|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-10-2020, 04:08 PM | #6 |
من جديد
الفصل الرابع " من جديد!!" فتحت رينيه عينيها وهي تحس بألم شديد في رأسها, لكن ما ان نظرت الى سقف الغرفة..حتى عرفت بأنها ليست في غرفتها......., فنهضت على عجل...آه...ماهذه الستارة..أين أنا؟؟ انتعلت حذائها سريعاً ونهضت من مكانها..., فتحت الستارة بهدوء...لتجد أمامها يوهان وقد أسند رأسه الى الخلف وهو مستغرق في نوم عميق..., ابتسمت واقتربت منه قليلاً...أحنت رأسها الى الجنب وهي تتأمل ملامح وجهه القاسية....المتعبة!! كم تود لو أنها تتحسسها..., ومع أن الفكرة قد أجفلتها..الا أنها لم تمنعها عن ذلك....فامتدت أصابعها الرقيقة لتلمس خطوط التعب التي حفرت عميقاً على جانبي وجهه....وما ان فعلت ذلك..حتى رمش يوهان بعينيه قليلاً...فأبعدت أصابعها وقلبها يخفق بشدة....لكنها هدأت قليلاً...حينما أشاح وجهه الى الناحية الاخرى...وبدا وكأنه قد استغرق في النوم مجدداً... فتنفست الصعداء.... التفتت لتخرج..ولكنها أحست بيد قوية تمسك معصمها....فذعرت وهي تعاود الالتفات...لتفاجئ بأن طبيبها المغرور يحدق بهابسخرية...وهو مايزال ممسكاً معصمها... "أنا؟؟أنا؟؟....هل أيقظتك؟؟؟" تساءلت بتوتر وارتباك شديدين...... اعتدل في جلسته وهو يترك يدها....مما أزعجها...., وقال وهو يبعثر خصلات شعره الكثيفة... " لا...لم أكن نائماً تماماً!! " ثم أردف وهو يعاود النظر اليها..:" هل نمتي جيداً؟؟" " آه..أجل! أشكرك....لا أدري ما كان ليحصل لي لولا هذه الساعات القليلة التي نمتها!! أنت بطلي!!" دفعته مرة أخرى للابتسام ......" أمازلتي تعيشين في عالم الابطال أيتها الصغيرة!!" ومع أنها أحست بنبرة التكهم في صوته الا أنها رفضت أن تجعله ينجح في ذلك...فعادت للقول باسمة.... " ولم لا؟؟؟ فالابطال موجودون في كل مكان....وأنا حقاً أظنك أحدهم!!" قال وهو ينهض...وقد بدا الحنق في صوته:" لست بطلاً أبداً....ما أنا الا مجرد طبيب...!! هيا الآن لنرى والدك!!" قال ذلك وهو يشير لها بيده..., لم تدر لماذا هو متجهم ومكتئب هكذا؟؟ولماذا أغضبه أن يكون بطلها؟؟!! لقد كان مجرد تعبير منها...ولكنه أثر فيه بصورة سلبية بدرجة كبيرة كما هو واضح....ولكن لماذا؟؟؟ حملت حقيبتها وهي تدخل رأسها في حزامها بدون اكتراث....ثم فتحت الباب وخرجت...ولم تلحظ بان الطبيب يوهان قد أصبح بجانبها.....! وما ان وصلا غرفة والدها...حتى وجداه ما يزال نائماً....., فبدأ الدكتور يوهان بفحصه, وألقى نظرة على سجل المتابعة الخاص به....ثم توجه الى رينيه قائلاً :" حالته ما تزال مستقرة..وهذا شيء حسن.., وان استمرت حالته على هذا المنوال...ربما يستطيع الخروج غداً أو بعد غد....على كل حال هذا سابق لأوانه...لننتظر ونرى..." بدت الراحة على وجه رينيه...فابتسمت بسعادة..., مما أذاب كل الجليد في قلب يوهان, هي لا تعرف ماذا تفعل به ابتسامتها الرائعة! وهي لن تعرف أبداً..لأنه لا ينوي الافصاح عن اي شيء لها....! تباً....فهي تكاد تكون في عمر ابنته!!! نفض عن رأسه هذه الافكار...., واعتذر منها لينصرف الى بيته...وهو يحث الخطى...حتى لا يضطر لملاقاتها أو لسماع صوتها!! وكلما أسرع مشيه ومغادرته للمستشفى كلما أسرع في اخراجها من حياته!! لكن الطبيب الشاب المقيم استوقفه ليسأله عن بعض الملاحظات...ومع أنه استاء كثيراً لهذا , الا أنه لم يستطع رفض طلب هذا الطبيب المستجد...وماهي الا دقائق حتى انساق في الحديث الطبي عن حالات المرضى...واضعاً رينيه خلف ظهره!! " أوه...أشكرك دكتور يوهان جزيل الشكر...وأنا آسف حقاً على تأخيرك!! لكنني كنت قد بدأت أجن مع هذا المريض....ولكنك حقاً أسعفتني....أنت حقاً بطلي!!" بطلي؟؟ لماذا تتكرر هذه الكلمة على مسامعه كثيراً هذا اليوم؟ آه..رينيه!! عليه أن يسرع الآن...فاعتذر بسرعة من الطبيب الشاب... " لا عليك...أراك لاحقاً!" وهو يدخل مسرعاً المصعد الكهربائي حتى ينزل الى المرآب...., لكن؟؟ ما ان انطلق بسيارته خارج المرآب...الا ولمحها هناك!! كان صوت في عقله يصرخ به " أكمل سيرك..ولاتلتفت للوراء...!!" عاود النظر اليها..كانت تركل عجل سيارتها بنفاذ صبر.. "آه..... تباً!...." قال ذلك متأففاً وهو يعود أدراجه اليها...., كانت قد فقدت الامل من سيارتها ذات الاطار المثقوب... " تباً لكي أيتها الخردة!!!" ثم اتجهت الى الرصيف لتوقف تاكسي..., لكنها فوجئت بسيارة سوداء رائعة تقف أمامها هي بالذات... ومع أنها استغربت ذلك..الا أنها لم تكلف نفسها عناء النظر الى سائقها...فأشاحت بوجهها الى يمينها منتظرة ظهور تاكسي.... " آنسة ثومسون؟" حسناً, لا يوجد الا شخص واحد يناديها بهذا الاسم وبهذه النبرة...نظرت بسرعة اليه...استغربت, ومع ذلك اقتربت من النافذة... " أهلاً !!" قال بجمود..:" اركبي...سأوصلكي!!" لم تستطع اخفاء انزعاجها من الضيق الواضح في وجهه, فاعتذرت بأدب ..لكنه أصر على ذلك...بل انه قد هدد بحملها ووضعها عنوة في السيارة.... ضحكت من الفكرة..., " لا أظنك تفعل هذا!" قال وقد بدأ يتحسن مزاجه:" أنتي لا تعرفينني بعد ياصغيرتي!!" ضحكت رينيه..." حسناً..حسناً!! لاداع لذلك!!" قالت ذلك وهي تركب السيارة الى جانبه..., ومن ثم انطلق يوهان...... " أشكرك على تكبدك كل هذا العناء من أجلي...! فلم أكن سوا مصدر للازعاج لك منذ الامس!!!" ظلت ملامح وجهه بنفس القساوة, ولكنه قال بتهذيب:" هذا واجبي آنسة ثومسون, وتأكدي بأن أي شخص آخر في مكاني, كان لفعل الشيء ذاته!!" أصابها الحنق من كلماته القاسية, فآثرت السكوت....حتى تصل..... " أليس هناك عنوان محدد؟؟ ...حيث تذهبين؟" " أوه...آسفة!! لقد نسيت..." وقد أخذ منها الحرج كل مأخذ....فنظرت اليه...كان ينظر اليها ويبتسم بهدوء....ابتسمت هي الاخرى.....وأعطته العنوان..... " أنتي تعيشين وحدك؟" ابتسمت فهاهو أخيراً مهتم بالحديث معها..أو هكذا يبدو....:" أعيش مع أبي!! ليس لدي اخوة أو اخوات...." " و...أمك؟" " لقد توفيت وهي تقوم بانجابي!!" " آه..أنا آسف حقاً!" " لا تأسف!! فقد حدث ذلك منذ زمن بعيد!!" " وماذا تفعلين في حياتك ....طبعاً الى جانب انتحالكي لشخصية الاسفنجة الصفراء!!" وهو يبتسم.... فابتسمت هي بدورها ثم قالت:" واذا قلت لك بأن انتحالي لشخصية الاسفنجة الصفراء كما تقول....هو كل ما افعله في حياتي فماذا سيكون رأيك؟" قال باندهاش:" اذاً لابد أن ذلك....يعيد عليكي دخلاً جيداً!" قالت بدون اكتراث:" ليس دائماً...ولكن هذا ما أحب عمله!!" " أليست لديكي أحلام؟؟؟" عادت للابتسام ثم قالت:" ومن منا ليس لديه أحلام!! ربما...أنت!" قال بمكر:" ولم تظنين ذلك؟" " أراهن بأنك قد حققت كل ما تريده...تبدو لي.....؟؟؟" ثم سكتت فجأة وكأنها استدركت نفسها....لكنه لم يتركها.... " كنتي تقولين؟؟؟ بأنني أبدو لكي؟؟؟؟؟" قالت بارتباك والحمرة تعلو خدها:" حسناً....لا أظن بأن رجلاً مثلك.....قد يحتاج للأحلام...فأنت تبدو لي....كاملاً ...لا ينقصك شيء!!" نظر اليها بدهشة...وكانت عيناه تومضان بشيء غريب...مما جعل رينيه تلعن نفسها على غبائها...واندفاعها لكنها عالجت الامر بحكمة :" يبدو أن ذلك أرضى غرورك!!! أظن بأنه ينقصك القليل من التواضع!! " " أترينني متكبراً؟؟؟؟؟صحيح...لقد سبق وقلتي لي ذلك....في حفلة التوأمين...ماذا كانت كلماتك بالضبط؟؟؟( هنا أصابها الاحراج والارتباك....)