|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-10-2020, 02:47 PM | #11 |
البارت الخامس البارت الخامس . . . . . بعد أن وصلت إلى المنزل ، لم تتردد في إطلاق العِنان للبكاء حتى شعرت بالدوران في رأسها ونامت نومة طويلة بعد أن بذلت كل هذا الجُهد ، هي لم تبكي لأنها أُجبرت على أن تشهد على هذه الصرخات والبكاء والدموع والشعور بالإختناق لا هي بكت خوفًا من الفقد والحرمان والموت! بكت خوفًا من أن تفقد أختها فجأة تحت ظلّ هذه الرجفات والرعشات المستمرّة فقدت حنان والدتها في وقت هي في أشد الحاجة إليها ولن تنكر جهود خالتها في سد هذه الفجوات التي تُشعرها بالنقص ولكن الجازي كانت تُغدق عليها بالكثير من الأشياء التي فقدتها بعد هذا الزواج الذي توّج بهذا الابن الذي ظننته سيكون سببًا في موت أختها! جميعنا سنموت في الوقت وفي اللحظة التي كُتِبت وقُدّرتْ لنا ولكن أن ترى شخصًا يعز عليك يتجرّع مرارة الموت ويحاول محاولته في النجاة منه سيكون أمرًا مرعبًا بالنسبة إليك ويعتبر فوق طاقتك في تحمله وفي تقبله ايضًا! لا تدري كم مضى عليها وهي تنظر لتخطّف ألوان وجه اختها ولا تدري كيف لم تستطع أن تخرج من ذلك المكان حينما بدأت اختها تأن بأنين موحش وبارد وصوتها يتردد في أرجاء الغرفة المخيفة بذكر الله وباشتياق تصرخ في لحظة ضعف لوالدتها هذا الأمر جعلها تقف أمامها بلا حول ولا قوة! شيء لا تستطيع وصفه لا بكلمات ولا حتى بأحرف لذا استسلمت لنوبة الجنون التي دخلت فيها ، استسلمت لخوفها من الموت وبكت لا تريد أن تشهد على موت اقربائها وبالأخص احبائها فهي لا تملك الطاقة الكافية في تحمل عواصفهم وأنينهم وآلامهم الذي يُشعرها بالذعر والعجز! بعد كل هذه العواصف التي عصفت بها وبنفسيتها قرّر أخيها أن يطمئن عليها لذا دخل فجأة غرفتها فرأى جسدها يرتعش وقلبها في تلك اللحظة يرجف خوفًا من الفراق! فعلم أنها بحاجة ملحة لإبرة الأنسولين فحقنها بها ونامت دون شعور! وبعد مضي وقت طويل جلست ، وهي تشعر بصداع عارم لرأسها نظرت لساعة الحائط المقابلة لسريرها وشهقت: ااااف نمت كل هالوقت ..... ثم نهضت من على السرير وتوجهت للخلاء استحمت سريعًا وخرجت للغرفة لتجفف شعرها وبعد أن جففته قضت صلاة المغرب والعشاء ثم خرجت من الغرفة وكان المنزل هادىء تثاءبت ونزلت للطابق الارضي وخَطت بخطواتها ناحية المطبخ وتوقفت حينما سمعت صوت: وش هالنوم يا خيشة النوم سحبتيها نومه من العصر لذا الحين ....مستوعبة الحين الساعة تسع الليل ولا لا؟ نظرت إليها بوجه خالٍ من التعبيرات مسحت على شعرها وهي تقول: هلا شيخة.....وش مجيّبك انتي؟ شيخة نهضت لتردف مازحة: والله ما تستحين على وجهك.....هذا بدل ما ترحبين بوجودي تستنكرينه هااا...... ضحكت نوف هنا وهي تمسح على وجهها: ههههههههههههه والله مو رايقه لك يا بنت العم....تعبانة مرا.... شيخة مسكت يدها ومشت معها لناحية المطبخ: وشفيك يا حظي؟ نوف حكّت جبينها وبهدوء: اليوم اللي صار خلاني اعيش خوف ورعب.....من إني اجرب شي اسمه ولادة.... شيخة شهقت لتردف وكأنها تذكرت أمرًا: هاأأأأ.....ذكرتيني تدرين أمي لم قال لها خالد انك دخلتي مع الجازي غرفة الولادة وش سوت..... نوف سحبت الكوب وسحبت الغلّاية لتسكب الماء الدافىء بداخله لعمل قهوة تركية سريعًا: وش سوت؟ شيخة ضحكت: هههههههههههههههه سفلت فيه وفي بندر وقامت تصارخ كيف رضيتوا تدخلونها.....وعيب .....وبكرة تتعقد البنت ومن هالكلام....وهي مستمرة في الحكي لين قال ابوك لها...... الجازي طلبتك وما رضى يرفض طلبها.... ثم قفزت لناحيتها بطريقة عربجية جدًا!: المهم وصفي لي شعورك وقولي لي وش شفتي؟ نوف رمقتها بنظرات: والله أنك رايقة ..... شيخة بفضول : تكفين عاد تعالي قولي لي ...غردي.... نوف ابتسمت بتعب: ما شفت اللي تبيني اقوله......بس شفت الموت يا شيخوه......شفت وجه أختي وكيف تصارع الموت وتبي الحياة.....واصلا كانت حريصة اني ما التفت....فما شفت شي....غير وجه الجازي... شيخة بمزح : حسافة.... فضربتها نوف على جبينها لتردف: وربي منحرفه انتي ......بس لم طلعت حسيت بقرف ......وريحة الدم وصلت للنخاع.....وكأني استوعبت...إني حضرت معها ولادتها.... شيخة تبعت نوف بعدما أن خرجت من المطبخ وجلست على الكنبة فجلست بجانبها: اهم شي سلامة الجازي الحين ثم انتبهت لنوف وهي تبحث عن شي ما فاردفت: وش دورين؟ نوف: الريموت.... شيخة تحدثت: ما نبي تلفزيون....وتراني صار لي وقت من جيت بيتكم وجوعانه كنت انتظرك تجلسين عشان نطلب.... نوف واستوعبت الأمر: صدق من جابك؟....ووين الباقي.... شيخة اسندت نفسها على الكنب: الكل راح للجازي....مو الكل...بس اخوانك وابوك عندها وامي.....وانا جابوني عشان اظل جنبك....وكذا.... نوف ارتشفت من قهوتها : زين جيتي.....عشان نفلها... شيخة ابتسمت بخبث: اخيرًا طلعتي من الكآبة.... نوف كشت عليها: وربي للحين قرفانة من الموضوع بس أحاول انسى .... شيخة : شرايك نسحب على المدرسة بكرا ونسهر مع بعض... نوف ابتسمت: ما قول لا.....اصلا كذا ولا كذا ما بروح بكرا... شيخة تربعت على الكنب ثم تحدثت: أي عشان نسولف.....وابي اقول لك شي.... نوف وضعت الكوب على الطاولة الزجاجية وجلست بنفس طريقة شيخة لتصبح مقابلة لها: وش صاير بعد؟ شيخة بللت شفتيها : حزّري و فزّري نوف ضربتها على فخذها: خلصي علي ولا تمددين بالسالفة ... شيخة مسحت على مكان الضربة: وجع وش هاليد .... نوف أدارت عيناها كالمغشي عليه: خلصيني وجع تكلمي؟ شيخة أبعدت شعرها للوراء: بس أوعديني ما قولين لأحد لا لاخوانك ولا حتى بينك وبين نفسك.... نوف : الله واضح الأمر كبير....وش مهببه يا تبن.... شيخة عبست بوجهها: انخطبت...مو انخطبت بس .... نوف بصوت عالي: فهمنا فهمنا والله.....طيب ليش تقولينها بزعل .... شيخة انتفض قلبها هنا خوفًا مما هو آتٍ: انتي تعرفين ليش... نوف بجدية: وربي انك غبية وبضيعين نفسك ....عشان الخبل اللي تحبينه ....انا ابي اعرف مَن؟ .....عشان احكم يستاهل هالحب ولا.... شيخة حكت جبينها وبتشتت وتوتر: احسن لا تعرفينه.... نوف بتهديد: بيجي يوم واعرف....بس وربي انك خبلة تنتظرين واحد بس يوعدك ولا يوفي.....وواضح ماخذك تسلية وانتي مثل الثور المنكب على وجهه....تصدقين خُرافاته وخزعبلات حبه.... شيخة بزعل: نووووووف......لا زيدينها علي وربي هو صادق....ولا يكذب بس يبي....يخلص دراسة ويجي يقدم لي.... نوف كتفت يديها: طيب قولي لي من هو....من ولده....من أي عائلة....من أي قبيلة.....كيف عرفتيه.... شيخة بتوتر : بعدين نكلم بهالموضوع بس انا مابي ازوّج غيره... نوف اخذت نفس عميق ارتشفت من قهوتها واردفت: طيب من اللي جاي متقدم لك... سرحت شيخة لتردف: سلطان ولد بو سلطان صديق ابوي... شهقت هنا نوف : شنووووووووووو؟....مو من جدك؟ شيخه ارتعبت: هي وش فيك لا تموتين علينا نوف ضربتها مرة اخرى على فخذها: يا كـ.....ورافضته....ترفضين سلطان .....ترفضين الزين.....كله.....وش يملي عينك انتي....وش يملي عينك غير التراب.... شيخة ضربتها على كتفها: وجع لا عاد تضربين من زينه عاد تراه جماله عادي ....وأقل من عادي... شهقت نوف مرة اخرى: عميا انتي عميا كل هالزين .....وغير كذا ....وظيفة سنعة....وعيلة تشرف......وما تبينه.... وضعت شيخة يدها على خدها لتردف: أي كملي كلام العجايز بعد... نوف ضحكت بخفة:...ههههههههههههه..... ترا بجد اتكلم ......كيف ترفضين هذا.... شيخة بتنهيدة: قلبي ما يبي الا ذاك.... صفقت بيدها لتكش عليها: مالت على قلبك وعليك....بالله حوليه علي.... شيخة ضحكت هنا: ......ههههههههههههههههههههههههههههه.....لا تخافين بحوله عليك بس خايفة والله من ردت فعل ابوي لرفضت... نوف حركت حواجبها بمعنى (مستحيل): من الحين حلمي تمر هالسالفة هذي مر السّلام كلنا نعرف غلات ومعزت عمي بو ناصر لأبو سلطان ...لدرجة يعامله معاملة الاخو...وما ظل سفرة وجمعه إلا واشركه معنا فيها لدرجة صرنا مثل الأهل.... شيخة بخوف: قصدك يعني يجبرني عليه... نوف شربت القليل من القهوة: والله يجوز.... شيخة ضربتها على ظهرها: زدتيني هم الله يلعـ... قاطعتها بصرخة: وجععععععععع....وبعدين لا تلعنين......ما يجوز.....وتركي هالخبال عنك وفكري واستخيري زين....والحين قومي نسوي لنا شي ينوكل.... شيخة بملل: قلت لك نطلب ليش نحوس المطبخ؟؟؟؟ نوف بصوت عالٍ: وانا قلت نطبخ اصرف لنا....والبيت ما فيه رجال كيف بالله نطلع ناخذ الأكل من المندوب هااا....تعرفين بندر وخالد كيف مشددين علي في هالأمر....فما ابي اسوي لي وجع راس قومي نطبخ لنا باستا وناكل ....قومي بس.... شيخة بتذمر: طيب قداااااااااام نهضوا ليتجهوا إلى المطبخ بينما في المجلس الرجالي دخلا كلًّا من والدها وأخوتها كان وجه ابيهم مكفهر وعابس جلس على الكنبة ونظر إلى ابنه تحدث بحزم: ما تقول لي وش بينك وبين سعود ولد عمك....ما فاتني أنكم تتحاشون بعض بالمستشفى ووكل واحد ماله خلق الثاني شصاير؟ هااا.....تكلم... خالد نظر إلى اخيه ثم اخذ نفس عميق كيف سيواجه أبيه؟ : يبه اللي بينا بس زعل بسيط......وبحلها انا.... بو خالد بعصبية: لا والله واضح شي كايد.....حتى ناصر يحاول يغطي عليكم بس ابد ما فاتني شي....وأنت تعرف شي بعد وساكت بندر بصدمة: يبه وش دخلني....الحين.....اللي اعرفه بينهم مشكلة ومثل ما قالك بسيطة وبحلونها... بو خالد بصوت اعلى وبنرة حازمة: دامها مشكلة بسيطة ليش مخبينها علي ما تتكلم يا خويلد... خالد بلغ الصبر منتهاه تحدث بغضب: يبه الأخ غلط علي قدام اخوياه ورديت عليه وزعل...... بو خالد نهض واشار لهم بيده: شايفني بزر عندك تكذب علي هاااا...... بندر خشي على أبيه من هذه العصبية تحدث: يبه هدي والله الموضوع مو مستاهل... بو خالد ضرب كتف ابنه خالد: اليوم ما تكلمون بعد بكرا اخاف تذابحون وقولون لي بسيطة! وش صاير تكلم ؟...ولا وربي....روحه لهالبعثة ما فيه يا خويلد.... فهم أنه موافق على بعثته والآن سيراوغه في قول الحقيقة لذا أخذ يتعتع بالحديث: يبه......ارجوك لا كبّر المسألة.... بو خالد رمقه بنظرات: بقول ولا شلون؟ بندر ازدرد ريقه وقوّس حاجبيه وحدّق في أخيه وكأنه يخبره بأن يعترف بالحقيقة! خالد بيأس من ترك ابيه له: قد اخذ اوراق من سيارتي وعفّس فيها عن طريق المزح وهالاوراق حق الشريكة لقسم الحسابات ......وغيّر ارقام وحوس الورق حوس وكان سبب في خسارتنا..... ما زال ابيه ساكت وينتظر التكملة: عاد انا طلعت من طوري وضربته وسببت له كسر بيده ..... بو خالد نظر لأبنه : يعني الكسر اللي صار له قبل ست شهور ما كان بسبب حادث على قولتكم بسيط........ خالد زفر: لا.....يبه أنت لمتني.....وفصلتني شهر عن الشريكة بسببه وانا سويت هالشي من قهري.... بو خالد بغضب : لا بارك الله فيك ولا في ولد عمك .......سواتكم سوات مراهقين .......ما فيكم غير الطيش.....والدجه.... خالد سكت ورمق اخيه بنظره وكأنه يستنجد به فاكمل ابيهم: اصلح اللي بينك وبينه قبل لا تسافر ........محنا ناقصين مشاكل......والخسارة وعوضناها بس انت بجنونك لو ذبحته عمك يوسف وش كان رده عليك ! وكيف بتقدر تعوضه بدل ولده هاااا!......اترك عنك هالتهوّر والخبال.....والركادة زينة..... وقبل ان يخرج قال: وأنت الثاني لا درعّم داخل بلا احم ولا دستور بنت عمك تراها هنا..... ثم خرج تحدث بندر: ابوي شكله يفكرني داشر... خالد ابتسم بسخرية: داشر إلا نص.... بندر كتف يديه: لا تتمصخر علي......تو ابوي ممصخرك....المهم جد اخذ بخاطر ولد عمك .....واضح شايل عليك وبقوة وبعد.... خالد بملل من هذا الامر: كل ما حاولت اكلمه يصدني وش اسوي احب راسه يعني..... بندر بجدية: اللي سويته فيه مو اشوي..... خالد بعصبية وقهر: واللي سواه فيني مو اشوي بعد....ابوي عاقبني على شي ما سويته حرمني من الفلوس.....وشغلي........شهر.... شهر يا بندر ما هوب سهل والله.....عشان كذا ....راح اكمل الماجستير وارجع واستغل في شغلي....ولا منّت أحد..... ثم خرج من المجلس وتمتم بندر بكلمات ثم خرج هو الآخر.... ركب سيارته واغلق الباب بقوة سحب الهاتف واتصل على اتاه الرد: هلا خالد..... خالد قاد سيارته: انت بالبيت؟ تحدث بهدوء: لا بجي بيتكم آخذ شيخه.... خالد بحذر: لالا ناصر من بعد اذنكم خلوها تنام عند اختي الليلة.... ناصر بحيرة: ما ظنتي ابوي ما بوافق.....المهم قولي وش فيك متصل؟ خالد بلل شفتيه وضرب على مقود السيارة: ابوي عرف باللي بيني وبين سعود.... ناصر بحذر: لا قول.!!!!.....والله يا انه بيجلد اسعودوه على اللي سواه بشريكته.... خالد انعطف يمينا: لا لا لاتخاف من هالناحية......عمك حاط الغلط علي اكثر.....ويببيني اصالحه قبل لا اسافر.... ناصر توقف امام الإشارة: تسافر!....وين ؟ خالد : بكمل الماجستير....ببريطانيا.... ناصر بهدوء: اها الله يوفقك.....طيب....وش ناوي عليه... خالد بجدية: ابي اشوفه.....بالاستراحة....الليلة.....كل ما اتصلت عليه ما يرد.....ارسل بقروب العيال......انه بنتجمع واسحبه معك .... ناصر أخذ نفس عميق: طيب انا راح ارجع البيت الحين.....واشوف الوضع.... خالد : وانا بروح الاستراحه مع السلامة .................................................. ................................. اثناء تجولّهم ومتعتهم في النظر إلى الطبيعة الخلّابة شعر برنين هاتفه فأجاب وهو يحاوط بيده زوجته بينما نور كانت بعيدة عنهم منشغلة في التقاط الصوّر لهما ولمن حولها ايضًا!اجاب : موافق على عرضك.....وبكرا تجي نتئابل(نتقابل) ونسلم ووتستلم... ثم اغلق الخط ابتسم ! غدًا سيرى وجهه ...سيتعرف عليه.....سيواجه بقوة ....وسينهي هذه القصة الفاشلة! رفعت ديانا وجهها له نظرت إليه بهدوء: شوفي مين المتصل؟ أمير قبّل جبينها وصرخت هنا نور وهي تردف: أحلى صورة التقطتها للحين....وش هالرومنسية..... ديانا اشارت بخجل: والله طار عئلك(عقلك) بعد ما ركبنا الطيّارة.... ضحك أمير واحتضنها من الخلف وهمس في اذنها: خليها ة.... ثم صرخ: نور...صورينها وحنّا هيك وائفين(واقفين) نور ركضت بجانبهما لتصبح قريبة منهما وبمحاذتهما قليلًا التقطت الصورة وابتسمت لهما ثم همّت بالذهاب ولكن استوقفها أمير: نور وئفي راح نرجع البيت ..... ديانا نظرت إليه واكمل: دانيال متصل علي مشان الشغل .... نور مسحت على رأسها: والله هالمكان يجنن....بكرا خلونا نجي هنا... ديانا امسكت بيدها : لا بدنا نروح لمكان ثاني ثم نظرت لزوجها واردفت: شو رأيك نورح لتيري .... امير بدأ يفكر بالأمر واخذ عقله يتشتت فقال: اذا افضيت من الشغل ما عندي مشكلة نروح....ليش لأ.... وقبل أن يركبا السيارة اشترت نور آيس كريم وانطلق بهما للمنزل ما إن اوصلهما حتى اتصل على دانيال : دانيال بدي شوفك هلأ وبسرعة.....جورج وافق على العرض بتاعي.... دانيال ترك اوراقه واطفأ سيجارته نهض: شو؟ أمير : متل ما اسمعت....عشان هيك....تعال.....بدوا بكرا نتئابل(نتقابل) ونسلموه المصاري(الفلوس)... دانيال بتشتت: أمير بدّك تفهمني كل شي يخص جورج لأني مانّي فهمان شي.... أمير بعصبية: انت تعال ورح تفهم كل شي.... دانيال خرج من المنزل: هلأ راح اجيك.... وبسبب قرب منزلهما وصل إلى أمير وجلسا في حديقة الفيلا تحدث دانيال: شوفي فهمني بكل شي.... أمير بدون مقدمات: جورج خدعني في صفقة التجارة بالألماس......صرّح لي بنفسوا انه بئوم(يقوم) بتهريب أحجار مزيفة والماس على انها اصلية وماعرف شو بخبص....وبدو يهرب باسمي للسويد وبيعها في المزاد الكبير...خلال خمس شهور لتعويض خسارته اللي خسرها في واشنطن....وعرضت عليه انه اعوضه بمصاري بمقابل .....ننهي العئد(العقد)... دانيال بتركيز: مشان هيك ...ئلت لي اعلن عن الشريكة والعمارة في المزاد... هز رأسه بأسى....ثم ضرب على الطاولة التي أمامهما: طيب....انا بدئت متل ما ئلت لي.......وبعتها للشركة والعمارة.... أمير هو رأسه: بعرف بهالشي.... دانيال : كم بدك تدفع لألهوم.. أمير شتت ناظريه عن صاحبه: عشرين مليون دولار دانيال بصدمة: شو هالجنون هايدة....لك المصاري ماوصلت لهيدا الرئم(الرقم) القياسي.... أمير بحسرة شبّك يديه ببعضهما البعض: مشان هيك بدي ابيع الفيلا....وبس اسلموه المبلغ راح ارجع على البريطانيا .... دانيال وضع يده على كف صاحبه: شو تبيعها ما تبيعها جنيت.......راح تخسر كتير... أمير وقف بعصبية وهو يدفع الكرسي للوراء ليسقط ولم ينتبه لتلك الأعين التي تراقبه من الشُرفة صرخ: اخسر مصاري ولا اخسر روح حبيبتي وبنته... دنيال اشار له: اهدا اهدا امير.....خلص راح اشتريها منك.....لأنه ما فيه وئت....... أمير هز رأسه: اوك.....بدي يّاك تجهز لي كل المصاري وبكرا الصبح راح اطلع لك حتى آخذهم.....واسلمك مفاتيح الفلا......وراح اسافر .....وهلأ روح جهز كل شي...وانا راح احجز على اوّل طيّارة.... دانيال لم يكثر الحديث، وكان خائف للغاية من أنّ جورج يوقعه في فخ اكبر بكثير من هذا ولكن سكت فأمير ليس بحال جيّد وليس متاح للأخذِ والعطاء هز برأسه ثم خرج أما أمير اجرى اتصالًا سريعًا ليخبر رجل اعماله ليقوم بحجز الطيران لبريطانيا غدًا صعد للغرفة ورأته ديانا فسألته بتوتر: شو صاير؟ أمير دون ان ينظر إليها توجه للخلاء: ولا شي... فهنا وقع قلبها وعلمت أنّ هناك مصيبة وكبيرة ايضًا فاردفت بخوف: الله يستر.... بينما هو دخل الخلاء....نظر لوجهه من خلال المرآة ....غدًا سيرى وجه الواقع....سيتعرف على ما هية جورج!....فهو لا يتعامل معه مباشرة.....بل رجالهم هم من يتقابلون في إيصال العقود....ببداية شراكتهم كلًّا منهما مستفيد من الآخر ومحترمين بعضهما البعض.....ولكن بعد عدّة شهور انزاح الستار الذي يُخفي ملامح الخبث مع على وجهه ذلك الرجل الشهير بسمعته .....وأمواله.....ارشح وجهه بالماء....لا يريد ان يخسر حُبه وإن كلفه الأمر أن يخسر ماله وحتى روحه هو ايضًا!....لا يريد ان يحزنها آلمًا على ابنتها .....وفي الواقع لا يريد أن يؤذي قلب تلك الصغيرة التي بدأت تبتسم لها الحياة من جديد!....لا يريد أن يُفسد متعة الأيّام على نور....فهي تجرعت الكثير وهذا يكفي!.....اخذ يزيح من على جسده ملابسه بقوة ....ووقف تحت الدش ليستحم وينفض من عقله افكاره السوداوية! كانت في غرفتها ، تنظر لصورتهم .....فقد التقط أمير لهما (سلفي) بطريقة عائلية محفوفة بالحُب والسعادة ! فوالدتها حاضنتها من الخلف وواضعه يدها حول ابنتها لتشدها إليها بينما هي مغمضة لعينيها ومبتسمة ابتسامتها العريضة التي تدل على سعادتها في تلك اللحظة ومشيرة لرأسها بيدها اليسارة بحركة إمساك المسدس وكأنها تطلق النار على نفسها بينما أمير كان ينظر لديانا بحب وهو مبتسم تعتبر هذه الصورة مثالية بالنسبة إليها ! مررت أصابع يديها اليُمنى على وجهه أمير وديانا ....قبلّت الصورة بعمق....تشعر بالرضا والسعادة.....تشعر أنها بدأت تُدرك وتحترم هذه المعيشة.....أدركت على وجه الخصوص الاختلاف في مُحيط مليء بالتشابهات والتناظر أمر ممل.... تقبلت وجود أمير الذي اخذ مكان الأب الذي من المفترض أن يكون ليوسف لن تنكر أحاطها بحنانه وبحبه رغم ما حدث في الماضي! يعجبها اهتمامه ولكن كانت تنكر ذلك بمقت لهذه الحقائق كانت مصرّة على أن تكون ابنه ليوسف وإلا لن يأتي أحدًا مكانه ليملؤه بمعاني الأبوّة.... وتقبلت ايضًا رغبة والدتها وهروبها لحبيبها أمير...كانت تعتبر هذا الأمر أنانية ولا زالت تسميه أنانية ولكن لقّبته بالأنانية العاطفية التي لا يمكن التحكم بِها ....أخذت تعيد الأمور من جديد في عقلها ...أنانية جعلتها تعاني لفترة ولكن ....عوضوها لسنوات اطول من تلك التي عانت فيها! لذا غفرت لهما تلك الأنانية ولكن لن تغفر أنانية والدها يوسف ابدًا وستحملّه ذنب ما حدث لها قبل سنوات عدّه! كما أنها اقتنعت بجمالها الخليط بملامح خليجية وأجنبية في آن واحد! تقبلت أمر تغاير لون القزحيتين الناتج عن نقص أو زيادة في صبغة الميلانين ! ولم تعد ترتدي العدسات لتوحيد لونهما! تقبلت طولها ...وزنها ....شعرها وطوله ولونه الاسود الحالك!.....أخذت تُدرك النعم التي من حولها..... ابتسمت وشدّت على العقد الذي ترتديه وكان عبارة عن علامة الصليب! اغمضت عينيها وضمت كفيها لناحية صدرها واخذت تدعو في سرها بأن تستمر هذه السعادة ولا تنقطع وما إن انهت دعاؤها حتى اشارت على جبينها ويمينها ثم يسارها هي مقتنعة في هذا الدين كل الاقتناع.....رغم انها لم تبحر ولم تُسهب فيه لا تعرف الكثير عنه ولكن اتبعتهم في تقاليدهما وعادتهما وحتى صلاتهما اتبعت امير وديانا....لن تنكر يوسف علمها كيف تتوضأ....كيف تصلي.....كيف تقرأ القرآن....ولكن ما إن أتت هنا استعصبت عليها الأمور لفهم أمور اخرى ......خاصة بعد ان بلغت ....بعد أن بانت عليها علامات اخرى من البلوغ....شعرت بالتذبذب....ولم تعد قادرة على تملك نفسها في فهم أمور عدّه لذا اتبعت ما هو اسهل لأنه هناك من يوجهها ويصحح معلوماتها المغلوطة عن هذا الأمر! لذا رضيت بكل شيء ، ولم تعد متذبذبة بعد الآن نهضت ونظرت لنفسها من خلال المرآة ابتسمت برضا.....واخذت تخط الكحل في عينها ......وبدأت بالتزيّن! .................................................. ................................. في صباح يوم جديد كانت تنظر للسقف ، عيناها جاحظتين ومحمرتين للغاية ، ما زالت تشعر بالآلام القليلة ملّت من النظر إلى السقف والسقف ملّ من نيران عتاب تلك النظرات! ما يحدث في حياتها مخيّب للآمال ، لم يأتي لها بالأمس لم يتصل عليها ولكن اخبرها والدها أنه اتصل عليه واخبره بولادتها وتعذر من قدرته على المجيء بسبب (مناوبته) في المستشفى، شعرت في هذه اللحظة انها لا شيء بالنسبه إليه وما يحدث في حياتهما مجرّد أداء واجب لا أقل ولا أكثر! لم تكن مغفلة أدركت انه يُخفي عليها أمر، فهو يتصرف بغرابة معها ....في بعض الحين تشعر بشكه نحوها ...شك طفيف ليس عميق وليس على مجرى المعاني الخبيثة تلك! في بعض الحين تفكر اكثر وتسقط في متاهت ماذا لو كان مجبرًا على الزواج منها....فتنفض الفكرة من رأسها الرجال لا ينجبرون على ما لا يريدونه! نزلت دموعها انسابت بِلا توقف، ابنها في الحضانة وكان من المفترض في هذا الوقت أن تتخذه فرصةً للراحة والنوم ولكنها لم تستطع! بروده ناحيتها، وصرامة افعاله معها يجبرانها على البكاء! فشعور المرء بكره من حوله له يُجبره على الانعزال، والحذر، وربما ينقص من الثقة بنفسه! وضعت يديها على وجهها تبعد الدموع من عينيها ازدردت ريقها ، تريد أن تخرج من هنا، والآن وإلا ستجن! فجأة انفتح الباب، دخل بهدوء وعيناه سقطت على وجهها الشاحب والمحمر أثر بكائها الصامت لم يخفى عليه التعب الذي يحيطها من كل جانب ... اغلق الباب، تقدم لناحيتها ، وهي أزاحت نظراتها عنه ولفّت وجهها على الناحية المخالفة لنظراته لها! ففهم انه غير مرحب به، اغمض عينيه وهو يأخذ نفس عميق اقترب اكثر من السرير وانحنى ليقبل جبينها ومسح على شعرها لم تبعد عن يديه سرحت بعيدًا في هذه اللحظة ماذا لو والدتها هنا؟موجودة بجانبها تخفف عنها احزانها وآلامها فعضت على شفتيها وقوّست حاجبيها لتمنع رغبتها في البكاء ..... جلس على طرف السرير واردف بهدوء وهو ينظر لتغلبات حالها: ألف الحمد لله على سلامتك......ومبروك ما جنا .... هزت رأسها فقط دون أن تردف كلمه واحدة، وما زالت تحدّق في تلك الزاوية بلل شفتيه وابتسم وهو يردف: طالع يشبهك مرا.... لم ترد عليه، في الواقع اشعل صمتها في داخله عصبية ولكن رقّ قلبه على حالها ونظراتها ، لن يكبّر الامر فهي في حال لا يسمح لها بالضغوطات والتشاجر اردف: راح اسميه نايف..... هنا سريعًا التفتت عيناها عليه ورفعت حاجبها الأيسر : تسمي مَن؟ ادرك الآن أنها ستعانده ابتسم نصف ابتسامة: ولدنا.... بللت شفتيها وهي تردف : لا ......ابي اسميه عبد الله.... أحب ان يطيل الحديث معها ويستفزها قليلًا: مو على كيفك أنا ابوه.... لم يتوقع ردت فعلها حينما لم تبالي لآلام جسدها ورفعت ظهرها سريعًا من على السرير وجلست لتصبح مقابلة لوجه مباشرة وقريبه منه حدّقت في عينيه مطولًا حتى شعر بالتوتر واردفت بحزم: أنا اللي حملت وتعبت ...وصبرت على اوجاع الحمل....فأنا اللي بسميه... ابتسم وحك ارنبة انفه سريعًا بلل شفتيه اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم أردف بهدوء: زعلانة لأني ما جيتك امس؟ شدت على بطنها حينما شعرت بالوجع ما زالت نظراتها حادة : ما يهمني اصلًا جيت ولا ما جيت....ما راح ينقّص علي شي.... ضحك بسخرية: واضح ههههههه ثم اردف : اجل ليش مشتطّه... اخذت نفس عميق واغمضت عينيها ثم اردفت حينما فتحتهما: وحده توها والد وش تبي نفسيتها تكون يا دكتور..... ثم عادت استلقت ببطء وبألم تحاول تخفيفه بعضّ شفتيها قليلًا! نهض لا يريد أن يطيل الامر معها ليصل إلى مرحلة الخِناق والتشاجر بالأصوات العالية لذا قال: راح اطلع واجيك بعد ساعتين ريحي نفسك..... ثم انحنى ليقبل جبينها ولكن وضعت يدها على صدره لتمنعه فرفع حاجبيه مستغربًا ولكن استقام في وقفته ولينهي الأمر : ريحي اعصابك يا أم عبد لله! ثم خرج، وهي ازدردت ريقها تشعر بالضّيق يلتهمها من كُّل جانب لا تدري ما هية شعورها بالكره الملحّة والغريبة التي فاجئتها بغته ناحيته هي لن تنكر أنها في السابق لم تحبه ولكن لم تكره رغم شرّ افعاله وكلامه! هل نفذ صبرها وبلغ مُنتهاه ؟ هل اصبحت تُدرك أنها كانت ضعيفة وعليها أن تتجلّى من هذا الضعف وتنزع لباسه من عليها وترتدي ثياب القوة وإثبات النّفس! ارتجفت شفتيها وعاد الضيق يُطبّق على عنقها بشدّة حتى بكت ...واستسلمت.....ثم نامت بتعبٍ وإرهاق ثقيلين على جفنيها المحمرّيين! .................................................. ................................. بينما سيف بعدما خرج كان سيذهب لرؤية ابنه مرةً أخُرى هناك شعور يتغلغل ما بين ثنايا صدره غريب ولكنه لذيذ ، شعور الأبوّه! الفرحة والسعادة كان من المفترض ان يكون ابًا قبل سنتين ولكن .....استعاذ من الشيطان الرجيم ثم سلك طريق الخروج من المستشفى ورفع هاتفه بعد الرنّة الرابعة لِيُجيب أخيه بقول سيف: هلا جسّار....اخبارك.....والحمد لله على السلامة...... جسّار نظر لوالدته مبتسمًا: الله يسلمك.....وين أنت فيه يا رجل.....وصلنا أمس الساعة وحدة بالليل ...وامي ما نامت تتصل عليك ما ترد تبي تطمن وأنت ولا على بالك؟....صاير شي؟ سيف بعد ان اغلق باب سيارته اغمض عينيه بقوّة ، فهو لم ينم إلا حوالي ساعتين فقط تحدث: شقولك يا جسّار....جوالي طفى امس علي....وكنت ناسي الشاحن بالبيت....وغير أنه عندي مناوبة ....والحالات اللي مرّت علي صعبة .......تصدقني عاد توني أشوف زوجتي وولدي.... جسّار بتفهم هز رأسه: على أجر ياخوي ....بس امي انشغل بالها عليك خاصة بعد ما اتصل عليها خالي بو خالد يبشرها ... تحدث بهدوء: لا طمنها علي.....والحين بجي بفطر معكم .....انتظروني... جسّار اشار لوالدته: يمه تراه بيجي يفطر ثم اردف لأخيه: ننتظرك مع السلامة ثم اغلق الخط أم سيف بتهلل وفرح: بقوم اسوي احلى فطور لوليدي...فطور ملكي يحبه قلبه ..... جسّار مدّ شفتيه يمثل دور المهضوم والزعلان: لنا الله .....بسوي فطور ملكي....له.....وحنا...لنا اكل خرابيط......هااا.... ام سيف ضربته على كتفه: استغفر ربك ما فيه شي اسمه اكل خرابيط....كله نعمه ....والحمد لله عليها....الله يدومها علينا... نهض قبّل رأسها وابتسم: امزح وربي......طيب محتاجة مساعدة.... ام سيف : لا روح.....جلّس اخوانك.... جسّار اشار على انفه: على هالخشم.... ثم ركض لناحية الدرج وصعد غرفة قصي اخيه يُريد أن يتحقق من أمر مهم فهو لم ينم جيّدًا من شدّت التفكير في تلك الرسالة التي وصلته بالأمس سمع صوت عزام مرتفعًا قليلًا فعلم أنّ عزام يتواجد في غرفة اخيه ويتحقق من أمر الرسالة التي شغلت بالهما ! فتح الباب واغلقه بهدوء فتحدث قصي بملل: خذ لك جا الثاني يحقق بعد... قصي جلس على طرف أخيه ليقترب منه: اشغلت بالي الله يشغلك .....اقسم بالله عجزت انام.... قصي بصدمة نهض واشار لهم: مو من جدكم مكبرين الموضوع ترا عزام بطوالة بال ونبرة صارمة: بتقول من هذي ولا... جسّار بتهديد: تكلم ....ولا وربي... قصي بنرفزة: ههييييييي مجانين انتوا؟....تتكلمون معي وكأني ساره ولا موضي.... يقصد أنه رجل وليس بنت لكي يُخاطب بهذه الطريقة المستفزّة بالنسبة إليه! ثم اكمل: من انتوا عشان تجلسون تحاسبوني هااااا.... عزام شادّهُ من ياقته: حنا ما نحسابك....حنّا خايفين عليك .... جسّار بتأييد: نعرفك دايم تجيب المصايب لنفسك .... قصي نفض يدي اخيه من على كتفه: ترا عمري وصل الخمسة وعشرين ما نيب بزر ......تكلموا زي الناس معي.... عزام تكتف وبنفاذ صبر: تكلم من هي ولا صاير حق ترقيم وخرابيط....نوّرنا .....تكلم.... جسّار بشك: الرسالة اكبر من ترقيم....واضح فيه شي اكبر.....قصي...تكلم....حنا خوانك....ما حنا ناقصين هم ومشاكل....من جديد.... قصي حك لحيته بهدوء اردف دون أن ينظر لهم: هذي زوجتي... عزام بقهر ضرب بكفيه ببعضهما البعض واردف: حلو حلو..... ثم اشار لجسّار: اسمع شوف........ ثم نظر لأخيه بصوت منفعل: مجنون انت؟....يوم انك تبي تزوّج ليش ما قلت لأمي تخطب لك......أمي بس تبي واحد يفتح معها هالسالفة عشان تفرح.....وأنت تعرفها زين هي ما هي مثل خوالي لازم نزوج الاكبر قبل الاصغر....والله لو قايل لها كان زوجتك.....ليش دمرت روحك يا الثور.... قصي باستنكار: دمرت روحي؟.....بس لأني تزوجت مسيار ......تراني لحد الحين والله العظيم ساكت لك ولأخوك ولا كلامكم مستفز ويجيب الهم.... جسّار بعصبية: ما فكرت في أمي .....ما فكرت.....في ابوي...لو دروا....انت بسواياك بتقلب هالبيت فوق تحت......تو بسم الله هدأت الأوضاع والحين انت بتقلبها عاليها سافلها..... عزام اكمل: اقسم بالله انك أناني......امي كل يوم تفتح الموال لنا ....احد يبي يزوّج....ما نطقت ......ومسوي نفسك ما تبي....وش غيّر الحين.....هاااا... قصي بنفاذ صبر: ما ابي اصير زي سيف.....وتنفرض علي وحدة.....أنا ما ابيها......بس عشان ارضيكم كلكم... جسّار كاد أن يحطم وجه اخيه اشار له وهو يردف ما بين اسنانه: كلنا نعرف ليش سيف ماخذ بنت عمك.....فلا تخلط الحابل بالنابل....وأمي مافرضت عليه شي......خيّرته وهو وافق.... عزام بحده: أمي كانت تبي مصلحته....هو رضى.....فهمني يعني الحين بتقارن نفسك بسيف ..... قصي بتخبط: لا تقنعني أنه ما يهمها لا العايلة ولا القبيلة .....حتى يوم قال يبي من برا العيلة ارفضت ...تذكر ولا اذكرك.....وما خيرته على قولتك يا جسّار إلا ببنات العيلة... جسّار اشار له بحنق: وش تبي توصل له ....تبي تبرر زواجك اللي بالخش والدس.....بسالفة سيف؟ عزام اصدمه: عساك خذت اللي تحبها؟......وتعشقها.....عشان نقول أي مثل سيف بالضبط..... قصي اخذ نفس عميق: لا... عزام بعصبية وباندفاع في الحديث: أجل لا تقارن نفسك بأخوك....جيب عذر ثاني كود انا وجسّار نقتنع فيه.... جسّار صرخ: تكلم..... قصي لا يجد مبررًا لِم فعله في هذه اللحظات وإن برر لن يفهموا مقصده أبدًا !فتحدث بانفعال: تزوجت عشان احمي نفسي من وقوعي في الحرام.......وانقلعوا عن وجهي ترا وصلت لهنا(واشار لأنفه) عزام ضحك بسخرية: لا وأنت الصاج.....تبي تبربس وتخربط على كيفك......بدون ما أحد يلومك... جسّار اكمل على حديث أخيه: دام فكرة زواج مرّا معشعشه براسك كان تزوجة البنت اللي اخترتها علني بدل زواج هالمسيار.... قصي بحقارة: مابي ارتبط....وانغث بعيال وغيره ..... عزام بسخرية: تبي بس وقت مزاجك...وحاجتك....... لم يردف بشي آخر فتحدث جسّار: اسلم على نفسك وطلقها قبل لا جيب لك ضنى....وتجي لأمك تعلمها عن هالزواج... قصي : لا تخاف ماخذ كل احتياطاتي.... عزام دفه قليلًا من كتفه وهو يردف: شوف لك حل.......مالنا خلق البيت يعتفس من جديد........اعقلها وأنا اخوك....ولا تقارن نفسك بسيف....لأنه لو درى ابوي عن زواجك وبررت له بهالتبرير السخيف راح يتفل بوجهك....مانت بزر على قولتك......شوف لك حل....واخلص علينا.....قبل لا تنشب النار في هالبيت.... ثم خرج من غرفة اخيه بينما جسّار اخذ ينظر لأخيه حتى قال قصي: حطوا ببالكم طلاق ما راح اطلق إلا لم أنا اقرر مو انتوا.......وقل لسبع البرمبه........يهجد عني عشان لا يفضحني هو.....مو هي..... جسّار تنهد بضيق واردف: قسم بالله بتندم بعدها.....لحّق على عمرك قبل هالبلوة اللي ماخذها تمسكك من الإيد اللي توجعك.... ثم خرج من الغرفة كرهها، وكره رسالتها التي قسمت أن تشعل النيران بينه وبين أخوته توعدها سرًّا على ذنبٍ لم تقترفه! توجّه للدولابه لن يذهب للمدرسة اليوم كما خطط باللأمس، لا يُريد أن يرى طلابه وهو على هذا الحال ، سحب ملابسه بعشوائية والتي تتكون من جينز اسود وبذلة صفراء بخطوط بيضاء عشوائية ، ارتداها على عجلةٍ من أمره ثم خرج مقوّس حاجبيه وشادًا على شفتيه بحنق ، نزل إلى الدور السفلي أخوته كانا جالسيْن على الأريكة المقابلة للتلفاز ما إن خرجت والدته من المطبخ ورأته حتى قالت : يمه قصي لا تطلع اخوك سيف بيجي وبنفطر سوى تحدث دون أن يلتفت عليها وعلى تلك الانظار التي تسلّطت عليه : عليكم بالعافية عندي شغلة مهمة لازم اطلع... قبض عزام على يده بغضب بينما جسّار نهض ليلهي والدته عن مُحاتاة اخيه بقول: وربي جوعان يمه... وكان سيلتقط قطعة صغيرة من البيض الموضوع أمامه فقالت بحنق بعد ان ضربته بخفة على يده: انتظر اخوك ابتسم بخفة: واضح سيف يا عزام اليوم بياخذ كل الاضواء لعنده... عزام ضحك بخفة: من قده صار ابو.......وجاب اوّل حفيد الحين بشِّيخ علينا وامي ما راح تقصر بتفرّق في معاملتنا معاه.... ام سيف نظرت لهما: عمري ما فرّقت بينكم لو تصيرون شيّاب وجيبون قبيلة من العيال بظل اعاملكم .....مثل ما اعاملكم الحين ولا تجلسون تفلمون علي....فرحانه فيه وبولده وصار لي شهر ما شفته..... عزام قبّل رأسها: نمزح معك يمه... جسّار: بتصل عليه والله تأخر وانا صدق جايع... ام سيف ذهبت للمطبخ بينما عزام جلس على الكرسي ينتظر أخيه .................................................. ................................. قبل أن يُقبل على هذا الأمر أخذ يفكّر مرارًا وتكرارًا في عواقبه يُريد أن يختار بنفسه دون ضغوطات دون ان يخيّر بين تلك وتلك! كان من الصعب عليه أن يفاتح أهله بأمر الزواج ظنًا منه أن يجبروه على أحد فتيات العائلة وهو في الواقع لا يُريد ان يتزوّج منهنّ ليس بسبب قلّ الأخلاق والجمال لا ! بل لأنه يرا نفسه أخًا لهنّ وسيصعب على البقيّة فهم ذلك ! لذا قرر ان يتزوّج في الخفاء بإرادته وبدون أيّ ضغوطات اختارها واختار تلك الفتاة السهلة والذي من الممكن من اهلها القبول به! وفي الواقع لم يكن الأمر سهل....