ الحصولّ على شركةّ لبيرّ لنفسهّ ، يّبدوا أنّ مهاراتكّ كّحارسّ شخصيّ تتقلصّ
تدريجياّ فرّانسوا
شّعـّر كلاّ من ماريّ و فرانسواّ بالّصدمة ، كّيف لّهما ألا يعلماّ بحدوثّ أمرّ خطيرّ كهذّا ؟ هلّ فعلا نايتّ مشتبه بهّ كماّ يقولانّ أمّ أنهاّ محضّ كذبّة لتلاعبّ
بهمّا ؟ كادّ فرانسواّ أن يندفعّ ناحية ذلكّ الرجّل لكنّ يدّ ماريّ الممسكةّ بذّراعه منعتهّ من التحركّ كّأنها تطلبّ منه إلتزامّ الهدوءّ ، حينماّ تحدثتّ بّنبرةّ لبقة
ـ حسناّ ، لمّ أكنّ لأظنّ أبداّ أنّ هاته الأخبارّ ستصلّ إلىّ فرنساّ لكنّ كماّ جميعاّ نعلمّ فنايتّ رجلّ أعمالّ مشهورّ لذلّك أخباره تنتشرّ بّسهولةّ أيضّا تلكّ القّضية
التيّ تتحدّثان عنهاّ ماّ هي إلاّ سوءّ فهم منّ قبلّ الصحاّفة و لشخصيّة نايت اللامبالية فّأنا واّثقة أنهّ لم يهتمّ بإنكار ما قالته الصّحف ، سّأكون ممتنةّ لكماّ
إن توقفتماّ عن نشرّ هذّه الشّائعة الخاطّئة منّ فضلكمّ ، اعذرونا هياّ بناّ فرانسواّ ..
ألقىّ فرانسواّ نظرّة أخيرةّ على ذلكّ الرجلّ لا يعلمّ لماّ لكنّ يبدواّ له مّألوفّا طرّيقته فيّ الكلام و نـظّراته السّاخرة كّأنه قدّ سبقّ له رؤيتهاّ فيّ مكانّ ماّ لوّ لمّ
تخنه ذاّكرته فقطّ ، دفعّ بكرسيّ ماريّ للأمامّ مفكراّ الآنّ هناكّ شيءّ أكثرّ أهميةّ كمّعرفة السببّ وراءّ هذّه الشّائعة و الأهمّ هلّ السيدّ نايتّ بخيرّ ؟
بعدّ ابتعادّهما فّترة كافّية كانّ برجّ إيفل لاّ يزالّ قّريباّ منهّماّ و يستطّيعان رّؤيته بكلّ وضوحّ وسطّ تلكّ الضوضاءّ العارمة و الضّجة التيّ يّصدرهاّ المارونّ
كّان ذّهن فرانسواّ مشتتاّ إذّ أنه حاولّ مراراّ و تكراراّ الاتصّال بّهاتفّ نايتّ غيرّ أنّ الرّقم خاطئّ ، زادّ ارتباكّه و كذلّك قلّ صّبر ماريّ فلمّ يسبقّ لنايتّ و أن
تجاهلّ إتصّالا من قّبل فرانسواّ شتمّ الآخيرّ بّعصبيةّ
ـ سحقاّ ماّ الذيّ حدثّ بلندن أثناءّ غيابناّ ؟
سّقطتّ عينيهّ فجّأة علىّ ماريّ ليرى الدموعّ تّترقرّق مستعدةّ لّنزولّ حينهاّ شّعر فرانسواّ بمدىّ تّأثيرّ فّقدانه لأعصّابه علىّ ماريّ إذّ أنهاّ الأكثرّ قلقّا على
سّلامة سيدّه لذّلك ابتسمّ بهدوء محاولا بّث الطمأنينة بّقلبها قّائلاّ
ـ ليسّ هناكّ ماّ يدعواّ للقلقّ سيدتيّ لاّبد أنهاّ إدعاءات كاذّبة منّ أجلّ إرباكنا و جّعلنا نعودّ إلىّ لندنّ ، سوفّ أتصلّ بّسوزي فوراّ لكيّ أطمئنكّ الآنّ أعذرينيّ
سّأبتعد قّليلا إذّ يبدوا أن إشاّرة الهاتف ضعيفةّ جداّ فيّ هذّه المنطّقة
ثـمّ سّار بخـطّوات سّريعة مبتعداّ مسّافة كاّفية كيّ يستطيّع رؤيتهاّ أيضّا كيّ لا تكون قاّدرة علىّ سماعّ حديّثه بينمّا أخذتّ ماريّ تنظرّ إلىّ السماءّ كانتّ
ملّيئة بالنجومّ برزّ منّ خلالّ الغّيوم القّمر فّوضعتّ يديّها بّحضنهاّ محكمةّ القبضّ عليهماّ متمنيةّ منّ أعماقّ قّلبهاّ أنّ يكونّ نايتّ بخيرّ بالّرغم من أنّ
التمنيّ ليسّ مفيداّ لكنّه الشّيء الوحيدّ القّادرة علىّ فعله فيّ حالتهاّ
فيّ الجّهة الأخرىّ كانّ فّرانسواّ يّتفحصّ الانترنيتّ بّقلقّ عندّما رأى كلّ تلكّ المقالاتّ التيّ كان محتوىّ موضوعهاّ واحدّا ألاّ و هو أّسرار القّابعة خلفّ
نايتّ و محاولةّ كشّفهاّ فّلا شيءّ يثيرّ فّضول الصّحافة أكثرّ من الأسّرار المخفّية ، و كمّ شعرّ بّصدمة عمّيقة عندّما وجدّ صوراّ لّسيدّ بيتر لبيّر فيّ غرفة
الطوارئ منذّ ماّ يقاربّ أسبوعاّ و أكثرّ ، متّى حدثّ كل هذّا و كيفّ ؟ لماذاّ نايتّ متهمّ بّقتل السيدّ لبيرّ ؟ و لماذاّ لم تتصّل سوزي به ؟
وضّع السماعةّ على أذّنه محاولاّ الاتصالّ بها من جديدّ عـّاقدا العـّزم إذّ لم تردّ عليهّ فسوفّ يتجّه إلىّ لندن فيّ أقربّ رحلة لاّ يهم أيّ أمرّ طلبّه نايتّ منه
الآنّ فّمهمتهّ الأولىّ كانّت من قبلّ سيدتّه والدّة نايتّ التيّ أمرتّ أنّ يقومّ هوّ و سوزيّ بحّمايته حتىّ لو كاّن الثمّن دمهّ ، عـّندما انتـّقل إلى مسّامعه صوتّ
سوزيّ المتوترّ فـّكادّ أن يّجيبهاّ لماّ اختفتّ ماريّ من أمامهّ أنـّظاره كانتّ تّقتادّ من طرفّ بضعةّ رجالّ نحوّ زقاقّ ماّ بينماّ لم يبدوا عليهاّ المقاومةّ أبداّ ،
سّقط الهاتفّ من بينّ يديّه فانطلق مسّرعاّ نـّاحيتهاّ كّان يّركضّ بكلّ ماّ أوتيّ من قوةّ عندّما إختفىّ الرجالّ عندّ زقاقّ ماّ فّإستدارّ كيّ يلحقّ بهمّ عنـّدماّ دوى
صوتّ الألعابّ الناّرية جاذبّا انتباه الماّرة، شعـّر بالصّدمة و هوّ يرى فّوهة المسدّس الموجّهة نّحوه و علىّ غـّرة إنطلقّت تلكّ الرّصاصة لتستقرّ فيّ صّدره
اتسعتّ عينيهّ بّصدمة أقوىّ و أنّزل نظرّه تدريجياّ واضعاّ يدّه علىّ صّدره لماّ بدّأت الدماءّ تتدفّق ، سقطّ على ركبّتيه غيّر قادّر على تّحمل أكثرّ من ذلك و قدّ
بدأ الظلامّ يّغشوا عينيه شيئاّ فّشيئاّ حينماّ تقدمّ أحدّهم أمسكّ بكلّ قوة خصّلات شعرّ فرنسواّ جاّذباّ إياه نحوهّ ، على شّفتيه ابتسامةّ سّاخرة حاقدّة فّهمس
بنبرةّ كفحيحّ الأفعىّ
ـ لاّ يبدوا المنظرّ رائّعا منّ الأسفل أليسّ كذلكّ فرانسواّ ؟
رفعّ فرانسواّ رأسهّ لتظهرّ الألمّ على محيّاه قبلّ أن يّغّشاه الظلامّ كلياّ استـطاعّ أنّ يلمحّ وجّه قـّاتله ، كانّ ذلكّ الرجلّ الذيّ عـذّبه سابقاّ جونسون الخاّئن
كمّ هـذاّ مثيرّ لشّفقة كأنهماّ تبادّلا الأدوارّ فّسدد جونسون لكّمة قويةّ لّوجه فرانسواّ كيّ يسقطّ الأخيرّ أرضاّ و قبلّ أنّ يدركّ ما الذيّ يحدثّ من حوله غّادر هوّ
الآخرّ فيّ غـّيبوبةّ ، نـاطّقا بّكل وهن بجملة فقطّ كانتّ نابعةّ من قّلبه مليّئة بالندمّ و الحسّرة
ـ أنـّا أسفّ سيدّي .. لمّ أكن فيّ محلّ ثقتكّ بالنهايةّ ،






 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 01:05 AM   #62
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




