.𝒒𝒖𝒆𝒍𝒒𝒖𝒆𝒔 𝒎𝒐𝒕𝒔

-

«اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ»

-


‏"اللهم ما أخشاه أن يكون صعبًا هوّنه،
وما أخشاه أن يكون عسيرًا يسّره،
وما أخشاه أن يكون شرًا إجعل لي فيه خيرًا،
ولا تجعلني أخشى سواك يارب ."

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 105]. بالتفكير في الأمر، دوما ما كنت أصادِفُ سؤال: من هو أكثر شخص ترك أثرًا في حياتِك؟ لكنني وكلما حاولت التفكير في هذا الشخص أجد صورته مشوشة بمخيلتي، ليس لأنه قد ترك أثرًا سيئًا ولا لأنه شخصٌ خبيثٌ مر بي، بل على العكس من ذلك، التشويش في هذه الحالة ليس للهرب من دماثة المنظر ولا من قبح الصورة، بل ناتج عن تداخل عدة أشخاص ووجوه ومواقف وأحداث؛ من المستحيل فصل شخصٍ عن الآخر وفصل موقف عن الثاني أو حتى حدثٍ عظيمٍ عن آخر أقل منه عظَمة، كنت كلما اقتربت من الصورة وجدتها مألوفة رغم التشويش، وإن حاولت التغاضي عن جزء بسيط منها تداعت أمامي وغصت في حلكة مخيلتي لأعيد المحاولة من جديد وأشاهد تشكلها كمن يتابع البناء لبنة لبنة، تراجعت للوراء قليلًا وأغمضتُ عيناي، مر بي العديد من الأشخاص، رأيتني في كل مراحلي، مبتسمة وباكية، سعيدة وحزية، شامِخة ومنكسرة، في كل مرحلة مر بي مئات الاشخاص وتبدل الرفاق وتغير الأصدقاء، بالرغم من اختفائهم من المشهد كان جزء منهم يطفو عاليا ويتوجه ناحية الصورة الكبيرة المشوشة ليتخذ مكانه ويتضح جزء من تلك الصورة، شخص تلو الآخر، إلى أن وجدتُني واقفة أمام أكثر شخص له أثرٌ في حياتي، وقفت مشدوهة وأنا أحاول استيعاب ما أراه أمامي، لم أكن لأتوقع ولا حتى أتخيل يوما أنني أنا ذلك الشخص الذي طالما مر بي السؤال عنه ولم أجد جوابًا له، قد تبدو الفكرة جنونية لوهلة، لكنها أصدق جوابٍ توصلت له بعد محاولاتٍ عدة لكشف من يختبئ وراء ستار تلك الشخصية التي تركت أثرًا في حياتِي. لولا الله ثم نفسي ما كنت لأتأثر بأي أثر مر بي وإن حاول المؤثر حفره بيديه لا بأفعاله وحرفه فقط، كانَت محاولاتي في أن أصبِح نسخة أفضل من نفسي أعظم أثر تركته "نفسي السابقة" في الحالية، وأعظم أثر تتركه وستتركه إلى آخر نفسٍ لي. صورتي الضبابية متجددة، شخصيتي المؤثرة ليست شخصًا سيمر بي ويدفِنه الزمن إن انتهى الدرس الذي وُجِد ليعلمني، بل هي معي دائمًا، أجدها تتجدد كلما اختليت بنفسي وحاسبتها، كلما مررت بموقِفٍ وتداركت هفواتي، هذه الشخصية المؤثرة تصقلني بصرامَة كلما تمادَيت وتجعلني أعود أدراجي نحو الطريق كلما ضللت، قد تكون هناك إشارات وعلامات وشيفرات من الأشخاص الذين تجمعني بهم الأيام، لكن لا أحد منهم يترجم تلك الشيفرات غير "نفسي" ولا أحد يصلِح ما أفسدته غير "نفسي" ولا أحد يُصلِحني -بِأمر من الله- غيرَ "نَفسي"، ألا تستَحِقُّ "نفسي" شرف هذا اللقبِ الجميل؟ أن تكون أكثر مؤثر وأكثر تاركٍ للأثر في حياتي؟

