••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2020, 01:46 AM   #81
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





صبّاح اليومّ المواليّ بعد حديثهاّ معّ ويليامّ كانتّ تّقف أمامّ بابّ شقةّ آرثرّ مكتفةّ ذراعيها ّعـّاقدة حاجّبيهاّ بكلّ عصبية لم تستطعّ
أن تسيطرّ على أعصابهاّ خصوصاّ و أنّ الكلّ يعتبرهاّ ضعيفة أيضاّ غبيةّ لكونهاّ وقعتّ فيّ فخّ مثلّ هذاّ رافعةّ خصلات شعرهاّ
الأصهبّ للأعلىّ على شكلّ ذيلّ حصانّ و مرتدّية سروالّ جينزّ مع قميصّ قطنيّ يساعدانهاّ على التحركّ بخفةّ ما إنّ وجدتّ ضرورة ،
و هاهيّ ترنّ الجرسّ للمرةّ العشرينّ دونّ أن يجيبهاّ آرثرّ مماّ جعّل وجههاّ يحنقن بالغضبّ لاّ أحدّ يهينهاّ لكيّ ينجواّ بعدّ ذلكّ عادتّ
تطرقّ البابّ بّقوة كيّ تخرجّ فرانسيسّ من شقتهاّ قدّ شعرتّ بالدّهشة تنسابّ لقلبهاّ حالماّ رأتّ حالة فلوراّ الغيرّ طبيعيةّ ، سارعتّ
إليهاّ كيّ تمسكهاّ من ذراعهاّ محاولة أن تجعلها تكف عن طرقّ البابّ
ـ يا إلهيّ فلورا ّهل فقدت عقلك ؟ ماّ الذيّ تفعلينه ؟ لاّ يمكنكّ فعلّ هذاّ
تجاهلتّ فلوراّ فرانسيسّ لأنهّا بالفعلّ فقدتّ عقلهاّ و فجّأة دونّ أنّ تدركّ كيفّ تحركتّ قدمهاّ من تلقاءّ نفسهاّ كيّ تضربّ بابّ آرثرّ بقوةّ
غيرّ طبيعيةّ فعلاّ لقدّ أهانها آرثرّ تلاعبّ بهاّ و استغلّ ثقتهاّ به شتمّ والدّها وّ نعتّ ماريّ بأسوأ الصفاتّ لاّ هيّ لن تسامحّه ، عـّادت تّركل
البابّ بقوةّ و فرانسيسّ تقفّ فيّ خلفّ واضعةّ يدها على فمهاّ قدّ منعتهاّ الصدمةّ منّ تهدّئة فلورا ّالثائرةّ التيّ أخذتّ تّشتمّ بّعصبية و قدّ
عاد لسانهاّ السليطّ للعملّ
ـ أيهّا السافلّ الـ .. تعالّ لأتحدّث معكّ .. آرثرّ يا عـّديم الرجولةّ ، أيهاّ الحقيرّ الوغدّ إنّ كنتّ تعدّ نفسكّ رجلاّ أخرجّ و قابلنيّ دعنيّ أريكّ
كيّف .. لسوفّ ألكمكّ حتىّ تتعبّ يدايّ لسوفّ أحرصّ علىّ عدم مقدرتكّ على إنجابّ أطفالّ بعدّ أنّ ..
كادّ فرانسيسّ أنّ يغمىّ عليهاّ فكيفّ تحولّ الأمرّ من مجردّ تعالّ لأتحدثّ معكّ إلىّ عدم مقدرتكّ على الإنجابّ ؟ لاّبد أنهاّ فقدتّ أعصابهاّ
فعلا ؟ لكنّ لماّ ؟ و فلوراّ التيّ عهدتّ لهاّ أنّها ستتصرفّ بكلّ هدوءّ ؟ ماّ الذيّ حدثّ لهاّ لتفقدّ أعصابهاّ بهذّه الطريقةّ العنيفةّ ؟ عّادت فلوراّ
للخلفّ ثمّ سددت ّركلةّ سريعةّ للبابّ كيّ يكسرّ القفلّ وّ يكادّ أنّ يسقطّ البابّ حينهاّ تقدمتّ للداّخل مصممّة علىّ [ التحدثّ ] بينماّ سارعتّ
فرانسيسّ للاستنجادّ بّزوجهاّ ،
بينماّ و حالماّ دّخلت فلوراّ خرجّ آرثّر منّ غرفتهّ منزعجاّ يرتديّ قميصهّ باستعجال شديدّ خلفهّ كانتّ امرأة تبدواّ ذاتّ جنسيةّ إسبانيةّ منّ سمرتهاّ
التيّ لا تشوبهاّ شائبةّ إلىّ شفتيهاّ المّليئتينّ كساهماّ أحمرّ شفاهّ لامعّ تقفّ بّصدمة تنـظرّ إلىّ فلوراّ قدّ قادرةّ على تحليلّ الموقفّ ، قبلّ أن
يتحدثّ آرثرّ قاطّعه تصفيقّ فلوراّ الساّخر و هيّ تتكلمّ بّتهكم
ـ ممتازّ آرثرّ ممتازّ فعلا ، لاّ أدريّ إلىّ كمّ قدّ يصل رأسكّ منّ درجةّ الغباءّ ؟ أعنيّ فعلاّ عّزيزي فعلاّ ؟ نحنّ وسطّ حربّ شاملةّ لسلطةّ و
أنتّ هناّ تّلعب ؟ بحقّ السماءّ أينّ هو مضربّ البيسبول ؟
بينماّ احتدتّ ملامحّ آرثرّ بّعصبية منّ إهاناتها المستمرةّ لهّ تباّ لهاّ لاّ ينفكّ الشتمّ الخروجّ من لسانهاّ و كّأنهّ الكلامّ الوحيدّ الذيّ تعرفهّ
تقدمّ ناحيتهاّ بخطواتّ سريعةّ و أمسكّ معصمهاّ كيّ يقودّها إلىّ الخارجّ فيّ حيُّن نظراتّ فلوراّ تزدادّ تّأججاّ و نيراناّ ،
ـ أيتهاّ الحقيرةّ أخرجيّ فوراّ..
توقفّت فلوراّ عنّ السيرّ وّ دّفعتهّ بعيداّ عنهاّ فيّ لمحّة عينّ لعدمّ توقعهّ ذلكّ ارتدّ جسدّ آرثرّ علىّ الجدارّ الذيّ خلفهّ بقوةّ جـّعلته يتّأوه ألماّ
لمّ تكنّ فلوراّ بتلكّ القوةّ لكنّ غضبهاّ كانّ مصدرّهاّ الذيّ تستمدّ منه كلّ هذاّ ، رمقتّه بّحدة ثمّ صاحتّ بعصبيةّ
ـ ألتزم حدودك آرثرّ لستّ كفتياتكّ لكيّ تّسحبنيّ خارجاّ هكذاّ ،
اتسعتّ عينيّ آرثرّ بدّهشةّ لمّ يتجاوز بعدّ صدمة كونّ فتاةّ لم تدّفعه و إنماّ رمتهّ لكيّ يرتطم بالجدارّ ، تنهدّ محاولاّ الحفاظّ على أعصابهّ ثم
وقفّ باستقامة بعدّ أن عدلّ قميصهّ أخذّ ينظرّ ناحيةّ فلوراّ المجنونةّ بقليلّ منّ الغيضّ ثمّ تحدث قائلاّ بكلّ سخريةّ
ـ عنّ أيّ حدود تتحدّثين عنهاّ فلورا ؟ لقدّ كسرتّ بابّ شقتي تواّ و دفعتنيّ للجدارّ أيضاّ نعتنيّ بالغبيّ لكن ألاّ تدركين حجمّ الأخطاّء التيّ ترتكبينهاّ
واحدةّ تلو الأخرى ؟ أنتّ تعطيننيّ المزيدّ و المزيدّ من الأدلّة التيّ كافيةّ بزجكّ فيّ السجنّ ، الآنّ أخبرينيّ فلوراّ من هوّ الغبيّ بيننّا ؟
بالفعلّ يبدواّ أنهاّ ترتكبّ خطّأ تلوّ الآخرّ لكنّ زمتّ شفتيهاّ بعصبيةّ كيّ يسيلّ خيطّ رقيقّ من الدماءّ أسفلّ شفتهاّ هيّ تدركّ جيداّ أنّ الكرةّ
فيّ يدّ آرثرّ الآنّ و ليسّ بإمكانهاّ فعلّ شيءّ غيرّ أنهاّ لا تستطيعّ الوقوفّ مكتوفةّ اليدّين و الكلّ يبذلّ جهدّه ، يجبّ عليهاّ هيّ أيضاّ الحصول
على انتقامها من ديميتريّ منّ أجلّ أختهاّ الصغرى من أجلهاّ و منّ أجلّ كلّ شخصّ أحبـّته ، نـظرتّ ناحيةّ آرثرّ مدركةّ أنّ لاّ شيءّ قدّ يغيرّ
رأيهّ لكنهاّ و علىّ كل حالّ حاولتّ التحدثّ بّهدوءّ مختلطّ بنبرةّ رجاءّ
ـ أسمع آرثرّ أعتقدّ أنّ ما تفعلهّ لكسبّ رضى العمّ رويّ ، لتّثبت نفسكّ أمامّه أليسّ كذلكّ ؟ ماّ رأيكّ أن تتنازلّ عنّ القضيةّ و حينهاّ سّأقنعّ
العم رويّ بّإعادتكّ إلى ّالمنزلّ ؟ لنّ تضطرّ إلىّ الإنصاتّ لأوامرّ أحدّ هيّا كلاناّ نعلمّ أنّ التزويرّ لاّ وجودّ له لذلكّ من فضلكّ تنازلّ عن القضيةّ
ألاّ يمكنكّ فعلّ هذاّ على الأقلّ ؟
رمقهاّ آرثرّ بعدم تّصديق كيفّ لهاّ أن تغيرّ فيّ تصرفاتهاّ بين ثّانية و أخرىّ لقدّ كانّت منذّ لحظةّ مستعدةّ لقتلهّ و الآن هيّ تتحدثّ بكلّ هدوءّ
حولّ تنازله عنّ القضيةّ ، ابتسمّ بّخفةّ سرعانّ ماّ تحولتّ هذّه الابتسامةّ إلىّ ضحكةّ طّويلة سعيدةّ مماّ جعلّ فلوراّ تجفّل من الصدّمة ما ّالأمرّ
الذيّ يستدعيّ كلّ هذا ّالضحك ؟ اقتّرب منهاّ آرثرّ ثمّ وضع ذراّعه حولّ كتفهاّ قائلاّ بّاستمتاع
ـ لمّ أكنّ لأتخيلّ أبداّ أنّ فلوراّ روبرتّ بّكبريائهاّ اللا محدودّ سوفّ تترجانيّ فيّ يومّ ماّ كّم تبدواّ ملامحكّ الياّئسة شديدّة الجمالّ ليتكّ كنتّ
تظهرينّ هذاّ الجانبّ منكّ أكثرّ لربماّ كنتّ لأقعّ فيّ حبكّ .. فيّ الحقيقةّ لاّ حتىّ لوّ ظللتّ المرّأة الوحيدّة بالعالمّ هـذاّ إن كان يصحّ أن أطلّق
لقبّ إمرأة علىّ شخصّ مثلكّ لمّ أحببتكّ أبداّ ..
لقدّ ألمهاّ كلامهّ مـّدركةّ أنّ فيّ قولهّ هذاّ جزّء من الحّقيقةّ فّهيّ لاّ تتصرفّ كالنساءّ مطلقاّ أيضاّ لقدّ أهانها بشدةّ حاولتّ أنّ تبقيّ على ملامحـّها
الهادّئة الباردّة مماّ جعل آرثرّ يقطبّ حاجبيهّ و هوّ يبتعدّ عنهاّ مكملاّ حديثهّ بّإنزعاجّ
ـ أرأيت ؟ حتىّ بعدّ أنّ قلتّ كل هذاّ لاّ زلتّ لاّ تهتمينّ ؟ أحياناّ أتساءل إن كنتّ فعلاّ إمرأةّ و أبيّ الذيّ كان يّريد أنّ نتزوجّ .. على كلّ حالّ غادرّي
فّأنت تخيفين صديقتيّ أيضاّ لاّ تنسيّ ترك المالّ لإصلاحّ البابّ
نظّرت إليهّ فلوراّ بّبرود ثمّ و بخطّوات هادّئة استدارتّ مغادرّة لكيّ ترىّ فرانسيسّ التيّ تقفّ خارجاّ عينيهاّ مليئتينّ بالدّموع بينماّ السيدّ بولّ
بجاّنبهاّ لاّ يعلمّ ماّ العملّ مّعهماّ لاّ يدريّ إن كانّ تدّخله بينهماّ مناسباّ بينماّ و حالماّ وصلتّ فلوراّ للبابّ تّراجعتّ بّهدوء بعدّ ذلكّ أسرعتّ نحوهّ
و ركـّلته بكلّ قوةّ جّعلته يسقطّ أرضاّ ثمّ ركلتّ القفلّ بعدّ ذلكّ نـظرتّ للخلفّ حيثّ يقفّ آرثرّ مبهوتاّ ابتسمتّ بّشرّ متحدثّة
ـ ستّدفعّ ثمن هـذاّ غالياّ آرثرّ .. ستدفعّ الثمنّ غالياّ
بعدّ ذلكّ وضعتّ ذراعهاّ حولّ كتفّ فرانسيسّ وّ ذراعهاّ الأخرى حولّ بولّ و هيّ تضحكّ بقوةّ بينماّ رمقّها آرثرّ بّحدةّ قدّ إزدادّ كرههّ لهاّ أميالاّ
تلكّ الفتـّاة لاّ تعلمّ أبداّ كيفّ تبكيّ ؟ كيفّ تستسلمّ ؟ سوفّ يحرّص علىّ أن يجّعلها تتقنّ هاتينّ الصفتينّ لاّ بلّ سيجعلهّا تمارسهماّ طوالّ
حياتهاّ ، همسّ بّنبرة حاقدةّ
ـ فلوراّ روبرتّ أنتّ لمّ تريّ شيئاّ بعدّ ..

/

فيّ إحدىّ المكاتبّ المنتشرةّ بكثّرة فيّ تلكّ شركّة استوديوهات التسجيلّ حيثّ يقضيّ ويليامّ دويلّ معظمّ وقتـّه كانّ يحملّ بينّ يدّيه العقدّ
الذيّ يشاركه معّ أوسكارّ يعيدّ قراءة كلّ بندّ بّتدقيقّ وّ تمعنّ شديدّ كذلكّ كانّ يفعلّ مديرّ أعمالهّ فبعدّ أنّ صرحّ ويليامّ عنّ عدمّ رغبتهّ فيّ
الاستمرارّ بّهذّه الجولة معّ أوسكارّ و هماّ يبحثانّ عنّ خللّ أوّ أيّ خطّأ فيّ العقدّ يستطيعانّ استغلالهّ لصالحهماّ ، بالّرغم منّ أنّ المالّ لمّ
يكن مشكلّة أبداّ لويليامّ لكنّ لمّ يكنّ ليرغبّ أبداّ فيّ أنّ يحصلّ أوسكارّ علىّ مالهّ ليسّ بعدّ ماّ فـعّله هوّ و ديميتريّ لنايتّ ، تنهدّ بعدّ فترةّ
تاركاّ العقدّ جانباّ و هوّ يّسند رأسهّ على المكتبّ قاّئلاّ بضجرّ
ـ سباستيان أريدّ فعلاّ الذهابّ إلىّ حانةّ
تجاّهله مديرّ أعمالهّ كعادتّه عندّما يتفوّه ويليامّ بّأيّ هراءّ وّ هوّ يقرّأ البندّ بتمعنّ ، لقدّ كان العقدّ عادياّ فيّ الوهلةّ الأولىّ إذّ كلّ شيءّ
يبدواّ عادياّ إلىّ أنّ يصلواّ إلىّ بندّ عدمّ الالتزامّ بالعقدّ حيثّ يكلفّ أيّ كان الشخصّ الذيّ يخرقّ هذّا العقدّ بمبلغّ ماليّ ضخمّ كافيّ بتغطيةّ
جميعّ أضراّر الجولةّ التيّ ألغيتّ هـذاّ بالفعلّ مشكلةّ عويصةّ خصوصاّ و أن لاّ رغبةّ لويليامّ في دفعّ هـذاّ المبلغّ ، تنهدّ و عقدّ يديّه معاّ
قاّئلاّ بنبرةّ هادّئة عـّملية
ـ أرىّ أنّ تكملّ الجّولة هـكذّا نستطيعّ أن نتجنبّ دفعّ هذا ّالكمّ الطائلّ من المالّ و إنّ سألتّ الصحافة أنّ إلغاءّ الجولةّ فّسوفّ نّخبرهمّ بأيّ
كذبّة قاّبلة لتصديقّ بعدّ ذلكّ استرسلّ عملكّ كالمعتادّ ، أناّ أعلمّ أنكّ لاّ تريدّ العملّ مع أوسكارّ لكنّ إن ألغيت العقد فّنحن المتضرران الوحيدانّ ..
زمّ ويليامّ شفتيهّ باستياء لاّ يستطيعّ الاسترسالّ فيّ هذاّ العملّّ أوّ بهّذه الشراكة من البداّية ، إنّ أوسكارّ يّنوي شيئاّ لكنهّ غيرّ قادرّ على
مسه بّسوء لأن ويليامّ يشكّل دعاّية جيدّة لشركةّ أيضاّ شهرتهّ و أموالهّ كفيلةّ بإبعاده عنهّ ، لكنّ ماذاّ عنّ فلوراّ و ماريّ ؟ كلتاهماّ لا حيلة
لهماّ فّقدّ أوقعهماّ ديميتريّ فيّ شركه منذّ أول محاولةّ الأولىّ متهمةّ بقضية تزوير و الثانيةّ اختطفت لمدةّ شهرينّ و عندما عادتّ كانّـت
مصابةّ بكدماتّ علىّ مستوىّ جسدهاّ بأكملهّ ، همسّ بّنبرة مستاءة للغاية
ـ لكن سباستيان أنتّ لاّ أريدّ الذهابّ ، نايتّ بحاجتيّ خصوصاّ و أنّ موعدّ تحديدّ رئيسّ شركّة لبيرّ قريبّ جداّ .. ألاّ يمكنناّ تّأجيلّ هذّه
الجولة قليلا ؟ تحدثّ معّ المديرّ
رمقـّه سباستيان بّقليلّ منّ الضجرّ ثمّ تنهدّ مجدداّ ليسّ بإمكانه فعلّ شيءّ المديرّ هو أكثرّ من يرغبّ بّهذّه الجّولة وّ أوسكارّ لنّ يقبلّ بالتّأجيلّ
أيضاّ ويليامّ لن يقبلّ بالرحيلّ فوراّ ، راقبهّ سباستيان لوهلة من الزمنّ ثمّ تحدثّ بهدوء
ـ تستطيعّ أنّ تقنعّ المديرّ بّأن تّؤجل الجولّة لكّن علىّ شروطّ ، يجبّ عليكّ أن تّقبلّ بّأي دعايةّ يطلّب منكّ أن تّفعلهاّ و بأيّ عملّ آخرّ أظنّ ذلكّ
كفيلّ بإرضائه قليلاّ هذاّ إن كنتّ أن تريدّ فعلّ ذلك بالتّأكيدّ ؟
شحبّ وجّه ويليام كلياّ من الرعبّ إذ أنه إذ أقدم على هذّه الخطوة سيندم بكلّ تأكيدّ فّمدير الشركة يراه كوجـّه وسيمّ يستحقّ الإعلامّ رؤيته
أكثرّ لذلكّ لن يتوانى أبداّ علىّ جعله يعمل بدعاياتّ مختلفة أيضاّ ربماّ يّخطط لمقابلات لهّ و هذاّ أسوء شيءّ بالنسبة لويليام فّهو يفضلّ البقاءّ
بعيدا عن أعين الصحافة قدّر الإمكان بينماّ يريد المديرّ استغلال ملامحّه و نغّمة صوتهّ للحصولّ على شهرة أكثرّ ، قطبّ ويليام باستياء
ثمّ تحدثّ بّتعاسة
ـ لكنّ ذلكّ المديرّ مجنون تماماّ قدّ يجعلني أديرّ عرضاّ للملابسّ الدّاخلية أو ربماّ أسوءّ من ذلك بّكثيرّ قدّ يجعلنيّ .. يا رباه هذاّ ، سباستيان
ألا توجد طريقة أخرى ؟
ضحكّ سباستيان لوهلة من الزمنّ على تخيلاتّ ويليامّ لمّ تكن مجرد تخيلات في الحقيقة بل بها ما يكفي ليكون واقعا مراّ له إذ أن مدير
شركتهم يسعى بكل طريقة لجلبّ الشهرة أيضاّ أوجه جديدة لرعايتهاّ و ويليامّ الشابّ الذيّ يتحلىّ بكل صفاتّ فهو مغنطيسّ لنساءّ لبقّ فيّ
الكلامّ ذو ابتسامة لطيفةّ دوما ما تغزوا وجـّهه الوسيمّ يستطيعّ جعلّ هذّه الشهرة تتحقق له ، تحدثّ سباستيان بابتسامة
ـ ليس إن أردتّ البدء فيّ الجولة ؟
زفرّ ويليام بغيضّ و هوّ يّستلقي على الأريكةّ مغلقاّ عينيهّ ليسّ هناكّ طريقة أخرىّ فلو كانتّ لما تّجرأ أحدهما على تركّ جدول أعمالّهم
بين يديّ المديرّ لكنّه لاّ يملك حلاّ أخرّ ، يجبّ عليه البقاّء بجانبّ نايتّ فيّ هذه الفترة الحرجة حتى لوّ تطلبّ الأمرّ قيامهّ بجلسة تصويريةّ
لّلملابسّ الداخليةّ عادّ ويليام يقطبّ حاجبيه بغيرّ رضى ثمّ هز كتفيه مستسلماّ قائلاّ
ـ حسناّ لا بأس لتذهب كي تتحدث معّ المديرّ ..
أومأ سباستيان بالإيجاب و هوّ يقفّ جامعاّ ملفاتهّ جدول أعمالّ ويليام و العقدّ المشترك بينه و بين أوسكارّ بعدّ ذلكّ وقفّ أمام ويليام
قاّئلاّ بتساؤل
ـ ألن تذهب معي ؟
شحبّ وجـّه ويليامّ كلياّ قدّ اعتلتّ حمرةّ خفيفةّ خديّه لكيّ يستديرّ إلىّ الجهة الأخرى مانعاّ سباستيان من رؤيةّ ملامحـّه المحرجةّ وّ تحدثّ
بنبرةّ مرعـّوبة مصاحبةّ بقليلّ من الإحراجّ
ـ لاّ أريدّ ذلكّ فّنـظراتّ المديرّ تصيبنيّ بّالتـوترّ .. اذهب لوحدكّ
ضحكّ سباستيان مدركاّ تماماّ أنّ فيّ كلامّ ويليام شيءّ من الصحةّ إذ فّعلا نظراتّ المديرّ ناحية ويليام غير طبيعية علىّ الإطلاقّ و لو لمّ يكن
للمديرّ زوجـّة جميلة التيّ هي سكرتيرته الخاصّة ترافقهّ فيّ كلّ مكانّ لقاّل أن هذا المديرّ ليسّ مستقيماّ علىّ الإطلاقّ لكنّ قدّ يعودّ السببّ
أيضاّ لنظراتّ زوجتهّ ناحيةّ ويليامّ فّحالما يعبرّ المكتب كيّ يجلسّ حتىّ يستلمه الاثنان بدون رحمةّ يراقبانهّ طوال الاجتماعّ مماّ يربكّ الآخيرّ
كثيراّ ، تحدثّ سباستيان بّضحكة
ـ فيّ الحقيقة حتىّ أناّ نظراتهّما تصيبني بالتوترّ يبدواّ أن كلاهماّ وقعّ فيّ غرامكّ
إزدادّ شحوبّ ويليامّ قدّ سرتّ رجّفة مخيفةّ فيّ أنحاءّ جسدّه لكيّ يرميّ الوسادةّ على سباستيان الذيّ غادر المكتبّ مسرعاّ بينماّ وضعّ ويليام
يدّه مكان قّلبه وّ تحدثّ بّنبرة مرعوبةّ
ـ بحقّ السماءّ لاّ أحتاج إلىّ المزيد من الكوابيسّ ..

