••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2020, 08:35 AM   #106
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الجزء الثالث و الخمسين

~ الغـطاء الأبيـضّ ~

حينمـا غادرت عـينيـه ذلك المنظر لكي يتلاشى تـدريجيا من أمـامه و لم يبقى سوى الذكريـات تلكّ الأحداث المـاضيةّ السـابقةّ التي تـركتّ آثـرا عـميقاّ
في نفـسه فجعلته يصبحّ على ما هـو الآنّ رجـل يتـعامل بـمسدسه فقطّ غـايته الانتقـام و لا غـير حتى لو عـنى ذلك مـوته ، كان يمسك بين أنـامله سيجـارةّ
يدخـنّ بكثـافة بالرغم من أنه لمّ يكن يدخن قبـلاّ و بخـطواتّ هادئةّ اتجـهّ نحـو المـدّخل رفعّ أنـامله ثمّ حرك المقبضّ لكي يفتـحّ البـاب لوحدّه مصدرا صريـراّ
مزعـجاّ مرعـباّ
استنشقّ كميـةّ أخرى ثمّ حرك خصـلاّت شعره الأسودّ بعـفويةّ لكيّ تصبحّ مبعثرةّ في كل اتجـاهّ حينماّ فتـح البـابّ دخل إلى قـاعةّ كبيـرة نـوعاّ ما دمر نصفها
نـظرّ إلى تـلك المدفـأة القـديمةّ بجانبها يوجد كرسيّ فـخمّ أسـود اللونّ بزخرفاتّ ذهبيـةّ ملفتة فـابتسمّ بكل سخـريةّ لطالما احتـلّ هذا الكرسيّ نيكـولاس قدّ كان
يجـلسّ عليه واضـعاّ قدما على الأخرىّ و بين يـديه يوجدّ مسدس صـغيرّ ماكاروف هـذا قد كـان اسمـهّ يمسحـهّ دومـاّ و العـجيبّ في الأمرّ أن ذلك المسدسّ
لطالما كان متسخـاّ
ـ أعـدت ديميتري ؟ أيـن هو تـقريرك ؟
تـجاهل نغـمةّ صوت نـيكولاسّ البـاردةّ المنـاديةّ نحوهّ قد كانّ يدرك أنه مجرد خيالات لا أكثـرّ و لا أقـلّ ثم نـظرّ إلى الأعـلىّ يوجد سـلمّ طـويلّ يـصلّ للطـابقّ
الأعـلىّ فعـبرهّ بهدوءّ لقدّ كان مهتزا يوشك على التحطم لكيّ يصـل إلى رواق مـظلمّ داكنّ لا أكثر للحيـاةّ فيه جالّ بعينيه على ذلكّ السـجادّ الأحمرّ قدّ صـارّ
لونه داكناّ ثمّ نـظرّ إلى الجـدارّ حيثّ عـلقتّ صـورّ لكل من نيـكولاسّ و جـدّه أيضاّ جميـعّ أسلافّ ماكاروفّ السابقينّ كانتّ نـظراتهم واحدةّ تعـلوها الكبرياءّ
و البـرودّ أيضاّ الـكرامةّ العـاليةّ و الفـخرّ ..
ـ مـا الذيّ تـفعله ؟ لقدّ طـلبت منـك أن تـقتله ..
استـدار ديمـيتري إلى الخلفّ حيثماّ كان مصدرّ الصـوت قدّ بدت مـلامحـهّ هادئةّ للغـايةّ ثمّ تـقدمّ بخطواتّ بطيئةّ نـحوهّ لكيّ يقفّ أمـامّ بـابّ ما بدى عـادياّ
جداّ فلفّ يده حول المقبضّ لكي يفتحّه لولا أنه ترددّ لمّ يبدوا أنه راغبّ بالدخول إلى الغـرفةّ لكـنهّ بـتصميمّ عـبرّ أول خـطوةّ نـحو ماضيهّ كانتّ حالة تـلكّ
الغـرفةّ أسوءّ من المنـزلّ بأكمله كلّ شيءّ محـطمّ فيها الأوراقّ متنـاثرةّ فيّ كل مكانّ و كتـبّ عـديدةّ مزقتّ لنفسّ الصـفحة الأثـاث قدّ قـلبّ رأسا على عـقبّ
إلا كـرسيّ واحدّ
أغـلق ديميتري عينيه لم يستـطعّ أن يوقف سيل الذكـرياتّ ، لقدّ كان الأمرّ صـعبا في البـدايةّ لكنه أجبر نفسه علىّ تـقبلّ ما يحدثّ من حوله فعـادّ ينـظرّ إلى
الكرسي بعينين بـاردتينّ إن أراد أن يقتـل نايت هذهّ المـرةّ سوفّ يسدد فوهة المسدس نحوه دونّ تـردد فيجب عليه أن يـواجه أحداثّ تـلك الليلةّ مجددا تمتم
بـكلماتّ خافتةّ
ـ لقد عـدت أبي ..
بالرغم من أن ما قاله كان متأخـراّ لكنه بدى صـائبا بالنسبةّ له ثمّ جـلسّ على ذلك الـكرسيّ يضع قدما على الأخرى مغـلقاّ عينيه قدّ انهـالتّ إلىّ ذهنه
مجـموعةّ منّ الصـورّ كان بطلها نيـكولاسّ نفسهّ بنبرةّ صـوته المبـحوحةّ و نـظرتّه البـاردةّ وجـهه الشـاحبّ و عينيه الداكنتينّ قدّ كان يتـحدثّ بـنغـمةّ متهكمـةّ
للغـايةّ موجهاّ فيهاّ سيـلاّ من الغـضبّ الشديد الشتمّ إليهما ..
ـ لقدّ قـلت لك بـوضوحّ أن تـقتله ألم أفـعل ؟ فـما الذي تـفعله أمامي الآن ؟ اقــتله إنه الـعقبة الوحيدة التي تقف فيّ طـريقك أقـتل نـايت ..
بالفـعلّ لطالما كان نـايت العـقبة الوحيدةّ التي تقفّ بينــّه و بين تـحقيقّ أحـلامه ، إنه الـرجلّ الوحيد الذي استـطاعّ لا أن يقفّ فيّ وجهه فقطّ بلّ حتىّ أمـام
نيـكولاسّ لقدّ كان فـريدا بـطريقةّ غـريبّة خاصةّ كما لو كـأن قـلبه لم يـعرفّ الخوف قـطّ و لمّ يترددّ قطّ فحتىّ لما أخبرهما نيكولاسّ أن الطـريقةّ الوحيدةّ لكيّ
يعتـرف بأحدهما للملأ هو أن يقوم أحد منهما بهزيمة الآخرّ آخذ أخلى ما يملك و المـهمة الأخيرةّ تكمن في قــتله ، أخذ حياة نايتّ ..
وقفّ ببطءّ ثم عـبرّ الغـرفةّ إلى مكـتبةّ صغيرةّ بالـزاويةّ أمسكّ كـتاباّ أحمـرّ كان لفيلسوف ما عـرف بـميله للجانبّ الآخر رغبـته الشديدةّ في الانتقـامّ ثم فتـحه
لكيّ يجد مسـدسا مميـزاّ فيّ نهايتـهّ علقّ أول حرفّ من اسم نيـكولاسّ كان غـريباّ لكن جدّ متقن العـملّ فرفـعهّ ديميتري بهدوءّ ثم أغـلقّ عينه لكيّ يسدد فوهته
نحوّ كرسيّ الذي كان يجلسّ عليه سـابقاّ ، همسّ لنفسه بنبرةّ بـاردةّ تعـلواّ تدريجياّ معّ كلّ كـلمةّ ينطقّ بها
ـ كيفّ تـطلبّ مني أخذ حيـاته و أنت عجـزتّ عن ذلكّ أبي ؟ لمـاذاّ قـمت بتلك اللعـبةّ و أنتّ تـميل له منذّ البـدايةّ ؟ لمـاذاّ أعجبت به و أنتّ مدرك لخيـانته لكّ ؟
لمـاذاّ ؟ و أنا الذيّ نفذّ كل أوامرك لم أنل و لو بجزء من ذلك الاهتـمامّ ؟ أنـتّ غيرّ منصف ّأبيّ غيرّ منصف على الإطلاقّ فبسببّك أنظر ما صرت عليه الآنّ ..
تـلكّ الكلماتّ التيّ كانت حبـيسةّ قلبه طـوالّ حيـاته قدّ سمعهـاّ الصدى الآنّ بعد فواتّ الأوانّ فـلاّ نيكولاسّ على قيدّ الحيـاةّ و لاّ كل شيءّ كان مثلما كانّ بلّ
مجرد حطـامّ وّ ظلمـةّ هـذاّ ما صارت عليه عـائلةّ ماكاروف العـريقةّ ، أمسكّ المسدسّ جيـداّ و هو يصيـحّ بحدةّ
ـ قـمت بكلّ شيء من أجـلكّ لقدّ تـخليت عنّ سيرينا من أجلكّ تـركتّ أميّ من أجلكّ و كلّ أصدقائيّ لكّ فقطّ ، تـعلمتّ أن أحب المـادةّ مثلكّ و أتصفّ بالكبرياءّ
مثـلكّ أيضاّ فـأيّن أخطـأتّ ؟ لماذا لم تعترفّ بيّ ؟ لماذاّ لم تثني عليّ قـطّ ؟ أو لست الأحقّ بأن أكون جانبكّ ؟ أخبرنيّ .. لقدّ قلتّ لك أخبرنّي بحق السماءّ
أين أخـطأت ؟
أطلق رصـاصةّ على ذلكّ الكرسيّ تـلتها أخرىّ و الغـضبّ يـعلوه فيّ لحظة نسيّ تـماما أن نيكولاسّ لم يعد قـيد ّالحياةّ فـتـقدمّ بخـطواتّ سريعةّ و أخذّ يضربّ
أيّ شيءّ أمـامه بعصبيةّ و هوّ يرددّ كلماتّ كانت حبيسةّ قـلبهّ
ـ أيهـا السافلّ الوغـدّ ما الذيّ فـعلته لتـنال حب الكـلّ ؟ أنت لا تستحقّ حب أحدّ يجدر بكّ الـموت ، أيهاّ الـجرذ الـحقيرّ ابن الـ .. أنـا أحق بالفوز منـكّ ، نـايتّ
أكرهـكّ أمقــكّ أكرهكم جميـعاّ
دفـعّ بالكرسيّ جانباّ ثمّ صـاحّ بقوة قدّ علت صرختـهّ الغـاضبةّ في الأرجاءّ لماذاّ لم يمسكّ نيـكولاس بالمسدسّ لماذا لم يقتـل نايتّ حينهاّ ؟ لمـاذاّ لم يقتله و
قد عـلم بخيانته له ؟ لمـاذاّ لم يوجه فوهته نحـوهّ حينماّ أدركّ أنه قدّ أخذّ أحبّ الأشياءّ إليه كبريائه و أمواله سمعـتهّ و دمائه فلماّ لم يفعل ؟ لا بلّ ازدادّ إعجابه
بهّ بينما هوّ الذيّ نفذّ كل شيءّ على أكمل وجه تماما مثلماّ أراد لم ينل أبدا ثناءا منهّ صـاحّ مجدداّ بـحدةّ
ـ أبـيّ أنـا سوف أنجز المهمـةّ التي أنت فشلت بهاّ سوفّ أقتل نايت و هكـذاّ سأهزمكما مـعاّ ..
بـعدّما قال ذلك فتح عينيه على وسعهماّ بدهشة قدّ وضع يده على جبينه مستغـربـا سرعان ما تحولت دهشته تلكّ إلى ضـحكاتّ مدوية فيّ الأرجاءّ بـاستمتاع
لما قـالهّ لمّ تتوقفّ تـلكّ الضحكاتّ على الإطلاقّ بل ازدادت قـوةّ كـأنه قدّ حررّ نفـسهّ أخيـراّ من تلكّ القيود الملتفةّ حولهّ ، حـولّ يديهّ قدميهّ و عـقله أخيراّ و قدّ
نزعّ تلكّ الكمامةّ من حولّ فمه فأطلقّ العنان لتلكّ الأسرار التي احتلها قلبه طوالّ هذه المدةّ قدّ أخذ يرددّ بكلّ ضحكةّ
ـ سأقتـلّ نايت ، نـاي أخي العـزيزّ الصغير أنت التـاليّ ..
تـوقفتّ ضحكـاتهّ فجـأةّ قدّ عـاد يضعّ يده على جبينه عينيـهّ داكنتين كماّ لو كأنهما لمّ تريا النـورّ قطّ كذلكّ قـلبه حالماّ فتـحّ العـنانّ له و لما تـركّ حقدّه كرههّ
و مقـته يتغلغلّ أكثـرّ فيّ جسدهّ فيّ عـروقهّ و دمائهّ حينهـاّ فقد القـدرةّ على التحكمّ بنفسـهّ لماّ يبلغّ المـرء أشدّ أنـواعّ الـكرهّ يفقّد القـدرة على التميزّ بين الخطأ
و الصـوابّ فـيرى ما يفـعله هوّ الـصوابّ بعـينهّ و غـايتهّ أي كانت وسيلته فيصّل إليهاّ ، قـالّ بنبرةّ مستمـتعةّ
ـ لنـجعلّ هـذاّ مسرحّ الأحداثّ مجـدداّ ، مـا رأيكّ أبيّ ؟ سوفّ أنهي سلالةّ مـاكاروف العـريقةّ في نفسّ البقعـةّ التي بدأتّ بهاّ لاّ تـقلقّ سأحرص علىّ تنـفيذّ الأمرّ
على أتمّ وجه بمثـاليةّ لم تـرها عيناكّ قبلاّ ، حينهاّ سأتخـطاكم ..
نـظرّ من حـولهّ بنوعّ من الخبثّ ثمّ حـملّ غـطاءّ أبيضّ كان على الـسريرّ ليـضعهّ فوقّ الكرسيّ و يعيده إلىّ مكـانه السابقّ أخـذّ يعـيدّ تـرتيبّ المكانّ إلى نفسّ
ما قدّ كان عليه سابقاّ باستمتاع غـريبّ و هوّ يتمتمّ بـأيّ كان من المفترضّ أن تكونّ الأريكةّ و أيّن صفحـةّ كـتابّ قدّ كان مفتوحاّ عليهاّ بالرغم من أن ما حوله
كانّ محـروقاّ نصفهّ أو محـطمّ إلاّ أنه وجـدّ متعتهّ فيّ إعـادّة ترتيبّ كلّ شيءّ .. كماّ لو كأنه لاّ يرى ما أمامـهّ و أنّ هذه الغـرفةّ التي يقفّ فيهاّ هي على ما كنت
عليه سـابقاّ و أنّ ذلك الـكرسيّ يجلسّ عليه نـيكولاسّ ينتـظرّ المـواجهةّ الأخيرةّ بينّ أبنائهّ ..
ـ نـايّ أيها العـزيزّ ستواجه نهايـتكّ قـريباّ،