وقَفت لمدة مترددة أمام مكتبتي، أي كتاب سأتحدث عنه هذه المرة؟ احترت طويلًا وأنا أمرر عيني بتفحص لعناوينها وأنا استرجع لحظاتي مع كل كتاب منها. وقَعت عيني على كِتابِ سابِغات، هذا الكتاب الرائع الذي أجدني وكلما انهيته أرغب في إعادته من شدة حبي له ولطرحه السلس لموضوع عظيم وثقيل كموضوع الشبهات. كعادته "أحمَد يوسف السيد" يبهرني بذكائه وعبقريته في خط حروفه وإيصالِ الفكرة دون عناء أو إجهاد للقارئ -هذا ما شجع قارئا كسولًا مثلي أن يكتنز من روعة ما خطه أحمد السيد- كفاني ثرثرة عن الغلاف، ودعونا نمر لبين صفحات هذا الكتاب الجميل. سَابِغات هو كتاب ممنهج لدراسة وتوضيح المشاكل المعاصرة والتي يقع فيها الشباب -وحتى الكبار- بسبب بعدهم او جهلهم في دينهم. ولا يخفانا خطورة هذا الأمر على الجيل الصاعد والناشئ، فمع تطور الابتكارات والاختراعات، وهنا اركز على الهواتف والإنترنت خصوصًا، بات من السهل على المرء في آخر بقعة من الارض أن يجاور آخر بالجهة المعاكسة دون عناء أو تعب، فقط بكبسة زر، فتداخلت الثقافات وتغيرت الأفكار وفسدت غيرها؛ بات تأثير الغرب قويًا على العرب حتى أصبح التجرد من ثوب ثقافتنا ومعتقداتنا مرادفًا للتقدم، أما التمسك بالمعتقد والهوية فأصبح أمرًا رجعيا ويعارِض أسس التقدم والتطور والرقِي. لذلك فكتاب كهذا بات ضروريًا بل لا غنى عنه من كل بيت لتعزيز مناعة الناشئين به لمواجهة ما قد يلتبس عليهم أو يضعهم في حيرة ويضعهم موضع الخطر بحربهم الفكرية الضروس. وعلى خطى عنوانِه "سابِغات" فالكتب هو بمثابة درع -أو الأصح - دروع فكرية لمن حالفه الحظ وغاص بصفحاته الدسمة والغزيرة بالمعلومات والتوضيحات مع الأدلة والبراهين. تناول الكتاب عدة مواضيع قسمت وتوزعت على 5 أبواب رئيسية. بعد المقدمة نجد أنفسنا أمام الموضوع الرئيسي للكتاب، وعنوان الحرب التي حاول بل وجاهد الدكتور أحمد السيد من أجل أن يجهز ويصقِل من حروفه سابِغات فولاذية ضد أشهر وأقوى شبهات عصرنا الحالي، ليبتدأ كتابه بأول باب تمهيدي ليجعل القارئ مدركًا لخطورة الحرب التي شنت ضده دون أن ينتبه للأسلحة المصوبة ناحيته، فنجد الأبواب معنونَةً كالتالي: ١- مَعالِم المَوجَة التشكيكية المُعاصرة وسماتُها وطبيعة التأثر بها. طبعًا فلكل باب من الأبواب الخمسة تفريعات وعناوين أصغر منها؛ فقد تطرق لأهم الأسئلة التي قد تمر بذهنك عزيزي القارئ وأنت تلتهِم صفحاتِ كتابه الفريد. ٢- أسبَاب التاثر السلبي بالشبهات الفكرية المعاصِرة. عند نهاية كل باب، وبعد التطرق للأسباب والعوامل بالترتيب فهو يختم بخطاطات وإضاءات مثرية وخفيفة يسهل تخزينها وتذكرها. ٣- كيف نتعامَل مع الشبهات الفكرية المعاصرة. ٤- مناقشة ابرز الشبهات المعاصرة. ٥- خلاصات في أبواب فكرية مهمة. ولا ننسى ترشيحات الكاتب لكتب مهمة وعظيمة عند كل باب أو موضوع تم طرحه، حتى يستطيع القارئ الحصول على كامل المعلومات والمعرفة بالموضوع المطروح حتى لا يتسنى لأي شبهة مهما كانت قوتها أن تخترق السابغات المتينة. بالرغم من رغبتي الشديدة في الحديث عن كل فصل بالتفصيل والتدقيق إلا أنني أنصحكم وبشدة بقراءة الكتاب بأنفسكم وأن تأخذوا كل فكرة ومعلومة بوقتها المناسب وبابها المناسب وفق سير الكتاب وتخطيطه. هذه بعض من الاقتباسات الكثيرة التي شدتني بصفحاته: - - - - - لِتحميل الكِتاب: هُنا. للكسالى، وجدت لكم ملخصات وتشجيرات جميلة وخفيفة للكتاب: هنا: ١ ٢ ٣ لسماع الكِتاب صوتِيًا: هُنا.