الشـآبــّتر الواحدّ و الثّـلاّثينّ

ـ حـّلوى منّ الغّريب

بّعيدا عن أجواء باريسّ المتوترةّ تحتّ سماءّ أميركاّ حيثّ سوفّ يّقام ذلكّ المهرجانّ المنتظرّ ، بإحدى الفنادق المنتشرة بكّثرة كانّت
غـّرفته الفخمةّ تـطلّ علىّ شّوارع لوس انجلوس المذهلة رغـّم أنّ جّمالها يّفوق الخيالّ إلاّ أنهاّ لم تثرّ إهتمامّ ويليامّ على الإطّلاق
بلّ بّقي طـّوال الرّحلة هناّ بهذّه البقعةّ يّبذل جّهده لإنجاح أغنيته الجديدّة و يتمرنّ كلّ ليلة على الكلماتّ فّهو لاّ يّرغب أنّ يّخفقّ بّعد
كلّ ماّ مر بّه ،
وضـّع منشّفة علىّ شعرهّ الأشقرّ الحريريّ المبللّ و تـّوجه نحوّ السريرّ لكيّ يرميّ بجسدّه المرهقّ عليهّ ، بّعد لحظاتّ رفّع هـّاتفه و
نـظرّ إلىّ الشـّاشة بّأسى شديدّ إذّ يبدواّ أنّ أحداّ لم يحاولّ الاتصال به حتىّ أن ماريّ توقفتّ عن إرسالّ تلكّ الرسّائل النصّية القصيّرة
المشجعةّ و يبدواّ أن نايتّ مشّغولّ جداّ بّمنصبّه الجديدّ إذّ لاّبد أنه قدّ عين كّمديرّ لشركاتّ لبيرّ بأكملهاّ و بالّرغم من محاولة ويليام الاتصال
به إلاّ أن هاتفه خارج مجال التغطية أو مغلقّ ، بينماّ فلورا غـّاضبة جداّ لكيّ تكلمه ، ياّلهم من أصدقاّء فّكاد يرمي هاتفه جانباّ عندّما رنّ
و ظهرّ إسمّ فلوراّ ليشّعر بالصّدمة ماّ هذاّ ؟رفـعّ السماّعة بتّردد و الهواجس تراودّه ثمّ تحدثّ بنبرةّ مرعوبةّ قليلاّ
ـ نعـّم أقصدّ ألوّ ، أعنيّ مرحباّ
فيّ الجاّنب الأخرّ كاّنت فّلوراّ متّرددةّ كّثيرّا إذّ أنّ خطّوتها هـذّه بالنّسبة لهاّ حركّة جّريئةّ منّ قّبلهاّ لكنّ إنّ أرادت كسبّ حّب ويّليامّ فيجبّ عليهاّ
السعيّ لهّ ليسّ كّأنهاّ لمّ تحاوّل سابقاّ الاتصالّ بهّ لكنّ عـّدم رفعه لسماعةّ فيّ كلّ محاولةّ لهاّ جّعلها تشعرّ بالراحةّ قّليلاّ كّأنها تّؤجلّ المحتومّ
أخـذتّ نفساّ عميقّا مستجّمعة أفكاّرها و قـّالت بّإبتسامةّ تعّلو شّفتيهاّ
ـ صبّاح الخيرّ ويّليامّ ، كيّف حـّالكّ ؟
نـظرّ ويّليامّ إلىّ الشّاشة بّعدم تصديّق فهلّ فـّعـلا منّ تحدّثه هيّ فلورّا ؟ فّلوراّ العـّصبية الثّائرة علىّ مـداّر الأيّام ؟ شّعرّ بالقّلق ينسابّ لّقلبه إذّ
كّانت غّريبة جداّ لهّ مماّ جّعله يتسّاءل مّا إن حـدثّ مكروهّ ماّ ، فّردّ بّنبرة قّلقة
ـ ماّ الأمرّ فّلورا ؟ هـّل حدثّ شيءّ ماّ ؟
حـّاولت فلوراّ التماسكّ و الإبقّاء على ابتسامتهاّ فّجملةّ ويليامّ تّثيرّ أعّصابهاّ فّعلاّ ، ماّ الذيّ يعـنيه بّحدثّ شيّء ماّ و هلّ يجبّ أنّ يكون هناكّ
شيء لتتصّل بهّ ؟ زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ و رفـعتّ خصّلات شعرهّا الأصّهب بحركةّ تنمّ عنّ العّصبيةّ لكيّ تّربطّه على شكلّ ذيّل حصّان ، تحدثتّ بنبرةّ بّاردة
ـ لاّ ، أنـّا أسّفة إنّ كنتّ قدّ أزعـجتكّ لمّ أقصدّ ذلكّ إذّ أننيّ أردتّ فقطّ الاطمئنان عليكّ ، أعـّلم أنكّ رجلّ مّشغولّ لذّا وداعـّا
شعـّر ويّليامّ بالحزنّ فيّ كلماتهاّ مماّ جّعله يرتبكّ حيث أنهّ لمّ يكنّ يتوقّع أبداّ أنّ تّقولّ فلوراّ فيّ يوم ماّ أنهاّ تّريد الاطمئنان عليّه ، حكّ جّبينه بّتوترّ
لاّ يّعلمّ سّببه ثمّ أجـّابها مسرعاّ قبلّ أنّ تقومّ بّغلق السماعةّ
ـ لاّ انتظري لستّ مشّغولاّ علىّ الإطـّلاقّ،
عـمّ الصمتّ لمدةّ من الزمنّ فلمّ يجدّ أحدّهماّ موضوعاّ لمناّقشتهّ ، عنـدّما فّتح أوسكاّر البّاب بّطريقّة فّوضوية تدلّ علىّ عدمّ اهتمامهّ أوّ بالأحرى
لبّاقته كانّ يسيرّ بكلّ كسّل عنـدماّ لمحّ ويليامّ ممسكاّ بهاتفهّ فاتسعت عينيهّ من الصدمةّ و ركضّ نـّاحيته كيّ يّأخذّ الهاتفّ من بينّ يدّيه مماّ جّعل
ويليامّ يّشعر بالّغضبّ فّأمسكّ هاتفه هوّ الآخرّ صّارخاّ بّعصبية
ـ سحّقا ماّ الذيّ تـّريده الآنّ ؟ أتركّ هاتفيّ اللعينّ و شّأنه
بينماّ كاّن أوسكاّر يسحبّ الهاتفّ بّكل قّوته خوفاّ منّ كونّ الشخصّ الذيّ ويليامّ يتحدثّ معه الآنّ هوّ نايتّ و لوّ علمّ ديميتريّ بالأمرّ لسوفّ يّثورّ
كعـّادته ، إذّ ان أوسكارّ حاولّ إقناعّ ديميتريّ بّعدم التعرضّ لويليام أوّ محاولة قّتله و ذلكّ بّمراقبته طّوال الوقتّ و إبّعاده عنّ نايتّ ، ماّذا سيفعّل إنّ
فشل فيّ مهمته هذّه ؟ و بإرتباكّ ضّغط على زرّ مكبرّ الصوتّ دونّ درّايته ليصّيح بّتوتر
ـ أنتّ ماّ الذيّ تفعله ؟ لقدّ أتيناّ للعّب لا للمغـّازلة فأترك هـذاّ الشيءّ جانبا
بالرغمّ منّ أنّ ويليامّ ناّدرّا ماّ يغضبّ لكنّ أوسكارّ بتصّرفاته الغـّريبة هـذّه يجّعله يّفقد أعّصابه ، فّبعد أن إتصّل شخصّ ماّ بّه أخيـّرا هاهوّ يسحبّ
الهاتفّ منه لذّلك لاّ لنّ يّنصاع لطلبه هذه المرّة و كـّاد أنّ يصّيح بّغضّب هوّ الآخرّ عندّما تحدثّت فـّلورا بّنبرةّ نـّأرية
ـ أنّت أيهاّ السافلّ أوسكاّر ماّ الذيّ تظنّ نفسكّ فاعلاّ بأخذّ هاتفّ ويليامّ ؟ ألهـذاّ السببّ كانّ مطّفئّا طّوال الوقتّ ؟ لماذاّ تستمرّ بالتقربّ من ويليامّ
و إبعادّه ؟ أيّعقلّ أنكّ شّاذّ ؟ أنتّ لاّ تحبّ الرجالّ أليسّ كذلك ؟
عـمّ صمتّ عـميقّ و ثقيلّ فيّ أركانّ الغـّرفة كيّ يسقطّ الهـّاتف علىّ السريرّ بينماّ أحمر وجّه أوسكاّر لاّ من الإحراجّ أوّ الخجلّ بلّ من الغـّضب الذيّ
يّتأججّ فيّ كلّ قطرّة دمّ تسيرّ بّعروقهّ إنهاّ بالفعلّ وقحةّ بالنسبةّ لفتاةّ فيّ مثلّ سنهاّ ، أليستّ تبلغّ الـثّالثة و العـّشرينّ ألاّ يعنيّ أنه و بهـذاّ الوقتّ يجدرّ
بهاّ أنّ تكونّ قدّ تعلمتّ أسسّ الكلامّ ؟ شّعرّ ويليامّ بالجوّ و هو يّصبحّ كئيبّا و غـّريباّ قـّليلاّ لكيّ يضحكّ بّتوتّر متحدثّا بكلّ لطفّ
ـ لاّ بالطبّع لاّ ، ماّ الذيّ تّقولينه فلوراّ أرجوكّ اعتذري منه
تـجاّهلت فلوراّ كـّلماتّ ويّليامّ المحـذرّة و المّؤنبة لهاّ أكثرّ من كونهاّ لطيفةّ إنّ تواجدّ أوسكارّ بجانبّ ويّليام يثير غّيضهاّ فلماذاّ يسّتمرّ دوماّ بالاقتراب
منهّ دونّ ألسمأّح لأحدّ آخرّ بّذلكّ كماّ لو كّأن ويّليام ملكاّ له لاّ يجبّ عليهّ لومهاّ هيّ أفّلا يرى تصّرفات أوسكاّر الغـريبةّ ناحيته ؟ قـّالت بّكل عـنادّ
ـ و لماذاّ أعتـذرّ ؟ أنه لاّ يستحّق ذّلك ، ثمّ لماذاّ تستمرّ بالدّفاع عنه ؟
نـظرّ ويليامّ إلّى أوسكاّر كيّ يجدّ ملامحّ وجّهه مسّعرة بالغـّضب خصّلات شعرّه الأسودّ سقطتّ بكلّ فوضوية علىّ جبينه بينمّا يدّه اليمنىّ تـطرقّ بكلّ
عصبية علىّ ركبّته ، عندّما لمّ يستطع أخيرّا احتمال الأمرّ كيّ يّصرخ بّحدةّ
ـ أيتها.. لاّ أصدّق ذلكّ، أنتّ بالفعلّ وقحةّ لاّ بلّ حقّيرة يجدرّ بكّ الشكرّ لأننيّ لستّ فيّ لندن الآنّ لكنتّ جّثة مّيتة،
حـّاول ويّليام تّهدّئة الأوضّاع عبرّ سحبّ أوسكارّ لكنّ الآخيرّ لمّ يتحركّ قيدّ أنملة منّ مكانه حيثّ استمرّ بالنظرّ بشررّ نـّاحية الهاتفّ و لوّ كانّ فعلاّ
بلندنّ لأمرّ رجالّ ديميتريّ بالقّضاء عليهاّ هذّه الحقّيرة تّقف كالعلقمّ فيّ الحلقّ ، بينماّ أخذتّ فلوراّ تّضحكّ بّقوة علىّ كـّلماتهّ ثمّ تحدثّت بنبرةّ سّاخرة
ـ يّا رجلّ حتىّ أناّ أستطيعّ الشتمّ أفضلّ من هـذاّ ، أتّريد سماعّ شتائمّ حّقيقيةّ إذّن دعنيّ أسمعكّ إيّاهّا أيهاّ المـ ..
و قبّل أنّ تكملّ جّملتها أغلقّ ويليامّ السماعةّ بّإرتباكّ فإنّ كان يّعلمّ أحدّ بماّ يستطيعّ فمهاّ الصغيرّ ذلكّ التّفوه بهّ فهوّ ويليامّ إذّ أنه أكثرّ شخصّ
تعرضّ لشتمّ و النعتّ و الركلّ منّ قبلهاّ ، فرمقّه أوسكارّ بنـظرّة خـطيّرة نـّارية ثمّ وقفّ و غـّادر الـغّرفة قـّائلاّ بنبرةّ حّادة ،
ـ أتجّه إلىّ القاعةّ الرئيسيةّ فّرئيس شركّة التّرفيهّ يريدّ لقّائناّ
حينهّا تنهدّ ويليامّ براحّة لكيّ يّهزّ رأسهّ نفياّ بعدّ فترةّ ، دوماّ ماّ تنتهيّ نقّاشاته معّ فلوراّ دونّ الوصولّ إلىّ الهدفّ فهوّ حتىّ الآنّ لمّ يعرفّ السببّ
الذيّ دفّعها للإتصّأل بهّ يّا لهاّ من امرأة معّقدة الفهمّ ، دفّع هـّاتفه جّانباّ على المنضدّة كيّ يتجّه نـحوّ الخـّزانة ارتدى بذلّة رسميةّ سوداءّ دون
رّبطة عنقّ و أغلقّ البابّ خلفه ، لماّ رنّ هـّاتفه مجدداّ كيّ يرتدّ كالصدّى دونّ مجيبّ ،
نـظرّت فلوراّ إلىّ الشّاشةّ بّعدم استيعابّ عندمّا صّرختّ بّأسى و هي تكادّ أن ترميّ نفسهاّ من تلكّ الشّرفة ، مّا الذيّ قالته تواّ إنهاّ بالكادّ تستطيعّ
التذّكر كماّ لو كّأن شخصّاّ قدّ استحوذ عّليها ، أينّ اللبّاقة ؟ أينّ ذهبّت فكرةّ كسبّ قلبه ؟ لماذاّ تستمرّ بالفشّل الذّريع هكذا ؟ لاّ تصدقّ ذلك .. أخيراّ
بعدّ أن ردّ ويليام على مكالماتها تنعت صديقه بالشاذ و ترفض الاعتذار أيضاّ ثم تتفوه بشتائمّ سّوقية ، همست لنفسها بأسّى
ـ وداعاّ لحبيّ و أناّ التيّ أردتّ كسبّ قلبه بلّ بالأحرى كسبّ كرهه بجداّرة
