••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


مازلت مريضاً بكي

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-2020, 05:25 PM   #11
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




الفصل الثامن



الفصل الثامن
" أهذه هي النهاية؟!"

حسناً ...لقد تعلقت به الى حد ما!...قليلاً!!...ليس كثيراً جداً!! أوه..تباً يا فتاة....انكي غارقة حتى أذنيكي!!!
كان هذا الاستنتاج كفيلاً بجعلها ترتجف حينما لم تلمحه هناك بين أفراد عائلته كي يودعها!!
كيف يفعل هذا؟؟؟كيف يتركها تذهب هكذا...وبدون حتى كلمه؟؟؟ هل أغضبه تصرفها بالامس؟؟ولكن...أليس عليها ان تكون هي الغاضبة منه....؟؟وان يكن...فهذا لا يبرر له تجاهلها بهذا الشكل!!!

تودع لوسي اماندا.. فتهمس متسائلة" أين؟؟ لقد.....؟؟"

وهي لا تعرف كيف ستفعل ذلك دون ان تذل نفسها!!فان لم يكن هو مكترثاً بها...فسحقاً لن تكترث هي الاخرى!!!

لكن أماندا همست بعطف:" أندرو ليس هنا لوسي....لقد اضطر للذهاب الى المزرعة الجنوبية!"

قالت بخيبة أمل جلية:" آه...فهمت!"

لمست ذراعها وهي تقول:" لكنه طلب مني ان أودعكي نيابة عنه....! أظن بأنه لم يستطع تحمل وداعكي!!فلا تغضبي منه لوسي!!"


حاولت رسم ابتسامة زائفة على وجهها..وهي تغالب دموعها وتقول:" لا تكوني سخيفة أماندا....بالطبع لست غاضبة منه!!كما أن هذا شأنه...بل أنا واثقة بأن المزرعة الجنوبية تشغل تفكيره أكثر من أي شيء آخر!"


" آه لوسي...لاتكوني قاسية هكذا!!" قالت أماندا بأسى.....


" لاعليكي حبيبتي....أراكي اذاً بعد أسبوعين...سأشتاق اليكي!"

وهي تعود تضمها من جديد......وتحدق بالمزرعة والبيت من خلف أماندا...وأحلى الذكريات لها مع أندرو....فليساعدها الله لتنسى كل ذلك!

افترقت عن أماندا وأسرعت لتركب السيارة التي يقودها سائق عائلة ماير لايصال الفتيات الى المحطة... مسحت دمعة صغيرة...ولوحت الفتيات لأماندا وعائلتها بمحبة...وفوراً انطلقت السيارة.....

انشغلت كل من كيتي واليانور في الحديث....وبعد فترة لاحظتا صمت لوسي...التي كانت تجلس بهدوء ...وتنظر شاردة من نافذة السيارة....

" هاي؟؟؟مابكي؟؟؟أين وصلتي هذه المرة في أحلامك؟؟؟" علقت اليانور....

صحت فجأة من شرودها ونظرت الى اليانور...وهي تتساءل:" ماذا؟؟ماذا قلتي اليانور..لم أسمعكي؟؟"

نظرت كل من كيتي واليانور الى بعضيهما........ثم قالت لها كيتي:" مابكي حبيبتي؟؟تبدين بائسة جداً وشاحبة!! هل أنتي مريضة؟؟"

" لا..لاتقلقي كيتي لست مريضة ابداً...كل ما احتاجه الآن هو أن أكون بين والدي....فلقد اشتقت لهما حقاً!!"

ولم تستطع منع دمعة من الانسياب.........
حينها أجفلت الفتاتان...., انها تبكي!! لوسي تبكي!! وهذا ما جعل قلب اليانور ينتفض لأول مرة..حزناً عليها!!!
ربتت كيتي على كتفها وقالت برقة:" حبيبتي كلنا مشتاقون لذوينا...ولكن؟؟ءأنتي واثقة بأنكي على مايرام!!؟؟"

"أجل..أجل بالطبع!(وهي تمسح دموعها بسرعة وتبتسم)..أه..لست ادري مابي..انني حمقاء وسخيفة جداً هذا الصباح!!! اعذراني!" وهي تبحث عن منديلها في حقيبتها وتمسح به انفها......

وبينما هي كذلك...

" أنتي تحبينه؟؟؟" فجرت اليانور هذه القنبلة......

"ما...ماذا تقولين؟؟" تشتت لوسي من جديد......

" يا الهي!!أنتي تحبينه!! كيف لم أرى ذلك؟"

تساءلت الان كيتي:" ماذا تقولين اليانور؟؟؟من هذا الذي تحبه؟؟"

نظرت اليانور بحدة الى لوسي وهي تقول:" ومن برأيكي كيتي؟؟؟"

تنقلت نظرات كيتي بين اليانور ولوسي....حتى قالت اخيراُ بصوت هامس..متردد

" أتعنين؟؟.....أندرو؟"

وما ان سمعت اسمه حتى انتفضت بشدة وترقرقت الدموع في عينيها من جديد...

" كفا عن هذا الهراء في الحال!!"

لمست اليانور ذراعها قائلة:" لا بأس لوسي....لابأس..فنحن صديقات!!!"

حينها انهمرت دموع لوسي غزيرة..وكأنها حبات المطر.......لكن وجود صديقتيها الى جانبها خفف عنها الشيء الكثير!!!!


وتمر الايام سريعاً....فهاقد انتهت الامتحانات.....وجاءت الاجازة مرة أخرى....فتودع لوسي الفتيات وتغادر مسرعة.....انها تحتاج الى اجازة تقضيها بين ذويها لقد تعبت حقاً من هذا الاندرو ومن كل ما يذكرها به...حتى انه لم يكلف نفسه عناء السؤال عنها..فيما كان اذاً كل ماحدث بينهما؟؟؟لقد كانت جوزي محقة...وهذا كل مافي الامر!!!

لكنها..... كانت مخطئة!.....لقد حضر اندرو ليصطحب شقيقته الى المنزل...ولكنها لم تكن سوا حجة ليرى لوسي...ويتفاجأ حينما يصل بأن يجد الصديقات الثلاث...ولا يجدها هي بالذات بينهن!!..يظل يتوقع انضمامها اليهم في اي لحظة...كان قد حضر الكثير من الكلام ليقوله لها.....وأخيراً تركب الفتيات السيارة حتى يوصلهن الى المحطة....بينما سيقوم هو باصطحاب الى المنزل....فتصيبه الدهشة....وتراه يسأل محاولاً اظهار عدم الاكتراث...

" هل سننطلق بدون لوسي؟؟"

" آه..أخي!! نسيت اخبارك...لقد غادرت صباح هذا اليوم...في سيارة ارسلها لها ذووها....كان يبدو عليها التعب..والارهاق وقالت بأنها بحاجة لأن تكون بين عائلتها!!هناك مايكدرها..لكنها لاتود الافصاح عنه..وهذه اول مرة تخفي عني اي شيء!!!"

ارتبكت ملامح اندرو..وشعر بتأنيب الضمير للحظة....حسناً..هي لم تكن تعرف بأنه قادم..ربما لو عرفت لكانت انتظرته!! ومالذي يجعله متأكداً هكذا؟ بعد تصرفاته الوحشية اخر ليلة...والاتهامات العنيفة التي تبادلاها؟؟؟؟كيف بامكانها التفكير فيه حتى؟؟؟؟

ويأتي التخرج ولا يحضره اندرو....فتعرف لوسي بأنه قد أخرجها من حياته...فهاهي سنوات الدراسة انتهت ولم تسمع منه شيئاً...لابد بأنه مضى في حياته..واختار طريقه بعيداً عنها.......لذا عليها بدورها أن تمضي في طريقها...وأن تدفع طيفه خارج حياتها!!

لقد كانت تحلم به كل ليلة تقريباً..منذ ان عادت من تلك الاجازة المشؤومة!! ومع مرور الايام والسنين....وهي التي لم تره لمرة واحدة خلال كل هذه الفترة....بدأت احلامها تقل تدريجياً.....
حتى جاء اليوم...الذي ظنت بأنها قد نسيته.....................ولكن؟









 

رد مع اقتباس
قديم 05-05-2020, 05:26 PM   #12
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الفصل التاسع



الفصل التاسع
" وجع الحنين!!"