/





 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 01:47 AM   #82
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





كانتّ جالّسة فيّ إحدى القاّعات مستعدةّ للمحاضرةّ التاليةّ توجدّ بينّ يدّيها العديدّ من الأوراقّ و دفتراّ سجلت بهّ ملاحظاتّ الأستاذّ أيضاّ هاتفهاّ
الذيّ لمّ يكنّ ليرنّ حتىّ لو أرادتّ ذلكّ ، رفعتّ شعرهاّ الأشقرّ للأعلىّ على شكلّ وردّة بسيطةّ للغايةّ و تـّركت بضعة خصلاتّ تحتلّ جبينهاّ تضعّ
نظارتينّ وّ قد كانتّ تزم شفتيها بّعبوسّ لعدم فهمها على كلماتّ الشعرّ القديمّ إذ لم تّحضر معجمها
غطّ ظلّ شخصّ ما نورّ أشعةّ الشمسّ التيّ شقت طريقهاّ عبرّ النافذةّ أجفلتّ كليرّ رعباّ قدّ انتابتها القشعريرةّ لتسريّ في كاملّ أنحاّء جسدهاّ
وّ بسرعةّ وقفتّ مبتعدةّ بطريقةّ دفاعيةّ حينماّ رأتّ ماريّ المبتسمّة بـّخفة خلفهاّ يقفّ فرانسواّ المتململّ و الممسكّ بيدّ أليكساندرّ ، شهقتّ بّصدمة
عندّما لاحظتّ منـظر ماريّ المتغيرّ لقدّ بدتّ أكثرّ جمالاّ لمّ يتخلى وجههاّ عنّ لمحةّ البراّءة و اللطفّ لكنهّ كان مليئاّ بالـّرقة و الأنوثةّ فيّ نفسّ
الوقتّ تّقدمت كليرّ ناحيتهاّ و احتضنتهاّ بّقوةّ بعدّ ذلكّ تركتهاّ لكيّ تتحدثّ بّصدمة و هيّ لاّ تزالّ تّروح و تجيء بعينيهاّ علىّ ماريّ
ـ لكنّ هل أنتّ ماري ؟ ماّ الذيّ تفعلينه هناّ ؟ ماري ؟ ماّ الذيّ ترتدنه ؟ هل أنت ماري ؟
نـظرتّ ماريّ بدورهاّ إلىّ ذراعّ كليرّ الملتفّة بقماشّ أبيضّ قدّ كانتّ على ما تبدواّ مكسورةّ ثمّ عادتّ تنظرّ ناحيةّ وجـّه كليرّ المصدومّ بعدّ ذلكّ
ابتسمتّ بخفةّ تدركّ خطورّة تّصرفاتهاّ خصوصا فيّ هذّه الفترةّ الحرجةّ لكنّ لا مجالّ لتراجعّ ، غمزتّ لكليرّ بّمشاكسةّ و هيّ تتحدثّ بّحماس
ـ سوفّ أعودّ لمقاعدّ الدراسةّ كليرّ ، أليس هذاّ رائعاّ ؟
أومّأت كليرّ بالإيجابّ دون أن تستوعبّ كلماّت ماريّ بينماّ استمرتّ الأخيرةّ بالثرثرةّ حولّ كيفيةّ عودتهاّ و كيفّ استقبلهاّ المديرّ غيرّ مترددّ إذّ
أنّ استعادةّ زوجـّة نايتّ لبيرّ إلىّ الجامعةّ و الجامعةّ التيّ يديرها هوّ خاصةّ سوفّ يعيدّ له بمنافعّ عدةّ لذّا فّكان أمرّ عودتهاّ مفروغاّ منه تماماّ
كماّ أخبرهاّ فرانسواّ لتذكرّ إسمّ زوجهاّ وّ لستجدّ كلّ شيءّ أمامّها بالرغم من شعور ماريّ بالذنب فيّ البدايةّ كونهاّ استغلت منصبّ نايتّ لكنهاّ
استسلمتّ لروعـّة هـذّه الأحاسيسّ التيّ تنتابهاّ ، فجّأة هزتّ كليرّ رأسهاّ بقوةّ و هيّ تمسكّ بّكتفيّ ماريّ تّرددتّ لوهلة من الزمنّ و هي تنـظرّ
ناحية أليكساندرّ بعدّ ذلك تحدثّت بتوتر
ـ لاّ يمكنكّ ماريّ ، الوضعّ خطيرّ جداّ قدّ يقوم ديميتريّ بخطّوة أخرّى يستهدفّ حياتكّ فيهاّ و مجيئك للكليةّ سوفّ يّرفع نسبةّ استهدافكّ ماريّ
لصالحكّ يجبّ عليكّ العودّة للقصر أناّ متّأكدة أنّ نايتّ سوفّ يحميكّ هناكّ ..
قطبتّ ماريّ حاجبيهاّ بإستغرابّ إذّ أنّ كليرّ كانتّ تبدوا مرعوبةّ للغايةّ وّ قدّ شحبتّ ملامحهاّ كلياّ فتنهدتّ بّقلة حيلةّ لماّ يعتقدّ الكلّ أنهاّ تحتاجّ
إلىّ حمايةّ ؟ هزّتّ رأسهاّ نفياّ ثمّ تحدثتّ بنبرةّ هادّئة
ـ لاّ يمكننيّ الاختباءّ للأبدّ كليرّ و لاّ يمكننيّ أنّ أجعلّ نايت يعتنيّ بيّ أكثرّ يجبّ عليّ أنّ أقفّ على قدمايّ أناّ أيضاّ كليرّ ،
زمتّ كليرّ شفتيهاّ و تراجعتّ للخلفّ لاّ يمكنهاّ أن تخبرهاّ بّأن ديميتريّ لا ّيزالّ يسعى للانتقامّ منهاّ أيضاّ هوّ يريدّ استعادّة أليكساندرّ بّأيّ طريقة
وّ أنهّ استخدمّها هيّ من أجلّ جلبه لهّ بالرّغم من أنّ ماريّ محقةّ إلاّ أنهاّ لا تستطيعّ مساندتهاّ ليسّ و ديميتريّ يستعملّ خدماتهاّ للقضاءّ عليهاّ ،
نـظرتّ خلفّ صديقتهاّ لكيّ تلاحظّ تواجدّ فرانسواّ قدّ كان يخفيّ معظم ملامحهّ بقبعةّ و وشاحّ أيضاّ معطفّ رماديّ يراقبّ الموقفّ بّسكون تامّ لمّ يكن
هناكّ أحدّ ليعلم بهويةّ فرانسواّ غيرّ أن كليرّ حالةّ خاصةّ فّقد قضتّ معظمّ عطلتهاّ ربماّ إن كانتّ تلكّ عطلةّ برفقتهّ ، تنهدّت كليرّ و أخذتّ تّلم
أشيائهاّ بهدوءّ وسطّ استغرابّ ماريّ بعدّ أنّ ارتدتّ معطفهاّ الأسودّ تّحدثتّ بّلطف
ـ أناّ أسفةّ ماريّ لديّ بـّعض البحوثّ لأهتمّ بهاّ ، أراكّ لاحقاّ .. إلىّ لقاءّ أليكس
تقدمتّ منه و قبلتهّ بخفة علىّ خدهّ ثمّ شدتّ الإحكام علىّ ذراعهّ لكيّ ينـظرّ إليهاّ أليكساندرّ بنوعّ من البرودّ بعدّ ذلكّ ابتسمّ بـّبرود شديدّ و كمّ بدّت
ابتسامتهّ شبيهةّ لديميتريّ رمقّته كليرّ بإستغرابّ و قدّ بثّ لهاّ تواجدّه نوعاّ منّ ذلكّ الإحساسّ المخيفّ بالّرعبّ استدارتّ للخلفّ و قدّ بدّا صوتهاّ
مرتبكاّ للغايةّ
ـ توخيّ الحذرّ ماريّ .. إلىّ اللقاءّ فرانسواّ
كادتّ أن تصطدم بّالكرسيّ الذيّ أمامها لولا أنها تماسكتّ فيّ آخر لحـّظة لكنّ سقطتّ أشياءهاّ أرضاّ و تناثرتّ أوراقها فيّ كل مكانّ توترتّ كليرّ
أكثرّ و هيّ تحاول أن تجمعّ الأوراقّ بيدّ واحدة لاّبد لهاّ ان تبتعد من هنا قدر المستطاعّ فلاّ رغبةّ لهاّ فيّ الخوص بهذا الصراعّ عندّما جلستّ
ماريّ بجانبها تجمعّ الأوراقّ هيّ الآخرى بهدوءّ تامّ حالماّ وقعتّ يديّ الاثنتين على نفسّ الدفترّ حينهاّ نظرتّ كليرّ لماريّ بإرباك شديدّ بعدّ ذلكّ
أخفضتّ رأسهاّ و هي تجذبّ الدفترّ لحضنهاّ عندّها تحدثتّ ماريّ بنبرةّ جادةّ
ـ كليرّ ماّ الذيّ حدث ؟ لماذاّ تتجنبينني ؟
أومّأت كليرّ بالنفيّ و هيّ ترسمّ على شفتيهاّ ابتسامةّ بسيطةّ بعدّ أن تبادلتّ النظراتّ معّ فرانسواّ ، الكلّ يحاولّ حمايتهاّ و على كليرّ أيضاّ أن
تنظّم إلى المجـّموعة فماريّ أضعفّ منّ أنّ تصابّ بّجروح أخرىّ لذلكّ قررتّ و لمصلحتهاّ الخاصةّ و لمصلحةّ ماريّ أيضاّ سوفّ تبتعدّ عنهمّ
جميعاّ ، قالتّ بّخفة
ـ لّست أتجنبكّ ماريّ و إنماّ أناّ فقطّ متوترةّ فلديّ الكثيرّ من البحوثّ للقيامّ بهاّ تعويضّا على فترةّ غيابيّ أيضاّ لاّ أعتقدّ بصراحةّ أنهّ من المناسبّ
لناّ أنّ نصبحّ صديقتينّ ،
رمقتهاّ ماريّ بإستغرابّ وّ لمّ تستطعّ استيعابّ كلماتّ كليرّ فماّ الذيّ يمنعهماّ من أن يكوناّ صديقتينّ ؟ ألمّ تنقذّ كليرّ حياتهاّ سابقاّ ؟ ألمّ تكن ترغبّ
فيّ فرصةّ آخرى ؟ إذّن لاّ مانعّ و كادتّ أن تتفوه بّهذّه الأسبابّ عاليّا عندّما عادتّ كليرّ لتحدثّ
ـ أعنيّ أنتّ من عاّئلة روبرتّ و أناّ غلوريّ نحنّ لاّ يمكنناّ أبداّ أنّ نصبحّ صديقتينّ .. فالعداوةّ التيّ بينناّ لاّ يمكن أنّ تمحى أبداّ بينّ لحظةّ و أخرىّ
لذلكّ ماريّ أرجوّا المعذرةّ فقدّ أخذتّ من وقتيّ ماّ يكفيّ ، إلىّ اللقاءّ
علتّ الصدّمة ملامحّ ماريّ قدّ اتسعتّ عينيهاّ بدّهشة واضحةّ ماّ الذيّ تعنيهّ كليرّ بلا يمكنّ أن يكوناّ صديقتينّ ؟ لقدّ أنقذتهاّ و اعتنتّ بفرانسواّ فّما
الشيء الذيّ يمنعهماّ من تكوين صداّقة ؟ نـظرتّ إليهاّ ماريّ بعدّ ذلك تّحدثت بنبرةّ بلهاء نوعاّ ماّ
ـ إن كان الأمرّ يتعلقّ بّعائلتيناّ فقطّ فهذاّ ليسّ مهماّ أعنيّ أننيّ الآن لستّ روبرتّ بل لبيرّ و أعتبرّ رسمياّ زوجّة نايتّ لذلكّ أمرّ كالعاّئلة لنّ
مهماّ فيّ نظريّ ،
كتمّت كليرّ ضحكتهاّ وّ رفعتّ يدّها عالياّ مودعةّ ماريّ بالفعلّ ليسّ مهماّ اللقبّ و إنماّ سلامةّ من حولهماّ و سّلامة أنفسهماّ أيضاّ هيّ لن
تستطيعّ خيانةّ هذّه الثّقة التيّ منحتهاّ ماريّ لهاّ لنّ تقبلّ بتخييبّ ظنّ أحدّ لذلكّ فضلتّ البقاءّ لوحدّها ، غـّمزتّ لماريّ قاّئلةّ بّخفة و هي تبتعدّ أكثرّ
ـ قدّ يتغيرّ الزمانّ وّ العالمّ بّأكملهّ لكنّ أنتّ ياّ ماريّ .. منّ المستحيلّ لكّ التغيرّ مهماّ حاولتّ
بعدّ أن ابتعدتّ كليرّ عن أنظارّ الثّلاثة جلستّ ماريّ علّى الكرسيّ قدّ ظهرتّ خيبةّ أملّ مرفقةّ بالصدّمة عليهاّ لقدّ أرادتّ فعلاّ أنّ تبدأ بداّية جديدّة
و أنّ تتغيرّ لتصبحّ أفضلّ أكثرّ قوةّ لتساعدّ نايتّ و فلوراّ قليلاّ لكنّ يبدواّ أنّ الجميعّ يعتبرهاّ مـّجرد عـّالة يتوجبّ عليهمّ حمايتهاّ و إنّ لمّ يكن
الأمرّ متعلقاّ بحمايتهاّ فّهناك شيءّ أخرّ يمنعهمّ من التقدمّ نحوهاّ كـّعذر كليرّ مثلاّ ، تنهدتّ ماريّ و قدّ زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ واضحّ بعدّ ذلكّ استدارتّ
ناحيةّ فرانسواّ كيّ تنـظرّ إليهّ بعينينّ واسعتينّ بريّئتينّ ، قطبّ فرانسواّ حاجبيه و تراجعّ للخلفّ بحذرّ طلباتهاّ في الآونة الآخيرةّ تزدادّ غـّرابة
و عـّزما لذلكّ يجب عليهّ الفرارّ بطريقةّ ماّ فكادّ أن يتحدثّ عندّما قاطّعته ماريّ و هي تّمسكّ بيدّيه
ـ فرانسواّ أنتّ قدّ قضيتّ معهاّ فترةّ فيّ باريسّ أليسّ كذلك ؟ لماّ لا تحاول إقناعهاّ من أجليّ ؟ أرجوكّ أعنيّ لوّ أنّك فقطّ تتحدثّ معهاّ و ربماّ
لتستعملّ جاذبّيتك قليلا أنتّ وسيمّ إن كنتّ تريدّ ذلكّ ، ابتسمّ لهاّ و أطلبّ منهاّ ذلكّ فرانسواّ أرجوكّ ..
احمرتّ وجـّنتيهّ إحراجاّ وّ فكرّ بّرعبّ كيفّ استطاعتّ ماريّ أن تعبرّ تلكّ المسافةّ فيّ ظرفّ دقيقةّ كيّ تمسكّ يدّيه تنحنحّ محاولاّ أنّ يفكّ قبضتهاّ
لكنهاّ ازدادتّ تمسكاّ بهّ عينيهّا تزدادانّ بريقاّ فّتنهدّ و نظرّ ناحيةّ أليكساندرّ الذيّ يراقبّ الموقفّ بضحّكة بعدّ ذلكّ حاولّ فرانسواّ التخلصّ من
إلحاحهاّ بإطلاعها علىّ الحقائقّ التيّ تدفعّ كليرّ لّابتعادّ عنهاّ فعلا
ـ لكن سيدتيّ قدّ لاّ تعلمينّ ذلكّ لكنّ كليرّ تشكلّ خطراّ عليكّ هيّ أختّ آرثرّ غلوري الذيّ أوقعّ آنسة فلورّا بّقضية التـّزويرّ المزيفّ و بّاقترابكّ
منهّا فّأنتّ تّعطين فرصّ أكثرّ لديميتريّ لذلكّ من فضلكّ تخليّ عنّ هذّه الفكرةّ ..
تنهدتّ ماريّ بأسىّ و أخفضتّ رأسهاّ بّخيبة أملّ كبيرةّ يبدواّ أن فرانسوّا يرفضّ الأمرّ رفضاّ قاطعاّ نـظرتّ إلىّ النافذّة كيّ تّرى كليرّ تّسيرّ
ناحيةّ المحاّضرة التاليةّ حاملةّ كتبهاّ عـّادت تتنهدّ بّقلة حيّلة ثمّ نـظرتّ بنصفّ عينهاّ لفرانسواّ الذيّ بدا جامـداّ كالجليدّ حاولتّ أنّ تذرفّ دموعاّ
لكنّ لم تستطعّ فّتبادلتّ النظراتّ معّ أليكساندر بعدّ ذلكّ أخذتّ ماريّ تركضّ بّسرعةّ مغادرّة القاعةّ و خلفهّا أليكساندرّ الذيّ يضحكّ بقوةّ على
تصرفاتهاّ بينماّ بقيّ فرانسواّ لفترةّ محاولاّ استيعابّ الأمرّ لكيّ يركضّ خلفهماّ و هوّ يصيحّ بّحدة ناسياّ أمرّ كونهاّ سيدتهّ
ـ سيدّة مـاري عوديّ إلىّ هناّ ، لاّ تستطيعينّ الركضّ فيّ الأرجاءّ و أنتّ لم تشفيّ بعدّ تباّ .. هلّ صرتّ جليسّ أطفالّ الآن ؟
أخذتّ تّضحك ماريّ بّقوة علىّ ملامحّ فرانسواّ المستاّءة وّ أمسكتّ بيدّ أليكساندرّ ليسرعّ الإثنينّ بالركضّ تاركينّ فرانسواّ فيّ الخلفّ الذيّ
فـضلّ أنّ يدعهماّ يفعلانّ ماّ يشاءان هذّه المرةّ فقطّ ، بّعد فترةّ كانتّ ماريّ تقفّ أمامّ البـّوابةّ حولهاّ الحارسينّ الذيّ اتصلّ بهماّ فرانسواّ
لملاقاتهاّ خارجاّ قدّ كانتّ تجلسّ مستندةّ على السيارةّ التيّ خلفهاّ محاولةّ التقاطّ أنفاسهاّ بجانبهاّ أليكساندرّ الذيّ بعدّ هذّه الجولةّ غادر برفقةّ
أحدّ الحراسّ لشراءّ المثلجاتّ وّ بجانبهاّ كان يقفّ فرانسواّ مقطبّ الحاجبينّ بّغيرّ رضى و ينظرّ ناحيّة هاتفهّ ، قّال بنبرةّ باردةّ
ـ سيدّتيّ أنّ الجوّ باردّ و قدّ تصابينّ بنزلة بردّ لذلكّ من فضلكّ هلاّ دخلت إلىّ السيارةّ ؟ يمكنكّ انتظار الآنسة كليرّ بالدّاخل
تنهدتّ ماريّ هازة رأسهاّ نفياّ فّنزعّ فرانسواّ معـّطفه و وضعهّ حولّ كتفيهاّ ثمّ أخذّ ينظرّ إليهاّ بكلّ صرامةّ كانتّ تحاولّ بشدة أنّ تتجاهلّ نظـّراتهّ
الحادةّ لكنهّ بقيّ ينظرّ إليهاّ إلىّ أن استسلمتّ و هيّ تتحدثّ
ـ لكنّ حينهاّ لن تراناّ كليرّ وّ سوفّ تغادرّ ..
نـظرّ إليهاّ لوهلة من الزمنّ ألمّ تدركّ بعدّ أنّ كليرّ لنّ تخرجّ أبداّ ليسّ و ماريّ فيّ انتظارهاّ ؟ كليرّ لنّ تخرقّ أوامرّ فلوراّ التيّ طلبتّ منهاّ بلهجةّ
حادةّ شديدّة التهديدّ أنّ تتركّ ماريّ و شّأنهاّ ؟ أنّ تبدّأ حياة أخرى بّرفقة أشخاصّ آخرين ؟ كليرّ لنّ تخرجّ بكلّ تأكيدّ تنهدّ وّ وقفّ قائلاّ بّهدوء
ـ حسناّ إذن .. أرجوكّ أدخليّ السيارةّ سوفّ أتحدثّ أناّ معّ آنسة كليرّ و سّوف أحاولّ إقناعهاّ بّالذهابّ معكّ هـذاّ ما تريدينه سيدتي ، أليس كذلك ؟
أومّأت ماريّ بحماسّ شديدّ و كادتّ ان تذهبّ معه لولاّ أنه أشارّ على السيارةّ بّهدوء مريبّ لكيّ تتوقفّ عنّ تتبعهّ و تتجـّه إلىّ السيارةّ بّخـّيبة
فقدّ كانتّ فعلاّ تريدّ رؤيةّ كليرّ و هي توافقّ علىّ الذهابّ معهاّ ، بينماّ أكملّ فرانسواّ طريقهّ بحيرةّ غيرّ مدرّك كيفّ يستطيعّ أن يّغيرّ رأيّ كليرّ
تماماّ ؟ لاّ خبرةّ له بالتعاملّ معّ النساءّ و كماّ لطالماّ أخبرتهّ سوزيّ فّهوّ إن تعلقّ الأمرّّ بامرأة فّهو أبلهّ لذلكّ لاّ يدركّ كيفّ أن ابتسامتهّ سيكون
لهاّ دوراّ في التأثيرّ على قرارّ كليرّ ، عّاد يتنهدّ وّ اتجه إلىّ القاعةّ التي كان من المفترض لكلير أن تدرس بهاّ ثمّ استند على الجدارّ منتظراّ
خروجّها
حاولّ الابتسامّ كماّ طلبّت منه ماريّ لكنهّ لم ينجحّ فعلاّ بذلكّ و قدّ شعرّ بمدىّ غرابةّ ملامحّ وجّهه لذلكّ أبقىّ الوشاحّ حولّه متمسكاّ بهّ منتـظراّ
خروجّها بعدّ فترةّ ليستّ بطويلةّ خـّرج الطلابّ من القّاعة و أعينهمّ تتجّه نحوهّ فقدّ كان ّملفتاّ لنظرّ بطريقةّ أوّ بأخرىّ منّ خلالّ إخفاّءه لوجّهه
أيضاّ جسدّه العضليّ وّ وقفتهّ العـّملية ملابسهّ السوداءّ و خصلاتّ شعرهّ التي تسللتّ من القبعةّ حالماّ لمحهاّ ناداهاّ بصوتّ هادّئ جداّ
ـ آنسة كليرّ .. هلّ تسمحينّ بلحظّة ؟
تـّوقفتّ كلير ّعن السيرّ و هي تنـظرّ إلىّ فرانسواّ بإستغرابّ بينماّ أكملّت الفتياتّ اللواتيّ كن معها سيرهنّ و هنّ يدركنّ أنّ هذاّ ما هوّ إلاّ
محض اعترافّ أخرّ لكليرّ قدّ أخذّن يتراهن ماّ إن كانتّ ستوافقّ أمّ لاّ خصوصاّ و أنّ الشابّ هذّه المرةّ يبدوا مختلفّا بطريقة ماّ من طريقةّ
حديثةّ اللبقةّ إلىّ لكنتهّ الفّـرنسية البحـّتة أيضاّ جسدّه العـّضليّ ،نـظرتّ إليه كليرّ بّهدوء ثمّ قالتّ بإرتباك و هي تشيحّ نظرهاّ بعيداّ عنهّ
ـ لقدّ فعلت ماّ طلبتمّ منيّ لذلكّ لاّ أرى أن هناكّ داعياّ للحديثّ سيدّ فرانسواّ ، منّ فضلكّ أعذرنيّ
ازدادّ توترهّ لكنهّ أغلقّ عينيهّ ماّ الذيّ أصابهّ ؟ هلّ يمكن أن كلماتّ ماريّ العابثةّ أثرت بهّ فعلاّ ؟ أيعقلّ أنّ كلامّ سوزيّ عنّ كونهّ ما إن
يتعلقّ الأمرّ بامرأة حتىّ يصبحّ جاهلاّ صحيحاّ ؟ هـّز رأسهّ نفياّ محاولاّ أن يطردّ هذّه الأفكارّ من رأسهّ و هوّ يـّعود إلىّ جديتهّ بعدّ ذلكّ
اقتربّ منهاّ أكثرّ و تحدثّ بّهدوء
ـ كليرّ إن سمحتيّ ليّ .. إنّ السيدةّ ماريّ ترغبّ فعلاّ بّأن تكونيّ معهاّ خلالّ هذّه الفترةّ الزمنيةّ فهيّ تحتاجّ لأكبرّ مساندةّ تتحصلّ عليهاّ أيضاّ
أرجوكّ لاّ تّأخذيّ فلوراّ علىّ نحو شخصيّ فّكل ماّ نريدّه جميعاّ هوّ حمايةّ السيدةّ ماريّ لذلكّ من فضّلك و لليومّ فقطّ هلاّ أتيتّ معناّ ؟ سّأقدرّ ذلكّ
و بالمقاّبل يمكنكّ الحصول علىّ ما تريدينّ
رمقتّه كليرّ بّأسىّ شديدّ ثمّ هـّزت رأسهاّ نفياّ و هيّ تكملّ طريقهاّ بخطواتّ تنمّ عن غضبهاّ ماّ الذيّ يقصده بالحصول على ما ترّيدين ؟ أهي رّشوة
؟ عـّادت تنـظرّ ناحيتهّ وّ صاحتّ بّحدة جّعلت الكلّ يستديرّ نحوهاّ
ـ فـّرانسواّ أيهـّا الأحمقّ .. أناّ لن أسامحكّ أبدّا
رمشّ بّعدم استيعابّ ماّ الخطّأ الذيّ ارتكبهّ ؟ كلّ ما فعله هوّ التعاملّ معهاّ بّجديةّ أيضاّ و كّأيّ زبونّ فقدّ عرضّ عليهاّ فائدّة ، زمّ شفتيهّ بّعبوس
ثمّ تقدمّ منهاّ لكيّ يمسكّ ذراعهاّ قائلاّ بّاستغرابّ
ـ لكنّ ماّ الذيّ فعلته أناّ ؟ لقدّ طلبتّ منكّ و بكلّ وضوحّ أنّ تّأتي معناّ اليومّ فقطّ و بالمقابلّ ستحصلين علىّ مكافّأة هلّ هذاّ غيرّ كافيّ ؟ لقدّ قلتّ لك
أنه يمكنكّ طلبّ ما تشائينّ
نـظرتّ إليه بعصبيةّ تامةّ أيضاّ و خلالّ فترةّ علاجه كان يعاملها بهذّه الطريقةّ يتحدث دوما عن مكافأة وّ المالّ أيضاّ العمـّل هـذاّ ما يجّعلها تفقدّ
أعصابهاّ كلماّ كانتّ برفقته و لهذاّ أيضاّ تريد الابتعاد عنهّ لذلكّ صاحتّ بّحدة
ـ نعمّ سّأذهبّ لذلكّ اخرسّ..
شحبّ وجـّه فرانسواّ منّ صرختهاّ الحادةّ بينماّ شهقتّ كليرّ بصدمةّ مماّ قد تفوهتّ به تواّ هل أعلنت موافقتهاّ و هيّ التيّ كانتّ تريدّ الرفضّ ؟
أيّ حماقة ارتكبتهاّ ؟ أيضاّ هل طلبت منه أن يخرسّ ؟ تباّ كمّ هـذاّ سيءّ جداّ ، حاولتّ أن تعتذرّ لكنهاّ و حالماّ رأتّ ملامحّ وجههّ المستغربةّ
عاّدت تّكشرّ بعصبيةّ و هيّ تقولّ بكلّ حدةّ
ـ أناّ لاّ أريدّ مكافئتكّ السخيفةّ و لاّ نقوداّ لذلكّ احتفظ بهاّ لنفسكّ أيضاّ ليكن فيّ علمك أن موافقتيّ ليستّ لأنك طلبتّ منيّ ذلكّ بلّ لأنّني أناّ بنفسيّ
أريدّ رؤيةّ ماريّ وّ لا ّتعتقدّ أنكّ تؤثر عليّ أو أيّ شيءّ من هذاّ القبيلّ لذلك انزع هذه الأفكارّ من رأسكّ أيضاّ .. حسناّ أين هيّ ماريّ لماّ ليست معكّ ؟
كانّ يبدواّ للعيانّ كشّجار الأحبةّ خصوصاّ و أنّ كليرّ من تقفّ صارخة بوجهّ فرانسواّ الذيّ يّحاول تّهدّئتها و هوّ يشيرّ إلىّ المخرجّ حيثّ السيارةّ
بينماّ الأخرى تشيرّ بوجهها بعيداّ عنهّ بغيرّ رضى و هيّ لّا تزالّ غاضبةّ ، تنهدّ فرانسواّ وّ تقدمّ كيّ يفتحّ البابّ لهاّ لكنهاّ و بخطّوات سريعةّ سبقتهّ
كيّ تفتحّ الباّب بنفسهاّ و أغلقتهّ بقوةّ حالماّ رأتّ ملامحّ ماريّ المستغـّربة تلاشىّ غضبّها أدراجّ الرياحّ و هي ترسمّ على شفتيهاّ ابتسامّة
جميلةّ قاّئلة بّمرح
ـ أسـّفة علىّ ماّ طّرا منيّ منذّ قليلّ ،
هـزتّ ماريّ رأسهاّ نفياّ بّهدوءّ و قدّ ابتسمتّ بكلّ لطفّ فّنـظرتّ إليهاّ كليرّ بأسىّ محاولةّ أنّ تبقيّ علىّ ملامحـّها المرحـةّ لكنهاّ لم تستطعّ فسرعانّ
ماّ ذبلتّ ابتسامتهاّ و هيّ تّنظر من خلالّ النافذّة قاّئلة باعتذار حقيقيّ
ـ أسّفة ماريّ .. لكنّ حتىّ لوّ أردتّ أناّ بشدةّ أن أبدّأ صفحةّ جديدّة معكّ فلنّ استطيعّ ذلكّ ، نحنّ الآن فيّ عالمينّ مخـّتلفينّ تماماّ
تنهدّت ماريّ وّ وضعتّ يدّها علىّ كتفّ كليرّ لكيّ تنظرّ إليهاّ الأخرىّ بحزنّ فّعادتّ ماريّ تهز رأسهاّ نفياّ كّأنها تطلبّ منهاّ دون أن تلجّأ للكلماّت
بّأن تنسى كلّ شيءّ ، لاّ تعلمّ ماريّ لماّ هيّ تحاول استعادةّ كليرّ و لماّ هي مصرةّ جداّ لّكي تكون صديقتهاّ مجدداّ تماماّ كما كاناّ صديقتين عندّما
كانّا فيّ طفولتهماّ لكنها لاّ ترغبّ لكليرّ بّأن تسقطّ كماّ فعل آخيهاّ و لسوفّ تحرصّ علىّ أن تبتعدّ كليرّ عّن هذّه الأحداثّ المجنونةّ ، تحدثتّ
ماريّ بّمرحّ و هيّ تضربّ ظهرّ فرانسواّ الذيّ يجلسّ خلفّ المقودّ بكّل خفةّ قاّئلة
ـ الآن ّفرانسواّ إلىّ مهمتناّ التـّالية ..
نظرتّ كليرّ إلىّ الثّلاثةّ بقليلّ من الّريبة قدّ بدتّ أنّ السعادةّ تغمرّ ملامحّ ماريّ بّأكملهاّ مماّ جعلها تساءلّ عنّ السببّ الذيّ يدّفعهّم لأخذّها
معهمّ لذلكّ تحدثّت بقليلّ من الفضولّ يعتريه القلقّ
ـ مـاريّ عزيزتيّ أدركّ أنكّ أمضيتّ فترةّ طويلة لمّ تخرجيّ فيهاّ لكنّ لاّ يجبّ عليكّ التصرفّ بتهورّ حسناّ ؟ أخبرينيّ إلىّ أينّ نحن ذاهبونّ ؟
ابتسمت الأخـيرةّ بسعادةّ بالّغة و هي تحتضنّ ذراعّ كليرّ وّ ذراعّ أليكساندرّ قدّ ابتسمتّ بّمرحّ فيّ حينّ قطبّ فرانسواّ حاجبيهّ بّبرودّ لكيّ
نصيحّ ماريّ بنبرةّ عاليةّ
ـ إلىّ مديـنة الملاهيّ .