..آه أجل...أكبر متعجرف ومغرور رأيته في حياتي!! أليس كذلك؟!!!" قالت في محاولة منها لتغيير الموضوع:" من أين تعرف السيد والسيدة بالتيمور؟؟؟" " السيدة بالتيمور...تكون شقيقتي!!" فتحت رينيه عينيها على اتساعهما وقالت بدهشة:" هذا لا يمكن!!!" " وماهو الذي لا يمكن؟؟؟" هاقد تورطت من جديد.....ألا يمكنها ابتلاع لسانها قليلاً...قليلاً فقط..حتى تحمي ماتبقى من ماء وجهها!!! قالت بحرج:" كنت أعني بأنك لا تشبه السيدة جيني!!.." ابتسم وقال بسخرية:" آه..الآن فهمت!! أنتي لاتقصدين بكلامك التشابه الخارجي وحسب!!....بل انتي تلمحين الى مدى تنافر شخصياتنا.....فجيني لطيفة..ورقيقة...ومحبوبة!! وأما أنا..؟؟ فلنسمع رأيكي ثانية؟؟" ارتبكت أشد الارتباك..:" أنا آسفة..لم أقصد ذلك أبداً!" قال بمكروفي عينيه وميض التسلية....خاصة حينما رأى الحمرة تعلو خديها..:" بل قصدتي ذلك بالضبط...لا تكوني جبانة الآن!! فشجاعتك اللامتناهية هي أول من أثار اهتمامي!!" قالت وهي تنظر الى يديها المتكورتين في حضنها...وهي تحاول تجنب النظر الى عينيه:" أنا لست جبانة!!أنا فقط أحب مراعاة شعور الاخرين!!!" " يالكي من ملاك صغير رقيق!!" قال بتهكم.....الا أنه كان يعني ذلك فعلاً..... فقالت بتوتر:" هل يمكننا أن نغير الموضوع..من فضلك!!" قال بابتسامة وهو يحاول منع نفسه من الانفجار ضحكاً:" كما تريدين...." لكنه عاد ليقول بعد برهة...."هل ستعودين لاحقاً لرؤية والدكي؟" " هذا مؤكد...كنت أريد فقط أن أعود الى البيت لأرتاح قليلاً وأبدل ثيابي ولأحمل بعض الحاجيات لأبي!!" " بامكاني المرور لأخذك...ان..؟" كانت تنظر اليه بدهشة....لم تتوقع منه هذا!! " طالما سيارتك معطلة!!!" " أوه!! هي ليست معطلة...بل عجلها مثقوب...سأعمل على استبداله...أرجوك لا تزعج نفسك!!" وكانت قد وصلت بيتها...." ولكن شكراً جزيلاً لك على هذه البادرة اللطيفة!! وشكراً لك على ايصالي...لقد كنت عوناً كبيراً لي...!!" قال بفتور:" على الرحب والسعة!" كانت تهم بالنزول من السيارة, ولكنها توقفت فجأة والتفتت اليه...:" أتحب أن تتناول فنجاناً من القهوة..وربما بعض الفطائرالمحلاة!!" قال بجمود:" كنت أرغب في ذلك....ولكنني متعب جداً!" وهو يتحاشى النظر في وجهها..... كانت خيبة الامل جلية في صوتها....:" آه! آسفة...نسيت..بأنك كنت تعمل طوال الليل وتحتاج الى الراحة...اعذرني الآن!!" نظر اليها..آلمته نبرة الحزن في صوتها....ولكنه يريد ان يبتعد وحسب!! وما ان أغلقت باب السيارة...حتى انطلق مسرعاً....ومبتعداً! وخلال ثوان كان قد اختفى عن الانظار!!! هزت كتفيها بلا مبالاة...ودخلت المنزل....وهي تعد نفسها بنوم رائع على سريرها المريح لساعتين كاملتين قبل عودتها الى المستشفى..... كان يطير كالمجنون في سيارته....., ماذا فعلت له هذه الفتاة ذات الاسفنجة!! آه..لو أنه لم يذهب الى عيد ميلاد التوأمين...لو أنه لم يرها وهي ترقص وتغني...وتضحك!!! والآن...ما السبيل الى ابعادها عن رأسه؟؟؟ انه بحاجة الى النوم.....نعم!! بعض النوم....كفيل بازاحتها عن أفكاره....ربما بعض القهوة أيضاً.....أو فطيرة محلاة!! " اللعنة!!!" قالها بعصبية شديدة......,هاهي تعود لتغزو أفكاره من جديد....لماذا أصبحت حياته تتمحور حول كل ما تقوله وتفعله...لماذا لم يعد يفكر الا فيها وفي كلماتها وحركاتها!! وقبل أن يطلق شتيمة أخرى....كان يقف على باب منزلها!! |
|
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:33 PM
|
05-10-2020, 04:09 PM | #7 |
كيف الخلاص
الفصل الخامس " كيف الخلاص؟" قرع الجرس أكثر من مرة....وقبل أن يلتفت ليغادر وهو يلعن نفسه على اندفاعه وتهوره للانسياق وراء رغبة حمقاء كهذه...., فتح الباب,,,,وأطل منه وجه رينيه الناعس الرائع الجمال..., تساءل يوهان ان كانت تشبه ضياء الشمس....أم ندى الصباح....أم زهرة برتقال يانعة!! كانت تقف هناك مرتدية شورتاً قطنياً ذو لون وردي....وقميصاً أبيض واسع وبأكمام طويلة...لا تظهر يديها منها...كان واضحاً بأنه يخص أباها...... أما هو, فكان كالابله ينظر اليها غير مصدق....بدءاً من أقدامها الصغيرة الحافية.....وانتهاءاً بخصلات شعرها الملتفة اللامعة...... " أنا...أنا آسف..هل أيقظتكي ؟!" كان هذا واضحاً تماماً......, كانت رينيه تفرك عينيها بيديها الاثنتين...وهي تحاول طرد شبح النعاس من عينيها...وما لبثت أن قالت....:" آه...دكتور يوهان؟ ظننت انك غادرت...!( ولكنها تنبهت فجأة وقالت بذعر)...هل حدث لأبي سوء؟؟!" أحسنت صنعاً دكتور يوهان!! فلا يكفي أنك أيقظتها من نومها وهي التي لم تنم الا لساعات قليلة ليلة الامس...بل أيضاً تفزعها وتخيفها بظهورك المفاجئ كطبيب لوالدها!! أي حماقة سترتكب بعد؟؟؟ سارع للقول:" لا لا..أبداً! لا تخافي.....انما؟!" تشجع وقال بعصبية..:" " كنت أتساءل ان كانت دعوتك...ما تزال قائمة!!" ابتسمت رينيه ابتسامة واسعة..., وهي تفتح الباب ليدخل..:" طبعاً! تفضل!!" لكن يوهان سريعاً ما شعر بالذنب, فلا بد أنها متعبة ولم تقم بدعوته الا من باب المجاملة... ولماذا لم يستطع التفكير في هذا قبلاً!!لماذا يستمر بوضع نفسه في المواقف الحرجة..الواحد تلو الآخر....كل هذا بسببها!! نعم...هذه الفتاة التي تقف أمامه!! هي من غيرت حياته..وقلبت عالمه رأساً على عقب..... " ربما علي الذهاب....فأنتي لم ترتاحي..وسوف..." لكنها قاطعته وهي تشده من ذراعه...." لا تكن سخيفاً!! بل أنا أرحب بك كثيراً! أرجوك تفضل!!!" لم يملك الا أن ينساق تحت تأثير سحرها ولمستها, حتى بدأ يتساءل....هل هناك من يمكنه قول "لا" لهذا الوجه البريء....؟؟؟؟ لا لا يمكن ذلك...وبالتالي لا يمكنه هو كذلك!! هو استطاع التعامل مع اغواء وفتنة الكثير من النساء خلال حياته...ولكنه غير محصن أبداً لكل هذه الجاذبية والدلال....! لا...انه غير مستعد بعد للتعامل مع أمثال رينيه...وهل لها مثيل؟؟؟ انها فريدة من نوعها...فهو لم ير لها شبيهاً من قبل..... استيقظ من صراعاته على صوتها الناعم وهي تسأله ان كان يحب الحليب والسكر مع قهوته..., " نعم...من فضلك!!" علا صوتها من المطبخ:" هذا ممتاز....أنت تشربها مثلي تماماً!!!" مع أنه يشربها خالية من أي اضافات....ما الذي حصل له الآن؟؟؟انها تشل قدرته على التفكير...... تثاءبت ..ثم بدأت تمط ذراعيها وظهرها لتطرد الكسل عنها....لكن أجفلها صوت من خلفها..... " هل أساعدك.....(وهو ينظر اليها مشدوهاً!ثم تابع) في شيء؟؟" تنبهت رينيه لنظراته...فنظرت بسرعة الى نفسها..ثم اعتذرت قائلة.. " أوه... آسفة على مظهري...؟؟لكنني....شعرت بالوحدة...لم اعتد النوم بعيداً عن أبي........فقمت بارتداء قميصه...أعرف أن هذا طفولي وسخيف!!! ولكنني؟؟" " بل هذا شيء جميل..وحساس!! كما أنني أنا الذي ظهرت فجأة عند باب منزلك فأرجو ان تعذريني!!" " أرجوك لا تقل هذا!" قالت وهي تتنقل أمام ناظريه وتسخن بعض الفطائر المحلاة التي قامت بتحضيرها مسبقاً... " أتعلم..بأنني لم أذق شيئاً منذ ظهر الامس؟؟ ولولا ظهورك الآن...لما تذكرت أن آكل أي شيء!!!" جلس يوهان على كرسي قريب...وهو يقول بنبرة لطيفة:" ألا يوجد هناك أحد من أقاربك..يمكنه مساعدتك خلال مرض ابيكي؟؟" هزت رأسها بالنفي:" أخبرتك أنه لايوجد سواي وأبي!!" قال وعقله على بعد ألاف الاميال:" فهمت!" ابتسمت رينيه وهي تناوله طبق الفطائر المحلاة:" لا تضخم الامور....!! ها أنا سآكل الآن..والفضل يرجع لك!!! ألم أقل لك بأنك بطلي!!!" نظر اليها يوهان طويلاً..مما أربكها ثم مالبث أن قال:" أنتي فتاة شجاعة ..وأنا واثق بأن السيد ثومسون فخور بكي!!" ضحكت رينيه وعادت لها روحها المرحة:" أشعر من كلامك بأنني جندي يحارب في الصف الاول من الجيش....أو كأنني معاقة..أو مازلت طفلة تبلل نفسها...؟؟" ضحك يوهان حتى بانت أسنانه البيضاء..كأنها حبات اللؤلؤ.....مما سلب رينيه عقلها كلياً... " هل أخبركي أحدهم كم أنتي مجنونة آنسة ثومسون؟؟" وهو يحاول كتم ضحكاته... " أتظن بأن هذا اكتشاف خاص بك دكتور يوهان؟؟؟يؤسفني أن أخبرك...بأنه لايوجد هناك من لا يعرف ذلك.....! كان الامر مربكاً في البداية..بالطبع لهم وليس لي......!!لكنني أظنهم اعتادوا أخيراً على ذلك!! ان أبي متمسك بضرورة دفع كل مدخراته للاحمق الذي ينوي ان يتزوجني.....مع أنه أحياناً كثيرة..يشك بأن هذا الشخص هو موجود حقاً!" قال يوهان وهو ينظر اليها متأملاً والابتسامة ما تزال مرسومة على ثغره المثير.... " أظن بأن هناك الآلاف وليس واحداً...سيتمنون لو تنظري اليهم....أنستي!" سرحت بكلماته....أحقاً ما يقوله؟؟؟أيقصد ذلك؟؟ أم يحاول رفع معنوياتها!! أم أنه يحاول أن يكون فقط مهذباً!! نظرت اليه ورأت أن أسلم حل هو الدعابة...كعادتها!! فقالت:" أرأيت؟؟يتمنون لو أنظر اليهم...!! النظر وليس الزواج!!! أنت الاخر متفق مع أبي في هذا الامر!! لا أحد يفهمني في هذا العالم؟؟ربما...علي التوجه للمريخ!! ما رأيك؟؟؟" عاد يوهان للضحك من جديد قائلاً:" سأفكر وأخبرك رأيي لاحقاً!! والآن...تعالي وكلي شيئاً أيتها الاسفنجة المزعجة!!!" ضحكت رينيه من قلبها....وهي تقدم له قهوته....وتجلس أمامه لتناول قهوتها..... كانت تتكلم وتتكلم....محاولة كسر الرتابة والجمود في تصرفات يوهان....مما دفعه للشرود والتأمل في قسمات وجهها....تارة يحدق بعينيها الجميلتين اللتين بلون الفيروز النقي....وتارة في خصلات شعرها المتناثرة بعدم ترتيب....ومرة أخرى تتركز نظراته على تلك الشفتين الحمراوين....انهما تجذبانه الى أبعد حد....وتغريانه الى أقصى درجة...! لاحظت رينيه بأنه يحدق في شفتيها....أحست بالحرج الشديد...فقالت محاولة التهرب... " هل أملأ لك فنجانك؟؟" وكأنه صحى من غفلته:" اي...نعم..نعم!" ابتسمت ونهضت لتحضر المزيد من القهوة...عاد للنظر اليها ...كيف تمشي وكيف تتحرك...كيف ترفع أكمام قميصها المتهدل....كيف تتكسر ثنيات شعرها على جبينها وجانبي وجهها الناعم..... انه يحس برغبة عارمة في عناقها....أه..لكم سيكون ذلك جميلاً ورائعاً......! لطالما شعر بحاجته هذه منذ أول مرة رآها فيها!....وها هو الآن يحس بأن جسدها يدعوه لمعانقتها! هذه الساحرة رينيه تدعوه لفعل ذلك بكل جاذبية وفتنة دون أن تدري!!! وهذا ما يزيد عذابه!! انها تتصرف على سجيتها لكنها تدير عقله كما لو كان ما يزال فتى أرعن....كل ذرة في جسمه تصرخ فيه طالبة الرحمة للحرارة التي تحرقه... لم يستطع التحمل أكثر...فنهض فجأة..مما أجفلها...... " أنا..علي الذهاب الآن....أشكرك على القهوة والفطائر....انها حقاً لذيذة!! وداعاً!!" وبسرعة انسل من كرسيه متجهاً نحو الباب......ولكن قبل أن يخرج.....توقف عند الباب...التفت اليها..لاحظ علامات الدهشة والضيق بادية على وجهها....لكنه عاد ففتح الباب وأغلقه خلفه بكل هدوء!!! |
|
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:33 PM
|
05-10-2020, 04:10 PM | #8 |
رجل غامض
الفصل السادس " رجل غامض!!" هاهي رينيه تخرج والدها من المستشفى, لقد تحسن وأصبح بصحة جيدة..لكنها باتت تعرف الآن بأنه لن يعيش طويلاً...أو كما قال الاطباء, لن يتجاوز الخمس سنوات ان كان محظوظاً!!! لهذا عليها أن تبدأ بالاعتناء بوالدها أكثر, وتهتم بنفسها أقل...هكذا فكرت وقررت في نفسها! لكن الجيران والاصدقاء قرروا اقامة احتفال بسيط لعودة السيد مايكل الى المنزل بصحة جيدة.! كان الاحتفال بسيطاً جداً اقتصر على ستة اشخاص فقط بالاضافة الى رينيه ووالدها, فدأبت رينيه الى اعداد بعض الاطباق البسيطة التي كانت تستمع بطبخها..وأعدت طبقاً لا مثيل له من الحلوى!! كل ذلك من أجل أبيها...!!!كانت تريد أن تفرحه بأي وسيلة وتخرجه من جو المرض والكآبة التي أصبحت ملازمة له!! وما ان وصل الضيوف وبدأت جلسة السمر والمرح, حتى بدأت تتعالى أصوات ضحكات السيد مايكل شيئاً فشيئاً مما أسعد رينيه..وجعل الدموع تنهمر من عينيها!! ولم يقطع عليها تأملاتها الا صوت قرع الباب...فأسرعت لتفتح...وما ان فعلت حتى ذهلت....فوقفت ساكنة بدون أي كلمة.... أحس هو بالصدمة عقدت لسانها...فبادر قائلاً بجمود:" مرحباً آنسة ثومبسون!" بدأت تفيق من الصدمة:" أه...أهلاً..أهلاً دكتور يوهان!! آسفة حقاً..لكنني؟؟أوه تفضل أرجوك!!!" ابتسم بتوتر وهو يقدم لها باقة رائعة من الزهور.... " آه أشكرك..انها جميلة حقاً!!" وهي تتنشقها بسعادة...بينما كان هو يراقبها بصمت والبسمة لا تفارق وجهه...." انها لا تساوي شيئاً الى جانب جمالك!!" قال لنفسه.وهو ينظر لها من رأسها الى أخمص قدميها بافتتان....كانت ترتدي فستاناً قصيراً من الدانتيل الابيض ذو أكمام طويلة ضيقة... وقامت بعقص خصلات شعرها المجنونة لتتهدل على جانبي وجهها بنعومة ودلال....لقد كانت كالملاك الساحر.... ابتسمت وقالت بنعومة:" تفضل أرجوك سيسعد أبي للقائك!" تقدم ودخل...وهي تغلق الباب خلفه...وما ان ظهر في الصالة...حتى هتف السيد مايكل عالياً باسمه... " أوه!! دكتور يوهان.....مرحباً بك...لكم أنا سعيد لأنك لبيت دعوتي!!" نظرت رينيه الى والدها بدهشة, (لبيت دعوتي؟) لكنها صمتت حين لاحظت الابتسامة في وجه يوهان.... " أشكرك...كان هذا من دواعي سروري!!ولكن لا تقل لي الآن...بأنك أكلت من هذه الكعكة؟؟!!" ضحك الجميع...بينما قال السيد مايكل معقباً:" أوه..أرجوك أن تنسى مهنتك للوقت الحاضر فأنت هنا بصفتك صديق!!!" " هذا حسن! وبصفتي كذلك....أريد أن أطمئن عليك!!!" سارعت السيدة ليديا الى الاجابة وهي تبتسم:" لا تقلق ايها الطبيب....فلقد منعناه بصعوبة!! ولكنه حتماً لم يذق منها شيئاً....أؤكد لك!!" وفي هذه اللحظة كانت رينيه تقدم له طبقاً من الكعكة...وكوباً من العصير... " شكراً لك!" قالها وعينيه لا تفارقان عينيها..... ثم جلست الى جانبه....وهي ما زالت تفكر بسر العلاقة الغامضة بينه وبين أبيها! فهي لم تره أبداً مذ كان في بيتها...حتى انها توجهت الى مكتبه أكثر من مره لتشكره...ولكنه لم يكن أبداً متواجداً!!! أيضاً حينما ذهبت لتصطحب والدها من المستشفى لم تره!! وقد بدا لها آخر مرة كئيباً متوتراً...وغاضباً..وهي لا تدري من ماذا؟؟ والان بكل بساطة..يظهر أمام باب منزلها..بل ويجلس الى جانبها!!! كم هي عجيبة هذه الدنيا!!! مرالوقت سريعاً....كانت سهرة ممتعة بحق للجميع....خاصة ليوهان الذي نادراً ما يستجيب للدعوات والسهرات التي يتلقاها...ولم يفهم لماذا قبل الدعوة هذه المرة!! استأذن السيد مايكل للذهاب للراحة, وبدأ الضيوف بالانصراف واحداً تلو الآخر...حتى انتهى المطاف برينيه ويوهان وحدهما في الصالون...... لم يكن يشعر برغبة في المغادرة, ومع هذا وجد نفسه مجبراً على فعل ذلك....فقال وهو ينهض :" أظن بأنه علي الذهاب الآن!!" قالت رينيه وهي تشعر برغبته تلك..