وأخيراً يبادر ستيف صديق اماندا من الطفولة بخطبتها والزواج....وبالطبع ستكون الوصيفات هن صديقاتها الثلاث....
وتختار لهن اثواباً متماثلة من اللون البني المشابه للقهوة....والذي كان ضيقاً ومنساباً على اجسامهن الرشيقة بدقة.......كان يبدو رائعاً ومثيراً...وتكتفي لوسي باسدال شعرها الرائع...مع القليل من الزينة الطبيعية التي زادتها براءة واشراقاً.....وبالطبع تعلم من عليها ان تلتقي في هذا الحفل....وهل يعقل ان لا يكون شقيق العروس الوحيد موجوداً؟
وتبدأ المراسم....وتحاول لوسي تجنب النظر الى اندرو الذي بدا رائعاً ووسيماً الى ابعد حد....لكن ما ان تنتهي المراسم وتلقي العروس باقتها لتسقط في حجر كيتي....فتتعالى الضحكات باهتياج وسرور....
" أنتي التالية كيتي..!!"
" تهانينا!"
كانت لوسي تقف مع اليانور...بينما وصل ذلك المدمر اليهما....وما ان القى التحية..حتى انسحبت اليانور بسرعة...ومع ان لوسي كادت ان تشدها من ذراعها لكنها توقفت في اخر لحظة....لن تسمح له أبداً بأن يذلها ويهزها أكثر مما فعل!.....ولهذا عليها ان تكون قوية أمامه....حتى وان كاد قلبها يتوقف عن الخفقان!!!
" بدا لي بأنكي تتجنبيني طوال الوقت لوس.....!"
ردت بارتباك" لابد أنك تتخيل ذلك...كل مافي الامر انني لم الحظك!"
" حقاً؟" تساءل بسخرية....
قالت وهي تحدق في عينيه بتحدي:" حقاً!..أرجو المعذرة!!" وهي تحاول الانسحاب.....
لكنه جذبها من ذراعها بقسوة...وهو يسحبها باتجاه للحديقة....وما ان يصل حتى ينقض عليها في عناق محموم جائع....تصرخ وهي تبعده عنها" هل جننت؟"
" حدث ذلك منذ زمن!! والآن ببساطة تقفين أمامي..وتريدين مني ان اظل بكامل عقلي؟؟"
أخذ حديثه الصريح بأنفاسها....فأحست بالدوار والسقوط القريب...لكنه اسندها الى صدره بسرعة..." ما بكي حبيبتي؟!"
" حبيبتي؟؟؟ماذا يقول الآن؟؟" قالت لنفسها..واصطحبها للجلوس على كرسي...وهي مازالت تسند رأسها الى كتفه....
" أمازلتي تعبة لوس؟ هل اصطحبكي للمنزل؟؟"
"لا..لا..ساكون بخير بعد لحظة!!"
" خذي نفساً عميقاً!" قال بصوت آمر...
أطاعته..." أفضل؟"
" أجل...أشكرك....كنت؟!"
" خذي نفساً آخر....!"
" أندرو؟"
" اسمعي الكلام لوس!"
أطاعته من جديد....وحقاً شعرت بانها أفضل...
" هل انتي بخير الآن؟" قال وهو يفرك يديها الصغيرتين اللتين ضاعتا في راحتي يديه....
" أجل..أجل!!أشكرك على اهتمامك...ولكن يجب أن أذهب!!"
" تشكرينني على اهتمامي؟؟؟آه..كم هذا رسمي...ويجعلكي تبدين غريبة عني؟؟" قال بمرار..
" ألسنا كذلك أندرو؟ ان كنت تقصد ماقد حدث...؟(وصمتت قليلاً!! أما هو فكان ينظر اليها باستهزاء)..فقد مضى زمن على ذلك....والآن لكل منا حياته..فلا داعي لكل هذه التلمحيات....وأنت لست سوا شقيق صديقتي العزيزة....!"
ضحك ضحكة خالية من المرح....وقال بجفاء:" أنتي ممثلة فاشلة....وكاذبة سيئة!!"
تصاعد الغضب الى وجهها....فنهضت واقفة وهي تحاول الانسحاب...لكنه أمسك رسغها...مما جعلها تلتفت اليه وتقول بعصبية:" اتركني أندرو..ولا تسبب فضيحة!"
" آه يا عزيزتي....ما كنت لأفعل ذلك! لكنكي لن تغيبي عن ناظري لحظة واحدة...لهذه الليلة! فتفضلي معي...!"
" أنت مجنون ولاشك!" قالت مرتعدة....
" حسناً...هذا منطقي! فأنتي تجرين في دمي كالفيروس وتجعلينني مجنوناً ومريضاً بكي...والاغرب من هذا كله......أن هذا يعجبني!! يعجبني كثيراً لوس!"
قال ذلك وهو يشدها من ذراعها بلطف لتتعلق بذراعه..وهي تسير معه كالمسحورة...
" حبيبتي هدأي قليلاً من روعك...من يراكي يحسب أنني غمدت خنجري في قلبك!!"
قال ممازحاً....
وفكرت....."ألم يفعل للتو؟؟!"

سارت الامسية على خير مايرام...وحقق اندرو وعده...فظلت لوسي ملاصقة له طوال الحفل...ولم تغادره لحظة كما وعد...!!!
اختلطا مع المدعوين....تسامرا وضحكا.....و رقصا قليلاً ....ومع أنها كادت تنفجر لاستبداده وتحكمه فيها بهذا الشكل...الا أنها لم تنكر أنها قضت وقتاً ممتعاً..بل ممتعاً للغاية! ولم الكذب الآن؟؟بامكانها الكذب على اندرو...ولكنها لن تكذب على نفسها....! بل هي يعجبها تسلطه وتحكمه وجنونه معها...كان ذلك جارفاً مثيراً...لم تختبر مثل هذا الشعور سابقاً...وربما كان هذا هو سبب عدم التقائها بأي شاب حتى الآن...نعم كانت تخرج برفقتهم...أحياناً...لكنها لم تعطي أياً منهم فرصة التقرب منها!!!
كان هذا الريفي يحتل قلبها لفترة طويلة....وحينما ظنت أنها انتهت منه..ووضعته خلف ظهرها!! جاء ليؤكد لها عكس ذلك...!! وهي لم تعد تعرف ماذا يتوجب عليها فعله الآن؟؟؟
ولماذا الآن؟؟لماذا لم يسأل عنها أو حتى يحضر لزيارتها ولو لمرة خلال هذه الاعوام؟؟وكأنه لم يلتقيها أصلاً!! لقد مضى وكأنما أعجبه الفراق!!كيف بعد كل هذه السنون...وقد حطم قلبها..وجعلها فارغة الاحاسيس والمشاعر..فلم تعد تشعر بالحب ولا تقدره من حولها!! كيف يأتي الآن ببساطة...ويخبرها بأنه مجنون بها؟؟؟؟!!
لا..هي لن تصدق ذلك..وتعيش التجربة المريرة من جديد!! عليها ان تكون قوية وتقاوم سحره...نعم! هذا بالضبط ما عليها فعله!حتى ينتهي كل هذا...ويفترقا مرة أخرى!!!
وفي نهاية الاحتفال....
" ألا تستطيعين البقاء؟؟كما في الايام الخالية!!" قال بحب وشوق....
" لا...لا أستطيع ذلك! كان هذا في الماضي أندرو...والماضي لا يعود!!" محاولة التأكيد على رفضها لأي علاقة يمكن ان تربطهما من جديد....
تنهد بتعب...ثم عاد ليقول وكأنه تعمد تجاهل كلمتها:" كيتي واليانور ستقيمان في المنزل حتى الصباح...فلم لا تنضمين اليهما؟؟؟ فالوقت متأخر..وأنتي لن تجدي."
قاطعته قائلة:" لا تقلق علي...فالسائق ينتظرني في الخارج!"
قال وهو يرفع حاجبه:" آه...السائق!!حسناً ربما لا تودين أن تتأخري عليه أكثر!! على اي حال..كنت قد خططت لنزهة جميلة في الانحناء مع الفتاتين...وبما أنكي لن تأتين..؟؟!" قال بلا اكتراث....
ومع أن الامر استحوذ على اهتمامها الكامل...لكنها رفضت اظهار ذلك..فقالت بنبرة لامبالية:" وهل يعني هذا بأنك عدلت عن الفكرة؟"
ابتسم لأنه وفق فيما كان يرمي اليه...:" على العكس...لكنني حزين لعدم تمكنكي من الحضور...لسوف تكون نزهة ممتعة!!"
أخذ منها الغضب كل مأخذ..فرأت نفسها تقول بلا وعي:" هذا مؤكد..بل ان اليانور ستزيدها جمالاً...خاصة بثيابها التي لا تخفي أكثر مما تظهر!!"
والتفتت لتذهب...لكنه جذبها من ذراعها وهو يقول بتحدي:" لاداعي للغيرة حبيبتي...فأنتي تعلمين بأن قلبي ملك لكي!!"
قالت بوحشية:" ومن قال بأنني أحبك..حتى أغار!!!"
وأخذت تركض مبتعدة....حتى لا يرى دموعها......ذلك الوغد!! يعرف كيف يغيظها....بل هي تكاد تموت من غيرتها...لماذا اذاً لم تبق؟؟؟ان كانت متحرقة هكذا للذهاب وحماية ماهو لها....لماذا لم تقبل دعوته..وهي تعرف بأن والديها لن يعارضا!!
فتح لها السائق باب الليموزين السوداء.....فركبت على عجل...ونظرت من النافذة...
لم يكن هناك....! لقد غادر على الفور.....آه أيتها الحمقاء!! وهل كنتي تظنين بأنه سينتظرك حتى تغادري وبلوح لكي مودعاً..بعد كل ماقلته له؟؟؟بل أنتي محظوظة ان كان سيلقي عليكي التحية حين يراكي مرة أخرى!!! يراني؟؟؟وأين سيراني؟؟أوه يالهي!! ما الذي يحدث لي؟؟؟هذا اللئيم يجذبني اليه بقوة غريبة...ولكن لا!!لن نرى بعضنا ثانية....وهذا كفيل بنسيانه!!
" أجل...هذا بالضبط ماسيحدث!"
" هل تكلميني آنستي؟؟؟" تسائل السائق....
" لا.. توم....أكلم نفسي...انتبه للطريق!"
" أجل آنستي!"
ظلت تنظر الى البعيد...وهي تفكر بأمسيتها الغريبة.....






 

رد مع اقتباس
قديم 05-05-2020, 05:28 PM   #13
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الفصل العاشر




الفصل العاشر
" أبواب جحيمه الرائعة!"

بعد تخرجها يصر والدها كثيراً على انضمامها له في عمله...ولكن تستمر بالرفض, أما الآن...وقد سيطر أندرو على تفكيرها..رأت بأن هذا هو أحسن حل لما هي فيه.....فراحت تعمل وتجهد نفسها في العمل...حتى تعود آخر النهار منهكة متعبة..غير قادرة الا على النوم!!!
وخلال شهرين..كانت نائبة ناجحة لوالدها..وأثبتت نفسها بجدارة...ولمع صيتها في عالم الاعمال....سمكة القرش الفاتنة!! مثال الاناقة والجمال...والذكاء!!!
ازدهر العمل في عهدها...حتى بدأ والدها يفكر جدياً في التقاعد المبكر وتسليمها مجموعة شركاته....
الى أن جاء ذلك اليوم الذي لن تنساه أبداً........
دخلت كعادتها من باب الشركة....مشرقة ..رائعة وخطيرة!!! وفوراً اشرأبت الاعناق لتلمحها للحظة كحال كل يوم... وهي تمشي بثقة ونعومة....حقاً هي أصبحت سيدة الاعمال الناجحة التي لا تقهر....ولكنها ما زالت لوسي الفتاة الرائعة المحبة للحياة...فلم تتكبر يوماً على أحد...وكانت تتعامل مع الموظفين بكل محبة ورقة..
لهذا وجدت بأن الكل يحبها...ويحترمها...مما زاد من انتاجية العمل في عهدها!..فظروف العمل الجيدة...تعني انتاجاً جيداً....هكذا كان شعارها!!
كانت تلقي التحايا على الموظفين هنا وهنا...وللحقيقة كانوا يتسابقون لذلك..بل كان بعضهم يرمي بنفسه في طريقها ليحوز ابتسامة رائعة كوجه الصباح منها....فيمضي يومه سعيداً وهانئاً......
وما ان فتحت باب غرفة الاجتماعات....وهي تبتسم وتقول معتذرة:" عذراً على التأخير...فالسير...!!!" وتوقفت عن الكلام....وهي تلمح ذاك الذي يجلس الى جانب والدها ويترأس الاجتماع على مايبدو....
جاءها صوت والدها:" وهل يمكننا بدأ اجتماعنا دونك حبيبتي....تعالي اقتربي لأعرفكي على شريكنا الجديد ورئيس مجلس الادراة..."
فتحت عيناها دهشة:" ماذا؟(ثم استدركت أنها بين الموظفين..فقالت بصوت منخفض..) أنت تمزح أبي بالتأكيد!!!هذا لا يمكن!!"
" اجلسي حبيبتي..واهدأي...أرجوا أن تعذرونا للحظة....!!"
فانسحب الجميع بين تمتات خفيفة..اذا قد لاحظ الكل مدى تفاجأ وصدمة لوسي بهذا الشريك المفاجئ الذي سرق منها منصبها هي...وترقيتها التي انتظرتها لفترة طويلة!!!
وبعد خروج الجميع...
" اجلسي حبيبتي واهدأي.."..
قالت بعصبية:" أبي..لا تطلب مني الهدوء...فكل هذا جنون لا أقدر على احتماله!!"
" لوسي!!هذا يكفي!!رحبي بالسيد ماير...وكفي عن تصرفات الاطفال!!"
نظرت لوسي بحنق الى أندرو رافعة حاجبها الانيق باستهزاء....وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ....
كان هو ينظر اليها متلذذاً طوال الوقت.....لقد سمع عن هذه الحسناء الفولاذية..كما ينعتها البعض..لكنه يعرف بأنها ليست الا لوس حبيبته...هو يعرفها أكثر من نفسها....
وعلى الرغم من أن مظهرها الجديد..رائع ومثير....وهي ترتدي فستاناً رمادياً ضيقاً بدون أكمام يصل حتى ركبتيها..ذو حزام أحمر رفيع ليبرز نحول خصرها ورشاقته...وحذاء أحمر عال..
وقامت بعقص شعرها ورفعه عن طريقها بدبابيس صغيرة..مما أضفى عليها وقاراً وجاذبية...
لكن أحمر الشفاه....كان ذو لون أحمر قاني......انها تريد أن توحي كم هي امرأة واثقة وخطيرة...ومغامرة..لاتخش شيئاً...!!!
أما مع أندرو!!؟فهو يعرفها حق المعرفة......أخذ يحدق بشفتيها المغريتين طويلاً..
حتى أربكها...فراحت تقول باستهزاء:" أهلاً أيها الكاوبوي....أقصد سيد ماير!!!"
" لوسي!!" صرخ والدها بغضب.......
وأخيراً تكلم بهدوء مصحوب بابتسامة:" لا عليك سيد ماكغواير...فأنا ولوس معتادان على المزاح!!!"
"معتادان؟؟....أتعرفان بعضيكما.؟؟؟"
وهنا قالت لوسي باستهزاء:" ماذا سيد ماير؟؟ألم تخبر أبي بذلك؟؟"
حسناً....مع كل هذه الاثارة والفتنة...لكنه يفضل لوسي صغيرته البريئة...بشورتها الجينز..وقميصها الازرق...وبشعرها الرائع المنسدل على صدره...!!لكم سيبدو هذا المنظر رائعاً...ومثيراً.....
مما جعله يقول ببرود:" لا...فهذا شيء ثانوي بالنسبة للعمل!! ولكنني سأفعل الآن (بابتسامة مستفزة)...سيد ماكغواير..انني شقيق أماندا...صديقة لوسي...لقد أقامت لوسي في بيت عائلتنا الريفي في احدى الاجازات..برفقة بعض الصديقات!!"
" آه...أجل تذكرت...اذاً أنت شقيق أماندا؟؟لكم يسرني ذلك...فهي الصديقة المميزة لدي لوسي..أليس كذلك حبيبتي؟؟؟"
تذكرت لوسي أماندا...وكيف أنها سترزق بعد عدة أشهر بطفلة رائعة جميلة....انها تفتقدها كثيراً....ولكم ترغب ان تكون موجودة لحظة ولادتها......
قالت بهدوء:" بلى أبي...هي كذلك!!"
علق اندرو:" لم لا تأتين لزيارتها..ستفرح كثيراً!!"
" ربما أفعل ذلك..عند مجيئ الطفلة!"
ابتسم أندرو براحة....لكنها عادت لتقول:" ولكن هذا لا يعني بأنني قبلت وجودك هنا!!!"
" أوه عزيزتي...أخشى أن عليكي تقبل ذلك....فقد أصبح كل شيء رسمياً الآن!!"
استغرب السيد ماكغواير الجدال المحتدم والمستمر بينهما...شعر بأن هناك شيئاً خفياً يجري بينهما...هناك شيء لا يفهمه...لكن ماهو!؟؟
" حبيبتي اهدأي...لقد فعلت مافيه مصلحة العمل!!"
" لقد كان هذا المنصب من حقي أبي....كيف؟كيف تفعل بي هذا؟؟لقد عملت جاهدة من أجل الوصول اليه..وبكل بساطة تأتي لتقلده هذا الريفي!!"
" لوسي!!كفي عن هذا فوراً!"
" حسناً سأفعل....كما أنني أنبئك من الآن...بأنني لن أعمل تحت امرة هذا الكاوبوي!!"
" بل ستعملين وستجلسين الآن أيتها السيدة الصغيرة...لأننا تأخرنا عن اجتماعنا!!"
" أبي؟؟"
" لوسي؟؟أنتي لن تحرجيني أمام موظفيي.....ليس بعد كل هذا العمر!!"
خجلت لوسي من نفسها...فبادرت معتذرة وهي تنظر الى ذلك الذي يجلس يحدق بها ويبتسم بمكر...
" اعذرني أبي...لم أقصد اغضابك!!"
فوراً بدا الارتياح على وجه السيد ماكغواير....وهو يدق الزر ويطلب من السكرتيرة ادخال الموظفين المنتظرين خارجاً...
اتجهت لوسي الى الكرسي المجاور لوالدها والذي كان مقابلاً لأندرو.....كانت تنظر اليه بحقد...وأحست بأن رأسها سينفجر من الغيظ.....بدأ والدها الاجتماع..وهي تشير الى السكرتيرة بيدها الى فنجان كبير من القهوة...عله يخفف هذا التوتر الناري الذي يفتك بها......
واحتدمت الاراء خلال الاجتماع بين مؤيد ومعارض....وتصادمت لوسي كثيراً مع اندرو....وللحق كانت معظم الوقت على خطأ....كانت تجادله وتعارضه فقط لأنها تريد ذلك...ولكنها كانت أبعد مايكون عن التفكير المنطقي...والتوسع في الانتاج والربح...كل ذلك كان وراء ظهرها...مما دفع والدها للتساؤل مرة أخرى...فليس ذلك من عادتها أبداً!!!
انتهى الاجتماع....ورأت نفسها تغادر بسرعة حتى قبل الموظفين أنفسهم....اتجهت فوراً الى مكتبها...حتى لم تلق على السكرتيرة التحية...مما أجفل تلك المسكينة فهي لم تعتد مع لوسي الا كل محبة وعطف.....
دخلت المكتب وهي تصفع الباب خلفها بشدة...وتلقي بحقيبتها بعنف على المكتب..وكأنها تلقي بأندرو نفسه.....
لكنها بعد لحظات...عادت فالتقطت حقيبتها..وهي تبحث عن المسكن الخاص بصداعها.....و فتح الباب فجأة...وظهر منه ذاك المدمر...ومن خلفه بدت السكرتيرة مرتاعة وخائفة....
" آسفة لوسي....لكن السيد ماير..قال!!"
بادر أندرو مخففاً عن المسكينة التوتر:" لا عليكي سوزان...اذهبي وأتمي عملك..فأنا ولوسي أصدقاء!!"
لم يبد لسوزان أبداً بأنهما اصدقاء..فقد كانت لوسي على وشك التهامه....خرجت مرتعدة....ودخل اندرو وأغلق الباب خلفه...
" لقد ارعبتي المسكينة....!!اذاً صحيح ما أسمعه عنكي أيتها المفترسة الجميلة!!"
هزت رأسها علامة الاحباط..وعادت تنقب في حقيبتها...حتى وجدت شريط الحبوب...بدأت بفتح الاقراص... وفجأة! خطف اندرو الشريط منها وابتعد...
" أنت؟؟؟؟ماذا تعتقد نفسك فاعلاً؟؟؟أعد لي الاقراص!!"
" أوه عزيزتي لن أسمح لكي بتناول هذه الاقراص على معدة فارغة!!هل تناولتي فطوركي؟"
صرخت غير مصدقة:" ما شأنك أنت؟؟؟من تظن نفسك؟؟أعطني هذه الاقراص اللعينة في الحال!!!"
نظر اليها متأملاً....لقد بدت مختلفة...أصبحت عصبية سريعة التأثر...وشديدة التوتر...سوف تنهار قريباً اذا لم يفعل شيئاً...
" حسناً...فقط قرص واحد!"
" قلت لك هاتها!!!"
" قرص واحد..أو سأرميها الآن من النافذة!!"
"آه يا الهي!! أي صباح هذا؟ !!"
وهي تنهار على كرسيها وتحيط رأسها بين يديها باعياء....فتح ثلاجتها وأخرج قارورة ماء صغيرة....اتجه اليها...وهو يرفع رأسها قائلاً
" تناولي هذا القرص حبيبتي..وستشعرين بالتحسن!!"
قالت والدموع تتجمع في مقلتيها:" أنا لست حبيبتك!!ألا تفهم؟ لم تلاحقني؟؟ماذا تريد مني؟؟؟لم لا تتركني وشأني!!"
" تناولي هذا القرص..وانسي كل شيء الآن!!فأنا لاأستطيع رؤيتكي حزينة ومتألمة هكذا! وبعدها سنتحدث!!"
نظرت اليه بحزن...تناولت القرص منه وشربته على الفور.....
" اشربي القليل من الماء..."
أطاعته مكرهة...فالقرص توقف في حلقها...ابتعلت كمية من الماء....
" والان...سأترككي قليلاً...حتى تهدأي...وسأعود فيما بعد لنتكلم بجدية!!"
لم تعرف ماذا تقول له ...اكتفى هو بطبع قبلة على جبينها....وخرج على الفور..تاركاً اياها في حيرة وعذاب كبيرين.......

