••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


اللوجّرس | lugers

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-17-2020, 05:55 AM   #11
جلنار | Gulnar

محكوم علينا بالأمل


الصورة الرمزية جلنار | Gulnar
جلنار | Gulnar غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 25
 المشاركات : 10,223 [ + ]
 التقييم :  69085
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي

الفصل الثاني








" فليس ثمة من يأبه لما يقوله الفقراء"

- جورج أورويل



-مساحة لذكر الله -


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين


-الفصل الثاني -

أظلمت السماء معلنة عن نهاية يوم شاق للجميع فالليل عند الناس له معاني مختلفة
قسمٌ يقضي الليل سهراً وشرباً ، وقسمٌ آخر يقضيه نوماً خفية مداهمة الجوع له
لكن المساء مع ميتم جويوك شيءٌ آخر ! حينما يلتمون جميعهم مع أوسدتهم وأغطيتهم
يجلسون متراصين بعشوائية فوق بعضهم ، وأذانهم مصغية بتركيز ناحية نتاليا التي جلست تقص

عليهم إحدى حكاياتها الحديثة ، ما المفترض قصه لأطفال أبرياء ؟ هذا ما يجب على نتاليا تعلمه

" سأحكي لكم اليوم عن سويني تود "
بصوت كالفحيح نطقت جملتها، انسجمت مع الغيوم التي مرت تُخبئ القمر الخائف خلفها !
" جميع سكان شارع فليت يتحدثون عنه ، الحلاق الماهر الذي كان يمرر شفرة الحلاقة

على أعناق زبائنه مراراً وتكراراً ، ثم بحركة واحدة منه " مررت اصبعها نحو عنقها مع صوت مرعب

دلالة على الذبح مما جعل الأطفال يشهقون بصدمة مركزين أكثر مع سردها ، أكملت بملامح راضية ومستمتعة

" كانت طفولة سويني قاسية ، اعتاد على أَن يكون وحيداً ! يهرب من الميتم حتى يسرق ما يحتاجه

فاعتاد هذا الطريق لحياته .. وفي ليلة ما، أمسكت به الشرطة ورمته في السجن ، هناك حيث
أكثر المجرمين رُعباً ! يمثلون زعائم على بعضهم وهو كان الضعيف بينهم ، فتمكن العفن من روحه
حتى أصبح حلاقاً شيطانياً يذبح زبائنه ليلملم الغنيمة في دكانه الذي اشتراها بمال ضحاياه"

لم ترعبهم الحكاية فحسب بل كانت إيماءات نتاليا وأداءها التمثيلي في السرد كافياً لجعل ملامحهم صفراء !
تخيل الأمر أربك رين فابتلع ريقه يدلك عنقه بتوتر وهو يهمس لنفسه " لن أذهب لأي حلاقٍ أبداً ! "
قفز أحد الأطفال من مكانه يقترب لفراش نتاليا بفضول يسألها

" أنتِ دائمة الذهاب لـ شارع فليت ، هـ..هـل قابلتي سويني ؟"
حمحمت بافتخار تتظاهر كونها أحد الأبطال الخارقين رغم أن الحقيقة هي بأن سويني
قد مات قبل مولد جدها بكثير لكن حكايته مع الخبازة جارته تبقى تاريخاً مظلماً في المدينة

" أجل لقد رأيته وحطمت رأسه حتى لا يؤذي أحداً "
رمقها رين بطرف عينه مستهزئاً " كيف استطعتِ تحطيم رأسه ؟ "
" بقبضتي هذه ، أتريد التجربة ؟ "
" لا، شكراً "
ضحك الأطفال الذين يصدقون كل ما تتفوه به هذه المجنونة ، بينما بادلتهم هي ابتسامة فخورة
وكأنها قد انتصرت في معركةٍ ما ، وجهت لها المديرة سؤالاً كان وقعه ثقيلاً صامتاً

" إذاً وهل تريدين أن تكوني النسخة الثانية لـ سويني ؟ "
" أتمزحين أمنا ؟ أنا لا أفقه شيئاً في الحلاقة "
كانت إجابتها مرحة ضاحكة جعلت البقية يشاركونها الضحك ، بينما عينيها كانت تسرد الكثير
لتلك المربية ، بالرغم أنها لم تنجبهم ، وبرغم عددهم الكبير إلا أَنهم جميعاً مكشوفون أمامها
تشبيه نتاليا بأنها تسير على خطى السفاح الشهير الذي بدأ من السرقة وصولاً إلى السجن
ثم القتل ، طريقٌ طويلٌ وشاق لا يستبعد حدوثه ، بهذه اللحظة فقط أدركت كم أَن الأمر كارثي!
" لَقد عدت "
صوتٌ هادئ اقتحم الأجواء ليركز الجميع على تلك الدخيلة التي نقلت عيناها بين الحضور

وكأنها تشعر بأجواء جديدة يفتعلها شخصٌ واحد تعرفه جيداً ، وقع نظرها على نتاليا التي تظاهرت
بأنها غير منتبهة ، أسقطت الكيس الضخم الذي كانت تحمله معها واقتربت من نتاليا تصفع رأسها بخفة
" ما عداوة الجميع مع رأسي بالضبط " نطقت جملتها بدرامية مع انكاس رأسها بإحباط ، ثم نهضت بحيوية مفاجئة
تعانق الفتاة وهي تصرخ " كلوي ! " - ردت عليها الأخرى بسخرية " سأصدق بأنكِ لم تلحظي دخولي "
بدأ نشاط نتاليا يخبو ويخمد عندما لاحظت ثقل حزنٍ ما يؤرق صديقتها ومدة عناقها طال عن الوقت الطبيعي مما يوضح
بأن لا شيء معها يسير على ما يرام ، همست بإذن كلوديا وهي تمسد على شعرها " هل أنتِ بخير ؟ "
" فقط .. قليل من التعب " ردت ثم فصلت العناق بابتسامة خافتة ، ألقت نظرة على المديرة تُحدثها
" جلبتُ بضاعة إضافية ، يريدونها جاهزة غداً "

اكتفت تلك بالإيماءة ولملمت الأقمشة تتفحصها وتضيفها إلى قائمة عملها ، شاركتها نتاليا بقلق