والتي هي نفس رغبتها:" أ لديك عمل في المستشفى؟!" أجاب بجمود:" لا! ولكن؟" ابتسمت أكثر وقالت:" بامكاني اعداد القهوة ان رغبت؟!" تردد قليلاً ثم قال..:" لا أريد ازعاجكي!" فهزت رأسها نفياً وخصلات شعرها تهتز معها بدلال...:" أبداً! بل في الحقيقة ستسدي لي معروفاً ..فأنت ستحتسي قهوتك وتقوم بتسليتي...بينما أقوم أنا بغسل الصحون!" فقطب جبينه وقال بحدة:" ألا يمكن لهذا أن ينتظر حتى الغد؟؟أنتي متعبة وكمية الصحون كبيرة!!" ابتسمت رينيه لاهتمامه بها وأردفت:" لا استطيع تركها حتى الصباح فيصعب علي غسلها حينها وسأبذل جهداً مضاعفاً, ثم ان ذلك لن يستغرق وقتاً طويلاً...لكنني سأحضر القهوة أولاً! تفضل بالجلوس!!" وهي تتجه الى المطبخ, لكنها جفلت حينما سمعت صوته خلفها...." في هذه الحال!!" نظرت اليه...كان يرفع أكمام قميصه ويثنيها للأعلى..., " ماذا تفعل؟" سألته رينيه بدهشة..... أجاب وهو يقترب منها..:" سأساعدك! وسنشرب القهوة حينما ننتهي!!" ضحكت رينيه...:" لا يمكنني أن أتخيلك وأنت ترتدي المريلة!!(وهي تكتم ضحكة).... وتقوم بغسل الصحون!!...." وحينما تشكلت الصورة في مخيلتها وعلى رأسه تظهر قبعة من القماش لتكمل صورة مدبرة المنزل!!.....انفجرت ضاحكة... مما أثلج صدر يوهان...فراحت الابتسامة ترتسم شيئاً فشيئاً على ثغره... " ولم الدهشة؟" اقتربت منه وأمسكت يديه لترفعهما من الحوض المليئ بالصابون والاواني....لكنها ما ان فعلت ذلك حتى توتر يوهان بشدة...فسحب يديه بسرعة...وهو يزمجر بغضب..فابتعدت مذعورة؟؟؟؟؟لم تفهم ماذا فعلت!!أما هو؟؟فتبدلت ملامحه وقست بشكل مخيف......والسبب ؟؟حركات رينيه الغبية والمثيرة....!! أجفلت رينيه من تصرف يوهان..فبادرت معتذرة وهي تظن بأنه يكره لمستها.... " أنا؟...أنا آسفة حقاً...لم أقصد أن أزعجك...كنت فقط!" لكنه قاطعها وهو يحاول الامساك بزمام الامور ثانية...:" اسمعي آنسة ثومسون!! سأقوم باسداء نصيحة اليكي..! عليكي أن تكفي عن التعامل مع الاخرين بهذه العفوية..؟؟لا تتصرف الشابات على هذا النحو؟؟؟" قالت باستغراب:" وماذا فعلت...حتى أستحق كل هذا التوبيخ؟؟؟" بدت ملامح الغضب على وجه يوهان...كيف يستطيع ان يشرح لها ذلك!! كيف يخبرها بأن لا تكون محببة هكذا؟ كيف يخبرها ان تتوقف عن لمسه حتى وان كان من غير قصد....اللعنة ! فهي لا تعرف ماذا فعلت به لمستها هذه...لقد أشعلت نيران صدره حتى ما عاد من السهل اخمادها او حتى السيطرة عليها!!! كيف يخبرها...أنها تدفعه الى فعل اكثر الامور جنوناً في حياته! انها تدفعه الى خطر...كان قد تعامل معه قبلاً ورماه طي النسيان!!! انها تدفعه الى الانسياق وراء رغباته ومشاعره.....؟؟أيعقل هذا؟؟؟ كيف يرغب بطفلة؟ نعم...اللعنة على تلك البراءة...فهي ما تزال طفلة!!! وتتصرف على هذا النحو....دون ان تفكر في العواقب!! على الاقل انه يجبر نفسه على التماسك....او هكذا يحاول ان يقنع نفسه...لكن؟؟؟لم يدر لم جالت في مخيلته صورة رينيه وهي ترمي بنفسها في أحضان شاب لعوب..مخادع!!لأو تقوم بامساك يده لسبب ما؟؟أتراه يقدر على امساك نفسه ومنعها من التهور مثلك يوهان؟؟؟ أم...سيينساق وراء شهواته ورغباته...مصطحباً رينيه معه.....لتدفع الثمن وحدها في نهاية المطاف!!! رفع يده الى جبهته بعصبيه...وكأنه يريد ان يخنق تلك الافكار السوداء قبل خروجها الى حيز الضوء.....لا..لايمكن ان يسمح بذلك!! أفاق على صوتها الرقيق:" أنا...آسفة ان كنت سببت لك اي ضيق...!أنا حقاً لم اقصد ذلك!" أجاب بجمود:" انسي الامر.....هيا بنا نبدأ العمل..حتى أستطيع الذهاب..فقد تأخر الوقت!!" لم تصدق رينيه أذنيها...ءالى هذه الدرجة هو مستعجل على تركها؟ وفيما بقاؤه اذن من البداية ان كان يكره رفقتها؟ دفعها ذلك للغضب وباتخاذ موقع الدفاع...فقالت بتلقائية.... " لست مضطراً دكتور يوهان للبقاء والمساعدة ان كنت في عجلة من أمرك! أخبرتك بأنني أستطيع تدبر الامر,,,فأرجوك لا تجعلني أعطلك!!" " قلت بأنني سأساعدك....فهيا ولا تكثري الكلام!!" ومع أنها أحست بحنق شديد اثر كلماته الاستفزازية..ونبرته الآمرة......إلا أنها اتجهت الى الحوض...وقالت بحدة..:" سأغسل الصحون ...وأنت تقوم بتجفيفها!!" ابتسم رغماً عنه...ولكنه أخفى ذلك بمهارة....وقال بصوت هادئ:" يناسبني ذلك!" " حسناً!" وبدآ العمل ولم ينتهيا قبل مرور ساعة من الزمن....لكن يوهان لم يقبل بتناول القهوة بعد ذلك...وطلب من رينيه تأجيل الدعوة الى وقت آخر...وسيسعده أن يلبيها... وبينما كانت تقف على عتبة الباب لتودعه....نظر اليها...وقد تسلل شعاع القمر الفضي ليضيء وجهها الناعم ويزيد بهاؤه...وأخذت نسائم الليل العليلة تداعب شعرها وتبعثره .. وجد نفسه غير قادر على ازاحة عينيه عنها..مع انه يرغب بذلك بشدة...مما جعل الدم يندفع الى وجهها..فبدأت اكثر جمالاً ورونقاً..... " أنا...لم أر في حياتي كلها...من هي تشبهكي! انكي تدفعين المرء الى عدم الاكتفاء من النظر اليكي!!" نظرت رينيه اليه بحيره وقلبها يخفق بشدة....لكم يعذبها هذا الرجل..ويسيطر على تفكيرها...لكنه يتصرف بغرابة...ولن تستطيع التنبؤ أبداً بما يجول في خاطره..... ومع هذا...ابتسمت بسعادة وقالت..:"سأقترح عليك شيئاً وارجو أن لا تخذلني؟" أجاب بهزة من رأسه ليشجعها على الكلام.... " سأناديك..يوهان..وستناديني رينيه منذ الآن فصاعداً....أيمكننا ذلك؟!" دهش منها...وظهر ذلك على وجهه...ومالبث أن قال بجفاء:" أرى بأنكي فتاة عنيدة...ولا تتقبلين النصح أبداً!؟ " بهتت رينيه ..فهي لم تتوقع جواباً كهذا أبداً.... لكن يوهان أردف قائلاً:" لا يجدر بكي فعل كل ما يخطر في بالك!! لا يمكنك القيام بكل ماترغبين به دون التفكير في العواقب!! ...أنتي لست فتاة صغيرة!!" أجابت بحنق:" أعرف ذلك! ولست أدري ما سبب حساسيتك المفرطة تجاه الاشياء..؟؟ان لم ترغب بنزع الالقاب حسناً فليكن لكنني لست بحاجة الى موعظة الآن!!!" بدأت الآن علامات الاستهزاء ترتسم على وجهه وقال بمرار :" موعظة؟ حسن هذا منطقي جداً نظراً الى الفارق العمري الكبير بيننا..فإنني حقاً أصلح لدور الواعظ..وماذا غير ذلك؟" كادت رينيه أن تنهار..لقد اتجهت الامور الى عكس ما تريد..لم تقصد أبداً أن تلمح الى قضية العمر...لقد زادت الامور تعقيداً...وأحست بأنها في دوامة....فحاولت اصلاح ما تبقى... " لا ..لا... يوهان...لم أكن أقصد ...!" قالت وهي تهز رأسها غير مصدقة لما يحدث.... لكنه قاطعها قائلاً:" دكتور يوهان من فضلك! وأرجو أن تدخلي المنزل الآن..فالجو بارد..والوقت متأخر...!!" لكنها لم تنصع لأوامره بل اقتربت منه وأمسكت كم قميصه لتوقفه...:" أرجوك...توقف!" التفت اليها وبريق الغضب يلمع في عينيه....:" قلت لكي ادخلي المنزل الآن...أيتها الصغيرة!" وهو يدفعها باتجاه المنزل.... فصرخت بحنق:" أنا لست صغيرة! وأنت لست مسناً....فتوقف عن فعل ذلك!!" نظر اليها بجمود:" أتوقف عن فعل ماذا؟!" فرت الكلمات منها...انه يهزأ بها وبمشاعرها....انه يتعمد احراجها واذلالها!! انه يريدها ان تكرهه...وتبتعد عنه!!! ولكن هذا غير ممكن!! انه فارس أحلامها..الذي طالما حلمت به!! لن تدعه يتركها ....فهو لها....وهي له!! ولن تفهم غير هذا الكلام!!! لكنه لما رآها على هذا الحال من الحيرة..التفت ليذهب.... " يوهان؟" أوقفته نبرة صوتها الرقيق المتألم.....لم يستطع تجاهل ندائها لاسمه بهذه الطريقة....