وللحق..بدت بعد ساعتين أهدأ بكثير...كما حضر والدها للاطمئنان عليها بعد اندفاعها وعصبيتها التي لم يرهما قبل اليوم....وأسعده تقبلها المؤقت-على حد تعبيرها- لوجود أندرو.....
وماهي الا دقائق....حتى دخلت سوزان السكرتيرة من أجل اعلامها بأن السيد ماير ينتظرها في سيارته..من أجل معاينة المشروع الجديد...الذي هم بصدد تنفيذه..
حسناً..هو لن يتركني وشأني..الا ان تلقى صفعة قوية من الفاتنة الفولاذية كما يدعي...سأريه الآن!!
" لوسي؟؟"
تنبهت لوسي لسوزان التي ماتزال تنتظر ردها..:" أوه..حسناً سوزان...أنا في طريقي..وبالمناسبة لن أرجع اليوم الى المكتب..فبامكانك المغادرة حالما تنتهين!!"
" أشكركي لوسي!!" قالت سوزان بفرح وهي تنطلق لتنهي بسرعة مالديها...
ابتسمت لوسي...لقد كانت تعلم بأن خطيب سوزان سيصل اليوم من اسكتلندا..وبأنها تتوق للقائه والبقاء معه....وها هي تعتذر لها بطريقتها على مابدر منها صباحاً!!!
تناولت حقيبتها وعدلت زينتها...وخرجت......ولما وصلت بوابة الشركة....ارتدت نظارتها الشمسية السوداء..لتضفي عليها غموضاً وجاذبية اضافية...وأخذت تبحث بعينيها عن اندرو....حتى رأته أخيراً في سيارة رائعة..لم تكن تظن بأنه يمتلك مثلها.....
اتجهت اليه وما ان وصلت...حتى وجدته يفتح لها الباب بأدب....لوت شفتيها وهي تقول بتعجب يميل الى السخرية....
" أوووه!! سيارة فاخرة حقاً!!أهي لك أندرو؟؟"
فطن هو الى سخريتها الاذعة..لكنه اكتفى بالابتسام وهو يغلق الباب ويجلس خلف المقود.....وينظر اليها قائلاً:" ماذا حبيبتي؟؟أكنتي تظنين بأنني فقير معدم الى هذه الدرجة؟؟؟"
حاولت أن تظل هادئة:" ان كنت ترغب ان نعمل سوياً..فعليك أن تكف عن مناداتي بحبيبتي!!اتفقنا؟"
ابتسم وهو يحرك السيارة...:" اتفقنا! ولكن فقط أثناء العمل!!"
كظمت غيظها وأشاحت بوجهها عنه....." كيف حالك الآن؟؟أزال الصداع عنك؟"
أجابت بدون أن تحرك نظرها:" أنا بخير...!"
انه لا يعرف بأنه من يسبب لها الصداع....بل هو يفصل روحها عن جسدها بمجرد ان ينظر اليها نظرته العميقة المشتاقة تلك!!اه يا الهي...كيف ستتحمل ان تكون بقربه الى هذا الحد...دون أن يحرقها لهيبه؟؟؟
" بماذا تفكرين؟"
" لاشيء!.." لكنها نظرت اليه..:" في الحقيقة..كنت أفكر كيف وصل بك الحال الى شركتنا؟؟ألا تنوي أن تقص علي تلك القصة المشوقة؟؟"
ابتسم بتسلية قائلاً:" بلى...لكنني أدخرها الى مناسبة أكثر تشويقاً!"
" ماذا تعني؟؟؟"
" ستعلمين حبيبتي في وقته.....أووبس...نسيت أننا في أوقات الدوام الرسمي...عذراً لوس!"
أشاحت وجهها عنه بغيظ....
وحينما انتهيا من جولتهما التفقدية......وكانت الساعة قد تجاوزت موعد الغداء...
ركبا السيارة....ولم تتوقف الا أمام فندق فخم ورائع........
" ماذا؟؟"
" لايمكننا العمل بدون تناول الطعام!!هيا!"
" أنا لا أريد!أخبرتك من البداية أندرو...لا ألعاب!!"
" ومن قال انني ألعب؟؟كل ما اريده هو تناول الطعام...ألستي جائعة؟؟"
كانت معدتها تصرخ من الجوع...:" كلا! أريد فقط أن أعود للبيت...بامكانك ايصالي الى حيث تركت سيارتي ثم تذهب لتناول غدائك كما تشاء!!"
" هناك ما أريد أن اعطيكي اياه!!حملته لكي من الريف!!"
"لا أريد شيئاً منك!!"
قال بحنق:" ليس مني!!والآن كفي عن تصرفات الاطفال...لن آكلكي...سنتناول طعامنا وأعطيكي ماهو لكي..ونرحل!!أم أنكي لا تثقين بنفسكي؟؟" قال بمكر..

" أنا لا أثق بك..وليس بنفسي!!"
رسم على وجهه البراءة:" أنا لم أفعل أي شيء...بدون موافقتكي!!لست من هذا النوع لوس!!والآن؟ هل سنظل نتجادل هنا طوال اليوم؟؟لقد بدأ الناس ينظرون الينا..ربما يعتقدون بأنكي مخطوفة!!"
" آه لا تكن سخيفاً!" وهي تنزل من السيارة في كبرياء وتعالي.......
رافقها عبر البوابة وهو يبتسم.....لقد لفتت الانظار بقامتها الممشوقة وأنوثتها الطاغية.....لكنها ملكه وحده...وليس مسموحاً لأي أحد الاقتراب...وان كان بامكانه منعهم من النظر اليها لفعل ذلك دون أدنى شك......
وما ان ركبا المصعد...." هل سنصعد الى غرفتك؟؟؟لقد جننت حتماً!!"
" هل أنتي خائفة مني لوس؟؟أم من نفسك؟؟؟"
" أندرو!"
" لا تقلقي لن ألمسكي...وان كنت أموت شوقاً لذلك!!"
ابتعلت ريقها بصعوبة....وهي تلعن نفسها على غبائها وحمقها...لقد سقطت في الفخ من جديد.....مالذي جعلها توافق على الصعود الى هنا؟؟؟كبرياؤها اللعينة!!
آه..تباً لغبائكي لوسي....ولكن تماسكي...فقد أقسم أن لا يلمسكي!!وأنتي لن تنهاري أبداً!!!
" من هنا لوس!"
تبعته...وما ان دخلت..حتى راقتها الغرفة كثيراً...وبعد لحظة..تبين لها أنها في جناح خاص.....
عقدت الدهشة لسانها....وماهي الا لحظات حتى انضم اليها اندرو وهو يحمل كوبين من العصير..
" هل أعجبتكي غرفتي؟" وهو يناولها كوبها.....
" غرفة؟؟؟ انه جناح خاص....." قالت باستنكار..وهي ترشف رشفة من كوبها علها ترطب حلقها الجاف قليلاً....
" وما الغريب في الامر؟؟؟"
" أندرو!! قص علي تلك القصة التي كنت تؤجلها..أريد أن أعرف كل شيء..والآن!!!"
ابتسم بهدوء:" لقد أصبحتي عصبية وثائرة على الدوام لوس....وهذا يزعجني!!فهو يؤثر على صحتكي حبيبتي!"
قالت بنفاذ صبر:" لا دخل لك بصحتي...وقلت لك لا تنادني حبيبتي....والآن ستخبرني أم أخرج في الحال!!"
" لا تهدديني لوس....وأنتي لن تخرجي من هنا...قبل تناول الغداء سوياً!!"
فتحت عينيها دهشة:" وهل ستجبرني ؟؟؟"
اقترب منها وقال بلطف:" بالطبع لا حبيبتي...فلن أحتاج لذلك!!"
واذا به يسمع طرقاً خفيفاً على الباب.....قال بابتسامة هادئة:" هاقد وصل الطعام!!"
فتح الباب ودخل النادل وهو يدفع منضدة محملة بالاطباق الشهية...رتب المائدة الخاصة بذلك وغادر على الفور....
" حسناً كل شيء جاهز....هل نأكل؟؟" قال ذلك وهو يتأبط ذراعها ويسير بها حتى كرسيها.....الذي يسحبه لها وما ان تجلس حتى يغلقه....
انه يعاملها كأميرة....ويتصرف وكأنه فارس نبيل...كيف بامكانها مقاومة ذلك؟
وما ان ألقت نظرة على الاطباق..حتى أحست بمعدتها تزقزق......
" علي أن أعترف الآن....بأنني أحس بالجوع الشديد!!"
ضحك اندرو من صراحتها:" هيا اذاً ...أريدكي أن تجهزي على جميع هذه الاطباق..."
ابتسمت وهي تتناول القليل من السلطة:" ليس الى هذا الحد!!"
وبعد برهة لاحظت بأنه لا يأكل...بل اكتفى بالتحديق اليها مبتسماً....
تساءلت بحرج:" لم لا تأكل؟؟؟"
قال بسعاده:" حينما أنظر اليكي حبيبتي...لا أعود بحاجة الاكل او الشرب او حتى النوم!!"
" كف عن هذا الكلام...وتناول طعامك حالاً!!!كما أنني لا أحب أن يراقبني أحد وأنا آكل!!انه لشيء مزعج حقاً!!"
ضحك من قولها وهو يشرع بالطعام:" حسناً ...ها أنا سآكل...ألذ وجبة في حياتي...لأنها مع حياتي!!"
شعرت بالارتباك...فأطرقت صامتة....ثم عادت تقول لتكسر الجو المشحون بالعواطف بينهما...
" أخبرني الآن قصتك!!"
" أنتي مصرة اذاً؟؟؟حسن جداً.....باختصار شديد..أردت أن أكون قريباً منكي...ولم أجد الا هذه الطريقة كي أحقق ذلك!!"
" ماذا؟؟" قالت بدهشة....
" أكملي طعامكي..والا لن اكمل!!" بلهجة الامر.....
تابعت تناول طعامها وهي تنظر اليه منتظرة منه اكمال كلامه....
ابتسم على تجاوبها السريع:" كنت قد أخبرتني سابقاً بأن والدكي يلح عليكي في الامساك بزمام الشركات ومساعدته في ذلك...فذهبت اليه وطرحت عليه مشروع اقامة منتزه ريفي سياحي.....حيث الطبيعة الخلابة....فيقوم ببناء عدد من المساكن بتصاميم هندسية حالمة تتناسب وطبيعة المكان.....ويقوم بتأجيرها للسياح..وقدمت له دراسة جدوى...فنالت أكثر من موافقته....لكن شرطي الوحيد...أن اقوم أنا بادارة هذا المشروع...وأن أكون كذلك مجلس ادارة شركته الرئيسية...والتي أعلم طبعاً أنكي تعملين فيها!!!!
" هذا مكر ودهاء كبيرين منك اندرو ماير!!"
" حسناً..لست سهلاً كما تظنين!!"
" أووه..أبعد الظن عنك أن تكون سهلاً أو بسيطاً!! بل أنت ثعلب محترف!!"
" هذا جيد!!"
" ومن أين أتيت بكل هذا المال لدعم المشروع؟؟لقد قال أبي أنك شريك جديد!!"
" لم تظنين بأنني لا أملك مثل هذا المبلغ؟؟؟"
" حسناً...لقد كنت وأماندا صديقات منذ مدة طويلة...ولم أسمعها تتحدث يوماً عن ذلك!!"
" ولما لم تتحدث أماندا....افترضتي أننا ريفيون فقراء....نمضي يومنا في العمل من أجل تأمين لقمة العيش!!!"
قالت باحراج:" أنا لم أقصد أن أقول هذا...لكن اليانور كانت دائماً تضايقني بسبب ثراء عائلتي.....فإن كانت أماندا كذلك..؟؟؟"
" آه لوس....ابنة المدينة تختلف عن ابنة الريف!! وللحق مع ثرائنا...الا أننا لا نصل الى ثروة والدك!! وأظنكي تعرفين هذا!!"
" أنا لم أهتم يوماً بثروة والدي...أو ثروة أي كان!!هذه أمور تافهة لا تشغل بالي!"
" حقاً؟ لم اذاً أنتي مستميتة في عملك الى حد الجنون؟؟؟؟أنتي على حافة الانهيار لوس....أتعلمين هذا؟؟؟؟"
" أه..لا تبدأ الآن...أنا أعمل لأشغل وقتي!! وليس من أجل زيادة الثروة!!"
" بعد أن رأيت مدى انفعالكي اليوم لرغبتك في ذلك المنصب...لست أعرف ان كان كلامكي الآن مقنعاً!"
" وماذا تنتظر مني؟؟؟لقد استحققت هذا المنصب بعملي وجهدي....وليس لأنني ابنة المدير!! اسمع...لايهمني كل هذا!! أنت لن تذكر بالطبع..كم كنت أحلم بالسفر حول العالم.....والحرية من كل هذه القيود!!"
قال متأملاً:" بلى لوس...أذكر كل شيء عنكي! وهذا ما يجعلني أستغرب ان اراكي الآن....سمكة قرش شرسة!!!لم ترغبي بهذا يوماً..فما الذي بدل رأيكي؟؟"

شعرت بالكآبة من قوله:" لهذا كنت عصبية وحادة المزاج هذا الصباح....لأنني حينما قررت أن أنسى أحلامي..وأستجيب لالحاح أبي كي أساعده....أجده أخيراً يكافأني بهذا الشكل!!!قل لي؟؟أليس هذا مؤلماً وكريهاً؟؟ألا يبعث ذلك على الجنون؟؟؟"
وهي تنهض بتوتر وتقف ناحية النافذة...محاولة تمالك أعصابها......
لكنها وجدته خلفها :" أعتذر لوس! لم أعرف بأن الامر يعنيكي الى هذا الحد!ومع هذا فقد كنت مضطراً!!لكنني لم أرغب أبداً في ايذائكي!!"
حاولت لملمة حطام نفسها" لا بأس....أخبرني الآن أين يمكنني غسل وجهي بالماء؟!!"
" الباب الثاني الى اليمين!"
" أشكرك!"
وانسحبت بسرعة.......اغتسلت ومسحت وجهها بقليل من الماء...فأحست فوراً بالفرق....عدلت زينتها..وخرجت....
" هل نغادر الآن؟"
" بالطبع...بعد أن تري هديتك؟"
" ماهي؟" وهي تتفحصها بيديها.....
" افتحيها......"
جلست على الاريكة وفتحت غطاء الصندوق الوردي....لتجد داخله ثوب طفلة صغيرة..مع جواربه...وعليه غصن لافندر...ابتسمت غير مصدقة وهي تتبادل النظرات مع اندرو...الذي كان يحدق بها بحب.....
ثم رأت بطاقة..فتحتها وقرأت مافيها....." لقد ابتعت هذا الفستان الرائع لطفلتينا...نعم! ستلبس طفلتينا نفس الثوب الاول...وان كنت سأسبقكي في ذلك!!!! اشتقت اليكي لوسي!ويجب أن تكوني هنا..حينما تصل طفلتي الى العالم...أحبكي
"أماندا"

تناولت لوسي غصن اللافندر واشتمته بعمق.....آه هذه الصديقة الوفية...تعلم كم تحب لوسي رائحة اللافندر المنتشر في تلك المنطقة بكثرة.....
"لم تدعني أذهب حتى أعدها بان أوصل لكي هذه.....!!"
رفعت عينيها الدامعتين اليه:" لقد اشتقت اليها كثيراً..كثيراً!"
" ربما تزورينها قريباً.....حينما أذهب المرة القادمة..سأصطحبكي معي!!"
أعادت الاشياء الى العلبة وأغلقتها بسرعة وهي تنهض..:" لا أظنها فكرة صائبة!"
أمسكت حقيبتها...لكن أندرو جذب منها الصندوق والحقيبة...وألقاهما على الاريكة..وهو يقترب منها....
توترت لوسي:" أندرو...لقد وعدتني!!!"
" وأنا لا أستطيع أن أراكي حزينة هكذا...!!"
" أندرو...لا!!"
لكنها كانت بين ذراعيه القويتين...وللحق لم تعد تملك الطاقة الكافية لمقاومته...فاستسلمت..واستكانت بهدوء...وهي تسند رأسها الى صدره...
كان عناقه حانياً مهدئاً......بعث الراحة والسلام في أرجاء روحها المعذبة...
قال أخيراً:" لو كنت أعلم بأن هدية أماندا..ستثير الاحزان في قلبك بهذا الشكل...ما كنت أوصلتها اليكي!!"
نزعت نفسها عنه بصعوبة وهي تقول بصوت حزين حاولت اظهار المرح فيه..ولكن دون جدوى:" لاتقل هذا....على العكس!كل مافي الامر....أنني مشتاقة لها ...أتصدق؟؟أماندا ستصبح أماً...وستنجب طفلة؟؟آه..طفلة صغيرة رائعة كوالدتها...كم أنا متشوقة لتلك اللحظة....ترى ماذا ستسميها؟؟ألم تقل؟؟"

