••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


زهرة أخر العمر

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-2020, 04:13 PM   #11
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



رجل حياتي



الفصل التاسع
" رجل حياتي!"
كانت مستلقية على سريرها...تفكر في أحداث الليلة الماضية..وتشعر بأسى كبير...ولم يوقظها من أحزانها سوا صوت والدها...من أسفل الدرج....
" جولي هنا!"
استشاطت رينيه غضباً...أتقوى على المجيئ الى هنا..بعد كل ما فعلته؟؟؟لقد خانت صداقتها..وفضلت جيك عليها....ولكنها لم ترد ان تلفت نظر والدها الى شيء..فآثرت الصمت...وما ان قرع الباب....حتى نهضت لتفتح.....فأطل وجه جولي البائس...
نظرت اليها رينيه بغل...وتركتها واقفة على عتبة الباب....ولم تدعها للدخول....وعادت تستلقي على سريرها....
دخلت جولي وأغلقت الباب خلفها ثم جلست قبالة رينيه...وقالت بحرج وحزن....
" رينيه أرجوكي سامحيني....لم أكن أعرف أن هذا سيحدث!!"
لكن رينيه استمرت في تقليب صفحات مجلة قديمة....متظاهرة بالقراءة...ولم تجب....
بدأت الدموع تطفر من عيني جولي...واقتربت من رينيه قائلة بصوت حزين
: رينيه..أقسم لكي بأنني لم أقصد ذلك....وهل أرغب في ايذائك؟؟ألست صديقتك العزيزة؟؟ أيمكنني أن افعل ذلك ان شككت للحظة بأنه سيؤذيكي!! "
رق قلب رينيه فجلست على سريرها ونظرت الى جولي قائلة:" كفي عن البكاء!"
لكن جولي انفجرت باكية...مما دفع رينيه الى عناقها وتهدئتها.....فتشبثت جولي بها وهي تصيح...." سامحيني رينيه...أرجوكي...لم أستطع النوم ليلة البارحة...لم أكن أعرف أنه.."
قاطعتها رينيه:" اشش اهدأي أيتها البلهاء طبعاً أسامحكي فأنتي صديقتي المفضلة بل انتي بمثابة شقيقتي وتعرفين ذلك فلماذا كل هذا البكاء الآن؟؟؟ لقد غضبت منكي وحسب لأنكي لم تحترمي قراري!!"
رفعت جولي رأسها ونظرت الى رينيه قائلة:" أنتي محقة...لكنني آسفة..وكذلك جيك..طلب أن أنقل أسفه لكي...لم نكن نظن بأن بيتر قد ...؟"
" اهدأي الآن....لم يحدث شيء..لقد أنقذت في الوقت المناسب!!"
مسحت جولي دموعها بسرعة..وقالت مبتسمة:" صحيح!! من هو ذاك البطل؟؟"
ابتسمت رينيه وهي تتذكر ملامح يوهان...حتى تورد خديها:" انه..انه الطبيب المتحجر!!"
اتسعت عينا جولي من الدهشة:" ماذا؟ ولكن..أكان يطاردكي أم ماذا؟؟؟كيف عرف مكانكي؟؟"
أجابت رينيه بحيرة:" لقد دخل ليبتاع كوب قهوة مع طفلين......ولا أظن أنه كان يعلم عني شيئاً...الى أن بدأ بيتر حركاته المقرفة...فانتبه لوجودي...ولحظتها تمنيت لو انشقت الارض وابتلعتني....لقد نظر الي بطريقة؟؟؟لن أنسها مهما حييت....ثم انسل خارجاً والغضب يعمي عينيه...!!"
" ومن هما هذين الطفلين؟؟هل هما أولاده؟؟!"
" لا..لا ...فهما أبناء السيد والسيدة بالتيمور والتي هي شقيقته..لقد كنت في حفلة عيد ميلادهما مؤخراً...والتقيت يوهان هناك!!"
" ولكن رينيه؟؟كيف حصلتي عليه...؟؟انه جذاب..ورائع...آه..؟!!! انه رجل بمعنى الكلمة...الرجل التي قد تضحي الفتاة بحياتها لأجل لحظة الى جانبه...!!آه رينيه...انه ساحر وفاتن....!!"
نظرت اليها رينيه بدهشة:" هل ستقعين الآن صريعة هواه!!! ألم تقولي أنتي بأنه طبيب متحجر لا يملك أحاسيس؟؟؟"
" كان ذلك قبل أن أراه...! ولكن؟؟ كيف خلصكي من بيتر..وقد رأيته يخرج للتو مع الاطفال؟؟"
" لا أدري!! ربما اصطحب الطفلين للبيت..وعاد مسرعاً! المهم انه كان هناك وحده...وكان قد أوصلني بسيارته ولم يكن معه أحد!!"
" وتقولين بأنه لا يملك أحاسيس؟؟ "
عادت الدهشة الى رينيه:" ءأنا التي قلت ذلك أيتها المتلونة؟؟!"
" لقد عاد من أجلك أيتها الغبية...وبسرعة البرق!!!"
عاد عقل رينيه للتفكير لكنها عادت تقول بيأس:" لست أفهمه جولي! تصرفاته تفاجئني...لكن كلماته قاسية وجارحة الى أبعد حد!! لا أعرف ماذا أفعل معه!! انه لا يذهب من تفكيري....أحبه جولي...أحبه كثيراً...لكنني لست متأكدة أبداً من مشاعره نحوي!! أشعر بأنه يريد دفعي عنه بأي وسيلة....حتى..وان كان..؟؟التحرش بي؟"
صرخت جولي بذعر:" ماذا؟؟؟هل حاول التحرش بكي؟"
أطرقت رينيه..ثم عاد لتقول:" لقد نعته بالتمثال الحجري...(وهنا حاولت جولي ان تمنع نفسها من الضحك...)..فأراد أن يؤكد لي بأنه شيطان لعين متعطش للشهوة.....جولي كفي عن هذا....أتظنين ما أقوله مضحكاً؟؟؟"
وهنا انفجرت جولي من الضحك...: " آه يا عزيزتي....لقد استخدمتي كلمة ليست في محلها ابداً...لهذا نالك ما تستحقين!!"
" جولي ايتها الخبيثة!! ألم يكن هذا رأيك؟؟؟"
" وأنتي ايتها المجنونة؟؟تنساقين وراء كلماتي بدون تفكير؟؟؟أنا اعترف انني قلت ذلك...لكن بناءاً على كلامك ووصفك للموقف....وكان ذلك قبل أن أراه....وهذا كفيل بتغيير كل شيء عزيزتي!! آه رينيه حبيبتي....متى ستنضجين؟؟؟"
صرخت رينيه بحنق:" كرري ذلك مرة أخرى....وأقسم أنني سأقتلك!!"
ضحكت جولي..وقالت مهدأة...:" حسناً..حسناً لا تثوري!! فلنعد الى موضوعنا....والى طبيبك المتحجر...آه...أقصد..شيطانك المتعطش للدم....(وهي تبتسم رغماً عنها..)..ها؟ماذا حدث بعد ذلك؟؟ماذا فعل حتى يقنعك بذلك؟؟والافضل لكي أن لا تحذفي شيئاً رينيه..أريد التفاصيل المملة!!!"
أخبرتها رينيه بما حدث...ثم جلست على حافة النافذة...تحدق الى الشارع بوجوم.....
ثم قالت بأسى:" كان يريدني أن أكرهه جولي!! أعرف هذا...كان يدفعني لذلك...وكنت أشعر بذلك لحظتها....لكنني اكتشفت بأنني مخطئة!! أنا أحبه جولي...ولست أستطيع كرهه أبداً...أعرف بأنني غبية...ولكن ماذا أفعل ان كنت قد تعلقت به الى أبعد حد!!! أتعلمين؟؟ أتساءل رغماً عني......كيف حاله؟؟كل صباح....وكل مساء!!!..أتساءل...ماذا يفعل الآن؟؟ان لم يكن في المستشفى او العيادة بين مرضاه....فماذا يفعل اذاً؟؟؟هل هو جالس يقرأ الجريدة..او كتاباً علمياً؟؟ كيف يمضي وقت فراغه؟؟؟؟ومع من؟؟؟لابد من وجود أخريات؟؟!!ألا تظنين؟؟رجل كيوهان....أيعقل أن يمضي وقته بمفرده؟؟؟
آه جولي.....في قلبي أنين لا يسمعه أحد!! سأجن جولي...سأجن!!
لكن أكثر ما يؤلمني...هي ساعات الليل المظلمة....الباردة...!! لم يعد باستطاعتي النوم.....وكل هذا بسببه!!! أتعلمين...؟عندما تقعين في الحب...لايعود بامكانك النوم مجدداً.....لأن الحقيقة قد أصبحت أخيراً...أجمل الاحلام!!!
أصبحت كل الليالي موحشة....وأنا أتخيله راقداً في سريره الواسع وحده...لا..لا..بل أنا لا أظن بأنه يعيش كناسك!! هذا النوع لا يمكن أن ينام في سريره وحده....لابد أن النساء يتهافتن عليه....لقد رأيت ذلك جيداً في حفلة عيد ميلاد التوأمين!!
... ان لم يكن هذا هو الحب جولي؟؟؟فماذا هو؟؟ يا الهي!! ماذا يحدث لي؟؟هل بدأت أجن؟؟؟"
كانت جولي تستمتع الى صديقتها وهي تدرك ألمها....لكنها عادت تقول بمرح:" حسناً صديقتي...أؤكد لكي بأنكي لم تبدأي بالجنون....لأنكي مجنونة أصلاً منذ؟؟؟؟منذ أن عرفتكي!!"
نظرت اليها رينيه بحنق..ثم رمتها بوسادة ناعمة كانت تستند اليها....." أنتي لا تحتملين!!"
قالت جولي وهي تضحك:" لم أكمل بعد أيتها العاشقة!!"
أشاحت رينيه نظرها عنها قائلة بلا اكتراث:" ان كنتي ستستمرين بسخريتكي الرائعة..فلا تتعبي نفسكي!!"
" عزيزتي..أنا أفهمكي...وأفهم مشاعركي!! ولكنكي تعذبين نفسكي هكذا؟؟لايجب ان تفكري فيه كثيراً بهذا الشكل؟؟لأنه..ان لم يكن مقدراً لكما أن؟؟"
" لا تكملي جولي.... أرجوك...أنا أعرف هذا..لكنني لا اقوى على سماعه منكي !!"
حكت جولي رأسها وهي مستغرقة في التفكير, ثم لمعت عيناها وقالت بحماس:" لا يوجد الا حل واحد لمثل هذه الحالة!!!"
نظرت اليها رينيه كأنها تستنجد, فأردفت جولي:" الازعاج والاصرار!!!"
ظهرت الحيرة على وجه رينيه...." لم أفهم!!!"
اقتربت جولي من رينيه وعيناها تشعان بالحماس:" عليكي أن تظهري أمامه باستمرار...لا تتركي له فرصة ليضعك على الرف! أصري على زيارته وامضاء بعض الوقت معه.."
أطرقت رينيه:" ولكن؟؟ قد يرفضني....أو يطردني!! قد يسمعني مالا أطيق سماعه!! أو قد يحاول ان يرعبني مرة أخرى!!فما العمل؟؟!!"
" هو يرغب فقط في ارعابكي...لكنه لن يتمادى الى الحد الذي تخشينه..لهذا!! أثبتي له كم أنتي مندفعة في حبه..وبأنكي لا تخشين شيئاً الى جانبه..بل عالعكس...عليه ان يعرف كم أنتي تثقين به!!!"
" لا أعرف جولي؟؟"
أمسكت جولي يدها وقالت بحنان:" عزيزتي رينيه...هل يوهان هو رجل حياتكي؟"
ابتسمت رينيه وقالت وهي تتطلع الى الأفق:" آه!!انه هو!!...ولا أحد غيره!"
" اذاً عليكي أن تتحملي ضريبة حبه!! فهل أنتي مستعدة للقتال من أجله؟؟؟"
نظرت رينيه الى جولي وظهرت في عينيها علامات الاصرار والارادة:" أنا مستعدة!"
ابتسمت جولي:" اذاً سنعمل على البدء منذ الغد!!"
قالت رينيه وهي تشعر بالفرح العارم :" ماذا سنفعل غداً؟"
أجابت جولي بفخر ومكر:" ستقومين بالهجوم على الطبيب المتحجر...وعلى أرضه!"
صرخت رينيه:" ماذا؟؟"



 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:29 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-10-2020, 04:16 PM   #12
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



الهـجوم



الفصل العاشر
" الهجوم!"
كان قد مر اسبوع منذ رآها لأخر مرة وأرعبها! لكم يشعر بالحاجة الى رؤيتها ولوحتى من بعيد! يمكنه ان يذهب لتفقد احوال السيد مايكل....ولكن لا لا!! لا يمكنه ان يراها مرة أخرى!! ربما كان هذا الافضل!! نعم...بالطبع..سيسهل هذا عليه نسيانها والعودة الى حياته من جديد..قبل ان تقتحمها تلك الاسفنجة!!
كان يراقب عاملة التنظيف وهي تمسح الغبار عن المكتب, وما ان أمسكت باسفنجه صفراء..حتى صرخ قائلاً:" هذا يكفي....اذهبي الآن..لا تنظفي المكتب وأنا موجود...هل هذا واضح سيدة ماكونهي؟! لا تنظيف وأنا موجود!!"
دهشت عاملة التنظيف من عصبية الدكتور يوهان, فقالت بحيرة:" كما تريد دكتور يوهان!!"
وهي تغادر حانقة.....
"أوه يا الهي!!! ماذا أصابني!!!"
وهو يضرب المكتب بيده بقوة....ثم ينهض بتعب وعصبية ويقف مواجهاً النافذة....ومراقباً المارة....
بالتأكيد كلهم سعداء! لاهموم لديهم!!على الاقل ليس كهمي؟! كم واحد منهم يعرف اسفنجة مميتة مثلي!! اسفنجة مميتة؟؟؟؟أوه لكم تبدو هذه الفكرة سخيفة....(وهو يضحك بمرار)..لم تستطع اجمل الجميلات التمكن مني...وها هي نهايتي على يد هذه الصغيرة!!! آه سحقاً....ليست الا مراهقة...ولن تتمكن مني أبداً...لم تخلق بعد من يمكنها ذلك!"
كان يحاول اقناع نفسه بهذا الكلام......لهذا لم يسمع صوت الطرق الخفيف على الباب..! ولما لم يجب...فتح الباب ثم عاد للاغلاق....
قال بضجر دون أن يلتفت:" ما الأمر الآن؟"
" مرحباً!"
وما ان سمع هذا الصوت..حتى التفت بسرعة....ومع أنه كاد ان يسرع ليأخذها بين ذراعيه ضارباً بتوعداته وخططه عرض الحائط....الا أنه تمالك نفسه وقال ببرود تام...أدهشه نفسه
" آنسة ثومسون! كيف أساعدك؟ هل مايكل بخير؟"
توقعت تلك النبرة المتجاهلة والباردة...فأكملت تقول بحرج:" انه بخير...أشكرك!ولكن؟؟كنت..؟"
نظر اليها ببرود:" أجل آنسة ثومسون؟؟أنا أسمعكي!!!"
خطت خطوتين ثم رفعت نظرها اليه...وقالت بتوتر بالغ...
" كنت...؟ كنت أتساءل ان...ان كان بامكاني أخذ ساعة من وقتك!!"
وانتظرت اجابته بترقب ولهفة..وقلق لم تعرفها في حياتها كلها......
ويبدو أنها أثارت اهتمامه...فنظر اليها متفحصاُ كأنه لم يفهم:" هل تريدين مني الاطمئنان على صحة والدك؟"
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم أردفت:" لا...ليس على أبي....!! بل علي!!"
ظهر القلق في ملامحه لدقيقة:" لماذا؟ هل أنتي مريضة؟؟ هل يؤلمكي شيء؟؟ تعالي اجلسي هنا..لم تقفين بعيدة!!"
وهو يشدها من ذراعها ويجلسها أمامه...." لا..لا!! أرجوك لا تقلق...لست مريضة!! انما..."
بدا وكأن صبره قد نفد:" ماذا هناك رينيه؟؟؟"
كاد قلبها يثب من مكانه لفرحتها حينما سمعته يناديها باسمها الاول.....
" أريدك أن تأتي معي!"
قال بدهشة:" والى أين؟"
" انها مفاجأة!!!"
قال باستهزاء:" أحقاً؟؟اسمعي آنسة ثومسون...لا أملك الوقت لحركات المراهقة وألعاب الطفولة...أرجو أن لا تنسي أنني طبيب ولدي مرضى يحتاجونني...فإن كان والدكي بحاجة الي يمكنني زيارته للاطمئنان عليه..وان لم يكن لديك غير ذلك...فأرجو أن تعذريني الآن لأنني مشغول!!"
وهو ينهض ويلتفت الى النافذة....
أحست رينيه بالضعف والانهزام لدى سماعها لهذه الكلمات..كيف ظنت أنها قادرة على تنفيذ خطة جولي...؟؟؟ هي لم تعتد أن تضع نفسها في مثل هذه المواقف الحرجة...وللحظة..قررت أن تترك كل شيء...فهي لا تستطيع احتمال اهاناته المستمرة....لكنها عادت فتذكرت كلمة جولي:" هل هو رجل حياتك؟؟؟؟؟"
آه تباً!! لا أحد غيره....انه هو...هو رجل حياتي.....عرفت ذلك منذ أول مرة وقعت عيني عليه!!! حسناً....سأضيف بعض البهارات والتوابل على خطتنا لعلها تنجح!!!
فنهضت وهي تقول بأسى:" أنا آسفة لأنني أضعت وقتك الثمين....ولكنني كنت حقاً آمل أن تأتي معي لتفحص أبي....لقد بدا لي متعباً هذا الصباح...وأنا قلقة عليه...لكن؟؟ ان كنت مشغولاً ...ربما أجد من ينوب عنك.....ذلك الطبيب الاشقر ربما؟؟ما اسمه؟؟؟"
نظر يوهان الى رينيه بغضب كبير...لكنه قال بهدوء...:" لقد أخبرتكي بأنه يمكنني المجيئ والاطمئنان على مايكل..فلا حاجة بكي للبحث عن اي كان....الا ان كنتي ترغبين بالطبيب الاشقر لأمر آخر!!!!"
تساءلت ببراءة " أمر آخر؟؟؟ وماذا سأريد منه سوا الاطمئنان على صحة أبي؟؟؟أنا..لا أعرف عن ماذا تتحدث دكتور يوهان!! فأنا مازلت صغيرة...ولا أفهم تعقيدات الكبار!!"
ابتسم بسخرية:" أنا مسرور...لأنكي تفهمتي ذلك أخيراً!!!"
حاولت أن لا تظهر الفرحة على وجهها حتى لا تكشفها...فأردفت قائلة:" حسناً سأنتظرك في سيارتي لأنه لا يمكنني تركها هنا!!!"
" لا حاجة لذلك...اذهبي انتي وسألحق بكي!!"
قالت بغيظ:" بالمناسبة.....أنا لا أعض!!!"
أجاب ببرود:" سأتذكر هذا!!"
ظهر الحنق على وجهها..فحملت حقيبتها وخرجت والغضب يعميها.......وما كان من يوهان الا أن أطلق ضحكة حاول أن يحبسها طويلاً!
وبعد عشر دقائق ..ظهر يوهان وهو يحمل حقيبته الجلدية..متجهاً نحو المرآب...فنادت رينيه بصوت مرتفع...وما ان لمحها حتى عاد الغضب يتراقص في عينيه....فمشى نحوها واستعدت هي لعاصفة من الغضب.......
ولما وصل..." ألم أقل لكي أن تذهبي وأنا سألحقك؟؟؟ لم أنتي مثيرة للمشاكل هكذا؟؟؟"
" ماذا ؟؟؟ألا تحب أن يراك أحدهم معي؟؟؟" قالت بتحدي.....
" أنتي فتاة مجنونة!!!"
ضحكت بعفوية ثم فتحت باب سيارتها وهي ماتزال خلف المقود.... وقالت
:" اذاً أتخاف أن تركب مع هذه المجنونة؟؟؟"
زفر طويلاً ثم ألقى حقيبته في الخلف...وركب السيارة ثم نظر اليها......
" ما هي آخر حركاتك رينيه؟؟؟؟"
ابتسمت بسعادة.....وانطلقت بالسيارة.....لكنه استمر:" ما الذي يضحكك في كلامي؟"
قالت بنعومة:" لأنك ناديتني باسمي الاول!! وأنا أحب ذلك..!!"
ارتبك وقال بسرعة:" كان ذلك بدون قصد...!!"
أغاظ ذلك رينيه فاندفعت تقول بعصبية:" هكذا اذاً؟؟؟! حسناً....عندي لك مفاجأة!!!أتعرف أين نذهب؟؟؟لا..ليس عند والدي؟؟ بل لقد قمت باختطافك للتو!!!؟؟؟"
نظر اليها نظرة غير المصدق......وما ان نظرت الى وجهه حتى أكملت بغيظ:" أجل هذا صحيح!! لقد كذبت عليك....حتى يتسنى لي خطفك!!! ما رأيك الآن؟؟؟ هل أنا مجنونة كفاية أم لا؟؟؟!!"
بدأت ملامح وجهه بالاسترخاء....ثم بالابتسام....ثم لم يستطع أن يمنع تلك الضحكة من الافلات......وتتابعت بعدها الضحكات....
نظرت رينيه اليه....تلاشى غضبها شيئاً فشيئاً....لقد بدا وسيماً جداً..بل رائعاً وهو يضحك...لماذا لا يضحك دائماً؟؟انه يناسب وجهه كثيراً!!!
" هل الامر مضحك الى هذا الحد؟؟" تساءلت رينيه وهي تبتسم....
استرخى رأس يوهان على الكرسي خلفه...وقال وهو مغمض العينين......والبسمة ما تزال مرتسمة على وجهه....
" أنتي مليئة بالمفاجآت!!!"
ابتسمت رينيه أكثر..." وهل يعجبك هذا؟"
فتح عينيه ونظر اليها:" الى أين تنوين الوصول ؟؟"
عادت للنظر أمامها...وقالت بهدوء:" أظنك تعرف....! ولكنك ترفض التصديق!!!"
اعتدل في جلسته...:" ما تفعلينه لا طائل منه!!! بل سيعذبكي أكثر!! وهذا ما لا أريده!!"
قالت وهي توقف سيارتها....:" سنرى! والآن هيا يا رهينتي...امشي أمامي والا سأطلق عليك حبة زيتون من هذا الخبز الفرنسي اللذيذ!!"
ابتسم يوهان رغماً عنه وهو ينظر حوله...:" أين نحن؟؟"
قالت وهي تسحب ذراعه وتمسك بيدها الاخرى بسلة نزهات...:" اننا في المنتزه!!ألا ترى!! هيا بنا"
ترجل يوهان من السيارة....وأخذ ينظر حوله وهو يضع يديه في جيوبه..ثم نظر الى رينيه الى بدأت تسير أمامه...وهي تبحث عن بقعة ليجلسا عليها......
لم يستطع أن لا ينساق وراء رغباتها....لا يعرف كيف تجبره على ذلك...ولكنه يرى نفسه سعيداً ومتحمساً لهذه النزهة معها!!!
ولما وصل....كانت قد وضعت ملاءة بمربعات زرقاء على الارض وجلست عليها بعد أن خلعت حذائها....نظرت اليه...وقالت بعفوية.
" هيا اخلع حذائك أنت أيضاً!"
" ماذا؟"
" حتى تستطيع الاحساس بملمس العشب تحت قدميك....انه شعور رائع ومنعش..هيا ريثما أنتهي من تحضير الشطائر!!"
دهش يوهان..لكنه كان يشعر بحماس ودهشة لا مثيل لهما.....انه شعور جديد...لكنه هادئ ومريح!
فاقترب وجلس الى جانبها وخلع حذائه وجواربه كما طلبت منه......وهو لا يصدق بأنه قد فعل ذلك....
ابتسمت رينيه وهي تراه يفعل ذلك....ثم قدمت له طبق الشطائر وكوباً من عصير الليمون المنعش.....
بدآ بتناول وجبتهما وهما يشعران بالسلام والهدوء......" يبدو أنكي قد خططتي لكل شيء!"
" أليس هذا أفضل من جو المستشفى الخانق؟؟"
ابتسم يوهان وأردف قائلاً:" هذا صحيح! لكنني لاأستطيع الاعتياد على هذا!! تأتي أيام لا أستطيع فيها حتى الجلوس!!!"
تأملت رينيه يوهان ثم قالت:" عملك متعب جداً....لكنك بارع فيه!! أتمنى أحياناً لو أكون مريضة لديك!!"
ظهر العبوس على وجهه:" لا تقولي ذلك !!! لا أتمنى أبداً أن أراكي مريضة!!"
ابتسمت رينيه:" هل تخاف علي يوهان؟؟"
ظهر الارتباك على وجهه ثم أردف قائلاً:" كيف حال والدك؟"
أدركت رينيه أنه يغير الموضوع:" انه بخير....أتمنى أن يكون كذلك!"
شعر بنبرة الحزن في صوتها....فقال بعطف:" وهل أنتي بخير؟"
رفعت عينيها اليه فبدتا كشظايا البلور المكسور, لكنها قالت باسمة:" أجل أنا كذلك....كل ماهنالك....هو أنني !!اسمع..لا أريد أن أفسد نزهتنا هذه...لننسى الامر الآن...وهيا بنا نمشي قليلاً ما رأيك؟؟"
ابتسم موافقاً وهو ينهض ويمد يده اليها ليساعدها على النهوض...نظرت اليه غير مصدقة..لكنها سرعان ما ابتسمت واندمجا معاً كأنهما صديقان قديمان.....
كان يوهان يفكر فيها....المسكينة تتعذب وحدها بصمت وترزح تحت ضغوط وأعباء ثقيلة عليها....انها تخفي قلقها وخوفها على أبيها...وبقائها في هذا العالم وحدها!! لكم هي شجاعة هذه الصغيرة....والى جانب كل هذا...تستطيع الابتسام والضحك ونثر الهدوء والحب بكل بساطة على من هم حولها!!! حقاً....انها مليئة بالمفاجآت!!!!
أيقظت رينيه يوهان من شروده وهي تطلب منه الذهاب الى غرفة التصوير الفورية...كان يوهان قد وضع تزمته وقساوته جانباً هذا النهار....وكان يصعب على رينيه ان تصدق بأن هذا الشخص الذي يبادلها الضحك والاحاديث المشوقة..هو نفس الطبيب المتحجر على حد تعبير صديقتها جولي....ومع هذا كانت سعيدة جداً بهذا التغير الرائع...بل رغبت لو أن هذه النزهة لا تنتهي أبداً!
وما ان دخلا غرفة التصوير....حتى بدأت رينيه بعمل أشكال مضحكة في وجهها...وجاراها يوهان في ذلك....فأخذت تضحك بشدة....وكانت الكاميرا لا تتوقف عن التصوير أمامهما...
وأخيراً هدأت رينيه...وهي ترى يوهان ينظر اليها نظرة...غامضة..فيها بريق خطير....لكنه سرعان ما استدرك نفسه وقال بأن عليهما المغادرة....نظرت رينيه اليه وقد ارتسم الحزن على وجهها.....وقبل أن تنتزع رينيه شريطي الصور...كان يوهان قد أصبح في السيارة....!!!
عادت وملامح التأثر بادية عليها..جلست خلف المقود.وأغلقت الباب....التفتت الى يوهان..
" هل أنت غاضب؟؟"
كان وجه يوهان ينذر بالشر..لكنه اكتفى بالقول:" كلا...لكنني تأخرت عن عملي!!"
آثرت رينيه الصمت....هاقد عاد اذاً الى مزاجه الساخط الجاف.....ولكن لماذا؟؟؟ ماذا حدث فجأة؟؟؟ تحركت بالسيارة.....ولم يقولا اي شيء طوال الطريق....و لما وصلا المستشفى.....
لم يغادر يوهان السيارة كما توقعت...بل بدا وكأن كليهما يود ان يقول شيئاً...ولما طال الصمت...بادرت رينيه...
" آه تذكرت....لقد نسيت نسختك معي!" وهي تسحب شريط الصور من جيبها وتعطيه اياه....فأخذها بسرعة واحتفظ بها في جيب سترته الداخلية دون النظر اليها حتى..." أشكرك!"
وهو يهم بالخروج...لكن رينيه استوقفت ذراعه..:" يوهان؟؟ماذا حدث؟؟ لا أفهم!!"
رفع يدها عن ذراعه بهدوء...وكان ذلك كافياً لتنخرط في بكاء مرير..لكنها تمالكت نفسها....,بدا عليه التوتر وقال بعد أن سحب نفساً طويلاً وهو ينظر اليها..:" أنا لا أناسبكي..عليكي أن تفهمي هذا! نعم لقد استمتعت بنزهتي معك...لكن الامر لا يتعدى ذلك...."
" ولكن؟؟"
" رينيه أرجوكي! هذا يكفي....لا مزيد من حركات المراهقة....فلقد ضقت ذرعاً بها!!!"
قالت وهي تلملم دمعها:" أتعني أنك؟؟"
أردف وهو يحول عينيه عنها:" أعني..بأنني لا أريد رؤيتك مرة أخرى!!أرجو أن تفهمي ذلك!!"
لم تشعر باهانة أكبر من هذه في كل حياتها ومع هذا رفضت الظهور بالضعف أمامه..فتمالكت نفسها.....وهي تتحامل على نفسها لتبتسم...و لتتحاشى النظر اليه...
" حسناً لا بأس! (مع أن قلبها كان على وشك التوقف...!)..على كل...فلقد عدنا أنا وبيتر لبعضنا!!!"
نظر اليها بغضب وقسوة وقال بصوت متهدج:" ماذا قلتي؟؟؟"
نظرت اليه سريعاً...وحينما رأت مدى غضبه...شعرت بالقوة تجري مجدداً في اوصالها..فعادت تنظر أمامها وقالت ببرود:" انه مقارب لي في العمر...كما وأنه لم يتوقف عن حبي لحظة واحدة!! فماذا تريد الفتاة أكثر من هذا!!"
أمسكها من ذراعها بشدة آلمتها...وجذبها نحوه...وقال وقد بدا وجهه الآن مرعباً أكثر من ذي قبل....ومع ذلك..بدا وكأنه يفكر ويحاول انتقاء كلماته بحذر....خشية ان ينفجر!!!
" ألم يقم ذاك الوغد بإيذائكي؟؟ هل أنتي مجنونة؟؟؟لابد من الحديث مع والدك ليضع حداً لهذه السخرية!!"
" لا دخل لأحد بي!! انني حرة في كل ما أفعل...!!وان كنت سأرحل مع بيتر فهذا شأني وحدي!!"
لم يعد يستطيع يوهان تمالك نفسه...:" أهذا ما تريدينه؟؟؟حسناً...هيا اذهبي...ماذا تنتظرين!!ولكن اعلمي أن هذه ستكون الضربة القاضية لوالدك!! أفهمتي؟؟أمر كهذا كفيل بالقضاء عليه!!"
قال ذلك وهو يخرج من السيارة......وما ان اقفل الباب....حتى انطلقت رينيه بأقصى سرعة لديها....مما أثار جنون يوهان فنادى بصوت عال..." رينيه!!!!...رينيه أيتها المجنونة!!!" ولكن صوته ضاع في الهواء.....وكانت الامطار قد بدأت بالتساقط.....
" أه..يا الهي!!!"
وهو يسرع الى سيارته....
كانت دموعها تنهار بلا توقف....كيف ظنت أنه سيكون بامكانها تحمل كلماته واهاناته والاصرار على الظهور أمامه....كيف ظنت أنه بامكانها تنفيذ خطة جولي؟؟؟ كيف ظنت أن بامكانها أن تجعله يحبها ويتمسك بها؟؟!!
لقد كانت واهمة اذاً....انه متحجر حقاً...بارد وعديم الاحساس....ولكنها تحبه...تحبه...؟؟فكيف السبيل الى نسيانه.......
" آه يا الهي!!!"
وهي تضرب المقود بيدها بقوة......ودموعها تغطي عينيها....وتقود السيارة بسرعة جنونية...بينما الامطار تزيد غزارة وتغطي الزجاج الامامي لسيارتها..فلم تعد ترى شيئاً لذا توقفت على جانب الطريق....وأسندت رأسها على المقود....


 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:29 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-10-2020, 04:17 PM   #13
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



في عرين الاسد


الفصل الحادي عشر
" في عرين الاسد"
كان ما يزال يبحث عنها..ولم يعرف أين ذهبت....؟؟ ولما لم يجدها....اتجه على فوره الى منزلها..لكن رنين هاتفه المتواصل أزعجه...فأجاب بصوت اشبه للصراخ....
" دكتور يوهان..هناك حالة مستعجلة جداً..."
لكنه قاطعها قائلاً:" لا حالات اليوم....أنا مشغول!!"
فتحت عينيها بصعوبة اثر هز ذراعها بقوة...."امممممم؟!"
" هذه أكثر أعمالكي جنونية!!! أتنامين هنا؟؟؟؟"
لكنها لم ترفع رأسها...وهي ترى خيالاً طويلاً أمامها....لم تستطع تحديد ملامحه بالضبط...لكنها تعرفت الى الصوت سريعاً......
وفوراً أحست القلق في نبرة صوته حينما قال....:" هل أنتي بخير؟؟؟هل أصبتي بحادث؟؟"
وهو يرفع رأسها بين يديه...ويتفحصه..لوجود اي جروح....لكنه لم يجد شيئ!!!
نادى بحنان:" رينيه؟؟هل تسمعينني؟؟؟"
قالت وهي مغمضة عينيها باعياء:" أنا متعبة....متعبة..اتركني وحدي....اتركوني جميعاً وحدي!!!"
وهي ترتخي بين يديه وترجع برأسها الى الوراء......
هل ما تراه حقيقة؟ أم هو من نسج خيالها الرائع؟ لكنها ترى يوهان يحملها بين ذراعيه ويشدها الى صدره ان كان هذا حلماً؟ فهي تقسم بأنها تشم رائحة عطره الجذاب...وتحس بملمس قميصه الناعم...على وجنتها.....
ثم بدا لها وكأنه فارس نبيل يمتطي فرساً بيضاء ذهبية ثم يسرع لاختطافها من برجها العاجي الشاهق كانت تظهر كأميرة وقد استرسلت خصلات شعرها الفاحم الطويلة عبر نافذتها لتساعده على تسلق البرج العالي وما ان وصل اليها حتى أخذها بين ذراعيه وقبلها بشوق...قبلة الحياة!! لتصحو من نوم عميق أبدي....على يدي حبيبها وفارسها المغوار.....
تناول شفتيها من جديد وهو ينادي برغبة ولهفة:" حبيبتي رابونزيل!!"
" هاي! اسمي رينيه!!"
" هل سنتعرف من جديد؟؟؟حسناً سررت بلقائكي رينيه!"
ولكن فارسها ابتعد عنها فجأة....بعد ان نظر اليها بغرابة....ثم اندفع يهبط البرج...مستخدماً خصلات شعرها السميكة...ذهب كما حضر فجأة....لكنها اندفعت خلفه الى النافذة تصرخ..
" أين تذهب؟؟؟لا تتركني هنا وحيدة!!!"
" لا تخافي...لن أذهب الى اي مكان...ولن أترككي وحيدة!"
ولكنه كان يلوح لها من نافذتها مودعاً..وعلى ثغره ابتسامة ماكره.....
فقالت بغضب:" أهذا ما كنت تريده فقط؟؟قبلة؟؟!"
" حسناً....ليس هذا! ولكنني....لن أمانع أبداً!!"
انطلق فارسها بعيداً.....فوجدت نفسها تصرخ:" بإمكاني أن أكون رابونزيل...او الجميلة النائمة..او حتى ساندريلا!!"
" رابونزيل؟؟؟ آه يا صغيرتي....بدأتي تخيفينني حقاً....هيا اشربي هذا الدواء وستتحسنين!!"
وهو يرفع رأسها لتشرب الدواء....ثم عادت فأسندت رأسها الى الوسادة...وهي تشعر بالمرار في فمها...
" ما كان هذا؟؟؟ان طعمه مقرف!!"
" أعرف!!...ولكنه مفيد جداً....سأذهب لأحضر لكي الآن فنجاناً من القهوة الساخنة!!"
فتحت عينيها تدريجياً..حينما هزها للمرة الثانية....وقد تسربت رائحة القهوة اللذيذة الى أنفها بسهولة......وحينما نظرت..صرخت مرتعدة وهي تنهض فجأة.....
" ماذا..ماذا تفعل هنا؟؟؟"
" وأين يجب أن أكون سوا في منزلي؟؟؟"
اتسعت عيناها رعباً:" منزلك؟؟؟ولكن...؟؟ولكن...كيف..كيف جئت هنا؟؟ولماذا أنا في سريرك؟؟؟"
" اهدأي...ثم أن هذا ليس سريري!! غرفتي في الجهة المقابلة!!"
بدأت تفكر...وهي تحاول ان تفهم ما الذي حدث؟؟؟ فما كان منه الا أن ناولها فنجانها...قائلاً:" اشربي هذا سيفيدك...وسيهدأ أعصابك...."
أمسكته منه وهي تمتم هامسة:" أشكرك!"
جلس على كرسي قبالتها......:" هل تشعرين بتحسن؟؟"
" أجل..أشكرك...لكن؟؟"
قاطعها:" تريدين ان تعرفي كيف وصلتي الى هنا؟؟؟؟حسناً! بعد حديثنا الاخير اندفعتي تقودين السيارة بجنون وتهور - كعادتك لاشيء جديد في هذا!!(قال ذلك وكأنه يؤنبها ويلومها على طيشها)....- فلم استطع الا اللحاق بكي بسيارتي....ولكن بسبب سرعتك الفائقة....لم أتمكن من متابعتكي.....ولن تعرفي مقدار القلق والتعب الذين اصاباني.....حتى عثرت عليك على جانب الطريق.......في عتمة وبرودة الليل!!بعد ثلاث ساعات متواصلة من البحث!!!!"
رفعت خصلات شعرها التي تدلت على وجهها...:" آسفة ان كنت سببت لك القلق!!"
" أحقاً أنتي كذلك؟؟؟"
نظرت اليه وقالت بحدة:" نعم أنا كذلك!! ولكن ما اريد معرفته لماذا انا هنا الان؟؟؟؟"
اجاب بجفاء:" حينما وجدتك بدوتي متعبة للغاية وغير قادرة على الحركة....فكان لابد أن أوصلك الى البيت....لكنني خفت أن ينفعل والدك ويقلق حينما يراكي على هذا الحال!!فآثرت احضاركي الى هنا...!!أفهمتي الآن رابونزيل؟؟؟؟" وهو يبتسم باستهزاء...
" وما معنى هذا؟ لم تناديني برابونزيل؟؟" قالت بسخط.....
" كنت آمل أن تخبريني أنتي؟؟؟فلقد بدا حلماً رائعاً ومثيراً حقاً!!" قال بمكر.....
اصطبغ لون بشرتها بالحمرة.....ولم تعد تستطيع النظر الى وجهه ومع هذا تساءلت بضعف:"
هل؟؟؟هل كنت أتكلم خلال نومي؟؟؟"
ابتسم وقال بلهجة مسرحية...محاولاً تقليدها:" أستطيع أن أكون رابونزيل...أو الجميلة النائمة...أو حتى ساندريلا!!".......
وما ان رأى التعبير الساخط المثير للشفقة على وجهها..حتى انفجر ضاحكاً.......
" لست أرى أي شيء مضحك في هذا!!!" قالت بحنق وغضب كبيرين......
" لا...أبداً يا صغيرتي!!كل ما في الامر أنني لم أكن اظن بأن هناك من يزال يقرأ قصص الاميرات...والابطال!!"
صرخت محتجة:" لقد قرأتها عندما كنت طفلة صغيرة!!"
عاد للسخرية:" عندما كنتي؟؟؟وماذا أنتي الآن...بحق السماء؟؟؟"
انتفضت بشدة من سخريته اللاذعه..فتهضت من السرير...::" أريد العودة الى المنزل!!"
" لن أعيدكي حملاً على ذراعي يا صغيرتي.....فلا تتكلي على ذلك!!"
قالت بسخط أكبر:" لم أكن أجرؤ حتى على تخيل هذا!!!"
" اذاً....ستمشين حافية؟؟؟" بنفس نبرة التهكم التي أصبحت مألوفة لديها الآن......
نظرت الى قدميها آه تباً! انه يغيظها حقاً ولم تعرف كيف سيكون بامكانها اسكاته خاصة بعد حلمها المضحك المثير للاشمئزاز رابونزيل؟؟؟آه بالله عليها بماذا كانت تفكر؟؟؟حقاً عليها ان تكبر كما يقول الجميع!!!
فاندفعت ثائرة...تنتعل حذائها على عجل.......لكن رباط الحذاء أربكها على غير العادة....فلم تستطع ربطه.....فصرخت حانقة وهي تدق الارض بقدمها بعصبية:" تباً!!!تباً!!"
ضحك يوهان رغماً عنه....واقترب منها.....وهو يحاول تهدئتها......لكنه ما ان أصبح بالقرب منها حتى صرخت بحدة...
" ابتعد عني!! لاأريد أحد...ابتعدوا جميعاً عني!!" قالت ذلك وهي تعود للجلوس على السرير بارهاق.....
لكنه عاد فركع الى جانبها....وأمسك رباط حذائها وقام بربطه بكل سهولة.....نظرت اليه رينيه مشدوهة مما فعل.......
أمسك قدمها الصغيرة وكأنه يخاف ان تتهشم بين يديه....وأنزلها الى الارض...ثم نهض من مكانه وجذب رينيه من ذراعها لتقف أمامه.....ونظر الى عينيها المتسعتين.....
" لا تقسي على نفسك!"
كان العطف في صوته لافتاً..فوجدت نفسها تستغل ذلك وتتساءل بصدق..وكأنها مستعدة لتصديق الاجابة....فقط من يوهان...وفي لحظة الصدق هذه بالذات.....
" يوهان؟؟ هل أنا حقاً طفلة؟؟"
ارتبك يوهان..لكنه لمح الدموع في عينيها...فعرف أن هذه الفتاة تتعذب كثيراً....وبأنها ستصدقه الآن...أياً كان رأيه...اذاً هذه هي فرصته التي كان ينتظرها منذ فترة....ماعليه الا اقناع رينيه بما يريده!!
" وهل تكرهين ذلك؟؟تدفع معظم السيدات كل ما يملكن حتى يرجعن صغيرات في السن؟؟"
انتابتها نوبة حنق جديدة:" ولكنني سئمت!!سئمت من ذلك!! الكل ينعتني بالطفلة انها طفلة جميلة!!يا الهي ما أروع هذه الطفلة!!أوه كلا!! فهي ما زالت طفلة...!! هذه تصرفات فتاة غير ناضجة بل طفلة بلهاء خجولة الكل يستخدم نفس الكلمة...ولكن للتعبير عن اشياء مختلفة!! لا أريد أن أكون طفلة!!! لا أريد!!"
مد يده لتداعب خدها بحنان..فسالت أول دمعة رغماً عنها....لمسها بطرف اصبعه ..
نظرت اليه وكأنها غريق يتعلق بحبل النجاة وقالت بصوت يملأ المرار والأسى....
:" آه يوهان!!لم لا يمكنك أن؟؟"
تعلقت نظراته بنظراتها:" أن ماذا رينيه؟؟؟"
" أن؟ أن؟؟؟ أوه..لا أعرف!" قالت وهي تتخبط بيأس........
لمس ذقنها باصبعه...لتنظر اليه:"لكنني أعرف!!!"
وانحنى رأسه....فوق وجهها.....
وانسدل نور القمر عليهما...بعد أن انقشعت كل غيوم السماء.....وأصبحت ليلة صافية مقمرة..
رفع رأسه عنها ونظر اليها...وقد سقط شعاع القمر الفضي على وجهها..فزادها جمالاً وروعة....فتحت عينيها فجأة...بعد أن كانت تحاول السيطرة على ضربات قلبها المجنونة....
ولما رأته يحدق بها بهذه الصورة......شعرت بالخجل...وأحست بأن وجنتاها قد تضرجتا بالحمرة....فدست رأسها في صدره..كي تهرب من عينيه الاسرتين!!!
ضمها يوهان الى صدره بشوق....وهو لا يستطيع السيطرة على انفعالاته....لقد سلبته عقله قبلات رينيه المحمومة.....كانت بريئة ناعمة....ودافئة....جعلته يطمع في المزيد...مما أثار رعبه!!
جذبها من صدره بخشونة...فنظرت الى وجهه بدهشة وكأنها تتساءل لماذا.......لكن ما ان وقعت عيناه على شفتيها المثيرتين من جديد..حتى بدأ يفقد اصراره.....
قال وعينيه تتجولان....تارة على عينيها..وتارة على شفتيها,,,,:" لقد كنت الاول ....أليس كذلك رينيه؟؟"
احست رينيه بالحرج..لكن ذلك لم يمنعها من الاجابة:" هذا صحيح!!"
" لماذا؟؟؟" قالها بعذاب......
لم تفهم لماذا ماذا؟؟؟لماذا لم يكن هناك قبله؟؟؟ام لماذا هو بالذات؟؟لماذا سمحت له ان يكون الاول؟؟؟حسناً هذا واضح جداً...وعلى مايبدو أنه لم يفهم حتى الآن......
" أنا؟؟؟تركت لك الكلام على عيوني......لكن! أظنك لم تفهم!! ما فهمت أبداً!!!"
وكأنه عرف ماذا ستقول..فقاطعها وهو يرفع يده في وجهها..:" توقفي!! "
لكن كما هي العادة....ما ان تبدأ حتى يصبح صعباً عليها التوقف....:" يوهان!! أنا أريد أن أقول لك لماذا؟؟؟أوتظن بأنني أسمح لأي كان بأن يقبلني ويأخذني بين ذراعيه مثلما فعلت؟؟"
أشاح بوجهه عنها وهو يقول بجفاء:" ولم لا؟؟؟"
" لأنني أحبك!!" قالتها باندفاع ....
نظر اليها برعب....وقد اتسعت حدقتا عينيه أشد اتساع....وهو ينظر اليها غير مصدق...
لكنها تساءلت ان كانت قد أخطأت في اعلان ذلك الآن...أم لا؟؟حسناً..يظهر عليه التأثر ..لكنه لم يقل شيئاً.......
أخفض رأسه.....ثم قال بجمود:" سأوصلكي الى المنزل...حتى لا يقلق والدك عليك!"
لكنها قاطعته:" يوهان؟؟؟لقد...أخبرتك للتو...بأنني أحبك.!!! ألا يعني ذلك شيئاً لك؟؟"
أخذ نفساً عميقاً...ثم قال ببرود:" أتعنين أنكي لم تقولي ذلك من قبل لبيتر؟؟؟"
" بالطبع لا!!!" قالت مستنكرة رد فعله القاسي......
" كيف ذلك؟؟؟لقد قلتي لي سابقاً بأنكما قد عدتما معاً..وبأنكي سترحلين واياه؟؟؟أيعقل ان تفعلي هذا....دون عناق وقبل....وكلام معسول؟؟؟"
ظهر الالم على وجهها..:" لم يحدث هذا أبداً!!"
ولكنه كان بلا رحمة:" لا؟ ان لم يكن كذلك.....فهذا يعني أنكي كنتي تكذبين؟؟"
قالت بيأس:" لا.!..نعم!.......فقط كي أثير غيرتك!!!"
" حقاً؟؟وكيف أعرف..أنكي لا تكذبين الآن؟؟؟"
قالت بحزن:" لدي العديد من الصفات السيئة...لكن الكذب ليس منها...وأنت تعرف ذلك؟؟؟"
" وحينما ادعيتي بأن والدكي مريض...حتى تتحايلي لأخذي الى المنتزه!!ألم يكن ذلك كذباً أيضاً؟؟؟حقاً رينيه أنتي ممثلة بارعة....حتى أنني كدت أصدق كلماتك البريئة....ووجهك الملائكي!!!!"
لقد جرحتها كلماته كثيراً...وهذه ليست المرة الاولى......فقالت بكبرياء مجروحة...
" سأذهب الآن!!" وهي تحمل حقيبتها وتهم بالخروج.....
" انتظري سأوصلكي!!"
نظرت اليه بحقد وقالت باستهزاء:" لا تكلف نفسك عناء ذلك! وفر شفقتك فأنا لا أحتاجها!!"
" لا يتعد الامر شعوري بالمسؤولية أمام والدك...وان كنت أخذتك فسوف أعيدكي...كما أن سيارتك ماتزال على تلك الطريق....وسأرسل من يحضرها لكي في الصباح!!"
لم تجد بداً من المقاومة..فقالت بجفاء" لا بأس هذه المرة! ولكنها الاخيرة!!"
قال ببرود:" سنرى ذلك! " وكأنه يلمح الى كثرة ايقاع نفسها بالمشاكل...حتى تضطره دائماً الى تقديم المساعدة لها...!!!آه...لو كان بامكانها تحطيم غروره!!!!
نظرت اليه بحقد....وسارت واياه........وطوال المسافة من بيته الى بيتها...لم يتحدثا بأي كلمة.....
لكنها لما وصلت....خرجت بسرعة.....وأغلقت الباب خلفها ..حتى دون كلمة شكر.....
نظر خلفها ..ثم عاد فانطلق بسيارته.....................



 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:29 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-10-2020, 04:18 PM   #14
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



مفاجأة غي متوقعة



الفصل الحادي عشر
"مفاجأة غير متوقعة!"
فتح باب غرفتها فجأة....ثم نزع الغطاء عن رأسها.....
" انهضي حالاً أيتها الكسولة!!"
تململت رينيه في مكانها وهي تحاول جذب الغطاء من جديد....:"دعيني وشأني...!"
عادت جولي لنفض الغطاء عنها......." كلا!! لن أدعكي وشأنكي....هذا يكفي الآن!!لا مزيد من الاعتكاف في هذه الغرفة!!"
وهي تفتح الستائر والنافذة..مما سمح لأشعة الشمس الدافئة بالدخول......
وهنا صرخت رينيه باستياء:" جولي!! هيا اخرجي خارجاً.....أريد النوم!! وان أردت الاعتكاف في غرفتي ..فهذا شأني وحدي!!"
قالت جولي بتحدي:" لا لن أذهب!! ولن أخرج حتى تنهضي معي....كما أنناسنذهب في نزهة!!"
" آه! ألا تفهمين؟؟؟قلت لا...لا..لا!!"
نهضت جولي وهي تعبث بخزانة رينيه...:" وأنا قلت بلى...بلى...بلى!! سأختار لكي شيئاً ترتدينه..ريثما تغتسلين...!!!هيا....!!"
صرخت رينيه بحنق:" آه!!!! لا أعرف كيف انتهى بي الامر الى مصادقتكي؟؟؟" وهي تنهض غاضبة من سريرها....وتتجه الى الحمام.....
ابتسمت جولي وقالت :" ولا أنا كذلك!!!"
*********
" كيف حال فتاتي المفضلتين؟؟؟"
أجابت جولي وهي تسحب ذراع رينيه خلفها....:" أوه...صباح الخير سيد مايكل...كيف حالك؟؟؟"
" بخير...أشكرك يا جولي....وكيف هما والداكي؟؟"
" انهما بخير ويبلغونك تحيتهم!"
" بلغيهم أيضاً تحياتي...!"
" سأفعل ! "
" ألا يوجد صباح الخير من حبيبتي الصغيرة؟؟؟؟"
اقتربت رينيه من والدها وهي ترسم ابتسامة كاذبة...:" صباح الخير أيها الوسيم!" وهي تعانقه وتقبله على وجنته......
" هل أنتي بخير يا صغيرتي؟؟لم نعد نتحدث كما في السابق؟؟ما بت أعرف عنك شيئاً...لكنني قلق عليكي!!!"
صمتت رينيه وهي لا تعرف ماذا تقول؟؟لكن جولي سارعت الى نجدتها.....
" لا تخف عليها سيد مايكل....أنا بجانبها....ثم أنك لا تريد أن تزعجك بكلامها الذي لا يتوقف!!! سأفعل ذلك عنك بكل سرور!!"
نظرت رينيه بشزر الى جولي وكأنها تحذرها من الاستمرار...ثم عادت فنظرت الى والدها بحنان وقالت:" لا شيء أبي....انه العمل فقط!! و؟؟؟سنتحدث حينما نرجع ..ما رأيك؟؟"
" هل ستخرجين؟؟؟"
سارعت جولي:" ان كنت لا تمانع سيد مايكل...فالجو مشمس وجميل جداً هذا الصباح..وذلك سيفيد رينيه كثيراً..اذا أنها لم تعد تخرج مؤخراً كثيراً....لقد كان العمل يأخذ كل وقتها!!"
نظرت رينيه بغل هذه المرة الى جولي لتتوقف....لكن والدها سارع الى دفعهما خارجاً قائلاً:
" أنتي محقة يا جولي!! هيا اذهبا واستمتعا.....وحينما تعودين يا فتاة...لا أريد رؤية هذا التجهم البادي على وجهك.....عيشي حياتك..واستمتعي بوقتك!! لاشيء يستحق كل هذا العناء!!!"
نظرت رينيه الى والدها...لقد كان يعرف تماماً عن ماذا يتحدث....فاكتفت أن اجابت بهزة من رأسها...ثم خرجت مع جولي......
وصلا الى مقهى فخم...ارتأت جولي أن تتناولا افطارهما فيه.....كنوع من التغيير.....
" ولكن يا جولي؟؟ألا ترين أنه فخم أكثر من الازم؟؟يمكننا التوجه الى اي كشك يبيع الفطائر!!"
" كشك؟؟؟؟اش!! حذار أن يسمعكي أحد!!! حقاً أنتي مفسدة للمتعة!!! اسمعي.....انا قد دعوتكي...ولكن لا تعتادي على هذا الامر...فلن أستطيع تحمل نفقات دعوة كهذه الا مرة في الشهر!!"
احتجت رينيه قائلة:" ليس هناك من داعي لصرف نقودكي من أجلي جولي...كما أنني لست جائعة!!"
" آه رينيه.....لا تفسدي الآن فرحتي!! انني اود أن أدلل نفسي من حين الى آخر...فما الضير من تناول وجبة لمرة واحدة بين علية القوم وأثرياؤهم؟؟؟"
ابتسمت رينيه..:" حسناً اذاً....سأشارككي الفاتورة..وهذا ما لا نقاش فيه....والا فسأترككي وأذهب!!"
" لكن رينيه...؟؟أنا أرغب في دعوتكي....هذه المرة فقط..أنتي تفسدين الامر برمته يا فتاة!!"
" حسناً..حسناً! هذه المرة فقط...ولكن لا تنعتيني بمفسدة المتعة....لا أريد أن يرتبط هذا اللقب بي.....مثل؟؟" وتوقفت فجأة....وقد بدا التوتر على وجهها.....
سارعت جولي...:" سنتناول الطعام أولاً....ثم سنتحدث!!والآن...ماذا ترغبين...أم تتركينني أنا أختار؟؟"
ابتسمت رينيه من شدة حماس جولي...:" لا مانع لدي!!"
" عظيم!" قالت جولي بابتسامة واسعة....وبعد عدة مشاورات....اتخذت جولي قرارها ..وكم كانت فرحتها حينما كانت تعمل على تبليغ النادل بماتريدانه...بينما رينيه كانت ستنفجر من الضحك.....
وما ان انتهت...حتى قالت رينيه معلقة:" أوووووه جولي....من يراكي يظن بأنكي متمرسة في هذا!! لقد خدعتني للحظة!!"
ابتسمت جولي بفخر..لكنها عادت تقول:" رينيه ايتها الشريرة....أنتي تسخرين مني...صحيح؟؟"
لم تستطع رينيه منع ضحكتها...:" يا لسرعة بديهتك؟؟!!"
" رينيه...!!".....لكن رينيه كانت قد أخذت بالضحك رغماً عنها......فأعادت جولي مناداتها..
" رينيه!!"
" حسناً..حسناً..ها أنا سأصمت!!"
وبعد برهة....وحينما التقت عينيها بعيني جولي الغاضبتين....حتى عادت للضحك من جديد...
" أووه...أنا آسفة جولي...لست أدري ماذا حصل لي اليوم!!!" وهي تمنع دموعها من النزول......
لكن غضب جولي تبخر في لحظة....حينما لمحت ذاك الرجل المدمر الذي يحدق في صديقتها..دون أن ترمش له عين.......
لكنه ما ان لمح نظرات جولي له..حتى اعاد انتباهه الى تلك الصهباء التي ترافقه.....
قالت رينيه بابتسامة وهي تمسح دموعها..:" أنا آسفة حبيبتي!! اعذريني حقاً...."
لكنها ما ان رأت وجه جولي المرتبك...حتى عادت للاعتذار..:" آه جولي...لن تغضبي مني الآن...كنت أمازحكي فقط!!"
لكن جولي لم يبدو وكأنها تسمعها....نظرت اليها رينيه باستغراب وقد تبخرت ابتسامتها...
" جولي؟؟هل أنتي بخير؟؟؟مابكي؟"
وكأن جولي استيقظت للتو من كابوس مزعج....فقالت بسرعة" لا..لاشيء!"
" مابكي؟؟ أنتي لستي طبيعية؟؟أيعقل أن تكوني قد غضبتي..لأن.."
فقاطعتها جولي بسرعة:" لاتكوني سخيفة!! "
" اذا!؟"
" آه رينيه....!!ربما كنتي محقة....وما كان يجب أن نأتي هنا!!"
والآن أصابتها الدهشة..:" ولكن لماذا؟ماذا حدث الآن!!"
أجابت جولي بارتباك...:" دعينا نغادر رينيه!!أرجوكي..!"
" اهدأي جولي..وأخبريني ماذا حدث فجأة؟؟؟"
لكن وجه جولي شحب فجأة....ثم قالت وهي تضع يدها على جبينها..:" أوه..يا الهي!!انه قادم!!"
اتسعت عينا رينيه دهشة:" من هو قادم؟؟؟ أهو بيتر؟؟" وهي تحاول الالتفات لترى...لكن جولي أمسكتها من يدها محذرة...
" لا...لا تنظري!!"
" ولماذا؟ ماذا هناك جولي..لقد أخفتني حقاً!!؟؟"
" صباح الخير آنسة ثومسون!"
جفلت رينيه...لدى سماعها هذا الصوت...وهذه العبارة بالذات....الآن عرفت ما سبب الهستيريا التي كانت تغزو صديقتها منذ قليل....رفعت عينيها الى جولي...بدا وكأنها تعتذر وقد بدا عليها الارتباك واضحاً.......
أخذت نفساً عميقاً...." صباح الخير دكتور يوهان!" وهي ترفع رأسها لتنظر اليه....أوه تباً! تباً كم يبدو وسيماً!! آه..لكم اشتقت اليك والى كل ملامح وجههك!!!"
كانت يدها ما تزال في يد جولي..التي ضغطت عليها بقوة لتوقظها مما هي فيه....هي ليست بحاجة الى مزيد من الاذلال.....
حينها تنبهت رينيه...وأنزلت رأسها فجأة..وهي ترفع يدها الى جبينها بحركة سريعة....
جاءها صوته ثانية.." هل أنتي بخير؟؟"
رفعت رأسها تلقائياً وقالت بابتسامة مصطنعة..:" طبعاً طبعاً....وأنت؟"
" بخير....كيف حال مايكل؟؟؟لم أره مجدداً...لم لا يزورني في عيادتي لأطمئن عليه؟؟"
" آه...هذا لطف منك! سأخبره بالطبع!"
" جيد!" وهو ينظر اليها متأملاً....فما كان من جولي..الا أن قالت..:" يمكن..يمكنك الانضمام الينا ان أحببت! أنت...ورفيقتك؟؟؟"
رفعت رينيه رأسها لتنظر الى جولي...وكأنها دهشت مما قالته.....
لكن يوهان بدا هادئاً وواثقاً من نفسه كعادته...فشكرها في أدب...:" أشكرك..ربما في مرة أخرى!! آنسة؟؟"
" جولي...جولي ماركس" قالت بابتسامة واسعة....
" تشرفنا آنسة ماركس!..عن اذنكما!!" وذهب فجأة كما جاء فجأة......
كانت رينيه لا زالت غير قادرة على التحكم في أعصابها.....
بادرت جولي تقول بأسف:" أنا آسفة رينيه...لم أعرف ماذا أفعل حينما رأيته؟؟؟لم أتخيل بأنه سيأتي ويلقي التحية!!يالثقته بنفسه...."
وهنا جاء طعامهما.....أمسكت رينيه فنجان قهوتها....وهي تحاول أن تكون هادئة...
" لا عليكي جولي....دعينا نستمتع بطعامنا..وبهذا الصباح!!"
ابتست جولي...وهي تشرع في تناول مايوجد على طبقها بسعادة وشهية كبيرة....
" أنتي محقة صديقتي....فما هي فرص تكرار هذا النهار؟؟؟؟"
ابتسمت رينيه..لكن عقلها كان ما لايزال يعمل مع ذاك المغرور....والمرأة التي ترافقه!!من تكون...وكيف تبدو؟؟؟كان عليها أن تعرف!! لكنها لا تستطيع رؤيتهما من مكانها...عليها ان تلتفت أولاً...وهي لن تفعل بنفسها ذلك....لن تقوم باذلال نفسها أكثر!!لكن ؟؟ما العمل؟؟
تساءلت فجأة:" جولي؟؟هل غادرا؟؟"
" من تقصدين؟" تساءلت جولي ببراءة....
" يوهان ورفيقته...من برأيك؟"
قالت جولي معاتبه:" كنت أعرف أنكي لن تتركي ذلك!!"
" جولي! أنا بحاجة الى رؤيتها! أريد أن أعرف...كيف...كيف تبدو؟"
" أتريدينني أن أصفها لكي!؟؟"
" نعم!!أوه...كلا...مالذي يحصل لي؟؟لقد أصبحت مستحوذة حقاً!!أوه صديقتي..ماذا يحدث لي؟؟"
تنهدت جولي وهي تمسك بيد رينيه وتشد عليها بعطف:" حبيبتي...لا شيء يحدث لكي...سوا أنكي واقعة في الحب!! وليس في هذا أي خطأ!!الا أن الخطأ في الشخص نفسه!!"
رفعت رينيه عينيه الدامعتين اليها...:" وماذا أفعل الآن جولي!! آه...لو تعرفين كم أتعذب!! أنا التي تحبه الاكثر.....أحظى منه بالأقل؟؟يا الهي..كم هذا مؤلم!!!"
" أعرف حبيبتي...أعرف!! اسمعي..دعينا نذهب من هنا! لقد كانت فكرة سيئة منذ البداية!!"
" لا حبيبتي....أعرف بأنكي كنتي تطمحين الى اخراجي مما أنا فيه!! لكن حظي العاثر يسبقني اينما ذهبت!!لذا لاتضعي اللوم على نفسك!أنا حقاً ممتنة لوجودكي معي جولي!!"
ابتسمت جولي وقد فاضت مشاعرها,,:" اسمعي...ان استمريتي بهذا الكلام...فسيفتح صنبور الماء عندي ولن يقفل حتى يستهلك كل مناديل هذا المقهى الفاخر....فهل أنتي مستعدة لمثل هذه الفضيحة؟؟؟؟"
ابتسمت رينيه ابتسامة واسعة:" كلا...كلا!!أنا أعتذر أيتها الصديقة الوفية!!سوف أكف عن مدحكي في الحال!!"
" هذا أفضل!" ضحكتا ونهضتا لتغادرا...لكن رينيه لم تستطع منع عينيها من التوجه حيث يجلس...هو ورفيقته....نظرت اليها وهي تضحك بنعومة...ورقة....وقد بدا مأخوذاً بحديثها..الى أن التقت عيناه بعيني رينيه....بدا وكأنه يقول لها شيئاً ما...لكنها ليست محترفة في لغة العيون....فأطرقت بسرعة وخرجت وهي تتمنى ان لا تلاحظ جولي الدمعة التي انسابت على وجنتها!!!
ظلتا تتجولان أمام واجهات المحال التجارية دون ان تشتريا شيئاً......
" لا أصدق هذا؟؟ يالهذه الاسعار؟؟؟ أيعقل أن تكون تنورة قصيرة...لا يتجاوز طولها الشبرين؟؟بهذا الثمن المرتفع!!؟؟لا أصدق!!"
" يمكنكي شراؤها الشهر القادم!!"
" ولكن رينيه....انها تعجبني كثيراً!! سيصعق جيك حين يراني أرتديها!! أووه...ربما لن أجدها الشهر المقبل....ربما علي أن أشتريها!!ما رأيكي صديقتي؟؟؟"
رفعت رينيه كتفيها بلا مبالاة:" ان كانت تعجبكي الى هذه الدرجة...فاشتريها!!"
ابتسمت...:" آه صديقتي العزيزة....من لدي غيركي ليشجعني على الامور التي لن أقوى على فعلها وحدي!! انكي رفيقة السوء المثالية!! ولهذا أحبكي!!!"
ضحكتا سوياً....وذهبت جولي لشراء تنورتها من احدى المحلات التي سبق وتجولتا فيها...لكن رينيه آثرت البقاء وانتظارها على كرسي خشبي جانبي..ريثما تحضر....كانت ترغب بلحظات تختلي فيها قليلاً مع نفسها........ولكن؟؟؟أيمكن ذلك؟؟؟؟
" لم أظن أنني قد أجدكي هنا!"
رفعت رأسها لتنظر باستغراب.......وما ان رأته حتى أخذ قلبها يدق بعنف....وتسارعت أنفاسها...ومع هذا حاولت السيطرة على انفعالاتها بقدر الامكان..قائلة...
" ماذا تفعل هنا؟ كنت أظنك تستمتع بوقتك مع رفيقتك!!" قالتها بألم ...مع أنها حاولت ان تبدو غير مكترثة......
" أتسمحين لي بالجلوس الى جانبك؟؟"
" تفضل! فهذا كرسي عام...وليس حكراً على أحد!!" محاولة عدم الاكتراث.....
ابتسم وجلس الى جانبها....ثم قال وهو ينظر اليها...:" صديقتكي لطيفة!!"
هزت رأسها مؤكدة..:" بالفعل!! هي الشقيقة التي لم تنجبها أمي!!"
" انها محظوظة ان كنتي تحبينها الى هذه الدرجة!!"
نظرت اليه مستغربة...فلمحت في عينيه بريق اللهفة والاشتياق....ماذا الآن؟؟؟ما الذي يحاول فعله؟؟حينما يلتقطها ثم يعود فيرميها!!؟؟
أبعدت نظرها عنه للحظة....وقبل أن تنطق..قال ما أثار دهشتها..حتى عجز لسانها عن النطق.....
" هل أنتي مشغولة ليلة الغد؟؟"
هزت رأسها نافية..وهي مستغربة من سؤاله.......
"كنت أتساءل ان كنتي مهتمة بحضور حفل خيري ..؟؟"
" أتعني...برفقتك؟؟؟"
ابتسم من رد فعلها..:" هذا طبيعي! ان كنت أنا من قام بدعوتكي؟؟!"
شعرت أنها ستطير من الفرح...ولكن كما صعدت الى قمة السماء بسرعة...هوت الى الارض بسرعة أكبر.......
" وماذا عن رفيقتك الصهباء؟؟؟اليست متفرغة؟؟"
ابتسم ثم عاد يقول بسخرية:" لنقل..بأنني طلبت منكي أولاً!! فما هو قولك؟؟"
أطرقت ولم تعرف ماذا تقول....كانت الموافقة على طرف لسانها....لكن عقلها ظل يصرخ ويصرخ منبهاً اياها..الى ضرورة عدم الانسياق وراء هذا الشيطان مرة أخرى.....
لكنه لم يدع لها وقتاً لتقرر...فنهض وهو يقول:" عظيم! سآتي لاصطحابكي في تمام السابعة والنصف...بلغي تحياتي لوالدكي!!"
وهو يهم بالانصراف....." آه!!!!" كادت ان تصرخ......لم يقرر عنها؟؟؟ولم يفترض بكل غرور انها ستوافق على الذهاب برفقته..بعد كل ما فعله معها؟؟؟! ومع هذا!! هي سعيدة!! سعيدة جداً!!!
ولما وصلت جولي...كانت ثورة رينيه قد خمدت.....وقد استكانت مشاعرها وهدأت...
وما ان لمحت جولي...حتى صاحت بها....." أتعلمين ماذا؟؟؟علي أن أشتري فستان سهرة رائع!!!"
فتحت جولي عينيها على اتساعهما...:" حبيبتي رينيه....هل أصبتي بالحمى!!" وهي تضع يدها على جبهة رينيه...
نزعت رينيه يد جولي عن جبينها...وأردفت قائلة:" لا..انني بخير....ولكن يجب ان تساعدينني على اختيار فستان يظهرني ناضجة!!أريد أن أكون امرأة حقيقية جولي...لمرة واحدة في حياتي....أريد أن أكون امرأة مرغوبة من كل الرجال....وليس الفتيان!!!أتفهمينني؟؟"
لا...لم تكن جولي تفهمها أبداً! لكن رينيه سحبتها من ذراعها.....وهي تضحك....:" تعالي يا صديقتي العزيزة...سأخبركي كل شيء!!لكن هيا بنا الآن!!!"



 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:29 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-10-2020, 04:20 PM   #15
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 24
 المشاركات : 9,833 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



امرأة لليلة واحدة


الفصل الثاني عشر
" امرأة لليلة واحدة"
حينما عادتا للمنزل بعد جولة شاقة في المحال التجارية....فوجئت رينيه بوالدها يخبرها بأن يوهان قد قام بمهاتفته والاطمئنان عليه...وطلب الاذن منه على اصطحاب رينيه الى سهرة الغد!!!!
" يطلب الاذن من والدكي؟؟؟؟ما بال هذا الطبيب؟؟كأنه يعيش في عصر آخر!!الذي يراه بصحبة تلك الحمراء....لا يصدق أبداً...تصرفه هذا!!!"
" لايهمني ماتقولين!! ولكنني أرى تصرفه هذا في غاية الرقة والنبل!!!ثم كفي عن مضايقتي وأسرعي قليلاً..فلم يعد هناك وقت طويل يفصلنا عن السابعة والنصف!! لا أريد أن أتأخر!"
" حسناً...هاقد انتهينا!!!"
نهضت رينيه من مكانها لتقف وتتجول أمام جولي بحركة استعراضية واضعة احدى يديها على خصرها...قائلة:" ها؟؟ما رأيكي؟ "
أطلقت جولي تصفيرة حادة...ثقبت أذن رينيه......" رائعة!! فاتنة!!! أؤكد لكي...بأن شيطانكي العنيد....سينهار هذه الليلة وسيقدم لكي قلبه على طبق من فضة!! أنا واثقة!!!"
ضحكت رينيه من قلبها وهي تنظر الى المرآه.....حقاً بدت فاتنة ومغرية....وأكبر من عمرها بسنوات....وهذا ما كانت تريده!!!
كانت ترتدي فستاناً طويلاً بدون حمالات من قماش حريري أبيض مموج باللونين الفيروزي والذهبي...يضيق عند الركبتين ثم ينسدل بنعومة....لبرز جمال جسمها الرشيق...وأنوثة صارخة لم تتعرف اليها رينيه قبل الآن!!!
أما شعرها فقد عمدت جولي الى تسريحه باحدى تلك التسريحات العصرية المثيرة....فقامت بعقص جميع خصلات شعرها على شكل تموجات رقيقة ثم جمعتها كلها الى جانب واحد..بعد أن قامت برفعها الى الاعلى بدبوس ذهبي ولم تنس ترك خصلة حائرة وحيدة لتتدلى على جانب وجهها الايسر...
وأما زينتها فكانت الاكثر اثارة.......
حيث أنها تعمدت التركيز على رموشها السوداء الطويلة لتبدو أكثر غزارة وكثافة...وأضافت ظل العيون على جفنيها بشكل يبرز زرقة عينيها الرائعتين...فبدتا مغريتين الى ابعد حد.....
أما أحمر الشفاه...فاكتفت بوضع لون كريمي ذو لمعة طبيعية خفيفة.....
لقد بدت أشبه بعارضة أزياء مثيرة...خرجت للتو من احدى مجلات الموضة......
لقد أصبحت أخيراً تلك المرأة المغرية الناضجة التي تمنتها....ولكن؟ يبقى رأي يوهان...هو الفيصل؟؟فهل ستعجبه هكذا؟؟!!
غادرت جولي على عجل وهي تتمنى لرينيه وقتاً سعيداً...وتشير لها من خلف ظهر السيد مايكل...بإشارة الهاتف وهي تتوعد!! ضحكت رينيه وهي تحرك شفاهها بدون أي صوت..."مجنونة!"...
ولم تمض دقائق حتى قرع الجرس وظهر يوهان وأخذ يتكلم مع السيد مايكل لبرهة وصمت فجأة حينما تهادت تلك الحسناء أمامه ....
نظر السيد مايكل خلفه...ابتسم قائلاً:" هاقد أتت جميلتي الصغيرة!!"
اقتربت رينيه بحياء..خاصة وهي تلمح نظرات يوهان التي تكاد تلتهمها...." مرحباً.."
تمالك يوهان نفسه...وقال برسمية:" أهلاً...هل أنتي جاهزة؟"
أجابت بهز رأسها.....
" اذاً هيا بنا..! لا تقلق مايكل سأعيدها قبل الثانية عشرة!!"
نظرت اليه بحنق ولوم....تجاهل نظراتها وهو يحاول اخفاء ابتسامته....
ابتسم السيد مايكل قائلاً:" حافظ عليها يوهان.....وأعدها سالمة!!"
قاطعته رينيه باحراج:" أبي!!! (وهي تقول بصوت أشبه بالهمس)..أنت تحرجني!!كما أنني لست طفلة!!"
" ومم الحرج الآن؟؟ألأنني أوصي يوهان عليكي؟؟آه حبيبتي..أي نوع من الآباء سأكون اذاً ان لم أفعل ذلك!! ثم أنني أعرف كم أنتي مندفعة...ألا تذكرين حينما..."
قاطعته رينيه بقبلة سريعة على جانب وجهه..:" حسناً..حسناً أبي..نحن مضطرون للذهاب الآن....لا تطل السهر...وكما قال يوهان....لن أتأخر!!"
ضحك السيد مايكل:" حسناً...استمتعي بوقتك!"
كان يوهان يستمع لهذا الحوار الشيق وهو يبتسم ... لكنه قال أخيراً بعد أن خرجت رينيه من الباب...:" لا تقلق...سأحافظ عليها...!! عمت مساءاً!"
ودعه السيد مايكل بابتسامة....وظل واقفاً على الباب حتى تواريا عن الانظار.....
قالت رينيه بحرج:" أعتذر عن تصرفات أبي....فهو دائم القلق علي!! ولكنه لا يعني ما يقول!!"
قال يوهان بدون ان يلتفت اليها:" ولم الاعتذار؟ أنا لا أجد أي شيء غريب فيما يفعله مايكل...!!بل يعجبني ذلك جداً...."
تسائلت رينيه بدون اكتراث:" حقاً؟ لم لا يفاجأني ذلك؟" وهي تشيح بوجهها الى النافذة...
اختلس نظرة اليها..ثم ابتسم...وقال فجأة:" في الحقيقة....لو كان لدي ابنة شيطانة..مثيرة للمشاكل....وفاتنة!! لفعلت أكثر من هذا!!!"
اكتست وجنتيها بالحمرة....وأطرقت صامتة وهي لا تعرف ماذا تقول.....
اتسعت ابتسامته أكثر......لكنه أخذ يحدق فيها بملء عينيه....وأحست هي بذلك...فنظرت اليه فجأة..وقالت بتوتر
" أهناك خطب ما في مظهري؟"
أجاب بهدوء:" أبداً!"
" اذاً لماذا تنظر الي هكذا؟"
شعرت فجأة بأن ثقتها بنفسها تنهار...أيعقل بأن مظهرها لا يعجبه؟؟؟ولكنه لم يعلق بأي كلمة!! حتى وان كانت لا تعجبه فمن الذوق أن يقول ولو كلمة مجاملة! فهل ستجلده بالسوط ان كذب وقال كم هي جميلة!! آه...كل هذا التعب ذهب سدى!! ستضحك جولي منها كثيراً....تلك المجنونة!!
بدأت تتخيل صورة جولي وهي مستلقية على ظهرها وتمسك بطنها من شدة الضحك....فهذه هي عادتها!!
كان جبينها مقطباً...وهي سارحة برد فعل جولي حينما ستخبرها بذلك!!! لكنها استيقظت على كلمات هزت كيانها وزلزلته.......
" ما بال الاسفنجة الجذابة اليوم؟ أكل شيء على ما يرام!!"
تنبهت من شرودها...:" أوه...أجل..بالطبع! "
" وهذه التقطيبة التي تكسو وجهك الرقيق!! ما السبيل الى ازاحتها؟؟؟"
نظرت اليه دهشة....ثم عاد الاحمرار الى وجنتيها الناعمتين......
" آه...صغيرتي رينيه!! مازلتي تحمرين خجلاً!!! مع أنكي اليوم....تبدين كشيطانة فاتنة...يتساقط الرجال صرعى هواها!!"
توقفت تقريباً عن التنفس وحاولت جمع شتات نفسها قبل أن تجيب لكن يبدو أنه لاحظ ذلك فقال برقة:" اهدأي رينيه ألا يمكن للمرء التكلم معكي دون انفعال؟ تتصرفين وكأنكي لم تسمعي ذلك قبلاً!"
هي سمعت ذلك وأكثر من ذلك قبلاً....وكثيراً أيضاً.....لطالما تهافت عليها الفتيان وكانت بمثابة الحلم لهم..بجمالها وبراءتها وطيبة قلبها...لكن كل ذلك لم يكن يعنيها....هي كانت تحاول امضاء وقت ممتع مع رفقائها...ولكن ليس أكثر من الصداقة....
كانت تجدهم مملين...تافهين....ويفتقرون للخبرة...
كانت دوماً تحلم بفارس أحلامها...كرجل ناضج...ذو خبرة...ودراية....يعرف كيف يدللها ويحبها...ويجعلها تعيش معه أجمل قصة حب في هذا القرن!!!
هي كانت تنتظر شخصاً مثل يوهان....لكن أحلامها لم تكتمل...فيوهان لا يبدو مهتماً بها كثيراً! هي تلحظ أحياناً الرغبة في عينيه....لكن هذا ليس ما تريده! انها تريد الحب!!!
لا يعرف يوهان..كم هي تحبه.....وكم يسعدها ويذيبها حينما تسمعه يتحدث عن جمالها وفتنتها بهذا الشكل.....حينما تسمع ذلك...من حبيبها!!!! ولكن؟ كيف له أن يفهم شيئاً...لم يمر به!!
تمالكت أعصابها قليلاً وقالت بشيء من الكبرياء:" من قال اني منفعلة؟؟أنني فقط استمع اليك!"
تبسم ضاحكاً من قولها...:" ليست هذه عادتك أبداً!!"
نظرت اليه....يا الهي!! كم يأسرني ويجعلني أذوب معه.....لو أنه فقط...يبادلني المشاعر!!منذ أن رأيته...وأنا أشعر بأن مقعده محجوز في قلبي..بل هو كذلك منذ الازل!!! يا الهي!! كيف أبتعد عنه؟؟وروحي مشبعة بعشقه!!أوه...يوهان!! يا معذبي القاسي....ألا تكفيك كلمة...لا حياة بدونك؟؟؟
وقطع عليها تخيلاتها توقف السيارة....فقالت بانزعاج:" هل وصلنا؟"
كان قد خرج...فأدركت أنها تكلم نفسها!!قال وهو يفتح لها باب السيارة:" تفضلي آنستي!!"
هبطت وهي تحاول الابتسام....وتأبطت ذراعه..وولجا الى الداخل.......وهناك ..قامت بخلع الشال المرافق لفستانها....وناولته لعامل المعاطف....وما ان عادت لتتأبط ذراع يوهان...حتى وجدته ينظر اليها بشوق..ورغبة كبيرتين....لكنه نزع عينيه فجأة عنها...وهو يشدها من ذراعها..قائلاً بتوتر:" هيا بنا!"
وماهي الا لحظات حتى تعرفت رينيه على جميع أصدقاء يوهان وشلته من العلماء والاطباء ورجال الاعمال الذين يختلط بهم يوهان انه عالم مختلف تماماً عن عالمها!! كما أن ذلك جعلها تشعر بحجم الهوة بينها وبينه....هي ليست من عالمه....ولا من محيطه!! فردة القرط الواحد الذي ترتديه أقل سيدات هذا الحفل ثراءاً يساوي كل ما تملكه هي ووالدها بمرات....
فكيف لها أن تضاهيهن؟؟!أطرقت صامتة وهي تشعر بأنها أخطأت بقدومها الى هنا....
لاحظ يوهان الكآبة والحزن اللذين سكنا عيني رينيه فجأة....لكنه لم يعرف لذلك سبباً!
وما هي الا لحظات...حتى اقتربت سيدة رائعة ترافق رجلاً وسيماً رزيناً...وعانقت يوهان بشدة...وهي تختلس النظرات الى رفيقته الجميلة....لم تكن هذه السيدة سوا جيني شقيقة يوهان!!!
" جيني! لم أعرف بحضوركي!!"
" أوه يوهان! أنسيت بأننا نحضر هذا الاحتفال كل عام!!بل مايثير حيرتي...هو حضورك أنت هذه المرة؟؟؟لطالما كنت تعتذر وتتغيب متحججاً بالمرضى....هل لهذا علاقة برفيقتك الفاتنة؟؟؟ألن تعرفنا عليها؟؟" قالت وهي تتطلع بشوق الى رينيه....
بدا على يوهان الارتباك قليلاً..لكنه أخفى ذلك بمهارة وهو يجذب رينيه من ذراعها..ويضع ذراعه على خصرها برقة...قائلاً:" لا أظن بأن هناك حاجة للتعارف جيني...فأنتما تعرفان بعضيكما!! كيف حالك ريتشارد؟؟"
وهو يصافح زوج شقيقته...., شعرت رينيه بالحرج كذلك...لكنها مدت يدها وهي تقول برقة..
" كيف حالكي سيدة بالتيمور؟؟"
حينها اتسعت عينا جيني وقالت بابتسامة غير مصدقة..:" يا الهي! من؟؟رينيه؟؟؟كيف حالكي يا عزيزتي؟؟" وهي تتجاهل يدها الممدودة...وتقترب معانقة اياها...مما أدهش رينيه...
" كيف حالكي يا عزيزتي؟؟وكيف هو والدكي؟؟لقد سمعت بأنه متعب؟؟!"
" أه..بخير..أشكركي كثيراً على سؤالك!"
"أوه..ريتشارد...ألا تذكر رينيه؟؟؟انها فتاة الاسفنجة الصفراء...؟؟في حفل التوأمين؟؟"
" أوه!! أجل..أجل!! لكنها كانت تبدو أصغر سناً!!"
بدا التوتر في فك يوهان.....وشعرت رينيه بذلك...حتى جيني...فوكزت ريتشارد بذراعها..وحاولت تلطيف الجو....
" آه..عزيزتي رينيه..مايقصد ريتشارد قوله...هو أنكي تبدين مختلفة هذه الليلة....انكي رائعة الجمال يا عزيزيتي....واثقة بأنكي قد سمعتي هذا من شخص آخر هذه الليلة!!"
وهي تنظر بمكر الى يوهان...مما جعل الحمرة تصعد الى وجه رينيه لكنها قالت بابتسامة عذبة..
" أشكركما حقاً..أنتي والسيد بالتيمور....انه لحقاً من دواعي سروري أن ألتقيكما مجدداً!!"
" نادنا جيني وريتشارد عزيزتي..لا داع للالقاب..!!"
" أوه...حسناً...ان كنتي تحبين ذلك!!على عكس بعض الناس!!" قالت بمكر...وهي ترفع نظرها الى الاعلى....
ضحكت جيني وهي تراقب رينيه...وقد لاحظت الامتعاض على وجه يوهان...
" هذه هي عادته!! ولكن لا تقولي بأن ذلك مستمر حتى الآن؟؟؟"
تكلم يوهان أخيراً:" هل يمكنكما التوقف عن الحديث عني..وكأنني غير موجود؟؟؟"
ضحكت اثنتاهما.....وتكلم ريتشارد مرة أخرى...لينشر الفوضى من جديد.....
" آه!..اذاً لهذا السبب قام يوهان بأخذ شريط الفيديو..الخاص بحفلة التوأمين!!؟؟ أه أيها الماكر!!"
لكن جيني تشنجت فجأة...ولم يكن حال يوهان بأحسن منها......وكزت ريتشارد بشدة وهي تبتسم وتقول معتذرة:" أظن بأن علينا الذهاب الآن...سررت بلقائك رينيه!!"
" وأنا كذلك!!" وهي تحاول ان تخفي ابتسامتها......
قال ريتشارد بحيرة...وهو لا يدري ماذا حصل:" حسناً..سررت بلقائكم....بالاذن!!" وجذبته جيني بسرعة ليختفيا عن الانظار.....
كانت مازالت ملامح الحنق ظاهرة على يوهان....لكن رينيه كانت تتبسم بخبث وهي تحدق اليه..منتظرة انفجاره في أي لحظة....
لاحظ هو نظراتها تلك......فقال أخيراً ولم يستطع ان يمنع نفسه من الابتسام...مما أدهشها...!!لم يكن هذا ماتوقعته...ماذا حدث له الليلة؟؟ ماذا يخطط؟؟؟
" حسناً!!قولي كل ما لديكي مرة واحدة!! ولننته!"
قالت ببراءة واضحة:" أنا؟؟وماذا لدي لأقول....! كل ما هنالك....أنني كنت أفكر..في شخص...اتهمني مرة بالكذب!!واتضح لي اليوم....بأنه لم يكن أفضل حالاً مني!!!"
قال بضحكة سلبتها عقلها:"تقنياً..أنا لم أكذب!!فأنتي لم تسأليني شيئاً عن ذلك...فكيف أكون كاذباً؟؟؟"
" آه...الآن ستبدأ بتحليلاتك ونظرياتك!.....لم لا تستطيع الاعتراف..بكل بساطة؟؟؟" قالت رينيه بحنق....
جذبها من ذراعها اليه وقال وهو ينظر لها نظرات عميقة..." أعترف بماذا؟رنييه؟"
سرحت في عينيه الدافئتين.....لم يبدو اليوم مختلفاً؟؟وكأنهما عاشقان منذ الأزل...ولم يفرقهما الزمان ولا الايام....! لم يتصرف هكذا؟؟؟كم هو سهل عليه التلاعب بمشاعرها بهذه الطريقة!!ما كان يجب عليها الحضور..وما كان يجب عليها الموافقة على رؤيته ثانية...! انها تلمح في عينيه الرغبة..كما هو الحال دائماً...لكن هناك شيئاً آخر...يظهر في لمعان عينيه...لكن ماهو؟؟؟؟؟
أيريد أن يغويها؟؟؟حتى يستطيع الحصول عليها؟؟؟أتراه نسي بأنها تلك الصغيرة التي حرمها على نفسه....ولم يعد يرى سوا هذه الشيطانة الفاتنة أمامه؟؟؟هل سيتصرف معها الآن..كما يتصرف مع أي حسناء يلتقيها في حفله وتعجبه..ويرغب منها ما يرغبه اي رجل اخر؟؟؟؟هل أصبح الان ..يراها هكذا؟؟؟
عادت للوجوم....
" لاشيء أبداً!"
وما ان جلس الجميع للعشاء....حتى بادرها يوهان بصوت هادئ:" ألا يعجبكي الحفل؟"
رفعت رأسها فجأة عن طبقها الذي كانت تقلب محتوياته دون أن تتناول منه شيئاً...ثم قالت وهي ترسم ابتسامة مزيفة..." انه حفل جميل!"
" ما الامر اذاً؟؟ولم كل هذا الحزن؟"
ارتبكت وتوترت ولم يخف عليه ذلك...لكنها قالت مدافعه:" أي حزن؟؟على العكس انني فرحة جداً بوجودي هنا..."
عاد وانتصب ظهره وهو ما يزال ينظر اليها غير مصدقاً.........وبعد العشاء....شرب الجميع القهوة....ثم بدأوا بالرقص......كنوع من الترفيه......حيث أن معظم رواد ومدعوي الحفل قلما ما تسنح لهم فرصة حضور او تلبية حفل.....لذا استغلوا هذه الفرصة للسمر والاستمتاع......
تلقت رينيه أكثر من دعوة للرقص....كما حاول الالتصاق بها أكثر من رجل....لكن يوهان كان بالمرصاد.....كان يقف الى جانبها وكأنه حارسها.....حتى دفعها أخيراً للانفجار....
" أنا أستمتع حقاً يوهان!! فبينما الجميع يرقصون...تقوم أنت بصد كل الدعوات الموجهة الي...وفي نفس الوقت لا تقدم أي تعويض!!"
نظر اليها محدقاً...ثم قال بهدوء:" أترغبين بالرقص؟"
نظرت اليه غير مصدقة والغضب بتأجج في عينيها:" وهل في هذا عيب؟؟؟نعم..أرغب كثيراً في الرقص!وكنت ستعرف ذلك..لو أنك تنازلت وسألتني بدلاً من رفضك عني!!"
ابتسم برقة وقال بهدوء أثار أعصابها:" اذاً أستمحيكي عذراً آنستي! واسمحي لي بأن أكون الاول!!"
قالت في سرها بألم.." كنت دائماً الاول!!"
اصطحبها الى قاعة الرقص...وما ان جذبها اليه..ومع وجود مسافة فاصلة بينهما..الا أنها شعرت بالنيران تتأجج داخلها.....لقد كانت قريبة جداً منه!! وكان هذا كافياً لاحراقها شوقاً ورغبة.....
" أنتي راقصة ماهرة!!"
ابتسمت بحرج قائلة:" ليس كثيراً!! ولكن وجود مرافق ماهر مثلك...يساعد الشيء الكثير!!"
ابتسم يوهان:" ودبلوماسية أيضاً!!"
ضحكت رغماً عنها....." أخبرتك أنني أحب مراعاة مشاعر الاخرين........!!ومع هذا..لست راقصاً سيئاً!!"
بدت عينيه أكثر عمقاً وتأملاً وقال بصوت جذاب :" وفاتنة الى أبعد حد!"
نظرت اليه....ومع أن قوله جعل قلبها يرفرف بسعادة ...الى أنها تذكرت ما عزمت عليه منذ قليل...فقالت باسمة..
" أتقصد بأن تنكري لهذه الليلة....قد راقك؟"
قال مستفهماً:" تنكركي؟"
قالت بتصميم ظاهر في عينيها...:" أقصد...مظهر الشيطانة المغرية....!! أنت تعرف أنني لست كذلك!! في الواقع...(وهي تبتسم باستهزاء)...أنت الوحيد الذي يعرف حقيقتي هنا!!"
نظر اليها يوهان باستغراب...لكنه مالبث أن قال بسخرية:" وماذا يعني هذا الآن؟؟ ألست سعيدة بكونك أصبحتي أخيراً المرأة التي تسلب العقول وتخلب الالباب!!! ألم تسأمي كون الجميع يراكي طفلة؟؟ هل سمعت ذلك منكي...أم أنني كنت أحلم؟؟!"
قالت بحنق:" صحيح..قلت هذا!! ولكنني نادمة الآن....على الاقل بعد ما رأيته الليلة!"
ابتسم يوهان بانتصار..اذ أنه قد بدأ بانتزاع سبب انزعاجها وضيقها منذ بداية الحفل....
" وهل رأيتي ما لم يعجبكي؟؟"
هزت رأسها نافية...وهي تطرق صامتة.....لكنها عادت للنظر اليه بعينيها الرائعتين وتلك النظرة البريئة...التي بات يعرفها جيداً...لأنها تقوده الى حافة الجنون.....
" أريد أن أعرف يوهان...لماذا دعوتني الليلة؟؟"
" هل هذا ما يضايقكي؟"
قالت بتوتر:" أووه يوهان! أنت تفهم قصدي....فلم المراوغة!!"
قال بنبرة جادة:" لم أعتد على المراوغة يا صغيرتي!"
ومع أن نداؤه لها بصغيرتي استفزها...الا أنها تابعت باصرار:" اذاً؟؟ كنت أظن بأنك لا تحب رفقتي!! لا...بل أنت صرحت بذلك فعلاً!!"
" أنتي تخلطين الامور! أنا لم أقل أنني لا أحب رفقتك!! بل لا أحب تصرفاتك وطريقة تفكيرك....الا انني أجد بعد تفكير....بأنها ربما....تكون هي سبب جاذبيتك!!"
رفعت رأسها اليه..رأته يحدق بها من جديد بتلك النظرة المغرية المحمومة......حاولت الكلام..لكنه وضع اصبعه على شفتيها المغريتين...وهو ينظر اليهما بحرقة....قائلاً:" اش...لا مزيد من الكلام!"
وهو يقربها منه أكثر...لينسجما في رقص رائع ومثير....وكأن الصالة لا تحوي غيرهما.....استفاقت رينيه أخيراً عندما توقفت الموسيقى.....فجذبت نفسها من بين ذراعي يوهان...وهي تشعر بالاحراج.....
لكنه همس لها برقة:" هل ترغبين بالمغادرة؟"
هزت رأسها بالايجاب...ابتسم وهو يحيط خصرها بذراعه...كأنه يخاف أن تهرب منه....بينما نظر الجميع اليهما باعجاب...كانت تلك الصغيرة ملفتة للنظر...خاصة وان يوهان يبدو متعلقاً بها..وهو الذي لا يظهر مع فتاة واحدة..في أكثر من مناسبة!!!
ركبا السيارة......لكنه لم يوصلها الى بيتها....توقف فجأة...على جانب شارع مطل على البحر...
قالت دهشة:" لماذا توقفنا؟"
قال وهو ينظر اليها نظرته المميتة ويمد يده لها..." هل تسمحين؟"
لم تستطع المقاومة فانساقت وراء سحره..وكأنها تحت تأثير تعويذة ما......خرجا من السيارة ووقفا ينظران الى البحر الهائج....يخترق سكون الليل....والقمر يطل عليهما..ليكمل الصورة! صورة العاشقان!!!
تساءلت لتقطع توتر هذه اللحظة:" هل..زرت أبي مؤخراً!!"
لم يكن هذا مايرغب في التكلم به...لكنه أجاب بهدوء:" لا...لكنني كلمته بالامس..وطلبت منه الحضور الى العيادة للاطمئنان عليه!!"
" أوه...أشكرك...كنت.."
لكنه جذبها فجأة اليه....ضاماً اياها بشدة الى صدره....فسقط شالها عن كتفيها....مما أثار جنونه..فاندفع يتحسس أكتافها وظهرها ويضمها اليه أكثر....
لم تعد رينيه تستطيع السيطرة على انفعالاتها....فرأت نفسها تدفع بيديها خلف عنقه وتبادله عناقه المحموم.....لكن بعد برهة..تسللت اليها فكرة أليمة...رفضت التفكير بها وحاولت أن تستمتع بهذه القبلات المسروقة تحت ضوء القمر مع حبيبها العنيد....
لكنها عادت تتراقص أمام ناظريها بشدة...مما جعل رينيه تجفل فجأة...وتدفع يوهان بيديها بعيداً عنها.....
استغرب يوهان تصرفها...فعاد وأمسكها من ذراعها ليجذبها اليه..لكنها انتفضت وقالت " لا"
نظر اليها بحيرة..."لا؟؟"
ابتعدت عنه...والدموع تلوح في عينيها.....وأشاحت بوجهها عنه وهي تحدق في البحر..وقد لفت ذراعيها حولها كأنها تعانق نفسها...من برد الليل...وبرد المشاعر!!



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دكار مجدولين | رحلة العمر mariastar القصائد المنقولة 0 06-29-2020 09:36 PM
حيّاك يا عيد | سهرة عيد الفطر URANUS سهرات أرض العجائب 1043 05-30-2020 07:52 PM
بين أغصان الشوك كانت زهرة هواوه روايات الانمي_ روايات طويلة 5 04-12-2020 10:54 PM
زهرة في غابة الأرواح JAN أرشيف المواضيع المكررة والمخالفة 3 03-12-2020 10:39 AM


الساعة الآن 07:46 AM