آنتهـىّ




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 01:51 AM   #83
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




صبـّاح اليّوم المواليّ كانتّ ماريّ تحض بّنومّ عميقّ هادئّ إن صحّ القولّ غيرّ أن ذلكّ لمّ يدمّ طويلاّ فّهاهيّ ضوضاءّ تنتشرّ فيّ القصرّ بشكلّ
شّامل مماّ جعلهاّ تتنهدّ بّقلة حيلةّ و هيّ تفتح عينيهاّ شيئاّ فشيئاّ لكيّ تنظرّ حولهاّ بّنوعّ من الضجرّ قدّ سئمتّ من هذاّ المنظرّ ثمّ اعتدلتّ فيّ جلوسهاّ
بعدّ ذلكّ أخذتّ دوائهاّ ثمّ بخطّوات كسولةّ غيرتّ ملابسهاّ لسروالّ أسودّ اللونّ معّ قميصّ قطنيّ مائلّ أبيضّ و حذاءّ ذوّ كعب بنفسّ اللونّ ، سرحتّ
شعرهاّ البنيّ لترفعه علىّ شكلّ ذيلّ حصانّ ..
أخذتّ تنظرّ إلىّ نفسهاّ فيّ المرآة بّشرود حتىّ بعدّ غيرتّ منّ شكلهاّ لاّ تزالّ لمّ تحصلّ على رضا نايتّ ، يبدواّ أنهاّ ليستّ من نوعهّ على الإطلاقّ فتنهدتّ
قدّ شعرتّ باليّأس إذّ بدى لهاّ أن كلّ ما تفعله بلاّ قيمةّ لاّ جدوىّ فعلاّ من الجلوسّ هناّ فيّ القصرّ فكلّ ما تفعلهّ هوّ القلقّ حولّ هذاّ و ذاكّ ، زمتّ شفتيهاّ
بّعبوسّ ربماّ يجدرّ بهاّ البقاءّ فيّ غرفتهاّ اليومّ فّلا رغبة لها بّرؤية نايتّ ..
اتجّهت إلىّ سريرهاّ و رمت نفسهاّ عليهّ بّضجرّ ، فـلوراّ منشغلةّ معّ قضيتهاّ وّ رغبتها فيّ الانتقامّ من آرثرّ ويليامّ مشـغولّ أيضاّ كذلكّ كليرّ التيّ يبدواّ
أن لديهاّ الكثيرّ لتعوضهّ فبعدّ غيابهّا فيّ باريسّ صارّ يتوجبّ عليهاّ القيامّ بالكثيرّ من البحوثّ من أجل الحصول على علامة دراسيةّ جيدةّ أيضاّ يحظر
عليها الغيابّ إلاّ لمرضّ و بشهادةّ طبية بالتفكيرّ فيّ الدراسةّ ألمّ تعد هيّ أيضاّ للكلية ؟ .
شهقتّ برعبّ وّ سارعت بالوقوفّ يديّها على وجهها الشاحبّ بالمناسبةّ أليسّ لديها بحثّ لتقوم بهّ هي أيضاّ ؟ ألمّ يخبرهاّ الأستاذّ أن كلّ علاماتهاّ
تتوقف علىّ هذاّ البحثّ ؟ كادّ أن يغمى عليهاّ من الرعبّ فّأخذتّ حقيبتهاّ أيضاّ هاتفهاّ ثمّ أخذتّ تركضّ بّسرعة عابرّة الرواقّ فيّ ثوانيّ معدودةّ خلفهاّ
حرسّ يركضونّ بينماّ هم ينادون باسمها ،
اتجـّهت إلىّ طاولةّ الطعامّ حيثّ كان تجلسّ عاّئلة لبيرّ بّأكملهاّ نـظرواّ إليهاّ بإستغرابّ عندما تقدمتّ منهمّ مسرعـةّ أخذتّ خبـرّ كايلّ الذيّ دهنه تواّ
بالجبنّ ثمّ اتجـهتّ إلّى نايتّ و أخذتّ عصيرّ البرتقالّ بعدّ ذلكّ شربتهّ دفعـةّ واحدةّ قضمتّ الخبرّ و عـادتّ تركضّ خارجاّ عندما توقفتّ فجّأة استدارتّ
ناحيتهمّ كي تعودّ بخطواتّ بطيئة جّعلتهم يرتابونّ ابتسمتّ بّلطفّ شديدّ قدّ ألقت نظرّة خافتةّ على نايتّ كي تنحني بخفةّ قاّئلة
ـ أسعدّ صباحكمّ ..
استدارتّ بهدوءّ ثمّ أسرعتّ بخطّواتهاّ تـّاركةّ خلفهاّ دهشةّ التيّ علتّ أوجهّ أفرادّ لبيير بينمّا عبسّ كايلّ بّغيضّ من أخذّها لقطعـةّ خبـزّه كيّ يطلبّ من
إليزابيثّ أنّ تصنعّ واحدةّ أخرىّ له فيّ حينّ ابتسمّ نايتّ بّسخريةّ و عينيهّ تـراقبانهاّ بحدةّ بإشـاّرة سريعـةّ من رأسهّ لسوزي ناحيةّ ماريّ أومأتّ بّالإيجابّ
و هيّ تأمرّ حارسينّ آخرينّ لمرافقةّ سيدتهم العتيدةّ ، وقفّ رافعاّ سترتهّ بّإهمالّ لكيّ يرتديهاّ دون الرغبةّ فيّ ذلكّ فيّ حينّ ربطـةّ عنقهّ مفتوحةّ لكيّ
يرميهاّ بإنزعاجّ شديدّ على أحدّ الخدمّ الذيّ سارعّ بالتقاطها ، نـظرّ إليهّ كايلّ بّنوع من السخريةّ ثمّ قالّ بّنبرة خبيثةّ
ـ ماّ الأمر ّمعك ؟ هلّ أنتّ حزينّ لأنكّ لمّ تلقى قبلةّ الصبّاح من ماري ؟
أدارّ نايت عينيهّ بّإنزعاجّ فيّ أرجاءّ الغـرفةّ قدّ سئمّ فعلاّ من ربطّ جميعّ أفعالهّ بّماريّ فّالتفت ناحيّة كايلّ الذيّ يبتسمّ بّمكرّ لكيّ يـرمقهّ نايتّ بّحدةّ بعدّ
ذلكّ نـظر لإليزابيثّ التيّ تراقب الموقف ّبهدوءّ ثمّ ابتسم لهاّ بنوعّ من اللطفّ قائلاّ ببحـتهّ الخاصةّ
ـ لاّ بأسّ يمكننيّ استعارةّ إليزابيثّ إن أردتّ ذلكّ ..
صاّح كايلّ بّحدةّ و هوّ يقفّ على قدميه يوشكّ على العراكّ معه لولاّ أن نايتّ لوحّ لهماّ مودعاّ فيّ حينّ وقفتّ سوزيّ بجانبّ كايلّ تـرمقهّ بّعصبيةّ إذّ أنه
هو منّ جنا الأمر على نفسهّ فلو لمّ يعبث معّ نايت لماّ قالّ الأخير ذلكّ بينماّ احمرت وجنتيّ إليزابيثّ بّدهشة غيرّ مصدّقة أنّ نايتّ و حتى لوّ كان الأمرّ
مجردّ مزحـّه إلا أنه التفتّ إليهاّ كتمتّ ضحكتهاّ و هيّ تكملّ شربّ قهوتهاّ متظاهرّة بالهدوءّ فعلاّ من الجميلّ أن تحظى المرأةّ بّرجلينّ يّتشاجرانّ من
أجل ّلفت انتباههاّ ،
اتجّه نايتّ إلىّ سيارتهّ و وضعّ المفتاحّ مشغلاّ المحركّ عندّما لمحّ فرانسواّ يتقدمّ منهّ مسرعاّ قطبّ حاجبيه مستغرباّ إذّ أن مهمة فرانسواّ الحاليةّ
هيّ حـماية ماريّ إلّى غايةّ مّا أنّ يتركهاّ ديميتريّ أّو يلتفتّ إلىّ شيءّ آخرّ بينماّ تقدّم منهّ الآخيرّ بّهدوء حاملاّ بينّ ذراعيهّ ملفاتّ ماّ ، حالّ وصولهّ
قدم الملفات إليهّ و هوّ يتحدثّ بجديةّ
ـ سيديّ أنـاّ أعتذرّ على إزعاجكّ فيّ الصباحّ الباكرّ لكنّ هذّه هيّ الملفاتّ التيّ طلبتهاّ و لقد ّقمتّ بكلّ البحوثّ وّ قدّ اتصـلتّ بسيدّ دويلّ أيضاّ لقدّ قالّ
أنّ تـمرّ عليهّ عندّما تتفرغّ قـليلاّ ،
أخذّ نايتّ الملفاتّ و وضعهاّ جانباّ ثمّ استـدارّ لفرانسواّ الذيّ كعادتـهّ يضع وشاحاّ يغطيّ معـظمّ ملامحّ وجـّهه الصـّارمة الجـّادة نـظرّ نايتّ للمقودّ
قليلاّ مفكـرا ثمّ إلّى تلكّ الملفاتّ بعدّ ذلكّ تحدثّ بهدوء
ـ فـرانسواّ أريدّ تشديدّ الحمايةّ على ماريّ دون أنّ تعلمّ هي بذلكّ لفّ الجـامعةّ بأكبرّ عددّ من الحرسّ يبدواّ أنّ ديميتريّ يسعىّ خلفهاّ مجـدداّ لاّ أعلمّ
هذّه المرةّ لماّ فّقدّ أخبرنيّ بّأنّه يّعلم بّشّأن التمثيليةّ لذلكّ أرسلّ سوزيّ لّحمايتهاّ عنّ بعدّ وّ ..
تّوقفّ عنّ الكلام و هوّ يشيرّ على المقعدّ الذيّ بجانبهّ لكيّ يومئّ فرانسوا ّبالإيجابّ متجهاّ إلىّ حيثماّ أشـارّ سيـدّه يبدواّ أنّ الأمورّ تزدادّ صّعـوبةّ لاّبد
أنّ تزداد حيثّ لمّ يبقى لاجتماع الـمدراءّ أقلّ من أسبوعّ وّ بالرغم من أنّ الكلّ أرادّ أن يكون هذا الاجتماع سرياّ لكيّ لاّ تتدّخل الصحافة لكّن يبدوا أنّه
لمّ يستطيعّ البقاءّ كذلكّ فّأخبارّ شـركة لبيرّ تنتشرّ بسرعةّ بكل ّتأكيدّ لديمتري يدّ في الأمر ، عـّاد نايتّ يصدرّ أوامرهّ بّنبرةّ بـّاردة
ـ أيضـاّ أرسلّ ذلكّ المحاميّ لفلورا تبّا تلكّ المرأة لا تنصتّ أبداّ لماّ أقوله يبدوا أن ديميتري لن يتراجعّ بشأنهاّ لذلكّ من الأفضلّ التعامل معّ هذه
القضية سريعاّ وّ راقبّ تحركاتّ آرثرّ لاّ أريدّه أن يغيبّ عن نـظركّ فرانسواّ ..
أومـّأ بالإيجابّ لكيّ ينـطلقّ نايتّ مسرعاّ فّرفعّ فرانسوا الملفاتّ يعيـدّ تحليلّ بحـّثه وّ يّشيرّ على النقاطّ المهمة بينماّ اكتفى الأخرّ فقطّ بالاستماع إليهّ ،
لن يدع ديميتري يفلت هذه المرة هو من جنا الأمر على نفسه و هو من سعى للانتقامّ لذلكّ سيـناله أضعافاّ .. تحدّث نايتّ فجّأة و قدّ قطب حاجبيه
متذّكرا شيئاّ ماّ
ـ فرانسواّ .. اتـصلّ بّسيدة فرانسيس فوراّ أيضّا فـلوراّ لاّ أحدّ يضمن مّـا تفعله تلكّ المجنونةّ

/

كـّانت فلّورا روبـرتّ تقفّ أمامّ المبنىّ تـّراقبّ الحيّ بّأعين متـّململةّ بعدّ اتصال فرانسواّ السريـعّ قدّ أخبرهاّ أنّ نايتّ أرسلّ لتـّوه محاميّ إلى ّشقتهاّ
الخـّاصة لذلكّ يتوجبّ عليها استقبالهّ نـظراّ لأنهاّ بطبّعها شخصّ لاّ يعـرفّ هدوءّ بابّا لهّ فّهاهي تقفّ هناّ تكادّ تقتـّل كلّ ماّ تقع عينيهاّ عليهّ بانتظارّ
ذلكّ المحاميّ ، نـزلتّ سيدةّ فرانسيسّ حاملّة بينّ يديّها حقيبتهاّ وّ تضع وشاحاّ حولّ رقبتهاّ استدارتّ ناحيّة فلوراّ التيّ تقضمّ أظافرهاّ بتوترّ ملحوظّ
ثمّ قـّالت بنبرةّ مستاّءة تتحدثّ بلاّ توقفّ
ـ فـلوراّ أرجوكّ أدخليّ فالبردّ شديدّ أيضاّ أنتّ تجذبينّ الانتباهّ لكّ بوقوفكّ المشتبهّ هـذاّ و هـلاّ تصالحتّ معّ ويليام ؟ لقدّ أتىّ البارحـةّ يشكوّ لنا منّ
معـاملتكّ القاسيةّ لهّ .. أيضاّ اتصليّ بأختكّ قليلاّ و حاوليّ معرفةّ أخبارهاّ لقدّ سمعتّ من نايتّ أنّها عادتّ للكلية مجدداّ وّ هلا استمعتّ إلىّ نايتّ ؟
لقدّ قالّ أنهّ يتوجبّ عليكّ ..
صاحتّ فلوراّ بإنزعاجّ و هيّ تضعّ يديّها علىّ أذنهاّ طالبةّ من سيدة فرانسيسّ أنّ تغلقّ فمهاّ فّقطبتّ الأخيرةّ بّعصبيةّ و بـحركةّ سريـعةّ منهاّ أمسكتّ
أذن فلوراّ وّ جـعلتهاّ تنخفضّ إلىّ مستوىّ طولهاّ قائّلة بنبرةّ حـّادة
ـ أيتهاّ الوقحةّ ..
كتمتّ فلوراّ ألمهاّ بينماّ استمرتّ سيدة فرانسيسّ بجذبّ الأخيرةّ دونّ رغبةّ فيّ التوقفّ فقدّ طاقتّ ذرعاّ من تّصرفاتّ الصبيانيةّ لهاّ تحدثتّ مجدداّ
بنبرةّ محـذّرة و شديدّة العصبيةّ
ـ لقدّ قالّ ويليامّ أنكّ طردتّه من منزلّك وّ أنكّ ترفضينّ مساعدتهّ هلّ أنتّ مجنونةّ ؟ كيفّ تتوقعينّ منهّ أن يحبكّ و أنتّ تتصرفينّ بهـذّه الطريقةّ العنيفةّ
؟ لاّ عجبّ فيّ بقاءكّ عـزباء حتىّ هذاّ العمر
نـظرتّ إليهّا غيرّ مصدّقة بينماّ رمقتهاّ فرانسيسّ بّحدةّ تطلبّ منهاّ الاستيقاظ منّ عالمها فقدّ كانتّ دوماّ تنتظرّ عودّة ويليامّ بفارغّ الصبرّ من جولتهّ
تتصلّ لتطّمئن عليهّ وّ بالرغم من أنهاّ ترفض الاعتراف بذلّك إلاّ أن الحبّ الذيّ تكن لهّ كانّ واضحاّ للغاّية و لمّ تستطعّ إخفاّئه من أعين بولّ و جورجياّ
التيّ رأتّ أنّها بحاجةّ لقليلّ لاّ بلّ الكثيرّ من العتابّ فهيّ تبعدّ كلّ شخصّ يقتربّ منهاّ ، بينماّ قالّت فلوراّ بإنزعاجّ
ـ و هلّ يتفوه ويليامّ بكلّ شيءّ لك ؟ لمـاذاّ أغفلّ ذكرّ معاملتهّ ليّ كامرأة عـّاجزّة ؟
حركتّ فرانسيسّ يديهاّ ناحيةّ فلوراّ برغبةّ شديدّة فيّ خنقّ الأخيرةّ لكنهاّ تمالكتّ أعصابهاّ فيّ آخرّ لحظةّ و هي تبتعدّ عنهاّ للخلفّ بمسافةّ صغيرةّ
حاولتّ تجاهلّ فلوراّ و التوجـهّ إلىّ تسوقهاّ لكنّ لم تستطعّ فهاهيّ تستديرّ ناحيتها قاّئلة بحدةّ
ـ كامرأة .. لقدّ عاملكّ كامرأة أيتهاّ الجاهلةّ ، إنهّ قلقّ عليكّ منّ آرثرّ و خائفّ على سلامتكّ فلماّ لاّ تدعينه يحميكّ ؟ فلوراّ و لو لمرةّ فيّ حياتكّ المشئومة
هذّه تصرفيّ بّصدق لاّ داعيّ لكل هذاّ العنادّ فمهماّ حاولتّ حبكّ له واضحّ للجميعّ
صمتتّ لوهلةّ من الزمنّ مـدرّكة أنّ جميعّ كلماتّ فرانسيس صحيحّة إلىّ متىّ سوفّ تبقى تتصرفّ هكذاّ ؟ إنّ كانتّ تريدّ لويليامّ أن يلتفت إليهاّ يجبّ
عليهاّ أنّ تتـّركه يتوغلّ لحياتهاّ أكثرّ لاّ أن تبعدهّ بخوفّ لكنّ ما العملّ و كبريائهاّ يقفّ فيّ طريقّ سعادتهاّ ؟ تنهدتّ بّقلة حيلةّ و هيّ تجلسّ علىّ الدرجّ
مسندةّ رأسهاّ علىّ خدّها ، همستّ لجورجياّ بّضجرّ
ـ حسناّ سّأفعلّ لاّ داعيّ لكلّ هذاّ الغضبّ ..
ابتسمتّ جورجياّ برضا و هيّ تومئ بالإيجابّ بعدّ ذلكّ رحلتّ مـّودعةّ إياهاّ بّفرحّ فيّ حين قطبتّ فلوراّ حاجبيهاّ بّغيضّ بالّرغم من أنهاّ وافقتّ علىّ
ماّ الذيّ عليهاّ فعله تحديدّا ؟ لاّ تستطيعّ أن تتركّه يتولىّ أمرّ قضيتهاّ بكلّ تأكيدّ إنهاّ مشكلتهاّ الخـّاصةّ ، تنهدتّ ببرودّ عندّما لمحتّ سيارةّ فّخمة تتوقفّ
أمامّ المبنىّ لكيّ يخرجّ منها رجلّ مّا يبدواّ فيّ منتصفّ الثلاثينات من العمرّ لهّ شعرّ بنيّ مصففّ بعنايةّ وّ يحملّ حقيبتهّ الخاصةّ حالماّ وقعّ نـظرّه علىّ
فلوراّ ابتسمّ لاّ إرادياّ إذّ أنهاّ تماماّ كماّ وصفهاّ فرانسواّ صهباءّ ذاتّ عينينّ حادتينّ وّ نـاّرية ، اتجّه إليهاّ و مدّ يدّه ناحيتهاّ قاّئلاّ بلطفّ
ـ مرحبـّا آنسةّ فلوراّ أنـاّ أدعىّ يوري ..
نـظرتّ إليهّ ببرودّ ثمّ مدتّ يدها نحوهّ ابتسمّ كيّ يصافحهاّ لكنّ جذبتّ يدها بعيداّ و هيّ تشيرّ علىّ بطاقةّ أعمالهّ المعـّلقة بحقيبتهاّ تداركّ الأمر و سارعّ
بإعطائهاّ إياهاّ ، بالفعلّ كان المحامي الذي عينه لها نايتّ يدعىّ يوري كارفاي محاميّ من شـركةّ ديفـانس المشهورة ابتسمتّ حينهاّ برضاّ يمكنهاّ
الاعتمادّ على ذلكّ الأحمقّ فيّ النهايةّ فوقفتّ و صافحته قائلةّ بّهدوء
ـ مرحبـاّ بكّ سيدّ كارفاي أينّ تريدّ أن تناقشّ قضيتناّ ؟
كانّ مبنىّ سيدّة فرانسيس يبدواّ قديماّ نوعاّ ماّ مماّ جعل يوري يّقترحّ عليهاّ منـاّقشةّ القضيةّ فيّ إحدّى المطاعمّ القريبة التيّ توصيّ بهاّ أومأتّ
فلوراّ موافقةّ و قدّ نالتّ الفكرةّ رضاهاّ لكي تصعدّ لمتنّ لسيارةّ برفقتهّ
..

/

كانّ ويليامّ دويلّ نجمّ شـّركته جالساّ علىّ الأريكةّ الموجودّة فيّ موقعّ التصويرّ يشربّ قليلّ من المياهّ المعدنيةّ ببرودّ بجـانبهّ كان أوسكارّ يحملّ
غيتاره الخاصّ وّ ينظرّ باتجاه المصورّ راسماّ علىّ شفتيهّ ابتسـّامة لطيّفة يضـعّ يده حولّ كتـّف ويليامّ الذيّ يرفعّ يده عـّاليا بّعلامةّ النصرّ حالماّ التقطّ
المصورّ الصورةّ ابتعد الاثنينّ عنّ بعضهماّ و كلّ واحدّ منهماّ قدّ اتجه ناحيّة مديرّ أعمـّاله ، كانّ وجه ويليامّ عابساّ غيرّ قادرّ على الابتسـّام فّربتّ
سباستيان علىّ خصلاتّ شعرهّ الأشقرّ بلطفّ و هوّ يهمسّ لهّ
ـ لمّ يتبقىّ الكثيرّ .. لذلكّ أصمدّ قليلاّ فقطّ
أومّأ ويليامّ بالإيجابّ وّ هو يلقيّ نظرةّ متفحصةّ على أوسكارّ الذيّ ظلّ يراقبهّ طوالّ جلسةّ التصويرّ حينّ تلاقتّ نظراتهماّ كشـرّ ويليامّ بّعبوسّ واضحّ
بينماّ ابتسمّ الآخرّ بكلّ برودّ أو يظنّ أنه سيفلتّ منه ؟ بكلّ تأكيدّ لاّ فقدّ أقنعّ هو أيضاّ المديرّ بّربطّ جدولّ أعماله معّ ويليام لكيّ يعوضّا خسارةّ التي
ستنجمّ عنّ تأجيلّ الجولةّ ، تنهدّ ويليامّ بّحدةّ ثمّ تحدثّ مع سباستيان
ـ هلّ اتصلّ نايت بعدّ ؟
هـز سباستيانّ رأسه نفياّ فّزفرّ ويليامّ مجدداّ بّعصبيةّ بالغـةّ و هوّ يعودّ إلىّ مكانهّ مستعداّ لالتقاطّ صورةّ آخرّى تـباّ لنايتّ ألاّ يدركّ أن أعصابهّ تكادّ
تفلتّ ؟ لقدّ طلبّ من فرانسواّ و بوضوحّ بّأن يأتيّ نايت إليهّ فلدّيه بعضّ المعـّلوماتّ التيّ ستساعدّه لكنّ نايتّ لاّ .. يّتحركّ بكسلّ هناّ و هناّك غيرّ آبه
بّه ، تّقدم منه أوسكارّ بخطـّوات هادّئة ثمّ جلسّ بجانبه وضعاّ كلتا ذراعيه خلفّ الأريكةّ قائلاّ ببرودّ
ـ مّا الأمرّ ويل ؟ لاّ تبدواّ جيداّ
استدارّ ويليامّ ناحّـيته و قدّ ابتسمّ بكلّ جـّاذبية هوّ يضحكّ بّخفة علىّ ماّ قاله أوسكارّ تواّ فّقطبّ الأخيرّ ببرودّ هلّ يحاول أن يمثلّ الآن ؟ تّوقف ويليام
عنّ الضحكّ بابتسامةّ مزيفةّ لطيّفة قائلاّ بنبرةّ مرحةّ
ـ لاّ تتحدثّ معيّ .. أناّ بالكادّ أستطيعّ تحملّ وجودك هناّ فما بالكّ بّصوتكّ ؟
رمقـّه لأوسكارّ بّضجرّ كيّ يستديرّ ناحيّـة المصورّ منفـذاّ الحركاتّ الذيّ يطلبّها منهّ ، لمّ يستطعّ أوسكارّ أن يضغطّ على ويليامّ لجعّله يغادرّ معهّ لندنّ
عبرّ الـعقدّ و ذلكّ لأنّ مديرّ الـشركّة يحتفظّ كلاهماّ مسيرتهّ المهنيةّ و كذلكّ مسيرةّ ويليامّ لذلكّ قررّ هوّ الآخرّ البقاءّ فيّ لندّن و جـعلّ كلّ تحركاتّ
ويليامّ تحتّ أنظارهّ لنّ يسمحّ له بّعرقلةّ ديميتريّ أكثرّ مماّ فعل نايتّ
بالّرغم منّ أن كلّ هذه الجـّلسة وّ الصورّ إلىّ غايةّ المقابلاتّ الحصريةّ كانتّ فكرتهّ هوّ لإبقاءّ ويليامّ مشغولّا لكـّنه بدّأ يملّ فعلاّ من كلّ هـذّه الأعمالّ
كمّ صارّ يتوقّ لّنوم فيّ منـّزله ، رنّ هـّاتفه فجّأة وسطّ جلسـةّ فوقفّ أوسكارّ معتـذراّ مبتعـّدا عنهمّ قليلاّ بعدّ ذلكّ رفعّ السماعةّ لينتقلّ إليه صوتّ
جونسون المنـزعجّ
ـ أوسكارّ أنـّا لاّ استطيعّ الوصولّ لسيدّ ديميتريّ ، هـّل لديكّ أيّ فكرةّ عنّ مكـّانه ؟ لديّ حـّالة طاّرئة هناّ ..
تنهدّ أوسكارّ بإنزعاجّ هوّ الآخرّ و ابتعدّ أكثرّ عنّ الجميـعّ كيّ لاّ تنتقلّ إليهمّ أطرافّ حديثه تّخللتّ أناملهّ خصلاتّ شعرهّ البنيّ بّضجرّ ثمّ نـظرّ بخفةّ
ناحيةّ ويليامّ الذيّ يراقبّه بّبرودّ حينهاّ زفرّ بغيضّ و قاّل بّحدة
ـ ماّهي الحـّالة الطاّرئة ؟
فيّ النـّاحية الآخرىّ كانّ جونسونّ بّـرفقةّ رجـّاله أمـّام بّوابة الجـّامعة قدّ انتشرّ معـّظمهمّ بكثّرة فيّ كلّ مكانّ بغرضّ أنّ لاّ يلفتواّ الانتّبـاه تمّـاما
كمّا كانتّ مهمـّة سوزيّ مراقبـّة ماريّ علىّ الدوامّ دون أن تشعرّ الأخيرةّ بذلكّ كّانت كذلكّ هيّ مهمةّ جونسونّ مـّراقبةّ كليرّ إلاّ أنّ الأسبابّ تختلفّ
فّسوزي لحمايتهاّ بينماّ جونسونّ لكيّ يحرصّ لتّنفيذّ كلير غلوري أوامرّ سيدهمّ بّحوافرهاّ و يبدواّ أنهاّ حتىّ الآن تجاهلتّ كلّ ماّ قاله لهاّ ، تّحدث بّهدوء
ـ هنـّاك شيءّ غـفلتّ كليرّ غلوريّ عنّ ذكرّه لسيدّ ديميتريّ شيءّ بـالغّ الأهميةّ لذّلك أريدّ الوصولّ إليهّ بأسرعّ ما يمـّكن كيّ أتصرفّ بّسرعة أيضاّ
قطبّ أوسكارّ حـّاجبيه بّإستغرابّ ماّهو هذا الشيءّ الذيّ تغفلّ كليرّ عن ذكرّه ؟ ألمّ يهددهاّ ديميتريّ سابقاّ بحياتهاّ ؟ يجدرّ بهاّ الآن أن تكونّ قيدّ
طـاعتهّ ابتسمّ أوسكارّ بسخريةّ يبـدواّ أن هذّه الفتاةّ تختلفّ عنّ عـائلتهاّ تملكّ الجّرأة بالتّأكيدّ لكنّ لنرى كمّ ستدومّ شجاعتهاّ وّ ديميتريّ خصمهاّ ،
تحدثّ
ـ إذّن ماّ الأمرّ الذيّ غفلتّ كليرٍّ عن ذكرّه ؟
تنهدّ جونسونّ و هوّ يـراقبّ عنّ بعدّ كليرّ جـالسةّ علىّ أحدّ الطاولاتّ المنتشرةّ بكثرّة فيّ حديقةّ الجـّامعةّ بجـّانبهاّ كانتّ ماريّ بالتـّأكيدّ ماريّ فهو
لنّ يستطيعّ أبداّ أن يمحـوا وجههاّ منّ ذاكرتّه ، تبتسمّ بّلطفّ نـّاحية كليرّ و عينيهاّ مـّركزتين علىّ الأوراقّ المنتشرةّ أمامهماّ قدّ كانتّ تتذمرّ بّشأن
أحدّ المحاضراتّ التيّ لمّ تستطعّ استيعابهاّ كانّ أمرّ تواجدّها فيّ الجامعةّ بالتأكيدّ غريباّ لكنّ أنّ تداومّ برفقةّ كليرّ كلّ المحاضراتّ ؟ فهـذاّ يعنيّ
أنهاّ قدّ عادتّ لدارسة ، تحدثّ جونسونّ بهدوءّ
ـ إنّ مـاريّ هناّ فيّ الجـامعةّ برفقةّ كليرّ غلوري أظنهاّ قدّ عادتّ لدراّسةّ مجدداّ لكنّ الوصولّ إليهاّ لن يكونّ بتلك الـسهـّولة فهي محـّاطة بحرسّ فيّ
كلّ جانبّ أيضاّ لقدّ لمحتّ رئيسةّ الخدمّ و أيضاّ حارسةّ سيدّ كايلّ آنسة سوزي ..
اتسعتّ عينيّ أوسكاّر من الدهشة أيـعقلّ أنّ يتركّهـّا تعودّ للجامـعّة بعدّ كلّ ما تعّرضت إليه ؟ يبدواّ فيّ النهايةّ أنّ الأمرّ بّرمته مجردّ تمثيليةّ لكن إنّ
كان الأمرّ كذلكّ فماذاّ عنّ تلكّ الحمايةّ المشددةّ التيّ حولهّا ؟ تنهدّ بّإرهاقّ حاكاّ جبينه ّسوفّ يسعدّ ديميتريّ لهذاّ الخبرّ بالتأكيدّ فجّأة نـاداّه المصورّ
فاستدارّ أوسكارّ ناحيته مبتسماّ ثم تحدثّ بهدوءّ
ـ اسمعّ قدّ يكونّ الوصولّ إلىّ ماريّ صعباّ للغايةّ لكنّ كليرّ لاّ ، استغـّل الأخيرةّ جيداّ فهيّ مفتاحّ استعادتناّ لأليكساندرّ أيضّا قبلّ أن تفعلّ ذلكّ اتصل
بديميتريّ مجدداّ أوّ أرسلّ له بريداّ صـّوتياّ تخبرهّ فيهّ بآخرّ تطوراتّ لا ّتتحركّ إلاّ بأمرّ منهّ و أحذر من أنّ تلمحكّ سوزيّ فحسبّ الإشاعات التيّ تدورّ
حولهاّ هيّ ليستّ مجردّ خادمـة عـّادية ..
زفرّ جونسونّ بحدةّ إذّ لاّ داعيّ لأوسكارّ أن يخبرهّ ذلكّ فهوّ يرىّ تصرفاتهاّ لمّ تكنّ مجردّ خادمة عاديّة بالفعلّ بلّ مـدرّبة فقدّ كانتّ على مبعدةّ كيّ لاّ تشعرّ
بهاّ مـاريّ تـراقبهاّ دون كللّ أو مّلل ، كيفّ له أن يقترب منها هـكذاّ ؟ أغلق أوسكارّ السماعة و عـادّ لمكانه مبتسماّ بمرح و هو يعتذرّ للعمالّ


~ انتهىّ





 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 03-10-2020 الساعة 08:12 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 08:13 AM   #84
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





جـزء الثاني و الأربعـون

[ ْ~ مـقابل ثمن ~ ]