ابتسم بحنان وهو ينظر الى حبيبته الصغيرة:" لم ترغب في الكشف عن ذلك...تريد مفاجأة الجميع !!"
ضحكت لوسي بفرح...وكانت هذه هي اول مرة منذ زمن يراها تضحك بهذا الصدق والسعاده....:"ونحن؟ متى سيحين دورنا؟؟؟" وهو يمد أصابعه نحو وجنتها....
ارتبكت لوسي....فهي الآن في أضعف حالاتها....وبدا أن أندرو يستغل ذلك...
" أندرو؟"
"أه لوس....اشتقت اليكي..اشتقت اليكي كثيراً....وكنت أحاول طوال اليوم...أن لا اقترب منكي!!لكنني الآن لم أعد قادراً حبيبتي...فأنتي تثيرين جنوني!!"
وهو مازال يتلمس وجنتها المخملية بأصابعه الدافئة...فأغمضت عينيها وبدا له بأن ليس لديها مانع.....
فانقض بشفتيه الجائعتين على تلك التفاحتين الحمراويين...اللتين عذبتاه طوال هذا اليوم.....
لكن لوسي انتفضت فجأة....:" كيف تجرؤ؟؟؟؟"
وهي تمسح شفتيها بحركة لا ارادية.......مما لطخ وجهها ويدها بأحمر الشفاه القاني.....
" كيف أجرؤ؟؟؟أووه....أنتي تعلمين أنني أجرؤ وأجرؤ.....!!" وهو يقترب منها..
ارتعدت لوسي....مالذي حصل له هذا المجنون..حتى ماعاد يسيطر على نفسه...
" أندرو..ابتعد عني!! لا تجعلني أكرهك!!!"
" اذاً أنتي تحبينني؟؟ اممم...مع أنني أذكر بأنكي ادعيتي عكس ذلك...آخر مرة التقينا!!أليس هذا صحيحاً؟؟"
أثار حنقها....:" انك مجنون!!!"
" أوكنتي تظنين بأن حبكي يترك في المرء عقلاً؟؟؟ يا الهي!! انظري الى نفسك....! وهذا التلطيخ على فمك...؟اللعنة....! يجعلني أفقد الذرة الاخيرة من تعقلي!!"

رفعت لوسي أصابعها الى شفتيها...ثم ركضت بسرعة مبتعدة الى الداخل.....زفر أندرو كأسد غاضب.....كل ما يحدث فوق طاقته!! ان تمالك نفسه اليوم...فهو غير واثق من حصول ذلك في الغد.....لهذا!! عليه أن يحاصر لوسي..ويجعلها تعترف بحبه..في أقرب وقت ممكن!!!
خرجت وقد عدلت نفسها....لكنه لاحظ عدم وضعها لأحمر الشفاه ثانية...ابتسم بمكر قائلاً:" هذا أفضل!! وربما لن تقومي باستخدامه في الشركة بعد الآن!!!والا؟؟؟هاقد رأيتي النتائج!!!"
" أنت لن تملي علي..ما أفعله ...!أفهمت؟ من فضلك الآن....أوصلني الى سيارتي!!"
" تفضلي آنستي....ولاتنسي هديتكي!!" وهو يناولها هديتها وحقيبتها....
أمسكت بهما على مضض....واندفعت خارجة ...تبعها وهو يضحك بصمت...
وحينما خرجا من المصعد لاحظا كيف أن جميع الانظار كانت تحدق بهما وبالاخص أندرو....
وما ان ركبا السيارة....
" لقد جن الناس حتماً!!ألا يمكن للمرء التمتع بخصوصيته قليلاً!!؟ولكنني لست ألومهم....بينما تسير الى جانبي هذه الفاتنة المثيرة!!"
نظرت اليه بغضب....لكنها ما ان فعلت....حتى راحت التقطيبة شيئاً فشيئاً...وراحت الابتسامة تشق طريقها...عبر عبوسها وتكدرها...لكنها لم تستطع أخيراً منع نفسها من الضحك.....
شعر أندرو بالفرح لأنه رآها تضحك بهذا الشكل....لكنه أحس أن في الامر سراً...
" أنا سعيد حقاً لأنني أراكي تضحكين أخيراً....لكنني سأكون أسعد حينما أعرف السبب!!"
نظرت اليه من جديد وهي لا تستطيع تمالك نفسها......
" اتود أن تعرف سبب تحديق الناس الينا...أه عذراً..أو اليك؟؟"
نظر اليها بحيرة.....فماكان منها الا أن أخرجت منديلاً..ومسحت به فمه....ومن ثم رفعته اليه كي يراه بوضوح.....
وحينما رأى آثار أحمر الشفاه الذي كان عالقاً بشفتيه...حتى بدأ هو الاخر بالابتسام....
" اذاً.....كان هذا مايحدث!!"
استمرت لوسي بالضحك.....مما أثلج صدره لكن ذلك كله توقف حينما قال..
" هذا جيد! ليعرف جميع الناس مدى علاقتنا...وارتباطنا معاً...خاصة وأنكي قد قمتي بمسح أحمر الشفاه عن فمك..مما يعطي الانطباع..بأننا فعلنا..أكثر من مجرد الغداء!!!"

الآن عادت لها شخصيتها الفولاذية الباردة:" لقد فعلت هذا عن قصد!! يا الهي كم كنت مغفلة!!"
الآن جاء دوره ليضحك..:" حبيبتي لا تستائي..فالناس كانوا سيعرفون بأنكي امرأتي عاجلاً أم آجلاً!"
فتحت عينيها على اتساعهما دهشة:" أنت لا تحتمل!!! كم مرة علي أن أقول..بأننني لست امرأتك أو حبيبتك؟؟؟.... يا الهي!! سيدفعني للجنون!!!"

عاد للابتسام..:" حسناً..هوني عليكي...سيكون كل شيء على مايرام!"
" لاتعاملني وكأني طفلة!!! تذكر مع من تتكلم!!!"
" آه حسناً...أنا أتكلم مع الآنسة الفولاذية الحسناء! أهذا أفضل؟؟"
" أوووه يا الهي!"
وهي تشيح بوجهها عنه....هذا الانسان المثير للاعصاب.والاستفزاز..كاد يفقدها عقلها ويدفعها الى الجنون...لم تعد تعرف كيف تتصرف معه...وكيف ستهرب من محاصرته..وهو لاينفك عن الاعتراف بحبه لها طوال الوقت...وهي ؟؟؟حتى متى ستتمكن من المقاومة؟؟؟؟؟






 

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 11:16 AM   #14
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الفصل الحادي عشر


الفصل الحادي عشر
" هل يمسح عن قلبها الرماد؟؟؟"

تستمر المواقف بينهما...وتستمر مقاومتها لحبه وجاذبيته....وتشعر بأنها تضعف يوماً بعد يوم!!!
كان يستغل اللحظات...أي لحظة..حتى يكون الى جانبها!!!
حتى كان هذا اليوم..الذي لم يزعجها فيه بكثرة اتصالاته...ولم تره فيه ولا حتى مرة واحدة.....
احتارت....

" حسناً هذا أفضل!! على الاقل سأرتاح منه ليوم واحد!!!"

ولكن الراحة لم تعرف لها طريقاً......كانت ترغب دائماً بابتعاده عنها...وقد أخبرته ذلك في أكثر من مناسبة......فلماذا اذن..لا تستطيع التركيز على كلمة واحدة مما في يديها؟؟؟؟
بدون تفكير....أمسكت بالهاتف وتكلمت مع سكرتيرته.....فعرفت انه لم يحضر اليوم...وأخبرتها أنه بدا متعباً بالامس.......
أقفلت السماعة....حملت حقيبتها واتجهت لفورها الى الفندق الذي يقطن فيه.....
صعدت الى جناحه وطرقت الباب....لكن....؟لا جواب! أعادت الكرة مرة واثنتين وثلاثاً.....ولما لم يأتها الرد في أي منها...بدأ الهلع يغزو قلبها....فلربما أصابه مكروه ما....ومن الذي سيعرف عنه..أو يهتم به؟؟؟
وحينما كانت على وشك النزول لطلب النجدة من ادارة الفندق....سمعت صوت مزلاج الباب,....وفتح الباب قليلاً....

نادت بحذر :" أندرو؟؟؟"

فتح الباب على مصراعيه ...ونظر بعدم تصديق..:" لوس؟؟ ماذا تفعلين هنا؟؟؟"

" أنا....؟؟جئت ..من أجل العمل؟؟؟"

" آه...صحيح...حسناً..لن آتي كما هو واضح لليومين القادمين...وأعرف بأنكي ستبلين خيراً في غيابي...والآن ان لم يكن لديكي مانع....اذهبي حتى لا تصابي بالعدوى!!"

وهو يتركها على الباب ويمضي ليلقي بنفسه على سريره باعياء.....
لم تقاوم الامر.....ولم تستطع الذهاب بكل بساطة....فدخلت وأغلقت الباب خلفها....
لحقت به الى غرفته....وما ان رآها حتى بدا الانزعاج على وجهه....