زفرتّ بحزنّ لماذاّ دوماّ ما تقول كلاماّ لاّ تقصدّه أبداّ ؟ ألا تستطيعّ التصرفّ كفتاة و لوّ دقائقّ ؟ إن استمر الوضعّ هكذاّ فّستبقى طوالّ عمرهاّ ّ دون
أن تكون قادرّة على الاعتراف بحبهاّ

/

بأحدّ الأزقّة المّظلمة فيّ بّاريسّ حيثّ يعمّ السكونّ فّي تلكّ البّقعة المـظلّمة تماماّ بجّانب نهرّ سين كـّانت جـّالسة على كرسيهاّ المتحركّ و يحيطّ بهاّ
ثـّلاثة رجاّل ضخامّ الجسدّ ، جالّت بّعينيهاّ الواسعتينّ في المكانّ بينماّ قّلبها يّخفق بكلّ قوّة عندّما انتقلّ إلىّ مسّامعها صوتّ خطّوات هـّادئة سّلسة و
كسّولة فّرفعتّ نـظّرها نـّاحيته ، جونسونّ بّابتسـّامة حاقدّة على شّفتيه لاّ تدرّي لماّ لكنّ شّعرت بالخوفّ لماّ رأتّ ملامحّه كانّ لاّ يبدواّ إنسّانا على
الإطلاقّ و تلكّ الصّفات المليّئة بالغضبّ تّغزوه ، تّرددتّ ماريّ كثيراّ قبلّ أن تتحدثّ بنبرةّ متوترةّ
ـ لقدّ أخبرّتنيّ أنّني إنّ أتيتّ معكمّ فّسوفّ تّسّاعد نايتّ أليسّ كذلكّ ؟ أنتّ ستنفذّ بّوعـ
قبلّ أنّ تكملّ كّلامها صّفعها بّقوة علىّ وجّهها ثمّ تخللتّ أناملهّ الطّويلة القّاسية خصّلات شعرهاّ البنيّ كيّ يجذبّ وجّهها ناّحيته فّلم يصرّ يّفصل بّينهماّ
إلاّ إنش أو إثنينّ بينماّ تنفسهّ يّلفح وجّنتيهاّ بّقوة فاتسعت عينيهاّ من الصدّمة إذّ لم تدرّك حتىّ الآنّ أنه قاّم بضّربهاّ ، تّلعثمتّ قّبلّ أن تتحدثّ بّخوف
ـ ماّ الذيّ تـّفعله ؟ هلّ تنكثّ بوعدّك ؟
ابتسمّ بكلّ سخريةّ ثمّ ضحكّ بقوة كمّ لذّة الإنتقامّ ممتعةّ ، مثّيرة جداّ تغّمره بالنشّوة و السّعادةّ سّابقاّ قامّ نايتّ بّتسديدّ لكماتّه نحوهّ دونّ مباّلاة كّما لوّ
كأنه كيسّ ملاكمةّ لإفّراغ غّضبه .. لاّ بلّ حشّرة لاّ تستحقّ حتىّ اهتمامه فّكلف فرانسواّ يدّه اليمنى بتعذيّبه للحصولّ على معلوماتّ تخصّ ديميتريّ
و كمّ كانتّ تلكّ الأيامّ سّوداءّ فيّ نـظرّه ، فّأخذّ ينظرّ إلىّ ماريّ باحتقار لماّ تحدّثت بّصدمة
ـ لقدّ أخبرتنيّ بأنكّ ستساّعدّ نايتّ ،
رمقّها منّ أسفلّ قدّميها إلىّ أخمصّ رأسهاّ إنهاّ بالفعلّ كماّ وصّفها ديميتريّ فتاةّ ريفيةّ من الطرّاز الأولّ الأمرّ الذيّ حيره كيّف لنايتّ صاحبّ الذّوق
الصّعب أنّ يختارّ هذّه الفتاةّ كزوجّة لهّ ؟ أيعقلّ أنهّ يحبّها ؟ لكنّ ذّلك الرجلّ متجردّ من جميعّ المشّاعرّ حينّها ابتسمّ بكلّ سخريةّ قّائلاّ و التهكمّ
يلفّ كلماته
ـ لمّ أصدقّ ماّ قّاله ديميتري عنكّ حتىّ رأيتكّ بعينايّ ، جـّاهلة و غّبية تثقّ بالغيرّ بكلّ سهولة و للمرّة الثالثة بّسبب حماّقتك أنتّ تّضعين نايتّ فيّ
موقفّ لاّ يحسدّ عليه
اتسعتّ عينيهاّ بّصدمة إذّن هوّ تـّابع لديميتريّ الـّرجل الذيّ زودّ مكبراتّ الصوتّ بّمفجراتّ فيّ حفلة فلادمير أيعقلّ أنهاّ وقعتّ مجدداّ فيّ شّباكه ؟ و
هيّ التيّ أرادّت بّشدة أن تساعدّ نايتّ لذّلك وثّقت بهذاّ الشّاب فٌّقالت بنبرةّ مترددةّ
ـ لكنكّ وعدتّني ،
ضحكّ بـّشدةّ على ملامحّها الطّفولية المتمسكةّ لآخرّ لحظةّ بكلماتّه الكاذّبة ، فّإقتربّ منهاّ أكثرّ و وضـعّ يدّه علىّ ذّقنها لكيّ يجذبّها ناحيّته أكثرّ نـظرّ
إلىّ عينيهاّ و قدّ عكستاّ خوفها الشديدّ منه لاّ يدريّ لماّ لكن لقدّ خابّ ظنه قّليلاّ ، لقدّ ظن أنّ زوجّة نايتّ ستكونّ بمثلّ قوته و صلاّبته مهماّ إزدادّ
الموقفّ صّعوبة عليهّ يرفضّ الانصياعّ لكنّ هذّه الفتاة عكسّ توقعاتهّ ، فّأجـّابها بّابتسامةّ مستهزئة
ـ نحنّ البشرّ نستطيعّ الكذبّ ماريّ
أخفضتّ ماريّ رأسهاّ بّخيبّة أملّ كبيرّة و الصدمةّ واسّعة قدّ احتلت فكرّها ماّ الذيّ عليهاّ فعله ؟ فّهي بالكادّ قادّرة على السيرّ و هزيمةّ ثّلاثة رجالّ
ضّخام الّجثة أمرّ خياليّ بالنسبةّ لهاّ أيضّا لاّ يمكنهاّ أنّ تّثيرّ قلقّ نايتّ مجدداّ ، فّتّشبثت بّكرسيهاّ كّأنه منجيهاّ الوحيدّ و أخذت تّصيحّ بّصوت عـّاليّ
ـ فـّرانسواّ .. فـٍّرانسواّ
إنهاّ تـعلمّ جيداّ انه يّبحثّ عنهاّ فّإن غـّابت أكثرّ من دّقيقة عنّ مرمى نـظرّه سّارعّ بّالبحثّ عنهاّ، يجبّ عليهاّ أن تصّرخ بّأقصى ما تملكه كيّ يّستطيعّ
سماعهاّ و إنقّاذهاّ، كلّ مّا عليه فعله هوّ الثّقة به فهوّ دوماّ ماّ يجدّها عندّما تحدثّ جونسون بّسّخريةّ قّاطعاّ أخرّ خيطّ أملّ لهاّ
ـ لاّ تتعبيّ حنجرتكّ بالصياّح أكثرّ فقدّ قّتلته،
حينهاّ أدركتّ ماريّ أنهّ لاّ مفرّ لهاّ فّكادتّ أن تسقطّ الدموعّ من عينيهاّ سوفّ يّلقى القبضّ عليهاّ عندّها سيهددونّ نايتّ أكثرّ من هـذاّ ، فكـّرت بّخذّلان
و هو يّدفعونهاّ للأمامّ إنّ لم تكنّ مصدرّ قّوة لنايتّ فلاّ يجبّ عليهاّ أن تكونّ مصدرّ ضعفّ أيضاّ ، إنهمّ لاّ يعلمونّ أنها لا تعنيّ شيئاّ لنايتّ أكثرّ من صّفقة
عملّ لكنهاّ هيّ تعّلم جيداّ ذّلك و لهذاّ السببّ بالتحديدّ موتهاّ لن يعنيّ شيئاّ له ، نـظرتّ بطرفّ عينهاّ إلىّ النهـّر ثمّ و بـحركةّ مفاجّئة حركتّ عـجلاتهاّ
بّقوة لتدفّع نفسهاّ أمامّ ذلكّ النهـّر ،
صـّرخ جونسونّ بذّعر و هوّ يرى ماريّ تّغرقّ دونّ مقّاومة إذّ لم يكنّ لّيتوقع هذاّ أبداّ فّأمرّ رجاّله بالغطسّ بحثاّ عنهاّ ، ماّ الذيّ سّيفعله إنّ توفيت هناّ
و الآنّ ؟ بكلّ تأكيدّ سوفّ يّقتل من قبلّ ديميتريّ ، عندّما رفـعّ أحدّ الرّجال ماريّ للأعلىّ كيّ تستطيعّ التنفسّ فّتنهدّ جونسونّ بّراحةّ ،
بّعد لحـظاتّ كانتّ ماريّ مستلقيةّ علىّ الأرضيةّ تكحّ بّقوة فتقدّم منهاّ جونسونّ و الغضبّ بادّي على ملامحّ وجههّ مقطبّ الحاجّبين و ذوّ نـظراتّ حاّقدةّ
أمسكّ بّشّعر ماريّ و كادّ أن يّضرب رأسهاّ بّالأرض لولاّ أنّه تمالكّ أعصّابه فيّ آخرّ لحظّة ، تنهدّ محاولا استجماّع أفكاّره ثمّ تحدثّ
ـ إنّ كنتّ تّريدين الموتّ إلىّ هذّه الدرّجة فانتظري بعدّ انتهائي منك
أمـّر رجالّه بّحملهاّ ثمّ سـّار بخطّوات سريعة نـّاحية سّيارته، إنّه يّقاوم رغبته الشديدّة فيّ قّتلهاّ بلّ قتلّ كلّ ماّ يمدّ لنايتّ بصلة فّبسببه هوّ انهارت شركّته
و فقدّ فّخره و عـّزته الثمينةّ ، كانّ يريدّ سّلبه أغلىّ ماّ يملكّ لكنّه لاّ يستطيعّ ليسّ و ديميتريّ يتحكم به كالدّمية ، وضـّعوها فيّ المقعدّ الخلفيّ و لمّ يكلفّ
أحدّهم النظرّ إليهاّ أو الاطمئنان عليهاّ إذّ أنها عـّاجزة بالنّسبة لهمّ ، عندّها فتحتّ ماريّ عينيهاّ بوهنّ شديدّ قدّ أدركتّ أنّ حركتهاّ تلكّ كانتّ غـبيةّ أكثرّ
مماّ هيّ خطيّرة لكنهاّ لم تكنّ تملكّ خياراّ آخرّ فهيّ لاّ تريدّ عّرقلة تحركاتّ نايتّ بعدّ الآنّ يكفيهاّ ماّ فعلته ساّبقاّ ، نـظرتّ منّ خلالّ النافذّة بّأسىّ لاّ تصدقّ
أنّ فرانسواّ قتـّل و من قّبل هذاّ الرجلّ أيضّا ، إنهمّ لاّ يرحمونّ أحداّ و لاّ يباّلون كّأن الحيّاة و المـّوت مجردّ لعبةّ ،
همستّ بشيء ماّ فأقترب جونسونّ منهاّ محاولاّ الاستماعّ لكلماتهاّ عندّما رفـعتّ يدّيها و جذّبته منّ خصّلات شّعره المصففةّ بكلّ عـّناية فّصرخ بّألم بينماّ
كان يّكسوها الغـّضب ، ارتبكّ السّائق و كذلك الحرسّ إذّ أنهمّ لم يستطيعواّ الوصولّ إليهاّ و ذلكّ لجّلوسهاّ بالقربّ من النافذّة بجّانبها كانّ جونسونّ الذيّ
يحاولّ أن يفكّ يدّيهاّ ، فّأخذتّ تّتحدثّ بنبرةّ حـّاقدةّ
ـ أتـمنىّ أنّ تتّعفن فيّ الجحيمّ ، كيفّ تتجّرأ علىّ خداعيّ ؟
كانتّ تّجذّبه للأسفلّ و هيّ تّركز بّثّقلها علىّ رأسهّ بأكمله فيّ حينّ يدّيها تستمراّن بّسحبّ خصّلات شعرهّ للأعلى ، إذّ تّساءل جونسونّ بألمّ أينّ ذّهبت
تلكّ الطفّلة الوديّعة المطيّعة ؟ كيفّ تّحولت لتصّبح متوحّشة هكذاّ ؟
ـ هـّل غيرتّ إستراتجيتك بهذّه السّرعة ؟
سددتّ صّفعة قّوية لهّ ثمّ اعتدلتّ فيّ جلّوسهاّ بينماّ نـظراتّ جونسون المصدومةّ تّراقبهاّ بّدهشة ، ماّ هـذاّ ؟ لقدّ هّاجمته فجّأة كّأنهاّ ليستّ نفسهاّ لتتغيرّ
بّعد دقّائق لتصبحّ شّخصا آخرّ ؟ أكلّ ماّ أرادتّه هوّ ردّ صّفعته لهاّ ؟ رمقّها بكلّ حقدّ بينماّ بادرتّه ماريّ بنـظراتّ نـّارية أشدّ كرهاّ ، قـّالت بّحدةّ
ـ سوفّ تندم علىّ هـذاّ ، إنتـظرّ و سترى يّا كومـةّ الـ ..
زمتّ شفتيهاّ قبلّ أن تكملّ كلّماتها و أدارتّ وجّهها بّعيداّ عنهّ فسحبتّ يدّيها بّعيداّ مخفّّية إيّاهما فيّ حّضنهاّ إذّ أخذتّ أناملهّا ترتجفّ و شّحبتّ بشرتهاّ
بشدةّ ، هيّ لم تغيرّ إستراتجيتها أوّ أيّ كان الأمرّ بلّ كلّ ماّ أرادتّ فّعله هوّ إثباتّ له أنّها ليستّ بذلك الضّعف الذيّ يّتخيله و لكيّ تربكّهم تّريد أن تتصّرف
بّقوة ، كتمتّ أنفاسهاّ المضّطربة مفكرةّ لوّ أنهاّ كانتّ شبيهة قّليلا بفلوراّ لكان هذاّ فيّ غـّاية السهولة بالنسّبة لهاّ ، يجبّ عليهاّ أنّ تصبّح أقوىّ لكي
تّكون جديّرة بّلقب سيدّة لبيرّ زوجـّة نايتّ