فيرموث، الشخصية الفولاذية. لم افكر طويلا لأجدني مبتسمة وإسمها يتردد في ذهني، لطالما أعجِبتُ بها وبشخصيتها وحتى أبسط الأمور والتفاصيل المتعلقة بها. أظنها سبب رئيسي لحبي لسلسلة المحقق كونان وأفلامه، فهي تضفي رونقًا وجمالًا غير اعتيادي على كل حلقة ظهرت بها أو حتى مرت بها لدقائق معدودة. قبل أن أبدأ ثرثرتي عن هذه الشخصية الساحرة، دعونا نبدأ ببطاقة تعريفية بسيطة عنها: لطَالما سُحرتُ بها، أحب الشخصيات القوية وتأسرني العقول الذكية، ولحسن حظي فقد اجتمعت كل هذه الصفات الرائعة بها، فيرموث الشخصية الغامضة والتي لن تستطيع قراءة ما يدور في خلدها، تلعب بالأشخاص كما تريد هي ويحسب الجميع أنهم هم من يسيطرون على الوضع بينما الحقيقة هي أن كل شيء يسير وفق ما تريده هي. بالرغم من كونها عضوًا بالمنظمة السوداء، الامر الذي يجعلنا نفكر تلقائيا أنها ستكون تحت إمرة زعيم عصابتها؛ لكن كيف لامرأة بشراستها أن تخضع لأي زعيم؟ وإن تصرفت على اساس أنها في مهمة تحت إمرته فهي تحيك وتحبك وتخطط لما يصب في تيار مصلحتها وخطتها التي يجهلها كل المحيطين بها :) لها ذكاء اجتماعي عالي جدًا، لدرجة جعلتني أشك في تنميطها بنمط ال ENTJ، شخص بذكائها الاجتماعي الخارق وتلاعبها الخطير لا أظنني أجده إلا في خانة ال Fe dom. وطبعًا حسب تحليلي البسيط، فأنا أراها ENFJ متطور -غير صحي نوعًا ما لول- لكن عدم صحيته تخدم شخصيتها الماكرة وتعطي مزيجًا رائعًا وساحرًا لها. من بين الأمور الأخرى المبهرة فيها هي قدرتها على التخفي، لعل كونها ممثلة ساعدها على ذلك كثيرًا، لكنها أبدَعت في ذلك بحق. قدرة تحملها للألم مبهرة بشكل غريب، لكنني استغرب من استغرابي لهذه النقطة، أولسنا نتحدث عن الشخصية الفولاذية؟ :) فما بالك لو اجتمعت كل هذه المهارات الرائعة مع صفة الشباب الدائم؟ بطلتنا لا تشيخ وهذا من بين الأسرار الغامضة التي تحيط شخصيتها المثيرة. كذلك تتميز بمهاراتها الاستثنائية في التصويب وجمع المعلومات والاحتفاظ بها، لعلي كنت أصبحت خارقة، لولا كسلي، إن انا اتممت على نفس نهج شخصيتي المفضلة "). أتذكر ذكرياتي معها الآن، لم استطع تجاوزها، لن أمانع التصرف بنفس حماسي السابق بطفولتي عند رؤيتها في كل لقطة بعمري هذا x"). أردت الحديث أكثر عنها؛ لكنني وإن عبرت لن استطيع أن أخرج كل مشاعري وإعجابي بهذه الشخصية المبهرة، وكذلك التدوينة لن تسعفني، لعل الامر سيأخذني لكتابة تقرير عنها يومًا ما؟ من يعلم :) الصور: الصور المتحركة: