السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مسائكم خير و نور بإذن الله
كيف حال الجميع؟ و كيف هي اختباراتكم؟
أتمنى التوفيق و النجاح بأعلى النسب و الدرجات
للجميع بإذن الله أتمنى أن يعجبكم هذا الفصل أيضا
و أعتذر عن التأخير و للمتابعين بصمت أقدر ذلك لكم
كثيرا ستسعدونني أكثر لو وضعتم ردا يعبر عن أرائكم
و شكرا جزيلا مقدما و إلى اللقاء في أمان الله
في الصباح رن الهاتف كثيرا مصدرا صدى مزعجا في المكان تسللت تلك اليد النحيلة لتبحث عن الهاتف فوق المنضدة الزجاجية وصلت إليه لتضعه على الأذن المختبئة خلف الشعر الأسود الغزير ليقول المتصل: تولاي أين أنت؟ الرئيس يبحث عنك من أجل العمل الجديد
رفعت تولاي رأسها من المنضدة لتفرك عينيها بهدوء نظرت من حولها لتستغرب تواجدها في هذا المكان الجديد على عينيها حاولت تذكر أي شيء مما حدث معها بالأمس لتجيب بصوتها الناعس: آسفة سأكون عندكم في وقت قصير
قال المتصل: يا إلهي هل استيقظت لتوك؟ إنها التاسعة و النصف صباحا أثملت بالأمس أو شيء من هذا القبيل؟
قالت تولاي و هي ترتب أغراضها المبعثرة على الطاولة: لا أنا بخير سأخبرك لاحقا جون
قال جون: سأكون في انتظارك إلى اللقاء
أغلقت الخط لتنهض من على الأرض لترى توم نائم على الأريكة واضعا حاسوبه الشخصي فوقه حملته بهدوء لتضعه على المنضدة غطت جسده المرتعش من النسيم البارد نظرت لأكواب القهوة الفارغة الموضوعة على المنضدة من جهته لتحملها و تضعها في المطبخ حضرت له وجبة خفيفة مما وجدته في ثلاجته الشبه فارغة غادرت بعدها للعمل مباشرة التقت بجون أمام الباب انحنت له بهدوء لتقول بنبرتها الهادئة المعتادة: أنا حقا آسفة استيقظت لتوي فقط لم أنتهي من عملي البارحة و بقيت طوال الليل مستيقظة في منزل السيد كوين
قال جون بصدمة: ماذا؟ بقيت في منزل السيد كوين طوال الليل؟ لم؟
قالت تولاي: لقد طلب مني التحقق من تقدمه و تحدثنا عن بعض التفاصيل ثم بدأنا بمناقشة ما طلبته مني
قال جون: بإمكانك العودة للمنزل إن شئت سأخبرهم بذلك
ابتسمت تولاي له بهدوء لتبدأ السير ذاهبة لمكتبها التقت بجينجر التي قالت بمرح: صباح الخير تولاي
قالت تولاي: صباح الخير جينجر
قالت جينجر: يبدو أنك لم تأخذي كفايتك من النوم انظري لكل هذه الجيوب أسفل عينيك
قالت تولاي: أجل أدرك ذلك لديّ اجتماع الآن لذا أرجو المعذرة
قالت جينجر: من المستحيل أن أدعك تذهبين هكذا
أخرجت من حقيبتها علبة مساحيق التجميل الخاص بها لتضع بعضها أسفل عينيها في محاولة لإخفائها ابتسمت برضا عن النتيجة لتقول لها: ابذلي جهدك تولاي
ابتسمت لها تولاي لتغادر لغرفة الاجتماعات عند كايت الواقف في غرفة الصبي مع رجال الشرطة الذي فشلت محاولاتهم في إنطاقه دموعه لم تتوقف عن السقوط من وجنتيه المحمرتين تنهد المحقق و مساعده ليقول: حسنا سنترك هذا الصبي في رعايتك سيد لوسيل
هز كايت رأسه بالموافقة ليغادرا المكان جال الصمت في المكان قبل تحريك كايت للكرسي وضعه بالقرب من سرير الصبي الباكي ليجلس عليه نظر إليه بهدوء ليقول له: لا تخف لن أقوم بإيذائك
نظر الصبي إليه لتظهر معالم وجهه الحزينة عيناه البنيتين الواسعتين و شعره البني الفاتح ابتسم له بهدوء ليقول له: ما اسمك؟
قال الصبي و هو يمسح دموعه: أنا تيم واتسون عمري 12 سنة
قال كايت: مرحبا تيم أنا كايت أتعرفني؟
قال تيم: أجل ذهبت مع أختي لحفلاتك
ابتسم كايت له بلطف ليقول: جيد أخبرني أرأيت الأشخاص الذين هجموا عليكم؟
أنزل تيم رأسه بحزن شديد ليقول: لم يكن هناك سوى شخص واحد فتاة مخيفة للغاية لم أرها من قبل
صدم كايت من الاعتراف الذي صرح به تيم ليقول: أواثق بأنها فتاة وحدها من فعلت كل هذا؟
قال تيم: لست واثق بأنها فتاة لكنه شخص واحد بالتأكيد
قال كايت: لم قلت بأنها فتاة إذا؟
قال تيم: لقد كان ذلك الشخص مغطي جسده كله بثياب سوداء شعره الطويل فقط كان ظاهرا و عيناه الواسعتين
وضع كايت يده على رأسه ليربت بهدوء عليه نظر تيم إليه ليبتسم بمرح حاول كايت التخفيف عنه ليطرق باب الغرفة و يظهر والد كايت ليقول بصوته المرح: مرحبا كايت و صديقه الصغير
نظر كايت لوالده باستفسار ليقترب منه و يقول: ما هو اسم صديقك كايت؟
قال كايت: تيم واتسون أثق بأنك تعرفه لسبب ما
جلس الوالد على طرف سرير تيم ليربت على رأسه بحنان و يقول: آسف لما جرى لعائلتك تيم سأبحث عن الفاعل و أعاقبه بالتأكيد
وضع تيم رأسه بين أحضان لاري المبتسم له بلطف بالغ مسح لاري دموع تيم الجارية على وجنتيه ليبتسم له بلطف و يقول: بعد خروجك من المشفى سنرحب بك في منزلنا
نظر لاري لابنه الجالس بهدوء يراقبهما ليبتسم له بمرح و يقول: ماذا؟ أتغار منا كايت؟
نظر تيم إليه بفضول عن تعابير وجهه الهادئة ليبتسم له بهدوء و ينهض ليقول: سأذهب الآن إلى اللقاء
غادر الغرفة بلا كلمات أخرى نظر تيم للوالد ليقول: أنتما حقا لا تشبهان بعضكما عمي
ابتسم لاري له بمرح و قال: هو هكذا لأنه رأى والدته تموت أمامه مثلك تماما لكن لا تصبح مثله فهو يخفيني حقا
ضحكا بمرح شديد في ظل تلك الظروف المؤلمة وصل كايت للشركة التي يعمل بها ليرى تجمهر مزعج للصحافة أمام الباب الرئيسي ليتنهد بانزعاج شديد رن هاتفه باسم مدير أعماله ليرفع الخط و يقول: هل وصلت أمام الباب؟
قال كايت: أجل
قال مدير أعماله: حسنا أنا في طريقي إليك
أغلق الخط ليرى مدير أعماله الثلاثيني ذو الجسد النحيل يخترق ذلك الفوج من أصحاب الكاميرات المنتظرين قدومه برفقة حارسي أمن ارتدى نظارته الشمسية ليغادر سيارته فور وصول مدير أعماله سار بين ذلك الجمع المتسائل عن حادثة الأمس خالط أصواتهم العالية أصوات الكاميرات المختلفة الأنواع دخل المبنى بهدوء ليقول مدير أعماله: مر هذا بسلام بالنسبة لجدول أعمالك لا يوجد الكثير لذا سننتهي مبكرا
لم يسمع إجابة من كايت كالعادة ليختلس النظر إلى وجهه الخالي من التعابير كالعادة عند تولاي التي أنهت اجتماعها و أعمالها المكتبية الأخرى جلست على الكرسي الخاص بها بإرهاق شديد لتقول جينجر بمرح و هي تسند رأسها على كفيها: إذا أكنت برفقة رجلك المحظوظ بالأمس؟
فتحت تولاي عينيها لتنظر إليها بهدوء و تقول: متى أخبرتك بأنني أواعد أحدهم؟
قالت جينجر بمرح: لم تفعلي لكن هذه الجيوب لم تأتي بسبب العمل و حسب أليس كذلك؟
قالت تولاي: بلى كذلك فقد كنت أعمل طوال الليل برفقة السيد كوين
قالت جينجر باندهاش شديد: ماذا؟ تمزحين بالتأكيد
هزت تولاي رأسها نافية لينال الذهول منها أخذت نفسا عميقا لتنظر لتولاي من جديد و تقول لها: ألم يخبرك بأي شيء عما فعلته له هنا؟
قالت تولاي: لا
نظرات الاستغراب لم تفارق عينيها حتى رن هاتف تولاي لتحمله حدقت في الاسم لبعض الوقت لترفع الخط و تقول: مساء الخير سيد كوين
قال توم بتثاؤب: مرحبا آنسة لوريجن أتمنى بأنني لم أزعجك
قالت تولاي: لا سيدي فيم أساعدك؟
قال توم: وددت شكرك على وقتك بالأمس آسف لقد أخذت الكثير في النهاية و أيضا شكرا لوجبة الإفطار الرائعة
قالت تولاي: هذا واجبي سيدي
قال توم: إذا هل لديك القليل من الوقت اليوم أيضا؟ لا أعرف لما هذا الجزء يصعب عليّ كتابته وحدي
قلبت تولاي أوراق جدولها لهذا اليوم لتراها فارغة من الأعمال لتضع تعابير منزعجة على وجهها و تقول: أجل سأتي بعد العمل بساعتين
قال توم بمرح و سعادة: حسنا سأكون في انتظارك إلى اللقاء
أغلق الخط لتطلق تولاي تنهيدة منزعجة و تضع رأسها على الطاولة لتقول جينجر: عمل آخر؟
قالت تولاي: أجل نوعا ما
قالت جينجر: ابذلي جهدك إذا
وضعت يدها على رأسها بمرح و هي تبتسم بلطف لها نهضت تولاي لتحمل حقيبتها البنية الفاتحة الممتلئة بالأشياء لتغادر للمنزل أثناء سيرها الهادئ و الغير مبالي اصطدم بكتفها شخص ما ليهمس إليها قائلا: ستندمين على تجاهلك للسيد زورف
نظرت إليه لترى تلك الابتسامة الخبيثة المنزعجة تعلو شفتي ذلك الرجل لتمسك بطرف جاكيته البني الداكن توقف عن المسير ليحدق بها بانزعاج شديد و يقول: ماذا تريدين أيتها المزعجة؟
اقتربت منه لتمسك بيده و تسقطه أرضا وسط المارة حدق الجميع بهما لتقول: توقف عن التحرش بالآخرين و إلا سأدع الشرطة تتولى أمرك
بدأت الأفواه بالتحرك متحدثين عن هذا الشخص الذي بدأ العرق يتصبب من جبينه نهض من هناك ليغادر المكان على الفور أكملت طريقها لتصعد الدرجات سريعا دخلت شقتها الهادئة لتغلق الباب خلفها خلعت حذائها لتضعه في الخزانة اتجهت لغرفة نومها لتضع جسدها على السرير بهدوء لم يمضي الكثير من الوقت حتى سرق النوم جسدها بالكامل بعد مضي أسابيع مرهقة من العمل استيقظت تولاي على رنين منبه هاتفها في السادسة و النصف مساء لتغلقه نهضت من السرير لتستحم و تبدل ثيابها بأخرى غير رسمية رفعت شعرها الغير مجفف على شكل دائرة زينته بدبوس أسود حملت حقيبة العمل الخاصة بها و هاتفها بعد تناول وجبة خفيفة أسرعت الخطى لمحطة قطار الأنفاق نظرت لهاتفها المهتز داخل الحقيبة لتتجاهل المتصل وصل القطار لوجهته نزلت من القطار لتصعد الحافلة اتصل ذلك الشخص من جديد لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر بمرح: مرحبا تولاي يبدو أنك استيقظت في موعدك تماما
قالت تولاي: أجل آسفة لإزعاجك بأمري
قالت جينجر: لا أبدا أردت فقط التأكد من استيقاظك فقد بدوت مرهقة كثيرا هذه الأيام
قالت تولاي: شكرا لك
قالت جينجر: لا عليك حسنا سأتصل بك لاحقا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتعيد الهاتف لداخل الحقيبة وصلت لوجهتها لتتجه مباشرة لمنزل توم الذي سعد كثيرا برؤيتها سمح لها بالدخول ليقول لها: آسف لقد أتعبتك كثيرا معي
قالت تولاي و هي تضع حقيبتها على المنضدة: لا عليك سيدي فهذا هو عملي
ابتسم لها بمرح شديد ليجلس على الأريكة المقابلة للمنضدة حيث وضع حاسوبه الشخصي بدأت بإخراج ملفات المعلومات التي بحثت عنها لأجل قصته الجديدة و تضع على المنضدة لتقول: أتناولت طعام العشاء سيد كوين؟
قال توم و هو يضع يده على جبينه: لقد نسيت ذلك تماما ربما يجب عليّ طلب شيء من الخارج
نهضت تولاي بهدوء لتحمل معطفها الأسود و ترتديه قائلة: لا يجدر بك تناول الوجبات السريعة دائما سأذهب لشراء بعض الأشياء لإعداد العشاء
نهض توم ليقول على عجل: سأذهب معك سيكون من السيء تركك تذهبين وحدك
صعد الدرجات سريعا ليبدل ثيابه و يغادر برفقتها دخلا متجر قريب من المنزل يشتريان الكثير من الأشياء انتظرا في صف طويل من المتسوقين لفت توم أنظار المتسوقين في المكان ليرفع قبعة جاكيته الأبيض ليغطي رأسه به و يقول بصوت منخفض: ربما لم تكن فكرة جيدة الخروج من المنزل
نظر لتولاي الهادئة بقربه كما لو أن الأمر عادي للغاية أخذ نفسا عميقا ثم زفره ليحين دورهما قامت تولاي بتسديد ثمن المشتريات لترى نظرات الإعجاب التي أحاطت بتوم لتتنهد و تقول: رجاء هلا أسرعتي؟ ليس لدينا اليوم بطوله؟
نظرت إليه الموظفة بشيء من الانزعاج لتفعل ما طلبته غادرا المكان وسط همسات الجميع و إثارة شائعات لا طائل لها عادا للمنزل ليتنشق توم الهواء بارتياح شديد ليقول: أنا آسف عرضتك لموقف كهذا
قالت تولاي: ليست بالمشكلة الكبيرة
توجهت للمطبخ لتعد وجبة عشاء صحية له بينما هو كان يراقب كل تحركاتها من الأريكة رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا أمي
قالت الوالدة: مرحبا عزيزي مضى وقت طويل منذ آخر مرة تحدثنا ألم تشتق إليّ؟
ضحك بمرح شديد ليقول: بلى يا أمي اشتقت إليك بالتأكيد كيف تبلين هناك؟
قالت الوالدة: لست بحالة جيدة وحدي هنا ألن تقوم بزيارتي؟
قال توم: بلى سأتي لزيارتك غدا و ستبقين معي في المنزل لأسبوع أيناسبك هذا؟
قالت الوالدة بعد صمت و تفكير: أجل لكن لم غدا؟ أأنت مشغول الآن؟
قال توم: أيوجد ما يشغلني عن سر وجودي؟
ضحكت الوالدة بمرح شديد على كلماته النرجسية ليقول لها: حسنا سأتي لأخذك في الثامنة و النصف مساء لذا كوني جاهزة في ذلك الوقت
قالت الوالدة بمرح: حسنا سأكون في انتظارك توم
أغلقت الخط ليرسم ابتسامة حزينة على شفتيه و هو يحدق بالفراغ عاد لأرض الواقع على صوت الأطباق المصطفة على الطاولة البلاستيكية البيضاء الموجودة في طرف الصالون رفع رأسه لينظر لتولاي المنتظرة قدومه ليبتسم لها بمرح و يقول: شكرا لك أنا حقا أتعبك معي
لم تجبه تولاي بأي شيء اكتفت بحمل كوب الشاي للمنضدة الزجاجية و بدأت بعملها جلس على الكرسي الموضوع القريب من الطاولة ليقول: من غير الممتع تناول الطعام بمفردي آنسة لوريجن كما أنك قد قمت بعمل رائع حقا هنا
قالت تولاي: أنا بخير هكذا
قال توم: هل تقومين بحمية ما؟ الفتيات في عمرك يحببن هذا آه صحيح كم هو عمرك آنسة لوريجن؟
قالت تولاي: عشرون عاما
نظر توم إليها بتلك العيون المصدومة ليضع كوب الماء الذي رشف منه رشفة واحدة على الطاولة ليقول لها: حقا؟ تبدين أصغر بكثير من ذلك لم أتوقع هذا حقا
قالت تولاي: عليك إنهاء طعامك سريعا فلديك موعد في الثامنة و النصف
التفت للساعة الجدارية المستطيلة المشيرة للثامنة و خمس دقائق أسرع في تناول طعامه ليصعد لغرفته و يبدل ثيابه وقف أمام تولاي ليقول لها: أنا حقا آسف يجب أن أحضر والدتي لهنا سنبدأ العمل بعد ذلك
قالت تولاي: أدرك ذلك أرجو ألا تتأخر عن موعدك مع والدتك
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر المنزل و يصعد سيارته قادها بهدوء حتى وصل للمشفى الموجود في طرف المدينة نظر للمبنى الذي لم يزره منذ أشهر غادر من السيارة و هو يحمل باقة أزهار بيضاء جميلة ليدخل المبنى رأته موظفة الاستقبال لتقول بمرح: أهلا سيد كوين لم نرك منذ فترة لابد أنك مشغول للغاية
ابتسم لها دون الإجابة عليها اتجه للمصعد المتوسط الحجم ذو النقوش البرتقالية على أرضيته ليضغط على الزر الفضي لتقفل الأبواب المعدنية الرمادية و تتغير الأرقام حسب عدد الطوابق التي تم اجتيازه حتى توقفت الشاشة على الرقم أربعة فتحت الأبواب ليخرج من المصعد ليسير في ذلك الممر الهادئ القصير توقف أمام باب غرفة زرقاء فاتحة طرقه بهدوء ليفتحه بعد ذلك ليقول بمرح شديد: مساء الخير أمي الجميلة
التفتت تلك السيدة صاحبة الشعر الأشقر الداكن الذي يصل لأسفل لكتفها و العينين الزرقاوين بدت في أواخر عقدها الرابع اتسعت ابتسامة سعيدة على وجهها اقترب منها ليضع بين يديها تلك الباقة و يطبع قبلة لطيفة على جبينها ليقول: تبدين تحسنا واضحا حقا يا أمي كما أنك أصبحت أجمل من ذي قبل
قهقهت بمرح و قالت: بالتأكيد لا فأنا عجوز
حمل تلك الحقيبة السوداء المتوسطة الحجم ليغادرا الغرفة و يصعدا السيارة ليعودا لمنزل توم حال وصولهما نزلت الوالدة من السيارة لتنظر للمبنى بشيء من التفحص لتقول: أحقا تسكن هنا توم؟
قال توم بمرح: بالتأكيد يا أمي هيا علينا الدخول فالجو بارد هنا
حمل الحقيبة ليصعدا المصعد وقفا أمام الباب ليقرع الجرس بهدوء تعجبت الوالدة ذلك و زاد تعجبها حالما فتحت تولاي الباب دخلا المنزل و نظرات الوالدة لا تزال معلقة بتولاي التي لم تتحدث بأي شيء جلست على الأريكة لتتفقد المكان من حولها لتقول: منزلك نظيف خلاف المتوقع أتقوم بتنظيفه باستمرار؟
قال توم: أجل هناك مدبرة المنزل الخاصة تقوم بذلك كل يوم
نظرت لتولاي التي كانت تقف بعيدا عنهما ليبتسم لها و يقول: هذه محررتي تولاي لوريجن هي هنا من أجل العمل
انحنت لها تولاي برسمية لترفع رأسها و تقول لها: سعدت بلقائك سيدتي
قالت الوالدة: آه آسفة لظنك شخص آخر أتمنى بألا يزعجك وجودي هنا
قالت تولاي بابتسامة لطيفة: المنزل منزلك سيدتي أنا هنا فقط لأجل العمل
ابتسمت الوالدة لها بلطف شديد ليسعد توم برؤية تلك الابتسامة تعلو شفتيها من جديد حضرت لها تولاي كوب شاي مع النعناع لتشربه و تريح أعصابها قليلا لتقول: لقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة خرجت من المشفى أنا سعيدة حقا لرؤيتك بخير توم
ابتسم لها توم بلطف شديد ليقول لها: أود الجلوس و التحدث إليك لكنني حقا مشغول بالكتابة لذا أرجو أن تعذرينا قليلا
قالت الوالدة: لا عليكما أبدا لا تهتما لي
قالت تولاي: سأبقى أنا برفقتها حتى تنتهي لقد وضعت لك كل الأوراق و التوضيحات بجانب حاسوبك آسفة للتجول في منزلك دون إذن مسبق
قال توم: لا أبدا شكرا لك أنا حقا أتعبك معي كثيرا
ابتسم لها بمرح شديد ثم صعد الدرجات بهدوء ينظر إليهما تتحدثان بهدوء ليدخل الغرفة و يغلق الباب خلفه عند كايت الذي أنهى جلسة التصوير الخاصة بالألبوم الجديد جلس في غرفة الاستراحة الخاصة به وضع مدير أعماله علب غداء بلاستيكية و عصير برتقال ليقول له: لقد عملت بجهد هذا اليوم و لم تتناول أي شيء
نظر كايت لتلك العلب لبعض الوقت ليرفع عينيه عنها لمدير أعماله الذي بدأ يشعر بالارتباك من تلك النظرات الباردة المستفسرة ليبتسم و يقول بارتباك ظهر على بدنه: آه هذه طلب إليّ ذلك من الآنسة لوسي بيرون
قال كايت: مجددا
تنهد بانزعاج ليسند رأسه على طرف الأريكة و يغمض عينيه ليبدي مدير أعماله علامات الاستسلام غادر الغرفة بهدوء ليفتح كايت عينيه و يحدق بالسقف يحاول التفكير في معاني كلمات الأغنية الجديدة في الألبوم ليتنهد و يقول في نفسه بشيء من الانزعاج: ماذا يعتقدني هؤلاء الأشخاص؟ هذه الأغنية ليست جميلة بقدر كلماتها
تنهد من جديد حلق الصمت في الغرفة بملل شديد في انتظار ما يبعده طرق الباب ليرحل بسعادة نظر كايت في اتجاه الباب ليسمع صوت أنثوي يقول: هل بإمكاني الدخول كاي
لم يجبها بأي شيء في انتظار رحيلها أنزل مقبض الباب المعدني الفضي لتظهر تلك الفتاة الجميلة صاحبة الشعر الأرجواني الداكن الطويل لمنتصف ظهرها و العينين السوداوين انتبهت لوجود كايت في الغرفة لتشعر بالارتباك ابتسمت ثم قالت: آسفة لدخولي هكذا اعتقدت بأنك لست موجودا بما أنك لم ترد عليّ
حاولت البحث عن مكان لتضع عينيها عليه لتجد علب غدائها لم تمس نظرت إليه باستفسار قائلة: لم تتناول أي شيء مما أعدته لك هل أنا طاهية سيئة؟
نهض ليقترب منها بخطوات هادئة ليقف أمامها أسرها بعينيه ليبتسم لاحقا و يقول: آسف لست جائعا اعذريني الآن
غادر الغرفة ليتركها هناك تصارع أمواج مشاعرها و الاحراج الذي شعرت به لاقترابه الشديد منها اتصل بمدير أعماله ليخبره بعودته للمنزل وصل للمنزل ليرى إخوته يلعبون في الردهة الكبيرة تحلقوا حوله فور رؤيته ارتسمت ابتسامات سعيدة على وجوهم شعر كايت بعدم ارتياح قامت إحدى الفتاتين باحتضانه من الخلف بمرح شديد و هي تقول: أهلا بعودتك للمنزل أخي كايت
قال كايت بارتياب: ما الذي تريدونه؟
قالت الفتاة الآخرى و هي تنفج وجنتيها بانزعاج: ماذا تقصد بهذا؟ ألا تحبنا؟
قال كايت: أخبروني و حسب
قال أحد الصبين: نريدك أن تأخذنا لمدينة الألعاب أرجوك
نظر كايت إليهم بهدوء ليسير متجاهل نظراتهم الطالبة عفوه توقف عن المسير ليطلق تنهيدة صغيرة و يقول: كونوا جاهزين بعد نصف ساعة
صعد الدرج ليسمع أصواتهم المرحة و المتحمسة ليرسم ابتسامة لطيفة على وجهه استحمل و بدل ثيابه ليغادر الغرفة التقى بوالدته المبتسمة بسعادة لتقول له: شكرا لك كايت لقد كانوا يزعجون والدك طوال الوقت لكنه مشغول كثيرا منذ عودته أتمنى لو بإمكاني مرافقتكم أيضا
لم يجبها بأي شيء لتتسع ابتسامتها أكثر قبلت جبينه بمرح ثم غادرت نزل الدرجات بهدوء ليسمع همس إخوته المتحمسين للذهاب غادروا الردهة ليصعدوا سيارته البيضاء الكبيرة ليأخذهم لمدينة الألعاب استمتعوا بوقتهم هناك كثيرا ليعودوا للمنزل و نشاطهم قد سلبه التعب منهم توجهوا لغرفهم ليريح النوم أجسادهم من كل المرح الذي نالوه هذا اليوم كذلك فعل كايت المتعب من مرافقته لهم في الصباح استيقظ توم على صوت الخلاط الآلي في مطبخه نزل الدرجات بهدوء ليرى تولاي تحضر عصيرا ما ليقول لها: صباح الخير آنسة لوريجن
قالت تولاي: صباح الخير سيدي أتمنى أنني لم أزعجك
قال توم: لا أبدا ماذا تفعلين عندك؟
قالت تولاي: أحضر عصير البرتقال و الجزر لوالدتك و لك أيضا
نظر توم إليها باستغراب شديد ليذهب و يستلقي على الأريكة بهدوء فهو لا يزال يشعر بالنعاس أنهت تولاي إعداد وجبة الإفطار و كذلك العصير لتضعه على الطاولة بشكل مرتب حملت حقيبتها لتقول: يجب أن أغادر الآن سأعود في الثالثة مساء لذا أرجو أن تتناول طعامك و ترتاح حتى ذلك الوقت
انحنت له بهدوء ثم غادرت أغمض توم عينيه ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول في نفسه: إنها حقا تهتم بي كثيرا
نهض من الأريكة ليذهب لغرفة والدته و يطرق الباب عند تولاي التي كانت تسير في طريقها للمنزل و التعب قد نال منها أوقف رجل ما مسيرتها لتنظر إليه باستغراب شديد رغم برودة وجهها ابتسم الرجل لها فور انتهاء تفحص معالم وجهها ليقول لها: يا آنسة أنت جميلة هل أتبحثين عن عمل؟
قالت تولاي: لا
قال الرجل: راتبنا مغري حقا
تجاهلته تولاي و أكملت سيرها ليحاول إيقافها من جديد ليقول لها: حسنا أنا آسف فهمت أنك لا تريدين العمل لكن أرجوك نحن بحاجة شخص مثلك أرجوك يا آنسة و لو لمرة واحدة فقط
التفتت تولاي إليه بنظراتها المنزعجة لتصمت كيانه كله تنهدت بهدوء لتوافق على الذهاب برفقته أوقف سيارة أجرة ليذهبا لاستديو ما وسط المدينة فور دخوله تحدث مع مجموعة من الأشخاص عنها لينظروا إليها متفحصين اقترب رجل آخر منها ليقول لها بنبرة مرحة و سعيدة: أنت حقا تناسبين الصورة التي تخيلتها أقدر لك مساعدتك لنا يا آنسة أنا حقا ممتن و آسفين لأخذ وقتك هكذا
قالت تولاي بنبرتها الباردة و الهادئة: لا بأس سيدي لديّ وقت لأضيعه هنا
قال الرجل: رجاء تفضلي لتلك الغرفة سيجهزونك للتصوير
توجهت للغرفة الموجودة في إحدى زوايا الاستديو طرقت الباب ثم دخلت نظرت إليها سيدتان إحداهما تقف أمام المرآة الكبيرة و آخرى بجانب الملابس انحنت لهما لتقول: أتيت هنا لأجل المساعدة في التصوير
اقتربت منها السيدة الأولى لتبتسم لها بمرح و تقول: حسنا تفضلي سنباشر العمل فورا
طلبت منها الجلوس على الكرسي المتحرك لتفعل بدأت العمل على وجهها و شعرها بينما ساعدتها الآخرى على ارتداء الثوب المختار للتصوير غادرت الغرفة برفقتهما لينظر الجميع إليها بانبهار شديد كانت ترتدي ثوب زفاف أبيض اللون منفوش للغاية بأكمام طويلة منقوشة عاري الكتفين و حذاء أبيض بكعب عالي شفاف موج شعرها عرضيا و أسدل على ظهرها توقفت أمام المصور الذي لم يعلق بأي شيء فقد جذبه جمالها تماما أخرجته إحدى السيدتين من دوامة أفكارها بقولها: نعرف جميعا كم تبدو الآنسة جميلة للغاية لكن متى سيبدأ التصوير؟
قال المصور: حالما يجهز كاي فقد حضر منذ وقت قصير لذا رجاء تفضلي بالجلوس هنا
ساعدت السيدتين تولاي في الجلوس على ذلك الكرسي بهدوء في انتظار انتهاء كاي من تلك الإعدادات بدأ النعاس يتغلل جسد تولاي المرهق لتنظر لحيث اجتمع حشد من العاملين حول ذلك المدعو كاي ليظهر من بينهم يرتدي بدلة رسمية سوداء اقترب من تولاي لينظر إليها بهدوء و يرسم ابتسامة جميلة على شفتيه و يقول هامسا بنبرة صوته الهادئة: التقينا مجددا أيتها الفراشة
توسعت حدقتا عينيها لتنظر لعينيه اللتين أغرقتاها في بحر من الخوف و الاضطراب حاولت التماسك أمامه لكن لا فائدة اتسعت ابتسامته المستمتعة أكثر ليقول: ماذا تفعلين هنا؟ أأنت عارضة؟
قالت تولاي ببرود: لا ماذا تريد أنت مني؟ لا أعتقد بأنها مصادفة هذه المرة أيضا
قال كاي: بالتأكيد لا إنه القدر
اقترب منهما المصور ليقطع تلك النظرات الغريبة من كليهما بقوله: أتعرفان بعضكما من قبل؟
هزت تولاي رأسها نافية لينظر لكاي المبتسم بشكل غريب هذا اليوم ليقول: حسنا لنبدأ التصوير كل ما عليكما فعله هو ما أطلبه منكما
تقدما لأمام الكاميرات ليتخذا الوضعيات المطلوبة منهما كانت تولاي تشعر بالإرهاق من كل هذا خاصة و الثوب ثقيل أخذوا استراحة قصيرة قبل استكمال التصوير جلست على الكرسي الخاص بها بتلك التنهيدة الطويلة شعرت بشخص ما يراقبها من الخلف لتلتفت إليه بنظرات منزعجة باردة ابتسم لها ذلك الشخص حالما التقت أعينهما اقترب منها ليجلس على الكرسي المجاور لها و يقول: إذا كيف انتهى بك الأمر هنا؟
لم تجبه تولاي بأي شيء و أشاحت بوجهها بعيدا عنه لا ترغب بالتحدث مع هذا الشخص المخيف بالنسبة إليها رن هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا سيد كوين
قال توم: مرحبا تولاي أتمنى بأنني لم أيقظك من النوم
قالت تولاي: لا أبدا سيدي أهناك شيء ما؟
قال توم بمرح: متسرعة كعادتك....موعدنا في الثالثة أيمكننا تغيره للتاسعة مساء؟ سأمضي بعض الوقت مع أمي
قالت تولاي: حسنا لا بأس بذلك إلى اللقاء
أغلقت الخط قبل أن تسمع أي شيء آخر منه نظرت للساعة لتراها الحادية عشرة و النصف لتتنهد بتعب أغلقت عينيها لبعض الوقت لتسمع صوت إحدى السيدتين قريبا منها فتحت عينيها لتنظر إليها ابتسمت لها السيدة و قالت: تفضلي هذه لابد أنك متعبة من كل هذا
قالت تولاي: أنا بخير و شكرا لك سيدتي
ابتسمت لها السيدة بمرح شديد لتقدم لها كوب القهوة التي حضرته لها رشفت منه بهدوء لتشعر بالدفء يتغلل في جسدها و يعيد النشاط إليها كان كايت يحدق بها يبحث عن سر وجودها في هذا المكان ليقول: حقا ما الذي أتى بك لهنا؟
عض شفتيه بانزعاج لتحرك لسانه دون إرادته اختلس النظر إليها ليجدها تتجاهله مجددا ارتاح لذلك كثيرا ليقول في نفسه: يبدو أنني فضولي جدا
نظر إليها من جديد ليرى تعابير وجهها لم تتغير منذ لحظة دخوله للمكان اقترب منهما المصور ليقول: هيا لنعد للعمل
نهضت تولاي بكل هدوء لتتقدم لتلك الأريكة الحمراء ذات الطراز اليوناني القديم في انتظار أوامر المصور اقترب كايت من المكان بهدوء ليعطي المصور أوامره انتهت جلسة التصوير ليقدم المصور شكره لتولاي التي بالكاد ترى الطريق أمامها غادرت المكان بأسرع ما يمكنها لتعود لمنزلها في الاستديو حيث بدأ الجميع بالاستعداد للرحيل بحث مدير أعمال كايت عنه في المكان ليراه يقف قريبا من المصور اقترب منهما ليقول: علينا الإسراع للمكان التالي
قال كايت: حسنا فقط أود أن أسال أتعرف تلك العارضة؟
قال المصور و هو ينظر لمساعده: صحيح من أين أتيت بها؟
قال المساعد: لقد نسيت سؤالها عن اسمها التقيت بها على الطريق
قال المصور: هذا مؤسف حقا وددتها أن تعمل معي
انزعج كايت من جوابه ليغادر برفقة مدير أعماله لموعده التالي
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 10:06 PM
حل المساء لتستيقظ تولاي المتعبة من جدول أعمالها على رنين هاتفها بشكل مستمر رفعت الخط لتسمع صوت جون القلق عليها القائل: مرحبا تولاي
لم تجب تولاي عليه فهي لا تعي بعد المحيط من حولها ليقول: تولاي أأنت بخير؟
قالت تولاي: أجل بخير هل لي بسؤال؟
قال جون: تفضلي
قالت تولاي و هي تتثاءب: كم هي الساعة الآن؟
تنهد جون ليقول: إنها التاسعة و النصف مساء
نهضت تولاي من السرير بإرهاق لتقول: آه آسفة هل بإمكانك الاتصال لاحقا؟
قال جون: حسنا سأتصل بك لاحقا
أغلقت الخط لتضع الهاتف على الطاولة القريبة من السرير لتغادر الغرفة اتجهت للحمام لتستحم بهدوء غادرت الحمام بمنشفة زرقاء داكنة تلف جسدها ارتدت بنطال أزرق يصل لمنتصف الساق و بلوزة سوداء بأكمام طويلة واسعة حتى المعصم طبع عليها كلمات متفرقة سرحت شعرها لتضع المشط على الطاولة نظرت لعينيها بهدوء في المرآة وضعت يدها على عينها اليمنى لتغمض عينيها بهدوء تتذكر أصوات محببة لقلبها و ضحكات محاها الزمن لحظة فراقهم كانت مؤلمة بالنسبة إليها أفاقت من ذكرياتها على صوت رنين هاتفها رفعت الخط لتقول: مرحبا جون
قال المتصل بمرح: أنا لست جون آسف إن اتصلت في وقت غير مناسب
قالت تولاي: لا أبدا سيد كوين ما الأمر؟
قال توم: أردت الاطمئنان عليك فقد تأخرت عن موعدك
قالت تولاي: أنا حقا آسفة لذلك سأتي بعد نصف ساعة
قال توم: حسنا سأكون في انتظارك إلى اللقاء
أغلق الخط لتتصل بجون أخبرته بما جرى معها و منعها عن القدوم لمقر عملها ارتاح كثيرا بعد سماع السبب حملت حقيبتها و استعدت للخروج رن جرس منزلها لتستغرب ذلك اقتربت من الباب بهدوء لتسمع صوت رجل مألوف لديها يقول: السيد زورف يرسل تحياته لك و يطلب منك العودة إليه فورا فلا فائدة من الهرب
سار مبتعدا عن الباب لتفتحه بشيء من الشك لم يكن أي شخص يسير هناك تنفست الصعداء لتنزل الدرج و تسير في الشارع و الارتياب يملأ الأجواء المحيطة بها توقفت أمام مخبز قريب من محطة القطار دخلت المخبز لتستقبلها إحدى العاملات هناك بابتسامة بشوشة تجولت في المكان لبضع دقائق لتقول: رجاء أريد تشكيلة من قطع كعك الشوكولاتة و دونات محشوة
قالت العاملة: على الفور آنستي
لم تأخذ الكثير من الوقت حتى أحضرت الصندوقين الورقين لتغادر المتجر وصلت أمام باب منزل توم لتقرع الجرس في انتظار قدومه فتح الباب لترى والدته تقف هناك بتلك الابتسامة اللطيفة لتقول لها: تفضلي بالدخول
انحنت لها تولاي ثم دخلت المنزل لتضع الصندوقين على الطاولة نزل توم من الدرج ليقول: أهلا بقدومك آنسة لوريجن
انحنت له بهدوء لتقول: أحضرت هذه اعتذارا عن تأخري
قالت والدته: يا إلهي أنت لطيفة للغاية و مهذبة أيضا
ربتت على رأسها بمرح شديد لتبتسم تولاي لها بهدوء اقترب توم منهما لينظر لمحتوى الصندوقين ليبهر بها و يقول: ما كان عليك تكليف نفسك هكذا أشتريته من مخبز "Cherry Blooms "؟
هزت رأسها بالموافقة لينظر إليها بتلك العيون الشاكرة و المتحمسة بدأ بإعداد القهوة ليضعه على الطاولة تناولوا معا قطع الكعك وسط أحاديث توم و والدته لتنظر لتولاي بلطف و تقول: لم أنت هادئة هكذا؟ أنزعجك بحديثنا المتواصل؟
قالت تولاي: أبدا أنا بخير هكذا لا أحب الحديث كثيرا
قال توم: أشهد بذلك أيضا طالما الأمر لا يخص العمل هي لا تنفتح أبدا
قالت الوالدة: حقا؟ هذا مضر لفتاة شابة في عمرك أخبريني عن عائلتك أتعيشين وحدك؟
قالت تولاي: عائلتي توفيت منذ كنت صغيرة و أعيش وحيدة الآن
نظرا إليها بشيء من الحزن و الشفقة انزعجت تولاي من تلك الأجواء حولها لكنها لم تظهر تلك المشاعر على وجهها قالت الوالدة: آه يا إلهي ما كان يجدر بي السؤال عن هذا
قالت تولاي: لا أنا بخير
قال توم: إنها فتاة رائعة أليس كذلك أمي؟
قالت الوالدة: أجل بالتأكيد أتواعدين شخص ما؟
سعل توم القهوة التي كان يشربها على سؤال والدته المفاجئ نظرت إليه باستغراب ليعتذر عن ذلك انتظرت الوالدة رد تولاي بابتسامة مرحة لتقول تولاي: لا أنا لست مهتمة بأمور كالحب و المواعدة
قالت الوالدة بابتسامة: ماذا؟ أنت صغيرة جدا لتقولي هذا
لم تعلق تولاي على الأمر لتكمل احتساء قهوتها الدافئة شعر توم بشيء من خيبة الأمل نظراته تلك أشعرت الوالدة بشيء الحزن عليه انتهوا من تناول الكعك ليباشرا العمل بتلك الأجواء الثقيلة عند كايت الموجود في غرفته طرق الباب لتظهر والدته بتلك الابتسامة المرحة نظر إليها باستغراب لتقترب منه لتقول: هل بإمكانك تنفيذ هذا الطلب لي كايت؟ أرجوك
بدأت تلك المشاعر السيئة تجوب في خلد كايت المنتظر ما ستقوله شعرت بشيء من القلق لتتنهد و تريح أعصابها و تقول: سنذهب لحفلة السيدة بيرون بعد ساعة و يريد والدك أن تذهب معنا أنت و تيم
قال كايت: هذا فقط؟ لم الارتباك يعلو وجهك إذا؟
زاد سؤاله ارتباكها أكثر لتقول: في الواقع كنت أخشى رفضك للفكرة
تنهد كايت لينهض و يتجه للخزانة ليحضر شيء للحفلة غادرت الوالدة الغرفة بابتسامة سعيدة و هي تقول في نفسها: لا أصدق بأنني أقنعته بالذهاب سأذهب لأستعد أنا أيضا
توجهت مباشرة لغرفتها لتنهي استعداداتها للذهاب بعد مضي نصف الساعة وقف كايت أمام المرآة يربط ربطة عنقه الزرقاء الداكنة المخططة يتأكد من أنها مرتبة طرق الباب ليفتح و يدخل تيم بتلك الابتسامة المرحة و يقول: ألم تنتهي بعد؟
قال كايت: بلى في طريقي إليكم
ابتسم تيم له بمرح ليغادرا معا كان تيم يروي له تفاصيل ما يفعله أثناء غيابه تعابير وجهه قد لانت مع كل ابتسامة يرسمها تيم على شفتيه السعادة المحيطة به انتقلت إليه رويدا رويدا وصلا لحيث والديّ كايت المبتسمين بمرح قال الوالد و هو يتفحصهما بنظرات ثاقبة: يا إلهي تبدوان رائعين لكن ليس أروع مني بالتأكيد
قالت الوالدة بمرح و هي تستند على كتفه بلطف: توقف عن هذا لاري تعرف كايت لا يحب هذا
نظر الوالد لكايت الغير مبالي بهما ليبتسم بمرح شديد غادروا المنزل لمكان الحفل الذي عج بالضجة و المشاهير و الأثرياء من كل مكان تقدم الجميع لإلقاء التحية عليهم و على تيم المرتبك من هذه الأجواء التي أحاطت به بحث عن كايت بعينيه ليراه يجلس وحيدا على تلك الطاولة أراد الاقتراب منه لكنه قدوم الآنسة بيرون قد أوقفه ليتنهد و يبقى مع والديّ كايت نظر كايت إليها بهدوء لتبتسم له بمرح و تجلس بقربه لتقول: لم أصدق عينيّ عندما رأيتك هنا
قال كايت في نفسه: أنا أيضا لم أصدق نفسي
أسندت رأسها على كتفه بتلك الابتسامة السعيدة التي علت وجهها الجميل لينظر إليها بانزعاج ليقول: أرجو المعذرة لكن هلا ابتعدت عني؟
قالت الفتاة بابتسامة لطيفة: لم ذلك؟ ألسنا مخطوبين الآن؟
نظر إليها باستفسار ليتذكر التعابير المرتبكة التي علت وجه والدته لينهض من مكانه بشيء من الانزعاج لتنظر إليه باستغراب غادر الحفل دون أن يقول أي شيء لم يرد العودة للمنزل بعد ليسير في تلك الأجواء الجميلة الدافئة نظر للسماء ليجد القمر يتوسطها بكل تكبر مجبرا النجوم التحلق حوله عند تولاي التي انتهت من عملها مع توم بعد الثالثة صباحا بدأت توضب أشيائها للرحيل لتقول الوالدة: إلى أين أنت ذاهبة في هذا الوقت؟
قالت تولاي: سأعود للمنزل أرجو أن تعذريني الآن
قالت الوالدة: من المستحيل أن أدعك تذهبين وحدك الآن
قالت تولاي: لا عليك سيدتي أعيش في الشارع المقابل بإمكانك مراقبتي من النافذة إن شئت
انحنت لها بهدوء لتغادر المنزل سارت قليلا لتصل للشارع المقابل لمبنى توم لتشعر بنظرات الوالدة تختفي حال صعودها درجات ذلك المبنى مجهول الهوية نزلت الدرجات بهدوء لتعود لمنزلها سيرا على الأقدام فالوقت متأخر للغاية بالكاد يوجد شخص ما في شوارع المدينة وصلت لمنزلها بسلام لتأخذ قسطا من الراحة عند كايت الذي كان يجلس على الكرسي الذهبي مواجها للأريكة التي يجلس عليها والديه غير مبالي بسبب اجتماعهم في هذا الوقت المتأخر من الليل تنهد الوالد بقلة حيلة ليقول: لم غادرت الحفلة قبل أن تقول أي شيء؟
قال كايت: كنتما مشغولين
قال الوالد: منذ متى كان هذا يهمك؟
لم يجبه كايت بأي شيء لتشعر الوالدة بالأجواء المتوترة في الغرفة لتقول بصوت هامس: عليك أن تهدأ عزيزي
نظرات لاري المنزعجة من تصرفات كايت الغير مبالي تماما اختفت فور تنبيهها له ليقول بهدوء: أخبرتنا لوسي بأنك رفضت التحدث إليها
لم يعلق كايت على مقولته لتظهر عينيه الانزعاج من الأمر ليقول الوالد: أثق بأنك تعرف بأنها مخطوبتك لذا تصرف معها بطريقة ألطف
نهض كايت دون المبالاة بما قاله والده ليغادر الغرفة و يغلق الباب خلفه بهدوء شديد عض لاري على شفتيه بانزعاج شديد شعرت الوالدة بعدم الارتياح لهذه التعابير التي علت وجه زوجها ليقول: ربما ما كان عليّ معاملته بهذه الطريقة
قالت الوالدة: لا تقلق لاري كل شيء سيكون على ما يرام الأمر فقط بأنه كان يجدر بنا إخباره مسبقا
قال لاري: و لم ذلك؟
قالت الوالدة: ربما كانت هناك فتاة يحبها أو معجب بها
نظر لاري إليها بشيء من الاندهاش ليفكر في الأمر و إمكانية حدوثه مع ابنه الذي يحاول كبح مشاعره عن العالم ليتنهد و يقول: ربما كنت محقة لكن هذا لا يلغي الخطبة و لا يغير رأي سأحدثه في الأمر لاحقا
ابتسمت له بمرح شديد لتضع رأسها على كتفه و تقول: أنت حقا لطيف للغاية مهما حاولت اصطناع غير ذلك
محى تلك التعابير التي أزعجت وجهه الغير معتاد عليها ليبتسم و يقبل جبينها بمرح نهضا ليعودا لغرفتهما و يناما كما فعل الجميع بعد أسابيع قليلة صدرت القصة الجديدة لتوم كوين لتتصدر عناوين الصحف و تترشح لجوائز عدة اشتهرت القصة خلال وقت قصير من خلال وسائل الإعلام التي تتشاجر على الحصول على المقابلة الحصرية الأولى مع المؤلف في مكتب تولاي الذي لم يتوقف الهاتف عن الرنين بشأن ذلك الكتاب مسببا صداعا رهيبا لها كان الجميع ينظر إليها مستغربين قدرة تحملها كل هذا الإزعاج كانت جينجر تنظر إليها بابتسامة متأسفة لها فتعابير وجهها المرهقة جعلتها أكثر إرهاقا في أعين الآخرين نهضت من هناك لتحمل ملف بني يحمل الكثير من البحوث كانت تعمل عليه هذا الصباح لتقول جينجر: إلى أين ستذهبين؟
قالت تولاي على عجل: منزل السيد كوين طلب مني إيصال بعض الأشياء إليه سأعود بعد نصف ساعة
قالت جينجر: أنت حقا تعملين بجهد ألا يجدر بك الارتياح قليلا؟
قالت تولاي بابتسامة مطمئنة: أنا بخير لا تقلقي
أسرعت خطاها الهادئة في مغادرة المبنى التفت لصوت جون المنادي لها لتتوقف عن المسير اقترب منها ليعطيها تلك المظلة المغلقة السوداء و يبتسم لها بلطف شديد و يقول: لقد بدأت تمطر منذ نصف ساعة لذا كوني حذرة في طريقك
قالت تولاي: سأفعل سيدي
انحنت له بهدوء لتغادر المبنى و تسرع في اللحاق بالحافلة صعدتها قبل إغلاقها لأبوابها جلست على أحد الكراسي الفارغة نظرت للسماء الملبدة بالغيوم الداكنة المثقلة من حمل كميات الماء الكبيرة لتنهمر الأمطار بغزارة شديدة بالرغم من أن الساعة لم تتجاوز الرابعة و النصف مساء وصلت لمحطتها لتغادر لمنزل توم قرعت الجرس مرة واحدة لتفتح والدته الباب لتقول بمرح: لم نرك منذ فترة تولاي سعيدة برؤيتك
قالت تولاي: سعيدة برؤيتك أيضا سيدتي هل السيد كوين موجود؟
قالت الوالدة بمرح: أجل تفضلي بالدخول
دخلت تولاي المنزل لتغلق الباب خلفها بهدوء نظرت للدرج الذي ينزل منه توم على عجل ليقف أمامها و يقول: أنا حقا آسف أعرف أنك مشغولة جدا
قالت تولاي: لا عليك تفضل هذا الملف
وضعت الملف بين يديه ليتفحص من تواجد جميع ما طلبه منها ليبتسم لها بمرح و يقول: أنت حقا منقذتي تولاي
قالت تولاي: آسفة عليّ الرحيل الآن سأعود في المساء لأجل مواعيدك القادمة
قال توم: لابد أن الأمر مرهق في العمل
هزت رأسها نافية الأمر لتنحني لهما و تغادر عائدة لمبنى عملها جلست على كرسيها بهدوء لترى تلك الورقة الزرقاء الملصقة على الطاولة قرأت المكتوب عليها " تعالي لمكتبي فور عودتك" علامات التعجب تطايرت حولها لتأتي جينجر و تمحوها بقولها: آه لقد عدت سريعا حقا تولاي
نظرت تولاي لها لتقول: من وضع هذا هنا؟
نظرت جينجر للورقة لتتبدل تعابير وجهها لأخرى قلقة و هي تقول: لقد أتى المدير لهنا و قد بدا غاضبا للغاية قال أنه يريد رؤيتك
نهضت من مقعدها لتتوجه لمكتب المدير في الطابق الأخير من المبنى وقفت أمام الباب البني بهدوء لتطرقه و تقول: تولاي لوريجن سيدي
فتحت الباب بعد سماعها الإذن دخلت بهدوء لتنظر للرجل الواقف بالقرب منه بانزعاج شديد رغم عدم إظهارها لذلك ابتسم لها بخبث ليقول المدير: آنسة لوريجن أريد أن أعرف لم زورت معلوماتك في مقابلة العمل؟
قالت تولاي: لم أفعل سيدي كل ما كتبته صحيح
قال المدير: حقا؟ إذا أفترض أنك لا تعرفين السيد رين لوريجن؟
نظرت للرجل الواقف بالقرب من المدير و ابتسامة منتصرة خبيثة على وجهه القبيح بنظرها لتقول: أعرف السيد رين لوريجن جيدا و أنا أثق بأن هذا الرجل ليس هو
قال الرجل: ما هذه القسوة منك تولاي؟ ألست ابنة أخي العزيز الراحل؟
قال المدير: لقد أخبرني بكل شيء أنك هاربة من المنزل و أنا لا أسمح أيا من يقوم بتزوير أي شيء بالعمل هنا لذا هذا الأسبوع سيكون الأخير لك تأكدي من إنهاء كل شيء و تسلميه لشخص آخر لا يهمني من يكون فقط افعلي ذلك
قالت تولاي بعدم مبالاة و برود: سأفعل سيدي أرجو المعذرة الآن
انحنت له بهدوء لتغادر الغرفة بجو جليدي قد عاد إليها بعد طول غياب وصلت مكتبها لتجلس بهدوء على كرسيها نظرت جينجر إليها بقلق شديد لتقول: ماذا حدث تولاي؟ لا تبدين بخير
لم تجب عليها تولاي بأي شيء انتبهت لنفسها لتنظر لجينجر القلقة لتقول لها: لا تقلقي الأمر فقط بأنه تم طردي
قالت جينجر بصدمة: ماذا؟ لم ذلك فجأة؟
قالت تولاي: لا أعلم أيضا لا تقلقي كثيرا هذا سيشكل خطرا على صحتكما
تعابير حزينة علت وجه جينجر المبتسم عادة حركت تولاي كرسيها في اتجاهها لتمسك بيدها و تقول: ليس الأمر كما لو أننا لن نلتقي مجددا لديّ أسبوع هنا و سنرى بعضنا خارج العمل بالتأكيد
قالت جينجر: سيكون المكان مملا بدونك هنا
ابتسمت تولاي لها لتفعل جينجر المثل غادرت جينجر العمل لأجل موعدها هذا الشهر مع الطبيبة الخاصة بها تنهدت تولاي بهدوء لتضع رأسها على الطاولة بهدوء شديد لتتذكر وجه رجل تكرهه من أعماق قلبها عند كايت الذي كان يجلس على الأريكة بانزعاج ظاهر على وجهه ينظر لوالده المنزعج بقدره ليقول له: إلى متى تنوي تجاهل كل ما حولك كايت؟ تعرف بأن هذا يزعجني كثيرا
لم يجب عليه كايت ليزيد انزعاجه ليتنهد بهدوء ثم يقول: أكل هذا من أجل الخطبة؟ لقد أخبرتني مايا بأن السبب قد يكون وجود فتاة معينة في قلبك
ظهرت تعابير استغراب مضحكة على وجهه جعلت الوالد يبتسم بمرح و يقول: إذا الأمر غير ذلك أود أن أعرف السبب
قال كايت: أبي أعرف أنك تزوجت أمي بسبب جدي لكنني لن أفعل ذلك
قال الوالد: لماذا تريد تحطيم تقاليد عائلتنا؟
قال كايت: أود اختيار الفتاة التي أتزوجها بنفسي قد يبدو الأمر لك سخيفا لكنني أود البقاء مع شخص يفهمني أقلها
نظر الوالد لابنه منذهلا مما قاله نهض كايت ليغادر الغرفة و هو يتنهد لا يعرف لم عاد سؤال والده الغريب مع صورة لتلك الفتاة التي لا يعرف حتى اسمها و الفضول يقتله لمعرفة ما تفعله في هذا المكان عاد لغرفته ليجلس على سريره راجع جدول أعماله لهذا الأسبوع ليتنهد بهدوء حمل أحد كتبه المفضلة ليبدأ قراءتها طرق الباب لتدخل الوالدة و هي تحمل كوب شاي أخضر و قطعة كعك صغيرة ابتسمت له بمرح لتقول: لابد أنك مرهق من العمل لقد أعددتها لك
قال كايت: شكرا لك
قالت الوالدة بنبرة هادئة حذرة مرتقبة: لم يحدث شيء سيء مع والدك صحيح؟
قال كايت: لا أبدا كل شيء بخير
قالت الوالدة بمرح: لقد بدا منزعجا بشكل مخيف لذا اعتقدت أنكما تشاجرتما أدرك بأنه أخبرك بشيء مزعج
قال كايت: فقط تحدثنا بشأن تلك الخطبة
نظرت إليه قليلا لتقول: هل اقتنع لاري بما لديك؟
قال كايت: ربما لا أعلم
اقتربت منه بهدوء لتعانقه بمرح و تقول: لا تقلق حتى لو عارض لاري الأمر سأقف له
نظر إليها ليجدها تبتسم بمرح غادرت الغرفة بعدها على الفور نظر للكوب الممتلئ الدافئ أخذ منه رشفة أولى هادئة ليكمل قراءة ذلك الكتاب رن هاتفه لينظر إليه بانزعاج شديد رفع الخط ليقول: مرحبا
قال المتصل: لابد أنني أزعجك في وقت راحتك لكن وجدنا معلومات عن الفتاة التي سألت عنها من قبل
قال كايت: أي فتاة تقصد؟
قال المتصل: التي في صورة ألبومك الجديد
نهض كايت لينظر للصورة التي التقطها برفقة تلك الغريبة ليتذكرها على الفور ليقول: أجل ماذا عرفت عنها؟
قال المتصل: ليس الكثير فقط عنوان سكنها
قال كايت: حسنا شكرا لك آسف لو أتعبتك معي
أغلق الخط ليحدق بتلك الصورة لبعض الوقت انتبه فقط لصوت الضحكات المكتومة المعهودة من أشقائه الأصغر سنا نظر إليهم في انتظار ما سيقولونه من أعذار هذه المرة بدت علامات الارتباك على وجوههم ليقول أحد الصبين: فيم تحدق هكذا يا أخي؟
قال الصبي الآخر: ربما أعجب بنفسه لذا قرر إلقاء نظرة على صورته
ضحكوا بمرح شديد ليقترب منهم بهدوء بتلك النظرات الباردة التي لطالما جعلت قلوبهم تتراقص من الخوف ليقول الصبي الأول: هذا خطأك يا جيمي انظر ماذا فعلت؟
قال جيمي: و لم أنا؟ أنت أيضا قلت له شيئا يغضبه بريس
ابتسم لهم بخبث شديد ليقول بصوت أقرب للهمس: بسبب تصرفكم هذا لن أخذكم لأي مكان لمدة أسبوع
نظروا إليه بصدمة لتقول إحدى الفتاتين: تستحقان ذلك بالتأكيد
قال كايت: يشملكما الأمر
نظرت الفتاتين إليه بذات النظرات المصدومة ليضحك الصبيان باستمتاع ليقول كايت: ماري و ليدي السبب وراء ذلك أنكما دخلتما لهنا بلا إذني مجددا و أنتما أيضا توقفا عن قول السخافات
قالوا معا بشيء من الحزن: نحن آسفون أخي كايت لن نكررها مجددا
قال كايت: هذه المرة المئة التي تقولون هذا لذا لا فائدة مهما اعتذرتم سبب آخر لمنعي لكم أنني لن أكون هنا طيلة الأسبوع المقبل
نظرات التعجب و الحزن اختلطت في أعينهم ليبتسم لهم و يقول: لا تقلقوا سأعود حالما أنهي عملي هناك لن أتأخر أكثر من أسبوع أعدكم بذلك
بدأت الابتسامات ترتسم على وجوههم السعيدة جلسوا معه يتحدثون و يلهون بينما هو يراقبهم بهدوء بعد غروب الشمس غادرت تولاي المكتب و هي تحمل حقيبتها الممتلئة بالملفات المختلفة حملت بعضها بين يديها صعدت القطار المؤدي لمنزلها على الفور أغلقت عينيها لبعض الوقت لتعض شفتيها بانزعاج شديد و تقول في نفسها: تبا لك
وصلت لمحطتها لتسرع الخطى لمنزلها أثناء صعودها الدرجات انتبهت للمياه المتزلجة عليها باستمتاع و غزارة تفاجأت حينما رأت كمية المياه المغادرة منزلها ذا الباب المفتوح دخلت لترى أشيائها تطفو على المياه بكل استرخاء انتبهت لمغادرة صاحب المبنى الحمام لتنظر إليه في انتظار تفسير لما حدث في المكان ليقول لها: لقد عدت آنسة لوريجن كنت سأتصل بك الآن
قالت تولاي: ماذا حدث هنا؟
قال صاحب المبنى: كل شيء يبدو على ما يرام لا توجد أنابيب محطمة حقا أستغرب كيف حدث هذا لشقتك وحدها سأهتم بتنظيف المكان لكن ذلك سيستغرق عدة أيام
تنهدت تولاي لتقول: آسفة لتسبيب مشكلة لك سيدي سأنتقل من هنا عما قريب
انحنت له بهدوء بينما عيناه تحدقان بها باندهاش عادت أدراجها لتدخل أحد المقاهي القريبة من المكان وضعت الملفات على الطاولة بهدوء لتحدق بالعدم لفترة من الزمن بتعابير هادئة مخيفة جعلت القلوب المحدقة بها ترتعد رعبا اقترب منها أحد الموظفين في المكان ليقول بصوت مرتبك: ما هو طلبك يا آنسة؟
نظرت تولاي إليه بنظرات منزعجة جعلته يندم على قدومه لتقول: كوب قهوة عادية رجاء
غادر فور تدوين طلبها حملت هاتفها لتتصل على رقم جينجر بعد تفكير عميق لتجيب جينجر بصوتها المرح قائلة: مرحبا تولاي ليس من عادتك الاتصال عليّ
قالت تولاي: حدث طارئ ما
قالت جينجر بصوت مدعية الحزن: ماذا؟ أنت لا تهتمين بي على الإطلاق تولاي
قالت تولاي: بالتأكيد أفعل
قالت جينجر بقهقهة ظريفة: أجل أعلم ذلك فيم يمكنني مساعدتك؟
صمتت تولاي لبعض الوقت لتتنهد و تقول: أيمكنني البقاء في منزلك لبعض الوقت؟
قالت جينجر بمرح: هذا يسعدنا كثيرا لكن هل لي بمعرفة السبب؟
قالت تولاي: لقد أغرقت شقتي
قالت جينجر: ماذا؟ كيف حدث هذا الأمر المروع؟
قالت تولاي: لا أعلم سأنتقل من هناك قريبا لذا لا بأس
قالت جينجر: سأطلب من سام أن يأتي لأخذك حالا
قالت تولاي: لا داعي لذلك أستطيع القدوم وحدي
قالت جينجر: لكن ستحتاجين لبعض الأشياء من شقتك أليس كذلك؟ استمعي لي و دعي سام يفعل ذلك
قالت تولاي باستسلام: حسنا سأكون في انتظاره إذا
أغلقت جينجر الخط لتتنهد تولاي شربت قهوتها بهدوء و هي تنظر للسماء المظلمة أنهت ذلك الكوب سريعا لتعود لشقتها و تحمل بعض من ثيابها و أشياء آخرى قد تحتاج إليها حضر سام لأخذها لمنزله ألقى عليها التحية و تحدث إليها حتى وصلا المنزل عانقتها جينجر بمرح شديد لتقول: أهلا بك في منزلنا تولاي
قالت تولاي: شكرا لاستضافتكما أتمنى بأنني لست ضيفا ثقيلا
قال سام بابتسامة مرحة: لا عليك يسعدنا تواجدك معنا
نظرت إليهما لترى السعادة تطغى عليهما ساعدها سام في نقل أشيائها للغرفة البعيدة قليلا عن باقي الغرف جلست قليلا في تلك الغرفة المتوسطة الحجم التي تحتوي على سرير و خزانة ملابس فقط ترتب أفكارها المشتتة وسط ظلمة عقلها طرق الباب لتدخل جينجر و تفاجئ من كم الملفات التي أخرجتها تولاي و وزعتها على السرير بتسلسل ما و هي تحدق بها دون حراك قالت جينجر: ماذا تفعلين تولاي؟
التفتت تولاي إليها لتقول: أحاول إنهاء هذه الملفات
قالت جينجر: ماذا؟ دعي ذلك لوقت لاحق لابد أنك متعبة تعالي لتناول شيء خفيف معا
ابتسمت جينجر لها بمرح لتنهض من على الأرض لتذهب برفقتها للصالون الواسع جلستا على الأريكة الزرقاء الداكنة لتقول جينجر: يا إلهي يبدو أن يومك هذا سيء لسبب ما ألا تشعرين و لو بشيء من الحزن مما حدث لك؟
هزت تولاي رأسها نافية الأمر لتبتسم جينجر و تقول: أنت حقا قوية كيف يمكنك تحمل كل هذا مرة واحدة؟
قالت تولاي: يحدث لي هذا دائما
قالت جينجر: حقا؟ هذا مخيف للغاية صحيح لم أسألك يوما عن عائلتك
قالت تولاي: ليس لديّ واحدة
نظرت جينجر إليها باستغراب لتقول: ألا تعرفين من يكونون؟
قالت تولاي: بلى لكنهم متوفون جميعا
نظرت لتعابير وجهها الهادئة التي لا تتغير كثيرا لتتعجب علامات الغضب الخفيفة التي ظهرت على وجهها لتقول: آسفة لذكر أمر محزن كهذا
قالت تولاي: لا عليك أنا بخير
بقيتا صامتتين لبعض الوقت حتى اعتذرت تولاي لإكمال عملها شعرت بالنعاس قبل إنهاء أي شيء لترتب أشيائها و تستعد للنوم
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 10:05 PM
في الصباح استيقظت جينجر و هي تتثاءب لترى سام يعمل على حاسوبه الشخصي بشيء من الإرهاق نظر إليها ليبتسم بمرح و يقول: صباح الخير
قالت جينجر: صباح الخير ألم تستيقظ تولاي بعد؟
قال سام: لقد غادرت للعمل منذ ساعتين تقريبا
نظرت جينجر للساعة الرقمية القريبة منها بشيء من الصدمة فالساعة الآن الثامنة و النصف صباحا تنهدت و غادرت هي الآخرى وصلت لهناك لترى مكتبها فارغا لتستغرب ذلك مرت إحدى الموظفات بالقرب منها لتقول: ماذا هناك جينجر؟ لا تبدين بخير أأنت متعبة؟
قالت جينجر: لا أنا بخير أتعرفين أين هي تولاي؟
قالت الموظفة: أجل لقد كانت تتجول في القسم منذ دقائق لسبب مجهول
أتت موظفة أخرى لتقول: أسمعتن بالخبر الجديد؟
قالت الموظفة الأولى: ما هو؟
قالت الموظفة الثانية: لا تصدقا ما سأقوله لقد تم إمهال تولاي أسبوع فقط لترك العمل
قالت الموظفة الأولى: ماذا؟ لماذا فجأة هكذا؟
نظرتا لجينجر في أمل سماع أي تفاصيل منها لم تلتف إليهما و بدأت في مباشرة عملها و هي تحاول ضبط أعصابها على الشائعات السخيفة التي بدأتا في إطلاقها عن الأمر توقفتا عن الحديث فجأة لتستغرب ذلك التفتت إليهما لترى تولاي تقف بالقرب منهما بنظراتها الهادئة كالعادة لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير تولاي
قالت تولاي: صباح الخير....هلا ابتعدتما عن طريقي رجاء؟ أنا في عجلة من أمري
أفسحتا لها المجال لتهربا فور استطاعتهما لتجلس على كرسيها و تبدأ العمل على شيء ما في حاسوبها نظرت جينجر إليها بشيء من الحزن لتكمل عملها هي الآخرى مضى الوقت سريعا لينتهي دوام عملها في السادسة و النصف مساء نظرت لجينجر التي نهضت بهدوء لتقول: تبدين متعبة للغاية يجدر بك أحذ قسط من الراحة
قالت جينجر و هي تضع يدها على رأسها بمرح: أنت من يجدر بها الاستراحة قليلا لا تجهدي نفسك كثيرا
قالت تولاي: سأهتم بنفسي لذا لا تقلقي
ابتسمت جينجر لها لتغادر المكتب رن هاتفها لتنظر للرسالة التي وصلتها باستغراب ابتسمت بلطف شديد لاسم المرسل لتقول في نفسها: تهتم بالناس أكثر من نفسها يا إلهي إنها لطيفة
كتمت ضحكاتها السعيدة بكلمات تولاي الدافئة السارية في جسدها المنهك من كثرة الجلوس صعدت الحافلة بهدوء لتجلس بقرب النافذة عند كايت الذي يقف أمام تلك الكاميرات بابتسامة مزيفة على شفتيه أشعرته بالضيق كثيرا أنهوا التصوير لتختفي تلك الابتسامة من شفتيه بلمح البصر اقتربت منه العاملات في الاستديو بمرح شديد لتقول إحداهن: أنت تزداد وسامة كل يوم
قالت أخرى: هل بإمكاني الحصول على توقيعك؟
قالت ثالثة: أريد أن ألتقط صورة معك
قالت رابعة: لا أصدق حتى الآن أنك قد خطبت لوسي
صرخت العاملات الأخريات بصدمة من هذا الخبر الجديد عليهن تلك الصرخة شدت الكثير من الانتباه الغير المرغوب به لم يستطع كايت الهروب من ذلك الجمع المتسائل بشأن هذا الخبر أتى مدير أعماله ليقول: أرجو ألا تمانعوا سنغادر الآن شكرا لجهدكم هذا اليوم
انحنى لهم بهدوء ثم غادر برفقة كايت الذي صعد السيارة بانزعاج شديد أغلق الباب بقوة ليشعر مدير أعماله بالارتباك الشديد للأجواء المتوترة داخل السيارة الهادئة توقف أمام الإشارة الحمراء ليلتفت لكايت و يقول: بإمكاننا إلغاء باقي مواعيدك إن شئت
حرك كايت نظراته المنزعجة نحوه بهدوء ليشعره بالرعب ليتنهد و يزفر كل ذلك الانزعاج ليقول ببرودته و هدوئه المعتادين: ماذا لدينا تاليا في الجدول؟
قال مدير أعماله بابتسام: مقابلة برفقة الآنسة بيرون و اجتماع مع المدير
علامات الانزعاج وضعت أنحاء وجهه لتظهر تلك التكشيرة الغاضبة انتبه لنفسه ليأخذ نفسا عميقا و يحدق بمناظر المدينة أثناء الغروب ليقول بهدوء: لا داعي لذلك
ابتسم مدير أعماله ليكمل قيادته الهادئة نحو الشركة أغمض عينيه بهدوء ليتذكر ابتسامة امرأة يحبها كثيرا حنانها فقط الباقي و ذكريات جميلة عنها شعر بنسيم الغروب يداعب خصلات شعره فتح عينيه لينظر لمدير أعماله القريب منه نظر إليه باستفسار ليبتسم له و يقول: اعتقدت أنك نائم
غادر السيارة ليلحق به كايت الهادئ كالعادة تحلقت الأعين حوله فور دخوله للشركة نظرات الإعجاب و الانبهار لم تتوقف عن الاصطدام به لتشعره برغبة في خلع تلك الأعين من مكانها توقفا عن السير حالما وقفت لوسي أمامهما بتلك الابتسامة اللطيفة التي تزين وجهها الجميل لم يهتم كثيرا بما لديها لتقترب منه و تقول: أنا حقا سعيدة للمشاركة معك في هذه المقابلة كايت
أنزل نظراته لها ليفحص تلك التعابير اللطيفة على وجهها رسم ابتسامته الساحرة ليقترب منها و يقول: يسعدني أيضا العمل معك آنسة بيرون
وجنتيها احمرتا خجلا من كلماته و نظراته اللطيفتين لتتشنج في مكانها سار برفقة مدير أعماله المبتسم بمرح لهما لينزعج كايت من ذلك و يقول في نفسه: تبا لم عليّ التصرف هكذا أمامها؟ كل هذا بسبب أبي المزعج
وصل لغرفة المقابلة ليطرق مدير أعماله الباب بهدوء فتح الباب لتظهر الصحفية التي اعتادت القدوم لإجراء مقابلة معه برفقة شاب ما نهضت على الفور لتنحني له و تقول: يسعدني كثيرا العمل معك مجددا كاي
أظهر تلك الابتسامة المزعجة بالنسبة إليه مجددا ليجلس على الأريكة الفضية المخططة بالأرجواني الداكن لتقول: أرجو ألا تمانع وجوده هنا هو متدرب عندي
انحنى الشاب له ليقول: يشرفني العمل معك سيدي
لم يهتم كايت لكليهما ليسند رأسه للأريكة و يغمض عينيه في انتظار قدوم لوسي وصلتهم أخبار بتأجيل المقابلة لوقت لاحق فقدت وعيها من فرط حماسها غادر كايت بذلك الجو الثقيل المنزعج الخاص به لموعده التالي مع المدير لم يستطع محو الانزعاج الظاهر عليه عند تولاي الجالسة في مكتبها تحدق بشاشة الحاسوب لفترة أثناء عملها عليه رن الهاتف للمرة الثامنة منذ ساعتين لم ترغب في التحدث مع صاحب الاتصالات الكثيرة في هذا الوقت لكنه لم يتوقف عن الاتصال رفعت الخط لتقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر بشيء من القلق: أأنت بخير تولاي؟ لقد اتصلت عليك كثيرا لكنك لم تردي على أي من اتصالاتي؟
قالت تولاي: آسفة لقد نسيت هاتفي على الطاولة كان لديّ الكثير لأفعله
قالت جينجر بعد تنهيدة قصيرة: يا إلهي كدت أموت قلقا عليك أتعرفين كم الساعة الآن؟
قالت تولاي: الحادية عشرة و النصف
قالت جينجر: متى ستنتهين من عملك؟
قالت تولاي: ساعة أخرى تقريبا
قالت جينجر: حسنا سأنتظرك لذا لا تتأخري أكثر من هذا
قالت تولاي بابتسامة لطيفة زينت تقاسيم وجهها الهادئة: ستكونين أما رائعة
صمت جينجر جعلها تدرك إحراجها بمقولتها لتقول: لن أتأخر سأتصل بك قبل قدومي
قالت جينجر: إلى اللقاء إذا
أغلقت الخط لتضعه على الطاولة من جديد لتكمل عملها على الحاسوب شعرت بشيء من التعب يزورها لتضع رأسها على الطاولة بهدوء أغمضت عينيها لتزور عالم الأحلام لثواني قبل حضور جون إليها رفعت رأسها لتنظر إليه بهدوء لتجده يبتسم لها بمرح و يقول: ما زلت هنا كما توقعت
قالت تولاي: هل بإمكاني مساعدتك في شيء؟
هز رأسه نافيا ذلك رغم الابتسامة التي لا تزال تزين وجهه الجميل ليقول: عليك العودة للمنزل تبدين مرهقة للغاية
قالت تولاي: أنا بخير عليّ إنهاء هذا قبل مغادرتي
قال جون: لا يجدر بك القيام بكل هذا وحدك سأساعدك إن شئت
قالت تولاي: آسفة لكنني سأهتم بالأمر وحدي
شعر جون برغبتها في البقاء وحدها خلال هذا الوقت ليسحب الكرسي الخاص بجينجر ليجلس عليه بهدوء و يقول بشيء من الحزن الظاهر في صوته: أعرف أن ما حدث صعب عليك و إنهاء كل هذه الأمور خلال أسبوع أمر صعب للغاية لكن عليك أخذ قسط من الراحة
نظرت إليه لترى تلك الهالة اللطيفة تحيط به مع تلك الابتسامة التي تزين شفتيه كلما التقت أعينهما أنزلت كتفيها باستسلام لتتنهد و تهز رأسها بالإيجاب لتتسع تلك الابتسامة على شفتيه ليقول: أمر آخر أبي يريد لقاءك و لو لمرة واحدة
نظرات الاستغراب علت وجهها ليقول بابتسامة مرحة و لطيفة: آه صحيح لم أعرف قرابتنا إلا منذ وقت قصير أنا جون رين فريدريك لوريجن قد لا تصدقينني لكنني نصف ذئب لا أعرف لما أبدى والدي اهتماما كبيرا بالأمر حالما سمعني أتحدث عنك لكنه أصر على قدومك لزيارة منزلنا
لم يعرف ما يفعل أكثر من الحديث بعد تلك النظرات الباردة التي رمقته تولاي بها تحاول استيعاب ما قاله لها منذ دقائق تنهدت بهدوء لتقول: سأفعل حالما أنتهي من هذه الفوضى أرجو أن ترسل لي العنوان
ابتسم جون لها بمرح شديد ليحمل أحد الأقلام الموضوعة داخل كوب أبيض أخرج مذكرته الصغيرة ليكتب العنوان فيه و يعطيها ليقول لها: قد تعتقدين أنني مجنون كوني قلت أنني نصف ذئب الأمر قد يأخذ الكثير من الوقت لشرح الأمر لكن عند قدومك لمنزلنا سأخبرك بكل تأكيد
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر المكتب المظلم و الخالي تقريبا من الأشخاص أنهت عملها على الحاسوب لتغادر المبنى نظرت لساعتها السوداء لتجدها الحادية عشرة و خمس و أربعين دقيقة وقفت في انتظار قدوم الحافلة لتواجه عينيها الأرض تفكر في شيء ما رن هاتفها بضع مرات قبل إجابتها عليه قائلة: مرحبا سيد كوين فيم يمكنني مساعدتك؟
قال توم بصوته المرح كالعادة: مرحبا آنسة لوريجن أتمنى أن الوقت مناسب لاتصالي
قالت تولاي: أجل سيدي
قال توم: في الواقع أردت الاطمئنان عليك بدوت مرهقة للغاية هذه الأيام
قالت تولاي: أنا بخير سيدي لا داعي للقلق بشأني
قال توم: هكذا إذا....آه صحيح ماذا لدينا خلال هذا الأسبوع؟
قالت تولاي و هي تتفقد جدول الأعمال لهذا الأسبوع: جدولك خالي من الأعمال حتى يوم الجمعة لدينا جلسة تواقيع للمعجبين من الصباح حتى الظهيرة
قال توم: هذا يعني أنني لن أراك لأيام خمس هذا محزن حقا لكن لا بأس والدتي تلقي التحية
قالت تولاي: شكرا لاهتمامها بي أرجو المعذرة لقد وصلت الحافلة
قال توم بمرح شديد: حسنا إلى اللقاء
أغلق الخط لتضع الهاتف في حقيبتها لتصعد الحافلة جلست بهدوء على أقرب مقعد فارغ عادت لمنزل جينجر التي رحبت بقدومها بالرغم من شعورها بالتعب لتقول تولاي: لا تقلقي بشأني بإمكانك الذهاب للنوم
قالت جينجر: يا إلهي أنت حقا تحبين الاهتمام بالآخرين كثيرا
ابتسمت جينجر لها بمرح شديد لتذهب لغرفتها كما فعلت تولاي مضت أيام ذلك الأسبوع سريعا شعرت جينجر بالحزن حال اقتراب موعد رحيل تولاي عن العمل و المنزل بينما حاولت تولاي إنهاء كل أعمالها و الانتقال لمسكن جديد في صباح يوم الجمعة وقفت تولاي أمام جينجر و سام لتقول لهما: شكرا على استضافتكما لي خلال هذه الفترة أتمنى بأنني لم أكن ضيفة ثقيلة عليكما
انحنت لهما بهدوء لتنظر لجينجر و تقول بابتسامة: سأتي للزيارة بالتأكيد و سنبقى على تواصل لذا اهتمي بصحتك جيدا
تساقطت تلك الدموع الحزينة على فراقها على وجنتي جينجر المحمرتين لتعانقها بلطف شديد و تقول لها: سأشتاق إليك كثيرا تولاي
قالت تولاي: سأفعل بالتأكيد
ابتسم لهما سام بمرح شديد ليقول بنبرة مرحة ممازحة: لنبقى على تواصل آنسة لوريجن قد تفقد جينجر يوما صوابها لذا سأحضرها إليك على الفور
قالت جينجر: ما الذي تقوله؟ أنا بالتأكيد لن أصبح مجنونة لهذه الدرجة
ضحكا بمرح شديد بينما ابتسمت تولاي لهما ودعتهما للمرة الأخيرة لتغادر للمكتبة التي ستعقد جلسة تواقيع توم وصلت للمكان مبكرا لتشرف على اللمسات الأخيرة رحب بها العاملون هناك ليقول أحدهم: من المؤسف أنك لن تعملي معنا مجددا آنسة لوريجن
قال آخر: أجل بالفعل سنشتاق إليك
قالت تولاي: رجاء لا تخبروا السيد كوين عن الأمر
قالت إحدى العاملات: ألا يعرف السيد كوين بالأمر؟
قالت تولاي: أجل سأخبره بذلك نهاية اليوم
تعجبوا طلبها الغريب لكنهم وعدوا بتنفيذه حضر توم قبل موعده بنصف ساعة ليرحب الجميع به بمرح شديد و حماس وقع لهم بعض الأشياء الخاصة بهم لينتهي من ذلك كله ليجلس بالقرب من تولاي الهادئة ليقول لها: صباح الخير آنسة لوريجن
قالت تولاي: صباح الخير سيد كوين
قال توم: أرادت والدتي القدوم لرؤيتك لكنها لم تستطع بسبب مرضها
قالت تولاي: أتمنى لها الشفاء العاجل
ابتسم توم لها بمرح شديد ليقول: المكان يبدو جميلا للغاية
قالت تولاي: لقد بذلوا ما في وسعهم
قال توم: بالفعل لقد فعلوا
حل الصمت بينهما لا يعرف ما يفعل و هو يراقبهما حان وقت دخول المعجبين ليتجه توم لتلك الطاولة المستطيلة البيضاء التي غطت بغطاء وردي فاتح وضعت عليها آنية زهور بيضاء ملئت بأزهار الأقحوان البيضاء و علب ماء وقفت تولاي خلفه لتقول له: أتمنى لك التوفيق سيدي
التفت توم إليه بتلك الابتسامة السعيدة ليبدأ المعجبين بالدخول و الحصول على توقيعه بتلك الضجة و السعادة التي تغمرهم عند كايت الذي كان يسير برفقة تيم السعيد في الممر الطويل نظر إلى تيم ليقول له: أيعجبك هذا الكاتب تيم؟
قال تيم: لا أعرفه لكنني ذاهب لأنني أفسدت كتابيّ ليدي و ماري لذا أردت تعويضهما بالحصول على كتاب جديد موقع
قال كايت: تود مفاجئتهما صحيح؟
قال تيم بمرح: أجل
ظهر شبح ابتسامة على شفتيه ليكملا سيرهما الهادئ توقف كايت على صوت أزعج أذنيه لينظر تيم إليه باستغراب نظر للفتاة التي وقفت هناك بابتسامة سعيدة فور التقاء أعينهما ببعضهما نزل الدرج و هو يتمنى اختفائها في هذه اللحظة اقتربت منه بهدوء لتقول بابتسامة لطيفة: مرحبا كايت سعيدة برؤيتك بخير بدوت مشغولا للغاية هذه الأيام
قال كايت: شكرا لاهتمامك بالأمر لديّ موعد مع تيم علينا اللحاق به
نظرت لوسي لتيم المبتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل سار كايت مبتعدا عنها ليأتيه صوت والده القائل: لم لا تأخذها معك؟ سيكون هذا ممتعا بالتأكيد
التفت كايت لوالده بتلك النظرات المنزعجة للغاية بينما رمقه والده بتلك النظرات الحازمة طال بهما الأمر ليستسلم كايت أولا و يذهب ثلاثتهم معا للمكتبة وصلوا لهناك ليروا ذلك الازدحام الشديد اكتظ المكان بالناس ليقول تيم بانبهار: لم أعرف أنه مشهور للغاية
قالت لوسي: إنه من الكتاب المشاهير رواياته رائعة للغاية لا عجب بأن أكثر معجبيه من النساء أتحبه كايت؟
قال كايت: لا أحب الروايات كثيرا
قال تيم: سيكون علينا الانتظار طويلا في الصف هذا ممل للغاية
تنهد بانزعاج ليغادروا السيارة ليجذبوا الانتباه إليهم لم يبالي كايت كثيرا بالأمر بدأت الكاميرات في التصوير و المعجبات بالصياح باسميهما وقفوا في ذلك الصف الطويل المحدق بهما و يتهامسون بشأنهما داخل المتجر الساعة الآن الواحدة و النصف ظهرا لم يخف الازدحام عما كان عليه منذ بدايتهم لتقول تولاي بهمس: إن كنت متعبا سيدي بإمكاننا إنهاء الأمر هنا
قال توم: لا أنا بخير ما زال بإمكاني تقديم المزيد لا تقلقي
هزت رأسها بموافقة على كلماته ليكمل توقيع تلك الكمية الهائلة من الكتب و التحدث مع معجبيه المتحمسين للغاية حتى وقف أمامه تيم بتلك الابتسامة المرحة ليقول: سعيد بلقائك سيدي
قال توم: و أنا أيضا يشرفني معرفة أن هناك جيل مختلف يقرأ كتبي أيضا
ابتسم تيم بمرح شديد ليوقع له الكتاب باسم ماري اقترب منه كايت بنظراته الهادئة التي لم تبالي بالتلفت في الأرجاء ليقول في نفسه: لم أتوقع كونه شابا في عمري أو أكبر أعتقد
قال توم: ما هو اسمك سيدي؟
قال كايت: أرجو توقيع الكتاب باسم شقيقتي ليدي لوسيل
فعل توم ذلك بابتسامة مرحة نظر كايت للفتاة الواقفة خلفه بوجهها الهادئ كالمعتاد ليذهل من رؤيتها في مكان كهذا ليقول: وجدتك مجددا
نظر توم إليه بنظرات استغراب و دهشة ليلتفت لتولاي الغير مبالية بنظراته الفاحصة لها ليقول لكايت بنبرة متعجبة: أتعرف الآنسة لوريجن من قبل؟
قال كايت بنبرة هادئة: ربما
اتسعت تلك الابتسامة المستمتعة بالموقف بينما نظرات الجميع المتعجبة تحدق بهم و همساتهم ملئت المكان لم تتوقف الصحافة عن التقاط الصور لتقطع لوسي أحاديثهم بابتسامة لطيفة قائلة: ربما يجدر بنا المغادرة الآن
قال تيم بمرح: سعدت بلقائك مجددا سيدي
ابتسم توم له بمرح بينما تلك الأسئلة الحائرة تجوب في رأسه ليغادر المكان برفقة كايت و لوسي التي قالت: أتعرف هذه الفتاة من قبل كايت؟
لم يجبها بأي شيء لتشعر بالانزعاج لذلك أوصلها لمنزلها ليكمل طريقه لمنزله و ذلك الفضول لا يزال يجوب في دماغه يود إشباعه بأي طريقة قال تيم الذي لاحظ تلك الابتسامة المعلقة على شفتيه: أتعرف تلك الآنسة من قبل كايت؟
قال كايت: ليس تماما رأيتها في أماكن عدة بالصدفة
قال تيم بابتسامة: بالتأكيد هو القدر لكن هناك شيء غريب بها
قال كايت: ألم تعرف ما هو؟
قال تيم: لا لكنني أثق بأنها ليست بشرية
قال كايت: أجل هي ليست كذلك
قال تيم بحماس: هذا يعني أنك تعرفها جيدا صحيح؟
ابتسم كايت دون الإجابة على سؤاله لتحوم علامة تعجب كبيرة فوق رأس تيم رن هاتف كايت ليرفع الخط و يقول: ماذا هناك؟
قال المتصل: لقد اتصلت الكثير من المجلات يرغبون بإجراء مقابلة عن ذهابك لمؤتمر توقيع الكاتب توم كوين
قال كايت: اختر أي واحدة منهم لنجري معها المقابلة غدا
قال المتصل: حسنا سأرى جدول أعمالك أولا ثم أخبرك
أغلق الخط ليتنهد بانزعاج شديد عند توم الذي انتهى من عمله في تلك المكتبة شكر الجميع على جهودهم المتفانية بحث عن تولاي بعينيه ليجدها تتحدث مع شاب ما اقترب منهما بهدوء ليقول: شكرا لتعاونكما لهذا اليوم
هزت رأسها بإيماءة خفيفة لينظر للشاب بابتسام ارتبك الشاب قليلا ليبتسم و يقول: أنا رون ويزلي يشرفني العمل معك ابتداء من هذه اللحظة سيدي
مد يده للمصافحة ليفعل توم المثل ابتسما لبعضهما بشيء من المرح ليقول: يبدو أنني أتعبك بالكثير من العمل آنسة لوريجن
قالت تولاي: لا أبدا سيدي هذا كان آخر عمل لي معك
نظر توم إليها بشيء من الاستغراب يحاول استيعاب الخبر الذي يصله للتو فقط محيت تلك الابتسامة من على وجهه ليظهر بعض الحزن الأجواء بدأت تتوتر من حولهم نظرات الجميع تترقب ما سيحدث تاليا لتنحني تولاي له و تقول: شرفني كثيرا العمل معك سيدي أتمنى لك المزيد من النجاح
اعتدلت في وقفتها لتغادر بعدها بدأت الهمسات في العلو عن تصرفها الغير مبالاي بالأمر كله تنهد توم ثم محى تلك التعابير عن وجهه ليبتسم من جديد و يقول: حسنا شكرا مجددا لاستضافتي هنا
غادر برفقة محرره الجديد الذي أعاده لمنزله والدته التي كانت تشاهد عبر التلفاز المؤتمر الذي تم عقده رحبت به بوجهها المبتسم السعيد لتقول: أهلا بعودتك بني لقد بدوت وسيما للغاية على شاشة التلفاز
انتبهت للهالة الحزينة المحيطة به لتستغرب ذلك و تقول: ماذا هناك توم؟
رفع رأسه لينظر إليها و يقول بابتسامة لطيفة: لا شيء أمي فقط متعب قليلا
ابتسمت له بمرح شديد لتقول: لقد بذلت جهدك حقا اذهب و استرح قليلا
ابتسم لها بمرح ليصعد لغرفته عند تولاي التي وصلت لشقتها الجديدة تفحصت المكان قبل فتح تلك الصناديق بهدوء رتبت المنزل و انتهت من ذلك لتتذكر موعد رحلتها لتقول بصوت منخفض متثائب: بعد قيلولة قصيرة سأرتب حقيبتي
دخلت غرفة نومها لتريح بجسدها على السرير أغمضت عينيها بهدوء ليرن هاتفها نهضت لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر: أوصلت شقتك الجديدة بأمان؟ كيف جرى الأمر مع السيد كوين؟
قالت تولاي: أجل وصلت بأمان و أنهيت الترتيبات و قد أخبرته بالأمر أيوجد أمر آخر تريدين الاستفسار عنه؟
تنهدت جينجر بارتياح شديد لتقول بمرح شديد: حقا أنا أشتاق إليك منذ الآن أوجدت عملا جديدا لك؟
قالت تولاي بصوتها الناعس: لا ليس بعد سأبحث عنه بعد عودتي
قالت جينجر: صحيح قلت أنك ستسافرين لزيارة شخص ما آسفة لإزعاجك
قالت تولاي: لا بأس بذلك سأخلد للنوم الآن لذا أراك لاحقا
قالت جينجر بمرح: عمت مساء تولاي
أغلقت الخط لتزفر الهواء من رئتيها لتعود للنوم من جديد
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 10:13 PM
استيقظت في الصباح الباكر لتستحم و ترتدي بلوزة زرقاء داكنة بأكمام طويلة ياقتها بيضاء و بنطال أزرق فاتح يصل لمنتصف الساق طبع على طول الساق الأيمن فراشات رمادية و حذاء أبيض بأربطة رمادية رفعت شعرها بمطاط أبيض زغبي حملت حقيبة ظهرها الأرجوانية المخططة بالأبيض لتغادر المنزل توجهت لمحطة القطار المتوجهة للمدينة المجاورة وصلت إلى هناك خلال ساعتين توجهت للعنوان المطلوب لتقف أمام بوابة حديدية كبيرة تقدمت من حارس البوابة لينظر إليها بشيء من الاستغراب و يقول: هل لي بمعرفة هويتك يا آنسة و سبب قدومك؟
قالت تولاي: أنا تولاي لوريجن أتيت لأجل السيد لوريجن
دهش الحارس كثيرا من لقبها المطابق للقب أفراد هذه العائلة اتصل بهاتف المنزل ليتأكد من غرض زيارتها مرت دقائق معدودة قبل قدوم كبيرة خدم المنزل فتحت البوابة لتغادره السيدة الخمسينية السمينة بعض الشيء لتنحني لها و تقول: آسفة لجعلك تنتظرين هكذا آنسة لوريجن تفضلي من هنا رجاء
دخلت تولاي معها المنزل الكبير ذو اللون الأزرق الفاتح فتحت كبيرة الخدم الباب الأبيض الكبير المزين بكثير من النقوش لترى جون في استقبالها بتلك الابتسامة اللطيفة ليقول: أهلا بك في منزلنا تولاي
انحنت له لتقول بهدوء: شكرا لاستضافتي هنا
ابتسم لها بمرح شديد ليقول: شكرا لك سيدة مادليت سأوصلها بنفسي لأبي
قالت كبيرة الخدم: آسفة سيدي لكن والدك طلب مني فعل ذلك شخصيا
نظر جون لتولاي بنظرات حزينة فقد أراد التحدث إليها أكثر ليتنهد بقلة حيلة و يقول: حسنا سأكون في انتظارك
ابتسم لها بمرح ليغادر تبعت كبيرة الخدم خلال تلك الأروقة الواسعة المليئة بلوحات فنية مختلفة حتى وصلتا أمام الباب الأزرق الداكن لتطرقه كبيرة الخدم و تقول: سيدي لقد وصلت الآنسة لوريجن
سمعتا صوتا ذكوريا هادئا يقول: دعيها تدخل
فتحت الباب لتدخل تولاي الغرفة الزرقاء الفاتحة كل الأثاث الموجود بها باللون الأزرق و تدرجاته انحنت للرجل الأربعيني الجالس على الأريكة الزرقاء الفاتحة المقلمة لتقول: آسفة لظهوري المفاجئ سيد رين لوريجن
تحولت تعابير وجهه الهادئة لأخرى لطيفة و مرحة لينهض بمساعدة عصاه البنية الداكنة المحفورة من قبل حرفي ماهر نقش عليه اسم العائلة داخل دائرة في طرفها الأيسر السفلي خطوط متشابكة مكونة حروف اسمه الأولى و يقول بنبرة مرحة و لطيفة: لا عليك عزيزتي تولاي كل شيء بخير ثم أنني من دعوتك لهنا لذا لا داعي للقلق
رفعت رأسها لتنظر إليه بنظراتها الهادئة و الباردة وجهه لم يتغير عن آخر مرة رأته فيه لكن الزمن ترك أثاره عليه لتقول: أتمنى معرفة سبب وجودي هنا
قال رين و هو يقترب منها بهدوء: لم شمل العائلة و حسب لقد كبرت حقا
قالت تولاي بنبرة باردة منزعجة جمدته في مكانه: لم أكن كذلك لفترة طويلة لم الآن؟
تنهد رين بهدوء و قال: ألا يمكنك فقط نسيان الماضي و حسب؟ أعرف أننا قمنا بالكثير لكننا تغيرنا
قالت تولاي: أشك في ذلك سيدي يبدو وجودي غير مرحب به هنا
صمت رين لفترة يحدق بها ليقول: حقا أنت لم تتغيري و لو قليلا و يبدو أن الأمر أصعب مما اعتقدت
قالت تولاي: أنا لا أقصد الإهانة لكنني لا أشعر بالارتياح هنا
قال رين بجدية ظهرت على عينيه: حسنا سأدخل في صلب الموضوع سنعيدك للعائلة
قالت تولاي: لا أريد ذلك فأنتم العائلة التي سلبتني من أحب لا تنسى ذلك رجاء
قال رين بشيء من الحزن: تولاي أدرك بأنك تشعرين بالحزن لفقدانهم و نحن كذلك
قالت تولاي: هذه مزحة سيئة للغاية أنتم السبب وراء موتهم في المقام الأول و أنا لا أريد أن أبقى معكم بأي طريقة كانت
فتح الباب بقوة ليدخل شابين يحملان تلك النظرات المنزعجة على وجههما ليقول أحدهما: أنت من تحسبين نفسك للتحدث مع أخي بهذه الطريقة؟
قال الآخر: تبا لك كيف تجرؤين على القدوم بعد تركك لهم هكذا؟
نظراتها القاتلة و الباردة التفتت لهما لتصيب قلبيهما بشيء من الرعب لكن كرههما العميق لها فاق ذلك الرعب ليقول رين: روبن و كيث ماذا قلت لكما؟ سأنتهي من هذا الموضوع وحدي
قال روبن: لم دعوت هذه القاتلة لمنزلنا أخي؟
قال كيث: تعرف بأن جميعنا معارضين لهذه الفكرة السيئة
قالت تولاي: لا يشرفني البقاء هنا مع مجموعة من الذئاب السخيفة أفضل الموت على الالتحاق بكم
أنهت كلماتها لينقض عليها روبن بمخالبه الحادة ليرسم خطوط دموية على وجنتها اليمنى لم تهتز شعرة واحدة منها لتقول بابتسامة استفزازية: طفوليين أكثر مما توقعت على كل أنا مغادرة
تلك التكشيرة الحاقدة علت وجهيهما لتغادر الغرفة تاركة لهما المجال للتنفيس عن ذلك الغضب سارت بهدوء في ذلك الممر الطويل لتسمع صوت أطفال يركضون في الممر أخفت تلك الخدوش المؤلمة من وجنتها ليتوقفا أمامها باستغراب شديد ليقول أحدهم و استفهام كبير يقفز فوق رأسه ببراءة: من تكونين يا آنسة؟
قال آخر بهمس: لا يجدر بك التحدث مع الغرباء أخي
نظرت إليهما لبعض الوقت لتشعرهما بشيء من عدم الارتياح دنت منهما لتخرج من حقيبتها مصاصتي حلوى دائرتي الشكل ذات غلاف مخطط بالأبيض و الوردي لتعطيهما بابتسامة لطيفة أعجب الصبيان بابتسامتها لتغادر الممر دون قول شيء آخر نظرا إلى ظهرها المبتعد عنهما و قد سرقت كيانهما بتلك الابتسامة التي رسخت في ذهنيهما ليقول الأول: لا تبدو شخصا سيئا أليس كذلك يا أخي؟
ضربه الصبي الآخر بأصبعيه على جبينه بقوة و يقول: لهذا لا يريد والدينا تركك وحيدا أنت تثق بالناس بسهولة
قال الأول و دموعه غادرت عينيه واضعا يده على جبينه متألما: لكنها ليس كذلك صحيح؟
تنهد الثاني بانزعاج ليسير متقدما على أخيه اللطيف نزلت تولاي الدرجات بهدوء منزلة رأسها غير مبالية بكل ما جرى توقفت عن المسير حالما شعرت بنظرات ذلك الشخص تراقبها رفعت رأسها لتنظر لجون الذي رسم تعابير حزينة على وجهه لتقترب منه بهدوء و تقول: آسفة لكن مكاني ليس هنا
رسم ابتسامة حزينة على شفتيه ليقول: أجل أدركت ذلك آسف لتسببي بكل هذه المشاكل
انحنت له دون قول أي شيء لتغادر المنزل بهدوء في طريق مغادرتها التقت بذلك الرجل الكهل إن جاز التعبير لكنه لم يبدو كذلك أبدا يستند على عصا مشابهة لعصا رين بلون أسود ملامح وجهه لم تبشر بخير أبدا انحنت له دون البوح بأي شيء لتكمل مسيرها أوقفها بقوله: لم أتوقع رؤيتك مجددا هنا تولاي
قالت تولاي: لو كان الأمر بيدي لما أتيت مجددا لهنا
التفت لينظر إليها بنظراته المنزعجة التي سرعان ما تغيرت لأخرى حزينة و هادئة ليقول: اليوم ذكرى وفاتهم هل ستذهبين؟
قالت تولاي: لا أحتاج دعوتك سيدي فأنا لم أخن عهدي معهم مثلك
قال الرجل: أجل أنت محقة لنلتقي هناك إذا
لم تجبه تولاي بأي شيء لتكمل سيرها مغادرة هذا المنزل صعد جون الدرج ليذهب لزيارة غرفة والده و يعرف ما حدث بالضبط وصل هناك ليرى الباب المفتوح و عميه يجلسان مقابلا لوالده بانزعاج شديد الغرفة كانت مضطربة للغاية طرق الباب ليلفت انتباههم نظروا إليه جميعا بمختلف التعابير ليتعجب نظرات والده الحزينة إلى الأرض ليدخل الغرفة و يجلس بجانبه و يقول: ماذا حدث هنا أبي؟
قال كيث بانزعاج: ما كان يجب أن يحدث لم دعوتها إلى هنا من الأساس؟
قال روبن: خيرا أن أبي لم يكن موجودا ليرى هذا
طرق باب الغرفة لينظروا إليه وقفوا جميعا بشيء من الذهول و الاندهاش لتواجده أمامهم نظراته توجهت لوالد جون الذي لم يرفع عينيه عن الأرض منذ فترة ليقول: ما بال هذه التعابير السخيفة على وجوهكم؟
قال كيث: أبي أليس من المفترض أنك في رحلة عمل؟
قال الوالد: أجل لكن اليوم هناك شيء مهم علينا القيام به كما تعلمون
قال جون: أتقصد ذكرى وفاة عائلة عمي راي؟
نظر الجد إليه بتلك الابتسامة الحنونة الحزينة لتصمت جميع مشاعرهم و تكسبهم حزنه غادر الجد الغرفة عائدا لغرفته بعد ساعات طويلة بدأت الشمس بالغروب فيها لتسدل السماء ستارها الأسود على المدينة استعدت عائلة لوريجن للذهاب لذكرى وفاة عائلة ابنهم الذي عانى كثيرا بسببهم غادروا منزلهم في سياراتهم متجهين لحيث تم دفن جثثهم على تلك التلة البعيدة عن المدينة وصلوا لهناك ليقتربوا من قبورهم المصفوفة بالقرب من بعضهم لم ينسى أيا منهم وضع باقة أزهار على القبور الثمانية النسيم البارد العابر جعل مشاعرهم تتأجج أكثر الدموع المحبوسة منذ فترة انسكبت على وجوههم نظر جون لوالده الواقف بقربه يبكي بصمت فهو تؤام هذا الشخص الراحل الذي لا يعرفه جيدا رفع رأسه أخيرا للنجوم علها توصل شيئا من مشاعره لأخيه الذي لم يعد موجودا بقربه نظر لليد النحيلة ذات التجاعيد الكثيرة التي قبضت يده بقوة محاولة التخفيف عن هذا الحزن الدفين في قلبه اقترب صاحبها منه ليضع رأسه على كتفه و يقول بهمس: لم يكرهك راي يوما عزيزي و أنت تدرك ذلك لذا لا تعذب نفسك بذنب لم تقترفه
نظر للعيون البنية الداكنة التي اختفت خلف تلك الدموع ليسند رأسه بلطف لتلك السيدة التي وقفت بقربه لسنين طوال أهدته حب العالم كله و لم تزل ابتسامتها الجميلة عن شفتيها يوما تبسم لها بلطف ليعود برفقتها و ابنه للمنزل مضى الوقت ليخفف من ذلك الجمع حتى تبقى الجد و أصغر أبنائه أمام قبر ابنه الذي فقده لسذاجة أفكاره كان يجثو على ركبتيه متناسيا آلام ركبه و ظهره أمام ألم إفساد حياة ابنه وقف خلفه خادمه المتقدم في العمر لينحني بهدوء و يقول: سيدي يجدر بنا الذهاب الآن
قال الجد: هناك شخص أنا في انتظاره
نظر روبن و كيث إليه باستغراب من مقولته ليقول كيث: من تنتظر يا أبي؟
لم يجبه بأي شيء ليصمت هو الآخر مضت بضع ساعات حتى انتصف الليل السماء تلبدت بغيوم داكنة لتحجب ضوء القمر الذي توسط السماء بكل افتخار استغل شخص ما عتمة المكان ليهجم على الجد المغمض العينين رفع رأسه مستسلما للسيف الفضي اللامع وسط العتمة القريب من عنقه ليقول صاحبه الذي لم يظهر لهم ملامحه بعد بنبرة هادئة و برود قاتل: تبدو متأهبا جدا سيد لوريجن
قال الجد: هذا هو موعدنا الذي أردتك فيه
قال روبن و هو يقترب بحذر من والده: هل تعتقد بأنك ستنجو بفعلتك يا هذا؟
حاول كيث الهجوم على ذلك الشخص ليختفي من أمامه حاملا والده معه في الهواء ليقف على غصن أقرب شجرة منه رفعوا أنظارهم إليه ليثير انزعاجهم أكثر عض كيث على شفتيه لفشل هجومه حاول أحد الحراس الشخصيين لوالده شن هجوم مباغت على هذا الغريب لتشنج ملامحه المصدومة على السيف الذي غرس في بطنه ليشق نصفين سقطت جثته على الأرض بقوة ليحذر الجميع منه ليقول كيث: من أنت؟ و ماذا تريد من أبي؟
لم يجب على أي من أسئلته الموجهة له لتتوتر الأجواء أكثر من قبل تحركت الغيوم مبتعدة عن القمر الذي أسرع في مد ضوؤه للكشف عن هذا القاتل تدفقت الدماء أسرع في شرايين الشقيقين الواقفين بعيدا عن الشجرة بغضب شديد ليقول روبن: ماذا؟ ألم تكتفي بمقتل أخي و عائلته؟ تريدين قتل أبي أيضا
قال كيث و هو يتأهب لهجوم ثان: لن أسمح لك بذلك أبدا أيتها الحقيرة
نظراتها الهادئة و صمتها القاتل أثار أعصابهما أكثر ليتقدم كيث منهما ليوقفه قول الوالد: أنتما توقفا عن الهذيان تعرفان تماما أن تولاي بريئة من تهمكما القاتل الحقيقي له بالتأكيد هو أنا بسببي أنا قتل راي و عائلته لو تركته يبقي في المنزل معنا لما حدث أي من هذا
قال روبن بغضب: أبي لا تلم نفسك أبدا على ذلك نعرف جميعا أن هذه المزعجة هي السبب وراء مقتلهم
قال الوالد: على المجرم أخذ عقوبته
أغمض الوالد عينيه منتظرا اللحظة الحاسمة التي ستنسيه ذنبه و ألمه رفعت تولاي السيف في الهواء لتتوسع الأعين المصدومة من هبوط جسد والدهم من على ذلك الغصن أسرع الشابين في التقاطه لينجحا في ذلك بحثا عن أي جرح في جسده لكن الدماء التي علت ملابسه لم تكن دمائه فتح عينيه ليحدق بابنيه الممسكين به لتفيض عينيه بالدموع الحزينة النادمة على خوفه من الموت في اللحظات الأخيرة قفزت تولاي من الغصن لتقف على الأرض بهدوء لتقترب من قبر الزوجين اللذين احتضناها في منزلهما الصغير المليء بالمحبة لتنحني لهما بشكل رسمي لفترة طويلة لترفع رأسها و تلفت للشابين اللذين ثقبا جسدها بتلك النظرات الحاقدة لتقول ببرود و عينيها مصوبتين في اتجاه الوالد المتألم: أنا لن أسامحك أبدا لأنك سبب في قتلهم لكنني لن أقتلك لأجلهم أيضا
قال كيث بغضب: بالتأكيد أنت تمزحين تتحدثين كما لو أنك لست السبب الرئيسي وراء مقتلهم
نظرت إليه بعدم مبالاة لكلامه الموجه لها لتقلب عينيها لشقيقه القريب منه لتقول: و أيضا علم أولادك كيف يتصرفون مع الضيوف فأنت لا تريد خسران شخص آخر منهم صحيح؟
أنهت كلماتها لتختفي من أمامهم ليفرغ روبن غضبه على الشجرة القريبة منه بلكمها تورمت يداه و غطت بالدماء لكنه لم يبالي يشعر بالندم الشديد على عدم قتل تلك الفتاة الساخرة منه ليقول بصوت منخفض: إن التقينا مجددا سأنهي حياتك بالتأكيد
التفت للشخص الذي وضع يده على كتفه بتلك النظرات المنزعجة ليرى كيث يحمل النظرات ذاتها ليقول له: علينا العودة للمنزل سنتعامل مع هذا الشخص لاحقا
نظرا لوالدهما الذي يقف بمساعدة خادمه ليذهبا معه للسيارة السوداء التي أحضرتهم عائدين للمنزل
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 10:14 PM