آنا والإثنا عشر صوتاً !

* وأثناء بؤسي وشرودي في الظلام ، ادفن نفسي بين الوسائد المتراكمة ضممت كفاي ، وكان إبهام اليد اليسرى يمسح على كفي الأيمن ذهاباً وإياباً شعرت ببعض الراحة تتسلل داخلي ، ثم انتبهت إلى حركتي المقتبسة هذه ! أجل ، لقد جعلتني أعتاد على هذه الحركة .. كانت تقوم بمواساتي عبر العبث بأناملها على كف يدي ، كانت أحياناً تلاحظ برودة يداي فتغمرهما بدفئها .. أتعلمين شيئاً ؟ أكاد أتجمد .. وتعلمين ماذا أيضا ؟ افتقدكِ كثيراً

* لقد رأيتها ! لا أدري إن كانت هذه المرة التاسعة أو العاشرة ، مازالت الكلمات تتعثر في حلقي : أنتِ حية ! - أجل ، كان مجرد خطأ طبي . - يا إلهي ، هذا رائع ستعودين لحياتي مجدداً ، سنستيقظ معاًَ وننام معاً ونتبادل الأحاديث والحكايا ؟ - أجل تماماً لم يختلف شيء - لا أستطيع ان أصف بهجتي .... لكن لحظة ! - ماذا ؟ - تم دفنكِ انتِ لستِ هنا ! وكـ نهاية أي وهم يصادفني ، لا أذكر بأني أوصيت عقلي بالإنقاذ بذكرياته السيئة !

* - ألا تخططين في العيش كباقي البشر الطبيعين ؟ - حينما أتقبل فكرة العيش سأشاورك بالأمر ...

* - حينما ترى نفسك بشكل منفصل عنك تقف مقابلاً لها وتحادثها .. فتجيبك - لا أدري أي نوع من الجنون وصلت ! - أعتقد اني وصلت إلى مستوياتٍ رائعة !

حينما كنت صغيرة ، أثناء سجودي ترافقني دعوة كنت أدعوها بلهفة دعوة أن أمتلك أجنحة أطير بها، وإن الله على كل شيء قدير - منذ البداية كنتِ تدركين مدى سوء الأرض التي تقفين عليها كانت دعوة طفلة بريئة وكنت أترقب على أمل أن تنمو لي أجنحة في يوم ما ، حتى كلمتني هي قالت لي بأن البشر مخيفون ، يكرهون أي شيء مختلف عنهم ، لن يترددوا بقص الأجنحة ! لقد تفهمت الأمر حينها لكن الرغبة لم تغادر قلبي كلما أنظر للطيور في االسماء ، ألاحقهم ببصري لكن أنا اليوم .. أستطيع التحليق بحرية ، لقد نمت لي أجنحة من نوعٍ آخر لن يراها أحد لأنها في داخلي تماماً ، حرة في الأرض لا في السماء [/COLOR][/FONT]