/

عينيهاّ تحدّقان بهّ و الرعـّب يّلف قّلبها الصّغيرّ حـّاولت أنّ تتقدمّ نحوهّ خطوّة أوّ إثنينّ لكنّها سقطتّ على ركبّتيها بذّهول ، لاّ تصدقّ أهـذاّ الـرجلّ المضجع
فيّ دماّئه نفسّه فرانسواّ الذيّ كانّ تواّ قيدّ الحيّاة ؟ مـدتّ يدّها المرتجفّة لكيّ تمسكّ بّمعصمه محـّاولة جسّ نبّضه ، كـان ضّعيفاّ لكنهّ على الأقلّ لاّ يزالّ
حياّ فّتساقطتّ دموعهاّ غيرّ مصدّقة .. رفعتّ رأسهّ لتضعّه فيّ حضنهاّ كيّ تنظرّ إليهّ عنّ قّرب عندّما لمحتّ تلكّ الكدمةّ العنيفةّ التيّ بجاّنب عينيهّ اليسرى
و لوّ كانتّ اللكمةّ أقربّ لكانّ قدّ فقدّ النظرّ فيّ عينه ، رفعتّ الهاتفّ و إتصلتّ بالإسّعافّ ..
ماّ الذيّ حدثّ له ؟ منذّ فترةّ كانّ يّقف بّعيداّ عنهاّ يتحدثّ فيّ الهاتفّ بكلّ هدوءّ أماّ الآنّ فهوّ بينّ الحيّاة و الموتّ ، أينّ ماريّ ؟ ألمّ تكنّ هيّ في ركنّ
ماّ تنتـظرّ ؟ ماّ الذيّ حدّث لهماّ ؟ لماّ فتحّ فرانسواّ عينيهّ بوهنّ نـظرّ إلىّ تلكّ الفتاةّ الممسكةّ به بكلّ قوةّ ، كانتّ كليرّ غلوري الفتاةّ التيّ لمّ يحتملّ
التواجدّ بجّانبهاّ مسبقّا ، أهيّ تحاولّ الآن إنقاذّه ؟ تنفسهّ كانّ وهنّ عليهّ و الرّؤية مشّوشة بالكادّ استطاعّ معرفتهاّ ، لذّلك تحدثّ بنبرةّ متعبةّ مرهقةّ
ـ آنسةّ كليرّ .. سيدّة ماريّ منّ فضلك إنهـّا كلّ ما تبقى لسيديّ الصّغير.. أنـّا
حـّاول أنّ يعتدلّ فيّ جلّسته لولاّ أنّ كليرّ منعتهّ لكنه لمّ يستجبّ لطّلبهاّ لكيّ يستندّ على الجـداّر الذيّ خلفهّ بذلّك الزقاقّ المظلمّ ثمّ أخذّ يحاولّ فكّ أزارّ
قميصهّ لكنهّ لمّ يستطعّ ، أشّار لكليرّ بّأن تقتربّ فّنفذتّ أمره و الخوفّ يلفّ كّيانهاّ حيّن همسّ بنبرةّ هـّادئة
ـ سـّاعدينيّ ..
نـزعّ قميصهّ بمسّاعدة كليرّ التيّ شّعرت بّالصدمةّ لرؤية سترةّ واقيّة للرصّاصّ ، أكاّن يتوقّع أنّ يقومّ أحدّ بإغتياله أمّ ماذاّ ؟ نـزعّ السترةّ بّألمّ لو لمّ
يرتدّيها لكانّت الرّصاصة قدّ اخترقتّ قّلبه مباشرة ماّ مدىّ كميةّ الحقدّ الذيّ يكنه جونسونّ نحوه ؟ فّاقتربتّ كليرّ نحوه و وضعتّ يدّها علىّ كتفه بّتردد
ثمّ قـّالت بّتوتر
ـ لقدّ اتصلتّ بّالإسعافّ ، سوفّ يكونون هنـا قّريباّ لذلكّ أرجوّك إنتظرّ قّليلا ّفقطّ
ليسّ كماّ لو كّأنه قادّر على فّعل شيءّ فهوّ بالكادّ يستطيعّ رؤيتهاّ فكيفّ له أنّ يواجّه جونسونّ بقوة واهنة مثلّ هذّه ، لكنّ بالّرغم منّ ذلكّ لاّ يجبّ على
أنّ يّتخاذلّ الآنّ فقدّ حانّ وقتّ الجدّ فّوقفّ مستنداّ علىّ الجدارّ الذيّ خلفّه ثمّ أدّخل يدّه فيّ جيّبه باّحثا عنّ هاتفهّ لكنهّ لمّ يستطعّ إيجادّه ، زفرّ بّحدةّ فهوّ يكادّ
أنّ يفقدّ أعصّابه و لاّ يّلزمه فقداّنه لهاتفهّ فتقدّم خطّوة منّ كليرّ و سحبّ هاتفهاّ من بينّ يديّها بّعد لحـظاتّ كاّن قدّ أنزلّ بّرنامجاّ ماّ لكيّ يدّخل شفرة ماّ ليظهرّ
على شّاشة الطرّق العـّامة لفرنساّ تحديدّا تلكّ الإشّارة التيّ يقومّ بتتبعهاّ ، نـظر إلىّ كليرّ المصدّومة منّ ردةّ فعله فّأي شخصّ هذاّ يكون قادرّا على التحركّ
بعد الإصّابة بّرصّاصة علىّ مستوى الصدرّ ؟ قـّال بنبرةّ بّاردة
ـ هلّ تملكينّ سّيارة ؟
أومـّأت نفياّ فّهمسّ بّشيءّ ماّ كنعتهاّ بّعديمةّ الفّائدةّ ، خـّرج إلىّ الشّارع ثمّ إتجّه إلىّ سيّارة ماّ مركونةّ رفعّ ذّراعه و ضربّ الزجاجّ بّمعصمه بّكل قوةّ لكيّ
تكسرّ النافذّة بينماّ أخذتّ كليرّ تصرخّ بّذعرّ و هيّ تّراقبه يّقوم بّسرقة سّيارة دونّ مبالاةّ للماّرة أوّ حتىّ الشرطةّ ، جلسّ خلفّ المقودّ و عبثّ بأسلاكهاّ قلّيلا
لكيّ يشغلّ المحركّ .. ضغطّ على الكابح بقوة ثمّ وجّه عينيهّ البّاردتين نحوهاّ ، قـّال بنبرةّ غـّامضة مشّبعة بالجنونّ
ـ ألنّ تصعدّي ؟
تلعثمتّ قليلاّ و قدّ بدى عليهاّ الترددّ إنهّ بكلّ تأكيدّ مجنونّ لكنهاّ ركضّت مسرعةّ لتصّعد بجاّنبه ، قلبهاّ ينبضّ بدقّات مسّعورة و الخوفّ يملأ كيّانها بّأكملهّ
و لوّ استطاعتّ لأدارتّ رأسهاّ بعيداّ عنّ هذينّ الإثنينّ لكنّ هذّا الرجلّ مصّاب بشدةّ و الدمّ ينزفّ من صدّره بالّرغم منّ أن الرّصاصة لمّ تدخل جسدّه إلاّ
أنهاّ كسرتّ ربّما ضّلعاّ منّ قوتهاّ و ماريّ مفقودةّ ، قـّالت بّخوف
ـ سيدّ فرانسواّ ، أنتّ لاّ تنويّ مطاّردة الشخص الذيّ تسببّ لكّ بهذاّ ؟ أليسّ كذلكّ ؟
ضغطّ فرانسواّ على الكابحّ و انطلق مسّرعاّ غيرّ آبه بّإشّارة أوّ غيّرها فتمسكتّ كليرّ بالكرسيّ نـّادمة علىّ قرراّها و هيّ التيّ ظنتهّ رجّلا عـّاقلاّ ، حينّ
رمى هاتفهاّ فيّ حضنهاّ قـّائلاّ بابتسامةّ غـّريبة
ـ ما الذيّ تقولينه ؟ يّجب عليّ تسديدّ الدينّ ،
بلعتّ ريّقهاّ بّرعبّ حينماّ أشارّ لهاّ فرانسواّ علىّ هاتفهّا كيّ تّقومّ بّإخبارّه بّتوجّيهات ، فّأمسكّته منفذّة طلّبه .. كاّن مجنوناّ بالفـعّل يتخطىّ إشاراتّ المرورّ
تّارة و يّسيرّ عكسّ السّيارات تارّة أخرىّ لكنهّ و المّثيرّ للذهولّ أنه مراوغّ بجداّرة ، لمـّا انحرفّ يمينّاّ بقوةّ حينهاّ تقلصّت المسّافة الموجودّة بينهّ و بينّ
ماريّ ، نـظرّ إلىّ تلك السّيارة السّوداء المظللةّ لاّبد أنهّا هناكّ ، نـزعّ يدّيه من المقودّ قّائلاّ بأمرّ
ـ تـّولي القّيادة ،
صّرختّ كليرّ بذّعر و أمسكتّ المقودّ فيّ آخرّ لحظةّ ، غيرا أماكنهمّا لكيّ يجلسّ فرانسوا فيّ مقعدّها وضـعّ يدّه أسفل ّقدمه بّجانبّ حـذاءّه الأسودّ ثمّ
سحبّ مسدّس منّ نوعية ماكاروف لمّ يتسنى لهّ استخدامه سابقاّ و ذلكّ لّأن جونسون استغل عاملّ المفاجّأة أيضّا و فيّ هذّا الموقفّ جونسونّ يمتلكّ
الأفضّلية عليه بالرّغم منّ أنه يّظن بّأنه قدّ قتله لكنّ ماريّ مـعّه ، حـّاول استنشاقّ أكبر كميةّ من الهواءّ مستعداّ لمطاّردة غيّر أن صّدره قدّ آلمه فّوضع
يدّه مكانّ الألمّ لاّبد أنهّ قدّ أصيبّ بالتهاب أيضّا .. حينّ قـّالت كليرّ بتوترّ
ـ فّرانسواّ أظنّ أنناّ اقتربّنا كافّية منهم ، إذنّ ما الذيّ عليّ فعله الآنّ ؟
ابتسـمّ فرانسواّ ببّرود ثمّ أنزلّ غـطاّء النافذّة ثمّ جلسّ على حـّافة البّاب ، ألمّ تّسأله فلوراّ عن عمله سّابقاّ ؟ لقدّ أخبرهاّ بأنهّ قائدّ بحريةّ سابقّ لكنّ هـذّه
مجردّ كذبّة ، هوّ فيّ الحقّيقة قـّاتل متمرسّ استخدمته والدّة نايتّ ليسّ لّعملية قّتل كّمعظم زبّائنه و إنماّ لّتحريرّ قيدّ ابنهاّ و حراسته بحّياته إنهّ ممتنّ
لهاّ لكونهاّ قدّ جذّبته بعيداّ عنّ عـّالمه المظلمّ لذلّك لن يتوانى فيّ دفّع دمه من أجلّ إنقاذّ نايتّ ، أطلقّ رّصاصتين نحوّ عـجلاتّ السّيارة فّأخذتّ تتأرجّح
بّقوة كيّ تتوقفّ أخيراّ علىّ الطـّريقّ العـّام ، فـتحّ فرانسواّ البابّ مستعدّا للخروجّ لكنه عـّاد أدراجّه وضـعّ يدّيه على كتفيّ كليرّ ثمّ قـّال بنبرةّ جـّادة جـداّ
ـ كليّر ، هلاّ أسديّت ليّ مـّعروفاّ ؟ أنـّا أعلمّ أننيّ قدّ لاّ أنجواّ لكنّ لاّ بأسّ فّحياتيّ كلهاّ فداءّ لسيديّ لذلكّ من فّضلك إنّ بدأ إطلاقّ النـّار هلاّ أسرعتّ نحوّ ماريّ ؟
أغـّلق البّاب خلفه بّقوة ثمّ سّار بخـطواتّ ثّابتة رافعاّ مسدّسه إلىّ مرمى نظرهّ ، حينماّ خرجّ جونسونّ و رجّاله بّرفقة مـاري التيّ حالماّ رأته أخذتّ تّصرخ
بّفرح و بسّمة سّعادة على شفتيهاّ بينماّ عبسّ جونسونّ بّكلّ حقدّ مراقباّ إياهّ بالّفعل لمّ يكن يتوقعّ موتهّ بتلكّ السهولة لكنّ لم يتوقّع أنّ يعودّ بهذّه
الّسهولة أيضّا ، صّرخ فّـرانسواّ بنبرةّ حـّادة
ـ يبدواّ أنكّ قدّ نسيتّ مكانكّ فّأتيتّ لأذّكركّ به ياّ جرذّ المجاري
احمرّ وجه جونسونّ من الغضبّ إذّ كان فرانسواّ يرمزّ له بجرذّ المجاريّ لكونهّ دوماّ ماّ يقتاتّ على ممتلكاتّ غيرهّ ، فّدفعّ ماريّ للأمامّ و وضـعّ فوهة
المسدسّ على رأسهاّ محذّرا إيّاه من تفوه بكلمةّ أخرى لكيّ تّصيحّ ماريّ بنبرةّ مشجّعة
ـ لاّ تقلقّ فرانسواّ لنّ يتجرّأ أحدّهم على قتليّ فقدّ قاليّ ليّ سابقّا أن حياتيّ ثمينةّ جداّ ، هياّ سددّ أفضلّ ماّ لديكّ
ابتسمّ فـّرانـسواّ يبدواّ أنهاّ بخيرّ و هـذّا مطّمئن فّحركّ مسدّسه بّعّشوائية ثمّ تقدمّ أكّثر عندماّ رفعّ رجالّ جونسونّ أفواهّ مسدّساتهمّ أمّـامه
، حينهاّ توقفّ فرانسواّ عنّ السيرّ نظرّ إلىّ جونسونّ الذيّ يّقف في الخلفّ ممسكاّ بماريّ ليستّ لديّه الأفّضلية بكلّ تأكيدّ لكنّ كيفّ سوفّ يواجّه نايتّ
ماّ إنّ لمّ يحاولّ ؟ قـّال بّهدوء
ـ جونسونّ ، ماّ الذيّ تحـّاول فّعله ؟ أتظنّ أنه و بأخذّك لسيدتيّ سوفّ يستسلمّ السيدّ نايت ؟ ألاّ زالتّ لاّ تعّرفه بّرغمّ من مرورّ كلّ هـذاّ الزمن
؟ أنتمّ هـكذاّ تّجعـلونّه يغضبّ و صدقّا أنتّ فيّ غنى عن غّضبه ،
أحكمّ جونسونّ الشدّ على قبّضته فلماذاّ يضّخم الكلّ من حجمّ نايتّ ؟ كماّ لوّ كـّأنه ليسّ بشرياّ و ماذاّ إنّ غّضبّ ؟ هوّ لن يستطيعّ فعل شيءّ و زوجتـّه
لدّيهم ، تنهـدّ فرانسواّ عندّما أدّرك أنّ الحقدّ قدّ أعمىّ بصيّرته و لاّ فّائدةّ للكلامّ بعدّ الآنّ لكنّ بالّرغم منّ ذلكّ حـّاول مجددا ّقـّائلاّ بّأسى
ـ أنـّا فـعلاّ لاّ أرغبّ بّقتلكّ، فقطّ قمّ بتسّليم سيدتيّ ليّ و سأتغاضى عنّ الأمرّ ،
إنهّ بالكادّ يستطيعّ الوقوفّ فكيّف لهّ أن يّقتله ؟ ابتسمّ سّاخراّ منه و هوّ يرى خطّ دّما منّ شفتيه لأسفلّ ذّقنه، قّريبّا جداّ سينهارّ فّأيّ قوة يّقاتل بهّا
؟ نـظرّ بّطرفّ عينه إلىّ ماريّ لقدّ كانتّ تّضع كلّ أملهاّ على فرانسواّ بل حتىّ أنها واّثقة منّ فوزهّ مماّ جّعله يتسّاءلّ أيّ ثقّة هـذّه ؟ رفـعّ مسدّسه
الصغّير و وجههّ نحوّ ركبّة فرانسواّ الذيّ لمّ يتحركّ قيدّ أنملة منّ مكانه كّأنه يستخفّ بهّ حينهاّ تنهدّ بّقلة حيّلة و ابتسمّ نّاحية فّرانسواّ ، تحدثّ بّبرود
ـ حسناّ علىّ عكسّك تماماّ فّأناّ سّأقدم على أيّ شيئاّ ثمناّ لأخذّ روحكّ،
أغلقّت كليرّ عينيهاّ بّقوة عندّما ضغطّ جونسونّ علىّ الزنادّ غيرّ مباليّا بّأيّ شيءّ كماّ لوّ أنّ سلبّ حيّاة شخصّ ماّ ليستّ بالأمرّ الصّعبّ فّأصابتّ ركبّته
ليسقطّ أرضاّ مضجعاّ فيّ دماّئه بينماّ أخذتّ ماريّ ينظرّ إليّه بصدّمة و قدّ شحبّ وجههاّ فلّم تتخيلّ أبداّ أنّ تصّل الأمورّ إلىّ هذاّ الحدّ عندّما وقفّ فرانسوّا
مجدداّ رافضاّ الإنصّياع لألمهّ و وجهّ فوهةّ المسدسّ نحوّ جونسونّ بالّرغم منّ ألمه بالّرغم منّ أنه لاّ يستطيعّ الوقوفّ بعدّ الآنّ بالّرغم منّ أنّ كلّ
عضّلة فيّ جسدّه تّألمهّ لكنهّ يرفضّ الموتّ دونّ محاولةّ ، فـّصاح بّنبرة عـّالية و هوّ يطلقّ الرّصاصّ
ـ كـّليرّ الآنّ ،
كانتّ لاّ تزالّ مّغلقة عينيهاّ بشدةّ و الخوفّ يملّأ كيّانهاّ بأكملهّ فّداست علىّ المكابح بّقوة لمّ تعلمّ أيّ طريقّ تّسلكه إذّ أنهاّ خاّئفة و مّرعوبةّ فّأدارتّ
المقودّ بّشكلّ عـشّوائيّ و عـّادت للخلفّ بينماّ أخذّ جونسونّ يّصرخ بّعصبية محتمّيا خلفّ بابّ السّيارة و هوّ يرى فرانسواّ يصوبّ على رجالّه الذيّن
يّبادرونه بّطلاّقات أقوى أيضّا سائقّ السيارة المجنونّ الذيّ يّسير دونّ هوادةّ فقـّال بّحدة
ـ دّعوه و شّأنه فالأمرّ الأكثرّ أهميةّ لديّنا هوّ إيصاّل ماريّ لسيدّ ديميتريّ ، هياّ بّسرعة إلىّ السّيارة
لمّ تتركّه ماريّ لّيقودّها كماّ يشاءّ فّحاولتّ مقّاومته بّشتى الطرقّ إلاّ أنّ بنيتهاّ الضّعيفة لمّ تّساعدّها علىّ الإطلاقّ فّدفّعها جونسونّ ناحيةّ السّيارة
ثمّ اتجّه إلىّ مقعدّ السّائقّ ليّقوم بّغلقّ الأبوابّ أوتوماتكيا مانعّا إيّاها منّ الهربّ ثمّ انطلق بّأقصى سّرعة ، نـظرّ فرانسواّ إليهماّ و هماّ يبتعدّان
أكثّر فّأكثرّ عنّ متناولّ يدهّ شّعر بّالخذّلان يّسدلّ سّتائره علىّ جسدّه فسقطّ مسدّسه منّ بينّ أنامله معلناّ استسّلامه لقدّ بذّل جّهدّه لكن جّهده لمّ يكن
كافياّ علىّ الإطلاقّ ..
حاولّ رجالّ جونسونّ استغلالّ الفّرصة لّقتله ليقتربواّ منه عنـدّما أدارتّ كليرّ مقودّ السّيارة مجددّا ثمّ اصطدمتّ بهمّ داّفعة إياهّم جاّنباّ و كانّت هذّه
مجردّ ضربةّ حظّ ، فتحتّ باب السيّارة و نـظرتّ إلىّ فرانسواّ الذيّ قدّ أغميّ عليهّ فّمدتّ يديّها و سّحبته بّوهن ناحيةّ المقعدّ الذيّ بجانبّها ثمّ عـّادتّ
تحركّ السّيارة بّجنون ..





 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 01:06 AM   #63
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





فّتح عينيهّ بإرهاقّ شديدّ لّيلقي نـظرّة حّوله فيّ تلكّ الغـّرفة الـواسّعة البيضاءّ حيثّ كانتّ راّئحة المّعقم تّلف كلّ ركنّ بهاّ ، حـّاول الجّلوس
لكنهّ شعرّ بّصداعّ يّداهمه فّأمسكّ بّرأسه دونّ أن تكونّ له القدرّة فيّ التفكيرّ عنـدماّ اقتربتّ منه سوزيّ بّهدوء خطّواتهاّ الغيرّ مسموعةّ
و نـظّراتهاّ الحـّادة الصّارمة على غيرّ عـّادتهاّ كانتّ ترتديّ سّروالاّ أسودّ اللونّ معّ قميصّ أبيضّ يّساعدها علىّ الحركةّ أكثرّ و تحـّمل فيّ
حزامهاّ مسدسّا مخفياّ أسفلّ قميصهاّ ،
رفـعّ كايلّ نظره ناّحيتها لماّ شعرّ بوجودّ شخصّ ماّ أخرّ غيرهّ فيّ هذّه الغّرفة ليلمحّ سوزيّ ، لمّ يكنّ لّيتذّكرها فيّ البداّية لوجودّ كميةّ كبيّرة
من الخدّم فيّ القصرّ لكنّ كيفّ له أنّ ينسى اليدّ اليمنىّ لفّرانسواّ تلكّ الفتاة التيّ جلّبتها والدّة نايتّ منّ أجلّ رعايتهاّ ، تحدثّ بّنبرة مضجرّة
إذّ أنه لاّ يمتلكّ الوقتّ لسماعّ أيّ كلماتّ بعدّ الصدمة التيّ ألقتهاّ إليزابيثّ على عّاتقه
ـ مّاذا تّريدين ؟
ابتسمتّ سوزيّ بّسّخرية أجلّ بالّرغم منّ أن كايلّ هوّ الآنّ الضّحية لكنهاّ لاّ تستطيعّ أنّ تحبّه ، لاّ تريدّ أن تسامحّه علىّ الأذّى الذيّ سببّه
لسيدّها لكنهاّ مجبرةّ و مقيدّة بحّمايتهّ ، انحنتّ بّخفة ثمّ تحدثتّ بنبرةّ جـّادة جداّ
ـ سيدّ كايلّ لبيرّ أنـّا سوزيّ أقسمّ لكّ أنناّ سّأحميكّ حتىّ لو كّلف ذلكّ حياتيّ ،
رمقّها كايلّ ببرودّ منّ أعلى رأسهاّ إلىّ أخمصّ قدّميهاّ فقدّ كانتّ تبدواّ كّفتاة عصّرية و ساذّجةّ بلّ هيّ مجردّ خادمةّ كيفّ لهاّ أن تّحميه ؟
و ماّ الذيّ تتّفوه بهّ ؟ ماّ الذيّ تعـّنيه بكلّماتها هذّه بلّ ما الذيّ تقصدّه ؟ كانتّ هذّه الأفكارّ تتزاحمّ فيّ رأسهّ بّقوة لكيّ تسببّ له صداعّ آخرّ
أشدّ ألماّ فّرفعّ يدّه بّعدم مّبالاة رّغبة فيّ التخلصّ منهاّ و قالّ بحدةّ
ـ غـّادريّ ليسّ ليّ مزاج للعـّب معكّ،
فانسحبت سوزّي بّكلّ هـدوءّ مغـّادرة الغـّرفة ، عندّها وضّع كايلّ يدّيه علىّ رأسهّ غيرّ قـّادر علىّ احتمال كّل هذّه الأفكاّر السّوداءّ التيّ
تداّهمه بلّ لاّ يدريّ ماّ الذيّ يّفكرّ بّه و هلّ هوّ بالفـعلّ صّحيحّ أمّ مجردّ وهمّ اخترعهّ ذّهنه مّبررّا خيّانة إليزابيثّ له لحبّها الّشديد نحـّو نايتّ ؟
، أفعـّلا خدّرته بلّ حتىّ أنهاّ هددتّه لكنّ لماّ ؟ لاّ الأهمّ منّ كلّ هـذاّ أنهاّ حاّولت قّتل بيترّ جدّه ؟ ماّ الذيّ يحدثّ بحقّ السماّء معّ هـذّه العـّائلة
؟ نايتّ مكبلّ اليديّن يّعجزّ عنّ فّتح فّمه لدّفاع عنّ نفسهّ أمّا إليزابيثّ فتسيطرّ علىّ كلّ فرّع بالشـّركة و تّضعه هوّ أيضّا تحتّ سيطرّتها ،
ماّ الذيّ يحدثّ ؟ هلّ كاّن فيّ غيبوبةّ ليفوتّ هـذاّ الكمّ الهائل منّ الأحداث لأنهّ توجدّ فوهةّ عـملاّقة فيّ ذّهنه ؟
الأجدرّ منّ كلّ هـذاّ ؟ ماّ الذيّ يجبّ عليهّ فـّعله ؟ إنّ كانّ ناّيت المـدمرّ اللا مبالي غّير قـّادر علىّ اجتياز فّخاخّ إليزابيثّ هلّ هوّ قادّر على
ذلّك ؟ الشّرطة تراّقبهماّ و ديميتريّ يستهدفّ نايتّ أيضّا ماريّ مفقودةّ كذلّك الـيدّ اليمنىّ لنايتّ المدعوّ بفرانسواّ ؟ ماّ الحـّل إذّن ؟ لاّ يستطيعّ
أنّ يلجّأ لأحدّ طالبّا منه المسّاعدةّ ، تّنهدّ و نـظرّ إلىّ السّقفّ بّقلّة حّيلة و بّخذّلان ، أيّ حـّياة يّعيشهاّ ؟ فبالرّغم كلّ ماّ فعلته إليزابيثّ يجدّ نفسهّ
غيرّ قـّادر علىّ كرههاّ كماّ لوّ كّأن هذّا منّ المستحيّلات السّبع ؟

/


ّواق خاليّ مظّلم كّأنه يّقود إلىّ اللانهاّية يسيرّ علىّ سجادّه القرمزيّ بخـطّواته البّاردة الغّير مسّموعة بينماّ عينيهّ تـّحدقّان دون هواّدة فيّ
كلّ زاويةّ تّقع عليهماّ ليسّ لغّاية أوّ لأخرىّ و إنماّ مجردّ نـظّرة تّخبره بّأحوالّ القصرّ المدّمرة فّقد صّار خاليّا شديدّ السّكون مهجوّراّ قدّ غـّادره
مّعظم الخدمّ لجاّنب ديميتريّ ،
تّوقفّ فجّأة لماّ وقّعت أنّظاره علىّ إليزابيثّ المتّأنقة كّعادتّها مرتديّة فستانهاّ الأرجوانيّ الذيّ يبرزّ تناسّق جسدّها أماّ شعرهاّ الأسودّ الطـّويل
فقدّ انسدل بّكل عنفوانّ و حريةّ علىّ ظهرهاّ العاريّ منّ الخلفّ ، رمقهاّ نايتّ بّحدة ثمّ استمرّ بالسيرّ عندّما أمسكتّ بّمعصمهّ رافّضة أنّ تدّعه
يكملّ خطّواته و قـّالت بنبرةّ عـّميقة حّزينة
ـ أنّا أسّفة لماّ أصّاب جديّ
كاّدت أنّ تحّتضنه لولاّ أنهاّ قامّ بّدفعهاّ سّريعاّ راّسما علىّ ملامحّه تعبيرّ الاحتقار كّما لوّ كّأن حشّرة ماّ قدّ لمسته فمجردّ وضّعها لّأناملهاّ الطّويلة
علىّ ذّراعه أثّارت بّنفسه أشدّ أنواعّ الحقدّ و أكثّرهاّ خطّورة ، قـّال بنبرةّ حّادة
ـ لستّ بمّغفلّ إليزابيثّ كيّ تنطليّ عليّ تمثيليتكّ الرديّئة هذّه ،
رمّقته إليزابيثّ بّحدّة هيّ الأخرىّ و قدّ سّئمت منّ تصّرفاته المتعّجرفة المتّعاليةّ فدّفعته بّكل ماّ تملكهّ من قوةّ نحوّ الجدار لكنهاّ لم تتمكنّ من زحزحتهّ
قيدّ أنملةّ بّل كانّ ثّابتاّ و نـظّراته الثّاقبة تحدّقان بهاّ علىّ وشكّ قتلهاّ فّأخذتّ شفتيهاّ ترتجفّان قدّ باتّ الرّعب يّنسل إلىّ قلبهاّ خوفاّ منّ غّضبه لتسقطّ
دموعهاّ قـّائلة بّنبرة مترجيةّ
ـ لّكن نايتّ ، أنـّا أحبكّ .. أرجوكّ لا ّتبعدنيّ أكثرّ من هذاّ
انطلقت ضّحكاته العـّالية ذاتّ نغّمته المّبحوحة الخاّصة فيّ الأرجاّء لّفّصاحة لّسان إليزابيثّ فيّ نطقّ الأكاذيبّ لاّ بلّ حتىّ تصديّقها ّهي بّنفسهاّ قدّ نسجتّ
لنفسهّا عالماّ منّ الألاعيب فّأخذتّ تّصدقه بالّرغم منّ كونهّ خيّالاّ ، أقّالت لتوّ أنهاّ تحبه ؟ طّريقتهاّ فيّ نطّق تلكّ الكلمةّ تثيرّ اشمئزازه فّتّحدثّ بنبرةّ بسّاخرة
ـ عـّزيزتيّ هلّ حبكّ المجنونّ نحويّ جّعلكّ تّحاولينّ قتليّ ؟
نـظرتّ إليهّ إليزابيثّ بّغيضّ إبتسامته السّاخرة وّ نبرتهّ المتهكمّة تّثيرّ أعّصابهاّ ، لماذاّ لاّ يصدقّها ؟ بالّرغم منّ أنهاّ بالفّعل هيّ صّادقة فيّ كلماتهّا هذّه
فّوضعتّ يدّها علىّ كتفهّ ثمّ اقتربتّ منهّ بّهدوء لّكي لاّ يفصلّ عنهماّ شيءّ فّأخذتّ أنفاسه ّالبّاردة تلفحّ جّبينهاّ بينماّ نـظّراتهاّ الجذاّبة المترجيةّ تّرمقانه بكلّ
أسىّ ثمّ همستّ له
ـ أنـّا ياّ نايتّ أحبكّ منّ أعماٌّق قلبيّ ، صدقنيّ
وضّع نايتّ أناملهّ حولّ ذّقنها ليرسمّ على شّفتيه ابتسّامة مّستهزئة أهذّه هيّ نفسّ الفتاة التيّ أحبّها فيّ الماضيّ ؟ تلكّ الفتاةّ الملّيئة بالحماسّ و المرحّ
ماّ إن تّلمحه عينيهاّ إلاّ و سّارعت نحوهّ تّخبره بّحبهاّ له ، ابتعدّ خطّوتين للخلفّ و قدّ شحبّ وجّهه إن استمرّ بالتفكيرّ هذاّ فسوفّ يصّدقها لاّ محالة
، لاّ يجدرّ بهّ أنّ يّضعف لهّا لذّلك تحدثّ بنبرةّ مبحوحةّ
ـ إليزابيثّ لقدّ بات هذاّ مملاّ ، غّيري من إستراتجيتك قليلا إن رأيتها غيرّ ناجحة
شّعـرت إليزابيثّ بّخيبة أملّ كبيٍّرة تّجتاحهاّ و هيّ تّرى أنّ نايتّ ليسّ مباليّا أبداّ أيعقلّ أن حبّ ماريّ قدّ تمكن منه ؟ لكنّ إنّ كان الأمرّ كذلّك فّلماذاّ
ماريّ ليست هناّ ؟ لماّذا ليستّ ماريّ بجاّنبه فيّ هذا ّالوقت الصّعب ؟ و ألمّ يقلّ أنهماّ قدّ انفصلا ؟ فركّ جبينهاّ بّأسى إذّ أنهاّ تقفّز للاستنتاجات دون
فاّئدة تّرجىّ فّعادتّ تّرمقه بّنـظراتّ حّزينة متّألمة، قـاّلت
ـ أرجوكّ نايتّ لماّ لاّ تمنحنيّ فّرصة أخرى ؟ أنـّا واّثقة بّأننيّ لنّ أخيبّ ظنكّ أبدّا
استّمرارهاّ فيّ المحـّاولة و نبّرتها الصّادقة جّعلته لوهلةّ من الزمنّ يترددّ ليسّ فيّ المواّفقة علىّ طّلبهاّ و إنماّ الشكّ فيّ مدى حبّها لهّ ، تنهدّ بّهدوء
كيّ يتماسكّ إذّ لاّبد أنهّ مصابّ بالحمىّ لكيّ يصدقّ حربّاء مثلّ إليزابيثّ تّغيرّ كلماتهاّ كلماّ تّغيرت مطالبّ الأشخاصّ الذينّ أمامهاّ فّاقتربّ منهاّ بهدوء
راّسما علىّ شفتيه ابتسّامته الجـذاّبة قّليلة الظّهور بينماّ عينيه الداّكنتين تّحدقان بهاّ بكلّ لطفّ فّوضع يديّه حولّ كتفيهاّ ، اقتربّ أكثرّ و همسّ بجاّنب أذنهاّ
ـ حسناّ إذنّ، لماّ لاّ تثبتينّ ليّ مدىّ صدقكّ أولاّ ؟
بالرغمّ منّ أنّ إليزابيثّ عاّرضة أزيّاء اعتـّادت علىّ تعاملّ معّ مختلفّ الرجالّ فيّ حياتهاّ المهنيةّ أوّ العـّادية لكنّ نّبرة نايتّ المبّحوحةّ الهـّامسةّ
قدّ سّلبت لهّا لّب عقلهاّ كذلّك ابتسّامته الصّغيرة الجـذاّبة بينما عينيهّ تّنظرّان إليهاّ و لهاّ فقطّ يجّعلها تشّعرّ بأنهاّ الوحيدّة لهّ فيّ هـذاّ العـّالم فّأغّلقت
جفونهاّ مستعدةّ لّتّقبيله غيرّ أنّ نايتّ أكملّ سّيره بكّسلّ دونّ مبّالاة و حينماّ فتحتّ إليزابيثّ عينيهاّ كانّ قد ابتعدّ مسّافة كاّفية عنهاّ لتقيهّ شرهاّ ،
أحكمتّ الإمساكّ بّقبضتهاّ و علاماتّ الغيضّ ظاهرةّ عليهاّ فّنادّته بنّبرة غاضبة
ـ نـّايت أتظنّ أن هـذّه مزحّة ؟ أنتّ بالفـّعل تشّبه أبّاك تماما كماّ قالّ السيدّ بيترّ كلاكماّ تّجيدّان التلاعبّ بّقلوب النساءّ
تّوقفّ نايتّ للحـظةّ إنهمّ يّعلمون مدىّ كرههّ لوالدّه و بالّرغم منّ ذلكّ دوماّ ماّ يستعملون هـّذه الكّلمات لإثّارة أعّصابه كماّ لو كّأن مجردّ كونّه
يرتبطّ معّ نيكولاسّ بدّم واحدّ مصّيبة لاّ تكفيّ ، استـدارّ و كمّ اختلفت تعبيرّ وجّهه المسّالمة لّأكثرّ حدّة فقّال بّنبرةّ نـّارية
ـ و علىّ غـّرار والديّ فّأناّ أجيدّ تّلاعبّ بّقلوب السّافلاتّ منهن فقطّ ،
ألجمتّ الصّدمة لّسانهاّ و كمّ لاّمت نفسهاّ علىّ كلماتهاّ سّابقاّ فهي تدرّك تماماّ أنّ نايتّ لاّ يحبذّ أبداّ أنّ يشّبهه أحدّ بّنيكولاسّ لكنّها رفضتّ أنّ
تتركّ كرامتهاّ يداس عليهّا هكذاّ حتىّ لوّ كانتّ تّحبه فّردتّ عليهّ بنبرةّ حـّاقدة ملّيئة بالغيّرة
ـ حقّا ؟ و هلّ ماريّ واحدةّ منهنّ أيّضا ؟
استـدارّ نـّاحيتهاّ مسّرعاّ ثمّ تّقدم و بّظرفّ ثّانية كاّن يقفّ أمامهاّ رفـعّ يدّه لّيّسحبهاّ إلىّ زاويةّ مظّلمة بّعد أنّ لمحّ من طرفّ عيه قدومّ أحدّ الخدمّ
ليّكتم فمهاّ بيدّه، كشّر بكـّل حدة و همسّ بّنبرةّ ناريةّ
ـ كفيّ عنّ مضايقتّي إليزابيثّ فقدّ ضقتّ ذرّعا فعـّلا بّتصرفاتكّ البّلهاّء و عّوض أنّ تحاوليّ التّقربّ منيّ يجدرّ بكّ الابتعـّاد عنيّ ..
كادّ أن يتكلمّ لكنهّ تـّراجّع فّورا راّسما على شّفتيه ابتسّامة سّاخرة ، إنهـّا لاّ تستحقّ ذّرة منّ تّعبه هـذّه السّافلة قدّ أرادّت الحـّصول علىّ قلبّ كايلّ
و نجّحتّ بلّ جّعلته خـّادما لهاّ أيضّا حـّاولت قّتل ماريّ سّابقاّ ثمّ قتـل الجدّ بيترّ و هاهوّ الآنّ فيّ غـّيبوبة بّسببهاّ ، إنّ كانّ يريدّ أنّ يجّعلها تدّفع الثّمن
فيجبّ أنّ يكون الأمر مثّاليّا خـّالياّ من أيّ خـطّأ لذلكّ انسحبّ للخلفّ عـّائداّ يّكفيّ هـذاّ فّقد ضّيع الكثيّر من وقتهّ بالدرّدشة معهاّ بالفّعلّ ،
أخذتّ إليزابيثّ تّراقبه بّعينينّ بّائستينّ إلىّ غـّاية ابتعادّه عنّ مرمى أنظاّرهاّ فيّ حينّ كانّ نايتّ يسيرّ بخـطّواتّ سّريعة عـّصبية و شديدّة التوترّ
فقدّ نجّحت إليزابيثّ أخيراّ فيّ إثّارة أعصّابه ، كمّ يّكره هـذاّ .. كمّ يكرّه ذلّك الغضبّ الذيّ يّملئ قّلبه و يسّعره ناّرا كلماّ أتى نطقّ إسمّ نيكولاسّ على
لسانّ شخصّ آخرّ ، فجـّأةّ رن هـّاتفه كانتّ رّسالة نصّية منّ فلوراّ الوحيدةّ التيّ تملكّ رقمّ هاتفهّ الجديدّ هذّا إلىّ جـّانب سوزيّ ، تنهدّ بّضجرّ إذّ يبدواّ
أنهّ لاّ يستطيعّ أنّ ينعمّ و لوّ بّلحظاتّ لنفسّه ، فتحّ الرسّالة قدّ أخبّرته فيهاّ أنهاّ لم تستطعّ الاتصال بّماري شّيءّ كلمّ يتسنى لهاّ الوقتّ للاتصالّ بهاّ
قطبّ حاجّبيه و قدّ كشرّ بكلّ حدةّ همسّ بّعصبيةّ
ـ سحقاّ، تلكّ المرّأة لاّ يعتمدّ عليهاّ علىّ الإطّلاق ..

