آنا والإثنا عشر صوتاً !

حينما أُعيد قراءة محادثة قديمة بيني وبين شخصٍ آخر رحلت عنه أواصل قراءة كلماتي بإشتياق لا أعطي تركيزاً لرسائل الطرف المقابل كل ما أشعر به هو الحنين لنفسي .. لو ان بإستطاعتي العوددة إلى ما كُنت عليه إلى تلك النظرة الجميلة التي أراهم بها أتحدث معكم أمور مشابهة ؟؟

- فلانٌ قد غير حياته منذ أن رحل بعثة شاركت بفخر : عمي قد ذهب ببعثة إلى فرنسا، باريس وعاش هناك عدة سنوات! - تشوقت للقاءه - أجل سيكون من الجميل أن تلتقي به ليحدثنا عن حكاياته هناك - أين يقطن ؟ - إنه في الحي ذاته الذي حدثتك عنه .... انه - ماذا ؟ - اعذرني لقد نسيت ، لقد توفي منذ أشهر ! انسى ذلك باستمرار .. لن أقتنع لرحيلهم ، جميعاً!

اضطررت للزيارة وكُنت خائفة من ان يأتي يوماً اضطر به للمرور بهذا الحي ، كنت اهرب دوماً منه مع كل خطوة اشعر بقلبي ينقبض وبدا التنفس صعباً الجدران التي بقيت عليها أثار عبارة " أهلاً وسهلاً بحجاج بيت الله الحرام " كنت طفلة حينما راقبتهم يخطونها على الجدار ترحيباً بعودة جدتي من الحج التفت إلى باب المبنى ، لما يبدو صدء ومتهالك لهذا الحد ، إنه باهت للغاية أكاد أجزم بأنهم اقتلعوا الباب واستبدلوه بآخر ، رغبت بطرق الباب لكن تذكرت بأن هذا المكان بات كالمهجور ، لن أسمع صوت خطوات عمي التي كانت تقترب ببطء ولا لصوت صياحه وتذمراته المستمرة وكان ما أن يفتح لي الباب حتى يُشرق وجهه ويرحب لي عمي، هذه المرة رحب بي شخصاً آخر كانت رؤيته صعبة بالنسبة لي دخلت وأنا أشعر أن حلقي يضيق أكثر فأكثر كان يخنقني تماماً كل أطياف البيت كانت مشتاقةً لي ، شعرت برياحهم التي هبت نحوي بلهفة ما زلت أشتم رائحة جدتي في المكان لا بد وأنها ما زالت هنا ... للحظة لم أعد أرغب بالعودة ، أريد البقاء هنا

تكون حُراً وتعش حياتك حين تُنسى !

كنت على مقاعد الانتظار في المركز التعليمي، أنتظر وصول المعلمة لبدء الدرس قررت أن أحادث الموظفة الطيفة في مشكلتي وأنتهي منها - أريد التوقف عن المجال الآخر ، سأكتفي بمجال الحلاقة فقط - لما ؟ - أزمة المواصلات باتت متعبة جداً وسبب ضغطاً لي للحد الذي جعلني أفوت بعض الجلسات - أه معكِ كل الحق. - شكراً لتفهمك ، كنت قد دفعت نصف مبلغ التسجيل أخبريني إذا كان هناك زيادة فسأدفع. - حسناً ، أيها الاستاذ عرضت المشكلة على هذا الروبوت عديم الإحساس الذي كان يقف في الحدث وبدأ يتحدث بخمسمئة كلمة في الثانية الواحدة - لم أفهم ! - لا يمكنكِ الإنسحاب ، متوجب عليكي دفع القسط كاملاً " ها قد جاء ملتهم الأموال " " إن أكملت الدفع هل ستحضر بقية الجلسات عوضاً عني ؟ " تجاهلت الاصوات داخل رأسي وسألت بهدوء : -ادفع دون أن أحضر ؟ - إن لم تدفعي القسط كاملاً ، سيتم خصمه من الموظفة أمامكِ. " أيها الــ###^**‎%‎ " " ماذا ؟ هل يأخذ راتب الموظفة رهينةة! " " عقل هذا الأحمق لا يعمل بنسبة 1‎%‎ " " هذا الصنف واضح ، إن فتحت رأسه ستجد رزمة من النقود بدل عقله" اهدؤوا الوضع أصبح حساساً هنا ، نظرت للموظفة التي كانت قلقة - حسنأً، سأفكر بالأمر.. شكراً لك. التفت ناحية قاعة الدرس ، لا مزيد من إضاعة الوقت مع الحمقى وجدته يسأل :- إلى أين ؟؟؟ أجابته الموظفة : - إنها مسجلة في دورة الحلاقة وقد أنهت الدفع كاملاً منذ زمن - سأسمح لكِ بالدخول اليوم ، لكن غداً لا .. " دعيني أقضم رأس هذا اللعين " " ستصاب بالتسمم صديقي العزيز ! " - ما علاقة هذا بذاك ؟ هنا معلمة وهناك معلمة أخرى .. - ليس عن المعلمات بـ.. - هذا مجال وذاك مجال آخر ! - جميعهم تابعين لاسم المعهد ***** عليك وعلى هالمعهد " تشاجري معهم " " أجل اخبريهم بأن معهدهم قمامة " " ارمي المال في وجهه " " لا تستمعي لهم ، تجاهليه فحسب " تجاهلته مع نظرة قاتلة وابتسامة ساخرة ثم أكملت دخولي للدرس ثوانٍ فقط وسمعت صوت صياحه الغاضب وتوبيخاته الغير مفهومة حقاً أشفق على جميع العاملين معه " ماذا ستفعلين ؟ " - لدي مصلحة هنا ، سأحاول أن أكمل .. عدنا مجدداً أنا والإثنا عشر صوتاً