فتوقف لكنه لم يلتفت اليها ولم يكلمها....وكأنه ينتظر ان تقول ما تريده... لم تعرف رينيه ماذا تريد ان تقول...لكنها لم تشأ ان يتركها هكذا...بهذه الافكار في رأسه... :" أرجوك...لا تذهب!" " توقفي عن هذا!" وقد تملكه غضب شديد....لكنه لم يثنها عن المتابعة.... " أرجوك! ابق للحظة بعد!! " وقد انسابت دمعة على خدها........وهي تشعر بأن احلامها تتحطم أمامها!!! التفت اليها وقد خارت قواه..وهو؟؟ أيستطيع مقاومتها؟؟؟كان يحاول جذب نفسه عنها بكل قوته...حاول وحاول!!لكنه ما ان رأى دمعها...حتى انهارت كل حصون الدفاع... اقترب منها حتى لم يعد يفصلهما شيء...وقال بغضب:" لم هذه الدموع الآن؟" وهو يمسحها بيده...لكنها أغمضت عينيها اثر لمسته لبشرتها مما أثار الاحاسيس والخيالات مرة أخرى ليوهان... أحاط وجهها بيديه القويتين....ففتحت رينيه عينيها دهشة وقلبها يخفق بجنون..... :" رينيه؟!...أيتها الاسفنجة المزعجة الجذابة!!! ليتني لم أذهب الى تلك الحفلة التي قلبت حياتي رأساً على عقب!!" لم تصدق رينيه ماسمعته للتو....هل يمكن لهذا الرجل الجذاب الرائع بكل المقاييس أن..يحبها؟؟ لكنه لم يقل شيئاً عن الحب....اذاً ما معنى هذا؟؟ هي...قلبت حياته رأسهاً على عقب؟؟أهي مهمة عنده الى هذا الحد؟؟؟لقد نعتها بالاسفنجة الجذابة؟؟فهل يجدها كذلك؟؟ومع أن من الواضح بأن هذا الحال لا يعجبه...ولكن لماذا؟؟أتراه متزوج؟؟ام لديه خطيبة؟؟؟أو حتى صديقة؟؟؟" كانت تنتظر قبلته والنظرة الى شفتيه المغريتين تحرق عينيها...وبدا لها للحظة بأنه على وشك تحقيق حلمها...لكن يبدو أن رشده قد عاد اليه في اللحظة الاخيرة فانتفض من هذا الموقف المحرج...وهو يدفعها عنه...ويقول بانزعاج واضح.. :" هذا سخف!! ولست مستعداً لتحطيم قلب مراهقة....لست من النوع الذي تتوقعينه يا صغيرتي...لن يعجبكي أبداً ما قد تعرفينه داخل هذا الرجل الذي يسحركي!! لن تحبي الظلمة ولا الثلج.....وهذا ما أنا عليه بالضبط!!!" وهو يعود ليلتفت الى سيارته ... لكنها صرخت بجنون..وقد تبددت أخر خيوط العقل في كلامها مع تصريحها الاخير..:" وما أدراك بأنني لن أحبها؟؟؟" توقف قليلاً...وكأنه يفكر فيما قالته....واما هي فراح قلبها يدق بجنون.....لكنه هدأ...ولم يهدأ بالها حينما عاد لمتابعة طريقه الى سيارته بدون اكتراث...وماهي الا لحظات حتى غاب عن الانظار!!! |
|
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:33 PM
|
05-10-2020, 04:11 PM | #9 |
طفلة مدللة
الفصل السابع " طفلة مدللة!" أمضت رينيه ليلة بائسة مريرة...ومع أنها استيقظت في وقت متأخر الا أن الصداع في رأسها كان شديداً....نفضت عنها الغطاء...ونهضت بكسل الى الحمام....وما ان نظرت الى نفسها في المرآة...حتى راعها منظرها.... " هذا جميل جداً!! ماذا سيقول أبي الآن؟أوه... !!!" وهي تفتح الصنبور وتعدل درجة حرارة المياه...وبعد ان اغتسلت وارتدت ثيابها... سرحت شعرها واضافت بعض الزينة لوجهها حتى تخفي آثار البكاء والسهر طيلة الليل...وتمحو الهالات السوداء تحت عينيها.....وظنت أنها نجحت.... اتجهت الى غرفة أبيها لكنه لم يكن هناك....نزلت الدرج وهي تنادي باسمه....لكنها سمعت صوتاً تعرفه جيداً ينبعث من غرفة الجلوس الى جانب صوت أبيها..... نزلت بحذر...وما ان وصلت حتى تجمد الدم في عروقها....., لكنه ما ان لمحها حتى قال بصوت رقيق.... " صباح الخير يا انسة ثومسون.." لكن رقته اللامتناهية بعد قسوته أمس أثارت فيها غضباً جارفاً..فقالت بقسوة كبيرة لم تعرفها في نفسها.... " ماذا تفعل هنا؟!" " رينيه!!" ناداها والدها دهشاً.... لكنها لم تتوقف...فقد أعماها الغضب..:" لم أكن أعلم بأنك على هذا القدر من الوقاحة....لتعود الى هذا المنزل مرة أخرى!! اخرج حالاً!!" وهي تشير باصبعها الى الخارج..... جن جنون السيد مايكل :" رينيه!!هل جننتي؟؟ما هذا الذي تقولينه؟؟" استدارت رينيه الى ابيها قائلة:" أبي أنت لا تعرف شيئاً...تفضل دكتور.... يوهان خارجاً (وهي تشدد على دكتور) لا أريد أن اراك بعد اليوم!!" " رينيه!!! يبدو لي أنني لم أحسن تربيتك!! لقد أخجلتني حقاً يا فتاة...!!" قاطعته رينيه:" ولكن يا أبي؟" قاطعها بدوره:" لا أريد أن أسمع منكي أية كلمة!! اصعدي حالاً الى غرفتك.....!!" نظرت رينيه الى يوهان بحنق... ثم مالبثت أن أسرعت تصعد السلم الى غرفتها كل درجتين معاً.....وهي تكاد تنفجر!! فتحت الباب ثم أغلقته بعنف..... تنهد السيد مايكل طويلاً:" لم أعد أفهم هذه الفتاة!! لم تكن أبداً بهذه الوقاحة....الجميع يحبها ويحترمها...وهي طيبة الى ابعد حد....!! آه يا الهي!!انها غلطتي ولاشك!! لقد أفسدتها بدلالي وحبي غير المحدود!! ولكن ماذا افعل؟؟ان كنت لها الاب والام والاخ والاخت وكل شيء؟؟؟كنت ارغب ان اعوضها عن كل ذلك!! كنت اظن بأنني أعوضها عن كل ماينقصها ولم أعلم أنني أفسدها وأجعلها انانية!!! آه يالهي!!! كيف ستحيا من بعدي!!" وهنا تدخل يوهان محاولاً تهدئة السيد مايكل:" ارجوك ان تهدأ! هذا غير مفيد لصحتك!!" قال السيد مايكل بعصبية وعلامات التعب اصبحت بادية على وجهه:" وأنت؟؟ألم اقل لك ان تترك نصائح الطبيب خارجاً؟؟؟؟" ابتسم يوهان بهدوء وعاد للقول:" حسناً أنا اقول لك ذلك كصديق!! ولأنه ليس هناك من داع لكل ما تفعله بنفسك!" " ألم ترى بعينك ماذا حدث منذ قليل؟؟؟أهذه هي ابنتي؟؟لست أصدق ما فعلته للتو!!لا يمكن أن تكون هذه رينيه!!" " أنا متأكد من أن لديها اسبابها!!! هل تسمح لي بالصعود لأكلمها؟؟" " آه دكتور يوهان....أخاف أن تزعجك بكلامها؟!!فحينما تكون غاضبة تصبح لاذعة اللسان حقاً!!" ابتسم يوهان مرة أخرى وقال مطمئناً:" لا عليك! أنا أعرف كيف أتدبر أموري معها!" قال وكأنه مغلوب على امره:" تفضل ان كنت تصر....ولكن لا تقل بأنني لم أحذرك!" " لا تقلق!" بينما كانت ملقية بنفسها على سريرها بشكل عكسي....وقد تقاطع ذراعيها ودفنت رأسها بينهما..وهي تبكي بحرقة... دق الباب ....ولما لم تجب....فتح الباب ثم عاد للاغلاق......سمعت صوت خطوات تقترب منها..لكنها لم تتحرك...وأحست به يجلس بجانبها على سريرها...ويتحسس شعرها بحنان........ " أنا آسفة أبي عما حدث في الاسفل!! لم اقصد ان افعل ذلك!!لا أدري ماذا حصل لي!! صدقني ابي!!" وهي تجهش بالبكاء من جديد...... " أصدقكي يا صغيرتي!" رفعت رأسها بذعر وما ان رأته حتى صدمت فبدأت بمسح دموعها بعصبية وهمت بالوقوف...ولكنه جذبها من ذراعها....وأجلسها الى جانبه كانت ثائرة حانقة عليه..ومع هذا كان له تأثير المغناطيس عليها فأطاعت..لكنها ما لبثت ان قالت وهي تنظر اليه بحقد.... " ماذا...ماذا جئت تفعل هنا؟؟ألا يكفيك ما حدث في الاسفل؟؟؟هذه أول مرة يصرخ فيها ابي في وجهي...ويعنفني بهذا الشكل!! وكل هذا بسببك!!" وهي تنهض من مكانها وتذرع الغرفة بخطواتها..ثم تعود وتقول له......" ألا يكفيك ما فعلته بي حتى الآن؟؟؟ألم تطلب مني تركك وشأنك؟؟؟ألم توضح بأنني طفلة صغيرة بلهاء..لا تصلح لشيء؟؟؟فماذا تريد مني الآن؟؟؟ ماذا تريد؟؟؟؟؟"وهي تبكي بحرقة....... فما كان منه الا أن نهض من مكانه..واقترب منها..وهي لا تكف عن ذرف الدموع.....ثم ضمها اليه بحنان....قائلاً " اهدأي....." لكنها حاولت مقاومته وهاجت ثائرة....أيظنها لعبة بين يديه..؟؟؟انه يفعل بها مايحلو له...يتحكم بها كيف يشاء..وهي لن تسمح بذلك.... قالت صائحة:" دعني وشأني....اتركني ايها المغرور!!" ولكنه لم يفعل....بل أخذ يمسح على شعرها بهدوء وحنان...كما لو كان والدها.....ومع كل مقاومتها ورفضها الا أنها رضخت في النهاية لارادته وهي خائرة القوى...فأسندت رأسها الى صدره وهي تلهث...وقلبها يخفق بشدة فقد أضناها التعب..... قالت باعياء وعينيها شبه مغمضتين:" لست أفهمك! انك تحيرني!!!" شعر يوهان بجسمها يثقل..ويترنح...فعرف في الحال..بأنها على وشك الاغماء...فمالبث ان حملها سريعاً بين ذراعيه...ووضعها بلطف على سريرها.... نادى بصوت خافت:" رينيه؟؟؟هل أنتي بخير؟؟" كانت عينيها ترمشان بسرعة....وقالت وهي شبه نائمة:" أنا...متعبة!" ...رفع خصلة من شعرها الناعم الكثيف عن وجهها...."نامي يا صغيرتي...نامي وخلي عنكي كل الاحزان!" نظر اليها نظرة اخيرة....ثم خرج وأغلق الباب خلفه.................... ولما استيقظت وكان ذلك بعد ساعة تقريباً.....نهضت من مكانها...وهي تشعر بالكسل والخمول...وماهي الا لحظات حتى عادت لها اخر الذكريات....صحيح؟؟لقد كان يوهان هنا...معها في غرفتها؟؟أم كانت تحلم...فما عادت تفرق بين الحلم والحقيقة؟؟؟؟ آخر ما تتذكره هو عناقه الحنون لها...وبعدها....فراغ أبيض!! لم لا تتذكر ماذا حدث بعد ذلك؟؟؟؟؟كيف انتهى بها الامر نائمة على سريرها؟؟؟؟هل يعقل أن يوهان كان في غرفتها...وهي بكل بساطة استسلمت للنوم؟؟؟أي جنون هذا..أو غباء؟؟؟ فتحت باب غرفتها..ونزلت للطابق السفلي....فوجدت والدها يقلب بمحطات التلفاز.....لكنه ما ان رآها حتى أطفأه..ونظر اليها عابساً......وكأنه كان ينتظرها!! عرفت رينيه بأن هناك محاضرة أخلاقية...على وشك البدء...ولن تكون أبداً سهلة!!!!! فسارعت الى الاعتذار...: " أبي..!! أنا..." ولكنه قاطعها...... " سوف تقتلينني أيتها الفتاة قبل أواني....ما الذي حدث لكي هذا الصباح بحق السماء؟؟" " أبي؟؟ أنا أعتذر...لم أقصد أن..." وقاطعها ثانية..:" ليس أنا من عليكي الاعتذار اليه....بل هو ذاك الطبيب الشهم....الذي كلف نفسه عناء الاهتمام بنا.....حتى وان اضطر الى تحمل لسانك واهاناتك الطفولية....!!متى ستكبرين رينيه؟؟؟ها؟؟؟أخبريني بالله عليكي؟؟" قالت رينيه بحنق:" أهو من طلب منك قول ذلك لي؟؟فأنا لا أصدق بأن الصدفة وحدها هي من دفعتكما الى استخدام نفس الكلمات ؟؟؟" " اذاً هو على حق ولا شك!!! ولكنه لم يخرج حتى جعلني أعده بأن لا أوبخك ولا أزعجك أبداً!! " قالت رينيه بحيرة:" هو قال ذلك؟؟؟؟" أجاب السيد مايكل بحنق:" وهل سأكذب عليكي؟؟؟بل انه قال بأنكي فتاة طيبة...ومهذبة....لكنه يعزو سوء تصرفك اتجاهه..الى احساسك بالتعب والتوتر...جراء..مرضي!! فهل هذا صحيح؟؟؟" " أوه..أبي!!" نظر اليها السيد مايكل بتساؤل:" لا...ليس الامر كذلك أبداً!!هناك ما تخفينه رينيه؟؟لن تستطيعي الكذب على والدكي العجوز!!" اقتربت رينيه من والدها....والدموع في عينيها.....وما ان لاحظ ذلك...حتى تنهد طويلاً..وفتح ذراعيه لها.... " آه يا صغيرتي.....لقد ظننت أن هذا اليوم لن يأتي أبداً!!" وهي تضع رأسها في حضنه وتعانقه باكية...... " متى حدث ذلك؟" قالت من بين الدموع:" حدث ماذا؟" " حبيبتي قلبي مريض حقاً..لكنه غير عاجز عن الاحساس...كما أنني لست أعمى..." " أوه أبي!!" وهي تعود لنحيبها المحزن..... " ألا يبادلكي المشاعر؟!" قالها بأسى...وهو يرى لوعة صغيرته الوحيدة على حبها الضائع... " انه يراني صغيرة....!! لكنني أعلم بأنه يحبني!!" " حسناً...حسناً هذا خبر جيد....سيدرك حاجته اليكي مع الوقت...وسترين!!" رفعت رأسها الى ابيها وقد لاح في عينيها الدامعتين بريق أمل....." أتظن هذا يا أبي؟ أتظن بأنه ..يحبني!!" قال بابتسامة حانية وهو يمسح دموعها:" ومن يمكنه أن لا يحب ملاكي الصغير!!" " آه أبي....أنت تقول ذلك..لأنني ابنتك!!" وهي تنهض عن الارض وتمسح دموعها.... " هذا صحيح! ولكنني واثق كذلك بأنه يحبكي...فقط عليكي أن تكوني صبورة...حتى يكتشف ذلك بنفسه!!" " لكنه طلب مني بالامس فقط أن أبتعد عنه!!" " وفي الصباح كان على باب بيتك!!!" بدأ عقل رينيه يعمل بسرعة...ثم قالت بدهشة :" أتعني أنه حضر اليوم من أجلي؟؟" قال وهو ينهض ويتجه الى المطبخ:" هذا ما كنت أحاول قوله منذ الصباح!! والآن تعالي وحضري الفطور لأبيكي المسكين..فلم آكل شيئاً لشدة حيرتي من تصرفاتك!! .وامسحي هذه الدموع..فهي غالية علي....!!" " أوه أبي...كم أحبك!!" وهي تبتسم بسعادة و تمسح اخر الدموع المنسابة على وجنتيها وتعانق أباها الذي لم يستطع أن يمنع دمعة صغيرة من الانسياب! وبعد حديث مطول بين رينيه ووالدها اكتشفت أن يوهان كان يزور والدها يومياً اثناء اقامته في المستشفى وبأنه سأل عنها مرات عدة....وبأنهما أصبحا صديقين..لهذا قام والدها بدعوته الى السهرة اللطيفة التي كانت ليلة الامس...ومما أكد للسيد مايكل اهتمامه برينيه هو حضور يوهان وتلبيته للدعوة.!!! ومما لاشك فيه...أن حديث والدها قد دفعها الى الاحساس بتأنيب الضمير ومع هذا لم ترد الاعتراف بخطأها...ان كان يحبها فسيأتي اليها...لقد قال لها كلاماً جارحاً أيضاً وعاملها بازدراء وتعالي...فلابد أن يعتذر اليها أولاً! لهذا لم تجد نفسها تمانع أبداً حينما عرضت عليها جولي الخروج هذه الليلة والاستمتاع كما الايام الماضية....وبما أنها ستكون سهرة فتيات فقط....ووالدها ألح عليها كثيراً في الذهاب خاصة بعد ملاحظته لمزاجها السيء هذه الفترة.....وافقت رينيه على ذلك..بعد أن تأكدت من بقاء السيدة ليديا و زوجها بوب برفقة والدها...... Sorry for being late...but iam really sick..( any way..here is the part...enjoy!! وعلى فكرة لا أحل...أي شخص يقوم بنقل اي رواية من رواياتي بدون ذكر اسمي....ولن أسامحه أبداً..!! |
|
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:33 PM
|
05-10-2020, 04:12 PM | #10 |
مارد المصباح
الفصل الثامن " مارد المصباح!" ومما لاشك فيه...أن حديث والدها قد دفعها الى الاحساس بتأنيب الضمير ومع هذا لم ترد الاعتراف بخطأها...ان كان يحبها فسيأتي اليها...لقد قال لها كلاماً جارحاً أيضاً وعاملها بازدراء وتعالي...فلابد أن يعتذر اليها أولاً! لهذا لم تجد نفسها تمانع أبداً حينما عرضت عليها جولي الخروج هذه الليلة والاستمتاع كما الايام الماضية....وبما أنها ستكون سهرة فتيات فقط....ووالدها ألح عليها كثيراً في الذهاب خاصة بعد ملاحظته لمزاجها السيء هذه الفترة.....وافقت رينيه على ذلك..بعد أن تأكدت من بقاء السيدة ليديا و زوجها بوب برفقة والدها...... " آه جولي...لكم أنا محتاجة الى هذه السهرة الهادئة...!" قالت رينيه وهي تجلس على كرسيها في أحد المقاهي الهادئة البعيدة عن ازعاج وازدحام العاصمة..... ابتسمت جولي وهي تجلس في الكرسي المواجه لها...:" هذا صحيح...كما أنها ليلة جميلة رائعة...ستنسيكي كل همومك!!!" " أوه جولي!! لو أنكي تعلمين!!" قالت رينيه بتنهيدة..... " اذاً أخبريني أيتها اللئيمة....ما آخر أخبارك مع هذا الطبيب الجليدي؟!" ابتسمت رينيه رغماً عنها..." جولي! " " حسناً..حسناً!!لم أقصد الاهانة....لكن اعلمي أنه لا يناسبك! انه يكبركي بكثير يا عزيزتي!!" " أنا لا أهتم!! أترين؟ انني ربما...؟" شهقت جولي:" لا!! لا تقولي ذلك!!!" علت الحمرة وجنتي رينيه....فأردفت جولي :" ولكن هذا جنون رينيه؟؟؟