••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات الانمي_ روايات طويلة

روايات الانمي_ روايات طويلة لجميع أنواع الروايات " الحصرية، العالمية، المنقولة والمقتبسة"


سماء العزلة

روايات الانمي_ روايات طويلة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-24-2020, 01:30 AM   #1
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






في الصباح استيقظت على رنين المنبه في الساعة السابعة و الخمس دقائق صباحا لتستحم و تعود لغرفتها نظرت لوجهها في المرآة لتسرح شعرها و تبدل ثيابها لتنورة أرجوانية فاتحة تصل لمنتصف الساق و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة نهايتها دائرية أرجوانية على شكل وردة متفتحة سحبت الدرج لتخرج مطاط شعر على شكل وردة بيضاء لتجمع خصل شعرها التي خلف أذنيها لمنتصف رأسها و تلفهما بالمطاط ارتدت حذاء أبيض بكعب صغير حملت حقيبة بيضاء بها ورود أرجوانية متوسطة الحجم غادرت المنزل ذاهبة لمقر عملها الجديد في وسط المدينة استقلت حافلة لتوصلها لوسط المدينة المزدحم المليء بالناس ذهبت لعنوان المكان الذي كان شركة ترفيه كبرى في عالمها دخلت الشركة لترى المكتب البيضاوي المواجه للباب حيث يقف أربعة أشخاص اقتربت من أحدهم لتقول له: أرجو المعذرة لديّ موعد مع السيد ليون وريك
قال الرجل: السيد ليون وريك؟ موعد لأجل ماذا؟
قالت الفتاة: مقابلة عمل
قال الرجل بابتسامة: لقد حضرت قبل الموعد بدقائق بإمكانك الصعود للطابق الثاني ستجدين طريقك لمكان المقابلة بالتأكيد تفضلي بصعود الدرج
أشار لها للدرج الزجاجي العريض و الطويل الممتد للطابق العلوي صعدت الدرج بهدوء لترى الورقة البيضاء الملتصقة أسفل زر المصعد كتب عليها "الطابق الثاني اتبع الأسهم" ضغطت الزر لتنتظر المصعد سمعت صوت وقع حذاء ذو كعب عالي على الدرج الزجاجي فتح باب المصعد لتدخله أوقفها صاحب ذلك الحذاء قائلا: رجاء انتظريني
أسرعت تلك الفتاة خطاها لتصل للمصعد التقطت أنفاسها لترفع رأسها و تظهر عينيها الزرقاوين المبتسمة لها شعرها البني كالكراميل المموج كان طويلا مدت يدها للمصافحة و تقول بمرح: أنا جينجر لوسين سعدت بلقائك أذاهبة لمقابلة العمل أنت أيضا؟
صافحتها الفتاة مع إيماءة صغيرة ابتسمت لها جينجر بمرح شديد ليحلق الصمت حولهما وصلتا الطابق الثاني لتتبعا السهم حتى وصلتا لنهاية الممر فتحت جينجر الباب الأيسر لترى مجموعة من الفتيات قد وصلن بالفعل جلستا بالقرب من بعضهما على الكراسي المرتبة في المكان اكتمل العدد في غضون ربع ساعة لتبدأ مقابلات العمل أنهت جينجر مقابلتها ليحين دور الفتاة الهادئة فتحت الباب بهدوء لتتقدم من الكرسي الموضوع أمام لجنة من مختلف الأشخاص جلست بهدوء ليقول أحدهم: بداية أخبرينا عن اسمك
قالت الفتاة: تولاي لوريجن
قال آخر: اسم غريب حقا
قالت إحداهن: كم هو عمرك آنسة لوريجن؟ تبدين صغيرة في السن
قالت تولاي: عشرون عاما
قالت أخرى: ألديك خبرة سابقة كمديرة أعمال؟
قالت تولاي: لا سيدتي
قال الرجل الأول: لم تقدمت لهذا العمل يا آنسة؟
قالت تولاي: أبحث عن عمل أستقر به فقد انتقلت للعيش هنا منذ أيام فقط
تعابيرها الباردة و ردودها الخالية من المشاعر جعلتهم يحدقون بها دون قول أي شيء غادرت الغرفة بعد انتهاء المقابلة لتقول جينجر: كيف كان الأمر؟
قالت تولاي: عاديا
قالت جينجر: يبدو أنك لا تحبين الحديث كثيرا
قالت تولاي: أجل
قالت جينجر: فتاة شابة مثلك لا يجب أن تضع تعابير مثل هذه
نظرت تولاي باستفسار عن الوصف الغريب لترفع أصبعين من يدها اليسرى و ثلاثا من يدها اليمنى بابتسامة جميلة و تقول: أنا في الثانية و الثلاثين من عمري
تعجبت تولاي ذلك لكن بلا أي تعابير متعجبة ظهرت النتائج لتعلن رفض عدد كبير من المتقدمات من ضمنهن جينجر و تولاي اللتان غادرتا المكان لتقول جينجر: حسنا لم أتوقع موافقتهم عليّ من الأساس ماذا ستفعلين الآن؟
قالت تولاي: سأعود للمنزل
قالت جينجر: حقا؟ لم لا تأتين معي؟ لقد حجزت هذا اليوم بطوله لأجل مقابلات العمل ربما ستجدين من إحداها وظيفة لك
ابتسمت جينجر بمرح لتولاي التي بدأت تفكر بهدوء بعرض المرأة الغريبة التي تلتقي بها للمرة الأولى وافقت على ذلك لتقوما معا بكل تلك المقابلات لم تتم قبولهن في أغلبها بينما أوجلت نتائج البعض للغد أثناء افتراقهما قالت جينجر: حتى الآن لم أعرف ما هو اسمك
قالت تولاي: آسفة اسمي هو تولاي لوريجن
قالت جينجر بمرح شديد: اسمك غريب لكنه جميل حقا هلا تبادلنا أرقام هواتفنا؟
فعلتا ذلك لتودعا بعضهما البعض عادت تولاي لمنزلها لتستحم و تتناول الطعام نظرت للتلفاز الموضوع على طاولة بيضاء فاتحة بأدراج خضراء فاتحة لتشغله قلبت في القنوات لبعض الوقت و هي تفكر في أمر السيدة البشوشة التي التقتها في الخارج لتقول في نفسها: لا أريد التورط في شيء لا أعرفه بالرغم أنها لا تبدو خطيرة
تنهدت و أغمضت عينيها لتتذكر ما قاله له ذلك الشاب لها عاد ذلك الرعب لقلبها من جديد لتنهض من على الأريكة و تتجه لغرفة نومها لتستلقي على السرير بهدوء أغمضت عينيها و هي تقول في نفسها: سأكون بخير
غطت في نوم عميق فالتعب قد نال من جسدها جراء تجوال هذا اليوم في صباح اليوم التالي كانت تولاي تشاهد التلفاز رن هاتفها ليصدر أنغاما هادئة حملته لترفع الخط و تقول: مرحبا
قال المتصل بصوته المرح: صباح الخير تولاي
قالت تولاي: صباح الخير سيدة لوسين
قالت جينجر بمرح: أنا لست كبيرة في السن كثيرا ناديني جينجر أو جيجي
قالت تولاي: ما الأمر جينجر؟
قالت جينجر بعد قهقهة قصيرة: لدي خبر سيفرحك بالتأكيد لقد تم قبولنا في دار ويرو للنشر و قد طلبوا ذهابنا مساء اليوم لبعض الإجراءات
قالت تولاي: حسنا شكرا لك
مرت لحظة صمت بينهما لتقطعه جينجر قائلة: لم لا نلتقي قبل الموعد بنصف ساعة؟ إن كنت متفرغة بالطبع أود التعرف إليك أكثر أراك لطيفة للغاية
قالت تولاي: بالتأكيد لا بأس في ذلك
قالت جينجر بمرح: إذا لنلتقي أمام المحطة الرئيسية في الثامنة و النصف مساء
قالت تولاي: حسنا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتضع حافة ذلك الكوب الأبيض ذات الأزهار البرتقالية الملتفة حوله على شفتيها لتشرب النعناع مغلي مع الليمون بهدوء وضعت الكوب على المنضدة البيضاوية الخشبية المرتفعة لتقول: دار نشر سيكون هذا مرهق حقا لكن أفضل من البقاء دون فعل شيء هنا
انقضى الوقت ببطء و ملل شديدين سدل الليل ستاره لتستعد لموعدها مع جينجر استحمت و ارتدت بنطالا طويلا أزرق اللون داكنا بطابع فراشات ثلاث متراصة تحيط بها ثلاثية أزهار على حافة الطرف الأيسر و بلوزة بيضاء بأكمام قصيرة و جاكيت أسود بأكمام طويلة رفعت شعرها بشكل دائري لتزينه بدبوس شعرها الأزرق اللامع حملت حقيبتها لتغادر المنزل وصلت للمحطة القريبة منها أسرعت في ركوب ذلك القطار المتجه لوسط المدينة توقف القطار فجأة و أطفئت الأضواء البيضاء لتحل محلها أخرى حمراء سمعوا صوتا يقول: آسفون للتوقف المفاجئ تعرضت السكة لخلل بسيط سيعالج قريبا شكرا لتفهمكم
أغلقت عينيها لبعض الوقت و هي تضع سماعات أذن سوداء صغيرة تستمع لمذياع الهاتف تحرك القطار بعد دقائق قليلا ليصلوا لوجهتهم أخيرا غادرت القطار لتصعد الدرج بهدوء بحثت بعينيها عن جينجر نظرت لساعة الهاتف لتجدها الثامنة و أربعين دقيقة لتقول في نفسها: ربما قد سبقتني لهناك
تقدمت خطوتين للأمام لتراها واقفة قرب موقف الحافلات تنظر لساعتها و للمارة أمامها اقتربت منها بهدوء لتقول: مساء الخير جينجر
التفتت جينجر لها لتبتسم لها بمرح شديد و تقول: مساء الخير تولاي لقد تأخرت كثيرا
قالت تولاي: آسفة لقد تعطلت السكك فجأة
قالت جينجر: لا عليك ذلك لم يكن خطأك لنتجه لهناك فلم يبق الكثير من الوقت
هزت رأسها موافقة على مقولتها لتنتظرا الحافلة معا بصمت وصلت الحافلة لتصعداه جلستا بالقرب من بعضهما البعض لتقول جينجر: أأنت جديدة في المدينة؟
قالت تولاي: أجل انتقلت منذ أيام
قالت جينجر: و أين كنت تعيشين سابقا؟
قالت تولاي: أوتاوا
قالت جينجر بمرح: في كندا؟ هذا جميل أنا ولدت هنا و ترعرعت في مدينة قريبة من هنا حالما تزوجت عدت لهنا مجددا مع زوجي آه نسيت إخبارك بذلك
قالت تولاي: لقد رأيت خاتم الزواج من قبل
رفعت بنصرها الأيسر لتنظر إلى خاتم زواجها الذهبي البسيط لتبتسم بمرح شديد و تقول: تزوجت منذ عامين و تسعة أشهر من رجل رائع حقا تستطيعين القول أنه فارس أحلامي حاليا هو مسافر لزيارة والديه في روما
وصلت الحافلة لوجهتهما لتنزلا و تتجها مباشرة للمبنى المقابل موقف الحافلات كان مبنى متوسط الطول مقارنة بالمباني المحيطة به دخلتا المبنى لترحب بهما موظفة الاستقبال و ترشدهما للغرفة المطلوبة طرقت الباب لتقول: الموظفتان الجديدتان وصلتا سيدي
قال صوت ذكوري من الداخل: تفضلا بالدخول رجاء
فتحت تولاي الباب لتدخل من بعدها جينجر جلستا على ذلك الكرسي المعدني ليقول لهما ذلك الرجل الثلاثيني: مساء الخير آنسة لوريجن و سيدة لوسين أتمنى بأني لا أشغلكما
قالت جينجر: بالتأكيد لا سيدي
قالت تولاي: أنا متفرغة تماما
ابتسم لهما الرجل ليقول: أعرفكما بنفسي أنا جون دويك يسعدني العمل معكما.... حسنا العمل في دار للنشر ليس سهلا أبدا نحن مشغولون طوال الوقت و لا وقت محدد للاتصالات من العمل لذا أتمنى بأنكما تعرفان ما أنتما مقدمتان عليه
ابتسمت جينجر دالة على موافقتها كذلك هزت تولاي رأسها بالإيجاب ليبتسم لهما بمرح و يعطيهما بعض الأوراق و يخبرهما بمزيد من التفاصيل انتهوا من كل ذلك بعد الساعة العاشرة ليقول لهما جون بابتسامة مرحة و هو يرتب تلك الأوراق على الطاولة: بإمكانكما القدوم متى شئتما فنحن حاليا في حالة جيدة لكن رجاء لا تتأخرا
نهضتا لتغادر المبنى بهدوء قالت جينجر: لقد كان هذا متعبا حقا أتشوق للعمل هنا
قالت تولاي: ملء الوقت أفضل من البقاء في المنزل
قالت جينجر: محقة تماما حاليا أنا وحيدة في المنزل و أشعر بالملل الشديد
نظرت جينجر لتعابير تولاي الباردة لتبتسم بمرح شديد صعدتا الحافلة لتعودا لمحطة القطار لتفترقا هناك عادت كل منهما لمنزلها انقضى شهران على بدايتهما للعمل تعرفت فيه جينجر على تولاي جيدا و انفتحت لها تولاي قليلا في ظهيرة أحد الأيام أثناء استراحة الغداء كانتا تجلسان على مكتبهما و مجموعة من الفتيات يحطن بهما لتقول الأولى: بعض الكتاب لا أعرف فيما يفكرون أثناء تأخرهم عن الكتابة
قالت الثانية: أجل الكاتبة التي أعمل معها دائما ما تصاب بأزمة نفسية عن كره الجميع لمؤلفاتها
قالت الثالثة: ربما كان من الأفضل لو أصبحت مديرة أعمال لأحد المشاهير
قالت الرابعة: سيكون هذا ممتع حقا
ضحكت جينجر بمرح لتقول: لكن الأمر سيان فكلا العملين صعبين
قالت الثانية: أجل أعتقد ذلك أيضا
قالت الثالثة: أحيانا أحلم بأني أعمل مع الفنان المشهور كاي
قالت الأولى: أتقصدين الشاب الصاعد الآن؟
قالت الثالثة: أجل إنه هو
قالت الرابعة: إنه وسيم للغاية و لطيف مع معجبيه
قالت الخامسة: أنا واحدة من معجبيه لقد اشتريت بالأمس ملصقا كبيرا لألبومه الجديد
قالت الأولى: و هل شاهدت إعلان العطر الخاص به؟ لقد كان مذهلا للغاية
حركت جينجر كرسيها ذا العجلات قريبا من تولاي التي كانت تحتسي قهوتها بهدوء لتهمس لها قائلة: يبدو أنهن فقدن صوابهن تماما ما رأيك بطردهن من هنا؟
أبعدت تولاي الكوب الورقي الدافئ عن شفتيها لتضعه على الطاولة التفتت للفتيات لتقول: أرجو المعذرة لكن أنتن تسببن الإزعاج لي غادرن رجاء
صمتن لفترة لينظرن إليها بانزعاج شديد غادرن و هن يثرثرن بشائعات لا صحة لها عنها قالت جينجر: آسفة سببت المتاعب لك من جديد
قالت تولاي: لا عليك فقد كن يزعجنني أيضا
ابتسمت جينجر لها بمرح تحدثتا معا قليلا حتى رن الهاتف الأبيض الموضوع على مكتب تولاي لترفع الخط و تقول: تولاي لوريجن تتحدث
قال المتصل: آسفة أنا حقا آسفة لا أستطيع الاستمرار في كتابة هذه القصة
قالت تولاي: رجاء اهدئي سيدة ثيرومي و أخبريني ماذا هناك؟
قالت السيدة: لا أستطيع الاستمرار في الكتابة لقد عجزت تماما عن كتابة النهاية
أغلقت الخط لتنظر تولاي للفراغ باستفهام يقفز فوق رأسها وضعت سماعة الهاتف في مكانها لتنهض و تحمل حقيبتها لتقول: سأذهب للتحدث مع السيدة ثيرومي إن سأل أحدهم عني
قالت جينجر: مجددا؟ إنها المرة الرابعة هذا الشهر
ابتسمت تولاي لها بمرح شديد لتغادر مسرعة المكان استقلت سيارة أجرة ليوصلها السائق للعنوان المطلوب غادرت السيارة لتدخل ذلك البناء الطويل فتح الباب الزجاجي فور اقترابها منه صعدت المصعد لآخر طابق في المبنى غادرت المصعد لتسير في الممر الضيق وصلت الشقة المطلوبة لتقرع الجرس مرات عدة ليأتيها صوت السيدة ثيرومي من خلف الباب: من هناك؟ لم كل هذا الإزعاج؟ سأفتح الباب حالا
فتحت الباب لتفاجئ برؤية تولاي التي انحنت لها قليلا ثم قالت: مساء الخير سيدتي أردت معرفة المزيد عن حديثنا في الهاتف
تنهدت السيدة ثيرومي بانزعاج شديد لتسند جسدها على طرف الباب لتقول: لا يوجد ما أضيفه على ما قلته
قالت تولاي: أود معرفة السبب وراء ذلك
اقتربت منها السيدة ثيرومي لتهمس في أذنها: لا بأس بالعبث قليلا مع الفريسة قبل التهامها صحيح؟
ابتعدت تولاي خطوات كثيرة عنها لتبتسم السيدة ثيرومي بخبث اصطدم جسدها بشخص ما خلفها التفتت إليه لترى الابتسامة الخبيثة تزين شفتيه اقتربا منها بخطوات ثابتة لتشعر بالارتباك أكثر أغمضت عينيها بقوة لتفتحهما بهدوء لترى نفسها في مصعد مقر عملها استندت على حائطه لتحاول إعادة ضبط أنفاسها و نبضات قلبها فتح باب المصعد لتعتدل في وقفتها و تنزل رأسها دخل شابين المصعد ليقول الأول بعد تنهيدة قصيرة: لا أصدق بأنهم جعلوك تأتي كل هذه المسافة لأجل شيء كهذا
قال الشاب الآخر: لا تهتم للأمر كثيرا ثم أنه اجتماع مهم سيتحول كتابي لمسلسل درامي سيكون هذا رائعا
التفت الأول لتولاي ليقول لها: آه آنسة لوريجن هادئة كعادتك لم أشعر بوجودك هنا
التفت الشاب الآخر لها لتظهر عينيه العشبيتين و شعره الأشقر ابتسم لها بمرح ليقول: سررت بالتعرف عليك أخيرا آنسة لوريجن سمعت الكثير عنك من الكتاب الآخرين و كذلك العاملين هنا أنت مشهورة للغاية
رفعت رأسها لتنظر ليد الشاب التي مدت في اتجاهها نظرت لصاحبها ليبتسم لها بمرح و يقول: أنا توم كوين
صافحته بهدوء دون قول شيء لتتسع ابتسامته و يقول: اعتقدت أنني سأسمع صوتك
لم تجبه بأي شيء ليقهقه بمرح أخرج من جيب قميصه العلوي بطاقة تحوي اسمه و رقم هاتفه ليضعها في يدها و يقول بمرح: سعدت حقا بالتعرف عليك شخصيا آنسة لوريجن
فتح باب المصعد ليغادرا للطابق الأول من المبنى عادت لطابق مكتبها جلست في مكتبها لتضع تلك البطاقة على الطاولة قالت جينجر بمرح: كيف جرى الأمر معها؟
قالت تولاي: لم تفتح لي الباب
قالت جينجر: ماذا؟ هذه السيدة حقا مزعجة للغاية كيف تتعاملين معها تولاي؟
قالت تولاي: لا تقلقي سأسلم العمل لغيري
اقترب جون منهما ليقول: لقد عدت أخيرا كنت أبحث عنك و أخبرتني جينجر بأنك ذهبت لرؤية السيدة ثيرومي هل حدث شيء ما هناك؟
قالت تولاي: لا شيء مهم لم السؤال؟
قال جون: لقد اتصلت منذ قليل و قالت أنها لا تريد العمل معك
قالت تولاي: هكذا إذا
ابتسم لها جون ليضع يده على رأسها ليقول بمرح: لا تقلقي سأتعامل مع الأمر بنفسي لذا أخبريني ماذا جرى
قالت تولاي: لا شيء ذهبت لرؤيتها و رفضت الحديث معي لا أود العمل معها أيضا
نظر جون إليها يحاول قراءة شيء ما خلف تلك العيون الواسعة ليبتسم لها بمرح و يغادر لتقول جينجر: يبدو أنه يحبك تولاي
نظرت تولاي إليها باندهاش من كلامها لتضحك جينجر بمرح شديد أنزلت تولاي وجهها المندهش لتقول: جون كأخي الأكبر و حسب
قالت جينجر: أنت رائعة حقا صحيح أثناء ذهابك أتى رئيس القسم و قال بأننا سنذهب للاحتفال هذا المساء بنجاح مجموعة كبيرة من المؤلفات لنذهب سويا
قالت تولاي: لا أحب السهر خارج المنزل لكن لا بأس
قهقهت جينجر بمرح شديد لتبتسم تولاي أكملت كلتاهما عملها حتى المساء توجه الجميع مباشرة للمطعم الذي حجز لهم فيه بعد انتهاء الدوام كانت الأجواء الاحتفالية مرحة للغاية فهؤلاء يتسامرون و أولئك يفرطون في شرب الخمور و آخرون يتحدثون عن النجاحات البارعة التي تتالت عليهم الشهر الفائت كان الجميع يستمتع بوقته هناك حتى وقت متأخر من الليل بدأ الحضور بالانسحاب تدريجا حتى خلت تقريبا من أغلبهم اقترب جون من تولاي بعد توديع زملائه ليقول: أتريدان أن أوصلكما للمنزل؟
قالت تولاي: لا سنكون بخير زوجها قادم لأخذها للمنزل منزلي ليس بعيد من هنا
قال جون: حسنا أراكما بعد غد في العمل
ابتسم لها بمرح شديد ليضع يده على رأسها كما يفعل عادة لتتسع ابتسامته و يغادر دخل رجل المطعم ليبحث عن شخص ما اقترب منهما ليقول بمرح: مرحبا لابد أنك الآنسة لوريجن أليس كذلك؟
قالت تولاي: أجل سررت برؤيتك سيدي
نظر لجينجر النائمة بالقرب من تولاي تسند رأسها لكتفها ليبتسم لها بلطف و يقول: أتمنى ألا تكون زوجتي قد أزعجتك
قالت تولاي: أبدا قضينا وقتا ممتعا
حاول إيقاظها ليسندها على كتفه و يأخذها للسيارة حملت حقيبتها لتغادر المطعم نظرت لساعة الهاتف لتقول بصوت منخفض: الساعة الثانية و النصف صباحا متى سأستيقظ لو نمت الآن؟ أصبح التفكير صعبا مع كل هذا التعب
بدأت السير لتغادر منطقة المطعم لتعود لمنطقتها الهادئة في هذا الوقت المتأخر من الليل هواء الخريف البارد أعلن اقتراب الشتاء أسرعت الخطى لمنزلها تريد الهروب من هذا البرد الذي يحيطها وصلت لمبنى سكنها لترى أحد الرجلين من محطة القطار لتطلق تنهيدة يائسة رسم ذلك الرجل ابتسامة خبيثة ليقترب منها بهدوء واضعا يديه في جيب بنطاله الأسود ليهمس بأذنها قائلا: عليك الاستسلام قبل أن تسوء الأمور تعرفين السيد زورف لن يتوقف حتى خضوعك له
ابتعدت عنه لتسير بهدوء متجاهلة كلماته الغير جديدة على مسامعها كل ما التقاها محيت تلك الابتسامة من وجهه ليقول في نفسه: ستندمين على هذا بالتأكيد
اختفى من هناك خرجت تولاي من الحمام و هي تلف المنشفة الخاصة بها حول جسدها النحيل دخلت المطبخ لتشرب كوبا من الحليب المحلى بالعسل أخذت نفسا عميقا لتبدل ثيابها و تذهب لسريرها لتنام مضى يومان بعد الاحتفال هادئان أتى جون لمكتب تولاي ليقول لها: مساء الخير لم أرك اليوم بطوله تولاي
قالت جينجر بمرح: هذا لأنها كانت مشغولة جدا أعتقد أنها قد قامت بزيارة جميع الأقسام هذا اليوم
قالت تولاي: أعرف أنك تسخرين مني جينجر
ضحكت جينجر بمرح ليبتسم جون و يقول: هناك كاتب يريد العمل معك و قد اختارك شخصيا لسبب ما
رفعت تولاي رأسها عن الطاولة لتنظر إليه باستغراب ليبتسم لها و يقول: بما أن مدير القسم قد وافق على الفور لا أعتقد أنه بإمكانك الرفض
أخرجت تنهيدة متعبة ليضحكا عليها باستمتاع أتى مدير القسم لينظر لتولاي الهادئة كالعادة ليقول: عليك الذهاب لمنزل الكاتب الآن هناك أشياء مهمة لإيصالها
نهضت لترتدي معطفها بهدوء أخذت تلك الحقيبة الورقية المتوسطة ذات اللون الأزرق بنجوم رمادية سارت بالقرب من مدير القسم المغادر المكان ليوقفها قبل صعود المصعد قائلا: صحيح سمعت أنه لم يتناول أي شيء منذ أيام لذا اشتري بعض الأشياء له
هزت رأسها موافقة لتغلق باب المصعد تنهدت من جديد غادرت المبنى لتقف أمام محطة الحافلات تدقق بالعنوان الذي أعطي لها لتقول في نفسها: ليس غريب عليّ أذهبت لهناك مسبقا؟ لا أعتقد ذلك
صعدت الحافلة المزدحمة في هذا الوقت من الظهيرة لتقف بين الركاب وصلت للعنوان المطلوب لتصعد جسر المشاة و تسير بهدوء كان الجسر طويلا يسبب الملل وصلت الجهة الأخرى لتنزل الدرج دخلت أقرب مبنى للجسر وصلت للشقة المطلوبة قرعت الجرس عدة مرات ليفتح صاحب الشقة الباب بوجه نعس بالكاد استطاع تحريك جسده نظر إليها بعينيه المتعبتين في انتظار ما ستقوله كانت تولاي تنظر إليه بعينيها الواسعتين الفاحصتين له ببرود لتقول: أنا تولاي لوريجن سأعمل معك ابتداء من اليوم
ردد اسمها خلفها يحاول تذكر صاحبها لينظر إليها جيدا ثم يبتسم بمرح و يقول: بالتأكيد آنسة لوريجن لم يخبرني أحد بقدومك يسرني العمل معك تفضلي بالدخول رجاء
دخلت تولاي شقته المكونة من طابقين صالونها في الطابق الأول به أرائك بنية فاخرة توسطتها منضدة مربعة زجاجية مرتفعة وضع كوبي قهوة على المنضدة ليقول لها: آسف على استقبالك بهذا الشكل كنت أكتب طوال مساء أمس حتى الصباح نمت قبل دقائق فقط
قالت تولاي: آسفة على إزعاجك بحضوري في هذا الوقت
ابتسم لها بمرح شديد رشف قهوته بهدوء ليغمض عينيه بنعاس شديد تحرك جسده ببطء ليستقر ممدا على الأريكة وضعت تلك الحقيبة الورقية على المنضدة بهدوء مع الكيس البلاستيكي الذي يحتوي على بعض الوجبات الغذائية كتبت ملاحظة على ورقة لاصقة لتضعها على الكيس غادرت المنزل بهدوء لتعود لعملها وقت الاستراحة وجدت الثرثارات يملأن المكان بثرثرتهن المزعجة عن ذلك الفنان المشهور اقتربت منهن بهدوء لتقول: ألا يوجد مكان آخر لنشر تفاهتكن فيه غير هنا؟
نظرن إليها باشمئزاز و انزعاج شديدين ليغادرن و هن يثرثرن عنها قالت جينجر: آسفة لم أستطع فعل شيء
جلست تولاي على الكرسي لتقول: لا عليك لم بقيت حتى الآن؟ أليس لديك موعد مع زوجك؟
نظرت جينجر لساعتها لتنهض مسرعة و تقول: يا إلهي كيف لم أنتبه على الوقت؟ إلى اللقاء تولاي
ابتسمت لها لتلوح لها مودعة رسمت جينجر ابتسامة على شفتيها لتغادر مسرعة نظرت للأوراق بين يديها لتبدأ العمل عليها أنهت العمل بعد التاسعة المكاتب من حولها خالية الجميع قد عاد للمنزل منذ ساعات أغلقت الملف الأسود لتحمله مع مجموعة أخرى من المستندات و تغادر المكتب شاهدت بعض الأضواء قادمة من نهاية الممر سارت بهدوء لتطرق الباب النصف مفتوح رفع ذلك الشخص رأسه عن حاسوبه ليبتسم لها و يقول: أنت لم تغادري بعد؟
قالت تولاي: كان لديّ بعض الأعمال و قد انتهيت منها
قال الرجل: حسنا ضعيها هناك سأحرص على جعل الرئيس يراها غدا صباحا
انحنت له انحناءة خفيفة لتغادر المبنى عائدة لمنزلها أثناء صعودها ذلك المنحدر رن هاتفها لتخرجه من الحقيبة نظرت للشاشة لتستغرب الرقم الغريب الذي يتصل في هذا الوقت رفعت الخط لتسمع صوت المتصل القائل: مرحبا آنسة لوريجن آسف على اتصالي في هذا الوقت
قالت تولاي: لا أبدا سيد كوين
قال توم بمرح: ناديني توم فقط
قالت تولاي: هل لي بمعرفة السبب وراء الاتصال؟
قال توم: آه صحيح أردت شكرك على الوجبات التي أحضرتها لي
قالت تولاي: الأمر ليس بمشكلة طلب إلي ذلك
قال توم: حسنا أراك غدا إلى اللقاء
أغلق الخط ليتنهد بارتياح رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول له الشاب الذي كان معه في المصعد: ماذا هناك توم؟
قال توم بمرح: لا شيء مهم
قال الشاب: ماذا تقصد بذلك؟ بالتأكيد هناك شيء مريب بك اليوم
اتسعت ابتسامته السعيدة نظر لحاسوبه المحمول ليكمل كتابة باقي روايته عند تولاي التي وصلت منزلها لتجد ذلك الظرف الأبيض أسفل بابها حملته لتضعه على المنضدة لتذهب و تبدل ثيابها جلست على الأريكة و هي تحمل كوب نعناع مغلي مع الليمون رشفت رشفة منه لتضعه على المنضدة و تفتح الظرف لترى تذكرة حفلة موسيقية ستقام غدا في المدينة رأت الرسالة المرفقة معهما لتعرف المرسل أعادت الظرف إلى المنضدة لتكمل احتسائها للنعناع المغلي أنهت الكوب لتذهب لتنام فتحت عينيها بهدوء لترفع رأسها عن الوسادة نظرت للساعة القريبة منها فركت عينيها بهدوء لتنهض من السرير و تذهب لتستحم و ترتدي بنطال أسود يصل لمنتصف الساق ضيق و بلوزة زرقاء داكنة بأكمام طويلة و جاكيت رمادي بأكمام على الكتف بقبعة واسعة سرحت شعرها بشكل ذيل فرس دخلت المطبخ لتحضر إفطارها تناولته بهدوء و هي تشاهد التلفاز لفت اهتماها ظهور توم مع مدير أعماله على الشاشة لتزيد مستوى الصوت لتسمع مقدمة البرنامج تقول: توم كوين دائما ما يتصدر الأخبار و يبهرنا بأعماله التي تتوالى عليها الجوائز وصلتنا أخبار بأن أحد رواياته المميزة ستتحول لمسلسل درامي لابد أن الجميع متحمس لمعرفة تفاصيل أكثر عن الأمر....
أغلقت التلفاز لتضع المتحكم على المنضدة حملت تلك الأطباق لتأخذها للمطبخ قامت بغسلها لتغادر المنزل تجولت قليلا في المدينة حتى موعد الحفلة في الرابعة و النصف مساء وصلت لمكان الحفل داخل قاعة مغلقة مزدحمة بالمعجبين و محبي الموسيقى وقفت في مكان بعيد عن السماعات المكبرة للصوت الثرثرة و الحماس يملآن المكان كانت تولاي تنظر للناس من حولها و هي تقول في نفسها: لم هم مهتمون كثيرا بهذا النوع من الضجيج؟ لم أكن لأتي لو لم يكلف جون نفسه بشراء التذكرة
خفتت الأضواء و الأصوات لتعلن الموسيقى عن ظهور صاحب الحفل الذي صعد المسرح بابتسامته الساحرة الباردة بدأت الجماهير بالصراخ لمجرد رؤيته حمل مكبر الصوت ليبدأ الغناء لم تكن تولاي مهتمة كثيرا بالأمر حتى شعرت بنظرات تراقبها من الخلف حاولت الالتفات لكن المكان مزدحم بالناس المجانين حسب رؤيتها عضت شفتيها بانزعاج لتشعر باختفاء تلك النظرات لتقول في نفسها: ربما خيل لي ذلك
انقضت الساعات الثلاث سريعا ليبدأ ذلك الحشد بالتحرك مغادرا المكان و هو يتحدث عن الحفل الجنوني و صاحبه أثناء مغادرتها أوقفها رجل يقول بابتسامة مرحة: أنت محظوظة للغاية بطاقتك كانت البطاقة الرابحة لمقابلة كاي لابد أنك سعيدة للغاية
نظرت تولاي إليه بعينيها الباردتين ليشعر بالارتباك طلب منها اللحاق به ذهبا خلف المسرح المتوسط الحجم ليسيرا في تلك الممرات ليقفا أخيرا أمام باب غرفة أبيض اللون طرق الباب ليقول: كاي لقد أتت صاحبة التذكرة الفائزة لرؤيتك
فتح الباب ليدخل برفقة تولاي لترى ذلك الشاب ذا الشعر الأسود الذي غطى جبينه و عنقه فتح عينيه الزرقاوين الداكنتين لينظر لتولاي رسم ابتسامة مستمتعة على شفتيه ليقول: حسنا غادر من هنا
غادر الرجل ليغلق الباب خلفه أسند ذلك الشاب ظهره على الأريكة واضعا ساقه اليمنى على الأخرى ليقول: لم أتوقع رؤيتك مجددا أيتها الفراشة النادرة
توسعت حدقتا عينيها ليتراجع جسدها للخلف وحده شعر بالخطر من نظرات هذا الفنان المشهور شفتيها المرتدعتين تحركتا بصعوبة لتقول: من تكون أنت؟ أتطاردني؟
نهض من الأريكة ليقترب منها ببرودة أعصاب سعيدة لرؤيتها متوترة بهذا الشكل اصطدم جسدها بالباب المغلق خلفها وقف ذلك الشاب بالقرب منها ليقول: بالتأكيد لا أطارد فراشة جميلة مثلك لكن من الغريب رؤية واحدة في مكان كهذا ألا توافقينني الرأي؟
عينيه الزرقاوين كادتا تغرقانها في بحر من الخوف و الرعب لتختفي من تلك البقعة محيت الابتسامة من شفتيه ليعود لمكانه وضع رأسه على الوسادة البنية الفاتحة القريبة ليغمض عينيه المرهقتين عند تولاي التي كانت تستند على الجدار و هي تلتقط أنفاسها المحاولة تهدئتها تلك الأعين الزرقاء لا تغادر مخيلتها التي تفكر في أسوأ ما يحدث لو كشفت هويتها الحقيقية لو كانت مطاردة بالفعل عقلها لا يتوقف عن تكرار مشاهد بشعة تود نسيانها لم تستطع قدماها التحمل أكثر لتخور قواهما و تسقط أرضا وضعت يدها على صدرها لتقول: سأكون بخير سأكون بخير لن يحدث أي شيء سيء
أخذت نفسا عميقا لتزفره مع كل تلك الوساوس المخيفة نهضت من هناك لتنفض ذلك الغبار عن ملابسها لتكمل سيرها إلى المجهول تلاعب نسيم الهواء المسائي بخصلات شعرها السوداء توقفت قدماها عن السير على جسر المشاة الطويل رفعت بصرها للسماء الداكنة المليئة بالنجوم الجميلة المختبئة خلف غيوم داكنة شعرت بالوحدة تملأ كيانها شعرت بتلك القطرات الباردة المرتطمة بجسدها الدافئ أكملت سيرها عائدة لمنزلها تجاهلت جسدها المرتعش من البرد و البلل الذي أصابه وصلت المنزل لتتجه للحمام مباشرة ملئت حوض الاستحمام الذي لا تستعمله عادة بالماء الدافئ خلعت ثيابها لتلقيها في سلة قماشية زرقاء داكنة غطست في الحوض العميق لتغمض عينيها بارتياح تذكرت تلك العيون الزرقاء الداكنة لتفتح عينيها بخوف شديد و تلتقط أنفاسها ارتاحت بعد التأكد من وجودها في شقتها أسندت ظهرها بالحوض لتقول: كيف عرف ذلك إن لم يكن يطاردني؟
غادرت الحوض لتفرغه من الماء و تحمل المعطف القطني الأرجواني الفاتح لترتديه و تغادر الحمام لترتمي على سريرها غطت في النوم فور ملامسة جسدها للسرير في مكان آخر حيث غادر ذلك المدعو كاي سيارته الزرقاء الداكنة الصغيرة ذات المقاعد الرمادية الداكنة ليصعد الدرج الحديدي في زاوية الموقف المليء بالسيارات المختلفة فتح الباب الأسود ليدخل لذلك الممر الطويل الأبيض الفاخر سار بهدوء ليفتح الباب الأبيض الموجود نهاية الممر التقى بامراءة أربعينية جميلة عيناها البنيتين الداكنتين تكونت قربها تجاعيد صغيرة و شعرها البني الأفتح درجة من لون عينيها رفع للأعلى بطريقة جميلة تخلع معطفها البني من الفرو الناعم نظراتها اللطيفة في اتجاهه تغيرت لأخرى منزعجة فور اقترابها منه لتقول له: أخبرتك مئة مرة ألا تأتي من الباب الخلفي الخاص بالخدم
نظر إليها بهدوء لتصمت قليلا و تتنهد اقتربت من جسده البارد لتقول: ماذا هناك؟ تبدو هادئا أكثر من العادة
ابتعد عنها خطوات قليلة ليصعد الدرج لتفعل المثل سارت خلفه بخطوات صغيرة في انتظار حديث و لو قصير بينهما لتتنهد بهدوء و تقول: أتمنى لو كان لاري هنا لحل لنا هذا اللغز العجيب
قال الشاب: لقد أخذ فترة طويلة هذه المرة أين ذهب؟
قالت السيدة: بالفعل لقد ذهب إلى إيطاليا لقد اشتقت إليه كثيرا
تقدمت يدان لخصر السيدة لتسحبها لأحضان دافئة التفتت بابتسامة جميلة وضع صاحب تلك اليدين ذقنه على كتف تلك السيدة ليهمس بلطف: اشتقت إليك أيضا عزيزتي مايا
التفت الشاب إليهما بنظراته الهادئة المحدقة بهما رسم ابتسامة لطيفة سرعان ما غادرت فور التقاء عينيه بعيني ذلك الرجل الذي حمل لون عينيه ليبتسم له و يقول: أتشعر بالغيرة من والدتك كايت؟ لقد أصبحت وسيما مثلي بالتأكيد
قهقهت الوالدة بمرح لتقول: لا تزال مغرورا كما عهدتك متى عدت للمنزل؟
أغمض عينيه و هو يقول بابتسامة جميلة: سمعت قلبك يناديني فأتيت مسرعا
ضحكت الوالدة بمرح ليغادر كايت المكان سامحا لهما بأخذ راحتهما وصل لباب غرفته المظلمة خلع جاكيته الأسود ليلقيه على السرير كما فعل بجسده المنهك من العمل المتواصل لأيام لهذه الحفلة أغمض عينيه ليأخذ قسطا من الراحة ليسمع بعض الضحكات المكتومة أسفل سريره ليفتح عينيه بهدوء و يتنهد بانزعاج و يقول: اخرجوا من هنا جميعا
خرج مجموعة أطفال مختلفي الأعمار من تحت سريره العالي بضحكاتهم العالية المستمتعة ليقول أحدهم: لقد نجحنا بالتسلل لغرفتك أخي كايت
قال كايت: لقد حضر أبي منذ قليل
خرجوا جميعا بمرح شديد و اشتياق لوالدهم الغائب عنهم تسعة أشهر تنهد بارتياح ليغمض عينيه و ينام