" غداً ؟ ما هذا الهراء هل ستبقين طوال الليل تعملين بها ! "
" أخبرتكِ من الجيد توفر العمل ، لا يجب علينا إهمال الفرص "
تنهدت وفركت فروة رأسها بانزعاج تراقب مربيتها تبدأ في الحياكة بلا انتظار او فترة راحة
انضمت كلوديا إليها للمساعدة ، على عكس نتاليا التي لا تبرع بشيء من أمور الحياكة ، فقط عليها النحيب
لكن هذا لم يمنعها من العبث معهم وبكل الأدوات ، قالت المديرة وهي تغرز الإبرة في القماش وتسحبه من الجهة الأخرى
" هل أعطاكِ صاحب البضاعة شيء ؟ "
نقلت نتاليا بصرها ناحية كلوديا بكل تركيز ، تلك التي وغزت اصبعها بالإبرة عند ذكر ذلك وكأنها تشتت
بنظر ثابت للأسفل قالت بتقطع " لا ، أخبرني أن أأتي غداً " مر صمت لم يرح نتاليا لتقطعه قائلة
" سأذهب أنا لإيصال البضاعة غداً "
"لا!! "
قاطعتها كلوديا فورياً بطريقة جذبت انظارهم ناحيتها ، لتحاول إيضاح اندفاعه بتبرير مربك

" إنه لا يعرفكِ! لن يسلمكِ الأجر "

هزت نتاليا رأسها بتفهم " حسناً إذاً .. دعونا ننتهي من العمل ثم نخلد إلى النوم جميعنا "
حاولت التقاط بعض الخطوات بتمرير الخيط والإبرة هنا وهناك ، والمديرة تراقبها خشية إفسادها للقطعة
فبدل من أن يكسبوا المال يضطرون للتعويض ، فركلوها بعيداً عن البضاعة لتذهب وتقوم بترتيب أماكن
الأطفال كل منهم بفراشه بمساعدة رين " أغمضوا أعينكم " فعلوا مثلما طلبت فقد اعتادوا على هذه الحركات
التي تأمرهم بها " والأن تنفسوا ببطء ، شهيق وبعدها بثانية زفير ، نعم تماماً أنتم جيدون "
" الحقول الصفراء بإنتظارنا ، وأزهار عباد الشمس تستدير ناحيتنا " كانت تجعل في عقولهم صورة سحرية
موحدة ، تنقل مخيلتهم لعالم أخر بعيد جداً عن هنا ، حتى يبقوا فيه وتنام أجسادهم بسكون هنا
في قاع الواقع ، استجابتهم لها وصمتهم حيث لا صوت يصدر سواها ساعدها على التنويم
" خلفنا كانت الشمس ترسل دفئها ليحتضنا ، تقبع فوق شجرة ضخمة يصل طولها للسماء
تصل بين عالمنا وعالم العمالقة ، ومن بين فروعها الضخمة تتدلى الأراجيح التي تتجهز لإستقبالنا واللعب بها "
لمحت الإبتسامة على ثغر رين الذي وصل إلى ذلك المكان تماماً ، انتهى العمل بوقت متأخر من الليل

بعد ان سيطر النوم على الجميع ، ركنت كلوديا في فراشها قرب نتاليا التي كانت تنتظر ليغطا بالنوم معاً

وجود الأصدقاء بجانبك هو التعويض الذي يصبرنا ويملأ طاقتنا كلما انتهت حتى نتمكن من المضي

بشكل جيد دون ترنح ...
استيقظ رين بشكل مضطرب إثر وغز قاسي يداهم صدره ، جلس يسند كفه ناحية قلبه يحاول ضبطه
لعله يستطيع إمساكه ! جال بنظره يتفقد حال البقية إن كان قد لاحظه أحد أم لا ، انتبه إلى مكان نتاليا الفارغ
" إنها تأتي كالحلم تماماً "
تحتل ليلتهم ثم تختفي عند أول ضوء للصباح ، نهض يغسل وجهه ويسرح شعره بكل اهتمام

أسقط في معدته تفاحة كانت ضمن الفاكهة التي جلبتها نتاليا أمس معها ; ثم تحرك ليخرج

كي يتفقد أحوال المنطقة وما يمكنه فعله بالحقول او حمل البضائع ، ما إن وصل إلى نهاية الشارع
حتى سحبه أحدهم يطبق على فمه ، فكانت ردة فعله انه أمسك ذراع الشخص الذي خلفه ورماه من فوق كتفه

" أين تعلمت هذه الحركة بحقـ .. آه ظهري "
صُدم عندما رأى ان الفاعل كانت نتاليا ، ساعدها على النهوض وهو يعتذر بندم ، وقفت تقلد لوديان عجوز المكتبة
بإحناء الظهر وأصوات الطقطقة ، ضحكت ثم ضربت ظهره باعتزاز " أنا حقاً فخورة بك رجلنا الصغير "

بعثرت شعره ليضرب يدها بعيداً عن رأسه " ما كان الداعي لهذه الحركة ؟ لربما تأذيتِ من السقوط "

كان يعاتبها بقلق بينما هي سعيدة انه اصبح قوي وحذر تستطيع الاطمئنان عليه
" كنت أريد أَن أُحدثك بسرية دون أن ينتبه أحد لوجودي ، لكنك افتعلت ضجة كافية لفضحي "
" بـما كنتـ " قاطعته بجدية لم يراها إلا نادراً " أحتاجك بأمر ما "
" أَنا جاهز ، ما الأمر ؟ "

" سنلاحق كلوديا إلى العمل "
رفع حاجبيه بتعجب وبدأت الأفكار تعبث برأسه ومن الواضح أن نتاليا قد اتخذت قرار لا نقاش فيه
التفت كلاهما ناحية كلوديا التي خرجت من الميتم تُغلق البوابة الحديدية خلفها
تضع كيس البضاعة على كتفها وبنظر شارد في الأرضية تُكمل سيرها ، لم تنتبه إلى الاثنان
اللذان اختبئا بطريقة غبية وبقيا يلاحقاها طيلة الطريق ، كان الناس يناظروهم بتعجب من حركاتهم
الغريبة يتنقلان كما النينجا ويتبادلان الأماكن من اليمين إلى اليسار ثم العكس ، لو لم تكن كلوديا
شاردة لـاستطاعت كشفهم من الثانية الأولى !

" هل هذا هو مكان العمل ؟ "
" أجل، إنها ورشة عادية "
اقتربت بحذر أكثر تراقب ، كان المكان ذو مساحة لا بأس بها ، كافية لتكون مخزن للبضائع الجاهزة للتحويل
مع بضع آلات للحياكة يجلس عليها بعض العمال ، جدران من حديد تُغلف المكان كله ، هناك يقف
صاحب الورشة فهو الوحيد اللامع بين الجميع بدأً من حذاءه إلى شعره الذي يجمعه بعقدة ليبدو كذيل الفأر
بين أصابع يده سيجارة ينثر رمادها بكل مكان ، التفت إلى كلوديا فورما لاحظ وجودها فاقترب منها يحدثها
بإسلوبه اللعوب " هل انتهت البضاعة ؟ "

" أجل، سيدي " فتحت الكيس الذي تحمله وتكشف عن كيفية سير عملهم على كل قطعة ، فاجئها عندما
أمسك يدها يهمس بابتسامة " هل أكملتِهم بهذه اليد الناعمة ؟ " أسقطت الكيس من يدها بإرتباك فور لمسها
سحبت يدها بهدوء مخفضةً رأسها ترد عليه بأدب " لقد تأكدت من إنهاء العمل على أكمل وجه "
أخذ يتنفس من سيجارته بتسلية وهو يتأملها بقرب أكثر " بشأن الأجر .."
قاطعها بقوله " أجل لم أنسى ، نظفي مكتبي أولاً بعدها سنتناقش "
لف خصلة شعرها حول اصبعه يهمس وهو يشدد على كل حرف " حول كُل فلس " أَغمضت عيناها بضيق
تجزم قبضة يدها تحاول تمالك نفسها ، لكن يبدو بأنها الوحيدة من تحاول فعل ذلك ، عندما فتحت عيناها
كان الرجل قد تم سحبه من ياقة قميصه الخلفية بواسطة نتاليا " لقد وجدت مصدر رائحة العفن هنا "
اتسعت عينيه بصدمة فقد كان واقفاً بطريقة جذابة منذ ثانية والأن قد تجعدت ثيابه وهو مائل محاولاً

أن لا يمتد أرضاً فيتم مسحها به ! أدار رأسه إلى الفتاة الصهباء خلفه تقسمه إلى شطائر رفيعة بعينيها
تثني طرف ثغرها بسخرية ، استوعب الرجل الأمر لينتفض ويدفعها بعيداً عنه متظاهراً أنه يمسح ثيابه من التلوث
" ما هذه الوقاحة ! "

تشتت انظار كلوديا بين الاثنان ، أعليها ان تركل نتاليا بعيداً ! أم أن تحاول الاعتذار من صاحب العمل وتبرير الأمر
همست بخفوت" نتالي ! ماذا تفعلين ؟ "
" رين ينتظركِ فاذهبي ، لدي بعض الكلام مع هذا الوسيم " أنهت جملتها تضرب كفها على صدر ذاك المذهول
الذي بدأ يتراجع للخلف حفاظاً على مسافة بينه وبينها ، لم تعامله فتاة هكذا من قبل ؟ كأنها نوعٌ جديد بالنسبة له
نظرت كلوديا بإرتباك إليه " سـ..سيدي " تجاهلها كلياً حيث كانت عينيه معلقة على نتاليا يسألها ببطء " من تكونين ؟ "
هذا التأثير كان كل ما تحتاجه ، النظرة المشتتة ، حدقة العين متسعة عن المعدل الطبيعي ، الطاقة المقاومة ضعيفة
يده اليمنى تنقبض بطريقة لا إرادية ، نجحت بالبروز أمام عينيه فأشعلت القداحة ليثبت نظره على لهيبها
" أنت "
صدى صوتها داخل عقله وخَمدت عيناه كما الشارد غائبُ العقل " ستخجل من مواجهة الفتيات والتلاعب بهن "
" ستتلعثم بكلامك معهن ، وستنسى أنك رأيتنا اليوم " سحبت سيجارة جديدة من جيب قميصه وأشعلتها بالنار
ثم وضعتها في يده مع ابتسامة راضية ، رمش بعينيه ليجد بأنه يقف وحيداً في الزاوية يشعر بأن ثمة جزءٌ
مفقود كان هنا لكنه لا يتذكر الأمر بشكلٍ واضح ، أكمل تدخين سيجارته والتفت إلى العمال يأمرهم بالإسراع
كما لم يحدث شيء ، تماماً نفس الطريقة التي قامت بها بسرقة اللوحة من المعرض دون أي دليل فـ هي لم

تهدد ولم تأخذها بالقوة او رغماً عن الجميع ، كانت تفعل ما تريد بكل بساطة ، هذا العلم من التحكم بالعقل
قد ذُكر بالكتب مع تسجيل تاريخ كل تجربة ، لكن جميعها كانت دوافعها دفع الأخرين لإرتكاب الجرائم وتنفيذهم
للأوامر دون أَن يتذكروا شيئاً فانغمست نتاليا في الأمر سنوات حتى أتقنتها وفاقت براعة معلمها الذي اعتزل مؤخراً

خلف هذا المكان كان هناك نقاش حاد باللسان ، يحاول رين تهدئة الوضع بين الفتاتين رغم كونه يجهل ما حدث

كانت كلوديا منفعلة ويهشمها القلق تأخذ المكان ذهاباً وإياباً " كيف لكِ أَن تفعلي هذا ؟! لقد دمرتِ كل شيء بلحظة "
" رويدك، لقد قمت بإصلاح الأمر لن يتعرض لكِ ثانيةً ولا لأي أحد آخر "
" تظنين بأَنكِ تصلحين كل شيء ! ما أدراكِ إن كانت تعمل طريقتك حتى ؟ "
" لقد كانت دراساتي دقيقة في ذلك ، الأمر استغرق معي سنوات لن أفشل بعدة ثواني "
" ألن يخبرني أحدكم مالذي حصل ؟ " تدخل رين يسأل بحيرة وقد اكتفى من مراقبة رد كل واحدة على الأخرى
فأجابته كلوديا باستياء" لقد خسرنا العمل الوحيد الموفر لنا "
" كيف ؟ "

أشارت ناحية نتاليا التي تتظاهر بالبراءة " الأنسة هنا أهانت صاحب العمل "

" حقاً ! " كانت ردة فعله أكثر من الدهشة ؛ ذهول مختلط بإعجاب وكأنه على وشك أن يصرخ بها بـ [أنتِ رائعة]
" لقد كان يريد تحويل أختك إلى دمية يلعب بها"
"ذلك الـ.." هاج الثور الذي بداخل رين ولم يكمل شتيمته لأنه اسرع راكضاً يريد المشاجرة
فسارعت نتاليا بتهدئته بأن ذاك لن يذكر شيء حتى مما حدث وكانت واثقة من تغيره
زفرت كلوديا بضيق مكتفة ذراعيها ، ثم سألت بتركيز

" لولا الولاعة التي بحوزتكِ تلك ، هل كنتِ لتدافعين هكذا أم ستصمتين ؟ "
" لما قد نصمت ونسمح للبشر بالتحكم بنا ؟! "
أجابتها الأخرى وهي ترفع كتفيها بحيرة لا تفهم ما رابطة هذا بالقدرات
فأعادت كلوديا سؤالها بتشديد أكبر تلاه انفجار متتالي من الكلام
" لو كنتِ مثلي بلا أي قدرات ، هل كنتِ لتتصرفين معه هكذا ؟
تعيشين كما لو أنكِ لستِ معنا ، كأنكِ وحدكِ بلا مسؤوليات ، تخاطرين بكل شيء
كلما دافعنا، كلما خسرنا أكثر ، لا عيب في الصمت"
لما على فتاة في الخامسة عشر التفكير هكذا ؟ ما مقدار سواد هذا العالم ؟ ولأي هاوية قد وصِل
هذا ما كانت تفكر به نتاليا بعدما اكتفت بالصمت تسمع مافي جعبة صديقتها ، ثم تكلمت أخيراً
" كلوي، العالم الذي تعيشين به واسع جداً ، أنتِ لا ترين سوا بقعة بائسة منه ، سنرفض أَن
يتحكم بنا أحد المخلوقات الأرضية فهناك مئة بقعة أخرى نستطيع أَن نجد بها ما يلزمنا "
" هل هذا ما تعلمكِ إياه المدينة ؟ "
كان سؤالها هادئاً وكأنها على وشك الاقتناع ، لكن من أين ستأتي نتاليا بإجابة جيدة

بعد الذي رأته في المدينة ، ماذا تعلمت في المدينة غير أَن تعطي المال لمن يستحق لا لمن يُبذر فيه

" عندما تكبرين ، مهما ترين في المدينة تذكري [ أننا سنعيش أحرار مهما كلف الثمن]"
وضعت يدها على كتف كلوديا تدعمها " لذا لا للصمت بعد اليوم، حسناً ؟ "
أومأت برأسها مما أبهج نتاليا وجعلها تعود لحماسها تشجعهم" هناك دائماً ... مكان للأحرار "

تنهد رين براحة ليضع يديه في جيبي بنطاله بإسترخاء فلقد فهم الآن أين تغيب عنهم كل فترة
" إذاً أنتِ تبحثين عنه "
" أجل "




-فسحة الكاتبة-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل مؤلف من 2300 كلمة مستحية من قصر الفصول وإني عم اتأخر كمان

فـ سوري أشغال رمضان مع أشغال المنتدى + النفسية ضاربة+ كنت احاول
انزل كل يوم فصل ، فشلة ناه لسا في وقت رح حاول ، انا وبنزل هذا الفصل
جهزت معظم الفصل القادم فاحتمال تشوفوه الليلة XD الكل سبقني ما يصير
متحمسة لرأيكم بالفصل لا تتكاسلوا

-معلومات عن الأحداث -
في الفصل الأول اسم المنطقة والمزاد واسعار اللوحات جميعها معلومات حقيقية


في الفصل الثاني قصة سويني تود حقيقية جرت في نفس المنطقة وقد تم إخراج فلم عنها


وحتى التنويم المغناطيسي بالطريقة التي جرت حيث يبرمج العقل على فعل ما تأمره

حسب تحكمك بمستواه ، ذكرت تجارب من كتاب " احتلال العقل "
وكتاب " المخابرات والتنويم المغناطيسي "
مدير قد نوم السكرتيرة الخاصة مغناطيسياً زارعاً برأسها أنها عندما تستيقظ تقتل
أي شخص تراه أمامها ، لقد وضع بقربها مسدس وكانت هناك خادمة عندما استيقظت
وقامت بالفعل بإطلاق النار ثم صُدمت ولم تتذكر لما فعلت ذلك



في تجربة اخرى تقول بأن الضابط قد نوم جندي مغناطيسياً وأخبره انه عندما يفتح
عينيه سيجد جندياً يابانياً يوجه السلاح نحوه وعلى وشك قتله ، عندما فتح الجندي
عينيه كان ساكناً في الثواني الأولى ثم ما لبث إلا أن زحف ناحية الضابط وهاجمه
ولولا تدخل باقي الجنود لكان الضابط ميتاً فقد كان عازماً على قتله حقاً




 
 توقيع : جلنار | Gulnar

تَنفس ، عِش ، أكسر كل الحواجز | أنت على قيد الحياة!

اشتم ولا تخلي شي بقلبك || اترك جمال حروفك تنور حياتي
ي

التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 05-29-2020 الساعة 12:14 AM

رد مع اقتباس
قديم 05-17-2020, 07:14 AM   #12
oliver
عضو نشيط جداً


الصورة الرمزية oliver
oliver غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 122
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 19
 المشاركات : 12,352 [ + ]
 التقييم :  27738
 الجنس ~
Male
 SMS ~
ثق بأنك سوف تحقق حلمك
لوني المفضل : Gray
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

برونزة





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك فيتا او نيتا
فصل الثاني ممتع للغاية حتى اني تمنيت ما ينتهي
نيتاليا فتاة قوية ومرحة
وباقي شخصيات حتى الان ما ظهرت على حقيقتها
اتوقع ان مدير ورشة يخطط لفكرة لانتقام من نتاليا -ان شاء الله توقعاتي في محلها-
المهم اتشوقت لفصل القادم
تحياتي اوليفر


 
 توقيع : oliver

مالي أراك حزينا؟؟ أحرمت من الجنة
ام وعدت بالنار؟ هون عليك فما هي إلا دنيا

التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 05-21-2020 الساعة 10:20 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-17-2020, 01:45 PM   #13
آدِيت~Edith
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية آدِيت~Edith
آدِيت~Edith غير متواجد حالياً

الذهبي




Y a g i m a


جميلة كلماتك.. سواء مقاطع اابداية ولفتاتك القصيرة وصولا لوصفك الأخاذ بأجواء روايتك
تصويرك للحياة البسيطة وأجواء الميتم والشوارع ياه كم هو آسر
فصل الليلة أيضا سأظل مترقبة ذلك بشوق ضخم
انتظرتك البارحة حتى غمض جفناي ولم أكن الرد الأول اهي اهي

نتاليا يانتاليا هههههههه
لسبب ما هناك شبهتها بي في الماضي رغم أني لازلت أحمل شيئا ما هذه الصفة
كنت أجمع أطفال المنزل لأكون المسؤولة عن قصة ماقبل النوم
ودائما تكون مرعبة بأسلوب مخيف.. لقد واجهت ذات الطفولة من اختي فلا تتعجبو أن أصير بعدها هكذا وقد تغذيت قصصا مرعبا كل ليلة
مع كل وصف لك لها عشقي لنتالي إنها صغيرتي المفضلة الآن
ياه صديقتها المسكينة أوجعت قلبي لكن من الجميل وجود البطلين معها
حتى وان كان الفتى المذهل لم يفعل شيئا إلا أنه كفؤ لذلك كم أعشقه
القصة مرعبة حقا ياله من قاتل والادهى كونها حقيقية يييي
متحمسة لماسيفعله الثلاثة لأجل انقاذ وضعهم وتحسبن الأمور
خصوصا مع معلومات الجميلة وقدراتها المبهرة
بانتظارك بكل شوق يامبهرة


 
 توقيع : آدِيت~Edith

مواضيع : آدِيت~Edith


التعديل الأخير تم بواسطة Giso ; 05-18-2020 الساعة 01:01 AM

رد مع اقتباس
قديم 05-18-2020, 04:28 AM   #14
BULUT
غَيم


الصورة الرمزية BULUT
BULUT غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 67
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 10,515 [ + ]
 التقييم :  7262
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الفضي






فصل جديد واحداث مدهشة
نتاليا احببتها بحق وجهة نظرها للامور صحيحة تماماً
لم نسمح للبشر بالتحكم بنا كل من يحاول تعدي حدوده
يجب ايقافه منذ الوهلة الاولى وإلا لن نتعلم معنى الكرامة طيلة الحياة
احببت فكرة التنويم المغناطيسي جداً سمعت عنها من قبل
لكن لم اقرأ أي رواية عن هذه الميزة
كنت اسمع انها مؤذية وحساسة إن لم يمارسها مختص
الامور النفسية دائماً هي الاعقد كم سمعنا عن مريض
تناول دواء لا يخص مرضه ظناً منه انه يساعده وانه مهم لعلاجه
وفعلاً تعالج جسده.امر عجيب
مشهد تنويمها للاطفال احببته حاولت تخيل ما تخيله الاطفال
انه مشهد جميل
ما هو مرض رين لا تفكري بان تجعليه ضحية افكارك
اياك ان تسول لك نفسك قتله لقد احببته من الظهور الاول
لا يجب أن يموت
اوه استعانتك بالقصص الحقيقية جميل منك
قصة الحلاق لا احب تخيلها
ولن افكر بها قبل النوم الحمد لله لا احتاج لحلاق هههههه
عندما ساعدت نتاليا كلوديا احببت ذلك المشهد جداً

سابقى بشوق كبير للقادم
دمتي كاتبة ذهبية


 
 توقيع : BULUT

-كغيمة باردة لم يعد شيء يثير رعدها


التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 05-21-2020 الساعة 10:22 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-20-2020, 05:25 AM   #15
جلنار | Gulnar

محكوم علينا بالأمل


الصورة الرمزية جلنار | Gulnar
جلنار | Gulnar غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 25
 المشاركات : 10,223 [ + ]
 التقييم :  69085
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي

الفصل الثالث| اللوجّرس











"الحياة ، إما مغامرة جريئة أو لا شيء"

- هيلين كيلر



-مساحة لذكر الله -


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
سبحان الله الحمدلله لا إله إلا الله الله أكبر
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين


-الفصل الثالث -

أسندت مرفقيها على الحافة تميل بجسدها للأمام شاردة في انسياب حركة النهر أسفلها ، جسر الآلفية في لندن مكان مناسب
للشرود في تناقضات الحياة ، هَبت نسمة الربيع تبعثر أفكارها ، تنهدت بارتياح للنتائج الجيدة التي حصلت
رين استلم توصيل البضائع من الآن فصاعداً وصاحب الورشة قد تغير بالفعل مما سبب صدمة لكلوديا
حينما تراه يتجنب النظر ناحية إحدى العاملات ويتلعثم في الإجابة على أسئلتهم ، فَكرت بأنه من الجيد دخولها
لهذا العلم ربما كان الشيء الوحيد الجيد الذي فعلته بحياتها، لعل هناك ما يرشدها لأرض الأحرار تلك
" أين عساي أجدها ؟"
لمحت عينيها سيارةً بيضاء حديثة الطراز قد توقفت عن الحركة في طرف الشارع ، كان محيطها جذاب بشكل لا يقاوم
خَرَج شاب ذو بذلة بيضاء راقية ملائمة لبنيته القوية ، تأملته لفترة من خصلات شعره الفحمية
وصولاً إلى حدقتيه بندقية اللون ؛ إنه من الأغنياء الذي لا يملك سوى بطاقات مصرفية ، هذا ما جال برأسها
وكما تقول هي " فقير الجيوب " صرفت النظر عنه بتملل ولكن شيئاً ما لامع قد التقط نظرها ، التفتت عائدة بنظرها باهتمام
تنظر إلى معصمه بتركيز لتلك الساعة الذهبية التي تعانق بشرته القمحية !
وقعت في غرامها من النظرة الأولى ، ويبدو بأن قيمتها النقدية تطغي على قيمتها الجمالية
لم تنتبه بأنها تحبس أنفاسها طوال فترة تحديقها ! شهقت باستيعاب تملئ رئتيها بالهواء
ثم جزمت قرارها وتحركت نحوه مبتسمة فها هي قد وجدت شيئاً يشغلها

" أنرت المنطقة يا سيد "
ابعد الهاتف عن أذنه والتفت إليها بتعجب يشير لنفسه " أتتحدثين معي ؟"
" أجل ، وهل هناك سيد راقي يقف هنا أمامي غيرك ؟ "
رمش بعينيه يحدق بها بشك ; ثم أغلق هاتفه وسط تلك المكالمة التي لم تنتهي
ولم يعطي أي كلمة حتى للطرف الأخر قبل الإغلاق !
" ماذا تريدين ؟ "
" أن أقدم لك أمنية "
ضحك باستهزاء واستند على سيارته مكتفاً ذراعيه يردف
" وما الأمنية التي يمكن لفقيرة تقديمها إلى غني ! "
أخرجت قداحة معدنية تلوح بها أمام عينيه تنطق بحماس " هل تريد التجربة ؟ "
دحرج عينيه بضجر " لست مُدمن تدخين سيجارات ملغومة "
" فقط تمنى أمنية يا رجل "
رفع حاجبه بشرط " أياً كانت ؟ "
رددت جملته بتأكيد " أياً كانت. "
فاجأتها حركته وهو يميل بجذعه نحوها كما لو انه يهمس بسر وبابتسامة ساخرة قال
" أريد من فاتنة شقراء الخروج معي في سيارتي "
احتلت المتعة تقاسيم وجهها وما لبثت إلا أن حركت القداحة بحركة غريبة وسريعة بين أصابعها بالكاد قد تلاحظها
ثم أشعلتها وسط أنظاره ، عقله يرغب بمحاولة فهم الرابط العجيب بين امنيته وهذه العلبة المعدنية، أنفاسه مشتتة
يرمش باضطراب ، حركت الولاعة المشتعلة ببطء ناحية باب متجر " ها هو .. طلبك "