سمـاءّ لندن تحملّ نجـّومهاّ للامعـةّ بارزةّ منّ خلفّ الغـيومّ الرماديةّ كذلكّ كان القمرّ قدّ سطعّ ضوءّه كّمنارةّ أملّ لذلكّ لطفلّ الصغيرّ
قدّ أخذتّ عينيهّ تجولان فيّ أرجاءّ دون هوادةّ راسماّ على ملامحهّ ابتسـامةّ جميلةّ مليئةّ بالراحـةّ ،مدّ أنامله الصغيرةّ من الشـرفةّ
للأمامّ أكثرّ كمّ كانتّ سعادتـهّ كبيرةّ لاّ توصفّ لمّ يشعرّ هكذا قبلاّ قلبه لم يكن بهذّه الخفـةّ كّأنه يلامس السماءّ ،
حـلمه قدّ تحققّ أخيراّ و لم يكنّ بحاجةّ إلاّ لدفعةّ من قبلهّ دفعة مليئة بالشجاعةّ الآن لمّ يتبقىّ له سوىّ تحقيقّ شيءّ آخرّ يدور فيّ باله
و لوّ استطاع فعلا أن يفعل ذلكّ لماّ احتاجّ شيئاّ بعدها ، رفعّ يدهّ بهدوء و وضعهاّ خلفّ عنقهّ تلكّ العـلامةّ التيّ تحددّ هويتهّ ..
فتّح بابّ غـرفتهّ فجـأةّ فّنزع يده بإرتباكّ و نظرّ ناحيـةّ القادمّ لم يكن هناكّ أحدّ ليزوره بمثلّ هذه الساعةّ لمّ تكنّ سوىّ مـاريّ المبتسـّمة
بّسعادةّ بينّ يدّيها تّوجدّ علبةّ كبيرةّ نوعاّ ماّ وّ برفقتهاّ سوزيّ التيّ تبتسمّ بدورهاّ شعرّ بالإرتباكّ وّ آمالّ رأسه قليلا حينماّ وصلتاّ إليهّ
فجّأة أطلقت سوزيّ صفّارة ماّ وّ تلاحت أشـّرطة ملونةّ فيّ كلّ مكانّ لتتحدثّ الفتاتينّ بمرحّ
ـ تّهانيناّ ..
نـظرّ إليهماّ و قدّ تاهّ علىّ أثرّ تصرفهماّ الغيرّ مفهومّ فاليومّ بكلّ تأكيد ّليسّ عيد ميلاده بينماّ قدمتّ له ماريّ العـّلبة بحمـّاس فـّأخذهاّ مستغرباّ
ثمّ قامّ بفتحهاّ لكيّ يجدّ بداخلهاّ الـزي الـرسميّ لمدرستهّ الجديدةّ شهقّ بّدهشةّ و تفحصهّ بعينينّ واسعتينّ كانّ لونّ السترةّ قرمزيّ معّ
سروالّ أسودّ و حذاءّ طّويل نوعّا ماّ يناسبّ فصلّ الشتاءّ أيضاّ قميصاّ أسودّ و ربطةّ صـغيرةّ زرقاءّّ كتمّ دموعهّ و هوّ يمسكّ الملابسّ بّشدة
إنهاّ المـرّة الأولىّ التيّ يتّلقى فيهاّ هديةّ نهيكّ عن أنّ هذهّ الهديةّ هي دخولّه للمدرسةّ ، زمّ شفتيهّ محاولاّ منعّ نفسه من البكاءّ ثمّ انحنى
بّارتجافّ قائلاّ بنبرتهّ المبحوحـةّ
ـ أنـاّ .. لا أريدّ أن أثقلّ عليكمّ أكثرّ لذاّ .. لكنّ .. شكراّ جزيلاّ لكماّ ، شكراّ .. أنـاّ شـا
توقفّ عنّ الحديثّ و هوّ يضعّ يده علىّ وجههّ ليبدّأ بالبكاءّ بصوتّ عاليّ قدّ فقدّ سيطرّته علىّ نفسهّ فّنظرتّ إليهّ سوزيّ بّشفقةّ ثمّ أشاحتّ
نظرهاّ ناحيةّ ماريّ المبتسـّمة بحنانّ بعدّ ذلكّ مدتّ ذراعيهاّ ناحيتهّ و بحركـةّ بسيطةّ منهاّ جلست علىّ ركبتيهاّ لتأخذّه إلىّ أحضانهاّ فتشبثّ
أليكساندرّ فيّ قميصهاّ مـّرة الأولىّ التي ينتسب فيهاّ إلىّ مدرسةّ يحظي بّزي جميلّ قـّلبه لاّ يحتملّ كل هذاّ يخشى أنّ لاّ تدوم سعادتهّ طويلاّ
و تقشعرّ أبدانهّ خوفاّ لعلمهّ أن هذّه السعادةّ لن تكونّ سوىّ مؤقتةّ قبلّ أنّ يأخذهاّ ديميتريّ منهّ تماماّ كماّ فعل طوالّ حياته ، تحدثتّ ماريّ
بنبرةّ مازحةّ
ـ مـاذاّ بك أليكس ؟ هلّ تكرهّ الدراسةّ إلىّ هذاّ الحدّ ؟ لو كنتّ أعلمّ لماّ ..
هـز أليكساندر رأسهّ نفياّ بشدةّ فضحكتّ الفتاتين علىّ ردة فعله الرافضةّ لكلامهاّ بينماّ ابتعدّ أليكس عنّها بّإحراج شديدّ قدّ احمرت وجنتيهّ
خجلاّ فأدارّ وجهه بعيداّ عنهماّ بكبرياءّ نـظرتّ إليه ماريّ بإستغرابّ لوهلةّ قدّ بدى لها هذّه اللحظةّ شبيهاّ بشخصّ ماّ فّأمسكتّ وجـههّ فجأةّ
لكيّ يزدادّ إحراجّ أليكساندرّ حينماّ أدارتّه للجهة الأخرىّ و هيّ تّنظر إلىّ تلكّ العلامةّ أسفلّ رقبتهّ منّ الخلفّ كانتّ غـريبةّ للغايةّ لكنهاّ مألوفة
لهاّ بطريقةّ ماّ فقالتّ ماريّ بّقلق
ـ أليكس ما هذاّ الشيء ؟
ارتبكّ الأخيرّ بشدة و وضعّ يده علىّ ذلكّ الوشمّ مبتعداّ إلّى الخلفّ فّتداركتّ ماريّ الأمرّ إذّ أنّ أليكساندر كان يعيشّ برفقة ديميتريّ و الأخيرّ
رجل غريبّ جداّ متوحشّ لاّ عجبّ أنهّ وضع هذاّ الوشمّ على هذاّ الفتىّ الصغيرّ لكن لماّ ؟ وّ ما الذيّ تعنيه هذّه العلامـةّ ؟ تبدواّ أصليةّ كأنهاّ
ترمزّ لشيءّ ماّ في حين قطبتّ سوزيّ حاجبيهاّ مستغربةّ ذلكّ الـوشمّ لقدّ سبقّ لها و أن رأتهّ لكن أينّ ؟ لما يبدوا لها مألوفاّ ؟ ابتسمتّ
ماري بإرتباك و هيّ تهز يديهاّ ببلاهـةّ
ـ كمّ يبدوا رائـعاّ سوفّ تأسرّ قلوبّ الفتيات بهّ .. عـزيزيّ طفلّ مذهلّ
نـظّرتّ إليهاّ سوزيّ بإستغرابّ و هيّ ترىّ ماريّ تبتسمّ ببلاهـتهاّ تّصنعّ سيناريوهاتّ عنّ حبّ أليكساندر الأولّ و كيفّ ستكونّ مواعدتّه أيضاّ
الفتاّة المناسبةّ له ألمّ تنسى شيئاّ مهماّ ؟ ماذا عنّ الدراسة ؟ يبدواّ أنّ ماريّ لا تحفلّ بذلكّ على الإطلاقّ فهاّهي تتحدثّ بحماسّ عنّ كلّ شيءّ
و أيّ شيءّ عدى الدراسةّ ، قطبتّ سوزيّ و هزتّ رأسهاّ نفياّ بتعجبّ فكيفّ لها أنّ تكونّ زوجـةّ نايت ؟ إنهماّ مختلفانّ جداّ نايتّ رجلّ عمليّ
بـّارد يدرسّ كلّ شيءّ قبلّ أن ينفذهّ بينماّ ماريّ عكسهّ تماماّ عـّاطفية للغايّة وّ تتبعّ قلبهاّ فيّ خطواتهاّ ..
تنهدّت قدّ تذكرتّ ماّ قـّاله فرانسواّ البـّارحة أنهّ يتوجبّ عليهاّ أخذّ حذرهاّ و هي تراقبّ ماريّ فالأخيرةّ بالرغمّ من منـظرهاّ الوديعّ إلاّ أنهاّ
ليستّ كذلكّ على الإطلاقّ فّهي لحوحةّ جداّ تّجعل الشخصّ ينفذّ طلبهاّ رغماّ عنهّ تماماّ كما فعلّ فرانسواّ و أخذّها إلىّ مدينةّ الملاهيّ ، إنهاّ
تعلمّ جيداّ أن ماريّ لم تذّهب إلىّ هناكّ فقطّ لتروحّ عنّ أليكساندرّ وّ كليرّ أيضاّ نفسهاّ بعدّ كلّ الذيّ عـّانتهّ لكنّهاّ تلقيّ بّحذرها أدراجّ الرياحّ و
تتصرفّ بلا مبالاةّ ألاّ تدركّ أن أعينّ الكلّ تتجه إليهاّ ؟ تّأوهتّ سوزيّ بألمّ ممسكةّ رأسهاّ و هي تستمعّ لحديثّ ماريّ الحماسيّ
ـ و هنـّاك وقتّ الغذاءّ أراهنّ أنّ كل الفتيات سيريدّن أنّ تغذين معكّ وّ سيحاولنّ جعلكّ تتذوقّ غذائهمّ أيضاّ ستكونّ هناكّ اعترافاتّ بحبهنّ لكّ ،
عـّزيزي فتىّ وسيمّ لذلكّ بتأكيدّ ستحصلّ على الكثيرّ من الحلوىّ فيّ عيدّ الحبّ وّ ..
احمرّ وجهّ أليكساندرّ أكثرّ و تلعثمّ محاولاّ أنّ يجعلّ ماريّ تصمتّ بينماّ أخذتّ سوزي تحاولّ سحبهاّ بعيدا عنهّ و هيّ تـّخبرهاّ أن موعدّ نومهّ
قدّ حانّ ، ردّ أليكساندرّ بإحراجّ
ـ مـاري .. أنا لا أهتمّ بّمثل هذّه الأمورّ إنهاّ .. ستجعلّ الشخصّ ضعيفاّ
لقدّ كانتّ كلماتهّ هـّادئةّ صادقة لاّ مجالّ لنقاشّ فيهاّ كّأن قّانونّ من قّوانينّ الطبيعةّ فقطبتّ ماريّ حاجبيهاّ مستغربةّ أقالّ أن هذّه الأمورّ تجعلّ
الشخصّ ضعيفاّ ؟ لاّ تدريّ لماّ لكنهاّ تذكرتّ ديميتريّ فوراّ ، ذلكّ الرجلّ يظنّ أيضاّ أنّ الحبّ أمرّ سخيفّ و أنّ المالّ يستطيعّ شراءّ كلّ شيءّ
حتىّ القلوبّ تنهدتّ بّقلة حيلةّ ثمّ أجـابتهّ بابتسامةّ حالمّة
ـ لاّ علىّ الإطلاقّ أنظرّ إليّ فقطّ .. أنـّا واقعة فيّ الحبّ و هذاّ يجعلنيّ أقوىّ
لاّ بلّ بالأحرىّ جّعلها غـّبية هذّه كانتّ فكرتهماّ و هماّ ينظرانّ إليهاّ قدّ كانتّ تبتسمّ بّلطفّ عندّها ضاقّ ذرعّ سوزيّ لكيّ تمسكّ ماريّ من معصمهاّ
مرشدةّ إياهاّ للخارجّ و هيّ تؤنبهاّ على زرعّ مثلّ هذّه الأفكارّ بّعقل أليكساندرّ و أنه كانّ يتوجبّ عليهاّ تشجّيعه علىّ الدراسةّ لاّ علىّ المواعدةّ
و هو فيّ هذاّ السن توقفتّ ماريّ متمسكةّ بالمقبضّ لماّ تحدثتّ سوزيّ بغضبّ طفيفّ
ـ سيدتيّ أرجوكّ.. لنغادرّ أنتّ تلوثينّ عـّقله
شهقتّ ماريّ برعبّ و نـظرّت ناحيةّ أليكساندر الذيّ كانّ مطأطّأ الرأسّ بإحراج شديدّ بالرّغم من عـمره الصغيرّ إلاّ أنّ له عـّلم بمثلّ هذّه الأمورّ
تلكّ الأشياءّ التيّ تجعلّ الرجلّ ضعيفاّ فقدّ حرصّ ديميتريّ علىّ تلقينهّ إياهاّ ، حينما لمحتّ ماريّ الإحمرارّ الطفيفّ الذيّ علا خدّيه نـظرتّ إليهّ
بّحماس قدّ أسرّ قلبهاّ لكنهاّ تمالكتّ نفسهاّ و هيّ تتحدثّ بّمرح
ـ حسناّ .. أناّ أدرك ذلكّ لذلكّ أليكساندرّ ليسّ مسموحاّ لكّ بمواعدّة الفتياتّ أوّ الخروجّ بمواعيد ّغراميةّ إلىّ غـايةّ سنّ ماذاّ ؟ .. ثالثـةّ عشرّ
ضربتّ سوزيّ جبينها بّقوة بينماّ ابتسمتّ ماريّ بلطفّ شديدّ و هيّ تغمزّ له هامسةّ لهّ بّأن لاّ يهتمّ و أنّ بإمكانهّ مواعدةّ من يريدّ حينما يريدّ
قطبتّ سوزيّ بّعصبيةّ و جذبتّ ماريّ من خصرهاّ قاّئلة بحدةّ
ـ سيدتيّ لقدّ حان موعدّ نومكّ لذلكّ غادريّ
ضحكتّ الأخيرةّ بّخفةّ و لوحتّ له مودعة بعدّ ذلكّ رافقتهاّ سوزي إلىّ غايةّ غرفتهاّ و حرصتّ على أنّ تراهاّ تدخل مغـلقةّ البابّ خلفهاّ لكيّ تتنهدّ
براحةّ متجّهة لتنفيذّ أعمالهاّ الأخرىّ لا عجبّ أنّ فرانسواّ قدّ حذرهاّ من ماريّ فبالرغّم من أنهاّ تبدواّ لطيفةّ و وديـعةّ إلاّ أنهاّ تتصرفّ بلاّ تفكيرّ
فيّ كثيرّ من الأحيانّ و لاّ تستجيبّ إلىّ الأوامرّ كمـّا أنهاّ تقولّ ما فيّ بالها دونّ أنّ تفكرّ و لو لثّانية ، ذلكّ ماّ يجعل من مهمةّ حراستهاّ و
مـّراقبتها أمراّ صعباّ ..
بينمـّا و حالماّ كانتّ ماريّ لوحدّها اختفتّ تلكّ الابتسـّامة التيّ علتّ وجههاّ طوالّ اليومّ اتجـّهت إلّى غـّرفتهاّ أو بالأحرىّ غـّرفة الملابسّ سابقاّ
ثمّ أغلقتّ بابّ خلفهاّ بقوةّ ارتدتّ فستاناّ أبيضّ اللونّ بّخفة بعدّ أنّ أخذتّ حماماّ سريعاّ ينعشهاّ قليلاّ لكيّ تجلسّ علىّ سريرهاّ حملتّ حقيبتهاّ و
أخرجتّ حـاسوباّ كانتّ قدّ اشترتهّ فيّ طريقّ عودتهاّ وضعتّ نـظارتيهاّ وّ قدّ تغيرت ملامحهاّ كلياّ فقدّ صـارتّ جـّادةّ وّ حازمـةّ ، إن أرادتّ أنّ تنجحّ
هذّه السنةّ فيجبّ عليهاّ أن تبذلّ جهدهاّ ..
زمتّ شفتيهاّ و رفعتّ خصلات شعرهاّ البنيّة بعيداّ عنّ مرمىّ نظرهاّ لاّ تملكّ وقتاّ لتحصرّ على حالهاّ فّنايت بكلّ تأكيدّ لن يهتمّ بّها سواءّ كانتّ
حزينةّ لرفضّه لها أوّ تبتسمّ ببلاهـةّ كمجنونـةّ ، همستّ لنفسهاّ بّغيضّ و هيّ تـرىّ تلكّ الكميةّ من البحوثّ التيّ يتوجب عليهاّ فـعلهاّ
ـ تـّبا .. كيفّ سّأنجح فيّ المهلة المحددةّ ؟ .. ماّ الذيّ تفعلينه ماري ؟
تنهدتّ و رمتّ بجسدها علىّ السريرّ و هي تنظر ّللسقفّ فعـلاّ ماّ الذيّ تحاول أن تثبتهّ ؟ ماّ الذيّ تفعله فيّ ظرفّ هـذّه الأحداثّ ؟ فـلورا تحتاجهاّ
إلىّ جانبهاّ لكنهاّ تركتّ مكانهاّ لويليامّ أماّ عنّ نايتّ فّهو لمّ يكن بحاجةّ لهاّ قطّ ، إنهـاّ فقطّ ترىّ الكلّ يبذّل جهدهّ لكيّ يصل إلىّ هدفه بينماّ هيّ هناكّ
تبتسمّ علىّ كلّ شيءّ كماّ لو كأنهاّ دميةّ ..
استدارتّ للجهةّ الأخرىّ وّ أغلقتّ عينيهاّ بّهدوء كمّ تتمنىّ فيّ هذّه اللحظةّ لو أنّها قدّ توفيتّ مكان والدهاّ فجوناثانّ محبوبّ من قبلّ الكـلّ أختهاّ فلوراّ
تراهّ مثلهاّ الأعلىّ أماّ العـمّ رويّ فيعتبرهّ نصفّه الآخرّ فيّ حين والدتهاّ سيلياّ بالرغم من أنهاّ تزوجتّ إلاّ أنهاّ لم تنسى بعدّ جوثاناّن و لوّ عادّ الزمن
للوراءّ لربما كان والديها الآن معاّ ، وّ لوّ كان حياّ لماّ كانتّ فلوراّ لّتتعرضّ إلىّ الابتزازّ وّ لماّ اضطرّ نايتّ لحمايتهاّ و لماّ أصيبّ فرانسواّ و لماّ كانّ ..
هـزتّ رأسهاّ نفياّ لاّ يمكنهاّ أن تفكرّ هكذاّ ليسّ بعدّ أن أخذت قرارهاّ فيّ التقدم نحوّ الأمامّ لكنّ لاّ حيلةّ لهاّ ، تّنهدتّ مجدداّ وّ بخطـواتّ هادئّة
خافتةّ غـاّدرت الجناحّ بأكملهّ ألقت نـظرّة حولهاّ لكيّ تجدّ أنّ الحرسّ قدّ غادرّوا بـّرفقة سوزيّ و بّحركـةّ سريعةّ اتجهتّ إلىّ المصعدّ ضغطتّ على
زرّ وّ هي لاّ تدركّ لماّ قدّ فعلت ذلكّ ،
جـلستّ فيّ حديقةّ الـقصرّ بجانبّ تلكّ النافورةّ قدّ ظهرتّ أشعـةّ النجومّ علىّ مياههاّ قطبتّ حاجبيهاّ وّ استلقتّ بّلا مبالاةّ مغـّلقة عينيهاّ بهدوءّ
مبّحرة مـجدداّ فيّ أفكـّارهاّ الداكنةّ فيّ كثيرّ من الأحيانّ لكنهاّ دوماّ ماّ ستجدّ طريقاّ للعودةّ إلىّ ذلكّ الأملّ الزائفّ غيرّ أنهاّ و بهذّه الفترةّ لاّ تريد
أن تتمسكّ به ، لأنهاّ إمرأة محـطمةّ القـلبّ ..
بعدّ عدةّ ساعاتّ فتحتّ عينيهاّ الواسعتينّ بإرهاقّ تشعرّ بأن حلقها جافّ جداّ حالما استطاعتّ أن تنظرّ حولهاّ رأتّ وجـّه شخصّ ما لاّ يفصلّ الكثيرّ
بينهماّ و هوّ بطريقةّ ما علىّ وشكّ تقبيلهاّ صاحتّ برعبّ و دفعتهّ بعيدا عنهاّ لكي يختلّ توازنهاّ فسقطتّ فيّ النـّافورةّ بعدّ فترةّ رفعتّ رأسهاّ
بّغيضّ قدّ كانتّ وجنتيهاّ محمرتين بّشدة بينماّ خصلات شعرهاّ البنيّ قدّ التصقتّ بوجههاّ نـظرتّ ناحيةّ كايلّ الذيّ ترددّ صدىّ ضحكاتهّ فيّ أرجاءّ
المكانّ فقطبّت حاجبيهاّ و زمتّ شفتيها باستياء نافخةّ وجنتيهاّ تحدثتّ ماريّ بنبرةّ غاضّبة خجلة
ـ ماّ الذيّ كنت على وشكّ فعله أيهاّ المنحرف ؟
كتمّ كايلّ ضحكتهّ علىّ ملامحّها المحرجةّ بشدةّ و اقتربّ منهاّ كيّ يساعدها علىّ الوقوفّ لكنهاّ رفضت ذلكّ بقوةّ و هيّ تختبّئ خلفّ ذلكّ التمثالّ
الموجودّ في المنتصفّ ليسّ لأنهاّ لاّ ترغب فيّ مساعدته و إنماّ أن فستانهاّ الأبيضّ صارّ نوعاّ ما شفافاّ مماّ جعلها ترتبكّ أكثرّ ، غمزّ كايلّ
لها بّخفة قائلاّ
ـ لقدّ كنت على وشكّ إعطاءّ أميرتي الناّئمة قبلةّ الحياةّ .. لكن يبدوا أنهاّ ليست بحاجة لهاّ فيّ النهايةّ ، إذنّ ماّ الذيّ تفعلينه هناّ ؟
أدارتّ ماريّ وجههاّ بعيداّ عنهّ بإحراجّ إذ نعتهاّ بالأميرةّ النائمةّ ثمّ اختبأتّ أكثرّ خلفّ ذلك التمثالّ مانعةّ وجنتيهاّ منّ الاحمرارّ أكثرّ فّضحك كايلّ
عليهاّ بقوةّ و اقتـرب هوّ الآخرّ من النافورةّ لكيّ يغمسّ قدميه فيّ المياهّ الباردةّ تحدثتّ ماريّ بّخفةّ
ـ أنا مجردّ عابرة سبيل هناّ سيديّ يبدوا أنكّ أخطأتّ فلست الأميرةّ التيّ تدعيّ إنقاذهاّ
ضحكّ بهدوءّ وّ نـزعّ سترتهّ متقدماّ ناحيتهاّ بخطّوات كسولةّ ثمّ وضعّها علىّ كتفيهاّ بعدّ ذلكّ مدّ يده إليهاّ مبتسماّ فتنهدتّ ماريّ بقلة حيلةّ و هي
ترتديّ سترتهّ أمسكتّ يدّه و خرجّ الاثنين من النافورةّ ليّجلسا فيّ الأرضّ خلفهّا عندّها ردّ كايل بابتسامةّ لطيفةّ علت شفتيهّ
ـ فيّ الحقيقةّ أناّ أختبئ منّ أميرتي ..
رمشتّ ماريّ لعدةّ مرات غيرّ مصدقة ما قد قاله كايل تواّ فهلّ فعلا سمعتّ جيداّ أم أن أذنيها خانتها ؟ لأن من المستحيل له تجنب إليزابيث و هو
الذيّ مغدق فيّ حبها من أعلى رأسه إلى أخمصّ قدميه،تنهدت بأسى بعد أن تذكرتّ تصرفات الأخيرةّ الغريبةّ لاّ عجب فيّ ذلكّ فهيّ تّريد الحصول
على الرجلين معاّ لنفسهاّ ، قطبتّ ماريّ حاجبيهاّ بّغير رضاّ متنهدّة بقلةّ حيلةّ ثمّ نظرتّ ناحيته راسمة على شفتيهاّ ابتسامةّ لطيفةّ
ـ أعتقدّ أنه لاّ بأس فيّ الاختباء أحيانا ،
نـظرّ إليهاّ بّهدوءّ بعدّ ذلكّ أصدرّ آهة عمـّيقة منّ قلبهّ كّأنه و بفعله هذاّ سوفّ تذّهب كلّ آلامهّ لقدّ فقدّ أملهّ وّ يكادّ يفقدّ عـّقله أيضاّ فكلّ هذّه
المشاكلّ مهاجـّمته لنايتّ وّ موتّ جدّ بيترّ أيضاّ منصبّ الرئيسّ إلىّ غـّاية خيانةّ إليزابيثّ له و التي تدعيّ أنهاّ تحاولّ فقطّ أن تشتتّ إنتباه نايتّ
بذلكّ ، تحدثّ بنبرةّ ياّئسة
ـ كمّ أتمنى لوّ أننيّ أستطيعّ البقاءّ هناّ للأبدّ.. لاّ أريدّ العودةّ للقصرّ أو الشـّركة أو حتىّ إليزابيثّ فقدّ صارّ كلّ شيءّ فيّ الآونة الآخيرةّ يجعلنيّ
مجنوناّ تباّ لست معتاداّ للعملّ إلىّ هذّه الساعّة المتأخرةّ من الليلّ كماّ أننيّ بكلّ تأكيدّ لستّ .. بحقّ السماءّ لماّذا عدتّ ماري ؟ لاّ أستطيعّ أن
أفهمكّ بصدقّ فمنّ يرغبّ فيّ العودةّ إلىّ مكان مثلّ هذا ؟
أومأتّ ماريّ بالموافقةّ و هيّ فعلاّ مستغربةّ عودتها إلىّ هناّ فيّ النهاية لمّ تجبّ لهاّ شيئاّ سوىّ المزيدّ من الرفضّ و الألمّ لكان الأمرّ سهلاّ لو
أنهاّ فقطّ تستطيعّ العودةّ لّحياتهاّ السابقةّ ، قالتّ بّمرح
ـ لاّ عليكّ فحتىّ أناّ لا أفهم نفسيّ جيداّ..
أغلقّ عينيهّ محاولاّ أنّ ينعمّ بقسطّ من الراحةّ أوّ بّوضعية أفضلّ لتفكيرّ فيّ حياتهّ الآنّ لماّ وقفتّ ماريّ بّهدوء و نـظرتّ إليهّ بعدّ أن تغيرتّ
ملامحهاّ كلياّ لتختفيّ تلكّ الابتسامةّ المرحةّ من شفتيهاّ قدّ حلّ مكانهاّ الجديةّ ، اقتربتّ منّ النافورةّ تلاعبّ بّأطرافّ أناملهاّ بالمياّه ثمّ استدارت
ناحيتهّ قاّئلة بّهدوء
ـ ما الذيّ تريده تحديداّ كايل ؟ كسبّ حبّ إليزابيثّ أوّ توقفّ عن المحاولة ؟
التفت إليهاّ بّإستغرابّ كيّ تّرفعّ ماريّ يدّها بّإشارةّ لقلبهّ ثمّ إلىّ عـّقله لمّ يفهم ماّ الذيّ ترميّ إليهّ لكنهّ شعرّ بالغيظ لماّذا تخبـره أن يتوقفّ عن
المحاولة ؟ لماّ الكلّ يريدّه أن يتوقفّ عن المحاولة ؟ إليزابيثّ ليسّت سيئةّ كماّ تبدوا عليهّ إنهّا الوحيدة التيّ وقفت إلىّ جانبه فعلت المستحيلّ
لأجله تجاوزتّ قوانين الطبيعة لهّ و له فقطّ لكنهاّ أيضاّ اعتـّرفت بحبهاّ لنايتّ تتوددّ له فيّ كلّ فرصة تسنحّ لهاّ و تـّقبله بشغفّ كماّ لم تفعل سابقاّ
معـهّ ، نـظرّ إليهاّ بحدة ثمّ تحدثّ بنبرةّ غاضبةّ
ـ ماذاّ عنكّ ماري ؟ لماذا تستمرين بّلعب دورّ البلهاء و أنتّ تعلمين جيداّ أن زوجكّ يخونكّ ؟ ألاّ تدركين أنه لاّ يزالّ يحبّ إليزابيث ؟ و إلاّ لما
أرسلكّ بعيداّ ؟ لاّ تقولّي من أجلّ العلاجّ فكلناّ نعلم أن هذاّ ليسّ صحيحاّ لمـّاذا عدتّ ؟ ألاّ تدركين أنكّ بأفعالك هذّه ترمين كبريائك جانبا ؟
هلّ هذاّ ما تبدوا عليه ؟ بلهاء ؟ ابتسمتّ بأسى على نفسهاّ و هزتّ رأسهاّ نفياّ لمّ تكن تلعبّ دورّ البلهاء يوماّ بلّ كانتّ تحاول بطريقتهاّ الخاصةّ
أن تكسبّ حب نايتّ لكنهاّ الآن بعدّ أن بذلتّ جهدهاّ بعدّ أن صارت تعلم جيداّ أن قلبه لمّ يكن و لن يكونّ قطّ لهاّ فّلا فائدة من المحاولةّ لذلكّ
ابتسمتّ برقة و هيّ تتحدثّ بنبرةّ صادقةّ
ـ أنّا أعـّلم ذلكّ كايلّ لاّ حاجة لكّ لكيّ تذكرنيّ.. لكننيّ أريد أن أخبركّ فقطّ لماذاّ تحاول جاهداّ أن تجعلها تحبّك مجدداّ ؟ هيّ بالفعلّ تحبكّ كذلكّ تحبّ
نايتّ لكن حالياّ نايت يملكّ النسبةّ الأكبرّ فيّ قلبهّا ستمرّ الأيامّ وّ ستمرّ السنينّ حينهاّ ستجدّ إليزابيثّ نفسهاّ تحبكّ أنتّ أكثرّ و ربماّ بعدّ عامين أوّ
أكثرّ فّستجد نفسها مجدداّ حائرة بينكماّ .. المشّكلة أنّ كلاكماّ واقع فيّ حبهاّ لذلكّ و مهما تغيرّ اختيارهاّ على مرّ السنين فّسوف ترحبان بهّ
احتدتّ عينيهّ بّشكل خطير بعدّ أن أهانتّ زوجـتّه بطريقة جعلتّه يثورّ غضباّ لقدّ نعتتها تواّ بالسافلةّ و فيّ تواجدّه ؟ ألاّ تدركّ حجم الخطأ الذيّ
ارتكبته تلكّ الغبية ؟ قطبّ حاجبيه و صاحّ فيهاّ بنبرتهّ الحادةّ
ـ من أنت لتتحدثي عنها هـكذا ؟ و إنّ كنتّ تعلمينّ أنّ نايت بالفعلّ يحبهاّ قبلّ أن يتزوجكّ حتىّ فلماذاّ تستمرين بالبقاءّ بجانبه ؟ لست فيّ موقعّ
يسمح لك بالسخريةّ منا ما دمتّ أنتّ أيضاّ سترحبين دوماّ بكونكّ الخيارّ الثانيّ له
وضعتّ ماريّ قدميهاّ بّداخل النافورةّ و رمتّ سترةّ كايلّ علىّ وجّهه لكيّ تّبدأ باللعبّ بّابتسامة هادّئة تعـّلوا شفتيهاّ فجّأة بدّأت بالضحكّ بقوةّ ممسكةّ
بمعدتهاّ هل قالّ خياراّ ثانيا ؟ إنهاّ ليست علىّ القائمةّ حتى ّفكيفّ لها أن تكون خياراّ ثانيا ؟ نايتّ لاّ يراها سوىّ مجردّ خادمة لهّ لذلكّ كيفّ ؟
مررتّ أناملهاّ علىّ أطرافّ التمثالّ و تحدثتّ بّمرح بعدّ أنّ توقفت عنّ الضحكّ
ـ أناّ لست خياره الثانيّ وّ لاّ الأخيرّ بالتّأكيدّ ..
نـظرّ إليهاّ بصدمة مستغرباّ ردةّ فعلها الغـّريبة هلّ ضحكتّ تواّ لاّ بلّ لقدّ ألقت نكتة علىّ الأمرّ ؟ هلّ تظنّ أنّ هـذاّ أمرّ يدعواّ للضحك ؟ إنهاّ تعلم
أنّها ليستّ خياراّ لنايت و لن تّكون لكنّ تبتسم على كلّ حالّ ؟ ردّة فعلهاّ جعلتهّ يثورّ غضبا لكن و فيّ نفسّ الوقت يشفق علّى كلاهماّ عليه و عليهاّ
لماّ استدارتّ ماريّ ناحيته مبتسمةّ بخفةّ
ـ أناّ لستّ هناّ لكيّ أكسبّ قلبه كايلّ .. أنـّا هناّ لأستعيدّ كبريائيّ ، أنـّا هناّ لكيّ لا يّؤنبنيّ ضميريّ بعدّ مرور السنينّ لأننيّ لمّ أستغلّ هذّه الفـّرصة
لأننيّ هربتّ منّ الواقعّ ، أجلّ أدركّ جيداّ أننيّ فيّ أنظاركمّ جميعاّ فتاةّ بلهاءّ حتىّ أختيّ الوحيدةّ تعتبرنيّ معـّاقة لكنّ أناّ لست كذلكّ على الإطلاقّ كايلّ ،
أناّ بشرّ مثلكمّ جميعاّ و قلبيّ تماماّ كماّ يستطيع أنّ يحبّ بقوةّ فهو يستطيعّ أيضاّ أن يحقدّ بقوةّ أنّ أكرهّ وّ أبغضّ الآنّ لستّ ماريّ التيّ تـعّرفونها جميعاّ
لستّ تلكّ الطفلة اللطيفةّ لأننيّ بدوريّ أيضاّ أسعى للانتقامّ و سأحققهّ مهماّ طال ّالزمن ..
انحنتّ وّ رتبتّ أطرافّ فستانهاّ بعدّ أنّ بللته المياّه ثمّ نفضتّ الغبارّ منّ حولهاّ فيّ حين نـظرّ إليهاّ كايلّ بصدمةّ قدّ شحبّ وجههّ كلياّ فيّ هذّه اللحـظةّ
بدتّ ماريّ مليئةّ بالكرهّ بالرغم من أنها ّقالت ذلكّ بابتسامةّ لطيفة تعلوا شفتيهاّ إلاّ أن ذلكّ بكلّ تأكيدّ ليسّ كلاما محباّ ، تّحدث بصدمةّ
ـ ماّذا ؟ لكنّ أتقولين أنكّ تريدين الإنتقام من نايت أيضا ؟ لأنه استغلك ؟
هزتّ رأسهاّ نفياّ بالـّرغم من أن إجابتها كانتّ نافياّ قاطعاّ إلاّ أنها لمّ تقنعّ كايلّ على الإطلاقّ لاّ يدريّ لماّ بدتّ له ماريّ بعيدةّ عنهّ جداّ ماّ الذيّ حدث ّ
لها بّباريسّ لكيّ تصبح مليّئة بهذاّ الحقد ؟ هلّ يعقلّ أنها لم تسامحّ نايت لتخليه عنها ؟ أوّ ربماّ فيّ الحقيقة أنها قدّ عادتّ لتنتقمّ من إليزابيثّ لأنهاّ
السببّ فيّ تحطيم قلبهاّ ؟ نـظرتّ له ماريّ بطرفّ عينها ثمّ قالت بمرحّ
ـ لاّ استطيعّ فحتىّ لو أردتّ الانتقامّ منه لما سمح ليّ قلبيّ بذلكّ حبيّ له يتعدىّ كلّ شيء آخر لكنّ من جهّة أخرىّ فّأنا لا أضمن لك إبقاء يداي بعيدا
عن إليزابيثّ سّأحرص على أن تتجرعّ تلك السافلة من نفس الكأس الذي أعطتني إياهّ
فجّأة انتقل إلىّ مسامعهماّ أصواتّ كثيرةّ فّأخفضت ماريّ نـظرها ناحيةّ كايلّ الذيّ بادرها بنظراتّ حادةّ مهددةّ لكنها ابتسمتّ و هيّ تّخرج من النافورةّ
قدّ لمحتّ فرقةّ الاستكشافّ التيّ قامتّ سوزي بقيادتهاّ تنهدتّ وّ اقتربت منهمّ بخطّوات كسّولة عندّما اتسعت عينيهاّ بصدمة نـظرتّ إلىّ قدميهاّ إنهاّ
لاّ تستطيعّ التحركّ ماّ الذيّ حدثّ لها ؟ حاولتّ أنّ تّسيرّ لكنّ بدتّ كما لو كأنها مثبتة فيّ مكانها بدأتّ يديها بالارتجافّ فّاقترب منهاّ كايلّ و قالّ بّحدة
ـ لاّ تعيديّ هذاّ الكلامّ مجدداّ ماريّ ، لاّ تقولي أنك ستنتقمين و أنتّ مختبّئة خلفّ النافورةّ .. لهذاّ يعتبركّ الجميعّ بلهاءّ عـّديمة النفّع أنتّ لاّ تجيدين
شيئاّ سوى إيقاع نفسكّ فيّ المشاكلّ
نـظرتّ إليهّ بّهدوء هل يحاول أن يستفزها لأنه بالتأكيدّ نجح فيّ ذلكّ فهي بالكاد تستطيعّ الآن أن تمسك أعصابهاّ كلماته المحتقرةّ لهاّ رامياّ تهديدها
لزوجته أدراجّ الرياحّ ، تنهدتّ و أمسكتّ بّفخذهاّ كي توقف قدميها عن الارتجافّ متحدثة بّنبرة هادئة
ـ أنتّ لا تظنني قادرةّ على إيذائها أليس كذلك ؟ حسناّ أنتّ مخطّأ قد أكون أتيت من خلفيةّ بسيطةّ لكن الشيءّ الوحيد الذي ّتحرص عائلتي على فعله
فّهو رد الدين لصاحبه..
توقفّ عن السيرّ و استدارّ ناحيتها غيرّ مصدقّ كلماتهاّ أتقول أنهاّ ستجعل إليزابيثّ تدفع ّثمن إغوائها لنايت ؟ أنها ستجعلها تتألم ؟ منذ متى و
ماري تستطيع ان تتفوه بكلمات كبيرة مثل هذه ؟ مهما كان الشيء الذي حدث في باريس فقد غيرها تماماّ زم شفتيه بّغير رضى وّ تحدث بّغيظ
ـ ماري أناّ فعلا أحترمكّ لقد أنقذت حياتي سابقاّ لذلك لا أريد أن أضعكّ فيّ خانة الأعداءّ من فضلكّ ، أنت تدركين أكثر من أيّ شخص ما الذي تعنيه
إليزابيث لي و ما الذي أنا مستعد لفعله من أجلهاّ سوف أتخطى كلّ شيءّ و سّأنسى كلّ شيءّ حتىّ إنقاذك لي سأنساه و سأنسى أنني في يوم ما قد
اعتبرتك صديقةّ لذلكّ أرجوكّ توقفي عن هذاّ
صمتتّ لوهلة من الزمنّ متذكرةّ أحداثّ حريق حفلة فلادميرّ الكارثي الذيّ جعلها تفقد قدرتها على السيرّ و الذي كان سبباّ في ّإبعاد نايت أكثرّ عنهاّ
بالرغم من أنها ليست نادمة على الإطلاق لإنقاذها كايل إلا أنها تتمنى لو أن الأمور أخذت منحى أخرّ رفعت نظرها ناحيته مبتسمة بلطف
ـ أنا لم أفعل ذلك لكيّ تعتبره دينا كايل لذلكّ لا أريد منك أن تتذكرّ تلك الحادثة أبداّ سوف أكون سعيدة للغاية لو أنكّ نسيتهاّ لأنني تجاوزتها أيضاّ و إن
كنت تعتبرني صديقة شفقة و تأنيبا لضميركّ فأنا لا أريد صداقة مثلّ هذهّ..
بالفعل ما قالته كان صحيحاّ فهو حتى الآن لم يكن يريد إيذائها لأنهاّ أنقذتهّ و لأنها فضلت حياته عليهاّ ما فعلته لا ينسى ليسّ مجرد دين بل هو أكثر من
ذلك بكثيرّ لهذا لم يكن يريد لإليزابيث أن تمس ماري بسوء و لهذا قال لزوجته أنه سيقف مع ماري إن تطلب الأمرّ لكنّ أصدر آهة عميقة في حين
تحدثت هي بنبرةّ هادئة
ـ الآن بعدّ أنّ اتضحت الأمورّ أرجوا منكّ أن تعتبرني عدوة لكّ إذنّ .. وداعاّ
مدتّ يدها نحوهّ لكيّ تصافحه حينهاّ قطبّ كايل حاجبيه باستياء شديد لا يرغب في أن يتخذها عدوةّ له لكنها الآن تسعى لانتقام من أعز ما يملكّ من
إليزابيثّ نفسهاّ و هذاّ ما لا يرغب فيه أكثرّ تنهد و أمسكّ بيدها الباردةّ ثم ضغطّ عليهّا بقوةّ قبل أنّ يتراجع للخلفّ تاركاّ إياهاّ حينها ابتسمتّ ماريّ
بعدم تصديقّ و أخذتّ تنظر إلىّ قدميهاّ لماذاّ ترتجف هكذاّ ؟ حاولت أن تأخذ نفساّ عميقاّ قبل أن تفعل ذلكّ سقطت على ركبتيها بعجز شديد ، همست
لنفسها بصدمة
ـ.. أناّ لا أشعر بقدماي




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 08:13 AM   #85
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




مكتـّبه قدّ كان ظلامّ دامساّ لاّ مجالّ لضوءّ سوىّ ذلكّ النورّ المتسرب من شاشةّ الحاسوبّ ينظرّ بعينينّ ثاقبتينّ إلىّ تـّلك الملفاتّ التيّ
أعطاهاّ له فرانسواّ سابقاّ و تـّارة إلىّ بيـّاناتّ التيّ تختلفّ فيّ كلّ دقيقةّ يغفلّ النظرّ عنهاّ ، تحركتّ أنـّامله لتتخللّ خصلاتّ شعرهّ الأسودّ بّإرهاقّ
قدّ ظهرتّ بشرتهّ الشاحبةّ لاّ عجبّ فّهو بالكادّ يتذّكر أن جـّسمه هذاّ مهماّ بلغتّ شدة عـضلاتهّ أوّ استـقامةّ سيـّره إلاّ أنه يبقى بحاجةّ إلىّ الطـّعام ..
ارتشفّ القليلّ من القهوةّ بعدّ ذلكّ وضعّ نـظـارتيهّ مجدداّ تّظهر تحاليلّ الجدولّ أنّ نسبةّ تصديرّ شركاتهمّ بفرنساّ قدّ ارتفعت مقـارنةّ ببدايةّ سنةّ
بعدّ كـارثةّ جونسونّ هـذاّ سيجعلهّ يحظى بّأصواتّ مدراءّ هناكّ لكنّ بالرغم منّ ذلكّ هذاّ ليسّ كافياّ لضمان فوزهّ ، تنهدّ و نـظرّ ناحيةّ الملفاتّ
هناكّ شـّراكةّ قدّ اقترحّ عليه فرانسواّ العـّمل بهاّ إذّ سوفّ توسعّ أعمالهمّ فيّ روسياّ لكنّ المـّشكلةّ تكونّ فيّ مالك هذّه الـشركةّ إذّ أنهّ متمسكّ
بعاداتّ أجدادّه و يـرىّ أنّ الانجليز مجردّ عرقّ بحاجة إلىّ الإبادةّ ، تنهدّ مفكراّ بجديةّ فيّ هذّه الـشراكةّ بعدّ ذلكّ هز رأسهّ غيرّ قادر على استيعابّ
كميةّ المعلوماتّ المعطاةّ وّ ألقى بالملفّ جانباّ
عـمّ الصمتّ تخللهّ طقطقةّ أصابعّ نايت علىّ لوحةّ المفاتيحّ عندّما رنّ هاتفهّ نـظرّ إلىّ كـومة الورق المـتراكمةّ فوقّ مكتبهّ قدّ قطبّ حاجبيه بّغيرّ
رضى ثمّ أخذّ يبحثّ عنهّ لمّ يجدّه بينّ تلكّ الأوراقّ حينهاّ تأففّ بّعصبيةّ و وقفّ يبحثّ عنهّ مجدداّ عندماّ وضع يدّه فيّ جيبّ سروالّ الجينزّ لكيّ يعثرّ
عليهّ ، نـظرّ إليهّ بوهلةّ من الزمنّ ثم ّأجابّ بّإنزعاجّ
ـ ماّ الأمرّ ويليامّ ؟ ألاّ تعلمّ كمّ .. ماّ الذيّ تـّعنيه ؟ .. أيهاّ السـافلّ توقفّ عن الكلامّ أناّ لاّ أفهم شيئاّ ، .. ماّ الذيّ حدث ؟ .. فـلورا ؟ .. و ما دخلّ تلكّ ؟ ..
جلسّ نايت علىّ الكرسيّ قدّ شعرّ بأن ضغطّه قدّ انخفضّ تماماّ بينماّ أكملّ ويليامّ كلامه غيرّ آبه ماّ إن كان مفهوما أوّ لاّ فيّ حين قطبّ نايت حاجبيهّ
محاولاّ التـّركيزّ بينماّ و فيّ الجـّهة الأخرىّ لسماعةّ كانّ ويليامّ فيّ شقتهّ يدورّ بعصبيةّ بين زوايا ّغـّرفة المعيشةّ و هوّ يتحدثّ بغضبّ
ـ كيفّ لكّ أنّ لاّ تخبرني بّإرسالكّ محامياّ لها ؟ ألم أخبركّ أنني سأتولى الأمر ؟ أيضاّ لقدّ ذهبتّ لمقابلته لوحدهاّ لاّ أحد يّعلم أيّ كلام مجنونّ قدّ
تفوهت بهّ وّ لماذاّ لمّ تأتي لتصطحبني من الـشركة ؟ ألم أخبركّ أنه لديّ معلوماتّ مهمة لكّ ؟ و أين بحقّ السماءّ هو فرانسوا ؟ ألم أخبره أنّ
يطلب منكّ أن تتصل بي ؟ تّبا لكّ .. أين أنت ؟ لاّ عليكّ لاّ تجبّ سوفّ أتيّ إليكّ
أغلقّ السماعـةّ دون أن ينتظرّ رداّ منهّ تنهدّ بّقلة حيلة تصرفاتّ ويليامّ كما لو كأنه زوجـتّه يعاتبه على كل شيءّ يفعله أوّ حتى لم يفعلهّ مماّ يجعله
يتساءلّ ماّ الخطأ الذيّ ارتكبه مجدداّ ؟ لقدّ ذكر شيء عن فلوراّ ثمّ عنّ عدم الاتصالّ به و الآن فرانسواّ متورط أيضاّ ؟ كيفّ تطورت الأوضاعّ
لتصلّ إلىّ هذاّ الحدّ ؟ تمتمّ نايتّ ببرود و هو يسحبّ ملفّ شـّراكة المقـترحةّ
ـ لقدّ جن الجميـعّ ..
تّماما بعدّ إنهاّئه لجمـّلته فتحّ فرانسواّ بابّ بهدوءّ ثمّ أغلقهّ خلفهّ لكيّ يتقدمّ ناحيتهّ حاّملا ملفاّت أخرى كبيرةّ الحجم بينّ يديّه حالماّ وقعت عينيّ نايت
الداكنتين عليهّ شحبّ وجههّ بأكملهّ أجلّ يحبّ العـّمل و يسعى للمركزّ الأول لكنهّ بالكادّ يستطيعّ التركيز حالياّ حينماّ وضعّ فرانسواّ كل تلكّ الملفات
علىّ المكتب بعدّ ذلكّ ابتعدّ عدةّ خطواتّ للخلفّ باحترام و هوّ ينحني بخـّفة متحدثاّ بنبرتهّ الهادئّة العمليةّ
ـ سيديّ لقدّ جمعتّ كلّ المعلوماتّ التي استطعتّ التوصل إليهاّ خلالّ فترة غيابيّ أيضاّ أجريت تحرياّ خاصاّ على سيدّ كايلّ وّ سيدةّ إليزابيثّ كمّا أننيّ
قمتّ بإرسالّ تفاصيلّ قضية التزوير إلىّ محامي يوري و تحدثتّ معه شخصياّ لتّجنب أيّ خطأ تفوهتّ به آنسة فلوراّ ..
تنهدّ نايتّ بّضجرّ و رفعّ الملفّ الأول فتحّه لكيّ يجدّ نسخة ثاّنية من عقدّ موقعّ بين كايلّ و أحدّى الشركاتّ قطبّ حاجبيه بّسخرية قدّ رسم على
شفتيه ابتسامة تهكمية يبدوا أن فرانسوا قد عاد إلىّ العمل و بقوةّ ، أخذ يراقب بعينين متفحصتين العقدّ حيثّ تماما مثله كايل يحاول توسيع
ميادين الشركة و ذلك عبر عقد شراكة مع مصممّ أزياء ما إذ يريد كايل أن يمول له كلّ تصاميمه للعرض القادم و الذي يصادف أن إليزابيث
ستكونّ عارضة الـرئيسية بهّ ، تحدث نايت ببرود
ـ ماّ هذا ؟ شركتناّ لا تتعاملّ معّ عروض الأزياءّ ..
حالماّ قالّ ذلكّ نـظرّ فرانسواّ إلىّ أوراقّه الخاصةّ ثمّ سحبّ شيئاّ ماّ كملاحظاتّ مكتوبةّ خطياّ بعدّ هذاّ نظرّ ناحية نايت المكشرّ باستغرابّ قدّ سئم
من تصرفات كايل البلهاءّ بنظرهّ فّتوقيع بهذاّ العقدّ سيكونّ خطّأ فادحاّ نـظراّ لأن اسم المصمم غيرّ معروفّ دولياّ أيضاّ ربما ّتكون لاّ بل احتمال
كبيرّ ستكونّ مجموعته التاليةّ غيرّ مقبولةّ ، تـباّ ألا ّيعلم أنه لاّ يجب عليه الخوض فيّ حرب خاسرة ؟ و لماذاّ إليزابيث العارضة الرئيسية هل
فعل هذا من أجلها ؟ طبعاّ فالأمرّ لا يحتاج سؤالا إذ أن كل أفعال كايل مرتبطة بإليزابيثّ ، تحدث فرانسواّ بهدوء
ـ سيدي لقدّ قمتّ بتحقيقّ حول هذا المصممّ وّ شـّركته لكنّ لمّ أجدّ له أثراّ يبدواّ أن هذاّ المصممّ غيرّ موجودّ على الإطلاقّ لذلك أناّ أتساءلّ ماّ الذيّ
يجعل السيدّ كايلّ يدفع مبلغاّ مالياّ ضخماّ لعرضّ ليسّ قائماّ حتىّ ..
تنهدّ نايتّ ببرودّ و نظرّ ناحية اسمّ المصممّ أجلّ يبدوا غيرّ معروفاّ لكنه يديرّ عرضاّ عمـّلاقاّ قدّ دعي لهّ عدةّ مدراءّ و مصممينّ آخرينّ شهرتهمّ
واسـعةّ دولياّ ،قدّ يكونّ كـّايل لاّ يهتمّ كثيراّ بأعمالّ الـشركةّ و حساباتهاّ لكنهّ يعلمّ تماماّ أينّ يستثمرّ أمواله و أينّ يمولّ المشاريعّ و إنّ كانتّ إليزابيثّ
العـّارضة الرئيسيةّ فّهذاّ يجعل الأمرّ واضحاّ إنّ المصممّ ستكشفّ هويتهّ الحـّقيقيةّ فيّ الحـّفل وّ التيّ ان فكرّ قليلاّ لن تكونّ سوىّ شخصاّ واحداّ ،
رفعّ نايت خصلاتّ شعرهّ الأسودّ التي أعاقتّ مرمى نـظرهّ ثمّ قالّ بنبرةّ هادئّة مبحوحةّ
ـ أظنّ أنّ كايلّ يستعدّ لكلّ الاحتمالاتّ الخـّسارةّ أوّ الفوزّ أنّا فعلاّ مندهشّ من طّريقةّ عمّله لكنّ و نـظرّا لكونّ رفيقتهّ في هذّه الـرّحلة هيّ إليزابيثّ
فلا استغربّ هذاّ منه ، يبدوا أنهّ يفعل المستحيلّ ليثيرّ إعجابها و رضاهاّ ..
عبسّ فرانسواّ وّ أخفضّ رأسهّ للأسفلّ قدّ شعرّ بالأسفّ ناحيةّ كايلّ لعـلّمه بخيانةّ إليزابيثّ له باعترافها المستمرّ لسيدهّ هوّ فعـّلا رجلّ غريبّ لماذا
يتمسكّ بشيءّ قدّ سبقّ له و فقدّه ؟ تحدثّ فرانسواّ بنبرةّ مستـاءةّ
ـ سيديّ أتقولّ إن كايلّ قدّ سحبّ أمواله لإنشاء شركةّ جديدةّ ؟ إنهّ يمولّ بطريقةّ خفيةّ زوجتّه إذّ فيّ حالة خسرّ منصبّ الرئيسّ فسوفّ يتركّ العـّائلة
وّ كلّ ماّ فعله السيدّ بيتر ؟ هذاّ مخيبّ للآمال ألاّ يدركّ أن إليزابيثّ شخصّ لاّ يستطيع الوثوقّ به ؟ إعطائهاّ أمواله بهذّه الطريقةّ و تمويلّ عروضهاّ ؟ إنهّ ..
أجلّ كايلّ يستعدّ لتقبلّ كلاّ الأمرينّ الفوزّ أو الخسارةّ على عـّكسه هوّ الذيّ يبذّل جهدّه للفوزّ لنّ يقبلّ بأيّ شيءّ آخرّ ، إن تفكيرّ كايلّ منطقي لكنّ
إن عـلمّ مدّراء حول حقيقةّ هذاّ العقدّ و أنهّ دفع مبلغاّ مالياّ ضخماّ كماّ أنه يستعدّ لإنشاءّ شركة أخرى معّ زوجتهّ فّهذاّ .. تحدثّ فرانسواّ بهدوء
ـ يمكنناّ مهـّاجمة السيدّ كايلّ بهذّه الأدلةّ و التيّ توضحّ بأنه على استعدادّ لتخلي عنّ الشركة و العاّئلة ما إنّ لم يحصّل علىّ مـّقعد الرئيس ذّلك سيجعله
يفقدّ ثّقة الكلّ و بهذاّ نحن سنضمنّ ورقتنا الرابحةّ للحصولّ علىّ دعمهمّ و أصواتهم ستكونّ مضمونةّ إذاّ حصلناّ نحن على شـّراكة كريستوف
التيّ أخبرتكّ عنها سابقاّ
تنهدّ نايتّ و هوّ يفركّ جبينهّ ماّ الذيّ يفعله كايلّ بحقّ السماءّ ؟ ألاّ يدركّ أنه إذّا اكتشفت ألاعيبه فسوف يفقد ثقة الكل ؟ صحيح أنه يستوجب عليه
أن يفكر فيّ حالة ما إذا خسرّ مقعد الجد بيتر لكنّ ألا يدرك أن مكانه سوف يكون دوما موجوداّ ؟ إنهاّ شركـة العائلة بحقّ السماءّ فلماذا سوف ينسحب
ما ان خسر ؟ لابد أن يكون في هذا يد لإليزابيث لا شك أنها أقنعته بطريقة ما قطبّ حاجبيه باستياء شديد لم يكن يجدرّ به تركّ سوزيّ لتراقبّ ماريّ
فهاهي قد أغفلت النظر عنه لأسبوع و أنظر ما الذي فعله ؟ لوّ اكتشف أن المصمم غير معروف نهيك عن أنه ليس موجودا في الحقيقة و أن هذه
مجرد مبادرة أولى لإنشاء شركة عمـلاقةّ عالمية بإسمّ زوجته ، تباّ .. تحدثّ نايت بنبرةّ مبحوحةّ في غايةّ الاستياء
ـ لاّ نحن لن نستعمل هذاّ ضدهّ أتركه و شأنه لعلهّ يعلم خطأه ، الشخصّ الذيّ يتوجب عليناّ فعلا التحدث معه هو إليزابيثّ بكل تأكيد هي خلفّ كل هذاّ ..
تـباّ له ألاّ يدرك أن حبهّ لها يجعله ضعيفاّ ؟ أناّ لاّ أفهمه على الإطلاقّ .. مهما حاولت لاّ أفهمهّ
نـظرّ إليهّ فرانسواّ بّهدوء لنّ يفهمهّ بالتّأكيدّ فّكايل رجلّ واقع فيّ الحبّ كانتّ إليزابيثّ دوما بجانبهّ تساعدّه دون أن يطلبّ هو ذلكّ تبتسمّ لهّ وّ تساندهّ ،
كانتّ دوما تقفّ إلىّ جانبهّ حتىّ هـذاّ الوقتّ حينماّ أدركتّ مشاعرهاّ نحو نايتّ لكن كايلّ لم يستسلمّ لا يزالّ يحاول أن يجذبها نحوه أن يجعلها تقعّ
فيّ حبه مجدداّ ، تّنهد فرانسواّ و تحدثّ بنبرةّ خافتةّ لكنها صادقةّ
ـ لاّ أعتقدّ أن كايلّ خائفّ من خسارةّ منصبّ السيد بيتر بقدرّ ماهو خائفّ من فقدان إليزابيثّ ، يمكننيّ تفهمّ ذلكّ فهيّ الشخصّ الوحيدّ بجانبهّ ،
أعذرنيّ ياّ سيديّ لكنّ أنا لاّ أعتقدّ أنك ستكون يوماّ قادراّ على فهمّ أفعالهّ أنتما مختلفينّ جداّ .. فأنتّ يا سيديّ تستعملّ المنطقّ و لنّ تترددّ بتخليّ
عنّ شخصّ إن كان سيقفّ فيّ طريقكّ تماماّ كماّ فعلت معّ ماريّ حينماّ أدركتّ أنهاّ و بعد زواجها منكّ صارت هيّ نقطّة ضعفكّ الوحيدةّ التي يستهدفهاّ
الكلّ فّتخليت عنهاّ و أرسلتها بعيداّ عنكّ أماّ كايلّ فّحتى بعد أن أدرك خيانة إليزابيثّ له بالرغم من ألمه بالرغم من أنها صارتّ نقطة ضعفهّ أيضاّ
إلاّ أنه يدرك جيداّ أنها كذلكّ مصدرّ قوتهّ .. بطريّقة ماّ استطيع أنّ أتفهم مشاّعره
توقفّ نايت عن كـتاّبة ملاحظاتهّ و نـظر ناحية فرانسواّ بّإستغرابّ فّقد كانتّ نبرته نوعا ماّ صادقةّ كأنه فيّ نفسّ موقع كايلّ عادّ يّرفع ملفاّ أخرّ لّكي
يتفحصهّ متحدثاّ بنبرةّ ساخرةّ متهكمةّ
ـ لوّ أننيّ لاّ أعرفكّ جيداّ لقلت أنكّ واقعّ فيّ الحبّ ..
رمشّ فرانسواّ بّإستغرابّ هو واقع فيّ الحب ؟ هـذاّ أمر مستحيلّ الحدوثّ لكنّ لاّ يدرك لماّ داهمته ذّكرى كليرّ و هيّ تبكيّ علىّ إصابتهّ فاحمرت
وجنتيه إحراجّا لقدّ كانتّ فترة حـّرجة بالفعلّ قدّ كان يعتقدّ أنهّ سيموت وحيداّ عندماّ ظهرت هيّ بمثّابة لمحة من نورّ ، هزّ رأسه بخفةّ كيّ لاّ يجذب
إنتباه نايت لكن لقد فات الآوان فهاهو يرمقه بنظراتّه الثاقبةّ الحادةّ قدّ احتدت عينيه بشكلّ خطيرّ فارتبك فرانسواّ و قدّ سقطتّ أوراقهّ على الأرضّ
جلسّ ليلتقطهاّ عندّما تحدثّ نايت بّنبرةّ باردةّ
ـ لاّ تخبرني أنتّ أيضا ؟ .. منّ هي ؟
احمرتّ وجنتيه أكثرّ و أخذّ يّرفع الأوراقّ بّعشوائيةّ ثم يسقطها بعدّ ذلكّ عندها صدرت همهمة خفيفة من نايتّ الذيّ أسند خده على يدهّ قدّ ابتسـّم
بّبرود من كان يعتقد فيّ يوم ماّ أن فرانسواّ سيحبّ شخصا ؟ لاّ بل إمرأة ؟ تنهدّ بّخفة و وقفّ لكي يساعد فرانسواّ بعد أن رأى مدى ارتباكه
ـ سوزي ؟ أوّ ربماّ .. ماري ؟
شهقّ فرانسواّ برعبّ و تراجعّ للخلفّ على آثر سؤالّ نايت المفاجئّ لاّ بل كلماتهّ هل ذكرّ إسم ماري ؟ هـز رأسه نفياّ من المستحيل له أن يحب ماريّ
فهيّ تعشقّ كلّ شيءّ في نايت و سيكون الوقوع في حبها مجردّ لعـّبة خاسرةّ لأنها لن تلتفت إليه مطلقاّ نهيك عن أنها زوجةّ سيدهّ قبلّ أن يفيّ كايلّ
أي شيءّ تحدثّ نايت مجددا بنبرةّ باردة و هو يلتقطّ أوراقّ من الأرضّ
ـ لما قلت ذلكّ ؟ ربماّ لأنكّ تدافـعّ عنها بقوةّ و أناّ سيدكّ تجعلنيّ المذنبّ هلّ ربماّ لأنك وقعت بحبها ؟ حسناّ قد تكون ماريّ ساذجة فيّ كثيرّ من الأحيانّ
لكن أعتقدّ أن لديهاّ قليل من الجاذبية ،
رفـعّ الأوراقّ و وضعها بينّ يديّ فرانسواّ ثمّ بقيّ مقرفصاّ يده تتخللّ خصّلات شعرهّ الأسودّ أماّ عينيه فكانتّا حادّتين خطيرتينّ للغايةّ لكيّ يبلع الأخيرّ
ريقه بتوترّ وّ هو يقفّ منحنياّ بأسفّ شديدّ قائلاّ بنبرةّ مرتبكةّ
ـ لاّ سيديّ على الإطلاقّ الوقوعّ فيّ حب ماريّ أمرّ ميِؤسّ منه على كلّ حال ، أقسّم لكّ أنهاّ ليست هيّ و لست واقعاّ فيّ الحبّ أيضاّ هناكّ فقطّ فتاة
فيّ الآونة الأخيرةّ تثيرّ استغرابيّ فقطّ لاّ شيء آخرّ
وقفّ نايتّ بدورهّ و وضعّ يده علىّ كتفّ فرانسواّ مبتسماّ بّبرود بعدّ ذلك اقتربّ منهّ قليلاّ لكيّ لا يفصلّ بينهماّ سوىّ عدةّ سنتمتراّت قدّ كان وجـّه نايت
بارداّ للغايةّ أيضاّ خطيـراّ بطريقة غـّريبة أثارت رعبّ فرانسواّ كلياّ تحدث نايت بنبرةّ هادئّة مبحوحّة وّ خافتة
ـ لكنّ .. إن كنت فعلاّ واقعاّ بحبها فّأنا لن أسمح لكّ بالاقتراب منها ، ماري لا تنتمي إلىّ عالمنا هذاّ هل هذاّ واضحّ ؟
أومـأ فرانسواّ بّخوف و هوّ يحاول الابتعادّ عنه قدّ يكون حديثّه مع ماريّ فيّ هذه الأيامّ قط أعطاهّ مفهوما خاطئاّ مثلماّ عندّما رآهما يقفان معاّ
أمام البوابة أوّ ذهابهماّ لمدينة الملاهيّ أو اصطحابهاّ إلىّ الكلية و تنفيذ طلباتها دونّ أنّ يعلم نايت بذلكّ أوّ فترةّ علاجها بباريسّ شحبّ وجهه
كلياّ مدركاّ جميع الأسبابّ التي تجعل نايت يخطئ فهمّ تصرفاتهّ لذلكّ تنهدّ و هو يتجنبّ نظراتهّ المهددّة قائلاّ بّإرتباك
ـ أعلمّ ذلكّ سيديّ أرجوكّ لا تفهم الأمرّ بّناحية أخرى ماريّ مجردّ صديقةّ فقطّ أيضاّ لقد قلت لكّ سابقاّ إنّ هناك فتاة أخرى أنا مهتم بهاّ.. حتىّ لو
كنتّ أحب هذّه الفتاةّ فأناّ لن أقتربّ منهاّ لاّ أريد إيذائهاّ
نـظرّ إليه نايتّ لوهلة من الزمنّ بعدّ ذلك كتمّ ضحكتهّ و هوّ يستديرّ مبتعداّ عنهّ فّردة فعل فرانسواّ جعلته يدركّ أنّ ملامحـّه كانتّ مخيفةّ ابتسمّ بهدوء
و جلسّ مجدداّ خلفّ مكتبه واضعاّ قدما على الأخرىّ قائلاّ بّنبرة مـّرحة جعلت فرانسواّ يرتجفّ أكثرّ
ـ أعتقد أن هذّه الفتاة هي السببّ الذيّ جعلك تنهمكّ في العملّ من أجل نسيانها أليس كذلك ؟ .. هذاّ بطريقة ماّ يجعلني مهتماّ بّمعـّرفة هويةّ هذّه
الفتاةّ الغامضةّ .. لكنّ إن كنتّ لاّ تريد إخباريّ فحسناّ إذنّ ،
كانّ يبتسمّ بطريـّقة مـّرحة جعلتّ فرانسواّ ينظرّ إليهّ بّغرابةّ تنهدّ محاولاّ استعادّة هدوءهّ بينماّ فكرّ نايتّ بّبرود هلّ يعتقدّ فرانسواّ أنهّ سيفعل شيئاّ ما
لإبعاده عنّ هذّه الفتاة ؟ بالتّأكيد و إلاّ لما رفضّ إخباره بهويتهاّ ، رفعّ ملفّا آخر و أخذّ يحاول التـّركيز عندّما استأذن فرانسواّ للمغادرةّ .. نـظرّ
إلىّ ساعتهّ قد كانتّ تشيرّ إلىّ ثانية بعد منتصف الليلّ قطبّ حاجبيه مستعدا لقضاءّ يومه هناّ عندما فتحّ فرانسواّ البابّ بقوة مجدداّ قدّ كان وجههّ
شاحباّ جداّ ، تنهد نايت قائلاّ بّضجر
ـ ماّ الأمر الآن ؟ .. إن كنت سّتخبرني بّقصة غـرامك فأجـ
تّوقف عنّ الكلام عندّما تقدم منه فرانسوا مسرعاّ قد كانت ملامحّه جادة للغاّية قد كان يحملّ هاتفهّ ، تحدثّ بنبرةّ مضطربةّ قليلاّ شاتماّ سوزي
بداخله لاضطراره نقل مثلّ هذه الأخبار لنايتّ ،
ـ سيديّ لقدّ تلقيت لنو تقريراّ من سوزيّ تقول فيه أنّ الآنسة ماريّ غـّادرتّ غرفتها منذّ ما يقاربّ أربع ساعاتّ لكنهاّ حتى الآن لمّ تعدّ و قدّ بحثوا
فيّ أرجاءّ القصرّ بأكمله لكنهم لم يجدوا أثراّ لها أيضاّ لقدّ اتصلت بّكلا من السيدة فرانسيس و آنسة كليرّ و آنسة فلورا روبرت كلهن نفوا
وجودها لديهم
نـظرّ إليه بّهدوء لفترةّ قبلّ أن يقفّ مرتدياّ معطفهّ بينماّ ظلّ فرانسواّ يراقبّه بتوترّ حينماّ فتحّ ويليامّ الباّب كيّ يدّخل وجـّد الاثنين يتجهانّ خارجاّ
ركضاّ تنهد ويليامّ بّأسىّ لقدّ وصل لتوهّ و هاهي المشاكلّ تنهمر من كلّ بإتجاه لذلكّ استدارّ كيّ يلحق بهمّ عندما انتقل إلىّ مسامعه صوتّ نايت البّارد ،
ـ بحقّ الـ .. أيّن هوّ الأمر الصعبّ فيّ إبقاءّ أعينهمّ على تلكّ الحمقاء ؟ ،
نـظرّ ويليام ناحيةّ فرانسواّ و أشارّ له على نايتّ قبلّ أن يرفعّ يده متسائلاّ فّهز فرانسواّ رأسه بّقلة حيلةّ بعدّ أن همس له باسم ماريّ عندهاّ أصرّ
ويليامّ آهة تدلّ على فهمه و هوّ يتبعهماّ بّإستغرابّ هل يعقل أنهاّ اختطفت ؟ هذاّ مستحيلّ ليسّ و نايت يضعّها أمامّ أنظاّر الكلّ إذ منذّ عودتها منّ باريسّ
و هوّ شديد الحمايةّ لهاّ ..