/

كانّ يجلس أسـفلّ الأرض على السـجادةّ متكأ علىّ الأريـكةّ خلفه ممسكاّ بين يديه أوراقّ كتب عليها عدةّ نوتات مـوسيقيةّ جـديدةّ يحـاولّ تـجريبها حينمـاّ زم
شفتيه بـنوعّ من الكسلّ لكيّ يرفع نـظرّه نحو السـاعةّ قد كانتّ تشيرّ إلى الثـانيةّ زوالاّ فابتسـمّ لا إرادياّ و هو يـدرك تـماماّ أن صـديقه لاّ يزال مستيقظا يـعملّ
كعـادتهّ حـمل هاتفه يـريد أن يتصل به لكن سرعان ما احمرت وجنتيه إحراجاّ إنه يدرك جيـداّ أن الجميـع سوف يستلـمه على ما فـعله خلال تـلك المقـابلةّ أجل
لقد كان متـهورا للغـايةّ لكنّ حينما تـكلم قـلبه عما يكتـمه قـررّ عـقله التـزام الصـمتّ ..
ضحك بـخفةّ على نفسه و استـدارّ للخلف حيثما كان فـلورا نائمةّ كانتّ تـمسك بأوراقّ عديدةّ تخص قضيتهاّ و التي رفضتّ رفضاّ تـاما أن تـسلمه إياهاّ لكي
ينتهي بها المطافّ نائمةّ دون أيّ تـردد ، عـفويتها هـذّه و صفاتهـا الساذجةّ هي ما جذبته نـحوهاّ أكثـرّ و أكثـر فـمد يده ناحيةّ خصلةّ من خصلات شعرهاّ
الأصهبّ الـطويلّ و أبعدها عنّ وجههاّ لكي تـقطبّ هي حاجبيهاّ بإنزعاجّ و هي تستديرّ للجهة الأخرى معـطيةّ إياه ظهرهاّ قـائلةّ بشتيمةّ سريـعةّ
ـ الـلعـ .. عـليك أيـها الـوغد
كتـمّ ضـحكته يبدوا أن لسانها مستعـدّ دوما لإطلاقّ كيل من الشتائـم مما جـعله يستمتـعّ أكثرّ و هو يعـيد نفـسّ الـحركةّ بـطرفّ ورقـته لكي تـستدير مجددا نحوهّ
و هي تشتـمّ بانزعاج قبل أن تفتحّ عينيها نـظرتّ نـحوه بدهشـةّ لم تستـوعبّ موقفها حتىّ الآن حينما تـحدثّ ويليامّ بنـبرةّ مـرحةّ هادئةّ
ـ فـلورا عـزيزتي دعينـا نتـزوجّ ..
حالما قـال ذلكّ اعتـدلت بسرعة في جلستها و هي تنـظرّ حولها بعدم استيعابّ لقد كانت في شقتهاّ هي حيثما غـفتّ بعد مجيئها من حفـلةّ نجاحها مع السيدة
فرانسيس و قد كانّ ويليام برفقتها لما قرر أن يجلسّ معها قـليلاّ لكن كيفّ آل الأمرّ لكي يطلبّ يدها لزواجّ فرمشتّ بعدم فهم لكيّ يضحك ويليامّ بخفةّ و هوّ
يـمسكّ بمعصمهاّ قـائلاّ بخفةّ
ـ حينما تنتهـيّ هـذه الحـربّ و يـعود كل شيء إلى ما كان عـليه سـابقا هلا تـزوجت بي آنستي الجميـلةّ ؟
قـطبت حاجبيها مسـتغـربةّ و هي تنـظرّ إليه كان مبتسـماّ كعـادته بكلّ جاذبية خصلات شعرهّ الأشقرّ ربطتّ معظمها بعيـداّ عن جبينه عينيه الزرقاوتين تراقبانهاّ
بـلطفّ شديدّ مما جعل وجنتيها تحمرانّ بشدةّ إنها لا تستطيـعّ مقاومته على الإطلاقّ فأشاحتّ وجهها بعيداّ عنه قـائلةّ بـتوترّ
ـ لكن ما الذي تـقوله ؟ هل أنت ثـمل ؟
ضحـكّ بـخفةّ ثمّ ضرب جبينها بـطرفّ أنامله لكيّ تـستديرّ نحوه حينما أحـاط ذراعيه حـولّها ضاما إياهاّ إلى صـدره حينها فقدتّ الإحساس بآخر ذرةّ تـفكيرّ فيّ
ذهنها كما لو كـأن عقلهاّ بأكمله صارّ فارغـاّ بينماّ وضع ويليام رأسه على كتـفهاّ قـائلاّ بنبرةّ هادئةّ
ـ لا أريـد أن أفقـدك ..
لما قـالّ ذلك ابتسـمت فـلوراّ بهدوء هي الأخرىّ مـدركةّ سببّ جملته تـلكّ لكيّ تـضع يدها علىّ رأسه ربتت عليه حينمـاّ تنهد ويليامّ بنوعّ من الـراحةّ قـولّ تلكّ
الكلماتّ لا شيءّ أسهل من ذلكّ فـلماذاّ لا يعبرّ نايت عنّ مشـاعره ؟ لاّ شيء أفـضلّ من الحـبّ المتبـادلّ و أن يجدّ شـريكته هيّ فـلوراّ الفتـاةّ التي لطالما ساندتهّ
يـا له من محـظوظّ ، تـحدثتّ فـلوراّ بـخفةّ
ـ أنـا لن أذهب إلى أيّ مكان سنبـقىّ معـا ..
حينهاّ ضحكّ ويليامّ بـخفةّ و هو يضـعّ يجلسّ بجانبها رمقـته فـلوراّ بلطفّ فبادرها هو بنفسّ النـظرةّ لكيّ ينـطلقّ ضحكاتهماّ الـرنانةّ فيّ الأرجاءّ حينماّ رن الهاتف
فجـأةّ أمسكّه ويليام بإستـغرابّ من هذا الذي سيتصلّ بهذه الساعةّ ؟ مهمـاّ كان المتصـلّ فـلابد أنه لم ينـظر لسـاعةّ قبلّ أن يرفع هاتفـه بينمـا وجهت فـلورا أنـظارهاّ
نحو الشـاشةّ مستنـكرةّ قبل أن يأخذّه ويليام من بينّ يدهاّ و يـرفع السـماعة لينتقلّ إلى مسامعه صـوتّ رجل مـاّ
ـ مسـاءّ الـخير هـل هـذاّ رقم الآنسـة لاّ أقـصد السيـدةّ آ .. ؟
لقدّ بدى أن الـرجلّ قد وجـدّ صـعوبةّ كبيرةّ فيّ لفظّ إسم السيدةّ أو أيّ كان الـشخصّ الذيّ يبحثّ عنه قدّ كانتّ لهـجتهّ نوعاّ ما غـريبةّ كما لوّ كـأنه يجاهدّ نفسهّ
فيّ العـثورّ على الكلماتّ المناسبةّ فقطب ويليام حـاجبيه ثمّ أخـبره بـهويته و أنه اتصـلّ بالـشخصّ الخطـأ لكيّ يعتـذرّ الـرجل فـوراّ قد بدى أنه يستخدمّ ألفـاظّا
متلعثمةّ لكيّ يتـحدثّ بلغـةّ انجليزية صـحيحةّ إذّ بدت لكـنتهّ غـريبةّ كمـا أن الـرقمّ خارجيّ لكنّ لم يبديّ ويليامّ فـعلاّ اهتـماماّ بـل أغـلقّ الهاتفّ لكيّ لا يـزعجهما
أيّ أحد آخر ثمّ استلقى على الأريكة مجدداّ بجانب فـلوراّ التي نـظرتّ إليه بـدهشةّ إذ لم يبدي أي رغـبةّ في المغـادرةّ بلّ حتى أنه عـدلّ من جسده لكيّ يستـطيعّ
الاستلقاءّ جيـداّ فقـالتّ له بنبرةّ محـذرةّ
ـ أنـتّ لن تـنام هنـا ، أتسـمعني ..
فتـح عينه اليمنى ليّ يـرمقهاّ بنوعّ من الاستعـطافّ لكن نـظراتهاّ له كـانتّ مهددّة و محـذرةّ فيّ آن واحدّ لن تسمـحّ له بالبقاءّ أكثـرّ فـوقفّ بخيبةّ أمل كبيرةّ و
هوّ يمسكّ بطانيتهاّ عـابراّ غـرفةّ المعيشةّ ببطءّ مدركاّ أنه لا جـدوىّ من النقـاشّ معهاّ و بالفعلّ لم يكنّ هناكّ جدوىّ فـنظراتهاّ كانتّ أكثرّ من كافيةّ لتخبره أن
يـحمل نفسهّ مغـادراّ قبل أن تـقومّ هي بحـملهّ و طردّه فـرافقتهّ إلى غـايةّ البـابّ لكيّ يقومّ بضغط على المقبضّ مستديراّ ناحيتهاّ رامقاّ إياهاّ بنظرةّ مترجيةّ
ـ ألا أستطيـعّ ؟ شقتي فيّ فوضىّ عـارمةّ هيـا من فـضلكّ ..
أومـأتّ نفياّ بـرفضّ قـاطعّ لقدّ كانتّ تسمحّ له سـابقاّ بالبقاءّ ليسّ برغبتها الخـاصةّ لكنّ لأنه كان عـنيداّ لكن ليسّ بعد الآن يجبّ عليهما الحذرّ من تصرفاتهماّ
فلا أحد يدركّ متىّ يلتقطّ أيّ صحافيّ صـورةّ لهما و يقومّ بنشرهاّ خصوصاّ و أن الإعـلامّ لا يدركّ حقيقةّ الفتاةّ التي اعترفّ لهاّ لكيّ يتنهدّ ويليامّ بقلةّ حيلةّ قبلّ
أن يبتسـمّ بـمرحّ مشيـراّ على وجنتهّ
ـ ألن أحصلّ على قـبلةّ ؟
احـمر وجهها بـأكمله لمّ يعلم ويليام إن كان احمراره خـجلاّ أو غـضباّ فلمّ يعلم ما الذيّ يفعله فهلّ ينتظرّ قبـلته أم ينجو بحياتهّ لكنه اكتفى فقطّ بابتسامة مرتبكةّ
لكيّ تقطبّ فلوراّ حاجبيهاّ قائلةّ بنبرةّ غاضبةّ حاولتّ فيها أن تخفيّ إحراجهاّ
ـ إن لمّ ترحلّ فسوف تـحصلّ على ركـلةّ ..
ضحك بـتوترّ أهيّ جـادةّ ؟ لكنّ حالما رآها تـرفع كم قـميصهاّ الأبيض بـلع ريقهّ مغـادراّ بسرعة حينماّ وصل إلى بـابّ شقته استـدارّ نحوهاّ ينـظرّ إليهاّ قبل أن
يـغمزّ لها بـنوعّ من الـمرحّ و يبتسمّ بكلّ جاذبيةّ قـائلاّ بنبرةّ ضـاحكةّ
ـ إن كانتّ منكّ فهي بمثـابةّ جـنةّ ليّ ..
لمّ ينتظرّ لكي يرى ردةّ فعلها بلّ دخلّ بسرعةّ مغلقاّ البابّ خلفهّ فيّ حينّ نـظرتّ إليه فـلورا ّبدهشـةّ قد احمرتّ وجنتيهاّ خـجلاّ لكيّ تخفضّ رأسهاّ محـاولةّ أن
تـنزعّ ذلك الاحمرارّ من على خديهاّ لكنها لم تستطعّ فيّ النهايةّ عـادتّ إلى شقـتهاّ و هيّ تـجسّ نبضـاتّ قلبها المتسـارعةّ لم تعـتدّ بعد على تصرفاتهّ العـفويـةّ
إنهاّ تـجعلهاّ تـرتبكّ أكثرّ و أكثرّ إنـه الـرجلّ الذيّ لطالماّ أحبتـه لقدّ نالتّ حبه أخيـراّ ..
لكنّ لم تـدمّ سعادتهاّ تـلّك كثيراّ إذّ و حالما أغـلقّت البـاب انتـقلّ إلى مسامعهاّ صوتّ الـجرسّ استغربتّ فيّ البدايةّ لكن سرعانّ ما ابتسمت بـخفة لابد أنه ويليامّ
قدّ يكون نسي شيئاّ غيرّ أنها و عندماّ فتحتّ بـابّ شقتها على وسعه اندفعت الـشرطةّ إلى الـداخلّ فجأّة و دونّ أن يحق لها الـحديثّ تـحدثّ الـرجلّ الأولّ قـائلاّ
بنبرةّ بـاردةّ و هو يكبل ّيديها بالأصفادّ
ـ فـلوراّ روبرت أنتّ رهن الاعـتقالّ