عملية البحث عن فتاة بالمواصفات التي حددها في عقله لم تكن في منتهى السهولة فتاة صغيرة تصغره بثمان او تسع او حتى عشر سنوات لكي تتربى على يده كما يظن ويعتبر ذلك انانية منه، بينما لا يريد منها الإنجاب وان تتناول اقراص منع الحمل بإنتظام، تمكث في شقةٍ تبعد كيلومترات طويلة عن منزله الحالي ، لا تختلط بالناس كثيرًا لن يمنعها عن الدراسة والعمل لو طال زواجهما، تقوم بواجباتها ناحيته كزوجه مطيعه! نال مُراده، وشعر بالأسى عليها بعد أن رآها فتاة ذات السادسة عشر تملك ملامح بريئة ملائكية لن ينكر بعض الفتيات في هذا العمر تصبح شرسة فاهمة وواعية ايضًا والعكس صحيح لبعضهم! ولكن شعر انها واعية ومن الممكن ترفض هذا الزواج بعنف ولكن هي لا مستسلمة لشروطه ولهذا الزواج يشعر انها تملك ذكاء كافي في فهم هذا الزواج ورفضه ولكن تعجب أنها قبلت به ولاحظ يغلبها الهدوء والذي جذبه إليها بسرعة كان من الصعب إليه التقرّب منها لا يريد أن يُفسد هدوئها ،جمالها ،براءتها يشعر بالذنب لو فعل ذلك ولكن حدث ما حدث بهدوء دون مقاومة ، دون صراخ لأنه ظنّ انها سترفض ذلك .....ولكن لم يُخفيه تلك الدموع المترقرقة في عينيها سألها ذات يوم هل أجبرتي على هذا الزواج ؟ فقالت له لا ووضحت سبب قبولها بهذا ولكن لم يقتنع! اتصل عليها وهو غضب أجابته قبل ان يردف بكلمة: هلا قصي......متى بزورني...... تحدث بحده: انا بالطريق ..... قبل أن يغلق تحدثت بتوتر: بس أنا بروح المدرسة ... صرخ بجنون: لاااااااااااا تروحين ازدردت ريقها : ماقدر امس غبت وكان علي اختبار اليوم المفروض اقدمه عشان... قاطعها بصرخه وانفعال غير مبرر!: مُهره اقسم بالله لو جيت وما شفتك فيه....ما بتلومين إلا نفسك كانت تظن باتصاله هذا سيتأسف على طول غيابه، سيأخذ بخاطرها بدلًا من هذا الصراخ لذا قررت أن تنتقم لنفسها منه فقالت قبل ان تغلق الخط في وجهه: بروح ....مستقبلي أهم.... فرمى هاتفه على المقعد الجانبي شتمها بصوت مسموع وزاد من سرعته ليصل ويلقنها درسًا في الآداب ليجعلها لا تكرر ما فعلته قبل ثوانٍ عدّة ، حديث اخاه عزام اشعل النيران في صدره ولم يكن حديث جسّار أقل وطئًا منه ، ومن الواضح انه سيفرّغ غضبه في تلك المسكينة التي تاقت روحها لرؤيته ليس حُبًا بل بحثًا عن معاني الأمان! .................................................. ............................ حاول بكل ما بوسعه أن يُرضيه ، تخلّى عن كبرياؤه بالأمس واجتمعا هو واخيه بندر وأبناء عمه ولكن من الواضح سعود لا يُريد الصّلح صد عنه وخرج دون أن يستمع لقوله ودون أن يردف حرفًا واحدًا هو فعل كل ما يجب عليه فعله رغم أن أساس المشكله هو ومن المفترض عليه أن يتقدم بالإعتذار بدلًا عنه ! ولكن سيبتعد عنه كما يُريد ومتى صفح قلبه عن هذا الأمر سيرحب به بكل سرور.... نهض من على السرير نظر إلى ساعة الحائط التي تُشير إلى الساعة العاشرة ونصف نهض واتجه للخلاء .... بينما نوف تغط في سُبات عميق بعد سهرها الطويل الذي دام إلى الساعة الثامنة والنصف صباحًا مع شيخه التي سمح لها والدها بالبقاء مع ابنت عمها فشاهدتا فلم رعب ولم يكملاه من شدّة بشاعة الأحداث وكثرة الدماء والسفك فيه! شيخه لم تستطع الخلود للنوم ، هي الآن قريبة منه وجدًا يفصل بينهما حائط وبعض المترات عن بعضهما البعض، ما زالت تفكر خائفة من ردّت فعل الجميع من رفضها ! والدها يعزّ سلطان ووالده لا تريد ان تكون سببًا في خراب علاقتهما ببعضهما البعض تنهدّت بضيق... نظرت لنوف الغارقة في النوم وسقطت عينها على إبرة السكر المرمية على الكومدينة سحبتها ورمتها في القمامة وهمست بحب: الله يشفيك حبيبتي.... نهضت من على السرير كانت مستلقية بجانب نوف ، فسريرها واسع ولكن على قدرٍ محدود لقبول شخص آخر فيه! توجهت للنافذ ازاحت جزء بسيط من الستارة لكي لا تتسلسل أشعة الشمس وتؤذي نوف .... ثم تنهدت بضيق من جديد سحبت هاتفها في وسط ضيقها تريد أن تسمع صوته جلست في زاوية الغرفة مُبتعدة عن نوف .... .................................................. ................................. كان يُمشط شعره المبتل بعد أن خرج من الخلاء بعد استحمامه، سمع رنين هاتفه سحبه من على السرير اجاب مبتسمًا: يا صباح الورد والياسمين والسكر..... نوف تكتفت نظرت لنوف بحذر وتحدثت بصوت واطي: اشوفك مروّق...... جلس على طرف السرير مسح على شعره المبتّل: كيف ما اروّق وانا مصبّح على صوتك .... تحدثت بنفس النبرة : زين......شكلك بتروح الجامعة.... بندر قوّس حاجبيه: صوتك مو واضح.... شيخه نهضت متسمرّه عندما رأت نوف تنقلب على يمينها وتهذي بكلمات غير معروفة : عشان ما زعج نوف نايمة..... بندر باستنكار: طيب ليش ما نمتي؟.....واضح أنك سهرانه....صوتكم كان واصلني للغرفة انتي وهالخبلة اللي معك.... شيخه بضيقة وبخفوت: بندر....فيني ضيقة مادري.....احس إني اختنق... نهض بخوف: شيخوه وش فيك؟.....تعبانة.... شيخه بخوف وحذر: لا مو تعبانة......يعني نفسيتي تعبانة..... بندر سكت لفترة ثم اردف: والله إني حاس فيك شي مو طبيعي تكلمي.... شيخه بترددد: بنـ... وقبل ان تكمل تحدثت نوف وهي مغمضة لعينيها: شيخوه لا تهذرين فوق راسي نومي خفيف....كلمي الزفت حقك بعدين وتعالي نامي.... بندر سمع صوت اخته ضحك وهو يردف: تعرف... قاطعته بحذر: ماتعرف من أنت .....والحين باي....اكلمك بعدين... بندر : تمام....بتصل عليك لرحتي بيتكم وفهميني وش فيك..... شيخه لتنهي الاتصال: اوك.....مع السلامة.... نوف جلست في وسط السرير وهي تردف: شالغراميات مع على الصبح....يا حقيرة تنتظريني بس أنام عشان تكلميه.... شيخه بخوف ورجفة من انها سمعت اسمه وهي تردفه: وش سمعتي نويف ؟ نوف رمت نفسها على الوسادة: ولا شي مع الاسف.... ثم نهضت بطريقة اخافت شيخة: ماخذه احتياطاتك يا كـ........تكلميه وصوتك مثل دبيب النمل... شيخة تأفأفت وتوجهت لناحيتها ازاحت اللحاف وتحدثت : زحفي مناك بس خليني انبطح وأنام... نوف ابتعدت قليلًا ثم قالت: خمدي وجع ورانا مشوار لأختي....لا تنسين....حدنا للساعة ثنتين الظهر وبنجلس....حاطه المنبه... شيخه ولّت بظهرها عنها: زين خلاص سكتي... نوف سحبت جزء من اللحاف : لا تفكرين فيه واجد عشان تنامين واظن بعد هالمكالمة راح تنامين وتحلمين فيه هالخايس.... شيخه بضحكة: واضح حبيبي فاقع مرارتك هذا وانتي ما شفتيه ولا كلمتيه وتكرهينه هالكره يا الظالمة.... نوف اغمضت عينيها: لأنه حيوان وما يستاهل حبك له....وبضيعك.....يا ثورة.... شيخة بنرفزة: تكفين نامي.... نوف : زين زين.... .................................................. ................................. ارتدى بذلته الرسمية بعجل نظر إلى ساعة يده ، وكانت تنظر إليه بشك وخوف وريبة لم ينم بالأمس جيّدًا وخمنّت أنّ هناك أمر فوق طاقة حبيبها الذي ساهرت عينها بالأمس! اقتربت منه ولتخفف من توتره احتضنته من الخلف ووقفت على اطراف اصابع قدميها لتلصق خدها الأيسر بخده الأيمن : يسعد لي صباحك .... ابتسمت وهو يحاول ان يخفي توتره الذي لم يخفى عليها لفها لتصبح أمامه قبّل ما بين عيناه واردف: وصباحك... ديانا لفت لتهم بالخروج بقول: راح ساويلك أحلى فطور... مسك مصعم يدها بلطف واحتضن يدها : ساويلي قهوة بس.... ديانا بحب:تامرني آمر حبيبي.... وخرجت وتلقّى هو رسالة من جورج والتي لم تكن سوى رسالة لتحديد موقعهما للتلاقي بعد عدّة دقائق..... اتصل على دانيال ليطمئن على الأمور وطمئنه اغلق الهاتف وخرج مارًا بغرفة نور فتح الباب جزئيًا رآها تغط في سبات عميق ابتسم واغلق الباب نزل ورأى زوجته حامله كوب قهوته اللذيذه تناولها من يدها تحدث بهدوء: ديانا.....جهزي اغراضنا راح نرجع على بريطانيا عالساعة وحده الظهر.... لم تسأل لماذا كل ما اردفت به: اوك.... أمير ارتشف من قهوته ثم اردف: اتصلت علي بالأمس جولي..... عبست بوجهها بضيق: شو بدها..... أمير بتنهد: بتئول(بتقول) البنت تعبانة كتيرة.... ديانا بخوف: شوفيها لسندرا؟ أمير اشار لها : اهدي بس مجرد حرارة وعشاني مأكد عليها بتئول لي كل شي خبرتني ....بس الشي اللي مخوفني بتئول في عيلة بدها تتبناها.... ديانا ضربت على فخذها بخوف: لالا هيك كتير..... أمير ارتشف آخر رشفةٍ: كلمت مدير المستشفى ....وئلت (وقلت) إن تمت الموافقة......راح اسحب إيدي من مساعدتهم في بناء مستشفاهم يلي في لندن..... ديانا بتركيز: أي شو ئال لك؟ أمير مد كوب القهوة وتناولته: خاف......وطمني ما راح يصير شي.... ديانا بندم على هالذكرة: الله ياخذ عيال الحرام ياللي سببوا إلنا هالمشكلي.... أمير بحذر: انتبهي جيبي سيري لنور.....بنحمد الله أنها تحسنت .....وخلصنا من هالئصة...... ديانا هزت رأسها بضعف: لا تاكل هم..... أمير قبّل جبينها: يلا عن اذنك ما راح اتأخر بس اخلص من شغلي وراجع هزّت رأسها بهدوء وخرج وبقيت تتذكر تلك الذكرة المؤلمة التي خلّفت ورائها نتيجة لم تتوقع ولم تكن في الحسبان، ارتعش جسدها حينما تذكرت صراخها في تلك الليلة المظلمة والممطرة حركت رأسها ترفض ذكرياتها القاسية ثم توجهت للدور العلوي! انتهى |
|
|
06-10-2020, 03:50 PM | #12 |
الفصل السادس البارت السادس متوتّر، خائف من أن يفشل الأمر ويظهر أمر آخر يجهله خشي من الغدر، الخيانة التي تمر مّر السّلام في دمه ما كان عليه أن يتهاون في طريقة تعامله بكل حِسن نيّة في تلك الصفقة التي اصبحت كالصفعة على وجه، شدّ بيديه على مقوّد السيارة قلبه يرتجف خوفاً على زوجته وابنته أجل يشعر بالأبوّه ناحيتها والخوف الشديد ممّا قد يؤذيها ، فاتصال جولي بالأمس في الوقت المتأخر وهي تردف بالأنجليزية اشعل في صدره ضيق وخوف من أجلها! مترجم: سيّدي ابنتكم تُعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة .....أحببت أن اخبرك بهذا فقط.....واليوم هي بخير....ولكن لا تريد الذهاب إلى المعهد التعليمي للغة العربية فماذا افعل؟ خرج من الغرفة بحذر وهو ينظر لديانا اغلق الباب وتحدث بصوت واطي (مترجم): حسنًا لا داعي لها للذهاب ......فربما رفضت بسبب التعب الذي تشعر به.....جولي اعتني بالطفلة جيّدًا .......هل سمعتني.... تحدثت برسمية (مترجم): لا تقلق سيّد أمير سندرا في رعايتي وأمانتي ....لا تقلق...ولكن هُناك أمر لا استطيع أن اردعه ....فقد جاء رجل مع زوجته بالأمس ويريدان أن يتبنا الطفلة.....ولا استطع إيقاف ذلك الأمر مسح على وجه هذا ما كان ينقصه فوق توتره زفر بغضب(مترجم): اتركِ الأمر لي.........والآن أنا مضطر لإغلاق الهاتف ....ولكن هل هناك شيء آخر؟ تحدثت (مترجم): لا.....تصبح على خير وبعد انتهاؤه من مكالمته معها حدّث مدير المستشفى ليُنهي مسألة التبنّي تلك صحى على صوت رنين هاتفه من موج بحر افكاره اجاب: لك فينك أمير؟ أمير انعطف يمينًا: وصلت ثم أركن سيارته جانبًا وترجل منها لمقابلة دانيال وهو يردف: المصاري هون؟ وأشار إلى الحقيبة السوداء تنهد أمير بضيق: تأكدت من عددوهم؟ دانيال حرّك رأسه باهتمام: لا تاكول هم كاملين ..... ثم قال بتردد: أمير بدي روح معك على إني البودي قارد ......بخاف عليك منّن(منهم) بخاف بيغدروا فيك.....خيي... أمير بغضب: لا ....لا شو تروح معي ... دانيال بعصبية فاقت خوفه الذي تربّع في فؤاده : أمير....دخيل الله لا تخليني ماعطيك المصاري.... أمير بنرفزة سحب بخفة الحقيبة من يد صاحبه وصاح في وجه: ما بتئدر تروح معي.... دانيال مسك كتفه الأيمن : ليش؟ أمير ابعد يده عنه بصوت عال: بدّي إيّاك تبئى هون بجنب زوجتي وبنتي حتى لو صار إلي شي....بتكون انتّا موجود....افهمها بائه.... دانيال ، خفق قلبه بشدّة مسك بيد صاحبه برجاء: ما فيني اتركك لهيك وحوش.......ديانا ما بينخاف عليها راح تحمي حالها وتحمي بنتها متّل ما عملت في السنوات الماضية....دخيل الله ......خلّيني روح معك.... أمير مسح على وجه عدّت مرات رمى الحقيبة السوداء على الأرض ثم ولّه بظهره عن صاحبه وصرخ بقل حيلة وهما كانا بالقرب من الجبل وتردد صوته في ارجاء المكان ثم التفت على صاحبه بقول: اركب السيارة يلا ما بدي اتأخر... ثم سحب الحقيبة من على الارض بكل غضب فهم دانيال شعور أمير بهذا الوقت شعور العجز والخوف سيطران عليه ، خائف من الفقد وخائف من أن يُفتقد لا يريد أن يتركه وهو على هذا الحال لوحده لابّد أن يذهب معه ليفهم جورج أنّ أمير لهُ قدره على أن يُبيده بوجود رجاله الذي يستنّد عليهم! وهو سيكون إحدى رجاله في هذه اللحظة اغلق الباب وانطلق أمير بعجل للمكان الذي حدده ذلك الملعون لم يكن قريب غضب أمير في هفوات أفكاره وضرب على المقوّد بينما دانيال التزم الصمت كعادته لا يُريد أن يخفف ولا يزيد الحمل على كاهل صاحبه نظر للطريق وتنهد الآخر بتوتر! .................................................. ................................. اغلق باب السيّارة بقوّة وركض لناحية العمار السكنية والتي تحضن بداخلها تلك الضعيفة بجسدها وربما لحالها ! فتح المصعد دخل ثم اغلق الباب هو يتواجدون في الطابق الثالث ما إن انفتح حتى ركض في الممر والذي لم يكن واسعًا بكفاية ثم توجّه لناحية شقته أدار بغضب المفتاح ثم فتحه صرخ بعد أن اغلق الباب ظّن أنه سيجدها لن تستطع أن تكسر قوانينه فهي جبانه تهابه وتخافه في الآن نفسه : مُهرررررررررررررره مُهره... ثم أخذ يبحث عنها مشى في الممر القصير الذي يؤدي إلى غرفة الجلوس المتوسطة في مساحتها نظر إلى الشيبسات المرمية وللقراطيس والملابس المرمية في كل جانب تعجب من هذا الإعصار ....التلفاز كان شغالّا على قناة تبث فقط السوّر القرآنية والصوت كان متوسطًا لم يكون عاليًا ولم يكن خافتًا لدرجة لا تُسمع! ألتف ليدخل المطبخ الصغير كان مرتبًا ونظيف، ثم توجّه إلى دورت المياه اعزكم الله وهو يصرخ: مُهررررررررررررره.... عجز في أن تُجيبه لا يريد ان يلتمس معنى عدم وجودها لأنه سيُميتها لا محاله! ذهب لغرفة النّوم ....وكانت رأسًا على عقب.....ملابسها مرمية في كل جانب......أحذيتها كذلك.....ودفاترها ...وأقلامها على السرير.... عبس بوجه.....اخرج هاتفه من جيبه اتصل على ............................. كان جالسًا على مكتبه سمع رنين هاتفه سحبه وعندما نظر إلى الاسم تحدث بهدوء: هلا قصي...... قصي حاول أن يتمالك نفسه : هلا يا عم......اخبارك؟ تحدث الرجل الكبير في السن قليلًا: بخير أنت طمني عليك صار لك مدّه ما نشوفك ..... قصي لينهي الرسميات : بخير....ولكن يا عم ودي اطلبك طلب بسيط وخايف اكلّف عليك..... رمى القلم من يده تحدث بأهمية : لا ما بينا كلافة يا ولدي آمر..... قصي شد على يده وتحدث: أنا جيت الشقة ولا قدرت ألحق على مُهره راحت المدرسة وكان ببالي افاجئها بجيّتي ولا اتصلت ولا عطيتها خبر.....عشان كذا ممكن تروح المدرسة وتسوي لها استئذان...مثل ما انت عارف أنا ماقدر أروح ... وإلّا الكل بيعرف بزواجها! سكت لوهلة ، اغمض عينيه اخذ نفس عميق وبنبرة هدوء: ابشر....يا ولدي.....الحين طالع لها.... قصي ابتهجت أساريره: ما تقصر يا بو محمد.....وسامحني كلفت عليك.... بو محمد سحب مفتاح سيارته وبحسن نيّة سيذهب لها لإعادتها لشقتها لِـ تلك المفاجأة: ما بينا يا ولدي..... ثم سكر الخط.....وجلس قصي على الكنب وابعد ملابسها وكومة اكياس الشيبس برجليه وهو يقول: والله لا أربيك يا بنت صالح..... وبعد خمس دقائق نهض واغلق التلفاز ....واتجه لناحية النافذة وابعد الستارة عنها لتتسسل أشعة الشمس الحارة لهذا الصيف إلى أرجاء المكان بعثر بقدمه الأشياء.... فنظر إلى كيسة (اندومي) مفتوحة ومأكول نصفه ، ثم نظر إلى كيسة شيبس بحجم كبير لـ(شيتوس) مع قطعة ليمون اصفر مُلقاه بجانبها ولم يخفى عليه الشوكلاتات بمختلفها مرميّة على الأرض تأفأف وكوّم بيديه ملابسها الذي لا يعلم هل هي نظيفة أم لا؟ ورماها على الكرسي الهزاز لِيهتز قليلًا لن يُنظّف الوسط ....أمر تنظيفه سيكون جزءًا من العقاب الذي خطط عليه..... مرت العشر دقائق بملل وهو يتجوّل ذهابًا وإيًابًا ما بين غرفة النوم والجلوس......وهو يسب ويشتم اخوته ويشتمها ..... تنهد: وش هالوساخه....أنا اوريك بس تعالي هيّن.... واخذ يكمل احتراقه الداخلي بالحديث مع نفسه لتمر العشر الدقائق الأخرى بصعوبة عليه رنّ هاتفه سحبه واجاب ظنّ انّ ابا محمد اتصل لعناد زوجته من الخروج : هلا.... تحدث بعتب: أفا .....صار لي شهر ما شفتكم ولم جيت افطر معاكم تهج ويّه وجهك.... تحدث بهدوء: اعذرني يا سيف.......فجأة اتصل علي صاحبي مسوي حادث وطلعت .... سيف ابعد كوب الشاي عن فاهه: اوه......وش صار له الحين... عزام وجسّار بحلقّوا بأعينهما عليه بينما والدته اردفت بهمس: الله يستر.... قصي بهدوء: لا الحمد لله جات بسيطه رضوض وكسر.... سيف همس لهم بهدوء: صديق قصي مسوي حادث... عزام وجسّار فجأة نظروا لبعضهما لبعض غير مصدقين! ووالدتهم همست: الله يطلعه بالسلامة سيف: بأي مستشفى هو؟ شعر انه دخل في عمق المأزق من سؤال اخيه ولينهي الحديث: اقول اجلس مع أمي ولا تجي وربي أمس تحاتيك وانا إن جيت وما شفتك اشوفك بكرا....يلا ما ابي اطوّل بدخل اطمّن عليه مع السلامة واغلق الخط ليترك سيف يخبر أهله عن صاحبه الوهمي! وقبل أن تكتمل العشر الدقائق الأخير كانا في الطريق تعجبت من فعل عمها ، وخرجت له دون تردد بعد ان رأت بطاقته الشخصية ، فمن الواجب عليه أن يدخلها ويتأكدوا من هويته وصلّته من الطالبة ليسمحوا له بأخذها .....تحدثت بتردد: عمي ليش استأذنت لي... تحدث وهو مبتسم: يا بنتي انتي تعبانة صار لك اسبوع تشكين من هالحرارة.......المفروض غبتي اليوم....أنا ما جيت آخذك للمدرسة عشان تغيبين.... عقدت حاجبيه اخبرها في الصباح انه مشغول لهذا السبب لم يأتي لها ! ثم انعطف يمينًا لترى العمار وهو يردف: جبتك لشقتك عشان ترتاحين......يا بنتي......والدراسة لاحقة عليها... تحدثت بتردد وبشك : بس انا ما فيني شي عمي... تحدث بهدوء مبالغ فيه وممل لها وعلم أنها تتسائل عن مكالمته الأولى في الصباح: أنا جلست أحاتيك بعد ما سكرت منك المكالمة ........وبصراحة ما ظنيتك تروحين المدرسة عشان كذا جيت ورنيت الجرس ولا رديتي وخفت عليك واستوعبت حبك للدراسة وعرفت انك رحتي المدرسة ولا هان علي....اتركك...لازم يا بنتي ترتاحين يوم واحد ما يضر ....عشان كذا استأذنت لك هنا اقتنعت قليلًا بحديثه سحبت يده وقبلتها بحنان: ما تقصر يا عمي....ربي لا يحرمني منك... اركن سيارته بالقرب من العمار سحبت حقيبتها وقالت: انزل......عمي اشرب شاي عندي... ونست أنّ شقتها ليست مُتاحه للضيوف بسبب سهرتها الطويلة بالأمس....! بو محمد بعجل: لا يا بنتي خليها بوقت ثاني....بروح شغلي والحين نزلي...وروحي ارتاحي وانا عمك.... ابتسمت وفتحت الباب ....دخلت العمارة بينما هو نظر لساعة يده لم يتبقى إلا خمس دقائق وتكتمل النصف ساعة تملل ودخل دورة المياه اغلق الباب..... بينما هي شعرت بالسعادة بسبب خوف عمها عليها وإظهار اهتمامه لها ، وتحمد الله وتشكره أنّ المعلمة اختبرتها الاختبار الذي فاتها بالأمس في اوّل حصة لها فانزاح الهم من على صدرها ، صعدت المصعد شدّت نقابها للأسفل قليلًا لتبعده عن جفن عينيها السفلي بعد مضايقته لها انفتح الباب فشدت بيديها على الحقيبة لتجلعها أمامها ممسكة بها من يدها اليسرى وفتحتها من يدها اليمنى لتسحب مفتاح الشقة ما بين كومة الأقلام والكتب وعطرها المفضل! وما إن سحبته اكملت طريقها في الممر المؤدي للشقة وأخيرًا الآن اكتملت الخمس دقائق وفتحت الباب وهو ايضًا فتح الباب الخلاء ليخرج وهي دخلت واغلقت الباب فسمع صداه وابتسم بخبث ابعدت النقاب عن وجهها وعدّت الممر لتصل إلى غرفة الجلوس ورمت حقيبتها على الكنبة وقبل ان ترمي نفسها عليها سمعت صوته مردفًا: يا هلا والله وغلا.... ارتعبت وبحلقّت بعينيها عليه ازدردت ريقها ، ما هذه الصدفة لم تظن أنّ عمها استأذن لها من أجل قصي لم تظن بذلك أبدًا! أما هو حقيقةً انصدم من حالها ، ضعفت كثيرًا وجهها شاحب مائل للصُفره......شفتيها متقشرتَين ومائلة للبياض الناشف! عينها محطيتان بالهالات البنيّة وبِهما نظرة إرهاق وربما حُزن! تقدم لناحيتها وكتف يديه: صار لي ثلاثين دقيقة بالضبط انتظرك... صُعِقت إذًا عمها يعلم انه هنا وربما متفق معه من اجل... قاطع افكارها عندما قال بصوت شبه مرتفع: لم اقولك لا تروحين المدرسة يعني غصبن عليك لا تروحين....وتبقين في مكانك ازدادت نبضات قلبها، حدّقت في عينيه ، شهر كامل كفيل أن يجعله يتغيّر عليها من الناحية الشكلية والمظهر الخارجي! اصبح جسده رياضيا اكثر مما قبل، شعره لم يعد طويلًا ليغطي رقبته بينما عينيه حادتين أكثر من اللازم وذقنـ..... لم تكمل التدقيق بعد أن امسك معصمها بقوله صارخًا: ومرة ثانية سكري الخط في وجهي ....صدقيني ما راح يصير لك طيّب ارتعبت وسحبت يدها من يده أزاحت العباءة عن جسدها لتبقى بالزي المدرسي ورمت الحجاب على الكنب جلست على الكنب الآخر مسحت على وجهها وابعدت خصلات شعرها خلف أُذنيها وبلا نفس اردفت: قصي انا تعبانة وما فيني حيل لكلامك....ممكن تأجله؟ أتى بالقرب منها وامسكها من زندها ليصرخ: وطلع لك لسان......وترادديني...... اغمضت عيناها بشدة واردفت بهدوء بعدما أن وقفت وقابلته بوجهصا بوجه وحدّقت في عينيه: الحين انت ليش معصب... رماها على الكنب : انتي غبية ولا تتغابين علي........ نهضت مرّة أخرى لتردف بانفعال: بس عشاني رحت المدرسة جيت طيّارة لي عشان تعاندني.....وتاركني هنا شهر لا تتصل ولا تسأل عني....دراستي أهم من اجلس هنا انتظرك تجي.... انقض عليها بيديه ليهزها بعنف: لا تخليني احرمك من دراستك.....وربي إني قادر واسويها!......وشكلك ناسية شروط زواجي....تلبين أوامري بدون عصيان وبدون مرادد...قلت لك بجي كان اختصرتيها على نفسك وقلتي ان شاء الله .....ما بروح المدرسة... اوجعتها مسكته لها حاولت التفلّت من بين يديه ونجحت في ذلك وانهالت عليه بالكلمات بنبرة عتاب: مانسيت شروطك....بس شكلك انت نسيت أنك مسؤول عن إنسانه تعيش هنا و معلقة برقبتك... انفعلت واحمر وجهها: تاركني هنا .......شهر.....ما تدري عني آكل اشرب محتاجة شي.......مت ...مرضت....ويوم تجيني تبيني استقبلك بالأحضان وألبي لك رغباتك.....أنا انسانة يا قصي...ما نيب جماد ما يحس.....مرضت لي اسبوع كامل....عجزت ألاقي احد يوديني المستشفى.... صرخ في وجهها وهو قابض على قبضت يديه: وعمك وينه عنك؟....هاااااااااااااا......وبعدين قلت لك روحي بيتهم قبل لا ارجع الشرقية (اشار لها) انتي رديتي علي ارتاح هنا اكثر...... مُهره اغرقت عيناها: عمي موجود ......والله يعطيه العافية ما قصر ....خدمني.......وتحملني...ولبى احتياجاتي من أكل وشرب وغيره......وحتى لم مرضت ما قصر....بس ما حبيت ازيد عليه واصير حمل ثقيل من جديد..... قصي دفعها من كتفها: فلوسك تخدمك..... اكلك .....شربك..... وحتى دواك المفروض من فلوسي اللي عطيتك اياهم وما ظنتي قصرت عليك من هالناحية..... بكت بانفعال شديد: عارفة.......بس صرت استحي كله اطلبه......وساعات يتعذر لأنه ولده تعبان........وقطعت ما اطلبه وصرت انا ....اروح اقضي للبيت....واروح المدرسة مشي.... غضب هنا وصرخ بانفعال: لا تجلسين لي تبربرين وتعاتبيني.....قلت لك من الآخر روحي بيت عمك ورفضتي فتحملي ما جاك.....شكلك ناسية زواجنا بالسسسسسسسر ....وما راح تشوفيني....في وجهك اربعة وعشرين ساعة......افهمي هالشي... . لم تجيب عليه كل ما فعلته نهضت ومرّت بجانبه تريد أن تذهب لغرفة النوم ، لتبكي براحتها لن يفهم ما تقوله ولن يقدّر قولها ابدًا ، لذا ستهرب من غضبه وستقفل عليها الباب إلى ان يهدأ لتحدثه بهدوء وليستوعب هو ما تقوله! ولكن امسكها من معصم يدها وتحدث بغضب : وشالحوسة اللي بالشقة.....وش هالقرف.......وش مسوية ......سمعيني راح تنظفين كل شي حالًا.... وقربها منه اكثر وهو يحدّق في عينيها المحمرتين أثر الدموع: وتلبين رغبتي...... مُهره صرخت في وجهه وانهملت دموعها على خديها بِلا توقف: تعبانة.......ولا لي خلق بروح أنام ولجلست نظفت وشدّت على اسنانها بقهر: ولبيت لك رغبتك.... شد على يدها اكثر: إلا في هالشي لا تعانديني لأنه وربي ....راح اكسر لك راسك......والحين رتبي الشقة.... سحبت يدها من يده واتجهت للغرفة وهي تصرخ: اوووه انقلع عني .....روح بيتكم جايني بشرّك ليه.... تبعها للغرفة وكانت ستغلق الباب ولكن وضع رجله وشدّها من يدها وثبتها على الحائط ليردف بصراخ صدّع رأسها منه في هذه اللحظة: صوتتتتتتتتك لا يعلا علي يا بنت صالح........لا ادفنك.... حاولت ان تبعده ولم يتزحزح من أمامها صرخت بالمثل: انقلع عني....انقلع...مو قادرة اتحمل لا قربك ولا صوتك......ليتك كملت جميلك ولا جيت لي سنة قداااااااااااااااام ......انقلع.... لم يعد قادرًا على السيطرة على غضبه ، لم تكن هكذا قبل أن يتركها لتلك المدّة التي غيرتها ، لم ترفع صوتها يومًا عليه، لم تكن هكذا متوحشة....كاره وجوده ، أحبّ أن يعاندها بالمثل وشدها لناحية صدره تحدث بفحيح موحش لقلبها ،: بتتحملين قربي والحييييييييييييييييييييين ..... فهمت قصده ارتجف جسدها ما بين يديه ، وغلبها البكاء ، بدلًا من أن يأتي ليطمئن عليها أتى لينتقم مما فعلته في الصباح، تعلم أنها إن ضعفت اكثر ستُهان هكذا كانت تفكر فدفعته وهي تبكي وتصرخ: ما راح يصير شي غصب عني... لم يتحدث كل ما فعله أنه سيطر عليها بقوة جسده في وسط صرخاتها وضع يده على فمها بصرخة: لا تصارخين وتزعجين الجيران.......ولا تصدعيني.... مُهره ما زالت تقاوم قبضة يده من على كتفها: قصي....مانت قصي اللي اعرفه......تكفى بعد عني وربي تعبانة ........ وبضعف: خلاص بقوم ارتب الشقة ......و قاطعها بنفس النبرة والغضب: اششششششششششششش...... وألتهما بنيران غضبه وتهوّر افعاله، لم يكن واعيًا حقيقةً لفعله وتصرفه ، يشعر بالحرقة من حديث اخوته، وزادوا عليه الأمر حينما اخبروه ما ذا لو تسلل الأمر لوالديه؟ اشعراه وكأنه طفل لا يعي لتصرفاته وغير مسؤول عنها وفي الواقع هو لم يؤدبها على حد قوله بل انتقم من نفسه ومن اخوته اللذان نبّها لأمر هو حقيقةً لم ينساه ولكن مقتنع انه لن يحدث ولن يُفسد عليهم لذة الهدوء في المنزل ، كان غاضب وهي كانت منقهرة منه عاندته وزاد غضبه اضعاف مضاعفة ورآها فرصة لتفريغ هذا الإنهيار الذي بداخله عن طريقها! بالصراخ، والانفعال......وقتل روحها هنا تركها وهي تكوّمت على نفسها تبكي.....ما حدث لها الآن اشعرها بالمهانة والذّل كيف وافقة عليه كيف؟ لو بقيت في منزل عمها أفضل بكثير من حالها معه....شدّة على اللحاف على جسدها الذي يرتعش خوفًا مما هو آتي لها في المستقبل ! تشعر أنّ الحرارة ستعود لتلهب جسدها من جديد الصداع والطنين بدأ يزداد.....دموعها لم تكف....شهقاتها تصل إليه ولكي يبتعد عنها بخطوات بطيئة ...دخل الخلاء واغلق الباب بقوة ...وانتقزت لصوت صداه! .................................................. ................................. في تمام الساعة الثانية والنصف ظهرًا كان المنزل في حالة نشاط، الجميع متحمّس لرؤية وجه ذلك الطفل الصغير بينما ناصر وسعود وكذلك سيف كانوا في الغرفة التي ستنام فيها الجازي خلال الأربعين يوم! كانوا مجتهدين في تركيب سرير الطفل ووضعه جانبًا بالقرب من سرير والدته... تحدث سعود وبعد ان استقامة بوقفته: هااا وش نويتوا تسمونه.... ناصر بتدخل سريع نافخًا صدره: اكيد على عمه ناصر... عشان يطلع مثل جمالي واخلاقي سيف كش بيده : الله لا يقوله ضحك هنا سعود : طارت الجبهة هههههههههههههه ناصر وكان يحمل بيده كرتون متوسط الحجم: اسكت بس اسكت ولا وربي اكسر اغراضكم الحين... سيف ضحك وسحب الكرتون من يده: لا يا شيخ لا تخسّرني.... سعود جلس على طرف السرير بتعب: قول عاد وش بسمونه.... سيف ابتسم له: عبد لله...... ناصر بجدية: الله يخليه لكم وان شاء الله تبلغون فيه معرس.... سيف باستعجال: المهم مشكورين على المساعدة وان شاء الله نردها لكم في زواجكم .......والحين سلام بروح اسوي اجراءات الخروج.... ناصر ابتسم: الله معاك..... سعود بانتباه: لحظة سيف امي ترا بتروح معاك..... سيف: أي عطيتها خبر ....وقلت لها تجهّز حالها والحين بتصل عليها .....يلا فمان الله.... ردا في الآن نفسه: فمان الكريم.... ناصر تحدث: وانا بروح اجيب أختك شيخوه من بيت عمي.... ولكن قبل أن يخرج اطرق : إلا صج سعود مستانس على اللي سويته أمس.... نهض سعود وهو يحّك رقبته ثم اردف: تراني سامحته .....بس ما زلت زعلان ....الكـ......كسر لي يدي ....... ناصر لم يحبذ ان يُطيل الحديث العقيم معه فاردف: تراه بسافر يكمل دراسته برا ويمكن ما نشوفه إلا بعد فترة طويلة فالأحسن تتقبل اعتذاره لك على أنك انت الغلطان... كان سيعترض ولكن اشار له أخيه: أي انت غلطان ....وعمي عاقبه على شي ما سوّاه......المسكين من زود الحرّه كسر يدك بالغلط....ولا هو مستحيل ينوي لك شر بس أنت مصختها معه..... ثم خرج تاركَا سعود يُعيد نظره للأمر من جديد رغم أنّ خالد يكبره بسنوات ليس هيّنة إلا أنه أتى بالأمس واعتذر وهو المخطأ أجل يقر بذلك ما بينه وبين نفسه ، لن يطيل الأمر ولن يطيل صدّه عن ابن عمه بعد الآن! .................................................. ................................. خرجت من الشقة تمشي على قدميها مستعجلة للذهاب إلى الجامعة ، صدمت في أحدهم وهي تردف: سوري... واكملت الطريق لم يتبقى على محاضرتها إلا خمس دقائق بالأمس أطالت السهر في المذاكرة ! الأمر بالنسبة إليها صعب بسبب ضعف لغتها قليلًا ، في الواقع بدأت تتطوّر ولكن ما زالت تحتاج وقت لتطويرها للأفضل لتختصر على نفسها أمر الترجمة أثناء المذاكرة! أخيرًا وصلت والتجهت لناحية السلالم تركض مما لفتت أنظار الجميع بسبب ركضها ، تشعر بالجوع ولكن ليس هناك وقت للأكل.... صعدت من خلال السلالم للدور الثاني فهناك قاعتها لم يتبقى سوى دقيقة أخيرًا وصلت ودخلت وجلست على اقرب كرسي متاح لها واخرجت كتابها وقلمها وكان صوت تنفسها مسموعًا فتعجب الدكتور من الأمر وكذلك الطلاب فتحدث: are you ok? (هل أنتِ بخير) هزت رأسها وهي تنطق بصعوبة: yes…….but,……can I drink water? (أجل ولكن هل أستطيع شرب الماء) تحدث الدكتور قبل ان يشرع في شرح درسه لهذا اليوم: sure )بالتأكيد) سحبت علبة الماء أو ما تسمى بـ ( مطرت ماء)من حقيبتها وهنا الطامة نسيت من أن تملئها بالماء ضربت على جبهتها بخفة تشعر بالتعب ، جفّ حلقها تريد أن تبلله الطالب الذي بجانبها لاحظ توترها ورأى قارورة الماء الفارغة فهمس لها بلطف وفي يده قارورة ماء جديدة ونطق بالعربي لأنه علم بعد ان سمعها تهمس لنفسها (صج إني غبية) وكذلك ملامحها انها ليست اجنبية! تحدث بهمس: اختي خذي هذي جديدة ما فتحتها نظرت له بحرج وهمست له: مشكور ماله داعي..... لم يترك لها مجالًا وضع القارورة على طاولتها ، وابتسم قائلا: شربي بلّي ريجج(ريقك) ولا تعاندين نفسج.... نظرت له، ملامحه خليجية ولكن إلى الآن لم تخمّن هل هو كويتي مثلها أم لا؟ فانصاعت لرغبتها هي بحاجة لشربه فشربت القليل واردفت له: مشكور... ثم ركزّت في المحاضرة وبعد مضي ساعتين اسندت نفسها على الكرسي ومدّت رجليها للأمام تشعر بالخمول، لم تنم جيّدًا اما ذلك الشاب وضع كتابه في حقيبة الظهر وتحدث: اليوم طولّت المحاضرة ..... اعتدلت في جلستها وقالت بتوتر : أي حضرته خذ ربع ساعة من البريك.....ما كفته الساعتين اللي هذر فيهم..... الشاب ابتسم لها : والدرس بعد يبيله.... تحدثت بتأييد: أي وايد ..... الشاب حكّ انفه بتوتر ومدّ يده: معاج طارق محمد. الـ... ابعدت شعرها عن وجهها بتوتر ووقفت لتصافحه: إيلاف أحمد الـ.... طارق بهدوء: تشرفت بمعرفتج...... حكّت ارنبة انفها بتوتر شديد: أنا اكثر.... الشاب بهدوء : شكلج أوّل سنة اهنيه.... إيلاف اجمعت اغراضها في الحقيبة: أي اول سنة وانت؟ طارق وضع يديه في جّيب الجاكيت: انا ثاني سنة بس تو آخذ هالمادة.... سحبت حقيبتها فقال: عندج بريك؟ إيلاف فهمت يُريد ان يصبح زميلًا لها : أي .....وانت ؟.... لم تنتظره يجيب فقالت خجلى: إذا عندك تعال معاي على الكفتيريا نفطر.... طارق: عندي بريك مدته ساعة.... إيلاف بملل وبدأت تتمشى معه: مع الأسف انا عندي بريك بو ساعتين ...وصديقتي المقربة تعبانة ولا جات ... طارق نظر إليها: شكلج ما عندج صديقات وايد ولا زملاء... إيلاف اندمجت معه بالحديث: خلها على ربك لحد الحين احس بالضيّاع فما فكرت اصادق احد إلا لم اتعرف على المكان عدل..... ضحك بخفة وبدآ ينزلان إلى الدور الارضي: عادي تتعودين.... إيلاف : نفس كلام نور صديقتي....وما زلت احاول اتأقلم.... ثم توجهوا لناحية الكفتيريا كل ما طلبته موكا حاره وكروسان أما هو طلب قهوة سادة وجلسا بالقرب من النافذة المطلّة على فناء الجامعة كان سيتحدث ولكن سمع تنبيه من هاتفه فتحهُ وتأفأف حتى قالت إيلاف: شفيك تتأفأف طارق بهدوء: الدكتور قدّم موعد محاضرته بسبب ظرف طارىء له إيلاف ارتشفت القليل من الموكا: أحسن لك والله .....عشان تفتك من غثاه... طارق نهض وابتسم لها: مضطر اقوم.... ثم مد يده: اسعدت بمعرفتي فيج.... سكتت لوهلة ابتسمت له وصافحته وهي تردف: وأنا اكثر.... طارق سحب نظارته من على الطاولة: عن اذنك.... إيلاف : موفق وما أن انصرف عنها حتى ابتسمت لطيف خياله واردفت: واضح عليه دافور يبيلي اتمصلح عنده عشان يساعدني في المادة..... ثم اكملت اكل افطارها وطرأت على بالها نور ولم تتردد في تلك اللحظة من الإتصال عليها كانت للتو استيقظت من نومها بطلب من والدتها لتتجهّز للعودة للديّار الذي حمل بين طيّاته الكثير من المُعاناه والأنانية! تأفأفت كانت تتمنى لو تبقى اسبوعًا كاملًا هُنا ولكن الظروف لم تسمح لهما في البقاء في الواقع حقيبتها جاهزة لم تُخرج ملابسها كلها سحبت السحّاب لتغلقها ثم نهضت متجه للخلاء تُريد أن تستحم لتتنشّط خلايا جسدها ولكن استوقفها رنين هاتفها سحبته من على وسط السرير نظرت للاسم ابتسمت ثم أجابت: هلا إيلاف.... إيلاف بحماس: هلا نور اخبارك طمنيني عنج؟ .......ياختي الجامعة بدونك ظلام ......أحس بملل تصدقين..... نور : لا تبالغين ....إيلافوه.... إيلاف ضحكت: ههههههههههههههههه بصراحة فقدت أجمل شي كان عندي اللي هو إني الاحقج بدون ما تحسين عشان اعرف عنج اكثر... نور مسحت على شعرها لتجعله خلف آذانيها: يعني كنتي تراقبيني...؟ إيلاف بتردد: تبين الصج!.....اي.. نور بتعجب وانذهال: طيب ليه؟ إيلاف حكّت أرنبة أنفها بتردد في نطق: سمعت عنج اشياء وايد بالجامعة ...