الرجل لا يشعر بشي نحوك!! لم أعرفكي هكذا مندفعة في مشاعرك!!!" قالت رينيه بسخط:" أنتي الآن تتحدثين مثله!! " ضحكت جولي وقالت:" حسناً بامكاننا معالجة ذلك...سننسيكي اياه!!" نظرت رينيه الى جولي بحيرة..:" سننسيكي اياه؟؟ من أنتم؟؟ثم من قال لكي بأنني أود نسيانه...جولي؟!!أشتم رائحة مؤامرة!!" ابتسمت جولي بحرج...لكن قبل أن تنبس بكلمة....لمحت رينيه شابان وسيمان يدخلان المقهى ويتجهان نحوهما..... تصاعد الغضب الى وجه رينيه...:" جولي!!!لقد خدعتني!! أخبرتكي أنني لا اريد رؤيته!!!" حاولت جولي تهدئة رينيه ولكن عبثاً:" أرجوكي رينيه ....أعطه فرصة أخيرة...أنا متأكدة أنكي ستسامحينه....سينسيكي ذلك الطبيب المتحجر!!!" حملقت رينيه بجولي بعينين غير مصدقتين:" آه...من فضلك..!لا تبدأي الآن بتلك المقارنة المقرفة!!! " أردفت جولي بصوت خافت:" حسناً حسناً...لكن أرجوك ابقي لدقائق...دقائق فقط ونغادر معاً ....من فضلك رينيه...لا تحرجيني مع جيك!!" صمتت رينيه وهي تنظر بشزر الى جولي...التي نهضت ترحب بجيك وبيتر....وماهي الا دقائق حتى كان بيتر يجلس الى جانب رينيه وجيك الى جانب جولي....... تمالكت رينيه نفسها قليلاً...فهي لم ترغب باجتذاب الانظار اليها أو اثارة فضيحة...ستجلس قليلاً ثم تنسحب بهدوء....كما وعدتها جولي!! لكن ما زاد الطين بلة....هو ذلك الشخص الذي دخل المقهى فجأة وبصحبته طفلين صغيرين..يطلبان الايس كريم..... " حسناً..حسناً....سآخذ قهوة ونتجه الى بائع الايس كريم...اهدآ الآن!!" قال ذلك والبسمة تعلو وجهه.....فسحرت رينيه ووجدت نفسها تنظر بدون وعي اليه وتراقبه...حتى صحت من شرودها على هز ذراعها ...وهي تحس بأنفاس كريهة معبقة برائحة السجائر...فانزعجت كثيراً ونظرت.....فاذا بها ترى بيتر وقد أحاطها بذراعه ووجهه قريب جداً منها..... " ماذا تفعل؟" وهي تنتفض منه...... قال وقد بدا الانزعاج على وجهه:" مابكي حبيبتي؟؟؟ كنت أسألكي بماذا تسرحين!! لم أنتي عصبية!!" قالت بحدة:" أنا لست حبيبتك!!!" لكنها لاحظت أن صوتها كان مرتفعاً قليلاً..فنظرت باتجاه يوهان....حتى صعقت ...كان ينظر لها بعينين ضيقتين...مليئتين بالكره والغضب...ثم ما لبث أن جذب الطفلين وخرج مسرعاً..تاركاً الموظف ينادي عليه ليأخذ قهوته...! " آه لا!!!" وهي تضع يديها على رأسها....... " ما الأمر حبيبتي؟ لم أنتي عصبية هكذا اليوم؟؟ألم تشتاقي الي ولو قليلاً!!" انتفضت رينيه بغضب...ونظرت لجولي التي كانت تراقب رينيه بعينين متوسلتين....ثم التفتت الى بيتر وقالت بصوت هادئ ممزوج بالغضب....:" أخبرتك أنني لست حبيبتك...ولم أشتق اليك أبداً...وان كنت عصبية المزاج...فذلك لأنني لا أطيق وجودك قربي...." قالت ذلك وهي تهم بالنهوض...لكن بيتر أمسك ذراعها مجبراً اياها على الجلوس..... مما دفع جيك للتدخل:" بيتر!!ليس هذا ما اتفقنا عليه!!أهكذا تثبت لرينيه مدى ندمك؟؟" شعر بيتر بالاحراج.....فترك ذراع رينيه على مضض....وأما هي فكانت قد بدأت تغلي من الغضب كمرجل نار....... بادر بيتر باحراج:" اعذريني رينيه!! لم أكن أقصد....لكنني أحبكي...أحبكي ومشتاق اليكي...وأنتي ترفضين حتى الاستماع الي!!فهل هذا عدل؟؟؟" نظرت اليه رينيه...لم تشعر بانه تغير قيد أنملة....ولكنها من أجل جولي وجيك...ستنتظر قليلاً....لكنها لن ترجع اليه مهما قال او فعل... قالت بتنهيدة:" حسناً....أنا أسمعك!" انفرجت أسارير الجميع..باستثناء صاحبة الشأن....لم تعرف لم كانت تحس بانقباض قلبها؟؟؟ربما ما كان عليها اعادة التفكير في موضوع بيتر أو اعطاؤه اي امل!! ولكنها ستستمع فقط...وستقول له في نهاية الامر...انها لم تعد معجبة به!!! ومما زاد من انزعاجها...هو مغادرة جولي وجيك الى طاولة أخرى....حتى يعطياهما الخصوصية...... ولما كانت رينيه تود ان تقتل جولي على فعلتها هذه...الا أنها رضخت للأمر الواقع.... وبدأ بيتر الكلام....وتلك الابتسامة الصفراء لا تفارقه.....كان يتكلم ويتكلم....ولم تكن رينيه تسمع شيئاً!! لقد كان عقلها في مكان ما....بعيد عن هنا....!!مع ذلك الشخص الذي ربما أساء الظن بها...ولكن كيف ستقول له بأن بيتر لا يعني لها شيئاً؟؟؟يالها من واهمة, ومغفلة كبيرة!!! أتظن بأن يوهان يهتم لأمرها حتى يغضب ان رآها مع أحد الشبان؟؟ويغار عليها؟؟؟؟لقد جننتي رينيه حقاً!!!ولكن؟؟ماذا كانت تعني تلك النظرات الغاضبة الشيطانية؟؟؟إن لم يكن لهذا السبب..فلماذا اذاً؟؟؟؟؟ ولما تنبهت من شرودها....وجدت بيتر قد أصبح ملاصقاً لها....ويده القذره تعبث بخصلات شعرها...بينما كان فمه ملاصقاً لأذنها...وهو يهمس لها بكلمات قد تعجب اي فتاة...ولكنها بالتأكيد لن تعجبها هي...... انتفضت من هذا الموقف المقرف.....مما أثار غضب بيتر...فقال غاضباً:" وماذا الآن؟؟هل سنستمر طوال الليل نلعب لعبة القط والفأر؟؟؟؟لقد بدأ هذا الامر يبعث على السأم!!" نظرت اليه رينيه وقالت بسخرية:" أتعلم؟هذه أول مرة تكون محقاً!! " قالت ذلك ثم أمسكت حقيبتها ونهضت..لكن قبل ان تهم بالذهاب....أمسك بيتر يدها قائلاً بلهجة تهديد:" رينيه!! لن أقبل أن ترفضيني ثانية!" نفضت يدها وقالت بغضب ظاهر:" لا تلمسني!" وخرجت مغتاظة....ولكنه لم يتركها... أمسك جيك ذراعه:" بيتر! هذا يكفي! اتركها وشأنها!!" لكن بيتر ابتسم بمكر وقال مهدئاً جيك وجولي:" لا تقلقا....سيعود كلانا الى هنا...ولكن بعد أن نسوي أمورنا! انتظرانا!" وخرج مسرعاً للحاق بها...كانت ما تزال تمشي على رصيف المقهى...وهي تبحث عن سيارة أجرة....لكن الحظ لم يحالفها.... " الى أين؟ لم ننته بعد؟" التفتت بذعر...لتجد بيتر يقف خلفها وعلامات الشر ظاهرة على وجهه.....لكنها لم تشأ ان تجعله يلاحظ خوفها...فقالت بصوت حاولت ان تظهره عديم الاكتراث..... " لقد انتهينا منذ زمن بيتر....فكف عن ملاحقتي!!" وهنا جذبها من ذراعها بقوة اليه..." اتركني أيها الحقير...!!اتركني!!" وهي تضربه بيديها وترفسه بقدميها...ولكن دون جدوى....لقد كان أقوى منها...... " لن أترككي قبل أن نتفاهم يا حلوتي!!" بدأ الخوف يغزو قلبها...." أنا أكرهك هل تفهم؟؟! لن نتفاهم أبداً....فاتركني بسلام!!" قال وهو يمرر اصبعه على جانب وجهها...:" آه....هل حبيبتي خائفة الآن!!" " اتركني...اتركني!!" وهي تحاول الافلات من قبضته....ونجحت فعلاً..ولكن ليس بقوتها...بل من الشبح الطويل الضخم...الذي بدا خلف بيتر...فألقاه أرضاً.... نظرت الى بيتر ..كان يتلوى من الالم.....والدم ينزف من فمه....وهو ينظر برعب الى يوهان........ جذبها يوهان من ذراعها وحمل حقيبتها وهو يهم بالابتعاد بها..لكنه توقف فجأة....واستدار قائلاً :" ان فكرت بالاقتراب منها مرة أخرى.....سأحطم...؟؟! أتعلم؟ سأجعلها مفاجأة لك!!!" ثم عاد للالتفات وهو يسحبها خلفه....وما ان وصلا سيارته حتى فتح لها الباب...فجلست وهي ما تزال ترتعد......أغلق الباب بحدة....وجلس خلف المقود....وانطلق مسرعاً بدون أن يتكلم أي كلمة...... نظرت اليه.....كانت خائفة من التكلم معه......لكنها تشجعت وقالت:" أش..أشكرك...لقد أنقذتني!" نظر اليها بغضب مشوب بالاستهزاء.....ثم تابع سيره...... أصابها الحنق للتكبر والعجب الذي يصيبه..حسناً لقد أنقذها وهي مدينة له...لكن ماهي ضرورة هذا التكبر والاستعلاء؟؟؟ آثرت الصمت حتى لا تحرج نفسها أكثر..... وما ان وصل بيتها....حتى توقف ونظره مسمر أمامه.....نظرت اليه..." أترغب في أن تتناول فنجان قهوة...؟؟