 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 08:36 AM   #107
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





تـنهدتّ بقلةّ حيلةّ و هي تنـزعّ وشاحّها من رقبتهاّ لكيّ تعـلقهّ بعدّ ذلكّ نزعتّ معطفهاّ و وضعتّ مطريتها أرضاّ جالتّ بعيهاّ فيّ أرجاءّ المنـزلّ قد كانّ هادئا
للغـايةّ كماّ لو كـأن لا أثرّ للحياةّ به فـعادتّ ملامحّ الحزن تـكسوّا وجههاّ متىّ سوف يستـمرون على هـذّه الحـالّ ؟ نـظرتّ إلىّ سـاعةّ المـوجودةّ فيّ أعلىّ
الجدارّ قدّ كانت تشيرّ إلى الـثـالثةّ صباحاّ لم يكن يفترضّ بها المجيء الآن لكنّها أصرتّ على فـرانسواّ أن يقلها للمنزلّ و انتـظرته حتىّ ينهي عـملهّ غيرّ
أنه توقفّ عنّ أيّ كانت أعـمالهّ لكيّ يوصلهاّ ثمّ يـعودّ أدراجهّ بسرعةّ غيرّ ملتفتّ للخلفّ ...
عـبرتّ الـرواقّ ببطءّ و هيّ تحمل معطفهاّ و وشاحهاّ تحرصّ على عدمّ إصـدارّ أيّ صوت فوالدها لّن يسامحها على تأخرهاّ لنّ يـعفوّ لهاّ فقطّ لأنها كانتّ
بـمنزلّ ماريّ بلّ ربما سيشددّ عقابهّ عليهاّ خصوصاّ و أنهاّ فيّ الفترةّ الأخيرةّ أعـلنتّ تـمردها عليهمّ جميـعاّ إذ أنهاّ أخبرتهمّ بـأنهاّ لن تـقفّ مع ديميتريّ
مهماّ تـطلب الأمرّ و إن أرادا أنّ يكوناّ بصفهّ فليفعلاّ .. تـنهدتّ بقلةّ حيلةّ والدها لاّ يملك خياراّ حقيقـةّ فهو يفعلّ ما يـفعله لأنه يـظنّ أن آرثرّ مهدد من قبلّ
هـذاّ الـرجلّ الفـظيعّ المدعوّ بديميتريّ و لاّ يدرك تـماماّ أن آرثرّ هو خـلّف تـصرفاتهّ و يـفعلّ كلّ شيءّ طـواعيةّ بلّ حتىّ أنه يعرضّ أفكارهّ الخاصةّ على
ديميتريّ و مجـموعتهّ ..
حينماّ أشعلتّ الأضواءّ فجـأةّ فجـمدتّ كلّ أطرافّ جسدهاّ قبلّ أن تستديرّ ببطءّ إلىّ الخلفّ لكيّ تـرىّ آرثرّ أخيهاّ يقفّ هـناكّ فيّ الـطابقّ العـلويّ أمامّ غـرفته
الـخاصةّ يرمقهاّ بنـظراتّ باردةّ للغايةّ فاتسعتّ عينيهاّ بدهشـةّ و سـألته عـفوياّ لم تستطعّ منعّ الابتسامةّ
ـ آرثـر لقدّ عـدتّ .. هل استعـدتّ صوابكّ أخيـرا ؟
بالـرغّم من أنهاّ لم تـكنّ تقصدّ الـسخريةّ إلاّ أن جملتهاّ بدتّ كذلكّ لمّ تدركّ كليرّ أنها زادتّ غـضبهّ أميالاّ قدّ قطبّ حاجبيهّ بكلّ عـصبيةّ كيّ يتـقدمّ نحوهاّ
فـرمقتهّ كليرّ باستغراب عندماّ قـالّ بنبرةّ حادةّ لم يستطعّ أن يخفيّ فيهـاّ غـيضه الشديدّ و حقـدّه
ـ لقدّ أخبرتكّ أن تبـتعديّ عن تـلكّ الـمقعدةّ بحقّ السمـاءّ لكنّ لاّ لم يكنّ مصاحبتهاّ أمرّ كافياّ لكّ بل حتـىّ أنكّ قـررتّ مواعدةّ ذلكّ الـرجلّ الـسافلّ و الـوقوفّ
بجانبّ الشيطانّ أو لا تـدركينّ حجمّ الأخطاءّ التيّ تـرتكبينها واحدةّ تـلوّ الأخرى ؟
لمّ تـستوعبّ كلامه فيّ البـدايةّ أهـذاّ يعني أنه لاحـظّ حينما أوصلهاّ فـرانسواّ ؟ أو كانّ ينتـظرهاّ أم يراقبهاّ طوال هـذّه المدةّ ؟ هـذاّ ما جعـلّ الغضبّ يتصاعدّ
فيّ كيانها بأكملهّ أن يحـكمّ على تصرفاتهاّ هوّ الـرجلّ الذيّ يحـتاجّ إلىّ إعادةّ تـأهيلّ فقالتّ له بـعصبيةّ
ـ تـوقف عنّ سخافاتكّ آرثر فمنذّ متىّ أنا أنـفذّ طلباتكّ ؟ لا تـجعلنيّ أضحك ..
رمقهاّ بحدةّ و قدّ فقدّ أعصابهّ كلياّ لكيّ يمسكّها من ذراعهاّ بكلّ قـوةّ محـاولّا أن يفرضّ أوامرهّ ربماّ بينماّ لمّ تـزلّ نـظرّة الـتحديّ تلكّ من ملامحّ كليرّ بـلّ
أمسكتّ بياقـتهّ جـاذبّة إياهّ للأسفـلّ رافضةّ الصـراخّ أو بالرغمّ من أنهّ ألمهاّ قدّ قالّ بـغضبّ هادرّ
ـ أيتهـا الـ .. مهمـا فعلتّ فلنّ يسامحوكّ أبدا لن تصبحيّ صديقة مـاريّ على الإطلاقّ و لن تـواعديّ ذلكّ الرجلّ أبداّ ألا تـدركين أنهم يستغـلونكّ لسيطرةّ علي ؟
ألاّ تـدركينّ أنكّ كالدميةّ بينّ أياديهم ؟
لوهلةّ ضـعفتّ قبضةّ يدها منّ حولّ ياقتهّ قدّ لمستّ كلماتهّ قلبها لكنهاّ سرعان ما استعادتّ شتاتّ أفكارهاّ بصـعوبةّ و هيّ تـحاولّ أن تـفكّ ذراعه منهاّ عـندّما
إزدادّ دفـعه لهاّ كما لو كـأنه يحاولّ أن يجبرها سـواءّ أرادتّ أم لمّ تـردّ لأوامرهّ هو فـصاحتّ بحدةّ
ـ ابتعـد عـنيّ آرثر ..
على إثر نـبرتهاّ الحـادةّ الصاخبةّ استيقظّ كل والدهاّ رويّ و والدتهاّ قدّ ركضاّ مسرعينّ لكيّ يرى كلّ من آرثر و كليرّ فيّ صـراعّ جادّ للغايةّ أبنايهما اللذانّ لم
يتشاجراّ قد طـوالّ حياتهماّ كانّا متـعاونينّ جداّ و كلّ منهما مراعيّ للآخرّ هماّ الآن فيّ شجـارّ حادّ فحـاولّ رويّ أن يتـدّخل لكنّ آرثرّ دفعه بغيرّ قصدّ منه للخلفّ
لكيّ تـمسكّه زوجتـهّ بسرعةّ خوفاّ عليه صـاحتّ عليهماّ بـعصبيةّ
ـ آرثـر كليرّ ما الذيّ تـفعلانه ؟ ..
تـوقفّ آرثرّ عن إحكامّ قبضته على ذراعهاّ لكنّ بـدفعةّ بسيطة منه وجدتّ قدميهاّ تعوداّن للخلفّ فـنظرتّ بدهشةّ إلى الـدرجّ قبل أن تسقطّ بقـوةّ عليهّ لكيّ تتوقفّ
أخيرا عنّ الـحركةّ فيّ نهايته كانتّ تمسكّ ذراعهاّ بقـوةّ و هيّ تـكزّ على أسنانهاّ قد انتقلّ إلى مسامعهاّ صوتّ والدتهاّ الـخائفّ بينماّ قطبّ آرثرّ حاجبيهّ لماّ اقتـربّ
منه رويّ قـائلاّ بنبرةّ حادةّ
ـ ما الذي تـفعله ؟ جميـعنا نـدركّ أنه لاّ حيلةّ لك لكنّ ما فـعلتّه يتعدىّ الحـدودّ آرثرّ .. ليّ حديثّ معك
بدى رويّ أنه يقاومّ نفسه لكيّ لاّ يضربّ آرثرّ محاولاّ أن يتفهمّ أنه مجبرّ على تـصرفاتهّ هذّه و لاّ يستطيعّ رفضّ أوامّر ذلكّ الـرجلّ لكن ما فعله لاّ يغـتفرّ فركضّ
مسرعاّ تـاركاّ ابنه خلفهّ نـاحيةّ كليرّ التيّ لمّ تقلّ شيئاّ بل اكتفت بنـظراتّ حـادةّ غـاضبةّ نحوّ أخيهاّ الذيّ تـحدثّ بتهكمّ
ـ ماذا ؟ أتـريدينّ قـتلي ؟ لمـا لا تـطلبي ذلك من حبيبك فـهو قـاتلّ محتـرفّ في النهـاية ؟
استـدارّ بهدوء عـائداّ إلىّ غـرفته وسطّ دهشـةّ أفرادّ عـائلتهّ بأكملهمّ لمّ تستطعّ كليرّ قولّ أيّ شيءّ بل اكتفت فقطّ بالإمساك بذراعها بينماّ غـادرّ رويّ لجلبّ
سيـارته من أجلّ نقلها إلى المستشفىّ فيّ حينّ لم تستطعّ والدتها احتـمالّ الأمرّ لكيّ تـبدأ فيّ البكاءّ دونّ جدوىّ فـوقفتّ كليرّ بـرفقةّ والدتها مغـادرينّ المنـزلّ
اتجـاهّ الـمستشفىّ عنـدها عـاد الهدوءّ إلى المنـزلّ حينمـاّ جلسّ آرثر على سريره بجانبه كانتّ إليـزابيثّ جالسةّ تبتسمّ ببرودّ لما قـالّ آرثرّ بـحدةّ
ـ تـباّ لها ..
لم تـقلّ شيئاّ بل اكتفت فقطّ بالتـربيت على ظهرهّ كانّ غـاضباّ للغـايةّ لكنهاّ استـطاعتّ بطريقةّ ما أن تـبعدّ غـضبه تـدريجياّ كانتّ مـرتديةّ سـروالّ جينز قصيرّ
إلىّ ما فـوقّ الـركبةّ و قميصاّ قطنياّ مع حذاّء ذو كعب عاليّ أسودّ قد تـركتّ رفعت خصلات شعرها على شكلّ ذيلّ حصانّ هادئةّ جـداّ و مبتسـمةّ ببرودّ مصممـةّ
على تنفيذّ خـطتهاّ أي كانتّ الـطرقّ قدّ تحدثت بنبرةّ هامسةّ
ـ يمكنهـا أن تكون بمثـابةّ عـون لناّ الآن دعنا نستغـلّها قـليلاّ قبل أن نبعدها عنّ ماري و فرانسوا نهائياّ أعني لنـذيقهما قليلّ من الـعذابّ .
استـدارّ ناحيتها و لم يقلّ شيئاّ بل أومأ إيجابا و هو يتنهدّ بحدةّ ماّ الذيّ تفعله كليرّ بتعاونها معهّم ؟ إنها تـدرك جيدا أن نايت رجلّ خـطيرّ للغايةّ و التواجد بجانبه
ليسّ بالقرارّ الأمثلّ و الصحيحّ فأيّ إمرأة عاقلةّ تذهب إلى بيته تـلعب بـرفقةّ زوجـتهّ أو بالأحرى دميتـه إن صحّ القولّ و تـحبّ صديقهّ الأيمنّ إنهاّ مجنونةّ كلياّ
و لاّ يعلم كيفّ يجعلها تعودّ إلى جانبه ..
بينمـاّ وقفتّ إليزابيثّ بهدوء و هي تنـظرّ من خلالّ الشرفةّ إلىّ بـاحةّ المنـزلّ قدّ لا يكون انـضمام كليرّ لنايت قـرارا صـائباّ لآرثر لكنّ بالنسبةّ لها فهي بطـاقةّ
دخولهاّ للقصرّ مجدداّ و هذه المرةّ لن تخرجّ قبلّ أن تـأخذّ نايتّ معهاّ سوفّ تفعل المستحيلّ لتنـاله و لن يكون لديهاّ أي شجارّ فـماريّ قد كشفتّ أخيراّ هي لمّ
تـكنّ سوى موظفةّ لديه إن صحّ القولّ و هوّ لم يحببهاّ قطّ الـمرأة الوحيدةّ التيّ نـظر إليها استدارّ نحوهاّ و اهتـم بهاّ هيّ إليـزابيثّ وحدهاّ فقطّ ، ابتسمتّ بخفةّ
قـائلةّ
ـ دعنـا نبقيّ أمر تـحركاتنا هـذّه سراّ عن أوسكارّ فـأنا لا أعتـقدّ انه سيوافقّ على أيّ ستكونّ خطواتّنا القــادمةّ ، إنه لا يريد أن يجذبّ الانتباه من أجل تـجنب
التفات الإعلام لديميتريّ لكن نحن ليسّ لدينا شيءّ لنخسرهّ فعلا و كمـاّ أن موعد الاجتـماعّ قـريبّ للغـايةّ لمّ يبقى سوىّ ثلاثةّ أيام على انعقاده
استـدارّ آرثرّ ناحيتها مستغـرباّ لم يتم الإعلان أبدا عنّ موعد الاجتماعّ القادم لاختيارّ رئيسّ شركةّ لبيير فـكيفّ لها هي أن تـعلم ذلّك تـحدثّ بنبرةّ مستغـربةّ
مستنـكرةّ
ـ لكنّ كيفّ لك أن تعلمي بذلكّ ؟
ابتسـمتّ بخفةّ و هي تستديرّ نحوه كانتّ نـظراتها باردةّ خبيثـةّ وشديدةّ الـمكرّ و لوهلة من الزمنّ نظر إليهاّ آرثرّ بدهشةّ كـبيرةّ بدتّ جميلةّ للغـايّة بلّ كانتّ
الجمالّ نفسهّ لكنّ بالفعلّ هذاّ الجمالّ و ذلكّ الجسدّ ليساّ كاملينّ قـدّ قالت له بنبرةّ ضاحكةّ
ـ أنـا من قـمتّ بتـحديدّ الاجتـماعّ لقدّ صـرتّ الآن منـافسةّ له على الـسلطةّ لاّ كايّل ..