مثل انج غريبة......وصعب أحد يتعرف عليج.......واشياء غبية بس لمَ تعرفت عليج كل اللي سمعته عنج طلع جذب.... نور لم تنكر أنّ حديثها ادخل في فؤادها حزنًا لحالها ولحديث الناس عنها ولكن اردفت بهدوء: الناس تحب تألف اشياء مو بالواقع... إيلاف : وانتي الصادقة ولكي تنهي المسالة: المهم إيلاف بكرا بشوفك وللأسف راح تنشبين لي... إيلاف بسعادة: زين ما طولتوا..... ثم اردفت بغرور: غصبن عنج بتتحمليني..... نور ضحكت: هههههههههههههه وربي مجنونة يلا باي بروح اتروش ايلاف ما زالت مبتسمة: باي دخلت الخلاء استحمت لمدة لم تقل عن عشر دقائق ثم خرجت لتجفف شعرها وبعد ذلك اتجهت لغرفة والدتها اطرقت الباب ثم دخلت ابتسمت ديانا بعد أن رأتها ثم قالت: جهزتي كل شي؟ نور بزعل: أي.....ماما....قولي لبابا أمير يمدد هالسفرة.... ديانا نهضت من على السرير وأبعدت عن حضنها الحقيبة اتجهت لناحية والدتها وامسكت بأكتافها : ما بيئـ.... وقبل ان تكملها بلهجتها اللبنانية تحدثت باللهجة السعودية الثقيلة: ما يقدر.....لأنه هالسفرة مو مشان الترفيه .....لا هي عبارة عن سفرة عمل ....وخلص شغله هنا.... نور عاد توترها من جديد ابتعدت عن والدتها وتوجهّت لناحية النافذة وهي تردف بصدق: الود ودي ما ارجع بريطانيا أبد.....كل ذكرياتي السيئة بدت هناك...... ديانا فهمت ما تُرمقها ابنتها إليه لذا تحدثت: ما نقدر نبقى هنا يا نور.....هالبلد طلّعنا من جواتوه .....من عشرين سنة.... التفتت عليها نور وأردفت بنبرة منكسرة: وذاك البلد أكل لحمي وشرب دمي ببرود....يمه.... هي معتادة على تسمية ديانا بـ (ماما) ولكن ديانا تعرف ذلك جيّدًا ما إن ابنتها تنطق كلمة (يمه) إلا انها منكسرة ، حزينة، خائفة ولم تعد قادرة على موازنة الحياة! اقتربت منها واحتضنتها من الخلف لتلصق ظهرها على صدرها وأحاطتها بيدها وبيد الاخرى تمسح على شعرها وهي تقول: انسي ..... نور.....كل شيء انتهى.....افتحي لنفسك صفحة جديدة.....والأهم اعطي نفسك فرصة ثانية لهالحياة.... نور أخذت نفسًا عميقًا، وحدّقت للفراغ، تذكرت أمور كثيرة في هذه اللحظة، تذكرت الخيانة....الوعود المستحيلة....الحُب العقيم....والصرخات في قاع مجهول....وألم جعلها تتمنى الموت بدلًا من تجرعه....طأطأت برأسها قليلًا وضعت يدها على بطنها وازدردت ريقها في تلك اللحظة ....انهملت دموعها بلا توقف واهتّز جسدها ...لم تتحمّل ديانا كل هذا لذا سحبتها من يدها لتصبح أمامها وباغتتها في احتضان عميق حتى بكت نور بلا توقف وتكرر: بليييز .....مابي ارجع.... ديانا طبطبت على ظهر ابنتها تنهدت بضيق : ابكي يا بنتي....ابكي ......بلكي ترتاحي...... وشدت عليها لتمنعها من الانهيار، والهروب وكذلك التردد في مواجهة ما تخافه.....شاركتها الإحتضان وعانقتها بحُب الأم وحنانها لتهدأ عواصفها....وتمنع سيول الانهيارات المتراكمة بداخلها! .................................................. ................................. قبل ساعات قليلة! في المزرعة البعيدة عن المدن وضجيجها في الريّف ما بين طبيعة جميلة أفسدتها نوايا البشر التي تُحيطها من كل جانب، خطى خطواته ناحية الوجهة التي يحيطها الرجال من كل جانب ، تقدم معه دانيال وقلبه يعزف ألحانًا كثيرة تفسّر معنى الخوف! اقترب من الرجل الذي يجلس على كرسية أمام الطاولة الخشبية ما إن اقترب أكثر ودقّق في ملامح وجهه حتى اقشعرّ جسده وكادت رجليه تضعف لحمل ثقل جسده ولكنه تماسك! اردف باسمه وبصوت مسموع: بهاء الدّين؟ لوّ لسانه في فمه بطريقة تنم على السخرية ثم نهض ليبان طوله وعرضه وتغيّر شكله على أمير ! تحدث بصوت عالي: جورج .....عِندنا خطّار ؟(عندنا ضيوف بالعراقي!) خرج جورج واضعًا يديه خلف ظهره اقترب من أمير ودانيال لم يفهم صدمت صاحبه ولكن اقترب منه ليبقى بجانبه مدّ جورج يده لأمير: نوّرتنا ... لم يمد أمير يده ليبادله بالتصافح ، ما زال يحدّق في ذلك الخبيث الذي يقف خلف جورج كما يقف دانيال خلفه تحدّث ما بين اسنانه: شو عم يصير؟ ثم التفت على جورج واشار له: فهمني شو عم يصير ئلت إلك(قلت لك) جورج ببرود اشار له: تفضل لتعرف كل شي... أمير بغضب بلغ منتهاء انقضّ سريعًا على بهاء الدّين وألكمه على وجهه وهو يقول: مو متت من ئبل(قبل) خمس سنين......ليش أنتا هون هااااااااااا؟......ليششششششششششش؟! اقتربوا رجال جورج بأسلحتهم الموجهة لناحية أمير ودانيال الذي ابعد أمير بالقوّة عن ذلك الرجل لم يستوعب سرعة أمير في اللكم والضرب بينما جورج أمر رجاله بصراخ: بعدوا لورا......بعدووووووووا... نهض بهاء الدّين وهو يبصق الدم على الارض تحدث بسخرية: واضح ما عندك وكَت(وقت) تريد تعرف كل شي هسّه ولا بعد ما تسلم الفلوس لأخوي... عقد أمير حاجبيه نظر إلى جورج دقق في ملامح وجه لم يخفيه الشبه عنه ولكن اللهجة ليست واحدة ماذا يحدث ؟ صرخ في وجه جورج: فهمني .......هادا اخوك؟ جورج بهدوء: اخوي من امي..... دانيال لم يندهش، لأنه لم يعرف أمر الرجل الذي انطرح ارضًا على الارض بيد أمير لم يفهم شي ولكن ما إن اقترب أمير من جورج اقترب معه تحدث أمير: كيف أخوك.....واللـ... قاطعه بهاء الدّين بسخرية: امنا تركية......أنا ابوي عراقي وعشت بأرضها .....واخوي ابوه بناني وهم عاش على ارضها.......وكل واحد خذ لهجة ابوه.....وش الغريب! أمير عضّ على شفتيه وهمّ بضربه ولكن اوقفه جورج وهو يصرخ: مراد بكفي .....ابعود على ورا...... أمير رمى الحقيبة السوداء امام جورج: خوذ المصاري........بس ئبل(قبل) ما امشي فهمني.....مو على أساس الخسيس ....مات من خمس سنوات ....بجرعة زايدة ....وترك نور.....بـ... لم يستطع ان يُكمل، أدار نفسه للجهة المخالفة لهم مسح على شعره بِلا حول ولا قوّة ودانيال يُراقب تصرفاته عن قرب لم يتحمل أمير صرخ في وجه بهاء الدّين وعيناه محمرتين ووجهه محمر: هدمت كيانها ومشيت يا نذل......كيف انت عايش؟ جورج تحدث: كان مزوّر هويته الشخصية بشخصية بهاء الدّين ابن عمه اللي توفى بجرعة زايدة حقيقةً قبل سنة من الأحداث اللي صارت عليكوم...... لم يتحمل هذا الكم الهائل من الضغط اتجه لناحية ذلك الرجل شدّه من ياقته تحدث بغضب وصراخ في آن واحد: كزبت على بنتي....ضيّعت إلها شرفها.....زوّرت إلها عمرها حتى تكون بالسن القانوني حتى تتزوجها .......حطمتها.......بشرب....وسكر....وإدمان..... بالأخير رميتها بالشارع .......مشان شو؟.....بدي اعرررررررف مشان شو؟ جورج سحب أمير تحت انظار دانيال المذهول من حقيقة ما تحدث وتلفظ به امير جورج بصراخ: عشان الصفقة تتم....! أمير ابعد يدين جورج عنه صرخ: شو الرابط العجيب هاد... جورج بحقد: أنت جبرتني على هادا الشي أمير....أخزت مني ياللي بحبّه.....وصرت تنافسني كتير في اعمالي.....صرت إللي مُنافس بكل شي......خليت....مُراد....ياللي جبرتوا بسافر على اكسفورد....مشان يلتقي بنور.....وبعيش معها قصة حُب وهمية......ونخليك بوئتها(وقتها).....متشوّش....وتأثر على شغلك...وتخسر في اسهمك الروسية سنة 2014 لأنك من الأساس كنت خسران بنسبة ضئيلة ما راح تأثّر في اسهمك بس حنّا زدنا عليك الهم حتى تخسر أكثر.....وهون انا رجع اسمي يلمع ما بين رجال الأعمال البارزين ياللي بقائمة لندن..... أمير كان واقفًا يستمع بِلا عقل وبِلا تركيز أي خبث وصل إليه هذا الرجل بينما دانيال حكّ جبينه بتوتر من هذه الحقائق اكمل جورج: صفقتنا بوقتها مربحة بالنسبة لخسارتك ياللي كسرت إلك ظهرك.....انشغالك ببنتك ما خلتك تفكر كتير بالصفقة وافقت عليها متل ما انا خططت .....وهلأ جاء وئت المكافاءة وانتا بنفسك اعطيتنا إيّاها وصدئني(وصدقني) ماراح تشوفني لا أنا ولا خيي مُراد تاني مرة..... أمير عقله مشوّش بالذكريات، استغلوه عن طريق نور.....ومُراد استغلها لأنها كنت مضطربة في ذلك الوقت ومن السهل التحايل عليها.....دمروا حيات أحبّ الناس إلى قلبه .....لم يستطع أن ينصت أكثر لهذه الحقائق كل ما فعله ضرب جورج على وجهه وامسك سريعًا بمراد واجتمع الرجال من حولهم وكاد احدهم يطلق النار على أمير ولكن صرخ جورج: بعدوااااااااااااا......مابدي اسمع صوت رصاص هون.....بعدووووووووا.... نظر أمير إلى عين مُراد الخبثتين شدّ على رقبته حتى انّ مراد بدأ يختنق ودانيال يتحدث: دخيل الله أمير لا تعملها وتروح فيها..... جورج أتى بالقرب من أمير تحدث بهدوء: امير ....ما تئدر (تقدر) تغيّر أي شي حتى لو قتلت خيي.....المصاري وصلتنا......والعئد وصلكم .....خلاص امشي من هون....... أمير شد اكثر على رقبت مُراد وهو يردف: اخذتها منّا بعمر صغير....ما كانت فاهمه إيش حُب وإيش زواج....جيت انتا...ولوثتها بأفكارك....ضربتها......عيشتها في مُر........تركتها إللي بهدية ببطنها......تعرف هيدا الشي ولا لا؟....نور كانت حامل لم تركتها بالشارع....وانتا هربت .......ولم عرفت أنك مت كتير.....تألمت لأني وئتها كان بدي أموّتك بإيدي هدول... جورج بخوف على اخيه الذي قلب وجهه للأزرق: امير.... دانيال حاول أن يسحب أمير: امير دخيل اسموه اتركوه..... أمير تحدث وعيناه تمطران بالدمع والاحمرار يزداد: احترت انا وإمها شو بدنا نعمل ......بتزكر (بتذكر) كم كان عمرها؟......كان عمرها 16سنة.......حِملت وهي بهاد العمر.......كنت افكر نعملها إلها عملية اجهاض لكن حذرتنا الدكتورة وشّد على رقبته ليردف: تعرف ليش؟ صرخ جورج هنا: اميييييييييييييير..... مُراد يحاول ان يبعد نفسه عن يديه بحركاته العشوائية اكمل أمير: لأنها صغيرة وما تتحمل.....وحتى عملية ولادتها ....كانت كتير صعبي.....جسمها صغير......واجبروني على اني اوقع على العملية القيصيرية بتعرف مكان العملية شو عملت فيه ؟ دانيال برجاء: امير ......اصحى على نفسك اتركوه.....اتركوه.... امير ارخى قليلًا من قبضته وبدأ مُراد يكح واكمل: عملت إلها وشم حتى يخفي الجرح .....رغم العملية التجميلية اللي ساووها إلها إلا انها بشوف هذا المكان كتير بشع........ أخيرًا دانيال سحب امير وسقط مُراد على الارض وانحنى اخيه جورج ليردف: خيي.... دانيال بهمس: أمير خلينا نمشي.... أمير بصراخ : حرقوها......حرقوها يا دانيال........آه ....آه.... سحبه دانيال واجبره على ركوب السيارة بينما مُراد حدث اخيه بقول: لازم نسافر ألمانيا علمود ما يلحقنا هالمجنون...... جورج تنهد بضيق: حذرتك كتير من أنك تتمادى معها ...... قاطعه بعدما ان وقف: قلب أخوك ما يرفض الحلوين....وهالنور......آخ...بس......عليها جمال بنات الكون كله....... ثم سحب جاكيته من على الكرسي ثم اردف: وهسه ضروري نروح عالمطار .....قبل لا يسوي هالأمير مصيبة علينا....ترا بالموت وصلنا لهاليوم.....بعد هالتخطيطات ما نريد شي يخرب علينا بآخر الموّال.... جورج بخوف: اوك.... دانيال قاد سيارته بجنون من هذا المكان ، وأمير اخذ يبكي في السيّارة بصوت مسموع! أنانيته اوصلت نور في اسوأ الإنتقامات ! لم يكن يعي سبب خسارته المفاجآة في ذلك الوقت ...كُل شيء انهدم أمام عينيه حتى جعله يذعر ويبحث عن سُبل أخرى تمكنّه من الصمود أمام رجال الأعمال خاصةً بعدما سحبوا أيديهم عنه ! فتشبّث في تلك الصفقة وتوارت عليه أحداث نور الغير متوقعة! ضيّعها بأنانية قرارٍ ليس له مثيل....تجاهلها في بداية الأمر ولم يهتم لهروبها ....بل كان يُسكت ديانا بكلمات الإطمئنان دون أن يبحث عن خيط يدلّه عليها كان منهمكًا في العمل والصفقات المربحة لتعويض خسارته التي تُعتبر عار عليه كونه رجل أعمال معروف في بريطانيا! ما إن رأى أنه بدأ الدّم يعود لمجراه ويشد من عود ثروته حتى نظر إلى نور المحطمّة في زواج بُنيّ على باطل.....لم يعرف كيف تعرفت نور على ذلك المدعو! ولكن عرف في وقتها انها احبته واستغل ذلك الخبيث حبها له في انتهاك عرضها وشرفها حتى لو كان تحت مسمى الزوّاج! ففي ذلك الوقت كانت تعاني من الأكتئاب وتتناول عقاقير لتخفيفه ولديها جلسات محددة مع دكتورة للأمراض النفسية لذلك مراد استطاع أن يقنعها بحبه ويحتضنها بحب كذب! ولكن سريعًا ما غدر في ذلك الحب بعد مرور ستة اشهر عادت إلى بابهم معنّفة ترتجف بردًا وخوفًا ممّا حدث لها والطامة الكُبرى ظهرت بعد مرور اسبوعين اكتشفت أنّ بداخلها طفل من ذلك الخائن، وحاولت عدّة مرات للإقبال على اللإنتحار وحُجِزت في مستشفى الامراض النفسية لمدة لم تقل عن التسعة اشهر وانجبت .....و.... ضرب على فخذيه بتحسّر ، ظلمها .....ولن يستطع أن يعوضها عمّ حدث! اوصله دانيال لمنزله نزل من السيارة ودانيال لم يستفسر عن الأمر فأمير في حالة يُرثى لها وربما في هذا الوقت يُريد زوجته بجانبه لتخفف عنه لذا اوصله ثم غادر المكان بهدوء ، دون التلفظ بأية كلمة! دخل أمير إلى المنزل وهو يجر قدميه بصعوبة على الارض كانت نور ووالدتها تجلسان في الحديقة الخارجية ما إن رآتاه حتى نهضتا واقتربتا منه تحدثت زوجته بابتسامة: جهزنا كل شي...... نور بزعل: كان خاطري نبقى اكثر هنا أمير كان يحدّق لنور بنظرات انكسار وخجل، كانت عينيه محمرتّين للغاية، يظن أنه كان سببًا رئيسيًا في جعلها تغوص في بحرٍ من الأحزان بلا توقف والإنخراط في طريق الزلل لفترة وجيزة من الزمن! لأنه وبكل بساطة لم تكن اولى اهتماماته في ذلك الوقت ...بل كان يظن أنه اعطاها الكثير من وقته وبسبب صدها عنه وعدم تقبلها له جعلها تفعل ما تشاء دون مراقبةٍ منه ولكن والدتها لم تتركها يومًا لطيش افعالها ولكن لم تستطع السيطرة عليها ! نور في ذلك الوقت ليست كما هي عليه الآن! كانت عنيدة....متسلطة على نفسها للإنتقام من قرار والدتها في العيش مع أمير! كرهت والدتها لفترة وانتقمت من أمير في جعل والدتها تتشاغب عليها وتحزن عليها في اقتراف ما لا تحبذه والدتها....كـ السهر....والنوم خارج المنزل....وحتى الشرب....لنسيان ما حدث لها من تنمّر....ومن ابتعاد شديد اللؤم عن والدها!......عاشت في هذا البلد مرغمة وقامت بأفعال مخجلة للإنتقام من قرارات والدتها وأمير إلى أن وقعت في ظلال الطريق المظلم! خرجت من حالتها العاطفية والإكتئاب الحاد قبل حوالي سنة! ودخلت في حالة عاطفية مع توم وخرجت منها دون خسائر هذه المرة! بل هي الرابحة في هذه العلاقة .....لأنها تقبلت ما هي عليه ....وتقبلت العيش مع حُب والدتها لأمير وحبهما لها! اعتادت على العيش على هذه الحياة دون ان تختار لها طريقة للعيش ولكن هذه المرة اختارت أن تعيش على حُب ودفء امير وديانا مهما حدث فهما الوحيدَين اللذين يهتمان لها هم فقط دون غيرهم! لا شيء يستحق حزنها فالجميع ابتعد عنها .....حتى والدها تخلّى عنها ولم تعد تشتاقُه! ابتسمت في وجه بعد ان أنطق بضعف لم يخفى على زوجته: اوعدك نرجع لهون مرّة تانية ثم هرب من ملامح وجهها وفي قلبه ألم ،ضعف ، خوف من الكذبة التي اختلقها لها بل الأكاذيب....ما إن ستنكشف يجزم أنها ستعود من جديد في قوقعة مظلمة وهذا ما لا يُريده اختفى عن انظارهما هاربًا إلى الخلاء! بكى بِلا صوت وبِلا دموع ......يريد الهروب من جديد من هذا البلد حالًا بالًا قبل أن يكون قاتلًا ! سينتقم لها ولكن ليس الآن لا المكان ولا الزمان مناسبَين فتح صنبور الماء ارشح وجهه واخذ تنفس الصعداء ثم خرج لرؤيتهم .................................................. ................................. في بعض الحين لا الحُب يكفي ولا الإحتضان يكفي لتهدأت رجفات القلب وتسكين ألم الرُّوح! بل الإعتياد على الأمر وتقبله هو من يمتص كل هذه الرعشات والآلام ....سواءًا ببطء أو سريعًا كلمح البصر..... الإعتياد على العيش.....على البُعد....على الغُربة.....على الحُب.....على حتى الخيانة.....يجعلك تعيش بألم طفيف.....وربما مع مرور الوقت يُبهت الأحاسيس في قلبك....وينتزع العواطف من خلايا جسدك لتصبح بلا مشاعر وبِلا مبالاة للأمور التي تجري من حولك! .................................................. ................................. بعد مرور ثلاثة أسابيع . . . . الغُربة، إمأ أن تجعلك رجلًا كالجبل أو ذكرًا بلا معنى في الوجود! إما ان تصقل شخصيتك وإما ان تهدمها في عواصف ملذّات الدنيا.... ................. وصل إلى اكسفورد قبل اسبوعين رتّب أموره من سكن .....ودراسة.....وتهيئة نفس لتقبل المحيط الذي سيعيش فيه..... خرج للتسوّق لشراء ملزمات المنزل وعاد إلى الشقة وضع الأكياس في المطبخ وبدأ يرتب الفواكة وإدخالها في الثلاجة وكذلك أدوات التنظيف وضعها في مكانها الخاص ..... ثم خرج من المطبخ ورمى نفسه على الكنب سحب الكتاب ليبدأ بالمذاكرة ولكن سمع رنين هاتفه سحبه ما إن رأى اسمها يزيّن الشاشة حتى اردف: هلا والله بأم عبد الله.... كان ابنها في حضنها تهزه برجليه ببطء لينام: هلا فيك زود يا الغالي....بشرني عنك......اخبارك ؟....طمني عليك.... ترك الكتاب من يده واسند ظهره على للوراء: بخير.....لا تحاتيني ....أنتي طمنيني عنك وعن عبادي....؟ تنهدت الجازي: بخير....بس اشتقت لك واتصلت ..... خالد بحنان: جعلني ما انحرم منك يا الحنونة..... ثم اردف بتساءل: صدق اللي سمعته من نوف....؟ الجازي : وش خربطت عليك نوف بعد خالد ابتسم : رجعتي شقتك قبل لا تكملين الاربعين.... الجازي بهدوء: أي.......صدق عمي وخالتي فرحانين بوجودي بس احس فشلة اتم أكثر من كذا ....والحمد لله وضعي في التمام.....وكذا اريح لي ولحتى.... بدون نفس: سيف ... خالد بتفهم: اهم شي راحتك.....وانتبهي على نفسك زين......إلا اخبارنوف من زمان ما كلمتها ؟ الجازي نظرت لزوجها بعد أن دخل عليها فجأة الغرفة: بخير ومطلعة عيون الخدامة ......هجدها عن هالموال لا تذبحها زين جبت طاريها وذكرت.... ضحك خالد: هههههههههههههه ليش؟ الجازي ابتسمت رغما عنها: على قولتها خايفة تلف ابوي حولها ....وصايرة تشغلها بتنظيف البيت اربعة وعشرين ساعة وتراقبها.....وما تنام إلا إذا نامت......ونام بندر بعد.... خالد انهار ضاحكًا: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله مو سهله اختي....... الجازي نهضت وهي حاملة ابنها مبتعدة عن وجود زوجها: امانة عليك لا تشجعها على هالخبال......والله الخدم يوم يطفشون يسوون بالواحد اللي ما يتخيله اتصل عليها .....وهجد شياطينها....وخلها تشيل هالوساويس اللي معشعشة براسها ..... خالد ما زال يضحك: ههههههههههه ابشري... الجازي وضعت الهاتف على كتفها لتشده ناحية اذنها ووضعت ابنها في سريره تحت انظار زوجها : يلا ما اطول عليك مع السلامة.... خالد : سلمي لي على سيف... ثم اغلق الخط والتفتت على زوجها : يسلم عليك خالد.... سيف نظر إليها: الله يسلمك وسلمه.... وهمّت في الخروج ولكن تحدث: على وين؟ الجازي دون ان تنظر له: بروح اتروّش سيف: جهزتي الشنط؟ ترا بكرا راح نروح .... الجازي نظرت له: على إني ماني راضية نسكن في بيت عمتي.......لا اخوانك ولا أنا راح نرتاح بس جهزت كل شي.... سيف لينهي النقاش: قلت لك جناحنا منفصل عنهم ...... الجازي تأفأفت ثم دخلت الخلاء أما هو لم يحبذ إطالة الأمر تنهد ثم رمى نفسه على السرير لينام بعد دوام طويل..... .................................................. ................................. الحُب.....ليس وعود تُعقد....وليس كلمات تُقال في منتصف الليل.....الحُب احتضان الرّوح وابعادها عن المفسدات......عن المشوّهات .....وعن الانكسارات المتتالية......احتضانها بشدّة وربطها برباط وميثاق غليظ.... حان موعد المواجهة! حان موعد إبداء الرّأي حان موعد التخلّص من رداء الخوف ابتعدت عن حبها لفترة لم تقل عن اسبوعين لا تجيبه على اتصالاته ولا حتى عن رسائله تُريد أن تفكر بهدوء لتواجه أمر الخطوبة! تقدمت لناحية الباب طرقته إلى ان اذنت لها والدتها بالدخول تقدمت وهي خجلة: يمه ابي اقول لك شي تركت والدتها ترتيب الملابس ونظرت لأبنتها بهدوء : خير يمه تكلمي..... شيخة فركت بيديها: يمه ادري طولت وأنا افكر بس جيت اليوم اقولك رايي... والدتها بتوجس: عن خطبة سلطان لك؟ شيخة هزت رأسها (أي) ازدردت والدتها ريقها واقتربت من والدتها وهي تقول: اجلسي يمه.... هنا خشيت شيخة من الأمر فقالت : يمه انا مو موافقة....بصراحة احس إني مو على استعداد للزواج.... تحدثت والدتها بتردد: يمه تفكرين ابوك مارد على بو سلطان طولة هالفترة؟ هو رد عليه من زمان..... شيخة وقفت نبضات قلبها، وبحلقت في عين والدتها بذعر: وش رد عليهم؟ نهضت من ناصر وبهدوء: رد عليهم بالموافقة.... شيخة نهضت كالمقروصة : شلووووون ؟....يعني يبي يجبرني؟؟! ثم قابلت والدتها وجهًا بوجه وعيناها مليئتين بالدموع: يمه......تكفين لا تخلينه يجبرني .....يمه....ادري هو يعز بو سلطان وصديقه من عمر بس لا يبني سعادته من هالنسب على حسابي.... ام ناصر بقلب عطوف مسكت ابنتها من اكتافها: والله قلت له......يمه....بس ابوك يشوف سلطان مناسب لك.....وهو لو شايف غير كذا والله ما وافق عليه.......يمه ...هو صرخت شيخة ببكاء وانهيار: قولي له شيخه مو موافقة.....والله لو تجبروني عليه لأموت نفسي.... ثم خرجت من الغرفة تركض باكية ووالدتها تبعتها تردد: شيخه.....شيخووه...... اصطدمت في صدر سعود وامسكها من معصم يديها وهو يقول: هي وش فيك عميا؟ لاحظ دموعها وشهقاتها ورأى والدتها التي تردف : يمه شيخه....ابوك يبي مصلحتك....وسلطان ما يعيبه شي... نفضت يديها من يد سعود صارخة: بس انا مو موااااااااااااااااافقة......مو موااااااااااااافقة ثم دخلت الغرفة واغلقت الباب بقوة سعود بتعجب: شسالفة؟ ام ناصر بخوف على ابنتها: رافضة الزواج من سلطان وابوك عطاهم الموافقة.... سعود بصدمة: يعني بيجبرها؟ ام ناصر سكتت سعود بعدم تصديق: والله ابوي غريب.......ما ينفع كذا .....انا راح اكلمه..... ام ناصر بتنهد: كلمه ناصر ولا نفع.....سكر على الموضوع....بكرا تتقبل الأمر.... سعود باستنكار: والله ما عرفتي شيخة .....وش تتقبل.......هذا إذا ما رفضته في ليلة الملكة........وابوي غلطان يعطيهم الرد قبل لا يسمعها ام ناصر: اختك الله يهديها طولت عليه....وظن انها مستحية وموافقة.....ومن زود محبته لهالسلطان عطاهم الموافقة .... سعود هز رأسه متعجبا من فعل ابيه ثم دخل غرفته! أما هي بكت خوفًا من أن تجهض حبها ، مسكت هاتفها بيدين مرتعشتين وارسلت له رسالة نصية قصيرة وقلبها يرفرف خوفًا من هذا الأمر! .................................................. ................................. كان يزورها بين فترة وأخرى ، ولكن لا يجد فيها روح ....لا يجد فيها لون يدله على الحياة....كانت تلبي أوامره ورغباته دون مشاعر.....دون حضور لروحها وحتى لكيانها!....حتى أنّ هذا الأمر بدأ يزعجه ويشعره بقلّة إنسانيته خاصة بعد أن يتقرب منها دون إجابةٍ منها! يشعر انه قتلها...اجل قتلها ......وهي لم تقاومه.....سمحت له وفي كل مرة يقترب منها تموت وتتلاشى أكثر.....يأتي يراها منكبة على كتبها ما إن تراه تهرع سريعًا لتنظيف المكان وتلملم بعثرة الكتب والدفاتر تتحمم....ترتدي اجمل ما لديها في الدولاب....تتعطر تأتي بجانبه جسد بلا روح! لا تحدثه .....لا تشاركه ألمها.....لا تعصي أوامره......مستسلمه لقوله وفعله.....تلوم نفسها على هذا الزواج .....تلوم نفسها على التسرّع في امور كهذه وأدركت شيئًا كان واضحًا مُنذ زمن ليس بعيد عمها قبل أمر الزواج للتخلص من عبء وجودها في محيط مليء بالذكور فذريته كلها ذكور لم ينجب الإناث! ولكي يحميها ويحمي ابنت اخيه زوجها .....وافق على زواج السر هذا لحمايتها ولكن هي وافقة على هذا الزواج التي ركضت خلفه بعد تلك الحادثة التي حدثت لها في منزل عمها لم تستطع ان تخبر أحدًا عنها ولم تستطع أن تواجه أحدًا لتبرهن ما حدث لها! هناك ظلم راكدٌ في قلبها وذعر متمكّن من احلامها! فاستسلمت لكل هذه العواصف....والريّاح الشديدة سمعت الباب ينغلق عرفت بمجيئة لم تنهض بقيت مستلقية على ظهرها على الكنبة .....اليوم الخميس....لماذا اتى؟ لم تنهض تظاهرت بالنوم لا تريد أن تنهض وتتعامل معه برسميات تثير اشمئزازها تقدم لناحيتها ووضع الاكياس جانبًا تحدث بهدوء: مهره.....مهره... فتحت عيناها ببطء ونظرت إليه كان واقفًا بالقرب من رأسها صراحةً ملّ من هدوئها خاصةً بعدما أن بعثر كيانها في ذلك اليوم جثل على ركبتيه أمامها وهي جلست تحدّق في وجه بلا تعبيرات تحدث: تعبانة؟ هزت رأسها بـ (لا) وهمّت بالنهوض وهي تردف: بقوم ارتب الاغراض اللي جبت... امسكها من معصم يديها وجلس بجانبها على الكنبة: لا تتهربين.....مني....ابي اكلمك... جلست دون أن تنطق كلمة واحدة امسك بذقنها بلطف ولّف وجهها لناحيته وجهها مليء بالشحوب، ونظرات الحزن تكتسح ملامحها وعنَيها تحدث: تكلمي وش فيك؟.......مانتي على بعضك..... مُهره اخذت نفس عميق واشاحت بنظرها عنه وهي تردف: ما فيني شي قصي..... مسك يدها بلطف تشمئز منه!: شلون ما فيك شي......وانتي لا اكل مثل الناس تاكلين ....ولا حتى تكلمين.....ومنّك راضية تطلعين من هالشقة زورين اهلك او تروحين معهم في رحلة.....وتنفهين عن نفسك.... وبشك اردف: مُهره....اذا فيك شي....او مخبية علي شي خايفة من ردت فعلي......فقولي لي.... مُهر التفت عليه بعد ان القى قنبلته عليها، إذًا هو مهتمًا بها خوفًا من أنها تخفي عليه امرًا ابتسمت بسخرية : لا تخاف ما فيه شي اخبيه عليك ... قصي مسح على رأسه وبلا صبر وبخوف من شكوكه وظنونه التي تدور في عقله كل ليلة قبل أن ينام: أنتي تاخذين حبوب منع الحمل بانتظام... مُهره اسندت ظهرها على الكنب وكتفت يديها وببرود نظرت لوجه: أي.... قصي يحاول كتم غيظه: يعني منّك حامل؟ مُهره اقتربت منه وحدقت في عينيه بحده: لا ......ولا ابي عيال وبنبره جافة: منك .... استشاط غيظه امسكها من زندها راصًا عليه: انتبهي لألفاظك وافعالك ترا بدآ صبري ينفذ.... مهره نفضت يدها منه قائلة: وانا بعد نفذ صبري منك.... قصي صرخ في وجهها: وش الحل معك يعني؟ مُهره بصرخة مماثلة لصرخته: طلقننننننننننننني . . . . انتهى قراءة ممتعة واعتذر عن التأخير |
|
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 06-10-2020 الساعة 05:40 PM
|
06-12-2020, 05:30 PM | #13 |
البارت السابع وهل للصبرِ حدود؟ وهل من الممكن تجاوز حدوده المشيّدة بحصون شديدة لا يمكن اصهارها لا بالنيران ولا بغيرها؟! هل جنّت حتى بِها تتجرّأ وتنطق تلك الكلمة التي تهز البدن من عظم وطئها على القلب؟ ملّت ولم يعد هناك حواجز للسكوت لِم تتلفظ به وتقوله! لن يكون هناك ما هو أسوأ مما تعيشُه وتلفظه الآن...... نهضت مُبتعدة عنه تكرر كلمتها تلك بنبرة صارمة وصوت مرتفع ومستفز لكيانه: طلقني .....طلقني ياخي طلقني.....خلاااااص.....انهي هالأمر السخيف وطلقني اخرسها حينما نهض سريعًا وشدّها من زندها لتصطدم في صدره اقترب من وجهها الشاحب تحدث ما بين اسنانه بحزم: مو انتي اللي تقررين .....اطلقك ولا ما اطلقك يا هانم! حاولت التفلّت من يديه ولكن شدّ عليها اكثر حتى ترك اثر أصابع يده على زندها وضعت في هذه اللحظة كفّي يديها على صدره لِـ تدفعه للخلف وهي تصرخ: يعني في نيّتك تطلق من أوّل يوم خذتني فيه!.... خلاص طلقني....تعبت انا ما عاد فيني طاقة اتحمل..... أنت خذتني لسبب واحد وهذا اللي واضح بالنسبة لي وما توقعت هالشي لأني من الأساس ما كنت فاهمة ايش هالشي بالضبط !.....بس انا ما نيب حيوانه .....متى ما تبيها حصلتها بدون أي رفض وبدون أي مقاومة.......أنت قتلت فيني شي من الداخل وما عاد اقدر استرجعه إلا بهالطلاق! رماها على الكنب بعد أن القت عليه تلك القنبلة من الكلمات والتي اشعرتهُ بالإشمئزاز ...ما توصلت إليه سببًا لردات افعاله.....وخشونة تصرفاته معها خاصةً بعد حديث اخويه....يشعر بالاصطدام ما بين جدران غرفة ضيّقة لا يستطع الخروج منها! هو قبل ذلك لم يكن قاسي القلب عليها هكذا ولكن كان هادئ معها .....لطيف في تعامله .....لهذا كانت ساكتة .....مطمئنة في هذه الشقة ولكن بعد ذلك تراه وحش كاسر يُريد ان ينقض عليها في أي لحظه من اجل إشباع رغبته .....بينما هو كان يفرّغ غضبه بتلك الطريقة المستفزة لها بالتقرب.....خاصةً بعد مُعاندتها له....فيأخذ من هذا الطريق تأديبًا لها ....ولإسكاتها.......إلى أن بهت لونها...وسرق من فؤادها معاني الحياة! وهي كونها فتاة ذات عمر صغير ......بريئة لا تعرف هذه الأمور ....وما إن عرفتها حتى كرهتها وادخلتها في صمت المحزونين والمغلوب على امرهم! تحدث بلغة العصبية التي لا تضمن عواقبها! تحدث بشفافية لعلها تفهمه: وانا ما نيب حيوان.....يوم ابوسك احضنك....غصبن عنك.....ردًا على عنادك لأني عارف انك تكرهين هالشي و....لم اقرب منك اكثر وآخذ حقي .......ما آخذه إلا برضاك.....بس ذاك اليوم اللي سويت كل شي غصب عليك ولكن عمري ما غصبتك على شي...والحين نكرتي كل شي سويته لك من قبل.... أشار لها بصوت مرتفع : ودامك مو قد هالزواج.....لا كان حطيتي اسمك عند الخطابة ام اكرم!!!.......لا كان ركضتي ورا شي أنتي منّك قده ومنّك فاهمته.... لُجمت حينما عرفت الأمر....إذًا تعرّف على عمها بطريقة مهذبة ولكن عن طريق الخطّابة؟ التي لجأت إليها من اجل الخلاص من العذاب....ومن الخوف! نهضت وحدقّت في عينيه دون ان ترمش خفق قلبها ونزلت دموعها على خديها تحدثت برجفة يديها: كنت مضطرّة ......كنت بحاجة إني اهرب....وما لقيت إلا هالشي وأنت كملت علي الناقص......قبل ما كنت تعاملني كذا بس لم غبت علي شهر كامل.....ما صرت اعرفك.....حسيت انك اكتفيت مني......وإني حمل ثقيل عليك........ ثم اقتربت منه خطوة واحدة تحت انظاره وتسرّع أنفاسه: أنا عارفة انت خايف أحمل.....وتضطّر تعلن هالزواج......خايف اسوي شي يجبرك تعلنه وتواجه اهلك فيه.... وبنبرة انكسار: بس تطمن غايتي من هالزواج لا جيب عيال.....ولا شي ثاني .....كثر إني ابي احس بالإطمئنان.....ودام هالشي صار مستحيل.....فطلقني لأنه ما عدت احس فيه وانت مو مجبور تتحملني دامني ثقيلة عليك.....ماله داعي تسوي كل هذا عشان تنفّرني منك.... هنا ضحك بسخرية ومسح على رأسه عدّة مرات وهو يتمتم بالاستغفار اقترب منها خطوة واحدة ونظر لعينيها بحده: وانا ما خذتك عشان بس تشبعين رغباتي مثل ما ظنيتي.... نزلت دموعها بِلا توقف ثم اردفت برجفة جسدها: واللي تسويه فيني هالليام وش تسميه؟.....هذا اكبر دليل .....أنك خذتني بس عشان الفراش.....وعشان نفسك..... ازدرد ريقه هنا، لا يعرف كيف يُجيبها؟ افعاله في الأوان الأخيرة مستفزة للغاية وغير قادرة على انصافه في هذا الموقف! تحدث بعدما امسك بأكتافها: عشت في الفترة الأخيرة تحت ضغط يا مُهره.....وانتي تزيديني بعنادك واسلوبك.... مُهره أبعدت يديه وتحدثت بنبرة مهتزّه: وكنت أنا الطريق الأسود اللي تفرّغ فيه غضبك حتى بالضرب!!! صرخت: ليومك هذا أنا التزمت في شروطك.....لا اطلع....ولا حتى ازور صديقاتي......وطلباتك كلها مجابه.......بس ما ظنيتك انك ما تحس....المفروض بدون ما ابرر....واعاتب....تحس فيني....مو تأخذ مني اللي تبيه حتى لو شي سخيف من ترتيب وغيره......وتتركني معلقة بدون كلمة حلوة.....بدون أفعال.....تمسح من ذاكرتي مساوئك......!!!! ثم جلست على الكنب واسندت رأسها على كفيها وبدأت تبكي بصوت مسموع، وأخذت تتحدث بانهيار صدمت به قصي شهقت وهي تردف: لا تفكرني ميته على الزواج وكنت ابي ازوّج بسرعة لدرجة حطيت اسمي عند خطابة بدون علم عمي! لا أنا.......سويت هالشي عشان اهرب من التعذيب الجسدي والنفسي..... صُعق هنا ولم يستطع التحدث بقي واقفًا بالقرب منها يستمع لِم تقوله بملامح الصدمة والإستغراب، سيعطيها فُرصة للتحدث لفهم أمورها الخاصة! أكملت وهي تشد بيديها على وجهها باكية: ما كنت املك الجرأة في إني أتكلم.......اني صرت تحت ابتزاز........وتحت ضغط مثلك الحين.......ما كنت املك الجرأة في إني أواجه عمي... اقترب منها قليلًا ونظرت هنا لزاوية أخرى وهي تكمل: زوجة عمي ما كانت حابة تواجدي في بيتهم بحكم عندها خمس أولاد.....وكانت تبي تتخلص مني بأي طريقة وتضغط علي من كل جانب.....من.....ترتيب البيت ......وتنظيفه ......وفي كل شي..... سكتت قليلًا ثم اردفت تحت صمت قصي المتفاجئ والذي ينم عن رغبته في سماعها واكمال ما تقوله ليفهم السبب! واكملت دون ان تنظر إليه: لم عرفت أنه محمد بدا يميل لي....وحبني.... وبتردد اردفت وهي تفرك في يديها: وحبيته...لأنه......لأنه كان حاس انه امه تعذبني....تضغط علي في شغل البيت رغم إني ادرس ونص النهار بالمدرسة ولرجعت يكون في تكملة التنظيف وغيره....فكان يخفف عني.....وصرت اتواصل معاه بالرسايل بحكم ما عندي جوال كنت اكتب له على ورق وكان يكتب لي..... قصي شد على قبضة يده مهما كان هي زوجته ، فمن الصعب عليه ان يستمع أنها كانت تحب رجل غيره حتى لو قبل أن تراه هو!! أكملت بضعف: لم عرفت .....بدأت تضربني وتهددني انها بتقول لعمي إني اكلّم واحد غريب ....واطلع معه......انا خفت.....وابتعدت عن محمد لفترة وما صرت ارسل له......وهي ما زالت تراقبني....وتضربني حتى بدون سبب.......وتشغلني في تنظيف البيت....ووصلت فيها......تبي تزوجني لأخوها وعمي رفض...... ثم سكتت عضت على شفتيها واغمضت عينيها: وبغياب عمي حبستني بغرفتي يوم كامل لأنه عمي وقتها سافر عشان شغله......محمد ما قدر على امه وما صار يدافع عني لا بقول ولا بفعل لأنه لسوى هالشي هي تضربني اكثر واكثر........تضربني في مكان ما يبيّن عشان عمي ما يحس..... يعني تحاول قد ما تقدر تخلي وجهي سليم....وقد حرقتني على بطني....لأني حرقت فستانها وانا اكويه..... نزلت دموع ثقيلة من عينها وهو يستمع بإنصات وتركيز: في هاليوم اللي حسيته سنة علي سوت فيني كل شي يرضي اللي بداخلها من مرض!.....ضربتني لدرجة ما عدت احس بالضرب .......كانت تفكر انا اللي خليت محمد يتقرب مني....لدرجة خليته يدافع عني ويرفع صوته عليها....على قولتها هي مربيته عدل....واللي يسويه بسبتي ثم التفتت عليه لتنظر لجمود نظراته واحمرار عينيه اردفت: ربي يشهد انه رجال....وعمره ما رفع عينه علي....كل اللي بينه رسايل ورقية ووضحت لها هالشي وما صدقت......وابتزتني يا اواجه عمي وأقول انا موافقة على اخوها ولا راح تصورني وانا بهالحالة ......وكان جسمي وقتها رايح فيها من ضربها وترسل الصور وتقول لعمي لم تستطع أن تكمل فاهتز جسدها بخوف من هذه الذكرة واكملت: كنت ضعيفة خايفة ادافع عن نفسي وتطردني...ويتخلّى عني عمي..... ووافقت... وبكت اكثر: بس عمي اصر على الرفض.....وتميت على هالحال اتعاقب على شي ما اعرفها ....إلى ان صديقتي ساعدتني وقلت لها تحط اسمي عند خطابة......والباقي انت تعرفه.... كان ينظر إليها بحيره، هو مخطأ لم يستمع لها يومًا دومًا ما يحكم عليها بالقصاص.....