سيكون أبي سعيداً بذلك!" نظر اليها:" كل ما أرغبه هو أن تكفي عن توريط نفسكي بالمشاكل!! واهتمي بوالدك..بدلاً من ذلك!" اتسعت عيناها غير مصدقة....كيف يجرؤ على اتهامها باهمال والدها ..والسعي وراء رغباتها والمشاكل ؟؟الى ماذا يلمح الآن.... قالت بغضب واضح" ولكن؟؟؟لم أطلب منك المساعدة!!! أنت من تدخلت!!" نظر اليها باستهزاء:" كان يهم بسحبك الى أحد الزقاق...وحقاً بدوتي لي قوية ولا تقهرين..؟؟!! لكنني أتساءل لم لا زلت ترتجفين حتى الآن؟!!! " كانت حقاً ما تزال ترتجف....لكنها لم تستطع اجابته...فقالت وهي تحاول فتح الباب الذي بدا عالقاً أو مغلقاً لسبب ما...." المرة القادمة ان رأيتني أقتل....لا تزعج نفسك بي!!حسناً؟" نظر اليها بغضب:" انكي فتاة عنيدة....تستحقين الصفع على مؤخرتك كما الاطفال!!!" " أنا كالاطفال؟؟؟حسناً..وماذا تكون أنت؟؟؟لم لا تعترف بأنك غاضب لأنك رأيتني مع بيتر؟؟؟؟" تحرك عرق في فكه....ولكنه اكتفى بالنظر امامه والصمت...... شعرت رينيه بأنها انتصرت ولو قليلاً..فأكملت برقة:" ولكنه ليس صديقي ولا يهمني في شيء!!! حسناً لقد كان في السابق....لكنه؟؟اتضح لي بأنه ....؟" نظراليها وقال بغضب:" هل آذاكي هذا الحقير؟؟؟" ومع أن خوفه عليها أسعدها كثيراً لكنها قالت بحنق:" وهل تظنني عاجزة الى هذا الحد حتى أتركه يؤذيني؟؟؟لا ...كان على وشك فعل ذلك....لكنني تخلصت منه في الوقت المناسب!!" تنهد طويلاً...ثم قال بتعب:" انكي متهورة الى أبعد حد.....حتى أنني لست آمن عليكي من نفسكي!!!" ضحكت رغماً عنها.....فقال بعصبية:" أتجدين هذا مسلياً أيتها المجنونة؟؟؟؟ماهي آخر تصرفاتك هذه؟؟؟متى ستكفين عن جر نفسكي للمشاكل؟؟ " قالت وهي ترفع يدها الى جبينها وتغلق عينيها.." هاقد عدنا من جديد!" ثم عادت للنظر اليه وقالت وهي تخرج من السيارة وتصفق الباب خلفها بشدة..." سأتوقف عن ذلك....حينما تتوقف عن التظاهر بأنك تمثال حجري!!!!" كان يحاول بشتى الطرق السيطرة على قلبه الهائج.....لكن اتهامها الاخير...بدا وكأنه الشعرة التي قصمت ظهر البعير..!!.التفت اليها بغضب...فتبدلت ملامح وجهها المهتاجة فوراً الى القلق والارتياع..أتراها بالغت في اثارته؟؟هي لن تتعلم أبداً متى يتوجب عليها ان تصمت...وتمسك لسانها اللعين...لقد قال لها والدها دوماً بأن ذلك سيوقعها في ورطة كبيرة...في يوم ما..مماقد يعطيها الدرس الذي عجز هو عن تعليمها اياه!!. بدا أن يوهان يفكر كثيراً حتى لا يتهور...!!....حسناً!!هي ليست بحاجة سوا لدرس صغير......حتى تقتنع وتكف عن مطاردته!!! هذا ما توصل اليه عقله بعد طول تفكير....لقد سئم من كبح عواطفه ومشاعره...فليطلق لها العنان مرة....!!كما أنه سئم افتتان هذه الفتاة المجنونة به.....عليه ان يدفعها لكرهه..علها تبتعد عنه وتفكر ملياً في المرة القادمة قبل التعلق بالرجل الخاطئ. هل كان يظن بأنه يحميها من نفسها..؟؟؟جائز!!....انها متهورة وتحتاج الى بعض الردع! وهل كان يظن بأنه يحميها من نفسه؟؟؟بل كان واثقاً من هذا! كان مقتنعاً بأنه بات غير قادر على التحكم بنفسه دائماً......, ببساطة...هو لم يعد يستطيع!!!!! خرج من السيارة واتجه اليها.....ولما أصبح بالقرب منها بدت ملامحه اكثر استرخاءاً وأكثر استهزاءاً كذلك......أما هي...فكان قلبها يدق بلا رحمة..... تحسس جانب وجهها الناعم بأصابعه الدافئة فابتلعت رينيه ريقها بصعوبة وأغمضت عينيها وبدا لها بأنها ستتوقف عن التنفس ...... ثم مرر اصبعه على شفتيها.....ولهيب الشوق يشتعل في عينيه......فتحت عينيها وقلبها يكاد يسقط تحت قدميها........ قال بصوت بارد كالثلج:" أواثقة أنتي من كلامك؟؟؟" بالكاد خرج صوتها ....ومع ذلك....قالت بتحدي:" بالطبع أنا واثقة!" بدا لها الآن أشبه بوحش....كاسر يستعد للانقضاض عليها في عتمة الليل....بدت عينيه..اكثر قسوة وتوحشاً....وبدا فمه الجذاب الآن...أكثر اثارة. ...فتراجعت خطوة الى الوراء....ولكنه أمسكها من ذراعيها بوحشية...وقال وعلى فمه ابتسامة شيطانية.... " كلا يا صغيرتي!!لم يعد هناك مجال للتراجع....!!!" ثم عاد وهمس في أذنها باثارة وهي تشعر بأنفاسه الدافئة على عنقها.. :" ما كان عليكي ايقاظ المارد!!" قال ذلك..ثم جذبها من ذراعيها بقسوة ...وضمها اليه بشدة....كادت تكسر عظامها.... أطلقت رينيه تأوهاً صغيراً...لكن يوهان لم يحفل بذلك...بل استمر في عناقه القاسي والمتطلب..... " أرجوك يوهان..توقف!! أنت تؤلمني!!" لكنه لم يفعل....حاولت مقاومته..ولكنها لم تزده الا عناداً واصراراً...فشدها اليه أكثر...ولما وجدت نفسها بلا حول ولا قوة....طفرت الدموع من عينيها وكأنها قطرات المطر.... ابتعد عنها فجأة...وحدق بوجهها بنظرات قاسية...وقال بوحشية:" أيعجبكي هذا؟؟أرأيتي كيف أن الدم الملتهب مازال يمشي في عروقي؟؟أيروقكي هذا المارد المتعطش...أم تفضلين تمثالكي الحجري؟؟أجيبيني الآن!!" وهو يهزها بشدة.... ازدادت دموع رينيه:" أنا..أكرهك!!" لم تكن تظن بأنها ستقول له ذلك في يوم من الايام...ولكن ما فعله بها..كان في غاية القسوة والوحشية...ولن تستطيع ان تغفر له ذلك أبداً!! رقت ملامح وجهه قليلاً...لكنه استمر بذات النبرة الجافة:" وهذا ما كنت أظنه! هيا ادخلي الى البيت وأغلقي الباب!" استمرت حالة الذهول والحزن..هي لا تصدق ان بامكانه أن يكون بهذه القسوة؟؟لا يمكن أن تكون قد أخطأت!!كانت تعلم بأن يوهان هو رجلها..وبأنه يحمل كل تلك الصفات النبيلة التي تتمناها في فارس احلامها...لا!!لا يمكن هذا!! لا يعقل ان تتحطم كل احلامها في لحظة!!! ..فظلت مسمرة في مكانها...لا تستطيع التصديق بأن الامر انتهى عند هذا الحد..... فعاود القول بلهجة تهديد وبصوت اشبه الى الصراخ:" هل ستدخلين؟؟أم نقوم بانهاء ما بدأناه؟؟وبالمناسبة...سيكون ذلك في شقتي!!!" جفلت من كلماته اللئيمة....فهرعت بسرعة الى المنزل....ودموعها لا تكف عن النزول...ولما أغلقت الباب..... زفر زفرة طويلة.....وضع يديه في جيبيه...وهو يحدق الى السماء...ثم نظر الى القمر... تذكر حبيبة قلبه...وضوء القمر الفضي يرسم عينها...ثم ابتسم بمرار.... لقد أرعبها حقاً...لقد كانت ترتجف بين ذراعيه..كورقة شجر في مهب الريح...بينما شحب وجهها الجميل..وتموجت عيناها الفيروزيتان بالدموع..وبدتا كالزجاج المكسور!! لقد أخافها فعلاً وحقق غايته..ولكن؟؟ ماذا لو لم تكن هذه هي غايته؟؟؟؟؟ لقد قارب على فقدان عقله حينما ضمها بين ذراعيه....شعر بأنه حقق أغلى أمنياته..شعر بأنه ملك الدنيا ومافيها.....قام بذلك لتكرهه وقد نجح في ذلك....لكنه خسر نفسه وقلبه لها...بسبب حمقه...وغبائه...اذ ظن أنه قادر على معالجة امر طفلة.....!! لقد كان مخطئاً..فقد تغلغلت هذه الطفلة في جميع مسام جلده....وجرت في جسمه مجرى الدم...فأنى له نسيانها؟؟؟؟ أطرق عائداً الى سيارته.... وماهي الا دقائق حتى غاب عن الانظار.... |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دكار مجدولين | رحلة العمر | mariastar | القصائد المنقولة | 0 | 06-29-2020 09:36 PM |
حيّاك يا عيد | سهرة عيد الفطر | URANUS | سهرات أرض العجائب | 1043 | 05-30-2020 07:52 PM |
بين أغصان الشوك كانت زهرة | هواوه | روايات الانمي_ روايات طويلة | 5 | 04-12-2020 10:54 PM |
زهرة في غابة الأرواح | JAN | أرشيف المواضيع المكررة والمخالفة | 3 | 03-12-2020 10:39 AM |