/

جـذّبها منّ ذرّاعها بكلّ قّسوة ثمّ دفّعها دونّ مبّالاة لعجّزها نّحو الأرضيّة الصّلبة كيّ يرتطّم بهاّ جسّدها الهزيل ّالضّعيف كانتّ تّبدوا مستسلمةّ
لمصّيرها و الدّموع تّملأ عينيهاّ الواّسعتين لكيّ تعّكسّا مدىّ الألمّ الذيّ تشعرّ به لفّقدان شخصّ اعتّبرته فّردا منّ عـّائلتهاّ فّأغلقتّ جفونهاّ
بّندم لأنهاّ كانتّ السّبب فيّما قدّ وصّلا إليهّ الآنّ عندّما وضّع رجلّ ماّ يدّه علىّ ذقّنها ليّرفع رأسهاّ نّاحيته ثمّ ابتسمّ بكلّ لطفّ قّائلاّ و الـّهدوء
يّلف نغّمة صّوته
ـ مرحـّبا ماريّ، لقدّ التقيناّ مجدداّ يّا لهاّ من صدّفة رائـّعة
نـظرتّ إليهّ ماريّ بّعدم تصّديقّ و قدّ عـّادت إلّيها ذّكرياتّ الحـّفلة المـّرعبةّ ، إنهّ ذلكّ الشـّابّ المدعوّ بديميتريّ الشخصّ الذيّ فجرّ مكبّراتّ
الصـّوت و الذيّ يّسعى للانتقـّام منّ نايتّ ، كمّ يبدواّ شبيهاّ لهّ منّ حدةّ عينيهّ و قـّسوة ملامحـّه البّاردة إلىّ بشّرته الـشّاحبة هناكّ العديدّ منّ الصّفات
التيّ يشّبه فيهاّ نايتّ لكنهّ علىّ غيرّ زوجّها يبدواّ خبيثّا بّقوة وّ لاّ مبّاليّا لدّرجة تّثيرّ بّنفسهاّ الـّرعب ، فّأخذتّ تّرتجفّ كّورقة فيّ الخـّريفّ أوشّكت
لسّقوط عندّما حملهاّ ديميتريّ بينّ ذرّاعيه ثمّ صعدّ بهاّ للأعـّلى كيّ يّدخلّ غـّرفة كبيّرة واسـّعة نسّائية قـّليلاّ ذاتّ شـّرفة جميّلة مّزينة بّقضّبان حدّيدية
و بالّرغمّ من جّمال الغـّرفة و أناّقتهاّ إلاّ أنهاّ بدّت كّسجنّ أكثرّ مماّ كانتّ كّنعيمّ ، وضـعّها علىّ الـسّريرّ بّهدوء ليدّخل بعدّهما كلاّ منّ السيدّ جونسونّ
مختّطفهاّ و إمرّأة أخرىّ فيّ الثلاثينات من العمّر ، قـّال بّابتسّامة سّاخرة
ـ أرجوّا أنّ تكونّ الغـّرفة قدّ نالتّ إعجابكّ لأنهاّ ستكونّ مرتعكّ من الآنّ فصّاعداّ عـّزيزتيّ ،
رمقّته بّصدّمة لمّ يستطعّ عقلهاّ الصّغيرّ إدرّاكهاّ أيّعقل أنهاّ الآنّ رهينةّ ؟ لكنّ لأجلّ ماذاّ ؟ نايتّ لاّ يهتمّ أبداّ لّحيّاتهاّ فلماذاّ يّنفكون استهداّفهاّ كماّ
لوّ كّأنّها تّعتبرّ شّيئاّ ثميناّ لهّ ؟ و بدّون إدراكّ منهاّ رفـّعت يدّها و صّفعت ديميتريّ بّأقصى ماّ تملكهّ من قوةّ ، فّوضع يدّه علىّ خـدّه بّدهشة يرمقهاّ
غيرّ مصدّقاّ كذّلك كاّنت الخـّادمة فكيفّ تتّجرّأ هـذّه المختطفّة عديّمة المستوىّ بّرفعّ يدهاّ بينماّ طّأطّأ سيدّ جونسونّ رأسهّ و بّقدر ماّ كان الموقّف
غريبّا مرّعباّ إلاّ أنهّ و بالنّسبة لهّ كانّ طرّيفاّ فحتىّ لو كاّن يّعمل لدّى ديميتريّ فهـذاّ لاّ يعنيّ أنهّ يحبّه ، تـحدثّت ماريّ بّصوتّ حـّاد مّرتجفّ
ـ كيفّ لكّ ؟ أخـّبرنيّ ؟ ألستّ أنتّ منّ فجّر مكبّراتّ الصوتّ بحّفلة فلادميرّ ؟ ألاّ تّدريّ عددّ الضّحاياّ الذّين خلفّهم تّهوركّ هذاّ ؟ ألاّ تـعّلم ماّ المآسي
التيّ سببتهاّ ؟ أنـّا التيّ اعتبرتكّ صدّيقا و لوّ كانّ الأمرّ لفترةّ من الزمنّ.. أيهاّ ، الآنّ تقومّ باختطافي و لأيّ غـّاية ؟
قطبّ ديميتريّ حـّاجبيه مستنكراّ ردّة فّعلهاّ المبالّغ فيهاّ عـّندماّ أخـذتّ تّضربه بّقوة واهنةّ لاّ تكادّ تّعتبرّ ضّربة علىّ صدّره و الهستيرياّ تّلفّ كياّنهاّ بأكملهّ
كذلّك تغيرّت ملامحّه السيدّ جونسونّ إلى الدّهشة إذّ تّغيرتّ ماريّ جذّرياّ كّأنهاّ لمّ تعدّ هيّ ، فّأخـذتّ تّصيحّ بّكلّ جنونّ و هيّ تّناديّ علىّ نـّايت بينماّ تّحدق
فيّ الأرضّ بّعينين زائغتين كّأنهاّ ترّى شيئاّ مختلفّا مرّعباّ .. دّموع تّملأ خدّيها المتّوردتينّ كذلّك بّشرتها صّارت شّاحبة كّما لوّ كّأن الموتّ أمامهاّ
فّصاحتّ بنبرةّ بّاكية و مـرتجفّة
ـ نـّايت ، أريـدّ نايت .. النـّيران ، كـّايل أينّ نايتّ ؟ أبحثّ عنه أرجوكّ
وضعتّ يدّيها علىّ أذنيهاّ محاّولة منعّ صّرخاتّ أولائك الذينّ قدّ نالتّ منهّم اللهبّ لتّسللّ إلىّ قّلبهاّ قدّ عـجزتّ عنّ الوقوفّ مماّ سببّ لهاّ رعـّبا
أكثـّر فصّارت غيرّ واعّية لماّ حـّولهاّ و لمّ يّعلمّ ديميتريّ ماّ الحلّ الأمّثل لّشخصّ بمثلّ حاّلتها عـندّما فجـّأة أغشيّ عليهاّ لتسقطّ بينّ ذّراعيهّ أمسكّها
بّدهشة ، ثمّ وضّعها علىّ السريرّ .. و هوّ الذيّ كانّ يّريد التلاّعب بّأعصابهاّ قّليلاّ ؟ يبدواّ أنها جّنت بكلّ تأكيدّ لذلّك قـّرر تّركهاّ فلاّ فائدّة ترجىّ منهاّ
ما دامتّ بّمثلّ هذّه الهستيريةّ تنهـدّ و نـظرّ إلىّ تلكّ الشّرفة ، ربماّ يجدرّ بّه أنّ يّكثفّ الحراّسة منّ الخـّارج و الدّاخل فّبحاّلتها المجنونةّ لاّ أحدّ يعلمّ
ماّ الذيّ قدّ تقدمّ عليه و قدّ أخبّره جونسونّ سابقّا أنهاّ حاّولت الانتحار عبرّ إغـّراقّ نفسهاّ فيّ النهرّ ، همسّ لّنفسه مستنكراّ
ـ مـّا بالّ نايتّ معّ إمرّأة مثّل هذّه ؟ كّأنهاّ مجنونّة ..
عـّاد يتنهّد بّكل بّرودّ بينماّ عينيهّ تـّراقّبان ماريّ بّفّضولّ ، لاّ أحدّ يّعرّف نـّايت أكثرّ منهّ و هوّ متـأكدّ أنّ أكثرّ ماّ يكرّهه نايتّ هوّ الأشخاصّ الضّعفاءّ
كـماريّ تماماّ إذّن ماّ الذيّ يجّعله يبّقيها إلىّ جـّانبه حتىّ الآنّ ؟ زمّ شّفتيه بعبوسّ لولاّ تّدّخل ويليامّ لكانتّ قّصة ماريّ و الـ 500 ملّيون دولاّر قدّ
نـشّرت فيّ جميعّ أرجاءّ العـّالم و هوّ يعلمّ جيداّ أن ماريّ ليستّ سوىّ مجردّ تّغطيّة لشيءّ ماّ ، لذلّك كلّ ماّ يسعى إليهّ ديميتريّ الآنّ هوّ إكتشافّ
ذلكّ الشيءّ الذيّ يسعىّ نايتّ جاّهداّ إخفائّه عبرّ عـّلاقته المزيفّة هذّه ثمّ تدميرّه ، هـكذاّ لنّ يبقى هناكّ ماّ يدعواّ لّإستمرارهّ فيّ العيشّ ذلكّ الوغدّ
ابتسمّ ديميتريّ و رفـعّ الغطاءّ جيداّ علىّ جسمّ ماريّ الضّعيف ، لنّ لمّ يبقى الكثيرّ على إنتصّاره .. لمّ يبقى الكثيّر


آنتهـّى




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 01:07 AM   #64
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



أكتفيت الى هنا



 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 01:21 AM   #65
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الشـآبترّ الـثّالث و الثـّلاثين