" حسبتك غادرتي؟؟؟ماذا هناك أيضاً؟"

ألقت حقيبتها ومعطفها جانباً....وجلست الى جانبه قائلة:" أنت مريض!!"

" مفاجأة ...أليس كذلك؟؟؟؟"

اقتربت منه ولمست جبهته..:" يا الهي!! حرارتك مرتفعة!!!"

لم يعلق.......

" هل تناولت غداءك؟؟؟"

" لست جائعاً!!"

" حسن ..حسن....هذا رائع!!!"

نظر اليها بعدم فهم:" ماهو الرائع؟؟؟"

نهضت من مكانها.....قائلة:" أعطني مفتاح الجناح!!"

" ولماذا؟"

" سأذهب لأحضر بعض الاشياء...وأعود....ولا أريد ازعاجك ثانية لتفتح لي الباب!!!"

" ها هو هناك.....على المنضدة!"

تناولته ولكن قبل مغادرتها.......:" هل تريد ان أحضر لك شيئاً معيناً؟"

" كنت سأكتفي بكي.....لكن في حالتي هذه..أتمنى ان لا تقتربي مني!!!لن أتحمل رؤيتكي طريحة الفراش... وبسببي!!"

قالت بابتسامة ساخرة:" سأجرب فرصي!! والآن نم ولا تتحرك من مكانك! فلن أتأخر!!"

" أحبكي وأنتي متسلطة!!!" وأغمض عينيه وقد راح في سبات عميق.....

مع انها ارتبكت من كلماته..الا انها كانت سعيدة بها.....خرجت...وبعد الساعة تقريباً....رجعت وهي تحمل بعض الاكياس التي تحتوي الادوية وميزان حرارة...
وكانت قد طلبت في طريقها وجبة طعام له من الفندق......

رتبت المكان من حولها حيث كان كل شيء متناثراً....وما ان وصل الطعام....حتى أيقظته وعملت على جعله يتناول طبق الحساء بالخضار والدجاج بأكمله....

وبعد ان تناول الدواء عاد للنوم مرة أخرى.......
نظرت الى ساعتها...لقد تجاوزت التاسعة..ويوم غد هو اجازة....ماذا تفعل؟؟لن يكون بامكانها تركه وحده....قد ترتفع حرارته او قد يحتاج شيئاً ما....فماذا تفعل؟؟؟

أخيراً....حدثت والدتها في الهاتف مخبرة اياها انه ستمكث عند صديقة لهذه الليلة....وما الذي سيجعلها تخبرها الحقيقة؟؟؟
هي لا تريد اي تلميحات بينها وبين اندرو خاصة لدى ذوويها.......

وما ان أنهت ذلك.....حتى دخلت لتغتسل....وخلعت حذائها ذو الساق العالية....وحيث أنه لا يوجد ما يناسبها لدى اندرو....وحيث انها لا ترغب في ارتداء اي شيء يعنيه حتى لا يضفي ذلك حميمية على الاجواء بينهما....
رأت ان تظل بفستانها الاخضر الزيتوني القصير..وبنطالها الشفاف الاسود...جلست براحة على اريكة مقابلة لسريره...وبدأت ترتخي بالتدريج...تثاءبت....ودون ان تشعر كانت في سبات عميق........

استيقظت على صوت هذيانه....كان يتقلب في الفراش..يمنة ويسرة...ويهذي بكلمات كثيرة...غير مفهومة...سمعت من بينها "لا".....

"بماذا تراه يحلم؟؟؟" فكرت في نفسها....اقتربت منه ولمست جبينه...

" يا الهي!! انها الحمى من جديد!!"


حاولت ايقاظه حتى يتناول دوائه....فتح عينيه باعياء....وهو يشعر بأنه بين الحقيقة والخيال...فقد تداخلت الصور....وهاهي حبيبته تدخل الى حلمه الكئيب..المعتم....

" لا...لا لوس...اهربي حبيبتي!!" بدأ يهذي.....

عادت لتهزه:" أندرو!! استيقظ....عليك ان تتناول دوائك حتى لا تسوء حالتك!!هيا!"

وهي تحاول رفع رأسه وساعدها هو قليلاً...مما أشعرها بأنه بدأ يستيقظ...
وما ان ابتلع دوائه والقليل من الماء..حتى عادت لتسند رأسه الى الوسادة...
مسحت رأسه بالماء البارد...وهو ينظر اليها من بين اجفانه شبه المغمضة...

" أشعر بالبرد!!!"

"حسناً...ها أنا سأدثرك! لا تقلق!!" وهي تغطيه جيداً بلحافه...وتشده عليه...

" هل هذا أفضل؟؟" تساءلت بقلق....

لكنه لم يرد....نظرت اليه ..وجدته قد استغرق في النوم من جديد....وقد بدت علامات الاعياء واضحة على وجهه الوسيم......
ترددت....لكنها سمحت ليدها بالمسح على شعره...ورفع خصلة شعر متدلية على جبينه.......

قالت هامسة:" أه أندرو!! أيها الحبيب المجنون!!!" وهي تمسح دمعة صغيرة انسابت على خدها.....ونهضت لتعود الى اريكتها وتسترخي فيها من جديد..وهي تنظر الى حبيبها الراقد أمامها......وأغمضت عينيها على صورته!!!

ومع أول خيوط النهار.....وزقزقة العصافير.....فتح أندرو عينيه...وهو يشعر بأنه نام لدهر....لقد كان يشعر بالحيوية والنشاط.....
رفع رأسه من سريره....لكنه ذعرحينما عرف أنه ليس وحيداً..ولكن؟؟أهي لوس؟؟ ابتسم رغماً عنه..وهو ينهض من مكانه بهدوء ويتجه الى حيث تنام كالطفلة....
ركع بجانبها....وأخذ يحدق في وجهها عن قرب وهو مستمتع.. وأي استمتاع!!!
لمس بشرتها باصبعه...فتململت وهي ماتزال مغلقة عينيها....وتقول بكسل:" ماذا؟"
لكنه لم يجب..اكتفى بتحسس شعرها.....فابتسمت بدلال...وهي تقول:" كفي ماري..!"

فقال متعجباً:" ماري؟؟؟"

لكنها ما ان سمعت هذا الصوت..حتى نهضت مذعورة...وهي تجلس في مكانها...لكنها ما ان فعلت ذلك حتى أحست بالالم في خصرها ورقبتها...ومع هذا نظرت الى اندرو...الذي كان عاري الصدر...ومكتفياً فقط ببنطال بيجامته الحريرية السوداء....

" أوه..تباً!!" لم تعرف ان كان ذلك بسبب المها...أم بسبب هذا الجذاب اللعين..

" هل أنتي بخير؟؟؟" تساءل برقة....

" علي أنا أن أسألك هذا!! كيف تشعر اليوم؟" قالت ذلك...وهي تمد يدها الى جبينه بحركة تلقائية.....

لكن هذا آخر ماتوقعه فراح يقول:"كنت جيداً..ولكن الآن؟؟؟أظن بأن الحمى قد عادت إلي!!!"
سحبت يدها بسرعة....
ونهض هو من مكانه وهو يبتسم......" لقد قضيتي ليلة سيئة على هذه الاريكة...وأنا آسف حقاً!!!ليتني.."

قاطعته وهي تنهض ..:" لا تعتذر..فأنا؟؟"

نظر اليها وهو يقترب منها:" أنتي ماذا لوس؟"

" أنا...قلقت عليك....وحينما وصلت كنت تهذي من الحمى...فلم أجد بداً من قضاء الليلة هنا....!!لقد كنت متعباً جداً!!!".... وهي تحاول دفع التهمة عنها!

ابتسم ضاحكاً:" هذا صحيح..وأشكرك جداً لذلك!!! وخصوصاً حينما انتابتني الحمى الليلية! "

ارتبكت لوسي هنا وهي تقول:" ما..ماذا بشأنها؟؟"

ابتسم...:" لنقل...بأنني أتمنى لو تصيبني الحمى كل يوم....حتى تعتني بي كما فعلتي بالامس!!!"

ارتبكت أكثر وهي تقول:" لست أفهم عما تتحدث!! والآن..أتريد استخدام الحمام..أم أبدأ أنا؟؟"

" من بعدك طبعاً!!" ذهبت وهي حانقة....ولكنها لم تدر بأن هناك أكثر من حمام في الجناح.....
وما ان رتبت نفسها واغتسلت حتى وجدته هو الآخر قد أصبح أندرو الذي تعرفه..نشيطاً..وسيماً..أنيقاً...يفيض بالجاذبية والرجولة!!!!

جلست ترتدي حذائها الطويل....وهي تقول:" حسناً..يجب ان أغادر الآن..!"

ناولها معطفها وهي تنهض....وهو يقول:" لا!! بل سنذهب لتناول الفطور..ومعاً!!"

" اسمع أندرو!"

" بل أنتي من ستسمعين!! لقد اعتنيت بك مرة وأنتي مريضة...وحضرت لكي الفطور بنفسي!!!لهذا..عليك ان تعوضيني عن ذلك...بقبول الفطور معي!!"


وهل بامكانها ان ترفض...حينما يصوغ الامر بهذه الصورة المحببة...هي ببساطة ستوافق من كل قلبها....
وجدها تبتسم وهي تقول:" حسناً...لا بأس!!"

اتسعت ابتسامته أكثر وهو يضع ذراعه على خصرها مقرباً اياها اليه بينما هما يمشيان....
كانت لوسي تفهم حركاته تلك....هو يريد ان يعرف الجميع انها تخصه هو..وبأنها ملكه وحده....ولم تعرف ..لماذا أعجبها ذلك!! ولم تمانع أبداً كما في السابق!!