/

جالسةّ على الأريكة تضع قدما فوق الأخرى بهدوء تام و هي تأكل رقائق شيكولاطة زمتّ شفتيها مراقبةّ نشرة الأخبارّ الكل يتحدثّ عن موعد
اختيار رئيس لبير القادم لا عجب في ذلك فالسيد بيتر كان من أكبر رجال الأعمال في انجلترا بأكملها كما أنه شـركته واسعة متعددة الفروع على
مختلف البلدان أيضاّ وجود رجلين محتملين ليكونا خليفة له سيسلط الأنظار بأكملها عليهما ، تنهدت غير مصدقة إلى ما تطورت إليه الأمور نـظرت
لهاتفها المحمول بشرود بعد ذلك رفعتهّ ثم ضغطتّ رقم هاتف أختهاّ الجديد الذيّ بعثته لها ماري عبر رسالةّ صوتية ..
لقد انشغلت جدا بقضيتها وّ مشكلتها مع ويليام حتى أنها لم تجدّ وقتا لكي تتصلّ بماري لابد أنها ستكون غاضبةّ لكن لا بأسّ فدوما ما تسامحها هذا
ما ظنته و هيّ تتصلّ للمرةّ الـرابعة لكنّ لا مجيبّ قطبت حاجبيهاّ باستغراب و نـظرت إلى عقارب الساعة التي كانت تشير إلى الثانية بعد منتصف الليلّ
لا عجب في أنها لم ترد عليهاّ فهذا ليس وقت مناسبا للاتصال على الإطلاقّ همست لنفسهاّ بّغيظ
ـ تـّبا كمّ أجيد اختيارّ الأوقات المناسّبة ..
و قبلّ أن تضعّ فلوراّ هاتفهاّ جانباّ انتقل إلى مسامعهاّ صوتّ رناتهّ الصاخبةّ فّرمقت اسم سوزي الذي يعلو شاشتهاّ بإستغرابّ أشدّ لماّ تتصل بهاّ الآن
؟ تنحنحتّ بخفة قبلّ أن تجيبّ بّنبرة صوتهاّ الهادئة الجادةّ
ـ مرحباّ ..
فيّ الجانبّ الآخرّ كان سوزي تروح و تجيء غـرفة المراقبةّ بتوترّ عارم لم تعد قادرة سيطرة على أعصابهاّ المفلتة بعد الآنّ خصوصاّ بعد ألقت
خبر اختفاء ماري على نايتّ الذي أجابهاّ ببرودّ وّ أيضاّ لا يوجد أثرّ على شاشة المـراقبةّ لماريّ كلّ ما التقطته الكاميرات هوّ ماري و هي تعبر
الرواق وّ تتجه إلى المصعد قبلّ أن تغـادر بـوابةّ الرئيسيةّ المؤديةّ لحـديقة القصرّ و من هناك اختفى كل أثرّ لها ، لم يلمحها حارسّ البـوابة الأمامية
و لا حتى الحراسّ إنهاّ مصيبة كـبيرةّ فماذا لوّ أن ديميتري قد وضع يده عليها مجددا ؟ تبا لن تسامح نفسهاّ أبداّ كاد أن يسقط هاتفها من بين يديها
صدمةّ لصوت فلوراّ القلقّ الصارخّ ، ارتجف جسدهاّ و هيّ تتحدثّ بأمل
ـ فلورا ، هل من الممكن أن الآنسة ماري معك الآن ؟
رمشت فلورا لعدة مرات لم تستوعب سؤال سوزي بعدّ ، هلّ من الممكن فعلاّ أن يحدث ما تفكر به الآن ؟ هلّ يعقلّ فعلا أنهاّ اختطفت مجددا ؟ وقفت
بسرعة على قدميها قد شحب وجهها بأكمله قالت بنبرة قلقة
ـ لاّ لماذا ما الذي حدث ؟ هلّ ديميتري .. ؟
صمتت لم تستطع أن تكمل جملتهاّ بينما جلست سوزي بقلة حيلة تراقب الشاشةّ قد أرسلت عددّ أكثر من الحرسّ تـباّ لم يعثروا عليهاّ فيّ القصر
بأكملهّ لاّ بغرفتها و ليست بّالحديقةّ بكل تأكيد ليست لدى فلورا إذن أين هي ؟ أين يعقل أن تكون قد اختفت ؟ تحدثت سوزي بتوتر
ـ أنا لا أعلمّ ، لقدّ تركتّ الآنسة ماري على الساعة العاشرة و النصفّ بعدها بنصفّ ساعةّ أبلغ أمر اختفائهاّ لست أدري أين أجدها فلوراّ كأن
الأرضّ قد ابتلعتهاّ
شحبّ وجهها بأكمله وّ لم تعد تعلم ما الذي تستطيع فعله فأخذت تنظر من حولهاّ بّإرتباك تباّ ليس مجدداّ كم من مرة عليها أن تتذوق مرارة فقدان
أختهاّ لكي تهتم بهاّ ؟ حاولت الكلام عندما تحدثت سوزي مجددا بنبرةّ مرتبكة حاولت فيها جاهدة أن تظهر بّمظهر الشخص الهادئ لكيّ لاّ تؤثر
على مزاج فلورا أكثر من ذلكّ قد استوعبت خطأها الفادحّ ..
ـ أنا أسفة لأنني أثرت قلقكّ آنسة فلورّا لم يكنّ هناكّ داع لفعل ذلكّ ، لنّ يستطيع ديميتري أخذّها هذّه المرةّ سوفّ أحرصّ على إيجادها أثناءّ ذلكّ
هلاّ بقيت فيّ شقتك ؟ قدّ تأتيّ ماريّ إليكّ
لمّ ترغبّ فلوراّ فعلاّ فيّ الموافقةّ ليسّ و أختهاّ فيّ خطرّ تباّ كم مرةّ تقول لنفسهاّ أنها ستنتبه لأختهاّ لكنّ فيّ كل مرةّ يحدثّ شيءّ يمنعهاّ من تّأديةّ
مهمتهاّ زمتّ شفتيهاّ بغيرّ رضى ماذاّ لو أخذها ديميتري ؟ بالرغم من أن سوزي تّقول أنه لا داعي للقلقّ لكنّ هذه ماري الذي يتحدثان عنهاّ ، ارتدت
معطفها على عجلّ غير مباليةّ إلى كم تشير عقارب الساعة أو إلى أنه لا يوجد لديها وسيلة نقل قالت بّحدة
ـ أناّ قادمـةّ سوفّ أرسلّ رسالة لسيدة فرانسيسّ كي تّأتي إلى شقتيّ هكذا سنعلم ما إن ماري قد اتت هنّا ..
حاولت سوزي الاعتراضّ لكن فلورا قد أغلقت السماعةّ بسرعة ، أرسلت رسالة نصيةّ تخبرّ سيدة فرانسيس فيهاّ بّموجز الحديثّ لم تعد قادرة على
تمالك أعصابها بعد الآنّ خصوصاّ و أنهاّ لم تتحدث مع ماري على الإطلاق خلال هذه الفترةّ كان يجب عليها البقاء بجانبهاّ إذ أن ماري تعرضت للاختطافّ
وّ بقيت لدى ديميتري مدة كافية لجعلها تصاب بالجنونّ ، لامت نفسهاّ بعصبيةّ مهما كانتّ القضية التي بين يديهاّ يجب عليها أن تكون أولويتها الأولى
هي أختهاّ إنها الفرد الوحيد المتبقي من عائلة روبرت ..

/




 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 AM