ـ فيّ ظلّ صدّاقة تنـّموا أشواكّ العـّداوة

فيّ تـّلك الغـّرفة التيّ صّارت منذّ فترةّ ليستّ بطّويلة سجّنها الخاصّ كانتّ تّجلسّ على كرّسيهاّ بجاّنب الجـّدار داّخل الحمامّ
الذيّ لحسنّ الحظّ واسـعّ المسّافة ، حـّاولتّ أن تقف بنفسهّا لكنّ الأمرّ لمّ يكن سّهلاّ حيثّ أنهاّ لمّ تستطعّ أنّ تركزّ ثّقل جسدّها
علىّ قدّميها دونّ جدوىّ كّأنهماّ يّرفضان التـّجاوبّ لأوامرهاّ وّكمّ كانّ هـذاّ محّبطاّ بّالنسبةّ لهاّ ماّذا إنّ لمّ تقدرّ على السيرّ مجددّا
؟ هلّ سوفّ تبقى أسيرّة ديميتريّ للأبدّ ؟ و أينّ هوّ نايتّ ؟ لماذاّ لم ينقذّها بّعد ؟ ماّ الذيّ حدّث له ؟ أوّ يكونّ السببّ فيّ عدمّ إيجادّها
هوّ أنهّ لاّ يبحثّ عنها علىّ الإطلاقّ ؟ تنهدتّ بّكلّ أسى عندّما غـّرفت فيّ دوامةّ من الأفـّكار السوداءّ لكن سّرعان ماّ هزتّ رأسهاّ
نفيّا لكيّ تطرّد هـذّه الهواجسّ المّؤلمةّ التيّ تّعيقّ تحركّها نحوّ الأمامّ ، مدّت يدّها نحوّ الجدارّ و تمسكتّ بّه بينماّ ظهرت علىّ ملامحّها
صّفات الإصّرار و العـّزم ، حّاولتّ أنّ تقفّ مجدداّ و هاهيّ تّقفّ دونّ أنّ تتمسكّ بشيءّ لتبتسمّ بّسعادةّ ، إنهاّ تستطيعّ الشـّعور بالأرضّ
غيرّ أن هذاّ الإحساسّ المليء بالسّعادةّ لم يدّم إلاّ قليلاّ فّقدت سقطتّ أرضاّ بكلّ قوة لتّصطدمّ جّبهتهاّ بّحافة حوضّ الاستحمامّ صّرختّ بّألمّ
ـ يّا إلهيّ .. ، آوهّـ لماذاّ تّنفكّ أحداثّ كهـذّه تصيبنيّ ؟ هلّ حظيّ معّدوم إلىّ هذّه الدرّجة ؟ و كّأننيّ كسرتّ مرآة لاّ أعلمّ بّأمرهاّ ، ماّ الذيّ
سوفّ أفـّعله الآنّ ؟
أخذتّ تّسحبّ جسدّها إلىّ غـّاية أنّ استطاعتّ أخيراّ أنّ تّصل لّكرسيهاّ المتحركّ بّعد عناءّ كبيرّ جلستّ مستقيمةّ الظّهر ثمّ حركتّ العـّجلاتّ
بّعناية شديدةّ كيّ لّا تّنزلق فيّ الميّاه و إتجّهت إلىّ المـّرآة قدّ كانتّ فيّ مستوى طّولها كّأنها صممتّ خصيصاّ لهاّ فّنـظرتّ بّعينينّ مندّهشتينّ
إلى وجّهها الذيّ امتّلأ بالّدماء و علىّ جانبّ الأيسرّ من جبينهاّ جرّح طّويل فّقطبتّ حاّجبيهاّ متسّائلة إنّ كانّ سيزدادّ الوضّع سّوءا ؟ سحبتّ
المنشفةّ و وضّعتها علىّ جبينهاّ بّغيض ثمّ فتحتّ الحمامّ الذيّ كانّ مغلقاّ بالمفتاحّ لكيّ لاّ يتطفلّ أحدّ عليهاّ خصوصّا تلكّ الخـّادمة التيّ جّعلها
ديميتريّ تّراقبهاّ فيّ كلّ ثّانية ، و حاّلما خطتّ خـّطوتها الأولىّ خـّارجاّ حتىّ وجدتّ الخـّادمة فيّ حاّلة منّ الصّدمة كذلكّ رجلّ ماّ يقفّ بجانبهاّ
و علىّ ما يبدواّ فهوّ الحارسّ ، قـاّلت ماريّ بّتسّاؤل
ـ مـّاذاّ ؟
حينهاّ انفجّرت الخّادمة بدّموعّ و سّارعتّ باحتضان ماريّ ليسّ خوفاّ عليهاّ و إنماّ خوفاّ علىّ منصّبها الذيّ هددّه تصرفّ ماريّ الغيرّ مسّئول
حينهاّ أخذتّ ماريّ ترتبّت على ظهرّ الخادّمة بّقليلّ من البلاهةّ و هيّ ليستّ تفهمّ تماماّ ماذاّ حدثّ هناّ لماّ اقتربّ منهاّ الحارسّ و علاماتّ
القلقّ بادّية عليهّ كاّن يصبب عرقّا غيرّ قّادر علّى الكلامّ ، فلمّ تدّم حيرّة ماريّ عندّما سّألتهاّ الخّادمة بّنبرةّ مرّعوبة
ـ سيدّتي ما هـذاّ الجرحّ الذيّ بجبينكّ ؟ أحاولتّ قّتل نفسكّ مجدداّ ؟ سباستيان اتصل بّالطبيبّ فورا يجبّ عليناّ أنّ نعالجّها لوّ يّعـلم سيدّ ديميتريّ
بّإخفاقيّ هـذاّ لّقتلناّ نحنّ الاثنينّ دونّ أنّ يرفّ له جفنّ يّا إلهيّ .. حظيّ يّزدادّ سوءا يّوما بّعد يومّ
نـزعتّ ماريّ المنشّفة منّ جبينها و علاماتّ الاستنكارّ بادّية علّى وجّهها، أخذتّ تّراقبّ المّوقف بّسكون كيّف حاولتّ الخادّمة الإتصّال بّالطّبيبّ
بينماّ الحارسّ سّارع ناحيةّ الحمامّ لينزعّ حديد ماّ توضعّ عليها المنشّفة ظّن أنهاّ الشيءّ التيّ أرادتّ ماريّ قتل نفسهاّ به و بالّرغم منّ أنهاّ
حاولتّ جاّهدة شرحّ بّأنهما قدّ فهما الموقفّ خطّأ و أنهاّ تعثرت فقطّ لكنّهما تجاّهلا كّلماتها فقطّ ، تنهـدتّ بّأسى و استسلمتّ
إتجّهت إلىّ الشّرفة و لقدّ كانّ منزلاّ منعّزلاّ ثمّ حطتّ أنظاّرها علىّ تلكّ السّيارة التيّ ركنتّ أسفلّ المنزلّ لحظاتّ حتىّ خرجّ منهاّ ديميتريّ
مرتدياّ بذّلة رسمّية رمادّية داّكنة يحملّ بينّ يديّه حاّسوبه و بدتّ صّفات اللاّ مبالاة تّغزو ملامحـّه البّاردّة فيّ هـذّه اللحظةّ تماماّ بدا شّبيهاّ جداّ
بنايتّ و لوّ أنّ نايتّ أشدّ قّسوة ، نـظرتّ ماريّ إلىّ تلكّ الخـّادمة التيّ تّركضّ فيّ الغـّرفة دونّ هوادةّ ثمّ قـّالت بنبرةّ بّريئة
ـ يـا آنسةّ لقدّ آتى السيدّ ديميتري
شّهقت الخـّادمة بّقوة كماّ لوّ كّأن الموتّ قدّ داّهمها ثمّ سقطتّ أرضاّ مغشياّ عليهاّ ، نـظرتّ إليهاّ ماريّ بّإستنكارّ مستغربةّ ردّة فعلهاّ المبالّغ فيهاّ
بينماّ وضعّ الحارسّ رأسّه بينّ يديّه غيرّ قادرّ علىّ الحركةّ مكّرراّ بّأن ديميتري سوفّ يقتله حينهاّ تنهدتّ ماريّ بّتعب و إتجّهت نحوّهماّ ربتتّ على
خدّ الخادّمة بّلطف و تحدثتّ معّ الحارسّ قّائلة بّهدوء
ـ هلاّ جلبتّ عطرّ من فضّلك ؟
أومّأ الحارسّ بكلّ ارتباك و سارعّ ناحية الخـّزانة حملّ العطرّ و قدّمه لماريّ التيّ وضعتّ القليلّ منه فقطّ بجاّنب أنفّ الخادّمة لكيّ تستيقّظ الأخيّرة
بعدّ دّقائقّ و حالماّ وقعتّ عينيهاّ علىّ ماريّ قفزتّ مسّرعة تماماّ عندّما فتحّ ديميتريّ البابّ ، نـظرّ إلىّ الثّلاثة بّإستغرابّ ثمّ إلى جّبين ماريّ
المملوءّ دماءا شّحب وجّهه و سّارع ناّحيتها وضعّ يديّه حولّ وجّنتيها و قـّال بّنبرة لم تستطعّ ماريّ تميزهاّ
ـ ماّ الذيّ حدثّ بحقّ السّماء ؟ .. هلّ حاولتٌُّ الانتحار مجدداّ ؟
استدارّ نـّحو الخـّادمة مناديّا إياهاّ بّإسمهاّ تّحدثّ معهاّ بلّهجةّ حـّادة و لغـّة ماّ عـّلمت ماريّ فوراّ أنهاّ اللغـّة الروسيةّ أيضاّ كانتّ الخّادمة تّجيبه
بّتوترّ و هيّ مخفضّة رأسهاّ للأسفلّ حينمّا طفّح كيلّ ديميتريّ لّيخرجّ منّ جيبّ سترتهّ مسدّسا صّغيراّ من نوعّية ماكاروفّ فّسقطتّ الخاّدمة أرضاّ
علىّ ركّبتيهاّ تتوسلّ بّلغتهماّ مماّ جعلّ ماريّ تّرتعدّ خوفاّ كونه سيقّتل خاّدمة لهّ دوّن أنّ يرفّ له جفنّ و لسببّ سخيفّ كهذاّ فّصّاحت ماريّ برعب
و هيّ تّخفضّ ذراّع ديميتري الذيّ التفت إليهاّ فقالت باستياء
ـ ماّ الذيّ تّحاول فّعله ؟ الآنسةّ لمّ تفعلّ شيئاّ خاطّئا بلّ كلّ ماّ حدثّ بسببيّ فّأناّ منّ تعثرتّ فيّ الحمامّ و ليسّت هيّ من قّامتّ بّدفعيّ أيضاّ أناّ لمّ
أحاولّ الانتحار و أرجوكّ سيدّ ديميتريّ حياّة الناسّ ليستّ لعبةّ لتسلبهاّ أنتّ فّمنّ فضلكّ ضعّ المسدسّ جانباّ ،
صمتّ ديميتريّ للحظاتّ ثمّ أخفضّ المسدسّ ليّعيدّه إلىّ مكانهّ ، رفـعّ منديلّه و وضـّعه علىّ جبينّ ماريّ كانتّ ملامحّه بالّرغم منّ أنهاّ هادئة إلاّ
أنهاّ مخيّفة قدّ علمتّ الخاّدمة فوراّ أنّ الأمرّ لنّ يمرّ مرورّ الكّرامّ ليسّ عندّ ديميتريّ على أيّ حالّ ، عـّاد يتحدثّ معّ الخادّمة بنبرةّ حـّادة و هي
تّجيبه بّتوترّ بينماّ ماريّ تّراقبهماّ باستفهام ، ابتسمّ لهاّ بلطفّ قّائلاّ
ـ لاّ أحّبذّ كثّرة الأخطاءّ إنهاّ تجّعلنيّ أفقدّ أعصابيّ كماّ ترينّ ، حسناّ على كلّ الحالّ الطّبيبّ سوفّ يأتيّ بعدّ قليلّ لذّلك لا تّقلقيّ ماريّ
بّعد لحّظاتّ كانّ الطّبيبّ يعقمّ الجّرح بّحرصّ شديدّ بينماّ ديميتريّ يّراقبّه عنّ بعدّ باهتمام قطبّت ماريّ حاجبّيها عندّما شعرتّ بالألمّ و أخذتّ تنظرّ
ناحيةّ ديميتريّ لماذاّ يبدواّ قّلقا علىّ سلامتهاّ ؟ إنهّ أمرّ غريبّ فعلاّ كيفّ يهتمّ لأمرهاّ ؟ ماّ الذيّ يّريده منهاّ بتصّرفه هذاّ ؟ لماذاّ يعاملهاّ بلطفّ
مادامّ سيقتلهاّ فيّ النهايةّ ؟ تنهدتّ بأسى و نـظرتّ ناحيةّ الطّبيبّ الذيّ كانّ بدوره مستغرباّ منّ تلكّ الشّرفة المّغلقة بّقضبان حديدّية و خلوّ الغـّرفة
منّ أيّ معداتّ حادةّ بالّرغم منّ أنهّ جاهدّ فيّ إخفاءّ تساؤله ، حـّاولتّ ماريّ أنّ تفكرّ بّسرعة إنّ كان هذاّ الطّبيبّ ليسّ تحتّ إمرّة ديميتريّ فّربما
تسّتطيعّ أنّ تجّعله يّوصل رسّالة لشرطّة بّأنها مختطفةّ لكنّ كيفّ تفعل ذلّك و ديميتريّ يّراقبهاّ بحرصّ ؟ تنهدتّ ماريّ بّأسى لوّ أنهّ تّأخر سّاعة أوّ
أكثرّ لربماّ استطاعتّ التواصّل مّع الخارجّ ، زمتّ شفتيها و بقيتّ ساكنةّ ربماّ يجدرّ بهاّ أنّ تّسقطّ مجدداّ ستختارّ الوقتّ المناسبّ و تّتعثرّ عندّما لاّ
يكون ديميتري متواجّدا حينهاّ قدّ تستطيعّ التواصلّ معّ أحدّ ماّ ، لكنّ حتىّ لوّ أرادتّ ذلكّ فهيّ لن تقدرّ ، بكلّ بسّاطة لأنّ ديميتريّ قدّ يقتل الخادّمة
دونّ رحمة
و قبلّ أنّ تدركّ كانّ الطّبيبّ قّد رحّل ، تنهدتّ بّقلة حّيلة و إتجّهت إلىّ سريرهاّ جلستّ على حاّفته ثمّ سحبتّ الغطاءّ إليهاّ لاّ يبدواّ أنهاّ سوفّ تتركّ
هذاّ المكانّ قريباّ ماّ الذيّ يفّعله نايتّ ؟ هلّ حقاّ من الصّعب الوصولّ إليهاّ ؟ أيضاّ أينّ هيّ كليرّ ألمّ تبلغّ الشرّطة بعدّ ؟ همستّ لنفسهاّ بعدّما سارّ
فيّ ذّهنهاّ ذّكرى فرانسواّ
ـ أرجواّ أنّ ينجـّوا، إنهّ الوحيدّ الذيّ بقيّ بجانبيّ
كانتّ تّستمرّ بّالتنهد دونّ أنّ تكونّ لهاّ القدرّة علىّ تّغييرّ مصيّرها إنهاّ تفقدّ بإستمرارّ رّغبتهاّ فيّ المقّاومة يوماّ بعدّ يومّ تتّأكدّ بّأنّها لاّ تعنيّ شيئاّ له
هذاّ يحبطّ عزيمتهاّ أضّعاف المراتّ زمتّ شفتيهاّ بّعبوسّ لمّ تدّري كمّ داّم علىّ غفوتهاّ القصّيرة تّلك إذّ استيقّظت عندّما دوىّ صوتّ صّرخةّ متّألمة
مماّ جّعلها تّقفّ بدونّ دراّية منهاّ و الخوفّ يعتريهاّ خطتّ خطّوة واحدةّ نحوّ كرسيهاّ المقّعد لتجلسّ عليهّ ثمّ حركتّ العجـّلات بّسرعة إلىّ خارجّ
غرفتهاّ ، كانّ بابّ غرفتها مفتوحا على غيرّ العادةّ
يّوجدّ علىّ جانبّ درجّ طّويل يّؤديّ إلىّ غـّرفة المعيشّة الواسّعة التيّ تحتلّ معظمّ مسّاحة السّفلية للمنزلّ توقفتّ إذّ أنهاّ قدّراتهاّ لا تساعدّها و
نـظرتّ للأسفلّ عندّما شّاهدتّ الحارسّ مشدوهّ الوجّه مصّدومّ للغاّية أماّمه كانتّ الخاّدمة جالّسة ممسكةّ بذّراعهاّ تتّأوهّ متّألمة بينماّ ديميتريّ
يرفعّ المسدسّ ناحيةّ جبينهاّ ، شّهقت ماريّ غيرّ مصدّقة ألمّ يّخليّ سبيلهاّ ؟ و ألمّ تخبرهّ بّأنها تعثرتّ فقطّ فلماذاّ إذّن يّعاقبّ الخاّدمة ؟ وضعتّ يدّها
علىّ فمهاّ بدّهشة لماّ وجّه ديميتريّ طلّقة أخرىّ نحوّ الحارسّ متحدثاّ بّلغته الرسميةّ الروسيةّ و القّسوة باّدية عليهّ ،ماّ الذيّ يحدثّ ؟ ألمّ يّعفو
عنهماّ ؟ أرادتّ أنّ تفّعل شيئاّ أنّ تمدّ المسّاعدة لهمّا لكنّ سّارعت بالعّودةّ لغّرفتها و أغلقتّ البابّ بيدّ مرتجفّة ، وضعتّ يدّها علىّ قلبهاّ لتتحسسّ
نبّضاته السّريعة و لمّ تجدّ الكلماتّ المناسبةّ لمثلّ هذاّ الموقفّ غيرّ أنهاّ أيقنتّ إذّ لمّ تتقنّ طريّقة هروبهاّ فّسوف تكونّ التالّية علىّ لاّئحة دونّ شكّ ،

/

طـّرقتّ بـّاب المـكتّب بّغيضّ ثمّ دّفعته بّعدم مبّالاة لكيّ تـّرى مـديرّها جـّالسّا و حـّوله العـّديدّ من الأوراقّ المتّناثرة فيّ كلّ مـكانّ قدّ كانتّ الفـّوضى
تّعم جميّع الأرجاّء مماّ جّعلها تتردّد كثـيرّا قّبل أنّ تغـّامر فيّ التقدمّ خطّوة أخرى إذّ أن لا أحـدّ يّعلم مديرهاّ أكثرّ منهاّ هي و تـّحديدّا خـّلال هـذّه
الكـّارثة المـّحيطة بهّ سيّجعلها تّفـعلّ شيءّ ماّ من أجّله فّكرة مجّنونة أخرى ربماّ أوّ مخـّاطرة ماّ حاّلما وقعتّ عينيهّ علىّ فـّلورا رسمّ علىّ شفّتيه
ابتسـّامة سـّعيدة قـاّئلا بحماسّ
ـ فـّلورا تماماّ الشخصّ الذيّ أحتاجّه ، ألاّ تعّلمين أنّ حياتيّ بدونكّ لاّ تّساويّ شّيئا ؟
رمقـّته ببّرود شّديدّ قدّ كانّت نـظّراتهاّ ملّيئة بالشـّك ثمّ استـّدارّت كيّ تعّود أدراجّها حيثّ أنهاّ تعّلم أنّ طـّلباتّ رئيسهاّ مجّنونة قـّليلاّ و ذاتّ ضّرب
من الخيّال فّهو دّوما ماّ يحاولّ كسرّ المستحيلّ لأجلّ تحقيقّ مبيعاتّ أكثرّ و لعلمهاّ بّشخصيته هـذّه قررتّ الانسحاب قبلّ أنّ يجبّرها علىّ تنفيذّ طلبّه
لكنّ كاّن الآنّ قدّ فاتّ فّقد سـّارع نـّاحيتها جاذباّ إيّاها منّ مّعصمهاّ لكيّ تتمسكّ فـّلورا بّحافة البابّ بينماّ جميعّ الموظفينّ خـّارجاّ يّراقبون تّصرفات
رّئيسهم الغـّريبة ، تحدثّ بنبرةّ باكّية
ـ أرجوكّ لاّ تتخليّ عنيّ، أنتّ منقذتيّ.. أرجوكّ فلوراّ فقطّ هذّه الخّدمة و أعـّدك أننيّ لن أطلبّ منك شيئاّ بعد الآنّ هياّ لاّ ترديّ طلبّ رئيسكّ ،
وضـعتّ يدّها علىّ وجّهه محاّولة أنّ تبعدّه عنهاّ لكنهّ إزدادّ قّربا منهاّ ممسكاّ إياهاّ منّ خصّرها بينماّ تحّاول هيّ الفـّرار ، رّئيسهّا كاّن شّابّا فيّ
مقتبلّ العـّمر عينّ كّرئيسّ تحريرّ للمجّلة منـذّ أربعّ سنواتّ أكثّر ماّ يهمهّ هوّ نجاحّ المجلّة و لسوفّ يفعلّ المستحيلّ منّ أجلّ رفعّ المبيعاتّ لذلّك أنّ
تضعّ فلوراّ ألآن ثّقتها بّه أمرّ يفوقّ الواقعّ بآلاف المرّات ، قـّالت بنبرةّ حـّادة
ـ منّ الصعبّ أنّ أقولّ نـّعم و أنتّ تّتصرفّ هكذاّ لكنّ لاّ بّأس هياّ أخبرنيّ ماّ الذيّ تّريده ؟
رمقّها رئيسهاّ بّعينينّ واسعتينّ دلالّة علىّ إعجابّه الشديدّ بهاّ ثمّ احتضنهاّ مسرعاّ بينماّ أخذتّ فلوراّ تّحاول الفّرار ليستّ مدرّكة تماماّ كيفّ وافقتّ
ألمّ تكنّ تّريد رفضّ طلّبه تّوا ؟ كيفّ حدثّ و أجابّته بّـنعمّ ؟ لاّبد أنّه يسّتعملّ حّيلة ماّ ، لماّ سحبّها الرئيسّ إلىّ مكتّبه مّغلقاّ البّاب خلفّه كيّ يّتجه
بّعض الموّظفين ناحيتهماّ للاستماع إلىّ حدّيثهما حينهاّ أدركتّ فلوراّ أنهّ لاّ مجالّ للرفضّ الآنّ فتنهدتّ بكلّ أسىّ ليتحدثّ الرئيسّ بّجديةّ
ـ حسناّ فّلوراّ لمّ أكنّ لأطلّب منكّ هـذاّ لكنّ أنتّ تعّلمين جيداّ أن التنافسّ قدّ إشتدّ خلالّ هذّه المدّة و إنّ لمّ نقدّم للقّراء مّوضوعاّ ملفّتا للانتباه قدّ نخسرّ
العـّديدّ من المبيعاتّ ، لذلكّ أريدّك أنّ تستغليّ معـّارفكّ
صمتتّ لوهلةّ من الزمنّ مفـّكرة إذّ أنهاّ تّعلم أنّ لوّ لمّ يكن الـّرئيسّ فيّ موضعّ حرجّ لماّ طلبّ منهاّ ذلكّ أبداّ أيضّا هيّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ يّثق
بّمقدّرته هناّ فعـّادتّ تتأوّه بّألمّ مدرّكة حجمّ المسّؤولية التيّ سّتقع علىّ عـّاتقهاّ عندّما أكملّ الـّرئيسّ حدّيثه بّهدوء
ـ مّاريّ لبيرّ هيّ أختكّ و زوجّها نايتّ لبيرّ تـّكثر منّ حوله الشّائعاتّ إذّ أنّه يواجّه قـّرار الإقصاءّ من التـّرشيحّ إلىّ منصبّ رئيسّ شّركاتّ لبيرّ أنـّا
أريدّ منكّ أن تستغليّ معـّرفتكّ بهّ لّمقـّابلة معـّه ، أريد معـّلوماتّ حصرية لاّ يعلمهاّ أحدّ فهلاّ نفذّت ذلّك ؟
قطّبت حـّاجبيهاّ بّغيرّ رضى و صـّاحتّ معـّـترضة فّطلبّ المسّاعدة منّ نايتّ غيرّ واردّ فيّ قّاموسهاّ أبداّ إذّ أنهاّ تّفضل رمي نفسّها منّ أعلىّ الجرفّ
علىّ الذّهاب إليهّ لذّلك نفتّ بّرأسهّا بّقوة و هيّ تّتحدثّ بحدةّ
ـ لاّ مستحيلّ، أنتّ تّريدّ منيّ أنّ أسحبّ المعلوماتّ منّ الـّرجل الذيّ يّدعونه بالشّيطان ؟ هلّ أنتّ أبله أمّ ماذاّ ؟ إنّ أرادّ نايتّ أنّ يقدمّ مقّابلة لفّعل
عندّما اتهمه الكلّ بّمحاولة قّتله سيدّ بيترّ لبيرّ جدّه هـّو ليسّ متفرغاّ لّلعب أيضاّ أناّ لستّ على وفاقّ معه ، إنهّ متكتمّ و باردّ لنّ يقبّل على الإطلاقّ
زمّ رئيسهاّ شفتيهّ بعبوسّ واضحّ ، ماّ هـذاّ طّريقة تّحدثّ فلورا ّعنّ نايتّ تخـّبره عنّ مدىّ صعوبةّ التعّامل معهّ و هوّ يعلمّ تماماّ أنهّ قاسيّ صعبّ
المراسّ لكنّ ظنّ بّأنه كذّلك فقطّ معّ الغـّرباء أعتّقدّ بأنّ لوّ فلوراّ أختّ زوجّته طلبتّ منه شيئاّ لربماّ سينفذّه لكنّ هـذّا يبدواّ خيالياّ نهيكّ عنّ أنهّ ضربّ
من الجنونّ ، تّنهدّ و قـّال بّعبوس
ـ و مـاذا سّنفعل الآنّ ؟ إنّ لمّ نقدّم أفضلّ ماّ لديّنا سوفّ نخسرّ الكثيرّ منّ المبيعاتّ هـذاّ مثيرّ للإحبـاطّ ، لكنّ فّلورا هلّ أنتّ واّثقة أنكّ لاّ تستطيّعين
إقّـناعه ؟ مـّاذاّ عنّ أختكّ ؟ ألنّ تقدمّ لناّ مقّابلة حصّرية ؟
أومـّأت نفيّا إذ أنهاّ لاّ تتخيلّ أبداّ أنهاّ سوفّ تقحم ماريّ فّي أمورّ كّهذّه ، مّاريّ ضّعيفة جداّ لدرّجة الهّشاشة و أيّ شيءّ لوّ كانّ بسيطّا يجّعلها تّذرف
الدموعّ فّكيفّ لهاّ أنّ تدّع مارّي الغـّالية تّدّخل حربّ الإعـّلام العـّنيفة هذّه ؟ و حّتى لوّ أرادتّ أنّ تطلبّ منهاّ المسّاعدة فّهي ليستّ فيّ إنجلتراّ ،
قـّالت فلوراّ بّهدوء
ـ لاّ أبداّ ، ماريّ أصيبّت إثّر حفّلة فلادمير بّعـجزّ جّعلها غيرّ قّادرة على سيرّ و حتىّ الآنّ هـذّا لاّ يزالّ مؤثرا عليّها لذّلك لاّ أريدّ منهاّ أبداّ أّن تعانيّ
، سوفّ أحـّاول أّن أطلبّ من نايتّ بعضّ المعّلوماتّ أيضّا منّ السيدّ كايلّ إنّ استطعتّ غيرّ أننيّ لاّ أعدك أننيّ سّأحصلّ علىّ شيءّ فّهمّ فّي موقفّ
لاّ يحسدّ عليهّ
تّنهـدّ الرئيسّ و وضـعّ رأسّه علىّ لوحـّة مفّاتيحّ حاّسوبه المحّمول ثمّ أشّار لهاّ بأنهاّ قـّادرة علىّ الـرحيلّ كيّ تّقف فلوراّ مغـّادرة لكنهاّ عـّادت فجّأة
و سددتّ لكمةّ خفيفةّ علىّ رأسهّ ليرفعّ نظرهّ نـّاحيتهاّ فّابتسمتّ بّلطفّ قـّائلة
ـ لاّ تقلقّ ألبرت سّوف أبذلّ ماّ بوسعيّ ، أعتمدّ عليّ
بّعدها سّارت بخـطّواتّ هـّادئة نّاحية المخرجّ بينماّ ابتسم ألبرت لمّ يكنّ لّيعتمد علىّ أحدّ غيرهاّ ، ستبقىّ فلوراّ منقذتّه مهماّ طـّال الزمنّ و دونّ أنّ
تخبره شيئاّ هوّ بالفـّعل يضعّ ثقته بّأكملهاّ فيهاّ بينمّا و حّالما صّارت فلوراّ خاّرجا تّنهدّتّ محاّولة الحفّاظ علىّ أعصّابهاّ إنهاّ مدرّكة تماماّ أنهاّ قدّ
أخبرتّ رئيسهاّ تواّ بّإقناعّ نايتّ لكنّ أفعلّا هيّ تستطيعّ التحدثّ معه ؟ ماريّ لم تكنّ قّادرة علىّ كسبّ ثّقته أوّ التحدثّ معه و هماّ يعيشان تحتّ
سقفّ واحدّ فيّ النهايةّ ماريّ استسلمتّ تمتمتّ باستياء
ـ هـذاّ مستحيلّ ، ربماّ عليّ الاستعانةّ بويلياّم لعلّه يقنعهّ بإجراءّ مقّابلة معّي .. لكنّ لاّ كبريائيّ علىّ المحكّ ،
نـظرتّ منّ خلالّ النافذةّ إلىّ رئيسهاّ ألبرت و هوّ يحيطّ نفسهّ بهالّة من الاكتّئاب فارتبكت أكثرّ ربماّ كانّ من الأفّضل لهاّ أنّ تـّرفض لكنّ من الصعبّ
عليهاّ الآن التـّراجعّ بعدّ أنّ وعدتّه ، لذّلك رددتّ ببّعض التـّوتر
ـ حسناّ لاّ ضرر فيّ طلبّ المسّاعدة ربماّ يجدرّ بيّ الاتصال بماريّ قدّ تستطيعّ إقنـّاع نايتّ ،
ابتعدتّ قـّدر المستطاعّ عنّ أعّين المـّوظفينّ ثمّ وقفّت فيّ زّاوية ماّ ، أخرجتّ هاتفهاّ من جيبّ معطفّها النيليّ بّعدها ضّغطتّ علىّ رقّم أختهاّ قدّ كان
التـّوترّ ظاهراّ على ملامحّها فّهي لمّ تتصلّ بماريّ أبداّ حتىّ بّعدّ أن طلبّ منها نايتّ ذلكّ لاّ بلّ إنهّ أمرهاّ بالاطمئنان عليهاّ يوميّا لكنّ هاهيّ تتصلّ
عليهاّ فقطّ عندّما احتاجتهاّ ، لمّ يّرفع السماّعة أحدّ فّزفرتّ بغيضّ كّأن توترهاّ ليسّ كافياّ حينهاّ اتصّلت علىّ رقمّ فرانسواّ الذيّ أخذتّه منهّ عنـدّ زفافّ
ماريّ لكنّ هوّ بدّوره لمّ يّرفع السماّعة ،
قطـّبت حاّجبيهاّ قدّ بدّأ الشكّ ينسّاب إلّى قلبهاّ كانّ هـذاّ غريباّ إذّ أن فرانسواّ يحملّ هاتفه معهّ دوماّ فّهو حريصّ علىّ سّلامة نايتّ لذّلك يستمرّ بّتفقدّه
، أعـّادت الاتصال لكّلاهماّ مراراّ و تكرارا لكنّ لمّ ترفعّ ماريّ أبداّ السمّاعة حينهاّ اتصلتّ بالمسّتشفى عنـدّما ردتّ مستشّارة لتطلّب منهاّ فلوراّ
تحويلّ ماريّ لهاّ ، انتظرت مدّة قبلّ أنّ تسمعّ صوتّ بّعيداّ فّأجابتّ فلوراّ بنبرةّ مرتاحةّ
ـ آوهـّ لقدّ ظننتّ أنّ مكروهاّ قدّ أصابك كدتّ أنّ أصابّ بنوبة قّلبية بّسببّك ماريّ ،
فيّ فرنساّ كانّ الطّبيبّ المختصّ فيّ عـّلاج ماريّ ينـظرّ إلىّ الهاتفّ و عـّلاماتّ الاستغّراب باديّة علىّ وجّهه لماّذا يّتصل أحدّ أفّراد عـّائلة مريضةّ
لم ّتعدّ موجودّة ؟ فّتحدثّ بنبرةّ هـّادئة
ـ عـّفوا ، منّ معيّ ؟
صمتتّ فلوراّ قدّ شحبّ وجّهها كلّيا فداّهمهاّ صدّاع قـّوي بينماّ أخذّ قلبهاّ يخفقّ بشدةّ لاّ تعـّلم لماّ لكنّها خاّئفة ، خاّئفة منّ سماعّ ماّ الذيّ سّيقوله
هـذاّ الّرجلّ أيعقلّ أنّ ماريّ قدّ أصابّها شيءّ ؟ ربماّ قدّ آذت نفسهاّ لأنّ نايتّ استمرّ فيّ رفضهاّ و ربماّ سّئمت من العلاجّ فقررتّ وضعّ حدّ لحيّاتها
، هـزتّ فلوراّ رأسهاّ محاولة نفيّ هـذّه الأفكارّ السّلبية و قـّالت بنبرةّ متمـّاسكة
ـ أنـّا فـّلورا روبرتّ ، أختّ ماريّ هلّ يمكنكّ أنّ تّعطينيّ إياهاّ ؟
أدرّك الطّبيبّ أنّ هناكّ أمراّ مريبّا يحدثّ خصّوصاّ لماّ تركتّ ماريّ هاتفهاّ لاّ بلّ كلّ ملاّبسهاّ هناّ دونّ عـّودةّ كذلّك ذلّك الـّرجل المدّعو بّفرانسواّ
لمّ يـّعد قطّ لكنّ ماّ الذيّ يحدثّ ؟ تـّلعثم قّليلاّ ثمّ تحدثّ
ـ آنستيّ ، ألمّ تـّعد السيدةّ ماريّ إلىّ بلدّها ؟ لقدّ رفّضت العـّلاج
حـّاولتّ فلوراّ أنّ تتمالكّ أعّصابهاّ أيـعقلّ أن ماريّ قدّ عـّادتّ ؟ لكنّ هـذاّ مستحيلّ فّنايت لنّ يسمحّ لهاّ أبداّ بالعـّودةّ فيّ ظلّ ظرّوف ممّاثلة لهذّه
لاّ بلّ حتىّ أنهّ حرصّ علىّ عدمّ وصولّ أخبّاره إلىّ فرانسواّ كيّ يبقى هنّاك منّ أجلّ عـّلاج ماريّ ، لذلّك إحتمالّ عـّودتهاّ ربماّ مستحـّيلّ فقطبتّ
حاّجبيهاّ و أجاّبته بنبرةّ حـّادة
ـ ماّ الذيّ تتفوه بّه أنتّ ؟ هلّ أصابكّ الخرفّ ؟ ماّري لنّ تعّودّ قبلّ أن تصبّح قّادرة علّى السيرّ فنايتّ لنّ يسمحّ لهاّ بذلّك علّى الإطلاقّ ، ؟
هلّ هـذّه خدّعة ماّ ؟ اسمع أناّ لست فيّ مزاجّ جيدّ فهيّا قلّ الحّقيقة
بالّرغم منّ أن شخصّية الطّبيبّ بّاردة تتميّز بالقّسوة إلاّ أنّ لهجةّ فلوراّ الحـاّدة قدّ آثارت القّلق فيّ نفسهّ إذّ كيفّ سيتصرف ماّ إنّ كانتّ ماريّ قدّ
هربتّ لكنّ هذاّ يبدواّ غيرّ منطقيّ على الإطلاقّ ، بّلع ريّقه بّتوتر شديدّ ثمّ تحدثّ
ـ لكنّ ماّ الذيّ تـّقولينه آنستّي ؟ لقدّ أتى رجلّ ماّ منذّ قليلّ ليخبّرنيّ بّأنّ ماريّ لنّ تعودّ و أنهاّ سّوف تّبحثّ عن طرّيقة أخرىّ للعلاجّ هـذّا، أعتّقد
أنكّ مخطّئة أيضّا مّضى على رّحيلهاّ سّتة أيامّ بالضبطّ
ازدادّ وجّه فّلورا شحوباّ و لمّ تّدرك كيفّ تتصرفّ ، لماذا قّلبهاّ يّؤلمهاّ الآن فقطّ ألمّ يستطعّ أنّ يحذّرها مسّبقاّ ؟ فّاستندتّ علىّ الجـّدار الذيّ خلفهاّ
إذّ لمّ تقدّر علىّ الوقوفّ ماّذا سوفّ تفعلّ إنّ اختفتّ ماريّ مجدداّ ؟ إنّ تعـّرضت لمحّاولة قّتل الثّالثة ؟ قدّ تكون نجتّ طّوال هـذّه المدةّ لّمجردّ حـّظ
لكنّ الحـظّ لاّ يدومّ، فّما الذيّ عليهاّ فعله ؟ يجدرّ بهاّ استشارةّ شخصّ ماّ أجلّ سيدّة فرانسيس إنهاّ الوحيدّة المناّسبة فّأخـذتّ تركضّ بجّنون عـّابرة
الطـّريقّ و فكـّرة رحيلّ ماريّ لاّ تفّارق ذّهنها
بينماّ و منّ ناحيةّ أخرىّ قطبّ الطبّيب حاجّبيه غيرّ قّادر على وصّف ماّ حدثّ الآنّ أيّعقلّ أنّ ماريّ هربتّ ؟ لكنّ إنّ كانتّ كذلّك فلماذاّ أتىّ ذلكّ
الرجلّ ليّخبره عن انسحابها عنّ برنامج ّالعـّلاجّ ؟ كلّ هـذاّ غريبا و يوجدّ شخصّ ماّ يحاولّ تّلفيقّ كذّبة هناّ ؟ هزّ كتّفيه بّعدم اهتمامّ لكنهّ سرعانّ
ماّ أمسكّ هاتفه ينظرّ إلّى تلكّ البطاّقة بّقلقّ شديدّ



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 PM