فهل تغير فيها شيء؟؟؟؟ وهل نفض الرماد عن قلبها أخيراً!!!!







 

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2020, 11:17 AM   #15
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي








الفصل الثاني عشر
" ما أجمل العودة!"


يقترب موعد ولادة أماندا......وتستعد للذهاب لتكون الى جانبها....لكنها ترفض مرافقة أندرو...وتقرر الذهاب برفقة صديقاتها.....اليانور وكيتي.....!

وفي آخر لحظة....تعتذر اليانور..حيث أنه لن يمكنها أخذ اجازة من عملها الجديد...لكنها وعدت بأن تأتي حالما تستطيع!

أما كيتي...فقد كانت خارج البلاد....في زيارة لعمتها في انجلترا...وعلى مايبدو...فهناك مشروع حب يلوح في الافق..حيث تعرفت على شاب يقطن بالقرب من منزل عمتها..وتظن كيتي بأنه معجب بها وهي كذلك....

اذاً....عليها الذهاب وحدها!!!! فما المانع من الذهاب برفقة أندرو؟؟؟

" كلا...لن أذهب معه!!! لا يمكن أن أحتمل كل هذا المسافة...وهو الى جانبي!!"

انها تخاف من انهيار عزيمتها أخيراً.............

" سأذهب وحدي!!" قررت ذلك.....

وما ان حضرت حقيبتها....وأخبرت والديها....وعمدت الى عدم نشر الخبر في الشركة..حتى لا يعرف أندرو بموعد ذهابها مسبقاً!!!
انطلقت بسيارتها......
حسناً! انها تحس بالراحة.....لقد عادت الى طبيعتها من جديد...بدون أي ضوابط أو قيود.....
عادت لوسي الفتاة المرحة المحبة للحياة والطبيعة.....
تركت جميع بذلها الانيقة...وثيابها الثمينة.....وكل ما يتعلق بالفاتنة الفولاذية خلفها...
هي تريد أن تكون هنا...فقط لوسي...!!

وما ان وصلت وتوقفت سيارتها أمام منزل العائلة....حتى تنهدت براحة

:" ما أحلى العودة!!!"

ومر في خاطرها شريط ذكريات سريع...لآخر اجازة قضتها في هذا البيت....
تذكرت حينما كانت تهرب من الدجاج....والتقت بأندرو...الذي بدا وسيماً وواثقاً من نفسه الى ابعد درجة.....
تذكرت كيف كان ينظر اليها...ويبتسم لها ابتسامته الهازئة تلك...!!
ابتسمت بهدوء وهي تغمض عينيها....لكنها عادت فعبست:" لماذا أنتي حمقاء هكذا لوسي؟؟؟؟"

نفضت من رأسها تلك الافكار...وأسرعت الى المنزل.....لقد كانت مشتاقة جداً لأماندا.....وللسيد والسيدة ماير....!!حسناً...وربما لأندرو!

كان التوتر واللهفة يأكلان قلبها.....لقد علمت أن أندرو قد سبقها الى هنا حينما ظن بأنها سترافق صديقاتها......
ولابد أنها ستفاجأه الآن....!!بل انها ...لن تقف في سعادتهما مرة أخرى!! هي تحبه....وهو يحبها!! أجل هي واثقة أنه يحبها...صحيح أنه لم يقلها صراحة...لكن تصرفاته...نظراته كلها تبوح لها بالشيء الكثير...فلم الانتظار؟؟ولم العذاب؟؟؟
انها تشعر بالسعادة الغامرة...وهي تقفز درجات المنزل...أهي سعيدة اليوم؟؟أم أن جو الريف...و وجودها في هذا المنزل..هو من يفرض عليها ذلك؟؟؟
قرعت الجرس وانتظرت.....وملامح السعادة تزيد من جمال وجهها الفاتن...وتلون وجنتيها بلون الغروب.....
فتح الباب مع صوت ضحكة...وأطل وجه ستيف......

" أوه...من؟؟لوسي...؟؟أهلاً بكي!"

" كيف حالك ستيف؟؟؟" وهي تمد يدها مصافحة اياه.....

" تفضلي بالدخول...ستجن أماندا حين تراكي....فهي لا تفتأ تسأل عنكي...ولن تعرفي ماذا فعلت بأندرو....حين علمت بأنه لم يصطحبكي واياه!!"

" أندرو..هنا؟؟"

" أجل..لقد وصل بالامس!! لكنه أخبرنا بأن لديكي عملاً..ولن تستطيعي الحضور قبل الاسبوع القادم!!"

قالت لوسي بحرج وهي تدخل:" تبدلت الامور في اخر لحظة...!"

" حسن هذا جيد!! سيفرح الجميع بقدومكي!!"

وقد وصلا الى غرفة الجلوس....فتقدم ستيف وهو يعلن بفرح:" لن تحزروا من هنا!!!"

نظر الجميع الى باب الغرفة....وحينها تقدمت لوسي...بخجل!!أهي المرة الاولى أم ماذا؟؟؟لماذا تشعر بكل هذا الخجل والحرج!!أوه تباً! لم لا تستطيع ارتداء قناع المرأة الفولاذية حينما تحتاجه؟؟؟!!

" مرحباً!" قالت..وهي ترفع عينيها.....ولكن؟؟؟هي سرحت قليلاً...وهو كذلك أحس بالارتباك......
كان أندرو يجلس على كرسي بينما كان من الواضح بأن جوزي لم تجد مكاناً تجلس فيه..سوا ذراع الكرسي الخاص بأندرو.....علماً بأن هناك أريكة كاملة فارغة!!
وما ان لمحتها جوزي....حتى رفعت حاجبيها بمكر...وابتسمت ابتسامتها الشيطانية تلك....وأراحت ذراعها على كتف أندرو.......
كان يبدو على أندرو الضيق....كان يرغب بالتوضيح للوسي..بأن الامر لم يتعدى الصدفة وبأنه لا يعني له شيئاً...لكنه تأكد بأن جهوده ستكون سدى وبدون أي فائدة....فاكتفى بالسكوت..وهو يزيح ذراع جوزي......

رحب بها الجميع أحلى ترحيب...وكأنها فرد من العائلة....أما أماندا....فراحت تبكي وهي تعانق لوسي قائلة:" ظننتكي لن تأتي!!قال أندرو!!"

قاطعتها لوسي وهي تقول بحنان:" أجل...لكن الامور تغيرت بسرعة..وأصبح بامكاني القدوم!! وما كنت لأفوت هذا الحدث السعيد أبداً أيتها العزيزة أماندا!!"

" أه لوسي!!!"

قال ستيف وهو يجذب أماندا اليه ويمسح دموعها:" اهدأي حبيبتي...لم كل هذه الدموع! ستحزنين لوسي وتجعلينها تندم على القدوم!!"

مسحت لوسي دموعها وهي تبتسم لستيف....بينما قالت أماندا من بين الدموع:"اعذريني حقاً حبيبتي..لست أدري لم أصبحت أفرط في مشاعري كثيراً!!ربما السبب هو اختلال الهرمونات!!"

" بالطبع حبيبتي..فالكل يعلم مدى تأثر الحامل!!"

" كيف هما والداكي يا عزيزتي!! ان أندرو..مسرور جداً بالعمل مع والدكي...لابد أن يأتيا لزيارة الريف يوماً...واثق بأنهما سيعجبان به!"

" واثقة بأنهما سيفرحان بذلك كثيراً!" أجابت بلباقة.......

" كيف حالك جوزي؟؟؟" تساءلت مكرهة.....

" أوه بأحسن حال عزيزتي..كما ترين!!" وهي تنظر الى اندرو بابتسام.....

" حقاً؟؟متى سنسمع اذاً الاخبار السعيدة؟؟؟" تساءلت وهي تكاد تنفجر...

ضحكت جوزي بعصبية..:" أوه عزيزتي...أنتي تستبقين الاحداث!!أليس كذلك أندرو؟؟؟"

فما كان من أندرو الا أن نظر الى لوسي بعينين تلمعان كالرصاص....ثم مالبث ان نهض من مكانه معتذراً...وغادر على الفور...ووجهه يضج بالغضب.....

وللخروج من هذا الجو المشحون..سارعت السيدة ماير لاحضار الشاي...بينما راحت أماندا تمطر لوسي بوابل من الاسئلة...عن حياتها وعملها وصداقاتها...وحتى عن اندرو!!!

انقضى اليوم ثقيلاً....بائساً...مشحوناً بالغضب والتوتر!!
كما أن لوسي لم تلمح خلاله أندرو الا مرة أثناء العشاء...وبعدها ذهب ليوصل جوزي الى بيتها....
باتت تعرف الآن أي نوع من العلاقات يربطهما!! خاصة ..حينما سمعت صوت أقدامه على الدرج...بعد منتصف الليل!!!
وهي التي أرادت أن تبدأ من جديد....وتصارحه بكل ما لديها!! بينما كان هو يلهو بها هناك...ويعود في اخر المطاف الى حبه الاول..."جوزي"!

كيف ظنت أنه يمكنه نسيانها؟؟وهي التي تعيش قربه...ويراها كل يوم؟؟؟؟
أه كم كانت مغفلة وغبية!! ولكن لم يفت الوقت بعد!! فهي قررت مصارحته...لكنها لم تفعل!!

" تباً لك أندرو...لن أفعل ذلك أبداً!" قالت بحقد.......







 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:31 PM