رَفع بصره عن الولاعة نحو الأمام حيث تأتي باتجاهه فتاة شقراء ، طويلة القامة وجسد منحوت
يحتويه ثوبٌ أحمر قصير; أستقام هو بصدمة يتأمل تلك المتوجهة نحوه " عليك الحذر ، إنها جريئة "
اتسعت ابتسامته ونطق فور وصولها إليه ووقوفها أمامه " هذا ممتع."
" إذاً حظاً موفقاً "
لوحت له مغادرة بينما هو لم يبالي بها وقد فتح باب السيارة لتلك الشقراء التي ما إن دخلت سيارته حتى اختفت !
انتفض بعدم استيعاب ينظر للكرسي الفارغ التي كانت تجلس عليه فتاة للتو ! التفت حوله بتشتت
وكأنه قد قابل سحراً من نوعٍ ما ! لمس معصمه يهمس باستنجاد " رودوس "
ولكنه لم يلمس سوى بشرته ، فَقد القطعة المعدنية المحيطة لمعصمه
" اللعنة أين هي الساعة ؟ "
أخذ يبحث كالمجنون بينما اللصة قد ابتعدت مستلقية على سطح أحد المنازل

تختفي عن الأنظار إلى أن يهدأ حال الشارع ويذهب الشاب الغني باستسلام ، نظرت لقداحتها
" استهلكت الكثير منها اليوم! "
تذكرت حركتها السحرية التي أوهمت الشاب برؤية الفتاة التي يتمنى عقله مواصفاتها ، ببساطة كان ذلك
من نشأة خياله ، هذه هي براعتها في الخدع البصرية ! " المسكين كاد يسيل لعابه "
أخرجت الساعة الذهبية من جيبها تتأملها بأعين عاشقة ثم قبلتها " كم أنتِ جميلة "

تبدو كما لو أنها تُقبل جميع مسروقاتها بحب ، قلبت الساعة بين يديها تتفحص إن كانت هناك أي كتابات تمنعها من بيعها
فتعجبت من وجود نقوش بـ رموز غريبة تحت كلمة " رودوس " لفظت الكلمة الوحيدة التي استطاعت قرأتها بريبة
قطع تأملاتها صوتٌ ساخط خرج أمامها بشكلٍ مفاجئ
" لما عدت بطلبي ! ألم نقل أننا لن نتكلم لمدة أسـ.. "
هرب الكلام منه عندما التفت إليها وصمت بـ تفاجئ ، أخذ ينظر حوله بتشتت عن المكان الذي هو به !
بينما بقيت هي متجمدة مكانها تحدق بالكائن الأقرب للبشري الذي ظهر أمامها من العدم !
هَبت رياح عصفت بشعرها عندما اصطدم نظرها بحدقتين زجاجيتين كانعكاس السماء
شعره فضي بل أقرب للثلج الصافي يصل لكتفيه ، ثمة شيء أخر جعل قلبها ينبض بسرعة
الوشم الأزرق المضيء على طول ذراعه اليمنى وصولاً لكتفه ، أذانٌ لوزية لم ترى مثلها من قبل
جلعتها تلمس أذانها تتأكد إن كان الشكل طبيعي أم أنها تبالغ في ردة فعلها !
تداركت نفسها أخيراً تخفي الساعة في ثيابها عندما سقط نظر ذلك الغريب إلى يديها
انخفض يجلس القرفصاء أمامها حتى يصل لمستوى نظرها وهي جالسة
" هل بطريقةٍ ما وجدتِ ساعة ذهبية ؟ "
" لـ لا "
" متأكدة ؟ ألم تنطقي اسم رودوس منذ قليل ؟! "
" لا أفهم عما تتكلم "
" إنها بحوزتكِ، صحيح ؟ "
" مالذي تقوله! ارحل من هنا "
نهضت من أمامه حينما شعرت بأن عليها إخلاء المكان ، لربما كان هذا الغريب
يراقبها وظهر أمامها فجأةً ، اقتربت من الحافة تود الهبوط فتلقت أذانها صوته كالصدى
" أنتِ تضعين نفسكِ بمصيبة يا امرأة "
كادت ان تلتفت لتخبره بألا يلحق بها لكنها لم تجده كما لو أنه تبخر في الهواء
جمعت أنفاسها بارتباك ورمت بجسدها هبوطاً إلى الأرض ، تحسب نفسها بغابة تتعامل مع الأشجار
لا بمدينة تَعج بالسياح والأغنياء المترفين ، كان المكان الوحيد الذي يستطيع احتواءها
- مكتبة لوديان -
دفعت الباب بهدوء ليرن صوت الجرس معلناً عن دخول أحدهم، أطل العجوز لوديان من فوق مكتبه
ليعبس عند رؤيته للكارثة قد عادت لمكتبته ، سارت كالأشباح دون أن تعير المتواجدين أي اهتمام
" أذانه تلك " تمتمت بشرود بينما تتذكر شكله وتلمس أذنها بين الحين والأخر ، أمالت رأسها بتفكير
فور تذكرها لشيء ، جلست على كرسي بنهاية طاولة القراءة بحيرة
" لما سألني ان كُنت نطقت اسم رودوس ؟ "
أخرجت الساعة من جيبها وقلبتها سريعاً لتتأكد شكوكها ، كانت تعلم بأنها قرأته بمكانٍ ما
" هذا اسماً إذاً ! هل مالك هذه الساعة يختم اسمه كي لا يتم بيعها ؟ "
" بتِ تحضرين أشياء لا نفع منها "
قفزت من مكانها صارخة مما جعل الكرسي الذي كانت تجلس عليه يتشقلب معها مصدراً ضجة
عالية أدت إلى تلقيها لنظرات حادة من أصحاب التماثيل الغارقون في قراءة الكتب على الطاولة
سحبها لوديان الذي أفزعها سابقاً بصوته المفاجئ مدمراً غلافها الصامت على الرغم من انه
كان يهمس لها ليس أكثر " ألا يمكنك احترام الوقت الذي أقضيه مع عقلي ؟ "
" لا فأنا لستُ معتاداً على امتلاككِ عقلاً "
" أصابك الخرف أيضاً ! سترى بأني من سلالة اينشتاين "
جرها معه ناحية مكتب الاستقبال بعيداً عن زوار المكتبة ، وهو يضيف ساخراً
" ابحثي عن عائلتكِ بعدها تعالي واقلعي عيني باسم السلالة "
" لا احتاج للبحث عن أشخاص تخلوا عني "
" وما أدراكِ بأنه تم التخلي عنكِ "
صمتت تزم شفتيها مما جعله يلتفت إليها باهتمام ، وبقلق ركز على ما ستقوله
هل لامس شيئاً من ماضيها ؟هل ستفيض بحزنها المكبوت! إنها نادرة العبوس
" أنا جائعة "
- إنها تهرب كعادتها - هذا ما قاله داخل عقله ، هز رأسه بيأس منها وسار يأمر
" جهزي الغداء "
" هل .. بطريقةٍ ما تود التخلص من حياتك ؟ "
" لم أطلب منكِ صنع الغداء بل تجهيزه ، ارسل لي أحدهم وجبة "
" من من !! "
" فلتأكلي منه وأنتِ صامتة أو ارحلي لتبحثي عن طعام أخر "
" ياااه جدنا العجوز يعيش مراهقة جديدة "
تجاهلت شتائمه وتوجهت ناحية ثلاجة المكتبة في آخر القاعة ، بالرغم من أَن المكتبة قديمة
وليست عصرية إلا أن هناك بعض الناس المهووسين بالأماكن العتيقة ذات الوثائق النادرة ، كأنها
خزينة سرية لعلم العالم البشري منذ الأزل ، وبعض الحضور من المناطق المجاورة يدفعهم كسلهم إلى هنا
حتى لا يجهدوا أنفسهم بقطع مسافات أطول لـ مكتبة أخرى ، حصلت على علبة غداء مغلفة بشريط أحمر
" أوه، يا للرومنسية ! "
أزالت الشريط الأحمر بعناية وتدفن أنفها في العلبة لربما كان المرسل رجل أحزنه حال لوديان الوحيد
أو إمرأة عجوز تريد استرجاع شبابها مع لوديان ، فشلت حاسة شمها باكتشاف أي رائحة عطورات
" بالنهاية هي علبة غداء لن تتعطر "

