••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


متى ستظهر الحقيقة كاملة؟ [شظايا لعنة بعثرها الزمن]

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-24-2020, 02:42 AM   #11
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






مضت الأيام سريعا لتنتهي الأشهر الثلاث ليلة زفاف جاي كانت فينوس تستحم و تفكر فيما ترتديه غادرت الحمام لترى جودي لتقول لها: لم لا تأتين معي جودي؟
قالت جودي بارتباك: أنا لا أستطيع القدوم معك آنستي لحفل كهذا
قالت فينوس: و لم لا؟ سأكون وحيدة
قالت جودي: هذا لأن طبقتينا مختلفتين
قالت فينوس: لقد أخبرتك بأنني لا أحب سماع هذه التفاهات سوف تذهبين معي
دفعتها للحمام لتطلب منها الاستحمام بينما هي بدلت ثيابها لترتدي ثوبا أزرقا طويلا بلا أكمام سرحت شعرها لترفعه للأعلى انتهت جودي من الاستحمام لتقول لها: آنستي سوف تسببين المشاكل لنفسك
قالت فينوس: لن يحدث أي شيء كل شيء سيكون على ما يرام
أخرجت لها ثوبا برتقاليا فاتحا طويل منفوش قليلا بأكمام قصيرة سرحت لها شعرها لتغادرا للحفل معا كانت جودي متوترة لهذه الأجواء التي تختلط بها للمرة الأولى جلستا معا تتحدثان و أعين الجميع تحدق بهما لترعب جودي أكثر لتقول لها فينوس: عليك أن تهدأي جودي لن يحدث لك أي شيء سيء
قالت جودي: أنا خائفة من أن أسبب لك المشاكل يا آنسة
قالت فينوس: لقد أخبرتك مئة ألف مرة أن تناديني فينوس و حسب ثم أي مشاكل تتحدثين عنها؟
همس أحدهم بالقرب من أذن فينوس قائلا: لقد أتيت إذا
كادت فينوس أن تصرخ فزعا لكن التعابير التي وضعتها على وجهها أضحكت ذلك الشخص كثيرا التفتت إليه لتقول بانزعاج مصطنع: ما هذا الذي تفعله جاي؟ كدت توقفي قلبي المسكين
قال جاي: آسف آسف لم أرد إخافتك من تكون الجميلة التي برفقتك؟
كانت جودي ستتحدث بارتباك لكن نظرات فينوس و ابتسامتها جعلتها تهدأ قليلا لتقول: أنا جودي باركر سعدت بلقائك سيدي
قال جاي: أهي صديقتك؟
قالت فينوس بمرح: أجل هي كذلك لا تقل لي بأنك أعجبت بها سيد ذئب
قال جاي: هي أجمل منك لذا يجدر بك الغيرة منها عوضا عن قول التفاهات فينوس
قالت فينوس: هذه حقيقة مثبتة منذ دخولنا و الجميع لا ينفك عن الحديث عنها مما أصابها بالتوتر قليلا
قال جاي: حقا؟ ماذا عنك؟
قالت فينوس: لا أحتاج لإخبارك بذلك إذا نظرت من حولك ستعرف الإجابة
كانت الأعين موجهة نحوها و الأفواه تتحدث عنها تنهد جاي ليقول: يبدو أنك أكثر شهرة مني لكن لا بأس بما أن لا أحد يتعرض لكما
قالت فينوس: على أية حال نحن سنذهب قريبا لذا لا تهتم لنا
قال جاي: ماذا تقصدين بأنكما ذاهبتان قريبا؟ لن تذهبا حتى تتنهي الحفلة
نظر إليها بتحدي لتفعل المثل ليضحكا في النهاية بمرح شديد و يغادر جاي ليرحب بالحضور الباقين لتقول جودي: تبدوان صديقان حميمان
قالت فينوس: حقا؟ بالرغم من أننا لا نتحدث كثيرا
اقترب من طاولتهما مجموعة من الشباب يرحبون بهما تحدثوا إليهما ليقول أحدهم: ما رأيك برقصة قصيرة آنسة باركر؟
أشارت لها فينوس بالموافقة لتخجل قليلا لتقول: لا بأس بذلك
أمسك بيدها ليذهبا لساحة الرقص و يستمتعا بوقتهما كانت الفتيات اللاتي يحدقن بتجمع الفتية على طاولة فينوس بغيرة و حقد قالت إحداهن: لماذا دعاها جاي لهذه الحفلة مايا؟
قالت مايا بانزعاج: لا أعرف لكنني لن أتركها تستمتع بوقتها كما تشاء
اقتربت من طاولتها برفقة الفتيات لتقول: ما الأمر الممتع هنا؟
التفت الفتية إليها لترى فينوس من بينهم لتنظر إليها بحقد لتقول: آه قاتلة رين أهلا بك لم أتوقع أنك فظة لدرجة حضورك زفاف جاي
قالت إحدى الفتيات: لابد أن استغليت طبية جاي لإعطائك بطاقة دعوة لتختاري فريستك التالية
قال أخرى: ربما استعملت قوة عينها لتجبره على ذلك
بدأت الأحاديث بالظهور عن عينها المخفية خلف تلك الرقعة اقتربت مايا أكثر منها لتقول: لقد استهزئت بي أمام الصحافة و أخذتي محبوبي مني ألا يجدر بك الانحناء أمامي حتى أسامحك أيتها القاتلة؟
أنهت كلماتها لتوقعها بسكب العصير عليها لتنظر لشكلها برضا لتغادر مع جيشها لاحقا عادت جودي للطاولة بتلك الابتسامة السعيدة التي زالت فور رؤيتها منظر فينوس لتقول: ماذا حدث لك آنستي؟
نهضت فينوس لتسير بخطى سريعة تريد الهروب من هذا المكان الذي لا تنتمي إليه عادت للمنزل لتبدل ثيابها و تستحم و تستلقي على السرير طالبة الراحة من كل هذا كانت جودي تود سؤالها عما حدث لكنها لم تجرؤ أن تجرحها أكثر من ذلك بعد أسبوعين استيقظت في الصباح بنشاط شديد لتتناول الإفطار معهم كالعادة توجه الجميع لأعماله لتبقى وحيدة مع والديها في الحديقة تفكر في شيء ما لتقول فجأة: سأحطم غرورك مايا
ابتسمت بشر لينظر والديها إليها باستغراب شديد لتقول والدتها: ماذا هناك فينوس؟
قالت فينوس: هل تسمحان لي بالعودة كعارضة؟
نظرا إليها بصدمة من قرارها المفاجئ ليفكرا في الأمر قليلا ثم يوافقا عليه نهضت مسرعة لتصعد لغرفتها و تبدل ثيابها لتذهب للشركة رحب بها المدير و سعد بعودتها وقعت على العقد من جديد غادرت المبنى لتتجول قليلا هنا و هناك وقفت أمام تلك الحديقة متنفسها الجميل سارت هناك بين الأشجار و هي تحدق بالأرض تتذكر بعض الأشياء حتى لمحت تلك الساق الممدة على الأرض اقتربت من صاحبها لتنظر إليه بصدمة هزت كونها كله جثت بالقرب من ذلك الشخص لتحدق في وجهه من دون وعي منها بدأت الدموع بالتساقط على وجنتيها عادت لأرض الواقع بعد سماع صوت يقول: يا آنسة هل أنت بخير؟ لقد استدعينا الإسعاف
مسحت دموعها لتنهض و تذهب برفقة المسعفين للمشفى كانت تحدق به من خلف زجاج النافذة الصغيرة الموجودة في الباب و هو يحدث الطبيب لتقول في نفسها حابسة دموعها: هذا مستحيل بل غير معقول
توقفت الدموع في عينيها حين التقت بتلك العينين القرمزيتين بعد طول مدة تلك النظرات المتبادلة اقتربت من الباب لتمسك بالمقبض الذهبي بارتجاف لتدخل نظر الطبيب إليها ليقول: هل تعرفين هذا الشخص يا آنسة؟
قال فينوس: لا سيدي لا أعرفه
قال الطبيب: هذا مؤسف فهو لا يتذكر أي شيء يبدو أنه سقط بقوة مما أدى لفقدان ذاكرته كما أن يده مكسورة و قدمه اليسرى كذلك
قالت فينوس: هل سيكون بخير سيدي؟
قال الطبيب: أجل حاليا لكنه سيحتاج لفترة طويلة حتى تشفى إصابات الكسور
شكرت الطبيب ليغادر أعادت فينوس التحديق بذلك الشخص صاحب الشعر الأسود الطويل و العينين القرمزيتين نظر إليها لتشعر بنبضات قلبها تتسارع جلست على الكرسي القريب منه لتقول له: ألا تتذكر أي شيء؟ اسمك؟ عنوان منزلك؟ والديك؟
لم يجبها بأي شيء اكتفى بالتحديق بالنافذة لتنهض فينوس و تغادر المشفى و ذلك الشخص لا يزال يشغل تفكيرها في المساء كانت تقف قرب غرفة ذلك المريض الذي التقت به في انتظار شخص ما ليظهر و يقول: ماذا هناك فينوس؟
نظرت فينوس إليه بعيون مختلفة المشاعر اقترب من مكانها لتشير له لتلك النافذة الصغيرة نظر من خلالها ليصدم من رؤية ذلك الشخص ليقول: من يكون هذا فينوس؟
قالت فينوس: هذا ما أود معرفته لويس فهو لا يتذكر أي شيء
نظر لويس ليرى ارتعاش أطرافها و الدموع التي جفت على وجنتيها و أخرى عالقة في عينيها ليحتضنها و يقول لها: سوف أبحث عنه لأجلك لكن جميعنا نعلم بأن الأموات لا يعودون للحياة
قالت فينوس: أجل هذا صحيح
بكت بعدها ليعودا معا للمنزل حاولت فينوس النوم تلك الليلة لكنها لم تستطع نظرت للساعة لتراها الساعة الرابعة و النصف فجرا لتتنهد و تنهض من السرير لتبدل ثيابها و تغادر من المنزل ذاهبة للمشفى وقفت أمام ذلك الباب لفترة من الوقت لتفتحه و تدخل لاحقا نظر إليها ليتجاهلها سارت بهدوء لتقترب منه وقفت قريبا من الكرسي تحدق فيه لفترة قصيرة ثم تجلس على ذلك الكرسي لتقول: صباح الخير أتمنى بأنني لا أزعجك
لم يجبها كالمعتاد ابتسمت لتصرفه ذلك جلست بصمت لدقائق معدودة لتفتح فمها لتقول شيئا ما تجمدت على تلك الحالة فتلك النظرة قد أصابت قلبها تماما تلك النظرة المنزعجة و الغاضبة لوجودها لتغلق شفتيها و تنظر للأسفل كان الهدوء يستمتع بوقته في تلك الغرفة البيضاء ذات الستائر الزرقاء الفاتحة المربوطة على طرف النافذة المتوسطة لا يوجد بها شيء عدا السرير الذي يجلس عليه ذلك الشاب و طاولة بيضاء على طرف السرير و كرسي واحد الذي تجلس فينوس عليه و ساعة بيضاوية بنية جدارية نظرت إليها فينوس لتنهض و تقول: يجب أن أذهب للعمل الآن لكنني سوف آتي للزيارة بعدها
غادرت لتغلق الباب خلفها بهدوء ذهبت لعملها لتقول لها المصورة بمرح: سعيدة لعودتك فينوس
قالت فينوس بمرح شديد: أنا أيضا هذه المرة سوف أسعى للشهرة بالتأكيد
قالت المصورة: حقا؟ لم غيرت رأيك؟
قالت فينوس: تعرفين هناك أشخاص مغرورون أود تحطيم غرورهم ماذا سنفعل اليوم؟
قالت المصورة: لدينا مجموعة جديدة من تصاميم جوني سارين و هناك مغني قد تحمس كثيرا لالتقاط صور الألبوم الخاص به معك اسمه لاري طومسون
نظرت فينوس إليها بدهشة لتطلب منها إعادة ذلك الاسم من جديد لتفعل بدأت تلك الصعقة تسري في جسدها لتقول : هذا الشخص يطاردني حتما
قالت المصورة: أتعرفينه من قبل؟
قالت فينوس: نوعا ما حسنا سأذهب للاستعداد الآن فلا وقت لدينا لنضيعه أليس كذلك؟
قالت المصورة: ما زال علينا انتظار جاي هو سيتأخر على الأرجح
التفتوا لجاي الذي دخل للغرفة توا و قال مجيبا على تعليق المصورة : و من قال ذلك؟
خلع نظاراته الشمسية لينظر لفينوس بانتصار و يقول: لقد أخبرتك بأنني سوف أصر على عودتك لكنك فعلت حسنا بعودتك بنفسك لم أكن أريد إجبارك
قالت فينوس و هي تأخذ نظارته منه: و من قال أنه بإمكانك إجباري جاي؟ كيف أبدو؟
ارتدت النظارة و نفخت وجنتيها لتغرز سبابتيها فيهما ليضحك بمرح شديد على شكلها و يقول: تبدين لطيفة للغاية لقد أحببت هذا حقا
احمرت وجنتيها لتعيد النظارات إليه و تقول: حسنا يجدر بنا بدأ العمل
ابتسم لتصرفها ذلك ليذهبا كلاهما للإستعداد انتهى جاي ليعبث قليلا في هاتفه كان يرتدي بنطالا أزرقا داكنا و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة أزرار صدره الأربع الأولى مفتوحة معيدا خصلات شعره للخلف قالت المصورة: ألم يكن من المفترض أن تبقى مع زوجتك جاي؟
قال جاي: هذا هو الشيء الوحيد الذي سأفعله قبل إجازتي الطويلة
قالت المصورة: حقا؟ يبدو أنك تحب عملك كثيرا
قال جاي: ليس كثيرا فقط أتيت اليوم استنثاء
ابتسم للفراغ لتستعجب المصورة ذلك التفتت لحيث الضجة فالجميع يحدق بفينوس التي أحرجت من نظراتهم بلوزتها الزرقاء البحرية بأكمام متوسطة واسعة تصل للركبة و بنطال أبيض لمنتصف الساق و حذاء أزرق بكعب متوسط موجت أطراف شعرها عرضيا لترجع خصلات شعرها الأمامية للخلف برباط شعر أبيض اللون زين بزهرة أرجوانية فاتحة كان الجميع يحدق بها لتشعر بالإحراج وقفت أمام المصورة التي قالت بانبهار: أنت حقا تذهلينني دائما فينوس
قالت فنيوس باحراج: هذا يكفي أرجوكم
ضحك الجميع عليها بمرح شديد لتسترق الأنظار لجاي الذي لم يعلق بأي شيء بدؤوا التصوير لتتغير الوضعيات و الملابس حتى انتهاء التصوير في العاشرة صباحا كانت فينوس تتحدث مع المصورة بشأن الصور التي أفسدت ليظهر جاي من خلفها و يقول: ماذا ستفعلون بهذه الصور؟
كانت فينوس ستلتفت إليه لتراه يضع وجهه قريبا منها لتشعر بالخجل و تبتعد عنه ليقول لها: ماذا هناك؟
قالت فينوس: لا تقترب هكذا فجأة لقد أفزعتني
قال جاي بمكر: يبدو كما لو أنك خجلت من اقترابي منك
قالت فينوس باحراج: ماذا؟ و لم قد أفعل؟ أنت حقا مزعج جاي
ضحك بمرح شديد على تصرفها لتقول المصورة: هذا ما كنت أناقشه معها قالت بأنها تريد الاحتفاظ بها
قال جاي: حقا؟ لماذا؟
قالت فينوس: بلا سبب
قال جاي: لا تقولي بأنك أعجبت بي
قالت فينوس: أرجوك توقف عن هذا جاي
قالت المصورة: يبدو أنكما صديقان حميمان حقا
نظرا لبعضهما ليضحكا بمرح شديد غادر جاي بعد توديعهم لتعود فينوس لأعمالها انتهت منها قبل المساء لتتجه للمشفى دخلت الغرفة لتتلقى الرد ذاته لتقول: مساء الخير أتمنى أنك تشعر بتحسن الآن
جلست على ذلك الكرسي تثرثر بسعادة لتنظر للساعة لتنهض بصمت و تغادر عادت للمنزل لتسير في ممر غرفتها وقفت قليلا أمام النافذة الزجاجية لتحدق بالقمر الذي أزال تلك الابتسامة من شفتيها التفتت لصوت الأقدام القريب منها لترى لويس يبتسم لها و يقول: أعدت الآن من العمل؟
قالت فينوس: أجل ماذا عنك؟
قال لويس: تعرفين لا أحب البقاء طويلا في العمل
ضحكا معا بمرح شديد لينظر لها تلك النظرات الجادة ليقول: ذلك الشخص لم أجد عنه أي شيء
قالت فينوس بيأس: هكذا إذا
قال لويس: آسف إن لم أستطع مساعدتك
قالت فينوس بمرح: ماذا تقول؟ شكرا لك على كل شيء
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر الممر دخلت غرفتها لتبدل ثيابها و تستلقي على سريرها تقرأ كتابا ما حتى نامت مضى خمسة أشهر على هذا المنوال لم يتغير شيء حتى ظهيرة ذلك اليوم غادرت فينوس المنزل و هي تحمل سلة بنية داكنة متوسطة الحجم ملأتها بمختلف الأشياء لتأخذها للمشفى طرقت باب الغرفة لترى الطبيب يتحدث مع الشاب الغير مبالي بوجوده نظر كلاهما إليها لتشعر ببعض الارتباك لتبتسم لاحقا و تقول: صباح الخير سيدي الطبيب
قال الطبيب: أهلا بك آنسة هايلون
قالت فينوس: أهناك خطب ما؟
قال الطبيب: لا كل الأمور على ما يرام فقط بعض الأسئلة لمعرفة عودة ذاكرته
قالت فينوس: حسنا
جلست على الكرسي بهدوء تراقب ذلك الشاب الصامت ليتنهد الطبيب و يغادر التفت إليها لتبتسم و تقول بمرح: صباح الخير
لم يجبها كالمعتاد لتحمل سلتها على فخذها لتحاول جذب انتباه بقولها: لقد أحضرت لك بعض الأشياء فالمشفى مكان كئيب
فتحت السلة لينظر إليها بانتظار ما تحمله أدركت فينوس ذلك لتخرج مجموعة كتب لتقول: لا أعرف أي نوع من الكتب تفضل لذا أحضرت كتاب من كل نوع لتقضي به وقتك
أخرجت بعدها علبتي طعام متوسطتي الحجم بيضاء بغطاء أزرق قاني أخرجت معه ملعقة و شوكة فضيتان شعر بشيء من الانبهار لرؤيته للأشياء التي أحضرتها أخبرته بما في كل علبة أصمتها قوله: لم تفعلين كل هذا لشخص لا تعرفينه؟
نظرت إليه بتلك الابتسامة السعيدة لتقول: لا يوجد سبب محدد ثم أنني سأعتني بك حتى تتذكر من تكون
قال الشاب: تعرفين أنا لست صغيرا يمكنني الاعتناء بنفسي
ضحكت فينوس بمرح على تعليقه ذاك ليشعر بشيء من الاحراج صمتا لبعض الوقت ليقاطع ذلك الصمت بقوله بتلك النبرة الهادئة على وجه السرعة: اسمي هو روي لا أذكر غير ذلك
قالت فينوس بمرح: سررت بالتعرف إليك روي
نظر لتلك الابتسامة التي زينت الغرفة بأجواء مختلفة حدق فيها لبعض الوقت حتى انتبه لنفسه ليحدق بالنافذة من جديد حدثته فينوس عن بعض الأشياء عنها ليعلق على بعض المواقف التي تعرضت لها في المساء غادرت الغرفة لتخبر الطبيب بما جرى بينهما ليقول لها: إن كان الأمر كذلك أعتقد أنني سأدعه لك آنسة هايلون
قالت فينوس: سوف أفعل ما أستطيع
ابتسمت له بمرح شديد لتغادر الغرفة وصلت المنزل لترى سام و ليندا يستعدان للمغادرة لتقول: إلى أين أنتما ذاهبان؟
نظرت ليندا إليها لتقترب منها بتلك الابتسامة لتقول: سوف نخرج في موعد
قالت فينوس: حسنا استمتعا بوقتكما
قال سام: اعتقدت بأنه ليس لديك عمل اليوم
قالت فينوس: لقد تأخرت إحدى العارضات ذهبت عوضا عنها
قال سام: هكذا إذا حسنا أراك لاحقا
ابتسمت لهما لتودعهما صعدت لغرفتها لتلتقي بجودي التي كانت في انتظار عودتها لتقول لها: ماذا هناك جودي؟
قالت جودي: لقد أردت إخبارك بأنني سوف أخرج هذه الليلة
قالت فينوس: حقا؟ إلى أين؟ أموعد هو؟ مع من؟
أحرجت تلك الأسئلة جودي لتبتسم فينوس بمرح شديد و تدفعها للأمام لتقول: لا بأس اذهبي و استمتعي بوقتك قدر ما تستطيعين
ذهبت جودي لتبتسم فينوس لها بمرح شديد دخلت غرفتها لتغلق الباب خلفها استحمت و نامت طرق باب غرفتها لتفتح عينيها بثقل شديد نظرت للساعة السابعة صباحا فتحت الباب ليدخل آرثر على عجل و يقول: هيا استيقظي بسرعة
أخرج معطفها من الخزانة ليلقيه عليها ارتدته بنعاس شديد لتقول بتثاؤب: ماذا هناك آرثر؟
أمسك بيدها ليخرجها من الغرفة بسرعة و يقول: السيدة وارس ستلد قريبا
كانت تسير خلفه مغمضة عينيها لتفتحهما بصدمة لتسرع في خطاها و تقول: لماذا لم تقل هذا من قبل؟ أسرع يا آرثر لا تكن بطيئا هكذا
قال آرثر: لا توجهي هذا الكلام لي فأنت من استيقظ للتو
قالت فينوس: لا تثرثر رجاء أسرع
ابتسم بمرح على ردة فعلها ليسرعا صعدا سيارة آرثر لتضحك آن على شكل فينوس ترتدي ثياب النوم و حذاءين مختلفين وصلوا للمشفى ليلتقوا بالوالدين و الجد و مايك نظرت فانتين لفينوس بصدمة مما ترتديه لتقترب منها و تقول: ما كل هذا فينوس؟ أأنت بخير؟
قالت فينوس: لقد استيقظت للتو هذا لا يهم كيف هو حالها؟
قالت فانتين: بخير فقط في انتظار خروجها
تنهدت بارتياح شديد لتجلس على الكرسي بقرب مايك لتمسك بيده نظر إليها ليبتسم لها بادلته الابتسامة ليشد قبضته على يدها أسندت رأسها لذراعه بعد فترة قصيرة أخرجت ليزا برفقة مولودها ذهبوا لغرفتها تحدثوا إليها كثيرا رأوا مولودها و ذهبوا للمنزل عادت فينوس لتكمل نومها استيقظت في الظهيرة لتذهب للعمل انتهت في وقت قصير لتعود للمشفى لتزور ليزا التي سعدت برؤيتها لتقول لها: اعتقدت بأنك مشغولة في العمل