من اجل ان ينتقم من نفسه ومن تسرعه في قرار الزواج خشيةً من أن يزوجوه مما لا يُريدها! ولكن حقيقةً هو الآن تزوّج بناءً على شروط هو في قرارة نفسه غير مقتنع فيها ! تزوّج من فتاة فقط لتشيل همه .....لتخفف عنه ارهاق الحياة..... هو اناني وهي بريئة من كل أفكاره! لا يستطيع الآن ان يوبخها على حُبٍ ربما لم يمضي لأنه لم يعطيها الفرصة الكافية لتحبه وتنسى حبها السابق! ولا يستطيع ان يضربها.....لأنه علم الآن مما تلك الآثار التي على جسدها ولكن سكت ولم يسألها! اثار لحرق كما قالت وجروح بهت لونها ولكن بقيت ملتصقة لم تختفِ للأبد كل هذا تحت انظاره ولكن لم يهتم .....ولم يشدّه الفضول ليسألها عنه لأنه وبكل بساطة يريد منها أن تهتم في تفاصيله هو فقط دون ان يهتم في تفاصيلها نهضت وقطعت عليه سرحانه بقول: ريّح نفسك من هالضغط وطلقني.... كانت ستتحرك بضعف لناحية الغرفة وهي تجر قدميها بثقل على الارض لم تخطط يومًا في اخباره عن حقيقة رغبتها في الزواج...لم تخطط يومًا في ان تفتح قلبها وتحدثه بلا حواجز....لم تخطط أبدًا لهذا اليوم ولكن كل شيء اصبح خارج عن سيطرتها.... بكت بلا صوت ....وبندم على قرار الزواج بالسر هذا ولكن قصي لم يترك لها مجال للهروب والتبعثر اكثر والضياع في هفوات العنف والأنانية بعمق معناهما! نهض ولفها إليه اغمضت عيناها خشيةً من العقوبة ولكن صدمها حينما بادرها باحتضان شديد لم تعرف معناه حقيقةً بقيت كالخشبة المتصلبة ما بين يديه صحت من افكارها حينما همس: زواجي منك مو عشان اللي ببالك.....زواجي منك انانية مني من الانتقام لأهلي ومن نفسي!.....مُهره....أنا....أنا.... لم يستطع ان يردف (انا آسف) ثقيلة تلك الكلمة عليه لذا شدها لناحية صدره اكثر ومسح على شعرها مما جعلها تبادره بهذا الاحتضان وتبكي بصوت مسموع وشهقات متتالية وعالية اخذ يطبطب على ظهرها وهي استسلمت لرغبة البكاء والانهيار ما بين يديه فهمت اشارته، وفهمت أسفه وغاصت ما بين احضانه لتتخلص من عبء ما بداخلها من احزان مخفية طيلة هذه الفترة! .................................................. ................................. تشعر بالكسل ، وعدم الرغبة في الذهاب إلى الجامعة بالأمس سهرت على فلمٍ من النّوع الذي تحبه إلا وهو الرعب والإثارة والتشويق ولم تستطع بعدها النوم إلا بعد شروق الشمس ضحكت على نفسها حينما تذكرت كيف من شدّت خوفها بالأمس تسللت بسرعة للخلاء لقضاء حاجتها سريعًا ثم عادت للسرير بِخُطى متسارعة! شتمت بداخلها إيلاف لأنها هي من شجعتها على مشاهدة هذا الفلم وحثتها عليه! نهضت من على السرير وتوجهت للخلاء تُريد أن تستحم سريعًا لأنها ستذهب لإزالة الوشوم التي رُسِمت على جسدها كما وعدت والدتها هي ماطلت في الأمر خشيةً من الألم الذي ستشعر به ولكن اليوم ستنهيه وستواجه! وإن شعرت بأنها في حالة جيّدة ستذهب للجامعة حقيقةً اعتادت على رؤية إيلاف واليوم اثنتهما لديهما (بريك ) طويل ومن الممتع قضاؤه مع بعضهما البعض خاصةً مع جنون إيلاف رمت ملابسها في سلة الملابس الخاصة للغسيل وهدرت الماء على جسدها لعلها تستعيد نشاطها ووعيها بسبب هذا النوم الثقيل! .................................................. ...... بينما في غرفة ديانا وأمير كان يرتدي ملابسه ويرتب هندامه امام المرآة وزوجته كانت تجفف شعرها بعجل لأنها تأخرت كثيرًا على عملها.... وما إن انتهت من تجفيفه حتى بها التفتت على زوجها بطريقة سريعة جعلتها لا ترى شيء سوى السواد ، وفي لحظة كادت ان تسقط ولكن اتكأت على الجدار وانتبه أمير لحركتها تلك فهرع سريعًا لناحيتها متحدثًا: ديانا.......شوفي؟ ديانا فتحت عينيها شعرت بصداع فتّاك فجأة فقالت: ما فيني شي لا تاكولهم... أمير بشك من الأمر وخشيةً من ظنونه تحدث: احلفي إلّي انّك بتاخزي دواكي بشكل منتظم؟ ديانا نظرت إليه بهدوء: كل يوم باخزوه......بس هيدي الفترة حاسة بثقل في راسي اكتر من ئبل..... امير بخوف ورعب: خلينا نروح عالدكتورة ونخبرها ......بهيدا الشي... ديانا بصوت خافت: لالا أصلا عندي موعد بعد يومين امير لينهي النقاش: راح روح معكي... ديانا سحبت جاكيتها وهي تأخذ نفس عميق: تمام أمير اقترب منها وامسك يديها وقبلهما ونظر لعينها بحب: ربي لا يحرمني منك ......ديانا اهتمي لصحتك انا ملاحز(ملاحظ)....في الفترة الأخيرة مو على بعضك......وصايرة ما تتحملي تاكلي أي شي.... ديانا ابتسمت له وطبطبت على كف يده: ما تاكول هم......حبيبي....انا بخير....وإن شاء الله ما راح يصير أي شي تاني إلّي.... أمير احتضنها وقبّل جبينها ثم ابتعد قائلًا بعجل: اليوم راح روح للمستشفى... ديانا وهي ترتدي حذائها:شوفي؟....ليش حتى تروح؟!....انتّا مريض شي؟ أمير بتردد مسح على شعره: اليوم راح يعملوا عملية لسندرا... ديانا بحذر نهضت وتأكدت من إغلاق الباب ثم اقتربت من زوجها وهمست له: ليه؟ أمير: مشان تصحيح النظر.....بتعرفي من ولدت وهي ما بشوف بوضوح......بسبب قاطعته باهتمام وخوف: بعرف....بس ياللي بعرفوه الطبيب ئال بهالسن ما ينصحنا نعملها إلها.... أمير بتردد: مضطرين نعملها لأنه ومع الأسف نسبة العمى صارت سبعين بالمية.....والطبيب لم شاف حالتها بتسيء وكل يوم من أسوأ للأسوأ قال نعملها وإن شاء الله خير.... ديانا هزت رأسها برضى ثم سحبت حقيبتها واردفت: طمني عليها...عن اذنك... ثم خرجت .... بينما أمير قبل أن يخرج اجرى اتصالًا سريعًا برغم مجهول الهوية! يعلم لو اتصل بهاتفه ورقمه المعروف لن يُجيبه ولكن الآن من الممكن أن يجيبه ويستطيع ان يُرهب قلبه ايضًا ويأخذ بثأر ابنته! ......... حقيقةً كان نائم ، وبجانبه تلك الفتاة الشقراء والتي دفع لها الكثير من اجل هذه الليلة المقرفة والتي تجلب الهم والغم وتنزل على المرأ المصائب والبلاء! تنهد بضيق ......وانقلب إلى الجهة المخالفة لهذا الرنين ولكن الرنين مستمر تأفأف وتلك الأخرى جلست متذمرة ثم ذهبت للخلاء فنهض هنا وأجاب: ألو.... تحدث وهو ينظر لنفسه من خلال المرآة بنبرة حقد: اسمعني جورج...واصحى تسكر بوجهي! خلايا جسده جميعها استيقظت من نومه كيف عرف رقمه الجديد؟ ألم ينتهي الامر بعد؟ ام أنه يراقبه هو وأخيه كان سيغلق الهاتف ولكن أمير سبقه : اسمعني منيح.......خبّر الكلب مراد يرجع على بريطانيا حتى يبلش في إجراءات الطلاق.......ومنها يئوم(يقوم) بتعديل النسب لبنتوه وإلا راح استخدم الثغرات اللي عندي ضدك وبخليك تخلل في سجون أكسفورد......فكّر منيح.....بدي هالشي يخلص في هيدا الأسبوع....وإذا تأخر هنا راح بلش ارجعك لمكانك ......وادفنك في قاع مظلم.....فهمت؟ جورج ازدرد ريقه ما هي الثغرات؟......يعلم امير ليس بالرجل السهل في التعامل معه ومن خشيته اردف: فهمت اغلق امير الخط في وجه ثم خرج من الغرفة بينما جورج سكت يُريد ان يستوعب ما أخبرهُ به أمير، ثم نهض سريعًا من على السرير سحب القميص المرمي على الأريكة الجانبية وارتداها سريعًا وسحب هاتفه واتصل على أخيه لينهي الأمر من جذوره! ................ عندما خرج من الغرفة واجه نور وهي تخرج من غرفتها ايضًا ابتسمت له قائلة: صباح الخيرات.... أمير اقترب منها وقبلها على خدها الأيمن : صباح السكر.... قبلته على خده وهي مبتسمة: وين ماما؟ أمير بعجل : راحت على شغله وأنا كمان راح اروح اتأخرت... ثم خرج وهي خرجت من بعده .......... خائفة من ألم إزالة الوشوم، مضطربة قليلًا وحرجة من أن تطلب من احد كإيلاف أو والدتها للذهاب معها! بينما إيلاف من المستحيل ان تذهب معها في أماكن كتلك....وهي ايضًا لن تسمح لها بالدخول إلى تلك الأماكن المشبوهة ولو بنسبة ضئيلة ! هي من رمت نفسها في هذا البحر الأسود وهي من ستخرج نفسها منه دون مساعدة أحد هي تجرّعت الكثير من الآلام ولا تظن انه سيكون أسوأ آلامها ......اخذت نفسًا عميقًا وسلكت الطريق ماشية للشارع الرئيسي لتوقف لها سيارة اجرة للذهاب إلى ذلك المكان الذي حمل بين طياته الكثير من الذكريات التي تكرها وشم لإخفاء جُرح بهت لونه ، وحُب لم يستقيم في طريقه! اخذت تفكر طيلة الطريق، واخذت الذكريات تتوارى عليها من جديد لماذا لم تستطع النجاح في قصة حُب واحدة؟ لماذا لم تستطع التكيّف سريعًا في محيط شديد الانفتاح! لماذا تشتاق لأرض لفظتها رغمًا عنها ولماذا تشتاق لأبوّة من لا يستحقها.... تنهدت بضيق..... واغمضت عينيها ، لا شي قادر على مواساة ما تشعر به من الداخل هي تصالحت مع نفسها ومع المحيط الذي يحيطها ولكن هناك لحظات ضعف واشتياق وانهيار لابد أن تأتي بين فترةٍ وأخرى! وربما حان موعدها الآن..... تذكرت كيف عاشت ثمان سنوات مليئة بمحبة والدها لها و بصراخه على والدتها! لا تدري كيف انقلبت حياتهم رأسها على عقب لا تذكر زوجة ابيها في صورة سيئة! كانت دومًا الطرف الملائكي لها ما إن تشن الحرب بين والديها أتت وسحبتها عن منظر الصراخ والكفوف التي تتلقاها والدتها من والدها يوسف! كانت تتذكر اخيها والذي يكبرها بأربع او خمس سنوات كان يدافع عنها أمام الصّغار يحبها كثيرًا تذكر أنّ لديها أخ آخر ولكن لا تتذكر ملامح وجه كثيرًا ولكن الأكبر تتذكره وتتذكر بطولاته معها.....هو الوحيد بين عائلة الناصي الذي يدللها بعد والده! تنهدت قائلة: آه يا ناصر اشتقت وربي اشتقت! ثم تسللت من عينيها دموع كثيفة مسحتهم من على وجنتيها سريعًا الطريق طويل، والذكريات كُثِر والألم يزداد، والحنين يتفجر من شرايين الاشتياق العنيفة! لن تنكر أنّ والدتها فضّلت نفسها عليها ولكن يُكيفها أنها لم تتخلّى عنها كما تخلّى عنها اباها يوسف نظرت للشارع التي حفظت تفاصيله .......ويذُكّرها بأول خطواتها الجريئة تذكرت اوّل خطةٍ للهروب قبل حوالي خمس سنوات....أتت هنا تمامًا تبكي، يائسة من حياتها وكآبتها المستمرة لا شيء اصبح يُسليها ، أصبحت تكره ما تحبه وتكره وجودها في هذا البلد الذي ايقنت لم يعتاد على وجودها كما هي لم تعتاد عليه!!!!! تُريد الهروب من الواقع وفعلًا أوّل محاولةٍ منها كانت بأول رشفةٍ مما حرّم الله عليها في هذا المكان القذر في (الملهى الليلي) حينها عادت في الفجر واستقبلتها والدتها بالسب والشتم والضرب والرفس وكان أمير يحاول تهدأت الوضع إلا ان حالتها تسوء من ضرب والدتها ومن تعكر معدتها بسبب عدم قدرتها على تحمل ذلك السم التي شربته لم تتوقف ديانا عن ضربها إلا بعد ان أخرجت ما في جوفها بصعوبة وحبستها في غرفتها لمدة يوم كامل ومنعتها من الذهاب للمدرسة! ابتسمت بسخرية على حالها الرديء في ذلك السن ......عنادها كان سببًا في تردي حالتها النفسية والجسدية! إلى أن دخلت في حالة عاطفية ابتدأت بحب وتوسطت بوعود وانتهت بزواج وانجاب لعين! وصلت اخيرًا للمكان المنشود، ترجلت من السيارة بعد ان دفعت قيمة التوصيل .... دخلت إلى المحل الصغيرة ما إن رآها صاحبه حتى ابتسم ونهض ليصافحها قائلا (مترجم): اوه....نور.....كيف حالك.....لقد مرّ زمن طويل على رؤيتك..... ابتسمت مجاملةً له تُريد الخروج من هذا المكان سريعًا قبل أن تتدفق عليها الذكريات بِلا توقف وتنهار باكية (مترجم): بخير........لم استطع المجيء بسبب الدراسة ......وأمور أخرى.... تحدث الرجل ذو العضلات المفتولة والقامة الطويلة وجمال الوجه وقبيح الجسم بسبب ما تُرك عليه من رسمات خيالية بوشوم مقززة بمجرد النظر إليها اشار لها بأن تتفضل بالجلوس واطرق: هل أتيتِ من أجل عمل وشم آخر على جسدك الجميل.... اشمأزت من اطراؤه ولي أوّل مرة ارتبكت من نظراته ، ولكن تشجعت في قول (مترجم): لا....بل أتيت من اجل إزالتها..... حرك رأسه بتفهم(مترجم): اوه.......إذًا لن يأخذ الأمر وقتًا طويلًا هيّا انهضي للغرفة الجانبية... وقفت وبتردد(مترجم): .....هل هنا ليز.....اريدها ....هي من تقوم....بإزالتها..... بتعجب اردف(مترجم): ولِم؟ حكت رأسها هنا وبتخبط لا تعرف كيف تفسر له الأمر اردفت (مترجم): اظن أنها سريعة ويدها لطيفة.......لا تؤلم لدرجة البكاء ضحك هنا بخبث ثم اردف(مترجم): لا تقلقي نور.......لن يؤلمك ولن ابكيكِ ......صدقيني.....هل نسَيتي عندما وضعت لكِ اوّل وشم لم تصدري حتى أي صوت ....وكنت وقتها سريعًا ....هيا ادخلي هيّا لا تضيّعي الوقت... استسلمت هنا ودخلت ثم ازاحت الجاكيت من على جسدها ووضعته جانبًا ، اضطربت أنفاسها عندما رأته يجهز أدوات بسيطة اعتادت عليها في ذلك الوقت ولكن الآن تشعر بالاضطراب بسبب نهوض الذكريات من ذاكرتها! سحب الكرسي وجلس عليه واقترب منها ازاحت جزء بسيط من ملابسه من ناحية كتفها تريد منه ان يزيله اولًا ، اغمضت عينيها وعندما شعر بتوترها اردف(مترجم): لن يُطيل الأمر عزيزتي .....ثقي بي... وبدأ يمرر الجهاز الخاص لهذا الأمر بعد أن عقّم المكان الموشوم ، شعرت بالحرقة وانكمشت قليلًا للجانب الآخر ثم حاولت السيطرة على الألم بعض شفتيها.... وهنا تذكرت ذلك اليوم الذي أتت فيه من اجل رسمه لم تشعر بالألم كما تشعر به الآن لا تدري لماذا ولكن ربما في ذلك الوقت كان وجعها النفسي مسيطرًا على جميع آلامها الفرعية! حاولت الصمّود وعدم البكاء، حاولت مع إزالته إزالة بعضًا من ذنوبها التي لا تُغتفر من قبل البشر! مرت الخمس دقائق ، وقلبها يرجف .......هل كانت تجرأ على فعل كل هذه الأمور لو كانت في أحضان والدها يوسف؟ بالتأكيد لا.......ومن المستحيل تكون على هذه الشخصية السوداوية ! ربما ستكون كالورد الأبيض الذي لا يُدنسه الغبار ولا أيدي البشر التي تُمسك به ! تنهدت وبعض دقيقتين انتهى ووضع على مكانه معقمًا وقام بتغطيته بشاش ابيض منعًا من جرثمته! ثم تحدث (مترجم): هل رأيتِ حدث الأمر سريعًا ودون ان تجيبه استلقت على ظهرها واظهرت له الجزء الموشوم على بطنها .... وبدأ بالتعقيم ثم مرر الجهاز.....رنّ هاتفها تحدث (مترجم): هل تريدين الإجابة على المتصل؟ هزت رأسها بِلا وعينيها محمرتين للغاية تريد ان تتخلص من الأمر سريعًا وتخرج فقط ، هذا ما تريده الآن ....الخروج والابتعاد عن هذا المكان الذي اشعرها بالضيق والشؤم! .................................................. ............... قرأ رسالتها عدّت مرات ، فقد عقله لوهلة ٍ من الزمن كيف؟ ومتى حدث الأمر هذا أيعقل هذا سبب ابتعادها عنه طيلة هذه الفترة اتصل عليها عدّة مرات ولم تُجيبه فجنّ جنونه اكثر وتسارعت أنفاسه بخوف أيعقل أنه سيُبعد بالإكراه عنها؟ أيعقل هذا الحُب يصبح من صفحات حياته الباهتة التي لم تكتمل؟ أعاد الاتصال عليها من جديد يُريد أن يستفسر عن هذا الأمر بينما هي كانت في حالة يُرثى لها تبكي بجنون ، وتشتم سلطان من أعماق قلبها ...تسمع رنين هاتفها ويزداد النحيب.... لا مخرج لها من قرار والدها....اعدمها واعدم احلامها البسيطة! هي لا تريد سوى العيش مع من تحبه ووثقت به.... لا تريد شيئًا آخر من هذه الحياة نهضت واقتربت من المرآة نظرت لوجهها المحمر وارتفع الرنين من جديد ماذا فعلت؟ هل كان عليها أن تخبره بالأمر من بدايته؟ هل كان عليها أن تشركه في قلقها في تلك الليالي الماضية؟ ركضت للهاتف.....اجابته بشهقة: بندر.... بندر بوجه محمر وحاجبين منعقدين: عيون بندر..... شيخة ببكاء وتتحدث ما بين شهقة وأخرى: ما ابيه........تكفى........كلمهم ما ابيه..... بندر مسح على رأسه بعجز تنهد بضيق: من متى متقدم لك؟ لم تُجيبه بل بكت اكثر حتى قال: من فترة طويلة صح؟ اردفت بضعف: أي......لم جيت بقول لهم ما نيب موافقة قالت لي امي ابوي عطاهم الرد بالموافقة ....بندر وشهقت: ابوي بيجبرني عليه....تكفى بندر سو شي .....تكفى بندر انا ما اقدر أعيش من دونك.....بندر...تكفى.... لم يسمع منها هذه النبرة المنكسرة قط أيعقل ما اخبرته به في تلك الرسالة حقيقة وواقع؟ ام انه في خيالات الحُلم..... أيعقل أنه سيخسرها تحدث بهدوء: اهدي......شيخه اهدي لا تبكين.....بكلم ابوي....اليوم..... شيخة ازدردت ريقها وبشؤم: واذا ما وافق... بندر بضيق: لا تضيقينها علي يا شيخة.......انتي غلطانه لم خبيتي علي هالأمر ......وهربتي مني فترة .....وانا ما نيب مستعد تهربين مني عمر يا شيخه انتي لي أنتي لي وبس.... شيخة بنبرة باكية: بندر... بندر اغمض عينيه بضعف : شيخه.....تكفين لا ضعفين عشان ما اضعف معك شيخة ببكاء مستمر: ابي اشوفك.... بندر بثبات واتزان : ما ابي اخون عمي وناصر وسعود......يا شيخة.....بشوفك بس مو الحين وبهدوء: بشوفك بالحلال......وبنظرة الحلال......وبفستانك الأبيض بكت اكثر ولم تستطع الرد عليه إلى ان قال: بكلم ابوي.....امسحي دموعك وان شاء الله خير.....انتبهي على نفسك.... ثم اغلق الخط ، وجلس على طرف سريره، ماذا يفعل؟ يعلم جيّدًا أن ابيه لن يوافق على امر الزواج ابدًا! ماذا يفعل؟ حقًّا تاه في أمره وضاع في قراره! رمى هاتفه على السرير شاتمًا المدعو سلطان.... اخذ يفكر لمدت خمس دقائق .....ثم خرج سريعًا من الغرفة عاد والده من الشريكة من وقتٍ مبكر رأى اخته جالسة على الكنب وفي يدها كوب شاي سألها: نوف.....وين ابوي؟ تحدث وهي تنظر للتلفاز لمشاهدة المسلسل المفضل لديها: في مكتبه.... بندر مشى بخطى متسارعة لناحية المكتب ولاحظت نوف اضطرابه في حركاته وافعاله فاردفت: الحمد لله والشكر وش فيه ذا بينما هو اضطرب اكثر وخفق قلبه اكثر فاكثر بعدما أن اصبح أمام الباب ارتجفت يديه من ان تطرق الباب .....كيف سيواجه أبيه؟ فمن الصعب جدًّا إقناع أبيه في مثل هذه الأمور....لا يريد أن يماطل في الأمر كما ماطلت وتساهلت هي فيه ! اخيرًا اطرق الباب ودخل بعد ما اذن له ابيه ترك أبا خالد الأوراق من يده : خير......شفيك بندر.....وجهك ما يطمن بالخير.... بندر بتردد: يبه ابي اكلمك في موضوع....... تحدث أبا خالد بأهمية: خير صاير شي؟.....اخوك فيه شي؟ بندر : لالا.......موضوع خاص فيني... أبا خالد اسند ظهره على الكرسي : اجلس وقول لي وش فيك؟ بندر جلس ونظر للفراغ سرح قليلًا لا يعرف كيف يبتدأ في هذا الأمر فقال ابيه: جاي عشان تسكت وطالع في الأثاث؟ بندر بتردد نظر لأبيه: لا.....يبه........طلبتك لا تردني.... بو خالد وبدأ صبره ينفذ: تكلم وش فيك بلا مقدمات.... بندر اشاح بنظره عن ابيه وتحدث: ابي ازوج....... سكتت ابيه لفترة لم تتعدّى الخمس ثواني ثم ضحك : ههههههههههههههههههه.......تكلمني جد انت؟ بندر نظر لأبيه : يبه تكفى ابي شيخة بنت عمي.....اخطبها لي....لين اتخرج و... قاطعه وهو يرتدي نظارته بلا اهتمام: بنت عمك أصلا انخطبت من ابوها لسلطان......وما يجوز تخطب على خطبته جمد الدم ف عروقه ، ولم يعد قادرًا على تهدأت اعصابه نهض وهي يردف بصوت منفعل بعكس هدوء ابيه: بس انا ابيها.....وانا ولد عمها واولى من الغريب.....يبه تكفى كلّم عمي ..... رمى والده نظارته على الطاولة ونهض غضبانًا من ابنه: ما تسمع انت اقولك انخطبت وقريب ملكتها......وانت تبي ... قاطعه بندر بصوت اشبه للصراخ: شيخة لي انا........شيخه لي انا يبه تكفى.........كلّم عمي وشوف وش يرد عليك.....تكفى يبه.....انا قلبي مو لي يبه.....مو لي..... سكت والده ونظر إلى ابنه المنهار عاطفيًا وهذا ما اتضح له، اقترب من ابنه وحاول ان يكون هادئًا امام انهيار ابنه امسك ابنه من اكتافه : الله يجبر كسر قلبك يا وليدي........بس عمك رد على الجماعة .....والخطبة الرسمية قريبة ......بندر...ما ظنتي عمك بيخلف وعده للرجال......وانا ما ابي اتفشل قدام الجماعة واخطب على خطبت ولدهم ما يجوز وانا ابوك.......اهتم الحين بدراستك....ولك مني بعد التخرج اخطب لك... قاطعه بندر بانهيار كلي واعصاب تعِب: يبه.........انا غير شيخه ما اتزوج.......غير شيخه ما تزوج.... ثم خرج من مكتب والدها راكضًا من انظاره والده وبروده تنهد أبا خالد حائرًا: لو متكلم لي قبل لا يخطب سلطان يا بندر.....الله يعينك.....! ثم عاد يزاول عمله.... بينما بندر خرج من المنزل ، لم يعُد يتسع لهُ للبقاء ويشعره بالإختناق حتى الموت ! ما الذي يجب عليه كي يوقف هذا الزواج الإجباري؟! هل يتصل على أخيه خالد من اجل إقناع والده!؟ أم ماذا يفعل؟ هل يهرب معها ليجبران الجميع في تقبل زواجهما مستحيل! قاد سيارته بسرعه جنونيه يُريد الإختفاء من الكون كله، الفتاة التي احبها ستجبر على الزواج من رجل غيره هُزلت! هو وعدها لا يريد منها ان تفكر به كطريقة لا تمثله ولا تُلائمه! ربما ستقول عليه ،جبان لأنه لم يُبادر في التقدم إليه! أو ستقول كان يتسلى معي من أجل ضياع الوقت! ولكن الحقيقة هو أحبها بصدق.....أحبها من أعماق قلبه والآن هو يتألم على ما حدث! عليه أن يفكر بطريقة تُنهي امر هذا الإجبار الكريه وتُرضي الجميع ولكن كيف؟ لا يدري! .................................................. ........................... كانت تُلاعبه وتداعبه بخفة بديها من اجل أن تجعله يبتسم ، هذا الطفل غيّر لها موازين افكارها وجعل من شخصيتها شخصية أخرى فولاذية كانت تنظف ما تحته وما إن انتهت البسته ملابس نظيفة أخرى خرج زوجها من الخلاء تحدث: بطلع مشوار صغير وبرجع بعد ساعة أوديك بيت اهلك تمام... تحدثت دون ان تنظر إليه وهي تبتسم لأبنها: طيب.... هذا التجاهل يُمغص لهُ بطنه ويُضيّق عليه آفاقًا للابتداء صفحات جديدة من الحياة ولكن هو من جعلها على هذه الشكليّة التي لا تعجبه سيصمت لوهلة من الزمن ولكن لن يسكت طوال حياته! خرج من الجناح الخاص بهما ونزل لرؤية والدته انفتح باب المصعد وتقدم لناحية الصالة التي تتوسط المنزل رأى والديه واخويه يرتشفون الشاي ابتسمت له والدته: حي الله هالطلّة اقترب وقبّل رأسها ويديها وفعل ذلك الشي لوالده تحدث جسّار بتعجب: متى جيب وانتقلت؟ سيف اخبر زوجته أنهم سينتقلون مبكرًا وغيّر وقت الانتقال عنادًا لها واخبرها ان تأخذ ما يلزمها كشي أساسي ومن ثم سيكمل نقل حاجاتهم الأخرى لذا اتى هنا بالأمس في تمام الساعة الثانية عشر من منتصف اليل سيف بابتسامة: جينا بالليل حبينا نفاجأكم! عزام ارتشف القليل من الشاي: وانا أقول من هالبزر اللي يصيح بالليل سيف ضحك : ههههههههههههه لا تبالغ البيت فيه عوازل بو سيف باهتمام: اجل وين ام عبد لله... سيف حكّ طرف انفه بتوتر خشيةً من أن تظهر علاقته السيئة امامهم: تنوّم عبد لله انفتح الباب الرئيسي على حين غفلة من سوالفهم تقدم لهم قصي بوجه خالٍ من التعبيرات : السلام عليكم رد الجميع عليه السلام ورمى نفسه في وسط الكنبة ليكون عن يمينه عزام وعن يساره جسّار انتبه لسيف فابتسم: ليش ما جبت معك عبادي.....؟ سيف ارتشف من الشاي: بشوفه كل يوم ....حنا انتقلنا هنا.... قصي بهدوء: زين ما تسوي... بو سيف قاطع الجميع عن الحديث بقول: دامكم اجتمعتوا.......اجل سمعوا... ام سيف تعلم بما سيخبرهم زوجها عنه! لذا اضطربت قليلًا واخذت نفسًا عميقًا لتستجمع به طاقتها! سيف باحترام: خير يبه.... بو سيف بفرح: الليلة ملكة بنت عمكم غزل على ولكم عمكم زيد....وابيكم بعد المغرب تكونون هنا عشان نروح جميع.... جسار وعزام وقصي التفتوا جميعهم لناحية سيف ليروا وجهه المصدوم واهتزاز يديه الواضح حتى سقط كوب الشاي من يده وانكسر ونهضت والدته شاهقة: هأأأأأأأأأأأ انكسر الشر ......انكسر الشر.... بو سيف بخوف: ماحرقك؟ سيف لم يعد يرى النور، أُظلمت الدنيا في عيناه من جديد كيف حُب الطفولة؟ هل انتهت القصة التي لم تبتدأ من الأساس نهض كالمقروض: لا ما فيني شي عن اذنكم فنهض هنا عزام تابعًا أخيه في مشيه خرجا إلى الوجهة الرئيسية من المنزل كان سيخرج سيف ولكن سحبه أخيه من يده : سيف....لا تسوق وانت بهالحال.... سيف بعصبية عُظمى: وخّر يدك عني ......وخر.... ولكن عزام سحبه رغمًا عنه وادخله إلى مجلس الرجال واقفل عليهما الباب سيف بانهيار : عزام وخر عن الباب وفتحه لا تخليني اقل ادبي عليك وامد يدي.... عزام بعصبية أخرى ومن نوع لا يعرف!: تضربني على شان شنو بالضبط هاااا؟ سيف مسح على رأسه وابتعد عن أخيه لكي لا يتهور تمتم بالاستغفار مرتين ثم جلس على طرف الكنب وشبّك يديه وبدأ يهز رجليه بتوتر عزام بصوت مرتفع: اللي يشوفك ما يقول أنه تزوج وصار أبو....ونســ... قاطعه هنا بصراخ ونهض سريعًا كالعاصفة التي تهدم كل شيء من حولها: عمري ما نسيتها عزام اقترب منه وضربه بخفه على صدره : تبيني اقولك وفي ولا خاين لهالمسكينة اللي فوق؟ سيف لا يُريد ان يواجه أخيه بالحقائق المُرّه لف عن أخيه ولكن عزام شدّ على اكتافه ليجبره على ان يلتف ويرى وجه تحدث عزام: كل اللي بينكم يعني تأدية واجب؟ سيف ابعد أخيه شاتمًا إيّاه على جرأته الوقحة ثم قال: كل مشاعري.....لغزل.....عجزت احب الجازي....عجزت...يا عزام....والسبب منو؟....السبب امي اللي ضيّعتني....هذا البنت .....تعالجت وتشافت وبتزوّج.....كنت راح اصبر عليها كل هالمدة بس امي تحب العجله.... عزام بجدية: لا زم تتقبل الواقع......وكلنا نعرف اللي صابها شي ما هوب سهل.....وحالتها كانت من أسوأ إلى الأسوأ امي ما كنت تبي تعلقك في فراغ مظلم.... سيف ضحك بسخرية: والحين هي شسوت فيني.؟...هاااا.......وفوق هذا اظلمت بنت خالي معي.. . عزام تنهد بضيق ثم اردف: يعني انهيارك بهالشكل......وصوتك اللي يردح.....بغيّر شي؟.....فهمني بغيّر شي؟.....انت رحت في طريقك وهي راحت بطريقها...... سيف ضرب بيده على الجدار بقهر: هالطريق اللي انا فيه ما هوب باختياري...... عزام باتزان تحدث: لا تهدم بيتك بنفسك.....هي بتزوج وبتعيش....وما عتقد تحمل بداخلها أي ذكرى اتجاهك.......عندك زوجتك وولدك اهتم فيهم احسن من هالانهيار هذا.... سيف باضطراب: انت ما بتفهمني ولا راح تفهم.....وبعدين وش عرّفك انها ما راح تحمل بداخلها ذكرى لي عزام بشك: كنت تكلمها؟ سيف سكت لوهلة ثم اردف: وكنت سبب في تردي حالتها الأخيرة بعد.... ارتفع صوته بانفعال شديد: افتح الباب خلني اطلع قبل لا اسوي فيكم جريمة.....اااافتح... عزام لا يعرف كيف يتحدث ويخفف عن أخيه فتح الباب وكان سيخرج سيف ولكن دفعته والدته على عجلٍ من امرها للداخل تحدثت: انساها......وانتبه الجازي تحس بشي.....والله لا اغضبك علي... سيف بانفعال: هذا اللي عندك!.....هالموال قلتيه لي....عشان تحطميني....خليتيني ازوجها......ويا ليتني استفدت ونسيت الماضي معها.....هذا انا جبت لك الحفيد اللي تتمنينه الباقي مالك دخل فيه يمه تكفين.....خليني براحتي... ام سيف بصرخة: صدق انك قليل ادب.. عزام يهدأ الامر: يمه....تــ قاطعته : شوف سيف....لم ما خليتك تاخذها مو على شان نفسي أنا.......السرطان كان منتشر في صدرها....واستأصلوا.....واثر على الانجاب عندها...وبعد سنة المسكينة عادت تتوجّع واستأصلوا رحمها.......انت في ذاك الوقت تمشيك عاطفيتك وانا عقلي يمشيني.....ما كنت ابي اظلم البنت معك ولا اظلمك معها.....ما فيه احد ما يحب الأطفال....بترضى فيها يوم يومين بعدين بتحس فيه شي بينكم ناقص!...والحين.......اخذها زيد ورضى فيها ليش....لأنه زوجته توفت وعنده بنت وولد .....منها .... سيف ضحك بقهر: ههههههههههههه يمه لا تجلسين تحللين على كيفك. وتقللين من شان البنت!......يمه والله لو آخذتها ....راح اكتفي فيها ....وراح ارضى بقسمتي بالعيال.....يمه انتي موتيني ......موتيني بخطبتك للجازي بدون علمي ذاك الوقت وحتى ابوي لو يعرف والله ما راح يرضى......ما راح يرضى على سواتك.... ثم خرج تارك والدته واقفه تنظر للفراغ وعزام ينظر إليها خوفًا من أن يصيبها أي مكروه عزام : يمه.... خرجت من المكان دون ان تنطق بكلمة واحدة وخرج بعدها عزام وصادف أخيه جسّار الذي تساءل بخوف من تضخم الامر على كتف عائلته !! فلو انفجر أخيه من ينابيع مشاعره سيهدم الجميع بقراراته لا محاله : شصار؟.......اخوك وجه ما يطمن ....وما أظن الليلة هذي بتمر على خير.... عزام بحيره: اللي فهمته من اخوك انه حبهم متبادل......والعالم الله كانوا يتواصلون مع بعض....ويا خوفي الليلة يسوون اثنينهم شي يسود وجه العيلة بكبرها.... جسّار بصدمة: يكلمها!؟!؟؟!؟!؟ ....لا لا سيف مستحيل يخوّن في عمي..... عزام بلل شفتيه بتوتر شديد: و يا خوفي الجازي بعد تدري .....اكثر وحده كاسره خاطري من هالموضوع اهي والله جسّار بتفكير: ااممممم....اخوك المفروض ما يحضر.....لو حضر بيخرب الدنيا... عزام سكت لوهلة ثم اردف: لو في عقل ولو صدق يحبها ما يخرب عليها هالليلة وما يحضر.....بس ما أقول إلا الله يعدي الليلة على خير.... جسّار كتف يديه ونظر لمن حوله بحذر ثم اردف: واخوك الثاني وضعه ما يطمن احس فيه شي.... عزام قوّس حاجبيه من شدّت اشعة الشمس وحرارتها: قصدك قصي؟ جسّار هز رأسه بـ(أي) عزام بعصبية وتحدث ما بين اسنانه: اقسم بالله هالاثنين بجيبون اجل امي وابوي.....اتركنا منه الحين خلنا في سيف......ونشوف بعدها حل لهالقصي......انا طالع.... ثم خرج من المنزل بينما جسّار تأفأف من وضع اخوّيه ثم عاد ادراجه إلى الداخل .................................................. ................................. الإرادة ، والإصرار قد يكنان سببًا في التكيّف في الأماكن الغير مرغوبه يشعر بالغرابة في هذا المكان وبالغربة ايضًا رغم أنه لم يُكمل الشهر من مجيئه هنا ولكن ادرك أنّ الحياة بِلا عائلة تُفصل الجسد عن الرّوح ولكن الطموح هو من دفعه إلى هذه النقطة والتي تعتبر من وجهة نظره نقطة تحوّل في عالم التطوّر في دفعه لناحية مستقبلٍ مشرق دون الاتكاء على كتف ابيه! لذا سيستمر في دراسته وسيجعل عواطفه جانبًا من أجل نفسه والجميع ايضًا دخل الجامعة ، كعادته يمشي بهدوء ،يأتي بوقتٍ مبكر لكي يمتنع عن الركض والخوف من فوات المحاضرة عليه! كانت نظراته هادئة للمكان ، اكثر ما يعجبه في هذه الجامعة الفناء الخارجي.....وخضرته اللامعة في العَينين فسبحان الخالق! هذا المنظر لهُ القدرة في جعله ان يبتسم ويتفاءل بيومه كان يتفكر فيما حوله وفي وضعه ...ولم ينتبه لتلك التي تركض لناحيته وتتحدث في هاتفها الخلوي اصطدمت في صدره حتى اسقطت من يده ملفه وهي ايضًا ارتدّت وسقطت على الأرض! شعرت بالاحراج نطقت: ديانا اكلمك بعدين! أغلقت الخط وسحبت الملف من على الأرض ونهضت لتُعطيه إيّاه بينما هو كان يشد بقبضة يده على مكان ضربت رأسها له فقد اوجعته نطقت باحراج: سوري.... تحدث بعدما سحب الملف منها: حصل خير ثم اكمل الطريق وهي اخذت تلطم على خديها بخفة وبحرج: قسم بالله مطفوقة ......وين عيوني اففف.......حسبي الله عليك وعلى عصبيتج يا ست نور..... ثم انحنت لتسحب حقيبتها ، من على الأرض ونظرت لورقة مرمية بجانبها وادركت انها سقطت من ذلك الشاب سحبتها ونظرت لمن حولها تريد ان تناولها إياها ولكن لم تراه قرأت ما فيه الورقة ، وكانت مقدمة لبحث قرات اسمه : خالد غازي محمد الناصي قوست شفتيها وببلاهة: اسم العيلة مار علي.....بس وين؟ ثم عاد رنين هاتفها اجابت وسمعت التوبيخ: ايلافوه...طلعييي بسرعة .......ولا ربي امشي ايلاف بدأت المشي: بلاج ما تدرين شنو صار لي.....سمعي نور سبقيني وراح اجي لج.... نور تشعر بالحرقة وبالألم في الآن نفسه في مناطق الوشم!: لا حلفي.....تبيني اذبحك......ولا تبيني اذبحك!!!!......الحين جاية من مسافة طويلة وتقولين سبقيني.....والله لا انزل وانتف لك شعرك... ضحكت ايلاف :ههههههههههههههههههه هي اعصابج......انزين بطلع لج....امري لله ......انتظري نور بملل: تعبت وانا انتظر.....خمس دقايق ما طلعتي انزل من السيارة وادخل محاضرتي..... ايلاف اخذت تركض بمشيتها: لا تكفين.........اليوم لازم نروح الهايد بارك تكفين.... نور بتأفأف: طلعي خلصيني.......يلا... ثم أغلقت الخط في وجهها، لا تُريد أن تحضر المحاضرة لأنها تعلم جيّدًا لن تعي ولن تفهم ما سيقوله الدكتور! فاليوم تجرّعت الكثير من الذكريات اليوم تجدد عليها ألم الإشتياق والفراق وألم خاص لم تستطع نُسيانه! تُريد الهروب هذه المرة من كل هذه المشاعر بطريقة مهذبة ستخرج مع إيلاف للتنزّه لعلها تُزيح دون ان تشعر ضيقها الثقيل هذا تنهدت وهي تنظر للمارّة من خلف النافذة لم تأخذ ثلاث دقائق حتى إيلاف أتت تلهث من شدّت ركضها إليها فتحت الباب تحدثت: هذا أنا جيت يا العصبية!....شفيج ابي افهم ليش تحبين بس... قاطعتها نور بضيق واضح على ملامح وجهها: يعني ما تبين نروح بدري عشان نستانس....كيفك كان تأخرتي زود.... إيلاف بشك نظرت إلى وجه نور: نور فيج شي؟ أزاحت نور وجهها عنها وشتت ناظريها : ما فيني شي..... إيلاف ألتزمت الصمت ، لن تضغط عليها للتحدث فليس من عادت نور التحدث بعد ضغط كبير عليها لذا قالت بصوت مرح تغييرًا لمزاج نور: طوفتي علي ريّال كشخه وهيبة... نور ابتسمت بسخرية لها حتى تحمست إيلاف قائلة: صدمت فيه......وطاح قلبي على الأرض من جماله...اوووووف...يا عليه جمال.......يا نويّر.....طاحت أوراقه عندي وبقت ورقة معاي الله يعيني بدوّر عليه عشان اعطيه إيّاه....... ثم ضربت كفيها ببعضهما البعض متحمسة: يبي لي اداوم مبكر بكرا عشان ادوّر عليه... ضحكت نور هنا بلا تحمل: هههههههههههههههههههههههه مو من صجك.......تركيه هو ورقته يولي بس....وانتبهي على دراستك يا حلوة.... ايلاف ابتسمت لها: والله بدوّر عليه إن شفته كان بها وإن ما شفته خلاص ما بتعب نفسي وبقطع ورقته وبلوحها في الزبالة.....المهم خلينا ندُور في أراضي لندن بعد ما نروح الهايد بارك نور : خلينا ننزل المحطة وصير خير .................................................. .. . . . في مكان آخر ولكن في منطقة أكسفورد التي تحملّت الكثير من الأسرار حول قصة نور! بعد مضي ما يقارب الثمان ساعات أو اكثر بساعتين أُجريّت العملية بنجاح تام ولكن ينتظرون النتيجة بعد استيقاظها ، فقد تجاوزت مراحل الخطر جميعها تلك الصغيرة متمسكة بالحياة لدرجة تُذهلك! تريد العيش رغم أنّها بِلا أم ولا أب ! هكذا جعلاها تعيش ، بإرادتهما على هذا القرار الذي اتخذاه معًا كان ينظر إليها من خلف النافذة الكبيرة الزجاجي ة ، وقلبه يتألم ندمًا وضميره يصرخ توبيخًا على ما فعله لها وابعادها عن حضن والدتها! كان مجبرًا على فعل هذا الأمر، لم تكن نور في حالة جيّدة ولم تكن متقبلة فكرت الإنجاب....كانت محاولات الانتحار كثيرة ومحاولة قتل الجنين أكثر! لذلك احتجزوها لفترة لم تكن هينّة عليها، وبسبب حملها مُنعت من أنواع خاصة من الأدوية التي قد تسبب التشوهات والإجهاض لذلك ، عاشت اقسى أنواع الألم النفسي والجسدي آنذاك ! صغيرة......ولم تعُد قادرة على موازنة الألم تلك الأجهزة التي اتصلت بجسدها لا شك أنها مؤلمة.... هل يخبر والدتها عن تواجدها ؟! هل يظهر الجانب المخفي عنها؟! آه يا نور آه رنّ هاتفه في هذه اللحظات أجاب : الو اتاه الصوت الحازم : اسمعني أمير......أريد أقلك.......لا تتعبك نفسك ويّاي.....باذن الله ورقة طلاقها بتوصلها بس سالفة إني اعدّل نسب البنت .....انساها......الشغلة مو بهالسهولة ..... أمير ابتسم بسخرية : بعرف هالشي......ومئدر خوفك من انك تنسجن....بس اسمعني منيح.....لو ما رجعت للبلد وسويت الإجراءات اللازمة راح اعمل شي بخيلك انتا وخيّك تندموا يا مُراد مراد نظر لأوجه أخيه الخائف: ما في شي نخاف منه.... أمير بتحدي: وسكرتيرة اخوك السابقة........داليا؟ ازدرد ريقه وفتح عينيه بصدمة كيف؟ كيف استطاع الوصول إليها رغم أنّ أخيه جعلها تعود لديارها؟ إن التقى بها ستخبره عن حقيقة عملهم، وهذا ما لا يُريدانه ويُريده أمير ما إن تتلفظ بكلمة ، سيكون مصيره ومصير أخيه القتل على يد أمير ايضًا! السجلات! أجل السجلات ماذا لو سقطت بيده! هل سينفضحون في نهاية الأمر لينهي المسألة: اوك.....بعد يومين اشوفك... اغلق أمير وهو مبتسمًا ابتسامة النصر، اردف بقهر وهو يشّد على هاتفه: وأنتي يا ديانا راح احاسبك على كل شي عرفتوه عنّك! . . انتهى . |