فتحت الغطاء لتجد ورقة لُصقت في جوفه ، أزالتها بفضول تقرأ الخطوط المزخرفة بكل حب
" بالصحة والهناء ، عزيزي "
" عزيزي !! عزيــ "
ما إن استوعبت الرسالة حتى انفجرت ضحكاً بصوت عالي ، أدى لهرولة لوديان سريعاً ناحيتها
وخطف الرسالة من يدها ، ضيق عينيه يقرأ ثم رفع رأسه عن الورقة يتجنب النظر ناحية نتاليا
التي تحاصره من كل اتجاه يدير رأسه إليه

" إذاً ، من سعيدة الحظ تلك ؟ "
" تناولي طعامكِ خارجاً، هيا "
" مالـ.."
" اذهبي واشتري طعاماً آخر "
قال جملته وهو يدفعها للخارج دون أن يدع لها الفرصة بأَن تحرجه أكثر بكلامها
" تشه! ياله من لئيم " تذمرت عندما وجدت نفسها أمام الباب وقد صفعه وراءها
فقررت أَن تستعطف جانبه البشري ، واستندت على الباب تمثل البراءة
" لوديان السماء أَظلمت، ألن تخاف من خروجي وحدي؟! "
" أَخاف على البشر منكِ"
رد عليها يصيح من الداخل لتضرب الباب بيدها تهدد " سأذهب، فليأكلك الندم! "
تجاهلها واتجه ناحية علبة الغداء بأعين عاشق ولهان ، فتح العلبة ثم تصنم بمكانه
حيث وجدها قد أصبحت فارغة يعبث الهواء بها ، عَلم بأن تلك اللصة وراء هذا
لا بد وانها انتشلت الطعام وهي تعبث بالكلام دون أَن ينتبه لحركتها ، مشغولاً بمشاعر الغيظ والاحراج
صاح بحنجرته المتيبسة " نتاليا!!!!" أَسرع ناحية الباب والدخان يتصاعد من رأسه
فَتحه ليراها جالسة على سياج السلالم التابعة للمكتبة ، تحمل في يدها عدة شطائر مغلفة
وعلى محياها نظرة خبيثة كافية لاستفزازه
" مِن الجيد أَنك جئت ترجو عودتي "
ضغط على أسنانه يلَعن حركتها الخفيفة في السرقة ثم مد يده ناحيتها يطالبها

" أعيدي الطعام لي، لم أتلقى شيئاً كهذا منذ زمن "
" أَنت طردتني "
قالت جملتها وهي تدير وجهها عنه بكبرياء وتضم غلاف الشطائر إليها أكثر
تنهد بيأس يقول محاولاً جذبها بالعروض " سأشارككِ إياه، هيا تعالي "
أعادت نظرها إليه بشرط خبيث " سآخذ شطيرتين ، وواحدة لك "
طفح الكيل به ليهم نحو تلميذته الوقحة يحاول استرداد ما سرقته ، وبالتالي هي قد أبعدت
يدها للوراء تميل أكثر في الهواء كي لا يصل للطعام الذي تمسكه ، ومع زيادة محاولة
لوديان للحصول عليه ، فقدت نتاليا توازنها لتجد جسدها يهبط للخلف نحو الأرضية
اتسعت عينيها وشريط حياتها مر أمامها ، جميع التحليلات تتطاير من رأسها وهي تفكر
- سأصاب بكسور مؤكد ! سينتهي مستقبلي الجميل قبل أَن يبدأ حتى -
وفي الثواني القليلة التي كادت بها تصطدم بالأرض ، ظهر وميض أزرق مفاجئ
في البقعة التي سقطت عليها ، وسرعان ما اختفى عند ملامسته لجسدها
بقيت مجمدة لدقائق تحاول استيعاب ما حصل ، لا تشعر بأي آللام كما لو أنها
سقطت على حرير بلا أي جاذبية ، قرصت ذراعها تتأكد إن كانت تشعر ، حية أم ميتة
" اعقلي نتاليا لن تموتي بسقوط من ارتفاع بسيط كهذا "
أخذت أنفاسها بروية وهي تربت على قلبها حتى تتماسك ، لمحت خيالاً أسود يمر أمامها سريعاً
كأنه يدور حولها محاولاً إحاطتها ، نهضت تتلفت بحذر وعجلة مربكة

" أنتِ بخير ! "
استدارت ناحية لوديان الذي وصل أخيراً ، وما إن رآها حتى زفر براحة مؤنباً
" يالكِ من قردة، لا طعام لكِ ! "
" فلتأخذه كله، هيا نعد "

هرولت ناحيته تضع الطعام في حوزته بعجلة وهي تدفعه للعودة إلى المكتبة
مما أثار تعجبه كيف تغير رأيها بهذه السرعة ! لا بد وأنها صدمت رأسها بقوة
ما إن دخلا حتى أقفلت الباب خلفها ، ثم اتجهت إلى النافذة تتأكد من إقفالها
خالجها شعورٌ غريب بأنها مراقبة ، دققت بالنظر من خلف الزجاج لتجد أحدهم يقف
عند زاوية الطريق مثبتٌ نظره نحوها، لا يبدو بأنه يمتلك ملامح ، هيكل أسود بالكامل ذو أطراف
بشرية واقفاً كالصنم لا يتحرك ولا يرمش ، هذا إن كانت عيناه واضحة ! رفعت حاجبها بتعجب
ثم أسدلت الستارة حتى تمنعه من المراقبة ، استدارت لتجد لوديان واقفاً بجدية ينتظر منها تفسير
تنهدت وعلمت بأن الوقت حان لأخذ المشورة " علينا التحدث "
جلس على الطاولة بهدوء وحكمة ثم أشار لها بأن تأتي لافتتاح الحديث فهذه هي
عادات نتاليا وتقاليدها عندما تجلب الكوارث ، وقفت بقربه ووضعت الساعة أمامه على الطاولة
أردف وهو يلتقطها بأنامله جاهزاً للتفحص " أهذه ما كنتِ شاردة بها عند مجيئكِ ؟ "
همهمت بهدوء وأمالت جذعها العلوي تستند على الطاولة باهتمام لتفحصاته
لامس القرصين الغريبين ذو التركيبة المعقدة فوق العقارب تماماً ، عقد حاجبيه بفضول
ثم قلب الساعة حيث الكتابات المنقوشة عليها ، دقق فيها شارداً لتشاركه نتاليا
" ماهذه النقوش برأيك ؟ لغة! "
" أَجل تبدو كذلك، لغة غريبة جداً "
" ماذا تعتقد ؟ هندية ! يابانية "
" لا ليست أياً منها "
" ماذا إذاً ! "
" إن لم يخب ظني ، إنها عبرية "
" عـ عـبرية ، لم أسمع عنها من قبل ! "
" لأنها شبيهة بالانقراض ، لم يستعملها أحد منذ زمن طويل ، أكثر غرابة
وتعقيد من
اللغة المسمارية والهيروغليفية ، تعود أصول رموزها إلى الحروف الآرامية "
" من أين جاءت ؟ من الغريب وجودها على قطعة قيد الاستعمال إلا إن كانت ترمز لشيء ما "
" أنتِ محقة، كانت شائعة في عهد الهيكل الثاني ومِن بعدها كثر استعمالها كـ طلاسم وتعاويذ "
" هـيكل ماذا ؟ "
" إنه تاريخ طويل "
" أتحسب انها تعويذة ؟! "
" لا أدري حقاً ، فلا أملك معاني لتفسيرها "
استقامت بوقوفها تدلك عنقها بتفكير عن أين بإمكانها إيجاد وثائق تفيدها بهذا الأمر

حتى لوديان الخبير لا يملك معلومات كافية عن هذه اللغة ، راقبته وهو يلمس الاسم المنقوش
الاسم الوحيد الذي بإمكانهم قراءته ، لفظه ببطء شارداً " ر و د و س "
صوت شيءٍ ما سقط من المكتبة جذب انتباه كليهما ، تحركت نتاليا ناحيتها بحذر تراقب
إن كان هناك دخيل ! سقط نظرها على الكتاب المركون أرضاً وعلى ما يبدو أنه سقط من الرف
مصدراً ذاك الصوت ، انخفضت تلتقطه ثم أعادته إلى مكانه بلا اهتمام فقد كان أحد مصنفات علم الجغرافيا
كادت أن تعود إلى الطاولة حيث لوديان لكن صوت السقوط أوقفها ، مجدداً ! كانت متأكدة أنها ركنته جيداً
التفتت تلتقطه ، واحد .. اثنان .. ثلاثة .. الكتب تتساقط واحداً تلو الآخر ، بينما هي واقفة بصدمة
هرول لوديان إليها ظاناً أن هناك مشاجرة إثر الضجة وقد اتسعت عينيه لرؤية الكتب مندثرة على الأرض
سيستهلك منه الكثير من الوقت لإعادة كل كتاب إلى تصنيفه
" كيف حدثت هذه الفوضى ؟ "
" سقطوا لوحدهم ! "

-فسحة الكاتبة-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ادري تأخرت ، أصلاً مستحيل ألاقي نفسي منتظمة بمواعيدي ، رح انصدم لو صار

الفصل مؤلف من 2400 كلمة كلمة تنطح كلمة الأحداث صارت بمنحى

ثاني صح ؟ بالله كنتو تتوقعوا ؟ ياه اتوقع كنتو تتوقعو

الأحداث القادمة بدت تفوح رائحتها شميتو ؟
نقدر نقول عنصر الكوميدية لتصنيف هذا الأسبوع جاء مع لوديان

والفصول السابقة كانت درامية ، من يدري ماذا يختبئ خلف الستار

- اسئلة عن الفصل -
- من برأيك ذاك الغريب ذو الشعر الفضي ؟
- ما علاقة رودوس ؟

- ردة فعلك وانت تقرأ الأحداث ؟


متشوقة لأرائكم ونصائحكم




 
 توقيع : جلنار | Gulnar

تَنفس ، عِش ، أكسر كل الحواجز | أنت على قيد الحياة!

اشتم ولا تخلي شي بقلبك || اترك جمال حروفك تنور حياتي
ي

التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 06-15-2020 الساعة 09:39 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#اللوجرس, #lugers, #رواية, روايات, وندر لاند


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM