••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


لا يجب قول لا لفّخامته

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2020, 09:12 PM   #11
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي






كـاّن جـّالسـا في غـّرفة المـعيشة على الأريكة يـشاهد فلمـّا كوميـدّيا و هو يـأكّل رقـائق الشيكـولاطة
بينمـّا هـو مـّبحـّر في ذّكريـاته ،
ـ قـّبل يوميـّن ، في مقـهى عـامّ كـعـادّته كـان ينتـظر حـّضور صـدّيقه ليستمـّع منه إلى تفسيـر
مـعقول بـعدّ حـادّثة الحـّفلة التّي لا تـزّال لـغـّزا للجميـّع و بينّ يدّيه كـّانت صّحيفة اليومّية حـّيث كـّتب
بـلونّ كـّبير في الصّفحة الأولى ـ كشـّف عن عـّلاقة نـايت آل لبيـر بـإحـدى الفتيات المـحـّليـات ـ قـطّب
بـانزعاج فدوما ما تـّبالغ الصحافة في سّرد الأحـداّث ، سـحّب نـايت الكـّرسي و جـّلس كـعادّته بثـّقة و
كبـّريـاء ، تنهـدّ ويـليـام ثمّ قـال بـهمس و هو يـّلوح بالجريدّة أمامه
ـ لتـبدأ الـشّرح يـا سيدّ
ـ لمـا لا تـبدأ أنت أولا ؟ أعنـّي ويـّليـام ما سـّبب إنتقـّالك لحّي قـذّر مثـل ذاك ؟
نـظر إليه ويـليـام بـّغيض ، لا يـّحب أن يـتـدّخل أحدّ في خصوصيـّاته و لا أنّ يـسـأله أحدّ عن سبب
أفـّعـاله و نـّايت يـّعلم هـذّا جيـدّا لكّنه يـحـّاول إثـارة أعـصابه و إبـعـادّه عن الموضوع الـحقيقي ،
ـ كمّ مـرة أخبـّرتك أن لا تّضع جـرذانكّ حولي ؟
ابتسمّ نـايت ببـرودّة و رفّـع يدّه ليـطّلب من ذلك الـنـاّدل كـّوب قـّهوة سـوداء بـلا سـكّر سـاّخن كـّمّ
يستمتـّع عنـدّما يـّفقد ويـليـام أعـصـابه ، قـال بـبحـّة
ـ لـيسّ أنت من وضـّعت جـرذاني الـصّغيرة حـّوله و إنمـّا حـّول فـتاتي الـصـّغيرة ذات الـ 500 مـليون
دولارا
ـ مـاري ؟ أتـقصدّ مـاري ؟
رمـّقه نـايت بـحدّة و هو يـّرتشف الـقليل من الـقهوة ، ابتسم ويـليـام بـبسـاطّة دلالة على استدراكه
لسؤاله الغبي فـأكمـّل نـايت حـدّيثه
ـ تـلكّ الـطـّفلة لقدّ أخـذّت 500 مليونـّا و وضّعتهـا في رعـّاية والدّها لتّخلصه من ديونـّه يـّالها من مثـّال
يـحتـذّى به ،
رمقه ويليام بكل دهشة و صـدمة ، لـدّيهم دّيون بـقيمة 500 ملـيون دولار ؟ لـوّ أخبـّرته لكـّان سعيـدّا
في إعـطائها الـمـّال و بـدّون مقـابل أيضـّا فـلمـاذّا لجـأت لنـايت ؟ عنـدّما رأت الـفرصة المنـّاسبة طـّلبت
منه المـّال مقـّابل تـمثيلية سـخيفة حتى الآن لا يـّعلم الـغاية منها ، تـذّكر كـلمات مـّاري عنـدّما كـّانت
تتـحدّث عن فـارس أحلامهـّا كـّيف سوف تتـمسكّ بـه و لنّ تتـركه الآن مع هـذه الخـطّبة المزيفة كـّيف
ستـحصّل على حـّبيب أول ؟ تنهـدّ و نـظّر إلى نـايت ، قـال بـيـأس
ـ حـتى لو ، نـايت أنـتّ على وشـك إدخـال مـاري في حـّرب هي لا تـّقدر عليهـا لذّلك أرجوك أبـحّث عن
إمـرأة أخـرى تـكون أكـّثر قـوة و أكـّبر مـقدّرة في التـحمـّل و الـصّبر
ـ فـّات الآوان على ذلكّ بمــّا أنني تـحدّثت مع جـدّي بـخصوصّ هـذا المـّوضوع ، كمـّا أنّها مـجّبرة على
التـحمل سواء أرادّت ذلك أم أبـتّ لا يحـّق لها التـّفوه بـأي شيء بـعدّ تسديدي ديونهـّا
ـ نـايت إعـتّبره تّبرعـا خيـّريـا فـكلانـّا نعـلمّ أن مـّبلغـا كـهذا لا يـعني شيئـا لكّ
رمـّقه نـايت ببـرودّ حـتى لو إستـطاع فـّلن يـّفعل ، فسـّبق و قدّ إقتحـمـّت حيـاته و لنّ تـخرجّ بنفس
الـسهولة التـّي دّخلت بهـّا ، وقـّف و قـّال بهدوء
ـ لدّي عـمّل لذا أكـّلمك لآحقـا
/
بـّعـد مـرور يـّومين على إنتهـاء حـّفلة زفـّاف كـّايل و إليـزابيث الأسطـّورية
بـعدّ انتهاء جميـع محـاضراتهـا لهـذا الـيـّوم إتجـهت إلى مقـر عـملهاّ ، ليـس بالأمـر المـذّهل فـعـملها
يتـمّثل بـكونهـّا نـادلة لأحـدّ المـطاعـمّ الـعـادّية ، قـّررت بـعدّ تـفكير عـميق أنهـّا لا تـستطيع إنتـظارّ
عـامين من أجـّل تـخرجّها و تـوظيفهـا كـمعـلمة للغـة الـفّرنسية لتـبدأ بـتسديد الـ 500 مـليون لهـذّا رأت
أنّ تـجمّع و لو الـقليل من المـّال ابتداء من الـبارحة
إرتـدّت ملابسهـا الرسمية المـكّونة من قـميّص أبيـّض بأكمـام و تـنورة سـوداء لحـدّ الـركبة حيثّ أن
مـالكّ المـطّعم يحـّاول تـقـليدّ الأسـلوب الإيـطالي ـ الـفّرنسي بـطّريقة لا يـفّهمها الـعـاملون و لا حـّتى الـزبـائن .
نـظّرت إلى اللـوحة الـكبّيرة التي تـّعـلو المـكـّان كـّان قـدّ كتب عليهـّا بـخـطّ كبير منسّق و جمـّيل مـطّعم
بـاستا الـمبتسمة ، وقفّت هي بالـخـاّرج حـّاملة عدّة منشـورات تـوزّعها على المـّارين بمنـّاسبة
الكريسماس القـريبة يـّقيم السيدّ باولو أطـّباقـا جديدة و تـخفيضـّات ،
ـ يـال حيـاتي التعيسة
رأت أحـدّ رجـّال مـارين بدا مـّريبـا لها يـرتدي معـطّفا أسود بالكـّامل و يـّضع نـظارتين بالرغمّ من أنهّ
فـصل الـشتـاء ، قـطّبت و رمـّقته بـكل إستغـّراب حـتى دّوى فـجأة صوت فلاّش كاميـرا ممـّا جّـعلها
تستـّغرب أكـّثر ، لمـّا يـلتقطّ لها صورة بالـرغم من أنها ليّست بذلك الجمال المدهش ؟
أتى رجـّل آخر و قـام بإلتقـاطّ صورة ،نـظرت إلى المـطّعم ثّـم عـادّت بـنظراها إلى أولائك المصـورين
حـّتى وجدّت أن عـددهم قـدّ تضـاعف ، ابتسمت ماري بفّرح و هي تـركّض عائدة إلى الدّاخل
ـ سيـدّ بـاولو ، سيـدّ بـاولو
خـّرج سيدّ بـاولو من الـمطّبخ و هو مقـطّبا حـاجّبيه دلالة على انزعاجه من صـّوتها العالي الصـاّخب ،
وقـّفت مـاري أمـامه و قـالت بسعادة
ـ سيدّ باولو هنـاك العـديد من الصحفيين الذّين يـلتقطون صّورا لمـطّعمك سـوّف تصبحّ مشهورا .
خـّرج بـاولو مسـّتغربـا يتفحّص الأمر و بـّرفقته عديد من العـامّلين ، حـّالما فـّتحوا الـباب دّخل العـديد
من الصـحافيين متـدافعين فيما بينهمّ حتّـى وصـلوا أخيـرا إلى مـاري الـواقفة بكـّل حيـّرة ، إنّ كـانوا
هنـا من أجّل المـطّعم فـلماذا تجاهلوا السيد بـاولو ؟
ـ آنسة مـاري روبرت ما هي عـلاقتك بنايت آل لبير و كيـّف إلتقيتما ؟
ـ هـل صحيح أنّكما مخـطوبان و منذّ متى ؟
ـ كـّيف رضى سيـد نايت آل لبير بـتـكوين عـلاقة غـرامية مـعكّ أنـت شـابة ذّات المستوى المعيشي
الـمحدودّ و الفـقير ؟
ـ هـّل قـمت بابتزازه ؟ إغـّوائه ؟ ما الذّي فـّعلته كيّ تـّحصّلي على مقـّعد الذّي كافحتّ من أجـّله أفـّضل
النـّساء ؟
نـظّرت إليهم مـّاري بـعدم استوعـاب للحـظات ثـمّ ابتسمت بـإرتـباك بينمـّا هي تـهز يدّيها أمـامهـّا ذات
الـيمين و الـشمـّال دلالة على الـتوتر ، قـالت متلعثمة
ـ لا .. أعني أنـا ، حسنـّا .. نـايت هو كمـا تـعلمون ، إنـهّ ذلك .. أجـّل نوعـّا ما .
استـدارت و ركـضت بـأقصى ما تمتلك من قـّوة نـاحّية المـخـّرج الـخاّص بالعـمال فـوقّف سيدّ بـّاولو أمـّام الـمخّرج
رفقّة العمـّال مـّانعّا إيـّاهم من التـّقدم و قـد ّ صـّرخ بـّلكنة إيـطالية حـادّة نـّاحية ماري
ـ اسـّرعي بالمغـّادرة
لكـّن ذّلك لمّ يمنعـّهم من إيجـّاد طـّريقة أخـّرى خـّرجت إلى زقـاق مـظلم و خـّلفها الـعديد من
الـصـحافيين ، تـّسلقت سـلمّ الـطوارئ و صـعدّت إلى الـسقف ثـمّ أخـذّت تـركّض مسرعة و هي تـّنـظر
خـّلفهـا لم تـستـطـع أن تـضلل أحـدّا ،
نـّظرت إليهمّ ، كـّان عـّددهم يـّفوق العشـّرة و جـّميعهمّ يـحمـّلون أوّراق و قـّلم أمـّا الأقلية فكاميـّر
ا كبيـّرة تسـّاعد على تصـّوير كـّل شيء .
بـّلعت ريـّقهـّا بـّصعوبة و هيّ تتخـّيل ردّة فـّعل نـّايت مـّا إنّ تـّمّ أخـذّ مقـّابلة بـدونّ عـّلمه ؟ قدّ يسـحّب
المـّال و قـدّ يـّقومّ بشيء أسوء من هـذّا فـّهو ليّس بالشخًّص الـلطّيف . همسّت بّقلق عـّارم
ـ سّوف يّقتلنّي
فجـأة أعترى العـّزم مـّلامحـّها و هّي تنـّظر إلى الأسـّفل ، ابتسـمّت بتـحدّي و عـّادت تنـّظر نـّاحية الصّحافيينّ ،
لـّن تـّدع الـ 500 مـلّيون دّولار تـّضيعّ من بينّ يديّها حـّتى لو عـّنى ذّلك القـّفز من الـطّابق الثـّالث .

انتهـّى الشـّابتر ـ أتمنـى يـكونّ في المسـّتوى ـ



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 09:14 PM   #12
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




لقـّاء بـوالدّي في القـّانون





فـّي تـّلك اللـحظة انـّتاب مـّاري تفكـّير جـّنونّي بالقفـّز ، من الطـّابق الثـالث نـّاحية الأسـّفل غـّير مـّعيرة
عـّواقب أّي اهتمام يكفيّـها فـكـّرة أخذّ الـ 500 مـّليونّ دولاّر من بينّ يدّيهـّا و يكفـّها فـكّرة تـّخلي نـّايت
عنهـّا و ضيـّاع فـّرصتهـّا في تسـّدينّ دّيون والدّها ،
عـّقدت العـّزمّ و قفـّزت بـّجنـّون و هـّي تصـّرخ ممسـّكة بـطـّرفة فستـّانهـّا ، لتـّسقطّ على حـاّوية القـّمـّامة
فـأسّرعت بالوقّوف و الـّخروجّ سـّعيدة لأنهـّا نـّجت من المـّوت الـحتـّمي ، لكـّن و بـعدّ خـّروجّها تـّعثرت
بقّشرة مـّوز فيّ الأرض فـّسقطّت على وجـّهها بـكـّل قـّوة ، سمـّعت أصـّوات المـّراسـّلين و همّ يـّتذمرونّ
بـكـّل أسى
ـ لا مسـتحيل.. المقـابلة الحّصرية
ـ كيـّف تـمّ هـذا ؟ آنسة مـاري هل كـّنت تـمارسين ريـاضة الجمـّباز في صـّغرك ؟
وضـّعت مـّاري يدّها على قـّلبهـّا و هـّي جـّالسة على الأرّض لا تـّقوى قـّدميهـّا على رفـّعهـّا ، فجـأة أتـّى
رجـّل مـّا من الخـّلف و قـّام بـّحمـّلها من خصـّرها مسـّاعدا إيـّاها على الوقـّوف ثـمّ اختفيا خلف زاويـّة
فّي زقـّاق مـظّلم ،
ـ تـّبـا لقدّ إختفت ، لننقـسمّ هيـا لنّ أدّع مقـاليّ يـرحّل عني بهذه السـهولة
تنهـدّت ماري بـراحّة بـعد أن رحـلوا ، استـدارت هي تـشكـّر منقـذها لكّن الكـلمّات أبت أن تـّخرج ، لـمّ
يـكنّ سوى كـايل .. الشـّاب الذّي لا تـّرغب أبدا بـاللقـاء به مجددا ، قـال بـهمسّ
ـ كـنت متـأكدا أنني أعـّرفك ، فتـاة المـقهى سـأخبر زوجتـك أليس كذلك ؟
رمقـته ماري بنفور و أبـعدّت ذراعه عنهـّا مبتعـدّة بـعدّ أن تـمتمت بـبضعة كلـمّات شـكّر لكـّن كايل لمّ
يـتركّها و شـأنها بّل صـّار يسير بجّانبهـا و على فـمه ابتسـامته الخـبيثة المعهودة
ـ أردّت أن أتـأكدّ بنفسي من خـطيبة نـّايت بـعيدا عن الإشـاعات
ـ أهـا ؟ إذّن بـعدّ تـأكـدّك أيمـكنكّ الـرحيل ؟ لأنه لـدّي عمل مـهم كمـّا تـّعلم
تـّوقف كـايـل أمـامهـّا و نـّظر إليها من الأسـفل إلى الأعـلى ثـمّ هـز رأسه نفيـّا دلالة على أنه لا
يصـدقهـّا ، نـايت من المـستحيل بـل من سـّابع المـستحيلات أن يـتـخـذّها كـخطيبة لأن ذّوقه لا مثـيل له و
هـذه الفتـاة تـبدوا كالـمتسولين تـماما ، قـال بـشكّ
ـ مـتى إلتقيتمـّا ؟ و كيـف تـمّ الـلقـاء ؟
ـ لـست مـضّطرة لأن أجـّيبك ،
ـ أنـّا ربـما لا لكّن مـضـطّرة لـقول الـحقيقة في النهـّاية ، كمـّا أنني لمّ أتي لأراكّ فقـطّ بل لأخـذّك مـعي
أيـضـّا ، فـقدّ طـّلب الـجدّ بـحضـّوركّ شخصيـّا
ـ حقـّا ؟ أنـا لا أصـدّقك
ـ و أنـا لا أصـدّقك أيضـّا بـهذا نـحن متعـادلان لـذّا تـعالي مـّعي
تنهـدّت مـاري و القـّلق يـعتريهـّا، كـّايل بذات لا تـستطيع تصـديقه .. بـعدّ مشـاحناته مع ويـليام قـدّ يكون
هـو الـعـدّو الذّي يـجّب عليها الإحتـراس منه لكّن مـادامّ هـذا طـّلب الـجدّ فـلا تـستطيع الـّرفض ،

استـنتـجّ من خلال صـمّتها أنـها مـوافقة لذّلك سـّار أمـامها و هي خـّلف بـكّل بـطء ، إتجـها إلى سيـارة
سـوداء مـركّونة قـريبـّا و مـضللة أيـّضا .

/

تـلكّ الـليـلة كـّان الـقـّصر مـّظلمـّا على خـّلاف يـّوم الـحـّفـلة لـمّ يـكّن هنـاك أي أثـّر للحيـّاة بـهّ خـّالـيـا و
مـوحشّـا ، مـرّعبـّا و مخـّيفـا حـّيث يـعيش أفـرادّ أسـرة أل لبير
أشـهـّر عـّائـلة عـّرفـتها لـنـدّن و أمريـكـّا بـأكـّملها ، يـتولى الجـدّ قيـادّتها و تـّسير الـسوق كمـّا يشـاء و
إبنيـه أيضـّا . بـّلعت مـاري ريـّقهـا بـّتوتر ثـم إنـحنـتّ لـتفـركّ ركـّبتيهـّا ، تـقـدّم كـايـّل منهـّا و نـظّر إلى
سـاقيهـا قـال بـسـخرية
ـ بالمنـاسبة الـقفـّزة لـّيست سيـئة أبـدا ، حينـمّا رأيـّتك أكـادّ أقـسمّ أنكّ كـّنت تـطيرين
ـ هـذّا ليس مضـحكـّا لقـدّ كـنت في مـّوقف حـّرج فـعلا و كّان عـقلي فـّارغـّا لذّلك لمّ أحّـاول أن أفـكّر
أبـدّا فـأسـّرعت بالـقفـز
ـ مـجنـونة
نـظّرت إليه مـاري بـغـّضب فضـحكّ ، أخـّرج مـنـديله من جيبّ قـميصه و مـسحّ بـقعة الـوحّل على
وجـهها ثـمّ مشـطّه الـخّاص و قـام بـترتـّيب شـعـّرها الأشـّعث قـليلا ، إن رأى الـجدّ مـّاري في هـذه
اللـحظة فـحتمـّا سيـصّاب بسـكتة قـّلبية ، تـبدوا فـعلا كالـشحـاذين
تـّبعته و هـذه المرة لمّ تلتـفت لتـلكّ الـتحف الأثرية الثـمينة أو تـلكّ اللـوحات الـمشهورة، نـظّرت بقـّلق
نـاحّية أحـدى الـغـّرف في الـطّابق الـثاني حيـّث كـّان يسـّمع صـوت خـطواتهما الـهادئة ، قـّالت بـتوتر
ـ كـايل ، سـأنـادي نـايت
ـ لا فـجدي يـّرغب في رأيتكّ لـوحدكّ
ـ لكّـن ، أريـدّ نـايت
تـّوقف أمـّامهـّا فـظهر طـّوله الفـّارع ، إنحنـى نـاحيتها و وضـّع ذراعيه حـّول كـّتفيها حيّث لا تـّبعدّ عنهّ
سـوى سنتمتـّر أو ثلاثة ، كـّان شـّعره مـّرفـوعـّا بـكّل أنـّاقة للأعـلى فتـّظهر عينيه النـاعستين و
الـخبيثـتين ، قـال بهمـّس سـاحّر
ـ ألا أكـفيكّ أنـا ؟ لمـّا لا تــتّركي نـايت و تـأتي إلي ؟
وضـّعت يديهـّا على وجههـّا بـخوف عنـدّما إنحنى أكثـّر لكـّن سمـّعت صـّوتـا آخـّر ، أنثوي و ذّو نـعومة
صـّارخـة تّضع مـّاري جـّانبا
ـ كـايل ، تـّوقف عن المـزاح مع الفتاة الصـغيرة
ضـحكّ كـايل و إقترب من إليـزابيثّ ثـمّ أحتضنها بـخّفة ، نـظرت إليهـمّا ماري بـعدّم تصديق كـّيف لها أن
تـّرى زوجها يحـّاول تقبيل إمـرأة أخرى و لا تـزاّل مبتسـمة ؟ تـأففت مـّاري بـّضيق من وجودهـّا
بجانبهـّما و اسـتغلت انشـغالهمـّا ببعضهما البعض لتـّدخل إلى نفس الغـّرفة التي كـّان بها نايت سـّابقا

لمّ تـستـطّع أن تـّرى شيـئا فـالظلام دامّس و الـبرودّة تعّم الأرجاء كمـّا لو كـأنّ هذه الـغّرفة ليست جـزءا
من هـذا الـقّصـّر ، اقـتربت ببطـّء و وّضـعت يديّها على الأريكة .. خـائّفة من نايت لكّن مـّرتعبة من
الـمواجهة لوحـدّها ،
سحـّب ستـائر نـافذة التـّي تمتدّ من أعلى الجـدار إلى أسـّفله و ظـّهر ذلك الـقمـّر الذّي ينـّير سـماء فـأنـّار
بـدّوره القـليّل من أرجـاء الـغـّرفة ،
كـّان واقفـّا بـعيدّا عنها لمّ يشعر بدخولهّا و يـطّغى حوله هـّالة من بـرودة و تعاسـّة بـطّريقة مـّا ، عينيـّه
الحـّادتين قـدّ خفتّ خـطّرهمـّا و همـّا تراقبـّان لمـّعان الـنـجّوم بينمـّا تـّقوس حـاّجبيه قدّ اختفى فكـّان
وجهه تبـدوا عليـّه ملامـّح حـّزن عـمّيق ، شـّعره الأسـودّ الحـّريري انسـّدل على جّبهته بينمـّا بضعة
خصـّلات تتّراقّص مع الـّريـاح كـأنهّ أميـّر من العـّصور الـوسطّى .
حينهـّا تسـّللت أفـكاّر عـدّة إلى رأسهـّا ، لمـا يعيـش وحيـدّا ؟ لمـّا هو هكـذا ؟ ما سبّب حـّزنه ؟ استـدار
بـهدوء و بـّرودّ قدّ عـاّدت نـظّرته الـخطيرة إلى عينيهّ ، قـّال بـهدوء
ـ ما الذّي تـّردينه ؟
ـ نـايت ، سيـدّ نـايت .. لقدّ أحضـّرني كـّايل لأنّ سيدّ آل لبيـر يـريـدّ مقـابلتي و أنـّا لا أعـّرف كيـّف
أتـّصرف
تنهـدّ و تـقدّم نـّاحيتهـّا و عنـدّما وصّل فتّح في نفّس اللـحظة بـّاب غـّرفته بكل قـّوة ليـّظهر كـايّل الذّي
يبـدو عليه الـغّضب ، لمّ يتـّوقع وجودّ نايت هنـّا بالمنـّزل فـهو لا يـعودّ إلا نـادّرا ، نـظّر إلى مـاري التّي
اختبـأت خّلف نايت . زفّر بـغّيض
ـ جـدّي يـّريدّ رؤيـة ماري لذا دّعني أخـذها
رمقـّه ببـّرود ينـّافس الصـقيع في شدّته ثـمّ إرتـدّى قـميصه بـعدّم إهتمـام و أمسـكّ بيدّ مـاري ، كـادّ أن
يـمّر لولا أنّ كايل وقف في طـّريقه و هو يـّقول بحدّة
ـ ألم ّ تسمّع ؟ هل أنت أصمّ ؟ لقدّ قـلت لكّ أن جـدّي يـريدّ رؤية مـاّري و لوحـدّها
تقـدّم نـايت ناحيتهّ ثم همس بشيء في أذنه جـّعل كايل يـجّفل ، نـظّر إليه بـحقدّ و استدار عـائدّا من حّيثما
أتى ، سـّارا في رواق طـّويل ثـم تـّوقف عندّ المصـعدّ ، ضغـطّ على زّر مـّا و فـّتح ليدّخل الاثـنين ،
ـ نـايت هـّل هو مـّوافق مبـدئيا ؟
لم يجب كعادته فهو قليل الكلام لا يتحدث إلاّ للحاجة ، فتـح المصـعدّ فظـهر رواق طـويل و عـّريض يمتـدّ
إلى غرفة وحيـدّة فقط ، اتجـه إليها نـايت و دّخل خـّلفه ماري
مكـّتب كبيـر و تـحّف فنية مع مكـّتبة واسـعة و تشـمل جميع الميـادين ، في كرسي جـّلس عليه رجـّل
تبدوا عليه صّفـات الصـّرامة و الحـكّمة ، لهّ أنف سليل كالسيـّف و بـّشرة بيضـّاء لمّ تـخلوا من
التجـّاعيد مـّع طـّول فـّارع ظـّهر عليه و بالـرغم من جلوسه

تـقدّم نـايت ناحيـّته و لمّ يكنّ مبـاليـّا بهـالة الكـّبرياء و الجدّ التي طـّغت على المكـّان بـأكمله ، جّلس
على أريكة منفردّة ثـمّ قـال ببرود
ـ لقدّ سمـّعت من كـايلّ أنك طـّلبت رؤية خطيبتي ، فهل هنـاك خطـّب ما ؟
ـ أريـدّ رؤية خطيبة إبن ابنتـي فـهل يستدعي ذلك خطبـا ؟
رمـقه نايت بحـدّة و قـدّ صـّار رفـّضه التـام لهـذه المقـابلة واضحـّا تمامـّا فـبادّله جـدّه نـظرات بنفس
الحـدّة و الخـطّورة ، اقـتربت مـاري بـتوتر عـاّرم و هي تـّنفض الغـّبار عن ملابسهـّا ، انحنـتّ بلبـاقة
للجـدّ و هي تمسـكّ بفستانهّا من الجـّانبين ، و قـّالت بإرتبـاك
ـ مرحبـّا أدعى مـاري روبرت و إنـّه لشّرف لي لقـّائك وجهـّا لوجه سيـدّ آل لبير
ـ بالـطّبع سيكونّ شـّرفا الآن دّعنـا من التـمّلق و لنـتّحدث بجدية ، نـايت أريدّ تصّريحـا شاملا لمـّا يحدث
هنـّا
اتجـهـّت ماري لنايت و وقفـّت بجانبه ، لابدّ أنهّ غير راضي بهـا كـخطيبة لنـايت فتحـدُّث الأخير بـهدوء

ـ لقدّ نفـذّت مـّا أمرتنّي به ، و هـذّا لا يحـّتاج إلى شـّرح
سيدّ آل لبير : أجـّل و أنـّا سعيـدّ لذّلك لكـّن لّيس بـهذه الـطّريقة المفـاجئة ّ أنّ تـّختـّار فـّتاة من الـعدّم
لتـّكون كـّنتيّ و حـّاملة اسمّ آل لبيّر ، نايت إذّا كـنت تفعل هـذا من أجـّل كايل و إليـزابيث عنـدّها أنـّت
جبـان فـعلا لتنسـّاق خلفهما
أحكم نايت الإمساك بقبضته لدّرجة ابيضاضها و قـدّ ظهـرت عـليه ملامـحّ الـغّضـب و السـخـطّ الشديد ،
كيـّف لا و جـدّه يّصفه بالجبـّان ؟ قـال بـحدّة
ـ لنّ أنسـاق خّلف تصّرفات الأطفـّال طبـّعا أو تـظنني بهـذا الانحـطاطّ و البـلاهة ؟ أنـا أردّت أنّ تـكون
مـاري خطيبة لّي لأننّي أريدّ شخصـّا بجانبي و كـّان الوقت قدّ حان للانتقـال إلى المرحلة التالية من
علاقتنـّا
تنهـدّ بقلة حيلة ثمّ نـظر إلى ماري ، كـانت تبدوا لطـّيفة من اللمحة الآولى و عـّثة الملابس كمـّا أنّه
يبدوا عليها نوّع من الغـباء ، قـال لها فجـأة
ـ إن كـّنت تّـريدّ مني تصـدّيق أنكمـّا فـّعلا تـّعرفـّان بعضكمـّا قـّبلا فأجيبيني كيـّف التقيتما ؟
تـّعلثمت مـاري في كـّلامهـّا و كـادّت أن تـّرد لولا أنّ نايت قدّ سبقها في ذلّك ،
ـ في نـادّي ليلي ، كـّنت بّرفقة ويليـامّ و كـّانت هي نـادّلة قدّ سكبت عن طريق الخـطأ كـّأس نبيذّ على
سترتيّ
ـ حقـا ؟
ـ نـعمّ ، أردّت الإنتقـام منهـّا بـطريقتي الخـّاصة فقمـّـت بطـّردها من جميـع الأماكن التي أرادت العـمل
بها أمـّا هي فلمّ تستسـلمّ فكـاّنت تحـاول بإستمـرار و هـذّا ما جذبني نـاحيتهـّا
ـ آهـا ؟ إذّن كيـّف لك يا ماري آن تحبي شخصا أراد الإنتقام منك ؟
ارتبكـّـت ماري ثـمّ قررت أن تجيبه دونّ خوف أو قـلق
ـ ليسّ تمـاما ، كـنت أكرهه في البـداية لكّن وجـدّت نفسي أنـجذّب ناحيته دون أدراكّ مني حتى وقـعت في
شبـاكه
احمرت وجنتيها من الخـجّل و تـلعثمت في كلماتهـّا ، ممـّا جعل الجـدّ ينهي و لو حتى القليل من شكوكه ،
طريقة لقائهما قدّ تكون صحيحة لأن هذه هي تصّرفات نايت و كبريائه العاليّ أمـّا حبّه لهذه المدعوة
بماري فقدّ يكون كذبا ، قال فجـأة
ـ هل تحبها أنت يا نايت ؟
أجابه بهدوء و برود : أن أحبهّا هو شيء يخّصنا نحن الاثنين فقط ، المهمّ هو أننّا مرتاحين مع بعضنا
البـعضّ ،
تنهد الجد بيتر بقلة حيلة و أشـار بيده فوقف نايت و معه ماري ليغادّرا ، جملته تلك ، أجل هذا هو نايت
و لم ّيتغير ، أمسكّ رأسه و هو يهزه يمينا و شمالا ثـم قال بتعب
ـ لمّ يكن تربية أبنائي بصعوبة تربية أحفادهم

/

فيّ قـاعة واسـعة المساحة ، كـانّ يقف الأستـاذّ حـامّلا الميكـروفون بيدّ و يكـّتب بواسـطة الأخرى على
اللـوحة شـارحّا أسس الشـّعر الفـرنسي ، من أجـّودّ الأشـعار الذّي عّرفها العشـاق

في خـّلف تمـاما كـّانت ماري مـّرتدية فستانـّا أبيضّ بسيطّ مـع ستّرة من قمـّاش خفيفة ذات اللونّ
الـوردّي ، شـّعرها البني القـّصير رفـعّت نصفه على شـكّل وردّة و تّركتّ النصف الأخر حّرا ، بجـّنبهـا
زميـلتها كليـّر الشـابة الأكّثر جـّاذبية ،
انتهت المحـاضرة فـرّفعت مـاري دّفترها و أقلامهـّا لتـّضعهم بدّاخل حقيبتهـا الصغيرة ، تـّوقفت فجـأة و
قـّالت بإستـدراك
ـ آهـ كلير هـّل يمكنني إستعارة حاّسبك المـحمول ؟ لقّد نسيتّ أن أنقـّل بضعة ملاحظـات ؟
كـاّنت كلير مستعدة لرحيـّل لكّن تـحدّث ماري معها جّعلها تتوقّف قليلا و تـؤجـّل موعـّدها ، تنهـدّت و
وّضعته أمـّامهـّا ثم قـالت باستفسـار
ـ مـاري ، لقدّ قـال آرثـر أنـه رآكّ في حفـّل زفـاف كايل آل لبير و إليـزابيث هل هـذا صحيح ؟
ابتسمـت ماري بـلطّف و لمّ تـكّن عينيهـّا على ملامحّ كليـر ، فقدّ كـّانت منتبهة جـدّا لنّقل كيّ لا تخـطأ
لأنهـّا لا تمتـلكّ القلم المصـححّ ،
ـ نـعمّ ،
جـّلست كليـر أمامهـّا و ودّعت موعدّهـّا بلا مبـّالاة ، لابـأس سـّوف تـعوّضه غـدّا أو الليـلة لكّن مـّاري
نـادّرا مـا تـّبقى في الجـامعة بـعدّ المحـاضرات و هذه هي فّرصتهـا كّي تسـألها عن مـدّى صحـّة
الإشاعات و الأقـاويل المـوجودّة في الصـحّف المحلية
ـ حقـّا ؟ كيـّف إستـطّعت الدخول و أنـّت مفـلسون ؟ فحـّتى نحن عـائلة الغـلوريّ لمّ نستطـّع الحصـّول
على دعّوة و آرثـر دّخل فقطّ لأن من إصطحّبها معه قدّ دّعته ليكون رفيقـها ؟
تـّوقفت ماري عن الكتابة و نـظرت إلى كليـّر ، قـّالت بهدوء
ـ بـذّكر هـذّا ، ألم تقـولي يـا كلير أنّ لآرثـر رجـّل مـّرتبطّ و هو متّزوج ؟
كليـر بإرتبـاك : أحقـا ؟ نعـمّ و تلـكّ هي
تنهدّت ماري ، قدّ تكون حمـقاء في معـظم الأحيـّان و بـلهاء في أسـاليبّ الحيـّاة لكنهـّا ليست بذّلك الغباء
لتصّدقّ كذبة واضحـة مثّل هذه ، إنّ كـّانت هي و أخيهـا لا يّرغبان بأختهـا هي فـيجّب عليهما قّول ذّلك
مبـاشّرة دّون اللجوء إلى طّرق ملتوية ، سّمعتها تقّول مجددا
ـ دّعينـّا منـّه ـ لمّ تـخبريني كيّف إستطّعت الدّخول ؟
أغـّلقت الحّاسوب المحمول و وضّعت أشيـائها بداّخل حقيبتهـّا ، كـّان واضحّ من خلالّ نظراتهـّا أنهـّا
إكتشـّفت كذّبة كليـّر ، قـّالت بخفـّوت
ـ أتعـّرفين نايت آل لبير ؟
ـ نـعمّ و من لا يـّعرفه ؟ مـاري لا تخبريني أنـّه هو من أعـطاكّ دعوة ؟
رمّقتهـا باستهـزاء ، هلّ يصّعب عليهـا أن تـّصدّق بـأنّ فتاة مثلهـّا فقـيرة و لّيس لهـا أيّ خّبرة مسّبقة قدّ
تـّعرفت بشـّاب مثـّله ؟ ابتسمـّت بلطّف و قـّالت بوداعةّ
ـ إنـّه زوجي المستـّقبلي
وقّفـت كلير بصـدّمة ، هـذّا غـّير معـّقول .. لقد ّقـرأت في ّالصحـف أن لنـايت خطيبـةّ خّفية تـدّعى ماري
روبـرت لكّن أن تـكون هي مـاري ، مـاري التّي تعرفهـا لهو أمر مستحيـّل ، كيـّف لفتاة مثّلها محدودّة
الإمكانيات و الجـمّال أن تتّعرف بّشخص مثله ؟ ، و مـا إنّ ألتفت لتـّستفسر مجـددا منها كـّانت الأخرى
قدّ رحـّلت
/
فيّ إحـدى المـّلاهي الليـّليةّ ،
كـّان هنـاكّ شـّاب ذّو شـّعر بنّي نـّاعم مصّفف بكـّل أنـّاقة للأعـّلى مـّع عينينّ ناعستينّ تجـّذبـّان الكثـّير و
الكـّثير من الفتيـّات ، يـّرتدّي بنطـّالا أسودّ مع حـذاّء ريـّاضي و قميّص خفـّيف جـدّا أبيّض اللونّ لتظهـّر
عـّضلاته ،
يمسـكّ بيدّ سيجـاّرته الأخيـّرة و الأخرى كـأّسـّا ، كأّنّ مـّثـّالا لرجـّل اللا مبالي .. تـّقدمّ منهّ صدّيقه و
صـّافحـّه بحـّرارة ثـمّ قـّال بـلهجة مشـاكسة
ـ مـّا رأيكّ بالمـلهى الذّي افتتحته ؟ أهـّو رائـّع أم مـاذا ؟
ـ جميـّل لكنّ ينقـّصك الـزبـّائن
ضحكّ مـدّير بّصوت عـّاليّ ثمّ وضـّع يدّه على كـّتف ذّلك الشـّاب و غمـّز لهّ قـائـّلا
ـ أعـّلم و لهـذّا استدّعيت المـّثيـّر آرثـّر ، هـذّه مهمتكّ أنـّت
ضحكّ الأخيـّر بغـّرور و قـّال محدّثا صدّيقه
ـ دّع هـذّا ليّ إذّن ،



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 09:16 PM   #13
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




ـ المسـّرحية و الـدّمى ـ




نـّور تلفـّاز المـّوضوع ّ على قـنـّاة بهـّا فيـلمّ رومـانّسي أمـّامه تـلكّ الـشـّابة تـأكّل المـثلجـّات
و الحمـّاس بادّي على ملامحّ وجهها الطـّفولية
لـمّ تستـطّع النـّوم و تّفكيـّر في مستقّبلها المجـّهـول يؤرقـهّا ، تـورطّهـا مع عـائلة آل لبير جّعلهـا تـحّرم ّ
من الـراحـّة و كلّ ما يجـّول في رأسهـّا هو متـّى الـخـطّوة التالية ؟ مـتّى يأمرهـّا نايت بـّفعل شيء مـّا
؟ لذّلك قـّررت أنّ تـّقوم من على سريرهـّا و تتـجّه إلى التـلفـّاز أنيس وحدتهـّا
و بالـرغمّ من أن قـّصة الفلمّ رائـعة تمّس جـوانّب عدّة من الحـّياة فـمـّاري لمّ تلقي لهـّا بالا و عـكّس
مـلامحّ وجهها المتـحمّسة كـّانت دّقـات قـّلبهـّا تنبـّض خـّوفـّا ، إنهـّا ماريّ الفتاة التّي بـٌّقت ثـمانية عشـّر
عـامّا تستـجمّع شجـّاعتهـّا لتغـادّر المنـّزل لكنهـّا طّردت منه و عـّامين محـّاولة تـّوضيح لكـّنهـّا طّردت
مجددا منـّه ، و هـّل يعقل أن تـّستطيع مجـّاراة مهمـّا كانت خـطّة نايت ؟
قـطّبت حـّاجبيهـّا و هي تـأخـذّ قضمة أخرى ، لاّ طّبـعا لا .. تـّعلم ذلكّ و هو يـّعلم هـذّا لكـّنها لا تستـطّيع
الاستسـّلام الآن خصـّوصـّا بـعدّ أخـذّهـّا الخمسين مـّليون دولار لتسـديدّ ديون والدّها و في النهـّاية فـّلور
لمّ تـأتيّ لتعيّش معهـّا ، إنهـّا مجـّرد غفـّوة أخرى تسـقطّ بهـا
فـكّرت قـليـّلا ، لا لـّيست غـّفوة و لا خـطـأ في النهـّاية هي خـّلصت والدّها من الدّين و بالـرغمّ من أنهـّا لا
تـحّبه فهي لا تـّكرهه أيضـا ، هيّ بكل بسـاطة لن تستطيع التـّخلص من رابـّطة الدّم التّي تجمّعهمـّا .
وّقفت و إتجـّهت إلى الـّشرفة المـّوجودّة في صـّالة الاسّتقـّبال ، كـّان بهـّا وّردّ جمّيل الـرائـّحة قّررت أن
تقّوم بـّزرعه عنـدّما أدّركت أنهـّا لا تستطيّع تحمل مسـؤولية تّربية حّيوانات أليّفة ، جـّلست فّي ذّلك
الـكّرسي الـهزاز الّذي وّضع عـليه ملاءة قـدّيمة صّوفية ثّـم رّفعت قـّدميـّها على سّور الـشّرفة و أغـّلقت
عينيهـّا فتـراءت لها ّ صـّورة نـّايت عنـدّ نـّافذة غـّرفته و القـمّر قـدّ أسدّل ستـّار ضـّوءه عليه فإبتسمت
بـحالمية كعـّادتها
ـ وسيـمّ و جـذّاب جـدّا
ـ من هـّو هـذّا ؟
فّتحت عينيهـّا بدهشة و استـدارت مّسرعة مسـّتقيمة في جّلستهـّا إلى حّيث مّصدر الصـّوت ، رأتـّه يـّقف
بكـّل ثقـّة و بـّرود ، يـّرتدي معـطّفا متوسطّ الـطّول رمـاّدي اللـّون مـّع قـمّيص أسـودّ خّفيف و وشـّاح
بـنّفس لونّ المـعطّف مع سـّروال جينز أزّرق و حـذّاء ريـّاضي، تحّت عينّيه تـّوجدّ هـّالات بّنفسجية قّليلة
أخّفاها بخّصلات شّعره التّي انسدلت على وجهه كالعـّادة ، سـحّب كـّرسيـّا و جـّلس ثـمّ نـّزع القفـّازات من
يـدّيه و هو يقـّول بـبحّة و خـّفوت
ـ قـّهوة سـوداء مـّع مـّلعقة من الـسكّر
ـ آ حـاّضر
أسّرعت إلى المـطّبخ و حـظرت القـّهوة سـّريـعّا بينمـّا هنـاكّ سـؤال يـدّور في رأسهـّا ، كيـّف دّخل إلى
شّقتهـّا و هي متـأكدّة من أنهـّا أغلقتهـّا بالمفـّتاح ؟ هـّزت كّتفيهّا دلالة على عدّم الإهتمـّام ، لّيس هو
الشّخص الأول الذّي يدّخل بدّون إستئذّان ،
وضـّعت كـّوب القـّهوة أمـّامه على تّلك الطـّاولة الصّغيرة ذّات الـزينة و إعتـذّرت لتـأخّرها ، جـّلست أمـّامه
على الكّرسي الهـّزاز و رّفعت قـدّميهـّا لمّستوى صّدرهـّا محّتضنة إياهمـّا أمـّا عينيهـّا فكـّانتا تـّراقّبان
بـفّضول نـايت
كّيفية إمسـّاكه بالفنجـّان ، طـّريقة إرتشـّافه القـّهوة ، نـّظرته ذّات الكـّبريـاء العـّالي ، كـّل شيء به مـثـّالي
ـ مـّا رأيكّ ؟
رّمشت مـّرارا و تكـّرارا ثـمّ قـّالت مـّتعـّلثمة : أرجـّوا المـعذّرة ؟
ـ ألّست كّنت تتفّحصنني تـّوا ؟ أردّت أخـذّ تـّقييمك
إحمـّرت وجّنتيهّا من الإحـّراج و أطـّرقت بنـظراتهـّا للأسـّفل بينمـّا هي تـّلعب بـأنامّلها دّلالة على تـّوترها
فـّرمقهـّا نايت بغـّيض ، هـّل هي بـّلهـاء ؟ أمّ هو قـّال مـدّيحا تّوا ؟ زّفر ثـمّ قـال ببـّرود
ـ لا يـهمّ ، لقدّ أتيت لأنـّاقش بّضعة أمور ، أوّلهـاّ هيّ هـذه التـمثّيلية .. لا أعـّلم كّم ستـّدوم و لا كيّف
سينتهّي المـطّاف
لمّ تـّعلم مـاريّ لما شـّعرت حيّنها بنوّع من عدّم الاطمئـّنان فـأخذّت تتحدّث بصـّورة متوتـّرة و خاّئفة
ـ ما الذّي تقّصده ؟ هـّل لا تعـّلم حقـّا ما هذه المـدّة التّي يجّب فيهـّا أن نـّلعّب دّور المتحـّابين ؟ أقـصدّ مـاذّا
إنّ اضطررنا للقّيام بهـذّا إلى الأبد ّ ؟ أو مـاذّا إذا تـّم كّشفنـا ؟
ـ لمّ يـحدّث ، لأنـكّ سوف تـّقـومينّ بإحـتّراف التـمّثيلّ و إتـّقان دّوركّ لدّرجة المثـّالية
تقـدّم منّهـا ثـمّ إنحنى بـكّل هدوء لمّستوى وجههـّا ، عينيه داكـّنتينّ تجّولانّ بكـّل بّرود حـّولها منّ
ابتسـامّتها المـّرتبكة إلى حـّاجبيهـّا المـّعقودين بكـّل تـسـاؤلّ إلى نـّظرتهـّا الخـّجولة ، وّضع يدّيه حـّول
كـّتفيهـّا وجـذّبها فيّ تـلكّ اللحـّظة سـّارعت ماّري للإبتعاد متـذّكرة ما حدّث في المرة السـابقة .
كـّيف أخذّ منهـّا قّبلتهـّا الأولى بدّون مشـّاعر .. كـّان يّرمقهـّا حينهـّا كمـّا لو كـأنهـّا و المـّزهرية واحدّ لا
يحـّركان بـّقلبه نبّضـات ، بينمـّا كّان هو يـّحاول أنّ يّجّرب رّدة فعلهـاّ فقط قـّال نـايت بّسخرية لاذّعة و
شدّيدة اللهجة
ـ قّبلة و أنت خـّائفة ؟ مـاذّا إنّ تمـادّيت أكثـّر هل سيـّغمى عليك ؟
أجـّابته مـّاري بـغّضب محّتقن كّيف لا يكّسوها الـغّضب و هو يهّين أحـّلامهـّا ؟ أمنيـّاتها التّي تخص
فـّارسّها ؟
ـ لا أنت مخـطئ ، القـّبلة لّيست مجـّرد قـّبلة .. إنهـّا تـلكّ اللـحظة التـّي تتـّولدّ فيهـاّ أشـّواقكّ تـلكّ الـثـّانية
التّي يـطّغوا فيّها حـبكّ على كّل كيـّانكّ فـتـّقوم بّتقبيـّل حبيبـكّ بـكّل رقـّة ، كـّل عـّشق و غـّرام لمشـّاركته
أحاسيـسكّ ، لجـّعله يـؤمنّ بأنّ قلبكّ لمّ يـعدّ ملككّ .. ليّصدق أنكمـّا صّرتمّا كيـّانا واحـدّ
إستنـدّ على الشـّرفة و هو يـّقابلهـّا ، إنهـّا تلهُّث كـأنهـّا قـامت بمجهـّود عـظيمّ .. شـّفتيها تّرتجفـّان و
تـوشكّ على البـكّاء فقطّ لأنهّ قـال أنّها لا تعنّي شيئـا ، أكـمّلت حديثّها بـتّوتر
ـ لا يمكنـكّ تقبيـل من تشـاء سـّاعة من تشـّاء ، و أنتّ تصّف قـبـلتّنا الأولى كمـّا لو أنكّ قبلتّ كّلبـا ازدرى
لعابه على ثيابكّ
ابتسـمّ بخـّفوت و همـّس قـّائـلا
ـ لقـّولكّ كلامـّا كهـذّا أنت مجـنونة و إنّ صـدّقت بـتّراهات مثـّل هذه فسّينتهي بكّ المطـّاف بـّميتة وحيـدّة
تعيسـّة ،
إنعكّس من خّلال عينيهـّا الزجـّاجيتن الصـدّمة الواضـحة و التّي حـّاولت إخفـائهـّا ، شـدّت بواسـطّة
قّبضتهـّا على فستـانّها و هيّ تقول بتّصميم
ـ لا أنـت مخـطأ ، أنـّا لنّ أمـّوت وحيـدّة .. سـأجـدّ شـخّصا أحبـّه و حـّين أفـعّل لنّ أتـركّه يغـّفوا عن نصـّب
نـظّري ، سـأقـاتّل من أجّل حبي أنتـظّر و سـتّرى
ضحكّ قـليـّلا إنهـّا متّرصدة و لوهـّلة ظنـّت ماّري أنهّ هو المـطّلوب ، من كـّانت تبحّث عنه لكّنهـّا استعادتّ
واقعهـّا عندمـّا رأتهّ يتجـّه إلى الصـّالة ، تـّبعته
ـ معتقـداتكّ و أنـتّ حرة لكّن لا تـّفسدي مخـططّي
ـ أجـّل أعـلمّ ، الآن أنا أوفّر روحيّ القـتالية من أجـّل حـّربكّ لذّلك لا تـّقلق لكـّن نـّايت .. مـا سبب هـذّه
التمثـيلية ؟
أجـّاب ببـرودّ و هو يـّهم بالـرحّيل : لّيس مهمـّا معـّرفتكّ بسببّ
ـ إنتـّظر لمّ ينتهي نقـّاشنا بـعدّ ،
أمسكته من ذراعه مانـعة إياه من الذهاب إلى أيّ مكـّان ، فـتّوقف و نـظّر إليهّا منتـظّرا ما ستـّقوله ،
عـّلت التصـّميمّ مـّلامحهـّا و هي تقـّول بجدّية
ـ أعتـقدّ أنني أستـحّق إجـّابة واضحـّة ، نـايت هلا أخبرتنيّ من فـّضلك ما سبب الذّي جـّعلك تـّقومّ بصنـّع
هـذه التمثيـّلية ؟
تّردد للحـّظاتّ ثمّ تنهـدّ و قـّال بـهدوء بينمـّا عـّقله مبحر فّي ذّكريـّاته
ـ إنهّ سـّر
فتـحّ البـاب مسـّتعدا و خرّج فإرتـدّت ماّري معـطّفها الأحمـّر و حـذّائهـّا مـّع وشـّاح خفيفّ بّسرعة مـذّهلة
و أغـّلقت الشـّقة خّلفهـّما ، فّرمقهـا نـّايت بغّيض و سـّارع في خـطّواته .. أمسكـّته مـّاري من ذّراعه و
إحتّضنتهـّا فيرى النـاّظر أنهـمّا فـعّلا حّبيبينّ و هـذّا ما لمحّته سيدّة فرانسيسّ عندّمـا كـّانتّ خـّارجة هي
أيضـّا حـّاملة حّقيبتهـّا و بّرفقتها كلا من السيدّ بول و ويليـامّ ، قـّالت بدّهشة
ـ يـا ألاهي هـّل هـذّه فعلا أنت مـّاري ؟ لا أصـدّق بـعدّ سنواتّ من فقدّان الأمـّل تجـّدينّ شابا و شديدّ
الوسـامة أيضـا ؟ ظننّت أنّه سينتهي بكّ المـطّاف في دّار المسنين بـعدّ عـجّزكّ عن العّيش لوحدّك
إحـمّر وجّه مـارّي من الـخجّل و تـّوردّت خدّيهـّا باللـونّ الـوردّي ، تـركّت ذّراع نايتّ و لمّ تلاحـظّ نـّظرات
الغـّامضة بينّ الصدّيقين ، قـّالت بإحـراج
ـ سيدّة فرانسيسّ توقفي عنّ هـذّا ، لقدّ أخبرتكّ سابقـا أنني أنتـظر الـرجّل المنـّاسب أم نسيت ؟ ثمّ لماذا لا
ينفك الجميع ذكر دار العجزة ؟
ـ أعـلمّ ممتـطّيا حصـّانه الأبيـّض و حـّاملا وردّة الأوركيد هـائمـّا الكـّرة الأرضيـّة بـّاحثـّا عنـك ، كلنـّا نعـلمّ
ابتسـمّ نايتّ بسخـّرية لمّ ليلمحـّها سوى ويليـام المـقطّب بشّرودّ ، إنهـّا لمّ تخبره هو فقـطّ بمواصفـّات
فـّارسهـّا و إنمـّا جميـعّ من تـّعرفه ، أو ليسـّت بلـهاء ؟ اقـترب من سيدّة فرانسيسّ و إنحنى بخفـّة مـّعرفـّا
عن نفسه
ـ أسـعدّ صبـاحكّ سيدّتي ، أدعـى نـّايت أل لبيـّر و أنـا خـطّيب الآنسة مـّاري روبرت .. تشـّرفت بـلقـائكّ
شـّهقت سيدّة فرانسيّس من الـدّهشة ، لّيس لأمّر الخـّطبة بّل لمـدّى لبـّاقة هـذا الشـاب الواقفّ أمامهـّا ،
كــّان جـذّابـا بـوقفـتهّ الواثقـّة و نـّظرة الكبـّريـاء مـّع شـّعره الأسودّ الحريري اللامـّع كسـوادّ الليـّل تمـّاما
، يـذّكرها بـالرجـّال الارستقراطيين قـدّيمـا فهـّو و بـطّريقة مـّا يـّتـركّ هـّالة من الجـاذّبية و النبـّل تـحومّ
حـّوله ، قـّالت بلا إستوعاب
ـ حقـّا ؟ لو كـّنت ثـلاثّّين سـّنة وراء لمـّا تـّركتكّ تـذّهب بسـّهولة ،
ضحكّ نايتّ بوداعـّة مصـطّنعة و هو يقبـّل يـدّها ثـمّ سـحّب ماري من كّتفيهـا و قـّال بابتسامة بـسيـطّة
ـ للأسـف يـا سيـدّتي فـأنـّا مـّرتبطّ ، الآن أرجـّوا المـعذّرة لقدّ وعدّت أن أخذّها لمـطّعم فـاخّر تـعويضـّا على
ما فاتنـّا
ـ أجـّل ، طبـعا .. أعـذّر سخـافتي
تـقدّم الاثـنينّ و خـّلفهـمّا ويـّليـام ، إتجـّه الثـلاثّة إلى سيـّارة سـوداء مـّركونة مـضللة .. فصـعدّ ويـليـامّ
خـّلف الـمقّودّ بـعدّ إنتـزاعه المفـاّتيح من أصـّابع نـّايت الذّي جـّلس بجـّانبه ، تـّوقفت مـّاري بـتّرددّ ،
خصـّوصـّا عندّما لمحـّت نـّظرات ويـّليـام الغـّير طـّبيعية فقـّررت أنّ تـأجّل أسـئلتهـّا إلى مـّرة أخرى ،
قـّالت بـتّوتر
ـ آ لقـدّ تـذّكرت أنهّ لدّي مـحـّاضرة الـيّوم بـعدّ سـّاعة لـذّلك أنـّا أعـتّذر ،
رمّقهـا نـّايت بـّبرودّ شديدّ ثـمّ إلتفت نـّاحية ويـّليـامّ الذّي يكـّاد يـّنفجّر من الغـّضب ، و قـّال بـّسخريته الـدّائمة و اللاذّعة
ـ و منّ كـّان يـّنوي أخـّذكّ مـّعه ؟ أنـّت من عـّزمت نفـّسك ،
نـّظرت إليهّ مـّاري بـّغيض ، هو منّ كـّان يـتّحدث عن إحتـّراف التـمثـّيل حسّنا يـّاله من ممثـّل بـّارعّ ،
قـّالت ببـّرود هي الآخرى مـحـّاولة تـّقليدّه
ـ لا تـّظن أنكّ تخّلّصت منـّي، لنـّا لقـّاء أخـّر ، وداعـّا ويـّليـام
و حـّالمـّا أنهـّت جـّملتهـّا أدّار ويّليـام المقّود بـطـّريقة عـّنيفة فـأطـّلق المـحركّ صـّوتـّا مخّيفـّا ، عـّاد
للخـّلف ثـمّ إنـطّلق مسّرعـّا بـّسرعة خـّيـّالية جـّعلت مـّاري تـشّهق مـّرتعبةّ ، هـّزت رأسهـّا يميـّنا و شـّمالا
ـ تّسك تـّسك تسـكّ يـّالهمّا من صـدّيقينّ ، أنـّا أتساءل إنّ كـّان ويـّليـّام بـخّير؟

/

فّي ذّلك السـرير الـّضخم عـّليه عـّدة وسـّائدّ و غـّطاء أحمـّر أجوّري حّيث كـّان كـّايل نـّائمـّا و قـدّ إختـّفت
مـّلامحـّه الخـّبيثة التّي كـّان دومـّا مـّا يحـّملها ، فجـأة أنيـّر ضوء الغـّرفة مّسببـّا له الإزعـّاج ، قـطّب و
صـّرخ بـغّضب
ـ إليـزابيـّث أطـّفئيه
تقـدّمت مـّنه إليـزابيـّث، ـ الشـّابة التّي تـّوجدّ صـّورتهـّا على غـّلاف مـّجلة المّوضوعة فّوق الطـّاولة
الزجـّاجية ـ وّضعـّت يدّهـّا على كـّتفه و هـّزته بـّقوة بينمـّا كسى الانزعاج وجههـّا الجمـّيل ، قـّالت بـّحدة
ـ استيقظ إنهـّا العـّاشرة و أنـّت لا تـّزال نـّائمـّا
قـطّب و إستـدّار إلى الجـّهة الأخرى فتـأففـّت إليـزابيثّّ بـغّيض شـدّيد ، إتجـّهت إلى تـّلك المـّزهرة التـّي
حّصلا عليهـّا كـّهدية فـّاخرة من قـّبل مـدّير مـّجموعة هيـّون و نـّزعت الأزهـّار غـّير آبهة بـمدّى عبقّ
رائـحتهـّا ثـمّ أفـّرغت مـّياههـّا على كـّايل
شـّهق بـّقوة و استقـّام فيّ جـّلوسهّ ، و بـّحركة مفـاجئة كـّان يـّضع يـدّه حـّول رقـّبة إليـزابيّث كـّايـّل يـّعرف
بـالعصّبية الـشدّيدة و كمـّا أنّ جمـّيع منّ يـّعرفه يـّتجّنب إغـّضابه و يّسعى للحّصول على رّضـاه فـكّيف
لزوجـّته أنّ تـّفعل مـّا فّعـلته ؟ ، قـّال بـّصراخّ
ـ أتـّقي الشـّر يـا إليـزابيـّث ، إتقـيه قـّبل أنّ أقـّوم بـّقتلك و الآن
وضـّعت إليـزابيثّ يـدّيها حـّول رقـّبته هيّ الأخرى و احتضنته بـخـّفة فهـدأ ، ابتسـمّت ببـّرود قـّائـلة
ـ عـّزيزي أعـّلم أنـكّ غـّاضب بشـأنّ الـّصور لكّن لقدّ أخـّبرتكّ أن هـذّا هو عـّملي و لا خيـّار أخر لـّي ، و
أنـّا أسـّفة لأننّي رمـّيت المـّياه عليـكّ فـقدّ كـّنت أنـّا أيضـّا غاضّبة لأنـكّ قـّمت بـتجّاهلي ، أنـّا أسـّفة
عـّزيزي أعـدّك أننّي لنّ أكّررهـّا
تنهـدّ كـّايل و أبـّعدها عـّنه ثـمّ إتجـه إلى الحمـّام ، أغـّلق البـّاب خـّلفه بـّقوة .. و عنـدّما تـأكدّ أنهـّا لا تّـراه
ابتسـمّ بـلطـّف ثـمّ قـّال يـّحدثه نـّفسه
ـ تـّظنينّ أننّي لا أعـّلم لـكّنكّ مخـطـئة ، لـّو أنّ هـذّا القـّلب لا ينـّبض بـأسمـكّ و لو أنّ هـذّه الـعّروق لا
تسيـرّ بـأنفـّاسكّ لكـّان لّي حسـّاب آخـّر مـّعك ..

/

فيّ إحدى الحدائقّ المـّليئة بقطـّرات النـدّى و همسـّات القـّليل من الأطفـّال الذّين يـّلعبونّ هنا و هنـاكّ ، لمّ
يكنّ يوجدّ الكثيـّر من الأشخـّاص و هـذّا مـّا سـّاعد السيدّ جوناثان في أخذّ راحتـه معّ صديّق عـمّره
روبـّرت ، متـّناولا تـّلك السيجارة بينّ يدّيه ، فقـّال روبرت بهدوء و هو يـحاول أن يطمئنه
ـ يـّا صديقّي ، ألّيس الوقت منـّاسبـّا لدّخولكّ الى المستشفى ؟
رمقّه سيدّ جوناثانّ بحدةّ لّيبتسم روبرت و هو يـّهز رأسه نـّفيـّا ،
ـ لا ، لا تـّرمقني بتـلكّ النـظراتّ أنـّا أقـّول الحّقيقة ، أريدّك أن تـّهتمّ بـّعلاجّك فقطّ
ـ روي أنا لا أستطيـّع لدّي الكثّير من الأعمـّال و عّلاجّي هو آخرّ همّ بّنسبة لّي ، كمـّا أنهّ توجدّ مشـكّلة
ماري لإصلاحها ،
ـ أنـّا سـّوف أهتمّ بكّل شيء ،
قطّب سيدّ جوناّثان و هو يـّفكر ، ثمّ ارتشف نفّسا عميقـّا من سيجـّارته الأخيرة و رمـّاها أرضـّا بـّعدهـّا
قـّال بجدية
ـ لا ، هذه مشـّكلتي و هـذه عـّائلتي ، صدّقني روي أنـّا ممتـّن جدّا لـّوقوفكّ بجـّانبي طـّوال الوّقت و السيـّر
فيّ خطّطّي لكّن آن الأوانّ ليّ أنّ أتولى الأمـّور بـّنفّسي على الأقّل لهـذه الفتـّرة ، قـّبل أنّ تشـاهدّ عيناي
هـّاتين نـّهايتهمـّا
تنهـدّ روبـّرت بـّقـّلق و ضـّم صدّيقه بخـّفة بـّعد أن تـّلاشت العـّبارات من فـّمه لحـظة ذكر جون المـّوت ،

/

كـّان نـّايت جـّالسـّا فيّ مقـعدّه بـكّل راحـّة و الـّبرودّ ظـاهر على وجههّ ، يـّضع يدّه على حـّافة النـّافذة و
يـّراقـّب الـطـّريق كـّيف تـحتـّك عـّجلات السيـّارة بـهـّا مـّخلفة آثـار واضحـة ، تنهـدّ بـضجـّر عـندّما زادّ
ويـّليـام فيّ سـّرعة فإلتفت إليه لآنه تـّجاوز الحـدّ و قدّ يصـطّدمـّا بأي شـيء و بـالـّرغم من أنهّ لا يمـانـّع
فـّعلا المـّوت لكّن قـّرر الكـّلام
ـ مـّا الذّي يـّزعجـكّ لـدّرجة جّعلنـّا نموت مـّعا ؟
تـّوقف ويـّليـام و قـدّ ضـغطّ على الكابح فصدّر صـّوت مـّخيفّ و دّارت السيـّارة مـّرارا و تـكـّرارا قـّبل أنّ
تستـّقر فيّ وسـطّ الطـّريق ، رمقـّه ويـّليـام بـّغضب ثـمّ ابتسمّ فـجأة و وضـع يدّه على كـّتف نـّايت ضـّاغطـّا
بـّقوة
ـ عـزيزّي نـايت أل لبيـر إنّ كـّنت تـّريدّ مني خـّدمة فـّيمكنكّ الـطّلب و سـأكونّ سـعيدا لتّلبيتهـّا إن كـّنت
أستـطّيع ، لا أنّ تـأمـّرني بـّفّعل مـّا تـّريد و بالـطّريقة التـّي تـّريدهـّا وقتمـّا تـشّاء و لا يـحّق ليّ الـّرفض
ـ آه إذّن هـذا مـّا يـّزعجـك ؟
ـ بالـطـّبع لـّيس هـذّا مـّا يـّزعجني فـانـّا مـّعتـاد على وقـّاحتـكّ و إنعـدّام أخـّلاقك لّكن الأمـّر الذّي لمّ أقبـّل به
هوّ مـا طـّلبته بالـحدّ ذاته ، أخـّبرنيّ ما الذّي تـحاّول فـّعله لعـّلني أعـّذرك و أكونّ يـدّك الـيّمنى ؟
قـطّب نـّايت و نـّزع يـدّ ويـّليـامّ من عـّلى كـّتفه ثـمّ زفـّر بـغـّيض ، أحـدّ الأشيـاء الـتّي يـمّقتها هو تـّفسير
تـّصرفـّاته للآخـّرين ، فـإحتـدّت عـّينيه بـشكـلّ واضـحّ و أخـذّت هـّالة الخـطّر من حـّوله تـّنتشـّر أكـّثر قـّال
بـحـدّة
ـ إنّ لمّ تـّرد فـّلا بـأس أستـطّيع عـثورّ على شـّخص آخـّر
ـ هـذّا لّيس مـّا أعنـيه ، تّـبا لكّ تـّفسر الأمـّور على منـّحاكّ .. كـّل مـّا أقوله أننّي أحتـّاج تـّفسيّرا فـأناّ قلق
عليكّ و أنــّت تـّدركّ أنّ مـّا تـّفعله هو الخطـأ بعـّينه لذّلك أّريد منك التـّراجـّع قـّبل فـّوات الآوان
كـّز نـّايت على أسنـّانه بـعـّصبية ثـمّ قـّال بـهـدوء رغـمّ أنّ مـّلامحـّه و حّركاته عـكّس ذلك تـمّاما
ـ ويـليّام أنـتّ قـدّ تـخـطّيت حـّدودّك إخـّرس
حـّرك ويـّليـام الـسيـّارة عـندّما لمـّح شـّاحنة قـّادمة من بـّعيد و سـّارع بالإبتعـّاد ، شـدّ على المـّقودّ
بـإنـزعـّاج و تـّحـدّث مـجّددا
ـ إستـمـّعّ إلى مـّا أقوله بـحـّق السمـّاء نـّايت ، أنـّت تـّلـّعب بـجّانب الهــّاوية و لـّيس لـوحـدّك بل بـّرفقة
مـّاري .. إنهـّا طـّفلة و لا تـّدركّ ما أقـحمـّت نفّسهـّا بـه و أنـّت تـّستعـمّلها كمـّا لو كـأنهـّا دّمية تّحركهـّا
مـّثلمـّا تـّشاء ، إنّ كـّان بشأن الـ 500 مـّليون دولار فـأنا مسـّتعد لدّفعهـّا عـّوضـّا عـّنهـا لذّلك أتـّركهـّا و
عـّائلتهـّا
ـ لّست مـّهتمـّا بالـنقّود و أنـّت تـّعلمّ أمـّا بالنـّسبة لهـّا فـلقدّ قـّامت بـتحديدّ ستّعرها بـّنفسها و قـّامت هّي
ببـّيع نفـّسها لّي لذّلك لّيس لهـّا الـحق فيّ قـّول لا ، كمـّا أن هـذّا لا يـّعنيكّ
ـ نـّايت أرجـّوك إفـهمنـّي ، أنـّت صـدّيقي الـّوحيدّ و الـّفرد الـوحيـدّ المتـّبقي من عـّائـّلتي أنـّا فـّعلا لا أريـدّ
أن أخـّسرك بـّرغبة انتـّقام الـتّي تـّغمركّ
ـ ويـّليـام بـحّق الـجحيـمّ إنّ لم تـخرس و الآنّ فـسّوف أحّرص عـّلى أنّ يـّكون أخـّر مـّا تـّراه هو فـّوهة
مسـّدس المـّوجهة نـّاحية قّلبك
رمقـّه ويـّليـام بـأسى و قـدّ ظـّهر الـوجـّه الحقـّيقي لنـّايت ، كـّان و بـهـذّه اللـحـّظة لا يـّقوى على التـّنفّس
أمـّا بـّشرته فقـدّ إزدادت شـّحوبـّا كمـّا لو كـأنهّ رأى المـّوت بـّعينيه ، حبـّات الـعّرق قـدّ شّقت طـّريقـها
نـحوّ ذقّنه ، ابـتسمّ ويـليـام و قـّال بـخـّفوت
ـ حسنـّا ، لا داعـّي لكّل هـذّا الإنفـّعال نـّايت أنـتّ تـّعلم جيـدّا أننّي مـعّك في كـّل خـطّوة تـّخطوهـّا و أنـاّ
مسـتّعد للمـّوت إنّ كـّان هـذّا يـعنّي سـّعادتـكّ فقـطّ ، فقـطّ أنـّا قـّلق عـّليكّ
أجـاّبه نـّايت ببـرود بعد أن وجه نـظراته إلى الأمـّام ،
ـ أنتّ كـّثير الـّقلق بـدّون أي شيء يـّذكر ،
ـ أعـّلم ، ألا يـحّق لي ؟ خـّصوصـّا و أنـكّ قـدّ بـدأت الـّتصـّرف بـغـّرابة ، فقـطّ عـدني أنـكّ لـن تـّذهب إلى
التـّهلكة ؟
ـ أجـّل أجـّل كمـّا تـّشاء فقـطّ إخّرس و قـدّ أنـّا جـّائع
ابتسـم ويليـام بـودّية و قـامّ بـضـّرب نايت على خصـّره فـتأوه الأخـير من شـدّة الألمّ و شتم بـحدّة ليضـحكّ
ويـليـام أخيـّرا ثـم قّال بـلهـجة مـّازحة
ـ هـذّا لأنكّ جـّعلتني أصّاب بالـجّنون


 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 09:17 PM   #14
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




نـحـّوك ـ عـزيزي




أحيانا بل في معظم الأحيـانّ لا يستـطيع الإنسـان الإستمـّرار حينهـّا يكونّ قدّ أعلنّ الفـشّل و رفـّع رايـة
الاستسلام ليـّس لأنه فقـدّ الأمـّل أو يـأس من الحيـّاة بـّل يـمكنّ الـقول أنهـّا النهـّاية و النهـّاية فقط .
أجـّل إنهـّا تـلك النهـّاية التّي تـجّعل الشـّفاه عـّاجزة عن التـّعبير و تـّصبح الـعّينينّ بالـّرغم من صـحتهمـّا لا
و لنّ يـّستـطّيعان الـرؤية سوى الـظّلام من الآن و صـّاعدا .
فـّي ذلك الـّركن الـّصـغير ، حيـّث لا يـّقدر أحـدّ على لمحـّه كـّان هو جـّالسـّا مستنـدّا على الجـدّار الذّي
خـّلفه و الـشـهـّقات تصـدّر منهّ كمـّا لو كـأنهـّا سيمفـّونية حـّزينة و مـّؤلمة ، يـمسكّ رأسهّ بين يدّيـه و
يـّضغط عليه بـكّل قـوة .
ضـغطّ على قـّبضته و إنهـّالت فـكّرة جـّنونية إليه فجـأة ، مـاذّا عن الإنتحـّار ؟ مـاذّا عن قـّتل نفـّسه ؟ مـاذّا
عن رفـّع الـسكين و قـطـّع شراييـّنه إلى آخـّر قـطّرة دّم ؟ لـكّن و إنّ فـعّل فـهل سيـموّت ميـّتة هـنيئة ؟
ارتسـمّت على شـّفتيه الجـّافتين و البيّضـاوتين من شـدّة المـّرض و الألمّ مـعّا ثـمّ همـّس و نبـّرته
المحـطّمة قـدّ وأنسته وحـدّته المـّروعة هذه
ـ أنـّا قـّادم إلـيكّ يـا عـزيـزتـّي ، أنـّا قـادّم انتظريني فقـدّ حـّان مـّوعد لقـائنـّا

/

فّي ذلك المنـّزل البسيـطّ كـّانت فـّلور تـلكّ الشـّابة ذّات الـّشعر الأحمـّر المـّرفوع إلى الأعـّلى تـحـّضر
الغـذّاء بـكّل هـمة و نشـاطّ فـالسـّاعة تشيـّر إلى الثـّانية عـّشر و لمّ يبـقى على قـدّوم والدّها سوى ربـّع
سـّاعة ـ عـندّما رنّ الـجّرس و كـّان نـّادرا مـّا يـّرن لإنعـّزال عائلة روبرت عن بـّقية الحّي .
نـّظرت من الـعّين الـسحـّرية نـحو القـّادم فـرأتّ شـّابا ذوّ شـّعـّر أشـقر لامـّع يـمّيل للـّون الـذّهبي رّفع
نصـّفه و تـّركّ القـّليل ، يـّضع ذّراعه على الجـدّار و تبـدّوا عليه مـّلامح الـسـخطّ و الـغَّضب ، بدا لفـّلور
كشـّاب مشـّهور فـما الذّي يـّفعله هنـّا ؟
نفـّضت يـدّيهـّا من الـطّحين و نـّظفت وجّهها ثـمّ فـّتحت البـّاب ، إعـتـدّل في وقفـّته لـّكن لمّ يـغـّادر الضـجّر
وجـّهه فقـّال بـّغيض
ـ هـّل هـذّا منزل السيـدّ جونـاثانّ روبرت ؟
توخت حينهـّا فـّلور الحـذّر و قـّدّ ظهـّرت ملامـحّ البـّرود على وجههـّا ، كـّانت عـكّس مـّاري تمـّاما ،
ـ و إنّ كـّان ؟ ما الذّي تريـدّه ؟ مـّن أنت ؟
قـطّب الشـّاب بـعصّبية و نــّزع نـّظارتيه ، دومـّا ما يكـّلف بالمهـّمات السـخيـّفة .. لمـّاذا ؟ تـأفف ثـمّ قـّال
بـغّضب
ـ ليّس لدّي وقـّت للـعّب الأطـّفـال ، نـادّي سيدّ جونـّاثـان
ـ و لا أنّا أيضـّا يـّا سيـدّ ، فـما رأيكّ أن نخّتصر الحـدّيث و نصـّل إلى المـّطلوب .. ما الذّي تريـده من والدّي
؟
زفـر ويـليـام ، و فتحّ البـّاب على مصراعيه ثـمّ دخـّل .. المـطّبخ ثـمّ الصـّالة ، صـعدّ إلى الأعلى و فـّتح
جميـّع الغـّرف بينمـّا فـلور تصـّرخ بـّرعب و هيّ ترى هذا الشـّاب المجـّنون يـقتحمّ منـزلهمّ عـّنوة بينمـّا
هيّ موجودة ؟
عنـدّمـا لمّ يستـطّع إيجـاده تـأففّ بصـّوت مسـّموع ثـمّ كـادّ أن يــرحّل لولا أنّ فـلور وقّفت بـطّريقه ، رمقـّها
بـسخـّرية ، ليسـّت مثـّل أختهـّا على الإطـّلاق .. أمسـكّته من يـّاقته و سـحّبته نـحوهـّا ، بالـّرغم من أنهـّا
ليست بالقـّصيرة لكـّن لمّ تستـطّع حتى أن تـّصل إلى مستوى كـّتفيه ، قـّالت بـحدّة
ـ بـحّق الجحيـمّ من تـظّن نفسك ؟ لتـقتحـم منزلي عنـّوة و أنـّا موجودة به؟ ألمّ أملئ نـظّر عينـّيك ؟ أمّ
أبـدوا مخـفـّية ؟ سـأتصـّل بالشـّرطة
أبـعدّ يدهـّا عنه باحتقان شديد ثـمّ فجـأة ابتسـم كمـّا لو كـأنهّ قدّ عـاد إلى وعـّيه ، ضحكّ بـخفـّوت دومـّا مـّا
يـّخرجه نايت عن طـّوره ، إنحنـى و قـّال بـنّبرة سـّاخرة
ـ حـّاولي عـّزيزتّي ، أنّ متـأكدّ أن الشـّرطة ستـحّل مشـّكلتنـّا ، و إن كـّنت تـّردينّ سوف أتصـلّ بهـّا أنا
شتمت بعصبيـّة و ابتعدت ، لابدّ أنه من الدائنينّ و إن كـّان كـذّلك فـّلا يجّب إقـحام الشـّرطة لأنهّا و بكـّل
تـأكيد ستـخّسر القـّضية ، رأتهّ يـغـادّر فتمـّتمت
ـ تـّبا حتى و أنتّ بمنـّزلك لا يـّتركونـكّ و شـأنكّ

/

فـّي صـّالة كـّبيرة بـهـّا طـّاولة عـّليها عـدّة كـّراسيّ وضـّع فـّوقهـّا عـدّة أطـّباق من أشـهى المـأكولاّت
و قـدّ زيـّنت بـّبضعة أزهـّار فّي الـوسـطّ
تـرأّس الـطـّاولة الجـدّ و قـدّ كان يـّرتدي بـّذلة عـّملة الـرسمية بـجانبه الأيمن جـّلس رجـّل ربـما في
منتصف الأربعنيـات كـان يـشبه الجد لحدّ كبيـّر من نـاحية الـوجه أو الجـسمّ او حـّتى تـّعابيرّ بجـانبه
كـّان كـّايل الـذّي بـرفقة إليـزابيث الـمرتدية فسّتان سـّهرة أبـّرزّ بـّشرتها البرونزية أكـّثر
و فيّ الجـّانب الأخـّر و بالـجّهة الـيسرى للجـدّ كـّان يـجـّلس نـّايت و شـّعره الأسودّ قـدّ غـطّى
حـدّة عينيـهّ ، يـّضع وشـّاحـّا و يـّرتدّي قـميّصا خفـّيفا مـّع سـّروال جينـّز ،
أثـّناء فـّترة الـغـذاء لمّ يسمـّع سوى صّوت المـّلاعـّق و منّ حانية إلى أخرى صـّوت أحـدّهم يـأمر
الـخـادّمات الواقفـّات في الخـّلف بـجّلب صـحنّ ما كـّان بـعيدّ عن مـتّناول يـدّيه ، تحـدّث الجـدّ فـجأة
مكـّلما نـّايت
ـ ألنّ تـأتيّ خطيبـتكّ لـزيـّارتنـّا إلا بـدّعوة أم مـّاذا ؟
تنحنـّح كـّايل و علىّ شـّفتيه إبتسـامّة سـّاخرة ، قـطّب نـّايت بينمـّا رفـّع حـّاجبه دّلالة على عـدّم
حيازة حركة كايل على رضاه ثـمّ التفت إلى جـده و قـال بـلـباقة و تهذّيب شديد
ـ لـديهـا محـاضّرات و عـمّل لذّا هيّ غـّير مـتّفرغة معـظم الـّوقت لكّن إن كـنّت تـّريدّ
رؤيتهـاّ فـيمكننّي الإتصـّال بها
كـّايل بـسخرية : حقـّا ؟ و من هـذّه التّي تنشـّغل عن خـطّيبهـّا الملياردير ؟
ألّيست كـّل الفتيـّات يـّردن الـخّروج و الاستمتـّاع ؟
نـايت بـبرودّ : تـّلك هـّي زوجـتّك ،
أكمـّل طـّعامه غـّير آبه بـتّغير مـّلامحّ إليـزابيّث أو بهيـجـّان كـّايل الـواضـحّ ، فقـّال الجـدّ بعـدّم راحـّة
و هو يـّرمقّ حفيديه
ـ لـدّينـّا حـّفـّل الـلـيـلة بـمنـّاسبة ذّكـرى الـسنوية لإفتتـّاح الـشّركة لـذّا أريـدّ من الـجّميع الـحضـّور
دون استثناء
كايل بـسخّرية : أسـمعـّت هـذّا الكـّلام موجـّه لـكّ يـاّ أيهـّا المـدّير الّعام
قـطّب كـّايل و شـدّ قبضته عندما لم يرى أي انفعال من قبل نايتّ ، كمّ يثير غّضبه برودّه الدّائم لذّا قـّال
مجددا بلهجة مستفزة
ـ لا تـّنسى إحـضـار متسّولة الصغيرة
رمقــّه نـايتّ ببـرودّ شديدّ غـّير آبـه لإهـّانته لـكّنه شـّعر بنـّظراّت متّجهة نـّحوه فرّفـع عينيـه الحـادتين
لمـّهما كـّان ذلكّ الـشخّص يـّقف ، كـّانت إليـزابيـّث بـكّل ثـّقة تـّقف و يـدّيهـّا ملتفتيـّن حـّول ذّراع كـّايل ..
تـّنـّظر إلـّيه بـطـّريقة لمّ يسـتطّع أن يـّفسر أحدّ غـّيرهمـّا سـّرهـّا ، ابـتّسـم نـّايت بـهـدوء ثـمّ قـّال بـّلهجة
غـّامضّة
ـ و لا تـّنسى الإنتـّباه لـتّصـّرفـّات زوجـّتك
تـّخطى كـّايل المـّسافة التـّي بينهمـّا فيّ ظرّف ثـّانية و قـّام بإمسـاكّ الاخـّير من يـّاقته و رفـّعه ليّسقط
الـكـّرسي الـذّي كـّان جـاّلسـّا عليه ،
ـ إيـّاك و إيـّاك إهـّانة إليـزابيثّ و إلاّ سـّترى ما الـذّي يمكننيّ فّعله ؟
ضّرب الجـدّ الطـّاولة بـّعصبية بـّالغـّة بينمـّا لا تـّزال مـّلامحّ نايـّت بـّاردة غـّير متـأثـّر من أخناق كـّايل له
ـ سـّحقا لكّ كـّايل كمّ مـّرة يـجّب علي القـّوّل لكّ أن تـّحتـّفظ بـّتصرفـّاتك المـّجنونة لنفـّسك ؟ ألا يـّكفـيني
مشـّاكلك الـتّي بالعـمل فــّتقوم بإضـّافة مصـائب أخرى ؟
قـطّب كـايل و تـّرك نـايتّ الذّي قـّام بتـّعديـّل يـّاقته ثـمّ إنحنى بـّلباقة نـّاحية جـّده و قـّال بـبـّرود يشـّابه
الـّصقيع
ـ عـذّرا جـدّي ، لدّي أعـّمال مّهمة أستـأذّنك
بـخـطّوات كـّسولة و واثـّقة مـغـادّر الغـّرفة بـعدّما لمـّح كايلّ ابتسامة سـّاخرة و حـاقدّة ارتسـمتّ على
مـّلامحّ وجـهه الجـّامدة ، دومـّا مـّا يـّجعله يّفقد أعـّصابه و دّومـّا مـا يـظهره بـمـّظهر الـرجّل الـشّرير الذّي
يـّسعى للإنتقـّام لكنّ أليسّ هو من يـّسعى لذّلك ؟ أليس هو من بنـظّراته الـيومية رغـّبة واضـحّة في قـّتلهم
فـّردا بـّفرد ؟
لمـّا لا يـّرى أحـدّ غـّيره و غـّير إليـزابيثّ خططه المستـمّرة و المـّخفية المحـّاولة الاستيلاء على عـّرشّ
الـشّركة ؟ لمـّا لا يـّلمح أحـدّ تـّلك النـّبرة المستهزئة التّي تـّلف جـّميع جـّمله ؟ إنه هو من يسـّتحق النـّفيّ
و الـتّوبيـّخ ليسّ كـّايل

/

في قـاعة حيـّث كـّان أستـاذّ يشّـرح بـكّل تـّعمق فّي أسّرار الشـّعر الفـّرنسي ، حيّث الـرومانسية و العـّشق
و حـّيث عـّرفت قـّصة رومـّيو و جـّوليت الـمّشهورة ، و لمّ تـّكن هي الفـّتاة الوحيـدّة المسـّتمعة إلى
المحـّاضرة بـكّل حمـّاس و حـّب بّل مـّعظم الفـّتيات و قـّليل من الشـّباب ،
الـّشعر الفـّرنسي هو الـجّودة ، هـّو من عـّرف العـّالم على أسّس الـحـّب و الرغـّبة .. عّلى أسـمى أنـّواع
الـّروايـّات و أفـّضل القـّصـائد الـتّي ألقـّاها المحـّبون لأحبـّائهم ، و فّي هـذّه اللـحظّة بـالذّات عنـدّما كـّان
الأستـاذّ و بـكّل سـعّادة يّصف هـذّه المـّشـّاعر الـسـّامية الخـّالية من الـحقدّ أو الـكـّراهية ، مـّنّ الانتقـّام أو
الـجفـّاء ـ كـّانت ماري تّتمنـى لو أنّ خـطّبتها حقّيقية لا تـّوجدّ بها هـذه التعـّقيدات
فقـط هي تـّحبـّه بـكـّل جـّنون و هـّو يبـّادلها الـّشـعور أيضـّا لـكنّ لّيس كـّل مـّا يتمـّناه المـّرء يـدّركه و في
كـّثير من الأحيـّان تـجدّ نفـّسك واّقفـّا أمـّام أمـّر الـواقـّع و هـذا هو حـّال مـاري
زمـّت شّفتيهـّا بأسـى و نـّظرت إلى كـّلير ، هـذّه الفتـّاة التـّي يحـيطّ بهـّا الـكّثير من الـمعـّجبين و لوّ رغـّبت
لأشـّارت بأّصبعهـّا فـأتى أحـدّهمّ لّيضعها فـّوق كـّل اعتبار لـّيس مثّلها هـّي الـطّفلة الـّريفية بالمـّلابّس
القـّروية و صـّفات الصّبيانية
لاّبد أن الجمـّيع يتـّساءل كيـّف استطاعت نيـّل حـّب نـّايت ؟ حسنـّا هـذّا لّيس صـحيحـّا على كـّل
حـّال و هّو لا يحّبهـّا على الإطـّلاق .
نـّفت هـذّه الأفكـّار من رأسهـّا ، لـيست بـحـّاجة إلى تـفكـّير سّلبي يـّكفيهـّا مـّا تـّلقته من أختهـّا الوحيـدّة .
فجـأة رّن هـّاتفها بـّرقم غـّريب و بصـّوت مـّزعج أيضـّا ، التفت اليها جميع رفقاءها في الدرس فتمتمت
باعتذارات عدة و هي تقوم بوضعه على الصامت .
عـادّ يتحرك فّي جيب معطفها فأخرجته و نظرت إلى تـلك الـرسـالة التّي وصّلتهـّا تّوا ، فّتحـّتها ثـمّ قـرأت
بـكّل فـّضول
ـ ارفعي السمـاعة حـّالا
قطـّبت ، من هـذّا الذّي يـّرسل جملة سخيفة كهذه ؟ قررت أن تـطفئ هاتفهـّا لولّا أنه رنّ مجددا . رفعـت
السمـّاعة و انحنت متـظاهرة بـّالتقـاط قـّلمها بعدمـا أسقطتّه ثـمّ أجـّابت بهمّس و خفـّوت شدّيدين
ـ مـّرحبـّا ، منّ معي ؟
ـ المـّرة القـادمة التي يـّرن فيها الهـّاتف أريدّ منك رّفع السمـّأعة فورا و قّبل أن يّرن ثانية ،
هـل هـذّا مفـّهوم ؟
هـذه النبرة المبحوحة، كّيف لها أن تنساها ؟ و هـذه اللـهجة ذات السخرية اللاذعة و المشبعة بالنهي و
الأمرّ كـّيف لهـّا أن لا تتـذّكره ؟ إنه سيد نايت آل لبير خطيبهـّا حالّيا و زوجّها المستقـّبلي ، قـّالت بهمس
ـ ما الذّي تريده ؟ إنني في وسطّ محاضرة مهمة و لا استطيع التحدث معك الآن
ـ و من يـريد تـّبادل الكـّلام معـّك ؟ أخبريني في أي قـّاعة أنت ؟
ـ لمـاذّا ؟ لقدّ أخبرتك أنني وسطّ محاضرة مهمة جـدّا و لا استطيع تـّفويتها كمـّا أن الأستاذ صّارم
لذا سوف اتصل بك بـعد أن أنتهي حسنا ؟
سمـّعت صوتّ إغلاق الهـّاتف بـّعنف فرمّشت عدّة مرات غيّر مستوعبة ما الذّي فـّعله توّا ؟ كيـّف له
أن يـّغلق السمـّاعة و هي لمّ تنهي جملتهـّا بـعد ؟ أليست لديه ذّرة لباقة ؟ و يقال عنها أنها خطيبته ؟
و المدة التي استغرقتها لتـّرفع رأسها و تضع هاتفها فّي مكانه القـديم كـّان نـّايت قدّ إقتحم القـّاعة
و اتجـّه إلى الأستـاذّ بينمـاّ كل مـّتعجب و أكثّرهم استغرابـا و ذهولا هـّي ماري التـّي سـّارعت بالـوقوف ،
اتـجه نـايت نـّاحيتـّها ثـمّ رفّع حقّيبتهـّا و أمسـكّها من ذّراعهـّا ، سـحّبهـّا مـّعه إلى الخّارج و الهمـّسات
حولهمـّا تـّعـّلوا ، ـ هـذا نايت أل لبير ـ إذن الإشاعات صـحيحة ؟ ـ أهذه خطيبته ؟ ـ يـال ذّوقه الـرديء ،
ركـب السيـارة و بجـّانبه مـّاري ثـم أنـطلق مسـّرعـا .
تـمسكـّت ماري بالمـقـعدّ و أغـلقت عينيهـا بـذّعر تـّام ، يـّبدوا مـّجنونـّا و قدّ لا يكون بـوعيه
ثـمّ كيـّف عـّلم بمـّكان تـّواجدها و القـّاعة أيضـّا ؟ ما الذي قد قـاله للأستاذ كي يسمح لها بالخـروج
وسط هذه الفوضى ؟ و ما الذي جلبه في المقـام الأول إليها ؟ هـل حدث أمر طارئ ؟ سـألته بـترددّ
ـ نايت ما الأمـر ؟ ما الذّي حدث ؟ تـبدوا غـريبـا
قـّال بـلهجة جـادّة و هو يـقـّود بكـلّ تـّركيـز بينمـّا يبـدوا عليه تـّفكير العـمّيق
ـ هنـاك فـّستـان فيّ الـمرتبة الخـّلفية ، بـعدّ أن أخفف السـّرعة اقفزي للـخلف و ارتـديه ،
نـحن لا نـمتلك الـّوقت
شهقت بّرعب شدّيد و وضعت يدّها على صّدرها ثمّ هزت رأسها ناّفية و فيّ نبرتها الكّثير من الخوف
ـ مـاذا ما الذّي تقوله أنت ؟ لا يـمكنني تـّغيير ملابّسي في السيـّارة أمام الـملء و أيـّضا أمـامكّ مسـتحيل
أن أفـّعل هـذّا ثـم ما الذّي يحدث ؟ نايت أنت تخيفني
استـدّار بـّسرعة نـّاحيتها تّاركا السيـّارة تسّير لوحـدّها ثـمّ قـّام بإمساكها من خـّصرها بـّكل سـهولة
غـّير مـّعير أي اهتمـام للمـخاطرة التي يـّقوم بهـّا ، رفّعها و دّفعها للـخـّلف ثـمّ قـال ببـرود
ـ السيـارة مضللة و أنـّا لنّ أنـظر إلى فـّتـّاة لا تـّمتلك أي مقّومات للأنوثة لذا اطـمئني
صـّرخت بـغّضب و لكّن لمّ تـّستطّع أن تـّقول المـّزيد أو تـّعترض أكثّر عـندما قـّام بـّرفع حـّاجز بينهمـّا
فـأصّبحت لا تـُرى ، فـّتحت العـلبة بإنـزعاج و أخـّرجت الفـّستان ، كـّان ورديّ اللون قـّصير لحدّ
الـركبتين و منفـّوش ، إرتـدته فـّوق ثّوبها على عـجّل و هي تـّختلس النـظر في كل ثـانية نـّاحية نايت
لتـّرى مـا إن كـّان يـنظر ، نـّزعت ثّوبها بـّعدما اطـمئت ثـمّ ارتدّت حـذاء ذو الكـّعب العـّالي .
كـادت أن تـطّرق على الحـاجز لولا أن السيارة توقفت فجـأة ممـا جـّعلها تـرتـطّم بالنـافذة ، أمسـكّت
جّبهتهـّا و هي تـتأوه مـتـألمة ،
و بـدّون أن يمنحـّها نـّايت فـّرصة لراحة قـّام بفّتح البـّاب ، سـّحبـّها من ذراعها مجددا و أدّخلها إلى
صـّالون حيـّث تـّم إعـادة تـّرميم شّكـّلها كمـاّ قـّالت سيدة فرانسيس مسبقا ،
وضـّعت قـليل من الماكياج النـّاعم و زادّت بّضعة خـّصلات لّشعرها الّبني فأصبحّ مسترسـّلا على
ظهرهـّا بكـّل نـّعومة ،
خـّلال هـذّه الفـّترة إرتـدّى نـّايت بـذّلة سّوداء رسميـّة بـعـدّم اهتمـام ، تـّاركـّا اليـّاقة مفّتوحة
و ربـطّة العـنّق مـّائلة إلى جـّنب فزادّه مـّظهره اللامبـّالي جـّاذبية أكـّثر

/

عنـدّما كانت الساعة تشير إلى السـادسة و النـّصف تـّماما ، كـّان ويليـام يـّقف مجـددا على
عـّتبة مـّنزل عـّائلة روبـّرت ، حـّاملا فيّ يديه عـّدة أكيـّاس .
رّن الـجـّرس فأتـّت فـّلور مسـّرعة ، نـّظرت من خـّلال الثقـّب و حـّالما رأته عـّادت أدّراجها
و قـّامت بإخفـّاض صـّوت الـتـّلفاز ثـمّ أطـفئت جميع أنـّوار الـّغرف ، اقتـربت مجـددا من البـّاب
و أخـذّت تـنـظر إلى ويـليـام منتـظرة رحـّيله ، لكـّن الأمـّر الذّي لمّ تتـّوقعه هو وصـّول والدّها ،
تـّوقفـّا جـّانبا يتحـدّثان معّ بعضهمـّا البـّعض ثـمّ قـّام السيدّ روبـّرت بدّعوته للـدّخول ،
ـ أهـّلا بـكّ سيدّ دوينّ تـّفضل بالدّخـول
ـ لا أشـكـّرك سيدّ روبـّرت لكّن أنـاّ على عـجّلة و لا أستطيـّع البـّقاء أكثـّر من هـذّا ،
عـّلى كـّل تـّفضـّل هـذّه الدعّـوات لكّ أنـتّ و ابنتـكّ مـطـّالبـّان بالحـّضور الافتتاح السنوي
لشـركّة لبير
ـ حقـّا ؟ هـذّا لشـرفّ كبيـّر لكـّن أنـّا متـّعجب قـّليلا فـنحن لا نـّعرف عـّائلة أل لبيـر على الإطـّلاق
لذّا هل أنت متـأكد من أنكّ تـّسلم الدعوات للمنزل الصّحيح ؟
ـ طـّبعا و لقدّ قـّمت بالاشـّراف على الأمـّر بنفسي ، كمـّا أنّه و من الضـّروري حـّضوركّ فقـدّ تمـّت
دّعوتـك من قـّبل نـايت أل لبـّير شخصيـّا المـدّير الأعّـلى و اليـدّ اليمنى لسيدّ أل لبير
ـ أهّ أنـّا لا أعـّلم مـّا أقـولّ ،
ـ فقـطّ إحضـّر الحـّفلة أنـّت و ابنتـكّ أيضـّا
ـ حسنـّا إذّن .
ابتسـمّ ويليـام بـّلطـفّ كعـّادته ثـمّ سـّلمه الأكيـّاس بينمـّا إزداد تـّعجب سيدّ جونـاثان أكـّثر ،
قـّال لـه بـاستغراب
ـ مـا هـذّا ؟
ـ إنهـّا هـدّية ، وداعـّا سيـدّ روبرت
غـّادر ويـّليـام مسّرعـّا متجّها إلى سيـّارته الفـّضية المـّركونة و حـّالمـّا إخـّتفائه عن الأنـّظار
فـّتحت فـّلور البـّاب و رمقـّت والدّها بـّتعجب و كـّذلك فـّعل هـّو ، كـّيف لنـايتّ آل لبيـر أن يـّعرف
أحدا منهـم ؟ لقـدّ بـّات مـّرعبـّا لكن يـّجب عليه الذهـّاب لمعـّرفة مـا الذّي قدّ يريده منه


 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2020, 09:19 PM   #15
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




*,

أكتفي بهذا القدر اليوم
إلى اللقاء قريبا



إنجي


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:36 PM