|
|
06-12-2020, 10:30 PM | #14 |
البارت الثامن . . . بسبب سوء حالتها في الأوان الأخيرة ، وما تشعر به من ضغط وإعياء مستمر ذهبت للمستشفى وهي متيقنة أنها أصبحت على مشارف الموت!هي تعلم جيّدًا السبب الذي أدّى إلى تدهور حالتها الصحيّة فاتصاله عليها ما قبل أسبوع اشعلَ بداخلها قساوة الذكريات التي تحاول نُسيانها وجعلها تفكّر مرارًا وتكرارًا بما اخبرها به حتى أنه افلق قلبها إلى نصفين ! كيف ساعدته دون ان تشعر في إغتيال ابنتها ،كيف؟ ظنّت أنها بتلك الطريقة حمتها من أيديهم القذرة ولكن .... ضربت بيديها على مقوّد السيّارة عدّت مرات وهي تكرر: جبانة.....جبانة لو أنها وكلّت محامي في ذلك الوقت لأثبتت قذارتهما واجبرت جورج على الاعتراف بخطيئته! كيف الآن يعترف بوجود مُراد! كيف لهُ ببشاعة الفاظه ولسانه يخبرها أنّ اسمه كان مزوّرًا هل استقلّها بشر افعاله من اجل من اجل.... صرخت باكية: حقيييييييييييير أمر الجواز الذي ساعدت على عمله بتدخل سريع بسبب واسطتها المعروفة في مكتب الجوازات كان لمُراد!! كان لذلك البشع، ولكن اخبرها في ذلك الوقت أنّ ذلك الرجل لم يكن إلا توأم بهاء الدين! ولم تعرف كيف انطلت عليها تلك الكذبة ربما انشغالها في فكرة إنقاذ ابنتها من أيديهما جعلت على عينيها غشاوة لكي لا تعرف الحقيقة! بكت ، ادركت ما يحدث لها الآن كعقوبة تتجرّع مرارتها لتتذوّق ذنب خيانتها لأمير وبشكل خاص ومؤلم لأبنتها تطوّر الورم في رأسها ، ورم خبيث وليس حميدي ومن الأفضل أن تخضع لجلسات كيماوية مبتدأه ، ليروا بعدها هل يستطيعون إجراء عملية إزالته ام لا؟ بكت وكأنها لم تبكي يومًا، خوفًا من تلك الحقائق التي اشعرتها بتأنيب الضمير جورج لم يخبرها بذلك إلا لسبب ولكن إلى الآن لم تعرفه هل يُريدان استغلالها من جديد ام ماذا؟! رنّ هاتفها وكان الرقم نفسه هو من يزيّن شاشة هاتفها مسحت دموعها ونظرت للشوارع تشعر بالإذلال تحدثت: الو.... جورج نظر لأخيه ، الذي اخبره أن يراقبها عن كُثب ويشدد الرقابة عليها في الأوان الأخيرة ، لأنهما خائفين من ردت فعل أمير خاصة بعد ما اخبراه عن الحقائق! تحدث: بفكّر أنك زكية(ذكية).......ومستحيل تخوني اللي بيناتنا ديانا صرخت بقهر: ما بيني وبينك شي؟ جورج ضحك ليستفزها ونهض من على الكرسي ليمشي خطوتين أمام النافذة: لكن السجلات ........ما تئول هيك......والفيديو لحفلة عئد(عقد).....موسكو كما ما يئول هيك ديانا احمر وجهها وسكتت لِتُداري الدموع من السقوط على خديها وحرقها من جديد تحدث بسخرية: الو؟.....فين رحتي؟! ديانا تحاول التماسك: انتّا اللي خبصت كل شي بديك الليلة ما بعرف شو حطيت إللي حتى خليتني أفقد زاكرتي......و.... جورج بوقاحة: وخنتي زوجك معي.... ديانا لم تتحمّل نزلت دموعها على خديها ، ما حدث بينهما لا تتذكره جيّدًا هي لم تشرب لدرجة كافية لتجعلها تفقد الذاكرة ، هي على يقين وثقة جورج قام بوضع أقراص ربما أقراص هلوسة في الأكل او العصير جعلتها تفقد الذاكرة وتتصرف بتلك التصرفات البالية!!! ديانا لتنهي الأمر ففؤادها يؤلمها: شو بدك؟مني......ليش بتتصل علي .... جورج هز رأسه لأخيه ليطمئنه ويخبره بإنها بدأت تتجاوب معه جورج: بدك تبعدي أمير عنّا....وخص نص....تبعديه عن السكرتيرة داليا......سجلات الشركة الاحتياطية معها ....وفيها كل شي بيخص اعمالنا.......وفيها كمان الفيديوهات المسجلة لكل الحفلات دون استثناء....إزا بدّك زوجك عفوًا! روميو ما يشوف وضعك كيف كان معي.....ابعديه عنّا....بأي طريئة(طريقة).... ديانا حاولت ان تتمالك نفسها بعد انهيارها من سماع هذا الأمر أمير لو توصل إلى ذلك الفيديو المسجل لن يرحمها بل لن يستمع إلى مبرراتها سيحكم عليها بالقصاص لا محالة لذا قالت: وازا ما ئدرت...؟ جورج نظر إلى مراد بحده: ما راح يحصل شي حلو بعدها بحياتك..... ثم اردف بتهديد: ولا تحاولي تتواصلي مع بنتي إيلاف حنا نراقب خطوط الاتصال وعرفت اليوم اتصلتي عليها....شو بدك....منها؟....شو تفكري حالك..... انهارت هنا صارخة: بدي ئلها (قول لها) كل شي........راح احكي انتّا بيّه......راح ئول مشاري منّو بيّك.....وكما حصة منّا أمك........بس مشاري كان صاحب بيّك في اعمال الشر....ومشان بدُّو يحميكي نسبك لمشاري وقطع علاقات الشراكة معوه وخلاه نزيف(نظيف)....مشان يكبرك..... جورج بصرخة غضب: وكملي القصة لها كمان.....انك سافرتي الكويت.....وتقربتي من والدها.....فترة .....وكنتي سبب طلاقهم ...... ديانا ضربت بيدها على المقود وبكت صارخة: انت جبرتني على كل شي انتّا.........ما كان بدي اعمل ايّ شي......ما كان بدي ....بس كنت أظن بهالطريقة راح ائدر احمي بنتي نور.....من تهديداتك.......بس قاطعها بملل: اووووووه.....اسمعي الحكي منيح.....حاولي تبعدي أمير عن داليا....... ثم اغلق الخط في وجهها حتى ضجّت بالبكاء والنحيب، ماذا تفعل؟ ما الذي يجب عليها أن تفعله؟ قادت سيارتها بسرعة جنونية، لناحيه بعيدة عن البشر هي تموت وببطء أمير سيتوصل إلى السجلات لا محالة ستخفق هذه المرّة في حماية ابنتها وكذلك امير ولا تُريد ان ترى وجه أمير وهو يظن انها خائنة الموت تفضله على أن ترى وجهه الغاضب منها أسندت جبينها على مقوّد السيّارة ، واخذت تضرب جبينها بقوّة ما فعلته لا يُغتفر ابدًا ، خانت نفسها قبل أن تخون الجميع ، بكت بانهيار وبصوت عالٍ لا يسمعه سواها كُل شيء بدأ حُطامًا ، خلاف والدها مع عمها قتل حُب الطفولة بينهما! ابتدأ بإجبارها من الزواج بيوسف والذي كان يأتي بين فترة وأخرى إلى لبنان من اجل الشراكة التي عقدت بين والده محمد ووالدها كانت شراكة في استيراد وتصدير الاقمشة ! ولكن يوسف أعُجب بها ودمّر الحُب الذي بينها وبين أمير آنذاك والدها وافق عليه بسرعة لكي يمنعها من رؤية امير فالخلاف الذي نشب بينهما كان بسبب اختلافهما على تقاسم الأرض التي في جنوب لبنان! سبب تافه دمّر علاقات كثيرة احداهما يقول ليس من حقك أن نتقاسمها لأنها لم تكن من ضمن الإرث والآخر يرفض ذلك!!! حقيقةً والدها هو من اشتراها وقام بتطويرها ولكن عمها ظنّ انها جزء من إرث ابيهم لذا ، تخاصم مع أخيه من هذا الشأن فزوجها والدها ليوسف وابعدها بما يقارب الثمان سنوات عن أراضي لبنان! ولكن هي كانت شغوفة لهذا الحُب ، كانت تحدث أمير سرًا إلى أن وقعت تحت مسمى الخيانة تذكرت تلك الفاجعة ، حينما علمت بحملها الثاني كانت تتحدث مع امير كيف ستتخلّص من الجنين ولكن دُهمت في هذه الأثناء حتى أكلت ضربًا لن تنساه ابدًا وتعلم الآن انها تستحقه كانت في شهرها الثالث لا تعلم لماذا الآن تتذكر هذه الأمور ربما لأنها في حالة سوداوية للغاية وفكرة التخلّص من العيش تتوارد في عقلها ما بين دمعة وأخرى لم يرحمها يوسف ، ضربها تحت انظار ابنتها نور ضربها حتى جهضت وبالأخير رأت نفسها في الشارع تجول ولكن تم نقلها للمستشفى ، وتواصلت مع أمير ليأتي ويأخذها من أحضان بلدٍ لم يتقبلها ابدًا! أتى بشر لا تعلم كيف بدأ وكيف انتهى ولكن انتهى بأخذ نور من أحضان ابيها بالإجبار! والآن في ظلمت هذا الليل ستنهي قصتها، لا تريد أن يضربها كما فعل يوسف حينما علم أنها تخونه! هي لم تخونه كما يظن ، فقط كانت تحدّث أمير ولكن ارتفع مستوى الشك حتى بابنته وأمير لم يقصّر في رفعه إلى درجة الإقتناع لذلك كان من الصعب عليه أن يستوعب حجم خيانتها كان سيجري تحليل اثبات الأبوّه ولكن أمير وحديثه الذي من المستحيل ان تنساه اخبره (اقسم بالله ، لو ما كفيت شرك عنّا لا اشتكيك....وأئلب الطاوليه على راسك.....اتار الضرب ما برح على وجّه وجسمه.....بطّل تفكير تاخذ البنت منها وإلا والله بافتح قضية ما راح تسكر ابدًا ...وادخّل السفارة اللبنانية كمان....خلاص تطمن البنت باحضان امه....والأم بلاش تفكر فيها هلأ لأنها ما عادت لإلك...) لن تنسى تلك العيون الحاقدة التي تنظر إليها جعلها تدخل المنزل من جديد تأخذ ملابسها سريعًا وابنتها مجبورًا على تصديق ما قالاه لهُ وكان قلبه وقتها محطمًا! لا تريد أن ترى انكسار أمير مثلما يوسف ليس لها القوة والشجاعة في أن تراه سحبت هاتفها بيدين مرتجفتين أرسلت رسالتها لأمير بكل شجاعة تخبره بما فعلته بلغة هشّة ومنكسرة وبدأت بعدها تحثه على اخبار نور بكل شيء وختمتها متأسفة لكل هذا ثم قامت باغلاق هاتفها ، وانحنت لتفتح الدرج الأمامي وسحبت سلاحها المرخّص! جنون تخبطت سريعًا ، هي ستموت عمّ قريب هكذا كانت تظن المرض بدأ يأكلها أكلًا وجورج سيستخدمها لصالحة مرةً أخرى لذا لن تسمح له ان يشوّه صورتها اكثر..... فهي بعد كل هذا لا تستطيع ان ترى وجه أمير مرةً أخرى وكذلك نور والذي عانت الكثير بسببها بكت وجثلة على ركبتها، تشعر بالحرقة .......احرقت نفسها بإرادتها كان من المفترض ان تخبر أمير بتهديداته في ذلك الوقت ولكن ..... سكتت وجعلته يتمادى عليها اكثر! رفعت المسدس بيد مرتجفة تحدثت صارخة: ما في شي طالع بإيدي.......سامحيني نووووووووور....ضيّعتك....بأنانيتي....ضيعتك نور.........أمييييييييييير بحبك..........والعذراء ما كان ببالي خونك........هو اعتدى عليّ لأني ما كنت واعيي لأيّ شي........ ثم بكت ، وبدأت تتذكر أمور كثيرة والندم يزداد وهمس الشيطان لها يزداد في الاقدام على الانتحار هل ستنتهي الآن؟ نور ماذا سيحدث لها ! هل ستعود لقوقعة الكآبة والعصيان؟! ماذا سيحدث لأمير؟! هل سيكرهها هزّت رأسها بلا بكل عنف، لا تريد ذلك كل شيء يهون امام هذا الحُب الفولاذي لا تريد أن ترى انصهاره وتحوّله إلى رماد غير معروف سيكرهها ، سيشتمها بكت ، انهارت، صارخت ، لطمت خدّيها أمام هذا العجز لماذا لم تستطع العيش بهناء ، لماذا تشعر هناك حاجز كبير بينها وبين السعادة هل سيغفر لها أمير ذنبها العظيم ام لا؟! تجزم أنه لن يُسامحها انحنت للأمام ، اغمضت عينيها تذكرت أوّل قبلةٍ لها ، أول حضنٍ وأوّل اعتراف حبه لها هي انتهت ، الألم ....والمرض.....والضغط الناشئ من جورج جعلها تتهاوى في قيعان الضعف همست بين رجفة جسديها وضعفها : احبك أمير ثم ضجّ المكان بصوت اطلاق الرصاصة! .................................................. .................... كان متوترًا ويشك هذه المرة من تعاونها معهما لذا نهض واخذ يفكر يُريد حلًّا لهذا الأمر، لا يريد أن يقضي بقيّة عمره في السجون لا يُريد ذلك اعمالهما غير قانونية وما إن يتم سجنهما سيتم الحكم عليهما إما بالقصاص او السجن المؤبد وهذا ما لا يُريدانه ضرب على فخذيه تحت انظار أخيه والذي لم يكن أقل توترًا منه اردفت بعصبية: ديانا هالمرة ما راح تتعاون معانا...... جورج رمى القلم على الطاولة واشعل سيجارته: راح تخاف من أمير يشوف خيانتها لإلوه.....مشان هيك يا مُراد راح تمنعوه.... مراد بخوف وتوتر: اوك.........واذا باوع على الفيديو......قبل ما تتصل عليها الحين ........علمود انه مستعجل من انه ينتقم منا.....شنو راح يسوي؟....ما راح يقتل زوجته....وراح يدوّر عليك ينتقم........وراح يصدق حجيها عنّا وانها كانت مجبورة...... جورج نهض كالمقروص، واخذ يسب وشتم غباء أخيه الذي ورّطه بالأمر، لم يكن موضوع الزواج من نور ضمن الخطة دمارها هو الأساس ولكن ليس الارتباط بها صرخ مراد بقل حيلة: لا تجلس تلومني.....قلت لي بصريح العبارة أذي البنيّة.......وعلقها فيك....... جورج بصراخ: بس ما ئلت روح تزوجها مراد أشار له بغضب: ما جان عندي غير هالحل!.......والحين خلنا نفكر نلقى لنا حل ويّا هالأمير..... جورج سكت ورمى نفسه على الكنبة الجانبية وهو يكرر: ما بعرف ....ما بعرف شو نعمل إيلوه سكت مراد لوهلة واخذ يفكر بما يقارب الثلاث دقائق ثم ضحك بخبث وهو يردف: راح اطلّق نور أهنيه........راح تنهي هالامر بتدخلاتك.......ونرسل ورقة طلاقها مع قاتل مأجور..... جورج قوس شفتيه: قاتل ماجور؟ مراد بحماس لتلك الفكرة: أي.......يسلمه ورقة طلاق نور......ويخلص عليه ونفتك منه.....وبجيه (وبكذا) نقدر نمشي امورنا بعده مثل ما كنا اوّل واحسن.... ابتسم جورج على هالفكرة ونهض مؤيدًا أخيه: اوك....... مراد تحدث بأهمية: راح اكلم واحد اعرفه........خلال يومين بنخلص من هالتوتر.....وداليا.......بنفسي بروح اجيبها لك....وانت تصرف معها جورج ابتسم لأخيه ثم خرج مراد وفي عينيه شر لا يمكن أن ينضب! .................................................. .......................... . . . . امير كان في المنزل الريفي والذي يبعد كيلومترات طويلة عن مدينة أكسفورد كانت أمامه مقيّدة اليدين والرجلين على الكرسي تحاول التفلّت والتملّص من تلك الحبال الثقيلة أشار أمير للحراس حتى خرجوا وتقدم لناحيتها ،نظر لعيناها العسليتين بحده أزاح عن فمها اللاصق حتى انهالت عليه بالكلمات : شتريد مني؟.....انطيتك كل اللي يخص جورج.....والسجلّات صارت بإيدك شتريد هسه مني؟.....اتركني .....اتركني.... أمير انحنى ليصل لمستوى جلوسها: حطيتك هون حتى ماحد يتعرض لإلك ......جورج ومراد لو شافوكي ما راح يسمحوا إلك تعيشي يوم تاني..... تسارعت أنفاسها، واشاحت بنظرها عنه لا تستطيع ان تُنكر الحقيقة، سيُحاسبها جورج وسيقتلها مُراد بنفسه لأنه هو من قام بتوظيفها معهم في تلك الشريكة وهو المسؤول عن جميع تصرفاتها! اغمضت عينيها لتمتص غضبها ثم اردفت: أريد ارجع على العراق.......وبجي ما يقدر أحد يأذيني... أمير كتف يديه: انتي غلطانه....جورج ما راح يتركك بحالك..... لم تستطع أن تلزم الهدوء اكثر صارخت: خلاص اتركني وآني اتصرف....شتريد مني......ساعدتك في كل شي وسلمتك الأوراق المهمة شتريد مني بعد.... لا يُريد أن يبقى هنا اكثر هو لا يعرف لماذا اتى هنا، مُنذ مشاهدته لذلك المقطع وهو يتردد عليها ليتأكد من صحة ما رآه وقراه! يريد ان تنفي الحقائق لو بكلمة ولكن لم يحدث ذلك عاد ليلثمها لكي لا تتمكن من ان تصدر الصوت واحكم رباطها ثم خرج ، لا يريد أن يرى زوجته ففي الصباح هذا رأى ما لا يجب عليه أن يراه حتى كرهها في وهلة لم يظن يومًا سيكرهها فيها! حرّص على الحرّاس أن ينتبهوا لأي حركة تحدث هنا ويشددوا عليها الحراسة ثم ركب سيارته لن يذهب إلى المنزل اليوم سيعود إلى شركته لكي لا يرى ديانا لن يذهب إليها اليوم مباشرة لكي لا يؤذيها اغلق هاتفه لكي لا ينزعج من اتصالاتها ثم توجّه لطريق الشركة! .................................................. ............................ قبل ثمان ساعات في لندن كانوا يتجولون بخطى متسارعة ، تشعر نور انها في تحسن مع حديث إيلاف وشقاوتها وحبها للحياة ثم ذهبتا إلى اقرب مطعم منهما وما إن جلسا حول الطاولة حتى تحدثت إيلاف : نور....بسألج....تذكرين قبل أسبوعين لم خلتيني اقابل امج وأمير.... نور: أي....شفيك؟ إيلاف بحماس: انتي عطيتي رقمي امج.... نور سحبت المنديل وهي تردف: هي اطلبتني إيّاه وعطيتها... ايلاف حكّت انفها بهدوء: قبل لا اطلع لج بعد رسالتج لي كانت متصلة علي... نور بتعجب: ليش؟ ايلاف : كانت بقول لي شي وصدمت في الريّال وقلت لها اكلمج بعدين.... نور بتفكير: امممم غريبة.......يمكن تبي تسأل عني؟ مثلًا... ايلاف بهدوء: مادري.....المهم خليني اقولج شي بس لا تعصبين وصل طلبهما وبدأ النادل بتوزيع الاطباق على الطاولة ثم اردفت نور بعد انصرافه: أي تكلمي.... إيلاف بتردد نطقت: بس حلفي لي ما تعصبين علي....ولا تطنزين.... نور اخذت اوّل لقمة : تكلمي احسن ما اعصب من أسلوب مقدماتك ذا ضحكت ايلاف ثم اخذت نفس عميق وهي تردف: احس اني بديت اميل لطارق اللي كلمتك عنه شرقت هنا نور وبدأت تكح بقوة حتى خشيت إيلاف عليها فنهضت وضربتها على ظهرها بخفة وناولتها كأس الماء وما إن ابتعدت ايلاف عنها حتى ارتفع صوت نور غاضبة: شنوووووووووووووووو؟.........يعني بديتي تميلين له؟ إيلاف باحراج من نظرات الناس : اششش الله يفشلج......سكتي ...كلتيني بقشوري..... نور تحدثت بجدية: أتكلم جد شنو يعني بديتي تميلين له؟ ثم شهقت بعد استيعابها: هأأأأأأأأأ يعني تحبينه؟! مسحت ايلاف على وجهها باحراج ونطقت الاحرف ما بين اسنانها: قصري صوتج الناس تطالع تقول وش فيها هالمينونة تصارخ.... نور سحبت كأس الماء وارتشفت القليل منه ثم اردفت: لا والله مو أنا المينونة على قولتك انتي اللي جنيتي خلاص ودّعتي عقلك أبد......ههههههي لا تنسين انك جيتي هنا عشان تدرسين مو عشان تحبين... إيلاف بنرفزة: وش فيها اذا حبيت؟ نور وبسبب فشلها بالحب اردفت بسوداوية: وانتي مصدقة انه فيه شي اسمه حب.... ولان صوتها وهي تطبطب على كف ايلاف: حبيبتي ايلاف .....طارق واضح مو نيته حب وخرابيط....هو بس زميلك بالكلاس.....مو كل واحد عاملك بطيبة واهتم بدراستك يعني يحبك ويبي يزوّجك.....ايلاف نصيحة مني ركزي على دراستك وبس ولا ضيعين نفسك في خرابيط .....حب وهم.... إيلاف ترقرقت عينيها وبللت شفتيها وهي تردف: يعني مو من حقي احب.......وانحب.....واعيش زي العالم والخلق.... نور شتت ناظريها عنها، جميعنا يُريد ان يعيش بحُب وشاعرية ، كتلك القصص التي نسمع عنها في الاحلام الحالمة! ولكن الواقع ليس مليء بالورود، ليس مليء بالألوان الصافية فقط لابد ان تتخلله الاشواك والألوان العاتمة لتحقق التوازن ولكن ماذا لو هناك اختلال في ذلك الأمر ولم يعد ما يسمى بالتوازن كيف ستصبح الحياة؟! اردفت : من حقك .....بس في الوقت المناسب والمكان المناسب....صدقيني ايلاف اللي تعيشينه الحين مجرد اعجاب لا اقل ولا اكثر....صدقيني راح تكتشفين انه مو حُب... ايلاف بدأت تأكل واخذت تردف: خلاص خلينا نغيّر الموضوع .... . . . الآن......صحت من تلك الذكرى حقيقةً من حقّ إيلاف أن تشعر بالحب، ولكن ليس من حقها أن تُضيّع نفسها ما بين هفواته وأنانيته هي لا تدري ما وراء هذا الحب هل سيكون متبادل؟ هل سيكون شريفًا؟ أم فقط مؤقت إضاعةً للوقت والتسلية! لابد ان تعرف ماهية مشاعرها لكي لا تضيع، ولابد ان تختار الشخص الموثوق به والشخص الصحيح لكي لا تندم لكي لا تضيع حقوقها وتُهدر مشاعرها بتعب!، لكي لا تبكي على وسادتها كل ليلة نادمةً على مشاعرٍ متأججة ادّت بها للهلاك..... نظرت للشوارع من خلال النافذة، كل الأشخاص الذين احبتهم ، رموا سِهامهم في فؤادها بلا رحمه! أوّلهم والدها، اعتادت على العيش ما بين هفوات ذكرياتهم وأنانيتهم ولكن جرحها يتجدد ويؤلمها وكأنها جُرحت به أوّل مرة! ولكن الأمر الأكثر ألمًا حينما سلّمت قلبها لمن لا يستحقه حتى أنه دهسه بلا رحمه ولم يشفق على ضعفها آنذاك... مشت بخطى اضعفها الحنين لن تنكر انها تحُن وتتألم وتشتاق لمن كان سببًا في وجودها على الحياة!! ولكن اصبح الامر ثقيلًا بأن تلقبه بـ (أبي) رمت نفسها على السرير ، واستلقت على ظهرها حدقّت في السقف مطولًّا لا تُريد شيئًا من هذه الحياة سوى العيش بهدوء وبعيدًا عن الذكريات! اغمضت عينيها وحاولت ان تنام وبعد نصف ساعة غاصت في احلامٍ وردية! .................................................. ..................... العجز حينما يجتمع بالحيرة يقيّد يديك عن فعل الأمور الصائبة كان جالسًا في سيارته يفكر ماذا عليه أن يفعل ليوقف خزعبلات هذه الليلة المرّة ماذا يصنع لكي يصرخ بحبها عشقًا ويتأسف لها على ما مضى ماذا يفعل لكي يبرر لها فعلته من الزواج بغيرها بعد أن علم بشدة مرضها؟! وهل ستصدق انه كان مجبورًا على ما لا يُريده!؟ لم يمنع نفسه من أن يبكي... ولكن بكى بطريقة مختلفة بلا دموع وبلا صوت وهذا النوع من أقسى أنواع البكاء تشعر أنّ هناك جرح عميق في قلبك ولكن داخل هذا الجرح جروح أخرى متناهية في الصغر تؤلمك بشدة وتُرهق عينيك وتمنعها عن افراز الدموع! لذا كان ينظر لباب منزلهم ولتلك الانوار التي تزيّنه وإلى تزاحم السيارات امام منزلهم بعجز كبير وقلب محطّم عاد الرنين من جديد .......نظر إلى شاشة الهاتف (الجازي يتصل بك) همّ بالنزول وضجّ! الرنين من جديد وكأن الجازي تثنيه عن الإقدام لفعل شنيع ومجنون، قلبه يؤلمه......هذا ما يعرفهُ توقف عن النزول ، وتذكر انه ليس مراهق في سن الخامسة عشر لكي يفعل ما يفكر به! ما سيفعله سيهدم علاقات عائلية ، ويشوّه سمعتها ايضًا إن كان يحبها حقيقةً عليه ان يتركها في هذه الليلة تعوّض ما خسرته! انحنى إلى أن اسند جبينه على مقود السيارة تنهد بضيق يريد ان يبكي والبكاء لا يريده يريد ان يصرخ والصراخ يزجره بعنف وينهره عن إخراجه من احباله الصوتية لم يشعر بالشخص الذي فتح باب سيارته الأمامي وجلس بجانبه وضع يده على كتفه حتى انتقز ونظر إلى وجهه: قصي قصي بهدوء: سيف.......ماله داعي تحضر الليلة.....خل الأمور تمشي مثل ما هي عليه......انت تزوجت وهي بتزوج......لا انت من نصيبها ولا هي.....وتذكر الجازي....مالها ذنب.... سيف تحدث بحشرجة: أصلا بمشي بروح البيت.... قصي اربت على كتفه: احسن شي تسويه..... سيف بهدوء نظر للأمام: مو قادر اتقبل أنها بكون لغيري.... قصي بجدية: بكون لغيرك لانها مو من نصيبك......الجازي هي نصيبك.....وهي بحاجة لك.......لا تكسرها مثل ما كسرت غيرها.....انسى اللي فات......وعش حياتك ..... كان بينزل من السيارة ولكن قال: ترا الجازي ما جات معنا.......قالت بتجي معك........روح البيت .....هي لحالها.....لا تخليها بروحها وتستاحش.... ثم نزل من سيارة أخيه تاركًا سيف يتخبط بمشاعره ، ثم قاد سيارته لناحية منزلهم وبعد نصف ساعة وصل ودخل إلى جناحه ما إن انغلق الباب حتى استقبلته الجازي وهي تردف بحده: وين اللي بوديني بيت اهلي؟ كان ينظر إليها بنظرات الجازي لم تستطع أن تفسرها هل هي غضب أم حده ام ...لا تدري اقترب منها وهو ما زال يحدّق في عينيها الواسعتين ووجهها المتعب بسبب تغلب نومها الناتج عن تغلبات نوم الصغير تحدث بهدوء: ليش ما كنتي ناوية تروحين ملكة بنت عمي؟ الجازي بللت شفتيها بتوتر من قربه: لا ....لأني تعبانة.....وصار لي زمان ما شفت نوف ولا تطمنت عليها.... سيف ، يُريد أن ينتقم لنفسه ومن الذين تسببوا في أن يبتعد عن غزل ولكن لا يعرف كيف؟! يشتاق لها، وليس من حقه هذا الشعور يحبها وهذه خيانة في حق زوجته الجازي يتمنى أن يحتضنها وهذا أثم لوضعه الحالي عاجز كل ما يشعر به أنه عاجز ومقهور تحدث بهدوء وهو يضع كفي يديه على كتفيها حتى انها تعجبت منه تحدث: بكرا اوديك... انصدمت قوست شفتيها وتحدثت بشك: سيف انت بخير؟......فيك شي؟ سيف هل بان على وجه الألم لكي تفهمه أم فهمت شيء آخر!؟ تحدث بصوت اشبه للهمس يغلفه الحنين للماضي والندم على الحاضر!!!: تعبان.... الجازي ابتعدت عنه لتزيح كفيه عنها وأشارت بلا مبالاة له: روح المستشفى طيب......واضح فيك حرارة ....حتى خلّتك تهلوس... ابتسم بسخرية......الآن قربه لها هلوسة !.....هكذا فهمها وهذا ما تقصده الجازي حقًّا ولكن أشار لها : دواي عندك..... الجازي بحده : وانا ما نيب طبيبة لأي احد..... سيف ليختبرها: بس أنا مو أي احد أنا زوجك.... الجازي ضحكت بسخرية ثم اردفت: أنت أبو ولدي وبس.... هو يستحق قساوتها تلك ، هو من جعلها هكذا ....فمن الواضح انه خسر الاثنتين نزلت دمعةٍ على خده حتى صُعِت منه وخافت حقيقةً ممن يبكي؟ ولكن زادت تساؤلاتها حينما قال: محتاجك يا الجازي.....تكفين لا تقسين علي........هذا يوجعني وضرب بقبضة يده على قلبه لم يعطيها أي فرصة للتفكير حضنها وهي لم تبادله الاحتضان بقيت واقفه تُريد ان تستوعب ألمه، تريد ان تشخّص حالته ممن يتألم؟ احتضنها واعتصرها ما بين يديه، وهي تفكر بما قاله وتحاول ان تصل إلى خيط يدلها إلى المعنى إلى ان تسارعت أنفاسها حينما مالت للشكوك والظنون لماذا قلبه يؤلمه في هذه الليلة خاصة؟ لماذا اظهر حاجته إليها الآن؟ لماذا اظهر ضعفه أمامها وهو الغصن الصلب الذي يصعب كسره؟ اقشعر جسدها عندما وصلت إلى الإجابة وابتعدت عنه ودفعته وعينيها مليئتين بالدموع اشارت له بيد مرتجفة وحاجب مقوس وصوت محشرج: انا عمري ما عورت قلبك.........من اللي اوجعك؟.......مين ؟ ادرك سيف زلّة لسانه او ربما سكرة العشق لم تجعله يعي ما يقوله وادرك أنه من المفترض لم يأتيها لكي لا يُفتضح كان سيتحدث ولكن سبقته وهي تتقدم لناحيته تقول: تعاملني بقسوة........وبدون أي مشاعر......تعاملني بطريقة خلتني اشك في نفسي........عشان..... واهتز صوتها بقول: عشان وجع قلبك صح يا سيف؟ ثم صرخت: صصصصصصصصصح....؟ سيف امسك يديها المرتجفتين ثم قال بصوت مخنوق: عبد لله لا يجلس......قصري صوتك... الجازي عضت على شفتيها أي قنبلة تلقتها اليوم لم تستطع ان تصارحه بظنونها اكثر ضربت على قلبه قائلة: طولة هالسنتين وقلبك مو لي صح؟ سيف انربط لسانه ، واغمض عينيه لا يريد ان يرى وجهها فانفعلت قائلة: شذنبي انا.....هاا....شذنبي؟....سيف .....تخيّل حتى انا قلبي يوجعني.....تصدق يوجعني.... نظر إليها وهي تكمل بسخرية: بس يوجعني قهر منك... ابتعدت عنه وأشارت له بقل حيلة وضعف من وضعها الآن فهمت تصرفاته وسببها هي غير مرغوب بها في حياته هذا ما فهمته : روح ........روح قول انا ابي غزل.....وانا أولى فيها روح....وقف هالملكة.....روح اخذها.....روح.......تجيني هنا ليه؟....... ثم سمعت صوت عبد لله يبكي فذهبت عنه لناحية الغرفة وتبعها دخلت الغرفة اخذت عبد لله من وسط سريرهما كانت سترضعه ولكن قال سيف بهدوء: لا ترضعينه وانتي في هالحالة مو زين...... كانت يديها ترتجفان وعبد لله يبكي بصوت مرتفع اخذت تهزه برجليها وهي تبكي بدموع بلا صوت تحاول ألا تخرج صوتًا لكي لا ترعبه حاولت أن تواسيه في بكاؤه ويواسيها وهو ينظر لضعفها ورجفتها اخيرًا نام عبد لله وضعته في سريره وخرجت من الغرفة إلى الصالة جلست على طرف الكنب وضعت كفي يديها على وجهها تشعر بالحيرة وتشعر برغبتها في احتضان والدتها اتى بالقرب منها تحدث : الجازي الجازي رفعت وجهها المحمر وأشارت له بيديها التي ما زالت ترتجفان شعرت بثقلها عليه ، كانت مجرد أداء لنسيان الماضي ولم ينساه كانت مجرد زوجه تُنجب بلا حب وتدير المنزل بلا عواطف! آه اخرجتها بضيق شديد وألم لم تشعر به يومًا لناحيتها اليُسرى ثم أكملت له : لا تكلم سيف.....كل شي واضح........ ثم نظرت إلى وجهه: بس قل لي.......وش ذنبي؟ خليتني اجيب عبد لله ليش؟........ليش......ليش تعاقبني على شي مالي دخل فيه... سيف انصدم لسوء فهمها له من ناحية عبد لله تحدث بهدوء: تعتقدين عبد لله عقاب لك؟ الجازي ببكاء: واشد عقاب ........كيف أصلا كنت ... ثم سكتت باكية لتردف بقهر: كنت تتخيّلني غزل.......عشان تقدر.....تعيش معاي صح؟......عشان ما توضح لي أنه قلبك مو لي..... ثم نهضت غير قادرة على التكملة اخذت تجول ذهابًا وإيابًا أمام ناظريه سيف ادرك حيرتها وصدمتها يريد التخفيف عنها ولكن لم يستطع تحدثت بانهيار وهي تشير لنفسها وتنظر لعينيه بعين باكيتين:سيف مو قادرة اصدق......مو قادرة اصدق إني عشت معاك ....وإني غبية لهالدرجة .....استغليتني عشان تنسى حبك........والحين تعترف لي.....سيف تكفى طلقني.......طلقني........ما ابي اشوفك بحياتي مرة ثانية.....ما ابي.....يكفي اللي شفته منك.....ما ابي اشوف منك اكثر من كذا........تكفى طلقني.... سيف نهض وأشار لها: الجازي هدي......هدي تكفين.....خلينا نكلم بهدوء الجازي بانفعال وازدادت رجفات يديها: وش تبي تقول لي اكثر من كذا؟.....وش تبي تقول سيف....تبي تكلمني عن أيام الخوالي؟.....وكيف اني صرت أداء عشان تنساها.....او فرقت بينكم.....سيف طلقني....حتى عبد لله ما ابيه...اخذه مابي منك شي......ابي بس ابتعد عنك وعن كل شي يذكرني فيك.....طلقني........طلقني...... ثم ركضت لغرفتها وأغلقت الباب بينما هو جلس يسب ويشتم نفسه وغباؤه الغير محدود كيف سيصلح الأمر الآن كيف؟ ركل برجله الكنبة ومسح على رأسه عدّت مرات لِيُطفي ما بداخله من نيران بينما هي دخلت الغرفة واخذت تبكي ، وهي تحاول ألا تخرج صوتًا لكي لا تزعج ابنها ولكن لم تستطع أن تبقى هنا اكثر كل ما فعلته نهضت سحبت هاتفها واتصلت على اخيها بندر تُريد أن تذهب إلى منزل ابيها اتصلت فاجابها: هلا الجازي الجازي بصوت متحشرج: بندر تعال مرني.... بندر كان في سيارته مُنذ ان خرج وهو يقودها إلى اللاشيء بسبب حيرته وعدم قدرته على اتخاذ قرار ينهي فيه خطبة سلطان من شيخه! تحدث بأهمية: خير الجازي خوفتيني فيك شي الجازي لم تتحمل: تكفى بندر تعال.......احس اني مخنوقة ....تكفى تعال..... بندر بخوف: خلاص بجيك جهزي حالك باي أغلقت الخط ثم نهضت لترتدي عباءتها، نظرت لابنها انحنت قبلّت جبينه ثم خرجت لتردف قبل ان تخرج من جناحها: بروح بيت اهلي........عبد لله داخل نايم.... ثم أغلقت الباب بينما هو ركض ليتبعها: الجازي الجازي.... الجازي نزلت من الدرج تحدثت : الجازي ماتت يا سيف...ماتت! لم يستطع ايقافها ولم تستطع هي ان تبقى معه في مكان واحد وبقيت في وجهة المنزل تنتظر أخيها وسيف متندمًا كل الندم على تهوره ، وقراره في المجيء لهنا! . . . وما هو دواء العاشقين الذي خسروا أنفسهم في طريق الحُب؟ ما زالت تبكي لا تُريد سوى أن تحتضن حُبها، لا تريد سوى أن تنتهي قصة عشقهما كما خططا لها لا تُريد لأي شخص أن يُفسد عليها الأمر دخلت إلى دورة المياه بكت ونظرت لوجهها كيف لهُ أن يقرر عن حياتها، ادخلها في سِجن لا يُعرف مكانه! كيف له ان يقرر على أن تتجرّع لوعة الفُراق اجبارًا ارشحت وجهها وفكرت مطولًّا كيف ستتصرف وارتعبت حينما طُرق الباب عليها ثم انفتح وكان ناصر اخيها هو من يطرقه توجّه لها جلس بالقرب منها قائلًا: شيخه شيخه بللت شفتيها واخذت نفسًا عميقًا ، وحاولت أن تتمالك نفسها وألا تبكي أمامه تحدث : تراني كلمت ابوي وقلت له اللي سواه غلط بس... قاطعته بسخرية: ماقتنع واللي براسه بسويه ثم التفتت لتنظر لعينيه : عمره ما جبرنا على شي.....ليش الحين يجبرني على الزواج بالذات.....ناصر....تكفى وقّف هالأمر ناصر شبّك يديه ببعضهما البعض: تعرفين قد ايش ابوي يعز سلطان .....وتبين الصدق سلطان ما فيه شي يعيبه....رجال والنعم فيه... شيخة برجفة شفتيها اردفت: بس انا ما ابي ازوّج طبطب ناصر على ظهرها: اذا على الدراسة .....ما راح يمنعك منها.....واذا عليه هو .....بكرا تتأقلمين على وجوده وتحبينه ....كل شي يبيله وقت.... شيخة شهقت ببكاء: طيب أنا مو مقتنعه فيه........ناصر.....تكفى....وقف الملكة....ادري بصير بوقت قريب.....ما ابي ....انحط في موقف غبي وانجبر....واندفن ...وانا عايشة.... ناصر بمواساة: لا تكبرين الموضوع ......شيخه صدقيني سلطان والله ينحب.....بكرا تتقبلينه فهمت الآن ناصر لا يستطيع أن يردع والده عن هذا القرار لذا لن تطيل الترجي والعتاب هزت رأسها لتنهي الأمر وهي ستتصرف سيضعونها في موقف محرج وصعب وسيجبرونها على شيء هي لم تفكر به مسبقًا نهض قبّل رأسها ليواسيها ثم خرج وما إن خرج حتى سحبت هاتفها واتصلت على . . . . كانت جالسة في غرفتها ،تأكل بالخفاء (كيت كات، جلكسي) وفي آذانيها اغنيتها المفضّلة وكانت تترنّح يمينًا ويسارًا على نغماتها الشكولاتة عبارة عن طاقة ضخمة للسعادة بالنسبة إليها ولكن عليها ألا تفرط في اكلها من اجل السكري! انقطعت الأغنية لتنظر إلى الشاشة (شيخوه يتصل بك) اجابت برواق: هلا وغلا بحبي... شيخة بكت هنا ، لم تستطع التحمّل تشعر بثقلٍ كبير على قلبها من شأن هذا الأمر اردفت بصوت متقطع: نوف ......جـ....بـ...رو..ني....عليه... نوف لم تفهم ما قالته رمت الكيت كات جانبًا ثم جلست على سريرها: ايش؟.....شيخوه وش فيك احد فيه شي؟ شيخه حاولت ان تأخذ نفسًا لتسكت نفسها عن البكاء ولكن هيهات كانت في حالة انهيار شديد اردفت: بجبروني على سلطان.......قلبي يوجعني يا نوف.... نوف بهدوء: شيخه والله احسن لك من أنك تعلقين آمال واحلام مع هالمعتوه اللي تكلمينه......صدقيني وربي يبي يتسلى فيك....ومتى ما زهق سحب عليك ورماك رمية الكلاب.......والله ما راح تندمين.... شيخة ببكاء وصوت مخنوق: واذا قلت لك اللي احبه واكلمه بندر! نوف بعدم استيعاب قوست شفتيها: بندر؟.....بندر مَن؟ شيخه ببكاء اقوى مما قبل!: اخووووك نوف فتحت عينيها على الآخر، ونهضت من على السرير منصدمة : شنو؟.....مو من جدك.....وليش ما قلتي لي من قبل؟؟هااا.... شيخة ضربت على رجليها: لا تجلسين تلوميني ابي حل.... نوف مسحت على رأسها عدّت مرات واردفت بجدية: مستحيل ابوي يزوجه قبل اخوي خالد زاد انين شيخه ووضعت نوف يدها على فمها بندم وبتذكر: انتي قلتي له طيب؟.....يمكن لو قلتي له يكلمه ....ويقنع ابوي.... شيخه ازدردت ريقه: كلمته اليوم ....وقلت له.... نوف باستيعاب: عشان كذا وضعه اليوم مو تمام... شيخه بخوف: كيف مو تمام؟ نوف : شكله كلم ابوي وطلع ولحد الحين ما رجع..... ثم اردفت بضيق: شيخوه ليش ما قلتي لي.......وبندر غلطان انه سكت ولا قال أنه يبيك شيخه بدموع: هو قال لم يتخرج عشان ما يصير لعمي عذر ويقبل الأمر بيكلمه.....بس سلطان عفس كل هالتخطيط.... نوف بضياع: طيب .......يمكن لكلمه الحين يقتنع.. شيخة بغصة: ما اظن يقبل عمي يخطب على خطبة سلطان.... نوف ضربت على جبهتها بتوتر: أي والله صدق ....واصلا ما يجوز... ثم سكتت وزاد بكاء شيخة فنهرتها نوف بجدية: لا تبكين يا غبية سكتي خلينا نفكر شيخه وكأنها طفل كانت تبكي دون ارادتها على كبح هذه الدموع سكتت نوف قليلًا وما زالت شيخه تبكي ثم اردفت: اسمعي متى بملكون عليك؟ شيخه بلعت ريقها : مادري....بس اظن قريب.... نوف بتهور لفكرتها: اسمعيني زين.....دامك تحبينه هالكثر....وهو يحبك....اسمعيني ليلة الملكة لسألك الشيخ انتي موافقة قولي لا.... شيخه بخوف وتردد: مستحيل.... نوف بانفعال: ليش مو انتي ما تبينه؟ شيخه بخوف نظرت للباب ثم نهضت واغفلت الباب على نفسها: تبين ابوي يذبحني نوف بجدية: كلنا نعرف طيبة قلب عمي يوسف.....قولي بيزعل عليك أي....بس يذبحك لا شيخة مسحت دموعها: شكلك ما تعرفين غلات سلطان ... نوف بنفس عميق: شيخوه .......ما عندك حل غير هذا........اكيد ما بحطك في الاحضان لم ترفضينه وقدام الجماعة وصعبة بس اذا صدق انتي وبندر تبون بعض ما عندكم إلا هالحل فكري فيه زين وانا بكلم بندر بعد.....وبقوله عن هالفكرة...... شيخه اخذت تفكر ثم اردف: بفكر.... نوف : لا تفلين أمها بالتفكير.......هذا يبيله قرار سريع......ومثل ما قلت لك.......هو صعب.....بس اذا تبين بندر مالك مخرج إلا هالشي.....والحين سوي نفسك طبيعية.....وحتى استعدي لملكتك .......وبعدها حطي النقاط على الحروف...وبالأخير هالشي من حقك ترفضين وتقبلين اللي تبينه.... شيخه بدأت بالارتياح: تمام.....باي... أغلقت الخط ونوف تعجبت من حبها لأخيها ولكن عليها ان تُحدث بندر لتنظر هل هو جاد لحبه هل تستحق شيخه العقوبات التي ستنهال عليها بعد الرفض في الملكة من أجله! بندر لا يمكن ان يكون طائشًا تعرف اخيها كما تعرف نفسها تمامًا! لذا فتحت الباب نزلت وسمعت أصوات مرتفعة ومن الواضع صوت اختها وكذلك والدها تعجبت وقوسّت حاجبيها أكملت نزولها من على الدرج وهي تسمع اختها التي تبكي: قلت لكم ما ابيه .....ابي اطلّق تحدث والدها بهدوء: وش السبب؟.....وش سوا لك قليل الخاتمة هاللي بكاك.....وخلاط تطلبين الطلاق بندر بحنية: الجازي اجلسي واهدي وخلينا نفهم منك كل شي نوف بخوف تقدمت لناحيتهم: الجازي شفيك؟.....ووين عبود الجازي بانهيار شديد: ما ابيه لا هو ولا عبود ثم اتجهت لناحية والدها: تكفى يبه قول له يطلقني....وولده انا متنازله عنه ما ابيه صُعق الأب هنا، خشي من أنّ هناك أمر كبير لا يمكن إصلاحه ما هو السبب الكبير الذي سيجعلها تتنازل عن حضانة ابنها تحدث بصرامة: الجازي قولي السبب اللي خلاك تطلبين الطلاق الجازي بصراخ وانفعال ووجه محمر: روحوا سألوه هو.....لا تسألوني عن شي.....بس ماني راجعه له مرة ثانية......ما ابيه ما ابيه... ثم ركضت لعتبات الدرج وصعدت وهي تنوح ببكاء نوف نظرت لبندر: وش صاير لها؟........سيف ضربها ولا... بو خالد بانفعال: يخسي يمد يده عليها كان اكسرها له بندر تحدث لأخته: اتصلت علي تبكي قالت اجي آخذها رحت لها.....وجبتها حاولت طولة الطريق افهم شصاير ما رضت تتكلم.... بو خالد وهو ممسك بهاتفه: راح اتصل على سيف افهم منه كل شي.... ثم توجه لمكتبه بينما نوف اقتربت من بندر : واضح السالفة كايدة ولا مستحيل الجازي تطلب الطلاق....وتصر عليه لهالدرجة هذي.... بندر بهم: الله يعين ثم تقدم للعبور ولكن مسكت يده قائلة: ترى عرفت بحبكم.... بندر فتح عينيه على الآخر: شتخربطين انتي؟ نوف بجدية: اصدقني القول تحب شيخوه صدق ولا تلعب؟ بندر تلعثم بسبب معرفتها تساءل: هي قالت لك.؟.... نوف بنفاذ صبر: اخلص علي .....اي.....قول بندر بتردد شتت ناظريه عنها: واللي خلق هالروح احبها.....بس كل شي جالس يصير يعقد الأمور.....بيني وبينها... نوف لتنهي الحديث: راح تنهي الأمر هي......بس صر رجال وقد كلمتك.......وتحمل ما يجيك بعدها..... بندر بتعجب: شتقصدين... نوف ابتسمت له: بسوي لكم أحلى سوبرايز......و راح تصدم الكل.......ومثل ما قلت لك.......صر رجال وقد القرار بندر بضياع: نويّف لا تتكلمين بالألغاز نوف رمت قنبلتها عليه: راح ترفضه ليلة الملكة...... بندر بصدمة : شلون يعني؟ نوف همست له لكي لا يتسرب صوتها لأبيها: راح تقول للشيخ انها ما هي موافقة عليه....... بندر بحيرة: عمي يمكن هنا... قاطعته: مستحيل يأذيها .....بيضربها لكن ما راح يموتها.......انت بعد هالسالفة راح تظل على الأقل شهر وتقدم لها..... بندر انفتحت الآمال من جديد في حياته ولم يفكر بعواقب تلك الفكرة: وشو شهر من ثاني يوم!! بحن على ابوي يخطبها لي نوف : كيفكم .......المهم صيروا قد القرار......لأنه بعد هالرفض بصير عواصف وحروب.... بندر بضحكة خفيفة: ربك يحلها...والحين صعدي لأختك شوفي وش فيها نوف : تمام ثم ركضت للصعود لأختها ، حاولت الدخول لغرفتها ولكن كان الباب مقفلًا طرقت الباب عدّت مرات : جوجو تكفين فتحي الباب......ما عاش من يبكيك....تكفين الجازي....فتحي الباب لا تخليني أحاتيك اعادت الطرق مرة ومرتين وثلاث ثم اجتمعت الدموع في عينين نوف: لهالدرجة مالي خاطر عندك يا الجازي......لا تحرقين قلبي عليك......انتي مو بس اختي انتي امي....تكفين فتحي الباب....لا تخليني احاتيك ويرتفع السكر عندي!! لم تستطع أن تكبح نفسها أمام كلمات اختها تلك نهضت من على السرير فتحت الباب ومن ثم رمت نفسها على الجازي تبكي نوف مسحت على ظهرها : الجازي....اشششش....اهدي يا عمري اهدي..... ثم ابتعدت الجازي عنها وامسكت نوف بيدها وادخلتها إلى الغرفة واغفلت عليهما الباب نوف جعلتها تجلس على السرير ومن ثم جلست بالقرب منها مسحت على كف يدها قائلة: الجازي.....عمري ما شفتك بهالضعف والانهيار.....وربي يعز علي اشوفك بهالحال......قلبي تقطع عليك.....عمري خويتي.....وامي وحبيبتي.....شفيك....شاللي زعلك.....ليش تطلبين الطلاق...مو امورك كويسة مع سيف شاللي حصل.... الجازي ابتسمت وسط انهياراتها وضعفها بسخرية: عمرها اموري معه ما كانت بخير... نوف بعدم فهم: شلون يعني؟ الجازي تريد ان تفضفض تريد شخصًا يفهم شعورها ومن الواضح انّ نوف ستكون الشخص المُراد فهي من وقفة معها في الولادة وهي من ستقف معها في كل الأمور رغم صغر سنها إلا أنها ستتحمل الكثير من اجل اختها تحدثت: سيف عمره ما عاملني بحب....وحنان....عمره ما اظهر لي انه يحبي.... نوف لتهون عليها تحدثت: يمكن هو أسلوبه كذا.......يعني فيه رجال على قولة خوياتي....ما يحبون يظهرون مشاعرهم....بس يحبون زوجاتهم.....بس هم كذا خلقه ما يعرفون يعبرون إلا بالشدّة.... الجازي بقهر : كان قاسي معاي يا نوف......وساعات احسه يشك فيني.... نوف قوّست شفتيها: شلون يشك فيك؟ الجازي بحيرة: مادري كيف اشرح لك......بس كان رسمي معي وقاسي بتعامله معي......وعمره ما قال لي كلمة حلوة...وإن تكلم.....جرحني بكلامه..... نوف بتفهم: طيب ليش سكتي؟ الجازي بانهيار: كنت ودي أتكلم بس أتكلم لمَن....لخالتي ؟ولا لعمتي اللي هي امه....تصعبت علي الأمور....وما حبيت اثقل على احد نوف ترقرقت عينيها: طيب وانا.... الجازي ازدردت ريقها: انتي تحملت الكثير يا نوف.....وما حبيت ادخلك في مشاكلي.... نوف شدّت على يدها: حنّا لبعض يا الجازي انتي اختي....وانتي اكثر وحده تعرفين اني ما اخش عليك شي.......ليش ما قلتي لي عن تصرفاته كان قلتي على الأقل لخالد......يتصرف معه الجازي بندم: كنت أحاول اعطيه فرصة يتغير......لكنه ما يستاهل......والأمر اللي سكتني لم حملت...... نوف : طيب يا عمري.....عشان كذا طلبتي الطلاق..... الجازي هزت رأسها بلا وانهارت بالبكاء: لأني عرفت شنو أنا بالنسبة له .....وعرفت سبب تصرفاته وجفاه معاي.... نوف احتضنت اختها: اهدي اهدي يا الجازي....اهدي... شدّت الجازي على اختها وهي تردف بلا حواجز وبلا قيود: يعاملني وكأني جدار.....حسسني بالنقص.....حسنني انه في شي غير مرغوب فيني.....حسنني انه مجبور علي......وسكت.....سكت لأنه ولد عمتي ولا ابي اضايقها.....لأني شفت كيف فرحانه فيني....بهالزواج.......بس كل شي بينا كان تأدية واجب......وانا دفعت هالثمن بحملي بعبد لله نوف ابعدتها عنها وامسحت دموع اختها وهي تردف: الجازي.......تكفين اهدي.....لا تسوين في نفسك كذا هو الخسران..... الجازي بانهيار: عايش معاي جسد بس وقلبه وروحه مومعاي يا نوف.... فهمت الإشارة نوف واغمضت عينيها لتمتص رغبتها في البكاء اذًا لو وافقت شيخه على زواجها لسلطان سيحدث لها كما حدث للجازي ولكن بتبادل الأدوار ولكن ربما الشخص حينما يقرر أنه سينسى حبه السابق وسيبتدأ حب جديد ربما سيكون قادر على تقبله بعد ان يقتنع بما كُتب له ولكن حينما يصّر عليه سيقلب حياته إلى كوارث وسيهدم آلافًا من المشاعر سيف هو من قرر على أن يبقى على حبه السابق، وهو من قرر أن يكون وفي بشكل خائن لزوجته هو من دفن نفسه في تُراب المشاكل كان لديه فرصة كشيخة الآن ، فرصة لأتخاذ القرار النهائي وإن كان مؤلمًا للبعض ولكن من شدّت صدمته عجز عن الأمر واتخذت والدته ضعفه مخرجًا للسيطرة عليه وما فعلته والدته خوفًا عليه وظنًا انّ سعادته لن تكون مع غزل بل مع غيرها هي تحبه ولن تفكر يومًا في أذيته ولا يوجد في هذا الكون ام تريد إيذاء ابنها إلا الحمقاء او التي لا تملك قلبًا في الأصل! بأنانيتها المغلفة بالخوف على ابنها حطمّت قلبين او ثلاث دون قصدٍ منها! تحدثت نوف: هو الخسران والله ......هو الخسران يا الجازي.... الجازي ببكاء : اللي يحبها ملكتها الليلة على غيره........وما ابي أقول لأبوي عن السبب عشان لا اخرب علاقات.....واكون سبب في خراب بيوت... نوف بكسرة خاطر: آه على قلبك الطيّب الجازي....... ثم حضنتها واردفت لتواسيها: اتركيه عنك يولي......وخليه يبتلش في اسالت ابوي وإن فضح نفسه لا تدافعين عنه.........بس أقول لا تستعجلين على الطلاق..... ابتعدت الجازي لتكمل نوف: وش ذنب عبد لله.... الجازي مسحت دموعها: عبد لله عقاب لي.... نوف : كيف عقاب لك؟ الجازي بللت شفتيها: وجوده بينا......بأخر الطلاق.....والكل بقول لي نفس جملتك ارجعي لزوجك عشان ولدك..... نوف انخرست ولم تعرف كيف تجيبها لذا نهضت وهي تقول: اتركي عنك سيف وعبد لله وقومي غسلي وجهك وخلينا نتعشى مع بعض ونشوف لنا فلم.... الجازي بتنهد: مالي خلق خليني بروحي.... نوف بعناد: والله ما راح اخليك بروحك.........قومي غسلي وجهك.....وانا بصعد الأكل وراح اكل معك هنا.....طيب... الجازي مسحت بقايا الدموع هزت رأسها بالموافقة وانحنت نوف وقبلت رأسها: ربي يفرجها عليك يا اغلى اخت بالدنيا ثم خرجت من غرفتها . . وفي مكتب والدها ارتفع صوت ابيهم بقوله: كيف بتحلها!!....اقولك الجازي تبي الطلاق.....بنتي ما جاتني بهالليل وطلبت الطلاق الا لشي كايد.....سيف....انت ولد اختي على عيني وراسي....بس انك تضايق بنتي.....او قاطعه سيف وهو ينظر لأبنه النائم: خالي.....تكفى لا تضغط علي....خلها هي تهدأ.......وبعد يومين بجي واكلمها...... بو خالد بعصبية: انا متصل عليك افهم السالفة......وش اللي خلاها تطلب الطلاق وتجي لي منهاره كذا ....حتى ولدها ما تبيه وش مسوي فيها؟ سيف تلعثم كيف سيقول انه خائن ولكن بطريقة أخرى واتخذ من خيانتها القساوة عليها وجعل حالها كحال أي قطعة اثاث امامه تحدث بحزم: خالي ......لو ما قدرنا نحل الأمر قلت لك......تكفى لا تضغط علي..... بو خالد سكت لوهلة وبتقدير لحال سيف اردف: طيب.....بس والله يا سيف لو اعرف انّ الغلط عليك ولها الحق في اللي تسويه .....لا تلومني على اللي أنا بسويه بعدها! سيف تنهد بضيق: طيب ....تصبح على خير ثم اغلق الخط بو خالد وهي يتمتم: الله يهدي النفوس يارب . . . . سيف تقطعّت السُبّل من امامه في إصلاح الأمر ها هو الآن تسبب في كسر قلبين بدلًا من الواحد، لا يدري كيف سيُدير أمر الجازي يعلم انّ كسرها كبير وربما لا يُجبر نظر إلى ابنه ، بحسرة وتندم زفر بقهر: اففففففف...... رمى نفسه على السرير واخذ يفكر ويحدّق في السقف بلا كلل! .................................................. ........................ لم يستطع النّوم ...كان مستند على كرسيه ويحدّق للاشيء طيلة الليل كان يفكر بها ، وبحبهما وبالتضحيات التي فعلها من اجلها انعزاله عن والديه وطلاقه من زوجته التي تزوجها للتخلّص من ذكراها ولكن لم يستطع وزوجته آنذاك لم تستطع التأقلم مع رجل عقله وتفكيره ليس معها ودومًا ما يُخطأ باسمها أمامها حاولت ألا تكون غيورة لتلك الدرجة ولكن لم تستطع فطلبت الطلاق وهو لم يعاند لكي لا يظلمها معه ومن التضحيات ايضًا سفره ليسوف وتهديده وخلق كذبة ندم عليها كل الندم كذبة أنّ نور ليست ابنته وإنما ابنت امير تسبب في ذلك الوقت بارتفاع الضغط لدى يوسف، وجعله يكره ابنته حتى أنه اجرى تحليلًا لإثبات الأبوّة ولكن امير هدده وسحب منه الورقة قبل ان يفتحها كان بينهما مشادّة في الحديث، ورفع يوسف أمامه الورقة قائلا: هالشي بيثبت حقارتكم يا كـ.... ولكن أمير سحبها قائلا بكل خبث: ماله داعي ......ئلت لك من ئبل نور بنتي.....ما هي بنتك... فتذبذب يوسف من ناحية أخرى لذلك تنازل عن ابنته ومن قهره وأنانيته لم يبحث عن حقيقة الأمر بل كان منصدمًا ويريد الخلاص من الاثنتين بلا فضائح! وللحفاظ على عائلته ، ولام نفسه كثيرًا على الزواج منها وكسر قلب زوجته منيرة من اجلها كرهها وحاول ان ينهي الأمر بهدوء دون ان يتسرب السبب لأعضاء عائلته وخاصةً والده ! لذا تنازل عن ابنته الذي اسماها بـ (نورة ) ولكن والدتها دومًا ما تسميها بنور ولكن حقيقةً اسمها في الأوراق الرسمية نورة تنهّد لهذه الذكريات ، هل كل ما فعله لا يعد من الصوّاب؟ هل اظلمت ابنتها هي ايضًا! ما هي مبرراتها على تلك الخيانة آه الآن فهم عجز يوسف وقلة صبره في امر التنازل عنهما ليداري فضيحته فهم شعوره وتندم على ذلك قطع عليه هذا التفكير صوت رنين الهاتف المكتبي ضغط على الزر فتحدث السكرتير (مترجم): سيد أمير السيّد لويس يُريد مهاتفتك الآن أمير مسح على رأسه عدّت مرات وبتعب (مترجم): حسنًا.....حوّل الاتصال عليه لم يأخذ إلا ثوانٍ قليلة وتحوّل الاتصال فقال امير باحترام شديد ، وكيف لا يحدث هذا وهو يتحدث مع أكبر رجال الاعمال في هذه البلد والمدعوم من قبل مسؤولين كبار فله العديد من الاعمال الخيرية ودعم القضايا الإنسانية وحتى السياسية لذا هو رجل ذو هيبة ، وصرامة في الحديث (مترجم): اهلا سيد لويس.... لويس بصوت متزن(مترجم): اهلا بك......سيد أمير ثم نظر للأوراق بحيرة(مترجم): أمير....اتصلت بك من اجل امر طارئ..... أمير لا يريد شيء آخر يشغل تفكيره اكثر من اللازم فطاقته نفذت (مترجم): ماذا حدث سيدي؟ لويس بهدوء(مترجم): تصلني رسائل تهديد من أجل امر.....العمل الخيري الأخير....اعتقد أن هناك عصابة ليست هيّنة....تُريد أن تتخلّص من اعمالنا واخذ المال المدفوع لها .....ليكون من نصيبهم... امير قوس شفتيه(مترجم): ماذا؟......هل اخبرت المسؤولين ......لن يقبلوا هذا الأمر ابدًا.....حتى المدنيين هنا لن يتقبلوه لويس اخذ نفس عميق(مترجم): لهذا اتصلت بك........حدثتهم مسبقًا عن تلك التهديدات ووصلني الأمر في التوقف عن عمل الإنشاءات.....والاعمال الخيرية الأخرى....وشددوا على منزلي الحراسة.....من اجل الحماية! أمير بتعجب(مترجم): هل توصلوا إليهم؟ لويس (مترجم): حدثني رئيس الشرطة أن نفس تلك الرسائل تصل إحدى الرجال المهمين في هذا البلد.....ايضًا .....عصابة كبيرة لها نفوذ واسع.....همها رجال الاعمال والسياسين .....واخذ الأموال منهم لذلك.......اخبرت كل من عملوا معي في نقل أموالهم خارج البلد والسفر بعيدًا في اقرب وقت ممكن.....وستكون هناك حراسة مشددة لحمايتكم من قبل الأمن..... أمير يبدو أنّ الأمور تعقدت اكثر لذا تحدث بتردد(مترجم): سيدي في هذه الأوان ...لا استطع.......لدي أمور عائلية خاصة ....تلزم علي البقاء هنا... لويس لينهي النقاش(مترجم): حسنًا......سأضطر بإزالة اسمك من النظام في الاعمال الخيرية والاعمال الأخرى .....لكي لا يتوصّلوا إليك وهذا امر بسيط عليّ ان افعله من اجل حمايتك....... أمير باحترام(مترجم): ماذا عنك سيدي؟ لويس بهدوء(مترجم): سابقى هنا لأنظر للأمر ومن ثم سآخذ عائلتي وسأسافر بعيدًا بشكل سري....والآن ساغلق الخط ....امير انتبه على نفسك وعائلتك لا اريد أن يتضرر احدًا بسببي.... أمير (مترجم): لا تقلق...سأبذل كل ما بوسعي لحمايتهم ..... ثم اغلق الخط ونهض سريعًا، ساحبًا هاتفه الخلوي دام الأمر وصل إلى التهديدات لمن هم أكبر منه حتمًا سيصله الأمر وعليه أن يحمي عائلته وإلا نفضح الأفكار من عقله فتح هاتفه انهالت عليه المكالمات برقم مجهول ورسائل لفتت انتباهه رسالتها تلك التي كتبت فيها (أمير.....عارفة منيح أنك توصلت لحقيقة الأمر ياللي بخاف منها امير باحلف إلك كنت مجبورة، هددوني لو ما عملت معهم راح يئتلوا بنتي نور وانا ما عندي اغلى منّا بعدك احترت شو راح اعمل عملت مع جورج من اجل مهمة وكلني إيّاها مشان اعمل جواز باسم مُراد بذاك الوئت ما كنت بعرف انه نفسوه ياللي ئتل بنتي وما فكرت منيح كان يئدر يطلعوا لإلوا بس كان بدوا إياه بطريئه سريعة حتى يهروبوه من البلد عن طريق شخص تاني ما يشكوا فيه الأمن اللي هوّي انا لأنه وئتها انمسك بقضية مخدرات ولكن طلع منها! ساعدته بدون اعرف واستغلني اكتر في حماية بنتوا.....ايلاف صديقة نور هي بنت جورج استغلني بتوقيع عقود........واستغل خوفي على بنتي واعتدى عليّ عمري ما خنتك أمير مشان الله لا تفكر فيني هيك احمي بنتي امير منهم ، وخبرها عن كل شي خبرها أنه عنّدها بنت خبرها أن يوسف عمروا ما كرها وخلها ترجع على بلد ابوها بترجاك جورج ومراد ما راح يخلوها بحالها وكمان انتّا ارجع على البنان وسامحني امير سامحني ما بئدر شوفك تاني سامحني) مسح على رأسه عدّت مرات وقرأ رسالتها بما يقارب الست مرات من اجل أن يستوعب معنى حديثها الأخير ثم همس بخوف: لالا ديانا ما بتعملها... ثم خرج من المكتب راكضًا إلى سيارته قلبه بدأ ينقبض وعقله يشتم جورج ومُراد بلا كلل ماذا لو ؟ نفض الفكرة من رأسه ، وبدأ بالقيادة ومن ثم اتصل على نور والتي كانت تغط في سُبات عميق ، كانت مستلقية على ظهرها بارتخاء شديد وواضعه يديها بالقرب من رأسها سمعت الرنين وسريعًا ما نكمشت حول وسادتها وحضنتها وهي تتأفف سحبت الوسادة الصُغرى وغطّت بها رأسها ولكن أمير هنا زاد خوفه اكثر وكان هناك زحمة سير فصرخ متوترًا : يا الله مو وئت هالزحمي أعاد الاتصال فنهضت وهي تشتم المتصل ولكن ما إن نظرت للشاشة حتى سكتت واجابت: بونجور بابا أمير... قاطعها بخوف: نور بنتي....أميك جات على البيت ولا؟ نور أبعدت خصلات شعرها للوراء وبصوت مليء بالنوم: لم كنت بنام ما شفتكم كنت افكر انكم طالعين مع بعض... أمير اغمض عينيه وبدأ بضرب (البوري_الهرن) لا يُريد ان يجعلها تتشاغب لذا قال: تمام اجل راحت على شِغله ....يلا ئومي روحي على جامعتك... نور بهدوء: تمام ... امير : باي ثم اغلق الخط واجرى اتصال سريع مع إحدى رجاله ليبحثوا عنها ويتوصلوا إليها ولكن هناك اتصال جعل موازينه تتغيّر اتصال بنفس الرقم المجهول الذي انهالت عليه اتصالاته بعد أن فتح هاتفه لهذا الصباح قلبه وقع في قيعان الشك والخوف توقف أمام الإشارة أجاب (مترجم): الو.... اتاه صوت رجالي حازم(مترجم): السيّد أمير..... أمير ازدرد ريقه (مترجم): نعم....معك.....من أنت؟ الرجل تحدث بشكل رسمي(مترجم): عزيزي من فضلك أأتي إلينا ....إلى مستشفى أكسفورد الـ...... أمير انفصل عن العالم وأخذ يفكر مطولًا هل هربت من الحياة أم هم من هربُّوها مرغمة ماذا حدث يا تُرى !؟ ماذا حدث... هل يُعقل أنه سيفقدها للأبد بدلًا من فقدانها لثمان سنوات هل يُعقل أنها ستكون تحدث الرجل لمقاطعة أفكاره(مترجم): سيد امير هل تسمعني.... أمير نزلت دموعه على خديه مسحها سريعًا وبدأ بالقيادة : ok……I will come to here….. انقطعت أنفاسه واشتدّت حرارة جسده كل الأفكار السيئة أتت إليه لتحاوطه وتحتضنه بعمق حُزنها قال له انه سيأتي إليها قال لسانه ذلك وبه رعشة خوف من فُراق عميق قاهر! ليس له القدرة على السيطرة على خوفه هل ظلمها حقًّا....لا يهم كل ما يعرفه الآن هو ما زال يحبها وخائفًا من فقدانها ولكن ماذا حدث هل قتلوها؟! اصبح أمام باب المستشفى ...رجلاه لم تعد قادرة على حمله لم تعد قادرة على ثقله جرّ قدمه اليُمنى وقدمها على اليسرى ليخطو اوّل خطواتها للفاجعة التي تنتظره قلبه بدأ ينشد ويعزف ألحانًا غريبة من الخوف ومن الاشتياق فجأة اخذ يشتاق إليها ونادمًا على عدم ذهابه بالأمس للمنزل ترقرقت عينيه اخيرًا دخل إلى المستشفى ، من هم في الاستقبال وقفوا احترامًا له لأنهم عرفوه فهو رجل أعمال مشهور كما ذكرت سابقًا ويظهر في التلفاز والجرائد اخبروه بأن يتوجّه إلى الطابق الثاني لمكتب الدكتور براد ذهب، وعقله يسترجع الذكريات القديمة وقلبه ينزف حُبًا جديد واشتياق عظيم وندم كثير ! وصل إلى المكتب رأى افراد الشرطة ، امام باب المكتب المفتوح والطبيب يتحدث معهم وما إن رآه الطبيب تقدم إليه تحدث بضعف أمير(مترجم): أين ديانا؟ الطبيب اخذ نفس عميق وطبطب على كتفه(مترجم): سيّد امير.....لا اعرف كيف اخبرك ولكن... أمير ما زالت عينيه مليئة بالدموع وشفتيه ترتجفان خوفًا مما يدور في عقله(مترجم): ماذا.......ماذا حدث لها؟ الطبيب بهدوء(مترجم): تم العثور عليها في الحدود الغربية......مطلقًا النار عليها اغمض عينيه امير وشعر بدوران رأسه أصبحت مخاوفه امام عينيه وتحت مسامعه اكمل الطبيب شارحًا الأمر(مترجم): وبعد التحقيق الجنائي السريع.......والعثور على البصمات أكدت انها عملية انتحارية ..... صُعِق وخانته رجلاه من ان تشيله فجثل على ركبتيه وامسكه طبيب (مترجم): سيد امير امير تحامل على اوجاعه ، نهض وعينيه مليئتين بالدموع (مترجم): أين هي...... اتى احدى رجال الشرطة بقول: سيد امير عليك أن تراجعنا في المركز لإنهاء الإجراءات اللازمة امير نهض وسأل الطبيب متجاهلًا الشرطي: اين هي؟ الطبيب نظر للشرطي وكأنه يريد الاذن وفعلًا هزّ رأسه الشرطي للذهاب معه وتوجهوا إلى الغرفة المنعزلة تحدث امير(مترجم): اتركنا لوحدنا الطبيب برفض يعلم أمير ربما دخل في حالة صدمة ولا يدري ما الذي قد يحدث الآن له فقال(مترجم): سيّد.. قاطعه أمير بضعف (مترجم): رجاءً دخل أمير وانغلق الباب عليهما رأى جثتها الممددة على السرير الأبيض والغطاء الأبيض ايضًا مغطي جسدها ووجهها يُريد أن يتأكد هل هي ديانا أم لا؟ اهتز جسده بضعف واقترب منها، مدّ يديه لإزاحة الغطاء وهو يرتجف خوفًا واخيرًا ازاحه ونظر لوجهها وخارت قواه وانحنى للأمام مغمض العينين يبكي بلا صوت وجهها شاحب وشفتيها مبيضتين رأسها ملفوفًا بشاش ابيض وعلى جانبه بقعة حمراء ! تحدث بهمس: ليش عملتي هيك؟.....ليييييييييييييييييييش.... نظر لوجهها واخذ يمسح على خصلات شعرها المرتخية جانبًا على السرير سقطت قطرات دموعه على وجهها تحدث بألم: ديانا ......انا مسامحك .....بس ما فيني اسامحك على هروبك مني وانتحارك......ديانا.... انخرس برغبة شديدة للبكاء بكى بصوت شبه مسموع ولم يُمانع نفسه في أن يرفع الجزء العلوي من جسدها لاحتضانه بشدة وبكى وهو يلومها ، ويوبخها واخيرًا جلس على طرف السرير واخذ يطبطب على ظهرها وعينيه محمرتين والطبيب ينظر إليهما من خلال النافذة الدائرية المتوسطة الباب تحدث: ديانا.......كيف راح عيش......ونور كيف راح ئلها انك ... شدها إليه اكثر ، قبّل كتفها الأيمن بكى وهو يهزها يمينًا ويسارًا وهمس في اذنها: ليش اضعفتي؟.....للللللللللليش... ومن ثم نهض ووضعها على السرير وهو يبكي بدموع كثيفة وبهلوسة : نامي.....نامي حبيبتي نامي... قبلها على جبينها ومن ثم ارخى جبينه عليها واغمض عينيه لا يُريد ان يتركها ،يشعر بالخوف من فكرة العيش دونها كيف سيتأقلم على فقدانها يشعر بالألم ،لا يريد ان يودعها لا يريد ان يعيد تلك اللحظات بالقرب من الجبل حينما بكت تريد منه حلًّا لزواجها من يوسف ففي تلك المنطقة التي ترككها قبلها قُبلة الوداع وافترقا هل حان موعد هذا السيناريو هل حان موعد الحلقة الأخيرة من حياتهما مع بعض! ودّ لو يحطّم جورج ومُراد ولكن الآن هو ضعيف ضعيف لدرجة غير قادر على ان يقف مرةً أخرى على الأرض وثقله كله في نقطة اتزان جبينه المسند على جبينها بكى بصوت وشدّ على كتفها لا يريد منها ان تختفي لا يريد ان يبقى وحيدًا كما في السابق لا يريد أن تترك على كتفه عبء ثقيل ومظلم! فتح عينيه ، سقطت دموعه على وجنتيها همس بضعف: كسرتيني.....كسرتيني ....ديانا.....الله يخليك .....ئومي..... قبلها قُبلة الوداع ثم نهض ، وجسده يهتز بضعف ، العالم كله اصبح ضيقًا عليه اصبح خانقًا له غطاها ببطء وكأنه لا يريد ان ينسى ملامح وجهها خائفًا ان ينسى شكلها ثم لم يخرج! لم يستطع أن يخرج سحب يدها من تحت الغطاء قبلها وجثل هنا على ركبتيه ودخل الطبيب انهار كليًّا هنا وبكى بلا حول ولا قوة اخذ يلومها وتارة يلوم نفسه صرخ الطبيب لإحدى الممرضات في جلب المهدأ وهرعت إليهما سريعًا سحب الطبيب يده من يد زوجته وثبت امير حتى حقنوه وبدأ يتجاوب مع المهدأ وترك يد ديانا تتدلّ من على السرير وهو جسده ارتخى كليًّا على الأرض واتى بنقالة ونقلوه لغرفة جانبية أخرى .................................................. ........................ . . . . . استيقظت من نومها ، تشعر بالارتياح بعدما ما حدث بينها وبين قصي بالأمس ولكن بدأت تفكر ما هي نهايتها معه؟! ولكن لم تطوّل في التفكير سحبت حقيبتها لترتيب جدولها الدراسي وتبدأ بالمذاكرة ولكن شعرت بالجوع، نهضت من على الكنبة متوجهة للمطبخ فتحت الثلاجة والتي تحملها بداخلها مالذ وطاب من الأصناف قصي لا يقصر معها ابدًا من هذه الناحية ولكن اين (الشيبسات الشوكلاتات، والحلويات) هل قام برميهم بالأمس قبل ان يذهب؟ تأفأفت وضربت برجلها على الاض بقول: ياربي ليش؟ ثم نظرت لأرجاء المطبخ بملل : والله مالي خلق اطبخ.... فكرت اكثر وهي تردف: شكلي راح انزل للبقالة واشتري كيسة السعادة ثم ركضت لناحية الغرفة ، وسحبت من على الشماعة عباءتها وغطائها ارتدتهم بعجل ومن ثم خرجت دون ان تأخذ هاتفها الخلوي وبينما نسيت أن تأخذ مفتاح الشقة معها! . . . انتهى |
|
|
06-14-2020, 08:03 PM | #15 |
البارت التاسع . . . لم ينم بسبب بكاء الطفل وحاجته للغذاء والتبديل فاضطر بالأمس إعطاؤه لوالدته التي اخذته يمنةٍ ويسرى بالأسالة التي لا جواب لها اخبرها أن زوجته ذهبت إلى بيت خاله لأنها متعبة ولكن لم تنطلي على والدته تلك الأكاذيب التي قالها ولكن رحمت حاله ووضعه واخذت الطفل من يده واسكتته وارضعته من الحليب الصناعي وغيّرت ما تحته وبعد ان نام وضعته بغرفتها هي وزوجها تساءل أبا سيف عن الأمر فقالت زوجته: بكرا نسال ولدك لم يخرج من غرفته إلا للعمل وبعد انتهاؤه ولأنه ليس هناك مناوبة له في هذا اليوم اتى باكرًا وحبس نفسه في الغرفة لا يُريد ان يسأله احد عمّ حدث بينهما وابنه ما زال عند والدته اخوانه عادوا من اشغالهم تناولوا وجبة الغداء وكلًّا منهم ذهب ليرتاح في غرفته كيف يتصرف مع الأمر ، كيف؟! يصعب عليه الأمر بينما هو مخطأ وليس لهُ الحق في التبرير والدفاع عن نفسه لأنه لا يجد كلمات في الواقع تبرؤه مما وقع على اكتافه من ذنب! أخيرًا خرج من جناحه ونزل إلى الصالة رآه والده فتحدث: سيف تعااااااااال .... اغمض عينيه ليمتص التعب الذي جثل على قلبه فجأة ذهب لناحية والده ووالدته تُراقبه وتراقب تعابير وجهه وابنه في حضنها أشار له والده: اجلس جلس سيف وشبّك يديه ببعضها البعض بو سيف : اللي عرفته زوجتك زعلانه......بس اللي ماني فاهمه كيف تركت ولدها عندك.....اغلب الأمهات همهم اعيالهم .....شصاير؟......وش اللي خلاها تروح بيت أهلها حتى ولدها ما خذته... سيف بهدوء نظر لأبيه: يبه ما فيه زوجين خالين من المشاكل.....صارت بيني وبينها مشكلة.....بالأمس وطلبت تروح بيت أهلها وما رفضت وتركت عبد لله لأنها تعبانة.... بو سيف بتذكر: وليش ما جيت ملكة عمك......ليش ما تعوذت من ابليس وجبتها معك بدل جلستكم اللي مادري كيف صارت وتمشكلتوا مع بعض فيها.... سيف ...ما هو هذا الأمر الذي تسبب في خلق أكبر المشاكل بينهما! تنهد بضيق: على العموم صار اللي صار... ام سيف لم تحبذ التدخل الآن لأنه سيف غير متاح لحديثها الغير مقبول سكتت وستأجله في ميعاد آخر بو سيف بجدية: روح كلمها وراضها......ورجعها ببيتها يا سيف..... سيف نهض بهدوء: إن شاء الله.... ثم نظر لوالدته: يمه ديري بالك على عبد لله....واضح ام عبد لله بتطوّل ثم خرج ولم يترك مجال لوالده للحديث وعلى خروجه نزل قصي والتفت إليهما وإلى وجههما الخالي من أي ردت فعل سحب عبد لله من يد والدته وهو يقول: يا زين هالخشة...... ثم قبّل خده بلطف : سيف ما نزل؟ ام سيف بشتات ذهن: إلا .....وطلع..... بو سيف نظر لأبنه: شكلك طالع... قصي اعطى والدته عبدلله : بروح النادي.....يلا عن اذنكم بو سيف نظر لزوجته: اتصلي على الجازي وسأليها وش فيها.......كلام ولدك ما عجبني ..... ام سيف ازدردت ريقها: لا تاكل هم بكلمها بس بنوّم عبود بو سيف نهض: زين......انا طالع عندي كم شغلة أخلصها وارجع فمان الله ام سيف : فمان الكريم ما إن خرج حتى تمتمت: آه يا سيف ليكون قلت لها وهدمت بيتك بإيدينك ثم نهضت متجه للدور العلوي لترضع الصغير! .................................................. ........................ مشت لناحية (الشيبسات والشكولاتات) اخذت الأنواع التي تفضلها حاسبت ومن ثم خرجت من (البقالة) وكانت قريبة جدًا من العمارة التي تسكن فيها مشت بخطى مطمئنة وهادئة ، الوقت يُشير إلى الساعة الرابعة عصرًا الشارع ليس ممتلأ كثيرًا بالناس ولكن هناك مجموعة من الصغار التي تتراوح أعمارهم بين السابعة وحتى الثانية عشر من العمر يلعبون كرة القدم في الواجهة الرملية بالقرب من (البقالة) وهي تمشي احدهم ركل الكورة بقوة وأتت في منتصف رأسها تمامًا صرخت متألمة وهي تشتمهم التفتت عليهم : عمى ان شاء الله وين عيونكم ...... أتى احدهم ذو العشر سنوات: في وجهنا يعني وين بالله اتى الآخر ساحبًا الكرة من تحت قدميها : بالغلط جاتها(ركلها) اخوي عليك..... مُهره استغفرت ثم ولّت بظهرها عنهما ، حقيقةً آلمتها الركلة ولكن تحاملت على نفسها واكملت الطريق إلى أن دخلت العمارة ومن ثم صعدت إلى شقتها وما إن وقفت امام الباب أدركت فهاوتها واضطرب قلبها دون شعور رفعت نقابها من على وجهها وصفقت على خديها: يا ويل حالي........صدق إني غبية كيف ما اخذت المفتاح.... ثم ضربت على جبهتها: والجوال.... سقط الكيس من يدها واخذت الحيرة تسيطر على تفكيرها كله ولكن حاولت ان تتزن اعادت النقاب على وجهها سحبت الكيس من على الأرض وتوجهّت للشقة الجانبية وهي خائفة ضربت الباب بخفة وهي تطلب من الله ان يلطف بها قصي لن يرحمها على خروجها دون استئذان ولن يغفر لها خطيئتها وغباؤها في الآن نفسه اتاها صوت انثوي تتساءل من الطارق فأجابت: انا جارتك مُهره.... فتحت الباب وجعلتها تتفضل مهره ما زال النقاب عليها قالت لها: شيلي نقابك زوجي ما هو هنا.... ازاحت مهره النقاب عن وجهها حكت جبينها بتوتر صافحتها: أنا مهره جارتك.....طلعت اشتري لي شغلة ونسيت مفتاح الشقة عن ما آخذه وجوالي بعد.....فاعذريني جيتك بوقت غير مناسب صافحتها بحرارة وابتسمت في وجهها: حبيبتي ماله داعي للاعتذار.....والوقت مناسب تفضيل تفضلي جلسي ... جلست مُهره ، ووضعت الكيس جانبًا متوترة ولا تريد ان تتخيّل ردت فعل قصي ذهبت الفتاة لجلب الماء ثم أتت وناولتها الكأس وهي تقول: أنا اسمي فاطمة... مُهره ارتشفت القليل : تشرفت.... فاطمة بهدوء: تشرفت بك أكثر......ما عمري شفتك بصراحة واضح انك ما تخرجين كثير.... مُهره بتورط: أي.....يعني احب الجلوس بالشقة اكثر.....وحدي اروح وارجع من المدرسة.... فاطمة بابتسامة ورحابة صدر: ما شاء الله عليك.....انا عكسك احب الطلعات مرا.....بس من بعد ما راح زوجي على الحد الجنوبي .....ما عدت اخرج كثير.... مُهره شعرت بالحرارة والاختناق لابد ان تعود للشقة قبل فوات الأوان فتحدثت : الله يرجعه لك سالم يا رب فاطمة : آمين..... مُهره باحراج: فاطمة مع ليش آخذ جوالك اتصل على زوجي بس.... فاطمة نهضت : اكيد حبيبتي... سحبت هاتفها من على الطاولة ومدّته لمُهره مُهره اخذته، وعندما أرادت الاتصال عليه تذكرت انها غير حافظة لرقمه فازدردت ريقها كيف تتصرف الأمر اصبح معقدًا اكثر هل تتصل على عمها؟! رفضت الفكرة تمامًا، لا تُريد أن توصل الأمور إلى هذه الدرجة قطع عليها الأفكار ذلك الصغير حينما اتى إلى والدته قالت مُهره: نسيت رقمه...... فاطمة حملت ابنها إلى حضنها : رقم زوجك؟ مُهره واجتمعت الدموع في عينيها: أي فاطمة تطمئنها: مع ليش يمكن يرجع بالليل .....فتطلعين له وخلاص......وزوجي قلت لك ما هو هنا فاخذي راحتك ولو حابة تتصلين على احد ثاني من اهلك ما فيه مشكلة..... ما لا تعرفينه حقيقة هذا الزواج ، مُهره لتضيع توترها وخوفها: ببقى هنا للمغرب الله يعينك علي... فاطمة : شدعوة....من الله انا ابي احد اتسلى معه.....بقوم اسوي شاي وقهوة ...ونجلس نتعرف على بعض اكثر.... نهضت فاطمة ووضعت ابنها على الكنب: حمودي حبيبي اجلس عاقل مُهره نهضت وجلست بالقرب منه: ابنك؟ فاطمة وهي تجمع شعرها وتضعه جانبًا: أي اسمه أحمد....وعمره ثلاث سنوات مُهره اخذت تلاطفه بالحديث ومن ثم قالت: الله يخليه لك وذهبت فاطمة إلى المطبخ لتعمل الشاي والقهوة وتضع في صحون التقديم المكسرات والحلويات وكذلك (الفصفص) مُهره اندمجت مع الصغير ولكن مرعوبة كثيرًا من فكرة قدوم قصي وهي في خارج الشقة ستنهي الأمر بعد قليل بعد ان تتصل على عمها أتت فاطمة بعد ربع ساعة وفي يدها صحن كبير وضعته على الطاولة ومن ثم ذهبت للمطبخ لإحضار دلة الشاي والقهوة مُهره باحراج: كلفتي على نفسك... فاطمة تسكب القهوة في الفنجان: حبيبتي ما فيها كلافه.....وزين نسيتي مفتاحك عشان اتعرف عليك ضحكت مُهره بخفة على غباؤها في الواقع: ما اكذب عليك إني متوترة فاطمة طبطبت على فخذها: مانتي في الشارع ......انتي في امان وزوجك اكيد بيجيك بالليل.... مُهره توهقت كيف تخبرها أنّها متزوجة بالسر ، ولا تراه يوميًا ابتسمت مجاملة لها لتخفي خوفها فأردفت فاطمة: بصراحة ما عمري فكرت اتعرف على الجارات .......لأنه بالاصل تو ناقلين لهالشقة وبعد رجوع زوجي باذن الله بننقل بشقة في بيت ابوه....اريّح له واصرف له.... مُهره بهدوء: ليش ما سكنتوا من البداية فاطمة مدّت صحت البقلاوة لمُهره: لأنه ما بعد يبنون بيتهم الجديد من الأساس لأنهم كانوا ساكنين ببيت جد زوجي ولكن توفى والكل خذ نصيبه ...عاد.....تو خلص بيتهم من البَني....وزوجي اصر نتزوّج في ذيك الأوضاع.... مُهره اندمجت معها بالحديث: هو يصير لك..... فاطمة بابتسامة: ولد خالتي..... مُهره بشقاوة : تزوجتوا عن حب؟ ضحكت فاطمة بحرج: لا .....زواج تقليدي......بس بعد الزواج صرنا عشاق مُهره ضحكت بخفة: هههههههه الله يهنيكم... فاطمة ارتشفت القليل من القهوة: أي وأنتي؟ مُهره بتوتر : أنا ايش؟ فاطمة مبتسمة: شكلك صغير....وما يوحي انك مزوجه...... غمزة لها: شكلكم مزوجين عن حُب.... شعرت وكأن ماء بارد سُكِب عليها كيف تُجيبها لن تنسى تحذيرات زوجها لها في الافشاء عن هذا الزواج والتحدث به اكتفت بقول: انا مزوجة بالسر لظروف شهقت هنا فاطمة حتى لفتت انظار ابنها لشكلها المذعور كان ابنها جالسًا في وسطهما يلعب بلعبته بهدوء : حرااااام....توك صغيرة وش حادك على الزواج هذا.... مُهره لتنهي المسألة: ظروف....ولله الحمد طحت في واحد كويّس فاطمة بشفقة : بس معروف هالزواج هذا حقوق المرأة فيه ضعيفة ومسلوبة بعد......اهلك جبروك....يعني... مُهره لا تريد أن تكثر الحديث ، فالأمر حقًّا بدأ يضايقها نظرت للصغير مسحت على رأسه: نصيب......يا فاطمة .....وهذا نصيبي.... فاطمة بحرج: انا آسفة لو ... قاطعتها وهي تحمل احمد وتقبله: لا عادي بس خلينا نغير الموضوع فاطمة ابتسمت وهي تنظر لأبنها: صاير هادي لم شافك ....شكله مستحي.... مُهره قبلته مرة أخرى: فديت اللي يستحون.... ثم اخذت تلاعبه وتلاطفه.... وسرحت قليلًا تذكرت ، ماذا لو لم يأتي قصي اليوم لها هل ستتغيّب عن الاختبار؟! اوه غدًا .....اول أيام المراجعة وهناك اختبار شهري أخير عليها ان تذاكره نهضت كالمقروصة حتى تساءلت فاطمة: مُهره حبيبتي وش فيك؟ مُهره بتوتر: فاطمة لازم ارجع الشقة ......علي اختبار بكرا....وما ادري زوجي اليوم يجي ولا.... فاطمة اشارت لها: اهدي ......طيب اتصلي على احد من اهلك ....الحين... ستضطر بالاتصال بعمها اخذت الهاتف من يد فاطمة اتصلت عليه وكان في سيارته للتو خرج من عمله وسيذهب إلى المنزل نظر للاسم ابتسم: هلا وغلا باللي نستنا مُهره بهدوء: هلا عمي...اخبارك بو محمد: الحمد لله طمنيني عنك وعن زوجك مُهره ابتعدت قليلًا عن فاطمة التي جلست تلاعب ابنها الصغير: بخير.....بس عمي انا في ورطة بو محمد بخوف: وش فيك؟ مُهره: طلعت مضطرة عشان اشتري شي وبدون ما استأذن من قصي ونسيت عن ما آخذ مفتاح الشقة......وحتى جوالي مو معي ومو حافظة رقم قصي اتصل عليه قوله يجي..... بو محمد بقلق: لا حول ولا قوة إلا بالله.....كيف كذا تطلعين بدون ما قولين له......حتى لو بقيتي شي كان قلتي لي وجبته لك......طيب الحين انتي وين؟ مُهره اجتمعت الدموع في عينيها: في بيت جارتي....تكفى عمي قوله يجي ابي اذاكر.... بو محمد بتفهم: طيب طيب.....بكلمه وانتي خلك عند جارتك..... مع السلامة أغلقت الخط ثم ذهبت لناحية فاطمة التي قالت: ابتسمي موصاير إلا كل خير.....شفيك مكبره الموضوع هالاشياء عادي تصير....النسيان من عادة البشر محنا ملائكة ما ننسى شي.... ابتسمت مُهره هنا: وانتي الصادقة..... فاطمة : تعالي بس ذوقي الكيكة .....من حضك سويتها اليوم .... مُهره ابتسمت: والله شكلها يشهي .......................................... بدأ بالتمارين وهاتفه وضعه بعيدًا عنه حيث أنه كان في الحقيبة الرياضية اخذ بما يقارب النصف ساعة من قدومه إلى هنا نزل من على السير لسحب علبة الماء والتي كانت قريبة من الحقيبة سحبها واخذ يشرب منها القليل رنّ هاتفه ولكن بعدما أعادها إلى مكانها وذهب لناحية حمل الأثقال! ............................................. اليوم قررت أن تخرج من قوقعة الكآبة ، قررت أن تكون اقوى لأنها وجدت حل لهذه الخطبة التي ستنتهي عمّ قريب نزلت من غرفتها بعد أن اخذت غفوة طويلة بعد قدومها من المدرسة نزت إلى الدور الأرضي وهي تجول بنظرها للأرجاء كان الهدوء هو من يقعد بمقاعده في زوايا الصالة هل ما زالوا في غفوتهم؟ ام ماذا؟! ذهبت للمطبخ وهنا رأت والدتها تغسل الصحون بهدوء خجلت من وضعها ولمقاطعتها لوالدتها منذ ذلك اليوم حتى انها لم تعد تساعدها في الاعمال المنزلية فاتجهت بجانبها وهي تردف: عنك يمه عنك...... أنا بكمل جلي الصحون ام ناصر تهلل وجهها واستبشرت خيرًا عند رؤية ابنتها ويبدو انها في حالة جيدة ولكن ما زال وجهها شاحب ومائل للصفرة فقالت: قبل اجلسي احط لك غداء انتي نمتي بدون ما تاكلين شيخة ابتسمت في وجه والدتها: لا يمه مو مشتهية ......آكل بعدين ثم تقدمت لناحية المغسلة لتكمل غسل الصحون ثم طرأ على بالها سؤال بدافع الفضول والخوف ايضًا! فالتفتت سريعًا على والدتها قبل ان تخرج من المطبخ: يمه.... التفتت والدتها عليها : هلا يمه....شفيك؟ تقدمت لناحيتها وهي متوترة: يمه......متى بيتقدمون لي رسمي.... حنّ قلبها على ابنتها ومن قرار زوجها، وخائفة من هذا القرار خائفة من ان تخسرها لذا طبطبت على كتفيها: يمه اعتقد تعدوا هالرسميات ....قولي متى الملكة...؟! انقبض قلبها من هذا الامر ولكن اخذت نفسًا عميقًا: طيب متى؟ ام ناصر ...حقيقةً لا تعلم ولكن ماذا تفعل بقرارات زوجها هذا لذا اردفت: والله ما ادري عن ابوك....ما قال لي شي شيخة ترقرقت الدموع في عينها مسكت يد والدتها وبرجاء: يمه طلبتك سأليه متى ما ابي انصدم ..... حضنت ابنتها لثوانٍ عدّة ثم تركتها وهي تكرر: إن شاء الله.....إن شاء الله خرجت ذاهبة لغرفتهما بينما شيخة حاولت ان تكون اقوى وألا تبكي أمام هذه القرارات والتي كانت كالسيف النازل على رقبتها ذهبت لإكمال غسل الصحون وتفريغ طاقتها السلبية ...................... بينما والدتها تشعر بالأسى على ابنتها لذا صعدت لغرفتها وستتحدث من جديد مع زوجها لعلّه يُدرك ماذا يفعل لأبنته؟! فبهذا القرار سيعدم وجودها لأنها رأت ضعف ابنتها وابنتها صلبة لا تنكسر بسهولة ولكن أبيها هو من كسرها الآن أغلقت الباب رأته جالسًا على طرف السرير يرتل آياتً من القرآن الكريم تحدثت: يوسف....ابي اكلمك في موضوع يوسف انهى قراءته ومن ثم قبّل القرآن واغلقه نظر لزوجته : خير يا منيرة وش فيك؟ جلست بالقرب منه وبصوت حاني: طلبتك يا يوسف تسمعني وما تقاطعني ...اسمعني للأخير وكأنه فهم بما ستحدثه وستقنعه به تنهد وهز رأسه قائلًا: وش عندك يا منيرة ام ناصر بأسى وبنبرة حزن: شيخة عرفت أنك جبرتها بو ناصر بجدية الحديث: والمفروض انها تعرف من زمان ..... ام ناصر لمعت في عينها الدموع ، من شدّت خوفها على ابنتها: كنت خايفة عليها تنصدم بو ناصر: وهذا هي انصدمت ....وحابسة نفسها في الغرفة.... ام ناصر بهدوء لكي يسمعها: يوسف.....شيخة بنتي الوحيدة......ما ابي اشوفها مكسورة.....والله أنها منكسرة نزلت تحت....وهي مستسلمة ....للأمر....حتى سألتني متى الملكة....خايفة تملك عليها في أي وقت.....تكفى يوسف.....خلها تقرر هي بنفسها هذا زواج مو لعبة..... بو ناصر بنرفزة نهض، وكأنه صغير كي يُقال له هذا الحديث هو والدها وهو الأكبر سنًا منها وهو ادرى واعلم بمصلحتها وزواجها من سلطان ليس به إلا كل خير : اووووه منيرة....لا تعيدين علي هالموال....كلامك مثل ناصر....انا اشوف سلطان مناسب لها بغض النظر عن صداقتي مع ابوه....الولد ما ينعاب.....والله انه من زينة الشباب....رجال كفو والكل يشهد على صيته وطيب اصله... نهضت وهي تقف أمامه: ما نختلف على شهامة الرجال وسمعته اللي واصله للعرب!.......بس يهمني راي بنتي....وتهمني سعادتها.....ما... قاطعها بعصبية: سعادتها معه....بكرة تتقبله.....انتي اتركيها تستوعب الأمر وراح تتقبله .... ام ناصر برجاء: يوسف....انا ما عندي إلا هالبنت ...ابي افرح فيها برضاها.....مو على احسابها....وش هالفرحة اللي كلها حزن وألم....روح شوف وجهها كيف صاير....وراح تفهمني يا يوسف... بو ناصر اغمض عينيه ليمتص غضبه : لا تبالغين ......البنت مزعوجة من فكرت الزواج... بس... ام ناصر بانفعال: مو من فكرت الزواج.....من فكرت اجبارك على الزواج... بو ناصر بغضب واخذت عيناه تقدحان بشرر: منيرة اقصري الحكي وخليني ارتاح ام ناصر بصوت شبه مرتفع: يوسف لا صير اناني......هذي بنتي الوحيدة......ما ابيك تبني سعادتك على حزنها وكآبتها بو ناصر بصراخ: مثل ما هي بنتك تراها بنتي وما عندي غيرها! ثم سكت هنا ليستوعب كلامه الأخير ولم يفت عنها تلعثمه في قول (ما عندي غيرها!) لذا اقتربت منه وابتسمت بسخرية وبقلب مقهور: ما عندك غيرها؟!......طيب ونورة .... ما اقسى حديثها وما ابشعه ، كيف لها بكلمه أثارت نيران في جوفه نيران يُصعب اطفاؤها ، زأر عليها كالأسد لتجاهل الذكريات التي توارت عليه بِلا رحمه ما اقسى قلبك يا يوسف هل هان عليك ان تتجاهلها والآن تحرق من هو أمامك ليصمت عن ذكراها!: نورة ماتت.......ماتت من عشرين سنة يا منيرة..... ام ناصر لم تخف من صراخه ولا من تلوّن وشحوب وجهه هي مقهورة على ابنتها وخائفة من ان تخسرها بسبب هذا القرار فما زالت ابنتها صغيرة ولن تتحمل قرارات ابيها تعلم لن تتحمل ابدًا واليوم بشكلها الضعيف والهزيل برهنت لوالدتها ذلك : إذا انت تخليت عن بنتك نورة بهالسهولة فديانا ما تخلت عنها وانا بسوي زيها ما راح اتنازل في انك تكسر بنتي اهتّز شيئًا ما بداخله اللعنة على الذكريات والاصوات التي توارت عليه فجأة لترعبه من ....من استيقاظ الضمير ولكن نورة ليست.... قاطعة أفكاره: عيد حساباتك من جديد .....قرارك في تزويجها لسلطان وهي رافضته بشده غلط....... وراح تكسرها ...وتبني سعادتك من قربك لهالنسب على حساب نفسيتها وحتى صحتها.... هنا صحى للواقع وهو منفعل: جالسة تخلطين الحابل بالنابل وجيبين لي سيرة نورة عشان اضعف....وتثنيني عن هالزواج!بس ثم رفع صوته اكثر: اسمعي يا بنت العم ما فيه وجه مقارنة بين نورة وشيخه.....وانا معتبر نورة ميته من زمان....... ام ناصر بصرخة: وتبي تموّت شيخة معها ....برغم انه الثنتين عايشين بو ناصر .....تلفت اعصابه ولم يعد قادرًا على السيطرة على تلك الذكريات التي تتوارى أمام عينيه .....كلمات زوجته قاسية قاسية وجدًا....نسي ابنته نورة مُنذ عشرون سنة! أو ربما يتناسى الألم الذي تجرّعه حينما علم أنها ليست ابنته كما اخبروه! لم يكن تقبل الأمر سهلًا ...وإلى الآن يشعر بالتخبط وتسرعه في قراره وفي آخذها من احضانه! ولكن يقسى على نفسه بتذكر خيانة والدتها المزعومة ديانا، لكي يُشيح بنظره عن تأنيب الضمير! ولكن الآن وبلا سابق انظار بدأ قلبه يضرب ألحانًا لا تعرف ربما اشتياق.....خوف.....تأنيب ضمير....وربما ضيّاع..... رفع يده لكي يضربها ولكن صحى من غيبوبة الذكريات بقولها: اصحى على نفسك يا يوووووووووووووووسف........وإلا راح تخسرني! هُنا صحى على نفسه كما امرته ونظر ليده المعلّقة في الهواء تسارعت أنفاسه وضاق الكون في عينه....نورة....لم تكن ابنه فقط....كانت بالنسبة إليه كل شيء.....ولكن دمرُّوا مكانتها في قلبه بكلماتهم القاسية وعجزه في اثبات العكس بسبب تجمدّه عن فعل الصواب.....احمرّت عيناه ....ولعن في سرّه ديانا.....ولعن خيانتها التي فلقت قلبه إلى نصفين......هو احبها ....لا بل عشقها....عشق أحاديثها......تصرفاتها العفوية.....عينيها.....الساحرتين .....تملكها بحبه.....وطعنته كارهته بخيانةٍ لا تُغتفر....واخذت منه ذكراها بشكوكٍ وظنون.....كيف تساهل في التنازل عنها؟.....بالضغط والإصرار وكثرت الحديث .....وإثارة الشك في قلبه.....جعلوه يتنازل عن أغلى ما يملك.....وها هو الآن ضعف في أوّل حديث عنها! مسح على رأسه وولّ بظهره عنها تحدث بصوت اشبه للهمس: منيرة اتركيني بحالي......اتركيني.....اطلعي برا.... ام ناصر عندما رأت تغلبات وجهه ورجفة يديه خشيت أن يُصاب بانتكاسة جديدة ناجمة عن الضغط فمهما كان هو زوجها وأب ابناؤها وتخاف عليه كما تخاف على نفسها وعلى أولادها ازدردت ريقها بخوف: يوسف...... قاطعها وهو يغمض عينيه: منيرة اطلعي برا.....اطلعي... ترددت في تركه وهو على هذا الحال....ولكن في الأخير خرجت وبقي هو في غرفته يُصارع الشكوك والظنون من جديد ويتجرّع لوعة الإشتياق لها وهناك صوت آخر كريه ومؤلم بحقه صوت تأنيب الضمير، والخوف من انه ظلم حقها في هذا القرار ولكن ما بال حديثهم ......وثقتهم؟! تنهد بضعف وجلس على طرف السرير اردف: يارب الطف بي.....بجن....بجن من التفكير.....يا رب الطف بي... .................................................. .................... . . . في بعض الحين نشعر بالألم دون سبب مقنع، ألم ينبهنا عن حدوث أمر مخيّب للآمال .....ليس سحرًا الامر غير متعلّق بالسحر ولكن يعتبر ارتباطًا روحيًا خاصةً بمن نحبهم ألم لا تستطيع لا الكلمات ولا الجمل ولا كل اللغات على وصفه ولكن ربما يُشبه تلك الجروح الصغيرة والصغيرة جدًا جرح صغير مرتبط بأخوته الجروح الأخرى مبطن بدم اسود فاسد متخثر على بعضه يربط بخيوطه الجروح الطويلة والضعيفة ببعضها في نقطةٍ ضيّقه يوّد كل جرح الخروج منها نازفًا دم طريًّا آخر ليلتصق ببعضه الآخر مسببًا ألمًا لا يوصف! .... لم تستطع التركيز في قراءة الكتاب ، المكتبة هادئة ولكن قلبها مع هذا الشعور المخيف مع وصفه الذي يجلب القشعريرة للبدن يبدو المكان لها مزعجًا و مؤذي لها....اغلقت الكتاب .....وسحبت هاتفها النقّال من حقيبتها اخذت تعبث به....تدخل مرةً في الانستغرام ...واخرى في سناب شات.....واخيرًا دخلت تويتر ولكن الشعور نفسه باقٍ....تشعر بعدم الإرتياح.....وتشعر بالإضطراب والخوف.....يا للسخرية .....بدلًا من شعور الفرح والسعادة وربط الأماني في هذا اليوم والذي لم يكن بالنسبة إليها أي يوم فهو يوم مولدها إلا شعور الخوف والاضطراب مسيطران عليها نهضت وسحبت الكتاب من على الطاولة ، خرجت من المكتبة وذهبت إلى الكافتيريا....من سوء حضها إيلاف لديها محاضرة ....الآن وإلّا دعتها للإفطار خارجًا من الجامعة.... وكالعادة ما إن دخلت إلى المكان حتى التفتت الأنظار إليها، رغم انها غيّرت من طريقة لبسها ....وحتى تسريحة شعرها أخذت تلبس ملابس مائلة للستر اكثر مما قبل! وشعرها مفتولًا على راحة كتفيها بدلًا من رفعه وجمعه إما من الجهة اليُمنى او اليُسرى! واضعة كحلًا اسود لبرز عدستي عينها المتغايرة بين اللون الأزرق سماوي للعين اليُمنى واللون الأخضر الفاتح للعين اليُسرى لم ترتدي العدسات لتوحيد لونهما، متقبلة نفسها تمامًا ولكن ما بال الناس لا يتقبلون شيئًا منها؟! ولماذا يلقبونها بـ غريبة الأطوار! تجاوزت الأنظار واتجهت لتشتري لها موكا لاتيه حار سحبت الكوب وابتعدت عن الناس متجهة للخروج إلى الفناء ولكن تصادفت هذه المرة مع قال بمرح: هلا نور....اخبارج؟ ابتسمت له مجاملة ......فوضعها عبارة عن توتر في توتر ولا تعلم ممن؟: هلا طارق.....الحمد لله انا بخير انت كيفك؟ طارق بهدوء: الحمد لله وبتوتر اطرق: إيلاف داومت اليوم؟ لمست في صوته نبرت الاهتمام ابتسمت عندما تذكرت أنّ إيلاف بدأت تميل له: أي ....عندها محاضرة الحين تخلص بعد ساعة....تقريبا.... طارق بعجل: اها.....يلا عن اذنج.....باقي خمس دقايق وتبدأ محاضرتي.... نور وضعت النظارات الشمسية على عينها: موفق وخرجت ، وما زالت متحيّرة لِم يخالجها شعور القلق والألم.....هل هذا بسبب الوشوم .....طأطأت برأسها ورفعت جزء بسيط من بدلتها بعدما ذهبت إلى خلف المبنى الأساسي واسندت نفسها على الجدار كان هناك في مكان الوشم ....احمرار بسيط.....لمسته.....لا يؤلم مما هذا الألم إذًا؟! تجاهلت اختلاجات ألم صدرها وذهبت إلى وجهة الفناء واستلقت على الأرض الخضراء بعد ان وضعت بجانبها اشيائها نظرت للسماء الغائمة......والتي تُعلن عن سقوط امطار كثيفة عمّا قريب تنهدت بضيق.......وبدأت تتساءل (هل عدتُ للتخبط من جديد؟) اغمضت عينيها تُريد الهروب....في ضوضاء الطلبة والطالبات من حولها! ولكن لم تستطع على كبح شعورها ......هل تخرج من الجامعة هل تتغيّب عن آخر محاضرة لها؟! ماذا يجب عليها ان تفعل؟ شعرت بقدوم احدهم ولم تُعيره أي اهتمام ولكن شعرت بيد توضع على كتفها وتهمس: شسوين يا غبية؟ الصوت مألوف ،فتحت عينيها ببطء وما إن رأتها حتى نهضت متسائلة: وش اللي طلعك من محاضرتك؟ جلست بالقرب منها وسحبت من جانبها الكوب وهي ترتشف منه: الدكتور اختبرنا وطلعنا...... نور سحبت الكوب من يدها: جيبيه حقي.... سحبته الأخرى : يا بخيلة ....عطيني إيّاه خليني اصحصح..... نور بنرفزة: إيلافوه....تركيه.... إيلاف بضحكه تركته: قسم بالله مثل اليهّال.....بس وغمزة لها: عجبني استرخائج في هالزحمة....والازعاج نور بمصداقية الحديث: متعمدة جالسة هنا عشان ما افكر .... إيلاف باهتمام اردفت: ليش شنو صاير بعد؟ نور بحيرة شتت ناظريها عنها: لا بس احس إني مضايقة...... ثم اردفت بسخرية: إلا لقيتي صاحب الورقة... إيلاف بحماس أخرجت الورقة من حقيبتها: لا........شكله بصير مثل سندريلا....بس بدل الجوتية ورقة..... ضحكت نور هنا من قلب: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ....... ثم سحبت الورقة من يدها: هاتي هاتي .......خليني اشوف وش هالورقة.... إيلاف بلا مبالاة: شكلها مقدمة لبحث..... نور نظرت للورقة للتصميم.....ولعنوان البحث ومن ثم إلى الاسم وهنا عارتها رجفة عارمة لجسدها، ونظرت لإيلاف بنظرات النجدة! هل يُعقل؟....لالا.......شهقت ....حتى إيلاف خافت وخشيت من تغير وجهها واحمراره تحدثت بخوف: وجع اشفيج؟.....ويهج صار احمر....خذي نفسج.... نور نهضت هنا وازدردت ريقها وهي ما زالت ممسكة بالورقة تحدّق فيها بجنون تقرأ اسمه بصوت عالي: خالد غازي محمد الناصي... ثم نظرت لوجه إيلاف : تدرين منو هذاااا؟؟؟؟؟؟تدددددرين ...... إيلاف هزّت رأسها بلا .....شدّت على كف يد نور المرتجف تحدثت : نور لا تخوفيني عليج باسم الله عليج ....وش فيج؟....منو هذا؟! نور اجتمعت الدموع في عينيها وارتجفت شفتيها : هذااااا ...ووو.....وووولد عمي.... شهقت إيلاف ......حقيقةً اسم العائلة يبدو إليها مألوفًا ولكن لم تظنه أنه... قاطعتها نور بشتات: ليش جاي هنا؟.....ليش......تتوقعين يدوّر علي....عشان ياخذوني من امي؟! إيلاف مسكت اكتافها: اسم الله عليج نور.....هدي.......اكيد ياي يدرس بس.....لا تفكرين جذيه......لا تفكرين.... نور بدأت دموعها بالانسياب على خديها: ابي اروح البيت.......خذيني للبيت ايلاف تكفين... إيلاف بتوتر وخوف على حال صديقتها: انزين.....بس هدي روحج ..... انحنت ايلاف لتلتقط حقيبة نور وحقيبتها وكتبهم ثم قالت: تعالي معاي.... خرجتا الاثنتان من الجامعة وايلاف أوقفت سيارة اجرة لتوصلهما إلى المكان المنشود نور كانت في حالة هيجان غير معروف .....هيجان بالبكاء والخوف من أخذها من والدتها من قبل المزعوم خالد . . والذي كان في شقته يُرتب أوراق البحث وطبع ورقة أخرى عن تلك الضائعة ثم نهض ليتصل على والده للإطمئنان على أوضاع اهله وفعل ذلك وبعد السلام والسؤال.....توصل معه بالحديث إلى موضوع الجازي واخبره والده عمّ حدث بالأمس حتى قال : والله يابوك اختك الجازي....جاتنا بالأمس تبكي وتبي الطلاق واسالها ولا هي راضية تقول وش السبب والفالح سيف مثلها ما قال شي اردف خالد : لا حول لله ولا قوة إلا بالله.........غريبة خبري امورهم زينة ....ولا قد شكت منه.... بو خالد بجدية واهمية الامر : وهذا اللي خايف منه.......أنها تكون مضيومة عنده ولأنه ولد عمتها ما تقول... خالد بتهدأة الأمور: لا يبه لا تظن في سيف.....اشهد أنه رجال كفو.....بس لازم كل زوجين يصير بينهم مشاكل وانت ادرى بهالشي.... بو سيف .....ولأنه خالد الأقرب منه ....ويعتمد عليه تحدث بكل اريحية: حال الجازي ما يطمن يا خالد...... خالد ليطمئن ابيه : يبه هد من عمرك.....إن شاء الله أنا بكلمها وبحاول منها تتكلم.......ألزم ما علينا صحتك يبه......لا تحاتيها....بكلمها.... بو خالد لكي لا يطيل المكالمة : تمام.....ما أطول عليك ....وهالله هالله بالصلاة.....والدراسة و انا ابوك خالد حكّ جبينه....انشغل حقيقةً بأمر اخته: لا توصي حريص.....مع السلامة بو خالد اردف: حافظك ربي .....مع السلامة... ثم اغلق الخط واخذ يفكر خالد بجّل الأمر...ماذا حدث يا تُرى حتى ان الجازي تتخلّى عن طفلها..... لم يتردد في الاتصال عليها ، ...اتصل مرة ومرتين وثالثة كانت في دورة المياه .....ارشحت وجهها عدّت مرات بعد نوبة شديدة في البكاء اشتاقت للصغير .......واخذت تحاتي امره ....فمن الطبيعي الآن هو جائع يبحث عن ثدياها .....يبكي....يصرخ.....يريد رائحتها حاولت التماسك وسمعت رنين هاتفها وعندما نظرت للاسم مسحت بقايا دموعها واردفت بصوت مخنوق: هلا بعزوتي....هلا بالغالي... لم تخفيه نبرتها ....نبرة تنّم عن البكاء والضعف: هلا فيك زود يا ام عبد لله....طمنيني عنك.....كيف حالك؟ حاولت ألا تبكي ألا تبيّن له سوء حالها فأردفت: اشكر الله ....انت طمني عنك....وعن دراستك خالد نظر إلى زخات المطر....من خلال النافذة: الحمد لله.....بخير......الجازي... الجازي مسحت انفها بالمنديل تحاول السيطرة على رجفة صوتها المخنوق: سم..... خالد : حلّفتك بالله تقولين لي وش صاير بينك وبين سيف؟ الجازي قوّست شفتيها تمنع نفسها عن البكاء من اخبره ؟هل سيف نفسه من اخبره ام والدها؟! ولكن من المؤكد والدها سيف لن يخبره قاتله عن جريمته! هذا ما دار في عقلها: مشكلة ...... خالد جلس على الكنبة : وهالمشكلة ما تنحل إلا بالطلاق؟! الجازي بضعف بكت: لأني تعبت ياخوي.....تعبت ..... خالد تنهد بضيق على حالها: اشرحي لي وش هالمشكلة اللي خلتك حتى عبود ما تاخذينه معك.... بكت اكثر على اسم ابنها فهي اشتاقت له وكثيرًا اردفت خالد: الله الله......واضح سيف مزعلك كثير........الجازي...تكفين ....لا تخبين علي....وش مسوي فيك ....حتى لو هو ولد عمتي والله لو غالط عليك لا اخليه يندم.... الجازي هدأت قليلًا: خلك بدراستك ما ابي اهمك.... خالد : افاااااا......الجازي....ابوي...يحاتيك........وما هوب مطمن...يبقى يعرف.......وش السالفة لأنه حتى زوجك ما قاله شي.... الجازي بضعف: مو مهم تعرفون السالفة المهم أنه انا اخلص منها.... خالد مال صوته للعصبية: جالسة تقولين لي لغز.... الجازي انتبهت انّ هناك رقم آخر يتصل بها فقالت: خالد.....صدقني قرار الطلاق ما جا عبث.....بس ماقدر اقولك إياه... خالد بغضب ونبرة صارمة: طيب ليش؟ الجازي بضيق: من غير ليش....والحين بسكر لأنه معي خط ثاني... خالد :طيب طيب يا الجازي راح اتصل عليك ......بعد ثلاث ساعات... الجازي : طيب... مع السلامة... ثم اجابت على الخط الآخر وكان منصدمًا من ردها عليه ظنّ أنها لن تجيبه ولكن حاول ان يكون هادئًا: الجازي نزلي.....انا تحت افتحي لي الباب.....خلينا نتفاهم.... الجازي بقهر: نتفاهم على ايش بالضبط؟.....هاااا.......نتفاهم على ايش؟ سيف نزل من السيارة وبدأ بقرع الجرس: اشوفك بالمجلس....باي . . ثم اغلق الخط في وجهها ولم يترك لها مجالًا للرفض شتمته ثم نهضت واغلقت على نفسها الباب سيجعلها تتصرف كالمراهقات مرغمة! وهذا ما لا تُريده .....لأنها ستعذب فؤاد والدها واخيها بندر وكذلك المسكينة والتي تحملت الكثير نوف... تأففت... وجلست على طرف سريرها تنتظر مناداتهم للذهاب إليه! ... . . . أما هو ادخله بندر إلى مجلس الرجال وجلس بجانبه وبعد السؤال عن الحال تحدث: سيف .....شصاير؟......الجازي ما جفّت عينها عن البكي.....وما وقف لسانها وهي تترجى ابوي من انك تطلقها....شصاير؟.....حتى ولدها تركته عندك ... سيف.....توتر.....لا يجرؤ على قول الحقيقة......فالجميع سيبدأ بالسخرية به....والاستهزاء بمشاعره ايضًا........وسيأدون تصرفات الجازي لناحيته ، وهو يستحق كل هذا! حكّ جبينه ونظر لبندر برجاء: تكفى بندر نادها لي ابي أتكلم معها بندر بهدوء: مو قبل تقول لي وش صار بينكم؟ كان سيتحدث ، ولكن فاجأهم دخول أبا خالد والذي علم بقدوم سيف من ابنته نوف التي رأته من خلال النافذة عندما فتحت له الخادمة نهض سيف.....ويشعر أنّ القصاص سيبدأ الآن سلّم على خاله ثم قال بو خالد بحده: اجلس وفهمني وش صاير؟ عمّ السكون ....وتبادل نظرات الحيرة والشتات.....شعر أنه بدأ يحلّق في اسقف مشيدّة تمنعه من التحرر من هذا المكان المحشور بالاسألة؟ هل يخبره لأنه خائن لها بقلبه.....لهذا تطلب الطلاق....ام يخبره انها تطلبه لأنها لم ترى منه سوى القساوة في التعامل معها....والشدة والشكوك القليلة التي نتجت من الخوف ...من انها تعلم بما يُخفيه عنها..... تحدث تحت انظار بندر الذي ينتظر خروج الاحرف من فاهه لكي يعاقبه وخاله الذي يُريد ان ينصف الأمر بينهما! : يا خال........انا ابي أتكلم معها......ابي اتفاهم معها..... بو خالد باصرار وانفعال: ما راح اخليك تشوفها إلا لم تقول لي وش مشكلتكم ؟ سيف شتت ناظريه عنهما وبنبرة انكسار: انا زعلتها ....يا خال وجيت الحين أراضيها.... بندر نظر لأبيه لا يستطيع ان يتكلم وينهار بعصبيته أمام ابيه الذي حتمًا سيخرسه ، يُريد أن يستفسر بأي طريقة تم زعلها منه؟! اردف الخال: زعلتها ؟......تكلم بوضوح يا سيف... سيف برجاء ووجه متعب: تكفى يا خال لا تضغط علي خلها تجي نتكلم مع بعض..... نهض أبا خالد منفعلًا: هي تسكت و انت تسكت واثنينكم مصيرين ما تقولون شي....بس....ما ردي بعرف......بس بتركم على جنانكم الحين.....عشان اشوف آخرتها معاكم نظر لبندر: روح ناد لها....هذا إذا نزلت لك.... ثم خرج ونهض بندر للخروج ولكن تبعه سيف برجاء: تكفى بندر اقنعها تنزل عشان نخلص من هالمشكلة تكفى..... بندر طبطب على يد سيف: بحاول معها....عن اذنك ثم جلس سيف على الكنبة وهو يشتم نفسه ، وأنانيته وأخذ يرجو الله ان ييسر أمورهما .............. بينما بندر صعد متجهًا لغرفتها طرق الباب متحدثًا: الجازي......الجازي....اعرف انك جالسة شفتك قبل كذا في غرفة نوف....افتحي الباب....سيف يبي يتكلم معك..... نوف أتت بجانب اخيها نظرت له ثم وضعت يدها على مقبض الباب حاولت فتحه تساءل بندر: مقفول؟ هزت نوف رأسها بالإيجاب ثم تحدثت بهدوء: الجازي....انزلي اسمعي وش يقول لك......اسمعي له حتى لو ما تبين تغيرين قرارك بندر نهرها هنا: شقولين انتي....مجنونة....تشجعينها على الطلاق.... نوف همست له لكي لا يتسلل صوتها لأختها التي كانت تبكي بلا صوت على السرير: والله يستاهل....الله لا يسامحه بندر بشك: هي قالت لك وش صاير بينهم نوف طرقت الباب متجاهلة اخيها بقول: ولا راح أقول استشاط غيظًا بندر هنا واخذ يهدد : لا قولين بس ابوي بطلّع منك الكلام غصبن عنك..... نوف كشّت على وجه اخيها ثم قالت: الجازي فتحي تكفين.....نزلي عشان عبد لله.....ترا ماله ذنب......سمعي له عشانه أبو عبد لله موعشانه سيف......يلا الجازي فتحي..... بندر بحيرة همس لأخته: هو ضاربها؟ نوف تحدثت وهي تنظر لعينيه: يا ريت.....كان اهون عليها .... بندر تحدث ما بين اسنانه: لا تجنيني نويف قولي وش مسوي لها... لم تجيبه وطرقت الباب بقوة: الجازي..........ترا كذا انتي تعاندين نفسك......ما تعاندينه هو....صيري قوية ونزلي له واثبتي له أنه هو الغلطان مو انتي.... بندر سحب اخته هنا بعنف وشدها من زندها وهو منفعل وبصوت مسموع لمسامع الجازي: أي .....شيطيها.....وشجعيها على خبالك............ نوف بتأوّه: يا غبي اترك يدي....آي......عورررتني...بندروه...اترك... سمعت الجازي تأوهات اختها وحديث بندر فنهضت مسرعة من على السرير مسحت دموعها وفتحت الباب وسحبت اختها نوف لجانبها: بندر الزم حدك ولا تمد يدك عليها مرة ثانية ولا بقول لأبوي... بندر بعصبية: لا تسمعين لها لأنه راح تخرب بيتك....... الجازي نظرت لنوف المنزعجة من اخيها ثم اردفت: ما قالت شي خطأ....كل كلامها صحيح يا بندر... بندر بجنون: الجازي....قبل لا تنزلين قولي لي وش مسوي فيك هالكـ.....ترا صدق بديت افقد عقلي.... الجازي نظرت لهما وهي تقول: انا بنزل له....عن اذنكم... ثم اختفت عن انظارهما ومات قهرًا بندر من تجاهلها ونظر لنوف فاردفت مسرعة: لا تحاول تعرف مني...شيء لأني مانيب متكلمممة أبد ثم اتجهت لغرفتها واغلقت عليها الباب هنا مشى بخطواته لغرفته وشتم نوف بداخله على عنادها! ........... كان ينتظرها بفارغ الصبر، ....متوتر...يهز برجليه ومشبك أصابع يديه ببعضها البعض رفع رأسه عندما شعر بأحدهما دخل واغلق الباب رآها واقفة....وجهها محمر وجفن عينيها منتفخين دلالةً على بكاء مطوّل.....كتفت يديها واردفت: وش عندك يا سيف.... سيف نهض واتجه بالقرب منها: اجلسي وخلينا نتفاهم..... الجازي نظرت لعينيه وبحده: وش نتفاهم عليه بالضبط......اذا على إجراءات الطلاق راح اجلس؟ سيف وبدأ صبره ينفذ: الجازي .....تكفييييييين جلسي.... وسحبها من زندها واجبرها على الجلوس حتى بها تحدثت بكره: قسم بالله ما قد شفت اوقح منك.....اترك يدي... تركها وتحدث سريعًا: ادري اني غلطان....وغلطت بحقك كثير.....بس كل شي صاير غصب عني......غصب عني يا الجازي...... الجازي بانفعال: وانا وش ذنبي هاااا وش ذنبي تعاقبني بشي مالي دخل فيه.. سيف أشار لها: خليني أتكلم...... تكتفت هنا الجازي وشتت ناظريها عنه تحدث: البنت الحين خلاص تزوجت.......... الجازي بعصبية : بس انت ما زلت تحبها....وجرّحت فيني لين قلت بس.....لأنك مو قادر تنساها.....وجيت امس واعترفت لي بوجع قلبك اللي تسببت فيه هي.... وقفت وأشارت له بانفعال: تخيلني انا اللي قلت لك نفس الكلام اللي قلته لي أمس....اكيييييييييد راح تطلقني لأنك راح تعتبرني خاينة...... سيف وقف وتحدث بغضب: الجازي ......غزل مو من نصيبي....ابد.... الجازي قاطعته باستهزاء: وتوك تقتنع...بهالشي....ولا توك تستوعب انك هدمت هدوء حياتك معي... سيف اغمض عينيه ثم فتحهما ماسكًا بأكتافها: الجازي....انا آسف على كل شي.....آسف على صدي....على عصبيتي اللي مالها مبرر.....على قساوة كلامي وافعالي معك.... الجازي هزّت رأسها يمنةً ويسرى: طلقني سيف....كل شي انتهى....ما في شي يربطني فيك غير عبدلله....لا انا احبك ولا انت تحبي!!.....ليش تحاول ترجعني لك....إذا على تربية عبد لله خلاص جيبه لي ....اربيه إلى ان يكبر...ولو تبي تاخذه مني ما راح ارفض.....لأنه مابي شي يذكرني فيك ما بي....ابي أعيش حرة.....ابي أعيش...اني انسانه....يكفي ....عشت سنتين معك ....وانا احس بالنقص والتهمّش....خلني أعيش .....يكفي انك شتتني....عشان حبك......اللي مادري ليه ما وفيت له بالزواج... سيف عندما اردفت كلمتها الأخيرة تلك احنى رأسه بطريقة منكسرة قائلًا: المفروض ما اقولك هالكلام.....بس انتي تحديني عليه الجازي ابتسمت بسخرية وابتعدت عنه سيف: بنتي عمي غزل...انصابت بسرطان الثدي ....وانتشاره كان سريع ...امي رفضت آخذها وهي على هالحال...وانا اصريت آخذها......بس هي تصدّت بوجهي والشي اللي خلاها تقتنع انه غزل صدق مو من نصيبي لم انصابت في رحمها واستأصلوه.....امي استقلت سكوتي وضعفي وقتها وخطبتك لي بدون علمي.... الجازي...انطعنت من جديد على تصريحه بعبارة(كنت مجبور عليك)...ولكن بكلمات أخرى واخف وطئًا تحدثت برجفة شفتيها: تعرف من الضحية في هالزواج اللي انت انجبرت عليه...؟ سكت هنا.....لأنه يعرف اجابت سؤالها أكملت وهي تشير له: لا انت....ولا غزل....الضحية انا....واكبر ضحية بينا حنا الاثنين عبد لله.... بكت بدموع وصوت بالكاد يخرج : والله لو قايل لي بداية زواجنا انك مو مقتنع في زواجك مني....كان انسحبت بهدوء وكان وضعي ووضعك افضل من الحين ......سيف انت مو بس كسرتني...انت جرحتني....خيّبت ظني.....حاولت احبك....وأخليك اول حب بحاتي وانت كنت تبعدني...عشانك متولّع في بنت عمك....ما عطيتني الفرصة ابدّل حبك .....واخليك تحبني ولا عطيتني فرصة احبك....فليش نرجع لبعض....؟...دام اللي بينا.....تأدية واجب واشويّة احترام! سيف اقترب منها وامسك بكفي يدها: آآآسف على كل شي.......الجازي......عطيني فرصة صرخت في وجهه باكية ومنهارة: عطيتك فرصة وأشارت باصابع يديها : سنتين.....سنتين عشان تغيّر اسلوبك وجلافتك معي....ما شفت منك غير التهميش....ما شفت منك غير القهر... نفضت يدها من يده واشتد بكائها: يوم اللي قلت خلاص بليّن قلبك وراح أبادر أنا في تغيرك تصدني.......يوم اللي احس انه قلبي بدأ ينبض باسمك تنهرني......يوم احس اني بحاجة لك...وابي دفا حضنك......تنسحب مني....وتطلع من الشقة بكبرها......انا عطيتك فرصة بدون اعرف سبب صرفاتك.....لي ثم صرخت حتى تسلل صوتها لخارج المجلس: سنتين وانا احس بالنقص بسبب نفورك مني......صرت ادقق على نفسي بكل شي.....قلت يمكن فيني شي خطأ ما يجذبك لي.....ويوم قلت خلاص اصطلح الحال بينا.......عاقبتني بعبد لله وابتعدت اكثر من قبل عني.....على أني صرت في اشد الحاجة لك.... سيف ضايقه عتابها....يخنقه....اشعره بحقارته.....لم يتوقع يومًا انها ستعاني بسبب ما فعله! كان يظن انها طيّبة القلب ستسامحه سريعًا ولن تنجرح ولكنه اخطأ لأنها وبكل بساطة هي ليست بجماد حتى يتوقع منها هذا الشيء الغير منطقي! أكملت وهي تشهق: حتى بولادتي.....كنت خايفة......ماعندي احد اشكي له خوفي من الولادة من الآلام اللي تجيني بين فترات الحمل....أمي مو موجودة عشان استفسر منها....وانا أخاف ابحث بنفسي...واستحي من اسال خالتي ام ناصر ...ولا من عمتي اللي هي امك...تدري شنو اللي يضحك ؟ نظر إليها بعينين مترقرقتين بالدموع فاكملت: كنت التجأ لنوف وانا عارفة هي راح تجاوبني بس بعد ما تبحث........حتى يمكن اللي تقوله لي غلط.....لأنه مو كل شي في النت صحيح.....بس كنت ارتاح لها......وهي تطمني رغم انه المفروض ما تعرف أشياء وهي بهالسن الصغير ولكن بسبتي حتى غرفة الولادة دخلت.....عشان تهديني.....وانا كنت ابيك انت......توقف على راسي...تهديني تمسح دمعي تقول لي أنا بجنبك لا تخافين....كسرتني سييييف....كسرتني حيل.....الله يخليك اترك لي مجال أعيش بعيد عن سلطتك .......وتخبطك في مشاعرك...... سيف .......كيف يتحدث.......اخذته يمنةً ويسرى بحقائق افعاله...الشنيعة....يشعر ببهوت حُب غزل من قلبه الآن......يشعر ببهوت حبه من عينيه امام تلك المسكينة.....انهياره بالأمس بحب ليس من حقه ايقظه ولكن بعنف تلك الصفعة !.....هذا الانهيار ايقظه على بُعد جديد....هل الآن استيقظ.....او اقتنع تمامًا بحياته الجديدة دون غزل يبدو أنه لديه إعاقة ذهنية في استيعاب الأمور متأخرًا وما يحدث الآن عقوبة له على تأخر فهمه لهذا الحُب أهذا هو الوفاء المطلوب؟....هل كان وفيًا بشكل مفرط لحب كان من الواضح لن ولم يتوّج بالأرتباط الروحي ولا بالرباط المقدّس هل هذا الوفاء المذموم؟ لِم عقبه برود.....وخوف من فقدان الجازي؟! لِم يصّر على بقاؤها رغم انها طلبت التحرر منه والذهاب لحبه تمسكه بها ليس بسبب ارتباط غزل بغيره لا....هو ادرك شيء....شيء غريب ليس حُب....ولكن شيء يصرخ عليه بأن يتمسك بها... هل هي العُشرة أم التعاطف أم الشفقة؟ لا يدري.... اقترب منها وابتعدت هي مشيره إليه وهي تشهق ببكاء عنيف وموحش ومخيف بالنسبة إليه: لا تقرّب....ما نيب بحاجة لقربك الحين.......كل اللي احتاجه بُعدك يا سيف....بعدك..... سيف نزلت دموعه على خده وتحدث : تكفين لا تكونين قاسية علي......الجازي...والله لأعوضك عن كل شي بس اعطني فرصة.... الجازي مسحت دموعها بعنف: عطيتك منّي عمر .......ما ابي اعطيك عمري كله.........طلقني يا سيف......لا تتعبني معك أكثر! سيف بانكسار وبصوت اشبه للهمس: صعبة علي..... الجازي بتفهم اردفت وعيناها تهطلان بالدمع: خلاص انا برفع قضية خلع.... ثم توجهت للباب للخروج والتفت عليه: جيب لي عبدلله..... وبنبرة انكسار : عجزت انام وهو مو جنبي.....جيبه لي تكفى... ثم اختفت ......وبقيَ ينظر للمكان الذي احتفظ بسرابها تحجرّت الدموع في عينيه، أي ألم تسببَ لها في تجرعه وأي ثقلٍ تركهُ على صدرها ليتكأ عليه لفترة او ربما إلى مدى الحياة! ألهذه الدرجة كان أنانيًا في الاحتفاظ بحبه القديم بحب ........عصي في ان يستقيم ليكتمل نموّه حتمًا هو خسر الاثنتين أحدهما خسرها دون أن يقرر لذلك والأخرى خسرها بسبب قراره على ذكرى الأولى! أي حياة هذه التي يعيشها تخبّط في معاجم ألّا معرفة سالت دموعه على خديه بعد أن ادرك حجم القهر الذي كبتته في قلبها طيلة السنتين التي قضتها معه هو مُدرك أنها كانت تبكي على وسادتها ولكن لم يدرك حجم الألم الذي سببهُ لها وأنتج ضعفًا في ثقتها بنفسها وفي عدم اتزان مشاعرها اتجاهه وولّد بداخلها رغبه عظيمة في التخلّص منه وكأنها كانت تنتظر هذا الأمر من زمنٍ بعيد.... استيقظ على ضعفه مسح دموعه سريعًا ومشى للخروج بقل حيلة من التصرّف بشكل صحيح معها! اخرج هاتفه اتصل على أخيه وبدأ يقود سيارته مبتعدًا عن منزل خاله ...................... كان للتو خرج من الخلاء بعد انتهاؤه من الاستحمام لافًا منشفته لتستقر على خصره وماسكًا بالأخرى منشغلًا في تجفيف شعره سمع رنين الهاتف .....نشّف كفي يديه عن الماء ثم أجاب: هلا سيف سيف بضيق وبصوت مخنوق: جسّار انت وين؟ جسّار قوّس حاجبيه : بالبيت.... سيف بثقل تحدّث: اسمع خل امي تجهز لك عبد لله......وتحط له ملابسه واغراضه في شنطته الصغيرة اللي على الكومدينة قول لها الحين تجهزه.......ووده لأمه.... جسّار أدرك أنّ الجازي علمت بكل شيء.......علمت بمشاعر أخيه ناحية غزل وانهدم عيش الزوجيّة بينهما اردف: سيف وش صار؟ سيف بلل شفتيه كان يقود بسرعة جنونية يُريد بها الهروب من الواقع ومن كل شيء افسد عليه لذّة العيش بسلام : لا تسألني عن شي يا جسّار.....لا تسألني وسو اللي قلت لك عليه... جسّار هز رأسه بتفهم: طيب طيب..... .................................................. ........ اغلق سيف في وجه أخيه الذي خشي عليه من أن يحدث له مكروه فصوته لا يُبشّر بخير ولكن لم يطل التفكير والتحليل توجّه لدولابه اخرج ملابس مناسبه له ارتداها على عجل وذهب لتنفيذ ما امره أخيه به! .................................................. ................ في ظلام الواقع ينتصر النور! مُجبرك على إدراك ما يحدث في جوانب الشيء التي تخافه مؤلم شعور الفقد للأبد والذي يعني الفُراق استيقظ من نوبة الانهيار ......من الصراع الداخلي في معرفة الأسباب التي أدّت بها للهاوية نظر لسقف الغرفة لدقائق طويلة ربما تجاوزت النصف ساعة من استيقاظه! اظلمت دنياه على خبر موتها، وتجرّع مرارة الفقد مرّةً أخرى ولكن بطريقة أقسى من الماضي فراق أبدي ليس منه رجعة عليه ان يعتاد عليه قبل ان يُصاب بالكآبة ونحن مجبولون على تقبله للاستمرار في العيش! سيخرج من هنا.....لرؤية ما تبقى منها من نور! مزع الانبوب من يده حتى طشّ الدم منها ولكن شدّ بيده عليه ونهض متوجعًا منه سحب منديلًا رآه على تلك الطاولة والتي كانت على مقربةٍ من السرير قليلًا، مسح الدم به واخطى خطواته لناحية الباب خرج من الغرفة ومشى بلا خارطة تدله على الطريق الصحيح مشى وفي قلبه جمرة غضب لا تُطفى وعينين محمرتين للغاية ودموع تأبى الخروج لتطفأ نيران الخوف من العيش دونها رآه الطبيب فتوجّه إليه يرجوه بالعودة إلى الغرفة فحالته لا تسر الناظرين ولكنه أبى واكمل طريقه لناحية سيارته ركب السيارة ، اغلق الباب واسند جبينه على المقود واغمض عينيه لماذا بعد وفات ما نحبهم تتوارى علينا الذكريات التي تجمعنا معهم حتى بنا نتذكرهم في كل مكان وكأنها تنهرنا عن النسيان، وكأننا في ذاك الحال قادرين على نسيانهم أو تجاهلهم! أخذ بما يقارب العشر دقائق وهو على هذا الحال ينظر للفراغ ويتذكر صوتها همسها لمساتها حضنها الدافئ وقبلاتها الحانية ليس قادر على مواساة حُزنه على تضميد جرحه العميق وعلى احتضانه من الضيّاع! بكى، واخذ يلوم نفسه بحديث مزعج ، اصبح مصدر التفاتًا للأنظار وهو منهار باكيًا على المقود في سيارته المارة أصبحوا يتساءلون بينهم وبين انفسهم ما بال الرجل يبكي؟ هل فقد عزيز؟ أم خانته حبيبته؟ شعر بخدر غريب ، يُريد التمكّن منه ولكن لم يسمح له رفع نفسه ليسند ظهره للوراء سحب لرئتيه هواء عميق ومسح دموعه همس لنفسه: امير .....نور بحاجتك....قوي نفسك.... وما هي إلا خمس دقائق حتى بدأ بالقيادة متجهًا لشقتهم ! كان الطريق طويل، والاشتياق عنيف يُصعب عليه أن يتركها لوحدها في المستشفى دون أن يرافقها يُصعب عليه أن يتركها في ظلمة الغرفة الباردة لوحدها يُصعب عليه نسيانها؟! وكل الأشياء أصبحت تصدر صريرًا من الاحزان لتزيد همه لا تنقصه! حاول التركيز في الطريق بدلًا من ان يفكّر بها ولكن تذكر رسالتها ورجائها في إخبار نور عن كل شيء؟ وهذا الامر ثقيل عليه وليس من السهل تنفيذه آه خرجت من جوفه بوجع عميق، وندم أعمق! وصل....ركن سيارته ....كيف سيخبرها؟ كيف؟! ولكن قبل أن يتقدم للعمارة ........ هي كانت في وسط سريرها للتو خرجت من عندها إيلاف التي خشيت عليها من انهيارها المفاجأ بسبب وجود ابن عمها اطمانت على حالها وبعد ان هدأت خرجت عائدة للجامعة لا تستطيع ألا تحضر محاضرتها الأخرى وإلا سيصلها حرام من هذه المادة التي كثُر بها الغياب! كانت تفكر كثيرًا ......هل بدأت خطتهم في أخذها من أحضان والدتها لن تنكر تاقت روحها لرؤية والدها وللوطن الذي لفظ قلبها بعنف على صخرٍ متلوّن في طباعه القاسية! هو لا يُريدها ....اخبرها أمير....لا يأبى لها هل هذا من محض الصدف أن يتواجد ابن غازي هُنا، تخشى من أن يعرف شكلها وهي لا تعرفه ويباغتها في اختطاف عنيد ....ليبعدها عن أحضان والدتها ولا تدري أنّ الموت خطفها من احضانها منذُ ساعات طويلة؟! كانت طفولتها معه جميلة.....جميلة لدرجة مؤلمة بعد فراقها عنه لن تنسى نظراته لها حينما سحبتها والدتها من يدها أمام عينه واخرجتها من الجناح الخاص بهم كان ينظر لها .......تعلم نظراته تلك تصرخ لها للبقاء هنا ولكن هي كانت تُريد الاثنان معًا! اخبرتها والدتها أنها ستعود إليه ولن يتأخرا ومرّ عشرون سنة عفوًا اليوم أكملت (الواحدة والعشرون سنة) من خروجها من تلك الغرفة ........ومن تلك اللحظة الوداعية التي عجزت ان تتخطاها لم يحتضنها......فقط يحدّق في عينيها التي كرهتهما بعد مجيئها إلى هنا والتي كان يتغنى بها طربًا لمغايرة لونهما، ودومًا ما كان يتغزّل بجمالهما! حتى انقلبت الأمور وأصبحت محط للسخرية والتنمّر الغير منتهي لا تذكر سوى ابتسامتها له لتبادله تلك النظرات مودّعه إيّاه ببراءة وحسن نيّة بعيدة كل البعد عن الخبث : باي بابا......راح اشتري لك آيس كريم وحنا راجعين! تذكر هنّا تغيّرت نظراته وتقوّست شفتيه واشاح بنظره عنها محركًا رأسه موافقًا على حديثها وكأنه يقول (سأنتظرك) لم تعلم انها غير مرغوبة في تلك اللحظات الوداعية وربما كانت مرغوبة وبشدة! ولكن طيف الخيانة .... ربما......طوّقهُ بيديه ليمنعه من حضنها ! نزلت دموعها لتسقط على جانبيّ رأسها لماذا تتذكره الآن...... السقف لو كان لهُ لسانًا لنطق صارخًا بها انسيه كما نساكِ هل والدتها فعلت المستحيل لحضن حبها هل فعلت الصوّاب لتصبح في أرق عشقها مع ذلك الأشقر؟ هل كان حُضنهُ أكثر دفئًا من يوسف؟ لِم انجبتها إذًا.... نهضت من تلك الذكريات التي احرقتها من كثرة تراود الأسئلة في بالها.... اهتزّ جسدها بعنف وبكت دموع بِلا صوت اليوم ....وفي يوم مولدي الواحد والعشرون.....تُثار الذكريات بطريقة أقسى من السنوات الماضية.....هذه السنة مختلفة.....مختلفة تمامًا فهناك غيمة لا اعرف لونها ربما سوداء وربما بيضاء كالقطن......او كـ حلوة المارشملو الذي احبه .....إما ستمطر عليّ رحمة ودفئ وإما ستمطر عليّ حجارًا وسموم!.......هنا....ولي أوّل مرة تحت السماء نفسها والأرض ذاتها........بعد السنين الغابرة والمؤلمة اجتمع بلا وجود مع أفراد عائلة الناصي!......هل سأراه.....وهل سيعرفني؟......هل سيخبرني باشتياق أبي لي......هل سيبخرني بغفران والدي لخيانة أمي؟....هل .....سيأخذني من أحضان ديانا الدافئة والانانية ؟!.....هل سيهمس لي......أنّ الكون كُله اظلم في عينَي عائلة الناصي بعد رحيلي؟!.....ضياع....... كل سنة في هذا اليوم اشعر بالضيّاع فيه.......اشعر بالخوف......اخاف من اكبر اكث ر ....اخاف ان يتغيّر شكلي لدرجة لا يعرفني أبي فيها.....ه و يكرهني وأنا......لا اكرهه ولا احبه......لأنه ظن بي!......وتركني في مشقّات الطريق.....واختلاف الناس واجناسهم!......كبرت......بعد أن خسرت الكثير.......خسرت الآمال في ُلقياه بعد اعتراف أمير لي بالحقيقة.....فهو كما قال لي لا يظن إنني ابنته وبتّ الشكّ بالأمر!.....كم من الدمع سقط على خديّ.....وكم من الأوجاع واصناف الألم تذوّقت....هل هُناك المزيد ؟للتذوّق! . . نظرت للنافذة ........وما زالت تحدّث نفسها......تجبرها على النسيان مُنذ واحد وعشرون سنة! بكت والمطر أخذ يشتّد في الهطول .....واصبحت قطراته تزيّن نافذتها وتُعزيها دون شعور؟! سمعت اغلاق الباب الرئيسي لا تريد ان ترى والدتها ولا حتى امير لا تريد منهما ان يحتفلا بها كل سنة بالإجبار! لا تريد.... تريد أن تبقى لوحدها هنا......منعزلة عن العالم تجول بخواطرها وافكارها لناحية ذلك البلد......والذي حفظ بين طياته القليل من ذكرياته معها فهي عاشت فيه فقط لفترة لم تتجاوز العشر سنوات حتّى ولكن تشعر بالانتماء إليه، تشعر أنّ ترابه جزءًا منها وبعد مرور ثلاثة عشر من عيشها هُنا لم تحظى بهذا الشعور تشعر انها دخيلة على هذه الأرض، وإنها لا تنتمي لجذور ارضه أبدًا مهما حاولت في زرع جزء منها فيه ، رفضها حتى تيبّس جسدها ولم يعد قابل للمحاولة في اثبات جذوره مرةً أخرى ! مسحت دموعها التي هطلت كالمطر على خديها ضِيقتها .....إذًا بسبب وجود شخص من عائلتها......هي لم تخف فقط في فكرة اخذها من أحضان والدتها لا بل باغتها اشتياق مفاجأ رغم ما سمعته عنه من افواههما إلا إنها اشتاقت! ارتعد قلبها مع صوت الرّعد وفتح الباب عليها واقتحام مشاعرها المتأججة بغتة ....................................... جرّ بخطواته لناحية بابها يُريد التأكد هل عادت من الجامعة ام لا وانصدم .....لمنظرها ولبعثرة شعرها وشحوب وجهها ودموعها المتناثرة على خديها رأى احمرار واضح بالقرب من كتفها .......فكانت ترتدي بدلة بلا اكمال فقط سيور ضعيفة بلون الأسود ملتصقة بجسدها لدرجة التفصيل وإظهار التقاسيم الأنثوية! وكان جاكيتها مرميًا على الأرض بإهمال وحقيبتها موضوعة على السرير فهم حالتها ......فهي منهارة ولكن مِمّن؟ هل شعرت بوالدتها؟ ما بال كتفها محمر ......هل تعرّض لها أحد؟! خشي عليها من تلك الفكرة وأتى بالقرب منها واشاحت بنظرها عنه تحدث أمير بلهجة سعودية مكسرة قليلًا: نور........شو صاير؟ نور جلست على طرف السرير طأطأت برأسها قليلًا لا تريده لا تريد قربه، ولا حتى نظراته واهتمامه تريد ان تختلي بنفسها هذا كل ما تريده ولكن أتى بالقرب منها تحدث بأهمية: وش فيه........ كتفك...... نور رفعت رأسها مسحت دمعها وجهّت ناظريها ناحية النافذة: شلت الوشم.....عشان كذا صار مَحمر.... أمير تنهد براحة ، لإبطالها من فكرة التعدي والإيذاء تحدثت بهدوء: وين أمي؟ سكت أمير، وخفق قلبه بشدّة عندما طال سكوته تحدثت بسخرية: إذا ناوي تسوي حفلة انت ويّاها عشان يوم ميلادي الواحد والعشرين ...كنسلوا الفكرة من الحين......لأنه ما راح احضرها! هل حقًا اليوم مولدها، في ضجيج موت محبوبته نسى التواريخ والساعات والأيّام في غضون ساعات قليلة وجدًا؟! هل سيكون يوم مولدها ......فيما بعد يوم لا يُستحق الذكر......! هل ستكره هذا اليوم بعد أن يخبرها عن موت والدتها اللعنة ...باتت الأمور تتصعب عليه شعرت بحيرته وتردده في الكلام، واخيرًا حدّقت في وجهه المحمر ....وبعض خصلات شعره ساقطة على جبينه وملتصقة به.... كانت به رعشة يحاول السيطرة عليها ولكن باتت أكثر وضوحًا لتصرفه هذا حتى أدركت أنه يخفي امرًا فالتفتت عليه بكامل جسدها تحدثت وقلبها يقرع طبولًا من الخوف: بابا امير.....أنت تعبان؟! حدّق في عينها.......لوجهها ......ورسم حاجبيها التي تُشبه رسم حاجبي والدتها......نظر لسواد شعرها....يحاول ان يجد فيها ما فقده! ورآه يجري في دمها ......كيف سيتحدث؟ نور مسكت كف يده وبعينين محمرتين وبيد مرتجفتين : بابا امير....صاير شي؟ أمير .....لمس في صوتها تلك النبرة التي تشبه نبرة والدتها حينما تسأله عنه حاله ! فأشاح بوجه عنها سريعًا لا يريد أن يبكي أمام عينيها مسح على رأسه وابعد الخصلات المتذمرّة من على وجهه نور وقفت هنا واخذ تنفسها يتسارع: أمييييييييييييير قول ...... شصاير؟.....ما عمري شفتك بهالضعف...... وبنرة خوف وذعر: امي فيها شي؟....ديانااااااااااااااااااااا فيها شي؟ نهض أمير...وامسكها من اكتافها العارية محاولًا تهدئتها......فحسّت هنا بشيء غريب .....ككهرباء حزينة صعقت قلبها بسوط عميق من معاني الألم! ازدردت ريقها اقتربت منه اكثر وامسكت به من ياقة بدلته الرسمية : أمييييييييير.... حدّقت في عينيه اللامعتين بالدموع والمحاطتين بالاحمرار الناتج عن البكاء ما زال يرتجف .....من هذا الخبر....وتسللت رجفاته إلى جسدها الضعيف واخذت ترجف بذعر! صرخت في وجهه: ديانااااااااااا وين؟ قُربها منه.........انفاسها المتسارعة....رجفاتها.......كثرت اسألتها......هزها له بشكل عنيف.........جعلت منه شخصًا ضعيفًا كيف سيخبرها انّ حبه بات ميتًا بعد هذا اليوم؟ خارت قواه وجثل على ركبتيه ساقطًا بلا حول ولا قوة أمام رجليها فشعرت أن الكون كله اهتّز بوجع لسقوطه على الأرض بهذا الضعف وفهمت الإشارة واستوعبت كل شيء ولكن تريد أن يبرهن لِم يدور في عقلها حتى فيما بعد لا تتعلّق في آمال مستحيلة وأحلام مرعبة ! جثلت الأخرى على ركبتيها نظرت لوجهه ولدموعه المنسابة على خديه كانت ستتحدث ولكن باغتها باحتضان ....هو بحاجة إليه......بحاجة إلى هذا الحضن....خاصةً منها....لعله يهدّا اشتياقه واضطراب أنفاسه المشتاقه لها.....كيف سيتحمل بُعدها عنه وهو الذي لم يتحمله لبعض ساعات ! اشتمّ رائحتها في ابنتها.......اعتصرها في حضنه ليخفف من وجع قلبه خدرت نور هنا.....وتوقفت عن التفكير......تلقّت الصدمة ولكن ما زالت مصرّة على سماعها همست له : وينها؟ شدها إليه واغمض عينيه لا يريد منها هذا الانهيار لا يريد منها هذا الضعف حكّمها ما بين يديه لكي لا تثور بجنون ما سيقوله همس لها : عند ربنا! شعرت ببرود أطرافها فجأة ، واشتدّت جميع خلايا جسدها وبدأت محاولاتها في الصعود للأعلى .....للقمة....للاشيء.... تصلّب جسدها ما بين يديه....وخرجت شهقة من فاهها فتحت عينيها على آخرهما بذعر شديد من فكرة الفراق! هل تركتها كما تركها والدها يوسف؟! هل تركتها كما تركها هو بِلا قُبل الوداع والحضن الطويل كيف حدث هذا الامر؟،، كيف تخطفها الموت سريعًا؟ هي ما زالت شابة كيف لها أن تموت؟ وهل الموت محدود على فئة عمرية يا نور؟! تريد أن تصرخ.....ولكن فجأة تشنّج فمها على حركة الصراخ بِلا صوت.... صدمه.....طنين....وانين مختلط بينها وبين ذلك العاشق الذي يبحث عن محبوبته في حضنها! شدّت على رقبته ودفنت وجهها في صدره.....تريد الاختباء التلاشي....الهروب....من الواقع.....من الحقيقة المخيفة.....من الوحوش الكاسرة التي ستنهشها بعد الآن.... اشتدّت رجفات جسدها ولم تعد تصدر صوتًا يدل على بكائها وما زال جسدها متصلبًا ويشتد اكثر شعر امير بتصلب جسدها خشي عليها : نور كانت مغمضة لعينيها ، هي الآن ترى وجهها الباسم فقط لا تريد أن تفتح عينيها حتى لا تتلاشى صورتها من أمامها وتموت بحسرتها على رؤياها! همست باللاواعي: ديانا.... كان يخيّل إليها صورتها ، وهي مبتسمة مادّة يديها إليها تريد أن تأخذها ...... امير بخوف اسندها على يده ......ضرب على خديها ببطء: نوررررررر......فتحي عيونك.... ثقل غريب اجتاح رأسها، خفقان......وتنفس سريع.....رجفات لا إرادية .....كنبضات القلب....او كـ.... الاحتضار..... شهق ووضعها على الأرض وابعد عنها كل الأشياء التي تُعيق جسدها عن الحركة اللاإرادية! هل نوبة تشنج.....أو صرع او ماذا يحدث؟! مسك خديها صرخ: نور.....دخيل الله فتحي عيونك تريد الهروب........الاختفاء في أحضان السراب........إلى النوم العميق.....إلى الاوجاع الغير معروفة.....إلى الوطن المنشود....تريد ان تمسك بطرف الحُب الضائع......الحُب الطائش......بالحُب الآمن....بالعشق الدائم التي كانت تراه في عينيه....تُريد ان تُعيد ارتباطهما ببعضهما البعض......قبل ثمان سنوات وقبل مجيئها بسنة من هذا الزواج وقبل أن تكمل والدتها سن العشرون في ذلك الوقت.....ستعقد العُقدة ......ستشدها بيدها لتمنعها من الانفلات.....ستمسك بيد ....يوسف....وستجمعها بيد ديانا......ستستيقظ من هذا الحلم العنيف.......وسترى نفسها على سريرها الوردي....نائمة على ارض الوطن.....في السعودية.....في صيفها الحار.......في منطقة الرياض......في (حارّة )جمعتها وجمعت اخاها ناصر .....ولأخاها الصغير التي لم تعد قادرة على تذكره!....للضحكات الساخرة من جدتها......ولتوبيخ جدها هل مازالا عائشَين؟......لابتسامة ديانا ليوسف.....بعد قوله (بنتك قوية علي).....لكل الذكريات .......للحياة دون حُب ديانا لأمير....دون الضياع في هفوات حُب مراهقة أدى بها إلى الإنجاب دون خداع حُب تسلية للهروب من الواقع.....دون كره وتنمّر المجتمع من حولها.....تريد الهروب فقط.......والنوم العميق صرخ هنا أمير ولم يعد قادر على السيطرة على ردات فعله المنصدمة سمع رنين هاتفه .......يُريد المساعدة ....يُريد الهروب....... سحبه من مخبأ ثوبه بيدين مرتجفتين تحدث بخوف: نورررررررر ......نوررررررررررر.....بنتي.....بنتي.........بتمو ت......بتلحق.......ديااااانـ...... سقط الهاتف من يده وبسبب نوبة الهلع وشدّت البكاء سقط على صدرها مغشيًا عليه وبقيا الاثنان ممدين على الأرض بِلا حول ولا قوة احداهما يتحرك بطريقة غريبة تشبه التشنجات وجفنين يتحركان ببطء يُعاند رغبتهما في رؤية النور! والآخر ممّد بعد تعب شديد وانهيار عاطفي خبيث تمكن منه في لحظة هو كان يجب ان يكون فيها قويًا! .................................................. ............ لم يتبقى إلا يوم واحد على رؤيته ، والخلاص منه اتصل من اجل يحدد مكانًا ووقتًا مناسبا لرؤيته في الغد والذي يكون أجلَه! فقد تحدث مع إحدى القتلة المأجورين واتفقا معه على الاجر المحدد لإنهاء حياة امير ولكن ما سمعه كان عجبًا، من الواضح امير في حال يُرثى لها صوته حزين.....باكٍ....متخبط....خائف....بل مذعور ماذا يعني (تلحق ديانا) فكّر فيها مطولًا........باحثًا عن معنى لهذا الحديث المثير للشك ثم شهق ووقف هنا ......متوجهًا إلى مكتب أخي راكضًا دخل ووجهه مخطوفًا مما دار في عقله جورج بعصبية وكانت بالقرب منه فتاة المانية ذات جمال طفولي مخبأ وراء خبث مموس لا يهمها سوى المال! ابعدها عنه سريعًا : يبعت لك ستين حمّي على هالدخلة مُراد بسخرية: حتى وأنت في الشغل ... ثم اردف بألمانية مُشيرًا لها أن تخرج واخرج من جيبه مال ورماه عليها التقطت المال كالكلبة الباحثة عن الطعام في قمامة الشوارع ثم خرجت! جورج بعصبية نهض وأشار لأخيه: شو بدك.......بدي يوم واحد ما شوفك فيه........بدي اخلص من اخوّتك؟ مُراد نظر لأخيه ولحاله ولبعثرت ملابسه اشمئز لا يدري لماذا؟ : ما تقدر .....اسمعني....أظن ديانا بعد مكالمتك لها انتحرت... جورج بصدمة: شووووو؟ مُراد بجدية: الاوضاع كلمالها وتصعب علينا......أريد اسافر هسه لبريطانيا... جورج حكّ جبينه : وكيف عرفت؟ مراد فتح الدرج الجانبي من مكتب أخيه سحب مبلغ من المال امام مرآ عين أخيه: اتصلت على امير....عالمود اأتفق ويّاه على مكان و وكـَت (وقت)مناسب حتى بكرا تكون المواجهة بس رد عليّ منهار ويبجي... جورج حدّق في أخيه مطولًّا واكمل: واظن نور بتلحق أمها هنا صرخ جورج: مشان هيك بدك تروح....بدك تنقذ حبيبة قلبك... مُراد لم يجيب على أخيه اخذ المال صرخ على أحدى الحراس لتجهيز طيارتهما الخاصة للسفر إلى ذنبه العميق! ........................................... دخل المنزل ، لم ينظر لهاتفه وعندما نظر رأى انّ شاحنه قد نفذ دخل وكانت الأصوات جميعها مرتفعة بين التساؤلات والتداخلات الجانبية همس: السلام عليكم.... الجميع حدقوا به، البعض رد السلام والآخر اكمل بعد سلامة التوبيخ لم يرى والده....فكانت والدته هي من كانت توبّخ سيف تحدثت منفعلة: هذا هي حتى ولدك خذته.....يعني ما عاد لها رجعة.....كيف تبيني اطالع بوجه اخوي.....كيف تبيني ابرر له فعلتك الشينة........كيف تقول لزوجتك انه قلبك ما يمله غير غزل.....مجنون انت ولا جنييييييييت وخلااااااااص ما عاد لك عقل يفكر......ويحلل....ويفهم......هذا جزاتي .....هذا جزاتي انا.....انا الغلطانة.....كان المفروض....اخليك تعيش على سراب حبك يا وفي.... ثم ضربت على كتفه بقوة قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل.....حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا سيف... قصي نظر إلى وجه سيف....و جسّار ومن ثم عزام كانت وجوههم باردة ، بينما وجه سيف محمر..... ووقوفه بهذا الشكل والذي لا يدل إلا على الانكسار دعاه للخوف تحدث بخوف: شصاير بعد؟........احد مات.... سيف نظر إليه بضعف وبنبرة سخرية: الجازي مصرّة على الطلاق.... قصي سكت عزام بلل شفتيه وليخفف عن أخيه قال: اتركها بيت أهلها ......لين تهدأ وتكلم معها من جديد سيف بنبرة قهر: البنت مجروحة.....مجروحة مني كثير....آثاريني قاسي......قاسي وانا ما نيب حاس على نفسي......الجازي تكرهني....وعمرها ما حبتني....عمرها ما حبتني... ثم تركهم وصعد إلى جناحه جسّار بانفعال: قلعته هو جابها لنفسه.......أجل فيه رجال بعقله يقول لها هالكلام.......وش مفكرها صخر ما يحس.... قصي أتى بالقرب منهم وجلس على الكنبة: يعني اعترف لها انه يحب غزل عزام بخيبة: أي.....بس من ورا تريلات(يعني بطريقة غير مباشرة) وهي فهمتها على الطاير ضحك بسخرية جسّار: اخوك مسوي نفسه روميو.....والفارس المغوار.....اللي لازم يوفي....خذ الحين حالته حاله وتو يحس على نفسه انه قاسي....وانه االلي في نفسه ما هو إلا عناد عشان أمي زوّجته من الجازي بدون ما تطق له خبر قصي هز راسه بتأييد: هو عاند نفسه ما عاند امي.....وامي غلطانه يوم خطبتها له بدون ما تشاوره عزام بجدية: الخبل خيّرته بين كذا بنت بالعيلة ومن ضمنها هي....وصارت تلمح له عنها كثير كلنا فهمنا إلا هو يعني ولا كان يتغيبا علينا؟ قصي بدفاع: لا كان في صدمة على اللي صار في غزل....وامي ما قصرت استغلت وضعه جسّار اسند ظهره على الكنبة : طييييير يا شيخ.........والله لو انه ما خذ غزل ....لا كانت حياتهم ....اخس من كذا.....قال يحبها قال.... قصي بصوت شبه مرتفع: اكيد يحبها ولا ما كان ترك شغلة لفترة.......وسافر وترك البلد......وأمي ما مسكته إلا بسالفة هالزواج.....ولا كان هو لا هو متزوج ولا هو عايش بينكم...... جسّار ابتسمت بسخرية: أي برر له....مو انت بعد رابط سالفة زواجك بسالفته .......وجالس تبرر له كأنك تبرر لنفسك قصي بصوت جهوري: وشدخللللل؟! عزام بصوت عال: تذابحوا بعد......الحمد لله والشكر.....هجدوا بس......ولا تكبرون المواضيع ....ودخلون كل شي ببعضه.....شوفوا كيف امي منهارة.... قصي نظر لأخيه : امي حاسة بالذنب على بنت اخوها.....هي اللي تسببت بكل هالاشياء... جسّار بانفعال: حلوووو!؟ والله.........حط اللوم انت واخوك على امي.....وهالتبن اللي صعد فوق ما عنده عقل.....ما يفهم كيف يتصرف بدون لا يظلم ويجبّر....ولا فاهم الرجولة بشكل ثاني.... صرخ هنا عزام : جسّار.....احترم اخوك مهما كان هو الأكبر فينا.....وسيف ماله حمل على كلامكم.....لو ينزل ويسمعكم الحين.....بزيد حالته أسوأ من كذا.......هو غلط....ما قلنا شي.....والبنت من حقها تختار الحياة اللي تبيها بس اخوك من صدم من اللي قالت له.... قصي مسح على رأسه مستغفرًا ثم اردف: هو قال وش قالت له؟ عزام : لا......بس واضح......عطته كلام من العيار الثقيل ما شوف حالته.... جسّار متحامل على أخيه: والله زين ما تسوي فيه......وزين انها متحملته........ ثم اطرق : وربي كنت اظنه ......حكيم...وبيعقلها مع البنت .....وبينسى غزل....بس طلع حتى لم جاب عبدلله....متعلّق فيها ! قصي نهض هنا: اكثر متضرر بهالسالفة هي الجازي....والله يعينها .... ثم همّ بالصعود لغرفته ولكن اطرق جسّار: وانت ما فكرت بحل لهالبلوة اللي أنت فيها.... قصي لينهي النقاش: انا هالبلوة اللي فيها على قلوتك دامك أنت بعيد عنها ما راح تكبر عزام تدخل بشكل سريع: شوف اخوك واتعض.....ولا تظلم البنت.... قصي بجدية: طلاقي منها ظلم بحقها.....يا عزام..... جسّار نهض وبعصبية : يعني ناوي تعلن الزواج.... قصي : مادري.....بخلي هالشي للأيام .... صعد على انفعال جسّار الذي بدأ بالصراخ: اقسم بالله ذول عايشين بوهم.........أنانيين......ما يحبون إلا انفسهم.....والباقي بالطقاق عزام تنهد: جسّار قصر صوتك لا يعلى ....والله إن سمعت امي لتنجلد.....واترك عنك قصي....وما ظنتي هو صغير......خلها يعيش قراره وذوق مرارته! وبطفش: لأني جد ملييييت.....من اني اعطي نصايح ولا احد يسمع ......فتركه لا تتعب حلقك ...ولا صوتك...... ثم خرج من المنزل وبقي جسّار يأكل بنفسه بحديث مطوّل مع الجدران! .................................................. ................ ما زالت متوترة ، تعلم أن الامر لن يمر مرور الكرام على قصي اتصلت على عمها واتضح أنه اتصل عليه ولكن لم يجيبه أخبرها بانه آتي لأخذها إلى بيته ولكن رفضة لأنها تعلم لو فعلت هذا الأمر ستزيد الامر سوءًا لذا طلبته أن يُعطيها رقم قصي وسجلته بورقة وستتصل عليه بعد صلاة المغرب شعرت بالخجل من فاطمة لأنها أطالت بالجلوس عندها، نظرت إلى الصغير النائم على الكنبة بهدوء وابتسمت هل سيكون لها أطفال يومًا؟ طردت الفكرة من عقلها سريعًا ، هي اصلًا طفلة وطبيعة زواجهما يرفض إنجاب الأطفال! نظرت لهاتف فاطمة ترددت في أخذه والاتصال عليه أتت على حين فجأة فاطمة وبيدها سجادة قائلة: مُهره حبيبتي ما باقي شي ويأذن لو حابة تدخلي الحمام .....تتوضي وهذي السجادة....عشان تصلي عليها مُهره سحبت السجادة من يدها: مشكورة فطوم والله منحرجة منك مرا فاطمة طبطبت على كتف مُهره: ماله داعي الاحراج حبيبتي......صدق اتصلتي على زوجك... مُهره بتوتر: لا قلت بعد الصلاة بتصل فاطمة : تمام ثم ذهبت لناحية الصغير حملته ما بين يديها ، ثم دخلت به إلى غرفتها وهي تقول: واضح ولدي بخرّب نومه وبخليني اسهر الليالي معه مُهره وضعت عباءتها على الكنبة مُنذ ان أتت لم تزيحها عن جسدها ابدًا ابتسمت: جلسيه بعد ما تصلين .... فاطمة اردفت بصوت هادئ : وان شاء الله يتقبل يجلس عاد.... مُهره تنهدت ودخلت إلى الخلاء أقفلت الباب عليها ماذا سيفعل بها ؟ هل سيعاقبها ، هل سيضربها ام يعتدي عليها؟! لا تدري نفضت تلك الأفكار وارشحت وجهها عدّت مرات خائفة من ردّت فعله استغفرت بداخلها وسمعت صوت ارتفاع الأذان فاطمأنت وبعد ان توضأت خرجت وبدأت تشرع في الصلاة بعد أن ارتدت عباءتها وحجابها وكذلك فاطمة اخذت تصلي في غرفتها تحت الإنارة الخافتة بعد مرور ما يقارب ا الخمس او سبع دقائق فرغت من الصلاة اخذت تدعو الله ان يحنن قلب قصي عليها ولا يقسي عليها بعقابه نهضت وجلست على الكنبة القت نظره سريعة على الحاجات التي شرأتها من (البقالة) كانت ستشاركها مع فاطمة ولكن فاطمة رفضت وقالت: خليهم لك ......وتسلي فيهم بعدين وخليك باللي أنا حطيته.... ابتسمت لها، حقيقةً ارتاحت لتلك الفتاة المرحة ......ومن الواضح أنها اجتماعية درجة أولى .....وتتقبل الناس بسرعة حيث انها اخذت تلقي عليها بعض المواقف المضحكة التي حدثت لها في المراهقة وبداية زواجها بابًا للتغيير من توتر مُهره واخذت مهره تنسجم معها ، وحدثتها عن طفولتها وتناست قصي وما قد يحدث لها فيما بعد! سحبت الهاتف من على الطاولة تحدثت بصوت شبه عالٍ: فاطمة بستخدم جوالك... اتاها صوت فاطمة وهي تدخل الحمام: تمام ....حبيبتي.....خذي راحتك اتصلت.....وكان للتو افرغ من الصلاة ......وركب سيارته بعد أن خرج من المسجد رأى الرقم دون اسم وتجاهله وبدأ بالقيادة فازدادت نبضات قلبها تريد ان يجيبها قبل فوات الأوان اتصلت مرة أخرى ... لم يجيب عليها إلا في الاتصال الخامس! يا الله ما اقسى هذا الشعور التي خالجها عندما سمعت صوته يقول: نعم...... ازدادت اضطرابات أنفاسها، وخشيت من صوته الرسمي تحدث: الو......مين معي؟ تعرّق جبينها ووضعت يدها على قلبها تريد أن تهدأ عواصفها فقالت: الووو......أنننننا.....مممُهره.... تعجب قصي وقوّس حاجبيه نظر للرقم للتأكد وتأكد أنه ليس رقمها! لذا تحدث بصوت غاضب: مهره؟........وش هالرقم اللي تتصلين علي منه؟!..........رقم مَن؟ مُهره اجتمعت الدموع في عينيها ولأنها لا تريد إطالة الأمر قالت: قصي انا في ورطة.... هنا ضرب (بريك) قوي وكاد يصطدم بالسيارة التي أمامه شتمها بصوت مسموع: وش مسوية من مصيبة يا ام المصايب!؟ مُهره نهضت وجسدها بدأ يرجف تحدثت بتردد: طلللعت البقالة اشتري لي شيبسات....ونسيت عن ما خذ مفتاح الشقة وجوالي سكت هنا قصي وبدأ يقود سيارته متجهًا للحي التي تسكن فيه شتمها مرةً أخرى ولعنها قائلا: يا الغبية.........وش هالغباء وليش تطلعين حسبي الله..... ثم سكت ...ليردف بعدها صارخًا: الله ياخذك وافتكككككككك منك....وينك الحين فيه؟ مُهره ظهرت منها شهقة خوف منه: هأأأأأ......في شقة جارتنا.....أم أحمد.... قصي ضرب بيده على المقوّد وصرخ : أجلي بكاك لين اجي عشان اعلمك كيف تبكين.........يا غبيييييية.... ثم اغلق الخط في وجهها واخذت تبكي بلا صوت ، خائفة مِن عقابه ....آه.....خرجت منها ببطء ...ضائعة تشعر بفقد الأمان وهي كانت تجده ما بين يديه رغم قساوة عينيه .....وحديثه والآن لم يعد هناك امان في حضنه ....اصبح قاسي....قاسي لدرجة أصبحت لا تعرفه .....هل سيشفع حديثه معها بالأمس ويخفف وطء العقوبة عليها هل سيغفر لها؟! سمعت صوت باب الحمام يغلق مسحت دموعها سريعًا والتفتت قائلة: فطوم زوجي راح يجي.... فاطمة بحنان: قلت لك موصاير شي والحين بيجي بيعتب عليك بس....وبعدها أمورك تمام.....لا تخافين مُهره اخذت نفس عميق وابتسمت وهي تخفي خوفها وبكائها ورجفاتها حتى .................................................. .............. مُنذ ان خرج وقلبها ينزف قهرًا منه ، لماذا وافقت عليه؟! لم تتذكر انها نطقت موافقة ولكن اصحبت خجلة لدرجة ظنوا انها موافقة عليه ولكن الواقع هل هي كانت موافقة عليه؟! هي لم ترفضه ولم توافق عليه فكرة الزواج منه او من غيره كانت مقبولة لديها وغير مهمة ربما هذا يتعبر تناقض بين القبول والاهتمام ولكن هكذا كانت تشعر لناحية الزواج بشكل عام الجميع شجعها على الموافقة عليه لأنه ابن عمتها ، ورجل طيب ذو خلق ودين وبه الصفات التي تتمناها كل فتاة ولديه وظيفة رائعة وإنسانية ولكن ماذا حدث بعدها؟! تشعر بنزف آخر نزف مؤلم في اسفل بطنها.......غير النزف التي تنزفه من قلبها هل حان ميعادها الآن؟ يبدو انها تقدمت أيامها ...دخلت الخلاء.....ازاحت من على جسدها الملابس لم تستطع الاستحمام فالألم شلّ حركتها فجأة لذا ارشحت وجهها بماء دافىء فقط لتمنع نفسها من شعور الإغماء! لفّت على نفسها المنشفة ثم خرجت توجهّت لدولابها أخرجت ملبسًا بعشوائية ارتدته وهي تتأوّه ثم استلقت على السرير واخذت تتلوّى ألمًا من بطنها لِم هذا النزف؟ يشبه نزيفها في بداية الولادة! هل من سوء نفسيتها ولا سوء تغذيتها في الأوان الأخيرة لا تعرف؟! حاولت أن تشد من ازر نفسها مشت وهي تترنّح يمينًا ويسارًا كانت ترتدي جلابية سوداء ذات اكمام طويلة ولكن بقماش خفيف مناسب لفصل الصيف.......ارتدت هذا اللون الكئيب ليغطي نزفها وألمها وحتى خذلانها! فجأة قلبها بدأ يخفق ، وبدأت شفتيها ترجفان هي تشعر بالبرد والحر في الوقت نفسه! ما تحدثت به اليوم كان صعبًا ، وما اخبرت به سيف كان قاسيًا عليها لذا هي تدفع ضريبة مشاعرها وقولها الآن نزلت إلى الدور الأرضي سمعت صوت والدها يحدّث بندر بخصوصها وبخصوص زوجها فابتسمت بسخرية على حالها كادت تسقط ولكن مسكت بأسوار عتبات الدرج وانحنت للأمام من شدّت الألم ولكن لن تتهاون في قرارها ولن تتنازل عنه نزلت ورأتها نوف التي خرجت من المطبخ وهي تحمل بين يديها عبد لله : الجازي....شفيك باسم الله عليك.....محتاجة شي؟ الجازي نظرت إلى اختها ببرود ثم بحلقّت بعينيها في عين طفلها وسريعًا اشاحت بنظرها عنه لا تريده ان يذكرها بوجه ابيه! خافت هنا نوف من أنّ الجازي فقدت عقلها حقًّا واصابها الجنون ! تقدمت لناحية والدها واخيها تحدثت برجفة صوتها: يييبه..... بندر نظر إلى اخته وإلى شحوبها المفاجأ ووالدها نظر إليها بحنية: ما ودك تبردين قلبي وقولين وش صاير بينكم؟ نظرت إليه بعجز، ينتظر منها املًا في ان تكون المشكلة التي بينهما بسيطة ولكن هي اكبر مما يظنون تحدثت بتعب والتقلصات بدأت تزداد اخذت نفس عميق: يبه ابي اخلع .....ٍسيف نوف توتر من ردت فعل ابيها وبندر الذي نهض تحدث والدها: نننننننننعمممممممم جنيتي يا الجازي ما عاد لك عقل؟ الجازي كانت ستتحدث ولكن شعرت بدوران في رأسها ودارت عينها كالمغشي عليه وطاحت على الأرض وصرخت نوف بخوف وهي تشد على الصغير لكي لا يسقط من يديها: الجااااااااااااااااااااااااااازيييييييييييي .................................................. ............. انتهى ..................... اتمنى لكم قراءة ممتعة ولا تبخلون علي من تفاعلكم وتقييمكم والبارت الجاي إن شاء الله بكون يوم الأثنين |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خالد و بندر *مكتملة* | JAN | روايات عامية | 6 | 08-10-2020 09:45 PM |
سلع أرواح محرمة *مكتملة* | JAN | روايات عامية | 77 | 08-08-2020 11:43 PM |
بنات أكشن*مكتملة* | JAN | روايات عامية | 31 | 07-04-2020 07:23 PM |
عَشآن الحُب!*مكتملة* | AM. | روايات عامية | 82 | 06-23-2020 07:48 PM |
هفوات ، خطايا ، ذنوب | ورده المودة | روايات الانمي_ روايات طويلة | 7 | 03-04-2020 07:31 PM |