/

ـ إذّن أخبـرنيّ مـا رأيك ؟
كانتّ نـظراتّه موجـهةّ نحوهّ قدّ علتّ ملامحه الدهشةّ و الصـدمةّ فيّ آن واحدّ إنه بالكادّ يصدقّ ما سمعتّ أذناهّ و ما تـراه عيناه فيّ هذّه اللحـظةّ حينماّ أدرك
أخيـراّ أنه و بالرغمّ من كونه فـرداّ من هـذّه العـائلةّ إلاّ أنه لا يعـلمّ شيئاّ عنها و ما سمـعهّ الآن أكبرّ دليلّ على ذلكّ بيـنماّ نـظرّ أليكساندرّ بهدوءّ إلىّ صـورةّ
ما موضوعـةّ بجانبّ الـسريرّ قد كانتّ لكلّ من كايلّ و إليـزابيثّ فيّ حفلةّ زفافهماّ بعدّ ذلكّ عـادّ ينـظرّ نحوه فتـحدثّ كايلّ بـعدم تصديقّ و الـرجفةّ صرتّ فيّ
كيانه بـأكمله
ـ ماّ الذيّ تـقصده بـأنه سوفّ يقـتلّ ؟ إنكّ تتحدثّ عنّ نايت بحقّ الـسماءّ ذلكّ الـرجلّ لم يهزم قطّ فيّ حياته فـكيفّ لكّ أن تـقولّ بهذه البساطةّ أنه سوفّ يقتل ؟
أتمزحّ معي يـا فتى ؟
رمـقهّ أليكساندرّ ببرودّ لوهلة من الزمنّ قدّ اغتاظّ من لهجةّ الاستصغارّ الظاهرةّ في نبرةّ صوتّ كايلّ لكنهّ لا يملّك شخصاّ آخر ليـخبرهّ لاّ بل يتـوجب عليهّ أن
يخبر كايلّ فاقـتربّ منه قـليلاّ و هوّ يتحدثّ بّحدةّ
ـ أنا لا أمزح ، إن لمّ نفعل شيئـاّ فهو حتما سوفّ يقتـلّ .. إنه لاّ يريد مني التـدخلّ لكنّ أنت تـستطيعّ يمكنك أن تـمنع هـذاّ من الحصولّ
تنهدّ كايلّ بقلةّ حيلةّ و هوّ يفرك جبينهّ ما الذيّ دفعه لكيّ يصدقّ أقاويلّ طفلّ هو بالكاد يعرفّ عنه شيئاّ ؟ أو قـال ّأن نايتّ سوفّ يقتلّ و من طرفّ ديميتري ؟
هـذاّ مستحيلّ الـحدوثّ كلياّ قـدراتّ نايتّ عـاليةّ جداّ و هوّ لم يخسرّ أبداّ منـذّ أن ولدّ هوّ لم يذقّ أبداّ طعمّ الخسارةّ لقدّ كان يحصلّ على كلّ ما يريده بالتخطيطّ
مسبقّ فـلماذاّ سوف يخسرّ الآنّ ؟ لاّ بلّ لما هو لاّ يزالّ ينصتّ إلى هذا ّألفتى ؟ إنه بالكادّ يعرفّ إسمهّ أكانت ماريّ تـناديه بـأليكسّ أوّ ماذا ؟ فـأمسكّه من كتفه
قـائلاّ بنبرةّ هادئةّ
ـ عـد إلىّ النومّ فكل ما رأيته كانّ مجرد كابوسّ ، هياّ أخبرني أين غـرفتكّ سوف أعـيدكّ ..
قـطبّ أليكساندرّ حاجبيهّ بـعدّ ذلك ابتسمّ بسخريةّ ثمّ استـدارّ مستعداّ للمغادرةّ يبدوا أنه كانّ مخطئا حينماّ لجأ إليهّ لمّ يكن عليه أبدا ّأن يثّق به حينما تستيقظّ
ماريّ سيخبرهاّ بالرغمّ من أن نايتّ لاّ يريد لأحد أن يعلمّ بشـأن هذّه المواجهة الأخيرةّ لكنه سيفعلّ فهو لن يسمحّ أبداّ لنايت أن يقتلّ ، قـالّ بنبرةّ متهكمةّ
ساخرةّ
ـ أنتّ محقّ لمّ يكنّ يجدر بيّ أبدا أنّ أخبرّ جبانا مثلكّ.. لقدّ عـجزّت عنّ مواجهةّ إليزابيثّ فكيفّ لك أن تـواجه ديميتريّ و هو أسوءّ منها بـأميالّ و أميالّ ؟
عـدّ إلىّ النومّ عـزيزيّ فأنتّ لن تستيقظّ أبدا
نـظرّ إليه كايلّ بدهشةّ أقـالّ له تـواّ جبانّ و عدّ إلىّ النومّ ؟ هـذاّ الفتى لا يبدواّ عادياّ على الإطلاقّ طريقةّ كلامه و حتىّ تـفكيرهّ أكبرّ من عـمره بكثيرّ إنه يبدواّ
نوعاّ ما شبيها لنايت فـقطبّ حاجبيه غيرّ مصدقّ ما يحدثّ و اقتربّ منه لكيّ يمسكهّ رغماّ عنه و هوّ يحاول أن يعيدّه إلى ّغـرفته عندماّ تحدثّ أليكساندرّ
بحدةّ محاولاّ التخلصّ من قبضتهّ
ـ أيـها الانجليزيّ الـوغدّ أتركنيّ ..
لقدّ أخطـأ فعلاّ بقدومه إلى كـايل فـهو حتى لو أراد لما استـطاع أبدا إيذاء إليزابيثّ و حينما تـخلصّ من قبضـةّ كايلّ التيّ تجذبّه نحو المخـرجّ ، فتـحّ البـاب
لكيّ تدّخل سوزي بـكل هدوء أغلقتّ البـابّ خلفهاّ قدّ بدى أنها تـعلمّ كل شيءّ عما كان أليكساندر يتـحدثّ تواّ لكيّ يقطبّ حاجبيه و هو يزم شفتيهّ عندما تحدث
كايلّ باستياءّ
ـ هـل كنت تـراقبيننيّ مجـددا ؟
نـظرتّ إليه سوزي بـبرودّ ثمّ أومـأتّ إيجابا هـذّه هي مهمتهاّ حـالياّ و تتمثلّ فيّ حمـايةّ مـراقبةّ و الحرصّ على جعـل كايلّ يـعود إلى رشـده فلابد أن إليزابيث
سوف تستهدفه عندماّ تـحدثت بنبرةّ هادئةّ
ـ بالـطبعّ ، و أعتـقد أن ما قـاله أليكساندر صحيح
زفـر كـايلّ بإرهاقّ شديدّ منهما ثمّ وضـعّ يده على جبينه لكيّ يبعد بضعةّ خصلات بنية أزعـجته معـرباّ عنّ فقدانه لأعصـابه أيضاّ تنهـدّ بعد ذلكّ لكيّ يجلس
على الأريـكةّ و يقفّ أليكساندر أمامه كـذلكّ فعلت سوزي فعـادّ كايلّ يتـحدث بنبرةّ واثقـةّ و غيرّ مصـدقاّ لظنونهما
ـ بحقّ السـماءّ هـذا نايت الذي نـتحدث عنه إنه لنّ يقتل بـكل سـهولةّ كمـا أنه و الآن بعدما علمنا جميـعاّ هو من عـائلةّ ماكاروف ، تـلكّ العـائلة تحمل جينات
الـخداعّ و الدهاء كما لو كـأنها وراثـةّ و أنا أأكد لكم أن خـوفكم هـذاّ ليسّ إلا هذيان فقطّ
بالـرغّم من أن ما قـصده عنّ نايت كان بمثـابةّ مديحّ إلا أن أليكساندرّ اعتـبره إهـانةّ زم شفتيـه بعصبيةّ واضـحةّ و فــتحّ شفتيه مستعـداّ لردّ عنّ اعتـقاداتهّ
الهـاذيةّ عن سلالةّ ماكاروف عندما تـراجعّ فجـأةّ وهو يشيحّ وجهه بعيـداّ باستياء لاّ فـائدةّ تـرجى منه فـعـادّ أدراجه للخلف قـائلاّ بنبرةّ باردةّ حادةّ و غاضبةّ
أيضا
ـ سـافل وغـد ..
قـالّ ذلكّ بكل عصبيـةّ لكيّ يستدير مجددا نحو كايل المصدومّ ثمّ يتمتم بـكلماتّ شتيمـة حتماّ قد كانتّ بلكنـتهّ الـروسيةّ مغـادراّ بعد ذلكّ بينماّ تنهدتّ سوزي
بـقلةّ حيلةّ نـظرتّ نحو كايلّ و هزت رأسهاّ بأسى ، قـائلةّ له بنوعّ من التعب
ـ كـايل ألم يحن وقـتّ تدخلك بـعد ؟ ألا تـريد أن تلقن إليـزابيثّ درسـا ؟
شـحبّ وجهه إذّ ذكر سوزي لأسم إليزابيثّ أعاد ذكريـاتّ أليمةّ لم تمحىّ بعد منّ ذهنه قدّ فتحتّ جرحاّ حاول جـاهدا أن يتـجاهلهّ أنّ لا يشعرّ بألأمه عـندماّ
غـادرتّ سوزي أيضـاّ قد فقدتّ الأمل فيّ تغـيره لنّ تستطيـعّ أن تفـعلّ أيّ شيءّ له بعدّ الآنّ لن تكون قادرةّ على دفعه للأمامّ أكثرّ ليسّ و هو يـعودّ للخلفّ
خائـفاّ من مواجهةّ الواقـعّ بينماّ و حينماّ أغلقت الأبوابّ و عـادّ الهدوءّ ليعمّ الغـرفةّ وقفّ كايلّ متـجهاّ إلى تـلكّ ألصورةّ التيّ احتـوتهّ و إليزابيثّ فيّ حفلةّ
زفافهماّ قبلّ أن ينزلهاّ للأسفلّ و يبعـدّها عنه متنهداّ تماما كما لم تـعدّ إليـزابيثّ بجانبه



 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 08:36 AM   #108
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




تـلك الليـلةّ حينمـا لونت لنـدن بـغطاءّ أبيض صـافي لا مثيل له في نقـاءهّ يـزداد تلألئه لمعانا في كل فترة ذلك الغـطاء المعروف باسم الثـلجّ لا شيء
يضـاهيه جمالا قد تـراكمت حبـاته فيّ تلك الشرفة مرسلا نسـمةّ ريـاح بـاردةّ إليها فزاد إحكام قبضتها على الغـطاءّ مقطـبّة حاجبيها خـلاّل نومهـا بانزعاج
حينمـا استيقـظت فجأة معـتدلة فيّ جلوسها قدّ إزداد شـحوب وجهها وضـعّت يدها على فمها قبلّ أن تـركضّ بخـطواتّ سـريـعةّ نحوّ الـحمامّ أخـذتّ تـكح
بـقوةّ غـير قـادرة على التوقف حينمـا فتحت عينيها لكي تـرىّ بـصدمةّ تـلكّ الـدماءّ فـنظرتّ بـدهشةّ إلى المـرآة قدّ رأتّ انعكاس وجهها كـذلكّ خيطّ الدماءّ
المتسللّ من بين شفتيهاّ لم تستطـعّ إدراك مـا رأتهّ لولهة الأولىّ قد بدا الأمرّ لها كـمجرد كـابوسّ آخر تعـجزّ عن الاستيقاظ عنـهّ لكنّها تـدرك جيـداّ أن هـذاّ
هو الـواقـعّ الذيّ عليها مواجـهتهّ ،
لأحكمتّ الإمساكّ بـفستانها قبلّ أن تستديرّ مسـرعةّ تـبحثّ عن منشـفةّ قـامتّ بمسحّ تـلكّ الدماءّ من عـلىّ وجهها ثمّ فتحتّ الحـنفيةّ لكيّ تغـسلّ تـلكّ المياه
كلّ قـطرةّ من دمّ قدّ بدتّ شـاحبةّ جدا أمسكت بـصـدرهاّ مكانّ قلبها تـماماّ بدتّ كما لو كـأنها تـحاولّ أن تبثّ الصبرّ إليه بـعدماّ عجزتّ عن الارتـجافّ لكنها
لم تستطعّ إذّ أن الهـدوءّ إليهاّ الآن بدا بـعيدّ المنـالّ ..
حينماّ و فجـأةّ قامتّ بصفّع وجهها بــعدّ ذلك اعتـدلتّ فيّ وقفتـهاّ ثمّ حركتّ أناملهاّ لتحـاول رسم ابتسامة على شفتيـهاّ تنـحنحت محـاولةّ أن تـنزعّ طعمّ الدماءّ
من ريقهاّ و استـدارت مغـادرةّ فتحتّ بابّ الحـمامّ لكيّ تـقع أنـظارّها علىّ الـغرفةّ نـظرتّ نـحوّ تـلكّ الأريـكةّ هنـاكّ عنـدماّ و بكعبهاّ العاليّ داستّ على طـرفّ
فستانهاّ الأزرقّ النيليّ لكيّ تـقعّ علىّ نايتّ النـائمّ كـانتّ حـفلةّ زفافّ إليزابيثّ و كايلّ حينها ، ضحكـتّ ببحةّ و هيّ تـقتربّ من تلكّ الأريكـةّ ممررة أطراف
أناملها عليهاّ منّ كان يعلمّ أنها كانتّ ستقعّ فيّ حبـه و من أول نـظرةّ أيضاّ لكنّ يبدواّ أن الحبّ الأول لاّ يدومّ أو بالأحرى حبها الغـيرّ متبادلّ
اتجـهتّ إلى الـشرفةّ عندماّ أسرتهاّ كميةّ الثـلوجّ المتساقطـةّ قدّ شكلتّ غـطاءاّ أبيضاّ صافيّ مدتّ يدها نـحوه أرادتّ فـعلاّ أن تنقـذّ نايت ، استـسلمتّ لدموعهاّ
و هيّ تـبكيّ بصوتّ خافتّ أرادتّ أن تنقـذّه منّ شبحّ الانتقـامّ و تـجعله يرىّ كم أن الكل يستحقّ فـرصةّ أخرىّ و أرادتّ له أكثرّ من أيّ شيءّ آخر أن يذوقّ
طـعمّ السـعادةّ لم تبـاليّ مع منّ أوّ أينّ مـا دامّ سعيـداّ لكنها لم تـفعل أي شيءّ فـاستندتّ على ركبتيهاّ أرادتّ أن تمـدّ يدها إليه هوّ و تـمسكها لكنهاّ لم تـنجّح
لأنها ليستّ قـوية كفايةّ لتخترقّ ذلكّ الجليدّ ، فـصارتّ هـذّه الإرادةّ مجرد أمنـيةّ لم تتحققّ قـط
تـماماّ كـروايةّ والدتهـاّ سيليا و والدها جوناثانّ هـاهي الدنيـاّ تعـيدّ سرد أحداثهـا بـّأشخاصّ آخـرين لكنّ كميـةّ الألمّ نفسهاّ و جـرعةّ الـقدرّ نفـسهاّ أيضاّ لقدّ
لاقتّ نفسّ مصيـرّ والدتهاّ فلمّ يحببهاّ نايتّ قطّ و هي لم تستطعّ أن تسـاعدهّ و هاهيّ أيـضاّ تتخذّ نفسّ ما فـعلته والدتهاّ سابقاّ كقـرارّ لها ،
ـ مـاري تـعاليّ آلي مـاري ..
أغـلقتّ عينيهاّ ثمّ عـادتّ تـقف على قدميها استـدارت للخلف قد أدركت الآن أنها تمـزج بين الـخيالّ و الواقـعّ فلا يـعقلّ أن ينتقل إلى مسامعها صـوته ،
صـوت جوناثان المنـاديّ لها مكـرراّ اسمها كمـا لو كأنه سيمفونية يستمتعّ بـقولها مـرارا وضـعّت يدها على خـدها قد جفتّ دموعها قـائلةّ بنبرةّ خفيفةّ
ـ أنـا قـادمة أبي فقد انتهـت رحلتي..
حينمـّا قـالت كلماتهاّ تـلكّ فتحّ باب الـغرفةّ لكيّ يظهر من خلفّه نايت كانّ يحرك ذراعه بنوعّ من الإرهاقّ و يحملّ كـوبّ قـهوةّ ساخـنةّ بيده الأخرىّ وضـعهّ
على طرفّ مائدةّ انتـقلّ إلى مسامعهاّ صوتّ خـطوات تـقترب بكل بطءّ من جـناحهما عندما فتح بـاب الغـرفة بكل هدوءّ لم يكن أحدا سـواه هو مرتديـاّ ملابس
بـارحة من قميصّ أزرق داكن و سروال جينز معّ بـوت أسود خصلات شعرهّ مـرفوعةّ للأعلى بنوعّ من اللا مبالاةّ ثمّ نـزعّ قمـيصهّ بـعدّ ذلك اتـجهّ إلىّ الحمامّ
حـاملاّ منشـفةّ نـظرتّ نحوه ماري بإستـغرابّ و وجـهتّ عينيها بعدها نحو السـاعةّ قد كانت تـشير إلى الـرابـعة صـباحا تمتمتّ بشيءّ ما و هي تقـطب حاجبيهاّ
قد نست محور أفـكارها تـلكّ كما لو كأنها لم تـراودها قطّ حيث أنها استاءت منّ إهـمال نايت لـصحتـه
فتحت عينيها فـجأة على وسعهما مبتسـمةّ بخبـثّ ثمّ اتجـهت ببطءّ و خفـةّ كيّ تـستند على الجـدارّ الذيّ بجـانبّ غـرفةّ الحمامّ قدّ كانّ صوتّ المياه ينسابّ
لأذنيها كتمتّ ضحكتـها بمكر عنـدماّ تـوقف صوت المياه حالماّ رأتّ دوران المقبضّ كيّ يفتح البـابّ تدريجيا قفـزتّ أمـامه لكن و لما رأته صـاحتّ بقـوةّ
و هي تـغلقّ عينيها بينمـا حرك نايت خصلاتّ شعره الأسود بخفـة
كان يـرتدي منشـفةّ وسطّ خصـره و قطرات مياه قد بـللت شعرهّ كـذلكّ جسده حالما وقعت عينيه الداكنتين عليهاّ قطب حاجبيـه أليسّ كان من المفترض
أن يـذعر هو فـابتسمّ بـبرود و هو يتقدم بخـطواتّ كسـولةّ نحوها بينما هي تبتعـدّ بـسرعةّ للخلفّ وجنتيها محـمرتينّ بشدةّ و تـرفضّ أن ترفعّ رأسها نحوه
فـقـالّ ببحةّ صوتـه المميزةّ
ـ مـا الأمـرّ ماري ؟ أ أنـت بخير ؟
كان يـعلم سببّ احمرار وجهـها كذلكّ ابتعادها عنه لكنه فـضلّ إدعاءه الـجهلّ مستمتـعاّ بـردةّ فعلها و عـندماّ أمسك ذراعهـا فـتحّ بـاب الغـرفةّ على وسـعه
فـنظر كلاهما إلى القـادمّ لكيّ يريا حـارسينّ يقتحمان الـمكانّ إثـر صـراخها نـظرّ إلى سيدهم للوهلةّ الأولى كيّ تنتقل أنـظارهم بـعدها إلى ماريّ محمرةّ
الوجه تـلعثمّ الـرجلّ بإحراج و هوّ يعيد غـلقّ الباب قـائلاّ بـنبرةّ عاليةّ محرجة
ـ أرجـوا الـمعذرة ..
استـدارت مـاري نـحوه فـاقدة القـدرةّ على التعـبير كان وجهها محـمرا بـشدةّ فنـظر إليها بدت مصـدومة جدا لا تستطيـعّ التـحرك أو الهمس فـلم يستـطعّ
أن يمنـعّ نفـسه أكثرّ لكي تنـطلقّ ضحكـاته فيّ أرجاء الـغـرفةّ كما لم يسبق له أبدا أن فـعل بنغـمةّ صـوت مبـحوحةّ بدا وسيمـا للغـايةّ و قدّ رأتّ لأول مرة
تعبيرا مـختلفا له فـنـظرت إليه كاتمـةّ أنفاسها حينما أخـذتّ دموعها تسقطّ على وجنتيها يضعّ يده على معدته محاولاّ أن يوقف ضحكـته لما رأىّ دموعها
فازدادت ضحكـاته عـلواّ في الأرجاءّ و هو يـقولّ بـبحة متقطعـة
ـ حسـنا .. سـأتوقف
لكن و كلما وقعت عينيه على وجههـا المحمر إزداد ضحـكه إذ أنه الموقف الثـاني لهما مع هـاذين الحارسين لابد أنهما كونا فـكرةّ خـاطئةّ عن عـلاقتهما
و مـلامح ماريّ المحمرةّ مقطبـةّ الجبيـن بإحراجّ يزيد من سخـافةّ الموقف قـال لها بـضحكـةّ
ـ انقلب السـحر على السـاحر أليس كذلك ؟
رمـقته بنـظرةّ غـريبة أيعقـل أن هـذا أثر الـسهر عليه لأن من المستحـيل على نايت أن يـضحك و لهذه المـدةّ الـطويلة أيضا ربمـا أثر الكافيين على دمـاغه
إذ تصـديق بـأنه نفس الشـخصّ البـارد محال فتقدمت نـحوه و وضـعت يدها على جبينـه وسط استـغرابه لكن لم يكن مصابا بالحمى حينما قطب نـايت حاجبيه
بنوع من الاستنكار حالما تـحدثت معه ماريّ بـدهشة
ـ نـايت يضحـك ،
صـاحتّ بـمرح و هي تحـتضنه بـكلّ قوة تضـحك بخفة بينما عـاد العـبوس ليتحل ملامح نايتّ إذ أنه يتعجب عنـدما يفتعل الكلّ ضجـة كبيرةّ حينما يـبتسم أ
و يضـحكّ لكنه لم يقل شيئا بل اكتفى بتركها تفعـل ما تشاءّ إذ بدت سـعيدةّ للغاية لما تـحدث بنبرته المبحـوحةّ مضجرا
ـ حسنا ، حسـنا دعيني أرتدي قـميصا
هاهو ينظرّ نحوها بعينينّ هادئتين باردتينّ قدّ كان يلفّ منشفةّ بـيضاءّ حول خصـرهّ و يضعّ الأخرى علىّ رقبتهّ قد أخذّت قطرات المياه تسقطّ من خصلاتّ
شعره الأسودّ حينهاّ ابتسمتّ ماري بارتباك لما لاحـظتّ تصرفه الـباردّ، حـاولتّ أن تتذكرّ إن ما قد فعلت شيئاّ قد أثـارّ غضبه لكنها لم تستطـعّ فكادتّ أن
تتحدثّ لولا أنه الم تجدّ الكلماتّ المناسبةّ
بينماّ اتجـه نايت نحـوّ الخـزانةّ لارتداءّ ملابسه لكيّ تغـلق ماري عينيهاّ بسرعةّ حينماّ اقـتربّ نايت منهاّ بخـطواتّ هادّئة بطيـئةّ تكاد أن تكونّ غـيرّ مسموعةّ
حالماّ وصلّ بلعتّ ريقهاّ بـتوترّ أيعقلّ أنه غـاضبّ ؟ فيّ حين ابتسـمّ هو بكلّ سخريةّ و هوّ يدفعهاّ بـيده بعيداّ تأوهت ماريّ بقليلّ من الألم ممسكةّ بـكتفهاّ و
هي تـدورّ مبتعدةّ قليلاّ
ـ لكنّ ما الذيّ فعلته لكّ ؟
حينما أكملتّ كلماتها وجدتّه قد جلس على الأريكةّ فأخذتّ تـدور حـوله بـابتسامة واسعـة غـريبةّ تنهد بـنوعّ من الإرهاق إذ أنها بدتّ مليئة بالحماس
فـأشـار بيده لها حرك خصـلات شعره الأسود بـعشوائيةّ ثم تـحدث قـائلاّ
ـ ماري ضـعي قنـاة الأخبـار ..
نـظرت نـحوه بـعد ذلك نفـذتّ طلبه فـوراّ و هي تشـغل التلفاز دون تـردد بينما اتـجه هو نحوّ تـلك الثلاجة الصـغيرةّ أو بالأحرى مبرد حينما رآه فـارغا
قطب حاجبيه قد تعـكر مزاجه هؤلاء الـخدم الجدد لا يتقنون عملهم على الإطـلاقّ ألم تـعطهم سوزي تعليمـاتّه الصـارمةّ ؟ يبدوا أنه بحاجة لـحديثّ مطول
من قبله ،
ـ نـايت أ..
قـالت ذلك بنـغمة صوت متوترة للغـايـة قد احمرت وجنتيها بكل إحـراجّ فـابتسـمّ بنوع من التهكم قبلّ أن يعد إلى مكانه و يعتدل في جلسته على الأريكة
مستندا على الـوسادةّ و يحمل بينّ يديه هاتفه كذلكّ حاسوبه لمّ تفهم مـا الذيّ يفـعله ألم يكن تـوا فيّ مكتـبه يقوم بعـمله ؟ هـزتّ رأسها نفيا باستيـاءّ ألا
يدرك تـأثيرّ السلب الذيّ يتـركه هـذاّ العـمل بجسده ؟ لكنها لم تـجرؤ على قـول ذلكّ له ليسّ بـعد أن أعلن ديميتري عن رغـبته الـعارمةّ في قـتله ، كـانتّ
تنـظر إليهّ قبل أن تقـررّ المغـادرةّ إذ أنها ستعـطله لا أكثرّ و لا أقلّ لكن حينمـا كـادت أن تـقف شحبّ وجهها بأكمله كما لو كأن الدماءّ توقفت عن الـسيرانّ
فيّ عـروقهاّ قدّ داخت لفـترةّ قصيرةّ من الزمنّ قبل أن تـعدل عن قرارهاّ و تعـتدل في جلستها بجانبهّ ، لما تـحدث نايت بنبرةّ هادئةّ
ـ مـاري ..
تـوقفّت أنامله عنّ الضغط على لـوحةّ المفاتيحّ فجأةّ عندماّ ناداهاّ بـنغـمةّ صوته المبـحوحةّ فرفعتّ رأسها نـاحيته مستغـربةّ كان جـاداّ جداّ و بـاردا فيّ
آن واحدّ مما جعلهاّ تتساءلّ عن سببّ هذه الجـديةّ لمّ يدم تساؤلها كثيـراّ فقد أجابها بنبـرةّ مبـحوحةّ
ـ قـريبا سينتهـي كل شيء ..
اتسعت عينيها بـدهشةّ قد ارتجفّ كيانها بأكمله لكي تـشيحّ وجهها بعيـداّ عنه عـندما ينتهي كلّ شيءّ لن يكون بمقدرتها البقاء بجـانبه ستنتهيّ مسرحيتهماّ
الـصغيرة تلكّ و ربما سيتجه كل شخصّ فيّ طريقـه ربمـاّ سيصبحان غـريبانّ مجددا ابتسمتّ بخفةّ لكن لا بـأسّ فقد حان فعلاّ وقت إنهاء الأمـورّ للأبد كيّ
تـنظرّ نحوه مبتسـمةّ بلطفّ و هي تـومئ إيجابا قـائلة بـمرح
ـ سـوف تنتـصرّ بكل تـأكيد و العـالمّ بأكمـله سيشهد على ذلكّ ..
ضحك بـبحةّ على ثقتهـاّ المـطلقةّ ينتصـرّ ربما قدّ يكون ذلكّ مؤكـدا لكن فـاز أو خسـر سيفقد شيئـاّ إنه أمر لا مفـر منه استـدار نحوها لكيّ يحرك خصلات
شعرهـاّ البنيّ بعـشوائيةّ قد ازدادت دهشتها احمرتّ وجنتيها خـجلاّ لا إراديا حينمـا غـادرته تـلك الابتسامةّ كي تختفيّ تـدريجيا من عـلى شفتيهّ كان هـادئاّ
ملتـزما الصمـتّ و لوهلةّ من الزمنّ لـدقيقـةّ أو أقـلّ استـطاعتّ أن تـرى لمحـةّ الألم الـظاهرةّ عليه قبل أن يتنهدّ بقلة حيلةّ و قد عـاد البـرود يكسو وجهه
قـائلاّ بـبحةّ
ـ لا أعتـقد هـذا ،
نـظرتّ إليه و بـدون أن تـضطرّ لتـفكيرّ مـرةّ أو اثنـين أومـأت إيجـابا إن استـطاعتّ إن كان بقدرتها أن تفعل أي شـيء له كـأن تـزيحّ لمحـةّ الـحزنّ هذّه
من وجـههّ أو أنّ تـأخذّ كل تـلكّ الذكريـاتّ الأليمةّ المخـزنةّ بذاكـرتهّ أن تـجعـلهّ يبتسمّ بـصدقّ و سعادةّ و لوّ لمرةّ واحدةّ لفـعلتّ ذلكّ فـوراّ دون ترددّ حينـماّ
رمقهـا نايت بـهدوءّ كان صمتـه غـريبا عـندما قطب حـاجبيه كمـا لو كـأنه أدرك شيئاّ ما كيّ تـظهر الدهشةّ عليه قدّ اختفىّ السوادّ الداكن عـينيه لما قـالتّ
له ماريّ بنبرةّ متسـائلةّ
ـ مـا الأمر ؟ نـايت ؟
كـان ينـظرّ نـحوها بـدهشةّ حينمـا وقفّ فجـأةّ ممسكـاّ بـجبينه كما لو كـأنه تـذكرّ شيئاّ مهمـا أو أدرك بالأحرى شيئـا مـهماّ لكن مهما كانّ الأمر الذي يدور
بباله لم تستطـعّ ماري أبدا تميـيزه فقطبتّ حاجبيها مستغـربةّ و اقـتربتّ منه إذ قد شحبّ وجهه كلياّ كما لو كأن الموتّ قد داهمهّ فـمدتّ يدها نحوه و أمسكتّ
بـمعـصمه لما جـذبّه بنوعّ من الـصدمةّ و الدهشةّ في آن واحدّ تـمالكتّ نفسهاّ في آخر لحظةّ إثر دفـعه لهاّ لكيّ لا تسقطّ أرضـا بينمـا وضع نايت يده على
جبينهّ قد داهمه صداعّ حـاد ، بدى مخـتلفاّ جدا كـما لو كـأنه قد رأى شبحـا قد رددّ كلمـاتّه بنبرةّ مبـحوحةّ غيرّ مصدقـة
ـ هـذا مستحيـل ..
أمـالتّ ماري رأسها ناحيتـه مستغـربةّ و قـلقةّ في آن واحـد فما هو السبب الذيّ دفـع الدماء كي تسحبّ من وجـهه ؟ قبـل أن يسـرعّ بخـطواته مغادرا
غـرفته كي يتـجه نحو مكتـبه فـتّحه على وسعه ثـمّ أخذ يبحثّ بـدونّ وعي منـه لكنّ لم يجد غـايتهّ كما لو كـأنه جـنّ أخـذّ يخرجّ كلّ شيءّ مبعثـراّ جميـعّ
ملفاته و كلّ ما وقعت عليه عينيه بينما بقيت ماريّ تنـظر إليه بدهشـةّ كان يردد باستمرار كلمة هـذا مستحيلّ و لوهلةّ من الزمن لم تـستطعّ ماري تـمييزه ،
اتجـهتّ نحوه بـسرعةّ ثمّ أمسكتّ بمعصمه تـناديه مراراّ و تـكراراّ دون أن تـسمحّ إجـابةّ منه بـدونّ أن يدرك ما يفعله دفـعهاّ بعيـداّ عنه و هو يمسكّ رأسه
قـائلاّ بنبرةّ غـاضبةّ حـادةّ
ـ إليـــــزابيث ..
كـان غـاضباّ للغـايةّ وجـهه شـاحبّ و عينيه ازدادتا حـدةّ و خـطرا لم يـدرك أنه فقده إلاّ بعد حديثـه الأخيرّ مع ديميتريّ بالطبـعّ لن يعثـر عليه الآنّ كيفّ
كان مهملا إلى هـذه الـدرجةّ ؟ كان يجدر به أن يـضعّ عينيه على إليزابيثّ لا أن يترك أتبـاعه يفـعلونّ و الآن انظر إلى أين أوصله إهماله ، أيدرك ديميتريّ
بفعلتها هـذّه يا ترى ؟ بينـماّ نـظرتّ إليه ماري بـدهشةّ تـحدثتّ بـصدمةّ
ـ نايت ما الذي يحـدثّ ؟
لمّ يستـطعّ أن يجيبها لأفكـاره المشتتـةّ إنه لا يصـدقّ مدى بـلاهة كايلّ إلى أين وصـلت ثقـته بها ؟ لدرجـةّ إعـطائها كل شيءّ وضعفها فيّ منصبـهّ ذلك
الأحمقّ أو ليس هو أبله ؟ بتـوقيعه على كلّ تلكّ الأوراقّ بجعلها تستلم السيطرةّ إنه يعطيهـا حيـاته أيضا ، ضـربّ مكـتبه بقـوةّ و قدّ أخذ يشتـم بقوةّ فاقدا
عقـله فأنيـرتّ أضواءّ القصـر بـأكمله إثـر هـذّه الضوضاءّ و قبل أن تـدرك ماريّ ما الذي يحدثّ وجدت كل من فـرانسوا و سـوزي خادميه المخلصين
يسـرعان نـحوه بصدمةّ كـذلكّ أليكساندر و كايل بينما تـحدث نايت بـحدةّ ذوّ عصبية بـالغـةّ
ـ اللـعــ ..
جذبتّ فستانهاّ بقلق دلالة على توترها قبل أن تتـقدم مسـرعةّ إليه وضـعتّ يدها على كتـفه فـهدأ فجـأةّ كيّ يعـود الجمود محتـلاّ ملامحـه إنه خطـأه إذ كان
يعلم منذ البداية ما الذي تخطط له إليزابيثّ لكنه تركها تفعل ما تشـاءّ و هـذا ما يحصل عليهّ إثر تهاونه إنهـا الآن تملك نصف ممتـلكات كايلّ إن لم تكن
جميعها و هيّ الآن تنافسه على سلطـةّ منصب رئيس الـشركةّ في نفسّ الوقت تختبئ خلفّ ظهر كايل دون أن يستطيع الأخيرّ فعل أي شيءّ لها ، لقدّ فقد
صبره فعلاّ فـرفع رأسه ناحيةّ فرانسواّ الذيّ أومـأ إيجـابا إذ أنه يدرك ما الذيّ حدث دون أن يضطر نايت لقول شيءّ عـندما قطبّ الأخير حاجبيه بنوعّ من
الـبرودّ مستـديراّ ليـواجهه قد تحدث بنبرته المبـحوحة الحادةّ
ـ كـايل .. لدي حـديثّ معك

~ آنتهـى




 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 08:37 AM   #109
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



81


 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2020, 10:08 AM   #110
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الجـزء الرابـع و الخمسون
نـظرةّ الـمجـنونّ للعـالم ْْ~

إنهـا لم تـفعل شيئا هـذاّ ما استمـر بـترديده دونّ تـوقف و لو لأخذّ أنفاسه كان وجـهه شاحبا جدا إذ أنه لم ينل قسطـا من الـراحةّ ليومين و هو يـحاول أن
يقـنع كلّ من رفـعّ إصبـعه متهما إياها أنهـا بـريئةّ لم و لنّ تـرتكب أيّ جـريمةّ ففـلورا التي يعرفها بالـكاد تـقدر أن تـؤذيّ شخصا فـما بالهم بـتـزوير أوراق
ملكيةّ والدها العـزيز بـعد أن توفيّ منذ أشهرّ فقط ؟
تـقدمتّ منـه ماريّ و وضعت يدها علىّ كتـفه فـرفع أنـظاره ناحيتهاّ لكيّ يـجد ابتسـامةّ خفـيفةّ للغايةّ تعـلو شفتيها تحاول أن تبـثّ قليلّ من الأملّ إلى قـلبه قدّ
بقت بجـانبه طـوالّ هذه الفترةّ تسانده كذلكّ السيدةّ فرانسيس التيّ غـادرت تـواّ لتستريحّ قليلا بـعدما أجبرها زوجـها بول إذّ كادت أن تنهـارّ ،
الآن القضيـةّ التي اتهمتّ بها فـلوراّ مخـتلفةّ كثيـراّ فبالرغم من أنها كانتّ متـابعةّ قضائيا و محاميهاّ يبذل ما بـوسعه للوصولّ إلى حلّ ينقذها إلاّ أن آرثر قدّ
غـير موعد المحـكمة بدون علمهاّ فحوكمتّ و هـيّ لا تدرك ذلكّ حتىّ يبدوا أنها حتىّ الآن تغيبت عنّ محاكمتينّ و طـوال هذه الفترةّ استمال آرثرّ هيئة الحلفاء
إلى جـانبه ربما عنّ طريق رشـوتهمّ لا بل الأرجحّ هو هذه الفرضية و بالرغم من أن فلورا أخبرت القاضيّ أنها لم تصلها أيّ رسائلّ لا عن طريقّ البريد
الالكتروني أو عنّ طريقّ البريد العاديّ إذ بدى أن الأمر كله مدبر ..
ما يـحدثّ لا يصدق بل مستحيل فتأوه ويليامّ بألم و هو يحك جبينه عندماّ رن الجـرسّ كي يقفّ مسرعا على قدميه فتبعتـه ماريّ بخـطواتّ هادئةّ عنـدما وصلا
أخيـراّ إليهاّ حيثما كانتّ فـلوراّ تـجلس مرتديةّ ملابسّ برتقـاليةّ أو بالأحرى ملابسّ السجن الـرسميةّ حالما رأتهماّ أخذتّ الدموعّ تسقط من عينيهاّ دون توقفّ
لكيّ يسـارعّ ويليام لاحتـضانهاّ بينماّ وقفت ماريّ على مبعدة منهما مشيحـةّ وجهها بعيداّ حينما تـحدثتّ فلوراّ بنبرةّ باكيةّ
ـ ويليام أنا لا أريد بقـاءّ هناّ ، أنـا لم أفـعل شيئـاّ أرجوك أخبرهم .. لمـاذا أعـاقب و أنا بـريئةّ ؟ لماذا ؟
زادّ من شدةّ قبضته حول جسدها و هو يومئ إيـجابا فاقداّ كل قدرةّ على التعبيرّ بالفـعل لماذاّ هي فيّ السجنّ بينما آرثرّ الـرجلّ الذيّ من المفترضّ أن يعاقبّ
خارجّ جدرانه ؟ نـظرتّ نحوهما ماريّ بألم فبعد أن أتىّ ويليام مسرعاّ نحو نايتّ بدى كالمجنونّ حينهاّ و لمّ يكّن يعي ما يفعل فعلاّ قد طلبّ من نايتّ أن يـستخدم
سلطتـه لكيّ يخرج فلورا من السجنّ عنـدما رأى نايت حـالته طلبّ منها أن تـرافقه طوالّ فترة زياراتهّ لفلورا ريثما يجد هو حـلاّ لهذه الـمشكلةّ بينما
و فيّ الـجهة الأخرى أختهـاّ التي كانتّ تعـرفّ بالصبيانيةّ فيما مضى انهـارتّ بأكملها فقالت لهما ماريّ بنبرةّ هادئة
ـ فـلورا إن نايت يبذل ما بـوسعه و قد كلفّ ثـلاثةّ من أبرز المحامين من أجل إخراجكّ أرجوك تـحليّ بالصبر
لم تجبها فلورا بل اكتفت بـدفنّ وجهها أكثرّ في صدر ويليام إنها لاّ تستطيعّ أن تتحلى بالصبرّ و لاّ تريد كلماّ ما هي بحاجته أن تخرج من السجنّ و تـعود إلى
أينما كانتّ حياتها عليه سابقاّ بينماّ قطبتّ ماريّ جبينهاّ و تنهدت بأسى قائلةّ بـهدوء
ـ نـحن هـنا بـجـ ..
قـبل أن تـكمل كلماتها تـوقفتّ عن الحـديثّ فجأةّ قد شحبّ وجهها كلياّ فأخذتّ تـكحّ بخفةّ محاولةّ أن لا تجذبّ الانتباه نحوهاّ قبل أن تـغادرّ الغـرفةّ مسرعةّ
معتـذرة بينما و حالما صاراّ لوحدهما أمسكّ ويليامّ بوجنتيهاّ لكيّ يرفع رأسهاّ نحوه و كم كانتّ عـينيه لطيفـتينّ رقـيقتينّ و شديدتاّ الـهدوءّ قدّ تحدثّ
بنبرةّ مطـمئنة
ـ لا تـقلقيّ فـلوراّ سوف أدفـعّ كفالتكّ و أخرجك من هـناّ ..
أومـأتّ إيجابّا لكيّ يبتسمّ هو بـخفةّ محركاّ وجنتيهاّ في اتجاهين مختلفينّ فصاحتّ متـأوهة و قدّ صارّت ملامحها مضحكـةّ مما جعله يهدأ قـليلاّ و تسكّن
عواصفّ قلبه و لو لمهلةّ قصيرةّ من الزمنّ قـائلاّ بخفة
ـ فـلوراّ التي أعـرفها تلقن كل من يقف بطريقها درسـاّ لذا أريهمّ من أنت فـعلاّ و ابتسمي فأنتّ أجمل حينما تـبتسمينّ ..
لما قـالّ ذلك ضحكتّ و دفعتـهّ جانبا مبتسـمةّ كادت أن تقول شيئاّ حينها رن الجرسّ معلنا عن نهايةّ الزيـارةّ فعـادتّ ملامح الحزن تكسوا وجهها و لم تستطعّ
أن تجبرّ تلك الابتسامةّ فاستدارتّ مغادرةّ عندما أمسكها من ذراعهاّ فجأة فيّ نفسّ اللحظةّ التي فتحتّ ماريّ بابّ الغـرفةّ مسرعةّ قدّ كانّ الإرهاقّ بادياّ على
وجهها كذلكّ ندم لأنها لم تمضيّ الكثيرّ من الوقت برفقةّ أختها عنـدماّ رأتّ ويليامّ يجذبّ فلورا نحوهّ مقبـلاّ إيـاهاّ بـكلّ لطفّ فشهقتّ و أغـلقتّ البابّ فوراّ بينماّ
نـظرتّ فلوراّ بدهشةّ إليه عندماّ حرك خصلات شعرهاّ الأصهبّ بعشوائيةّ قـائلاّ بضحكةّ
ـ أراك غـدا ..
احمرت وجنتيهاّ بإحراجّ شديدّ و أخذتّ تشتمه بـنوع من الخجلّ مغـادرةّ الغـرفةّ بصحبةّ الشرطيّ بينماّ و حالما اختفت فلورا عنّ أنظاره عـادتّ ملامحّ الجمود
تعلوه إنهّ لا يصدقّ بعد أن وجد سـعادتهّ تـأخذّ منه بلمحةّ عينّ فتنهدّ بقلةّ حيلةّ مغـادراّ ، أغلقّ البابّ خلفه لكيّ يجد ماريّ بانتظاره أشـارتّ له عنّ بعد بابتسـامةّ
خفيفةّ فاتجـهّ نحوها قـالت له بـضحكةّ
ـ هلّ ودعتها جيـدا ؟
ضحكّ هو الآخر و ضربهاّ بخفةّ على ظهرهاّ متقدماّ للأمام بينماّ تـبعته ماريّ بـخطواتّ سريـعةّ ، وقفّ كلاهما خارجّ المبنى عـندماّ غـادرّ ويليامّ لكيّ يجلبّ
سيارته حينما جلست هي على أحد المقـاعدّ تنـظرّ بـهدوءّ إلى القـادمينّ ، لو أنها تستطيع فقطّ أن تـلكم وجه آرثر لربمـا لن تستطيعّ فآرثر أطول قامة حسناّ
ستحاول الحديثّ معه فيّ البداية ثمّ شتمه لاّ لن تستطيعّ سيكون قد أعمي من طرفّ حقده و بعضه لكلتاهما لذا إن أرادت شخصاّ يستمع لما تقوله فديميتري
هو الرجل المناسب لكنّ أتستطيعّ حقا أن تـقنعه ؟ هـزت رأسهاّ نفياّ تـطرد فيها هذّه الأفكار لا أحد يستمع للمنطقّ فـهؤلاءّ مليئين بالحقدّ و الكراهيةّ لا شيء
يشفيّ غليلهم غيرّ الانتقام فقطّ ،
وجهتّ عينيها نحوّ المارةّ بضجرّ حينماّ لمحتّ من بـعدّ كلّ من آرثرّ و شخصّ آخر بدا مشـهورّا فالكل يلتفت نـحوهّ و بعضّ الفتيات اللواتيّ تذكرن مـلامحهّ
سرعان إليه من أجل أخذّ توقيعه فـزمت ماريّ شفتيهاّ متجاهلة إياهما عنـدماّ توقف أمامها آرثر يبدوا أن أمنيتها تحققتّ فقد كانتّ تريد الحديثّ معه لكنهاّ
غـيرت رأيهاّ الآن إنه لن يستمعّ إلى أي شيء ستقوله فما فائدة النقاش إذن ؟
ـ أهـلا ، لدي طلب صغير منـك أريد أن تنفذيه لي ..
رمـقته ببرود ثمّ وقفت جـذبتّ حقيبتها مبـتعدةّ عندما أمسكّ ذراعهاّ بكل قوةّ فتـوقفت عن السيرّ بدا كما لو كـأنه يريد الشـجار معها فينما نـظرتّ هي بطرفّ
عينها إليه ثمّ قـالتّ له بنبرةّ حادةّ
ـ أتـرك يدي آرثر و إلا ستندم ..
قطب حاجبيه مبتسـماّ بكل سخرية أقـالتّ أنه سيندمّ بينما رمقـته ماريّ ببرود عنـدماّ فجـأةّ ربت شخصّ ما على كتفه و حالما استـدارّ للخلفّ وجهت له لكـمةّ
قويةّ جعلته يسقطّ أرضاّ رفعّ يده مرتجفاّ ناحية فمه قدّ كحّ بضعة دماءّ عـندما قـالتّ له ماري بنبرةّ هادئة و هي تقف بجانب ويليام
ـ لقدّ قلت لك ..
فيّ حين كان ويليام يـحاولّ جاهدا الحفاظ على أعصابه فهذه ليست بالبقعة المناسبة لهما لكي يفتعل شجاراّ لكنه يـرغيّ في أن يلكـمه مرارا و تـكرارّ فيجعله
غيرّ قادر على السير طوال حياتهّ هـذاّ السافل ، لم يسبق له أن رأى رجلاّ بمثل دناءته عندماّ تـحدثّ ويليامّ بنبرةّ حادةّ
ـ لقد عـبثت مع الشخصّ الخـطأ يـا عـزيزي سأجعلك ستتمنى لو أنك لم تولد قط
قـالّ ذلك بـكلّ كره ثمّ غـادر بـرفقةّ ماريّ التيّ رمقتـه بـهدوءّ قبل أن تـغادرّ مسرعةّ حينما وصلّ أوسكار أخيـراّ نـطر حوله بـنوعّ من الاستـغرابّ إذ لم يتسنى
له رؤية شيءّ إثر تـلك الفتيات اللواتيّ استدرن حولهّ فـقالّ محـدثاّ آرثرّ الذيّ يمسحّ دماءّ فمه بكمّ قميصه
ـ هل فوت شيئا ما ؟

/

وجـهتّ أنـظارها نـحو يدها الذيّ وضع الجبس حولهاّ مربـوطةّ بـخيطّ إلى غـايةّ عنقها إنها لا تصدقّ ما فعله آرثر حتىّ الآن فـكيف أستطاع أن يتجـرأ و
يقوم بـدفعها دون تـرددّ لوي ذراعهاّ و الصراخّ في وجهها ، إنه يبدوا شخصـاّ مختلفا فهو لم يعـدّ أبدا أخيها الذي تـعرفه و تـحبه و الذيّ كانت تفعل أي
شيء من أجل سـلامته ، قـطبتّ حاجبيها بعصبيةّ إن رأته المـرةّ القـادمةّ فسوفّ تـلكمه بدون ترددّ ستـجعله يندم على عـبثه معهاّ ذلكّ الـغبيّ ..
زفـرتّ بحدةّ مـنذّ ما حدثّ و والدها روي قد ازدادت حالته سـوءا فـلم يعد يريد رؤية أحـدّ مفكرا فيّ طريقة تنجي ابنه من هذا المدعو ديميتري بدون أن
يدرك بـكون آرثر يسير بإرادته الـخاصةّ مع ديميتري ، ثمّ ما الذيّ عـناه بـقوله لما لا تـطلبي من حبيبك قتلي ؟ أكان يعني فـرانسوا بكلامه ؟ تنهـدتّ بقلةّ
حيلةّ سوف تكون سعيدةّ فعلا لو كـان حبيبها لكن الأمرّ بعيد المنال عنها ..
نـظرتّ حولهاّ فقد كانتّ تقف وسطّ غـرفة آرثر إنها لن تجد أي شيء و عـندما كادت أن تعود أدراجهاّ ارتطمت قدمها بـزجاجةّ عـطرّ فـقطبت حاجبيهاّ بـإستغراب
أخيهـا لديه صديقته لكن لم يسبق لها أن أتت هـنا فـأمسكّت العـطرّ تـنظرّ إليه بـهدوءّ فعادت أدراجها ثمّ أخذت تـبحثّ تحتّ و فـوقّ كلّ شيء ، لقد وجدت
أحـمر شـفاه و كادت أن تصرخّ بجلبةّ إذ أنه لـماركة مشهورةّ عنـدما انتقل إلى مسامعها صوتّ رقيـقّ ذو نـغمةّ هادئةّ
ـ يمكنك الـحصول عـليه إن أردتّ
استدارتّ كليرّ بسرعة للخلفّ قد شحب وجهها كليا إنها إليزابيث و كيف لا تعرفها فـهي تـلكّ العارضة المـشهورةّ يتنافسّ كل المصممين للحصول عليهاّ
الجـميع معجب بجمـالهاّ المـبهرّ كما أنها زوجـةّ كايل لبيير لعب البيسبول السابق كتمتّ صرختهاّ و نـظرتّ إليها بعدم تصديقّ لكن ما الذي تفعله إمرأة مثلها
فيّ غـرفة آرثر ؟ أو لم تخنّ كل من كايل و نايت ؟ حينماّ تـحدثت كليرّ بنبرةّ مرتبكةّ
ـ لا شـكرا ..
ابتسمت إليزابيث بهدوءّ ثمّ أزاحتّ خصلات شعرها الأسود الطويلّ للخلفّ و جـذبتّ أحمر الشفاه من بينّ يديّ كليرّ لكيّ تـضعه على شفتيهاّ بتمعنّ ، ارتـدتّ
بعد ذلكّ ملابسهاّ فستانّ أحمر قميصّ و معـطفّ ذو ريشّ أبيضّ حينما تحدثت كليرّ بنبرةّ مستغربة
ـ ما الذيّ تفعلينه هنا ؟
نـظرتّ إليهاّ إليزابيث من خلال المرآة كي تبتسمّ ببـرود كـم تبدوا بلهاءّ إنهـا تشبه أخيهاّ نوعا ما و ربمــا لاّ بل متـأكدة أنها تستطيع استمالتهـاّ إلى جانبها
فيّ دقائق فقطّ فاستـدارت نحوهاّ مبتسمةّ بهدوءّ بينما رمقتهـا كليرّ باستغراب أكثرّ أيعقل أنها على علاقـةّ بأخيها آرثر لكن هـذاّ مستحيل أليست تحب و
تعشق نـايت ؟ هـذا ما استنتجته خلالّ حادثة الحفلةّ ، عنـدما تحدثّت إليزابيثّ بنبرةّ واثقـةّ
ـ أنـتّ تحبين فـرانسوا أليس كذلك ؟
حينما ذكرتّ إليزابيث اسم فـرانسوا تـغيرت ملامح كليرّ كليا إذ رفـعتّ من حذرها نحوها و قدّ كشرت بكل عبوس ، فـرانسـوا الـرجل الذيّ تـحبه و الذيّ
صار الكل يربطها به فيّ أي حـديثّ فهاهما كانتا تتحدثان عن أحمر الـشفاه لكيّ ينتقل الحديثّ و بـطريقةّ غريبة إلى فـرانسواّ و كم تـكره هـذاّ إنها لا تـحبذ
لأحد أن يتـدخلّ في حياتها فزفـرتّ بنوعّ من الضجرّ و هي تضمّ ذراعيهاّ لصدرها دون أن تقولّ شيئاّ عندما عادتّ إليزابيثّ للكلامّ قائلةّ بـخبثّ
ـ لقدّ رفضك كليا أليس كذلك ؟
بالرغم من أن الأمر محـرج بالنسبةّ لكلير و أيضاّ مـؤلم لكنها أبقت على ملامحّ الـهدوءّ و الضجرّ في آن واحد رافـضةّ بـجعل إليزابيث تسحبها خارجّ حدود
حذرهاّ حينماّ تـحدثتّ الأخيرةّ مجددا بـمكرّ
ـ أنـا أعـلمّ السبب الحقيقيّ الذيّ دفـعه لـرفضكّ أتريدين مني أن أخبرك ؟
رمـقتها كليرّ بـتـردد لوهلةّ بعدّ ذلك هزت رأسها نفيـا لقدّ أخبرها فرانسوا بنفسه أنه ليس مناسبا لها فـهو رجل يسعى للانتقامّ و يعيشّ من أجل الانتقامّ
فقطّ كمـا أن وعـد الذيّ قطـعه لسيده بحمايته سينفذه حتىّ لو عـنى ذلكّ فقدانه لحياته هو ، إنه يعيشّ فيّ عـالم مختلف كليا عنها و هي تـدركّ ذلك إنها
لا تـحاول أن تجبره على حبهاّ يكفيّ أن تحبـه هيّ لذاّ مهما قالت إليزابيثّ فلن يـؤثر هذا عليهاّ فاستدارت مغادرة قائلة بنبرةّ ضجرةّ
ـ إن كان هـذا ما لديك فـأنا آسـفة لا أملك الـوقت لسماع التراهات ، و غـادري المنـزل فأعـداء ماري هم أعـداء لي أيضـا ..
ابتسـمتّ إليزابيثّ ببرود أقـالت تـوا أن أعـداء ماري هم أعدائها ؟ ربما استهانت بها قـليلاّ لكن مظهرها لاّ يدل أبدا على فطنتهاّ فقد ظنت أنها مجرد فتاة
شقراءّ تسعى خلفّ أول رجل وقعت عينيها عليهّ لكن ، عـبرتّ عـدةّ خطواتّ لكيّ تقف أمام كلير تتـحدث بّخبث
ـ أتـدركين ماضي فـرانسوا ؟ و السبب الذيّ دفـعه للانـضمام لعـائلة لبيير ؟ أتعـلمين ما حـدثّ لما غـادر نايت جانب والدته ليـنظم
إلى والده نيـكولاسّ ماكاروف ؟ أتعلمين ما الذي فعلته سكارليت حينها ؟
قطبـتّ كلير بانزعاج إنها لا تـريد أن تعلم ليسّ من قبل حرباءّ مثل إليزابيث تستطيع أن تـحرف الحقائق مثلما تـريدّ و تصغها حسب احتياجها الخاصّ
فـدفعتها كلير جانبا قـائلة بضجر
ـ لا أريد أن أعـلم .. غـادري المنـزل
كـادت أن تـمر جانبا عندما أمسكت إليزابيث بـذراعها بقوةّ فـجعلتها تلتفت ناحيتها بـدهشةّ لوهلة الأولى من الزمنّ إذ تـغيرت ملامح إليزابيث كلياّ و قدّ
بدت غاضبةّ نوعاّ ما لكنها و في آن واحد تستمتع فيّ نفس الوقتّ بـما تفعله ، فـألقت كلامها غير مباليةّ بالصدمةّ التيّ وقعت على قلبّ كلير
ـ فـرانسوا كان قـاتلا محـترفا وظفه السيد بيتر لبيير من أجل قتل نيكولاس ماكاروف و استعادة حفيده نايت لكن و حينما عـلمتّ سكارليت بخـطة والدها
أعـدلت فرانسواّ عن مـهمته و كلفته بـحماية ابنها فقطّ و أن يحرص على سلامتـه لكنّ و حتى لو لم يقتل نيكولاسّ إلا أن هـذا لا يـغير حقيقة هـويته ، بأنه
مهماّ طال الـزمن فـسيبقى مجرد قـاتل ..
نـظرتّ إليها كلير بـصدمةّ إنها لا تعلم شيئا عن هـذاّ و ربما إليزابيث اختلقت الأمر بـأكمله لكنّ .. شحب وجهها بـأكمله ثمّ سحبت ذراعها بعيدا و غـادرتّ
الغـرفةّ مسرعةّ ما الذيّ تجنيه بإخبارها كل هـذاّ ؟ أترغب في ضمها إلى صفّ ديميتري ؟ أمّ أتـحتاج شيئا منها ؟ قطبتّ حاجبيها و غـيرت وجهتهاّ لكي
تغـادر الـمنزل مسرعةّ متـجهة إلى سيارتها سوف تسـأل فـرانسوا بـنفسه عن صحـة هـذاّ أو ربما سوزي أي أحـد و ستخبرهم بـمكان إليزابيث أيضـا ..
بينما و حالما غـادرت كلير ابتسمت الأخيرةّ بـبرود قلب المـرأة العـاشقةّ لا أحد يستطيع السيطرةّ عليه فـتـنهدتّ بّخفة الآن يجدر بها هي أيضا التـوجه
للقصرّ فلديها حديث خاص مع نايت ، ضحكتّ بكلّ استمتاع إفـساد حياة الآخرين أمر رائـع تتلذذ به دوما همست لنفسهاّ بضحكةّ
ـ عـدوة ماري ؟ أرجوك .. إنها بالكاد تشغل ذهني ،




 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شرح حديث

علف


الساعة الآن 10:01 AM