قالت فينوس: لقد أجلت كل هذا لوقت آخر
قالت ليزا: سعيدة لرؤيتك فينوس
قال مايك: شكرا لقدومك فأنا على وشك المغادرة
وضع يدها على رأسها ليبتسم لها بادلته الابتسامة ليغادر جلست فينوس معها تتحدثان لبعض الوقت لتغفو ليزا التي كانت متعبة شعرت فينوس بأنفاسها تخطف منها نهضت لتسير مغادرة الغرفة استندت على الباب لتحاول التحكم بأنفاسها و نبضاتها التي زادت بشكل مخيف جلست على ذلك الكرسي لترجع برأسها للخلف عند روي الذي كان يقرأ إحدى كتب فينوس دخل الطبيب ليقول: مساء الخير روي أتشعر بتحسن؟
قال روي: نوعا ما
قال الطبيب: أرى أنك تأقلمت كثيرا مع الآنسة هايلون
لم يعلق على كلامه ذاك قام بفحص سريع له و سأله عدة أسئلة قصيرة ليغادر بعدها حدق بالساعة الجدراية ليفكر في فينوس أعاد نظره و تفكيره للكتاب في المساء طرق باب غرفته لتدخل فينوس بتلك الابتسامة و هي تقول: مساء الخير روي
نظر إليها لتقترب منه بهدوء لتجلس على الكرسي لتقول: هل استمتعت بقراءة هذا الكتاب؟
قال روي: ذوقك في الكتب سيء للغاية
قالت فينوس:آسفة لذلك لكنك لم تخبرني ما تفضله
صمت روي لتستغرب ذلك لتقول: سوف نبدأ التمارين بالغد لذا استعد لذلك
قال روي: تمارين ماذا؟
قالت فينوس: تمارين ساقك قال الطبيب بأنه بإمكانك تحركيها سوف نتناول الإفطار في حديقة المشفى
تنهد روي بانزعاج لتبتسم له بمرح شديد بدأت تثرثر عن الكثير من الأشياء التي حدثت اليوم ليوقفها عند ولادة ليزا صمت متذكرا شيئا ما نظرت فينوس إليه باستغراب من التعابير التي وضعت على وجهه نهضت لتجلس على طرف السرير لتمسك بيده نظر إليها بفزع و صدره يعلو و يهبط من الخوف وضعت رأسه على كتفها مطمئنة له لتقول: كل شيء على ما يرام لا تقلق
قال روي بخوف: لقد قام شخص ما بمطاردتي كان يحاول قتلي
صمت بعدها بلحظات حاول الهدوء فيها بل نسيان تلك الذكرى السيئة من بين ذكرياته شعر بحرارة فينوس المرتفعة ليبتعد عنها و ينظر إليها ليجدها تبتسم بهدوء له ليقول لها: هل أنت بخير؟
قالت فينوس: لا تقلق عليّ المهم أن تكون أنت بخير
صمت و لم يجبها بأي شيء بقيا على ذلك الصمت لفترة كلاهما قلق على الآخر لتنهض فينوس بعد فترة و تقول: يجب أن أعود للمنزل أراك غدا
لحقها بأنظاره التي حدقت بالباب الذي أغلق خلفها نظر للأرض ليحاول تذكر أي شيء آخر عند فينوس التي استلقت على سريرها و الأشياء تدور من حولها أغمضت عينيها لتزيل ذلك الصداع الرهيب الذي أسعد بعلامات الألم التي ظهرت على وجهها طرق باب الغرفة لتدخل جودي و تقول: مساء الخير آنستي أتريدين أن أحضر لك شيء ما؟
اقتربت منها بعد صمتها الغريب وضعت يدها على جبينها المتعرق لتفاجأ بحرارة الشمس في جسدها ذهبت لتخبر شخص ما بالأمر التقت بالتؤامين ليستغربا عجلتها قال أليس: ماذا هناك؟
قالت جودي بخوف: الآنسة إنها مريضة جدا
قال أليكس: أليس أخبر سام أو آرثر بالأمر سوف أذهب معها
ركضا في اتجاهين مختلفين ذهب أليس ليخبر سام بالأمر ليستدعي الطبيب من فوره صعد لغرفتها ليرى محاولات أليكس الغير مجدية في إخفاض درجة حرارتها ليقول لجودي: متى عادت للمنزل؟
قالت جودي: للتو فقط
قال سام: ألاحظت أي شيء غريب عليها؟
قالت جودي: كانت تسير بمساعدة الجدار و لم تسمعني أناديها
عض سام شفتيه بانزعاج غادروا الغرفة فور دخول الطبيب الذي قام بفحص أولي لها أعطاها بعض الأدوية التي ساهمت في نومها غادر الغرفة ليرى القلق البادي على وجوههم ليقول: ستكون بخير لكن يجب مراقبتها لبعض الوقت قد تعود حرارتها للارتفاع من جديد
غادر الطبيب لتبقى جودي بقربها طوال الليل في الصباح عند روي الذي طرق باب غرفته نظر للباب لتدخل الممرضة التي أتت لتقييم وضعه الحالي لتقول: لقد اتصلت الآنسة هايلون تقول بأنها لن تستطيع القدوم هذا اليوم بسبب انشغالها تود الاعتذار عن خلف وعدها لك
غادرت بعد ذلك ليتذكر ما حدث بالأمس نظر للنافذة التي أدخلت تلك الرياح لتداعب خصلات شعره أعادت إليه ذكرى أخرى لينظر للكتاب القريب منه ليدون شيئا ما عليه عند فينوس التي كانت تقف بهدوء أمام الكاميرا لتلتقط الصورة الأخيرة لتعجب المصورة بأدائها لهذا ليوم جلست على الكرسي لتتنهد و تقول: لا يزال لدينا الكثير لنفعله أليس كذلك؟
قالت المصورة: أجل فقد قمت بتأجيل أعمالك السابقة لهذا اليوم المزدحم
تنهدت بانزعاج شديد لقرارها ذاك ابتسمت بالرغم من ذلك التفت الجميع للباب الذي صدر من خلفه ضجة مشاحنة فتح الباب لتدخل تلك الفتاة صاحبة الشعر الثلجي الطويل اختفت عينيها الحمراوتين الفاتحتين تحت تلك النظارة الشمسية التي خلعتها لتحدق بوجوه الجميع منتظرين على من ستقف تلك العيون الغاضبة لتسير بخطى سريعة تكاد تحطم الأرضية لتقف أمام فينوس التي لم تبالي للنظر إليها لتقول لها: أنت من تعتقدين نفسك؟ تدخلين فجأة و تأخذين كل الشهرة لنفسك أنا لن أستسلم أمامك أهذا واضح؟
لم تجبها فينوس بأي شيء لتزيد غضبها عليها ألقت عليها كوب القهوة التي كانت بيد المصورة لتنهض من مكانها سريعا أسرع الجميع في إحضار بعض الماء و مناشف نظرت فينوس إليها بتلك النظرات الحادة لتبتسم في النهاية و هي تقول: إن كنت خائفة من أن تخسري أمامي فلتبذلي ما في وسعك مايا
انزعجت مايا من طريقة نطقها لاسمها بنبرة متحدية غادرت فينوس المكان لتستحم و تبدل تلك الثياب التي أخذت للمصبغة على الفور ساعدتها المصففة على تجفيف شعرها لتقول لها: أتعرفين الآنسة وارس من قبل؟ أقصد معرفة شخصية
قالت فينوس: لا فقط أنها كانت السبب وراء دخولي لهذا المجال
قالت المصففة: أتفهم الآن سبب غضبها
ابتسمت فينوس بمرح لتغلق عينيها فقد بدأت بوضع مساحيق التجميل موج شعرها طوليا جمع بذلك المطاط الذي حوى على وردة سوداء أسدل على كتفها الأيسر ارتدت ثوب أسود بلا أكمام طويل يحدد جسدها ممشوق القوام زين بكريستالات بيضاء صغيرة وضعت لها أقراط طويلة كريستالية و حذاء أسود بكعب عالي مفتوح الأصابع قالت المصففة: جميلة للغاية آنسة فينوس
قالت فينوس: شكرا لك
غادرت الغرفة لترى المصورة تتحدث لشخص يعطي ظهره إليها لتعرفه على الفور التفت إليها حالما قالت المصففة: لقد انتهينا
نظر إليها بشيء من الانبهار من الجمال الذي أعطاها السواد إياه لتقول المصورة: كالعادة فينوس هي الأجمل
قالت فينوس بخجل: شكرا لك
قال الشاب: لا تصدقي كل ما يقال لك حتى لا تغتري
قالت فينوس: أنت حقا تحب إزعاجي أليس كذلك جاي؟
ابتسم لها بمرح شديد تحدثا قليلا قبل استعداد الجميع للتصوير فقد كانت تشاركها ثلاث فتيات أخريات التقطت الصور التي تبدلت الوضعيات فيها و الملابس و التسريحات كان الأمر منهكا للغاية حتى انتهت فينوس في المساء ارتدت معطفها لتسير بهدوء في ذلك الممر المؤدي للمخرج من المبنى لترى جاي يتحدث مع مايا التي بدت غاضبة و مثارة لسبب ما ارتسمت ابتسامة شريرة على شفتيها اقتربت منهما لتظهر رأسها من خلف جاي لتقول: مرحبا جاي
التفت إليها ليستعجب تلك الابتسامة الغريبة على وجهها ليقول: اعتقدت بأنك لا زلت تعملين
قالت فينوس: لقد انتهيت للتو فقط كنت سأغادر لكنني رأيتك لذا قررت إلقاء التحية
قال جاي: هناك خطب ما بك فينوس هل أنت بخير؟
ضحكت بمرح شديد لتقول: أنا بخير
نظرت لمايا بتلك النظرات المنزعجة لتبادلها بأخرى حاقدة تود قتلها لتقول: آه أرجو المعذرة لم أكن أعلم بأنك تتحدث لشخص ما
قال جاي: هذه مايا تعرفينها بالتأكيد
وقفت باعتدال أمامها لتقول: شكرا مايا على ما فعلته لأجلي سعيدة حقا برؤيتك مجددا
شعرت ببراكين غضب مايا تنفجر لتسعد بتحقيق مرادها غادرت من هناك ليحدق جاي بها باستغراب شديد ليقول في نفسه: أكانت تحاول إغاظة مايا؟ حقا لم أعد أفهم هذه الفتاة
ابتسم بمرح لتقول مايا: لا تقل لي بأنك تخرج معها
قال جاي: بالتأكيد لا أفعل ثم أننا مجرد زملاء عمل
قالت مايا: حقا؟ لكنها لم تبدو كذلك
قال جاي: يبدو أنك غاضبة لسبب ما مايا أقترح أن تعودي للمنزل و تستريحي قليلا
تجاوزها ليغادر المبنى صعد سيارته ليقودها في اتجاه منزله عند فينوس التي وصلت المنزل نظرت لجودي التي كانت قلقة عليها لتبتسم و تقول: أنا حقا بخير جودي لذا لا تقلقي عليّ
قالت جودي: أخشى أن تصابي بالحمى من جديد
قالت فينوس: لا تقلقي حتى لو حدث سأكون بخير فأنا و المرض أصدقاء طفولة كلانا يحب الآخر
قالت جودي: هذا ليس وقت المزاح آنستي فالأمر جدي للغاية
ابتسمت فينوس لتذكرها مارثا فقد كانت تقلق مثلها عانقتها بهدوء لتستغرب جودي ذلك بقيتا كذلك لبعض الوقت لتدخل غرفتها و تغلق الباب خلفها استندت على الباب لتبدأ بالبكاء فتلك الذكريات لا تزال تعيش داخلها تعذبها و تؤلمها لتقول بصوتها الذي كتمته الدموع: أنا السبب في كل ذلك ليتني لم أولد
نهضت لتجلس على سريرها حاضنة ساقيها دافنة وجهها على الوسادة التي وضعتها على ساقها استلقت بعدها لتنام بعمق شديد استيقظت في الصباح لتجهز إفطارها الخاص و تضعه في علب الغداء تلك أعدت نفسها للخروج لتوقفها والدتها قائلة: إلى أين أنت ذاهبة بكل هذا فينوس؟
قالت فينوس بمرح: الجو جميل هذا اليوم لذلك قررت تناول الإفطار في الخارج
قالت فانتين: الجو بارد في الخارج لذا لا تتأخري كثيرا
قالت فينوس: سوف أغادر للعمل بعدها لذا لا بأس
قبلت جبين والدتها لتبتسم لها و تغادر وصلت المشفى لتطرق باب غرفة روي ثم تدخله لتقول بمرح شديد: صباح الخير روي
نظر إليها بهدوء لتعرف أن شيئا ما قد حدث تجاهلت ذلك لتحاول إبهاجه لتقترب منه و تقول: هيا عليك النهوض سوف نتناول الإفطار في الخارج
صمته أرعبها خشت أن تكون ذكرى أخرى مؤلمة نهض من السرير ليستند على عكازيه و يغادر الغرفة معها كانت تحدثه طوال الوقت تحاول إبعاد كومة الغمام الأسود الذي أحاطت به وصلا للحديقة ليجلسا على المفرش الأزرق الداكن الذي أحضرته فينوس لتخرج لحافا أسود توسطته زهرة بيضاء متوسطة الحجم أحيطت بدوائر من الأزهار الصغيرة غطته بها لتقول: هذا لأن الجو بارد و لا نريدك أن تصاب بالمرض
نظر إليها ليراها ترتدي معطفا أرجوانيا بأكمام طويلة يصل لأسفل الخصر ليقول لها: ألا يجدر بك أن تبقي في المنزل؟
ضحكت بمرح شديد لتقول: أتريدني أن أخلف وعدي مرتين؟ لا أستطيع فعل ذلك
قال روي: حقا أنا لا أعرف لم تفعلين كل هذا لأجلي
ابتسمت له بمرح شديد فهي لا ترغب الإجابة عن هذا السؤال لتخبره بما فعلت مساء الأمس بتلك النبرة السعيدة كان روي يستمع إليها و تعابيره لا تتغير تناولا إفطارهما مع كوب من القهوة الساخنة لتسافر أفكار روي للأفق لمحت فينوس تلك التعابير الوحيدة التي ملئت كيانه لتقول: هل تذكرت شيئا آخر؟
قال روي: أجل تذكرت عنوان مكان ما ذهبت إليه مع شخصين آخرين لا أذكرهما جيدا
قالت فينوس: حقا؟ سوف أذهب لهناك إن كان الأمر يساعدك
قال روي: لا داعي لذلك فهو مجرد عنوان
قالت فينوس: لقد وعدتك بأنني سأفعل أي شيء لتستعيد ذاكرتك لذا لا تقل شيئا كهذا
قال روي: حقا لماذا تتعبين نفسك هكذا لأجلي؟
صمتت فينوس مجددا ليتنهد حمل عكازيه ليسير للمقعد القريب منه جلس هناك بهدوء لتبدأ فينوس بتوضيب تلك الأشياء عادا للغرفة ليعطيها ذلك العنوان تحدثت إليه في بضع أمور لتذهب لعملها انتهت منه خلال ساعات قليلة ذهبت لذلك العنوان لتنظر للمكان من حولها الجميع يسير بتلك النظرات الحزينة بالرغم من الابتسامات و الضحكات التي علت في الأرجاء بدت كمنطقة فقيرة اقتربت من باب ذلك المبنى لتصعد الدرجات التي تراكمت عليها الأوساخ وصلت للطابق الرابع لتسير في الممر وصلت للشقة المطلوبة قرعت الجرس مرات عديدة لكن ما من مجيب طرقت الباب لتفتح سيدة ذات شعر أزرق قاني يصل لأسفل الكتف و عينين زرقاواين داكنين لتقول لها: آسفة على الإزعاج في هذا الوقت لكنني أود الحديث إليك في شيء ما
قالت السيدة: تفضلي يا آنسة فالبرد قارس في الخارج
دخلت الشقة لتفاجأ بالمظهر المغاير للمنطقة كانت شقة مترفة نظيفة و مرتبة جلست على إحدى تلك الأرائك الحمراء القانية المخططة بالذهبي طوليا قدمت لها كوبا من العصير لتجلس في الأريكة المجاورة لها لتقول: بداية أعرف عن نفسي أنا فينوس هايلون
صدمت السيدة من اللقب الذي سمعته كذلك الرجل الذي غادر الغرفة للتو حدقت فينوس به بذهول فذلك الشخص الشبه بينه و رين واضح للغاية حوى شعره على خصلات حمراء داكنة عينيه قرمزيتين فاتحتين نهضت لتنحني له اقترب منهما ليجلس بجانب تلك السيدة التي أفاقت من صدمها على صوته القائل: و ماذا تفعل ابنة هايلون هنا؟
جلست فينوس لتقول: أعرف شخص يدعى روي و هو الآن في المشفى فاقد الذاكرة لكنه تذكر هذا العنوان فأتيت للسؤال إن كنتما تعرفاه
رأت تلك الدموع التي نزلت على وجنتي تلك السيدة لتعرف الإجابة على سؤالها لتقول: أهو بخير؟ أتعرفين مكانه؟
قالت فينوس: أجل هو بخير سوف أعطيكما عنوان المشفى إن شئتما
هزت رأسها بهدوء لتخرج دفتر صغير أزرق فاتح و قلم أسود الحبر كتبت العنوان لتعطيه لهما كانت ستغادر لكن ذلك السؤال يصر على الخروج من أفكارها لتقول: لدي سؤال آخر؟ أتعرفان رين وارس؟
نظرا إليها بصدمة من ذكرها لذلك الاسم لتزيد تلك الدموع الجو كآبة ليقول الرجل: من أين تعرفين رين؟
قالت فينوس بحزن شديد: لقد كان زوجي
انتبها للفعل الماضي ليشعرا بالحزن الذي انبعث منها ليقول الرجل: نحن والديّ رين و روي فهما تؤامان
ابتسمت فينوس لتقول بصوت منخفض: لقد شعرت بذلك
قالت الوالدة: لقد تعرضنا لحادث سير قبل وقت طويل أنقذنا مجموعة من الأشخاص الذين كانوا قريبين من هناك لكن قبل إخراج رين سقطت السيارة من ذلك الجرف لذا اعتقدنا بأننا لن نراه بعدها لكنني سعيدة حقا بمعرفة أنه قد عاش لفترة أطول و تزوج من فتاة لطيفة مثلك
قال والد روي: كيف توفي رين؟
صمتت فينوس لبعض الوقت فهي ستروي كابوسا حلمت بنسيانه طويلا لتخبرهما بما حدث ليقول والده: كنت واثقا بأنهم لن يتركونا و شأننا لكن لتصل لهذه الدرجة
قالت الوالدة: آسفة لجعلك تتذكرين شيئا مؤلما كهذا
هزت رأسها بنفي لتبتسم و تقول: لا أبدا هل بإمكاني طلب شيء منكما؟
قالت الوالدة: أجل بإمكانك
قالت فينوس: شقيقك مايك قد رزق بطفله الأول منذ أيام قليلة سوف يسعد كثيرا برؤيتكما لا تقلقا بشأن الآخرين فهما قد تركا المنزل بعد موت رين سوف أضع العنوان لكما
ابتسمت لهما بمرح شديد لتغادر بعدها قالت الوالدة: أستطيع الشعور بكمية الألم و المعاناة التي تشعر بها
قال الوالد: لكنه أحسن اختيار زوجته حقا
ابتسما بهدوء ليقررا الذهاب لزيارة كليهما غدا عادت فينوس للمنزل لتجلس قليلا مع أفراد عائلتها لمح العديد منهم الحزن الذي ارتسم على محياها بالرغم من مشاركتها في أحاديثهم نهضت لتغادر الغرفة و تسير بلا وجهة محددة أوقفها شخص ما بوضع يده على كتفها لتلتفت إليه ليقول لها: ماذا حدث فينوس؟
نظرت إليه مطولا دون الإجابة لتبتسم بمرح و تقول: ما بال هذه التعابير الحزينة التي تعلو وجهك لويس؟ لست وسيما أبدا بها
قال لويس: أنت تتحدثين عن نفسك بالتأكيد أيتها السخيفة
قالت فينوس بحزن: لقد التقيت بوالديّ رين الحقيقين قبل عودتي
لم يسألها عن شيء آخر لتتغير تلك التعابير التي علت وجهها للألم الذي اتخذ من جسدها امبراطورية له جثت على ركبتيها لينزل لويس لمستواها و يقول لها: هل أنت بخير فينوس؟
لم يتلقى إجابة منها حملها بين ذراعيه ليسرع بها لغرفتها أسرعت جودي في الاتصال على الطبيب ليفزع والديها من رؤيته في المنزل قام بفحصها ليستغرب من برودة جسدها المفاجئة عينها بدت منومة مغناطيسية تأكد من العين الأخرى ليراها في الحالة ذاتها حاول إفاقتها لتحدق فيه ليقول: أأنت بخير آنسة هايلون؟
قالت فينوس و هي تنهض من السرير: أجل بخير شعرت بدوار غريب فقط
قال الطبيب: أتذكرين ما حدث لك؟
قالت فينوس: أجل كنت أتحدث مع لويس ثم أتتني تلك النوبة
قال الطبيب: هكذا إذا....لقد كنت للتو في غيبوبة دماغية أحدث معك هذا من قبل؟
قالت فينوس: أجل و أصبح يتكرر بكثرة مؤخرا
قال الطبيب: لم لم تخبريني أو أي شخص آخر بذلك؟
ابتسمت لتقول: أليس هذا من أعراض تلك اللعنة؟ فما الجدوى من قول أي شيء؟
شعر الطبيب بالحزن الذي تعانيه ليتنهد و يقول: أتعرفين أسوأ ما قد يحدث لو تكرر الأمر؟ قد لا تبقين على قيد الحياة
غادر الغرفة ليطمئن والديها عليها دخلا الغرفة لينظرا إليها تحدق بالفراغ نظرت إليهما لتعيد الرقعة سريعا ابتسمت بمرح شديد لتقول: ماذا هناك؟ تبدوان حزينان للغاية
جلس الوالد بقربها ليتأكد من حرارتها ليبتسم و يقول: أتشعرين بتحسن الآن؟
قالت فينوس: أجل أنا بخير
قالت فانتين: ألا يجدر بك أخذ إجازة قصيرة من العمل؟
قالت فينوس: لا تقلقي ليس لدي الكثير لأفعله
قال الوالد: حسنا ارتاحي قليلا
قبل جبينها ليبتسم لها و يغادر الغرفة برفقة فانتين التي قالت: كنت حقا أود سؤالها عن سبب حزنها لكنني لم أستطع
قال الوالد: لا تقلقي ستكون بخير
ابتسمت بمرح ليذهبا لغرفتهما