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 09:20 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 01:32 AM   #2
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






في الظهيرة في دار النشر لم تتوقف الهواتف عن الرنين و الملفات عن الانتقال و الأشخاص عن الحركة القسم مليء بالفوضى عند جينجر التي تتحدث عبر الهاتف بعجلة تنهدت بعد انتهاء تلك المكالمة الطويلة نظرت للمكتب الفارغ بالقرب منها لتطلق تنهيدة جديدة اقترب جون منها ليقول: مرحبا جينجر ألم تتصل بك تولاي بعد؟
قالت جينجر: لا لم تفعل أنا قلقة عليها بعض الشيء
تنهد جون بهدوء لتنظر إلى وجهه القلق رسمت ابتسامة ظريفة على شفتيها لينظر إليها بشيء من الارتباك رن الهاتف الموضوع على مكتب تولاي اقترب جون منه ليحمل السماعة و يضعها على أذنه ليقول: مرحبا هذا مكتب الآنسة لوريجن
قال المتصل: آه مرحبا بالتأكيد أنت لست هي
قال جون: أجل هي لم تحضر اليوم
قال المتصل: ماذا؟ اعتقدت أنها مشغولة بالعمل لذلك لم تجب على اتصالاتي
قال جون: هل يمكنني إيصال رسالة لها؟
قال المتصل: لا عليك شكرا على إخباري بذلك
أغلق الخط ليعيده لمكانه و يقول: لا تجيب على هاتفها يبدو أن شيئا ما قد حدث لها
قالت جينجر: لا أظن ذلك فهي فتاة حذرة
تنهد كلاهما مجددا ليعودا لعملهما عند تولاي فتحت عينيها المتعبتين بهدوء لتواجه سقف غرفتها الهادئة نظرت للساعة القريبة منها لتجدها الثالثة و النصف مساء رفعت جسدها بهدوء من السرير لتحمل هاتفها و تتصل بجون رفع الخط على الفور ليقول بنبرة قلقة طغت على صوته النحيل بعض الشيء: أأنت بخير تولاي؟
قالت تولاي: أجل فقط أصبت بالمرض من الحفلة الموسيقية بالأمس
تعجبت التنهيدة المرتاحة التي صدرت منه ليقول: اعتقدت أن شيئا ما قد أصابك
قالت تولاي: أنا بخير آسفة لأنني لم أحضر اليوم قد أخذ يوم غد أيضا إجازة قصيرة
قال جون: حسنا سأخبرهم بذلك إن احتجت لشيء ما أخبريني به حسنا؟ إلى اللقاء
أغلقت الخط لتضع الهاتف على السرير و تنهض لتغادر للحمام استحمت بهدوء لترفع شعرها بشريطة زرقاء داكنة بشكل دائري أخرجت من الدرج البني نظارة طبية مزينة بشرائط زرقاء صغيرة على أطرافها تدلت منها سلسلة معدنية نحيلة و ارتدت تنورة واسعة بيضاء اللون و بلوزة زرقاء داكنة بأزرار دائرية بيضاء و شريطة بيضاء أحاطت المعصم و حذاء أزرق داكن بكعب عالي غادرت شقتها لسير بهدوء وسط جموع الناس المحدقة بها باستغراب وصلت لبوابة حديدية كبيرة أوقفها الحرس لتنظر لوجههما بهدوء اقترب الأول منها ليقول: أرجو المعذرة يا آنسة لكن لا يسمح لك بالدخول بلا إذن مسبق
أخرجت المسدس الفضي الخاص بها لتطلقه على رأسه سقطت جثته بهدوء ليقترب الآخر من جرس الإنذار لتوقفه عن الحركة بتلك الرصاصة سارت في الممر الطويل و العريض وصلت للباب الرئيسي للمنزل الكبير قرعت الجرس ليفتح الباب رجل كبير في السن نظر إليها بهدوء ليقول لها: آنسة كاسي صحيح؟
قالت تولاي: أجل
قال الرجل: لقد كان السيد في انتظارك
ابتعد عن طريقها لتدخل المنزل أغلق الباب الأبيض الكبير خلفها ليسير أمامها بضع خطوات صعدا الدرج بهدوء توقفا أمام تلك الفتاة التي تثرثر مع الخادمة المبتسمة خلفها لتقول: مرحبا ألفرد من هذه؟ لا تقل أنها معلمة خاصة أخرى
انحنت تولاي لها بهدوء لتقول: اسمي هو كاثرينا كاسي آنستي سأعمل مساعدة للسيد
قالت الفتاة بنبرة متعجرفة و نظرات فاحصة: أجل أجل ستتحولين من مساعدته لفتاته جميع من سبقك كان كذلك لكنك غريبة جدا ملابسك سخيفة و لا تضعين مساحيق تجميل لن تعجبيه أبدا
قال الرجل: آنستي أرجوك عليها مقابلة السيد
قالت الفتاة: أيا كان شيء واحد بعد
اقتربت منها الفتاة لتهمس في أذنها بسخرية: مفاتنك ليست مغرية أبدا ستندمين عليها
ابتعدت عنها لترسم ابتسامة راضية عن كلماتها التي لم تؤثر في تعابير تولاي التي أفرغت ثلاث رصاصات واحدة في صدرها و أخرى في صدر الخادمة و أخيرة في صدر الرجل أكملت سيرها في ذلك الممر الطويل لتتجه لمكتب ذلك الرجل طرقت الباب بهدوء ليقول: تفضل
دخلت الغرفة ليرفع رأسه عن المستندات التي وضعت على طاولته السوداء رسم ابتسامة جميلة على شفتيه ليقول: اعتقدت بأنك نسيت موعدنا آنسة كاسي تفضلي بالجلوس
اقتربت من مكتبه بهدوء لتقول: أنا لم آتي هنا للجلوس سأجعلك تذوق الألم الذي عشته لفترة طويلة
نظر إليها باستغراب من كلماتها التي لم يفهم معانيها الخفية أخرجت ذلك المسدس الفضي لتتوسع حدقتا عينيه المصدومتين نهض جسده بهدوء عن الكرسي المتحرك ليتراجع للخلف ليقول: ماذا تريدين مني؟
قالت تولاي: قتلت عشيرتي قبل زمن طويل لن أسامحك على هذا أبدا
زادت تلك الكلمات صدمته بحث عن شيء ما فيها ليعرف إلى أي عشيرة انتمت هذه الفتاة باردة الأعصاب لمح النقوش الأرجوانية على المسدس ليقول: أنت لا تنتمين إلى أي عشيرة حتى من تكونين؟
أغلقت عينيها بهدوء لتفتحهما بعد فترة من الوقت نبضات قلبه المرتعبة زادت مع رؤية اللون الأخضر الذي زين عينها اليمنى أطرافه بدأت في الارتعاش ليقول بارتباك و خوف: لا أعرف من تكونين حقا لكنني لم أتورط قط في قتل عشيرتك
قالت تولاي: أجل سيد روك ماني لم تتورط في قتلهم لكنك قتلت والدتي بيديك لا زلت أذكر وجهك جيدا
لم تتحمل رؤية أنفاسه الهاربة منه لتضغط الزناد لتريح رئتيه المتعبتين من أخذ الأكسجين تلك الرصاصة دوى صوتها في المكان معلنا بداية مجزرة مخيفة في وضح النهار غرق جسدها في دماء قاطني ذلك المنزل الكبير لم ترف عينيها أو تتردد أثناء قتل أي فرد منهم عادت لمنزلها مع انتصاف الليل لتغسل تلك الدماء عن جسدها لتتذكر مشاهد حفرت في ذاكرتها غادرت الحمام لتشرب كوب دافئ من الحليب المحلى بالعسل رن هاتفها في غرفة نومها حيث تركته حملته لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر بنبرة طغت عليها السعادة و المرح: سعيدة لسماع صوتك أخيرا تولاي سمعت بأنك ستأخذين يوم غد إجازة أأنت بخير؟
قالت تولاي: أصبت بالبرد لقد بقيت في المطر لفترة طويلة يوم أمس
قالت جينجر: ماذا؟ حالتك ليست سيئة جدا أليس كذلك؟
قالت تولاي: لا أنا بخير سأعود للعمل قريبا
قالت جينجر: لقد شعرت بالوحدة حقا بدونك هنا آه صحيح لدي خبر لك
قالت تولاي: أنهيت عملك مع الكاتبة الجديدة؟
ضحكت جينجر بمرح شديد لتقول: لا خبر من نوع آخر
مرت لحظة صمت لتتنهد جينجر و تقول: أنا حامل في شهري الثاني
قالت تولاي: مبارك لك جينجر
قالت جينجر بنبرة مستسلمة: ألا يمكنك أن تكوني سعيدة لأجلي و لو قليلا تولاي؟
ابتسمت تولاي بهدوء لتقول: أنا سعيدة لأجلك حقا جينجر
قهقهت جينجر بمرح على ردها لتعتذر إليها و تغلق الخط ألقت بهاتفها على السرير لتضع جسدها المرهق عليه مضى يوم واحد فقط قبل أن تبدأ الصحافة التحدث عن مجزرة قصر روك ماني في دار النشر حيث كان الجميع يتحدث عن ذلك الخبر قطع ثرثرتهم عنه دخول توم للقسم بابتسامة لطيفة و هو يحمل باقة ورد بيضاء متوسطة الحجم احتشدوا من حوله يحدثونه و يطلبون توقيعه بالرغم من الابتسامة الجميلة التي علت وجهه إلا أنه لم يحب كل هذا ليقول: أتيت لأجل العمل لذا أرجو المعذرة
أزاحهم عنه بتلك الكلمات لكن نظراتهم لا تزال تلاحقه منتظرين المكان الذي سيتوقف عنده وقف خلف تلك الفتاة المشغولة جدا بعملها لتتسع ابتسامته انحنى قليلا بالقرب منها ليمد الباقة أمامه ليجذب ناظريها التفتت إليه بعينيها الهادئتين كالعادة ليقول بمرح: مرحبا آنسة لوريجن سعيد لعودتك سالمة
لم تجبه بأي شيء ليعتدل في وقفته منتظرا إجابة و لو قصيرة منها لتنهض من كرسيها المتحرك و تنظر للباقة التي وضعها على مكتبه لتقول: أرجو المعذرة لكنني لست مهتمة بهذا و لديّ الكثير لإنجازه شكرا لقدومك لهنا على كل حال
انحنت له بطريقة مهذبة لينظر إليها بعينيه المتوسعتين كما بقية الموجودين الأجواء الهادئة في المكان وترت القلوب أكثر اعتدلت في وقفتها لتحمل الملف الموضوع على مكتبها لتنحني إليه من جديد و تغادر ذلك المكان أفاق من ذهوله على صوت جينجر التي قالت: أعتذر بالنيابة عنها سيد كوين أتمنى بأنها لم تقم بإزعاجك
رسم ابتسامة لطيفة و سعيدة على وجهه ليغادر هو الآخر وسط أنظار الناس المشفقة عليه صعد المصعد لتمحى تلك الابتسامة فور غلق الأبواب ليسند جسده على المصعد و يطلق تنهيدة عميقة ليقول: هكذا إذا آنسة لوريجن هذا كان مؤلما لكنني لن أتوقف هنا فقط
اتسعت ابتسامة أسعد من سابقتها على وجهه المستمتع بالأمر عند تولاي التي عادت بعد نصف ساعة لتجلس على الكرسي المتحرك الخاص بها لتقول لها جينجر: لقد كان هذا تصرفا غير لائق تولاي لقد قدم السيد كوين إلى هنا لقلقه عليك
قالت تولاي و أصابعها تتحرك على لوحة مفاتيح الحاسوب بسرعة: الأمر ليس كذلك و حسب هذا النوع من الأشخاص مزعج سترين قريبا
نظرت جينجر إليها باستغراب قدم إليهما جون بابتسامته المعتادة ليقف خلف تولاي و يقول: اعتقدت أن السيد كوين هنا
قالت جينجر: لقد غادر منذ نصف ساعة تقريبا
قال جون: ماذا؟ هناك الكثير من الأشياء لنتناقش فيها بشأن قصته الجديدة
نظر لتولاي التي أبدت عدم اهتمام كبير بالأمر ليبتسم و يقول: أعرف أنك مشغولة الآن لكن هلا أوصلت له الرسالة؟
توقفت أصابعها عن الحركة ليترقبا إجابتها في ذلك الصمت لتقول: سأفعل فقد أنهيت عملي هنا على أي حال
تنهد جون بارتياح شديد لتكتم جينجر ضحكتها على تصرفه أخبر تولاي بكل شيء و أعطاها بعض الكتب لتوصلها ارتدت معطفها الأسود و غادرت المكان لعنوان السيد كوين وصلت لهناك ليفتح الجرس على الفور تفاجئ في البداية لكنه سرعان ما ابتسم و قال: أهلا بقدومك آنسة لوريجن لم أكن أعرف بقدومك أحدث أمر طارئ؟
قالت تولاي: أجل لذا أرجو ألا أكون قد قاطعتك
ابتسم لها بمرح لتدخل المنزل عند كايت الواقف أسفل المطر الغزير يحدق بالسماء المظلمة أغمض عينيه بارتياح ليقول بصوت أقرب للهمس: اشتقت إليك كاثرين
أنزل رأسه بهدوء لتنزل قطرات المطر من خصلات شعره المبتلة تماما عادت نظراته الباردة فور سماعه صوت المخرج يقول: انتهى التصوير
هرع مدير أعماله إليه و هو يحمل مظلة بيضاء كبيرة و منشفة زرقاء داكنة ليقول له: أحسنت عملا كاي لقد كان هذا رائعا حقا
لم يجبه كايت بأي شيء ليسير معه أسفل تلك المظلة حتى صعد سيارته ليغادر للمنزل قاد سيارته وسط المطر في طريق عودته لمنزله رن هاتفه لينظر لاسم المتصل بشيء من البرود ليتنهد و يرفع الخط قال المتصل بمرح: مرحبا عزيزي كايت أأنهيت عملك؟
قال كايت: أجل منذ قليل عائد للمنزل
قال المتصل: هذا رائع للغاية فنحن في انتظارك سنقيم حفلا بمناسبة عودة لاري من عمله الطويل
قال كايت: ربما أتأخر قليلا
قال المتصل بصوته المرح: لا بأس المهم أن تأتي فنحن مشتاقون إليك
أغلق الخط ليتنهد من جديد أوقف السيارة أمام تلك الإشارة الحمراء الطويلة الشارع تقريبا خال من الأشخاص و السيارات بدت المنطقة مهجورة من أي حركة أو ازدحام وضع رأسه على المقود ليغمض عينيه قليلا ليسمع صوت السيارات من خلفه رفع رأسه ليقود سيارته بهدوء وسط ذلك المطر أوقف سيارته على رؤية ذلك الشخص الجريح الذي يسير على الرصيف القريب منه توسعت حدقتا عينيه لرؤية تلك الدماء تتدفق من جرح عميق في بطنه غادر السيارة بسرعة ليقترب من ذلك الشخص و يقول: أأنت بخير؟ ماذا حدث لك؟
توقف ذلك الشخص عن السير لينظر لكايت بنظرات خائفة مرتعبة اقترب منه ليمسك قميصه بكلتا يديه و يقول: لقد قتلهم جميعا لم يبقى أحد من عائلتي قتلوا جميعا
فقد الوعي ليسقط جسد ذلك الصبي بين أحضان كايت تلطخت ملابسه بدماء الصبي اتصل على الشرطة قبل أخذه للمشفى تفاجئ المتواجدون هناك من الشخص الذي يحمله كايت أخذه الأطباء المتواجدون لغرفة العمليات على الفور وصلت الشرطة لتقوم بتحقيق صغير مع كايت المذهول من الموقف لم ينقضي الكثير من الوقت حتى عرفت الصحافة بالأمر و أسرعوا في نشر الخبر جلس كايت بهدوء في غرفة انتظار بعيدا عن ضوضاء الصحافة رن هاتفه بضع مرات أثناء انشغاله بالتفكير نظر لهاتفه ليرى اسم والده رفع الخط ليقول: مرحبا أبي
قال الوالد: أهلا بني أكل شيء على ما يرام؟ لقد وصلتنا الأخبار توا
قال كايت: أنا بخير فقد عثرت على الصبي في منتصف الطريق و أحضرته للمشفى
قال الوالد بعدما أطلق تنهيدة عميقة: كنا قلقين عليك سأرسل لويس لاصطحابك لابد أن الصحافة قد ملئت المشفى في انتظار معرفة الحقيقة
قال كايت: لا عليك أريد الاطمئنان على الصبي
قال الوالد: حسنا أطلعنا على جديدك لاحقا
أغلق الخط ليغمض عينيه و يرجع رأسه للخلف تلك الدماء التي رآها من قبل سحبت ذكرياته القابعة في سرداب عقله للأعلى وضعت تعابير متألمة حزينة على وجهه الهادئ "وقف كايت الصغير أمام بركة الدماء النابعة من جسد والدته الملقاة على الأرض ثيابها البيضاء قد غمره اللون القرمزي للدماء بشرتها البيضاء الشاحبة ازدادت شحوبا جثى على ركبتيه ليزحف وسط تلك البركة ملوثا نفسه توقف أمام جسدها ليهزه و يقول بصوته الطفولي الباكي: أرجوك أمي ردي عليّ أرجوك
فتحت تلك السيدة عينيها ببطء شديد حركت رأسها بهدوء لجهة صوت طفلها الوحيد رسمت ابتسامة لطيفة على شفتيها لتضع يدها على وجنته الدافئة مقارنة بجسدها غادرت تلك الدموع عينيها لتقول بصوتها الهادئ: ماما لم تكن قوية كفاية لحماية نفسها لذا كن قويا حتى لا تصبح مثلي....أحبك كثيرا كايت
سقط ذراعها النحيل على الأرض كما اختفت تلك الابتسامة من وجهها لم يتمالك كايت نفسه صرخ مناديا باسمها طالبا إليها العودة بلا فائدة حضر والده و زوجته الثانية ليشاهدا المنظر البشع الموجود أمامهم أغمي على الزوجة الثانية من هول الموقف بينما أسرع الوالد في أخذ كايت بين أحضانه" فتح عينيه المقابلتين لسقف الغرفة الزرقاء الفاتحة تذكر الأحداث الذي جلبته لهذا المكان نظر للباب الذي صدر من خلفه ضجة الصحافة و الحراس المحاولين إيقافهم نهض من الأريكة البيضاء ليتجه نحو الباب فتحه بهدوء ليصمت الجميع متفاجئين من مظهره نظر لوجوههم مختلفة التعابير المعلقة به ليتنهد و يقول: أرجو المعذرة هذا المكان مشفى و يوجد مرضى نائمون سأجري أي مقابلة معكم بشأن الأمر غدا غادروا الآن
أنهى كلماته ليغادر المكان وقف أمام موظفة الاستقبال التي بدأت أحلام اليقظة الخاصة بها قال بهدوء: كيف هو حال الصبي؟
قالت الموظفة على عجل و هي تبحث بين الأوراق الموضوعة على الطاولة: آه الصبي أجل هو بخير الآن لكنه لم يستفق بعد
رفعت بصرها إليه بتلك العيون الخجولة لتصطدم بالأعين الغير مبالية بتصرفاتها اتجاهه أخرج من جيب سترته بطاقة أعماله ليضع على المنضدة الزرقاء ليقول: لو حدث أي شيء أرجو أن تتصلوا بي أولا بالنسبة لتكاليف علاجه سأتكفل بها
غادر المشفى وسط أضواء الكاميرات المراقبة له صعد سيارته ليقودها للمنزل ليوقفها في موقف السيارات دخل المنزل ليرى الجميع في انتظاره هناك بوجوههم القلقة اقتربت الوالدة منه لتعانقه و تقول: حمدا لله أنك بخير كايت كاد قلبي أن يتوقف
نظر إليها بنظراته الباردة المعتادة لتبتسم له بلطف قال الوالد: اعتقدت أنك ستأخذ الكثير من الوقت هناك
قال كايت: لم تسأل الشرطة الكثير لذلك عدت...سأذهب لغرفتي الآن
صعد الدرج بهدوء ليذهب لغرفته تنهد الوالد بارتياح لينظر إلى البقية و يقول بابتسامة مرحة: هيا جميعا لغرفكم فغدا يومكم الأول في المدرسة
قالت إحدى الفتاتان: لكن أبي لا نشعر بالنعاس
قال أحد الفتية: أجل لنلعب قليلا
قالت الوالدة: هيا استمعوا إلى والدكم يا أولاد
أرخوا أكتافهم باستسلام ليتجهوا لغرفهم كما فعل الوالدين أيضا نظرت الوالدة لزوجها الهادئ على غير العادة اقتربت منه لتأخذ يده بين أحضانها و تضع تلك الابتسامة الجميلة على شفتيها لتلفت انتباهه نظر إليها بهدوء ليمحو تلك التعابير الهادئة عن وجهه الغير معتاد عليها لتقول له مدعية الحزن: ألم أعد جميلة بنظرك عزيزي؟ أم أنك وجدت فتاة أجمل مني في إيطاليا؟
قهقه الوالد بمرح و قبل جبينها بلطف ليقول لها بابتسامة جميلة: بالتأكيد لا حبيبتي لا توجد فتاة أجمل منك و لو وجدت بالتأكيد لن تأسر قلبي كما فعلتي
ابتسمت له بمرح ليدخلا غرفتهما و يناما كما فعل باقي أفراد العائلة




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 09:48 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 01:34 AM   #3
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






في الصباح رن الهاتف كثيرا مصدرا صدى مزعجا في المكان تسللت تلك اليد النحيلة لتبحث عن الهاتف فوق المنضدة الزجاجية وصلت إليه لتضعه على الأذن المختبئة خلف الشعر الأسود الغزير ليقول المتصل: تولاي أين أنت؟ الرئيس يبحث عنك من أجل العمل الجديد
رفعت تولاي رأسها من المنضدة لتفرك عينيها بهدوء نظرت من حولها لتستغرب تواجدها في هذا المكان الجديد على عينيها حاولت تذكر أي شيء مما حدث معها بالأمس لتجيب بصوتها الناعس: آسفة سأكون عندكم في وقت قصير
قال المتصل: يا إلهي هل استيقظت لتوك؟ إنها التاسعة و النصف صباحا أثملت بالأمس أو شيء من هذا القبيل؟
قالت تولاي و هي ترتب أغراضها المبعثرة على الطاولة: لا أنا بخير سأخبرك لاحقا جون
قال جون: سأكون في انتظارك إلى اللقاء
أغلقت الخط لتنهض من على الأرض لترى توم نائم على الأريكة واضعا حاسوبه الشخصي فوقه حملته بهدوء لتضعه على المنضدة غطت جسده المرتعش من النسيم البارد نظرت لأكواب القهوة الفارغة الموضوعة على المنضدة من جهته لتحملها و تضعها في المطبخ حضرت له وجبة خفيفة مما وجدته في ثلاجته الشبه فارغة غادرت بعدها للعمل مباشرة التقت بجون أمام الباب انحنت له بهدوء لتقول بنبرتها الهادئة المعتادة: أنا حقا آسفة استيقظت لتوي فقط لم أنتهي من عملي البارحة و بقيت طوال الليل مستيقظة في منزل السيد كوين
قال جون بصدمة: ماذا؟ بقيت في منزل السيد كوين طوال الليل؟ لم؟
قالت تولاي: لقد طلب مني التحقق من تقدمه و تحدثنا عن بعض التفاصيل ثم بدأنا بمناقشة ما طلبته مني
قال جون: بإمكانك العودة للمنزل إن شئت سأخبرهم بذلك
ابتسمت تولاي له بهدوء لتبدأ السير ذاهبة لمكتبها التقت بجينجر التي قالت بمرح: صباح الخير تولاي
قالت تولاي: صباح الخير جينجر
قالت جينجر: يبدو أنك لم تأخذي كفايتك من النوم انظري لكل هذه الجيوب أسفل عينيك
قالت تولاي: أجل أدرك ذلك لديّ اجتماع الآن لذا أرجو المعذرة
قالت جينجر: من المستحيل أن أدعك تذهبين هكذا
أخرجت من حقيبتها علبة مساحيق التجميل الخاص بها لتضع بعضها أسفل عينيها في محاولة لإخفائها ابتسمت برضا عن النتيجة لتقول لها: ابذلي جهدك تولاي
ابتسمت لها تولاي لتغادر لغرفة الاجتماعات عند كايت الواقف في غرفة الصبي مع رجال الشرطة الذي فشلت محاولاتهم في إنطاقه دموعه لم تتوقف عن السقوط من وجنتيه المحمرتين تنهد المحقق و مساعده ليقول: حسنا سنترك هذا الصبي في رعايتك سيد لوسيل
هز كايت رأسه بالموافقة ليغادرا المكان جال الصمت في المكان قبل تحريك كايت للكرسي وضعه بالقرب من سرير الصبي الباكي ليجلس عليه نظر إليه بهدوء ليقول له: لا تخف لن أقوم بإيذائك
نظر الصبي إليه لتظهر معالم وجهه الحزينة عيناه البنيتين الواسعتين و شعره البني الفاتح ابتسم له بهدوء ليقول له: ما اسمك؟
قال الصبي و هو يمسح دموعه: أنا تيم واتسون عمري 12 سنة
قال كايت: مرحبا تيم أنا كايت أتعرفني؟
قال تيم: أجل ذهبت مع أختي لحفلاتك
ابتسم كايت له بلطف ليقول: جيد أخبرني أرأيت الأشخاص الذين هجموا عليكم؟
أنزل تيم رأسه بحزن شديد ليقول: لم يكن هناك سوى شخص واحد فتاة مخيفة للغاية لم أرها من قبل
صدم كايت من الاعتراف الذي صرح به تيم ليقول: أواثق بأنها فتاة وحدها من فعلت كل هذا؟
قال تيم: لست واثق بأنها فتاة لكنه شخص واحد بالتأكيد
قال كايت: لم قلت بأنها فتاة إذا؟
قال تيم: لقد كان ذلك الشخص مغطي جسده كله بثياب سوداء شعره الطويل فقط كان ظاهرا و عيناه الواسعتين
وضع كايت يده على رأسه ليربت بهدوء عليه نظر تيم إليه ليبتسم بمرح حاول كايت التخفيف عنه ليطرق باب الغرفة و يظهر والد كايت ليقول بصوته المرح: مرحبا كايت و صديقه الصغير
نظر كايت لوالده باستفسار ليقترب منه و يقول: ما هو اسم صديقك كايت؟
قال كايت: تيم واتسون أثق بأنك تعرفه لسبب ما
جلس الوالد على طرف سرير تيم ليربت على رأسه بحنان و يقول: آسف لما جرى لعائلتك تيم سأبحث عن الفاعل و أعاقبه بالتأكيد
وضع تيم رأسه بين أحضان لاري المبتسم له بلطف بالغ مسح لاري دموع تيم الجارية على وجنتيه ليبتسم له بلطف و يقول: بعد خروجك من المشفى سنرحب بك في منزلنا
نظر لاري لابنه الجالس بهدوء يراقبهما ليبتسم له بمرح و يقول: ماذا؟ أتغار منا كايت؟
نظر تيم إليه بفضول عن تعابير وجهه الهادئة ليبتسم له بهدوء و ينهض ليقول: سأذهب الآن إلى اللقاء
غادر الغرفة بلا كلمات أخرى نظر تيم للوالد ليقول: أنتما حقا لا تشبهان بعضكما عمي
ابتسم لاري له بمرح و قال: هو هكذا لأنه رأى والدته تموت أمامه مثلك تماما لكن لا تصبح مثله فهو يخفيني حقا
ضحكا بمرح شديد في ظل تلك الظروف المؤلمة وصل كايت للشركة التي يعمل بها ليرى تجمهر مزعج للصحافة أمام الباب الرئيسي ليتنهد بانزعاج شديد رن هاتفه باسم مدير أعماله ليرفع الخط و يقول: هل وصلت أمام الباب؟
قال كايت: أجل
قال مدير أعماله: حسنا أنا في طريقي إليك
أغلق الخط ليرى مدير أعماله الثلاثيني ذو الجسد النحيل يخترق ذلك الفوج من أصحاب الكاميرات المنتظرين قدومه برفقة حارسي أمن ارتدى نظارته الشمسية ليغادر سيارته فور وصول مدير أعماله سار بين ذلك الجمع المتسائل عن حادثة الأمس خالط أصواتهم العالية أصوات الكاميرات المختلفة الأنواع دخل المبنى بهدوء ليقول مدير أعماله: مر هذا بسلام بالنسبة لجدول أعمالك لا يوجد الكثير لذا سننتهي مبكرا
لم يسمع إجابة من كايت كالعادة ليختلس النظر إلى وجهه الخالي من التعابير كالعادة عند تولاي التي أنهت اجتماعها و أعمالها المكتبية الأخرى جلست على الكرسي الخاص بها بإرهاق شديد لتقول جينجر بمرح و هي تسند رأسها على كفيها: إذا أكنت برفقة رجلك المحظوظ بالأمس؟
فتحت تولاي عينيها لتنظر إليها بهدوء و تقول: متى أخبرتك بأنني أواعد أحدهم؟
قالت جينجر بمرح: لم تفعلي لكن هذه الجيوب لم تأتي بسبب العمل و حسب أليس كذلك؟
قالت تولاي: بلى كذلك فقد كنت أعمل طوال الليل برفقة السيد كوين
قالت جينجر باندهاش شديد: ماذا؟ تمزحين بالتأكيد
هزت تولاي رأسها نافية لينال الذهول منها أخذت نفسا عميقا لتنظر لتولاي من جديد و تقول لها: ألم يخبرك بأي شيء عما فعلته له هنا؟
قالت تولاي: لا
نظرات الاستغراب لم تفارق عينيها حتى رن هاتف تولاي لتحمله حدقت في الاسم لبعض الوقت لترفع الخط و تقول: مساء الخير سيد كوين
قال توم بتثاؤب: مرحبا آنسة لوريجن أتمنى بأنني لم أزعجك
قالت تولاي: لا سيدي فيم أساعدك؟
قال توم: وددت شكرك على وقتك بالأمس آسف لقد أخذت الكثير في النهاية و أيضا شكرا لوجبة الإفطار الرائعة
قالت تولاي: هذا واجبي سيدي
قال توم: إذا هل لديك القليل من الوقت اليوم أيضا؟ لا أعرف لما هذا الجزء يصعب عليّ كتابته وحدي
قلبت تولاي أوراق جدولها لهذا اليوم لتراها فارغة من الأعمال لتضع تعابير منزعجة على وجهها و تقول: أجل سأتي بعد العمل بساعتين
قال توم بمرح و سعادة: حسنا سأكون في انتظارك إلى اللقاء
أغلق الخط لتطلق تولاي تنهيدة منزعجة و تضع رأسها على الطاولة لتقول جينجر: عمل آخر؟
قالت تولاي: أجل نوعا ما
قالت جينجر: ابذلي جهدك إذا
وضعت يدها على رأسها بمرح و هي تبتسم بلطف لها نهضت تولاي لتحمل حقيبتها البنية الفاتحة الممتلئة بالأشياء لتغادر للمنزل أثناء سيرها الهادئ و الغير مبالي اصطدم بكتفها شخص ما ليهمس إليها قائلا: ستندمين على تجاهلك للسيد زورف
نظرت إليه لترى تلك الابتسامة الخبيثة المنزعجة تعلو شفتي ذلك الرجل لتمسك بطرف جاكيته البني الداكن توقف عن المسير ليحدق بها بانزعاج شديد و يقول: ماذا تريدين أيتها المزعجة؟
اقتربت منه لتمسك بيده و تسقطه أرضا وسط المارة حدق الجميع بهما لتقول: توقف عن التحرش بالآخرين و إلا سأدع الشرطة تتولى أمرك
بدأت الأفواه بالتحرك متحدثين عن هذا الشخص الذي بدأ العرق يتصبب من جبينه نهض من هناك ليغادر المكان على الفور أكملت طريقها لتصعد الدرجات سريعا دخلت شقتها الهادئة لتغلق الباب خلفها خلعت حذائها لتضعه في الخزانة اتجهت لغرفة نومها لتضع جسدها على السرير بهدوء لم يمضي الكثير من الوقت حتى سرق النوم جسدها بالكامل بعد مضي أسابيع مرهقة من العمل استيقظت تولاي على رنين منبه هاتفها في السادسة و النصف مساء لتغلقه نهضت من السرير لتستحم و تبدل ثيابها بأخرى غير رسمية رفعت شعرها الغير مجفف على شكل دائرة زينته بدبوس أسود حملت حقيبة العمل الخاصة بها و هاتفها بعد تناول وجبة خفيفة أسرعت الخطى لمحطة قطار الأنفاق نظرت لهاتفها المهتز داخل الحقيبة لتتجاهل المتصل وصل القطار لوجهته نزلت من القطار لتصعد الحافلة اتصل ذلك الشخص من جديد لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر بمرح: مرحبا تولاي يبدو أنك استيقظت في موعدك تماما
قالت تولاي: أجل آسفة لإزعاجك بأمري
قالت جينجر: لا أبدا أردت فقط التأكد من استيقاظك فقد بدوت مرهقة كثيرا هذه الأيام
قالت تولاي: شكرا لك
قالت جينجر: لا عليك حسنا سأتصل بك لاحقا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتعيد الهاتف لداخل الحقيبة وصلت لوجهتها لتتجه مباشرة لمنزل توم الذي سعد كثيرا برؤيتها سمح لها بالدخول ليقول لها: آسف لقد أتعبتك كثيرا معي
قالت تولاي و هي تضع حقيبتها على المنضدة: لا عليك سيدي فهذا هو عملي
ابتسم لها بمرح شديد ليجلس على الأريكة المقابلة للمنضدة حيث وضع حاسوبه الشخصي بدأت بإخراج ملفات المعلومات التي بحثت عنها لأجل قصته الجديدة و تضع على المنضدة لتقول: أتناولت طعام العشاء سيد كوين؟
قال توم و هو يضع يده على جبينه: لقد نسيت ذلك تماما ربما يجب عليّ طلب شيء من الخارج
نهضت تولاي بهدوء لتحمل معطفها الأسود و ترتديه قائلة: لا يجدر بك تناول الوجبات السريعة دائما سأذهب لشراء بعض الأشياء لإعداد العشاء
نهض توم ليقول على عجل: سأذهب معك سيكون من السيء تركك تذهبين وحدك
صعد الدرجات سريعا ليبدل ثيابه و يغادر برفقتها دخلا متجر قريب من المنزل يشتريان الكثير من الأشياء انتظرا في صف طويل من المتسوقين لفت توم أنظار المتسوقين في المكان ليرفع قبعة جاكيته الأبيض ليغطي رأسه به و يقول بصوت منخفض: ربما لم تكن فكرة جيدة الخروج من المنزل
نظر لتولاي الهادئة بقربه كما لو أن الأمر عادي للغاية أخذ نفسا عميقا ثم زفره ليحين دورهما قامت تولاي بتسديد ثمن المشتريات لترى نظرات الإعجاب التي أحاطت بتوم لتتنهد و تقول: رجاء هلا أسرعتي؟ ليس لدينا اليوم بطوله؟
نظرت إليه الموظفة بشيء من الانزعاج لتفعل ما طلبته غادرا المكان وسط همسات الجميع و إثارة شائعات لا طائل لها عادا للمنزل ليتنشق توم الهواء بارتياح شديد ليقول: أنا آسف عرضتك لموقف كهذا
قالت تولاي: ليست بالمشكلة الكبيرة
توجهت للمطبخ لتعد وجبة عشاء صحية له بينما هو كان يراقب كل تحركاتها من الأريكة رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا أمي
قالت الوالدة: مرحبا عزيزي مضى وقت طويل منذ آخر مرة تحدثنا ألم تشتق إليّ؟
ضحك بمرح شديد ليقول: بلى يا أمي اشتقت إليك بالتأكيد كيف تبلين هناك؟
قالت الوالدة: لست بحالة جيدة وحدي هنا ألن تقوم بزيارتي؟
قال توم: بلى سأتي لزيارتك غدا و ستبقين معي في المنزل لأسبوع أيناسبك هذا؟
قالت الوالدة بعد صمت و تفكير: أجل لكن لم غدا؟ أأنت مشغول الآن؟
قال توم: أيوجد ما يشغلني عن سر وجودي؟
ضحكت الوالدة بمرح شديد على كلماته النرجسية ليقول لها: حسنا سأتي لأخذك في الثامنة و النصف مساء لذا كوني جاهزة في ذلك الوقت
قالت الوالدة بمرح: حسنا سأكون في انتظارك توم
أغلقت الخط ليرسم ابتسامة حزينة على شفتيه و هو يحدق بالفراغ عاد لأرض الواقع على صوت الأطباق المصطفة على الطاولة البلاستيكية البيضاء الموجودة في طرف الصالون رفع رأسه لينظر لتولاي المنتظرة قدومه ليبتسم لها بمرح و يقول: شكرا لك أنا حقا أتعبك معي
لم تجبه تولاي بأي شيء اكتفت بحمل كوب الشاي للمنضدة الزجاجية و بدأت بعملها جلس على الكرسي الموضوع القريب من الطاولة ليقول: من غير الممتع تناول الطعام بمفردي آنسة لوريجن كما أنك قد قمت بعمل رائع حقا هنا
قالت تولاي: أنا بخير هكذا
قال توم: هل تقومين بحمية ما؟ الفتيات في عمرك يحببن هذا آه صحيح كم هو عمرك آنسة لوريجن؟
قالت تولاي: عشرون عاما
نظر توم إليها بتلك العيون المصدومة ليضع كوب الماء الذي رشف منه رشفة واحدة على الطاولة ليقول لها: حقا؟ تبدين أصغر بكثير من ذلك لم أتوقع هذا حقا
قالت تولاي: عليك إنهاء طعامك سريعا فلديك موعد في الثامنة و النصف
التفت للساعة الجدارية المستطيلة المشيرة للثامنة و خمس دقائق أسرع في تناول طعامه ليصعد لغرفته و يبدل ثيابه وقف أمام تولاي ليقول لها: أنا حقا آسف يجب أن أحضر والدتي لهنا سنبدأ العمل بعد ذلك
قالت تولاي: أدرك ذلك أرجو ألا تتأخر عن موعدك مع والدتك
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر المنزل و يصعد سيارته قادها بهدوء حتى وصل للمشفى الموجود في طرف المدينة نظر للمبنى الذي لم يزره منذ أشهر غادر من السيارة و هو يحمل باقة أزهار بيضاء جميلة ليدخل المبنى رأته موظفة الاستقبال لتقول بمرح: أهلا سيد كوين لم نرك منذ فترة لابد أنك مشغول للغاية
ابتسم لها دون الإجابة عليها اتجه للمصعد المتوسط الحجم ذو النقوش البرتقالية على أرضيته ليضغط على الزر الفضي لتقفل الأبواب المعدنية الرمادية و تتغير الأرقام حسب عدد الطوابق التي تم اجتيازه حتى توقفت الشاشة على الرقم أربعة فتحت الأبواب ليخرج من المصعد ليسير في ذلك الممر الهادئ القصير توقف أمام باب غرفة زرقاء فاتحة طرقه بهدوء ليفتحه بعد ذلك ليقول بمرح شديد: مساء الخير أمي الجميلة
التفتت تلك السيدة صاحبة الشعر الأشقر الداكن الذي يصل لأسفل لكتفها و العينين الزرقاوين بدت في أواخر عقدها الرابع اتسعت ابتسامة سعيدة على وجهها اقترب منها ليضع بين يديها تلك الباقة و يطبع قبلة لطيفة على جبينها ليقول: تبدين تحسنا واضحا حقا يا أمي كما أنك أصبحت أجمل من ذي قبل
قهقهت بمرح و قالت: بالتأكيد لا فأنا عجوز
حمل تلك الحقيبة السوداء المتوسطة الحجم ليغادرا الغرفة و يصعدا السيارة ليعودا لمنزل توم حال وصولهما نزلت الوالدة من السيارة لتنظر للمبنى بشيء من التفحص لتقول: أحقا تسكن هنا توم؟
قال توم بمرح: بالتأكيد يا أمي هيا علينا الدخول فالجو بارد هنا
حمل الحقيبة ليصعدا المصعد وقفا أمام الباب ليقرع الجرس بهدوء تعجبت الوالدة ذلك و زاد تعجبها حالما فتحت تولاي الباب دخلا المنزل و نظرات الوالدة لا تزال معلقة بتولاي التي لم تتحدث بأي شيء جلست على الأريكة لتتفقد المكان من حولها لتقول: منزلك نظيف خلاف المتوقع أتقوم بتنظيفه باستمرار؟
قال توم: أجل هناك مدبرة المنزل الخاصة تقوم بذلك كل يوم
نظرت لتولاي التي كانت تقف بعيدا عنهما ليبتسم لها و يقول: هذه محررتي تولاي لوريجن هي هنا من أجل العمل
انحنت لها تولاي برسمية لترفع رأسها و تقول لها: سعدت بلقائك سيدتي
قالت الوالدة: آه آسفة لظنك شخص آخر أتمنى بألا يزعجك وجودي هنا
قالت تولاي بابتسامة لطيفة: المنزل منزلك سيدتي أنا هنا فقط لأجل العمل
ابتسمت الوالدة لها بلطف شديد ليسعد توم برؤية تلك الابتسامة تعلو شفتيها من جديد حضرت لها تولاي كوب شاي مع النعناع لتشربه و تريح أعصابها قليلا لتقول: لقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة خرجت من المشفى أنا سعيدة حقا لرؤيتك بخير توم
ابتسم لها توم بلطف شديد ليقول لها: أود الجلوس و التحدث إليك لكنني حقا مشغول بالكتابة لذا أرجو أن تعذرينا قليلا
قالت الوالدة: لا عليكما أبدا لا تهتما لي
قالت تولاي: سأبقى أنا برفقتها حتى تنتهي لقد وضعت لك كل الأوراق و التوضيحات بجانب حاسوبك آسفة للتجول في منزلك دون إذن مسبق
قال توم: لا أبدا شكرا لك أنا حقا أتعبك معي كثيرا
ابتسم لها بمرح شديد ثم صعد الدرجات بهدوء ينظر إليهما تتحدثان بهدوء ليدخل الغرفة و يغلق الباب خلفه عند كايت الذي أنهى جلسة التصوير الخاصة بالألبوم الجديد جلس في غرفة الاستراحة الخاصة به وضع مدير أعماله علب غداء بلاستيكية و عصير برتقال ليقول له: لقد عملت بجهد هذا اليوم و لم تتناول أي شيء
نظر كايت لتلك العلب لبعض الوقت ليرفع عينيه عنها لمدير أعماله الذي بدأ يشعر بالارتباك من تلك النظرات الباردة المستفسرة ليبتسم و يقول بارتباك ظهر على بدنه: آه هذه طلب إليّ ذلك من الآنسة لوسي بيرون
قال كايت: مجددا
تنهد بانزعاج ليسند رأسه على طرف الأريكة و يغمض عينيه ليبدي مدير أعماله علامات الاستسلام غادر الغرفة بهدوء ليفتح كايت عينيه و يحدق بالسقف يحاول التفكير في معاني كلمات الأغنية الجديدة في الألبوم ليتنهد و يقول في نفسه بشيء من الانزعاج: ماذا يعتقدني هؤلاء الأشخاص؟ هذه الأغنية ليست جميلة بقدر كلماتها
تنهد من جديد حلق الصمت في الغرفة بملل شديد في انتظار ما يبعده طرق الباب ليرحل بسعادة نظر كايت في اتجاه الباب ليسمع صوت أنثوي يقول: هل بإمكاني الدخول كاي
لم يجبها بأي شيء في انتظار رحيلها أنزل مقبض الباب المعدني الفضي لتظهر تلك الفتاة الجميلة صاحبة الشعر الأرجواني الداكن الطويل لمنتصف ظهرها و العينين السوداوين انتبهت لوجود كايت في الغرفة لتشعر بالارتباك ابتسمت ثم قالت: آسفة لدخولي هكذا اعتقدت بأنك لست موجودا بما أنك لم ترد عليّ
حاولت البحث عن مكان لتضع عينيها عليه لتجد علب غدائها لم تمس نظرت إليه باستفسار قائلة: لم تتناول أي شيء مما أعدته لك هل أنا طاهية سيئة؟
نهض ليقترب منها بخطوات هادئة ليقف أمامها أسرها بعينيه ليبتسم لاحقا و يقول: آسف لست جائعا اعذريني الآن
غادر الغرفة ليتركها هناك تصارع أمواج مشاعرها و الاحراج الذي شعرت به لاقترابه الشديد منها اتصل بمدير أعماله ليخبره بعودته للمنزل وصل للمنزل ليرى إخوته يلعبون في الردهة الكبيرة تحلقوا حوله فور رؤيته ارتسمت ابتسامات سعيدة على وجوهم شعر كايت بعدم ارتياح قامت إحدى الفتاتين باحتضانه من الخلف بمرح شديد و هي تقول: أهلا بعودتك للمنزل أخي كايت
قال كايت بارتياب: ما الذي تريدونه؟
قالت الفتاة الآخرى و هي تنفج وجنتيها بانزعاج: ماذا تقصد بهذا؟ ألا تحبنا؟
قال كايت: أخبروني و حسب
قال أحد الصبين: نريدك أن تأخذنا لمدينة الألعاب أرجوك
نظر كايت إليهم بهدوء ليسير متجاهل نظراتهم الطالبة عفوه توقف عن المسير ليطلق تنهيدة صغيرة و يقول: كونوا جاهزين بعد نصف ساعة
صعد الدرج ليسمع أصواتهم المرحة و المتحمسة ليرسم ابتسامة لطيفة على وجهه استحمل و بدل ثيابه ليغادر الغرفة التقى بوالدته المبتسمة بسعادة لتقول له: شكرا لك كايت لقد كانوا يزعجون والدك طوال الوقت لكنه مشغول كثيرا منذ عودته أتمنى لو بإمكاني مرافقتكم أيضا
لم يجبها بأي شيء لتتسع ابتسامتها أكثر قبلت جبينه بمرح ثم غادرت نزل الدرجات بهدوء ليسمع همس إخوته المتحمسين للذهاب غادروا الردهة ليصعدوا سيارته البيضاء الكبيرة ليأخذهم لمدينة الألعاب استمتعوا بوقتهم هناك كثيرا ليعودوا للمنزل و نشاطهم قد سلبه التعب منهم توجهوا لغرفهم ليريح النوم أجسادهم من كل المرح الذي نالوه هذا اليوم كذلك فعل كايت المتعب من مرافقته لهم في الصباح استيقظ توم على صوت الخلاط الآلي في مطبخه نزل الدرجات بهدوء ليرى تولاي تحضر عصيرا ما ليقول لها: صباح الخير آنسة لوريجن
قالت تولاي: صباح الخير سيدي أتمنى أنني لم أزعجك
قال توم: لا أبدا ماذا تفعلين عندك؟
قالت تولاي: أحضر عصير البرتقال و الجزر لوالدتك و لك أيضا
نظر توم إليها باستغراب شديد ليذهب و يستلقي على الأريكة بهدوء فهو لا يزال يشعر بالنعاس أنهت تولاي إعداد وجبة الإفطار و كذلك العصير لتضعه على الطاولة بشكل مرتب حملت حقيبتها لتقول: يجب أن أغادر الآن سأعود في الثالثة مساء لذا أرجو أن تتناول طعامك و ترتاح حتى ذلك الوقت
انحنت له بهدوء ثم غادرت أغمض توم عينيه ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول في نفسه: إنها حقا تهتم بي كثيرا
نهض من الأريكة ليذهب لغرفة والدته و يطرق الباب عند تولاي التي كانت تسير في طريقها للمنزل و التعب قد نال منها أوقف رجل ما مسيرتها لتنظر إليه باستغراب شديد رغم برودة وجهها ابتسم الرجل لها فور انتهاء تفحص معالم وجهها ليقول لها: يا آنسة أنت جميلة هل أتبحثين عن عمل؟
قالت تولاي: لا
قال الرجل: راتبنا مغري حقا
تجاهلته تولاي و أكملت سيرها ليحاول إيقافها من جديد ليقول لها: حسنا أنا آسف فهمت أنك لا تريدين العمل لكن أرجوك نحن بحاجة شخص مثلك أرجوك يا آنسة و لو لمرة واحدة فقط
التفتت تولاي إليه بنظراتها المنزعجة لتصمت كيانه كله تنهدت بهدوء لتوافق على الذهاب برفقته أوقف سيارة أجرة ليذهبا لاستديو ما وسط المدينة فور دخوله تحدث مع مجموعة من الأشخاص عنها لينظروا إليها متفحصين اقترب رجل آخر منها ليقول لها بنبرة مرحة و سعيدة: أنت حقا تناسبين الصورة التي تخيلتها أقدر لك مساعدتك لنا يا آنسة أنا حقا ممتن و آسفين لأخذ وقتك هكذا
قالت تولاي بنبرتها الباردة و الهادئة: لا بأس سيدي لديّ وقت لأضيعه هنا
قال الرجل: رجاء تفضلي لتلك الغرفة سيجهزونك للتصوير
توجهت للغرفة الموجودة في إحدى زوايا الاستديو طرقت الباب ثم دخلت نظرت إليها سيدتان إحداهما تقف أمام المرآة الكبيرة و آخرى بجانب الملابس انحنت لهما لتقول: أتيت هنا لأجل المساعدة في التصوير
اقتربت منها السيدة الأولى لتبتسم لها بمرح و تقول: حسنا تفضلي سنباشر العمل فورا
طلبت منها الجلوس على الكرسي المتحرك لتفعل بدأت العمل على وجهها و شعرها بينما ساعدتها الآخرى على ارتداء الثوب المختار للتصوير غادرت الغرفة برفقتهما لينظر الجميع إليها بانبهار شديد كانت ترتدي ثوب زفاف أبيض اللون منفوش للغاية بأكمام طويلة منقوشة عاري الكتفين و حذاء أبيض بكعب عالي شفاف موج شعرها عرضيا و أسدل على ظهرها توقفت أمام المصور الذي لم يعلق بأي شيء فقد جذبه جمالها تماما أخرجته إحدى السيدتين من دوامة أفكارها بقولها: نعرف جميعا كم تبدو الآنسة جميلة للغاية لكن متى سيبدأ التصوير؟
قال المصور: حالما يجهز كاي فقد حضر منذ وقت قصير لذا رجاء تفضلي بالجلوس هنا
ساعدت السيدتين تولاي في الجلوس على ذلك الكرسي بهدوء في انتظار انتهاء كاي من تلك الإعدادات بدأ النعاس يتغلل جسد تولاي المرهق لتنظر لحيث اجتمع حشد من العاملين حول ذلك المدعو كاي ليظهر من بينهم يرتدي بدلة رسمية سوداء اقترب من تولاي لينظر إليها بهدوء و يرسم ابتسامة جميلة على شفتيه و يقول هامسا بنبرة صوته الهادئة: التقينا مجددا أيتها الفراشة
توسعت حدقتا عينيها لتنظر لعينيه اللتين أغرقتاها في بحر من الخوف و الاضطراب حاولت التماسك أمامه لكن لا فائدة اتسعت ابتسامته المستمتعة أكثر ليقول: ماذا تفعلين هنا؟ أأنت عارضة؟
قالت تولاي ببرود: لا ماذا تريد أنت مني؟ لا أعتقد بأنها مصادفة هذه المرة أيضا
قال كاي: بالتأكيد لا إنه القدر
اقترب منهما المصور ليقطع تلك النظرات الغريبة من كليهما بقوله: أتعرفان بعضكما من قبل؟
هزت تولاي رأسها نافية لينظر لكاي المبتسم بشكل غريب هذا اليوم ليقول: حسنا لنبدأ التصوير كل ما عليكما فعله هو ما أطلبه منكما
تقدما لأمام الكاميرات ليتخذا الوضعيات المطلوبة منهما كانت تولاي تشعر بالإرهاق من كل هذا خاصة و الثوب ثقيل أخذوا استراحة قصيرة قبل استكمال التصوير جلست على الكرسي الخاص بها بتلك التنهيدة الطويلة شعرت بشخص ما يراقبها من الخلف لتلتفت إليه بنظرات منزعجة باردة ابتسم لها ذلك الشخص حالما التقت أعينهما اقترب منها ليجلس على الكرسي المجاور لها و يقول: إذا كيف انتهى بك الأمر هنا؟
لم تجبه تولاي بأي شيء و أشاحت بوجهها بعيدا عنه لا ترغب بالتحدث مع هذا الشخص المخيف بالنسبة إليها رن هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا سيد كوين
قال توم: مرحبا تولاي أتمنى بأنني لم أيقظك من النوم
قالت تولاي: لا أبدا سيدي أهناك شيء ما؟
قال توم بمرح: متسرعة كعادتك....موعدنا في الثالثة أيمكننا تغيره للتاسعة مساء؟ سأمضي بعض الوقت مع أمي
قالت تولاي: حسنا لا بأس بذلك إلى اللقاء
أغلقت الخط قبل أن تسمع أي شيء آخر منه نظرت للساعة لتراها الحادية عشرة و النصف لتتنهد بتعب أغلقت عينيها لبعض الوقت لتسمع صوت إحدى السيدتين قريبا منها فتحت عينيها لتنظر إليها ابتسمت لها السيدة و قالت: تفضلي هذه لابد أنك متعبة من كل هذا
قالت تولاي: أنا بخير و شكرا لك سيدتي
ابتسمت لها السيدة بمرح شديد لتقدم لها كوب القهوة التي حضرته لها رشفت منه بهدوء لتشعر بالدفء يتغلل في جسدها و يعيد النشاط إليها كان كايت يحدق بها يبحث عن سر وجودها في هذا المكان ليقول: حقا ما الذي أتى بك لهنا؟
عض شفتيه بانزعاج لتحرك لسانه دون إرادته اختلس النظر إليها ليجدها تتجاهله مجددا ارتاح لذلك كثيرا ليقول في نفسه: يبدو أنني فضولي جدا
نظر إليها من جديد ليرى تعابير وجهها لم تتغير منذ لحظة دخوله للمكان اقترب منهما المصور ليقول: هيا لنعد للعمل
نهضت تولاي بكل هدوء لتتقدم لتلك الأريكة الحمراء ذات الطراز اليوناني القديم في انتظار أوامر المصور اقترب كايت من المكان بهدوء ليعطي المصور أوامره انتهت جلسة التصوير ليقدم المصور شكره لتولاي التي بالكاد ترى الطريق أمامها غادرت المكان بأسرع ما يمكنها لتعود لمنزلها في الاستديو حيث بدأ الجميع بالاستعداد للرحيل بحث مدير أعمال كايت عنه في المكان ليراه يقف قريبا من المصور اقترب منهما ليقول: علينا الإسراع للمكان التالي
قال كايت: حسنا فقط أود أن أسال أتعرف تلك العارضة؟
قال المصور و هو ينظر لمساعده: صحيح من أين أتيت بها؟
قال المساعد: لقد نسيت سؤالها عن اسمها التقيت بها على الطريق
قال المصور: هذا مؤسف حقا وددتها أن تعمل معي
انزعج كايت من جوابه ليغادر برفقة مدير أعماله لموعده التالي




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 10:06 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 01:36 AM   #4
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






في الصباح استيقظت جينجر و هي تتثاءب لترى سام يعمل على حاسوبه الشخصي بشيء من الإرهاق نظر إليها ليبتسم بمرح و يقول: صباح الخير
قالت جينجر: صباح الخير ألم تستيقظ تولاي بعد؟
قال سام: لقد غادرت للعمل منذ ساعتين تقريبا
نظرت جينجر للساعة الرقمية القريبة منها بشيء من الصدمة فالساعة الآن الثامنة و النصف صباحا تنهدت و غادرت هي الآخرى وصلت لهناك لترى مكتبها فارغا لتستغرب ذلك مرت إحدى الموظفات بالقرب منها لتقول: ماذا هناك جينجر؟ لا تبدين بخير أأنت متعبة؟
قالت جينجر: لا أنا بخير أتعرفين أين هي تولاي؟
قالت الموظفة: أجل لقد كانت تتجول في القسم منذ دقائق لسبب مجهول
أتت موظفة أخرى لتقول: أسمعتن بالخبر الجديد؟
قالت الموظفة الأولى: ما هو؟
قالت الموظفة الثانية: لا تصدقا ما سأقوله لقد تم إمهال تولاي أسبوع فقط لترك العمل
قالت الموظفة الأولى: ماذا؟ لماذا فجأة هكذا؟
نظرتا لجينجر في أمل سماع أي تفاصيل منها لم تلتف إليهما و بدأت في مباشرة عملها و هي تحاول ضبط أعصابها على الشائعات السخيفة التي بدأتا في إطلاقها عن الأمر توقفتا عن الحديث فجأة لتستغرب ذلك التفتت إليهما لترى تولاي تقف بالقرب منهما بنظراتها الهادئة كالعادة لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير تولاي
قالت تولاي: صباح الخير....هلا ابتعدتما عن طريقي رجاء؟ أنا في عجلة من أمري
أفسحتا لها المجال لتهربا فور استطاعتهما لتجلس على كرسيها و تبدأ العمل على شيء ما في حاسوبها نظرت جينجر إليها بشيء من الحزن لتكمل عملها هي الآخرى مضى الوقت سريعا لينتهي دوام عملها في السادسة و النصف مساء نظرت لجينجر التي نهضت بهدوء لتقول: تبدين متعبة للغاية يجدر بك أحذ قسط من الراحة
قالت جينجر و هي تضع يدها على رأسها بمرح: أنت من يجدر بها الاستراحة قليلا لا تجهدي نفسك كثيرا
قالت تولاي: سأهتم بنفسي لذا لا تقلقي
ابتسمت جينجر لها لتغادر المكتب رن هاتفها لتنظر للرسالة التي وصلتها باستغراب ابتسمت بلطف شديد لاسم المرسل لتقول في نفسها: تهتم بالناس أكثر من نفسها يا إلهي إنها لطيفة
كتمت ضحكاتها السعيدة بكلمات تولاي الدافئة السارية في جسدها المنهك من كثرة الجلوس صعدت الحافلة بهدوء لتجلس بقرب النافذة عند كايت الذي يقف أمام تلك الكاميرات بابتسامة مزيفة على شفتيه أشعرته بالضيق كثيرا أنهوا التصوير لتختفي تلك الابتسامة من شفتيه بلمح البصر اقتربت منه العاملات في الاستديو بمرح شديد لتقول إحداهن: أنت تزداد وسامة كل يوم
قالت أخرى: هل بإمكاني الحصول على توقيعك؟
قالت ثالثة: أريد أن ألتقط صورة معك
قالت رابعة: لا أصدق حتى الآن أنك قد خطبت لوسي
صرخت العاملات الأخريات بصدمة من هذا الخبر الجديد عليهن تلك الصرخة شدت الكثير من الانتباه الغير المرغوب به لم يستطع كايت الهروب من ذلك الجمع المتسائل بشأن هذا الخبر أتى مدير أعماله ليقول: أرجو ألا تمانعوا سنغادر الآن شكرا لجهدكم هذا اليوم
انحنى لهم بهدوء ثم غادر برفقة كايت الذي صعد السيارة بانزعاج شديد أغلق الباب بقوة ليشعر مدير أعماله بالارتباك الشديد للأجواء المتوترة داخل السيارة الهادئة توقف أمام الإشارة الحمراء ليلتفت لكايت و يقول: بإمكاننا إلغاء باقي مواعيدك إن شئت
حرك كايت نظراته المنزعجة نحوه بهدوء ليشعره بالرعب ليتنهد و يزفر كل ذلك الانزعاج ليقول ببرودته و هدوئه المعتادين: ماذا لدينا تاليا في الجدول؟
قال مدير أعماله بابتسام: مقابلة برفقة الآنسة بيرون و اجتماع مع المدير
علامات الانزعاج وضعت أنحاء وجهه لتظهر تلك التكشيرة الغاضبة انتبه لنفسه ليأخذ نفسا عميقا و يحدق بمناظر المدينة أثناء الغروب ليقول بهدوء: لا داعي لذلك
ابتسم مدير أعماله ليكمل قيادته الهادئة نحو الشركة أغمض عينيه بهدوء ليتذكر ابتسامة امرأة يحبها كثيرا حنانها فقط الباقي و ذكريات جميلة عنها شعر بنسيم الغروب يداعب خصلات شعره فتح عينيه لينظر لمدير أعماله القريب منه نظر إليه باستفسار ليبتسم له و يقول: اعتقدت أنك نائم
غادر السيارة ليلحق به كايت الهادئ كالعادة تحلقت الأعين حوله فور دخوله للشركة نظرات الإعجاب و الانبهار لم تتوقف عن الاصطدام به لتشعره برغبة في خلع تلك الأعين من مكانها توقفا عن السير حالما وقفت لوسي أمامهما بتلك الابتسامة اللطيفة التي تزين وجهها الجميل لم يهتم كثيرا بما لديها لتقترب منه و تقول: أنا حقا سعيدة للمشاركة معك في هذه المقابلة كايت
أنزل نظراته لها ليفحص تلك التعابير اللطيفة على وجهها رسم ابتسامته الساحرة ليقترب منها و يقول: يسعدني أيضا العمل معك آنسة بيرون
وجنتيها احمرتا خجلا من كلماته و نظراته اللطيفتين لتتشنج في مكانها سار برفقة مدير أعماله المبتسم بمرح لهما لينزعج كايت من ذلك و يقول في نفسه: تبا لم عليّ التصرف هكذا أمامها؟ كل هذا بسبب أبي المزعج
وصل لغرفة المقابلة ليطرق مدير أعماله الباب بهدوء فتح الباب لتظهر الصحفية التي اعتادت القدوم لإجراء مقابلة معه برفقة شاب ما نهضت على الفور لتنحني له و تقول: يسعدني كثيرا العمل معك مجددا كاي
أظهر تلك الابتسامة المزعجة بالنسبة إليه مجددا ليجلس على الأريكة الفضية المخططة بالأرجواني الداكن لتقول: أرجو ألا تمانع وجوده هنا هو متدرب عندي
انحنى الشاب له ليقول: يشرفني العمل معك سيدي
لم يهتم كايت لكليهما ليسند رأسه للأريكة و يغمض عينيه في انتظار قدوم لوسي وصلتهم أخبار بتأجيل المقابلة لوقت لاحق فقدت وعيها من فرط حماسها غادر كايت بذلك الجو الثقيل المنزعج الخاص به لموعده التالي مع المدير لم يستطع محو الانزعاج الظاهر عليه عند تولاي الجالسة في مكتبها تحدق بشاشة الحاسوب لفترة أثناء عملها عليه رن الهاتف للمرة الثامنة منذ ساعتين لم ترغب في التحدث مع صاحب الاتصالات الكثيرة في هذا الوقت لكنه لم يتوقف عن الاتصال رفعت الخط لتقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر بشيء من القلق: أأنت بخير تولاي؟ لقد اتصلت عليك كثيرا لكنك لم تردي على أي من اتصالاتي؟
قالت تولاي: آسفة لقد نسيت هاتفي على الطاولة كان لديّ الكثير لأفعله
قالت جينجر بعد تنهيدة قصيرة: يا إلهي كدت أموت قلقا عليك أتعرفين كم الساعة الآن؟
قالت تولاي: الحادية عشرة و النصف
قالت جينجر: متى ستنتهين من عملك؟
قالت تولاي: ساعة أخرى تقريبا
قالت جينجر: حسنا سأنتظرك لذا لا تتأخري أكثر من هذا
قالت تولاي بابتسامة لطيفة زينت تقاسيم وجهها الهادئة: ستكونين أما رائعة
صمت جينجر جعلها تدرك إحراجها بمقولتها لتقول: لن أتأخر سأتصل بك قبل قدومي
قالت جينجر: إلى اللقاء إذا
أغلقت الخط لتضعه على الطاولة من جديد لتكمل عملها على الحاسوب شعرت بشيء من التعب يزورها لتضع رأسها على الطاولة بهدوء أغمضت عينيها لتزور عالم الأحلام لثواني قبل حضور جون إليها رفعت رأسها لتنظر إليه بهدوء لتجده يبتسم لها بمرح و يقول: ما زلت هنا كما توقعت
قالت تولاي: هل بإمكاني مساعدتك في شيء؟
هز رأسه نافيا ذلك رغم الابتسامة التي لا تزال تزين وجهه الجميل ليقول: عليك العودة للمنزل تبدين مرهقة للغاية
قالت تولاي: أنا بخير عليّ إنهاء هذا قبل مغادرتي
قال جون: لا يجدر بك القيام بكل هذا وحدك سأساعدك إن شئت
قالت تولاي: آسفة لكنني سأهتم بالأمر وحدي
شعر جون برغبتها في البقاء وحدها خلال هذا الوقت ليسحب الكرسي الخاص بجينجر ليجلس عليه بهدوء و يقول بشيء من الحزن الظاهر في صوته: أعرف أن ما حدث صعب عليك و إنهاء كل هذه الأمور خلال أسبوع أمر صعب للغاية لكن عليك أخذ قسط من الراحة
نظرت إليه لترى تلك الهالة اللطيفة تحيط به مع تلك الابتسامة التي تزين شفتيه كلما التقت أعينهما أنزلت كتفيها باستسلام لتتنهد و تهز رأسها بالإيجاب لتتسع تلك الابتسامة على شفتيه ليقول: أمر آخر أبي يريد لقاءك و لو لمرة واحدة
نظرات الاستغراب علت وجهها ليقول بابتسامة مرحة و لطيفة: آه صحيح لم أعرف قرابتنا إلا منذ وقت قصير أنا جون رين فريدريك لوريجن قد لا تصدقينني لكنني نصف ذئب لا أعرف لما أبدى والدي اهتماما كبيرا بالأمر حالما سمعني أتحدث عنك لكنه أصر على قدومك لزيارة منزلنا
لم يعرف ما يفعل أكثر من الحديث بعد تلك النظرات الباردة التي رمقته تولاي بها تحاول استيعاب ما قاله لها منذ دقائق تنهدت بهدوء لتقول: سأفعل حالما أنتهي من هذه الفوضى أرجو أن ترسل لي العنوان
ابتسم جون لها بمرح شديد ليحمل أحد الأقلام الموضوعة داخل كوب أبيض أخرج مذكرته الصغيرة ليكتب العنوان فيه و يعطيها ليقول لها: قد تعتقدين أنني مجنون كوني قلت أنني نصف ذئب الأمر قد يأخذ الكثير من الوقت لشرح الأمر لكن عند قدومك لمنزلنا سأخبرك بكل تأكيد
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر المكتب المظلم و الخالي تقريبا من الأشخاص أنهت عملها على الحاسوب لتغادر المبنى نظرت لساعتها السوداء لتجدها الحادية عشرة و خمس و أربعين دقيقة وقفت في انتظار قدوم الحافلة لتواجه عينيها الأرض تفكر في شيء ما رن هاتفها بضع مرات قبل إجابتها عليه قائلة: مرحبا سيد كوين فيم يمكنني مساعدتك؟
قال توم بصوته المرح كالعادة: مرحبا آنسة لوريجن أتمنى أن الوقت مناسب لاتصالي
قالت تولاي: أجل سيدي
قال توم: في الواقع أردت الاطمئنان عليك بدوت مرهقة للغاية هذه الأيام
قالت تولاي: أنا بخير سيدي لا داعي للقلق بشأني
قال توم: هكذا إذا....آه صحيح ماذا لدينا خلال هذا الأسبوع؟
قالت تولاي و هي تتفقد جدول الأعمال لهذا الأسبوع: جدولك خالي من الأعمال حتى يوم الجمعة لدينا جلسة تواقيع للمعجبين من الصباح حتى الظهيرة
قال توم: هذا يعني أنني لن أراك لأيام خمس هذا محزن حقا لكن لا بأس والدتي تلقي التحية
قالت تولاي: شكرا لاهتمامها بي أرجو المعذرة لقد وصلت الحافلة
قال توم بمرح شديد: حسنا إلى اللقاء
أغلق الخط لتضع الهاتف في حقيبتها لتصعد الحافلة جلست بهدوء على أقرب مقعد فارغ عادت لمنزل جينجر التي رحبت بقدومها بالرغم من شعورها بالتعب لتقول تولاي: لا تقلقي بشأني بإمكانك الذهاب للنوم
قالت جينجر: يا إلهي أنت حقا تحبين الاهتمام بالآخرين كثيرا
ابتسمت جينجر لها بمرح شديد لتذهب لغرفتها كما فعلت تولاي مضت أيام ذلك الأسبوع سريعا شعرت جينجر بالحزن حال اقتراب موعد رحيل تولاي عن العمل و المنزل بينما حاولت تولاي إنهاء كل أعمالها و الانتقال لمسكن جديد في صباح يوم الجمعة وقفت تولاي أمام جينجر و سام لتقول لهما: شكرا على استضافتكما لي خلال هذه الفترة أتمنى بأنني لم أكن ضيفة ثقيلة عليكما
انحنت لهما بهدوء لتنظر لجينجر و تقول بابتسامة: سأتي للزيارة بالتأكيد و سنبقى على تواصل لذا اهتمي بصحتك جيدا
تساقطت تلك الدموع الحزينة على فراقها على وجنتي جينجر المحمرتين لتعانقها بلطف شديد و تقول لها: سأشتاق إليك كثيرا تولاي
قالت تولاي: سأفعل بالتأكيد
ابتسم لهما سام بمرح شديد ليقول بنبرة مرحة ممازحة: لنبقى على تواصل آنسة لوريجن قد تفقد جينجر يوما صوابها لذا سأحضرها إليك على الفور
قالت جينجر: ما الذي تقوله؟ أنا بالتأكيد لن أصبح مجنونة لهذه الدرجة
ضحكا بمرح شديد بينما ابتسمت تولاي لهما ودعتهما للمرة الأخيرة لتغادر للمكتبة التي ستعقد جلسة تواقيع توم وصلت للمكان مبكرا لتشرف على اللمسات الأخيرة رحب بها العاملون هناك ليقول أحدهم: من المؤسف أنك لن تعملي معنا مجددا آنسة لوريجن
قال آخر: أجل بالفعل سنشتاق إليك
قالت تولاي: رجاء لا تخبروا السيد كوين عن الأمر
قالت إحدى العاملات: ألا يعرف السيد كوين بالأمر؟
قالت تولاي: أجل سأخبره بذلك نهاية اليوم
تعجبوا طلبها الغريب لكنهم وعدوا بتنفيذه حضر توم قبل موعده بنصف ساعة ليرحب الجميع به بمرح شديد و حماس وقع لهم بعض الأشياء الخاصة بهم لينتهي من ذلك كله ليجلس بالقرب من تولاي الهادئة ليقول لها: صباح الخير آنسة لوريجن
قالت تولاي: صباح الخير سيد كوين
قال توم: أرادت والدتي القدوم لرؤيتك لكنها لم تستطع بسبب مرضها
قالت تولاي: أتمنى لها الشفاء العاجل
ابتسم توم لها بمرح شديد ليقول: المكان يبدو جميلا للغاية
قالت تولاي: لقد بذلوا ما في وسعهم
قال توم: بالفعل لقد فعلوا
حل الصمت بينهما لا يعرف ما يفعل و هو يراقبهما حان وقت دخول المعجبين ليتجه توم لتلك الطاولة المستطيلة البيضاء التي غطت بغطاء وردي فاتح وضعت عليها آنية زهور بيضاء ملئت بأزهار الأقحوان البيضاء و علب ماء وقفت تولاي خلفه لتقول له: أتمنى لك التوفيق سيدي
التفت توم إليه بتلك الابتسامة السعيدة ليبدأ المعجبين بالدخول و الحصول على توقيعه بتلك الضجة و السعادة التي تغمرهم عند كايت الذي كان يسير برفقة تيم السعيد في الممر الطويل نظر إلى تيم ليقول له: أيعجبك هذا الكاتب تيم؟
قال تيم: لا أعرفه لكنني ذاهب لأنني أفسدت كتابيّ ليدي و ماري لذا أردت تعويضهما بالحصول على كتاب جديد موقع
قال كايت: تود مفاجئتهما صحيح؟
قال تيم بمرح: أجل
ظهر شبح ابتسامة على شفتيه ليكملا سيرهما الهادئ توقف كايت على صوت أزعج أذنيه لينظر تيم إليه باستغراب نظر للفتاة التي وقفت هناك بابتسامة سعيدة فور التقاء أعينهما ببعضهما نزل الدرج و هو يتمنى اختفائها في هذه اللحظة اقتربت منه بهدوء لتقول بابتسامة لطيفة: مرحبا كايت سعيدة برؤيتك بخير بدوت مشغولا للغاية هذه الأيام
قال كايت: شكرا لاهتمامك بالأمر لديّ موعد مع تيم علينا اللحاق به
نظرت لوسي لتيم المبتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل سار كايت مبتعدا عنها ليأتيه صوت والده القائل: لم لا تأخذها معك؟ سيكون هذا ممتعا بالتأكيد
التفت كايت لوالده بتلك النظرات المنزعجة للغاية بينما رمقه والده بتلك النظرات الحازمة طال بهما الأمر ليستسلم كايت أولا و يذهب ثلاثتهم معا للمكتبة وصلوا لهناك ليروا ذلك الازدحام الشديد اكتظ المكان بالناس ليقول تيم بانبهار: لم أعرف أنه مشهور للغاية
قالت لوسي: إنه من الكتاب المشاهير رواياته رائعة للغاية لا عجب بأن أكثر معجبيه من النساء أتحبه كايت؟
قال كايت: لا أحب الروايات كثيرا
قال تيم: سيكون علينا الانتظار طويلا في الصف هذا ممل للغاية
تنهد بانزعاج ليغادروا السيارة ليجذبوا الانتباه إليهم لم يبالي كايت كثيرا بالأمر بدأت الكاميرات في التصوير و المعجبات بالصياح باسميهما وقفوا في ذلك الصف الطويل المحدق بهما و يتهامسون بشأنهما داخل المتجر الساعة الآن الواحدة و النصف ظهرا لم يخف الازدحام عما كان عليه منذ بدايتهم لتقول تولاي بهمس: إن كنت متعبا سيدي بإمكاننا إنهاء الأمر هنا
قال توم: لا أنا بخير ما زال بإمكاني تقديم المزيد لا تقلقي
هزت رأسها بموافقة على كلماته ليكمل توقيع تلك الكمية الهائلة من الكتب و التحدث مع معجبيه المتحمسين للغاية حتى وقف أمامه تيم بتلك الابتسامة المرحة ليقول: سعيد بلقائك سيدي
قال توم: و أنا أيضا يشرفني معرفة أن هناك جيل مختلف يقرأ كتبي أيضا
ابتسم تيم بمرح شديد ليوقع له الكتاب باسم ماري اقترب منه كايت بنظراته الهادئة التي لم تبالي بالتلفت في الأرجاء ليقول في نفسه: لم أتوقع كونه شابا في عمري أو أكبر أعتقد
قال توم: ما هو اسمك سيدي؟
قال كايت: أرجو توقيع الكتاب باسم شقيقتي ليدي لوسيل
فعل توم ذلك بابتسامة مرحة نظر كايت للفتاة الواقفة خلفه بوجهها الهادئ كالمعتاد ليذهل من رؤيتها في مكان كهذا ليقول: وجدتك مجددا
نظر توم إليه بنظرات استغراب و دهشة ليلتفت لتولاي الغير مبالية بنظراته الفاحصة لها ليقول لكايت بنبرة متعجبة: أتعرف الآنسة لوريجن من قبل؟
قال كايت بنبرة هادئة: ربما
اتسعت تلك الابتسامة المستمتعة بالموقف بينما نظرات الجميع المتعجبة تحدق بهم و همساتهم ملئت المكان لم تتوقف الصحافة عن التقاط الصور لتقطع لوسي أحاديثهم بابتسامة لطيفة قائلة: ربما يجدر بنا المغادرة الآن
قال تيم بمرح: سعدت بلقائك مجددا سيدي
ابتسم توم له بمرح بينما تلك الأسئلة الحائرة تجوب في رأسه ليغادر المكان برفقة كايت و لوسي التي قالت: أتعرف هذه الفتاة من قبل كايت؟
لم يجبها بأي شيء لتشعر بالانزعاج لذلك أوصلها لمنزلها ليكمل طريقه لمنزله و ذلك الفضول لا يزال يجوب في دماغه يود إشباعه بأي طريقة قال تيم الذي لاحظ تلك الابتسامة المعلقة على شفتيه: أتعرف تلك الآنسة من قبل كايت؟
قال كايت: ليس تماما رأيتها في أماكن عدة بالصدفة
قال تيم بابتسامة: بالتأكيد هو القدر لكن هناك شيء غريب بها
قال كايت: ألم تعرف ما هو؟
قال تيم: لا لكنني أثق بأنها ليست بشرية
قال كايت: أجل هي ليست كذلك
قال تيم بحماس: هذا يعني أنك تعرفها جيدا صحيح؟
ابتسم كايت دون الإجابة على سؤاله لتحوم علامة تعجب كبيرة فوق رأس تيم رن هاتف كايت ليرفع الخط و يقول: ماذا هناك؟
قال المتصل: لقد اتصلت الكثير من المجلات يرغبون بإجراء مقابلة عن ذهابك لمؤتمر توقيع الكاتب توم كوين
قال كايت: اختر أي واحدة منهم لنجري معها المقابلة غدا
قال المتصل: حسنا سأرى جدول أعمالك أولا ثم أخبرك
أغلق الخط ليتنهد بانزعاج شديد عند توم الذي انتهى من عمله في تلك المكتبة شكر الجميع على جهودهم المتفانية بحث عن تولاي بعينيه ليجدها تتحدث مع شاب ما اقترب منهما بهدوء ليقول: شكرا لتعاونكما لهذا اليوم
هزت رأسها بإيماءة خفيفة لينظر للشاب بابتسام ارتبك الشاب قليلا ليبتسم و يقول: أنا رون ويزلي يشرفني العمل معك ابتداء من هذه اللحظة سيدي
مد يده للمصافحة ليفعل توم المثل ابتسما لبعضهما بشيء من المرح ليقول: يبدو أنني أتعبك بالكثير من العمل آنسة لوريجن
قالت تولاي: لا أبدا سيدي هذا كان آخر عمل لي معك
نظر توم إليها بشيء من الاستغراب يحاول استيعاب الخبر الذي يصله للتو فقط محيت تلك الابتسامة من على وجهه ليظهر بعض الحزن الأجواء بدأت تتوتر من حولهم نظرات الجميع تترقب ما سيحدث تاليا لتنحني تولاي له و تقول: شرفني كثيرا العمل معك سيدي أتمنى لك المزيد من النجاح
اعتدلت في وقفتها لتغادر بعدها بدأت الهمسات في العلو عن تصرفها الغير مبالاي بالأمر كله تنهد توم ثم محى تلك التعابير عن وجهه ليبتسم من جديد و يقول: حسنا شكرا مجددا لاستضافتي هنا
غادر برفقة محرره الجديد الذي أعاده لمنزله والدته التي كانت تشاهد عبر التلفاز المؤتمر الذي تم عقده رحبت به بوجهها المبتسم السعيد لتقول: أهلا بعودتك بني لقد بدوت وسيما للغاية على شاشة التلفاز
انتبهت للهالة الحزينة المحيطة به لتستغرب ذلك و تقول: ماذا هناك توم؟
رفع رأسه لينظر إليها و يقول بابتسامة لطيفة: لا شيء أمي فقط متعب قليلا
ابتسمت له بمرح شديد لتقول: لقد بذلت جهدك حقا اذهب و استرح قليلا
ابتسم لها بمرح ليصعد لغرفته عند تولاي التي وصلت لشقتها الجديدة تفحصت المكان قبل فتح تلك الصناديق بهدوء رتبت المنزل و انتهت من ذلك لتتذكر موعد رحلتها لتقول بصوت منخفض متثائب: بعد قيلولة قصيرة سأرتب حقيبتي
دخلت غرفة نومها لتريح بجسدها على السرير أغمضت عينيها بهدوء ليرن هاتفها نهضت لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر: أوصلت شقتك الجديدة بأمان؟ كيف جرى الأمر مع السيد كوين؟
قالت تولاي: أجل وصلت بأمان و أنهيت الترتيبات و قد أخبرته بالأمر أيوجد أمر آخر تريدين الاستفسار عنه؟
تنهدت جينجر بارتياح شديد لتقول بمرح شديد: حقا أنا أشتاق إليك منذ الآن أوجدت عملا جديدا لك؟
قالت تولاي بصوتها الناعس: لا ليس بعد سأبحث عنه بعد عودتي
قالت جينجر: صحيح قلت أنك ستسافرين لزيارة شخص ما آسفة لإزعاجك
قالت تولاي: لا بأس بذلك سأخلد للنوم الآن لذا أراك لاحقا
قالت جينجر بمرح: عمت مساء تولاي
أغلقت الخط لتزفر الهواء من رئتيها لتعود للنوم من جديد




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-25-2022 الساعة 10:13 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 01:38 AM   #5
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






مضت أسابيع هادئة على الجميع و الروتين يقتلهم عند كايت الذي يسير في الممر عائدا لغرفته بعد يوم شاق من الأعمال و الانتقال توقف عن المسير فور رؤيته لوالده المستند على الجدار بهدوء ليقول: انتهت الحفلة منذ ساعة أين كنت حتى الآن؟
قال كايت: في السيارة لم أرد سماع توبيخ آخر من أمي
قال الوالد: إن كنت مهتما هكذا بها فلم لم تحضر مبكرا؟
قال كايت: أجبرت على البقاء برفقة هذه الفتاة المزعجة
قال الوالد: لا يجدر بك الحديث بسوء عن مخطوبتك
أظهر كايت تعابير منزعجة على وجهه ليسير متجاهلا ما يريد والده الحديث فيه ليمسك بيده و يقول: أنا لم أنهي حديثي معك بعد
تنهد كايت ليقف منتظرا ما سيقوله والده المنزعج من تصرفاته ليقول: أنا حقا لم أفهم ما أردت إيصاله إليّ في المرة الأخيرة تفاجأت بشدة مما قلته
لم تتغير النظرات الهادئة على وجه كايت المنزعج بشدة من الحديث في هذا الأمر ليرى نظرات والده المنتظرة إجابته ليقول بعد تنهيدة هادئة هربت منه: لنتحدث في هذا لاحقا أنا متعب الآن و لا أريد البقاء مستيقظا طوال الليل لديّ عمل في الصباح
ترك الوالد يده ليقول: سنفعل ذلك بالتأكيد و لن أسمح لك بالهرب مجددا
سار كل منهما عائدا لغرفته يفكر في الأمر ذاته دخل كايت غرفته ليستحم و يرتمي على سريره لينام بهدوء في الصباح عند تولاي التي غادرت المشفى برفقة جينجر المبتسمة لها و تقول: آسفة لإزعاجك بأمري
قالت تولاي: لا عليك المهم أنك بخير
قالت جينجر: حقا حتى الآن لا أعرف كيف فقدت توازني ربما انزلقت بالماء
قالت تولاي: عليك الاهتمام بنفسك جيدا المرة القادمة
قالت جينجر: بالتأكيد سأفعل كاد قلبي أن يتوقف عندما استعدت وعيّ خيرا أن طفلي بخير
ابتسمت تولاي بلطف لها و هي تنظر إليها تضع يديها على معدتها التي برزت رن هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا سام
قال سام بقلق شديد: هل جينجر بخير؟ لقد رأيت رسالتك للتو فقط
قالت تولاي: أجل هي بخير فقط خدش صغير.... بإمكانك الحديث إليها
أبعدت الهاتف عن أذنها لتعطيه لجينجر التي سعدت بالحديث إليه فهو في رحلة عمل منذ أسبوعين أنهت المكالمة لتعيد الهاتف لتولاي لتقول: آسفة لإطالة الحديث
قالت تولاي: لا بأس بذلك
ابتسمت جينجر لها لتنظرا لمجموعة الأشخاص الواقفين قرب أحد واجهات المحلات الزجاجية التي كانت تبث إعلانا على التلفاز اقتربتا منهم لتنظرا ما في الأمر قالت جينجر: ماذا هناك؟
قالت فتاة قريبة منهم: إحدى الشركات يبحثون عن عارضة ما وضعوا صورتها و قالوا من يجدها عليهم الاتصال بهم
قالت جينجر: ماذا؟ عارضة هاربة؟ هذا غريب حقا ألا تظنين ذلك تولاي؟
قالت تولاي: ربما
نظرت جينجر للصورة التي زينت الشاشات كلها بينما كانت تولاي مشغولة بتفقد الرسائل التي أتتها توسعت حدقتا عيني جينجر لتطلق تلك الصرخة المصدومة مما تراه نظر الجميع إليهما في انتظار تفسير لهذه الصرخة نظرت جينجر لتولاي باندهاش و من ثم لتلك الصورة لتشير بسبابتها إليها و تقول بدهشة ظهرت على صوتها: ألست هي تولاي؟
رفعت تولاي رأسها عن شاشة هاتفها لتنظر بعدم مبالاة للتلفاز لتتبدأ النظرات في التوجه إليها لتقول إحدى الفتيات لصديقتها بهمس: هناك شبه ظاهر بينهما
قالت صديقتها: أجل ربما تكون هي
قال أحد الفتية بهمس: هل من المعقول أن تكون العارضة الهاربة؟
قال آخر: شكلها لا يبدو كذلك
بدأت الأفواه بالتحرك و التحدث عن الأمر لتقول جينجر: لم أنت صامتة هكذا؟ أهذه أنت حقا؟
قالت تولاي: أجل لكنني لست عارضة بالتأكيد و أنت تعرفين ذلك
قالت جينجر: لم صورتك موجودة هناك إذا؟
فتحت شفتيها لتخبرها بالسبب لكن أصوات الكاميرات التي أحاطت بها أصمتتها بدأ المكان من حولهما يزدحم بالناس و يضج بالإزعاج قالت جينجر بهمس: أنا حقا آسفة حدث هذا بسببي
قالت تولاي: لا عليك يجدر بنا الرحيل من هذا المكان سريعا
أسرعتا الخطى لمغادرة ذلك الجمع الذي بدأ باللحاق بهما و السؤال عن الكثير توقفتا أمام أحد المقاهي لتجلسا فيه لم ترتاحا هناك أيضا لتقول جينجر: إنهم حقا مثابرون للغاية لكن حقا كيف وصلت تلك الصورة لهناك؟
قالت تولاي: الأمر و ما فيه أنني كنت عائدة من العمل ظهر لي رجل ما و طلب مني القيام بذلك برجاء مزعج وافقت و حسب
قالت جينجر: و الآن يبحث عنك؟ هذا يبدو جنوني حقا
رشفت كلتاهما من كوبيهما لتهدأ كل الاضطراب المليء حولهما لتقول جينجر: ما زلت تبحثين عن عمل صحيح؟ لم لا توافقين على هذا و تختصرين الوقت؟
قالت تولاي: لا أحبذ فكرة وضعي أمام الأضواء طوال الوقت
قالت جينجر: لابد أن هناك ملايين الفتيات شاهدن هذا و يتمنين أن يكن مكانك كما أنك جميلة جدا أستطيع تخيلك كعارضة منذ الآن
قالت تولاي: ربما أفكر في الأمر لكن بالتأكيد ليس الآن
ضحكت جينجر بمرح شديد على تعابير الانزعاج الظاهرة على وجهها عادتا بعدها للمنزل بسلام عند كايت الذي كان ينظر لذلك الإعلان برفقة لوسي و عدد من العاملين ليقول أحدهم: هل يعتقدون أنه بإمكانهم العثور عليها هكذا؟ أراهن على أنهم لن يجدوها
قال آخر: هذا الإعلان منتشر على نطاق الدولة لذا أعتقد أنهم سيجدونها
قال ثالث: أنا أيضا
قال الأول: أتراهنون على ذلك؟
قال الثالث بابتسامة: بالتأكيد و لم لا؟ أنت الخاسر في النهاية
تحمسوا بشأن الرهان كثيرا و اشترك عدد لا بأس منهم لتقول إحدى العاملات: إنها جميلة جدا لن يكون من الصعب العثور عليها
قالت أخرى: أثق بأنها كلها عمليات تجميلية
قالت ثالثة: لا إنها ليست كذلك لقد قمت بوضع القليل من مساحيق التجميل لكنها لم تكن بحاجة لذلك حتى
قالت رابعة: حقا؟ أتعرفينها إذا؟
قالت الثالثة: لا للأسف أردت الجائزة كثيرا
قالت لوسي: أهي جميلة لهذه الدرجة؟ لا أرى ذلك ربما لو التقيتها سأقيم ذلك ما رأيك كايت بها؟
لم يجب كايت على سؤالها لتراه يبتسم بشرود للتلفاز لتنزعج من تلك النظرات على وجهه لتحتضن ذراعه و تقول: عزيزي كايت ماذا لديك بعد هذا؟ لنذهب و نتناول الغداء سويا
نظر كايت إليها بوجهه الهادئ ليرسم ابتسامته المزيفة على شفتيه و يقول: آسف لكن لديّ الكثير من العمل هذا اليوم بإمكانك الذهاب وحدك
قالت لوسي: هذا لن يكون ممتعا سأنتظرك إذا
أتى مدير أعمال كايت ليقول: آسفة آنسة بيرون لكنه لن ينتهي حتى بعد انتصاف الليل هذا الأسبوع هناك الكثير من الأعمال
قالت لوسي بشيء من الحزن: هكذا إذا أعتذر عن إشغالك
غادر كايت دون الاهتمام بالتعابير المصطنعة على وجهها ليسير برفقة مدير أعماله الذي انتبه لتلك الابتسامة التي لا تزال تعلو شفتيه ليقول له: أهناك ما يشغل تفكيرك كاي؟
نظر كايت إليه بشيء من الاستغراب من سؤاله المفاجئ لينتبه لتصرفاته السابقة ليظهر ابتسامة خفيفة و يقول: لا شيء أبدا
ابتسم مدير أعماله له دون التحدث أكثر انتقلا من موعد لأخر حتى نهاية اليوم ليعود لمنزله منهك تماما استلقى على سريره ليتذكر أمر الإعلان التلفازي ليقول في نفسه: هكذا إذا سنلتقي قريبا مجددا أيتها الفراشة الغامضة
أغمض عينيه لينام بعمق بعد أربع أيام استيقظت تولاي في الظهيرة لتستحم بماء فاتر غادرت الحمام على رنين هاتفها لترفع الخط و تقول: مرحبا جينجر
قالت جينجر: أهلا تولاي لم نرى بعضنا منذ فترة
قالت تولاي: أجل تبدين متعبة هل أنت بحاجة للذهاب للمشفى؟
قالت جينجر: لا أبدا كل ما في الأمر أنني قضيت وقتا طويلا في ترتيب المنزل والدة سام قادمة للزيارة و هو لم يعد بعد
قالت تولاي: إن كان بإمكاني المساعدة أرجو أن تخبريني
قالت جينجر: لا لقد انتهيت من كل شيء و هي لن تأتي حتى بعد غد لكنني متوترة قليلا فأنا لم أرها منذ فترة طويلة
قالت تولاي: كل شيء سيكون بخير أعتقد أن سام سيعود هذا المساء أو صباح الغد
قالت جينجر باستغراب: هل تحدثت إليه؟
قالت تولاي: لا شخص ما في عمله أخبرني بذلك لسبب ما
قالت جينجر: شكرا لإخباري بذلك
قالت تولاي: لا عليك تأكدي من أن تحافظي على صحتك جيدة
قالت جينجر بمرح شديد: سأفعل بالتأكيد لا تقلقي عليّ أبدا
قالت تولاي: أرجو أن تعذرني الآن لديّ موعد عليّ اللحاق به
قالت جينجر: آه ذاهبة لتلك الشركة؟
قالت تولاي: أجل سأخبرك بما سيحدث لاحقا
قالت جينجر بلطف: حظا طيبا لك تولاي
قالت تولاي: شكرا إلى اللقاء
أغلقت الخط لتتجه لغرفتها المتوسطة الحجم ارتدت ثيابها الموضوعة على السرير بلوزة زرقاء داكنة بأكمام متوسطة و بنطال أسود به نجوم فضية على الطرف الأيسر من الأسفل للركبة و الطرف الأيمن من الأعلى حتى الركبة واسع الأطراف و حذاء أزرق داكن بمستوى الأرض زين بفصوص فضية على الأطراف رفعت شعرها على شكل حلقة دائرة لتزينه بدبوس أسود تدلى منه سلاسل رباعية بها نجوم مختلفة الأحجام فضية اللون حملت حقيبة بيضاء على كتفها لتقول بانزعاج: لو غادرت هكذا لن يتوقفوا عن إزعاجي
أخرجت نظارة مظللة باللون الأزرق عدساتها واسعة كعينيها غادرت منزلها لتتجه لأقرب محطة قطار أنفاق وقفت في انتظار قدوم القطار بهدوء رغم الإزعاج الذي سببه مظهرها لتعض شفتيها بانزعاج وصل القطار خلال وقت قصير كان مكتظا كالعادة وقفت بالقرب من الباب في انتظار وصول محطتها بهدوء حتى أمسكت تلك اليد ذراعها لم تعطي للأمر أهمية كبرى حتى سمعت صوت أنفاس صاحبها بالقرب من أذنها انزعجت كثيرا لكن الازدحام يمنعها من التحرك شبرا واحدا ليهمس في أذنها قائلا: هذا هو التحذير الأخير لك تعرفين حينما يغضب السيد زورف كل الأمور السيئة تحصل
اختفى ذلك من خلفها حالما أعلن اقترابهم من المحطة المنشودة فتحت الأبواب لتغادر القطار مع ذلك الفوج أكملت سيرها دون المبالاة لهذا التهديد وصلت لعنوان الاستديو الذي كان في الطرف الآخر من المدينة دخلت لهناك لتراهم مشغولين بتصوير مجموعة من الفتيات وقفت في مكانها بهدوء لبضع دقائق اقترب منها أحد العاملين هناك ليقول: من تكونين يا آنسة؟
قالت تولاي: أتيت لأجل العثور على العارضة
قال العامل: آه حسنا تفضلي معي
سارت خلف العامل الذي بدأ يقودها للطرف الآخر من الاستديو فتح الباب الرمادي المعدني لترى تلك الدرجات الرخامية العريضة و الكبيرة بدآ بصعودها ليصلا للطابق الثاني فتح باب آخر لتظهر تلك المكاتب الكثيرة و الأشخاص المتجولون في المكان بعضهم يحمل أقمشة فاخرة و آخرون يعملون على تصاميم ما ساروا بين تلك المكاتب ليصلا للباب الزجاجي الذي ظهر من خلفه رجل يتحدث مع آخر عن مجموعة أوراق وضعت على طاولته البيضاء المربعة طرق العامل الباب ليقول: أرجو أن تنتظري هنا لبعض الوقت
دخل بعد سماعه الإذن بذلك توجه للرجل الجالس على كرسي أسود متحرك حدثه في أمر ما لينظر لتولاي عبر الزجاج ليقول: أقالت بأنها تعرف تلك العارضة؟
قال العامل: أجل سيدي لذلك طلبت منها القدوم في هذا الوقت أتمنى بأنك لست مشغولا
قال الرجل: ليس كثيرا دعها تدخل
غادر العامل ليطلب منها الدخول طرقت الباب قبل دخولها لينظر الرجل إليها من رأسها لأخمص قدميها فاحصا ملابسها بتلك الابتسامة الراضية تماما عن مظهرها ليقول: تفضلي بالجلوس أتريدين شرب شيء ما؟
قالت تولاي: لا أبدا سيدي
جلست على المقعد الجلدي البني القريب من طاولته لتخلع نظارتها و تضعها داخل الحقيبة لتقول: الشخص الذي تبحثون عنه هو أنا
توسعت عيناي الرجل المصدوم من رؤيتها أمامه ليأخذ نفسا عميقا ثم يقول: لا تعرفين مقدار الجهد الذي بذلناه في البحث عنك يا آنسة حقا كيف فاتنا أخذ اسمك أو عنوانك؟ لكنني سعيد لرؤيتك مجددا أتودين العمل هنا؟
قالت تولاي: أجل سيدي
قال الرجل بابتسامة سعيدة: هذا مريح للغاية بداية أعرف عن نفسي أنا المصمم ليو براندون شكرا جزيلا لتعاونك معنا في المرة السابقة
قالت تولاي: أنا تولاي لوريجن سعدت بمعرفتك سيدي
قال ليو: أود حقا إكمال إجراءات توظيفك لكنني مشغول ببعض التصاميم الآن لذا يمكنك فعل ذلك عند المكتب الرابع القريب من باب المصعد بعد خروجك من هنا توجهي مباشرة إليه
وقفت تولاي و انحنت له بهدوء لتغادر مكتبه و تتجه لذلك المكتب وصلت هناك لتخبرها السيدة على الفور بتلك الإجراءات و أعطتها استمارة لتكتب بياناتها عليها و عقد للتوقيع عليه أنهت ذلك لتعيده للسيدة التي قالت: حسنا بما أننا مشغولون بعض الشيء هذه الفترة بإمكانك القدوم بعد غد سنتصل بك و نخبرك بباقي ما تحتاجين لمعرفته
قالت تولاي: شكرا لوقتك
غادرت بعدها المبنى عائدة لمنزلها عند كايت الذي كان يسير في ممر شركته برفقة لوسي وصل لغرفة الاستراحة ليجلس على الأريكة البيضاء بهدوء لتقول لوسي: كيف تجري الأمور في عملك؟
قال كايت: بخير
قالت لوسي: سمعت أنك ستكتب إحدى أغاني ألبومك ما هو موضوعها؟
قال كايت: لم أحدد بعد
ابتسمت لوسي بمرح لتجاوبه مع أسئلتها دخل بعض العاملين ليقول أحدهم: لقد أخبرتك بأنك ستخسر هيا عليك الدفع
قال الآخر: يا إلهي لم أصدق حتى ما وصلت أذنيّ هل أنتم متأكدون من الخبر؟
قال الثالث بمرح: هيا لا تماطل ادفع لنا نقودنا
ضحكوا عليه بمرح شديد لتقول لوسي: هل حقا وجودها؟ في أيّ استديو تعمل هي؟
قالت إحدى العاملات: في استديو دوتسون غاريل
قالت أخرى:سمعت بأنها لم تكن عارضة حتى لا أعرف من أين أحضروها
قالت ثالثة: لا يهم طالما أنها جميلة و تستحق كل هذه الفوضى
قالت لوسي: صحيح سيكون لديّ معهم جلسة تصوير بعد يومين
قالت إحدى العاملات: أخبرينا بعدها كيف تبدو
قالت لوسي بمرح: بالتأكيد سأفعل فقط انتظرنني
سعدت العاملات بتلك الابتسامة حضر مدير أعمال كايت ليغادر برفقته لتبدأ الأعمال بالانهيال عليه حتى المساء




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 05-03-2022 الساعة 04:18 AM

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سماء سالار الملحية DoLoR علوم و طبيعة 8 08-05-2022 05:07 AM

شرح حديث

علف


الساعة الآن 02:02 AM