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا أحبتي متابعي قصتي الصامتين تعرفون يسعدني حقا رؤية هذا العدد من القراء لكن ما يسعدني أكثر معرفة آرائكم عن القصة و تعليقاتكم و لو كانت قصيرة لقد حدثت الكثير من الأشياء حتى الآن و أهمها حتى الآن ظهور تؤام لرين هذا شيء محزن حقا لكنه رائع أيضا فينوس لم تتغلب على مرضها بعد و حالتها في تدهور مستمر هل ستكون بخير؟ هل استطعتم معرفة الحقيقة خلف اللعنة؟ أعرفتم أي قصة تختبئ خلف كل هذه الأحداث؟ أم لا زالت هناك العديد من الاستفهامات تجوب حولكم؟ ألغاز لا حل لها حتى الآن لكنها ستحل بالتأكيد حتى ذلك الوقت في حفظ الله و رعايته أحبتي




 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:43 AM   #12
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






مضت أيام ثلاث و الكل يبحث عن فينوس حتى لويس البوصلة لم تتسطع إبرته المغناطيسية تحديد مكانها فهالتها و حضورها مختفيان تماما ليتنهد بيأس و يقول: لا أريد قول شيء يحبط الجميع لذا سأكتفي بالصمت
قالت كاثرين: كيف من الممكن أن تختفي هكذا؟ حتى حضورها لم نعد نشعر به
قالت فانتين: حتى أننا لم نستطع الاتصال بها
تنهد الجميع حتى دخول جاي الذي أبدى تعابير جادة ليحدق الجميع به قدم تلك الرسالة لجودي التي أوصلتها للجد ليقول: ما هذا جاي؟
قال جاي: رسالة من فينوس وصلتني هذا اليوم
فتح الرسالة على عجل ليقرأ الرسالة التي اختلط الحبر فيها بالدموع لتصبح الكلمات غير واضحة بصوت مسموع: مرحبا جميعا أعرف بأنكم قلقون عليّ و تفعلون المستحيل لإيجادي لكن هذا لن يحصل فأنا الآن لا يمكنني البقاء بينكم أخشى أن أقوم بإيذائكم لذا رجاء لا تتعبوا أنفسكم من أجلي
قالت فانتين: ماذا تقصد بأنها لا تستطيع البقاء معنا؟ لماذا دائما تقوم بكل هذه الخطوات وحدها؟
شعر الجميع بالحزن الذي تدفق مع تلك الكلمات و الدموع تجري على وجنتيها لمح روي و لويس شيئا غريب في تلك التعابير التي وضعها جاي غادر الغرفة دون قول أي شيء لحقا به ليقول لويس: أتعتقد بأننا سندعك ترحل هكذا جاي؟
حدق بهما بنظرات باردة منزعجة ليقول روي: من غير المنطقي أن ترسل الرسالة لعنوانك عوضا عن منزلها إلا إذا كنت تعرف مكانها
قال لويس: حتى لو أخبرتني بأنها قد استخدمت شخص ما فهذا مستحيل لا يوجد أي دليل على حضور شخص غريب على تلك الرسالة
تنهد بانزعاج ليقول: أنتما تضيعان وقتي هناك الكثير لأفعله في وقت قصير
تجاوزهما ليغادر و يعود لمنزله هناك رأى الخادمات يسرعن في الذهاب لمكان ما ليلحق بهن بخطوات هادئة نزل الدرج الطويل الذي يؤدي لقبو المنزل سار في الممر الوردي المخطط حتى وقف أمام الباب الأبيض النصف مفتوح ليطرق الباب فتح الباب لينظر لفينوس التي أحيطت بالممرضات اللاتي يحاولن تخفيف المعاناة التي تعيشها اقترب منها ليشعر بالهالة التي تحاول فينوس السيطرة عليها قال لهن: بإمكانكن الذهاب الآن
قالت إحدى الممرضات: لكن سيدي حرارتها لا تزال تزداد بشكل مخيف للغاية و تفقد وعيها فجأة علينا مراقبتها
قال جاي: سوف أبقى هنا لو حدث شيء أسوأ سأستدعيكن
غادرن بعد نظرات الشك و القلق التي توزعت بينهن جلس على طرف سريرها أبعد خصلات شعرها التي التصقت بعرق جبينها فتحت عينيها على الفور لتنظر إليه بتلك النظرات القاتلة نهضت لتحاول الإمساك بعنقه أوشكت يداها أن تطيل عنقه لتردع نفسها و تقول: ماذا تفعل هنا؟ تعرف بأنني قد أفقد السيطرة
تلك الابتسامة التي لطالما أهداها إياها جعلت الدموع تتزلج على وجنتيها أخفضت رأسها ليعانقها بهدوء محاولا التخفيف من ذلك الألم ليقول لها: تعرفين أن مقاومتك للأمر يزيده خطورة لذا استسلمي للواقع
قالت فينوس: أتطلب مني التخلي عمن أكون و من حولي لأجل شيء كهذا؟
وضع ذقنه على رأسها ليقول: واثق من إجابتك لكنني أحببت عرض الفكرة عليك....لقد وصلت رسالتك و الأمر كما اعتقدته
قالت فينوس: حتى ينتهي هذا أقلها أرجوك ألا تخبرهم
رفع وجهها لتتقابل أعينهما ابتسم لها ليقول لها: أنت حقا أخت صغرى تحبين إقلاق أخيك عليك
ابتسمت له بالرغم من ألمها أعاد برأسها للسرير ليحدثها قليلا ثم يقول: أواثقة من أنك لا تريدين إخبار عائلتي المتبقية بالأمر؟
قالت فينوس: أبدا لا تفكر في ذلك سوف يكون الأمر أسوأ
قال جاي: حسنا إذا لقد وعدتك و لن أخلف وعدي
ابتسم لها ليغادر الغرفة و تعود الممرضات ليهتمن بها صعد الدرج ليلتقي بزوجته التي أمسكت بذراعه بمرح شديد لتقول: لقد سمعت بأنها قد تحسنت عن قبل كيف هي؟
قال جاي: حسنا إنها أفضل حالا مما كانت عليه لكن ذلك الأسير بداخلها يزيد الأمور صعوبة
قالت لوسي بتلك التعابير المخيفة: لا تقلق سوف أردعها بالتأكيد
نظر إليها لترسم ابتسامة لطيفة على وجهها غادر المنزل ليتوجه لأعماله التي ازدحمت بسبب تأجيله أعماله المسائية لنهار اليوم التالي عند لويس و والد روي اللذين حاولا التفكير في أمر الرسالة قال روي: لماذا قد تستعين به لإيصال الرسالة؟
قال الوالد: هناك احتمالان أولهما أنه يعرف مكانها لو كان ذلك صحيحا لشعرنا بحضورها يرافقه ثانيهما أن يكون بينهما وسيط و ذلك مستحيل أيضا
تنهد بانزعاج للغز الذي وضعته فينوس لهما أعادا قراءة الرسالة مرارا و تكرارا لعله يكون طرف خيط يقود إليها انتبه لويس للخط الذي تلوث بقطرات الدموع ليقول: مهلا هذه ليست دموع بل ماء مقطر
حدق الوالد في الرسالة أكثر ليقول: معك حق أحدهم زيف هذه الرسالة
طلب لويس من جودي إحضار أي دفتر يخص فينوس ليطابق الخطوط ليجد اختلاف بسيط فيها ليبتسم و يقول: حقا إنها رسالة مزيفة لكن لم؟
قال الوالد: أصبح الخيط متشابكا من جديد أعتقد بأن الشخص الذي كتب هذا هو بالتأكيد يعرف مكان فينوس أو له علاقة باختفائها
قال روي: بإمكاننا استخدام الدفتر الذي كتبه الحضور في الحفل
قال لويس: بالفعل سيكون ذا فائدة
نهض لويس ليحمل تلك الرسالة و يسرع الخطى في الوصول لمكتبة فينوس المخفية دخل ليبحث عن الدفتر ليبدأ بمطابقة الخطوط ليتوصل لثمان أشخاص ذهب ليطلب منهم كتابة جزء من الرسالة ليحاول المطابقة بينهما قال الوالد: جيد هكذا سوف نرى من هذا الشخص
قام بسكب ماء مقطر أحضره بطريقة عشوائية على الأوراق ليطابق الخطوط ليقول لويس: حسنا من بينهم بقي جوليا و ليزا و روي و لوسي
قال الوالد: ثلاثتهم خارج دائرة الاتهام لذا تبقى لوسي فقط
قال روي: لقد سمعت بأنها مصممة سيكون من الصعب الالتقاء بها
قال لويس: سوف أتحدث إليها حالا
قال الوالد: ماذا تقصد بحالا؟ الوقت متأخر بالفعل
نظر للساعة ليراها الواحدة و النصف صباحا تنهد بانزعاج ليغادر كل منهم لغرفته في الصباح في منزل جاي أسرعت لوسي الخطى للباب حيث حضر شخص لم تتوقعه لتبتسم بمرح شديد و تقول: صباح الخير روي و لويس إن لم أنسى أليس كذلك؟
قال لويس: بلى سيدتي
قالت لوسي: رجاء تفضلا بالدخول
كانا يسيران في الممر خلفها يحاولان استشعار مكان فينوس في هذا المنزل حتى وصلوا غرفة الضيوف لتقول بمرح شديد: فيم يمكنني المساعدة؟ بالتأكيد لم تأتيا لأجل جاي فهو مشغول كما تعرفان
قال روي: لقد أردنا التأكد من مصدر هذه الرسالة فقط
نظرت لوسي للرسالة التي وضعها لويس على الطاولة متابعين حركات وجهها المستغربة من الرسالة لتنظر إليهما باستغراب و تقول: أليست الرسالة التي وصلت لجاي يوم أمس؟
قال روي: بلى إنها هي هلا أخبرتني كيف عثرتم عليها؟
قالت لوسي: لقد كانت الرسالة في صندوق البريد بعد قراءة الرسالة أدرك جاي أنها موجهة لعائلتها
قال لويس: ألا تعرفين الشخص الذي أوصل الرسالة؟
قالت لوسي بمرح: لا فقد عدت من العمل و رأيت الرسالة بيد الخادمة
قال لويس: هلا أخبرتنا لماذا خطك مطابق للخط المكتوب في الرسالة؟
نظرت لوسي إليه باستغراب بينما الابتسامة الواثقة تعلو شفتاه أخذت الورقة لتكتب جزء من تلك الرسالة و تنظر للخطين لتبتسم بمرح لتقول: انظر جيدا الخطان غير متشابهين أبدا
أعادت الورقة إليه لتمحى الابتسامة الواثقة حدق بها بشك كما فعل روي الذي كان لا يزال يبحث عن فينوس ليفاجئ بتلك النظرات الغريبة التي وجهت إليه شخصيا لتقول لوسي بنبرة هادئة: كلاكما تتصرفان تجاه الأمر أكثر مما ينبغي جميعنا قلقون عليها لذا لا تحاولا التصرف كالأبطال
قال روي: ماذا تقصدين بذلك؟
ضحكت بمرح شديد لتقول: لماذا يدور شككما حولنا؟ أبسبب رسالة أم لأنكما لا تثقان بنا؟
صمت كلاهما لتنهض و تقول: أعتذر لدي الكثير لأفعله بإمكانكما البقاء و تفتيش المنزل إن شئتما
كلماتها الواثقة أشعرتهم بالارتياب أكثر ليأخذا بالنصيحة و يبحثا عنها في أرجاء المنزل حتى استوقفهم الممر المسدود النهاية ليقول لويس: يبدو أن خطأ ما قد حصل علينا إيجاده بسرعة
قال روي: لا....يجدر بنا الاستسلام و حسب
نظر لويس باستغراب للتعابير اليائسة على وجهه ليغادرا عائدين لمنزليهما مضى شهر كامل دون العثور على فينوس في غرفة فينوس التي ربطت عيناها بالقماش الأبيض المزخرف بأزهار زرقاء نظرت في اتجاه الباب لشعورها بشخص ما يقف هناك لتقول: رجاء غادر من هنا
اقترب منها ذلك الشخص بهدوء ليجلس على طرف السرير نظر إليها بألم لحالها وضع يده على جبينها ليشعر بحرارتها تخترق دمائه لتقول له: لا تهتم لذلك جاي فأنا بخير هكذا
قال جاي: كيف لا أهتم لك عزيزتي فينوس؟ سيجعلني ذلك أسوأ أخ بالفعل
ابتسمت ابتسامتها اللطيفة التي غيرت الأجواء الكئيبة من حولهما ليرتاح و لو قليلا لتلك الابتسامة التي ظهرت بعد فترة طويلة لتقول: أنا حقا سعيدة لأن لديّ شقيق مثلك جاي
قال جاي: تقولينها كما لو أنها كلماتك الأخيرة يشعرني هذا بالحزن حقا
صمتت فينوس لذلك الألم الذي اجتاح جسدها ليسقط بسيطرتها على قواها التي بدأت بالانفجار بشكل مخيف حاول جاي ردع تلك القوى الهائلة من التسرب عانقها ليحاول تهدئتها قليلا و يقول: سيكون كل شيء على ما يرام فينوس عليك أن تهدأي و حسب
أبعدته عنها بعنف ليرتطم رأسه بحافة الطاولة القريبة من النافذة فتح الباب بقوة لتضغط لوسي أزرار المصابيح القريبة من الباب لتضاء الغرفة أسرعت في الذهاب لجاي الملقى على الأرض بتلك الدماء التي غادرت رأسه لتقول بقلق: هل أنت بخير جاي؟ أرجوك أجبني
فتح عينيه بصعوبة واضعا يده على رأسه متألما بشدة استوعب الأمر لينهض متفقدا فينوس التي تحاول مصارعة هذا الوحش الذي بداخلها كاد أن يفكر بالاقتراب منها لتوقفه بحاجز بنته حولها لتزيح ذلك الرباط عن عينيها تلك النظرات المخيفة جعلت الرعب يتسلل إليهما قال جاي: لا تنظري إليها مهما حدث لوسي
أغلقت عينيها لتمسك بيده محاولة إيقاف تلك النبضات التي بدأت في التسارع قال جاي: لا تقلقي سأحاول التحدث إليها
قالت لوسي: أأنت مجنون؟ لن تستطيع ذلك جاي فهي مخيفة حقا
قال جاي: سأحاول ذلك لذا ابقي هنا
تحرك ليحاول الاقتراب منها ليبعده ذلك الحاجز بتنافر مريب سمعا صوتها المهزوز يتحدث بألم و حزن شديدين: غادرا الغرفة قبل حدوث الأسوأ
انحنى جسدها للأمام لتخرج الدماء بشكل مخيف من فمها لتتناثر على اللحاف الوردي المزين بدوائر متداخلة مختلفة الأحجام و الألوان زاد ذلك القلق و الخوف السائر في أرجاء الغرفة ازدادت تلك القوى لتبدأ الجدران بالتشقق و الأشياء في الانزياح من مكانها عند عائلة هايلون التي كانت تجلس و تتحدث في غرفة المعيشة كعادتهم قالت كاثرين: متى سيعود سام؟
قالت ليندا: سيعود هذا اليوم لكن لا أعلم متى
قال سام: و ها قد أتيت
نظر الجميع إليه لينظر إليهم بتلك الابتسامة السعيدة للعودة للمنزل جلس بالقرب من ليندا التي سعدت برؤيته تحدث إليهم و الابتسامة لا تفارق شفتيه اشتاق إليهم جميعا لتتغير معالم وجهه لشيء من القلق و الخوف ليفتح شفتيه و يقول: ماذا حدث لفينوس؟
صمت الجميع لتتبدل الأجواء الصحوة لأخرى مليئة بالغيوم بدأ الرعب يملأ قلبه حدق بلويس الذي حاول التحدث في الأمر ليقول: فينوس مفقودة منذ شهر و أسبوعان لم نستطع العثور عليها كل ما لدينا رسالة تخبرنا فيها بألا نقلق عليها
قال سام: ماذا؟ مفقودة؟ لكن لم لا أستطيع الشعور بها؟
قال لويس: هذا أمر أجهل سببه لكنها بخير حتما
لاحظت فانتين تلك التعابير التي وضعها على وجهه لتقول بابتسامة حزينة: ربما كان يجدر بي الاستماع إليك سام
نظر إليها ليرى الألم و الحزن الذي هي فيه قفزت القلوب في تلك الغرفة فجأة لتتوجه الأنظار ناحية لويس الذي قال: هذا شيء سيء للغاية علينا العثور عليها فورا
غادر المنزل من فوره برفقة آرثر و سام يبحثون عن مصدر هذه القوى المفزعة للغاية التقى لويس بروي ليقول له: ألازلت لا تستطيع تحديد مكانها لويس؟
قال لويس: الأمر صعب للغاية فهي تحاول تضليلي
الصدور تعلو و تهبط القلوب تخفق بسرعة الأجواء تصبح أكثر حرارة تلك الطاقة التي تستمر في الانفجار تضعفها أكثر و أكثر كان جاي يجلس على ذلك الكرسي منزلا رأسه المضمد للخلف لتقول لوسي: علينا فعل شيء لذلك قبل أن نفقدها للأبد جاي
نهض جاي ليسير عائدا لتلك الغرفة التي طرد منها أوقفته لوسي باحتضان ذراعه لتقول له: لن أدعك تذهب دون التفكير فيما سيحدث
نظرت إليه لترى ذلك الحزن يتجول في عينيه تركته لدخول أشخاص لمنزلهما التفتا إليهم ليستقبلا بنظرات منزعجة غاضبة تجاوزوهما و حسب ليوقفهم جاي قائلا: هل تحاولون الموت بذهابكم هكذا؟
قال آرثر: لا حق لك بالحديث جاي
قال جاي: لو ذهبتم سوف يحدث أمر ستندمون عليه لذا دعوها هكذا
أمسك سام بياقته بكل ما أوتي من قوة ليمنعه من التنفس ليقول له بغضب: بسببك أنت يحدث هذا لذا لا تتحدث بأي شيء ثم ماذا تقصد بدعوها هكذا؟ أتريد قتل أختي أنت أيضا؟ ربما كان من الأفضل لو لم نثق بك منذ البداية حتى أنها ائتمنك على سرها لكنك لا تهتم لما يجري لها من الأساس
انتبه سام للضمادات التي لفت رأسه ليتركه و يكمل الركض خلف الآخرين لحقا بهم ليقفوا أمام ذلك الباب بصعوبة بالغة فحاجز طاقتها توسع بشكل مخيف استطاع آرثر الوصول لمقبض الباب ليفتحه كل ما في الغرفة يتحرك بطريقة مخيفة تلك العيون المخيفة توجهت نحوهم ليتجنبوا النظر إليها تفاجؤوا من تلك الابتسامة الشريرة التي ظهرت لينظروا للوسي التي قد تقدمت للخطر بنفسها فتلك العين قد سيطرت عليها أمسك بها روي ليبعدها عن المكان لتشعر بانزعاج لفشل خطتها الصغيرة قال آرثر: عليكم الحذر منها
بدأت تلك الطاقة بالتلاشي فجأة لتسقط الأشياء مصدرة ضجة كبيرة اقترب سام منها بسرعة حيث فقد جسدها السابح في الهواء توازنه ليسقط على أحضان سام حدقت به بعينها اليسرى لتبتسم بهدوء رفعت يدها لتحاول إمساك وجنته ليساعدها على ذلك قالت فينوس بصوت أقرب للهمس مع ابتسامة لطيفة صغيرة: لقد عدت سام
قال سام: أجل لقد عدت فينوس لذا أرجوك كوني بخير
وجهت عينها المثقلة للأشخاص الذين رافقوهما في الغرفة لتقول: آسفة لأنني أثرت قلق الجميع لكنني....
أغمضت تلك العين اختفى ذلك الحضور مع بزوغ الفجر ضمها سام إلى صدره لتتساقط الدموع على وجنتيها المحمرتين غلفت تلك الغرفة سحابة سوداء أمطرت بالحزن تلك السحابة كانت أشد سوادا في منزل عائلة هايلون الذين شعروا باختفاء كيان طفلة أخرجت مشاعرهم الدفينة بمختلف الألوان دفنت تلك الجثة بعد أيام ثلاث حاول البعض إظهار الشمس من خلف تلك الغيوم التي ملئت المنزل لتنتشر الابتسامات بعد فترة طويلة عادت الطيور لتغرد في الحديقة و الفراشات تتنقل من مكان لآخر إلا أن البعض لم يستطع نسيان الأمر حتى لو هربت بضع ابتسامات منه في ذلك اليوم كان روي يجلس في الحديقة التي اعتاد القدوم إليها برفقتها حدق بالسماء الزرقاء الجميلة أطلق تلك التنهيدة الهادئة ليجيبه النسيم بتحريك شعره مطمئنا له ليسمع صوت يقول: تبدو شاحبا بشكل مخيف أكثر مما كنت عليه
نظر لذلك الشخص الذي وقف خلفه بتعابيره الهادئة التي اعتاد عليها وجهه الوسيم مؤخرا بتلك الابتسامة الظريفة التي حاولت استفزازه ليقول روي: الأمر ذاته ينطبق عليك جاي
جلس بقربه ليحدقا في السماء سوية يستمتعان بهمس الأشجار اللطيف و تغاريد الطيور و أصوات الأطفال المرحة تملأ المكان الربيع وضع تلك اللمسات ليزين نفسه بها قال روي: كيف هي لوسي الآن؟
قال جاي: بخير بالرغم من أنها لا تتجاوب كثيرا مع الأشياء من حولها
قال روي بسخرية: و كيف تكون بخير هكذا؟
ضحك بخفة ليقول: كيف هي فانتين؟
قال روي: لم أرها منذ فترة طويلة لكنني أعتقد بأنها بخير الآن
قال جاي: أعتقد ذلك أيضا فالسيد المتعصب معها
ضحكا بمرح ليلتفتا لصوت و ضوء الكاميرا القريبة منهما لتبتسم تلك السيدة التي حملت الكاميرا لهما و تقول: مرحبا لم أرد إفساد الجو الخاص بكما
قال روي: ماذا تفعلين هنا أمي؟
قالت الوالدة: لقد كنت قلقة عليك فقد أصبحت تخرج كثيرا مؤخرا
نهض جاي لينحني لها و يقول: صباح الخير سيدة وراس
قالت الوالدة بابتسامة مرحة: لم كل هذه الرسمية؟ فأنا قريبتك
قال جاي: حسنا أنت لست كذلك فأنا لست فردا من عائلة وارس جعلتني السيدة ليزا كذلك بعد أن وجدتني بين أنقاض منزلنا المحترق
قالت الوالدة بمرح: لا يهم هذا المهم أنك تبقى أحد أفراد العائلة
ابتسم لها بلطف شديد ليقول: حقا كلما تعرفت عليكم أكثر أرى بأن رين شيء مختلف عنكم تماما لا أعرف كيف وقعت فينوس في حبه حتى
قال روي: لقد سمعت بأنه كان كالعاصفة الجيلدية
قال جاي: هذه إهانة للعاصفة بالتأكيد
ضحك ثلاثتهم بمرح شديد لتلقتط جوليا صورة لثلاثتهم بتلك الابتسامة غادر جاي المكان عائدا لمنزله فقد حبس في عمله لأيام طويلة دخل المنزل لتستقبله الخادمة و تقول: سيدي إن السيدة مريضة لذا تم نقلها للمشفى منذ دقائق مضت
قال جاي: سأذهب لزيارتها الآن
غادر باب المنزل ليذهب للمشفى وصل لغرفتها ليرى ليزا بقربها و كذلك فانتين انحنى لكليهما لتقول ليزا: لقد حاولنا الوصول إليك لكننا لم نستطع
قالت فانتين: لا تقلق هي بخير الآن تحتاج لبعض الراحة فقد أرهقت نفسها في العمل كثيرا أخبرها أن ترتاح قليلا فهي حامل الآن
قال جاي: شكرا لاعتنائكما بها
انحنى لهما باحترام لتبتسمتا له بمرح شديد لتغادرا تاركتين لهما الغرفة في هدوء لتقول ليزا: ألديك ما تقومين به الآن؟
قالت السيدة: كنت ذاهبة لزيارتكم هذا اليوم لكن الظروف جمعتنا هنا
قالت ليزا بمرح: كنت أود دعوتك للقدوم فقد بدت أشعر بالوحدة
تحدثتا معا حتى وصلتا للمنزل رحب بهما مايك ليجلس ثلاثتهم و يتحدثون بمرح شديد أجوائهم الدافئة جعلت الربيع أكثر جمالا في منزل هايلون كان الأطفال يلعبون و يتجولون في أنحاء المنزل حتى وبخهم جيرالد لذلك ليقول أليس: دعهم يستمتعون بوقتهم فالمدارس ستبدأ قريبا
قال جيرالد: لا تعلمهم الشغب منذ الآن ثم أنهم لم يعودوا أطفالا في الخامسة من العمر
قال أليس: و أين الشغب في هذا؟ فهم لا يزعجون أحد أليس كذلك؟
قالوا بمرح شديد: بلى
ابتسم لهم بمرح شديد ليسمح لهم جيرالد بإكمال الضجة في المنزل ليقول: أين هو أليكس؟ لا يزال يجري بحوثه المخيفة؟
ضحك أليس ليقول: أجل هو بالتأكيد يرهق نفسه كثيرا بذلك
قال جيرالد: سوف يقتل نفسه بفعله هذا
قال أليس: أجل لكنه لا يستمع إلى أي أحد حتى والدينا أصبحا قلقين عليه
التفتا للازعاج الصادر نهاية الممر ليسرعا في الذهاب لهناك نظرا لويليام الذي وقف أمام باب تلك الغرفة بانزعاج شديد حرك الأشياء الخفيفة من حوله بينما بعض الأطفال ينظرون إليه بخوف و آخرون بتحدي حاولا التدخل في الموضوع لكن نظراته تلك جمدت أقدامهما في مكانهما أتى سام ركضا حالما شعر باهتزاز هالة ابنه بشكل مريب ليقول: ما الذي يجري هنا؟ أحدث شيء ما؟
اقتربت ابنتا لويس التؤام منه لتنظرا إليه و تقولان: عمي إن ويليام يحاول إخافتنا
اقترب سام منه لينظر لعينيه مصدوما فقد حملتا تلك النظرات ذاتها لعين فينوس اليمنى ليضع يده على عينيه و يقول: اهدأ ويليام و أخبرني ما حدث
قال ويليام الذي عاد لوعيه و بدأت عيناه تدمعان: لقد كانوا يسخرون من عمتي فينوس و أرادوا إفساد غرفتها
احتضنه سام ليطلب منهم المغادرة غادروا جميعا ذلك الممر الذي بدأ يسبب المشاكل منذ فترة وجيزة في مساء تلك الليلة بدؤوا الحديث بشأنه و الأحداث المتعلقة به لتقول ليندا: لقد تغير ويليام كثيرا في الآوانة الأخيرة
قال آرثر: أجل أستطيع رؤية ذلك
قالت كاثرين: أصبح ينزعج سريعا لذكرها
تنهد الجد ليقول: ربما علينا هدم ذلك القسم أو تغيره لشيء آخر
قال والد التؤامان: لقد كنت أفكر في ذلك أيضا لكنني لم أرد جرح مشاعركما
قالت فانتين بابتسامة: كان عليك قول ذلك مسبقا فنحن لا نمانع ذلك
أحس زوجها بحزن كلماتها فهذه الغرفة هي الذكرى الخالدة لها لو فقدت فقد تختفي حياتها و سعادتها تنهد ليقول: أرى أنه من الأفضل الانتقال لمكان آخر
نظر إليه الجميع بصدمة و استغراب فهذا المنزل هو حياتهم عقود مضت و هم يتجولون في أرجائه قال الجد: أعتقد بأن ذلك الأفضل للجميع
استرقت النظرات لفانتين التي لم تعلق على الأمر تناقشوا في الأمر و بدؤوا الاستعداد لذلك خلال أسبوع انتقلوا لمنزل وسط المدينة أصغر من السابق بطابقين واسعين و حديقة خلفية هادئة الطبيعة فيها مهجورة منظرها يجعل المنزل كئيبا في ذلك اليوم قررت كاثرين و الفتيات بالاعتناء بها ليبدأن العمل عليها عملهن لم يعطي النتيجة المرجوة لتقول إيفلين: لقد كانت فينوس دائما من تعتني بهذه الأمور لذا لا نعرف كيف القيام بها جيدا
قالت بيلا: أنت محقة ربما كانت ذات فائدة
وكزتها تارا لتظهر ملامح غاضبة أشارت لفانتين التي كانت شاردة الذهن بتلك التعابير الحزينة قالت بيلا: آسفة خالتي لم أقصد قولها
قالت فانتين بمرح شديد: لا بأس سأذهب لأستريح قليلا
قالت كاثرين: ربما يجدر بنا التوقف عن التفكير في أمرها
تنهدن بيأس ليغادرن الحديقة المدارس على الأبواب و الجميع يستعد بمرح شديد لبداية العام الدراسي الجديد حتى صبيحة ذلك اليوم الذي عج بالضجة في منزل هايلون الحيوية دبت في ذلك المنزل الهادئ نظرت كاثرين للحديقة من نافذة غرفتها لتفاجأ بوجود الأزهار الملونة التي تناثرت على أطرافها لتشكل لوحة جميلة من الألوان المتداخلة لمحت ذلك الشخص المختبئ خلف الشجرة لتحاول تحديد هويته لتبسم بمرح بعد مغادرته لذلك المكان لتقول: إن حقا ويليام بدأ يتصرف مثلها ربما كان يحبها كثيرا
قال زوجها: ليس هو فقط بل العديد منهم تأثروا بها
قالت كاثرين: أنت محق علينا الذهاب لرؤيتهم يغادرون ليومهم الأول في المدرسة
غادرت الغرفة لتتوجه لغرفة الطعام حيث كانت الأحاديث تصل السقف و الجميع متحمس للذهاب نظرت ليندا لويليام الذي لم يمس طعامه كثيرا لتقول له: هل أنت بخير ويليام؟
لم ينظر إليها أو يجبها بل هو لم يسمعها حتى استغربت ذلك لتنظر لسام الذي كان ينظر إليه بتفحص لتعرف وجود خطب ما بابنها الذي لم يتحدث كثيرا منذ أسابيع صعدوا السيارة التي ستأخذهم للمدرسة لتنطلق بهم في الأحياء لتأخذهم لمدرستهم في المنزل قالت ليندا لسام: ما به ويليام؟
قال سام: هو بخير كما ترين
قالت ليندا: لا هناك شيء ما تحاول إخفاؤه عني فنظراتك تلك تخفي شيئا ما
نظر سام إليها ليصمتها و يجعلها تنزل رأسها بشيء من الأسى ليتنهد و يقول: تذكرين كيف كان ويليام متعلق بأختي أليس كذلك؟
قالت ليندا: أجل لم يكن يفارقها كثيرا و دائما ما يحاول الاقتراب منها لكنه توقف عن ذلك بعد خروجهما معا
قال سام: أجل لسبب ما هو لم يعد مهتما بها كالسابق لكنه الآن يتصرف كما لو كان هي
قالت ليندا: ماذا تقصد؟
قال سام: لا أعرف تماما لكنني أخشى بأنه قد وقع في سحر عينها اليمنى تعرفين كم قواها مخيفة
قالت ليندا: هل هذا ممكن؟ لكنها ليست موجودة بيننا حتى
قال سام: أريد التأكد من ذلك بنفسي لذلك لم أرد إخبارك حتى إثبات ذلك
شعرت ليندا بالقلق يسري في جسدها في المدرسة كان ويليام يجلس في صفه بعيدا عن البقية الجميع يحدق به و يتهامس بانزعاج شديد من تلك الهالة التي أفسدت أجواء الصف كان يحدق بالنافذة لتلك الزهرة الوحيدة في ساحة المدرسة الخارجية الواسعة وضع شخص ما يده على كتفه ليحدق به و يقول: ألا تعتقد بأنه من الأفضل أن تهدأ قليلا؟
قال أحد الفتية: ألا تريد نفسك يا هذا؟
تلك النظرة التي وقعت عليه جعلته يرتجف من الخوف ابتسم ذلك الشاب صاحب الشعر البني و العينين الخضرواين و قال: أنا كايت أورسلين سعيد بلقائك ويليام هايلون
وجه ويليام نظراته لذلك الشاب الذي سحب الكرسي الفارغ القريب منه ليجلس عليه و يقول بتلك النبرة الغامضة الهامسة: أعرف تماما ما تشعر به موت الآنسة هايلون أمر غريب و لست واثق منه
شعر ويليام بالمعاني المختبئة خلف تلك الحروف ليقول: أتعرف عمتي من قبل؟
تخلل وجنتيه حمرة غريبة ليرفع ويليام حاجبيه لها ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول: ماذا تخطط أن تفعل؟
قال كايت: سوف أبحث عن جثتها أولا فقد سمعت والدايّ يقولان بأن الجنازة كانت بدون جثة
قال ويليام: في الجنازة لم يحضر جثتها أبي قال بأن لا أحد يعرف مكان جثتها مع أنني أشك في ذلك
قال كايت: حسنا لنبحث عنها سويا
ابتسما لبعضهما ليصدم الجميع من التآلف السريع بينهما مضى اليوم الدراسي الأول سريعا تبادل كايت و ويليام أرقام هاتفيهما ليذهب كل لمنزله في منزل عائلة هايلون استلقى ويليام على سريره الأبيض ليدفن وجهه في الوسادة يستنشق رائحة العطر الذي لطالما أحبه ليتذكر شخصا سبب هذا الحب نهض لصوت العصافير القريب منه لينظر للنافذة التي وقفت عليها وضع تلك الابتسامة اللطيفة على شفتيه ليقترب منها و يطعمها كعادته طرق باب غرفته ليدخل سام و يقول: أهلا بعودتك لم لا تشاركنا قصصك بالأسفل؟
قال ويليام: لم يحدث الكثير لأتحدث عنه
قال سام: ألا تعتقد بأنك ستتحول للحالة الصلبة قريبا؟
ضحك ويليام باستمتاع لما قاله والده الذي رسم ابتسامة سعيدة لسماع هذه الضحكة ليقول: سوف أذهب للاعتناء بالحديقة
قال سام: يبدو أنك تحبها كثيرا أقصد عمتك لذلك تقلدها أليس كذلك؟
تغيرت الملامح التي علت وجهه لتصبح لأخرى متألمة حزينة غاضبة تائهة لا عنوان لها تلك التعابير جعلت سام يقلق أكثر على ابنه الذي تجاوزه كما لو أنه لم يكن موجود ليلحق بخطواته البطيئة المتوجهة لحديقة المنزل توقف أمام تلك الشجرة الكبيرة ليحدق بأوراقها صدم سام من ذلك ليقول في نفسه: هل يريد تسلق هذه الشجرة؟ لا أعتقد أنه يستطيع ذلك لكن لم هذه النظرات الوحيدة إليها؟
حدق بتلك العينين الفارغتين اللتين تريدان الحنان اقترب منه ليقوم باحتضانه معيدا إياه لعالمه و كيانه أدرك ما يجري فور انتباهه للمكان ليقول: دعني أبي عليّ الاهتمام بالحديقة
ابتعد عنه سام ليحدق بعينيه اللتين تهربان منه ليبتسم و يقول: حسنا لكن حالما تبدأ الدراسة ستترك هذه الحديقة للبستاني
ابتسم له بموافقة ليغادر أوقفته ليندا التي كانت تحدق بهما من الممر القريب من الحديقة لتقول: هل الأمر كما توقعته؟
قال سام: لا زلت أبحث لكنني لا أتمنى حدوث ذلك
نظر إليها بشيء من الدهشة لتعرف سبب تلك النظرات و تقول: آسفة لم أستطع إخبارك فقد كنت مشغولا بأمر ويليام و العمل
سحبها لأحضانه ليبتسم بسرور و يقول: لابد أنه سيسر كثيرا لأن يصبح أخا أكبر مجددا
ابتسمت ليندا بمرح شديد أكملا ذلك الحديث بعيدا عن ذلك المكان عند لوسي التي كانت تقف أمام تلك التصاميم تتأكد منها وقفت أمام ذلك الثوب مطولا تحدق به ليلفتها صوت الباب الذي فتح لتدخل مساعدتها و تقول: سيدة وارس ألا يجدر بك الذهاب للمنزل و الارتياح قليلا؟
قالت لوسي: لم؟
قالت المساعدة بارتباك: آه...أقصد تعرفين....أنت حامل و يجدر بك الارتياح
ابتسمت لوسي لها بمرح شديد لتتجاهل ما قالته و تكمل عملها لتتحدث إليها في بعض التفاصيل غادرتا للغرفة التي جلست فيها العارضات المتحمسات لاختيارهن لأجل العرض القادم وقفن جميعا فور دخولها لتقول: مساء الخير جميعا أرجو بأنني لا أضيف أعمالا أخرى لكن
نفين قولها ذاك لتبتسم و تبدأ تجارب ا لأداء انتهت منها لتسير عائدة للمنزل رن هاتفها لترفع الخط و تقول بمرح شديد: مرحبا عزيزي كيف كان يومك؟
قال جاي: بخير في طريق عودتي للمنزل
قالت لوسي: أنا أيضا أخيرا سوف نقضي بعض الوقت معا
قال جاي: أجل فقد اشتقت إليك كثيرا لنتحدث أكثر عندما نصل للمنزل
ابتسمت بمرح لتغلق الخط وصلت لباب المنزل لتنظر لجاي بسعادة بالغة ليقول لها: أهلا بعودتك للمنزل
صدم جاي لاختفاء تلك الابتسامة من وجهها اقترب منها على عجل قبل سقوطها أمسك بها ليرى تلك التعابير المتألمة على وجهها ساعدها على النهوض ليأخذها للسيارة التي حلقت بهما لأقرب مشفى فالولادة أصبحت قريبة بقي يترقب واقفا بقلق شديد في انتظار أخبار سعيدة رن هاتفه باسم شخص لم يتوقعه ليرفع الخط و يقول: آسف روي لكن لوسي في المشفى الآن
قال روي: ماذا؟ لماذا لم تخبرنا بذلك؟ سوف نأتي حالا
أغلق الخط لتمر دقائق ليحضر روي برفقة والديه و ليزا و مايك ليقول ليو: أهي بخير الآن؟
قال جاي: أجل حتى الآن
خرجت تلك التنهيدات المرتاحة حتى مغادرة الطبيب الغرفة برفقة الممرضة التي تدفع سريرا زجاجيا مغادرة الممر ليقول: مبارك لقد أنجبت ثلاث توائم إناث
نظروا جميعا لجاي الذي بدا مصدوما سعيدا مدهوشا مصعوقا من الأمر ابتسموا لتلك التعابير ألقوا التهاني عليه و هنوه تحدثوا للوسي السعيدة برؤيتهم مجتمعين حولها قالت ليزا: سوف تسعد فانتين لسماع هذا الخبر
قالت جوليا: أجل واثقة من أن الخبر سيسعد الجميع
قال مايك: مبارك لك لوسي
ابتسمت لهم بمرح شديد ليغادروا عائدين لمنازلهم بعد وقت قصير جلس جاي بالقرب منها ليضع يدها على وجنته معطيا إياها تلك الابتسامة المشرقة لتبادله بتلك النظرات السعيدة الغرفة شهدت حديثا صامتا بينهما

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع أعتقد بأنني تأخرت كثيرا هذه المرة أو ربما يخيل لي ذلك لا يهم لقد حدث أمر مأساوي لقد فقدنا عزيزتنا فينوس اللطيفة رحلت بعد تركها كل هذه الذكريات الجميلة هذا مؤلم حقا لحظة لقد قالوا بأن جثتها لم تدفن؟ لم يا ترى؟ و ما السبب خلف تغير ويليام الغريب؟ هل لهذا علاقة حقا بعين فينوس؟ كثير من التساؤلات تجدون إجاباتها في الفصول القديمة حتى ذلك الوقت في أمان الله




 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:44 AM   #13
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






مضى شهرين على بداية الدراسة و بحث الشابين عن جثة فينوس الكثير قد حدث فيها حتى ذلك اليوم الذي تغيب فيه ويليام عن المدرسة كان جالسا على سريره بتلك النظرات المفزوعة الواسعة حدق باتجاه الباب ليرى والده الذي تفاجأ من نظراته المخيفة تلك ليقترب منه و يقول له: أأنت بخير ويليام؟ سمعت بأنك ستتغيب عن المدرسة اليوم
لم يجبه بأي شيء وضع سام يده على جبينه ليتأكد من حرارته ليراها طبيبعية تنبه لارتعاش جسده الغريب حدق في عينيه التي حوت تلك النظرات المشابهة لنظرات شقيقته الراحلة مد يده ليغطيهما ليمسك ويليام ذراعه و يقول: هل حقا ماتت عمتي فينوس؟
قال سام: لقد حضرت جنازتها قبل وقت طويل
أمسك رأسه بكلتا يديه ليهزه نافيا ما سمعه أعاد سام تلك الكلمات على مسامعه مرارا و تكرارا ليفاجئه بتلك الصرخة التي أصمتته و أحضرت والدته القلقة لتراه في تلك الحالة لتقترب منه و تحتضنه لتهدئه قليلا و تقول: ماذا حدث له سام؟
قال سام: لا يريد الاستماع لإجابة سؤاله عن وفاة أختي
قالت ليندا: لا عليك ويليام ستكون بخير لن يحدث لك مكروه
قال ويليام: لا هي لم تمت أرجوك أمي أخبريه بذلك
نظرت ليندا لسام الذي شعر بالضغط الذي يسببه له ليغادر الغرفة و يفكر في الأمر أوقفه لويس بسؤاله القائل: أهو بخير الآن؟ فقد كانت هالته مشتتة
قال سام: ليندا بجانبه سيكون بخير
قال لويس: ما سبب ذلك؟
قال سام: سألني عن فينوس لسبب غريب لكنه لم يتقبل الإجابة لسبب أغرب منه
قال لويس: هل تريديني أن أبحث عنه؟
قال سام: لديك الكثير من العمل و لا أريد إزعاجك سأتفرغ بنفسي لذلك
ابتسم لويس له ليبادله الابتسامة غادر سام المنزل متوجها لمنزل جاي رحب بقدومه كما فعلت لوسي التي كانت تهتم بتوائمها ليقول جاي: ما سر الزيارة المفاجئة؟
قال سام: أرادت سؤالك عن شيء ما أنت واسع الإطلاع به
نظر جاي إليه باستغراب ليبتسم و يقول: سأقدم ما أمكنني من المساعدة
قال سام: الموضوع بشأن عين فينوس تلك....هل من الممكن دوام قوتها حتى بعد رحيل صاحبها؟
نظر كلاهما إليه ليشعر بتوتر الأجواء حدق جاي به بتلك النظرات الباردة ليقول: تلك العين لا تدوم قواها أبدا فقواها رهن بقوى صاحبها كذلك تأثيرها
فكر سام في الأمر أكثر و أكثر ليقول جاي: لم السؤال بشأنها؟
قال سام: أشك في تصرفات ويليام فمنذ وفاتها قد تغير تماما أصبح يقلدها في الكثير من الأشياء حتى عدائيته أصبحت مخيفة و عشوائية نظراته أصبحت مثلها اعتقدت بأن للأمر علاقة بتلك العين
قال جاي: ربما الصدمة فقط فقد سمعت بأنه كان متعلقا بها
قال سام: أجل لكنه لم يعد كذلك بعد مغادرتهما سويا كان كما لو أنه فقد ذكرياته عنها
فكر الجميع في هذا الأمر لتدفع لوسي الصمت جانبا بقولها: هل من الممكن أن يكون السبب هو بسبب جثتها التي لم تدفن؟ نظر سام إليهما باستغراب شديد ليحاول اسيتعاب ما قالته لوسي عند ويليام الذي كان يتحدث مع كايت في الهاتف رسم ابتسامة خبيثة على شفتيه ليقول: حسنا موعدنا مساء الغد
قال كايت: تتحدث كما لو أنك مجرم من عصابة لصوص
قال ويليام بعد ضحكة صغيرة: أعتقد بأنني اكتسب هذا من عمتي فينوس
قال كايت: كنت سأقول ذلك لكنك بدوت حساسا اتجاه الأمر في الفترة الأخيرة
قال ويليام: هذا لأنني أراها في كوابيسي كثيرا
صمت كايت الذي شعر بحزنه لذكر الأمر ليقول له: أنا واثق بأنها لا تزال بخير في مكان ما لذا لا تحزن هكذا حسنا أراك غدا
أغلق الخط ليحدق بحديقة المنزل التي تفتحت الأزهار الجميلة فيها لتجعل اللون الأخضر أكثر رونقا و جمالا جلس على كرسيه ليحل واجباته المدرسية في المساء عاد سام للمنزل بانهاك من عمله الذي تضاعف بسبب تأخره هذا الصباح صعد الدرجات ليلتقي بوالدته التي كانت تتحدث مع كاثرين ليقول: مساء الخير أمي و عمتي كاثرين
قالت كاثرين: أهلا بعودتك سام لم نعد نراك كثيرا لابد أنك مشغول كثيرا
قالت فانتين: لقد أخبرته أن يأخذ قسطا من الراحة لكنه عنيد للغاية
ابتسم لها بمرح شديد لتبادله الابتسامة سمحتا له بالذهاب فالتعب يفوح من جسده وصل لغرفته استحم و استلقى على السرير ليغط في النوم العميق في مساء اليوم التالي نهض ويليام من سريره ليحدق بالساعة التي تشير لمنتصف الليل ليبتسم بثقة بدل ثيابه ليحمل زوجا من المصابيح اليدوية و يغادر غرفته بهدوء يتلفت يمنة و يسرة خائفا من كشف أمره قطرات العرق تتساقط من جبينه حتى وصل باب المؤدي لخارج المنزل ليتنهد بارتياح أطلق عنان ساقيه ليسابق الرياح حتى يصل للمكان المتفق عليه وقف أمام عامود الإنارة الذي أضاء مساحة دائرة صغيرة تاركا المحيط الخارجي لها في ظلمة مخيفة أصوات الأشجار التي تعانقت بسبب الرياح التي أصدرت أصواتا مخيفة خطوات سريعة تقترب منه ليلتفت لاتجاهها حتى ظهر صاحبها الذي وقف سامحا للأكسجين بالدخول لرئتيه المتعبة ليعتدل في وقفته و يقول: مرحبا ويليام
قال ويليام: يبدو أنك متشوق لهذا كثيرا كايت
قال كايت: بالتأكيد أنا كذلك....هيا بنا
بدآ السير في اتجاه مكان ما ليصلا لتلك البوابة الحديدية القديمة الطويلة حاولا فتحها لتصدر صريرا يصم الأذان تابعا التحرك في الممر الذي أحيط بأصص متهالكة بعضها محطم تدلت من عليها نباتات و أزهار قد أفناها الزمن وصلا لذلك الدرج الخشبي المتداعي ليصعداه دخلا ذلك المنزل ليقول ويليام: أواثق من هذا العنوان؟
قال كايت: أجل واثق منه دعنا نتفرق للبحث عنها
قال ويليام: لو وجدت أي شيء اتصل بي
أعطاه أحد المصباحين ليتفرقا اهتم كايت بالطابق السفلي بينما صعد ويليام الدرجات الخشبية المزعجة و المتهالكة سار في ذلك الممر فتح الباب الأول فالثاني فالثالث و لا شيء فتح الباب الرابع ليفاجئ من كومة الكتب التي وضعت في تلك الرفوف التي ملئت الجدار رن هاتفه ليرفع و يقول: هل عثرت على شيء ما؟
قال المتصل: أين أنت ويليام؟ و ماذا تفعل عندك؟
أغلق الخط بلا شعور منه ليشعر بقلبه النابض بسرعة يكاد يغادر جسده ليقول في نفسه: كان عليّ معرفة المتصل قبل الإجابة سوف تقلق كثيرا بلا سبب و تخبر والدي بالتأكيد
التفت للباب الذي فتح بقوة مصدرة ضجة كبيرة في المنزل ليفزع من ذلك الشخص المجهول الذي لمعت عيناه في الظلام الدامس اقترب منه بخطوات سريعة فور تغير ملامحه وضع يده على فمه ليهمس له قائلا: لا تقلق أنا لست هنا لإخافتك
عرف صاحب الصوت لينظر إليه ليرى الابتسامة تظهر على شفتيه بهدوء تركه ليقول له: ماذا تفعل هنا عمي روي؟
قال روي: هذا ما يجب أن أسألك؟ ماذا تفعلان هنا؟ أنت و ذلك الفتى
قال كايت الذي ظهر فجأة: عليك القدوم سريعا ويليام
أمسك بيده ليسحبه خلفه و ينطلقا كالرياح نزلا تلك الدرجات سريعة ليتجولا قليلا في الممرات ليغادرا المنزل ليقفا أمام تلك الحديقة ذات النباتات الطويلة ليقول ويليام: متاهة؟ لم قد توجد واحدة هنا؟
قال كايت: لابد من وجود شيء مهم في نهايتها
قال روي: لا ليس هناك أي شيء من هذا القبيل فالنهاية توصل لقلعة قديمة
قال ويليام: أكنت هنا من قبل؟
قال روي: أجل منذ أسابيع قليلة لكن لم تخبراني ماذا تفعلان في هذا المكان؟
قال كايت: أتينا للبحث عن جثة الآنسة هايلون
نظر إليهما بشيء من الصدمة كون معرفتهما بالأمر ليبتسم و يحدق بويليام الذي تعجب تلك الابتسامة قال: بحثكما في هذا المكان بلا فائدة فقد أمضيت أسابيع في هذا المكان و لم أعثر على أي شيء
قال ويليام: لن أستسلم هكذا فقط خذنا لتلك القلعة
لمح الإصرار في أعينهما كادت الموافقة أن تخرج من بين شفتيه لكن رنين الهواتف الثلاثة معا جعلت النظرات المستغربة تتبادل ابتعدوا عن بعضهم قليلا ليتحدثوا على انفراد قال روي للمتصل: مرحبا ماذا هناك أمي؟
قالت الوالدة بقلق: إلى أين ذهبت في هذا الوقت المتأخر من الليل؟
قال روي: سوف أعود للمنزل لذا لا تقلقي حسنا؟
قالت الوالدة: ماذا تقصد بألا أقلق؟ لم أستطع النوم بسببك مؤخرا أرجوك عد للمنزل الآن
قال روي: سوف أفعل أمي
أغلق الخط لينظرا للاثنين الآخرين ليجدهما قد اختفيا من أمامه التفت ليبحث عنهما بعينيه ليراهما يرافقان لويس مغادرين المكان ليقول في نفسه: يبدو أنهما قد كشفا حسنا سوف أعود للمنزل الآن
غادر المكان هو الآخر ليعود للمنزل حاولت والدته معرفة ما يخفيه عنها لكنها لم تستطع لتستسلم له و تذهب لتنام في صباح اليوم التالي كان ليو يتحدث في الهاتف مع شخص ما ليلفت انتباه الجميع بنبرته القلقة و الخائفة التي قالت: اختفى ويليام؟ منذ متى؟ سأذهب للبحث عنه فورا ماذا؟ ليس وحيدا؟ سأحدثك لاحقا
وضع سماعة الهاتف لتقول جوليا: ماذا حدث لويليام؟
قال ليو: اتصل مايك الآن و أخبرني بأنه قد اختفى برفقة صديقه آخر مرة تحدثا إليهما كان في الواحدة بعد منتصف الليل سأذهب لأبحث عنهما مع الآخرين
نظر لروي الذي بدا مصدوما و مصعوقا من الخبر اقترب منه ليقول له: أتعرف شيئا ما بخصوص هذا الموضوع روي؟
أفاق من صدمته على نظرات والده المتفحصة ليخبرهما بكل شيء غادرا المكان لهناك على الفور أخبر لويس و مايك ليوصلا الخبر لفرق البحث الآخرى التقوا في تلك المنطقة ليقول مايك: ماذا كنتم تفعلون هنا في منتصف الليل؟
قال لويس: يبحثون عن شيء ما لكنهما ذهبا في ذلك الاتجاه
أشار لويس للمتاهة ليقودهم روي و يقول: ألم تأخذهما معك بالأمس لويس؟
قال لويس: ماذا؟ بالتأكيد لم أفعل
قال روي: لكنني رأيتهما يذهبان معاك في الاتجاه المعاكس لهذه المتاهة
قال مايك: لابد أن أحدهم خلف هذا الموضوع
قال سام: علينا إيجادهم قبل حدوث مكروه لهما
أكملو السير بصمت و هدوء حتى نهاية المتاهة ليقفوا مدهوشين من وجودها في مكان كهذا قال ليو: ربما القلق و الطريق المختلف من أنساني هذا المكان
قال مايك: ما به هذا المكان؟
قال ليو: على الأرجح أنت لا تتذكر فقد كنت صغيرا هذا المنزل الرئيسي لعائلة وارس و قد انتقلنا منه بسبب وجود بعض الغموض بشأنه
قال سام: ماذا قد يفعلان في هذا المكان؟
قال جاي الذي ظهر من اللامكان: كانا يبحثان عن جثة فينوس التي لا يعرف شخص عداي مكانها لكنني لم أخبرهما بمكانها بالتأكيد
قال لويس: هناك أمر غريب يجري بالداخل علينا التفرق للبحث عنهما
دخلوا المنزل الكبير لينقسموا لمجموعات زوجية بدأ البحث في تلك القلعة المخيفة عند لويس و روي اللذين كانا في الطابق السفلي القسم الأيسر كان مخصصا لهما قال روي: يبدو أنك كنت هنا من قبل روي لو لم تكن كذلك لما عرفت بشأن المتاهة
قال روي: لقد تهت فيها مرتين في الأولى بقيت أربع أيام و في الثانية يوم و نصف
قال لويس: يبدو أنك قضيت وقتا عصيبا هنا لكن لم بدأت البحث عن الأمر الآن؟ لم لم تفعل من قبل؟
قال روي: لم أكن أعرف أن جثتها لم تدفن اكتشفت ذلك من حديث بين أمي و زوجة جاي
قال لويس: حسنا أعتقد أنه من الجيد أنهم أخفوا الأمر عنك فقد بدوت مصدوما للغاية ربما ذلك كان سوف يقتلك
نظر روي إليه ليكتم ضحكته ليصيب لويس استغراب من ذلك التصرف ليبتسم له في النهاية أوقفهما صوت شيء يرتطم بالأرض بقوة و بسرعة التفتا ليجدا تلك الكرة الصخرية الكبيرة تتدحرج خلفهما أطلقا العنان لساقيهما محاولين الهروب من تلك الكرة السريعة التي تتضاعف سرعتها بين كل أربعة نوافذ تتجاوزها فتح لويس إحدى الأبواب القريبة ليدخل و يسحب روي خلفه ليلتقطا أنفاسهما نظرا للغرفة ليستغربا ترتيبها المدفأة البيضاء قرب النافذة السرير الأسود ذو الملاءات و الوسائد البيضاء ملتصق بالسقف دون سقوط أي شيء منه إحدى النافذتين مقلوبة عرضيا على أرض الغرفة البيضاء و السوداء المرتبة على شكل لوحة شطرنج يوجد حوض استحمام أسود في الجهة المعاكسة للسرير و باب أسود مفتوح على مكان ما على الجدار الأيمن و طاولة سوداء ملاءتها بيضاء أشعلت شموع حمراء عليها على الجدار الأيسر قال روي: ما هذه الغرفة العجيبة؟
قبل إنهاء جملته بدأت الغرفة تميل ببطء في اتجاه النافذة الجدارية ليفقدا توازنهما أمسك روي بمقبض الباب ليفعل لويس المثل بساق روي تغير اتجاه ميلها للطاولة كما يقل عرض الغرفة تدريجيا لتقترب تلك الشموع أكثر و أكثر من لويس الذي يفكر بمخرج من هذا المكان عند جاي و سام اللذين اهتما بالطابق الرابع للمنزل قال سام: حقا لم فكرت بمكان كهذا لجثتها؟
قال جاي: حسنا لم أستطع التفكير بأي مكان آخر في ذلك الوقت
قال سام: أكنت تعرف بأنه منزل عائلة وارس السابق؟
قال جاي: أجل و قد وضعتها في غرفة إيف هايلون
نظر سام إليه باستغراب ليتذكر حديثهما السابق معا لينزل برأسه متخيلا ما قد يجري فجأة أغلقت الستائر ليصبح المكان مظلما كالليل رأيا لمعان شيء فضي طويل تلك العيون القرمزية التي تتوق للدم لم تترك لهما المجال للحركة تراجع سام خطوتين للخلف ليسقط في تلك الفتحة التي ظهرت من العدم لتبتلعه داخلها حاول جاي تفادي ذلك الشخص و التقدم للأمام لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن عند مايك و ليو اللذين اهتما بالقسم الأيمن من الطابق السفلي وقفا أمام ذلك الباب الأحمر الفاتح الكبير لينظر مايك لبعض الكتابات على طول حافة الجدار السفلي ليقول ليو: لقد كانتا تحبان الكتابة وقتها كل ما يجول في خاطرهما دونتاه هنا
قال مايك: من تقصد؟
قال ليو: جوليا و ليزا كنت دائما ما تشاهدهما باستمتاع و أنا أقوم بدور المرشد
ضحكا معا بمرح شديد لفت انتباهما صوت صراخ قادم من بعيد ظهر شخص في نهاية الرواق ليقف بجمود يحمل ذلك السيف الذي لطخ بالدماء التي أصدرت سيمفونية مأساوية بسقوطها على الأرض قطرة تلو الأخرى اقترب منهم بخطوات سريعة رافعا سيفه في الهواء لم يتحركا ساكنا كما لو أن كل شيء فيهم توقف بمجرد رؤيته توقف على بضع متر واحد فقط يحدق بوجوههم التي تصلبت التعابير عليها اقترب بهدوء فاحصا إياهما رفع رأسه لذلك السكين الذي وضع على عنقه ليسترق النظرات المتفاجئة للشخص الذي وقف خلفه ليقول ليو: هل ظننت بأنك سوف توقع بنا؟ أنت مخطئ بالتأكيد
قال مايك: لم يتغير عملنا الجماعي عما كان عليه
ابتسم له ليو بلطف ليشده ذلك المجهول لضحكاته المكتومة الساخرة ليعرفا بأن شيئا ما لم ينتهي بعد سمعا صوتا غريبا آخر لكن قبل إدراكهما للأمر سقط قفص حديدي على كليهما تلك النظرات القاتلة عادت إلى عينيه في منزل عائلة هايلون كانت ليزا تجلس برفقة سيدات المنزل و ابنها لتقول: أتمنى أن يكونوا جميعا بخير
قالت فانتين: لا تقلقي سيكونون كذلك
قالت ليندا التي انضمت للحديث: ألم يطل بحثهم كثيرا؟ ربما يجدر بنا الذهاب لمعرفة ذلك
قالت كاثرين: أتريدين خرق قوانين آرثر و سام؟ حتى الحاجز الذي صنعه صغار العائلة لن نستطيع المرور عبره
تنهدت ليندا بيأس سمعن صوت ركض و ضوضاء خارج الغرفة فتحت آن الباب لترى صغار العائلة يركضون في الممر بشكل مريب توقفت إيفلين أمامها لتقول: رجاء ابقين داخل المنزل سنعود قريبا
قالت آن: إلى أين أنتم ذاهبون؟
قالت إيفلين: لقد حدث شيء ما سنذهب للتأكد منه و حسب
أوقفهم صوت آرثر المنزعج نظروا إليه محاولين اعتراضه لكن تلك الأصوات خفتت فور قوله: أتريدون تخيب ظننا فيكم؟ لقد وثق بنا سام و لويس و تركا المنزل في أيدينا لذا علينا القيام بحمايته حتى عودة الجميع سالمين
قال جيرالد: لكنك تعلم بأن هالتهم بدأت تشتت و تختفي قد يحدث لهم مكروه و نحن لا نعلم
قالت بيلا: أوافق آرثر على ما قاله يجدر بنا الانتظار لا يسعنا فعل شيء غير حماية منزلنا لذا علينا ذلك
عادت أدراجها لتتجاوزهم القلق يكاد يقتلها لكنها ليست قوية كفاية لتخوض مغامرة قد تفدي روحها لأجلها فعل الجميع المثل عادوا لمواقعهم و مناوبتهم قالت كاثرين: ماذا حدث آرثر؟ أكل شيء على ما يرام؟
قال آرثر: حتى الآن لا أعلم لكن لنثق بهم
قالت أليسيا: أجل لنفعل حسنا حان وقت الشاي
ابتسمت لهن بمرح شديد لتخفف الأجواء القلقة حولها فزوجها داخل ذلك الخطر الذي لا يعلم أي أحد بشأنه كان جاي في تلك الظلمة الحالكة يواجه ذلك الشخص الغريب قال في نفسه: عليّ الانتهاء من هذا و إيجاد الآخرين
حاول العثور على أي شيء يستغله من حوله لكن الظلام أقسم بألا ينقشع في هذه اللحظات توقفت هجمات ذلك الشخص لثوان توالت بعدها كما لو أنها تهطل عليه كالمطر سرعتها ازدادت مع انخفاض قوتها قام بتجميع قواه على هيئة رياح قوية علها تزيح تلك الستائر المعتمة نجح في إعادة الأضواء للمكان ليبحث حوله عن ذلك المجهول الذي حاول قتله غير اتجاهه لينزل الدرجات سريعا باحثا عن الآخرين عند روي و لويس قال لويس: على هذه الحال سنموت لا محالة
نظر للشموع التي أصبحت فوقهم فتلك الغرفة الدوارة تريد قتلهم بأي شكل كان نظر روي للأسفل لينتبه لذلك الباب المفتوح على مكان صبغ بالأبيض ليقول: علينا القفز لذلك الباب
قال لويس: لابد أن الحرارة جعلتك تجن ماذا لو علقنا في فخ آخر؟
قال روي: لا أعتقد ذلك فمنذ فترة قصيرة توقفت الغرفة عن التقلص
تنبه لويس لذلك ليتنهد باستسلام و يترك ساق روي ليسقط داخل ذلك الباب ترك روي المقبض أيضا ليصتدم بالسرير الذي اقترب كثيرا من النافذة المواجهة لينتهي به الأمر جريحا ساقطا في اتجاه الباب حاول لويس الاهتمام بذلك الجرح الذي زين ظهره بشكل مخيف عثر على قماش أبيض و ماء ليمسح الدماء التي أحاطت الجرح ليضمده بما تبقى من القماش نظرا للمكان من حولهما ليريا غرفة بيضاء لا يوجد شيء فيها عدا النافذة و الباب و الطاولة التي وضع القماش و الماء عليها ليقول روي: هذا المنزل غريب حقا علينا الخروج منه سريعا
قال لويس: أوافقك على هذا
غادرا الغرفة لينظرا من النافذة القريبة للباب من الارتفاع عرفا بأنهما في الطابق الثالث سارا في ذلك الممر محاولين مغادرة هذا الطابق سمعا صوت ضجة قادمة من غرفة قريبة منهما فتح لويس الباب لينظر لأصحاب تلك الضجة ابتسم بمرح و قال: لقد عثرنا عليكما أخيرا
اقترب منهما ليفتح الحبال التي قيدت ساقيهما و يديهما و تلك الضمادة التي وضعت على فمهما قال روي: حقا كيف وصلتما لهنا؟
قال كايت: لقد تم خطفنا و حبسنا كما رأيت
قال ويليام: هناك رجل مخيف في هذا المنزل علينا المغادرة قبل أن يجدنا
قال لويس: أتفق معكما على ذلك فقد بدأ حضور غريب يتجول في المكان علينا العثور على الآخرين
أسرعوا في مغادرة ذلك الطابق عند ليو و مايك المحبوسين في قفصين حديدين مختلفين يراقبهما ذلك الشخص المجنون بابتسامات ساخرة سعيدة قاتلة نظر مايك لقفص ليو الذي بدأ يذوب من الخلف قال في نفسه: لابد أنه يستهلك الكثير من طاقته فهذا القفص يردع قوانا
نظر كلاهما لذلك الشخص باستغراب فور نهوضه من المكان بتلك التعابير المنزعجة عض على شفتيه ليختفي من المكان كما حال الأقفاص اقترب مايك من ليو ليقول له: هل أنت بخير؟
ابتسم ليو له ليقول: أنا لست ضعيفا لهذه الدرجة لكن ما سبب اختفائه المفاجئ؟
سمعا صوت ركض قادم في اتجاههم التفتوا لأصحاب أصوات الأقدام المسرعة ليبتسما لهم فور وقوفهم أمامهم قال جاي: حمدا لله أنتما بخير
قال مايك: لقد عثرتم عليهما هذا جيد علينا المغادرة قبل حدوث الأسوأ
قال لويس: لكن سام ليس بيننا و لا نعرف مكانه
اقترب ليو من روي ليساعده على الوقوف و يقول: كيف تعرضت لهذا الجرح؟
قال روي: قصة طويلة نرويها لاحقا علينا العثور على سام أولا
ساروا في ذلك المكان يترقبون ما سيحدث لهم لاحقا عند سام الذي غادر تلك الغرفة التي سقط فيها رأى الجيش الذي قدم معهم يزحفون بحثا عنه و هم يتحدثون بشأن خطة ما اقترب منهم ليقول: أنتم هنا جميعا هذا جيد للغاية
التفتوا له لينتبه لويليام الذي ظهر من بينهم ليرسم ابتسامة سعيدة على شفتيه قال ليو: حسنا علينا المغادرة الآن
سمعوا صوتا غريبا من خلفهم يقول: لن تغادروا الآن
التفتوا لصاحب الصوت الذي كان بشعر أزرق قاني و عينين عسليتين نظر إليه ليو محاولا تذكر المكان الذي رآه من قبل ليقول مايك: و ماذا تريد بعد؟
قال الرجل بابتسامة خبيثة: ألم تأتيا لهنا لأجل العثور على جثة فينوس هايلون؟
قال سام: إياك أن تكون قد مسستها بسوء
قال الرجل: لن أفعل بالتأكيد فوجودها هنا مهم بالنسبة لهذا المنزل و الشخص الذي أعرفه
قال جاي: ماذا تقصد من كل هذا؟
فرقع الرجل أصابعه ليتغير مكانهم لتلك الغرفة الباردة للغاية جدرانها الزرقاء الداكنة جعلت المكان أكثر كآبة أشار لهم للتابوتين اللذي جاورا بعضهما اقترب من التابوت المغلق ليفتحه الصدمة ظهرت على وجوه الجميع أفكار جاي بدأت تتشوش فهذا ليس المكان الذي وضع جثة فينوس فيه بالتأكيد قال كايت: ماذا تفعل جثة الآنسة هايلون في هذا المكان؟
بعد صمت دام لفترة قصيرة قاطعه ويليام قائلا: هذه ليست جثة عمتي فينوس فجفون عينها اليمنى تحوي شامة سوداء
ابتسم الرجل: ليقول بالفعل إنه ليس لها بل لإيف هايلون زوجة أخي المتوفاة
اقترب من التابوت الآخر ليمسك بيد شقيقه التي تحول لون بشرته للأزرق فبرودة تلك الغرفة خارقة للغاية فتح عينيه ليحدق بعيني توأمه الحزينتين نهض فور شعوره بعدد من الأشخاص في ذلك المكان لينظر إليهم بعينيه التي لم تعد تهتم بأي شيء حوله ليقول: ماذا يفعل هؤلاء هنا؟ كيف دخلوا لهذا المكان؟
أعاد بنظراته المتجمدة لشقيقه الذي اكتفى بالنهوض و الابتعاد عنه ليقول: لديهم شيء هنا سيغادرون قريبا
أشار لهم بالخروج ليفعلوا ذلك غادر الغرفة خلفهم ليقول ليو: أأنتما مارتن و توماس وارس؟
قال الرجل: أجل نحن هما رجاء دعونا نتحدث بعيدا عن هنا
أخذهم لغرفة قريبة من الحديقة دافئة اهتم بجرح روي الذي بدأ يلتئم ليقول: ذاك هو توماس و أنا مارتن لابد أنكم تعرفون بشأنهما
لم يجب أي أحد دلالة على الإيجاب ليبتسم و يقول: حقا لا أعرف لم انتهى الأمر بهما هكذا ربما لو لم نتورط مع عائلة وارس لكان الأمر أفضل
قال جاي: أنتما لستما من العائلة؟
قال مارتن: لا لقد توفيا والدانا و نحن في الثامنة طردنا أفراد عائلتنا و لم يهتموا بنا أخذنا والد جدكما لتلك العائلة
قال لويس: أجل لقد سمعت بذلك من قبل لكن هناك أمر يحيرني أين اختفت ليليان ابنة أخيك؟
قال مارتن: ليليان هي ليست ابنة أخي بل ابنة إيف من رجل آخر اسمه أليكساندر وايد لكنها والدة جدك سام
صدم الجميع لذلك ليقول جاي: ما قصدته بوجود فينوس المهم هو لأجل تلك السيدة أليس كذلك؟ أقصد أنك تحاول نقل روحها إليها
قال مارتن: كانت هذه خطتي لكنها انتهت قبل أن تبدأ حتى فتلك الروح بالفعل داخل إيف
ذلك الإعلان صدم الجمهور الذي ألقي عليه ليكمل ذلك الإعلان السيء قائلا: جثتها قد تحولت لرماد بالفعل
حول نظراته لسام الذي رسم تعابير حزينة متألمة فهو لم يوافق على خطة جاي التي أخبره بها فكيف يحدث ذلك فجأة كان الجميع يحاولون استيعاب الأمر ليقول مايك: إن كان الأمر كذلك ألا يجدر بها أن تكون معنا الآن؟
قال جاي: بما أن حضورها يتشتت فأنا أعتقد بأنها محتارة بين كونها فينوس أو إيف حتى تختار الطريقة التي ستعيش بها هذه المرة ستبقى في غيبوبة ربما يطول أجلها
قال روي: لا أعتقد بأنك أخبرت توماس بالأمر أليس كذلك؟
قال مارتن: لا لم أفعل قد يعطيه هذا أملا كاذبا في عودتها فربما هي لا تريد البقاء على قيد الحياة سيسبب ألما و حزنا أعمق له
توجهت الأنظار الفزعة و المستغربة لويليام الذي نهض كرجل آلي يسير مغادرا الغرفة تبعه سام فتلك الحالة تعود إليه من جديد خطواته اختفت قبل أن يستطيع اللحاق به تفاجأ مارتن من ذهابه لتلك الغرفة ذهبوا إليها محاولين التفكير فيما حدث له حاول مارتن فتح الباب لكنه قد تجمد كحال تلك الغرفة قال مارتن: هذا لم يحدث من قبل
قال ليو: ابتعد قليلا
أمسك مقبض الباب ليسخنه قليلا لكن الثلج لا يذوب حاولوا بكل الأساليب للدخول في الجهة الآخرى من الباب وقف ويليام أمام ذلك التابوت لتلك السيدة ليقترب منها بهدوء جلس على ركبتيه يحدق بوجهها البارد عاد لوعيه و يحدق بالمكان حوله ليقول في نفسه: ماذا أفعل هنا؟
التفتت سريعا لجسد إيف لم يتحرك إنشا واحدا و الثلوج لا تزال تغطيه تلك الأزهار الأرجوانية الجميلة التي زينت جسدها جعلت منظرها مؤلما أكثر قال بابتسامة حزينة: لابد أنني كنت أتخيل مستحيل أن تتحدث و هي في هذه الحالة
نهض ليحدق بذلك الوجه من جديد شعر بدموعه تطرق أبواب عينيه لتسقط فور عودة ذلك الصوت لرأسه قائلا: لا تبكي ويليام
عاد للجلوس في تلك البقعة أمسك بيدها اليسرى بيديه المرتجفتين الدموع تتساقط عليها بانهمار عاد ذلك الصوت ليقول: آسفة ويليام لن أعود إليك مجددا لذا عدني بأن تكون قويا و تهتم بنفسك جيدا
صوته حاول الخروج من حنجرته لكن الدموع تدفعه للأسفل كلماتها الأخيرة جعلت قلبه يذوب حزنا صداها لا يزال يرن داخل جوفه وضع رأسه على طرف التابوت ليخفي وجهه الأحمر الباكي لفترة طويلة كان الحزن يتربع في جوانبه معرفة وجود جثتها في مكان ما أعطاه أملا و لو كان صغيرا في العودة لأحضانها من جديد ليقول بصوت منخفض كتمه الدموع: سوف تظلين العمة فينوس بالنسبة إليّ دائما
رفع رأسه لينظر إليها بتلك الدموع المتلألئة في عينيه بابتسامة خلطت المشاعر فيها بعد فترة طويلة توقف فيها عن البكاء نظر ناحية الباب الذي فتح حدق الجميع به ليقول: ماذا هناك؟
قال كايت: هذا ما يجب أن نسأله نحن
ابتسم لهم بهدوء ليقول: لابد أن جميع من في المنزل قلقون علينا لنعد للمنزل
قال مايك: معك حق لنعد للمنزل
تقدم منهم ليغادروا المنزل حاول سام معرفة ما حدث له في تلك الغرفة إلا أنه لم يجبه بأي شيء كان مارتن يحدق بالغرفة فتغير بسيط قد حدث بها درجة البرودة ارتفعت قليلا ليقول: ربما هذه بشارة
ابتسم بهدوء ليغادر الغرفة في منزل عائلة هايلون سعد الجميع بعودتهم سالمين أخبروا آرثر و الرجال البقية الذين كانوا مسافرين بما جرى ليقوم كل منهم بدوره لإخبار زوجته ساد الحزن المنزل لأيام لكن الربيع عاد لقلوبهم أجمل مما هو عليه الآن عادت حياتهم لما كانت عليه و أفضل حتى صباح ذلك اليوم وصلت لكل أفراد عائلة هايلون دعوة لحضور لحفل راقص تحمست الفتيات لذلك ليقول والد فينوس: هل يوجد لديكم خطط أخرى لذلك اليوم؟
قال سام و آرثر: أنا متفرغ في ذلك اليوم
نظروا إليهما باستغراب كما فعلا هما ليرسما ابتسامة ظريفة على شفتيهما قال لويس: أنا أيضا متفرغ
قال التؤامان: لدينا تدريب مهم صباح ذلك اليوم
قالت والدتهما: أتستطيعان تأجيله أو الحضور قبل المساء؟
قال التؤامان بمرح: سوف نأتي للحفل بالتأكيد
قالت كاثرين: حسم الأمر إذا
تشاركوا الأحاديث و الأوقات الممتعة التي تلتها في منزل ليزا و مايك قالت ليزا: حفل راقص؟ مرت فترة طويلة منذ آخر مرة ذهبت لواحد
قال مايك: أجل بالفعل
قالت ليزا: ألن تكون مشغولا في ذلك اليوم؟
قال مايك: لديّ جدول مزدحم لكنني سأرى ما يمكنني فعله
ابتسم لها بمرح شديد مضت الأيام و الجميع متحمس لذلك الحفل في يوم الحفل توجه أصحاب الدعوة لمكان الحفل عرفه بعض من زاره من قبل توجهوا لقاعة الحفل الكبيرة و المزينة بالعديد من الأزهار على طاولاتها و أطراف نوافذها كان موضوع الحفل عن الربيع فكل ما في القاعة يدل على ذلك غطاء الطاولة الأخضر الفاتح زين بنقوش لأزهار ملونة على شكل حلقات في المنتصف و زينت أطرافه كذلك الكراسي البيضاء زينت بشرائط خضراء فاتحة التقوا في ذلك الحفل الكثير من الأصدقاء و المعارف كان الجميع يستمتع بوقته حتى وقف مستضيف الحفل أمام طاولة عائلة هايلون المستمتعين بتبادل الأحاديث لينحني لهم بلطف و يقول: أتمنى بأن تكون الحفلة قد حازت على إعجابكم
قال الجد: بالتأكيد هي كذلك شكرا على الدعوة
ابتسم لهم بمرح شديد ليغادر بعدها لتقول كاثرين: يبدو شخصا لطيفا و مهذبا للغاية
قالت آن: أظن ذلك أيضا
قال زوج كاثرين: يبدو أن الأفراد الآخرين يستمتعون بوقتهم كثيرا
قالت فانتين: لابد أن يفعلوا فقد كانوا مشغولين كثيرا هذه الأيام
قال آرثر: أجل هذه جائزة لجهودهم
ابتسموا لتعليقه ذاك عند ويليام الذي كان يجلس برفقة كايت يتحدثان بمرح شديد و أصوات ضحكاتهما تعلو و تنخفض أتاهما التؤامان محاولين إزعاجهما بشتى الطرق ليقول أليس: لماذا أنتما وحيدين هكذا؟
قال كايت: لسنا كذلك
قال أليكس: لم أتيتما للحفل إن كنتما ستجلسان فقط؟
قال أليس: حقا اسمها حفلة راقصة و ليست جالسة
ضحك التؤامان بمرح شديد على مقولة أليس لينظرا إليهما باستغراب شديد أمسك كل منهما بهما ليقولا: هيا لا تجلسا بلا حراك
قال ويليام: إلى أين تأخذننا؟
قالا معا بمرح: لنعرف أصدقائنا بكما
نظرا لبعضهما بدهشة وصلوا لتلك الدائرة التي كونها معارف التؤامين ليقولا بمرح شديد: نعرفكم ويليام هايلون و كايت أورسلين
رسمت علامات الاحراج على وجه ويليام قليل الحديث مع الغرباء ليقول بارتباك و عينيه وجدتا للأرض مأوى لهما: أنا ويليام هايلون سعدت بلقائكم
قال كايت بمرح شديد: أنا كايت أورسلين يشرفني معرفتكم
قال أحد الفتية: إن أجبراكما على القدوم فلا بأس بضربهما و الرحيل
قالا معا بانزعاج: ما هذا الذي تقوله؟ نحن لم نفعل أليس كذلك؟
قال كايت: لا فلو لم أرغب بالقدوم لكنت رفضت ذلك و حسب
قال ويليام: أعتقد أنكما تحبان ذلك حقا
قالا: ماذا تقصد بكلامك ويليام؟
شعر بنظراتهما القاتلة تخترق جسده ليبتسم بارتباك لهما ضحكوا على ثلاثتهم تبادلوا الأحاديث كانا يستمتعان بوقتهما معهم كانت الفتيات يتحدثن مع ويليام الخجول محاولا مجاراتهن بينما التؤامين يسخران منه ليسخنا الأجواء الباردة حوله كانت ليندا تنظر إليه بتلك الابتسامة التي رسمت على وجهها انتبه لها سام الذي كان يراقصها ليقول لها بهمس في أذنها: من الذي سلب عينيك و أنت معي؟
احمرت وجنتيها لتنزل برأسها على كتفه الأيمن لتبتسم و تقول: ابننا يكبر حقا سام
نظر إليه ليرى تلك الابتسامة التي طبعت على وجهه و تعابيره الحيوية تعود لوجهه سعد لذلك كثيرا تأخر الوقت و غادر الحضور طلب مارتن من عائلة هايلون و أصدقائها المقربون البقاء ليفعلوا توجه البعض للنوم فورا بينما فريق آخر لا يزال يستمتع بوقته

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا بكم من جديد أحبتي القراء الهادئين هذا القصل قد حوى الكثير من الأحداث الصادمة قليلا أو ربما لا أعرف ما هي ردة فعلكم لها لكنه بالتأكيد يأخذ الرواية لمنحنى مختلف أليس كذلك؟ ظهرت شخصيات جديدة متعلقة بتلك اللعنة لكن الحقيقة لم تظهر بعد يا ترى ماذا سيحدث بعد كل هذا الأنس و السعادة؟ ردودكم قد تحفزني لوضع فصل آخر هذا اليوم سأنتظرها بفارغ الصبر حتى ذلك الوقت في حفظ الله و رعايته أحبتي




 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:44 AM   #14
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا بكم أحبتي و أعزائي قراء روايتي الجميلة آسفة لتأخري عليكم طول هذه الفترة هل كان الأمر صعب عليكم؟ مجرد مزحة طريفة حاليا لا أستطيع وضع فصل جديد للقصة بسبب عدم وجود مكان مناسب لوضع حاسوبي فيه و الازعاجات المستمرة في المنزل لكن أعدكم حينما أعود ستكون هناك الكثير الكثير من الأمور المذهلة بانتظاركم لذا كونوا في انتظارها أحبتي حتى ذلك الوقت في حفظالله و رعايته.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:45 AM   #15
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






في الصباح الباكر استيقظ ويليام ليبدل ثيابه و يغادر الغرفة سار نحو الحديقة التي كان ينظر إليها من نافذة غرفته وصل هناك ليلحظ شخصا ما يحدق بالقمر الذي لم يختفي بعد وقف مدهوشا هناك حتى التفت ذلك الشخص إليه ليتوقف عقله عن العمل اقترب منه بهدوء لترتطم نظراتهما مختلفة التعابير أبعدت تلك النظرات عن بعضها على صوت مارتن الذي دخل الحديقة يبحث عن ذلك الشخص نظر لويليام ليبتسم و يقول: يبدو أنك التقيت بها قبل الموعد
نظر ويليام إليه و الاندهاش لا يزال عالقا في وجهه ليضحك بخفة عليه و يقول: ماذا هناك ويليام؟ أشاهدت شيئا غريبا؟
لم يجب سام على سؤاليه ليعيد عينيه لذلك الشخص الذي خطف قلبه ظهرت تلك الدموع السعيدة في عينيه لينزل رأسه محاولا تمالك نفسه لتسقط الدموع فور إيواء ذلك الشخص له في أحضانه ليقول بصوته المنخفض: لا داعي للبكاء كل شيء على ما يرام
تزاحمت تلك الدموع أكثر و أكثر باحثة عن المخرج من عينيه ليغمض عينيه لتتساقط كحبات اللؤلؤ ابتسم مارتن له بلطف شديد و يقول في نفسه: لابد أنه يفتقدها كثيرا
ابتعد عنها ليمسح دموعه و ينظر لتلك الابتسامة المشرقة التي اعتاد رؤيته من شخص مختلف لتقول له: أتشعر بتحسن الآن؟
هز رأسه مجيبا عليها فلسانه قد شل تماما غادرت بعدها لتذهب للغرفة التي كانت بعيدة عن غرف الطابق الرابع وقفت أمام بابها لفترة من الزمن لتمد يدها لمقبض الباب المتجمد نبضات قلبها تتمنى شيئا ما مع كل نبضة دخلتها لتغلق الباب خلفها بهدوء حدقت في الأرجاء من حولها لترى الثلوج لا تزال تغطي الجدران اقتربت من ذلك التابوت لتجثو على ركبتيها و تمسك بيد الشخص النائم داخله يدها الدافئة أجبرت عينيه على الاستيقاظ من سباتها تلك العيون العسلية حدقتا في سقف الغرفة لوقت طويل دون الاستجابة لأي شيء آخر ليقول صاحبها في نفسه: لماذا؟ لم أنا على قيد الحياة؟
تحركت عينيه للجهة اليمنى لتكتشف الشخص الذي تساقطت دموعه الدافئة على كفه حاول معرفة ذلك الشخص ليقول في نفسه: لم هذا الشخص يبكي هكذا؟ من يكون يا ترى؟
العيون الأرجوانية الغارقة في دموعها التي التقت بعينيه الباردتين جعلت قلبه يعود للحياة الدماء عادت للجريان في جسده لتحاول تذكيره بهوية هذا الشخص توسعت عينيه المصعوقتين من وجود ذلك الشخص بتلك التعابير يجلس بقربه رفع يده بهدوء ليتحقق من وجوده في الواقع ليمسك بوجنته المحمرة من شدة البكاء ليرسم ابتسامة سعيدة لطيفة على شفتيه المزرقتين لتتحرك ناطقة باسم عشقه التاريخ لتنزل أمطار غزيرة لتجعل ذلك الوجه السعيد يختفي تحته لم تنفك تلك العينان الأرجوانيتان عن التحديق بالرغم أن الرؤية أفسدتها تلك الدموع لتقول بصوت خافت مكتوم: سعيدة برؤيتك مجددا توماس
نهض توماس ليضع رأسها بين كفيه و يطبع قبلة باردة على جبينها أنزل عينيه لتقابل عينيها و تعانقها بلطف شديد وضع رأسه على كتفها ليقول: اشتقت إليك كثيرا إيف
أحاطت كتفيه بذراعيها لتخبره بمشاعرها التي حبست في صدرها لوقت طويل طرق الباب ليغير أجواء القلوب الوردية المتداخلة و ينظر كلاهما للباب منتظرين ما سيحدث تاليا ليصلهما صوت مارتن الواقف خلف الباب ليقول: أعتقد بأنه حان الوقت للظهور
انتظر رد من داخل الغرفة لكنه ابتعد خطوتين للخلف فور سماعه صوت الخطوات المقتربة من الباب ليضع ابتسامة سعيدة على شفتيه فور رؤيتهما يغادران الغرفة ليقول: صباح الخير توماس
ابتسم توماس له ليعيد البريق الذي فقده شقيقه منذ فترة توجهت إيف لغرفتها لتبدل ثيابها استعدادا لاستقبال الضيوف بعد تناول الإفطار توجه الجميع لغرفة المعيشة كانوا يتحدثون و يستمتعون بالأحاديث حتى فاجأهم دخول توماس برفقة مارتن بابتسامته المشرقة ليقول: صباح الخير جميعا
ردوا التحية عليه ليقول ليو: سعيد بمعرفتك توماس
قال توماس: و أنا سعيد بمعرفتكم جميعا
قالت جوليا: لا تبدو بصحة جيدة
قالت لوسي: أجل حقا لا تبدو بخير
ابتسم لهما بمرح و قال: لا تقلقا عليّ أنا بخير فمارتن لن يسمح لي حتى بالمرض و لو قليلا
ضحكوا بمرح شديد ليقول مارتن: هناك شخص آخر يود القاء التحية عليكم
وجه الجميع أنظاره في اتجاه الباب الذي حدق به مارتن ليستغرب الجميع عدم وجود شخص ما نهض توماس ليغادر الغرفة و يراها تقف هناك بارتباك ليبتسم لها بمرح و يقول بهمس: ماذا تفعلين عندك؟ الجميع بانتظارك
قالت إيف: أنا خائفة
أمسك بيدها ليخفف التوتر الذي أصابها و سارع نبضات قلبها ليجبر ساقيها على التحرك بخطوات بطيئة خلفه اقتربا من الباب أكثر لتتوقف و تقول: لا لا أستطيع الدخول لهناك توماس
قال توماس: لن يحدث لك شيء ثقي بي
حاول إقناعها لكن الرعب يتملكها لفكرة التعرف على أشخاص آخرين نظرت للشخص الذي كان يحاول التجسس عليهما لترمي نفسها بين أحضان توماس الذي تعجب ذلك لتقول له بهمس: هناك شخص يحدق بي
التفت ليرى لويس يقف هناك ليبتسم بمرح ليبادله الابتسامة ليقول لها: سأكون معك لذا لا تقلقي حسنا؟
كانت إيف ترتجف و هي خائفة ليحضتنها محاولا التخفيف عنها في داخل الغرفة قال لويس: لقد أخفتموها لذلك لا تريد الدخول أنتم حقا مجموعة من الوحوش
قالت ليندا: إن كنا كذلك فأنت واحد منا بالتأكيد
قال لويس: لا أعتقد ذلك فأنا وسيم كفاية لنفي ذلك
ضحكوا بمرح عليه ليدخل توماس و ينظروا إليه ليبتسم لهم كانت إيف واقفة خلفه ليقول: إنها خجولة للغاية لذا اعذورها رجاء
قالت فانتين: لا عليك فطلب مفاجئ كهذا قد يسبب الكثير من الرعب
قالت أليسيا: ألا يمكننا رؤيتك و لو قليلا إيف؟
ارتعش جسدها لذكر اسمها لتشد على قميص توماس أكثر ليقول: حسنا ربما هي خائفة قليلا
نهض مارتن ليذهب إليها و يحدق بها ليقول لها بهمس: ألا تزالين طفلة إيف؟ هم مجرد أصدقاء لنا ثم أنهم من أفراد عائلتك ليس جميعهم لكنهم كذلك
قالت إيف: ماذا تقصد بأنهم عائلتي؟
قال مارتن: حسنا إنهم أحفاد ابن ليليان ليس جميعهم
ذهلت إيف لما سمعت وقفت هناك كالجلمود تذكرت ابنتها لتضع تعابير حزينة ندم مارتن على ذكرها لينظر لتوماس الذي كان يحاول محو تلك التعابير غادرا الغرفة بعدها ليقول مارتن: آسف لقد أفسدت الأمر لقد ذكرتها بأمر ما كان عليّ ذلك
قال والد لويس: لا عليك ستكون بخير قريبا
قال مايك: ربما يجدر بنا الزيارة لاحقا
نهضوا ليعودوا لمنازلهم مضت بضع أيام هادئة حتى ليلة حفل خطبة تارا كان الجميع يستمتع بوقته في الحفل عدا إيف التي لم تتحرك من مكانها تجلس وحيدة فتوماس قد انضم لمارتن ليلقيا التحية نظرت للمكان من حولها محاولة العثور على توماس لتقول في نفسها: لماذا تركتني هكذا و رحلت توماس؟ أين أنت الآن؟
وقف أمامها ذلك الشخص الذي حجب رؤيتها لترفع بصرها إليه ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: مساء الخير عمتي إيف
شعرت بارتياح غريب اتجاهه لتبادله تلك الابتسامة جلس في الكرسي القريب منها ليقول: أنا ويليام هايلون سعدت بلقائك مجددا
قالت إيف: و أنا أيضا ويليام سعدت بلقائك
تحدثا معا مبعدين جو التوتر الذي أحاط بها من قبل كان توماس يراقبهما من بعيد بشيء من الغيرة ليقول مارتن: إلى متى تنوي التحديق هكذا؟
قال توماس: ذلك الصغير لابد أنه استغل فرصة عدم وجودي للتقرب منها
قال مارتن: ماذا تقول الآن؟ كل ما في الأمر أنهما متفاهمين
قال التؤامان بمرح: لا بأس إن كنت تريد ضربه سوف نساعدك بالتأكيد
قال روي: ما هذا الذي تقولانه؟ هو بالتأكيد لن يفعل شيئا كهذا أليس كذلك؟
قال توماس: ربما لو زاد الأمر أكثر من مجرد حديث ظريف
قال لويس: لا داعي لكل هذا القلق فويليام يعرف جيدا ما يفعله حتى لو وقع في حبها لن يكون بالأمر الجلل
نظر توماس إليه بانزعاج من كلماته ليضحك ساخرا لإشعاله نار الغيرة في قلبه العاشق لها صدم الجميع عندما وافقت إيف على طلبه للرقص لينهار توماس عصبيا قال مارتن: لم أنت غاضب هكذا؟ ألست من اقترح تركها تنخرط مع الآخرين؟ و ها هي تفعل
قال توماس: ربما كانت فكرة سيئة منذ البداية
ضحكوا عليه بمرح شديد كانت الفتيات يتحدثن بمرح شديد لتقول بيلا: لا أصدق بأنك ستتزوجين بعدي بثلاث أسابيع
قالت تارا: هذه مجرد مصادفة
قالت ابنة آرثر: انظرن يا فتيات لا أصدق ما أرى
توجهت الأنظار حيث أشارت ليصبن بدهشة كبيرة لرؤية ويليام يرقص مع إيف لتقول إيفلين: هذه المرة الأولى التي أراه يراقص أحدهم
قالت شقيقة بيلا: هذا غير عادل طلبت ذلك منه مئة مرة و رفضني
قالت تؤامتا لويس: لقد حاولنا ذلك أيضا لكننا رفضنا أيضا لسنا الوحيدات
قالت إيفلين: هذا لأنه يحب شخصا ما بالفعل أليس كذلك؟ و إلا ما رفضكن أبدا
قالت بيلا: أعتقد ذلك أيضا
بدأن التفكير في الفتاة التي وقع ويليام في حبها بينما كان ويليام يسير بهدوء برفقة إيف و ضحكاتهما تتجاوزهما كانت الكثير من النظرات تخترقهما جلسا على الطاولة لتقول إيف بشيء من الحزن: آسفة الجميع يحدق بك بسببي
قال ويليام: لا عليك فقد اعتدت على الأمر تماما
انتبه على ارتعاش يديها ليعرف خوفها من الموقف بحث عن توماس أو مارتن ليفاجئ برؤيته يقف بقربها ممسكا بيدها المرتعشتين نهض ليتركهما وحدهما ليقول توماس: هل أنت بخير؟ أتريدين العودة للمنزل؟
نفت ذلك ليبتسم لها و يجلس قريبا منها ممسكا بيديها ألصق جبينه بجبينها البارد قليلا ليقول لها: لا تقلقي لن أتركك وحدك أبدا إيف سأكون معك دائما و أبدا
نظرت إليه بعينيها القلقتين لتقابل عينيه المطمئنتين لترسم ابتسامة واثقة على شفتيها تحدث إليها لينسيها الجو الثقيل حولهما حتى انتهاء الحفل ليودع توماس عائلة هايلون و يعودوا لقلعتهم كان التؤامان يتحدثان معا بثرثرة بينما تراقبهم إيف بهدوء و الابتسامة تعلو وجهها لتقول بصوت منخفض: كما الأيام الخوالي حقا يسعدني رؤيتكما مجددا
زادت تلك الابتسامة جمالها المماثل للأزهار و أكثر التفتا إليها لتتوقف عن المسير قال مارتن: أقلت شيء ما للتو؟
قالت إيف: لم أقل أي شيء
قال توماس: ربما نتوهم ذلك
ابتسما لها ليمدا يدهما إليهما أمسكت بيديهما لتسير متوسطة لهما لتشارك في أحاديثهما حتى وصلوا للمنزل بدلت ثيابها لتحدق بالقمر من شرفة غرفتها لتبتسم بمرح شديد و تقول: سأبذل جهدي لاحقا
أغلقت النافذتين الكبيرتين لتستلقي على سريرها الأرجواني الداكن لتغمض عينيها و تنام في ظهيرة اليوم التالي كانت تستعد لمغادرة المنزل نزلت الدرجات و السعادة تغمرها لتلتقي بكبير الخدم ليقول: إلى أين أنت ذاهبة يا آنسة؟
قالت إيف بمرح: سأذهب لشراء هدية لتوماس
ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل و تغادر المنزل أوصلها السائق للعديد من الأماكن لتبحث فيه عن هدية مناسبة لحبيبها الذي لم تحظى حتى بقولها له شعرت بوجنتيها تحمران و هي تفكر في شيء ما التفتت للخلف لتستغرب عدم وجود السائق خلفها ليبدأ الرعب يتملكها لتقول في نفسها: لابد أنني قد تهت كيف سأعود للمنزل الآن؟
سارت بخطوات مرتجفة خائفة من التيه أكثر أوقفها رجل ما يقول: هل أنت قريبة لفينوس هايلون؟
تراجعت عنه خطوتين لتقول: لا أعرف أحد بهذا الاسم
قال الرجل: ماذا؟ كانت عارضة مشهورة عالميا أنت تشبهينيها كثيرا لقد ظننتك هي في البداية لكن شخصيتيكما مختلفة تماما
قالت إيف: حقا؟ هل لديك صورة لها؟
قال الرجل: لا للأسف لكن إن أردت يمكنني أن أريك بعضا منها في مكتبي
قالت إيف: لا آسفة لا أريد أن أتوه أكثر من هذا
ابتسم الرجل بخبث ليمسك بذراعها النحيلة ليقول: أعرف شخص يستطيع مساعدتك لذا تعالي معي
بدأت السير خلفه فقد وقعت في فخه كالأرنب أسرع شخص ما في إنقاذها قبل دخول عرين الأسد بوضع يده على كتف الرجل و يقول له: إلى أين تحسب نفسك آخذا الآنسة؟
التفت إيف لصاحب الصوت الذي توقف جمهور كبير لمشاهدته و التقاط الصور له و التهامس باسمه قال الرجل: لقد كنت أساعدها في العودة لمنزلها و حسب أليس كذلك؟
قالت إيف و هي تتراجع بضع خطوات خائفة بصوت مرتبك: أجل الأمر كما قاله
قال الشاب: حقا؟ أتعرفها أيها السيد من قبل؟ إنها ابنة صاحب شركات عالمية كما أنها مخطوبتي
ابتعد الرجل عنها فورا ليهرب هناك بدأت العديد من الشائعات بالظهور ليبتسم ذلك الشخص و يقول: رجاء لا تنشروا أيا من هذا فهي قريبة لي و غريبة عن بلادنا لذلك حاولت مساعدتها
أرسل لجمهوره قبلات طائرة ليغرق الجميع في سحرها أمسك بيدها ليأخذها للسيارة و يقودها مبتعدا عن المكان ليقول: ماذا كنت تفعلين هناك؟ أكنت حقا تودين الذهاب معه؟
لم تجبه بأي شيء لينظر إليها لمح الخوف في وجهها ليتنهد باستسلام و يقول: أنا جاي وارس صديق لمارتن و توماس لذا لا تقلقي لن أؤذيك أو أفعل أي شيء لك سأعيدك للمنزل و حسب
قالت إيف بصوت منخفض: لكنني لم أشتري هدية توماس بعد
قال جاي: أهذا ما أتى بك لهنا؟ أقصد شراء هدية؟
قالت إيف: أجل فعيد ميلاده غدا
ابتسم لها بمرح شديد ليقول: حسنا لا أمانع اصطحابك لبعض الأماكن إن شئت بالتأكيد
قالت إيف: شكرا لك لكن لم تساعدني؟
قال جاي: لقد أخبرتك قبل قليل بأنني صديق لزوجك
قالت إيف بشيء من الدهشة و الاستغراب: زوجي؟ لقد تركني منذ فترة طويلة
نظر جاي إليها باستغراب ليقول: أليس توماس زوجك؟
احمرت وجنتاها لسؤاله ذلك لتنزل بوجهها الخجول و تقول: هو ليس كذلك لكنه شخص أحبه كثيرا
ابتسم لها بلطف ليساعدها في شراء هدية لتوماس الذي كان يبحث في المنزل عنها ليقول مارتن: لا تقلق ربما ذهبت لتتجول في مكان ما تعرفها تحب التجوال كثيرا
قال توماس: هذا هو ما يقلقني ربما تتوه في مكان ما أو تتعرض لخطر ما
قال مارتن: إيف ليست طفلة بالرغم من كونها ساذجة في بعض الأحيان إلا أنها لن توقع نفسها في المشاكل أبدا
قال توماس: ساذجتها وحدها أمر مقلق للغاية ربما يجدر بي البحث عنها خارج المنزل
تنهد مارتن فقد سئم إقناع شقيقه العنيد دخل كبير الخدم الغرفة التي كانت تحمل طابعا ملائكيا لطيفا نظرا إليه لينحني لهما ثم يقول: لقد اتصل السيد جاي وارس منذ قليل و طلب مني إيصال هذه الرسالة "الآنسة إيف معي و هي بخير لذا لا تقتلا نفسيكما من القلق سأعيدها إليكما بالتأكيد"
تنهد توماس بارتياح شديد ليبتسم مارتن و يقول: أخيرا كنت سأضربك لو لم تتوقف عن القلق
قال توماس: و من أخبرك أن العنف حل لكل شيء؟
ضحكا معا بمرح شديد في المساء عند ويليام الذي كان يلاعب شقيقته الأصغر سنا قالت ليندا: إن لارا تحبك كثيرا ويليام
قال سام: حتى أنها ترفض القدوم إليّ في بعض الأحيان أنت محظوظ حقا
ابتسم لهما بمرح شديد ليحدق بشقيقته ذات الأعوام الثلاث التي تشبه جدته كثيرا رأها تسير خطوة خطوة بحذر شديد لتصل لرف الكتب وضعت كامن قوتها على أصابع قدمها لتستند عليها علها تطول كتابها المفضل نهض سام لينزل لها ذلك الكتاب و يقول بابتسام: تفضلي عزيزتي لارا أتريدين أن أقرأه لك؟
نفخت وجنتيها المحمرتين بانزعاج شديد لتهز رأسها نافية ذلك و تقول: بابا لا أحب أنا
شعر بالإحباط لكلامها ذلك لتكتم ليندا ضحكتها الساخرة منه ليجلس بجابنها و يقول: ماذا فعلت لك لتكرهيني لارا؟
قالت ليندا: هي مجرد طفلة لا تستمتع لما تقوله
وقفت أمام ويليام الذي نظر إليها باستفهام لتجلس على فخذيه و تفتح الكتاب و تقول: ويام اقرأ
أخذ الكتاب منها ليسندها على صدره و يبدأ بقراءة الكتاب كان الوالدين يحدقان بهما و السعادة تعلو وجهيهما نهض سام بعد رؤية الاسم الذي رن هاتفه به غادر الغرفة ليسير مبتعدا قليلا وصل للشرفة ليرفع الخط و يقول: مرحبا جاي ماذا هناك؟
قال جاي: كيف حالك؟ لم أرك منذ فترة
قال سام: أنا بخير هذا لأنك مشغول دائما
قال جاي: الأمر ذاته ينطبق عليك
قال سام: ما سبب اتصالك؟
قال جاي: أردت سؤالك عن أمر ما يخص إيف و توماس أقصد عن علاقتهما ببعض
قال سام: أعرف أنهما يحبان بعضهما و مما أخبرنا مارتن به أعتقد بأنهما ليسا متزوجين كما ادعيا أمام عائلته من قبل
قال جاي: لقد سمعت بالأمر منها منذ وقت قصير لقد فوجئت حقا
قال سام: ما الذي تفعلانه معا؟ لا تقل بأنك خطفتها جاي؟
ضحك جاي مستمتعا بما قاله سام ليجيب بعد ضحكة طالت كثيرا: بالتأكيد لم أفعل لكنني أحببت الفكرة بالفعل رأيتها تجوب في المدينة و مددت لها يد المساعدة فقد تاهت و حاول شخص أخذها لمكان ما لذا يمكنك القول بأنني منقذها
قال سام: هذا جيد حسنا أراك لاحقا
قال جاي: أراك مساء غد إلى اللقاء
أغلق الخط ليتنهد سام و يرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه لتذكره شقيقته الصغرى بعد رؤيته لأزهارها المفضلة ترقص مع الرياح مرت ذكرياته عنها على ذلك البدر الجميل الذي توسط سماء المساء الجميلة التفت للخلف فور سماعه صوت خطوات تقترب منه ليقول: ماذا هناك آرثر؟
قال آرثر: هذا ما أتيت لأسألك ماذا تفعل وحيدا هنا؟
قال سام: لقد طردتني لارا من الغرفة قالت بأنها لا تحبني
قال آرثر: إلى الآن؟ اعتقدت بأنها تخلصت من كرهها لك اعترف ماذا فعلت لها؟
نظر إليه آرثر بتلك النظرات الحادة المستنكرة لتتحول لضحكات مرحة تداخلت مع ضحكات سام غادرا المكان ليذهبا لحيث كان بقية أفراد العائلة بحث عن ويليام و لارا بناظريه ليجدهما لا يزالان يحملان ذلك الكتاب ليقترب منها و يجلس بقربهما ليقول: ما رأيك أن أقرأ لك القصة لارا؟
لم تهتم لارا بالنظر إليه لتكون حولها جو باردا غير مباليا لتقول ليندا: يبدو أن ويليام قد قام بسحرها بجاذبيته و هدوئه
قالت كاثرين: بالفعل هناك الكثير من المعجبات بك ويليام
احمرت وجنتيه بهدوء ليدعي بأنه لم يسمعها لتقول آن: لقد سمعت بأنك حطمت الرقم القياسي في رفض الفتيات
قال التؤامان: حقا لقد فعل لكنهن لا يكرهنه بالرغم من ذلك أنت مشهور حقا بينهن
قالت بيلا: صدمنا جميعا في حفلة خطبة تارا عندما كنت مع إيف ما هو السبب يا ترى؟
أخفى ويليام وجهه الذي احمر خجلا خلف جسد شقيقته الصغير ليقول في نفسه: لم هذا الموضوع من بين جميع المواضيع؟
سمع ضحكاتهم مختلفة التعابير تعليقا على ردة فعله الظريفة و اللطيفة غيروا الموضوع بعدها حتى لا يقوموا بإحراجه أكثر تأخر الوقت ليذهب الجميع للنوم حتى قلعة وارس كانت تغط في نوم عميق بالفعل في الظهيرة كانت الأجواء بدأت تتغير الأمطار لم تتوقف عن الهطول مفسدة سعادة إيف التي كانت تحدق بالسماء من النافذة طرق باب غرفتها ليدخل مارتن و يراها تقف هناك بذلك الوجوم يملأ وجهها ابتسم و قال: تعرفين بأنك لن تستطيعي فعل شيء حيال هذا الأمر لذا لا تحدقي كثيرا
التفتت إليه لتريه وجهها الغاضب النادر ليبتسم بارتباك و يقترب منها أكثر وقف أمامها ليحدق بوجهها محاولا إبعاد تلك الهالات المخيفة المحيطة بجمالها الملائكي ليقول لها: حتى موعد الحفل سيتحسن الجو بالتأكيد لذا لا تبدي هذه التعابير
رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه علها تعكسها له ابتعدت عنه لتجلس على طرف سريرها و تطلق تنهيدة أقلقت الجدران لتفتح شفتيها و تقول: لقد أردت جعل هذا اليوم مميزا لكنني لم أستطع ذلك
ابتسم لها مارتن فهو يعرف جيدا ما تريده و ما تطمح إليه ليغادر الغرفة بعد حديث صغير أجراه معها كان يسير في الممر الذي ازدحم بالخدم المسرعين أوقفه كبير الخدم ليطلب إليه القدوم برفقته سار خلفه حتى وصلا لإحدى الغرف في ذلك الطابق فتح كبير الخدم الباب ليفاجئ بكم الصناديق المختلفة الأحجام و الأشكال نظر لكبير الخدم ليقول له: ما كل هذا؟ لا أعتقد أبدا بأنها هدايا الحفل
قال كبير الخدم: وضع عليها اسم السيد جاي وارس لكن العنوان هو عنوان القلعة سيدي
تعجب مارتن ذلك دخل توماس الغرفة ليقول: لم كل هذه الضجة لعيد الميلاد؟ لقد أخبرتكم من قبل بأنني لا أريد الاحتفال به لذا لا داعي لكل هذا
توسعت حدقتا عينيه لكل تلك الأشياء التي تربعت في جوانب الغرفة ليقول: ما كل هذا مارتن؟ هذا تبذير و إسراف حقا ماذا ستفعل بكل هذا؟
قال مارتن: لا أعرف أنا أيضا فأنا متفاجئ و مصدوم للغاية
ظهرت إيف لتنظر إليهم باستغراب لتقول: ماذا هناك؟
نظروا إليها بتعجب شديد ليقول كبير الخدم بأسلوب مستفسر حازم: أتعرفين شيئا بخصوص هذه الأشياء آنسة هايلون؟
قالت إيف: آه أجل لقد نسيت أمرها إنها من أجل الحفل
قال توماس: و ماذا سنفعل بكل هذا إيف؟ ثم أنني لا أرغب حقا في الاحتفال بهذه المناسبة
نظرت بعينيها التي امتلأتا بالدموع فجأة طالبة شفقته و موافقته لم يستطع مقاومة سحر ذلك البريق في عينيها ليتنهد باستسلام ليقول و هو يغادر: لو احتجتم لمساعدتي سأكون في غرفتي بالرغم من أنني أعرف بأنكم لن تحتاجوني
غادر الغرفة لتخبر كبير الخدم بما تريد فعله بتلك الابتسامة التي لم تفارق شفتيه بدؤوا الإعداد للحفل بمساعدة مارتن عند أفراد عائلة هايلون كان البعض يجهز للحفل و آخرون نائمون و قسم ثالث يفكر في الهدية التي يود تقديمها قالت آن: من الغريب عدم ذهابكما للمساعدة عمتيّ فانتين و كاثرين؟
قالت كاثرين: لقد كنا نود ذلك حقا
قالت فانتين بوجه حزين أقرب للباكي: كانت إيف متحمسة للغاية و لم نرد أن نفسد الأمر عليها
قالت إليسيا: لابد أنها تحبه كثيرا لتفعل كل هذا لأجله
قالت ليندا: بالتأكيد هي تفعل
ابتسمن بلطف شديد لذكرها طرق باب الغرفة ليدخل آرثر و يقول: يبدو أن جميعكن هنا
قالت فانتين: أكنت تبحث عن شخص منا؟
قال آرثر: لا فقط كنت أتساءل ماذا تفعلن في هذا الوقت مع انشغال الجميع بأمر الحفل
قالت آن: حقا إنهم يعيثون الفوضى في كل مكان
قالت أليسيا: الجميع متحمس لها بشكل مفرط للغاية فقط
قالت كاثرين: هذا وحده مصيبة سوف يهدمون المنزل فوق رؤسنا
ضحكوا بمرح شديد غادر آرثر جمعهن ليتفقد البقية حتى موعد الحفل كانت إيف في غرفتها جلست أمام المرآة و تلك المنشفة البيضاء الطويلة تلف جسدها النحيل تحدق بالمرآة بشكل مريب وضعت كفها الأيمن على عينها اليمنى لتغطيها طال تحديقها طويلا لتقول في نفسها: أريد معرفتها و معرفة السبب وراء تشابهنا هذا مريب حقا
تنهدت لتبعد تلك الأفكار عنها ارتدت ثوب اختاره جاي لها ثوبا أحمر اللون يصل لأسفل الركبة بدون أكمام زين بفصوص بيضاء لامعة زين وسطه بحزام أبيض و جاكيت أبيض بأكمام طويلة زين طرف الصدر الأيسر بوردة حمراء متوسطة الحجم و حذاء أبيض بكعب متوسط سرحت شعرها لترفعه للأعلى و تزينه بطوق ورد أبيض صغير الحجم حلقي وضعت بعض المساحيق التجميلية الخفيفة لتنظر لنفسها في المرآة و تبتسم برضا عن شكلها أغرمت بنفسها و جمالها لتقول بمرح شديد: أنا حقا سعيدة هذا اليوم
أتاها صوت عرفه كيانها فور قوله: سعيد لرؤية ابتسامتك الجميلة هذا اليوم إيف
تمنت لو الأرض تشقق الأرض و تبتلعها اشتد حرارة جسدها التفتت بعد احمرار وجنتيها بلطف شديد لتقابل عينيه اللتين تتفحصان جمالها ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه و يقول: حقا أنت تتعبين نفسك إيف لا داعي لكل هذه الشكليات
قالت إيف: سوف تفسد مزاجي بكلامك هذا توماس ثم أن هذا يوم ميلاد مارتن أيضا
قال توماس: لا أريد فعل هذا بك لذا سأصمت
قام بضم سبابته و إبهامه ليحركهما على شفتيه بشكل أغرم القمر به ابتسمت له بمرح شديد غادرا الغرفة معا ليتبادلا أطراف الأحاديث بلطف شديد جوهما جلب الابتسامات لوجوه جميع من رأوهما كان مارتن يراقبهما بتلك الابتسامة السعيدة ليقول في نفسه: أتمنى لكما حياة سعيدة دائمة تستحقانها حقا
اختفى من مكانه فور شعور توماس به بدأ المدعون بالظهور و الأجواء تتبدل لسعادة ظهرت على وجوه الجميع كانت إيف تقف بالقرب من توماس تخشى الافتراق عنه في هذا الجمع الكبير حتى أوقفهم صوت سام الذي اقترب منهم برفقة عائلته ليقول: آسفون على التأخير
قال توماس: لا أبدا المهم أننا استطعنا رؤيتكم
قالت ليندا: مساء الخير توماس و إيف
اكتفت إيف بهز رأسها إجابة لها لتبتسم لها حمل توماس لارا ليلاعبها بمرح شديد بينما سام يشعر بالغيرة لذلك كانت إيف تراقب تلك الوجوه السعيدة بابتسامة حتى لفت ويليام انتباهها بقوله: مرحبا عمتي إيف اشتقت إليك
عانقها بمرح شديد لتفعل المثل حدقا بعينيّ بعضهما لفترة من الزمن حتى انتبها لذلك ليرسما ابتسامة مرحة على شفتيهما قال التؤامين: عمة إيف هذا غير عادل أبدا تعاملين ويليام فقط بلطف
نظرت إليهما بارتباك لتقول: مرحبا
ابتسما لها بمرح شديد حاول فتية عائلة هايلون التقرب منها و الحديث إليها حتى قدوم روي الذي قال: مساء الخير إيف
التفتت إليه ليحدق طويلا بجمالها المشابه لمحبوبته زالت تلك الابتسامة لتظهر معالم وجهه الحزينة لمحت إيف ذلك لتقول: ماذا هناك روي؟ تبدو حزينا
كلماتها جعلت الأنظار تتوجه إليه ليفهم ويليام تلك الأحزان المدفونة خلف تلك الابتسامة التي ظهرت فورا تحدث إليهم قليلا كان ويليام قد سلب إيف من توماس المنزعج من الأمر ليقول: سام اعذرني لو قتلت ابنك في يوم ما
قال سام: لو فعلت سأرد لك الصاع صاعين
قالت ليندا: ما الذي تقولانه أنتما الاثنان؟
قال توماس: إنه يتعمد إزعاجي أنا واثق من ذلك
قالت فانتين: هو بالتأكيد لا يفعل ذلك عمدا توماس ثم أنه مجرد شاب صغير لذا لا تدعه يزعجك
قال توماس: للأسف أنه ليس كذلك فهو قد تجاوز عقده الأول أليس كذلك؟
قالت آن: أجل لقد فعل لكننا لم نحتفل به
قال لويس: حقا لن تخسر شيئا لو تركته يقع في حبها توماس إنه يناسبها أكثر منك
قال توماس: ربما يجدر بي قتلك قبله
ضحكوا جميعا على التعابير المنزعجة التي ظهرت على وجهه عاد بنظراته لإيف ليراها ترافق روي هذه المرة تعجب تلك الملامح التي وضعها كلاهما انتبه مارتن لهدوئه المفاجئ ليقول: ماذا هناك توماس؟
التفت توماس إليه ليبتسم له بمرح شديد دون الإجابة عن سؤاله عرف أن هناك ما يخفيه ليبادله ابتسامة أخرى بعيدا عن الأجواء الصاخبة و الضحكات السعيدة بالرغم من وجود جسديهما في المكان إلا أن روحيهما في عالم مختلف تعابير الحزن و الصدمة لا تفارق وجهيهما كان روي يحدق بوجهها كثيرا لا يعرف ما يقول أكثر مما فعل شعر بالذنب يلتهم قلبه لجعل وجهها يحمل تلك التعابير المتألمة تغيرت نظراته إليها بعد رؤية ابتسامة تطفو على وجهها لتنزل رأسها و تقول: إذا ما كان ينبغي عليّ العودة لهذه الحياة
فاضت الدموع مع مشاعرها المختلطة تريد معرفة مكان تصب فيه حاول روي إبعاد تلك الدموع و الهالة المحيطة بها لكنه لم يستطيع التصرف ظهر أمامها توماس الذي حدق بغضب في عينيّ روي الحزينتين تقدم اتجاه إيف ليتعجب تراجعها خطوات طويلة بعيدا عنه مخفية وجهها خلف كفيها الصغيرتين معطية ظهره له رأى تلك الدموع الهاربة تتساقط على الأرض أعاد بناظريه لروي الواقف بقربه ليقول: ماذا حدث بينكما؟
أجابه صوت إيف المخنوق قائلا: لا شيء توماس أنا فقط حزينة بعض الشيء
ابتعد روي عن المكان سامحا لهما بالحديث بحرية اقترب توماس منها أكثر ليقف خلف ظهرها و يقول: لم أنت حزينة إيف؟
التفتت إليه لتريه تلك الابتسامة التي غيرت الأجواء تماما ابتسامة جميلة سحرت توماس كثيرا لتقول له: هذا لأنك تركتني وحدي مجددا توماس
حاول توماس الفرار من سحر تلك الابتسامة التي تخللت الوجه الأحمر كالرمان أجبره ذلك السحر على سحبها لأحضانه متناسية الجو الثقيل ليهمس في أذنها قائلا: أنا أحبك أكثر من أي شيء آخر إيف لذا لا توقفي قلبي قبل آوانه رجاء
ضحكت بخفة و خجل لترفع رأسها لتحضتن عينيه بعينيها و تقول: عيد ميلاد سعيد لك توماس
ابتسم ليقول بمرح شديد: و لك أيضا إيف مصادفة أكثر من رائعة
ابتعدت عنه قليلا لتمد يديها إليه نظر باستغراب إليها لتقول: أين هديتي؟ هل اعتقدت أنني سوف أرضى فقط بتهنئتك لي؟ لن أفعل أبدا
لانت تلك التعابير في وجهه ليمسك بيدها و يسحبها خلفه لوسط تجمع الناس أوقفهم منظرهم الغريب ذاك و شد انتباههم وقفت إيف خائفة من تلك الأعين الكثيرة التي نظرت إليهما لتقول بصوت منخفض: ماذا نفعل هنا توماس؟
جثى على ركبته اليسرى لتعلو التعابير المصدومة معه أخرج صندوقا أسودا من جيب سترته ليفتحه و يظهر ذلك الخاتم الفضي الجميل رصع بألماسات صغيرة فتح شفتيه ليقول: أتقبلين الزواج بي إيف؟
تلك الصرخات المصدومة المتفاجئة المعجبة بتصرفه علت الغرفة كما علت تعابير الصدمة وجه إيف الخجول توقفت الحركة و حبست الأنفاس الصمت المطبق حل بالمكان منتظرا بملل إجابة إيف التي ظهرت على وجهها المحمر لتثبته شفويا قائلة بصوتها المنخفض و الخجول: أجل توماس
صرخت الفتيات بحماس بينما يقوم بإلباسها الخاتم في بنصرها علت أصوات التهنئات و الصفقات الجمهور شعر بمشاعرهما المتبادلة و السعادة التي أحاطت بهما هربت العروس من بينهم مخفية وجهها عن العيان عائدة لغرفتها غادر الحضور و الابتسامات تعلو وجوههم السعيدة في منزل عائلة هايلون الحديث بشأن ما حدث لا يزال قائما الفتيات بدأن يحلمن بموقف مشابه مع أمراء أحلامهن قالت إيفلين: لقد كان هذا رومانسيا للغاية
قالت كاثرين: إنها أفضل هدية عيد ميلاد بالتأكيد
قال زوجها: أجل هي كذلك بالفعل
قال الوالد: لقد فوجئت حقا لم يكن متوقعا أبدا
قالت إليسيا: لقد اعتقدت بأنهما متزوجان بالفعل لقد كانت هذه صدمة حقيقية
قالت آن: حقا لقد صدمني كثيرا
قال سام: الكثير صدموا لذلك فقلة من يعرفون بقصتهما كاملة
الأحاديث تدور في المنزل و تدور حتى خلدوا للنوم ليريحوا المنزل من ثرثرتهم حول الموضوع في قلعة وارس التي كانت تحتضن العروسين بدفئ بالرغم من برودة الجو كانت تنظر لتصرفاتهما بسعادة فهي قد شهدت فراقهما و ها هي تجمعهما مجددا عند توماس الذي كان برفقة مارتن المتفاجئ ليقول له: لقد فاجأتني حقا توماس لم أتوقع ذلك حاليا
قال توماس بمرح: لقد أردت مفاجأتها و حسب ثم أن الزفاف لن يكون قبل أشهر من الآن
تنهد مارتن ليبتسم له بمرح و يقول له: سعيد لأجلكما
قال توماس بمشاكسة: سأذهب لأتفقدها ربما تنتحر من شدة السعادة
ضحكا بمرح شديد ليذهب كلاهما لغرفة إيف التي كانت لا تزال وجنتيها تشتعل حمرة و أذنهيا تأبيا تصديق ما سمعتاه حاول عقلها استيعاب كل هذا لترتسم السعادة على وجهها الذي واجه الرياح الباردة قالت في نفسها: لم أتوقع ذلك أبدا لكنني سعيدة للغاية
ابتسمت بلطف شديد لتزيد منظرها جمالا تطاير شعرها مع الهواء ليزيد النجوم غيرة منها سمعت طرق باب غرفتها لتغادر الشرفة مدت يدها لتدير المقبض سمعت صوت توماس الذي كاد يقتل قلبها المجنون به وضعت يدها اليمنى على صدرها الذي يعلو و يهبط أخرجها طرق الباب من توترها لتقول: لقد كنت تحاول قتلي متعمدا أليس كذلك توماس؟ قلبي قد توقف بسببك
سمعت ضحكاتهما من خلف الباب لتشعر بالإحراج أكثر أنزلت رأسها لتسمع مارتن يقول: سنذهب الآن ارتاحي جيدا
صوت خطواتهما ابتعدت لتذهب و تجلس على سريرها نظرت لخاتمها بسعادة بالغة أفسدتها صورة انعكاسها ترددت تلك الكلمات في عقلها صداها أوقف الدماء عن السير في عروقها أنزلت رأسها بإحباط تحدق بذلك الانعكاس مخاطبة له قائلة بحزن شديد: سرقت كل شيء منك سعادتك و عائلتك و حياتك ما كان عليك التفكير فيّ أبدا
تساقطت دموعها على الخاتم دفنت وجهها في الوسادة لتجفف دموعها التي زادت أراحها جسدها بسحب قواها و إغلاق عينيها لتغط في النوم صباح اليوم التالي استيقظ مارتن متأخرا عن العادة نهض من مكانه ليشعر بصداع رهيب يتجول في رأسه ابتعد عن السرير قليلا ليقترب من النافذة فتح ستائر غرفته الداكنة لتضاء الغرفة انتبه لإيف التي تجلس أسفل تلك الشجرة مسندة رأسها إليها نائمة بعمق تعجب ذلك ليبدل ثيابه و يذهب إليها وصل للحديقة ليرسم ابتسامة ظريفة على شفتيه بعدما رأى توماس يجلس بالقرب منها واضعا رأسها على كتفه غادر المكان بهدوء ليغادر القلعة في طريقه لإحدى المكتبات أوقفه تحديق بعض الفتيات به التفت إليهن ليبعدن أنظارهن عنه اقتربت منه إحداهن بتلك الابتسامة الخجولة لتقول: أرجو المعذرة هل بإمكاني التقاط صورة برفقتك؟
قال مارتن: بالتأكيد لا أمانع لكن لم تودين ذلك؟
أحرجت الفتاة لتقول في النهاية: لأنك تشبه العارض جاي وارس كثيرا أأنتما أقارب؟
ابتسم لها بمرح شديد لتلتقط تلك الصورة بسعادة غامرة اقتربت الفتيات الأخريات ليطرحن العديد من الأسئلة عليه ليستأذنهن و يذهب للمكتبة قضى بعض الوقت هناك انتبه لمرور الوقت السريع ليقول في نفسه: لا أريد أن أزعجهما في وقت كهذا سأفكر في شيء آخر أفعله
غادر المكتبة و هو يفكر في مكان يذهب إليه حتى توقفت أنظاره على روي الذي يسير بوجهه المكتئب اقترب منه ليقول له: مرحبا روي
رفع ناظريه ليقابل عينيه المرحتين ليبتسم له و يقول: مرحبا أي التؤامين أنت؟
ضحك مارتن بمرح شديد ليقول: أنا مارتن تحتاج لزيارات كثيرة لتتعرف علينا و نفعل أيضا
قال روي: آسف لكنني مشغول كثيرا و هذا يوم عطلتي لذا فكرت بالخروج قليلا
قال مارتن: هكذا إذا أتمنى بأنني لا أفسده لك
قال روي: لا أبدا
لاحظ مارتن أسلوب حديثه الخالي من الحياة و الأمل ليقول: أأنت دائما هكذا؟ أقصد كجثة تسير بلا وجهة
ابتسم روي على تعليقه الذي وصف حالته تماما ليقول: أعتقد ذلك
قال مارتن: لم أتوقعك هكذا عند لقائنا الأول
قال روي: الانطباعات الأولى لا تدوم دائما
قال مارتن: محق لكن ألا تلاحظ بأن الأمر مزعج قليلا؟
أشار له بعينيه للفتيات اللاتي بدأن بالتهامس و التقاط الصور لهما ليذهبا لمقهى بعيد عن أنظارهن أطلق مارتن تنهيدة مرتاحة بعد لامست شفتيه الكوب الأزرق الداكن مخطط حوافه العلوية بخطوط ثلاثية متوازية عريضة بيضاء ليرشف الرشفة الأولى من الشاي الذي طلبه ليقول: لقد كان يومي هكذا منذ غادرت المنزل
قال روي: لقد اعتدت على الأمر منذ فترة طويلة
قال مارتن: أعتقد أنه من الصعب الاعتياد على هذا
قال روي: لا خيار آخر أمامي فأنا أشبه أخي الذي شوهد برفقة عارضة عالمية عدة مرات بما أننا تؤام بالتأكيد هذه النتيجة متوقعة للغاية
قال مارتن: آه أنت أيضا لديك شقيق تؤام....لم نلتقي به من قبل
قال روي: و لا أنا أيضا فقد كنا نعيش بعيدا عن بعضنا لفترة طويلة و عندما عرفت مكانه اكتشفت بأنه لم يعد بإمكاني رؤيته مجددا
شعر مارتن بحزنه لذكر الأمر ليقول له: آسف لجعلك تتذكر شيئا مؤلما كهذا
قال روي: لا عليك أبدا فقد تخطيت هذه المرحلة
قال مارتن: أنا أيضا لا أعرف ماذا سأفعل لو فقدت أخي في يوم ما أراهن بأنني سأبكي طويلا ثم أقرر اللحاق به في أسرع وقت ممكن فقط رؤيته ينهار جعلني أتألم كثيرا و أتعذب فما بالك لو كنت لن أراه مجددا؟
نظر روي إليه ليرى تلك الابتسامة اللطيفة ترتسم على شفتيه رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا أبي
قال ليو: مرحبا روي أردت سؤالك عن مكانك أخبرتك بأننا ذاهبون لزيارة عائلة هايلون صحيح؟
قال روي: أجل سوف أحاول القدوم في الموعد لذا لا تنتظراني
قال ليو: لا تقم بأي شيء آخر فقط أسرع بالقدوم
قال روي: حسنا إلى اللقاء
أغلق الخط ليقول لمارتن: أرجو المعذرة عليّ المغادرة لدى عائلتي موعد مع عائلة هايلون لذا أتمنى لقائك في وقت قريب
قال مارتن: رافقتك السلامة
ابتسم له بمرح شديد ليغادر روي بعدها أكمل كوب الشاي الخاص به ليغادر المقهى عند ويليام الذي كان التؤامين يضايقانه بخطبة إيف ليقول: أرجوكما توقفا عن هذا
قال أليكس: أتقصد بأنك لا تهتم للأمر؟ أم أنك منزعج للغاية؟
قال أليس: يعرف كلانا بأنك واقع في حبها
قال ويليام: الأمر ليس كذلك أبدا صحيح أنني أحبها لكن ليس بالطريقة التي تظنانها لذا توقفا عن إزعاجي
ظهرت ملامح الدهشة على وجهيهما فهذه المرة الأولى التي يرايان هذه التعابير المنزعجة على وجهه و صوته الذي ارتفع أكثر من العادة جذب لويس القريب منهم ليقول: ماذا هناك؟ لم كل هذا الانفعال ويليام؟
انتبه ويليام لنفسه لينزل برأسه بتأنيب ضمير و حزن بدا على جنبات وجهه الخالي من التعابير و يقول بهدوء: أنا آسف لم أقصد ذلك
غادر المكان و هو يشعر بالانزعاج من نفسه نظر لويس للتؤامين ليقول لهما: ماذا فعلتما له؟ ليس من عادته الغضب هكذا
قالا بمرح شديد: كنا نتحدث معه بشأن إيف نحن سعيدان لرؤيته غاضب أخيرا
ضحكا بمرح شديد ليتنهد لويس باستسلام و يتركهما عاد ويليام لغرفته ليجلس على الكرسي الأبيض القريب من الطاولة البنية المقلمة كتف ذراعيه عليها ليسند رأسه إليهما حدق بالصورة التي زينت الطاولة بذلك الإطار الأسود الذي زينت زوايتيه المتعاكستين بزهور أرجوانية الصورة كانت تحويه أصغر سنا بابتسامة طفولية جاوره ذلك الشخص التي كانت ابتسامته أكثر طفولية بالرغم من أن الفارق السني بينهما كبير تجمعت الدموع في عينيه ليخفي وجهه دخل النسيم الهادئ للغرفة ليخفف الحزن الذي ملأ قلبه ليقول في نفسه: أشتاق إليك كثيرا عمتي فينوس
تحركت ستائر غرفته مع مشاعره المدفونة في قلبه طرق باب غرفته لتدخل ليندا و تقول: ويليام ألديك ما تفعله الآن؟ سأخرج برفقة والدك قليلا لذا هل بإمكانك الاعتناء بلارا؟
نظرت إليه لتستغرب وضعيته تلك تقدمت للسرير لتضع لارا على السرير وقفت خلفه لتنظر لوجهه الذي دفن بين ذراعيه تعجبت ذلك لتقول: ماذا حدث ويليام؟ أتشعر بالمرض؟
قال ويليام بصوت خنقه شدة البكاء: أنا بخير أمي لا تقلقي بشأني
قالت ليندا: أكنت تبكي ويليام؟ ماذا حدث؟
لم يجبها بأي شيء فقد عرف بأن قناعه قد كشف حاول الوصول لذلك القناع الهادئ لكنه لم يعد له وجود دخل سام ليرى ذلك الجو الغريب أشار لها ليعرف ما يجري لكنها لا تعرف اقترب سام منه ليقول له: ماذا هناك بني؟
قالت ليندا: عزيزي لو هناك شيء يزعجك أخبرنا به رجاء
قال ويليام: أنا حقا بخير لا تقلقا بشأني
قال سام: صوتك لا يبدو بخير
صمت ويليام اقترب سام منه ليرفع وجهه تفاجآ بالدموع العالقة في عينيه أبعد عينيه عن عينيّ والده المتسائلتين وجهه احمر من شدة البكاء الحزن يتربع في كل تقاسيم وجهه الوسيم حملت ليندا لارا و غادرت الغرفة و القلق يملأ صدرها التقت بها آن لتقول لها بابتسام مبعدة الشرود و القلق البادي على وجهها: ألم تغادرا بعد؟
قالت ليندا: سوف نؤجل ذلك ليوم آخر يبدو أن ويليام لديه بعض المشاكل
قالت آن: ماذا؟ أهو بسبب التؤامين؟ لقد كانا يضايقنه منذ وقت قصير
قالت ليندا: لا أعلم بعد سام معه الآن لذا لا تقلقي
قالت آن: أتمنى أن ينهي الأمر سريعا
ابتسمت ليندا لها لتذهب كل منهما في طريقها عند ويليام الذي واجه سام الجالس على سريره لا يريد الحديث عن الأمر لكن سام يريد معرفة ما يزاحم قلبه الحنون ليقول: أهو أمر متعلق بإيف؟
هز رأسه نافيا ليتنهد سام و يقول: إذا أخبرني ماذا هناك ويليام؟ أنا لا أستطيع معرفة ما يحزنك إن لم تتحدث عنه تعرف بأنني لست كفينوس
انتبه لردة فعله الحزينة لنطقه باسم شقيقته المتوفاة منذ فترة طويلة نهض ليقترب منه أمسك بوجهه الحزين الذي أوشك على البكاء ليقول: أعرف بأنك تفتقدها كثيرا ويليام لكن ما بيدنا حيلة لا نستطيع إعادتها للحياة مجددا لذا عليك أن تتأقلم مع هذا
فاضت مشاعره مع تلك الدموع التي غلفت عينيه من جديد احتضنه سام ليجعل لتلك الدموع المتألمة مأوى غادر غرفته ليقول في نفسه: أتمنى أن تتعايش مع هذا حقا ويليام بالرغم من صعوبة الأمر
ابتسم للدموع التي ظهرت في عينيه أخبر ليندا بالأمر لتشعر بالحزن لابنها اللطيف في المساء عند مارتن الذي كان في طريق عودته للمنزل انتبه لكبير الخادم الذي اتجه للشخص القريب من أصيص الأزهار قرب المدخل ليقول في نفسه: ماذا تفعل إيف هنا؟ و ماذا يجري معها؟
أكمل طريقه عابرا بوابة المنزل السوداء الكبيرة ليفاجئ بنظرات إيف المتفاجئة و السعيدة برؤيته التي وقعت عليه نهضت لتسرع الخطى في اتجاهه أوقفه ذلك عن المسير باستغراب منتظرا وصولها وقفت أمامه لتلتقط أنفاسها رفعت رأسها لتنظر إليه بتلك الابتسامة المرحة بادلها الابتسام بشيء من الدهشة و استغراب ليقول: ماذا تفعلين إيف؟
قالت إيف و هي تحضتنه بمرح شديد: لقد كنت قلقة من كون مكروه حدث لك لكنك بخير الحمد لله
قال مارتن بمرح: و لم كل هذا القلق؟ لقد أخبرت ألبرت بأنني سأطيل الغياب
قالت إيف: لكنك أخذت وقتا طويلا للغاية في العودة لقد كان المنزل مملا بدونك
نظر إليها باستغراب ليبتسم لها لاحقا عادا لداخل المنزل و هما يتحدثان بمرح شديد التقيا بتوماس المنزعج من رؤيتهما يضحكان معا بتلك الطريقة السعيدة للغاية ليقول بشيء من الانزعاج: أهلا بعودتك مارتن
قال مارتن: ماذا هناك؟ لم أنت غاضب؟
قال توماس محاولا إخفاء نار غضبه خلف ابتسامة مجبرة: أنا لست غاضبا أبدا فقط منزعج قليلا من رؤيتك مع إيف بهذه الحميمية
قالت إيف: و لم قد يزعجك هذا توماس؟
زاد سؤالها نار الغضب حطبا ليشتعل توماس شعر مارتن بالارتباك و الخوف من تلك النظرات ليضحك بارتباك شديد ليقول: لا تقلق فأنا لا أنظر إليها بهذه الطريقة
قال توماس: إذا فسر لي سبب إمساكك ليدها بتلك الطريقة
نظر مارتن ليديهما المطوقتان ببعضهما و استرق نظرات مرتبكة لتوماس الذي يستعد للانقضاض عليه كوحش ثائر قالت إيف: ما زلت لا أفهم سبب انزعاجك توماس أليس من المفترض بأن نكون قريبين؟
قال توماس بدهشة من سؤالها: ماذا؟ بالتأكيد لا يفترض ذلك إيف ما هذا السؤال؟
قالت إيف: لكنه شقيقك أليس كذلك؟
فهم توماس قصدها توا ليتنهد باستسلام و يبتسم لها بمرح شديد تبدلت تعابيرها المستفهمة لأخرى طريفة ليشعر مارتن بالارتياح لحل سوء الظن بتلك البساطة حاول الابتعاد عن إيف بهدوء لكنها لم ترد الابتعاد عنه حاول الاستفسار بتلك النظرات الموجهة إليها لترسم ابتسامة طفولية بريئة على وجهها لتقول بلطف: لا أريدك أن تختفي من أمامي مجددا
قال مارتن: حقا لن أذهب لأي مكان
قال توماس: لقد بدأت أعتقد بأن إيف تحبك أكثر مني مارتن
قال مارتن: بالتأكيد هي لا تفعل أليس كذلك إيف؟
قالت إيف بمرح: مارتن مكانته مختلفة في قلبي فهو دائما موجود عندما أحتاج شخص بقربي كما أنه لطيف للغاية
شعر مارتن بشرارات نظرات توماس تصيبه مع كل كلمة قالتها إيف لفت هدوئها النظر إليها ليجدا تلك الابتسامة الجميلة مترسمة على وجهها اللطيف ذو الملامح الطفولية بعد قولها: مارتن شخص عزيز للغاية كأخي الأكبر الذي لم أحظى به قط
هدأت الأجواء بين التؤامين بعد تلك الابتسامة الساحرة عادت إيف لغرفتها ليبقيا وحدهما تنهد توماس ليقول: يبدو أنني كنت أغار منك للاشيء حقا كم أنا مغفل
قال مارتن: حقا هي لم تتغير أبدا
قال توماس: أقالت لك شيء كهذا من قبل؟
قال مارتن: أجل عدة مرات عندما لم تكن موجودا
نظر توماس إليه بشيء من الانزعاج لتتحول لابتسامات لطيفة لاحقا ذهب كل منهما لغرفتهما عند عائلة هايلون الذين كانوا يودعون عائلة روي التي قدمت للزيارة قالت ليزا: لم أرى ويليام هذا اليوم أهو خارج المنزل؟
قال ليو: حقا ذلك الشاب يذكرني بفينوس كثيرا بالرغم من أن شخصيتيهما مختلفة
قالت ليندا: هو فقط لا يشعر بخير
قالت جوليا: ربما يجدر بي إلقاء نظرة عليه
قال سام: لا تقلقي سيتحسن قريبا
قالت ليزا: أرسلا له تحياتي إذا نراكم لاحقا
غادروا بعد إلقاء التحية قالت فانتين: حقا ما به ويليام؟ لقد سمعت بأنه قد غضب من التؤامين بشكل مفاجئ
قال سام: لا تقلقي يا أمي
قال والد لويس: الأمر متعلق بفينوس صحيح؟
قالت والدة التؤامين: بالتأكيد هو اجتاز تلك المرحلة
قالت ليندا بشيء من الحزن: للأسف لم يفعل فإيف تذكره كثيرا بها
قالت كاثرين: لقد شعرت بذلك منذ البداية منذ سماعي بقصة اختفائه
قالت آن: أعرف ما يعانيه تماما
صمت الجمع الواقف هناك كان ويليام قد سمع نصف أحاديثهم عاد لغرفته ليعزل نفسه فيها محتضنا صورة عمته الغالية على قلبه تارك الهواء الخريفي المسائي بالدخول لغرفته بحرية تامة سامحا لذكرياته بالتجول معه عادت الدموع لتسيل على وجنتيه المحمرتين و يقول: آسف لكنني لا أستطيع الوفاء بوعدي لك عمتي
شد على تلك الصورة ليقربها من صدره أكثر لتتساقط دموعه عليها مضت أيام دون خروج ويليام من غرفته أو رؤيته لأي شخص عزل نفسه عن العالم المحيط به منفردا بأحزانه في أجواء غرفته الحزينة عليه حتى مساء ذلك اليوم الذي طرق فيه باب غرفته لم يهتم بالإجابة لذلك الشخص أو لمعرفة من يكون رفع رأسه لينظر للباب بعد شعوره بحضور مختلف يقف هناك ليسمع والده يقول: ربما عليك القدوم في وقت آخر فأنا لا أعتقد بأنه سيتحدث إليك الآن
نهض من مكانه مقتربا من الباب ليسمع صوت خطوات تبتعد عن الباب لكن ظلا لشخص ما لا يزال يقف بانتظار هناك اقترب أكثر من الباب وضع يده على المقبض ليفزع من طرق الباب المفاجئ ليقول ذلك الشخص: ويليام هذه أنا إيف هل بإمكاننا التحدث قليلا؟
توسعت حدقتا عينيه بصدمة أنزل رأسه بهدوء ليفتح الباب نظرت إليه بتلك الابتسامة رغم التعابير الحزينة التي علت وجهها أفسح لها المجال لتدخل لغرفته المظلمة و الباردة قليلا أغلق الباب خلفه ليقترب من حيث وقوفها و يجلس على طرف سريره منتظرا أيا ما ستقوله قربت الكرسي منه لتجلس عليه نظرت إليه لترى معالم الحزن على وجهه هزل جسده و تغير لون بشرته فتحت شفتيه لتقول: لقد سمعت بالأمر من جديك يبدو أنني أزعجك كثيرا ربما ما كان يجب عليّ الظهور في المرتبة الأولى
نظر إليها بصدمة من كلماتها ليقول لها: الأمر ليس كذلك أبدا كل ما في الأمر أنني.... أفتقد عمتي كثيرا
قالت إيف: ما زلت أرى بأنني مخطئة فبسببي هي لم تعد بقربك بسبب سذاجتي دفعت هي حياتها لشخص مثلي
تساقطت الدموع على كفيها المقبوضتين على ثوبها الأسود المتوسط الطول المنفوش بلا أكمام زين حواف صدره بزهور أرجوانية متوسط الحجم بطبقة مخرمة منقوشة لتقول: لقد سرقت كل شيء منها لم أستطع منعها لقد كنت أنانية
انتبه ويليام لحزنها الشديد و تألمها لتظهر دموعه على عينيه و مشاعره على سطح وجهه لتتقول إيف: أنا آسفة أنا آسفة حقا ويليام
اقتربت منه لتأخذه بين أحضانها الدافئة الحزينة لحال كليهما أحاطها ويليام بذراعيه ليشاركها بذلك الحزن الذي ألم بصدرها بقيا على تلك الحال لفترة من الزمن تركها ليشعر بالدفء المنبعث منها المماثل لعمته الراحلة قال ويليام: عمتي إيف هل بإمكاني القدوم لزيارتك في أي وقت؟
قالت إيف بمرح: أجل بالتأكيد دائما مرحب بك
قال ويليام: ألن يمانع العم توماس ذلك؟
قالت إيف: لا أعتقد ذلك بإمكانك أيضا القدوم برفقة ماري أيضا
شعر بوجنتيه تحمران خجلا لتبتعد عنه و تحدق بعينيه السعيدتين المحمرتين اللتان لا تزالان تحملان بعض تلك الدموع محتها بسبابتها لتقول: لا أريد رؤيتك حزينا مجددا ويليام و إلا فسأنتحر حقا
قال ويليام: لن أحزن مجددا بما أن العمة إيف معي دائما
أمسكت بيديه بمرح شديد مع تلك الابتسامة اللطيفة تحدثا قليلا لتغادر غرفته بعد خلوده للنوم أغلقت الباب بهدوء لتبتعد تلك الابتسامة عن وجهها شعرت بالدموع تطرق أبواب عينيها لتغطي وجهها بكفيها و تقول بصوت منخفض: أنا هي الأسوأ بالفعل
لم تستطع حبس تلك الدموع أكثر داخلها شعرت باقتراب شخص منها لكنها لم تستطع النظر إليه بوجهها ذاك ليقول لها: لم أتوقع رؤيتك هكذا إيف بعد كل الضحكات التي سمعتها من قبل
قالت إيف: آسفة لكنني لا أستطيع التعامل مع الأمر بنفسي
ابتسم ذلك الشخص ليقول لها: أتريدين رؤية صور لها؟ أقصد أختي
التفتت إليه لترى آرثر يبتسم لها بلطف مسحت دموعها لتوافق على ذلك أخذها لمكتبة المنزل وقف أمام إحدى الرفوف الطويلة ليحمل كتابا طويلا من بين الكتب وضعه على الطاولة أمام إيف ليفتحه صدمت إيف كثيرا فهذه المرة الأولى التي تراها فيه الشبه الكبير بينهما أنزل تلك الدموع من وجنتيها لترى ذلك الشخص المبتسم بسعادة برفقة أشخاص أحبوه كثيرا جعلت حزنها أكبر و ألمها أفظع شعرت بقلبها يتهاوى داخلها لتقول: لقد أخذت منكم شخصا رائعا كهذا أي قلب أحمل أنا؟
قال آرثر: الأمر ليس غلطتك فلدينا شقيقة تقدم الآخرين على نفسها كما أنها مغفلة بعض الشيء
قالت إليزابيت بعد ضحكة خفيفة: ربما نتشابه في هذا أيضا
قال آرثر: لا أعتقد ذلك فهي مغفلة من الدرجة الأولى
ضحكا بمرح شديد على تعليقه ذلك حدقت إيف بصورتها كثيرة خاصة تلك التي كانت فيها برفقة شاب ما و مولود صغير بين ذراعيها ليقول آرثر: هذا زوجها و ابنها لم تحظى بوقت طويل معهما فقد قتلا من قبل بعض الأشخاص المزعجين
قالت إيف: من عائلة وارس أليس كذلك؟ ربما ما كان عليّ التورط معهم
قال آرثر: لقد أحبت ذلك الشخص كثيرا بقيت لفترة طويلة مكتئبة بشأن وفاته و لا أعتقد بأنها قد تخلصت من ذلك
قالت إيف: يبدو شخصا لطيفا و مسالما لقد انتبهت توا بأنه تؤام روي يبدو أنني قمت بشيء لا يغتفر لا أصدق ذلك
لمح آرثر الحزن المخفي خلف كلماتها الأخيرة نظر لصور شقيقته في ذلك الألبوم الوحيد ذو الصور القليلة لطالما أراد التقاط الصور لها لكن صحتها لم تسمح لها بالظهور كثيرا ابتسم بلطف لتلك الصور ليقول: يمكنني اعطائك نسخة إن أردت
قالت إيف: أتمنى ذلك لكنني لا أريد زيادة الصدع في قلبي
قال آرثر: أظن ذلك أيضا
ابتسم لها غادرا المكتبة مع أحاديث صغيرة و ضحكات طريفة ليلتقيا بالخادمة التي أتت إليهما لتقول بعد انحناءة احترام: لقد أتى السيد توماس ليعيدك للمنزل
قالت إيف: ماذا؟ هل تأخر الوقت لهذا الحد؟
قال آرثر: ربما هو قلق و حسب
قالت إيف: حسنا سأغادر أراك لاحقا
أسرعت بالسير بعيدا عنه خلف الخادمة التي أرشدتها لباب المنزل التقت بتوماس لتبتسم له بمرح شديد ارتمت بين أحضانه فورا لتبتسم له بسعادة و تقول: الوقت لا يزال مبكرا لم أتيت؟
قال توماس: ماذا تقصدين بالوقت المبكر؟ الساعة الآن الثانية صباحا
قالت إيف: البقاء هنا أمتع من المنزل لا أريد العودة
انتبه توماس لارتجاف يديها الممسكتين بقميصه الأزرق القاني نظر إلى وجهها ليراه محمر يحمل تعابير حزينة مخفية خلف تلك الابتسامة المرحة و الدموع تحاول الاختباء داخل عينيها وضع يده على رأسها ليجبرها على الالتصاق بصدره ليقول لها: لنعد للمنزل إيف فهذا المكان لا يناسبك
قالت إيف: أريد البقاء بقربه توماس لذا لا تقل هذا الآن
قال توماس بعد تنهيدة صغيرة: أستكونين بخير وحدك؟
هزت رأسها بالإيجاب ليحدق بعينيها الكاذبتين يعرف تماما بأنها لن تكون بخير وسط أشخاص لا تعرفهم جيدا أبعدها عنه ليقول: حسنا إذا سوف أتركك هنا لكن لا تطيلي الغياب ربما أفقد أعصابي و أقتل مارتن
ضحكت بمرح شديد ليبتسم و يغادر صعد السيارة التي أتى بها لينظر إليه مارتن باستغراب لتلك الملامح الحزينة المنزعجة ليقول: لم لم تحضر إيف معك؟
قال توماس: لا تريد العودة الآن سوف ننتظر لفترة أطول
قال مارتن: ماذا؟ لماذا تفعلين هذا بي إيف؟ سيقتلني هذا الشخص بالتأكيد
انتظر مارتن ردة فعله ليراه شارد الذهن يحدق بالسماء المليئة بالنجوم اللامعة ذلك المنظر الجميل على عينيه الهادئتين قال له: أحدث شيء ما بينكما توم؟
قال توماس: لا لم يحدث أي شيء
قال مارتن: تعرف بأنك لا تستطيع الكذب عليّ
صمت توماس لفترة من الوقت ليقول: أظن بأنها لا تريدني بقربها ربما ذلك الشاب قد أسر قلبها أكثر مما فعلت ربما من الأفضل ألا أقف في طريقها
قال مارتن: بعد كل هذا الوقت الذي قضيتماه معا تعتقد ذلك؟ سوف تبكي إيف لو سمعتك تقولها
قال توماس: إذا لم هي تريد البقاء بقربه هكذا؟ لماذا تتحدث عنه دائما كما لو أنه كنز تخشى ضياعه؟ أنا لا أحب ذلك أبدا لا أريدها أن تتحدث عن شخص آخر بتلك الطريقة
لم يستطع توماس منع نفسه أكثر أراد منعها من البقاء لكنه لم يستطع تنهد مارتن و قال: سوف تكرهني إيف بالتأكيد لإخبارك بالأمر لكن يجب أن تعرفه حتى لا تذهب و تنتحر بسبب شيء كهذا
نظر توماس إليه باستغراب شديد ليقول: ماذا تقصد؟
قال مارتن: تلك اللعنة التي ألقتها إيف أفقدتها حياتها لكن بسبب فتاة من عائلة هايلون تدعى فينوس تشبهها كثيرا و هي عمة ويليام المقربة إليه كثيرا أعطت روحها لإيف لتعود إليك من جديد
نظر توماس إليه بشيء من عدم التصديق و الصدمة حاول التفكير في الأمر أكثر ليقول: أتقصد بأنها الآن تشعر بالذنب لذلك تحاول البقاء بقربه؟
قال مارتن: حمدا لله لقد وصلتك المعلومة
قال توماس: تعرف كل هذا و لم تخبرني به؟ أي شقيق تؤام أنت؟ لا أصدق بأنك أخفيت أمرا كهذا عني
قال مارتن: لقد وعدت إيف بألا أخبرك أبدا لكنني فعلت أتظن بأن هذا يجعلني أفضل أخ تؤام؟ لا أصدق بأنني فعلت هذا بها
تنهدا معا بانزعاج لينظرا لبعضهما و يضحكا بمرح شديد عادا للقلعة ليناما بهدوء في الصباح الباكر استيقظ ويليام ليستحم و يبدل ثيابه وقف بالقرب من النافذة ليتنشق هواء الصباح العليل الذي أعاده للحياة سعدت العصافير برؤيته لتبدأ تزقزق بسعادة بالغة نظر للحديقة ليلقي التحية على الأزهار الجميلة ليرى إيف تجلس بقربها تعجب ذلك ليغادر غرفته و ينزل الدرجات سريعا وصل للحديقة ليراها لم تغير مكانها اقترب منها بمرح شديد ليقول: صباح الخير عمتي إيف
التفتت إليه لتقول بمرح: صباح الخير ويليام سعيدة برؤيتك تبتسم مجددا
اتسعت ابتسامته ليجلس بقربها و يخبرها عن الأزهار التي قام بزراعتها أشار لتلك الزهرة الأرجوانية ليقول: هذه كانت زهرة عمتي المفضل إنها جميلة للغاية
قالت إيف: أجل إنها كذلك تشبهكما لحد كبير
قال ويليام باستغراب: أرأيتي عمتي؟
قالت إيف: لقد أراني عمك الصور الخاصة بها
تحدثا معا مطولا و تجولا قليلا في المنزل حتى التقيا بالتؤامين اللذين قالا بمرح شديد: صباح الخير عمة إيف
شعرت بالارتباك و الخوف يجتاحها حاولت الرد عليهما لكن التردد عقد لسانها قال أليس: حقا هذا ليس عادل عمة إيف لم ويليام الشخص الوحيد من بيننا تتحدثين إليه بشكل طبيعي؟
قال أليكس: ألأنه أوسم منا أم لأنه أصغر سنا؟
قال ويليام: توقفا عن هذا أنتما تربكاها أكثر
قال التؤامان: لا تتدخل أنت
قالت كاثرين التي قدمت توا: مرحبا صباح الخير آه إيف اعتقدت بأنك رحلت
قالت إيف بارتباك: سأرحل في الظهيرة لن أطيل البقاء
قالت كاثرين: ماذا تقولين عزيزتي؟ سيكون كل شيء على ما يرام لا تهتمي بهذان المزعجان يجبان إخافة الجميع بالتأكيد
قال التؤامان: ليس أنت أيضا خالة كاثرين
ضحكت عليهما بمرح شديد أمسكت بيد إيف لتصاب بالارتباك و الصدمة كثيرا سارت خلفها كالرجال الآليين ليضحك التؤامين عليها باستمتاع شديد توجهوا لغرفة الطعام ليتناولوا الطعام جميعا كانت إيف تستمتع بذلك المنظر بهدوء الحيوية و النشاط الذي كانت عائلة هايلون تبديه أشعرتها بالسعادة البالغة انتبهت فانتين على عدم تناولها أي شيء لتقول: ماذا هناك إيف؟ لم لا تتناولين أي شيء ؟ ألم يعجبك الطعام؟
أربكتها تلك الأسئلة المتتالية و النظرات التي توجهت نحوها في ذلك الهدوء المخيف المفاجئ أنزلت رأسها بهدوء لتقول: أنا لست جائعة هذا فقط
قالت إليسيا: ما الذي تقولينه؟ عليك تناول الكثير فجسدك يبدو هزيلا للغاية
قالت آن: حقا عليك ذلك لأجل صحتك أيضا
قال والد التؤامين: توقفن عن إزعاجها يكفي أنها لا تشعر بالارتياح لذا لا توترنها أكثر
قالت إيف: الأمر فقط بأنني غير معتادة على هذا
قال سام: لا بأس بهذا نحن نتفهم الأمر
ابتسم لها بمرح شديد لتعود الأحاديث و يكملوا وجبة الإفطار الأفراد المشغولون توجهوا لأشغالهم باختلاف أنواعها جلست إيف برفقة ليندا التي تحمل لارا و تلاعبها كانت تحدق بهما بشيء من السرور لتقول ليندا: شكرا لك لمساعدة ابني إيف لقد كنت قلقة للغاية
قالت إيف: لا داعي للشكر فهذا واجبي
ابتسمت لها بمرح شديد لتبادلها الابتسام نظرت لارا إليها لتمد يديها في اتجاهها و تبتسم بمرح لتقول: فين.... فينوس... عمة فينوس أريد
تعجبت كلتاهما من الاسم الذي أطلقته لرؤيتها لتبتسم ليندا لها بمرح و تقول: هذه العمة إيف ليست العمة فينوس أتودين الذهاب إليها؟
قالت لارا: عمة فينوس
ابتسمت إيف لها بشيء من الحزن لتنهض و تحملها كانت لارا سعيدة بين ذراعيّ إيف ظهر سام ليقول: ليندا سأذهب الآن و قد لا أعود باكرا
انتبه لصوت لارا السعيد و المرح بين أحضان إيف ليصاب بإحباط شديد و يقول: حتى إيف !لماذا لا تحبين أباك لارا؟ ماذا فعل بابا لك؟
لم تسمع لارا ما قاله والدها الحزين لعدم رغبتها به ضحكت ليندا بمرح شديد لتقول: يجدر بك الذهاب الآن عزيزي نراك لاحقا
غادر سام الشرفة و تلك السحب السوداء تسير فوقه بتزامن قالت ليندا: إنها لا تحب البقاء برفقة والدها كثيرا لذلك هو يشعر بالإحباط
قالت إيف: ربما ما كانت لتأتي إليّ إن لم أشبه فينوس
لمحت ليندا بعض الكلمات الخفية خلف الهدوء المفاجئ الذي صاحب وجهها أتت الخادمة لتقول: صباح الخير أرجو المعذرة لقد حضر السيد مارتن وارس و هو يريد الحديث إليك آنسة هايلون
نهضت إيف لتعيد لارا لوالدتها تفاجأت ليندا من السعادة البالغة التي ظهرت على وجهها لتقول في نفسها: أليس من المفترض أن تظهر هذا الوجه أمام توماس فقط؟
الدهشة لا تزال تسكنها عند إيف التي أسرعت في الذهاب لحيث يقف مارتن فتحت الباب على عجل لترتمي بين أحضانه فور رؤيته ليبتسم لها بمرح شديد عانقها هو الآخر ليقول: صباح الخير إيف يبدو أنك سعيدة للغاية برؤيتي
قالت إيف: أجل سعيدة كثيرا لرؤيتك مارتن
ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هل استمتعت ببقائك هنا؟
قالت إيف: إنهم مرحون للغاية لكنك تعرف
قال مارتن: لا يوجد شيء مخيف في هذا عليك الاستمتاع بوقتك قدر ما تستطيعين
قالت إيف: أريد العودة للمنزل مارتن
قال مارتن: هذا ما أتيت لأجله فأخي لم يحتمل فكرة ابتعادك عنه فترة أطول
أحرجها كلامه لتبتعد عنه ضحك عليها بمرح شديد ليزيد احراجها أخبر عائلة هايلون الموجودون بأمر رحيلها ليودوعها بتلك الابتسامات السعيدة عادت لمنزلها برفقة مارتن و هي تروي له ما حدث معها هناك حتى وصلا دخلت المنزل سريعا تريد رؤية توماس تعجبت عدم قدومه لاستقبالها لتسأل كبير الخدم قائلة: أين هو توماس؟ أهو مشغول بشيء ما؟
فتح شفتيه ليقول لها شيئا ما لكن سرعان ما أقفله بعد رؤية إشارات مارتن التي طلبت عدم إخبارها بأي شيء ليقول لها: السيد توماس مشغول بعمله لذا هو لن يعود للمنزل الآن
قالت إيف: حقا؟ حسنا سأذهب لغرفتي
بدا الاكتئاب على وجهها لتصعد الدرجات لغرفتها تنهد مارتن بارتياح شديد ليقول: يجب ألا تعرف إيف بالأمر أبدا حاول قدر المستطاع بألا تذهب لغرفة توماس أخبر الجميع بذلك
قال كبير الخدم: أجل سيدي سأفعل ذلك فورا
غادر كبير الخدم ليجمع الخدم و يخبرهم بالأمر صعد مارتن الدرجات ليتوجه لغرفة توماس طرق الباب قبل دخوله ليراه لا يزال مستلق على السرير كما تركه اقترب منه ليبدل له الكمادة التي على جبينه فحرارته مرتفعة بشكل مخيف جلس بالقرب منه ليقول: أتمنى أن تتحسن سريعا توماس
فتح توماس عينيه لينظر إليه ابتسم له ليقول: صباح الخير توماس أتشعر بتحسن الآن؟
قال توماس: أشعر بأنني سأموت قريبا
قال مارتن: توقف عن المزاح فهذا ليس وقته ثم أن إيف قد عادت للمنزل لكنني لم أخبرها بأمر مرضك
قال توماس: خيرا ما فعلت فأنا لا أريدها أن تقلق عليّ بلا سبب
ابتسم مارتن له ليعطيه بعض الأدوية ثم يدعه يرتاح غادر غرفته ليتنهد سار في الممر و تعابير القلق تعلو وجهه توجه لغرفته ليرتاح قليلا فهو لم ينم طيلة الليل بسبب مرض أخيه المفاجئ مضى باقي اليوم على خير

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بصحة جيدة و عافية أحبتي آسفة لتشويقكم كل هذا الوقت و تأخري عنكم لكن كما وعدتكم أحداث رائعة و جميلة أليست كذلك؟ حسنا ليس لديّ تعليق لهذا الفصل أي لا ثرثرة استمتعوا بها حتى الفصل القادم في أمان الله و حفظه




 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ألماسي | ما الحقيقة مع نوره ؟ جلنار | Gulnar كوكب الرعب 24 06-29-2022 09:23 PM
لعنة الذهب _أقصوصة قصيرة_ ᏉᎬᏁᏌᏚ قصص قصيرة 3 04-06-2022 06:15 AM
لعنة يوزانا|curse of yozana فِيرمُوثّ روايات الانمي_ روايات طويلة 11 07-01-2020 06:57 PM
أقرب إلى الخيال من الحقيقة ألكساندرا قصص قصيرة 3 04-30-2020 02:33 PM
~ قدر مخطوط على صفحات الزمن ورده المودة روايات الانمي_ روايات طويلة 23 03-04-2020 07:39 PM


الساعة الآن 12:45 PM