••
العودة   منتدى وندر لاند > القصص والروايات > روايات مكتملة.


متى ستظهر الحقيقة كاملة؟ [شظايا لعنة بعثرها الزمن]

روايات مكتملة.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-24-2020, 02:48 AM   #16
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






بعد أسبوعين قبل حلول المساء بساعتين كانت إيف تجلس على ذلك الكرسي الأزرق الفاتح واضعة رأسها على الطاولة بضجر و الهواء يلاعب خصلات شعرها وضعت الخادمة كوب العصير أمامها لتقول لها: آنستي لقد أحضرت لك العصير
لم تجبها بأي شيء لتستأذنها بالذهاب أمسكت إيف بطرف قميصها لتفزعها التفتت إليها بهدوء لتقول: ماذا هناك آنستي؟
قالت إيف: ألم يعد توماس بعد؟
قالت الخادمة بارتباك: لا لم يعد السيد توماس
تنهدت بملل شديد أتى كبير الخادم ليراهما في تلك الوضعية سأل الخادمة بإشارات من عينيه لتجيبه هي بإشارات من يدها ليقول: آنستي لقد حضر السيد ويليام للزيارة
نهضت بمرح لتقول: حقا؟ سأذهب لرؤيته الآن
تنهدا بارتياح لتبدل معالم وجهها أخيرا فالحزن و الاستياء قد لازماها لفترة ذهبت لغرفة الضيوف حيث كان ويليام ينتظرها هناك طرقت الباب لتفتحه بهدوء رسمت ابتسامة جميلة على شفتيها فور رؤيته ليبادلها الابتسامة اقتربت منه لتقول بمرح شديد: أهلا بك ويليام
قال ويليام: لم أرك منذ فترة عمتي إيف
قالت إيف: لقد أتيت في الوقت المناسب حقا فقد كدت أموت من الملل
قال ويليام: لماذا؟ أين هما مارتن و توماس؟
قالت إيف: توماس مسافر لعمل منذ أسبوعين و قبل أربعة أيام لحق به مارتن أنا وحيدة كليا
قال ويليام: كان عليك الاتصال بي إذا
ابتسمت له بمرح شديد تحدثا مطولا حتى سمعا صوت سيارة الإسعاف القريب غادرا الغرفة سريعا ليريا المسعفين يحملون توماس على تلك النقالة بدت الصدمة على وجه إيف فوجهه شاحب جدا جسده يبدو المرض يفتك به اقتربت منه سريعا ليوقفها مارتن نظرت إليه بتلك النظرات المصدومة الطالبة تفسير لما يجري أمام عينيها اكتفى فقط بذلك الصمت و إبعاد عينيه عنها انتبه لويليام الواقف هناك ليقول له: اعتني بها ريثما أعود ويليام
قال ويليام: سأفعل بالتأكيد
أمسكت بقميصه بكلتا يديها لتقول: أريد الذهاب أيضا لا يمكنك تركي هنا عليّ الذهاب
قال مارتن بشيء من الصرامة: لا لن تذهبي لأي مكان إيف
أبعدها عنه ليغادر خلف المسعفين أمسك بها ويليام ليحاول تهدئتها و لو قليلا لكن الصدمة أثرت بها كثيرا ذهب برفقتها لغرفتها أحضرت لها الخادمة بعض الماء لتشربه بهدوء أمسك ويليام بيديها ليقول لها: سيكون بخير عمتي إيف لذا لا تقلقي
لمعت الدموع في عينيها لتخفي وجهها خلف كفيها شرعت بالبكاء ليقوم باحتضانها عله يخفف عنها حزنها بقي معها لفترة ليغادر غرفتها بعد نومها تنهد بارتياح شديد ليغادر المنزل التقى بمارتن الذي بدا وجهه شاحبا و حزينا ليقول: أهي بخير؟
قال ويليام: لقد بكت كثيرا لكنها نائمة الآن هل العم توماس بخير؟
قال مارتن: أتمنى ذلك حقا
فهم ويليام المقصود من عباراته ليستأذنه بالمغادرة طلب منه عدم إخبار الآخرين بأمر توماس المريض صعد مارتن الدرجات ليتوجه لغرفة إيف طرق الباب بهدوء حتى لا يوقظها فتح الباب لينظر لجهة سريرها ليراها تجلس على طرفه و الدموع الكريستالية تتهاوى على كفيها الصغيرين اقترب منها ليقف أمامها لم ترفع رأسها إليه فهي لم تره حتى سحبها لأحضانه ليقول لها: سيكون بخير أرجوك لا تبكي سيكون بخير
زاد من احتضانه لها لتقول: إنه مريض للغاية حضوره بدأ بالاختفاء لماذا لم تخبرني بذلك؟
قال مارتن: آسف لم أرد رؤيتك هكذا كذلك توماس لذلك لم نخبرك
ارتفع صوت بكائها لتحضر الخادمة ليطلب منها المغادرة بقي معها لفترة من الوقت أراد المغادرة لكنها لم تسمح له بذلك لتقول: أرجوك ابقى معي لوقت أطول
قال مارتن: يجب عليّ الذهاب لرؤية توماس
قالت إيف: سأذهب معك إذا
تلك النظرات التي رمقها بها جعلتها تصمت غادر الغرفة و هو يشعر بالحزن لحالها وصل للمشفى تحدث مع الطبيب المشرف لبعض الوقت ثم توجه لغرفة شقيقه ليرى حالته تسوء أكثر اقترب منه ليجلس بالقرب منه فتح عينيه لينظر إليه و يقول: هل إيف بخير؟ شعرت بقلبي ينقبض فجأة
قال مارتن: اهتم بنفسك الآن سوف أهتم بأمرها لذا لا تقلق
رفع بصره للسقف ليقول: أراهن بأنها تبكي الآن حابسة نفسها في غرفتها...
أخفى عينيه بذراعه فقد بدأت تتدفق الدموع منها لا يعلم مارتن ما يفعله في موقف كهذا رؤية شخصين عزيزين عليه يتعذبان بهذه الطريقة أمر يبكي قلبه و يوقفه عن النبض ما بيده حيلة لا يستطيع القيام بأي شيء غير مراقبتهما يذرفان الدموع الحزينة أنزل رأسه ليقول بصوت منخفض: حقا ما كان علينا الأخذ بيد ذلك الرجل
عض على شفتيه بانزعاج نادما على فعلته التي لن ينساها نظر في اتجاه توماس الذي قال: عليك العودة للمنزل للاطمئنان عليها سأكون بخير فأنا لست وحيدا هنا
ابتسم له بلطف شديد ليوفي مارتن شيئا من تلك الابتسامة غادر مبنى المشفى ليحدق في البدر الدائري الفضي الجميل رؤيته مع تلك النجوم من حوله جعلت مارتن يتذكر صدى من ماضي يكاد يفقد ذكراه"في مساء ذلك اليوم الدافئ كان مارتن و توماس أطفال في الرابعة يرسمان لوحة ما قال توماس بمرح: لقد أنهيت لوحتي أتريد رؤيتها؟
قال مارتن بمرح: أجل أود ذلك
نزل توماس من كرسيه ليحمل تلك اللوحة الصغيرة ليأخذها لجهة شقيقه نظر توماس إليها عشب أخضر داكن زهور ملونة أشجار طويل سماء زرقاء بغيوم بيضاء أربعة أفراد الوالدة في الطرف الأيمن و الوالد في الطرف الأيسر أما الصغار فقد انتصفاهما تؤامان صغيران حدق مارتن طويلا في اللوحة ليمل توماس و يقول: أتصور اللوحة في عقلك؟ أخبرني ما رأيك بها و حسب
أنهى جملته لينفجر مارتن ضاحكا بسخرية على لوحته ليثير غضب و استياء و إحباط و حزن توماس الذي تجمعت دموع بلورية في عينيه قال مارتن من بين ضحكاته بينما يمسك بمعدته من شدة الضحك: هذه أغرب لوحة رأيتها في حياتي
حمل لوحته ليركض بها في اتجاه والديه اللذين يجلسان في مقدمة الحديقة الواسعة الجميلة يستمتعان بالنسيم المار بهما نظرت الوالدة في اتجاه توماس القادم في اتجاههم بذلك الوجه الموشك على البكاء لتقول: ماذا هناك توماس؟
قبل أن يجيب على سؤالها و يصل إليهم اصطدمت ساقه بشيء موجود على الأرض مما أدى إلى سقوطه على وجهه نهضت الوالدة لتقترب منه كما فعل مارتن ساعدته على النهوض لتبحث عن أي جروح أو إصابات تنهدت بارتياح لرؤيته بخير لتقول له: أأنت بخير توماس؟
قال توماس و هو يحاول حبس دموعه: لقد سخر مارتن من لوحتي
مسحت دموعه بحنان بالغ لتنظر لمارتن الذي بدا متأسفا لرؤية دموع شقيقه لتبتسم لهما بمرح شديد أمسكت باليد اليمنى لكليهما و تجعلهما يتصافحان لتقول: هيا مارتن عليك أن تعتذر
قال مارتن: أنا آسف أخي لأنني سخرت على لوحتك لم أقصد ذلك
ابتسمت لهما الوالدة بمرح شديد اقترب الوالد منهما ليحاول تهدئة الأوضاع المتوترة بينهما ليقول في النهاية: أريانا ماذا رسمتما هذا اليوم؟
أخرج توماس لوحته من خلف ظهره ليريهما مدح الوالد اللوحة و أثنى عليه قالت الوالدة بمرح شديد: ماذا عنك مارتن ماذا رسمت؟
قال مارتن: لوحتي بعيدة لكنني سأريكم ماذا رسمت
رفع وجهه للسماء المقمرة المليئة بالنجوم البراقة المغرية كقطع ألماس تناثرت على السماء السوداء الجميلة تألق ذلك الجمال في أعينهم سكنت الأجواء من حولهم اهتزت الأشجار على أنغام صوت الرياح القوية التي حركت مشاعرهم المتحابة قال الوالد: لا نزال نريد رؤية لوحتك
ابتسم له بمرح ليذهب و يحضر لوحته التي كانت أكبر بقليل من لوحة مارتن قلب اللوحة ليدهشوا جميعا من موهبته الفذة من يرى اللوحة يعتقد بأنها صورة قد التقطت نظر مارتن لتوماس باختلاس يشاهد ردة فعله ليبتسم بسعادة لرؤية ذلك الاستمتاع على وجهه الظريف قال توماس بمرح: لوحتك جميلة للغاية أخي مارتن لابد أنك ستصبح رساما عالميا كأبي
قال مارتن: شكرا لك و أنت أيضا ستصبح عازفا رائعا كأمي
قالت الوالدة: نتطلع لذلك اليوم كثيرا
قال الوالد: أجل نتطلع لليوم الذي سنحدق فيه لسماء جميلة مرة أخرى في المستقبل البعيد
رسمت ابتسامات لطيفة على وجوه الجميع السعيدة بوجودهم في عائلة سعيدة" صعد السيارة التي أحضرته لهنا بهدوء أسند رأسه للخلف مغمضا عينيه المثقتلين بالهموم و الحزن توقفت السيارة قرب باب المنزل ليفتح عينيه تنبه بأن بعض الوقت قد مر و هم يقفون هناك قال السائق الذي رأى ملامح الاستغراب على وجهه: آسف سيدي لكنك بدوت مرهقا كثيرا هذه الأيام و لم أرد إزعاجك
ابتسم له مارتن ليقول له: شكرا لك آسف لجعلك تقلق عليّ هكذا
فتح باب السيارة بهدوء ليصعد الدرجات القليلة و يدخل المنزل تنبه لوقوف بعض الخادمات متجمعات أمام الدرج كما حال بعض الخدم الموجودين خارج المنزل نظر لكبير الخدم الذي ينزل الدرجات و هو يطلق تلك التنهيدة المرتاحة اقترب منه لينحني و يقوم بإلقاء التحية ليقول: كيف هو حال السيد توماس؟
قال مارتن: لم يتحسن بعد لكنه سيكون بخير قريبا لكن أخبرني ما كل هذا؟
قال كبير الخدم: لقد حاولت الآنسة بضع مرات مغادرة المنزل لذلك طلبت منهم سد جميع المخارج بالتناوب أتمنى بأنني لا أفعل شيئا سيئا
قال مارتن: لا أبدا أحسنت فعلا سأذهب لأرتاح في غرفتي الآن
انحنت الخادمات فور مروره بجوارهن توجه لغرفته ليلقي بجسده المتعب على السرير شعر جسده بذلك الارتياح لينام بعمق شديد مرت أيام غائمة كثيرة على تلك القلعة المتوسطة الحجم عرفت عائلة هايلون بالأمر لتقرر السيدات التناوب في زيارة إيف المتألمة و الحزينة للغاية حتى ذلك اليوم الذي أبرقت فيه السماء و أرعدت أمطرت بغزارة و الهواء الشديد يكاد يقتلع الأشجار من مكانها كان يوما عاصفا بحق منذ طليعة شمس هذا اليوم في الظهيرة التي بدت كالمساء بسبب تلك الغيوم السوداء الكثيفة التي اجتاحت السماء كانت إيف تجلس في غرفتها المغلقة منذ يومين تنظر للسماء من نافذة غرفتها هالات سوداء حفرت أسفل عينيها جسدها هزل مرتين أكثر مما كان جمالها بهت كملابس زالت ألوانها لم يعد للحياة معنى بالنسبة إليها نظرت ناحية الباب الذي طرق للمرة الرابعة هذه الساعة لم تجب كالعادة لتسمع صوت ويليام المريض القائل: عمتي أرجوك افتحي الباب سوف ينتهي بك الأمر مريضة إن استمريت على هذه الحال عمة إيــ....
أوقف قلبها صوت سقوطه و ارتطامه بالباب نهضت لتقترب من الباب توقفت في منتصف الطريق لتنزل رأسها للأرض و تحدق بحزن للدائرة الكبيرة في الأرض تداخل معها معين بحجمها توسطتها حلقات كثيرة في آخر حلقة وجدت عين بها الختم ذاته في أركان المعين نقشت أقحوانات و دماء تقطر عليها نزلت تلك الدموع من عينيها سمعت صوت الخادمات و سام الذي حاول معرفة ما جرى له سمعت صوت مارتن القائل: يبدو أنه قد أصيب بمرض توماس نفسه كان يجب أن أعرف منذ البداية
خارت قواها لتسقط أرضا لم تعد قادرة على الحراك و لا قلبها على النبض تناثر شعرها على الأرض اختلطت دموعها مع شعرها في خارج غرفتها قال سام: ماذا تقصد بذلك؟
نظر في اتجاه الباب بهدوء ليحمل ويليام و يأخذه لغرفة فارغة في الطابق نفسه طلب من الخادمات بعض الأشياء ليسرعن في إحضارها قال سام: ماذا قصدت بقولك ذاك؟
قال مارتن: ألا تعتقد بأن ما أصاب توماس غريب بعض الشيء؟ أقصد لم يمرض هكذا فجأة؟
قال سام: أجل لقد فكرت في الأمر مرارا لكنني لم أجد الحل
قال مارتن: هذه آثار اللعنة فقد لعنت عائلة وارس بألا يوجد تؤامان ذكران
قال سام: ما علاقة ويليام بذلك؟
قال مارتن: لا أعلم حقا لكنها علامات اللعنة ليس لديّ أدنى شك بذلك
حاولا التفكير في الأمر و تخفيف ذلك المرض عليه سمعا صوت ركض في الخارج ليقررا الذهاب و اكتشاف ما حدث نظرا لوالدة رين و ليزا و شقيقة آن التي أتت عوضا عن شقيقتها و بعض الخادمات بتلك الوجوه المصدومة الخائفة ارتعشت أطراف بعضهن اقترب سام منهن ليقول: ماذا حدث؟
أشارت إحدى الخادمات ناحية غرفة إيف مفتوحة الباب الظلمة لم تسمح لهما برؤية المقصود من ذلك أبرقت السماء فأضاءت الغرفة ليصدما من رؤية جسد إيف الساقط على الأرض بطريقة مريبة توسعت عينيهما لرؤية تلك الدماء التي تسربت من جسدها قدم مارتن قدمه لداخل الغرفة ليسمع صوت إيف تخاطريا كما فعل الجميع قالت تلك الكلمات و الألم يكاد يقتلها: لا يجب على أحد الدخول لهذه الغرفة لا تحاولوا ردعي أرجوكم سأنفذ ما عليّ فعله
تقلبت تلك التعابير لصدمات شديدة قال مارتن: توقفي عن هذا إيف لن تحلي الأمر بهذا أبدا
لاحظ الجميع اختفاء صوتها و حضورها و جسدها من المكان بدأ القلق يتسرب في الأشخاص الموجودين فكر سام في أمر ما ليسرع في الذهاب لغرفة ويليام القابعة في بداية الممر استغرق منه عشرة دقائق للوصول فتح الباب بقوة ليرتطم بالجدار نظر للنافذة المفتوحة و الستائر تتطاير بسبب الرياح العنيفة في الخارج انتبه لآثار الأقدام القادمة في النافذة لتتوقف أمام سرير ويليام نظر إليه ليراه يتحسن تدريجيا حضر مارتن ليلتفت إليه و يقول: لقد كانت هنا على ما يبدو
قال مارتن: هذا سيء لابد أنها قد جنت تماما
قال سام: انظر لهذا مارتن
نظر مارتن لآثار الأقدام التي قصدها دهش كثيرا لرؤيتها تتراجع للخلف و تختفي رأيا طيفا لإيف يهمس في أذن ويليام بشيء ما و تلك الدموع تسير على وجنتيها اختفى ذلك الطيف بعد خروجه من النافذة شعرا بشيء غريب يخرج من رأسيهما قال مارتن: لقد جنت تماما ذكرياتنا عنها بدأت بالاختفاء سأذهب لأجدها
قال سام: لا تتهور الخروج في مثل هذا الجو يعد جنونا
قال مارتن: أنا مجنون كفاية لفعل ذلك
غادر مارتن المكان مسرعا ليتجه للمشفى فتح باب غرفة توماس ليلتقط أنفاسه المخطوفة منه رفع رأسه ليراها تجثو على ركبتيها واضعة رأسها على طرف السرير و شعرها الطويل قد غزا البقعة التي جلست عندها نظر لوجه شقيقه الذي بدأ يعود لما كان عليه اقترب منه عندما رأى أصابع يده اليسرى تتحرك بهدوء وقف بالقرب منه لينهض و يجلس باعتدال ليقول: ماذا هناك مارتن؟ لم يبدو الإرهاق على وجهك هكذا؟
شعر بشيء قريب من يده لينظر إليه تفاجأ من وجود إيف بتلك الوضعية في الغرفة و هي مبللة ملابسها أكبر منها لسبب مجهول نظر لمارتن ليستفسر منه أبعد وجهه عنه بحزن و خوف مما قد يحدث له نظرا كلاهما لإيف التي نهضت تفرك عينيها بهدوء و تقول: ما هذا المكان؟
نظرت إليهما بدهشة نهضت من مكانها لتتراجع للخلف سريعا ارتطمت بالكرسي الموضوع قرب النافذة تشبثت بالستائر لتقتلع و انزلقت بثيابها المبللة لتسقط أرضا ظهرت تعابير الألم على وجهها البريء و الصغير اقترب مارتن منها ليساعدها لتبتعد عنه أكثر و تختبئ خلف الستائر التي توشك على السقوط لتقول: من تكونان؟ و أين أنا؟
تعجبا ذلك و دهشا من ردة فعلهما ليقول توماس: ماذا حدث لك إيف؟
قالت إيف بصدمة: كيف تعرف اسمي؟
صدم كلاهما من إجابتها المستفهمة بتلك التعابير تبادلا النظرات المستعجبة مما يحدث من حولهما قال مارتن: ألا تعرفين من أكون؟ أو من يكون؟
هزت رأسها نافية ذلك قال توماس: ألا تعرفين من أكون؟
نظرت إليه تحاول تذكر أي شيء لكن لا فائدة صدم كلاهما فكر مارتن في الأمر ليقول: لابد أنها فكرت في طريقة لتعطيل اللعنة
قال توماس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال مارتن: لقد قامت بإلقاء لعنة معاكسة لعلاجك و ويليام فقد كان مرضكما بسبب اللعنة الأولى التي ألقتها
نظرا إليها باستغراب لتبادلهما تلك النظرات المتوترة الخائفة ذهب مارتن ليطلب طبيبا يفحصها و يخبر عائلة هايلون بالأمر أتوا للزيارة لتختبئ خلف الممرضة التي شعرت بالتوتر في ذلك الجو لتقول لها فانتين بابتسامة مرحة: إيف لن نقوم بإيذائك لذا دعي الممرضة تذهب
شدت قميص الممرضة لتقول لهم: يبدو أنها خائفة للغاية
دخل الطبيب كبير السن لينظر الجميع إليه اقترب من سريرها حيث كانت تقف الممرضة جلس على الكرسي ليبتسم لها و يقول بلطف: كيف حالك بنيتي؟
ابتعدت إيف عن الممرضة ليفاجأ الجميع من الدموع التي سالت على وجنتيها نهضت لترتمي بين أحضان ذلك الطبيب الذي عانقها بحنان ليقول لها: كل شيء بخير لا داعي للبكاء فأنت لم تعودي طفلة
قالت إيف: جدي لا أعرف ماذا يحصل هنا و لا أعرف هؤلاء الأشخاص لكنهم يحاولون خداعي أنا واثقة من ذلك لا أريد رؤيتهم إنهم يخيفونني
كادت إليسيا أن تنفي ما قالته لكنه أشار لها أن تصمت و تغادر برفقة الآخرين فعلوا ذلك ليبقوا في الممر منتظرين ما سيحصل تاليا غادر الطبيب الغرفة مع الممرضة التي سبقته في المغادرة بعد انحناءة بسيطة قالت كاثرين: أهي بخير أيها الطبيب؟
قال الطبيب: أجل هي بخير
قالت فانتين: أأنت جدها حقا؟
قال الطبيب: لا لست كذلك يبدو بأنكم تعرفونها لكن ليس جيدا
قالت السيدات: أجل هذا صحيح
نظروا لمارتن القادم ركضا في اتجاههم ليلتقط أنفاسه الهاربة منه ليقف و يقول: كيف هو حالها؟
قال الطبيب: بخير لا داعي للقلق فقد فقدانها لذكرياتها أمر مريب حقا
قال مارتن: أعتقد أن للأمر علاقة باللعنة التي ألقتها من قبل
قال الطبيب: سأبحث في الأمر لاحقا
قالت فانتين: لقد أخبرتنا بأنك تعرفها لذا هلا أخبرتنا كيف ذلك؟
قال الطبيب: سوف نحدث جلبة لو تحدثنا هنا لذا لنترك ذلك لوقت آخر
تفهموا الأمر و عادوا لمنازلهم مرت أيام هادئة رفضت إيف العودة للقلعة بقت في منزل الطبيب لفترة طويلة حتى ذلك اليوم الذي استيقظت فيه نظرت للساعة القريبة من سريرها لتراها الثامنة صباحا نهضت لتجلس على طرف السرير تفرك عينيها دخلت الحمام لتغادره طرق باب الغرفة لتنظر للباب ليقول الطارق: آنسة هايلون لقد طلب السيد استعدادك سيكون هناك زوار في وقت قصير
قالت إيف: حسنا سأجهز
فتحت خزانتها لتخرج بنطالا بنيا داكنا يصل لمنتصف الساق و بلوزة بنية بدرجة أفتح مخطط تصل لأسفل الخصر بأكمام طويلة ارتدت حذاء أبيض بكعب متوسط رفعت شعرها الطويل بمطاط أبيض غادرت الغرفة لتسير في الممر بهدوء تفكر فيما ستفعله هذا اليوم وقفت أمام الحديقة لتسعد برؤية تلك الأزهار المتفتحة لتقترب منها بمرح شديد و تقول: لقد أصبحت كبيرة و جميلة للغاية
رسمت ابتسامة سعيدة على وجهها لفت انتباهها صوت الأعشاب التي صدرت عن خطوات شخص قريب منها رفعت رأسها لترى الوجه المبتسم الناظر إليها فزعت منه لكنها لم تستطع الهروب اعتدل في وقفته ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: لم أرك منذ فترة طويلة إيف
نهضت لتبدأ بالركض حالما حانت لها الفرصة وصلت للطابق الثاني لتدخل إحدى الغرف الفارغة لتستند على الباب بإرهاق وضعت يديها على صدرها الهابط و المرتفع تصبب العرق من جبينها قالت في نفسها: من يكون هذا الشخص؟ لقد كان يحدق بي و أيضا تسلل إليّ
طرق الباب من خلفها ليعود قلبها للنبض بسرعة من جديد ابتعدت عن الباب خطوات قليلة لتسمع صوت الطبيب القائل: إيف هل أنت بخير؟
اقتربت من الباب لتفتحه تعجب الطبيب الخوف البادي على وجهها ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هيا بنا يجدر بنا لقاء ضيوفنا
قالت إيف: أيجب عليّ ذلك حقا جدي؟
قال لها الطبيب: أجل فهم هنا اليوم من أجلك ستعودين معهم قريبا
قالت إيف: لا أريد ذلك أبدا أريد البقاء هنا فأنا لا أعرفهم
ابتسم لها ليخفف من خوفها الطاغي عليها غادرا الغرفة معا ليتوجها للحديقة هناك كانت عائلة هايلون تستمتع بالهواء العليل في هذا الوقت من النهار و منظر الحديقة الأخاذ أحيطت بسياج من أزهار ملونة جميلة تنشر أريجها في المكان أحاديثهم المرحة لم تتغير قالت إيفلين: يبدو أنهم يقضون وقتا عصيبا معها
قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فمعرفتها بالطبيب و أهله يسهل الأمر عليها
قال التؤامان: نحن متشوقان لمعرفة ماضيها حقا نريد سماع تلك القصة
قال آرثر: أنا واثق بأن هذا هو الأمر الوحيد الذي أتى بكما لهنا
قال التؤامان بمرح شديد: بالتأكيد فنحن نحب معرفة مثل هذه الأمور
قالت والدتهما: إن حاولتما إزعاجها سوف تعاقبان حقا
قال والدهما: نعرف بأنكما ستحاولان ذلك لذا احذرا جيد و إلا فالقادم أسوأ
شعرا بالرعب يتملكهما من تهديد والديهما بتلك الطريقة القاتلة ضحكوا عليهما بمرح شديد كان الجميع في ذلك الجو مستمتعا بوقته عدا ويليام العبوس و الحزين كان والديه يراقبانه بهدوء ليتنهدا بقلق عليه قالت ليندا بهمس: هو هكذا منذ شفائه لا أعرف حقا ما الذي يحزنه هكذا
قال سام بطريقة مماثلة: واثق بأنه حزين لعدم تذكر إيف لأي أحد
قالت ليندا: لكنها لم تلتقيه بعد فلم كل هذا الوجوم؟
قال سام: هذا كل ما لديّ
تنهدا مجددا ليحدقا بالشخصين اللذين غيرا الأجواء فور حضورهما تبسما لهم بمرح شديد ليقول الأول بمرح شديد: مرحبا جميعا منذ فترة طويلة جدا لم أركم هل اشتقتم إليّ؟
تبسمت تلك الوجوه لسؤاله بتلك الطريقة اللطيفة مرت فترة طويلة منذ آخر مرة رأوه فيها ليقول الثاني بنبرته اللطيفة: صباح الخير كيف حال الجميع اليوم؟
اقتربا من تلك الطاولة الشبه الخالية القريبة من المدخل ليجلسا عليها و يلقيا التحية على من كان فيها قال سام: يبدو أنكما نشيطين للغاية هذا اليوم
قال توماس: أجل فهذه المرة الثانية التي أخرج فيها منذ وقت طويل و كنت قد بدأت أشعر بالملل فمارتن غير ممتع أبدا
قال مارتن: أنا آسف لكوني غير ممتعا
قالت ليندا: من الجيد رؤيتك بصحة جيدة مجددا توماس
قال توماس: شكرا لك
وجه ناظريه لويليام الذي بدا حاضرا بجسده و روحه في مكان مختلف حدق فيه لوقت طويل حتى انتبه له ويليام ليرسم ابتسامة خفيفة على وجهه ليقول: صباح الخير عمي توماس و مارتن
قال مارتن: لماذا قدمته عليّ؟ أنا الأكبر كما تعلم
قال توماس: أنا آسف لكنني حبيب الملايين
قال مارتن: و إن يكن الأكبر يبقى دائما أولا
قالت ليندا بمرح: لا داعي للشجار فهو وضعكما في المرتبة نفسها
قال سام: حقا كم هو عمركما؟ تتصرفان كطفلين
قال مارتن: لا أريد إخباركم سوف تظنون بأنني عجوز
ضحكوا بمرح شديد قال لويس: ألم تخبرا ليو و مايك بالأمر؟
قال توماس: لقد كنا عندهما بالأمس و قمنا بإزعاجهما لديهما الكثير ليفعلاه هذا اليوم لذلك لم نقم بإخبارهما بالأمر
قال والد فينوس: أعتقد بأنهما قد مرا بوقت عصيب جدا
قالت آن: أشفق على ليزا و جوليا حقا
ضحكوا بمرح شديد عليهما تحدثوا كثيرا كان هناك شخص يراقبهم من النافذة يحدق بكل تلك التعابير البسيطة و السعيدة على وجوه جميع الحاضرين وضع الطبيب يده على كتفه بهدوء التفت إليه ليرى ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول: هيا بنا إيف لنذهب لقد تركنا ضيوفنا ينتظرون كثيرا
أعادت إيف ناظريها إليهم لتشعر بالخوف يتسلل إليها لم تشعر بالارتياح سارت خلفه بهدوء حتى وصلا للحديقة نظروا جميعا إلى الطبيب ليروا تلك الابتسامة تزين شفتيه ليقول لهم: صباح الخير أتمنى أنكم تقضون وقتا ممتعا
تبسموا له جميعا ليردوا التحية عليه تنبهوا للشخص الواقف خلفه محاولا الاختباء عرفوه جميعا قالت فانتين بمرح: مرحبا إيف
لم تجبها إيف حاولت الهرب لكن لويس وقف ليمنعها من ذلك ليقول لها: التقينا مجددا إيف
تعابيرها الخائفة و المتوترة أضحكته كثيرا ليقول التؤامان: هذا غير عادل لم لا تعاقبون لويس أيضا؟ فهو يقوم بإزعاجها
قال الوالد: أنتما مزعجان للغاية لذا محاولتكما فقط ستقتلكما بالتأكيد
وضعا تلك التعابير المنزعجة على وجهيهما حركت إيف الكرسي لتجلس خلف الطبيب ليقول لهم: أرجو أن تعذروها فهي هكذا منذ وقت طويل
قال مارتن: نعرف هذا جيدا فقد عشنا معها لفترة
قال توماس: حقا أشعر بحزن شديد لعدم تذكرها لي من بين الجميع
ضحكوا على تلك التعابير المدعية التي وضعها ليقول الطبيب: أتمنى بأنني لا أخذ من وقتكم الكثير
قال والد لويس: لا أبدا فنحن متفرغون تماما
قال الطبيب: حسنا بداية أعرف عن نفسي أنا ألفريد رويس كنت أحد أفراد منظمة ديمتري روبنسون هناك التقيت بإيف
لم يندهش من تلك التعابير المصدومة على وجوهم لتقول كاثرين: منظمة ديمتري روبنسون؟ أليست المنظمة التي قامت بالعديد من التجارب السيئة؟
قال زوجها: أجل أعتقد ذلك لكن ماذا تفعل إيف هناك؟
قال الطبيب بعد نظراته الصامتة لها: أتمنى بأن تخبرينا بذلك إيف
هزت رأسها نافية ذلك لا تريد تذكر ماضي أرادت نسيانه كثيرا ليبتسم و يقول عنها: إيف أو المعروفة بذكاء الكون كانت تعمل هناك على تطوير الكثير من الاختراعات و إعداد التجارب لقد كانت حجر أساس تلك المنظمة لا شيء يتم أو ينتهي دون أن تنظر فيه لا أعرف الكثير عنها لكننا بقينا معا فترة طويلة و اختفت بعدما دمرت تلك المنظمة و لم أعرف عنها أي شيء رؤيتها بعد كل هذه الفترة و لم يتغير أي شيء فيها صدمني حقا كنت أود سؤالها لكنها فاقدة لكل تلك الذكريات كما لو أن الزمن عاد بها لفترة بعد مغادرتها المنظمة
قال لويس: كم كان عمرها في ذلك الوقت؟
قال الطبيب: إن تذكرت جيدا كانت في عقدها العاشر أو الثامن
حل الصمت المكان و هم يفكرون بالأمر حتى قال التؤامان بصدمة: ماذا؟ هذا مستحيل للغاية نحن لم نستطع قراءة مجلدا عن التعاويذ في ذلك الوقت
بدأ الجميع يفكر في ذلك الموضوع و عن مدى ذكائها حتى أوقف تفكيرهم ذلك الصوت القائل: إيف ابنة العالمة روث وارس وراثيا فهي ليست بشخص عادي أبدا توفيت بعد إنجابها بأسبوع تربت في ميتم روبنسون حيث قام باستغلالها حاولت الكثير من العائلات فعل المثل لكن عائلة هايلون أوقفت ذلك بتبينها أليس كذلك عزيزتي إيف؟
نظر الجميع للرجل الواقف أمام إيف المصدومة من رؤية هذا الرجل شعرت بنبضات قلبها تغير مجرى الهواء من حولها لم تعجبه النظرات التي رمقته بها وجه أنظاره لتوماس الذي وقف بصدمة بالغة لرؤية ذلك الرجل نظر مارتن إليه باستغراب ليقول: أتعرف هذا الرجل من قبل توماس؟
تغيرت تلك التعابير على وجهه لأخرى غاضبة منزعجة تود قتله ضحك بهدوء ليقول و يرسم ابتسامة خبيثة: لم أرك منذ فترة طويلة جدا توماس هل تستمتع بحياتك الآن؟
نهضت إيف لينظر إليها بشيء من الانزعاج تحركت شفتيها المترددة لتنطق بتلك الكلمات المرتعبة قائلة: ماذا تفعل هنا أليكساندر؟
ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: أتيت للزيارة بعدما عرفت بما جرى لك حبيبتي و ماذا قد يجعلني آت لهذا المنزل؟
نظر للطبيب بتلك النظرات التي تنزل بمستواه للحضيض لم يهتم الطبيب بتلك النظرات الموجهة إليه قال والد فينوس: هلا عرفتنا بنفسك رجاء؟
قال توماس: لا داعي لذلك فهو سيغادر هذا المكان فورا
قال أليكساندر: لا أعتقد بأنك من يحدد ذلك توماس
انزعج توماس ليبدل الأجواء المحيطة به قال لويس: اهدأ قليلا توماس فهذا لن يجدي نفعا
نظر أليكساندر إليه ليحاول تحديد هوية هذا الشخص تحركت إيف لتطلب بهدوء من ذلك الشخص اللحاق بها ليفعل بابتسامة سعيدة كانت إيف تريد الابتعاد عن الحديقة الخلفية و عن المنزل رأتها إحدى الخادمات تقف بالقرب من باب المنزل لتقول لها: أأنت ذاهبة إلى مكان ما آنسة هايلون؟
قالت إيف بابتسامة واهنة: لن أتأخر في العودة رجاء أخبري جدي بذلك
قالت الخادمة: حسنا لكن من السيد الذي معك؟
قالت إيف: سأغادر الآن
تعجبت الخادمة تصرفها ذلك أغلقت إيف الباب بهدوء لترى أليكساندر يقف هناك يحدق بالسماء أبعدت عينيها عنه لتسير أمامه غادرت منطقة المنزل ليقف و يقول لها ليجبرها على الوقوف: إلى متى تريدين السير؟ بل إلى أين تريدين الذهاب؟
توقفت عن المسير لتنزل برأسها بصمت شديد ذلك الصمت زاد برودة هواء الخريف سار عدة خطوات ليقترب منها وقف أمامهما ليصدم من تلك الدموع التي تساقطت بانتظام من عينيها الغارقتين بها حدق في ذلك الوجه كثيرا اشتاق لرؤيته عن كثب هكذا حاول مسح تلك الدموعها لكنها ابتعدت عنه لتقول بصوتها الباكي: لماذا أنت هنا؟ لماذا؟ ماذا تفعل بقدومك؟ أريد أن أعرف أخبرني
اعتدل في وقفته لينظر إليها تحاول نفض تلك الأحزان عن قلبها و الدموع عن عينيها قال أليكساندر: ألا تريدين العودة إليّ؟ لقد تركتني لمرات كثيرة لكنني لم أعد أتحمل ذلك إيف
نظرت إليه لترى غيوم الحزن تحوم حوله لحقت بعينيه الصاعدتان للسماء تلك العادة لم تفارقه اقتربت منه بخطواتها الصغيرة لتمد ذراعيها النحيلتين لتطوقه بها أنزل رأسه إليها ليراها تعانقه محاولة تدفئة المشاعر الباردة في صدره ليضع يده على رأسها ليقول لها: أأعد هذه إجابة إيف؟ يبدو أنني مكروه للغاية
قالت إيف: لماذا دائما تفهم الأشياء معكوسة؟ لذلك لم تستطع النجاح في تجاربك
ارتسمت ابتسامة على وجهه رفعت وجهها المحمر بتلك الابتسامة الجذابة ليقول لها: فقدانك لذكرياتك و عودتك لهذا العمر يعني أمرا واحد فقط قمت بتعطيل تلك اللعنة أليس كذلك؟
قالت إيف: لعنة؟ عن أي شيء تتحدث؟
قال أليكساندر: أنت لا تتذكرين حقا حسنا سوف أعطيك هذه الهدية بمناسبة إيجادك لشخص تحبينه حقا أخيرا بالرغم من أنك ستكرهيني كثيرا بعد ذلك لكن في النهاية هي ذكرياتك
قالت إيف: أنا واثقة بأنني لن أفعل أليكس مهما فعلت فأنت أول شخص حرك قلبي النائم
نظر لابتسامتها المشرقة ليبادلها الابتسامة ابتعد عنها قليلا خلع قفازه ليضع يده على رأسها تكونت حوله غمامة زرقاء فاتحة شعرت إيف بقواها تضعف شيئا فشيئا عند الآخرين في الحديقة قالت آن: ما قصة ذلك الرجل؟ يأتي و يرحل كيفما يشاء
قال الطبيب: لا تهتمي لأمره كثيرا فهو هكذا دائما لا أعرف حقا ما الذي يعجبها فيه
قال التؤامان: أهي معجبة بهذا الرجل المتوحش؟
قالت إيفلين: ربما هو يخفي شخصيته خلف ذلك القناع
قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فقد كان ينوي قتل العم توماس بالفعل
قال مارتن: حقا لم تخبرني من قبل بأنك تعرفه شخصيا
قال توماس بانزعاج و هو مكتف ذراعيه عند صدره مغمضا عينيه: دعونا لا نتحدث عنه مجرد ذكر اسمه يصيبني بالغثيان
قال سام: لم أتوقع يوما ملاقاته شخصيا
قال فانتين: أليس من الخطر تركهما معا؟
قال الطبيب: لا أبدا بالرغم من شخصيته السيئة و تصرفاته إلا أنه يحب إيف كثيرا تقدم لخطبتها أربع مرات إن لم أنسى رفضته عائلة هايلون كثيرا لكنه لم يكف عن ذلك
قالت إليسيا: أربع مرات؟ هذا كثير جدا
قالت آن: كنت أفكر بقول هذا أيضا
قال الطبيب: لا أحد عداهما يعرف ماضيهما
قال مارتن: يبدو أنهما مقربان جدا
انزعج توماس من كلمات شقيقه الذي رسم ابتسامة ظريفة على شفتيه تحدثوا بعيدا عن ذلك الموضوع استمتعوا بوقتهم هناك بعد تلك الأجواء الخانقة قبيل الظهيرة بساعتين و نصف قرروا المغادرة ودعهم الطبيب و سعد بزيارتهم كثيرا عادوا لمنازلهم عند الطبيب القلق من تأخر إيف حدق بالساعة للمرة الرابعة نظر للباب الذي طرق ليقول: ماذا هناك؟
فتح الباب لتطل إيف برأسها من خلف الباب و تلك التعابير المتأسفة على وجهها دخلت لتغلق الباب خلفها بهدوء تقدمت منه و هي منزلة رأسها اقتربت منه لتجلس على الكرسي القريب منه و تقول: آسفة لتأخري هكذا
ابتسم لها بمرح ليبعد عنها التوتر و القلق ليقول: لا عليك ماذا حدث معك؟
قالت إيف: لقد كنا نتحدث عما جرى ثم أعاد لي ذكرياتي
نظر إليها باندهاش ليسعد لأجلها أخبرته بالتفاصيل عن حياتها بعدما تركته قضت يومها الأخير هناك لتستعد للمغادرة في صباح اليوم التالي حزن أهل المنزل لسماع ذلك لكنهم سعدوا بعودة ذكرياتها إليها قضت ليلة دافئة برفقتهم في الصباح الباكر أثناء توديعها للطبيب و أسرته سالت دموعها ليطلبوا منها الابتسام صعدت السيارة التي ستوصلها لمنزلها الذي فارقته كثيرا رؤيتها لبوابة المنزل أسعدتها كثيرا حملت حقيبتها الثقيلة نوعا ما ليقول السائق: أرجو أن تسمحي لي بحملها عنك يا آنسة
قالت إيف: لا أريد أن أتعبك أكثر أتمنى أن تصل للمنزل سالما
ابتسم لها بمرح شديد لينحني لها صعد السيارة ليقودها مغادرا المكان حملت تلك الحقيبة لتفقد توازنها تماسكت بالرغم من ثقل وزنها سارت ببطء في اتجاه باب المنزل لتصل أخيرا و تضع الحقيبة أرضا التقطت أنفاسها بهدوء لتعتدل في وقفتها قرعت الجرس مرات كثيرة متتالية أزعج من في داخل المنزل كان التؤامان ينزلان الدرج يريدان معرفة من المزعج الذي يفعل هذا رأيا كبير الخدم يسرع في اتجاه الباب الذي يكاد أن يتعطل جرسه فتح الباب بتلك العصبية ليدهش من الشخص الذي وقف هناك بابتسامة بريئة تبدد الغضب الذي تملكه ليقول: أهلا بعودتك للمنزل يا آنسة
قالت إيف: سعيدة برؤيتك مجددا ألبرت
ابتسم لها بمرح شديد رأى الحقيبة التي خلفها ليحملها عنها سمع صوت مارتن القائل: من هناك ألبرت؟
ظهرت إيف من خلفه بابتسامتها المعتادة ليدهشا من ذلك فهما لم يعرفا بقدومها ركضت في اتجاههما لتعانق توماس بمرح شديد ليبتسم لها بسعادة مفرطة ضرب جبينها بسبابته تألمت لتنظر إليه بعينين حزينتين لتقول: هذا مؤلم للغاية لم فعلت ذلك؟
قال توماس: هذا لأنك لا تستمعين إليّ أبدا و جعلتني أقلق كثيرا و نسيتني أيضا الأخيرة لا تغتفر أبدا
أخرجت لسانها بمرح ليبتسم لتصرفها الطفولي وجهت نظرها لمارتن الذي كان يحدق بها لفترة طويلة ليبتسم لها و يقول: أهلا بعودتك للمنزل إيف
عانقته بمرح شديد ليبادلها العناق بلطف نظرت لتوماس الذي بدأ يشعر بالغيرة لتضحك بمرح شديد و تزيد من عناقها له لتقول: أنت لا تمانع ذلك أليس كذلك توماس؟
قال توماس: بلى أمانع ذلك و بشدة أيضا
قالت إيف: هكذا إذا توقعت ذلك
قال توماس: إذا لماذا تزالين متعلقة به؟
قالت إيف بمرح شديد: لأنني أحبه كثيرا
شعرت ببراكين غيرته تنفجر لتضحك بمرح شديد و تبتعد عن مارتن الذي كان يحدق بها تصرفاتها الطفولية المرحة تضفي طابعا مختلفا للمنزل طاردها توماس للسخرية منه ليبتسم لهما بمرح شديد ثم يقول: هل أنتما طفلين أم ماذا؟
قالت إيف: عمري ثمانية عشرة عقدا فقط لذا أنا طفلة بالتأكيد
قال مارتن: هي محقة لكنك لست طفلا بالتأكيد توماس
قال توماس بانزعاج: أتقصد بأنني كبير في السن؟
قال مارتن: هذه هي الحقيقة المرة لذا لا تنزعج
ضحكت إيف بمرح شديد على تعابيره الغاضبة نظرا إليها بتلك الابتسامة السعيدة لسماع تلك الضحكات تدوي في المكان من جديد توقفت عن الضحك لتبتسم بمرح شديد انقضى اليوم و السعادة تملأ المنزل مضت أيام هادئة حتى صباح اليوم التالي كانت إيف تتناول الإفطار معهما و القصص لا تنتهي ابتسم التؤامان لها بمرح شديد انتبهآ لهدوئها ليحدقا بها نظرت لهما لتبتسم و تقول: سأذهب لزيارة أصدقائي بعد وقت قصير لذا لا تنتظرا عودتي مبكرا
قال توماس: إلى أين ستذهبين؟
قالت إيف: سأذهب لمنزل عائلة هايلون و منزل ليو و منزل مايك و منزل جاي
ابتسمت بمرح شديد لتصعد لغرفتها و هي تهمهم بلحن أغنية تحبها كثيرا وصلت للغرفة لتجلس على السرير بهدوء نظرت لأرضية الغرفة لترى الختم قد تم محيه لتسعد لذلك في الأسفل قال توماس: لقد أرهقتني هذه الفتاة كثيرا
قال مارتن: هذا دليل على تقدم عمرك
نظر توماس إليه ليبتسم لاحقا عادا لأعمالهما في غرفتيهما في منزل جاي الذي استيقظ منذ وقت قصير يتحدث مع لوسي المتعبة من عملها المتواصل و الاعتناء بفتياتها الثلاث ليقول جاي: بإمكانك الذهاب للارتياح سأبقى برفقتهن
قالت لوسي: أليس عليك الذهاب لعملك هذا اليوم؟
قال جاي بابتسامة لطيفة: لا لذا لا تقلقي
ابتسمت له بمرح شديد وضعت يدها على فمها المتثاءب نهضت من الأريكة بهدوء لتصل للباب تفاجأت من طرقه لتفتحه انحنت لها الخادمة بهدوء لتقول: هناك شخص يريد لقاؤكما
نظر جاي للساعة الفضية التي أحاطت معصمه ليراها الثامنة و النصف صباحا تعجب ذلك ليطلب من الخادمة البقاء برفقة الفتيات بينما يتفقدا الأمر ذهبا لغرفة الضيوف طرق جاي الباب قبل فتحه ليدخل و يدهش من الشخص الذي وقف هناك بتلك الابتسامة التي تزين وجهه ليقول بمرح: أتمنى بأنني لا أزعجكما
عانقتها لوسي بمرح شديد لتقول: أهلا بك إيف لا أصدق بأنني أراك مجددا
قالت إيف: أنا أيضا سعيدة برؤيتك
قال جاي: لقد أفزعتني حقا لم الزيارة المفاجئة؟
قالت إيف و هي تدعي الحزن: إذا يبدو أنني أزعجكما في النهاية
تنهدت بهدوء لتقول لوسي: لا على العكس تماما سعيدان لرؤيتك حقا
نظرت لجاي بهدوء ليبتسم بمرح شديد لها تحدثت معهما قليلا لتعتذر لوسي للمغادرة لأخذ قسط من الراحة بقت إيف مع جاي لفترة قصيرة لتعنتي بالفتيات اللاتي كن سعيدات بوجودها بقربهن ليقول جاي: حقا إن الأطفال يحبونك كثيرا
قالت إيف: أظن ذلك أيضا
قال جاي: من الجيد أنك تخلصت من توترك من مقابلة الآخرين
قالت إيف بعد ضحكة مرحة: أتظن ذلك حقا؟
ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل ساد الجو الهدوء بعد ذلك تعجب جاي التعابير التي وضعتها على وجهها و هي تشاهد التوائم بتلك الابتسامة الحزينة ليقول في نفسه: ربما تذكرت ليليان فهي لم تستطع البقاء بقربها في النهاية
وضع يده على رأسها لتنظر إليه باستغراب تلك الابتسامة اللطيفة التي وضعها على وجهه عرفت السبب وراء التصرف المفاجئ الذي أخرجها من شرودها و حزنها لتبتسم بمرح و تقول: أتمنى لو باستطاعتي البقاء معكم لمدة أطول لكن لديّ الكثير لأفعله لذا أراكم لاحقا
ابتسم لها بمرح شديد و قال: حسنا لكن لا توقفي قلوبنا في المرة القادمة
ضحكت بمرح شديد لتغادر منزله أطلقت تنهيدة عميقة لتحدق بالسماء الجميلة أكملت سيرها لعنوان المنزل التالي توقفت في طريقها على صوت شخص يناديها من الرصيف المقابل التفتت إليه بتلك التعابير المتعجبة لتتبدل لأخرى لطيفة فور معرفة هوية ذلك الشخص الذي قطع الشارع مع مرافقه وصلا إليها ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: صباح الخير عمتي إيف
قالت إيف بمرح شديد: صباح الخير ويليام
التفتت للشاب الذي كان معه انحنى لها و قال: صباح الخير آنسة هايلون
قالت إيف: لا داعي لهذه الرسمية نادني إيف و حسب
قال ويليام: ماذا تفعلين هنا؟
قالت إيف: فكرت في التسكع قليلا
ضحكوا بمرح شديد لتقول: هيا أسرعا و إلا ستتأخران عن المدرسة
أكملا السير بعد توديعها بتلك التلويحة تبدل ذلك الحزن الذي شعرت به لرؤية ويليام لتبتسم بسعادة و تكمل طريقها عند توماس الذي كان مشغولا بقراءة شيء ما الصمت يجوب في الغرفة محيطا به طرق الباب ليفر ذلك الصمت دخل مارتن لتتوسع حدقتا عينيه لرؤية كل تلك الكتب على أرضية الغرفة و الطاولة و بعضها متناثر على السرير حتى خلف الباب مجموعة متراصة من الكتب القديمة ليقول له: ما كل هذا توماس؟ أتخطط للقيام بمسابقة ثقافية؟
ضحك توماس بمرح شديد لتتحول ملامحه للجدية و يقول: اسخر كما تشاء لست متفرغا الآن
قال مارتن: ماذا تفعل بكل هذه الكتب؟
قال توماس: هناك شيء ما يزعجني و أريد التحقق منه
قال مارتن: ما هو؟
أخذ نفسا عميقا ثم زفره ليحدق بمارتن و يقول: أخشى أن تفعل إيف شيئا آخر هل حقا تعطليها لتلك اللعنة بتلك السهولة؟ مجرد التفكير في الأمر يؤرقني حقا
قال مارتن: لا تقلق فهي لن تفعل شيئا كهذا مجددا
قال توماس: و كيف تضمن ذلك؟ نتحدث عن إيف هنا تفعل أي شيء دون الاهتمام بأراء الآخرين
قال مارتن: أعرف ذلك جيدا لكن علينا الثقة بها توماس
تنهد توماس ليقول: و إن يكن أرغب في فعل ذلك لأشعر بالاطمئان
ابتسم له مارتن و قال: حسنا كما تشاء سأتأكد من إخبارها حينما تعود
غادر الغرفة لتمحى تلك الابتسامة من على وجهه و يقول في نفسه: إذا لم أكن الوحيد القلق بشأنها هاه؟ بالتأكيد و ماذا قد أتوقع من أخي؟ فهو يحبها في النهاية
ابتسم بمرح شديد عاد لغرفته ليكمل بحوثه هو الآخر قبل غروب الشمس بوقت قصير وصلت إيف لمنزل عائلة هايلون لترسم الابتسامة على وجهها استقبلتها كبيرة الخدم و أرشدتها لحيث تجتمع أفراد العائلة في الحديقة الجميلة أخذت نفسا عميقا لتزفره دخلت الحديقة لتقول بمرح شديد: مساء الخير جميعا
تفاجؤوا من قدومها لكن استقبالهم كان حافلا حقا سعد الجميع برؤيتها جلست بالقرب من ويليام الذي طلب إليها ذلك ليحتكر الحديث إليها بمرح شديد قالت كاثرين: يبدو أن ويليام الوحيد المفضل لديك إيف
قالت إيف: هل يبدو الأمر كذلك؟
قال التؤامان: أجل هذا ما يبدو عليه الأمر و نحن لا تهتمين بنا أبدا
قالت إيف: ربما لأنكما....مزعجين قليلا
قالا معا: ماذا؟ حتى أنت عمة إيف
ضحكت بمرح على التعابير التي وضعاها على وجهيهما كما فعل الجميع لتقول لاحقا: صحيح سمعت بأنكما مهتمين بالأمور الغريبة
قال أليكس: ألديك شيء كهذا؟
قالت إيف: أجل لذا عندما تتفرغان تعالا لمنزلي
أخرجا هاتفيهما ليتأكدا من أي ارتباط لديهما بالغد لتبتسم لهما بمرح شديد لتقول والدتهما: أواثقة مما تفعلين إيف؟ أخشى عليك منهما
قال والده: حقا لدي شعور سيء حال هذا
قالت إيف: لا عليكما أعرف بأنهما لن يفعلا أي شيء سيء ثم أنه حقا لا يوجد شخص بإمكانه فعل ذلك سواهما
نظر الجميع للتؤامين اللذين تحمسا أكثر مع كل هذا المديح ضحكوا عليهما بمرح شديد ليقول ويليام: إذا أود القدوم أيضا
قال أليس: ألم تسمع ما قالته؟ إنه عمل لنا فقط
قال سام: و ما هو هذا الأمر؟ بدأت أشعر بالفضول
قال لويس: أنا أيضا فقد بدأت أشعر بالملل في المنزل
قالت إليسيا بمرح: هذا لأنه لم يجد يفعله ليومين فقط
قالت والدة سام: لقد كان شكله مضحك و هو يفعل الكثير من الأشياء في المنزل
قال جد لويس: لقد قام بتدليك كتفي منذ يومين
قالت والدة لويس: قام بمساعدتي في إعداد الطعام يوم أمس
قال لويس: حقا أشعر بفراغ كبير
ابتسمت إيف بمرح لتقول: أود أخذ الجميع لهناك أيضا لكن لا أستطيع كما أنهما الوحيدين القادرين على ذلك
قال جيرالد: كنت أود الانضمام أيضا لكن لا مكان لي هناك
قال أليكس: أخيرا شيء لا يستطيع أحد القيام به عدانا
قال أليس: أشعر بالسعادة يبدو أنني لن أستطيع النوم هذه الليلة
قال زوج كاثرين: إلى هذه الدرجة أنتما متحمسان؟
قالا معا بمرح: أجل
تبدلت التعابير التي علت وجوه الجميع تناولوا جميع أنواع الأحاديث استمتعوا بوقتهم كثيرا إيف اكتفت بالنظر و الاستماع إليهم مداخلتها كانت قليلة كما لو أنها أرادت حفظ ذلك في ذاكرتها اعتذرت للعودة للمنزل قبل مغادرتها المنزل وقفت أمام الباب تتحدث مع ويليام الذي لحق بها ليقاطع حديثهما صوت لويس القائل: أليس من الخطر ذهابك وحدك لذلك المكان؟ سأرافقك
قال ويليام: هذا ليس عدلا أردت فعل ذلك
قال لويس: سيقلق والديك عليك لذا من الأفضل أن تبقى هنا
قالت إيف: لا تقلقا كليكما سأكون بخير ليس كما لو أن المكان جديد عليّ
قال لويس: ربما لكن لن أدعك تذهبين وحدك
قالت إيف: أنت عنيد كمارتن تماما
ضحك بمرح شديد ليغادر برفقتها لم يتحدثا لفترة طويلة ليكسر لويس حاجز الصمت بقوله: ما الأمر الذي يستطيع التؤامين فقط فعله؟
قالت إيف بمرح: إنه سر و لن أخبرك به
قال لويس: أشعر بأن هناك شيئا ما خلف ذلك أتمنى بأن تخبريني بأن ذلك مجرد شعور خاطئ
قالت إيف: أجل إنه مجرد شعور خاطئ يبدو أن الجميع يعاملني كطفلة
ضحك بمرح شديد على التعابير الحزينة التي وضعتها ليربت على شعرها بحنان و يقول: لأنك مهمة بالنسبة إلينا و لا نريد أن نخسرك ثم أنك طفلة حقا
نفخت وجنتيها بانزعاج شديد ليضحك من جديد لتفعل كذلك هي الآخرى وصلا لمنزلها رحب بها ألبرت القلق لتأخرها في عودتها لتقول: هل توماس نائم؟ أعتقد أنني سوف أوبخ طيلة الليل
ضحك لويس بمرح شديد ليقول ألبرت: لا تقلقي فقد اتصل به السيد آرثر و أخبره بأنك ستتأخرين لبعض الوقت
قالت إيف: حقا؟ هذا جيد
قال لويس: حسنا مهمتي قد انتهت سأعود للمنزل و أراك لاحقا إيف
ابتسم لها بمرح شديد لتتبدل تلك الابتسامة فور شعوره بهالة توماس المخيفة القادمة من خلفه ليلتفت له بارتباك و يقول: مساء الخير توماس كيف حالك؟ يبدو أنك بخير جدا
قالت إيف: توماس؟ ماذا تفعل هنا؟ لقد أفزعتني حقا
قال توماس: ها قد عدت أخيرا إيف اعتقدت بأنك ستبيقين للصباح هناك
قالت إيف: لا تكن هكذا لقد ذهبت لزيارة العائلة و حسب
قال توماس: أدرك ذلك لكنك وعدت بالعودة قبل هذا الوقت
قالت إيف: أنا آسفة لقد تحمست قليلا فقط
قال لويس: سوف أغادر الآن لذا أراكما لاحقا
قال توماس: شكرا لإيصالها أتمنى بأنها لم تقم بإزعاجك
قال لويس: لا لم تقم بذلك عمتما مساء
غادر لويس المنزل ليزفر بارتياح سار في اتجاه البوابة الكبيرة ابتسم بلطف و قال في نفسه: اعتقدت بأنه سيقتلني يا إلهي إن غيرته مخيفة للغاية
عاد لمنزله ليستلقي على سريره و ينام في الصباح الباكر استيقظ التؤامان و الحماس يكاد يقتلهما كانا يسيران في الممر و هما يخمنان ما قد يكون الأمر الذي تريده إيف منهما التقيا بفانتين التي ابتسمت لهما بمرح شديد و قالت: أشك في أنكما قد نمتما جيدا فاستيقاظكما في مثل هذا الوقت مريب حقا
ابتسما لها بمرح شديد ليقولا: نحن لم نم حتى
ضحكت فانتين بمرح شديد لتكمل طريقها لغرفتها نزلا الدرجات ليريا والديهما يقفان هناك بتلك النظرات الحازمة لتقول الوالدة: سأخبركما بهذا للمرة الأخيرة إياكما و فعل شيء سيء
قال أليكس: حقا يا أمي نحن لم نعد طفلين
قالت الوالدة: أدرك ذلك لذلك أخبركما
قال الوالد: عليكما الاستماع لوالدتكما و احذرا جيدا
قال أليس: ليس كما لو أنها ستقوم بشيء سيء لنا
قال الوالد: الحذر واجب لذا انتبها لنفسيكما جيدا
أطلقا تنهيدة ارتياح في وقت واحد ليحدقا في بعضهما و يبتسما بمرح شديد لتقول الوالدة: أخيرا سأستطيع النوم
قال الوالد: أجل أشعر بالنعاس
قال التؤامين معا باستغراب: أكنتما تراقبانا طوال الوقت؟
ضحك الوالدان بمرح شديد على التعابير التي وضعاها على وجهيهما ليصعدا الدرجات دون الإجابة عليهما سارا في الممر المؤدي لغرفتهما بصمت حتى أطلقت الوالدة تنهيدة صغيرة لتقول:ما زلت لا أشعر بالارتياح ربما يجدر بنا الذهاب معهما
قال الوالد:أنا أشعر مثلك أيضا لكن ما بيدنا فعل شيء
قالت الوالدة: نظراتها تلك كانت غامضة للغاية أتمنى بأنها تكون مجرد أفكار سيئة
توقفا على صوت لويس القائل: أنتما أيضا تظنان ذلك؟
التفتا إليه ليرى تلك الابتسامة على وجهه قال الوالد: ماذا تقصد بكلامك لويس؟
قال لويس و هو يقترب منهما: أنا لست واثقا من ذلك بعد لكنني أعتقد بأن شيئا ما غريبا يحدث معها
قالت الوالدة: لم أفهم ما تقصده
قال لويس: كما لو أن شيئا آخر يتحكم بها تصرفاتها كانت مريبة بعض الشيء بالإضافة قدمت لمنزلنا من دون موعد مسبق كما فعلت مع الآخرين لذا أعتقد بأنها تقوم بشيء ما
قال الوالد: لم لم تقل شيئا مسبقا؟ هذا يعني بأنهما سيكونان في خطر
تحرك الوالد في اتجاه الدرجات و القلق يكاد يفجر قلبه كما تقلبت التعابير على وجه الوالدة ليقول لويس: علينا ترك الأمور تأخذ مجراها فنحن حتى الآن لسنا واثقين مما يجري
قالت الوالدة: لن أتركهما يخوضان شيئا كهذا و نحن لا نعرف ما مصيره سوف أذهب خلفهما بالتأكيد
سارت خلف الوالد ليتعقبا ولديهما تنهد لويس ليقول في نفسه: ربما ما كان يجدر بي إخبارهما بهذا
التفتت ليصعد الدرجات للطابق الثاني ذاهبا لغرفته عند مارتن الذي كان ينزل الدرج و هو يضع يده على فمه المتثاءب انتبه لتوماس الذي يسير و هو نصف نائم ليبتسم بمرح شديد و يسرع الخطى ليقترب منه و يقول: صباح الخير توماس
قال توماس: صباح الخير
قال مارتن: يبدو أنك لم تنم ليلة أمس
قال توماس: لا لم أفعل بسبب شخص معين
ضحك بمرح شديد فهو عرف المقصود ذهبا لغرفة الطعام ليجلسا في مكانيهما قال ألبرت: لقد طلبت الآنسة أن أخبركما بأنها قد تناولت إفطارها سابقا لذا لا تنتظراها
قال توماس: لم؟
قال ألبرت: لا أعرف حقا لكنها غادرت المنزل منذ فترة طويلة
قال مارتن: هذه الفتاة سوف تصيبيني بالجنون ألم تخبرك عن وجهتها؟
قال ألبرت: لا لكن أذكر بأنها كانت تحمل معطفا مطريا و حقيبة قماشية صغيرة حمراء اللون
قال توماس: الجو صحو في الخارج لم المعطف المطري؟ هذه الفتاة غريبة أطوار حقا
قال مارتن: ما الذي تقوله عن مخطوبتك توماس؟ سوف تحزن كثيرا لو سمعتك تقول هذا
قال توماس و هو يتثاءب بشدة: لن تفعل تحب سماع ذلك كثيرا كما لو أنه مديح لها
قال مارتن: تناول طعامك و اذهب للنوم سيكون ذلك أفضل تبدو متعبا للغاية
لم يسمع إجابة من توماس ليرفع رأسه ليرسم ابتسامة ظريفة على شفتيه كان توماس واضعا رأسه على راحة كفه نائما بالفعل تبادل الأنظار مع ألبرت الذي ابتسم بمرح انتهى مارتن من تناول الإفطار ليوقظ توماس ليذهب لغرفته تحدث مع ألبرت في بضع أمور حتى رنين جرس المنزل علت الحيرة وجهيهما ليذهب ألبرت و يفتح الباب تفاجأ كثيرا من رؤية والديّ تؤامي هايلون مع تعابير القلق التي علت وجهيهما بالإضافة لروي الذي لم يغير تعابيره الهادئة ليسمح لهم بالدخول تفاجأ مارتن ذلك ليقول: صباح الخير جميعا
قال روي: صباح الخير مارتن
قال مارتن: ما سر هذه الزيارة المفاجئة؟ يبدو أن السيدان لديهما موضوع مهم
قالت والدة التؤامين: أين هي إيف مارتن؟
تعجب مارتن سؤالها عنها بتلك النبرة التي تحمل قليل من الغضب ليقول: أحدث شيء ما سيدة لورنس؟
قال والد التؤامين: أفهم من كلامك بأنك لا تعرف شيئا
قال مارتن باستغراب أشد: عن ماذا؟
قال ألبرت: رجاء تفضلوا بالجلوس أولا
أخذهم لغرفة الضيوف و أحضر لهم كوب شاي بالنعناع لترشف الوالدة منه رشفة لتشعر بالارتياح يسكنها ليقول مارتن: هلا أخبرتموني ما يجري؟ أشعر بالضياع حقا
قال والد التؤامين: لقد حضرت إيف بالأمس لمنزلنا و طلبت من التؤامين القدوم لرؤيتها في المنزل لأجل مهمة ما
قال مارتن: ماذا؟ لم قد تفعل هذا؟
قال الوالد: لقد قالت بأنه أمر لا يستطيع أحد القيام به سواهما
فكر مارتن بأمر كهذا لفترة من الوقت الذي مر كما لو أنه ساعات طوال توقف عن التفكير حالما نظر لروي الذي كان يحدق بلوحة ما في الغرفة ليقول: لم أتيت أنت روي؟
صمت روي في البداية ليحدق الجميع به شعر بالضغط تحت أنظارهم المنتظرة إجابته ليتنهد و يقول: لقد طلب إليّ ذلك
قال مارتن: حسنا و ما هو السبب؟ أمتعلق بإيف أيضا؟
قال روي: أجل
قال مارتن: حقا إن هناك أمرا غريبا يجري هذا اليوم
قالت الوالدة: ألا تعرف إلى أين ذهبت؟
قال مارتن: للأسف لا فقد استيقظت و اكتشفت غيابها لقد قال ألبرت بأنها غادرت قبل شروق الشمس تحمل معطفا مطريا
تعجب الجميع ذلك لف الصمت المكان الجميع مشغول بالتفكير بكل هذه المعطيات الغامضة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم؟ أتمنى بأنكم بخير و صحة و عافية كيف كان هذا الفصل ؟ أتمنى أنه قد نال إعجابكم في أمان الله أحبتي.




 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:50 AM   #17
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






بعد أسبوعين قبل حلول المساء بساعتين كانت إيف تجلس على ذلك الكرسي الأزرق الفاتح واضعة رأسها على الطاولة بضجر و الهواء يلاعب خصلات شعرها وضعت الخادمة كوب العصير أمامها لتقول لها: آنستي لقد أحضرت لك العصير
لم تجبها بأي شيء لتستأذنها بالذهاب أمسكت إيف بطرف قميصها لتفزعها التفتت إليها بهدوء لتقول: ماذا هناك آنستي؟
قالت إيف: ألم يعد توماس بعد؟
قالت الخادمة بارتباك: لا لم يعد السيد توماس
تنهدت بملل شديد أتى كبير الخادم ليراهما في تلك الوضعية سأل الخادمة بإشارات من عينيه لتجيبه هي بإشارات من يدها ليقول: آنستي لقد حضر السيد ويليام للزيارة
نهضت بمرح لتقول: حقا؟ سأذهب لرؤيته الآن
تنهدا بارتياح لتبدل معالم وجهها أخيرا فالحزن و الاستياء قد لازماها لفترة ذهبت لغرفة الضيوف حيث كان ويليام ينتظرها هناك طرقت الباب لتفتحه بهدوء رسمت ابتسامة جميلة على شفتيها فور رؤيته ليبادلها الابتسامة اقتربت منه لتقول بمرح شديد: أهلا بك ويليام
قال ويليام: لم أرك منذ فترة عمتي إيف
قالت إيف: لقد أتيت في الوقت المناسب حقا فقد كدت أموت من الملل
قال ويليام: لماذا؟ أين هما مارتن و توماس؟
قالت إيف: توماس مسافر لعمل منذ أسبوعين و قبل أربعة أيام لحق به مارتن أنا وحيدة كليا
قال ويليام: كان عليك الاتصال بي إذا
ابتسمت له بمرح شديد تحدثا مطولا حتى سمعا صوت سيارة الإسعاف القريب غادرا الغرفة سريعا ليريا المسعفين يحملون توماس على تلك النقالة بدت الصدمة على وجه إيف فوجهه شاحب جدا جسده يبدو المرض يفتك به اقتربت منه سريعا ليوقفها مارتن نظرت إليه بتلك النظرات المصدومة الطالبة تفسير لما يجري أمام عينيها اكتفى فقط بذلك الصمت و إبعاد عينيه عنها انتبه لويليام الواقف هناك ليقول له: اعتني بها ريثما أعود ويليام
قال ويليام: سأفعل بالتأكيد
أمسكت بقميصه بكلتا يديها لتقول: أريد الذهاب أيضا لا يمكنك تركي هنا عليّ الذهاب
قال مارتن بشيء من الصرامة: لا لن تذهبي لأي مكان إيف
أبعدها عنه ليغادر خلف المسعفين أمسك بها ويليام ليحاول تهدئتها و لو قليلا لكن الصدمة أثرت بها كثيرا ذهب برفقتها لغرفتها أحضرت لها الخادمة بعض الماء لتشربه بهدوء أمسك ويليام بيديها ليقول لها: سيكون بخير عمتي إيف لذا لا تقلقي
لمعت الدموع في عينيها لتخفي وجهها خلف كفيها شرعت بالبكاء ليقوم باحتضانها عله يخفف عنها حزنها بقي معها لفترة ليغادر غرفتها بعد نومها تنهد بارتياح شديد ليغادر المنزل التقى بمارتن الذي بدا وجهه شاحبا و حزينا ليقول: أهي بخير؟
قال ويليام: لقد بكت كثيرا لكنها نائمة الآن هل العم توماس بخير؟
قال مارتن: أتمنى ذلك حقا
فهم ويليام المقصود من عباراته ليستأذنه بالمغادرة طلب منه عدم إخبار الآخرين بأمر توماس المريض صعد مارتن الدرجات ليتوجه لغرفة إيف طرق الباب بهدوء حتى لا يوقظها فتح الباب لينظر لجهة سريرها ليراها تجلس على طرفه و الدموع الكريستالية تتهاوى على كفيها الصغيرين اقترب منها ليقف أمامها لم ترفع رأسها إليه فهي لم تره حتى سحبها لأحضانه ليقول لها: سيكون بخير أرجوك لا تبكي سيكون بخير
زاد من احتضانه لها لتقول: إنه مريض للغاية حضوره بدأ بالاختفاء لماذا لم تخبرني بذلك؟
قال مارتن: آسف لم أرد رؤيتك هكذا كذلك توماس لذلك لم نخبرك
ارتفع صوت بكائها لتحضر الخادمة ليطلب منها المغادرة بقي معها لفترة من الوقت أراد المغادرة لكنها لم تسمح له بذلك لتقول: أرجوك ابقى معي لوقت أطول
قال مارتن: يجب عليّ الذهاب لرؤية توماس
قالت إيف: سأذهب معك إذا
تلك النظرات التي رمقها بها جعلتها تصمت غادر الغرفة و هو يشعر بالحزن لحالها وصل للمشفى تحدث مع الطبيب المشرف لبعض الوقت ثم توجه لغرفة شقيقه ليرى حالته تسوء أكثر اقترب منه ليجلس بالقرب منه فتح عينيه لينظر إليه و يقول: هل إيف بخير؟ شعرت بقلبي ينقبض فجأة
قال مارتن: اهتم بنفسك الآن سوف أهتم بأمرها لذا لا تقلق
رفع بصره للسقف ليقول: أراهن بأنها تبكي الآن حابسة نفسها في غرفتها...
أخفى عينيه بذراعه فقد بدأت تتدفق الدموع منها لا يعلم مارتن ما يفعله في موقف كهذا رؤية شخصين عزيزين عليه يتعذبان بهذه الطريقة أمر يبكي قلبه و يوقفه عن النبض ما بيده حيلة لا يستطيع القيام بأي شيء غير مراقبتهما يذرفان الدموع الحزينة أنزل رأسه ليقول بصوت منخفض: حقا ما كان علينا الأخذ بيد ذلك الرجل
عض على شفتيه بانزعاج نادما على فعلته التي لن ينساها نظر في اتجاه توماس الذي قال: عليك العودة للمنزل للاطمئنان عليها سأكون بخير فأنا لست وحيدا هنا
ابتسم له بلطف شديد ليوفي مارتن شيئا من تلك الابتسامة غادر مبنى المشفى ليحدق في البدر الدائري الفضي الجميل رؤيته مع تلك النجوم من حوله جعلت مارتن يتذكر صدى من ماضي يكاد يفقد ذكراه"في مساء ذلك اليوم الدافئ كان مارتن و توماس أطفال في الرابعة يرسمان لوحة ما قال توماس بمرح: لقد أنهيت لوحتي أتريد رؤيتها؟
قال مارتن بمرح: أجل أود ذلك
نزل توماس من كرسيه ليحمل تلك اللوحة الصغيرة ليأخذها لجهة شقيقه نظر توماس إليها عشب أخضر داكن زهور ملونة أشجار طويل سماء زرقاء بغيوم بيضاء أربعة أفراد الوالدة في الطرف الأيمن و الوالد في الطرف الأيسر أما الصغار فقد انتصفاهما تؤامان صغيران حدق مارتن طويلا في اللوحة ليمل توماس و يقول: أتصور اللوحة في عقلك؟ أخبرني ما رأيك بها و حسب
أنهى جملته لينفجر مارتن ضاحكا بسخرية على لوحته ليثير غضب و استياء و إحباط و حزن توماس الذي تجمعت دموع بلورية في عينيه قال مارتن من بين ضحكاته بينما يمسك بمعدته من شدة الضحك: هذه أغرب لوحة رأيتها في حياتي
حمل لوحته ليركض بها في اتجاه والديه اللذين يجلسان في مقدمة الحديقة الواسعة الجميلة يستمتعان بالنسيم المار بهما نظرت الوالدة في اتجاه توماس القادم في اتجاههم بذلك الوجه الموشك على البكاء لتقول: ماذا هناك توماس؟
قبل أن يجيب على سؤالها و يصل إليهم اصطدمت ساقه بشيء موجود على الأرض مما أدى إلى سقوطه على وجهه نهضت الوالدة لتقترب منه كما فعل مارتن ساعدته على النهوض لتبحث عن أي جروح أو إصابات تنهدت بارتياح لرؤيته بخير لتقول له: أأنت بخير توماس؟
قال توماس و هو يحاول حبس دموعه: لقد سخر مارتن من لوحتي
مسحت دموعه بحنان بالغ لتنظر لمارتن الذي بدا متأسفا لرؤية دموع شقيقه لتبتسم لهما بمرح شديد أمسكت باليد اليمنى لكليهما و تجعلهما يتصافحان لتقول: هيا مارتن عليك أن تعتذر
قال مارتن: أنا آسف أخي لأنني سخرت على لوحتك لم أقصد ذلك
ابتسمت لهما الوالدة بمرح شديد اقترب الوالد منهما ليحاول تهدئة الأوضاع المتوترة بينهما ليقول في النهاية: أريانا ماذا رسمتما هذا اليوم؟
أخرج توماس لوحته من خلف ظهره ليريهما مدح الوالد اللوحة و أثنى عليه قالت الوالدة بمرح شديد: ماذا عنك مارتن ماذا رسمت؟
قال مارتن: لوحتي بعيدة لكنني سأريكم ماذا رسمت
رفع وجهه للسماء المقمرة المليئة بالنجوم البراقة المغرية كقطع ألماس تناثرت على السماء السوداء الجميلة تألق ذلك الجمال في أعينهم سكنت الأجواء من حولهم اهتزت الأشجار على أنغام صوت الرياح القوية التي حركت مشاعرهم المتحابة قال الوالد: لا نزال نريد رؤية لوحتك
ابتسم له بمرح ليذهب و يحضر لوحته التي كانت أكبر بقليل من لوحة مارتن قلب اللوحة ليدهشوا جميعا من موهبته الفذة من يرى اللوحة يعتقد بأنها صورة قد التقطت نظر مارتن لتوماس باختلاس يشاهد ردة فعله ليبتسم بسعادة لرؤية ذلك الاستمتاع على وجهه الظريف قال توماس بمرح: لوحتك جميلة للغاية أخي مارتن لابد أنك ستصبح رساما عالميا كأبي
قال مارتن: شكرا لك و أنت أيضا ستصبح عازفا رائعا كأمي
قالت الوالدة: نتطلع لذلك اليوم كثيرا
قال الوالد: أجل نتطلع لليوم الذي سنحدق فيه لسماء جميلة مرة أخرى في المستقبل البعيد
رسمت ابتسامات لطيفة على وجوه الجميع السعيدة بوجودهم في عائلة سعيدة" صعد السيارة التي أحضرته لهنا بهدوء أسند رأسه للخلف مغمضا عينيه المثقتلين بالهموم و الحزن توقفت السيارة قرب باب المنزل ليفتح عينيه تنبه بأن بعض الوقت قد مر و هم يقفون هناك قال السائق الذي رأى ملامح الاستغراب على وجهه: آسف سيدي لكنك بدوت مرهقا كثيرا هذه الأيام و لم أرد إزعاجك
ابتسم له مارتن ليقول له: شكرا لك آسف لجعلك تقلق عليّ هكذا
فتح باب السيارة بهدوء ليصعد الدرجات القليلة و يدخل المنزل تنبه لوقوف بعض الخادمات متجمعات أمام الدرج كما حال بعض الخدم الموجودين خارج المنزل نظر لكبير الخدم الذي ينزل الدرجات و هو يطلق تلك التنهيدة المرتاحة اقترب منه لينحني و يقوم بإلقاء التحية ليقول: كيف هو حال السيد توماس؟
قال مارتن: لم يتحسن بعد لكنه سيكون بخير قريبا لكن أخبرني ما كل هذا؟
قال كبير الخدم: لقد حاولت الآنسة بضع مرات مغادرة المنزل لذلك طلبت منهم سد جميع المخارج بالتناوب أتمنى بأنني لا أفعل شيئا سيئا
قال مارتن: لا أبدا أحسنت فعلا سأذهب لأرتاح في غرفتي الآن
انحنت الخادمات فور مروره بجوارهن توجه لغرفته ليلقي بجسده المتعب على السرير شعر جسده بذلك الارتياح لينام بعمق شديد مرت أيام غائمة كثيرة على تلك القلعة المتوسطة الحجم عرفت عائلة هايلون بالأمر لتقرر السيدات التناوب في زيارة إيف المتألمة و الحزينة للغاية حتى ذلك اليوم الذي أبرقت فيه السماء و أرعدت أمطرت بغزارة و الهواء الشديد يكاد يقتلع الأشجار من مكانها كان يوما عاصفا بحق منذ طليعة شمس هذا اليوم في الظهيرة التي بدت كالمساء بسبب تلك الغيوم السوداء الكثيفة التي اجتاحت السماء كانت إيف تجلس في غرفتها المغلقة منذ يومين تنظر للسماء من نافذة غرفتها هالات سوداء حفرت أسفل عينيها جسدها هزل مرتين أكثر مما كان جمالها بهت كملابس زالت ألوانها لم يعد للحياة معنى بالنسبة إليها نظرت ناحية الباب الذي طرق للمرة الرابعة هذه الساعة لم تجب كالعادة لتسمع صوت ويليام المريض القائل: عمتي أرجوك افتحي الباب سوف ينتهي بك الأمر مريضة إن استمريت على هذه الحال عمة إيــ....
أوقف قلبها صوت سقوطه و ارتطامه بالباب نهضت لتقترب من الباب توقفت في منتصف الطريق لتنزل رأسها للأرض و تحدق بحزن للدائرة الكبيرة في الأرض تداخل معها معين بحجمها توسطتها حلقات كثيرة في آخر حلقة وجدت عين بها الختم ذاته في أركان المعين نقشت أقحوانات و دماء تقطر عليها نزلت تلك الدموع من عينيها سمعت صوت الخادمات و سام الذي حاول معرفة ما جرى له سمعت صوت مارتن القائل: يبدو أنه قد أصيب بمرض توماس نفسه كان يجب أن أعرف منذ البداية
خارت قواها لتسقط أرضا لم تعد قادرة على الحراك و لا قلبها على النبض تناثر شعرها على الأرض اختلطت دموعها مع شعرها في خارج غرفتها قال سام: ماذا تقصد بذلك؟
نظر في اتجاه الباب بهدوء ليحمل ويليام و يأخذه لغرفة فارغة في الطابق نفسه طلب من الخادمات بعض الأشياء ليسرعن في إحضارها قال سام: ماذا قصدت بقولك ذاك؟
قال مارتن: ألا تعتقد بأن ما أصاب توماس غريب بعض الشيء؟ أقصد لم يمرض هكذا فجأة؟
قال سام: أجل لقد فكرت في الأمر مرارا لكنني لم أجد الحل
قال مارتن: هذه آثار اللعنة فقد لعنت عائلة وارس بألا يوجد تؤامان ذكران
قال سام: ما علاقة ويليام بذلك؟
قال مارتن: لا أعلم حقا لكنها علامات اللعنة ليس لديّ أدنى شك بذلك
حاولا التفكير في الأمر و تخفيف ذلك المرض عليه سمعا صوت ركض في الخارج ليقررا الذهاب و اكتشاف ما حدث نظرا لوالدة رين و ليزا و شقيقة آن التي أتت عوضا عن شقيقتها و بعض الخادمات بتلك الوجوه المصدومة الخائفة ارتعشت أطراف بعضهن اقترب سام منهن ليقول: ماذا حدث؟
أشارت إحدى الخادمات ناحية غرفة إيف مفتوحة الباب الظلمة لم تسمح لهما برؤية المقصود من ذلك أبرقت السماء فأضاءت الغرفة ليصدما من رؤية جسد إيف الساقط على الأرض بطريقة مريبة توسعت عينيهما لرؤية تلك الدماء التي تسربت من جسدها قدم مارتن قدمه لداخل الغرفة ليسمع صوت إيف تخاطريا كما فعل الجميع قالت تلك الكلمات و الألم يكاد يقتلها: لا يجب على أحد الدخول لهذه الغرفة لا تحاولوا ردعي أرجوكم سأنفذ ما عليّ فعله
تقلبت تلك التعابير لصدمات شديدة قال مارتن: توقفي عن هذا إيف لن تحلي الأمر بهذا أبدا
لاحظ الجميع اختفاء صوتها و حضورها و جسدها من المكان بدأ القلق يتسرب في الأشخاص الموجودين فكر سام في أمر ما ليسرع في الذهاب لغرفة ويليام القابعة في بداية الممر استغرق منه عشرة دقائق للوصول فتح الباب بقوة ليرتطم بالجدار نظر للنافذة المفتوحة و الستائر تتطاير بسبب الرياح العنيفة في الخارج انتبه لآثار الأقدام القادمة في النافذة لتتوقف أمام سرير ويليام نظر إليه ليراه يتحسن تدريجيا حضر مارتن ليلتفت إليه و يقول: لقد كانت هنا على ما يبدو
قال مارتن: هذا سيء لابد أنها قد جنت تماما
قال سام: انظر لهذا مارتن
نظر مارتن لآثار الأقدام التي قصدها دهش كثيرا لرؤيتها تتراجع للخلف و تختفي رأيا طيفا لإيف يهمس في أذن ويليام بشيء ما و تلك الدموع تسير على وجنتيها اختفى ذلك الطيف بعد خروجه من النافذة شعرا بشيء غريب يخرج من رأسيهما قال مارتن: لقد جنت تماما ذكرياتنا عنها بدأت بالاختفاء سأذهب لأجدها
قال سام: لا تتهور الخروج في مثل هذا الجو يعد جنونا
قال مارتن: أنا مجنون كفاية لفعل ذلك
غادر مارتن المكان مسرعا ليتجه للمشفى فتح باب غرفة توماس ليلتقط أنفاسه المخطوفة منه رفع رأسه ليراها تجثو على ركبتيها واضعة رأسها على طرف السرير و شعرها الطويل قد غزا البقعة التي جلست عندها نظر لوجه شقيقه الذي بدأ يعود لما كان عليه اقترب منه عندما رأى أصابع يده اليسرى تتحرك بهدوء وقف بالقرب منه لينهض و يجلس باعتدال ليقول: ماذا هناك مارتن؟ لم يبدو الإرهاق على وجهك هكذا؟
شعر بشيء قريب من يده لينظر إليه تفاجأ من وجود إيف بتلك الوضعية في الغرفة و هي مبللة ملابسها أكبر منها لسبب مجهول نظر لمارتن ليستفسر منه أبعد وجهه عنه بحزن و خوف مما قد يحدث له نظرا كلاهما لإيف التي نهضت تفرك عينيها بهدوء و تقول: ما هذا المكان؟
نظرت إليهما بدهشة نهضت من مكانها لتتراجع للخلف سريعا ارتطمت بالكرسي الموضوع قرب النافذة تشبثت بالستائر لتقتلع و انزلقت بثيابها المبللة لتسقط أرضا ظهرت تعابير الألم على وجهها البريء و الصغير اقترب مارتن منها ليساعدها لتبتعد عنه أكثر و تختبئ خلف الستائر التي توشك على السقوط لتقول: من تكونان؟ و أين أنا؟
تعجبا ذلك و دهشا من ردة فعلهما ليقول توماس: ماذا حدث لك إيف؟
قالت إيف بصدمة: كيف تعرف اسمي؟
صدم كلاهما من إجابتها المستفهمة بتلك التعابير تبادلا النظرات المستعجبة مما يحدث من حولهما قال مارتن: ألا تعرفين من أكون؟ أو من يكون؟
هزت رأسها نافية ذلك قال توماس: ألا تعرفين من أكون؟
نظرت إليه تحاول تذكر أي شيء لكن لا فائدة صدم كلاهما فكر مارتن في الأمر ليقول: لابد أنها فكرت في طريقة لتعطيل اللعنة
قال توماس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال مارتن: لقد قامت بإلقاء لعنة معاكسة لعلاجك و ويليام فقد كان مرضكما بسبب اللعنة الأولى التي ألقتها
نظرا إليها باستغراب لتبادلهما تلك النظرات المتوترة الخائفة ذهب مارتن ليطلب طبيبا يفحصها و يخبر عائلة هايلون بالأمر أتوا للزيارة لتختبئ خلف الممرضة التي شعرت بالتوتر في ذلك الجو لتقول لها فانتين بابتسامة مرحة: إيف لن نقوم بإيذائك لذا دعي الممرضة تذهب
شدت قميص الممرضة لتقول لهم: يبدو أنها خائفة للغاية
دخل الطبيب كبير السن لينظر الجميع إليه اقترب من سريرها حيث كانت تقف الممرضة جلس على الكرسي ليبتسم لها و يقول بلطف: كيف حالك بنيتي؟
ابتعدت إيف عن الممرضة ليفاجأ الجميع من الدموع التي سالت على وجنتيها نهضت لترتمي بين أحضان ذلك الطبيب الذي عانقها بحنان ليقول لها: كل شيء بخير لا داعي للبكاء فأنت لم تعودي طفلة
قالت إيف: جدي لا أعرف ماذا يحصل هنا و لا أعرف هؤلاء الأشخاص لكنهم يحاولون خداعي أنا واثقة من ذلك لا أريد رؤيتهم إنهم يخيفونني
كادت إليسيا أن تنفي ما قالته لكنه أشار لها أن تصمت و تغادر برفقة الآخرين فعلوا ذلك ليبقوا في الممر منتظرين ما سيحصل تاليا غادر الطبيب الغرفة مع الممرضة التي سبقته في المغادرة بعد انحناءة بسيطة قالت كاثرين: أهي بخير أيها الطبيب؟
قال الطبيب: أجل هي بخير
قالت فانتين: أأنت جدها حقا؟
قال الطبيب: لا لست كذلك يبدو بأنكم تعرفونها لكن ليس جيدا
قالت السيدات: أجل هذا صحيح
نظروا لمارتن القادم ركضا في اتجاههم ليلتقط أنفاسه الهاربة منه ليقف و يقول: كيف هو حالها؟
قال الطبيب: بخير لا داعي للقلق فقد فقدانها لذكرياتها أمر مريب حقا
قال مارتن: أعتقد أن للأمر علاقة باللعنة التي ألقتها من قبل
قال الطبيب: سأبحث في الأمر لاحقا
قالت فانتين: لقد أخبرتنا بأنك تعرفها لذا هلا أخبرتنا كيف ذلك؟
قال الطبيب: سوف نحدث جلبة لو تحدثنا هنا لذا لنترك ذلك لوقت آخر
تفهموا الأمر و عادوا لمنازلهم مرت أيام هادئة رفضت إيف العودة للقلعة بقت في منزل الطبيب لفترة طويلة حتى ذلك اليوم الذي استيقظت فيه نظرت للساعة القريبة من سريرها لتراها الثامنة صباحا نهضت لتجلس على طرف السرير تفرك عينيها دخلت الحمام لتغادره طرق باب الغرفة لتنظر للباب ليقول الطارق: آنسة هايلون لقد طلب السيد استعدادك سيكون هناك زوار في وقت قصير
قالت إيف: حسنا سأجهز
فتحت خزانتها لتخرج بنطالا بنيا داكنا يصل لمنتصف الساق و بلوزة بنية بدرجة أفتح مخطط تصل لأسفل الخصر بأكمام طويلة ارتدت حذاء أبيض بكعب متوسط رفعت شعرها الطويل بمطاط أبيض غادرت الغرفة لتسير في الممر بهدوء تفكر فيما ستفعله هذا اليوم وقفت أمام الحديقة لتسعد برؤية تلك الأزهار المتفتحة لتقترب منها بمرح شديد و تقول: لقد أصبحت كبيرة و جميلة للغاية
رسمت ابتسامة سعيدة على وجهها لفت انتباهها صوت الأعشاب التي صدرت عن خطوات شخص قريب منها رفعت رأسها لترى الوجه المبتسم الناظر إليها فزعت منه لكنها لم تستطع الهروب اعتدل في وقفته ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: لم أرك منذ فترة طويلة إيف
نهضت لتبدأ بالركض حالما حانت لها الفرصة وصلت للطابق الثاني لتدخل إحدى الغرف الفارغة لتستند على الباب بإرهاق وضعت يديها على صدرها الهابط و المرتفع تصبب العرق من جبينها قالت في نفسها: من يكون هذا الشخص؟ لقد كان يحدق بي و أيضا تسلل إليّ
طرق الباب من خلفها ليعود قلبها للنبض بسرعة من جديد ابتعدت عن الباب خطوات قليلة لتسمع صوت الطبيب القائل: إيف هل أنت بخير؟
اقتربت من الباب لتفتحه تعجب الطبيب الخوف البادي على وجهها ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هيا بنا يجدر بنا لقاء ضيوفنا
قالت إيف: أيجب عليّ ذلك حقا جدي؟
قال لها الطبيب: أجل فهم هنا اليوم من أجلك ستعودين معهم قريبا
قالت إيف: لا أريد ذلك أبدا أريد البقاء هنا فأنا لا أعرفهم
ابتسم لها ليخفف من خوفها الطاغي عليها غادرا الغرفة معا ليتوجها للحديقة هناك كانت عائلة هايلون تستمتع بالهواء العليل في هذا الوقت من النهار و منظر الحديقة الأخاذ أحيطت بسياج من أزهار ملونة جميلة تنشر أريجها في المكان أحاديثهم المرحة لم تتغير قالت إيفلين: يبدو أنهم يقضون وقتا عصيبا معها
قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فمعرفتها بالطبيب و أهله يسهل الأمر عليها
قال التؤامان: نحن متشوقان لمعرفة ماضيها حقا نريد سماع تلك القصة
قال آرثر: أنا واثق بأن هذا هو الأمر الوحيد الذي أتى بكما لهنا
قال التؤامان بمرح شديد: بالتأكيد فنحن نحب معرفة مثل هذه الأمور
قالت والدتهما: إن حاولتما إزعاجها سوف تعاقبان حقا
قال والدهما: نعرف بأنكما ستحاولان ذلك لذا احذرا جيد و إلا فالقادم أسوأ
شعرا بالرعب يتملكهما من تهديد والديهما بتلك الطريقة القاتلة ضحكوا عليهما بمرح شديد كان الجميع في ذلك الجو مستمتعا بوقته عدا ويليام العبوس و الحزين كان والديه يراقبانه بهدوء ليتنهدا بقلق عليه قالت ليندا بهمس: هو هكذا منذ شفائه لا أعرف حقا ما الذي يحزنه هكذا
قال سام بطريقة مماثلة: واثق بأنه حزين لعدم تذكر إيف لأي أحد
قالت ليندا: لكنها لم تلتقيه بعد فلم كل هذا الوجوم؟
قال سام: هذا كل ما لديّ
تنهدا مجددا ليحدقا بالشخصين اللذين غيرا الأجواء فور حضورهما تبسما لهم بمرح شديد ليقول الأول بمرح شديد: مرحبا جميعا منذ فترة طويلة جدا لم أركم هل اشتقتم إليّ؟
تبسمت تلك الوجوه لسؤاله بتلك الطريقة اللطيفة مرت فترة طويلة منذ آخر مرة رأوه فيها ليقول الثاني بنبرته اللطيفة: صباح الخير كيف حال الجميع اليوم؟
اقتربا من تلك الطاولة الشبه الخالية القريبة من المدخل ليجلسا عليها و يلقيا التحية على من كان فيها قال سام: يبدو أنكما نشيطين للغاية هذا اليوم
قال توماس: أجل فهذه المرة الثانية التي أخرج فيها منذ وقت طويل و كنت قد بدأت أشعر بالملل فمارتن غير ممتع أبدا
قال مارتن: أنا آسف لكوني غير ممتعا
قالت ليندا: من الجيد رؤيتك بصحة جيدة مجددا توماس
قال توماس: شكرا لك
وجه ناظريه لويليام الذي بدا حاضرا بجسده و روحه في مكان مختلف حدق فيه لوقت طويل حتى انتبه له ويليام ليرسم ابتسامة خفيفة على وجهه ليقول: صباح الخير عمي توماس و مارتن
قال مارتن: لماذا قدمته عليّ؟ أنا الأكبر كما تعلم
قال توماس: أنا آسف لكنني حبيب الملايين
قال مارتن: و إن يكن الأكبر يبقى دائما أولا
قالت ليندا بمرح: لا داعي للشجار فهو وضعكما في المرتبة نفسها
قال سام: حقا كم هو عمركما؟ تتصرفان كطفلين
قال مارتن: لا أريد إخباركم سوف تظنون بأنني عجوز
ضحكوا بمرح شديد قال لويس: ألم تخبرا ليو و مايك بالأمر؟
قال توماس: لقد كنا عندهما بالأمس و قمنا بإزعاجهما لديهما الكثير ليفعلاه هذا اليوم لذلك لم نقم بإخبارهما بالأمر
قال والد فينوس: أعتقد بأنهما قد مرا بوقت عصيب جدا
قالت آن: أشفق على ليزا و جوليا حقا
ضحكوا بمرح شديد عليهما تحدثوا كثيرا كان هناك شخص يراقبهم من النافذة يحدق بكل تلك التعابير البسيطة و السعيدة على وجوه جميع الحاضرين وضع الطبيب يده على كتفه بهدوء التفت إليه ليرى ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول: هيا بنا إيف لنذهب لقد تركنا ضيوفنا ينتظرون كثيرا
أعادت إيف ناظريها إليهم لتشعر بالخوف يتسلل إليها لم تشعر بالارتياح سارت خلفه بهدوء حتى وصلا للحديقة نظروا جميعا إلى الطبيب ليروا تلك الابتسامة تزين شفتيه ليقول لهم: صباح الخير أتمنى أنكم تقضون وقتا ممتعا
تبسموا له جميعا ليردوا التحية عليه تنبهوا للشخص الواقف خلفه محاولا الاختباء عرفوه جميعا قالت فانتين بمرح: مرحبا إيف
لم تجبها إيف حاولت الهرب لكن لويس وقف ليمنعها من ذلك ليقول لها: التقينا مجددا إيف
تعابيرها الخائفة و المتوترة أضحكته كثيرا ليقول التؤامان: هذا غير عادل لم لا تعاقبون لويس أيضا؟ فهو يقوم بإزعاجها
قال الوالد: أنتما مزعجان للغاية لذا محاولتكما فقط ستقتلكما بالتأكيد
وضعا تلك التعابير المنزعجة على وجهيهما حركت إيف الكرسي لتجلس خلف الطبيب ليقول لهم: أرجو أن تعذروها فهي هكذا منذ وقت طويل
قال مارتن: نعرف هذا جيدا فقد عشنا معها لفترة
قال توماس: حقا أشعر بحزن شديد لعدم تذكرها لي من بين الجميع
ضحكوا على تلك التعابير المدعية التي وضعها ليقول الطبيب: أتمنى بأنني لا أخذ من وقتكم الكثير
قال والد لويس: لا أبدا فنحن متفرغون تماما
قال الطبيب: حسنا بداية أعرف عن نفسي أنا ألفريد رويس كنت أحد أفراد منظمة ديمتري روبنسون هناك التقيت بإيف
لم يندهش من تلك التعابير المصدومة على وجوهم لتقول كاثرين: منظمة ديمتري روبنسون؟ أليست المنظمة التي قامت بالعديد من التجارب السيئة؟
قال زوجها: أجل أعتقد ذلك لكن ماذا تفعل إيف هناك؟
قال الطبيب بعد نظراته الصامتة لها: أتمنى بأن تخبرينا بذلك إيف
هزت رأسها نافية ذلك لا تريد تذكر ماضي أرادت نسيانه كثيرا ليبتسم و يقول عنها: إيف أو المعروفة بذكاء الكون كانت تعمل هناك على تطوير الكثير من الاختراعات و إعداد التجارب لقد كانت حجر أساس تلك المنظمة لا شيء يتم أو ينتهي دون أن تنظر فيه لا أعرف الكثير عنها لكننا بقينا معا فترة طويلة و اختفت بعدما دمرت تلك المنظمة و لم أعرف عنها أي شيء رؤيتها بعد كل هذه الفترة و لم يتغير أي شيء فيها صدمني حقا كنت أود سؤالها لكنها فاقدة لكل تلك الذكريات كما لو أن الزمن عاد بها لفترة بعد مغادرتها المنظمة
قال لويس: كم كان عمرها في ذلك الوقت؟
قال الطبيب: إن تذكرت جيدا كانت في عقدها العاشر أو الثامن
حل الصمت المكان و هم يفكرون بالأمر حتى قال التؤامان بصدمة: ماذا؟ هذا مستحيل للغاية نحن لم نستطع قراءة مجلدا عن التعاويذ في ذلك الوقت
بدأ الجميع يفكر في ذلك الموضوع و عن مدى ذكائها حتى أوقف تفكيرهم ذلك الصوت القائل: إيف ابنة العالمة روث وارس وراثيا فهي ليست بشخص عادي أبدا توفيت بعد إنجابها بأسبوع تربت في ميتم روبنسون حيث قام باستغلالها حاولت الكثير من العائلات فعل المثل لكن عائلة هايلون أوقفت ذلك بتبينها أليس كذلك عزيزتي إيف؟
نظر الجميع للرجل الواقف أمام إيف المصدومة من رؤية هذا الرجل شعرت بنبضات قلبها تغير مجرى الهواء من حولها لم تعجبه النظرات التي رمقته بها وجه أنظاره لتوماس الذي وقف بصدمة بالغة لرؤية ذلك الرجل نظر مارتن إليه باستغراب ليقول: أتعرف هذا الرجل من قبل توماس؟
تغيرت تلك التعابير على وجهه لأخرى غاضبة منزعجة تود قتله ضحك بهدوء ليقول و يرسم ابتسامة خبيثة: لم أرك منذ فترة طويلة جدا توماس هل تستمتع بحياتك الآن؟
نهضت إيف لينظر إليها بشيء من الانزعاج تحركت شفتيها المترددة لتنطق بتلك الكلمات المرتعبة قائلة: ماذا تفعل هنا أليكساندر؟
ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: أتيت للزيارة بعدما عرفت بما جرى لك حبيبتي و ماذا قد يجعلني آت لهذا المنزل؟
نظر للطبيب بتلك النظرات التي تنزل بمستواه للحضيض لم يهتم الطبيب بتلك النظرات الموجهة إليه قال والد فينوس: هلا عرفتنا بنفسك رجاء؟
قال توماس: لا داعي لذلك فهو سيغادر هذا المكان فورا
قال أليكساندر: لا أعتقد بأنك من يحدد ذلك توماس
انزعج توماس ليبدل الأجواء المحيطة به قال لويس: اهدأ قليلا توماس فهذا لن يجدي نفعا
نظر أليكساندر إليه ليحاول تحديد هوية هذا الشخص تحركت إيف لتطلب بهدوء من ذلك الشخص اللحاق بها ليفعل بابتسامة سعيدة كانت إيف تريد الابتعاد عن الحديقة الخلفية و عن المنزل رأتها إحدى الخادمات تقف بالقرب من باب المنزل لتقول لها: أأنت ذاهبة إلى مكان ما آنسة هايلون؟
قالت إيف بابتسامة واهنة: لن أتأخر في العودة رجاء أخبري جدي بذلك
قالت الخادمة: حسنا لكن من السيد الذي معك؟
قالت إيف: سأغادر الآن
تعجبت الخادمة تصرفها ذلك أغلقت إيف الباب بهدوء لترى أليكساندر يقف هناك يحدق بالسماء أبعدت عينيها عنه لتسير أمامه غادرت منطقة المنزل ليقف و يقول لها ليجبرها على الوقوف: إلى متى تريدين السير؟ بل إلى أين تريدين الذهاب؟
توقفت عن المسير لتنزل برأسها بصمت شديد ذلك الصمت زاد برودة هواء الخريف سار عدة خطوات ليقترب منها وقف أمامهما ليصدم من تلك الدموع التي تساقطت بانتظام من عينيها الغارقتين بها حدق في ذلك الوجه كثيرا اشتاق لرؤيته عن كثب هكذا حاول مسح تلك الدموعها لكنها ابتعدت عنه لتقول بصوتها الباكي: لماذا أنت هنا؟ لماذا؟ ماذا تفعل بقدومك؟ أريد أن أعرف أخبرني
اعتدل في وقفته لينظر إليها تحاول نفض تلك الأحزان عن قلبها و الدموع عن عينيها قال أليكساندر: ألا تريدين العودة إليّ؟ لقد تركتني لمرات كثيرة لكنني لم أعد أتحمل ذلك إيف
نظرت إليه لترى غيوم الحزن تحوم حوله لحقت بعينيه الصاعدتان للسماء تلك العادة لم تفارقه اقتربت منه بخطواتها الصغيرة لتمد ذراعيها النحيلتين لتطوقه بها أنزل رأسه إليها ليراها تعانقه محاولة تدفئة المشاعر الباردة في صدره ليضع يده على رأسها ليقول لها: أأعد هذه إجابة إيف؟ يبدو أنني مكروه للغاية
قالت إيف: لماذا دائما تفهم الأشياء معكوسة؟ لذلك لم تستطع النجاح في تجاربك
ارتسمت ابتسامة على وجهه رفعت وجهها المحمر بتلك الابتسامة الجذابة ليقول لها: فقدانك لذكرياتك و عودتك لهذا العمر يعني أمرا واحد فقط قمت بتعطيل تلك اللعنة أليس كذلك؟
قالت إيف: لعنة؟ عن أي شيء تتحدث؟
قال أليكساندر: أنت لا تتذكرين حقا حسنا سوف أعطيك هذه الهدية بمناسبة إيجادك لشخص تحبينه حقا أخيرا بالرغم من أنك ستكرهيني كثيرا بعد ذلك لكن في النهاية هي ذكرياتك
قالت إيف: أنا واثقة بأنني لن أفعل أليكس مهما فعلت فأنت أول شخص حرك قلبي النائم
نظر لابتسامتها المشرقة ليبادلها الابتسامة ابتعد عنها قليلا خلع قفازه ليضع يده على رأسها تكونت حوله غمامة زرقاء فاتحة شعرت إيف بقواها تضعف شيئا فشيئا عند الآخرين في الحديقة قالت آن: ما قصة ذلك الرجل؟ يأتي و يرحل كيفما يشاء
قال الطبيب: لا تهتمي لأمره كثيرا فهو هكذا دائما لا أعرف حقا ما الذي يعجبها فيه
قال التؤامان: أهي معجبة بهذا الرجل المتوحش؟
قالت إيفلين: ربما هو يخفي شخصيته خلف ذلك القناع
قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فقد كان ينوي قتل العم توماس بالفعل
قال مارتن: حقا لم تخبرني من قبل بأنك تعرفه شخصيا
قال توماس بانزعاج و هو مكتف ذراعيه عند صدره مغمضا عينيه: دعونا لا نتحدث عنه مجرد ذكر اسمه يصيبني بالغثيان
قال سام: لم أتوقع يوما ملاقاته شخصيا
قال فانتين: أليس من الخطر تركهما معا؟
قال الطبيب: لا أبدا بالرغم من شخصيته السيئة و تصرفاته إلا أنه يحب إيف كثيرا تقدم لخطبتها أربع مرات إن لم أنسى رفضته عائلة هايلون كثيرا لكنه لم يكف عن ذلك
قالت إليسيا: أربع مرات؟ هذا كثير جدا
قالت آن: كنت أفكر بقول هذا أيضا
قال الطبيب: لا أحد عداهما يعرف ماضيهما
قال مارتن: يبدو أنهما مقربان جدا
انزعج توماس من كلمات شقيقه الذي رسم ابتسامة ظريفة على شفتيه تحدثوا بعيدا عن ذلك الموضوع استمتعوا بوقتهم هناك بعد تلك الأجواء الخانقة قبيل الظهيرة بساعتين و نصف قرروا المغادرة ودعهم الطبيب و سعد بزيارتهم كثيرا عادوا لمنازلهم عند الطبيب القلق من تأخر إيف حدق بالساعة للمرة الرابعة نظر للباب الذي طرق ليقول: ماذا هناك؟
فتح الباب لتطل إيف برأسها من خلف الباب و تلك التعابير المتأسفة على وجهها دخلت لتغلق الباب خلفها بهدوء تقدمت منه و هي منزلة رأسها اقتربت منه لتجلس على الكرسي القريب منه و تقول: آسفة لتأخري هكذا
ابتسم لها بمرح ليبعد عنها التوتر و القلق ليقول: لا عليك ماذا حدث معك؟
قالت إيف: لقد كنا نتحدث عما جرى ثم أعاد لي ذكرياتي
نظر إليها باندهاش ليسعد لأجلها أخبرته بالتفاصيل عن حياتها بعدما تركته قضت يومها الأخير هناك لتستعد للمغادرة في صباح اليوم التالي حزن أهل المنزل لسماع ذلك لكنهم سعدوا بعودة ذكرياتها إليها قضت ليلة دافئة برفقتهم في الصباح الباكر أثناء توديعها للطبيب و أسرته سالت دموعها ليطلبوا منها الابتسام صعدت السيارة التي ستوصلها لمنزلها الذي فارقته كثيرا رؤيتها لبوابة المنزل أسعدتها كثيرا حملت حقيبتها الثقيلة نوعا ما ليقول السائق: أرجو أن تسمحي لي بحملها عنك يا آنسة
قالت إيف: لا أريد أن أتعبك أكثر أتمنى أن تصل للمنزل سالما
ابتسم لها بمرح شديد لينحني لها صعد السيارة ليقودها مغادرا المكان حملت تلك الحقيبة لتفقد توازنها تماسكت بالرغم من ثقل وزنها سارت ببطء في اتجاه باب المنزل لتصل أخيرا و تضع الحقيبة أرضا التقطت أنفاسها بهدوء لتعتدل في وقفتها قرعت الجرس مرات كثيرة متتالية أزعج من في داخل المنزل كان التؤامان ينزلان الدرج يريدان معرفة من المزعج الذي يفعل هذا رأيا كبير الخدم يسرع في اتجاه الباب الذي يكاد أن يتعطل جرسه فتح الباب بتلك العصبية ليدهش من الشخص الذي وقف هناك بابتسامة بريئة تبدد الغضب الذي تملكه ليقول: أهلا بعودتك للمنزل يا آنسة
قالت إيف: سعيدة برؤيتك مجددا ألبرت
ابتسم لها بمرح شديد رأى الحقيبة التي خلفها ليحملها عنها سمع صوت مارتن القائل: من هناك ألبرت؟
ظهرت إيف من خلفه بابتسامتها المعتادة ليدهشا من ذلك فهما لم يعرفا بقدومها ركضت في اتجاههما لتعانق توماس بمرح شديد ليبتسم لها بسعادة مفرطة ضرب جبينها بسبابته تألمت لتنظر إليه بعينين حزينتين لتقول: هذا مؤلم للغاية لم فعلت ذلك؟
قال توماس: هذا لأنك لا تستمعين إليّ أبدا و جعلتني أقلق كثيرا و نسيتني أيضا الأخيرة لا تغتفر أبدا
أخرجت لسانها بمرح ليبتسم لتصرفها الطفولي وجهت نظرها لمارتن الذي كان يحدق بها لفترة طويلة ليبتسم لها و يقول: أهلا بعودتك للمنزل إيف
عانقته بمرح شديد ليبادلها العناق بلطف نظرت لتوماس الذي بدأ يشعر بالغيرة لتضحك بمرح شديد و تزيد من عناقها له لتقول: أنت لا تمانع ذلك أليس كذلك توماس؟
قال توماس: بلى أمانع ذلك و بشدة أيضا
قالت إيف: هكذا إذا توقعت ذلك
قال توماس: إذا لماذا تزالين متعلقة به؟
قالت إيف بمرح شديد: لأنني أحبه كثيرا
شعرت ببراكين غيرته تنفجر لتضحك بمرح شديد و تبتعد عن مارتن الذي كان يحدق بها تصرفاتها الطفولية المرحة تضفي طابعا مختلفا للمنزل طاردها توماس للسخرية منه ليبتسم لهما بمرح شديد ثم يقول: هل أنتما طفلين أم ماذا؟
قالت إيف: عمري ثمانية عشرة عقدا فقط لذا أنا طفلة بالتأكيد
قال مارتن: هي محقة لكنك لست طفلا بالتأكيد توماس
قال توماس بانزعاج: أتقصد بأنني كبير في السن؟
قال مارتن: هذه هي الحقيقة المرة لذا لا تنزعج
ضحكت إيف بمرح شديد على تعابيره الغاضبة نظرا إليها بتلك الابتسامة السعيدة لسماع تلك الضحكات تدوي في المكان من جديد توقفت عن الضحك لتبتسم بمرح شديد انقضى اليوم و السعادة تملأ المنزل مضت أيام هادئة حتى صباح اليوم التالي كانت إيف تتناول الإفطار معهما و القصص لا تنتهي ابتسم التؤامان لها بمرح شديد انتبهآ لهدوئها ليحدقا بها نظرت لهما لتبتسم و تقول: سأذهب لزيارة أصدقائي بعد وقت قصير لذا لا تنتظرا عودتي مبكرا
قال توماس: إلى أين ستذهبين؟
قالت إيف: سأذهب لمنزل عائلة هايلون و منزل ليو و منزل مايك و منزل جاي
ابتسمت بمرح شديد لتصعد لغرفتها و هي تهمهم بلحن أغنية تحبها كثيرا وصلت للغرفة لتجلس على السرير بهدوء نظرت لأرضية الغرفة لترى الختم قد تم محيه لتسعد لذلك في الأسفل قال توماس: لقد أرهقتني هذه الفتاة كثيرا
قال مارتن: هذا دليل على تقدم عمرك
نظر توماس إليه ليبتسم لاحقا عادا لأعمالهما في غرفتيهما في منزل جاي الذي استيقظ منذ وقت قصير يتحدث مع لوسي المتعبة من عملها المتواصل و الاعتناء بفتياتها الثلاث ليقول جاي: بإمكانك الذهاب للارتياح سأبقى برفقتهن
قالت لوسي: أليس عليك الذهاب لعملك هذا اليوم؟
قال جاي بابتسامة لطيفة: لا لذا لا تقلقي
ابتسمت له بمرح شديد وضعت يدها على فمها المتثاءب نهضت من الأريكة بهدوء لتصل للباب تفاجأت من طرقه لتفتحه انحنت لها الخادمة بهدوء لتقول: هناك شخص يريد لقاؤكما
نظر جاي للساعة الفضية التي أحاطت معصمه ليراها الثامنة و النصف صباحا تعجب ذلك ليطلب من الخادمة البقاء برفقة الفتيات بينما يتفقدا الأمر ذهبا لغرفة الضيوف طرق جاي الباب قبل فتحه ليدخل و يدهش من الشخص الذي وقف هناك بتلك الابتسامة التي تزين وجهه ليقول بمرح: أتمنى بأنني لا أزعجكما
عانقتها لوسي بمرح شديد لتقول: أهلا بك إيف لا أصدق بأنني أراك مجددا
قالت إيف: أنا أيضا سعيدة برؤيتك
قال جاي: لقد أفزعتني حقا لم الزيارة المفاجئة؟
قالت إيف و هي تدعي الحزن: إذا يبدو أنني أزعجكما في النهاية
تنهدت بهدوء لتقول لوسي: لا على العكس تماما سعيدان لرؤيتك حقا
نظرت لجاي بهدوء ليبتسم بمرح شديد لها تحدثت معهما قليلا لتعتذر لوسي للمغادرة لأخذ قسط من الراحة بقت إيف مع جاي لفترة قصيرة لتعنتي بالفتيات اللاتي كن سعيدات بوجودها بقربهن ليقول جاي: حقا إن الأطفال يحبونك كثيرا
قالت إيف: أظن ذلك أيضا
قال جاي: من الجيد أنك تخلصت من توترك من مقابلة الآخرين
قالت إيف بعد ضحكة مرحة: أتظن ذلك حقا؟
ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل ساد الجو الهدوء بعد ذلك تعجب جاي التعابير التي وضعتها على وجهها و هي تشاهد التوائم بتلك الابتسامة الحزينة ليقول في نفسه: ربما تذكرت ليليان فهي لم تستطع البقاء بقربها في النهاية
وضع يده على رأسها لتنظر إليه باستغراب تلك الابتسامة اللطيفة التي وضعها على وجهه عرفت السبب وراء التصرف المفاجئ الذي أخرجها من شرودها و حزنها لتبتسم بمرح و تقول: أتمنى لو باستطاعتي البقاء معكم لمدة أطول لكن لديّ الكثير لأفعله لذا أراكم لاحقا
ابتسم لها بمرح شديد و قال: حسنا لكن لا توقفي قلوبنا في المرة القادمة
ضحكت بمرح شديد لتغادر منزله أطلقت تنهيدة عميقة لتحدق بالسماء الجميلة أكملت سيرها لعنوان المنزل التالي توقفت في طريقها على صوت شخص يناديها من الرصيف المقابل التفتت إليه بتلك التعابير المتعجبة لتتبدل لأخرى لطيفة فور معرفة هوية ذلك الشخص الذي قطع الشارع مع مرافقه وصلا إليها ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: صباح الخير عمتي إيف
قالت إيف بمرح شديد: صباح الخير ويليام
التفتت للشاب الذي كان معه انحنى لها و قال: صباح الخير آنسة هايلون
قالت إيف: لا داعي لهذه الرسمية نادني إيف و حسب
قال ويليام: ماذا تفعلين هنا؟
قالت إيف: فكرت في التسكع قليلا
ضحكوا بمرح شديد لتقول: هيا أسرعا و إلا ستتأخران عن المدرسة
أكملا السير بعد توديعها بتلك التلويحة تبدل ذلك الحزن الذي شعرت به لرؤية ويليام لتبتسم بسعادة و تكمل طريقها عند توماس الذي كان مشغولا بقراءة شيء ما الصمت يجوب في الغرفة محيطا به طرق الباب ليفر ذلك الصمت دخل مارتن لتتوسع حدقتا عينيه لرؤية كل تلك الكتب على أرضية الغرفة و الطاولة و بعضها متناثر على السرير حتى خلف الباب مجموعة متراصة من الكتب القديمة ليقول له: ما كل هذا توماس؟ أتخطط للقيام بمسابقة ثقافية؟
ضحك توماس بمرح شديد لتتحول ملامحه للجدية و يقول: اسخر كما تشاء لست متفرغا الآن
قال مارتن: ماذا تفعل بكل هذه الكتب؟
قال توماس: هناك شيء ما يزعجني و أريد التحقق منه
قال مارتن: ما هو؟
أخذ نفسا عميقا ثم زفره ليحدق بمارتن و يقول: أخشى أن تفعل إيف شيئا آخر هل حقا تعطليها لتلك اللعنة بتلك السهولة؟ مجرد التفكير في الأمر يؤرقني حقا
قال مارتن: لا تقلق فهي لن تفعل شيئا كهذا مجددا
قال توماس: و كيف تضمن ذلك؟ نتحدث عن إيف هنا تفعل أي شيء دون الاهتمام بأراء الآخرين
قال مارتن: أعرف ذلك جيدا لكن علينا الثقة بها توماس
تنهد توماس ليقول: و إن يكن أرغب في فعل ذلك لأشعر بالاطمئان
ابتسم له مارتن و قال: حسنا كما تشاء سأتأكد من إخبارها حينما تعود
غادر الغرفة لتمحى تلك الابتسامة من على وجهه و يقول في نفسه: إذا لم أكن الوحيد القلق بشأنها هاه؟ بالتأكيد و ماذا قد أتوقع من أخي؟ فهو يحبها في النهاية
ابتسم بمرح شديد عاد لغرفته ليكمل بحوثه هو الآخر قبل غروب الشمس بوقت قصير وصلت إيف لمنزل عائلة هايلون لترسم الابتسامة على وجهها استقبلتها كبيرة الخدم و أرشدتها لحيث تجتمع أفراد العائلة في الحديقة الجميلة أخذت نفسا عميقا لتزفره دخلت الحديقة لتقول بمرح شديد: مساء الخير جميعا
تفاجؤوا من قدومها لكن استقبالهم كان حافلا حقا سعد الجميع برؤيتها جلست بالقرب من ويليام الذي طلب إليها ذلك ليحتكر الحديث إليها بمرح شديد قالت كاثرين: يبدو أن ويليام الوحيد المفضل لديك إيف
قالت إيف: هل يبدو الأمر كذلك؟
قال التؤامان: أجل هذا ما يبدو عليه الأمر و نحن لا تهتمين بنا أبدا
قالت إيف: ربما لأنكما....مزعجين قليلا
قالا معا: ماذا؟ حتى أنت عمة إيف
ضحكت بمرح على التعابير التي وضعاها على وجهيهما كما فعل الجميع لتقول لاحقا: صحيح سمعت بأنكما مهتمين بالأمور الغريبة
قال أليكس: ألديك شيء كهذا؟
قالت إيف: أجل لذا عندما تتفرغان تعالا لمنزلي
أخرجا هاتفيهما ليتأكدا من أي ارتباط لديهما بالغد لتبتسم لهما بمرح شديد لتقول والدتهما: أواثقة مما تفعلين إيف؟ أخشى عليك منهما
قال والده: حقا لدي شعور سيء حال هذا
قالت إيف: لا عليكما أعرف بأنهما لن يفعلا أي شيء سيء ثم أنه حقا لا يوجد شخص بإمكانه فعل ذلك سواهما
نظر الجميع للتؤامين اللذين تحمسا أكثر مع كل هذا المديح ضحكوا عليهما بمرح شديد ليقول ويليام: إذا أود القدوم أيضا
قال أليس: ألم تسمع ما قالته؟ إنه عمل لنا فقط
قال سام: و ما هو هذا الأمر؟ بدأت أشعر بالفضول
قال لويس: أنا أيضا فقد بدأت أشعر بالملل في المنزل
قالت إليسيا بمرح: هذا لأنه لم يجد يفعله ليومين فقط
قالت والدة سام: لقد كان شكله مضحك و هو يفعل الكثير من الأشياء في المنزل
قال جد لويس: لقد قام بتدليك كتفي منذ يومين
قالت والدة لويس: قام بمساعدتي في إعداد الطعام يوم أمس
قال لويس: حقا أشعر بفراغ كبير
ابتسمت إيف بمرح لتقول: أود أخذ الجميع لهناك أيضا لكن لا أستطيع كما أنهما الوحيدين القادرين على ذلك
قال جيرالد: كنت أود الانضمام أيضا لكن لا مكان لي هناك
قال أليكس: أخيرا شيء لا يستطيع أحد القيام به عدانا
قال أليس: أشعر بالسعادة يبدو أنني لن أستطيع النوم هذه الليلة
قال زوج كاثرين: إلى هذه الدرجة أنتما متحمسان؟
قالا معا بمرح: أجل
تبدلت التعابير التي علت وجوه الجميع تناولوا جميع أنواع الأحاديث استمتعوا بوقتهم كثيرا إيف اكتفت بالنظر و الاستماع إليهم مداخلتها كانت قليلة كما لو أنها أرادت حفظ ذلك في ذاكرتها اعتذرت للعودة للمنزل قبل مغادرتها المنزل وقفت أمام الباب تتحدث مع ويليام الذي لحق بها ليقاطع حديثهما صوت لويس القائل: أليس من الخطر ذهابك وحدك لذلك المكان؟ سأرافقك
قال ويليام: هذا ليس عدلا أردت فعل ذلك
قال لويس: سيقلق والديك عليك لذا من الأفضل أن تبقى هنا
قالت إيف: لا تقلقا كليكما سأكون بخير ليس كما لو أن المكان جديد عليّ
قال لويس: ربما لكن لن أدعك تذهبين وحدك
قالت إيف: أنت عنيد كمارتن تماما
ضحك بمرح شديد ليغادر برفقتها لم يتحدثا لفترة طويلة ليكسر لويس حاجز الصمت بقوله: ما الأمر الذي يستطيع التؤامين فقط فعله؟
قالت إيف بمرح: إنه سر و لن أخبرك به
قال لويس: أشعر بأن هناك شيئا ما خلف ذلك أتمنى بأن تخبريني بأن ذلك مجرد شعور خاطئ
قالت إيف: أجل إنه مجرد شعور خاطئ يبدو أن الجميع يعاملني كطفلة
ضحك بمرح شديد على التعابير الحزينة التي وضعتها ليربت على شعرها بحنان و يقول: لأنك مهمة بالنسبة إلينا و لا نريد أن نخسرك ثم أنك طفلة حقا
نفخت وجنتيها بانزعاج شديد ليضحك من جديد لتفعل كذلك هي الآخرى وصلا لمنزلها رحب بها ألبرت القلق لتأخرها في عودتها لتقول: هل توماس نائم؟ أعتقد أنني سوف أوبخ طيلة الليل
ضحك لويس بمرح شديد ليقول ألبرت: لا تقلقي فقد اتصل به السيد آرثر و أخبره بأنك ستتأخرين لبعض الوقت
قالت إيف: حقا؟ هذا جيد
قال لويس: حسنا مهمتي قد انتهت سأعود للمنزل و أراك لاحقا إيف
ابتسم لها بمرح شديد لتتبدل تلك الابتسامة فور شعوره بهالة توماس المخيفة القادمة من خلفه ليلتفت له بارتباك و يقول: مساء الخير توماس كيف حالك؟ يبدو أنك بخير جدا
قالت إيف: توماس؟ ماذا تفعل هنا؟ لقد أفزعتني حقا
قال توماس: ها قد عدت أخيرا إيف اعتقدت بأنك ستبيقين للصباح هناك
قالت إيف: لا تكن هكذا لقد ذهبت لزيارة العائلة و حسب
قال توماس: أدرك ذلك لكنك وعدت بالعودة قبل هذا الوقت
قالت إيف: أنا آسفة لقد تحمست قليلا فقط
قال لويس: سوف أغادر الآن لذا أراكما لاحقا
قال توماس: شكرا لإيصالها أتمنى بأنها لم تقم بإزعاجك
قال لويس: لا لم تقم بذلك عمتما مساء
غادر لويس المنزل ليزفر بارتياح سار في اتجاه البوابة الكبيرة ابتسم بلطف و قال في نفسه: اعتقدت بأنه سيقتلني يا إلهي إن غيرته مخيفة للغاية
عاد لمنزله ليستلقي على سريره و ينام في الصباح الباكر استيقظ التؤامان و الحماس يكاد يقتلهما كانا يسيران في الممر و هما يخمنان ما قد يكون الأمر الذي تريده إيف منهما التقيا بفانتين التي ابتسمت لهما بمرح شديد و قالت: أشك في أنكما قد نمتما جيدا فاستيقاظكما في مثل هذا الوقت مريب حقا
ابتسما لها بمرح شديد ليقولا: نحن لم نم حتى
ضحكت فانتين بمرح شديد لتكمل طريقها لغرفتها نزلا الدرجات ليريا والديهما يقفان هناك بتلك النظرات الحازمة لتقول الوالدة: سأخبركما بهذا للمرة الأخيرة إياكما و فعل شيء سيء
قال أليكس: حقا يا أمي نحن لم نعد طفلين
قالت الوالدة: أدرك ذلك لذلك أخبركما
قال الوالد: عليكما الاستماع لوالدتكما و احذرا جيدا
قال أليس: ليس كما لو أنها ستقوم بشيء سيء لنا
قال الوالد: الحذر واجب لذا انتبها لنفسيكما جيدا
أطلقا تنهيدة ارتياح في وقت واحد ليحدقا في بعضهما و يبتسما بمرح شديد لتقول الوالدة: أخيرا سأستطيع النوم
قال الوالد: أجل أشعر بالنعاس
قال التؤامين معا باستغراب: أكنتما تراقبانا طوال الوقت؟
ضحك الوالدان بمرح شديد على التعابير التي وضعاها على وجهيهما ليصعدا الدرجات دون الإجابة عليهما سارا في الممر المؤدي لغرفتهما بصمت حتى أطلقت الوالدة تنهيدة صغيرة لتقول:ما زلت لا أشعر بالارتياح ربما يجدر بنا الذهاب معهما
قال الوالد:أنا أشعر مثلك أيضا لكن ما بيدنا فعل شيء
قالت الوالدة: نظراتها تلك كانت غامضة للغاية أتمنى بأنها تكون مجرد أفكار سيئة
توقفا على صوت لويس القائل: أنتما أيضا تظنان ذلك؟
التفتا إليه ليرى تلك الابتسامة على وجهه قال الوالد: ماذا تقصد بكلامك لويس؟
قال لويس و هو يقترب منهما: أنا لست واثقا من ذلك بعد لكنني أعتقد بأن شيئا ما غريبا يحدث معها
قالت الوالدة: لم أفهم ما تقصده
قال لويس: كما لو أن شيئا آخر يتحكم بها تصرفاتها كانت مريبة بعض الشيء بالإضافة قدمت لمنزلنا من دون موعد مسبق كما فعلت مع الآخرين لذا أعتقد بأنها تقوم بشيء ما
قال الوالد: لم لم تقل شيئا مسبقا؟ هذا يعني بأنهما سيكونان في خطر
تحرك الوالد في اتجاه الدرجات و القلق يكاد يفجر قلبه كما تقلبت التعابير على وجه الوالدة ليقول لويس: علينا ترك الأمور تأخذ مجراها فنحن حتى الآن لسنا واثقين مما يجري
قالت الوالدة: لن أتركهما يخوضان شيئا كهذا و نحن لا نعرف ما مصيره سوف أذهب خلفهما بالتأكيد
سارت خلف الوالد ليتعقبا ولديهما تنهد لويس ليقول في نفسه: ربما ما كان يجدر بي إخبارهما بهذا
التفتت ليصعد الدرجات للطابق الثاني ذاهبا لغرفته عند مارتن الذي كان ينزل الدرج و هو يضع يده على فمه المتثاءب انتبه لتوماس الذي يسير و هو نصف نائم ليبتسم بمرح شديد و يسرع الخطى ليقترب منه و يقول: صباح الخير توماس
قال توماس: صباح الخير
قال مارتن: يبدو أنك لم تنم ليلة أمس
قال توماس: لا لم أفعل بسبب شخص معين
ضحك بمرح شديد فهو عرف المقصود ذهبا لغرفة الطعام ليجلسا في مكانيهما قال ألبرت: لقد طلبت الآنسة أن أخبركما بأنها قد تناولت إفطارها سابقا لذا لا تنتظراها
قال توماس: لم؟
قال ألبرت: لا أعرف حقا لكنها غادرت المنزل منذ فترة طويلة
قال مارتن: هذه الفتاة سوف تصيبيني بالجنون ألم تخبرك عن وجهتها؟
قال ألبرت: لا لكن أذكر بأنها كانت تحمل معطفا مطريا و حقيبة قماشية صغيرة حمراء اللون
قال توماس: الجو صحو في الخارج لم المعطف المطري؟ هذه الفتاة غريبة أطوار حقا
قال مارتن: ما الذي تقوله عن مخطوبتك توماس؟ سوف تحزن كثيرا لو سمعتك تقول هذا
قال توماس و هو يتثاءب بشدة: لن تفعل تحب سماع ذلك كثيرا كما لو أنه مديح لها
قال مارتن: تناول طعامك و اذهب للنوم سيكون ذلك أفضل تبدو متعبا للغاية
لم يسمع إجابة من توماس ليرفع رأسه ليرسم ابتسامة ظريفة على شفتيه كان توماس واضعا رأسه على راحة كفه نائما بالفعل تبادل الأنظار مع ألبرت الذي ابتسم بمرح انتهى مارتن من تناول الإفطار ليوقظ توماس ليذهب لغرفته تحدث مع ألبرت في بضع أمور حتى رنين جرس المنزل علت الحيرة وجهيهما ليذهب ألبرت و يفتح الباب تفاجأ كثيرا من رؤية والديّ تؤامي هايلون مع تعابير القلق التي علت وجهيهما بالإضافة لروي الذي لم يغير تعابيره الهادئة ليسمح لهم بالدخول تفاجأ مارتن ذلك ليقول: صباح الخير جميعا
قال روي: صباح الخير مارتن
قال مارتن: ما سر هذه الزيارة المفاجئة؟ يبدو أن السيدان لديهما موضوع مهم
قالت والدة التؤامين: أين هي إيف مارتن؟
تعجب مارتن سؤالها عنها بتلك النبرة التي تحمل قليل من الغضب ليقول: أحدث شيء ما سيدة لورنس؟
قال والد التؤامين: أفهم من كلامك بأنك لا تعرف شيئا
قال مارتن باستغراب أشد: عن ماذا؟
قال ألبرت: رجاء تفضلوا بالجلوس أولا
أخذهم لغرفة الضيوف و أحضر لهم كوب شاي بالنعناع لترشف الوالدة منه رشفة لتشعر بالارتياح يسكنها ليقول مارتن: هلا أخبرتموني ما يجري؟ أشعر بالضياع حقا
قال والد التؤامين: لقد حضرت إيف بالأمس لمنزلنا و طلبت من التؤامين القدوم لرؤيتها في المنزل لأجل مهمة ما
قال مارتن: ماذا؟ لم قد تفعل هذا؟
قال الوالد: لقد قالت بأنه أمر لا يستطيع أحد القيام به سواهما
فكر مارتن بأمر كهذا لفترة من الوقت الذي مر كما لو أنه ساعات طوال توقف عن التفكير حالما نظر لروي الذي كان يحدق بلوحة ما في الغرفة ليقول: لم أتيت أنت روي؟
صمت روي في البداية ليحدق الجميع به شعر بالضغط تحت أنظارهم المنتظرة إجابته ليتنهد و يقول: لقد طلب إليّ ذلك
قال مارتن: حسنا و ما هو السبب؟ أمتعلق بإيف أيضا؟
قال روي: أجل
قال مارتن: حقا إن هناك أمرا غريبا يجري هذا اليوم
قالت الوالدة: ألا تعرف إلى أين ذهبت؟
قال مارتن: للأسف لا فقد استيقظت و اكتشفت غيابها لقد قال ألبرت بأنها غادرت قبل شروق الشمس تحمل معطفا مطريا
تعجب الجميع ذلك لف الصمت المكان الجميع مشغول بالتفكير بكل هذه المعطيات الغامضة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم؟ أتمنى بأنكم بخير و صحة و عافية كيف كان هذا الفصل ؟ أتمنى أنه قد نال إعجابكم في أمان الله أحبتي.




 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:51 AM   #18
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






تعجب الجميع ذلك لف الصمت المكان الجميع مشغول بالتفكير بكل هذه المعطيات الغامضة في أجواء أخرى رطبة مظلمة وقف التؤامان يحاولان معرفة المكان الذي أتيا إليه فجأة قال أليس: كيف جئنا إلى هذا المكان؟
قال أليكس: أنا مثلك أيضا لا أعلم
التفتا للضوء الذي بدأ بالاقتراب منهما شيئا فشيئا حتى ظهر الشخص الذي يحمل فانوسا قديما بيده كان يرتدي معطفا رماديا داكنا مع قبعة تغطي وجهه اقترب منهما و تعابير الاستنكار على وجهيهما رفع القبعة لتظهر ملامحه المبتسمة لهما بمرح شديد ليقول: صباح الخير أليكس و أليس
قالا معا بمرح شديد: صباح الخير عمتي إيف
ابتسمت لهما بمرح شديد لتقول: آسفة يبدو أنني جلبتكما في المكان الخاطئ
قال أليكس: إذا أنت السر وراء اختفائنا
قال أليس: اعتقدت بأن الفضائيين قاموا باختطافنا
ضحكوا بمرح شديد ليقول أليس: إذا أين نحن الآن؟
قالت إيف: داخل كهف في مدينة أخرى
نظرا إليها باستغراب لتبتسم لهما بمرح شديد بدأت بالسير ليسيرا خلفها و هما يراقبان المكان من حولهما حتى وصلوا لدرج حجري قديم جدا نقش على الحائط بعض النقوش الغريبة كما لو أنها كتابة ما قال أليكس: هذه الكتابات تعود لحقبة لا أعتقد بأن جدينا كانا يعيشان فيه
ضحكت إيف بمرح شديد ليقول أليس: حقا هذا غريب لم أشاهد مثله إلا في الكتب
قرب أليكس الفانوس من تلك الكتابات ليحاولا قراءتها كانت إيف فقط تراقب بصمت حتى قالا معا: إنها تتحدث عن إعادة روح ما و قتل أخرى و استبدال الأجساد
نظرا لإيف باستغراب واضح على وجهيهما الغموض يزداد خلف ذلك القناع المبتسم الخاص بها نزلت الدرجات ليفعلا أيضا خطواتها الصغيرة تسير بسرعة شعر التؤامين بأنهما يتسابقان مع فهد سريع يحاول الانقضاض على فريسته طال بهم الدرج الذي كان على شكل حلزوني كان أليكس يقرأ تلك الكتابات التي نقشت على الجدران ليستوقفه رسم غريب شخص ينزل الدرجات وضع قدمه على درج فيه نقش مختلف عن البقية أسهم تراشقت عليه فأردته قتيلا حاول استيعاب الأمر لتتوسع حدقتا عينيه مدهوشتين من العبارات التي كتبت بجوار تلك الرسوم ليرفع صوته قائلا: توقفا عن السير هناك أفخاخ
التفت أليس إليه حالما وقف كما فعلت إيف التي قالت و هي تضرب رأسها بمرح شديد: بالتأكيد توجد أفخاخ في مكان كهذا ماذا كنت أتوقع؟
أنزل أليكس الفانوس قليلا ليلاحظ النقوش التي على الأدراج الحجرية السوداء تلك النقوش التي حفرت عليه متماثلة مع تلك الرسوم حاول معرفة النقش الغريب بينها لكنها تبدو متشابهة بنظره ليقول أليس: يبدو الأمر ممتعا أكثر مما تصورت....لا أعتقد بأنهم سيميزون حجر الفخ
قال أليكس: لكنهم فعلوا في تلك الرسوم
أبعد أليس ساقه عن الدرج الذي كان يقف عليه مقتربا من أليكس سمعوا صوت اهتزاز شيء قوي التفتوا من حولهم ليعرفوا من أين يصدر صوت الخطر حتى توسعت حدقتا عينيّ أليس الذي قال: علينا النزول بسرعة من هذا الدرج
قال أليكس: هاه؟ أنسيت أمر الأفخاخ؟
قال أليس: لا وقت للشرح فقط انظر و إبدأ بالركض
التفت أليكس ليرى ذلك المشهد المخيف بدأ السلم الحجري بالاختفاء تدريجيا قبل أن يفكر بالتصرف شعر بجسده يتهاوى للخلف أمسك أليس بيده ليسقط كلاهما في تلك الهاوية المخيفة عند توماس الذي نزل الدرجات بهدوء ليصل لغرفة الضيوف طرق الباب لينبه الموجودين بقدومه فتح الباب ليستغرب وجود أولئك الضيوف ليقول: مرحبا جميعا زيارة جميلة و مفاجئة
انتبه للتعابير التي وضعت على وجوه الجميع ليزيد استغرابه جلس بقرب مارتن العاقد ذراعيه عند صدره مغمض العينين ليهمس في أذنه قائلا: أخبرني ما الذي يجري هنا؟
التفت إليه ليفتح شفتيه ليقاطعه دخول لويس الذي يتصبب عرقا بسبب ركضه السريع و الطويل التقط أنفاسه التي تكاد تنقطع رفع رأسه ليقول: لقد اختفى حضورهما
قالت الوالدة بقلق: أتقصد التؤامين؟ أواثق من ذلك؟
قال لويس بعد أخذه لكوب الماء الذي قدمه ألبرت له: أجل واثق من ذلك كما أن إيف حضورها يتلاشى
قال مارتن: حقا ما الذي تفعله هذه الفتاة؟
فاجأهم حضور شخص ما من العدم شعر توماس بالانزعاج و هو يحدق به نظراته اللامبالية به تصيبه بالجنون أكثر ليقول بانفعال: ماذا تفعل هنا؟
قال الرجل: أنا لم آتي لأجلك لذا لا تنظر لي هكذا
قال توماس: هذا المكان لا يرحب بك أبدا
قال الرجل متجاهلا كلام توماس: هل إيف بخير؟ تلاشي حضورها هكذا يدل على مرضها
لم يجبه أي أحد ليبتسم بخبث و يقول: لا بأس جل ما أردته هو إخباركم بأنها قد غادرت المدينة برفقة مغفلين وقعا في شباك فخها
انزعج والد التؤامين من كلامه ليقول: أنت توقف عن التحدث بسوء عن ابنيّ
قالت الوالدة: ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال الرجل بابتسامة مرحة مستمتعة: ستقتلهما
توقفت الأنفاس في الغرفة لذلك الخبر الأكثر من صادم استمتع بتلك التعابير الخائفة و القلقة و المصدومة و المدهوشة من كلمته تلك ليبتسم بسعادة ظاهرة على وجهه نظر لتوماس الذي نهض من مكانه يقترب منه ليقف أمامه نظراته الحاقدة النارية تكاد تمسه لتزداد ابتسامته و تقول: ماذا هناك توماس؟ أيوجد شيء ما تود أن تسألني هو؟
قال توماس: أنا واثق بأنك تعرف مكان إيف لذا انطق به قبل أن أطيح برأسك أليكساندر
قال روي وسط الصمت الدائر بينهما: إنه لا يعرف لذلك هو هنا كما أنه لا يعرف ما يجري معها
نظر أليكساندر إليه بانزعاج شديد ليقول في نفسه: حقا كما هو متوقع من ابن ليو لكنه ليس مثل شقيقه أبدا
لم يهتم روي بالنظرات التي فصلت كل معالم جسده و عقله ليقول في نفسه: يبدو أن ما كان أبي يفكر فيه يحدث بالفعل
التقت عينيه بعيني لويس اللتان حدقتا به لفترة من الزمن كما لو أنه يبحث عن شيء ما في داخلهما ليهمس له قائلا: لقد أخبرني والدك بأنك هنا لكن لم يخبرني بالسبب
قال روي:أنا أيضا لا أعرف طلب مني القدوم و العودة بأخبار هذا المنزل
قال لويس: حقا؟ هذا غريب
تعجب لويس تغير مسار عيني روي ليلحق بها لتقع عينيه على تلك اللوحة القماشية الكبيرة المعلقة على الحائط الأيسر من جهة الباب كانت داخل إطار مطلي باللون الذهبي نقوش كثيرة زينته وقف روي ليسلب انتباه الجميع وصل لتلك اللوحة طال تحديقه بها الجميع في انتظار ما سيحدث تاليا ليقاطع مارتن ذلك الصمت و الغموض قائلا: هذه اللوحة قد أهدتنا إياه عائلة هايلون عندما كنت في العاشرة
أشار روي نحو تلك الفتاة التي كانت نائمة و هي مختبئة خلف سيدة كانت تجلس على الكرسي بصدمة نهض مارتن ليتأكد من ملامح ذلك الشخص كما فعل لويس ليقول باندهاش: لا أصدق إنها تشبه فينوس شبها كبيرا أكاد أجزم بأنها هي
قال روي: هذه هي بالفعل
قال والد التؤامين: مستحيل أن تكون هي فهذه الصورة من قبل ولادة والدتها حتى
قال روي: لكنها تحمل الشامة ذاتها
بدأ الصمت يفرض نفسه في تلك الغرفة من جديد تجمدت الملامح على وجه لويس لتقول الوالدة: ماذا هناك لويس؟ هل أنت بخير؟
قال لويس: أليكس يحاول التواصل معي
قالت الوالدة: ماذا؟
حاول لويس تجسيد ذلك التواصل الضعيف بينهما ليرى الجميع ذلك التجسد ليقول الوالد: أين أنتما بني؟
قال أليكس: هذا ليس مهما الآن أعتقد بأن العمة إيف تخطط لشيء خطير لذا عليكم الإسراع بإيجادنا سوف أحاول إشغالها قليلا
قال لويس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟ ثم أين أنتم؟
قال أليس: لا نعلم حقا كل ما نعرفه أننا في مكان ما داخل كهف ما في مدينة ما
قال أليكس: ما الذي تقوله؟ هذا لا يفيد أبدا
أضاء أليس المكان قليلا علهم يستطيعون التعرف عليه ضعف ذلك الاتصال أكثر من السابق لينقطع شعر التؤامان بإحباط شديد حتى لاحظا توقف إيف عن المسير أمام الباب الرابع بتعابير باردة شعرا بالخوف و القلق أكثر مما سبق قال أليكس همسا: ربما كان يجدر بنا رفض ذلك
قال أليس: نحن و حبنا السخيف للغموض و الاستكشاف لم ولدنا هكذا؟ لماذا يا أمي؟ أنا واثق بأنها السبب في هذه الجينات
اقتربا منها أكثر ليقول أليكس: ماذا هناك عمة إيف؟
قالت إيف: أعرف أنكما تحاولان تضليلي أيها التؤامان الشقيان لكن سأسامحكما
التفتت إليهما بذلك القناع اللطيف لتتبعها بابتسامة خبيثة فرقعت أصابعها لتتشكل حقل قوى حولهما حابسة كل شيء يمكنهما فعله حتى الهواء بالكاد يدخل إليهما تحركت شفتيها ببضع كلمات مع تلك التعابير الحزينة لتتابع سيرها بهدوء مع تناقص كمية الهواء و الشعور بالانعزال عن العالم فقدا وعيهما فتح التؤامان عينيهما على ذلك الصوت الذي ينادي اسميهما الصورة لم تكن واضحة بالنسبة لأليكس الذي جلس من فوره لتقول والدته: هل أنت بخير عزيزي؟ أنت لم تتأذى صحيح؟
قال أليس: متى أتيتم لهنا؟
قال مارتن: منذ فترة قصيرة فقط هل أنتما بخير؟ أتمنى بأنها لم تقم بأذيتكما
قال أليكس: لم تفعل أي شيء سيء لنا لكنها كانت تتصرف بغرابة طيلة ذلك الوقت
قال توماس: ماذا تقصد؟
قال التؤامان:"آسفة سأفعل هذا لأجلها" هذا ما قالته
قال روي: لأجلها؟ هل تقصد الفتاة في الصورة؟
قال لويس: و ربما تقصد فينوس فهي منذ معرفتها بالأمر بدأت تتصرف بطريقة مختلفة لذا أعتقد أن فينوس هو الاحتمال الأكبر
قال التؤامان: سوف نرشدكما للطريق قبل فوات الآوان
بدأ الجميع في الركض خلفهما كان المكان كمتاهة كبيرة الضياع فيها سهل جدا توقف التؤامان أمام ذلك الباب الذي لطخ ببقع حمراء التفت لويس للشخص المجروح المستند على الجدار ليقترب منه و يقول: هل أنت بخير؟
رفع ذلك الشخص رأسه ليحدق بعينيه بدون الحديث بأي شيء أصبحت الأجواء أكثر اضطرابا على صوت قوي دوى في المكان رفع ذلك الغريب رأسه للأعلى ليلحق به لويس ليرى ذلك الباب المخبأ هناك ليقول ذلك الغريب: الطريق الأسرع عليكم إيقاف السيدة وارس
تعجب الجميع للفظه الكلمتين الأخيرتين قبل تحوله لرمل خفيف هب مع الريح قال أليكس: علينا الوصول إليها بسرعة فهذا الأمر خطير للغاية
قال مارتن: و ما هو هذا الأمر؟
قال أليس: أظنها تحاول استبدال الأرواح أو ربما نقلها فهذا ما قد نقش على الجدران في مدخل هذا المكان
قال توماس: هذه الفتاة سوف تصيبني بالجنون حتما
أسرعوا في الصعود لذلك الباب الذي أخذهم لغرفة كبيرة للغاية مظلمة تماما لا يتخلل تلك الظلمة إلا وجودهم قال أليكس: عليكم الانتباه جيدا في استخدام قواكم غلطة واحدة تكفي لنهاية جميعنا
قال الوالد: أشعر بشيء يقترب منا بشكل مريب و سريع للغاية
أغلق ذلك الباب بقوة ليزداد سواد ذلك المكان الصمت يلف المكان صوت القلوب الخافقة بسرعة يكاد يسمع تجمد الجميع في مكانه على هبوب تلك الرياح الباردة القوية حاول الجميع التشبت لكنها أقوى بكثير منهم تحكم روي بتلك الرياح ليعيد التوازن لما في الغرفة قال توماس: هل أنت بخير روي؟
قال روي: أجل بخير
نظر روي لقدمه التي بدأت النقوش من أسفله تضيء كما حال باقي أرضية الغرفة لتشكل رسما لهلال أحمر بكتابات غريبة قريبة منه تجمعوا في مكان بعيد عن ذلك الهلال العملاق ليقول التؤامان: أطوار القمر تمضي لنهاية بداية حياة جديدة
قال مارتن: علينا إيجادها قبل اكتمال هذا القمر
قالت الوالدة: لا داعي لذلك
أشارت ناحية الشخص الواقف على تلك المنطقة المرتفعة من الغرفة بالقرب من صندوق بني داكن مخطط جثى ذلك الشخص بقربه اقتربوا منه أكثر أراد توماس الاقتراب أكثر لكن ذراع أليس أوقفه لينظر إليه بقليل من الانزعاج و يقول: ماذا تريد الآن؟
قال أليكس: لا تقترب منها فقد تأخرنا كثيرا
قال توماس: ما هذا الهراء الذي تقوله؟ دعني
انتبه الجميع لعدم تحرك جسد إيف و الأسوأ من هذا كله حضورها قد تلاشى تماما حل الصمت و الصدمة تعلو وجوه البعض منهم ترك أليس يد توماس الذي جثى بالقرب من جثتها أبعد خصلات شعرها عن وجهها الذي لم يمل التحديق إليه شعر بدموعه تتساقط على وجنتيها التفت روي لتلك العلامة الضخمة التي تغير لونها للأزرق القاني ليقول بصوت منخفض: شيء ما لم ينتهي بعد
قال التؤامان: هذا لأنها قد أعادت شخصا ما للحياة
قالت الوالدة: من تراه يكون؟
توجهت أنظار الجميع لذلك الصندوق الواقع خلف ظهر توماس اقترب الوالد و مارتن منه ليقوما بفتحه توقفت نبضات القلوب و أنفاس الجميع صرخت زوايا ذلك المكان مصدومة بما تراه ليس هي فقط بل كل شخص كان ينظر لمحتوى ذلك الصندوق شعر روي بأنه ينجذب لذلك الصندوق كما لو أن الجاذبية تنبع منه عيناه تأبى أن ترجع لهدوئها توسعت تريد تصديق ما تشاهده ذلك الشعر الأرجواني الحريري الداكن الطويل تلك البشرة البيضاء التي تكاد تنافس ندفات الثلوج الشامة السوداء التي احتلت طرف جفنها الأيمن قال التؤامان: ماذا؟فينوس؟ كيف حصل هذا؟ اعتقدنا بأن جثتها قد تحللت بالفعل
قال مارتن: أنا واثق بأنني رأيتها تتحول لرماد
صمت الجميع يحاول معرفة هذا اللغز الممد في ذلك الصندوق حوله العديد من الأزهار الأرجوانية توجهت الأنظار إليها حالما شعروا بحضورها الكبير و المخيف يجوب في المكان فتحت عينيها ليذهل الجميع من اللون الذي برق بهما اللون الأزرق القاني الجميل الذي بدا كالياقوت الأزرق رفعت يديها النحيلتين لتحدق بهما كما لو أنها تتفحص شيئا ما لترسم ابتسامة خفيفة على شفتيها نهضت بهدوء لتشعر بالأعين تحدق بها بشكل مريب التفتت لتنظر إليهم باستغراب شديد حولت نظراتها للشاب الذي كان يمسك بذلك الجسد الهامد غادرت ذلك الصندوق لتقترب من ذلك الجسد بهدوء أمسكت بيدها لتقول: يبدو أنك خضت الكثير أتمنى بأنك استمتعت برحلتك و أنجزت ما أردته
قبلت تلك الكف الباردة بحنان شديد لتطلب من توماس وضعها داخل ذلك الصندوق حاول الاعتراض لكنه لم يستطع مجادلتها وضعها داخل ذلك الصندوق لتحدق بها مطولا أغلقت الصندوق بقواها لتتمتم بتعويذة ما غلفت الصندوق و أغلقته التفتت للأشخاص الواقفين خلفها لتقول: حسنا أنا لا أعرفكم جيدا لكن مكانكم ليس هنا بالتأكيد
فرقعت أصابعها ليختفوا من أمامها نظرت نظرة أخيرة لذلك الصندوق لتقول: ستكون المرة الأخيرة التي نرى بعضنا فيها سنشتاق لبعضنا بالتأكيد
تلك التعابير الحزينة تجولت في وجهها قبل مغادرتها لذلك المكان في منزل عائلة هايلون رسمت تعابير الاندهاش على وجوه الأفراد الواقفين أمام بوابة منزلهم مندهشين ليقول لويس: حقا من تكون هذه الفتاة؟
قال أليس: علينا العودة و سؤالها
قالت الوالدة: لن نعود لذلك المكان الخطر بالتأكيد
قال الوالد: والدتكما محقة مجرد التفكير بأننا سمحنا لكما بالذهاب لهناك يجعلني أخشى عليكما أكثر
قال أليكس: نحن بالتأكيد سنعاني لفترة لكن علينا معرفة من تكون
قال لويس: لندخل للمنزل أولا ثم نتحدث عن الأمر
دخلوا المنزل ليستغرب الجميع وجودهم قال جد لويس: ألم تغادر منذ قليل فقط لويس؟
قال لويس: ماذا؟ بالتأكيد لا
قالت والدة التؤامين التي نظرت لساعة الحائط لتقول: بالفعل الوقت الذي مر ليس بالكثير
نظر لويس للساعة ليصاب بحيرة أكبر قال التؤامان: ربما علينا أخذ قسط من الراحة فقد بدأنا نرى أشياء ليست موجودة
ضحكوا عليهم ليغادرا لغرفتهما و هما لا يزالان يفكران بهوية تلك الفتاة عند روي الذي أخبر والديه بالقصة التي جرت معه تقلبت الكثير من التعابير على وجهيهما ليتنهد الوالد و يقول: في النهاية لم نستطع القيام بمنعها عن فعلها ذاك
قالت الوالدة: لكن من تكون تلك الفتاة الغامضة؟
قال روي: حقا أود أن أعرف ذلك أيضا
قال الوالد: سأبحث عن الأوصاف التي أعطيتني إياها
قالت الوالدة التي رسمت ابتسامة دافئة على شفتيها واضعة يدها على جبين روي المتعرق: ربما يجدر بك أخذ قسط من الراحة روي سيكون ذلك أفضل لك بالتأكيد
ابتسم لها بمرح شديد لينهض من مكانه و يذهب لغرفته أغلق الباب خلفه بهدوء ليستند عليه و يطلق تنهيدة عميقة سرى ذلك الشعور فيه مجددا فور تذكره للفتاة التي أوقفت قلبه عن النبض للحظات أعاد بخصلات شعره للخلف ليقول في نفسه: بالتأكيد هي ليست فينوس عليّ أن أخذ قسطا من الراحة
تلك التنهيدة اليائسة فرت منه ألقى بجسده على السرير ليغمض عينيه قليلا عند مارتن و توماس اللذين كانا في غرفة الجلوس برفقة ألبرت الذي تعجب القصة التي سمعها ليقول: تلك اللوحة كانت هدية من عائلة هايلون منذ فترة طويلة قبل قدومكما لمنزل عائلة وارس سيدي
قال مارتن: ماذا؟ لكنني أذكر جيدا بأنها قد قدمت في عيد ميلاد السيد وارس
قال ألبرت: هذا صحيح فقد وجدته السيدة و قررت إعطائه كهدية فهو كعهد يوثق معرفة العائلتين ببعضهما و هي لوحة قديمة جدا أعتقد بأن السيد وارس كان طفلا حينما قدمت هذه اللوحة
قال مارتن: إذا هي قديمة جدا لكن تلك الفتاة في الصورة تشبه التي قابلناها في ذلك المكان
قال ألبرت: تلك الفتاة وضعت في الصورة بعد فترة طويلة من تقديم الصورة أي بعد قدومكما
قال مارتن بمرح شديد: شكرا لك لقد ساعدتني كثيرا لابد أنني أزعجتك بكثرة أسئلتي
قال ألبرت: لا أبدا سيدي يسعدني كثيرا بأنني لا أزال مفيدا لكما لكن هناك أمر يحيرني
نظر مارتن إليه باستغراب ليراه يمسك ذقنه يفكر في شيء ما نظر لشقيقه الذي لا يزال تحت تلك الصدمة القوية شعر بالحزن يمتلك قلبه لرؤية أخيه في هذه الحالة مجددا تألم أكثر لرؤية تلك الدموع تهرب من عينيه ليقول في نفسه: آسف يا أخي مجددا لم أستطع فعل شيء لمساعدتك
نظر لألبرت الذي لا يزال واقفا يحاول التفكير في أمر ما ليقول له: ما الذي يحيرك؟
قال ألبرت: تلك الفتاة أنا واثق بأنها ابنة لإحدى أقارب العائلة لكنني لا أذكر من هو بالضبط سأستعين بدفتر العائلة علني أعرفها
قال مارتن: رجاء افعل بإمكانك الذهاب الآن
قال ألبرت الذي حول بصره لتوماس: هل سيكون السيد توماس بخير؟
ابتسم له مارتن ابتسامة حزينة غير واثقة بما تريد البوح به فهم ألبرت الأمر لينحني لهما و يغادر الغرفة نهض مارتن ليقترب من توماس و يقول له: عليك أخذ قسط من الراحة توماس
لم يجبه بأي شيء فقط نهض و غادر الغرفة التي تكاد تبكي حزنا على حاله صعد الدرجات و جسده استسلم للجاذبية ليسير بتثاقل لغرفته أغلق الباب خلفه ليجلس على طرف السرير الذي أراد أن يضمه أكثر و يخفف عنه أحزانه لكنه ليس أكثر من جماد لا يقدر على فعل ما قدر النسيم الهادئ فعله بتحريك خصلات شعره و مشاعره التي تأرجحت برفقته جرت ذكرياته عنها كنهر طويل بشلال صخري تتحطم عليه تلك الذكريات الجميلة تلك الصورة المطبوعة في قلبه لمحبوبته المبتسمة له دائما تريد التلاشي أيضا لكنه يأبى تركها ترحل هي الأخرى شعر بنبضات قلبه تقل مع مرور الوقت استلقى على السرير عل عقله يهدأ جنون قلبه و لو قليلا لكنه هو الأخر يحاول استيعاب اللحظات التي مر بها منذ فترة قصيرة حدق بسقف غرفته ليرى تلك اللوحة الفنية التي أبدعت إيف برسمها سماء زرقاء مليئة بالنجوم الجميلة مع بدر أبيض مختبئ خلف غيوم سوداء كثيفة تلك السماء الجميلة لطالما أعادت تلك الابتسامة اللطيفة على شفتيه لكن الآن مختلف جلبت الدموع لعينيه التي أغمضهما فور ظهورها عند مارتن الذي كان يقف أمام باب غرفتها يحدق بمقبض الباب يتذكر ضحكاتها و إزعاجها الدائم في المنزل الذي يبدو كئيبا هو الآخر ليقول بتلك الابتسامة اللطيفة: ربما ليس فقط توماس الذي أحبك بجنون
حاول بجد ألا تختفي تلك الابتسامة قبل مغادرته لكنه لم يستطع تلألأت الدموع في عينيه الحزينتين بفراق لون جذاب مرح غير الكثير في هذه اللوحة البيضاء المزعجة أنزل برأسه ليغادر ذلك الممر قبل أن تنفجر عينيه من احتباس الدموع عاد لغرفته ليرخي أعصابه فيها مضت أسابيع ثلاث هادئة حتى اليوم الذي اجتمع أصدقاء مارتن و توماس عندهما محاولين تغير الأجواء الحزينة في ذلك المنزل الكبير كانت السيدات تهتمن بإعداد الطعام بينما الصغار يستمتعون بوقتهم في التجوال داخل ذلك المكان الكبير الأشبه بالمتاهة و غرفه المختلفة بينما الآخرين يتحدثون معا بمرح شديد كان الجميع يحاول تغير تلك الأجواء بأي شكل في الحديقة الواسعة الخاصة بالمنزل كانوا يجلسون هناك باستمتاع أحاديث تجر أخرى سعدت السماء و هي تراقبهم برفقة النجوم المضيئة لتكمل زينتها بضياء القمر الجميل قال آرثر: أعتقد بأننا سوف ننتقل لهنا حتما في يوم ما
قالت آن: و لم تقول هذا؟
قال آرثر: هذا لأن زياراتنا أصبحت كثيرة جدا
وجه نظره لمارتن الذي ابتسم بمرح شديد و قال: يسعدنا ذلك كثيرا فالبقاء بمفردنا هنا مزعج قليلا
قال جد لويس: لكن ألا تظن بأننا مزعجون؟
قال مارتن: و أين الازعاج في هذا؟ بالتأكيد لا فجميعكم أشخاص لطيفون للغاية
ابتسم لهم بمرح شديد لتقول والدة سام: أين هو توماس؟ لم أره منذ فترة طويلة
قالت ليزا: لقد ذهب ليشارك الأطفال في لعبهم قام بتنظيم مسابقة لهم
قالت إليسيا: و الجميع يبدو مستمتعا بها حتى لويس ذهب برفقتهم
قالت والدة التؤامين: إنه حقا يحب مثل هذه الأمور حتى التؤامين المزعجين ذهبا ليكتشفا الكنز المخبئ
قال ليو: أيوجد كنز مخبئ هنا؟
قال مارتن: لا لكن مارتن قد عثر على كنز ما في إحدى رحلاته و قرر استخدامه أخيرا
قالت كاثرين: يبدو أنك كنت منزعجا منه
قال مارتن: بالفعل كل ما يفعله هو التحديق به و إعادة رواية قصة عثوره عليه لقد أصابني بالجنون حقا
ضحك الجميع على النبرة التي تحدث بها مارتن ليرسم ابتسامة جميلة على شفتيه ليحدق بكل تلك الوجوه السعيدة المجتمعة حوله لتتسع تلك الابتسامة عند توماس الذي كان برفقة لويس المنزعج بشدة لكونه لم يشاركهم البحث كان يسير بانزعاج واضح على خطواته التي أصدرت أصواتا قوية مكتفا ذراعيه عند صدره مقطبا حاجبيه لم يحدث توماس منذ فترة طويلة ليقول له بمرح شديد: ألهذه الدرجة أنت منزعج لأنك لم تشارك؟
نظر لويس إليه دون أن يقول كلمة واحدة ضحك توماس عليه بشدة ليقول: لكن الألغاز التي وضعتها سهلة جدا عليك ألن يكون ذلك مملا بالنسبة إليك؟
قال لويس: بلى لكنني أريد القيام بأي شيء
قال توماس: حقا؟ إذا سأبحث عن شيء يثير اهتمامك حقا
قال لويس بسعادة: أحقا ستفعل؟
ضحك توماس بشدة على ردة فعله الطفولية ليمسك بمعدته من شدة الضحك ليرسم لويس ابتسامة سعيدة على وجهه فتلك الضحكة قد طال انتظارها تحدثا معا و هما يسيران في ذلك الممر المظلم ذهبوا لحيث اتفقوا على لقاء الجميع بعد العثور على الكنوز وقفا هناك يستمتعان بهبوب النسيم العليل فالخريف قد أوشك على الانتهاء و الشتاء يقف أمام الأبواب ينتظر بفارغ الصبر مغادرة الخريف أتت المجموعة الفائزة بتلك الابتسامات و صيحات الفوز تعلو فور رؤيتهم لتوماس الذي صفق لهم بمرح شديد برفقة لويس الذي قال: لقد استغرقتم وقتا طويلا لو كنت أنا لانتهيت في وقت قصير
قالت تؤاما لويس: نعرف ذلك يا أبي دعنا نستمتع بوقتنا قليلا
قال لويس: و هل تقصدان بأنني أفسد ذلك؟
أخرجتا لسانيهما لتزعجا والدهما الذي لم يهتم لهما ليقوم بإغاضتهما لتنفخا وجنتيهما بانزعاج ليقول توماس بمرح: أحسنتم صنعا حقا كيف عثرتم على الكنز؟
قال ابن آرثر: لقد كانت الألغاز سهلة نوعا ما ثم أن الفريق الآخر يتوقعون شيئا أكثر صعوبة أراهن بأنهم فهموا كل شيء خطأً
ضحك بمرح شديد ليفعل توماس المثل ليقول: حقا قد أحسنتم لكن لننتظر الفريق الآخر قبل فتح الكنز
وافق الجميع على ذلك وصل الفريق الخاسر بعد خمس و أربعين دقيقة ليقول ويليام: لا أصدق بأننا خسرنا
قالت شقيقة بيلا الصغرى: هذا كله لأننا استمعنا لهذين الاثنين
قال التؤامان: ماذا؟ ماذا؟ لابد أنك تمزحين
قالت شقيقة تارا: أجل أنا واثقة بأننا لو تركنا القيادة لويليام لما خسرنا
قال ويليام: النتيجة لن تتغير أبدا
قال توماس: المسابقة للمتعة و ليس للفوز و الخسارة
تنهدوا بانزعاج شديد فتح الفريق الفائز الصندوق الرمادي المتوسط الحجم لتظهر بعض قطع المجواهرات النفيسة و مجموعة كتب و مجموعة ألعاب مختلفة حوى ذلك الصندوق على الكثير من الأشياء سعدوا به كثيرا ليرسم ابتسامة جميلة على شفتيه ليقول لويس: خيرا أنني لم أشارك أهذا هو الكنز حقا؟
قال توماس: ماذا؟ ألم يعجبك؟
انزعج لويس أكثر من سؤاله ليضحك بمرح شديد نقله توماس لحيث الجميع في الحديقة الخلفية اجتمعوا هناك لتبدأ الضجة بالعلو شيئا فشيئا الجميع متحمس و كل شخص يريد التحدث كانت لحظات ثمينة حقا لكن السعادة لا تدوم للأبد هبت رياح غريبة لتطفئ تلك المصابيح التي أنارت الحديقة لينتبه الجميع للحضور المختلف المحيط بهم تأهب الجميع لحدوث أي شيء مريب حتى ظهر ذلك الشخص الواقف أسفل الشجرة التي وقع ضوء القمر الفضي عليها أضيئت المصابيح من جديد لينظر الجميع لذلك الشخص الذي بدأ بالاقتراب منهم حتى وصل ليصاب البعض بالذهول و آخرون باندهاش و فريق ثالث باستغراب فتح ذلك الشخص عينيه ليحدق بهم بتلك الابتسامة الواثقة وقعت عينيها على الشاب الذي وقف فجأة لتقول: مساء الخير جميعا أتمنى بأنني لا أزعج أي أحد بقدومي
قال أليكس: نحن لا نعرف من تكونين حتى
قال روي: حقا من تكونين؟
ابتسمت بمرح شديد انحنت لهم بتلك الطريقة الرسمية للغاية لترفع رأسها و تقول: أنا إيف هايلون تشرفت بلقائكم جميعا
بدأ توماس بالسعال لذكرها ذلك الاسم بينما أخرج سام الماء الذي كان يشربه ليمسح فمه و ينظر إليها من جديد ليراها لا تزال تبتسم قال مايك: من الأفضل أن تلعبي غيرها نعرف من تكون إيف هايلون
قال لويس: بالفعل لذا اعترفي فقط
قالت إيف: لكنني حقا هي الشخص الذي عرفتموه كانت والدتي روث وارس
زادت الصدمة الكهربائية التي أصابت الجميع في القلب مباشرة قالت إيف بعد رؤية تلك التعابير: قبل فترة طويلة جدا جدا كانت أمي تعيش برفقة عائلتها لكنها غادرتهم بعد أن شعرت بأنهم لا يفهمونها جيدا بقت في مكان بعيد عنهم أجرت الكثير من الاختبارات و اختبرت الكثير من الفرضيات عن كثير من الأمور حتى أتيت أنا شعرت بأنها لن تستطيع البقاء بقربي فأخذتني لميتم روبنسون مع كتاب ما تربيت هناك عندما أكملت عقدي الثامن فككت الشفرة التي وضعتها في ذلك الكتاب لتوصلني لذلك الكهف الذي حبست نفسها فيه مع الكثير من الأمور الخطيرة ذلك الصندوق كانت مختبأة داخله كان جسدها ميت بالفعل لكن روحها لا تزال بخير استطعت بتعويذة اكتشفتها أن أعيد لذلك الجسد حياته من جديد على أن تكون روحي مقيدة هناك استعملت حياتي و اسمي حتى لا تربك الناس بل حتى لا يقوموا بمطاردتها فالجميع يعرف سمعة روث وارس في ذلك الوقت و عاشت حياتها التي أرادتها تعرفت على شاب أحبته قتلت جسدها ذاك لأجله لكنها لم تعرف بأنها لا تستطيع الموت حتى تحرر روحي المقيد بها و بسليلتها فينوس هايلون التي اكتشفت الأمر بعد التقائها بمحبوبها لذلك قررت التضحية لأجلي بإلقاء تلك اللعنة على نفسها اكتشفت والدتي الأمر أثناء استعادتها لذكرياتها بعد إلقائها اللعنة الثانية فقررت هي الآخرى تحريري مما قيدت نفسي به
لمح الجميع الدموع التي انزلقت على وجنتيها بهدوء كانت تشعر بقلبها ينقبض بشدة يؤنبها لموت شخصين بسبب طيشها غطت وجهها الذي احمر بكفيها النحيلين اقتربت منها جوليا لتعانقها تفاجأت من ذلك مسحت جوليا على شعرها بهدوء لتقول: لابد أن تشعرين بحزن دفين عزيزتي لا تقلقي فكل ما حدث ليس خطأوك أردت مساعدتهما و حسب أدرك ذلك لذا لا تبكي
تلك الكلمات اخترقت قلبها لتشعر بالحنان الذي اشتاقت إليه كثيرا لتنهمر دموعها أكثر و أكثر ابتسمت جوليا لها بهدوء ليقتربوا منهما و يحاولوا إبهاجها و لو قليلا ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها ليسعدوا بذلك كثيرا شاركتهم تلك اللحظات الممتعة التي كانت جديدة عليها كليا كان الجميع يقضي وقتا ممتعا برفقة الآخرين حتى أنهكوا تماما ليبدؤوا في الانسحاب و الذهاب للنوم غادر مارتن غرفته فهو لا يشعر بالنعاس بل إنه ليس قادرا على النوم نظر للشخص الذي لا يزال يجلس في الحديقة أسفل الشجرة يحدق بالسماء الجميلة التي تكاد نجومها تختفي مع بزوغ الفجر ذهب إليه ليبتسم بمرح له فهو شارد الذهن و لم ينتبه لوجوده جلس بقربه ليلفت انتباهه نظر إليه ليرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليغير التعابير الحزينة التي تربعت على وجهه ليقول مارتن: يبدو أنك لا تستطيعين النوم أنت أيضا إيف
قالت إيف: الأمر ليس كذلك لكن ما الذي يجعلك لا تستطيع النوم؟ ألست متعبا؟
قال مارتن: لا أنا سعيد لأن الجميع قد حضر لرؤيتنا فقد بدأت أعتقد بأن لا سبب لي لأعيش لأجله لكن حضور الجميع اليوم أعاد لي الأمل من جديد فالحياة لم تنتهي بعد
قالت إيف: حقا هي لم تنتهي بعد لذا عليك الابتسام و القيام بما تريد
نظر مارتن ليرى تلك التعابير تعود لوجهها من جديد ليقول لها: أتودين الذهاب لغرفة والدتك؟
قالت إيف: أشكرك لكن لا فأنا مسبقا أعرفها جيدا
قال مارتن: ظننت ذلك أيضا لكن أردت عرض الفكرة عليك
ابتسمت له بمرح شديد جذب نظراتهما خيوط الشمس الذهبية التي بدأت بالظهور من مخبأها لطالما أحبت إيف النظر لهذا المنظر الذي يأسر قلبها دائما شعرت بتلك الابتسامة تظهر من تلقاء نفسها على وجهها نهض مارتن ليقول لها: سأذهب لأنام الآن عليك فعل ذلك أيضا
قالت إيف: لا تقلق عليّ سأكون بخير عليك أخذ قسط من الراحة
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر عائدا لغرفته نهضت من تلك البقعة التي أطالت الجلوس عليها لتحدق لأغصان الشجرة الفارغة من الأوراق الشتاء متعجل للقدوم هذا العام لتبتسم سارت مغادرة الحديقة قابلت في الممر ألبرت الذي توقف يحدق بوجهها لبعض الوقت جثى على ركبته اليمنى منزلا برأسه ليقول لها: صباح الخير آنسة هايلون لقد مر وقت طويل جدا
ابتسمت له بمرح لتقول: لا أصدق بأنك لا تزال تذكرني ألبرت يسعدني ذلك حقا
قال ألبرت: من الصعب نسيانك آنستي بحضورك هذا
قالت إيف: أجل حقا من الصعب التجوال بحضور كهذا لكن لا بأس يمكنك النهوض
بقي على حاله لبعض الوقت ثم رفع رأسه ليحدق بوجهها من جديد ليرسم ابتسامة على وجهه و ينهض و يقول: أيجدر بي إخبارهم بأمر قدومك حال نهوضهم؟
ابتسمت له بمرح شديد لتقول: لا تقلق فهم يعرفون بالفعل لكن لا تخبرهم بأشياء دثرها الزمن سأغادر لبعض الوقت لذا رجاء لا تنتظر عودتي
قال ألبرت: حسنا آنستي لكن رجاء توخي الحذر فالمكان لم يعد كما اعتدته
قالت إيف: أدركت ذلك منذ أسابيع لذا لا تقلق عليّ إلى اللقاء
غادرت القلعة لتشاهد الأزهار التي ذبلت على أطراف الممر العريض المؤدي للبوابة الكبيرة غادرت تلك القلعة لتحدق بها و تبتسم بمرح شديد أدرات ظهرها له لتذهب لمكان ما وصلت لوجهتها التي كانت كئيبة بعض الشيء وقفت أمام تلك اللوحتين الحجريتين جثت في تلك البقعة التي توسطتهما لتضع تلك الأزهار الأرجوانية حولهما و تقول: أتمنى بأنني لم أعطك الألم فقط فينوس
تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتيها جعلت المارين يقفون للحظات يحدقون بها وجهت نظرها للقبر المجاور لها لتقول: أنا آسفة بسببي فقدت كل شيء رين
أنزلت رأسها حتى لا يرى أي شخص تلك الدموع الحزينة التي تزاحمت في عينيها نهضت لتغادر المكان بينما يحدق زواره بتلك الأزهار المتفتحة قرب القبرين قبيل غروب الشمس في قلعة وارس كانوا متعجبين من عدم وجود إيف أخبرهم ألبرت بمغادرتها المنزل بعد يوم في المساء عادت إيف لتلتم السيدات حولها قالت كاثرين: لقد قلقنا عليك كثيرا أين كنت طوال هذا الوقت؟
قالت ليزا: حقا لقد كاد قلبي أن يتوقف
قالت آن: لقد كدت أتصل على الشرطة للبحث عنك
شعرت جوليا بارتباكها من هجومهن المفاجئ لتقترب منها و تقول: توقفن عن هذا أنتن تفزعنها
التفتت إيف إليها لتبتسم لها بمرح شديد و تقول: كل ما في الأمر أننا قلقنا عليك لذا رجاء أخبرينا قبل القيام بأي شيء
هزت رأسها موافقة على ذلك فالكلمات بالكاد تخرج من جوفها بعد ذلك الهجوم تنهدن بارتياح ليذهبن للغرفة التي كن فيها من قبل برفقة الفتيات الأخريات جلست إيف بعد وقوف دام طويلا تحدق بتلك الوجوه المبتسمة جلست في ركن بعيد قليلا عنهن لتسمع الأحاديث التي تدور بينهن حتى قالت بيلا: ربما يجدر بنا شراء هاتف لها حتى لا يتكرر الوضع الجنوني هذا مجددا
قالت إيفلين: أجل فكرة جيدة حقا و ربما نقوم بشراء بعض الحاجيات لها
قالت والدة سام: هذه فكرة رائعة حقا
بدأن في الحديث عن الكثير من الأمور التي أصابت إيف بالصداع لتقول: رجاء لا تهتمن بالأمر كثيرا فأنا لن أبقى طويلا هنا
صمتن على كلماتها الأخيرة تلك نظرت جوليا إليها باستفسار كما فعلن لتتنهد و تقول: تعرفن بأنني لست من سكان هذه المدينة لذا سأعود لمدينتي لا أشعر بالارتياح هنا
قالت إليسيا: هل قمنا بإزعاجك في أمر ما؟
قالت إيف على وجه السرعة: لا أبدا حقا استمتعت بقضاء الوقت برفقة الجميع هنا لكنني لا أشعر بالانتماء و لا أريد التسبب بأكثر مما فعلت
قالت والدة التؤامين: عن ماذا تتحدثين؟ أنت لم تقومي بأي شيء لذا لا داعي لكل هذا
شعرن بعزمها على الأمر لذلك استسلمن للأمر و تنهدن تغيرت الأحاديث عن هذا و ذاك حتى اجتمعوا على طاولة العشاء لتخبرهم إيف بقرارها تفاجئ الكثير من الفتية قال مارتن: لم هذا القرار فجأة؟
قالت إيف: فقط أريد العودة للمكان الذي أنتمي إليه
قال أليكس: أنت لا تقصدين ذلك الكهف المخيف أليس كذلك؟
ضحكت بخفة على أليكس الذي أبدا تعابير قلقة لتقول: بالتأكيد لا
قال والد سام: أهناك أشخاص تعرفينهم هناك؟
قال جد لويس: أجل لو يوجد شخص تعرفينه ربما بإمكاننا تفهم الأمر
قالت إيف: لا يوجد أي شخص أعرفه لكن لا داعي للقلق فأنا أعرف مدينتي جيدا
قالت والدة لويس: المشكلة ليست هنا ترك فتاة في مثل عمرك وحدها في مكان بعيد يثير القلق حقا
حل الصمت المكان أصوات الفضيات كل ما تبقى في تلك الغرفة انتهت وجبة العشاء و الجميع خاضع للصمت المطبق توجهوا لغرفة المعيشة يفكرون بالأمر قليلا بينما إيف قد اختفت لمكان ما قال مارتن: حقا مجرد التفكير في ذلك يجعلني أشعر بالقلق
قال آرثر: ألن يكون من الأفضل لو ذهب شخص ما برفقتها؟
قالت والدته: لا يوجد شخص من بيننا متفرغ لذلك
تنهد الجميع بقلق شديد على إيف الصغيرة لينظروا جميعا لتوماس الذي أفسد الهدوء الذي قدم للتو فقط بتنهيدة عميقة تلاها قوله: سأذهب برفقتها
نظر الجميع إليه بشيء من الاندهاش من قراره فتح عينيه ليحدق بالوجوه المندهشة المتعجبة من حوله ليقول: ماذا هناك؟
قال جد لويس: أواثق من ذلك؟ فأنتما أكثر شخصين منشغلين من بين الجميع
قال توماس: بإمكاني القيام بعملي من أي مكان
قال زوج كاثرين: لسبب ما لا أظنها فكرة صائبة
قالت ليزا: أنا أيضا أشعر بذلك
نظر توماس إليهما باستغراب من كلماتهما ليحدق بشقيقه الذي لم يقل أي شيء بعد ليتنهد و يقول: لا من الأفضل أن تبقى هنا بقاؤكما معا سيؤثر عليك سلبيا بالتأكيد
قال توماس: هاه؟ ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال مارتن: نتحدث في ذلك لاحقا لكن فكرتك مرفوضة بالتأكيد
شعر توماس بشيء من الانزعاج لكلمات شقيقه التي لمحت لشيء يجهله هو من بين الجميع أغلق فمه ليبدأ الجميع الحديث بشأن الأمر عند ويليام الذي كان يسير في الممر القريب من الحديقة يفكر في شيء ما و الهدوء يحاول الهرب من حوله وقعت عيناه على الشخص المحدق بالقمر بالقرب من تلك الشجرة اقترب منه بلا شعور منه ليلتفت له ذلك الشخص حدق به لبعض الوقت ثم رسم ابتسامة لطيفة و قال: ويليام ما الأمر؟ لا تبدو على طبيعتك
قال ويليام: و هل تعرفينني جيدا؟
قالت إيف: أجل أعرفك أكثر مما تعرف نفسك
قال ويليام: لا أظن ذلك
وقع ويليام في سحر عينيها اللتين تجذبانه إليهما لتقول إيف: تفكر في فينوس مجددا أنت حقا تحبها كثيرا كم هي محظوظة حقا
قال ويليام: إنها ليست كذلك لو كانت من عائلة مختلفة عنك لكانت بخير الآن
لم تجبه إيف بأي شيء لتثير أعصابه أكثر شد قبضته الصغيرة تجمعت الهالة القوية حوله مثيرا رياحا حركت أغصان الشجرة و عشب الحديقة أصوات أقدام تقترب سريعا منجذبة لتلك الهالة التي تغيرت فجأة وقف أصحابها بذهول أمام المنظر الذي يشاهدونه اقتربت ليندا منه لتقول بشيء من القلق: ماذا هناك ويليام؟ لم كل هذا الغضب؟
قطب حاجبيه دالا على انزعاجه الشديد ليخرج تلك الكلمات من بين شفتيه المرتجفتين من برد المكان و قلبه المنزعج بشدة قائلا: كل هذا بسببك لو لم تكوني موجودة لما تركتني العمة فينوس أنت السبب وراء موتها أنت السبب لن أسامحك أبدا على هذا أنا أكرهك كثيرا
حاولت ليندا التدخل لإيقافه لكنه لا يستمع إليها و لا إلى عقله الذي يخبره بالتوقف عن اتباع قلبه المضطرب للغاية تدخل سام لكن لا فائدة ترجى من ذلك قلبه لم يعد يحتمل رؤيتها جالسة في ذلك المكان لم يعد يحتمل رؤية وجهها المشابه لوجه عمته ليقول كلماته الصادرة من أعمق مكان في قلبه بصوت حزين مليء بالغضب و الكره:ليتك تموتين و حسب
صدم الجميع من الكلمات التي صدرت منه صدمتهم بالموقف لم يكن كفاية أبدا بل تلك الكلمات زادتها حدة نهضت إيف من تلك البقعة أرادت قول كلماتها الأخيرة لكنه لم يسمح لها بذلك توجهت تلك الرياح القوية المحملة بأوراق الأعشاب الحادة في اتجاهها بسرعة فائقة لم تتزحزح إيف من مكانها بل استقلبت ذلك الكره المكون لتلك الرياح التي جرحت بشرتها البيضاء ليخالطه اللون الأحمر أنزلت رأسها بهدوء اقتربت كاثرين منها لتعالج تلك الجراح التي أفسدت جمالها الخارق لتبتعد عنها خطوتين كبيرتين للخلف لتقول ليندا: توقف عن هذا حالا ويليام
النظرات الغاضبة المنزعجة الحزينة المتألمة لم تفارق عينيه الواسعتين الموجهة نحو إيف الصامتة قال سام بحزم: ويليام اعتذر
لم يهتم ويليام بالإجابة أو الاستماع لأي أحد في هذه اللحظة يريدها أن تختفي و حسب لا يريد أكثر من ذلك و لا أقل رفعت رأسها لتقابل تلك العينين الكارهتين لها فتحت شفتيها لتنطق بتلك الكلمات التي لم يسمح لها بنطقها ليرشقها وابل الأوراق الحادة من شديدة بشكل أعنف من السابق حاول التؤامين التدخل في الأمر لكنه لا يريد التجاوب مع أي أحد ليقول: غادري من هنا لا أحد يريدك لقد أفسدتي علينا حياتنا فقط غادري
شعر الجميع باختفاء تلك الهالة الكبيرة المصاحبة لإيف من المكان مع آخر حروف كلمات ويليام الغاضبة جثى على ركبتيه منزلا رأسه و الدموع لا تفارق عينيه قالت فانتين التي جلست بالقرب من ويليام: سأخذه لغرفته الآن لذا اهدئا قليلا
وجهت كلماتها تلك لوالديه المنزعجين من تصرفه المفاجئ و خصصت ابنها بنظراتها تلك ساعدته على النهوض لتأخذه لغرفته بينما الجميع لا يزال مصدوما من هذا المشهد الجديد بل من هذا الوجه الجديد لويليام الهادئ و اللطيف اجتمع البعض منهم في غرفة المعيشة بينما البقية دخلوا لغرفتهم يحاولون مراجعة الأمر في غرفة المعيشة قالت جوليا: من الأفضل البحث عن إيف حالا
قال ليو: للأسف لا يمكننا البحث عنها فهي قد اختفت بمعنى الكلمة
قال لويس: حقا أتساءل ما الذي حدث و سبب كل هذا؟
قال آرثر: لا أتعجب ذلك
نظر الجميع إليه لهدوئه على عكس الجميع خاصة والديه اللذين لم يقولا أي شيء حتى الآن ليكمل آرثر قائلا: جميعنا يدرك كم أحب ويليام فينوس لذا معرفته بحقيقة كل ما جرى لها فجأة بالتأكيد سيشعره بالإحباط و الغضب خاصة أن السبب لا يزال موجودا على مقربة منه و لن أندهش لو قام بمحاولة البحث عنها و القيام بما هو أسوأ
قال جد لويس: بالتأكيد لن يصل الأمر لهذه الدرجة نتحدث عن ويليام هنا
قال والد سام: أجل لكن الجميع رأى الآن ما لم يتوقع رؤيته....حتى والديه مصدومين من الأمر
انزعج سام من الحديث الدائر في الغرفة لينهض و يغادرها فهو لم يصدق بأن ابنه قد قام بفعل شيء كهذا توجه لغرفته ليقف أمام بابه لوقت طويل يفكر بالدخول للغرفة و تأنيبه بشدة و معاقبته على هذا التصرف المشين بنظره رفع بصره للشخص الذي فتح الباب و غادر الغرفة لتلتقي أعينهما و يقول: عليك أن تهدأ سام العنف لن يحل أي شيء و أنت تدرك ذلك عليك أن تتفهم السبب وراء تصرفاته هذه
قال سام: لا أستطيع مجرد التفكير في أنه قام بمهاجمة شخص بتلك الطريقة يصيبني بالغضب
تنهدت فانتين بقلة حيلة لتمسك بيده و تأخذه بعيدا عن باب الغرفة بمسافة قصيرة و تقول: حقا كيف كانت فينوس تتعامل معكما؟
تنهدت مجددا لتنظر لسام الذي توقف عن السير فجأة لذكرها لاسم شقيقته المفاجئ أنزل رأسه حزنا لذكراها لطالما أخبرته بأنه لا يفهم مشاعر الناس من حوله جيدا خاصة المقربين منه تنهد بهدوء لتذكره لذلك ليقول بصوت منخفض: حقا لا يمكن لكلينا فعل شيء بدونك فينوس
سمعت فانتين تلك الكلمات الحزينة لتجذب انتباهه بتلك الابتسامة الدافئة لتقول له: أنا واثقة بأنها ستقلق كثيرا لو رأت موقفا كهذا بينكما لذا عليك التفكير بشيء بسرعة فأنت والده قبل كل شيء
قال سام: حقا الأبناء في هذا السن مزعجون للغاية
قالت فانتين: كما لو أنك لم تكن كذلك أيضا برودك كان مزعجا للغاية
ابتسم بلطف لها لتغادر المكان لتدعه يفكر لبعض الوقت عند ويليام الذي كان مستلقي على سريره مغمض العينين يحاول إبعاد كل هذه الأفكار من ذهنه لطالما حافظ على هدوء أعصابه و التظاهر بأن لا شيء يزعجه بالرغم من أن الحقيقة غير ذلك كيف يفقد أعصابه بتلك الطريقة البشعة رنين ذلك الصوت في أذنه بتلك الكلمات يزيد الحزن و الألم الذي طغى قلبه "عدني بأن تكون قويا" نزلت تلك الدموع على وجنتيه بهدوء شديد لا تريد زيادة بؤسه ليقول في نفسه: آسف عمتي فينوس لم أستطع الوفاء بوعدي لك
مد يده للوسادة القريبة منه ليحملها و يغطي وجهه بها لا يريد لتلك الغرفة أن تشاهد وجهه المتألم أكثر من ذلك طرق باب الغرفة بهدوء عرف ذلك الإيقاع لكنه لم يستطع الإجابة على صاحبه الذي دخل بعد صمت دام فترة ليجلس على طرف سريره يده مُدت لرأسه لتخلل أصابعه شعره بحنان تلك الحركات المحاولة لتهدئة قلبه بلا فائدة في وقت كهذا أبعد الوسادة عن وجهه لينظر لذلك الشخص الذي ابتسم له بحنان و قال له: لا بأس عليك ويليام يمكنك إخراج كل ذلك الحزن إن شئت سأكون دائما بجانبك
أخذه ذلك الشخص لأحضانه عله يدفئ مشاعره المشتتة ليقول: أمي لقد أخلفت وعدي لعمتي لقد وعدتها بأن أكون قويا لكنني لم أستطع الوفاء بوعدي لها
استمعت ليندا لبكاؤه و أحزانه أخذتها لقلبها علها تفهم و لو شيء بسيط مما شعر به في تلك اللحظات ذلك البكاء الطويل أجبر ويليام على النوم فقد ارتاح ضميره و لو شيء بسيط بقت ليندا بجانبه تلك الليلة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بخير و مستعدون لدخول شهر رمضان بعد أيام قليلة اللهم بلغنا رمضان مع أحبتنا....كيف هو هذا الفصل؟ هل أعجبكم؟ ماذا عن إيف هايلون الحقيقية؟ أضافت الكثير من الغموض أم أزالته؟ ويليام المسكين كرهها لأخذها عمته منه هل سيظل حبيسا لألمه و حزنه أم أنه سيتعايش مع الأمر؟ نسيت أن أسألكم هل عرفتم الحقيقة خلف اللعنة؟ أتمنى أن أعرف المزيد عن أرائكم و توقعاتكم للقصة في المستقبل القريب حتى ذلك الوقت في أمان الله و رعايته




 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 02:52 AM   #19
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً






في صباح هادئ بعد مرور أربع أيام على تلك الحادثة و اختفاء إيف كان ويليام يسير برفقة كايت الذي أصبح هادئ بعض الشيء بعد معرفته بما جرى حدق بوجه ويليام الذي أصبح أكثر برودا من السابق ليتنهد بانزعاج و يقول: إلى متى ستبقى في هذا الوضع الجيلدي؟ أعرف أن الشتاء قد حضر لكن أن تثبت ذلك أمر مزعج للغاية
نظر إليه ويليام ليطبق شفتيه و يسير بهدوء بجانبه أوقفتهم فتاة صغيرة بابتسامتها الطفولية نظرت لويليام الذي تعجب وجودها خارج منزلها في مثل هذا الوقت نزل لمستواها ليقول: ألا يجدر بك البقاء في المنزل؟ الجو بارد جدا
قالت الفتاة بمرح: أجل أحب الشتاء كثيرا
قال كايت: و إن يكن يجب ألا تقلقي والديك
قالت الفتاة: هما لن يقلقا عليّ لديّ رسالة لويليام أيكما هو؟
تعجب ويليام ذلك فهذه المرة الأولى التي يرى هذه الفتاة فيها الرسالة التي كانت في يديها أثارت ريبة كلا الشابين قال كايت: هذا هو ويليام هايلون هل الرسالة موجهة إليه؟
قالت الفتاة: أجل لقد طلب إليّ إيصاله إليه شخصيا تفضل
مدت الرسالة إليه ليحدق فيها بريبة شديدة لوقت طويل ليقول كايت: هل تريد للفتاة أن تموت من البرد؟ خذ الرسالة و حسب
أخذ ويليام الرسالة ليبحث عن اسم مرسلها على الظرف الخاص بها لكن بلا فائدة ترجى نظر للفتاة باستغراب شديد ليقول: من طلب إليك إرسالها؟
ابتسمت له الفتاة بمرح شديد لتقترب منه و تهمس له قائلة: إنه سر
زادت تلك الريبة أكثر ابتعدت الفتاة عنهما و السعادة تملؤها لتنفيذ ما طلب إليها وقفت أمام سيدة كانت تقف قريبا منهما نظرا إليها باستغراب خاصة ويليام الذي فتح الرسالة ليفاجئ بما كتب فيها قال كايت بانزعاج: ما هذه الرسالة السخيفة؟ لا توجد بها إلا جملة واحدة
عرف ويليام المرسل لقراءته تلك الكلمات "آسفة أخذت منك شيئا لا يمكنني تعويضه" نهض من هناك ليقول كايت: أعرفت المرسل؟
قال ويليام: أجل و ما زلت لن أسامحه
أحرقت تلك الورقة فور إلقائها أكمل ويليام سيره كما لو أن شيئا لم يكن عرف كايت سبب ذلك التصرف المفاجئ ليقول في نفسه: حقا لم أتوقع رؤيته مخيفا هكذا
تنهد بهدوء حتى لا يزعج ويليام الثائر ابتسم شخص كان يراقب الأوضاع من مكان بعيد للغاية تلك الابتسامة الحزينة و عينيه الحزينتين لم تفارقا منظر المدينة من فوق تلك الشجرة الضخمة على جرف أبيض مخيف وقف على تلك الأغصان الخفيفة بتوازن و رشاقة ليقول: ما فعلته أمر لا يغتفر حقا
حركت إيف قدمها الأيمن للهواء لتسقط من ذلك الارتفاع لتقف بسلاسة على الأرض غادرت بقعتها المفضلة لتسير وسط تلك الأشجار المرتجفة من شدة برد الرياح المارة بها سارت و سارت و سارت حتى سئمت ساقيها المشي لتتوقفا أمام ذلك المبنى الرمادي الذي حوى الكثير من اللوحات و الخزفيات الجميلة حدقت بالمكان لفترة طويلة لتقول في نفسها: لقد كان هنا الميتم الذي تربيت فيه حقا كثير من العقود قد مرت بالتأكيد هو لم يعد موجودا
تراجعت خطوتين للخلف لتصطدم بشخص ما كان يمسك بصندوق هدايا مغلف بورق برتقالي و عليه رسوم للبرتقال بأحجام مختلفة حاول التوازن قبل سقوط الصندوق ابتعدت عنه إيف لتلتفت و تنظر لذلك الشخص الذي رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه فور إعادة الصندوق لتوازنه عينيه عسليتين ضيقتين قليلا و شعره بني طويل مموج وجه نظره لإيف ليقول لها: هل أنت بخير يا آنسة؟ أتمنى بأنني لم أؤذك
قالت إيف: لا أبدا أنا بخير ماذا عنك؟
قال الشاب بمرح: هذا جيد أنا أيضا بخير سأذهب فأنا على عجلة من أمري
ابتسم لها ثم أكمل طريقه بهدوء كما فعلت هي أيضا وصلت لمنزل متوسط الحجم بطابقين بدا شكله كما لو أنه من العصور القديمة شكله هذا أفسد الصورة الحديثة للحي فتحت البوابة الحديدية الصغيرة لتسير في ذلك الممر المزين بأزهار الأوركيدا بمختلف ألوانها الجميلة و الجذابة وقفت أمام الباب لفترة قصيرة جدا فتح الباب لتدخل المنزل نظرت للرجل الذي انحنى لها فور دخولها ليقول: أهلا بعودتك لمنزلك آنسة هايلون
ابتسمت له و قالت: أهلا إيثان أتمنى بأنني لم أطل الغياب عليكم
رفع الرجل المدعو إيثان صاحب الملامح الجميلة بالرغم من ظهور آثار الزمن عليها عينيه السوداوين الواسعتين و شعره الذي ماثل لون عينيه ليرسم ابتسامة تزيد وسامته بادلته تلك الابتسامة اللطيفة ليقول لها: منذ معرفتنا بعودتك و نحن نستعد لاستقبالك آنستي
قالت إيف: حقا؟ أنا آسفة إذا
ضحكت بخفة جذب انتباهها ذلك الإزعاج القادم من الدرج القريب منهما نزل شابين بأقصى سرعتيهما ليجثوا بالقرب منها أمسك كل منهما بكفها ليقوما بتقبيله بلطف ويقولا معا: أهلا بعودتك للمنزل إيف
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد ليقول الأول صاحب الشعر الأشقر الفاتح و العينين الخضراوين: لا تقم بتقليدي أيها المعتوه
قال الثاني صاحب الشعر الأزرق القاني الطويل و العينين العسليتين: هل أصبحت ببغاء قبل أن أعلم؟ لقد أخبرتك مرارا بأن تتوقف عن تقليدي
نهضا ليحل الصمت بينهما أعينهما لا تزال تتحدث بالرغم من ذلك نظرا لإيف التي بدأت تضحك عليهما بمرح شديد لتقول: من الجيد أنكما لم تتغيرا تيم و تيو سعيدة برؤيتكما من جديد
تلك الابتسامة التي رسمتها على شفتيها خطفت قلبيها نظراتهما المعجبة بها أثارت انزعاج إيثان كالعادة ليضرب رأسيهما بقوة و يقول: لا تنسيا بأننا نعمل هنا ثم لابد أن الآنسة متعبة للغاية لذا أسرعا بتحضير شيء لها
وضع كلاهما يده على رأسه متألما ابتسمت إيف سعيدة بأن الأوضاع لم تتغير حتى قالت: لم يبقى عداكم في النهاية
قال تيو صاحب الشعر الأزرق: كما لو أنك تحتاجين لأشخاص غيرنا
قال إيثان: هل أنت مريضة آنستي؟
هزت رأسها بهدوء نافية ذلك لتتبدل ملامحها لأخرى مرحة و تقول بمرحها الذي اعتادوا عليه: لقد أحضرت لكم هدايا مميزة لن تجدوا لها مثيل في العالم أجمع
اقترب منها الشابين بمرح شديد منتظرين ما ستهديهما اقتربت من تيو الذي لطالما طلبت منه أن يرفع تلك الغرة عن عينه اليمنى أخرجت دبوس شعر فضي به سلسلة نحيلة ارتبطت ببدر و نجم جميلين لتقول له: تبدو وسيما هكذا لذا لا تزعجني و تخرج هذا الدبوس
قال تيو بابتسامة لطيفة: بالتأكيد لن أفعل بعد أن وضعته بيدك سوف أحافظ عليه كحياتي تماما
ابتسمت له بمرح لتتوجه لتيم لتضع له قرط فضي حلقي الشكل نقش عليه رمز لنجمة و هلال لتنظر إليه بهدوء ثم تقول: كما توقعت إنه يناسبك تماما حقا إن الحلي تناسبك كثيرا تيم
قال تيم: هل أعد هذا مديحا أم سخرية إيف؟
ضحكت بمرح شديد ليبتسم بهدوء وجهت نظرها لإيثان الذي كان يمسك أعصابه كي لا يفسد سعادة المنزل بعودة سيدته لتبتسم بمرح اقتربت منه لتقول له: حقا لقد فعلت الكثير لأجلي و مهما قلت و فعلت لن أستطيع رد شيء صغير مما فعلته لذا رجاء تقبل هذه الهدية البسيطة مني
وضعت ذلك الدبوس الفضي على شكل قمرين متداخلين و نقش عليها "No.1" على الجهة اليسرى القريبة من الياقة ابتسم لها بهدوء و انحنى قليلا انزعج الشابين من دبوسه ليقول تيم: لم هو الرقم واحد؟
قالت إيف: أتعرفان بأنه عندما كنتما صغيرين كنت أعنتي بكما؟ لقد قلتما لي بأنني كل شيء بالنسبة إليكما....إيثان هو سبب وجودي في ذلك الوقت و ما أنا عليه لذا لا تنزعجا
قال تيو: لحظة لحظة هل قلت "عندما كنتما صغيرين"؟ أنا أكبرك عامين و تسعة أشهر و أربعة أيام كيف كنت تعتنين بي؟ فقط أخبريني
قال تيم: لم أنت منزعج هكذا؟ فقط افهم ما تريد قوله و حسب هل أنت غبي لهذه الدرجة تيو؟
قال تيو: ماذا قلت؟ لم أسمعك جيدا أيتها الحشرة السخيفة
صمت كلاهما يحدقان ببعضهما بانزعاج شديد توقفت تلك النظرات القاتلة لاحتضان إيف لهما بتلك الطريقة اللطيفة ابتسما لها بمرح شديد لتقول: أنا حقا سعيدة لعودتي إليكم يا رفاق
ابتسم جميعهم لها بلطف شديد ذهبت برفقة إيثان لغرفتها في الطابق الثاني أثناء سيرهم في الممر توقفت إيف أمام نافذة مكسورة ليقول إيثان: أنا آسف لم أنتبه لهذا سوف أقوم باستبدال الزجاج حالا
ابتسمت له بمرح شديد ليتغير زجاج النافذة المكسور فتحت الباب المقابل لها لتدخل الغرفة المتوسطة الحجم ذات السرير البني المتوسط الوسادة الزرقاء القانية و الغطاء رتبا بشكل لطيف عليها و خزانة ملابس بنية داكنة بزخرفة نباتية على الأبواب و طاولة طابقت تصميم الخزانة رتبت عليها بعض العطور و مساحيق التجميل و مرآة متوسطة الحجم توجهت إيف نحو نافذة الغرفة المتوسطة الحجم لتفتحها و تتنشق عبير الأزهار علت الابتسامة وجهها ليقول إيثان: الجو بارد يا آنسة لا نريدك أن تصابي بالمرض
قالت إيف و هي تغلق النافذة: حسنا سأكون حذرة
قال إيثان: رجاء خذي قسطا من الراحة سوف أطلب منهما تحضير شيء دافئ
انحنى لها ثم غادر الغرفة أغلق الباب خلفه بهدوء سار قليلا مبتعدا عن الباب ليتوقف و يقول: إلى متى تودان الاختباء هناك؟
رفع رأسه لينظر للشابين اللذين ابتسما له بارتباك نزلا من هناك ليقول تيم: لقد بدت متعبة للغاية و حزينة اعتقدت بأنها ستحدثك بالأمر
قال تيو: ربما حدث شيء سيء معها
قال إيثان: إن كانت الآنسة قلقة و حزينة أليس من واجبنا إسعادها؟ لذا تحركا سريعا و حضرا لها شيئا خفيفا دافئا لتتناوله
غادرا على وجه السرعة بتنافس كالعادة ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتي إيثان الذي أمسك بذلك الدبوس ليقول في نفسه: حتى الآن لا تستطيعين البوح بما يجول في ذهنك لنا
أطلق تنهيدة مستسلمة ليعود لعمله في المساء في قلعة وارس حيث الأجواء الباردة لا تهزم نشاطهم و مرحهم كان لويس لا يزال يحاول العثور على إيف المختفية كذلك ليو لم يستسلم بعد في ذلك اليوم جلسا معا يشربان الشاي بهدوء عل تدفئة عقولهم تظهر نتيجة قال ليو: حقا كيف يمكنها إخفاء هالتها بهذه الطريقة؟
قال لويس: لا أتعجب هذا فهي عبقرية
ابتسم ليو لمدحه إياها تنهد بعد ذلك طرق الباب لينظرا في اتجاهه دخل مارتن ليقول: ألا زلتما تبحثان عنها؟
قال لويس: أجل و ليس هناك أي جديد
قال مارتن: حسنا لا داعي لإتعاب نفسيكما فقد حصلنا على عنوانها
نظرا إليه باستغراب و اندهاش شديدين أخرج مارتن ذلك الظرف الأبيض المتوسط الحجم وضعه على الطاولة بالقرب منهما حمله ليو ليقرأ العنوان الذي كتب عليه قال لويس: أقرأت الرسالة؟
قال مارتن: أجل و هي تطلب منا التوقف عن البحث عنها و مستعدة لاستقبالنا في أي وقت
قال ليو: هكذا إذا حسنا هذا جيد
قال لويس: سأنام أخيرا
ضحكا عليه بمرح شديد تحدثوا معا باستمتاع شديد نام الجميع بعد يوم مرهق من الأعمال صباح اليوم التالي كانت إيف تحدق بالسماء المثلجة من نافذة غرفتها طرق باب غرفتها ليفتح الباب دون انتباهها اقترب منها ليقول: صباح الخير آنستي أتمنى بأنك قد نمت جيدا
التفتت إيف إليه لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير إيثان
قال إيثان: صحيح أن الإفطار متأخر عن وقته لكنه جاهز الآن أتريدين تناوله في غرفتك؟
نهضت إيف من الكرسي لتقول: لا سأتناوله مع الجميع فهذا سيكون أمتع
غادرت الغرفة ليلحق بها إيثان لغرفة الطعام حيث كان تيو يعد الطاولة بينما يرتب تيم الأواني عليها دخلت إيف لينظرا إليها و يقولا: صباح الخير إيف
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد لتبتسم لهما بمرح جلست على الكرسي المخصص لها كما فعل البقية نظرت للوجبات الشهية لتقول: تيم أصبحت ماهرا حقا
قال تيم: ماذا؟ أنا لن أعد شيئا كهذا
قال تيو: ماذا تقصد بكلامك المهين هذا؟
قال إيثان: رجاء احترما وجودكما على طاولة الطعام
الشرارات لا تزال تخرج من عينيهما ابتسمت لهما لتبدأ بتناول الطعام ليفعل الآخرين كذلك كان الجو هادئا و باردا بالرغم من المدفئة مشتعلة كان الجميع قلق و هو يحدق بإيف التائهة في عالم أفكارها الغامضة توقفت إيف عن تناول الطعام بلا شعور منها تبادلوا النظرات القلقة قال تيو: أهناك شيء ما يشغل بالك إيف؟
نظرت إيف إليه بتلك النظرات الباردة التي اعتادوا عليها بريقها قد رحل منها تداركت الأمر لترسم ابتسامة على شفتيها لتقول: آسفة أنا لست جائعة جدا
دفعت الكرسي الأبيض ذو الشرائط الزرقاء للخلف لتنهض و تنحني لهم و تغادر الغرفة أغلقت الباب خلفها بهدوء قال تيم: حقا بم تفكر بهذه الجدية؟
قال تيو: علينا فعل شيء حيال ذلك
قال تيم: و هل لديك أي اقتراحات مذهلة؟
قال تيو: أتريدني أن أقتلك؟ أنا لا أمانع ذلك حقا
قال تيم: حقا لا أعلم لم أنت من بين جميع الناس موجود هنا
أجوائهما الساخنة الحائمة حولهما تحولت لجليد فور سماع صوت الكرسي الخاص بإيثان يتحرك للخلف نظرا إليه بشيء من الخوف ليتنهد و يقول: هذا ليس وقتكما أبدا الآنسة بحاجة إلينا لذا علينا فعل شيء ما
غادر الغرفة يفكر في شيء ما يبعد ذلك الشبح المزعج عنها توقف عن السير فور شعوره بهالتها تبتعد عن المنزل أطلق تلك التنهيدة الهادئة ليتوجه لغرفته عند إيف التي كانت تسير بلا وجهة محددة و أفكارها تأخذ جل انتباهها توقفت على صوت بكاء طفلة صغيرة نظرت إليها تبحث عن شخص ما وسط زحام الناس اقتربت منها لتجثو بالقرب منها و تقول: ماذا هناك؟ لم هذا البكاء؟
رفعت الفتاة رأسها لتنظر لإيف بذهول فلون عينيها المميز الجميل جعلها تنسى سبب دموعها التي تحولت لبلورات جميلة بسبب البرد لوهلة ابتسمت لها لتعود لرشدها و تقول: أنا أبحث عن أخي لقد تأخر عن الحضور لأخذي من الحضانة
مسحت إيف دموعها اللطيفة لتبتسم لها و تقول: حسنا لا تحزني سأخذك للمنزل
قالت الفتاة: لكنني لا أعرف الطريق للمنزل
نهضت إيف لتساعد الفتاة على النهوض انتبهت لتغير لون بشرتها و ارتجاف أصابعها خلعت وشاحها لتلفه حول عنقها و كذلك قفازات يديها التي كانت تحتفظ بها في جيب معطفها لتقول لها: لابد أنك تشعرين بالبرد
ابتسمت لها الفتاة بمرح شديد سارتا بين جموع الناس عل شخص يراها و يتعرف عليها لكن لا فائدة دخلتا إحدى المقاهي لتطلب شوكولا ساخنة لكلتيهما قالت إيف: أخبريني ما هو اسمك؟
قالت الفتاة: اسمي هو ناليني فايرين
قالت إيف: سعدت بلقائك ناليني أنا إيف لابد أن شقيقك قلق للغاية عليك
قالت ناليني بحزن: لقد وعدني أنه لن يتأخر هذا اليوم لذلك غادرت الحضانة
لمحت إيف الندم و الحزن الذي ظهر على وجهها الصغير و الجميل لتبتسم لها بمرح و تقول: لا تقلقي سنعثر عليه أو على عنوان منزلك فقط دعينا ننهي هذه الأكواب
هزت ناليني رأسها موافقة على ذلك بابتسامة مرحة غادرتا المقهى لتسيرا لبعض الوقت تائهتين حتى أوقفهما صوت صارخ ينادي باسم ناليني التفتا لصاحب الصوت الذي كان يركض ناحيتهما كالمجنون حتى توقف عندهما ليلتقط أنفاسه الهاربة منه جلس القرفصاء ليمسك بناليني من كتفيها بشيء من القوة و يهزها بتلك الطريقة الشبه عنيفة ليقول لها: لماذا غادرت؟ لقد كدت أصاب بنوبة قلبية لا تفعلي هذا مجددا
تجمعت الدموع في عينيها لترتمي بين أحضانه عانقها شقيقها بمرح شديد رفع رأسه لينظر لإيف التي تاهت في أفكارها مجددا نهض ليقول لها: شكرا لك يا آنسة أنا حقا شاكر لك
قالت إيف: لا عليك المهم أنكما عثرتما على بعضكما
قال الشاب: ألم نلتقي من قبل يا آنسة؟
نظرت إيف إليه محاولة إيجاد شخص بنفس الملامح في ذكرياتها لتقول: أجل لقد التقينا سابقا اصطدمت بك بالأمس
قال الشاب بمرح: آه أجل يبدو أنها مصادفة جديدة أنا لوكاس فايرين و هذه شقيقتي ناليني المزعجة
نفخت ناليني وجنتيها بانزعاج شديد لتبتسم لها بمرح شديد غادرت بعد ذلك دون قول شيء لها عادت للمنزل لترى إيثان في استقبالها لمح تغير لون بشرتها و يديها ترتعشان من البرد ليقول لها: آنستي أين كنت طوال هذا الوقت؟
قالت إيف: كنت أتجول و حسب اشتقت للسير في المدينة
قال إيثان: ألم يجدر بك أخذ وشاح و قفازات ليديك؟
قالت إيف: لقد فعلت لكنني قدمتها لطفلة كانت تائهة في الطريق
ابتسمت ليتنهد إيثان لتتسع ابتسامتها قال إيثان: لقد وصلت رسالة من السيد هايلون يقول بأنه قادم للزيارة برفقة السيدة خلال يومين كما أنه وصلت الأوراق الرسمية التي تثبت وجود إيف كونيل قبل دقائق
قالت إيف: حقا؟ هذا جيد سوف يأتي شخص ما للزيارة بإمكاني الاعتماد عليك أليس كذلك؟
قال إيثان: بالتأكيد آنسة كونيل
ابتسمت له بمرح شديد لتصعد لغرفتها عند لوكاس الذي عاد لمنزله وبخته والدته على إهماله و قلة انتباهه صعد لغرفته أغلق الباب خلفه ليجلس على الكرسي المواجه للحاسوب ليكمل بحثه حتى رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا
قال المتصل: هل انتهيت من ذلك البحث؟
قال لوكاس: على وشك الانتهاء سأرسله حالما أنتهي
قال المتصل: لا تتأخر فدرجاتك على المحك
قال لوكاس: أدرك ذلك
أغلق الخط ليبذل جهدا أكبر أنهى ذلك البحث ليرسله لمعلمه فقد تأخر عن موعد التسليم بثلاث أيام تلك التنهيدة الارتياحية ليبتسم بمرح نهض من الكرسي لينزل الدرجات توجه لغرفة المعيشة حيث وجدت والدته و شقيقته التي اقتربت منه بمرح شديد جلست بالقرب منه لتقول: هل أنهيت واجبك أخي؟
قال لوكاس: أجل لقد فعلت منذ قليل
قالت الوالدة: هذا جيد اعتقدت بأنك ستعاقب مجددا
قال لوكاس: لا تقلقي يا أمي كل شيء سيكون بخير
ابتسم لوالدته بلطف ليطمئن قلبها القلق عليه دائما دخل والده بذلك الوجوم الذي لا يفارقه لكن اليوم بدا أكثر وجوما نهضت الوالدة لتقترب منه و تقول: ماذا هناك عزيزي؟ أحدث لك شيء ما؟
عيناه اللتان كانتا تحدقان بالأرض ارتفعتا و نظرتا لزوجته القلقة عليه تحركت عيناه لابنه الذي أمسك بشقيقته يحاول تشتيت انتباهها عن الأمر بالرغم من قلقه هو الآخر تنهد و غادر غرفة المعيشة لتلحق به زوجته أوقفته بسؤالها مجددا لينظر إليها و يقول: لقد طردت من العمل و الأسوأ من هذا أنه سيتم أخذ منزلنا منا إن لم نستطع تسديد الديون في شهر
توسعت عيناي الوالدة مصدومة من الخبر الذي تسمعه أذناها شعرت بالدوار لتستند على حافة السلم البني لتقول: لم يحصل كل هذا لنا؟ يا إلهي كيف سنحل هذه المشكلة الآن؟
قال الوالد: لا أعلم لا أستطيع التفكير بأي شيء الآن
الأوضاع متوترة للغاية يفكرون بأي شيء يساعدهم لإنهاء هذه المشاكل التي لا تنتهي كان لوكاس واقف بالقرب من الباب يستمع لوالديه فكر في أمر قد يساعد في هذا ليتنهد بحزن قالت ناليني: هل أنت بخير يا أخي؟
ابتسم لها بمرح شديد ليقترب منها و يقول لها بمرح: أجل أنا بخير ما رأيك أن نلعب قليلا؟
قالت ناليني بمرح شديد: هذا رائع لنفعل ذلك
ابتسامة شقيقته المشرقة تجعله ينسى و لو القليل من تلك الهموم بدآ اللعب معا بمرح شديد في المساء في قلعة وارس التي علمت بزيارة السيد هايلون و فانتين لإيف كانوا يجلسون في غرفة المعيشة الدافئة و المريحة ليقول لويس: ستذهبان وحدكما هذا ليس عادلا أبدا
قال والد سام: حقا الأمر لم يكن مخطط له لديّ عمل في المدينة التي تعيش فيها فقررت الذهاب للاطمئنان عليها
قال سام: أردت الذهاب للزيارة لكنهما رفضا
قال توماس: حسنا دعوهما يذهبان و حسب لم كل هذا الانزعاج؟
نظر الجميع إليه باندهاش من كلماته فالجميع توقع أنه من بين الجميع يريد الذهاب برفقتهما نظر إليهم باستغراب من التعابير المندهشة التي علت وجوههم ليقول لهم:ماذا هناك؟ أقلت شيئا غريبا؟
قال آرثر: اعتقدنا بأنك ستجادل لأجل الذهاب برفقتهما
قال توماس: و لم قد أفعل شيئا كهذا؟ ثم أنهما ذاهبان لأجل عمل
قال مارتن: أنا واثق بأن شيئا ما قد ضرب رأسك توماس
ضحكوا بمرح شديد تلك الأجواء زادت الغرفة دفئا كان ويليام يستمع للموسيقى و هو يسير في الممر ذاهب لغرفته رفع رأسه عن الأرض ليعرف الشخص الذي ينتظره أمام باب غرفته ابتسم له ذلك الشخص ليقول له بمرح: يبدو أن مزاجك لم يتحسن بعد ويليام
قال ويليام: ماذا هناك عمي توماس؟
قال توماس: لا شيء فقط أردت الاطمئنان عليك فقد أصبحت شاحبا في الآوانة الأخيرة
قال ويليام: أنا بخير كما ترى لذا رجاء اسمح لي بالدخول لغرفتي
قال توماس: أود فعل ذلك لكنني لن أفعل
نظر ويليام إليه بنظراته الباردة لتقابل تلك الابتسامة المرحة من توماس الذي اقترب منه ليمسك بيده و يأخذه معه للطابق الأخير في القلعة كان مهجورا منذ فترة طويلة توقف ويليام عن المسير فور معرفته لوجهتهم التفت توماس إليه ليرى التعابير الباردة التي كانت تعلو وجهه لم تخفي الاندهاش و الارتباك اللذين ظهرا عليه حتى يديه بدأتا في الارتعاش لمجرد الوصول لذلك الباب المغلق لم تعد قدماه قادرة على حمل ثقل جسده ليستند على الجدار القريب منه قال توماس: ماذا هناك ويليام؟ نحن لم نصل بعد لوجهتنا
فتح ويليام شفتيه ليقول شيئا ما لكنه لم يستطع إجبار لسانه على التحرك للتحدث تنهد توماس وقف هناك بانتظار عودة ويليام لطبيعته لكن الأمر لا يبدو كما لو أنه سينتهي قريبا فويليام قد تذكر وعده الذي لم يستطع الحفاظ عليه و لحظاته الأخيرة مع عمته التي لا يستطيع قلبه نسيانها فتحت تلك النوافذ على مصرعيها فجأة لتدخل تلك الرياح القوية جدا ليشعرا بذلك الحضور الذي لا يستطيع أي شخص نسيانه لمجرد اختفائه أشعلت الأضواء المعلقة على الحائط في شكل مجموعات التفت توماس للباب الذي سمع صوته يغلق بمفتاح ما اختفى ذلك الحضور بعدها عرف توماس المقصد من ذلك التصرف المفاجئ ليقول في نفسه: لا أعرف لم كل هذا الاهتمام لكنني واثق بأنك لا تريدين لمشاعره أن تجرح أكثر من ذلك
ابتسم لذلك التصرف الصادر منها في منزل كونيل توقف الخدم عن أعمالهم بعد شعورهم بتلك الهالة المخيفة تقل فجأة غادر الشابين المطبخ لغرفة إيف وصلا هناك ليريا إيثان يقف هناك نظر إليهما ليطلب إليهما الرحيل انزعجا من ذلك لكنه لم يهتم بذلك طرق باب الغرفة ليقول: آنستي هل أنت بخير؟
انتظر لسماع إجابتها لفترة ليكرر طرق الباب فتح الباب بعدها ليوجه نظره للسرير ليراها مستلقية هناك رفعت رأسها لتنظر إليه لتقول: ماذا هناك إيثان؟ أحدث شيء ما؟
قال إيثان: هل أنت بخير يا آنسة؟
قالت إيف: أجل أنا بخير آسفة لم أسمع طرقك للباب
فتح إيثان فمه ليقول شيئا ما لكن دخول الشابين الهمجي منعه من ذلك توجها لسريرها على الفور ليقولا في وقت واحد بصوت قلق للغاية: هل أنت بخير إيف؟
ابتسمت إيف إليهما بمرح شديد و قالت: أجل أنا بخير لم الجميع قلق هكذا؟
قال تيو: بالتأكيد سنقلق عليك حتى لو لم يوجد سبب
قال تيم: أواثقة بأنك بخير؟ أرى الكثير من الهالات السوداء أسفل عينيك
قالت إيف: لا تقلقا أنا حقا بخير أنت أيضا إيثان لا داعي لكل هذا القلق
هز رأسه مجيبا عليها لتبتسم له بلطف اقترب من الباب ليقول: هيا علينا ترك الآنسة ترتاح قليلا
قال تيو: مستحيل أن أغادر و أتركها في هذه الحالة
نظر إيثان إليه بتلك النظرات الحادة ليشعر بقلبه يرقص في داخله أنزل رأسه باستسلام ليغادر برفقة تيم الغرفة محيت تلك الابتسامة فور مغادرتهم لغرفتها لتنظر للقمر بهدوء و تقول بصوت منخفض: لا داعي لذلك بعد الآن
أعادت بجسدها للسرير دون إغماضها لعينيها بعد يومين قبيل غروب الشمس نزلت إيف الدرجات لتنظر لتيم الذي كان يغادر غرفة الضيوف لتقول له: تيم هلا أحضرت لي كوب ماء رجاء؟
قال تيم بمرح: بالتأكيد سوف أجلبه فورا
ابتسمت له بمرح شديد لتتوجه لغرفة الضيوف طرقت الباب ثم دخلت انحنت للضيفين اللذين أتيا لزيارتها لتقول بعدها: مرحبا سيد و سيدة هايلون سعيدة برؤيتكما من جديد
قالت والدة سام: لا داعي لكل هذه الرسميات إيف و نحن أيضا سعيدان لرؤيتك بخير
قال والد سام: تفاجأت عندما قرأت اللقب الموضوع قرب البوابة
قالت إيف: آه أجل نسيت إخباركم بذلك في رسالتي آسفة
قالت والدة سام: لا عليك أبدا عزيزتي
ابتسمت لها بلطف شديد شعرت إيف بالحنان المنبعث من كليهما تحدثا معها لبعض الوقت حتى أخبرتهم بما تريد القيام به خلال أيام قليلة ليقول والد سام: لو احتجت المساعدة في أي شيء فلا تترددي بسؤالنا
قالت إيف: شكرا على العرض لكنني أرفض أريد تجربة ذلك بنفسي
قال والد سام: أتفهم الأمر جيدا
قالت والدة سام: لقد تأخر الوقت يجب عليك الارتياح سيكون لديك الكثير لتفعليه في الغد
قالت إيف: لا تقلقي عليّ فأنا قد قمت بالكثير في اليومين السابقين
قال والد سام: يبدو أنك متحمسة للأمر كثيرا
قالت إيف: بالتأكيد
ابتسمت له بمرح ودعتهما بعد حديث ممتع دام طويلا عند لوكاس الذي غادر عمله للتو نظر للساعة الرقمية الموضوعة على رفوف إحدى المحلات ليراها الساعة الحادية عشر و خمس و ثلاثين دقيقة ليقول: عليّ الذهاب للمنزل قبل أن يبدأ والديّ بالقلق عليّ
أكمل سيره بهدوء حتى وصل لمنزله تفاجأ من اختلاف الأجواء ابتسامة والدته لا تنفك عن الظهور و السعادة الظاهرة على وجه والده ليس بالأمر المعتاد تعجب ذلك كثيرا قالت والدته: أهلا بعودتك لوكاس
قال لوكاس: مرحبا أحدث شيئ ما؟
نظر لوالده الذي أجاب قائلا: أجل لقد حدث أمر رائع للغاية
قال لوكاس بابتسامة مرحة: هذا رائع ماذا هناك؟
ظهرت ابتسامة كبيرة على وجه والده الذي اعتاد العبوس في كثير من الأوقات ليجيب بمرح: لقد حصلت على وظيفة لدى شركة للمواد الغذائية كمدير لفريق الانتاج
قالت الوالدة: أليس هذا رائعا لوكاس؟ لن نقلق بشأن ديوننا بعد الآن
ابتسم لوكاس لوالديه بمرح شديد تحدث معهما ثم صعد لغرفته ألقى بجسده على السرير ليتنهد بارتياح و يقول: ربما هكذا أستطيع التركيز على دراستي أكثر
أغلق عينيه لينام قبل أن يدرك الأمر استيقظ على صوت طرق الباب نهض من السرير حالما دخلت ناليني الغرفة بمرح شديد و هي تقول: صباح الخير لوكاس
قال لوكاس: صباح الخير ناليني لم لم تذهبي للحضانة بعد؟
قالت ناليني: أبي ذهب للعمل باكرا و أمي لا تزال نائمة
نظر إليها ليراها ترتدي زي الحضانة بشكل غير منظم الأزرار غير مرتبة و ربطة العنق مربوطة بشكل مضحك بينما ترتدي التنورة بالمقلوب ابتسم لها بمرح شديد ليضعها على سريره و يقول لها: سوف أذهب لأستحم ثم أحضر لك الفطور بعدها نغادر سويا
قالت ناليني بمرح: ياي فطور من إعداد أخي هذا رائع
حمل ثيابه على ذراعه الأيسر ليغادر غرفته و يتجه للحمام استحم و بدل ثيابه نظر لعينيه المتعبتين في المرآة الموضوعة داخل الحمام تنهد و قال: يجب أن أعد الفطور لها
غادر الحمام ليتوقف أمام باب غرفة والديه طرق الباب لينتظر سماع إجابة من والدته النائمة ابتسم بلطف ليقول: ربما هي تستريح فقد كانت تعمل بجهد كبير خلال الأيام السابقة
عاد لغرفته ليرتب ملابس شقيقته ثم ينزل برفقتها للمطبخ أعد لها وجبة الإفطار ليتناولاها معا بمرح و أعد لها صندوق غداء أخذها للحضانة ليودعها هناك أثناء سيره تأكد من الوقت ليقول في نفسه: لا يزال الوقت مبكرا سوف يصاب أصدقائي بصدمة فأنا لم أذهب للمدرسة منذ أسبوعين
ابتسم لنفسه بمرح و هو يتخيل وجوه زملائه في الصف ليسير في اتجاه مدرسته وصل لهناك ليتجه للمكان الذي اعتاد الجلوس فيه مع أصدقائه وصل إليهم ليقول بمرح شديد: صباح الخير جميعا
نظروا إليه باندهاش شديد اقتربت منه فتاتان بمرح شديد لتقول الأولى: لا أصدق عينيّ أأنت حقا لوكاس؟
قالت الثانية: انتظري إيما ربما هو مستنسخ أو شبيه له تعرفين كم لوكاس مشغول بشيء ما
ضحك بمرح شديد على كلماتها ليقول: هذا أنا حقا لا داعي لكل هذه التخيلات لوري
نظرتا إليه بتفحص لتعانقه إيما بمرح شديد بينما تحتضن لوري ذراعه بسعادة لتقول: لقد بدأت أشعر بالممل بدونك خيرا أنك عدت
قالت إيما: اعتقدت بأنني لن أراك مجددا
ابتسم لهما بلطف اقترب منهم ثلاثة فتية ليقول الأول: و ها قد سرق الأضواء من جديد إلى متى تنوي القيام بذلك لوكاس؟
قال لوكاس: لا تقل هذا كما لو أن الأمر بإرادتي
قال الشاب الثالث: اعتقدت بأنك لن تكمل دراستك بعد كل هذا الغياب
قال لوكاس: حقا كنت أمر بظروف سيئة لكنها تحسنت الآن
قالت إيما: تعرف بأننا لن نبخل بمساعدتك أبدا لوكاس
قال الشاب الأول: تعرفينه عنيد كالحجر لا يريد قبول الشفقة من أي شخص
قال لوكاس: أنت حقا تحب وضعي في مكان مظلم جيم
قال جيم: أليس الأمر كذلك؟ لا أظنني الوحيد الذي يراك هكذا صحيح؟
قال الجميع بصوت واحد: لا أنت وحدك من تراه هكذا
شعر بالإحباط ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليبادله لوكاس واحدة مثلها فهما أصدقاء منذ فترة ليست قصيرة نظر للشاب الثاني الذي كان مشغولا باللعب على هاتفه ليقول له لوكاس: أهي لعبة جديدة كين؟
قالت لوري: لا يجدر بك سؤاله أبدا عن هذه اللعبة إنه مجنون كليا بها اسأل جوش
قال جوش: لقد أخذ اليوم بطوله و هو يحدثني عن هذه اللعبة حتى أنه قدم لزيارتي في المنزل ليكمل رواية القصة
ضحك لوكاس بمرح اشتاق كثيرا لهذه الأجواء بالرغم من الجو بارد في الخارج رن الجرس ليتوجهوا للصف الذي رحب به بمرح شديد كان الصف مليء بالضجة حتى دخول المعلم الذي أصمتهم عند إيف التي كانت تغادر ذلك المبنى بعد شعورها بالملل يقتلها أكثر مما فعل توجهت لبقعتها المفضلة لتجلس على الغصن تشاهد المدينة المكسوة بالبياض تحركت خصلات شعرها مع الرياح التي هبت قالت بصوتها الهادئ: هل بإمكاني مساعدتك في شيء ما سيدي؟
رسم ذلك الشخص ابتسامة مرتبكة على شفتيه ليقول لها: آسف آنسة كونيل لقد طلب مني السيد لوسيل دعوتك للحضور لمنزله
قالت إيف: و لم قد أذهب لمنزله؟
قال الرجل: لقد طلب مني إحضارك مهما تطلب الأمر
نهضت إيف على ذلك الغصن لتفكر بالأمر قليلا ثم توافق على الذهاب برفقته وصلا للمنزل الذي ابتسم صاحبه فور وصولها دخلت الغرفة التي أرشدها إليه ذلك الرجل لتنظر للمكان من حولها غرفة مظلمة رائحة السجائر الكريهة تملؤها صوت الموسيقى أضافت سببا لكره إيف هذا المكان التفت في اتجاه الصوت الذي قطع السكون قائلا: يشرفني كثيرا تواجدك في منزلي المتواضع إيف كونيل
رفعت الستائر ليظهر الشخص الذي تحدث إليها شعرت بالانزعاج للنظر إليه فقط بينما هو ابتسم بمرح شديد ليقول لها: ماذا هناك آنسة كونيل؟ يبدو أن رؤيتك لي لا تسرك أبدا
سارت في اتجاه الباب دون المبالاة بكلماته التي ألقاها عليها للتو أوقفها عن السير كبير الخدم الذي جلبها لهذا المنزل لم تحرك ساكنا ليقترب ذلك الرجل منها و يقول: آه يبدو أنك منزعجة مني بالرغم من أنني لم أفعل شيئا لك
لم تجبه إيف بأي شيء تريده فقط أن ينهي حديثه الممل برأيها ليكمل حديثه قائلا: حسنا سأدخل في صلب الموضوع سمعت بأنك تنشئين مؤسسة صغيرة للمساعدات الخيرية لذا رأيت بأنك تقومين بأمر تافه للغاية سأحطمه لك و حسب
التفت إيف إليه بنظراتها الباردة الخانقة شعر بالرعب يسري في عروقه اقتربت منه بخطوات هادئة لتقول له: أنتم حقا عائلتين مزعجتين عائلة لوسيل و عائلة روبنسون أود تحطيكم جميعا و محي آثاركم لكنني طيبة كفاية بجعلكم فقط تبتعدون عن رؤيتي لذا رأيت أنكم مزعجون و عليكم مغادرة المدينة و إلا فالأسوأ قادم
تهديدها بتلك الابتسامة المخيفة هزت رأسه إجبارا بالموافقة اختفت من أمامه كما اختفت هالتها المخيفة معها بعد فترة من الزمن عادت للمبنى الذي غادرته لترى إيثان يسير برفقة رجل ما انحنت لهما لتقول: كيف سرى الأمر؟
قال الرجل: لقد انتهينا حقا من إقناع الشركاء المقترحين من قبلك كما أننا غطينا الموظفين في المواقع الرئيسية
قالت إيف: أنتما حقا مذهلين للغاية لم أتوقع هذا
ابتسم الرجل لها بمرح حدثها عن بعض التفاصيل المهمة ليودعها عادت للمنزل برفقة إيثان الذي طلب من الشابين الشروع في إعداد وجبة الغداء توجهت إيف لغرفتها لتجلس على سريرها تفكر في القيام بشيء ما طرق تيو باب الغرفة ليدخل بعدها و يقول: إيف الغداء جاهز و قد أعده المزعج تيم
انتبه لشرود ذهنها و هي تحدق بالسماء انزعج لرؤية تلك التعابير على وجهها اقترب منها ليمسك بيدها و يشد انتباهها إليه بالرغم من أن تلك النظرات الباردة لا تزال تنظر إليه إلا أنه لم يستسلم ليقول لها: أنا حقا لا أحب هذه النظرات المزعجة إيف إن كان هناك أمر يزعجك عليك التحدث بشأنه و إلا فإننا لن نفهم ما يحزنك
نظر لعينيها التي تسحبانه أكثر للجو المخيف خاصتها سحر تماما بقوة تلك العينين فاق من ذلك على وضع إيثان يده على كتفه رفع رأسه لينظر إليه ابتعد عنها ليتنهد إيثان و يقول: لقد أخبرتك بألا تقترب منها بهذه الطريقة لكنك لا تستمع إليّ أبدا كان الأسوأ سيحصل لو لم أحضر
قال تيو: ماذا تقصد بذلك؟
قال إيثان: لا شيء فقط اذهب الآن سأخبرها بأمر الغداء
غادر تيو الممر لينزل لغرفة الطعام رسم تيم ابتسامة جميلة على شفتيه فور معرفته هوية الشخص الذي دخل انزعج و قال: أين هي إيف؟
قال تيو: لا تزال في غرفتها سوف تحضر برفقة إيثان
قال تيم: و ماذا كنت تفعل طيلة هذا الوقت؟ أنت حقا ميؤوس منك
تعجب تيم عدم رد تيو عليه لينظر إليه و يرى الدهشة و التعجب يتملكان جسده بالكامل اقترب منه ليقول له: ماذا جرى لك؟ تبدو كما لو أنك رأيت شبحا
قال تيو: عيناي إيف بهما أمر غريب
قال تيم: حقا؟ هل اكتشفت هذا توا؟ يبدو أنك لست سوا مغفل
ابتسم تيم بسخرية من كلام تيو الذي نظر إليه بانزعاج شديد ليتنهد و يقول بجدية غير معهودة منه: أنت المغفل هنا لم أكن أقصد لون عينيها بل تأثيرهما
نظر تيم إليه بعدم تصديق كما لو أنه أصيب بالجنون فجأة انزعج تيو من تلك النظرات ليغادر غرفة الطعام كاد أن يصطدم بإيف لكن إيثان أسرع في إبعادها عن طريقه ليقول له: هلا نظرت لطريقك و أنت تسير؟ كدت تصطدم بالآنسة
نظر تيو إليها بقليل من التفحص لتتعجب تلك النظرات التي وضعت على وجهه لتقول بمرح: ماذا هناك تيو؟ أحدث شيء ما؟
قال تيو بارتباك: لا أبدا كل شيء على ما يرام
نظرت إليه بشيء من التفحص ليزيد ذلك الارتباك الذي ملأ كيانه ابتسمت له في النهاية لتقول: دعنا نتناول الغداء معا فأنا حقا أشعر بالجوع
أمسكت بذراعه لتسير برفقته لغرفة الطعام رحب تيم بها ثم نظر لتيو بانزعاج شديد كاد يقتله بنظراته لتقول له إيف: تيم هلا توقفت عن هذا؟
قال تيم: لا أستطيع عيناي تفعل ذلك تلقائيا
ضحكت إيف بمرح على كلماته لتجلس في مكانها ليفعل البقية ذلك تناولوا الطعام و إيف تحدثهم عما حدث معها هذا اليوم عند لوكاس الذي قد غادر المدرسة بعد نهاية الدوام برفقة أصدقائه قال جوش: لنذهب للمطعم القريب من هنا لنحتفل بعودتك للمدرسة
قال كين: حقا لنفعل ذلك و بسرعة فأنا جائع للغاية
قالت إيما: أشك في أنك تفكر في شيء غير الطعام و اللعب
ابتسم كين لها بلطف شديد ليقول: نسيتي إضافة اسمك أيضا
اقتربت إيما من لوري لتخفي وجهها المحمر من الخجل ابتسم لوكاس لتصرفاتهما ليقول جوش: حسنا لنذهب و إلا فإن المقاعد سوف تحجز كلها
قال لوكاس: آسف لا أستطيع الذهاب برفقتكم عليّ أخذ شقيقتي من الحضانة
قالت لوري: إذا لنذهب معك ثم نذهب لذلك المطعم
قال لوكاس: حقا لا أستطيع لديّ شيء أفعله
نظر الجميع إليه بارتياب ليشعر بالتوتر الشديد اقترب جيم ليضع يده على كتفه و يقول للآخرين: اذهبوا و احجزوا لنا المقاعد سنحضر ناليني و نذهب إليكم على الفور
قال جوش: حسنا لا تتأخرا أتريدان أن نطلب عنكما؟
قال جيم: أجل افعل لكن أحذرك إياك أن تطلب شيئا غريبا
ضحك جوش بمرح شديد ليذهب برفقة الأخرين لذلك المطعم بينما سار الشابين في طريقهما لحضانة ناليني كانا يسيران بصمت لم يتوقف جيم عن التحديق بلوكاس الناظر للطريق بصمت ليتنهد و يقول: حقا ماذا هناك لوكاس؟ أحدث شيء ما؟
قال لوكاس: لا شيء كل الأمور على خير ما يرام
وقف جيم أمامه ليقول: لا تحاول الكذب عليّ أنا أعرفك منذ خمس سنوات
نظر لوكاس لعينيّ جيم اللتين تحدقا به بجدية و قلق أبعد عينيه عنهما ليتنهد و يقول: نمر بأزمة مادية لذا بدأت العمل و قبل أسبوعين تدهورت الحال لأسوأ مما كان عليه لذلك اضطرت للعمل بدوامين بعد المدرسة لم أخبر والديّ بالأمر لا أريدهما أن يقلقا بشأني
كانا يسيران بهدوء استمع جيم للقصة التي جعلت صديقه يتغيب عنهم لفترة من الزمن تنهد بعد ذلك ليقول له: كان يجب أن تخبرنا بذلك مهما كان الأمر سيئا نحن أصدقائك لا تعرف كم قلقنا عليك حتى أن لوري اعتقدت بأنك تورطت مع عصابة ما
ضحكا معا بمرح شديد سعد جيم لرؤية صديقه يضحك برفقته من جديد وصلا لحضانة ناليني التي امتلئت بأصوات الأطفال المرحة و الابتسامات التي علت وجوه الجميع دخلا المبنى يبحثان عن ناليني رأتهما إحدى المعلمات هناك لتقترب منهما و تقول: مرحبا لوكاس لم نرك منذ فترة طويلة مشغول بالدراسة؟
قال لوكاس: أجل نوعا ما أتيت لأخذ ناليني أين هي؟
قالت المعلمة بمرح: لقد أتت والدتك و أخذتها للمنزل هذا اليوم
قال جيم: الآن ليس لديك حجة غياب
نظر لوكاس إليه بمرح شديد ليغادرا المكان اتصل لوكاس على المنزل ليخبرهما بأمر ذهابه مع أصدقائه وافقت والدته على ذلك ذهبا للمطعم ليقول كين: لقد تأخرتما كثيرا ماذا كنتما تفعلان طيلة هذا الوقت؟
قال جيم: لا شيء ذهبنا و عدنا
قالت لوري: لقد أصابنا الملل بسبب هذا المزعج
قال لوكاس: يتحدث عن لعبة أخرى
جلسا في مكانيهما كان لوكاس بالقرب من لوري التي جاورت جوش القريب من النافذة و مقابلهم جيم إيما و كين تناولوا وجباتهم و أصواتهم المرحة تكاد تتعداهم أنهوها ليقضوا بعض الوقت معا ثم يعودوا لمنازلهم مع الغروب عاد لوكاس لمنزله لتسعد والدته برؤية الملامح الحيوية تعود لوجهه انتبه غياب والده عن المنزل لاحظت والدته ذلك لتبتسم له و تقول: لا يزال في العمل فدوامه لا ينتهي قبل العاشرة ليلا
قال لوكاس: هكذا إذا هل هذا يوم إجازتك أمي؟
قالت الوالدة: أجل لذلك أحضرت ناليني
قالت ناليني بمرح: لقد كانت مفاجأة رائعة حقا
حمل لوكاس ناليني ليدور بها عدة دورات ثم ينزلها لتضحك بسعادة صعد لغرفته ليبدأ بحل واجباته المدرسية عند إيف التي كانت تتجول في ذلك المبنى الذي سيفتتح بعد ساعات قليلة و هي تهمهم بلحن أغنية قديمة عاقدة يديها خلفها ظهرها و هي تقفز بطريقة طفولية من جهة لأخرى كان بعض الموظفين ينظرون إليها باستغراب خاصة أنهم لا يعرفون وجه المالك الحقيقي لهذه المؤسسة التي تريد الظهور من العدم توقفت أمام أحد الرجال الذين كانوا يتهامسون بشأنها نظر أحدهم إليها باستحقار بينما الآخرون شعروا بالارتباك خاصة بعد تلك الابتسامة التي زينت وجهها المليء بالمكر لتقول: مرحبا أتمنى أن تكونوا مستعدون للافتتاح
قال الرجل المنزعج من أسلوب حديثها: و ما شأنك أنت أيتها الطفلة؟ لم أنت هنا على أي حال؟
اعتدلت إيف في وقفتها لتلفتت يمنة و يسرة بحثا عن شخص ما لتجده يقترب منها ابتسمت بمرح شديد ليقف أمامها و يقول: هل بإمكاني مساعدتك بشيء ما؟
قالت إيف: أجل أتيت في وقتك حقا هل بإمكانك إعطائي اسم هذا العجوز؟
أشارت إليه لترى تعابير الغضب تعلو وجهه قال الرجل المساعد لها: إن لم أخطئ أنت السيد روبرت شويار صحيح؟
قالت إيف: روبرت شويار هاه؟ أنت مطرود
قالتها بطريقة لطيفة و أكملت سيرها بالنحو التي كانت تفعله من قبل تعجب المساعد من ذلك بينما انفجر بركان ذلك الرجل من الغضب غادر المكان وسط أنظار الجميع له أنهت إيف جولتها وقفت في الطابق الثاني أمام الجدار الزجاجي المطل على الخارج رأت تجمهر الصحافة و الناس المتسائلين عن هيئة هذا المكان رأت انعكاس شخص ما وقف خلفها لتبتسم بمرح و تقول: ماذا هناك إيثان؟
انحنى لها بهدوء ليقول لها: الجميع مستعد للافتتاح أتودين البدء الآن؟
قالت إيف: ربما قليلا بعد فهذا المنظر جميل للغاية
رفع إيثان رأسه ليرى تلك الابتسامة الشريرة التي علت شفتيها كما تلك النظرات التي تود التهام كل شخص تقع عليه عينيها نهض ليقترب منها رفع يديه ليتجمد في مكانه التفتت إيف إليه لتميل برأسها قليلا و تقول: إيثان هذا التصرف مشين للغاية لم أقم بفعل أي شيء لذا لا تنظر لي كمجرمة هاربة
جثى على إحدى ركبتيه ليقول: أنا حقا آسف آنسة كونيل لكن بقائك على هذا الحال سيسبب خطرا لصحتك
ضحكت إيف باستمتاع شديد توقفت فجأة عن الضحك ليحل الصمت المكان رفع رأسه لينظر إليها وجدها قد دخلت عالمها المظلم من جديد لم يعرف كيف يمدها بالضوء لتخرج من تلك الغرفة المخيفة الخاصة بها نهض من مكانه ليشعر بنظراتها تلاحقه ليقول لها: آنستي هل نبدأ الآن؟
ابتسمت إيف بلطف بقليل من الشعور بالحزن و الذنب لتقول: أجل لنبدأ سأعود أنا للمنزل لا أشعر بأنني بخير
قال إيثان: حسنا لكن دعي أحد الشابين....
قاطعته إيف بهز رأسه رافضة الفكرة تفهم الأمر و انحنى لها غادرت المبنى بطريقتها المعتادة لتسير في الشوارع قليلا وصلت أمام باب منزلها لتشعر بخيبة أمل من نوع ما فتح الباب ليظهر الشابين و يقولا لها بمرح شديد: أهلا بعودتك للمنزل إيف
تفاجأت من ذلك لكن الابتسامة سارعت بالظهور على وجهها سعدا بذلك كثيرا دخلت المنزل ليقول تيو: لقد أعددت لك وجبة خفيفة ستحبينها حقا
قال تيم بمرح: أعددت لك كوب الشاي الذي تفضلينه
قالت إيف:حقا؟ أشعر بتحسن كبير شكرا لكما
ابتسما لها بمرح شديد جلسوا معا يتحدثون بمرح شديد توجهت لغرفتها لتستلقي على السرير بهدوء لتقول: تركت العمل كله على إيثان كم أنا قاسية للغاية
ابتسمت بحزن لتغلق عينيها بهدوء في منتصف الليل فتح تيو باب غرفتها بقوة على تلك الصرخة التي دوت في أرجاء المنزل اقترب من سريرها ليرى العرق يتصبب من جبينها بالرغم من برودة الغرفة التي ترفض إشعال المدفئة فيها عينيها تكادان تملآ وجهها من الخوف أنفاسها تكاد تنتهي وضعت يديها على رأسها لتبدأ بهزه بقوة أفزعه منظرها ذلك الذي يراه للمرة الأولى أتى إيثان ليقول: أحضر لها كوب ماء بارد تحرك بسرعة
غادر تيو الغرفة سريعا ليحضر لها كوب الماء عاد للغرفة ليرى إيثان يحاول تهدئتها و هو يجلس بقربها واضعا رأسها على كتفه تقدم ليقدم له كوب الماء ساعدها على شربه شعرت بأنفاسها تعود لطبيعتها بالتدريج كما حال نبضات قلبها تلك الابتسامة التي ظهرت على وجهها جعلت إيثان يشعر بالارتباك ليقول لها: هل أنت بخير آنستي؟
قالت إيف: أنت حقا دائم القلق إيثان أنا بخير
قال إيثان: هل تريدين أن أحضر لك شيء ما؟
قالت إيف: لا فقط ابقى معي
نظرت إيف نحو تيو الواقف هناك بذهول لتستعيد شخصيتها و تقول بحزن و عيناها تراقبان الأرض: آسفة لإقلاقكما لقد كان كابوسا مزعجا لا أكثر
اقترب تيو من سريرها ليجلس بالقرب منها و يمسك بيديها اللتين لا تزالا ترتعشان من الخوف نظرت إليه لتراه يعانقها بنظراته الحنونة القلقة عليها قام باحتضانها ليمسح على شعرها بهدوء و يقول: كل شيء على ما يرام طالما نحن معك كل شيء سيكون بخير
دفنت رأسها أكثر بين أحضانه الدافئة التي تسحبها أكثر و أكثر غادر إيثان غرفتها ليتركهما وحدهما في الصباح فتح تيو عينيه على صوت تيم المنزعج و الغاضب فرك عينيه بهدوء ليقول له: ماذا تريد؟ الوقت لا يزال مبكرا
قال تيم بانزعاج أكبر: إلى متى تريد البقاء في سريرها؟
نهض تيو بسرعة بعد تدارك الأمر نظر للغرفة من حوله حاول تذكر ما حدث بعد مغادرة إيثان لكن لا شيء يحضره أمسك برأسه الذي أصيب بالصداع فجأة وجه كلاهما نظره للباب على صوت الطرق المرح لتظهر إيف من خلف الباب و هي تقول لهما بمرح: لقد تأخرتما لذا أتيت للاطمئنان عليكما أكل شيء بخير؟
نظر تيو إليها بشيء من الاستغراب فهذه التعابير لم تكن تعلو وجهها حتى آخر اللحظات التي يتذكرها ابتسمت له بمرح ليقول تيم بانزعاج: لا أصدق أنك سمحت لهذا الشيء بالنوم معك إيف
قال تيو: ماذا تقصد بهذا الشيء؟ كما تعلم أنا و أنت نفس الشيء
قال تيم: لا تقم بجمعي معك في نفس الزمرة الحقيرة
عض تيو على شفتيه بانزعاج اقتربت منهما إيف لتقول بحدة: هذا يكفي كلاكما....تيم اعتذر له
نظر تيم إليها بنظرات مذهولة من طلبها نظراتها الحادة لم تترك له المجال ليتنهد و يقول: أنا آسف فقط أسرع بالنزول فقد أنهيت إعداد كل شيء وحدي
غادر تيم الغرفة واضعا يديه في جيبه منزعجا من الموقف الذي حدث شعرت إيف بتحرك هالة تيو الواقف بقربها قام بشد قبضته التي تكاد تنفجر العروق فيها أمسكت بيده لتضعه بالقرب من وجنتها اليمنى نظر إليها بهدوء لتقول له: هو لم يقصد ذلك لذا اعذره رجاء تيو
هدأت الدماء التي غلت في شرايينه أنزل برأسه كما فعل لجسده كله ليقول لها: أنا آسف جعلتك ترين هذا الجانب مني مجددا بالرغم من وعدي لك
ابتسمت له بمرح لتربت على رأسه ليشعر بالسكينة تدخل نفسه رفع رأسه لينظر إليها بمرح شديد نزلا لغرفة الطعام طلبت من تيو الدخول قبلها لتحدث تيم الذي كان واقفا بالقرب من الباب فعل ذلك بهدوء كان تيم يحدق بالأرض و لم ينتبه لتواجدهما حتى اقتربت إيف منه لتحدق بعينيه التائهتين في بحر من المشاعر الخاصة بهما انتبه لها أخيرا ليتراجع خطوتين للخلف بفزع ليقول: لقد كدت توقفين قلبي إيف
قالت إيف بحزن: أنت الذي تكاد أن توقفي قلبي تيم منذ متى و أنت تتحدث عن هذا؟ أنت أكثر شخص من بيننا تعرف ما مدى كرهه لنفسه لم تفعل هذا به؟ ألسنا عائلة تيم؟
ذلك التوبيخ الذي صدر منها بتلك النبرة الهادئة و الحزينة جعلت قلبه ينقبض لوهلة ذلك الشعور أعاد له ذكرى قدومه لهذا المنزل "تشاجر تيم مع تيو شجارا عنيفا أدى لجرح كلاهما تدخل إيثان ليوقفهما لكن الشرارات لم تتوقف عن الخروج من عينيهما ليقول تيم بانزعاج شديد: المشكلة ليست فيك أبدا بل فيّ أنا لإنزال نفسي لمستواك و الحديث معك
قال تيو بغضب شديد يكاد يفجر جسده: ماذا تقصد بهذ الهراء؟ سوف أقتلك حقا لو لم تصمت
ابتسم تيم بسخرية ليقول: كيف لحشرة مزعجة مثلك أن تقتلني؟ أنسيت بأن قواك ليست بالشيء الجدير بالذكر
هجم تيو عليه ليقف إيثان بينهما نظر لكليهما بتلك النظرات الحادة ليقول: تيم اذهب لغرفتك قبل زيادة الأمور سوء
قال تيم: و لم أذهب للغرفة؟ سأغادر هذا المكان السخيف الذي لا يضم سوا الحثالة
رأى تلك الدماء تنزل من شفتي تيو لشدة عضهما ليبتسم بانتصار و يغادر المنزل نظر للسماء التي كانت تمطر بغزارة سار في ذلك الجو المليء بصوت الرعد المخيف كل الأشخاص في الخارج يبحثون عن مأوى لهم ليحتموا من هذا المطر لكنه الشخص الوحيد الذي لا يبالي توقف عن المسير ليقول في نفسه: تبا لم عليّ التصرف هكذا؟ كل هذا بسببك أبي أنت السبب لن أسامحك ما حييت
دموعه التي خرجت من عينيه اختلطت بقطرات المطر التي تساقطت على وجهه توسعت حدقتا عينيه على صوت ينادي اسمه التفتت ليرى إيف تركض في اتجاهه و خلفها تيو و إيثان اقتربت منه أكثر لترمي بنفسها بين أحضانه سقط أرضا لفقدان توازنه نظر إليها ليرى وجهها المحمر من شدة البكاء رفعت عينيها الزرقاوين الغارقتين في الدموع لتقول بصوتها المريض الذي لا يكاد يسمع: لم غادرت المنزل هكذا؟ لقد كدت أموت من القلق عليك لا تفعل هذا مجددا تيم أرجوك لا تفعل هذا
تلك الدموع التي غادرت عينيها لأجله جعلت قلبه المتجمد يهتز مسببا ألما في صدره حرك ذراعيه ليحيطها بها شدها لصدره ليشعر بدفء مشاعرها الموجهة له ليقول لها: أنا آسف لن أقوم بشيء كهذا مجددا لن أترك المنزل أبدا" أنزل برأسه بصمت تغير مسار الهواء المحيط به لتمد إيف ذراعيها إليه و تأخذه لأحضانها لتربت على ظهره بلطف قام بمعانقتها هو الآخر ليقول: أنا حقا آسف لن أتصرف هكذا مجددا أعدك
قالت إيف: هذا هو تيم المطيع
رفع رأسه ليقول لها: هل تحسبينني طفلا صغيرا إيف؟
ضحكت إيف بمرح شديد بعدما ابتعدت عنه لتدخل الغرفة بعده جلسوا على طاولة الطعام يتناولون وجباتهم بمرح شديد كانت إيف سعيدة برؤية تلك المشاعر الدافئة تزين المنزل الذي بنته لهذا الغرض رسمت ابتسامة لطيفة على وجهها بلا شعور منها لتقول في نفسها: هل أستحق حقا البقاء بقربكم هكذا؟
أنزلت رأسها لتمحو أفكارها تقاسيم المرح و السعادة التي علتها منذ ثوان فقط نظر إليها الفتية محاولين الغوص لأعماق كيانها الذي تحاول إخفاؤه عنهم رفعت رأسها لتنهيدة تيم الذي بدا مرتبكا لتلك النظرات التي وجهت إليه مباشرة ليقول: آسف يبدو أنني أخرجتك من أفكارك
لم تجبه بأي شيء بل لم تضع أي تعابير على وجهها ابتسمت بعدها بمرح و قالت: شكرا لك آه صحيح سنقوم بنزهة هذا اليوم
قال تيو: حقا؟ و إلى أين سنذهب؟
قالت إيف و هي تفكر: صحيح لم أفكر في هذا
نظروا إليها باستغراب ليضحك الشابين عليها بمرح شديد ليقول إيثان: ألن يكون من الأفضل البقاء في المنزل؟ فالجو في الخارج بارد قد تصابين بالمرض
نفخت إيف وجنتيها بانزعاج بالرغم من أنها أفكارها في مكان آخر حتى وقفت و قالت بمرح: أجل سنذهب للنهر سيكون هذا رائع للغاية
غادرت الغرفة قبل سماع أي شيء منهم بتلك الابتسامة السعيدة لينظر الشابين لبعضهما بصدمة شديدة بينما تنهد إيثان بقلة حيلة لينهض و يقول: يبدو أن هذه النزهة ستكون مسائية لذا استعدا لها جيدا
قالا معا بصدمة أكبر: مسائية؟ أتريد إيف قتلنا لهذه الدرجة؟
رسم إيثان ابتسامة على وجهه مستمتعا بما قالاه ليغادر الغرفة ليبدآ بترتيبها و تنظيفها عند لوكاس الذي استيقظ على رنين هاتفه رفع الخط و عيناه مغلقتان ليقول المتصل: لوكاس ألا تزال نائما؟ إنها الثانية عشرة ظهرا
قال لوكاس: أرجوك أمي دعيني أنام قليلا
قال المتصل بانزعاج: أنا لست والدتك أيها الكسول لا تتحدث في الهاتف إن كنت متعبا لهذه الدرجة
قال لوكاس: حسنا أبي سوف أنهض على الفور
قال المتصل: تبا لك لوكاس هذا أنا جيم توقف عن الهذيان
لم يسمع جيم جواب لوكاس فقد سقط الهاتف من يد لوكاس الذي لا يزال نائما أغلق الخط بانزعاج لتصرفه بعد ساعة و نصف اتصل مجددا ليرفع لوكاس الخط و يقول: صباح الخير جيم
تنهد جيم بارتياح ليقول: يبدو أنك استيقظت أخيرا
قال لوكاس: و هل تحدثنا سابقا؟
قال جيم: يا إلهي سوف تصيبني بالجنون حقا لوكاس
ضحك لوكاس بمرح شديد ليقول: أمازحك أذكر ذلك لقد كنت متعبا للغاية فقد عدت من العمل في وقت متأخر
قال جيم: اعتقدت أنك توقفت عن الذهاب
قال لوكاس: تركت عملي الأول فهو يبدأ بعد المدرسة مباشرة
قال جيم: هكذا إذا ألديك ما تفعله هذا اليوم؟
قال لوكاس: سأخرج برفقة ناليني أهناك شيء ما؟
قال جيم: لقد خططنا لتمضية هذا اليوم معا لكن إن لديك خططك فلا بأس
قال لوكاس: لا أعتقد بأن ناليني تمانع قضاء الوقت معكم لذا سأكون معكم بالتأكيد
قال جيم: حسنا سنكون بانتظارك أمام الساعة في الحديقة العامة في الثانية
قال لوكاس: حسنا سنكون عندكم في الموعد
أغلق كلاهما الخط لينظر لوكاس لساعته ليراها الواحدة و خمس دقائق غادر غرفته ليرى شقيقته تركض في الممر بمرح شديد ليقول لها: أأنت مستعدة للخروج معي هذا اليوم ناليني؟
قالت ناليني بمرح: أجل
قال لوكاس: سوف نخرج برفقة أصدقائي أنت لا تمانعين ذلك صحيح؟
قالت ناليني: لا طالما أننا سنلعب كثيرا
ضحك بمرح شديد نزل للأسفل ليخبر والديه بالأمر و قبل الموعد غادر برفقة شقيقته للمكان المطلوب وصلا لهناك ليريا جوش و لوري يتحدثان بمرح ركضت ناليني إليهما رفعها جوش عاليا لتداعب الرياح خصلات شعرها دار بها قليلا ثم أنزلها لتعانقها لوري و تقول: سعيدة برؤيتك مجددا ناليني عزيزتي
قالت ناليني: أنا أيضا سعيدة برؤيتكما
قال لوكاس: أين البقية؟
قال جوش: جيم ذهب ليخرج كين من حبسه الانفرادي ذهبت إيما برفقته
وقفوا هناك في انتظار الثلاثة البقية بينما البرد يهرب منهم بسبب دفء أحاديثهم حتى وصل البقية ليقول جيم: لا يمكن أن يسوء هذا اليوم أكثر أولا لوكاس و الآن هذا المدمن
قال كين بمرح: مرحبا جميعا.... أهلا ناليني
حملها بمرح شديد لتقول له: مرحبا كين
قال كين: لا تزالين لطيفة و جميلة كما عهدتك
ابتسمت له بخجل ليضحكوا عليها بمرح شديد تجولوا في المنطقة و لعبوا كثيرا قبيل الغروب كانوا يسيرون عائدون لمنازلهم فمع إقبال المساء بدأت الأجواء تستعد لغياب الشمس لتبدأ حفلتها الباردة كانوا يسيرون على الجسر الحديدي الذي غطي بالجليد الأبيض نظرت إيما لناليني النائمة على ظهر شقيقها لتبتسم بمرح و تقول: يبدو أنها تعبت من اللهو
قال لوكاس: أجل لقد استمتعت بوقتها كثيرا
توقف جوش عن المسير لبعض الوقت ليجبر الجميع على التوقف معه اقترب منه جيم لحيث كان يقف على حافة الجسر يحدق بشيء ما بشيء من الصدمة ليقول له: ماذا هناك جوش؟ هل أصبت بمرض ما؟
قال جوش: يبدو أن هناك أشخاص مجانين كفاية ليبدؤوا نزهتهم في هذا الوقت و المكان
أشار لمجموعة الأشخاص الذين بدؤوا بوضع أشيائهم بالقرب من النهر نظروا إليهم باستغراب قالت لوري: ربما هم هنا لذكرى ما أو حدث معين تعرفون مدينتنا تختلف فيها الثقافات و الأجانب فيها كثر
قال كين: و إن يكن لا يوجد أي شخص يود أن يكون في هذا الجو المميت خارج المنزل
قال لوكاس: أعتقد بأنني سمعت بأن الأمطار ستهطل الليلة ألا يجدر بنا إخبارهم؟
قال جيم: و لم نفعل ذلك؟ ألا يجب عليهم التأكد من حالة الجو إن كانوا يريدون الخروج في مثل هذا الوقت؟
قالت إيما: لا تقل هذا يجب أن نحذرهم أقلها
هز جيم كتفيه بعدم المبالاة لتذهب مجموعته لأولئك الأشخاص الغريبي أطوار بالنسبة إليهم وصلوا إليهم ليقول جوش: أتمنى بأننا لا نقوم بإزعاجكم
التفت إليهم الرجل الذي بدا كبيرا بالسن لينحني لهم بهدوء ثم يقول: هل بإمكاني مساعدتكم؟
قالت لوري: في الواقع لقد أردنا تحذيركم من هطول الأمطار هذا المساء
لفت نظرهم نهوض تلك الفتاة التي كانت ترتدي معطفا فاخرا أسود مبطن بالفراء الدافئة ذو قبعة كبيرة بالنسبة لرأسها و اقترابها منهم لتقول بمرح: ماذا هناك إيثان؟
قال إيثان: لقد قالوا بأنها ستهطل هذا المساء
رفعت إيف رأسها للسماء الصافية التي بدأت نجومها الجميلة تظهر نظرت إليهم لتقول: ربما أخطاؤوا في ذلك
قال جيم: لقد أخبرتكم بألا تتطفلوا عليهم لكنكم لا تسمتعون إليّ
ابتسمت له بمرح شديد لتقول: لم لا تنضمون لنا؟
نهض الشابين من خلفها ليقولا لها: توقفي عن جنونك إيف يكفي أنك تريدين قتلنا
ضحكت بمرح شديد لتقول: أنا لن أفعل ذلك ثم أن شيئا جميلا سيحدث حقا
قال لوكاس: ربما يجدر بنا الرحيل فالشمس ستختفي قريبا
نظرت إيف إليه لتقترب منه بلا شعور منها تعجب الجميع من حولها حتى توقفت أمامه لتقول: كنت أحاول تذكرك لقد ضعت في ذكرياتي إن لم أنسى لوكاس فايرين صحيح؟
قال لوكاس بمرح: أجل أنا هو التقينا مصادفة مجددا
ابتسمت له بمرح شديد ليفعل المثل وسط اندهاش الجميع من المعرفة الغريبة بينهما دعتهم إيف للبقاء معهم لرؤية حدث مميز في هذه الليلة انتهى إيثان من نصب الخيمة البنية الكبيرة و وضع به سرير متنقل جلبه لآنسته التي تعشق رؤية النجوم و هي مستلقية لكن القدر أراد لناليني النوم عليه كان دافئا و ناعما بدا الارتياح على وجه ناليني فور وضعها عليه بينما قدم الشابين للضيوف معاطف أكثر دفئا مع أكواب شاي دافئة قال جيم: حسنا هلا أخبرتماني كيف تعرفتما على بعضكما؟
قال لوكاس: لقد مررنا بالعديد من المصادفات و هذه الثالثة
قال جيم: أتعد هذه إجابة لسؤالي حتى؟
ضحكت إيف بمرح شديد لتقول: أعرفكم بنفسي أنا إيف كونيل سعدت بلقائكم و هذان المشاكسان تيو و تيم و هذا إيثان
انحنى الشابين بالإضافة لإيثان لهم باحترام ليتعجبوا ذلك قال جوش: يبدو هذا كتصرف ملكي قليلا
قال تيم: هذا لأن إيف سيدتنا الخالدة
قالت إيف: لا تقل هذا فأنا لست شابة صغيرة
قال تيو: أعتقد أنك طفلة أكثر من شابة
نفخت وجنتيها بانزعاج شديد ليبتسموا لها بلطف على تصرفها الطفولي قال لوكاس: حسنا هؤلاء أصدقائي جيم و إيما و كين و لوري و جوش
قالت إيف: سعدت بمعرفتكم جميعا
قال كين: لديّ سؤال لك؟
تغيرت النظرات اللطيفة على وجه الشابين لأخرى جادة و حذرة لتقول إيف: و ما هو؟
قال كين: ماذا تفعلون هنا و في هذا الوقت؟
رفعت رأسها للسماء لترسم ابتسامة لطيفة على وجهها و تقول: سوف تعرف قريبا لنستمتع بوقتنا حتى ذلك الوقت
شعر أصدقاء لوكاس بالارتياب ناحيتها بعد مرور وقت قصير وقفت إيف لتجبر الجميع على الصمت أغمضت عينيها لتخالط كيانها بتلك الرياح الباردة الهادئة لتقول: سيبدأ العرض قريبا
رفع الجميع رأسه للسماء كما فعلت في انتظار العرض الذي حمستهم إيف لرؤيته تلك السماء الصافية المزينة بالنجوم الفضية الجميلة ازدانت بوابل الشهب الجميل المار بها نظرت إيف لوجوه الجميع المنبهرة بذلك حتى إيثان لم يخفي اندهاشه و إعجابه بهذه السماء الجميلة أخرج جوش هاتفه ليبدأ بتسجيل فيديو لهذه اللحظة قبل اختفائها ابتسمت إيف لتصرفه ذاك أعادت بعينيها للسماء لتقول: عليكم تمني أمنية قبل انتهاء هذا العرض
قالت لوري: هذه أمور للأطفال و حسب
قالت إيف: هي ستحقق حقا لذا تمنوا قدر ما تستطيعون
نظرت لوري إليها بتعجب التفتت لأصدقائها لتراهم تائهين في أفكارهم في الأمنية التي سيلقونها قبل انتهاء هذا العرض الجميل الذي أدخل الطمأنينة و السكينة في قلوبهم مرت أكثر من نصف ساعة منذ بداية هذا الوابل ليقول كين: يبدو أنك كنت تراقبين النشرة الجوية هذا اليوم
ابتسمت إيف دون التعليق على ما قاله ليقول لوكاس: حقا كنا سنفوت رؤية هذا المشهد
قال جيم: أرى أنك تلمح لشيء ما لوكاس
قال لوكاس بمرح: لا أبدا خرج ذلك من دون تفكير
قال جيم: أجل مثل ما اتصلت عليك هذا الصباح
ضحكا بمرح شديد بدأت الأحاديث المرحة بتوليد دفء أحاط بقلوبهم وزع تيو أطباق الحلوى التي جهزها منذ فترة قصيرة بينما أعاد تيم ملء الأكواب بالشاي احتست إيف الشاي باستمتاع بادي على وجهها لتقول: شاي تيم هو الأفضل حتما
قال تيم: شكرا لك على الإطراء إيف
قال تيو مدعيا الإحباط مع انزال رأسه: و أنا لا أحصل على أي شيء
قالت إيف: أنت أيضا أفضل طاهي في العالم أجمع تيو
ابتسم تيو بمرح لها التفت لتيم الذي بدأ يسخن الأجواء بشرارات الانزعاج التي وجهت لتيو الذي بادله بصواعق انزعاج تنهد إيثان باستسلام ابتسمت إيف لتصرفاتهم التي يصعب تغيرها قال لوكاس: هل هما هكذا دائما؟
قالت إيف: منذ معرفتي بهما و لا أعتقد بأن هذا سيتغير في القريب العاجل
قالت إيما: آه صحيح في أي مدرسة أنت إيف؟
نظرت إيف إليها باستغراب من سؤالها الذي أتى من العدم و لم تعد له إجابة ترقب الشابين الإجابة التي ستخبرهم بها رأى إيثان مدى تورطها ليقول: الآنسة لا تذهب لأي مدرسة بسبب حالتها الصحية لطالما أخذت دروسها في المنزل
قالت لوري: حقا؟ ألن يكون هذا سيئا لصحتك؟
قالت إيف بمرح: لا تقلقي عليّ فأنا قد تحسنت كثيرا عما كنت عليه
قالت إيما: و كم هو عمرك؟ تبدين أصغر من أختي في المرحلة الإعدادية
قهقهت إيف بمرح لتقول: لن تصدقوا ذلك لذا لن أخبركم
قال جوش: هل أنت أكبر مما يبدو عليه الأمر أم أصغر بكثير؟
هزت رأسها بالموافقة ثم بالنفي لتعود لقهقهتها الطفولية جعلت الجميع يحتار في العمر الحقيقي لهذا الوجه الطفولي اللطيف ليقول جيم: شخصيا أظنك في الرابعة عشرة أو الثالثة عشرة بالرغم من أن تصرفاتك لا تبدو كذلك
رفعت إيف أصابع يديها العشر التي ازرقت بسبب البرد لتصيب الجميع بسقطة قلبية نظروا لإيثان على أمل إعطائهم جواب حقيقي ليهز رأسه موافق على العشر الأصابع المفتوحة فتح كين فمه من شدة الصدمة التي تعرض لها قال جيم: بالتأكيد أنتما تمزحان لا أستطيع تصديق ذلك
قال لوكاس: حسنا لو نظرنا للأمر قليلا سوف تجدها إجابة مقنعة حقا
قال كين: من أي ناحية؟ بالرغم من أنني اعتقدت بأنها أصغر من ذلك
ابتسمت إيف له بمرح شديد شعرت فجأة بحضور شخص ما قريب منهم كما فعل إيثان و الشابين الذين تبادلوا النظرات المتأهبة لأي هجوم لتقول إيف: لقد مر الوقت سريعا إنها التاسعة مساء ألا يجدر بكم العودة للمنزل؟
قال جوش: سماع هذا من طفلة يشعرني بالقشعريرة
ابتسمت إيف لهم بمرح لينهضوا جميعا بدؤوا بإلقاء عبارات الوداع لتقول إيف: تيم و تيو هلا أوصلتم ضيوفنا لمنازلهم سالمين؟
التفتت إليهما بتلك الابتسامة التي فهما معناها ليتقدماهم لحيث وقفت تلك السيارة الزرقاء الداكنة الكبيرة ليفتحا لهم الباب صعدوا السيارة ليأخذا عناوين منازلهم عند إيف الواقفة باتجاه الأشجار بانتظار إظهار ذلك الشخص لهويته بعد التأكد من رحيل الشابين قال إيثان: أتريدين مني إجباره على الظهور؟
قالت إيف: لا فهو سيظهر حالا أليس كذلك؟
ظهر ظل من بين تلك الأشجار لتظهر تلك السيدة تقدمت منهما بهدوء لتجثو على ركبتيها وقف إيثان أمام إيف بعد رؤيته للجرح العميق الموجود على ظهرها تعجبت إيف لرؤية طول و عمق ذلك الجرح رفعت السيدة رأسها لتنظر لإيف لتقول لها: أرجوك ساعديني
اقتربت منها إيف على عجل لتخلع معطفها و تغطيها به لتقول: إيثان خذها للمنزل و اطلب لها الطبيب لا تنسى أن تطلب من تيو البحث حولها سأذهب لأتفقد شيء ما
قال إيثان و هو يساعد السيدة على الوقوف: سأفعل لكن كوني حذرة آنسة كونيل سأطلب من تيم اللحاق بك على الفور
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر كل لطريقه كانت إيف تسير بسرعة بين تلك الأشجار الكثيفة التي زادت الليل ظلمة تفكر في السبب وراء ذلك الجرح الغريب سارعت خطاها أكثر حتى وصلت للطرف الآخر من الغابة لترى ذلك الحي الشبه مهجور بدا مخيفا سارت بحذر و هدوء خلف آثار الطين الكبيرة التي بدت كمخالب لحيوان ما توقفت على صوت العواء الذي سمعته التفت ناحية ذلك المنزل الكبير الأقدم عمرا بين منازل الحي كلها أنزلت رأسها لتحدق بتلك الرسوم من جديد لترسم تلك الابتسامة الشريرة على شفتيها و تقول: يبدو أننا الوحيدين المتبقين هذا جميل حقا سأعود لألعب معك لاحقا
أعطت ظهرها لذلك المنزل لتختفي أمام تلك العيون القرمزية في منزل كونيل عادت إيف لترى الشابين هناك لتقول: هل السيدة بخير؟
قال تيم: لا أعتقد ذلك فقد حضر الطبيب منذ فترة طويلة
صعدت إيف الدرجات بقلق شديد وصلت للغرفة سبقها أحدهم بفتح الباب ليظهر إيثان و يقول: آنستي أوجدت شيئا ما؟
قالت إيف: لا شيء جدير بالذكر ماذا عنها؟
قال إيثان: بالنسبة لجرحها فالطبيب لا يزال يعالج الأمر لم نجد شيئا عنها حتى الآن
قالت إيف: حسنا بإمكانك الذهاب
دخلت الغرفة لتنظر للطبيب الذي لا يزال يفحص ذلك الجرح النازف اقتربت من السرير لتقول: هل ستكون بخير سيدي؟
قال الطبيب: أجل ستكون بخير بالرغم من عمق الجرح إلا أنه لم يكن خطيرا للغاية
قالت إيف: هذا مطمئن
قال الطبيب: أتعرفينها آنسة كونيل؟
قالت إيف بمرح: أجل لم السؤال؟
نظر الطبيب إليها بشك زحف داخل دماغه بعد رؤيته لتلك الابتسامة التي ظهرت من العدم قام بتضميد ذلك الجرح ليقول: أنا حقا لست مطمئنا لتركها برفقتك آنسة كونيل
قالت إيف: ما المقصود من هذا الحذر المفاجئ؟
قال الطبيب: لا شيء معين لكن يعرف كلانا هوسك بهذه الأمور الغامضة
قهقهت إيف بمرح لتقول: حقا أنت طبيب رائع سيد رالي
ابتسم على الإطراء الذي يسمعه نادرا منها غادر المكان بعد وهلة قصيرة عند لوكاس الذي استلقى على سريره بعد حمام دافئ تذكر اللحظات التي قضاها برفقة أصدقائه يشاهدون وابل الشهب ذاك ابتسم ليقول: لقد كان ذلك مفاجئا و جميلا حقا
رن هاتفه ليتعجب من اسم المتصل رفع الخط ليقول: مرحبا لوري أهناك أمر ما؟
قالت لوري: ألا يحق بي الاتصال عليك أم ماذا؟
قال لوكاس: لم أقصد ذلك أبدا لكن اتصالاتك نادرة خاصة في المساء
قالت لوري: ابدأ بالاعتياد عليها إذا
ضحك بمرح ليقول: إذا ما الأمر؟
قالت لوري: لا شيء معين فقط اتصلت
لم تنطق بأي كلمة بعدها عرف لوكاس وراء ذلك الصمت عاصفة هائجة من المشاعر المتضاربة داخلها ليقول: هل تودين أن نتقابل؟
لم يسمع أي إجابة ليقول: حسنا سأكون عند منزلك في وقت قصير
أغلق الخط ليرتدي معطفه الأزرق و وشاحه غادر غرفته ليلتقي بوالدته المتعجبة من عجلته ليقول لها: سوف أعود حالا نسيت شيئا عند أحد أصدقائي
قالت الوالدة: لا تتأخر كثيرا
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر منزله سار بهدوء لمنزل لوري الذي لا يبعد كثيرا عن منزله وصل لهناك ليراها تغادر باب منزلها و هي منزلة رأسها بحزن شديد اقتربت منه بخطوات صغيرة متثاقلة سار معها لمكان بعيد عن منزلها قليلا توقف عن السير لرؤيته تلك الدموع تسقط من عينيها اقترب منها ليقول لها: هل أنت بخير لوري؟
تقدمت في اتجاهه لتسند رأسها لصدره متمسكة بقميصه ليقول: أهو متعلق بداني؟
نزلت الكثير من تلك الدموع المتألمة على وجنتيها المحمرتين من البرد و البكاء لتقول بحزن شديد: قال بأنني مجرد قصة عابرة في حياته و لا يهتم بوجودي بقربه
ربت على رأسها بحنان مخففا عنها فهو يدرك مدى حبها لهذا المدعو داني صحيح أنه لم يكن الشاب الأول في حياتها لكنه الأول في قلبها لم يرد التدخل كما فعل البقية بشأن علاقتهما معا لإدراكه بمدى المشاعر التي حملته له شعرت لوري بالارتياح لاتصالها بلوكاس من بين الجميع فهي تدرك بأنهم كرهوا حبيبها هذا و أخبروها مرارا بعدم التعلق به لكن قلبها لم يريد الاستماع إليهم ألقى بتلك الكلمات المحذرة في سلة المهملات تاركا لنبضاته النطق باسمه ابتعدت عنه لينظر إليها بتلك الابتسامة الدافئة ليقول لها: لا تحزني هكذا فهذا دليل كافي على أنه لا يستحقك أليس كذلك؟
قالت لوري: أجل الأمر كذلك سوف أجعله يندم على هذا حتما
ضحكت بمرح بعدها ليبتسم لها بمرح شديد وضع يده على رأسها لتنظر إليه و يقول لها: لا داعي لإجبار نفسك كل شيء سيكون على ما يرام بإمكانك البكاء قدر ما تشائين لكن عديني بأنك لن تدخلي في نوبة اكتئاب طويلة المدى
شعرت بدفء كلماته لتبتسم بلطف و تقول له: شكرا لك لوكاس أنا واثقة بأنك أخي الضائع
ضحك بمرح على كلماتها ليقول لها: يشرفني أن أكون شقيقك حقا هيا عليك العودة للمنزل قبل أن تصابي بالبرد
ابتسمت له بمرح لتذهب لمنزلها كما فعل هو عند إيف التي كانت تجلس برفقة تلك السيدة التي استعادت وعيها لتقول لإيف و هي منحنية رأسها: أنا آسفة حقا سببت لك الكثير من المتاعب آنسة كونيل
قالت إيف: لا عليك أبدا لكن أخبريني ماذا كنت تفعلين في ذلك المكان؟
قالت السيدة: لقد أردت رؤيتك و حسب فقد سعدت كثيرا لسماعي خبر عودتك لكن شيئا ما قد هاجمني هناك
قالت إيف: ألا تعرفين أي شيء عنه؟
قالت السيدة: لا فقد هاجمني من الخلف بسرعة خاطفة
قالت إيف: هكذا إذا بإمكانك البقاء هنا حتى تشفى جراحك
قالت السيدة بارتباك: لا يمكنني ذلك البقاء في ضيافتك لفترة طويلة دون فعل شيء ما
قالت إيف بابتسامتها الخبيثة: تعرفين أن هذا الأمر يغضبني كثيرا أليس كذلك؟
أنزلت السيدة رأسها بانصياع لتبتسم لها بمرح شديد أخذت دوائها و استلقت على بطنها لتنام غادرت إيف غرفتها لتتنهد بانزعاج شديد ذهبت لغرفتها لتجلس بالقرب من النافذة لتحدق بالقمر المكتمل الجميل في السماء المليئة بالنجوم المضيئة جالت أفكارها في ذلك الفضاء الشائع شعرت بالدفء يتسلل لجسدها بهدوء نظرت للشخص الذي وضع ذلك الغطاء الدافئ على كتفيها لتقول: ألا يوجد شيء يشغلك عدايّ إيثان؟
قال إيثان بابتسامة لطيفة: أنا موجود لأجل خدمتك و حسب آنستي
قالت إيف: أخبرتك بعدد نجوم السماء بأنك لست كذلك إيثان
جثى إيثان على إحدى ركبتيه واضعا يده الأيمن على صدره الأيسر منزلا برأسه ليقول: إن لم يكن وجودي لخدمتك آنستي أفضل الموت على البقاء قيد الحياة
نظرت إيف إليه بتلك النظرات الحزينة التي وصلت لقلبه المأسور بحياتها نهضت من الكرسي لتقترب منه و ترفع رأسه لتدعه يحدق بتلك العينين الزرقاوين الساحرتين لتغمض عينيها بهدوء ابتسمت بعدها بمرح لتقول: سأكون بخير لذا بإمكانك الذهاب لأخذ قسط من الراحة
نهض من موقعه بهدوء لينحني لها و يغادر الغرفة رمت إيف بجسدها على السرير لتحدق بالسقف لتقول في نفسها: هل هذا يعني أن هذا العالم الذي بنيته سيختفي بمجرد رحيلي؟
زفرت الهواء الذي دخل لرئتيها منذ وقت قصير أغمضت عينيها لترى تلك الظلمة الحالكة تجوب في كيانها الذي لم يعرف النور منذ عقود سمعت ذلك الصوت لم يفارقها قط يناديها كما يفعل دائما ليقول لها: بنيت هذا العالم لا تضحكيني أرجوك أنت فعلت ذلك فقط لتخدعي نفسك لا أكثر أنت مجرد قاتلة
تكررت تلك الكلمتين الأخيرتين كثيرا في رأسها لتفتح عينيها بفزع شديد و خوف يكاد يجعلها تفقد وعيها نفذ الأكسجين الموجود في رئتيها أمسكت برأسها لتقول بصوت مرتجف: أرجوك دعيني و شأني أستطيع إصلاح ما أفسدته أنت لذا أرجوك فقط دعيني وحدي
أعادت برأسها للوسادة عل ذلك الصوت يغادر رأسها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بخير رمضان بدأ بالاقتراب فهل أنتم على استعداد له؟ اللهم بلغنا رمضان مع أحبتنا
ما رأيكم بالشخصيات الجديدة؟ هل أثارت الأحداث فضولكم لما يلي هذا الفصل؟ أود كثيرا معرفة ما يجول في خاطركم لذا لا تبخلوا عليّ بردودكم الرائعة حسنا؟ في أمان الله و رعايته




 

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2020, 03:05 AM   #20
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً



[COLOR=#f1d7ac][FONT="Traditional Arabic"][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://up.arabseyes.com/uploads2013/30_06_16146725406935821.png');"][CELL="filter:;"][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][COLOR=black][ALIGN=center]
[COLOR=#f1d7ac][FONT="Traditional Arabic"][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=silver][ALIGN=center]

في الصباح فتحت عينيها على صوت همس في الغرفة نهضت من السرير لتفرك عينيها بهدوء نظرت للشخصين الواقفين هناك لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير ناليني لوكاس
اقتربت منها ناليني بمرح شديد لتقول: سعيدة لرؤيتك من جديد لقد اشتقت إليك كثيرا
قالت إيف و هي تعانقها بمرح شديد: أنا أيضا اشتقت إليك كثيرا
بعثرت شعرها قليلا لتضحك ناليني و تقوم بالمثل لها كانتا تبدوين مستمتعين للغاية نظرت للوكاس بتلك النظرات المحرجة المعتذرة ليقابلها لوكاس بابتسامة مرحة لتبادله واحدة مثلها لتقول: هيا دعينا نبدل ثيابنا ثم نتناول الإفطار واثقة بأن تيو قد حضر شيئا لذيذا
نزلت من السرير لتقترب من الخزانة البيضاء الموجودة في الغرفة فتحتها بهدوء ليتعجب لوكاس كمية الملابس الموجودة بها لتقول له: لا تتفاجئ كثيرا فهذه الغرفة قد هيئت تماما لناليني قمت بشراء كل هذا لها
قال لوكاس: ألا تشعرين بأنك قد بالغت قليلا؟
نظرت إيف للخزانة من بعد خطوتين لتقول: بالفعل يبدو ذلك لقد تحمست كثيرا
قالت ناليني: أيمكنني العيش هنا؟
قال لوكاس: ما الذي تقولينه فجأة؟ لا تفاجئي الناس بأفكار غريبة هكذا
قالت ناليني بحزن: لا يمكنني ذلك؟
قالت إيف: الأمر أنه لا يمكنك فقط أن تعرفين الفتية يحبون إبراز أنفسهم للفتيات
نظر لوكاس إليها مستغربا كلامها لتبتسم له بمرح شديد لتقول إيف: حسنا لنتحدث في هذا لاحقا لدينا الكثير لنفعله هذا اليوم
أخرجت بنطالا أزرقا به حلقات حمراء على أطراف الساق و بلوزة حمراء بأكمام متوسطة طبع عليها زهرة بيضاء جميلة ساعدتها على ارتدائه و سرحت شعرها لتنزلا لغرفة الطعام فتحت إيف الباب لترى الجميع هناك ابتسمت بسعادة لتقول للجميع بمرح شديد: صباح الخير جميعا
رد الجميع عليها بابتسامة لطيفة اقتربت من كلاوس لتقول له: هل اعتدت البقاء في المنزل؟
قال كلاوس: ليس تماما لكنني بخير هكذا
قالت إيف: حقا تبدو لطيفا للغاية أنت في الرابعة عشرة أليس كذلك؟
قال كلاوس: أجل سأنهيه قريبا
قالت إيف: لنستعد للاحتفال إذا
قال تيو بشيء من الانزعاج: إيف ألا تظنين بأنك تنسين شيئا ما هنا؟
قالت إيف و هي تجلس مكانها: حقا؟ ما هو تيو؟
قال تيو: أنت حتى الآن لم تقدمي اعتذار واحد إلينا أتعرفين كم قلقنا عليك؟
نهضت من الكرسي لتنحني لهم و تقول: أنا آسفة حقا فكرت بأنانية و لم أطلعكم على أي شيء لذا اعذروني رجاء
رفعت رأسها لتعود لمكانها و تنظر لتيو بتلك الابتسامة المرحة بدؤوا في تناول الطعام و هم يستمتعون لقصص ناليني عن المدرسة أنهوا الإفطار لتقرر إيف أخذ ناليني لخارج المنزل تسليتا كثيرا و عادتا للمنزل في المساء نامت ناليني فور عودتهم بينما بقت إيف تتحدث مع لوكاس عن الكثير من الأمور التي يجهلها حتى انتهت من ذلك مع انتهاء كوب شايها المفضل طرق الباب ليدخل تيم بمرح و يقول: عليك أن تسعدي لقد وجدت كوبا جديدا لك إيف
قالت إيف بمرح: حقا؟ أريني إياه
أخرج تيم من الصندوق الذي كان يحمله مجموعة أكواب سوداء مزينة بأزهار زرقاء بشكل حلقي أعجبت إيف كثيرا بالكوب لتقول له: لقد وصل في وقته حقا كنت سأطلب منك كوبا آخر من الشاي
قال تيم بمرح: فورا سأفعل ذلك
غادر بالصندوق بجوه المرح و السعيد ليقول لوكاس: يبدو سعيدا للغاية
قالت إيف: أجل لطالما أحب الأكواب و إعداد الشاي لي
قال لوكاس: الجميع يحبك كثيرا حقا إيف
قالت إيف: أجل أظن ذلك أنا أيضا أشعر بأنني محظوظة حقا لوجودهم دائما بقربي
نظرت للكوب الذي بين يديها بتلك الابتسامة اللطيفة ليقول لوكاس: حقا اعتقدت بأنني فقدت صوابي حالما قرأت ذلك الكتاب الذي أعطاني إياه إيثان لكن الفضول أجبرني على قراءته كاملا بالإضافة للتطفل على رسائل قديمة وجدت في الرف....أعتذر عن ذلك حقا لم يكن تصرفا لائقا
قالت إيف: لا عليك أبدا لولا فضولك هذا لكنت شيئا....على كل شكرا لك حقا
قال لوكاس: لم أفعل شيء يشكر عليه حقا
ابتسمت له بمرح شديد أحضر تيم أكواب الشاي ليقدمه لهم و يغادر للمطبخ حيث كان كلاوس و تيو ليقول: حقا إلى متى ستتحدث مع هذا الشخص؟ إنه يثير أعصابي كثيرا
قال تيو: قل أنك تغار لأنها تحدثه أكثر منك
قال تيم: ماذا تقصد بهذا الكلام الفارغ؟ لم قد أشعر بالغيرة من شخص لا يحمل نصف ما أملك؟
قال كلاوس: يبدو أنك تشعر بالغيرة حقا تيم
[RIGHT][RIGHT]قال تيم بانزعاج شديد: توقف عن هذا أنت الآخر؟ كما لو أنه لم ينقصني تيو واحد
نظرا لبعضهما ليضحكا بمرح شديد عليه ذهبت إيف لغرفتها لتسلتقي على سريرها و تنام على الفور بعد نقاش دام طويلا مع لوكاس الذي لا يستطيع النوم بعد كل هذه الأحداث المفاجئة كان يحدق بسقف الغرفة و هو يفكر في ذلك النقاش ليتنهد و يقول: حسنا أنا لا أمانع ذلك سأتأكد من إخبارها بذلك غدا
شعر بثقل جفونه ليغلقهما و ينام هو الآخر في الصباح أخبر إيف بقراره ذاك لتسعد الفتاتان كثيرا لم يمضي الكثير من الوقت لينتقلا رسميا لمنزل إيف التي كانت تشعر بالسعادة تلك الأيام رسخت الكثير من الذكريات الجيدة لدى إيف التي كانت تسمتع بكل يوم حتى ذلك اليوم الذي غادرت الفتاتان المنزل تتسوقان لشيء ما لتقول ناليني و الابتسامة تكاد تملأ وجهها الصغير كله: سيشعر أخي بالسعادة حقا
قالت إيف: بالتأكيد سيفعل ماذا تريدين إعطائه؟
قالت ناليني: لا أعلم حقا ماذا عنك؟
قالت إيف: إنها مفاجأة
قالت ناليني: هذا ليس عادلا أبدا
ضحكت إيف بمرح شديد لتنتهيا من شراء كل تلك الكمية من الأشياء عادتا للمنزل لتقوما بخذها للغرفة التي سيحتفلون بها قامتا بترتيب الأشياء برفقة تيو و كلاوس بمرح شديد فتح الباب ليقول تيم: لقد عاد لوكاس عليكم المغادرة قبل أن يبدأ البحث عنكما
غادروا الغرفة ليغلقوا أضواءها كانتا تسيران بحذر مغادرتان الممر من خلفه بهدوء شديد كان لوكاس يتحدث مع إيثان الذي لم يرد الالتفات إليهم شعر لوكاس بأمر غريب لينظر للخلف و يراهما توقفت إيف عن المسير كما لو أنها تحولت لتمثال ما زاد ذلك ريبة لوكاس أكثر ليقول: ماذا هناك؟
قالت ناليني بمرح: لا شيء أهلا بعودتك أخي
اقتربت منه لتقوم بمعانقته بمرح شديد نظر إليها بشك شديد لم تتحرك إيف من مكانها بعد لتزداد تلك النظرات نحوها ليقول: حقا؟ ما الذي تحاولان إخفاؤه عني؟
قالت إيف بمرح: لا شيء أبدا و لم قد نخفي عنك أي شيء؟ أليس كذلك ناليني؟
قالت ناليني: أجل لم قد نفعل ذلك؟
تنهد لوكاس ليبتسم في النهاية قائلا: أعرف أنكما تقومان بشيء ما لأجل عيد ميلادي لذا لا داعي لكل هذا التستر
شعرتا بإحباط شديد يحفهما ضحك بمرح شديد على تلك التعابير اليائسة التي وضعت على وجههما اقترب منهما ليربت على رأسهما بمرح شديد و يقول: لن تستطيعا مفاجأتي أبدا لذا لا تحبطا هكذا
قالت إيف: لا أصدق بأننا كشفنا بسهولة هكذا
قال لوكاس: كنت أعرف بالأمر منذ البداية فقط أردت رؤية إلى متى ستصمدان
قالت ناليني: لن يكون هذا رائعا للغاية
قال لوكاس: حسنا توقفا عن العبوس تبدوان قبيحتين للغاية
قالتا معا بانزعاج: ماذا؟
ضحك بمرح شديد ليصعد لغرفته و يبدل ثيابه كان كلاوس يعتني بالحديقة كعادته نظر للسماء الصافية النجوم المتناثرة تجملها اختفى ذلك المنظر من أمامه فجأة ليتعجب ذلك كثيرا سمع قهقات مكتومة ليبتسم بمرح و يقول: إيف لا تستطيعين مفاجأتي
أبعدت تلك اليدين عن عينيه بهدوء شديد ليقابل تلك العينين الزرقاوتين الجميلتين لتبتسم له بمرح شديد ليقول: يبدو أنني فاشلة في التسلسل
ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: ماذا هناك؟
قالت إيف: لا شيء أردت إخافتك قليلا لكنني لم أنجح
وضع يده على رأسها ليبعثر شعرها قليلا ضحكت بمرح شديد ليبتسم لتصرفاتها الطفولية التي تمحي معالم عمرها الحقيقي تحدثا معا قليلا و الاستمتاع ظاهر على وجهيهما كان شخص ما يتجسس عليهما بتلك الكرة البلورية الموضوعة على قماش أسود اللون رسمت ابتسامة خبيثة على وجه الشخص الذي يراقبهما ليقول: لندعك تستمتعين بوقتك قليلا فأيامك باتت وشيكة آنسة كونيل
لم يستطع تمالك نفسه لتخرج تلك الضحكات المستمتعة بالأفكار التي تجوب داخل دماغ هذا الشخص الذي لا يبشر بخير أبدا مضت أيام التجهيز للحفل سريعا و ها قد حضر يوم الاحتفال عاد لوكاس من عمله ليتعجب انقطاع الكهرباء عن المنزل ليزيد ذلك التعجب مع رؤية تلك اللافتات المضيئة التي رسمت عليها أسهم ملونة تبعها بدافع الفضول لتتوقف أمام ذلك الباب المغلق أحيط تماما بأسهم مختلفة الأحجام و الألوان أمسك المقبض لينزلق يده فقد دهن تماما بالزبدة المملحة قام بدفع الباب الذي فتح فجأة ليدخل الغرفة المظلمة بحث عن مفاتيح الأضواء في الجدار القريب منه شعر بشيء مقزز ينزلق فوق يده ليبعده عنه و يقول: هل تحاولون إخافتي؟ لن تنجحوا في ذلك
أشعلت أضواء الغرفة ليراها فارغة لا يوجد أحد فيها ليبتسم بمرح و يهم بالمغادرة أفزعه كثيرا سماع صوت الصفارات و صرخات الجميع قائلين: عيد ميلاد سعيد لوكاس
التفت إليهم ليرى وجوههم الضاحكة و المبتسمة له بمرح شديد قالت ناليني و هي تعانقه: عيد ميلاد سعيد أخي لقد فزعت أليس كذلك؟
حملها بمرح ليقول لها: لم أفزع لكنني تفاجأت حقا مع كل هذا التمويه
ضحكت بمرح شديد بدأت الحفلة و قدم الجميع هداياه استمتعوا بوقتهم كثيرا حتى غادروا للنوم تبقت إيف برفقة تيو ينظفان الغرفة التي أصبحت في حالة فوضى عارمة كما لو إعصار مر بالغرفة قالت إيف: لقد كانت حفلة رائعة حقا لكنني سأقوم بشيء أفضل في العام القادم
قال تيو: حفلة عيد ميلادك العاشر العام القادم أيضا
قالت إيف: لا تذكرني بذلك سأصبح عجوز قبيحة
ضحك بمرح شديد ليقول: بالتأكيد لا فأنت لا تزالين شابة في عمر الزهور
ضحكت إيف على تعليقه لينظرا لبعضهما و ينفجرا ضاحكين انتهيا من التنظيف ليذهبا لغرفتيهما و يناما مضت الكثير من الأيام المرحة و الممتعة جدا انقضى عام قبل أن يدرك الجميع ذلك قبل أسبوع من الاحتفال بألفية إيف أرسلت الدعوات للحضور لهذا الاحتفال الذي يشهدونه للمرة الأولى منذ قرون عديدة كانت إيف مع ناليني تسيران في جولة حول المدينة قالت ناليني: بعد أسبوعين سأكون في الصف الثاني هذا رائع حقا أريد أن أكبر بسرعة كي أصبح مثلك
قالت إيف: لا تتعجلي ذلك فكلما تكبرين تصبح لديك مسؤوليات أكثر
قالت ناليني: أنت لست سعيدة بقدوم عيد ميلادك؟
قالت إيف: بالتأكيد لا سأصبح عجوز هرمة
قالت ناليني: لكنك تبدين صغيرة جدا
ضحكت إيف بمرح شديد لتكملا تلك الجولة التي انتهت عند وصولهما للمنزل رحب إيثان بعودتهما لتقول إيف: ألم يعد لوكاس بعد؟ إنه حقا يجهد نفسه كثيرا
قال إيثان: لم يعد السيد فايرين بعد كما أن العديد من الرسائل قد وصلتك أثناء غيابك
قالت إيف: أهي لأجل عيد ميلادي؟
قال إيثان: أظن ذلك
قالت إيف: أحرقها إذا لا أريد الاحتفال بهذا اليوم الكئيب
قال إيثان: كما تشائين آنستي
ظهر الشابين من خلفها ليقولا بمرح شديد: مرحبا بعودتك إيف
التفتت إليهما بتلك النظرات الطفولية المنزعجة ليشعرا بالارتباك الشديد لتلك النظرات التي تفحص تعابيرهما لتقول لهما: أنتما ماذا فعلتما؟ هناك شيء مريب بكما اعترفا و حسب
قال تيو بارتباك و هو يحاول الانسحاب: لا شيء حقا كل ما في الأمر أردنا إلقاء التحية عليك
اختفى تيو من المكان لتنظر لتيم الذي شعر بقلبه يصل لحنجرته اقتربت منه بهدوء لتقول: إذا ما حجتك أنت أيضا؟
قال تيم: ماذا تقصدين بحجتك؟ أنا لم أقم بأي شيء حقا
أتى كلاوس لينظر إليهما باستغراب ليقول: أهلا بعودتك إيف
قالت إيف بمرح: أهلا كلاوس
قال تيم: ماذا؟ هذا غير عادل أبدا اشتبهت بنا لقول الأمر ذاته
قالت إيف و هي تسحب وجنتي كلاوس بمرح: هذا لأنه لطيف للغاية لا يعرف كيف يكذب مثلكما
شعر كلاوس بشيء من الذنب و هو يستمع لتلك الكلمات و ينظر لتلك الابتسامة اللطيفة ليرى الغضب يغادر عيني تيم ليقتله ليقول لها: يداك باردتان أتريدين إشعال المدفئة في غرفتك؟
قالت إيف: لا أشكرك فأنا أحب غرفتي باردة هكذا لكن هلا أشعلت المدفئة في غرفة الجلوس؟ لا نريد لأميرتنا الصغيرة أن تصاب بالبرد
نظرت لناليني بتلك الابتسامة اللطيفة لتقول لها: هيا لنمرح سويا
أمسكت بيدها بمرح شديد لتذهبا لغرفة الجلوس لعبتا قليلا و قرأت إيف لها قصة ما غفت كلتاهما على الأريكة بتعب شديد فالسير في أنحاء المدينة أثناء تساقط الثلج أمر متعب للغاية دخل لوكاس الغرفة ليبتسم لمنظرهما اللطيف قام بتغطيتهما بغطاء أزرق قاني ثقيل غادر الغرفة ليقول إيثان: أهلا بعودتك سيدي
قال لوكاس: لقد تأخرت أكثر من اللازم أسألتا عني؟
قال إيثان: أجل لقد فعلتا
قال لوكاس: من الأفضل عدم جذب الانتباه لكل هذا
صعد لغرفته ليرتاح قليلا عند الفتية الثلاثة قال تيم: لا أصدق هذا حقا تعاملك بطريقة مختلفة عنا
قال كلاوس: و لهذا بدأت تزعجني
قال تيم: هذا الصبي أريد قتله حقا
قال تيو: أنتما توقفا عن الجلبة علينا فعل المستحيل حتى لا نكشف
قال تيم: حقا كدنا نكشف اليوم فعلا
قال كلاوس: على كل ألن تنزعج لو عرفت بالأمر؟ نعرف جميعا بأنها لا تريد الاحتفال بألفيتها
قال تيو: لو عرفت أننا من خططنا لكل هذا سوف نقتل حتما
بدؤوا جميعا التفكير في كيفية تعذيبها لهم ليشعروا بالذعر الشديد دخل إيثان الغرفة ليقول: لقد وصلتها الكثير من الرسائل بهذه المناسبة لكنها أحرقتها قبل قراءتها
قال تيم: هذا يعني نهايتنا ستكون مثلها
قال تيو: لا أريد الاحتراق حتى الموت
قال إيثان: كان يجب عليكم التفكير في هذا قبل التنفيذ الآن لقد وصلت الدعوة الكثير من العائلات من أنحاء العالم
قالوا معا بصدمة شديدة: ماذا؟
هز إيثان رأسه ليصابوا بالهلع أكثر طرق الباب فجأة لتطرق قلوبهم المضطربة لتدخل إيف و هي تتثاب نظرت إليهم باستغراب شديد لتقول لهم: هذا أنتم اعتقدت أنها أصوات فئران لم تتهامسون هكذا؟
قال إيثان: أتحتاجين لشيء ما آنستي؟
قالت إيف: لا فقد أردت معرفة من أي تأتي أصوات الفئران سأذهب لغرفتي تصبحون على خير
انحنوا لها جميعا لتغادر الغرفة تنهدوا بارتياح شديد بعد عودة قلوبهم لمواقعها الأصلية قال كلاوس: اعتقدت بأنها سمعت حديثنا لقد كنت خائفا حقا
قال تيو: أتفهم شعورك حقا
قال إيثان: حسنا عليكم الذهاب للارتياح في غرفتكم سيكون لدينا أسبوع لإنهاء كل هذه التجهيزات
غادر كل منهم لغرفته في الصباح استيقظت إيف على قفزات ناليني على سريرها لتنهض و تقول لها: صباح الخير ناليني تبدين نشيطة من الصباح هذا جيد حقا لكنني متعبة قليلة لذا توقفي عن هذا رجاء
توقفت ناليني عن القفز لتنظر لإيف المغمضة عينيها و هي تتثاءب بإرهاق شديد ظهرت الكثير من الهالات السوداء أسفل عينيها لتقول لها: أتحتاجين الطبيب إيف؟
قالت إيف: لا أنا بخير فقط أحتاج لبعض النوم
قالت ناليني: حسنا سأدعك تنامين لكن عديني بأنك ستلعبين معي لاحقا
قالت إيف بمرح: أجل أعدك
أغضمت عينيها فور إنهاء جملتها غادرت ناليني غرفتها بهدوء لتغلق الباب تعجب لوكاس مغادرتها الغرفة وحدها ليقترب منها و يقول: ماذا هناك ناليني؟ ألم تستيقظ إيف بعد؟
قالت ناليني: تبدو متعبة قالت بأنها بحاجة للنوم لفترة أطول
استغرب لوكاس ذلك كثيرا نزل لغرفة الطعام حيث كان الجميع يرتب الطاولة قال كلاوس: ألم تستيقظ إيف بعد؟
قال لوكاس: تريد النوم لفترة أطول لذا لندعها تفعل ذلك
قال إيثان: حسنا الإفطار جاهز
تناولوا الطعام بمرح كعادتهم انتهوا ليستعدوا لأعمالهم اليومية و أيضا الاستعداد للحفل الكبير كانت ناليني تشعر بالملل فلا أحد منهم متفرغ للعب معها نظرت للنافذة و هي تتنهد بملل شديد حتى سمعت صوت إيف المرح يقول: صباح الخير ناليني
ركضت في اتجاهها بمرح شديد لتعانقها إيف و تدور بها قليلا ضحكتا بمرح جلستا على الأريكة لتقول ناليني: إنها الظهيرة لذا لا تقولي صباح الخير
قالت إيف بمرح شديد: آسفة لقد استغرقت بالنوم كثيرا لكن أين الجميع؟
شعرت ناليني بالارتباك لتلك النظرات و الابتسامة المشعة ليطرق الباب و يدخل إيثان و هو يحمل كومة من الرسائل ليقول: لقد وصلتك هذه الرسائل توا
قالت إيف: لا أريد أن أعرف محتواها فقط أحرقها
قال إيثان: بها رسائل تخص العمل
نهضت لتستلم الرسائل التي تخصص العمل و أمرت بإحراق الباقي قرأته بهدوء و دقة لتتنهد و تقول: لم الكثير من العمل؟ لن أستطيع البقاء برفقة ناليني هكذا
قالت ناليني: هل ستتركيني وحيدة؟
قالت إيف بحزن: لا أود ذلك لكن يجب عليّ فعل هذا
تنهدت إيف بحزن شديد لتنهض و تسير لغرفتها بدلت ثيابها و حملت حقيبة صغيرة لتغادر الغرفة انحنى لها إيثان قبل مغادرتها المنزل لتشعر بشيء من الريبة و تقول: حقا هناك شيء غريب يجري في المنزل أين هم الفتية الثلاثة و كذلك لوكاس؟ أليس من المفترض أن هذا يوم عطلته؟
نظرت لإيثان في انتظار إجابة إيثان الذي لم يحدق بعينيها حتى وضعت حقيبتها أرضا بقوة أصدر صدى في المكان ليرفع رأسه إليها تعجب من ذلك التصرف الغريب لمح نظراتها المنزعجة ليشعر بتوتر الأجواء من حوله بدأت بطرق الأرض بحذائها في انتظار مخيف فتح إيثان شفتيه لينطق بكلمات معينة ليفتح الباب و يظهر لوكاس القائل بمرح: مساء الخير
نظر لإيف الواقفة بتلك الطريقة و قربها حقيبة سفر بنية باستغراب ليقول لها: ماذا هناك إيف؟
التفتت إليه لتقترب منه بعجل و تقول له: أخبرني ماذا يجري؟
قال لوكاس بارتباك شديد و هو يرجع قدميه للخلف: لا شيء حقا ما الذي جعلك تسألين فجأة؟
قالت إيف: هذا يوم عطلتك أين كنت إذا؟ هذه ليست المرة الأولى هذا هو الحال منذ شهر تقريبا
قال لوكاس: إننا مشغولين كثيرا في العمل لم كل هذا الاشتباه المفاجئ؟
قالت إيف: تحاولون خداعي أعرف أن شيئا ما يحدث من خلف ظهري لذا عليكم البوح به سريعا
كانت إيف تبدو منزعجة للغاية من كل هذه الأمور التي لا تعرف عنها شيئا تغيرت التعابير المنزعجة على وجهها كما حال الأجواء التي أصبحت باردة فجأة أنزلت رأسها حتى لا تريهما ذلك الوجه الحزين تراجعت للخلف بخطوات هادئة حملت حقيبتها و غادرت المنزل سارت لمحطة القطارات لتنتظر وصول القطار الذي سيأخذها لوجهتها في المنزل الذي كان هادئا بسبب الأجواء التي تركتها إيف خلفها بهدوء شديد كانت تتجول في أرجاء المنزل مسببة الشعور بالندم لدى الجميع ليقول كلاوس: ربما يجدر بنا إخبارها في النهاية
قال تيو: صحيح أننا جعلناها تحزن لكن إفساد مفاجأة الجميع شيء آخر تماما
قال إيثان: تبقت أيام على الموعد لذا علينا التأكد من كل شيء سيكون بخير
قال لوكاس: متى ستعود من رحلة عملها؟
قال إيثان: في نفس يوم الحفل لكن قبله بعدة ساعات
تنهد الجميع بقلق شديد أمضوا الأيام الأخيرة في فعل الكثير لم تتصل إيف بهم و لا لمرة واحدة قبل يوم الاحتفال في قلعة وارس التي كانت سعيدة بذلك النبأ و بدأت بالاستعداد للسفر كان ويليام الوحيد الذي لا يرغب في الذهاب لذلك الحفل حاولت ليندا إقناعه بالذهاب لكنها لم تنجح في تلك الليلة كان يجلس في غرفته يحدق بالقمر و هو يحتسي كوب الشاي الذي أمامه و هو يستمع للموسيقى ليمحو تلك الذكرى التي ترواده منذ إصرار والدته للذهاب للاحتفال بألفية أكثر شخص يكرهه قلبه انزعج لتذكرها مجددا تلك الابتسامة الغامضة لا تريد مفارقة ذكراته أبدا حاول نزعها كثيرا لكنها زرعت جذورها في ذكرياته أرجع برأسه للخلف قليلا لينتبه لظل الشخص الواقف أمام باب غرفته أخرج السماعات بهدوء ليقول: من هناك؟
فتح الباب لتظهر جدته رأسها من خلف الباب لتقول بمرح: أيمكنني التحدث إليك ويليام؟
اعتدل في جلسته لتدخل و تجلس في الكرسي المقابل له أنزل ناظريه لكوب الشاي منتظرا ما ستحدثه به لتقول له: ألا تريد الذهاب للحفل معنا؟
قال ويليام: أجل لا أريد ذلك
قالت فانتين بعد صمت دام لفترة قصيرة: أعرف ما تشعر به اتجاه إيف و رغبتك بعدم رؤيتها لكنه يوم مميز بالنسبة لها ستشعر بالسعادة لرؤيتك هناك
قال ويليام و هو يحرك الملعقة الفضية داخل الكوب بهدوء: لن تفعل قالت بأنها لن تظهر أمامي مجددا و هذا جيد فلم أزعج نفسي بالذهاب إليها؟
تنهدت باستسلام لتقول: حسنا لكنك لن تبقى وحدك هنا سوف تأتي معنا لكن ليس بالضرورة القدوم للحفلة
قال ويليام: إن كان الأمر كذلك سأذهب
ابتسمت له بمرح شديد لتنهض و تغادر غرفته ذهبت لغرفة والديه لتطرق الباب سمحت ليندا لها بالدخول لتقول: ما من نتيجة جيدة أليس كذلك؟
قالت فانتين: إنه حقا عنيد كوالده تماما لا هو كفينوس تماما
قالت ليندا: حقا لا أعرف ماذا أفعل به
قالت فانتين: لا تقلقي قال بأنه سيأتي معنا طالما أنه لن يذهب للحفلة
قالت ليندا: حقا؟ هذا جيد اطمئن قلبي قليلا
قالت فانتين: ألن يحضر سام الحفلة؟
قالت ليندا: بلى لكنه في مكان بعيد قال بأنه لن يستيطع الحضور قبل الحفلة لكنه سيحضر بالتأكيد
قالت فانتين: حسنا لنرى ذلك سأذهب لمساعدة الآخرين
ابتسمت لها بمرح شديد لتغادر الغرفة و هي تفكر بأمر ويليام الذي يرفض التحدث عن المشكلة بينهما تنهدت بهدوء أنهوا جميع لوازم سفرهم ليغادروا للمدينة التي ستقام فيها الحفل كما فعلت الكثير من العائلات في يوم الاحتفال في منزل كونيل الذي بدا مضطربا قليلا لعدم عودة سيدته إليه بالرغم من انتهاء جدول أعمالها مبكرا حاول لوكاس الاتصال عليها كثيرا لكن الهاتف مغلق لسبب ما بحث الفتية عنها لكن بلا فائدة فهي تخفي هالتها المخيفة تلك كما تفعل في العادة حاولوا العثور عليها كثيرا لكن بلا أي فائدة تذكر قبل ثلاث ساعات من وقت الاحتفال اجتمعوا في غرفة المعيشة و الجميع يبدو عليه التوتر قال إيثان: الوقت اقترب كثيرا لذا عليكم بالاستعداد
قال تيم: و لم نستعد و صاحب الحفل لم يظهر بعد؟
قال تيو: لا نستطيع إلغاء الحفل بعد قدوم كل هؤلاء الأشخاص
تنهدوا للمرة الرابعة جميعا دخلت ناليني الغرفة بمرح شديد لتقول: اقترب موعد حفل عيد ميلاد إيف هذا رائع جدا
انتبهت للوجوم الذي يعلو وجوه الجميع لتقترب من شقيقها و تجلس بجواره و تقول: ماذا هناك أخي؟
قال لوكاس: لا شيء فقد نفكر في طريقة نفاجأها بها
قالت ناليني: لكنكم تبدون حزينين جدا
قال لوكاس: الأمر ليس كذلك أبدا
نهض كلاوس ليقول لها: ما رأيك أن نذهب لمكان الحفل الآن؟ سوف نقوم بالتأكد من كل شيء قبل الحفل
قالت ناليني بمرح: هذا رائع لنفعل ذلك
نزلت من الأريكة لتسير بجواره بتلك الابتسامة المرحة ليقو تيم: ربما يجدر بنا فعل ذلك أيضا
قال تيو: لكن ماذا سنفعل بشأن اختفائها المفاجئ؟
عاد الصمت للمكان لينهض إيثان فجأة بتلك الفكرة التي لمعت فوق رأسه نظروا إليه باستغراب لتلك النظرات الغير واثقة أمسك بذقنه بتفكير عميق ليقول: يوجد مكان واحد لم نبحث فيه بعد سأتحقق منه
قال تيو: و أين هذا المكان؟
قال إيثان: أرجو المعذرة لكن لا أستطيع إخباركم به
قال لوكاس و هو ينهض: حسنا نعتمد عليك في هذا إيثان سنذهب جميعا لمكان الحفل الآن
انحنى له بهدوء ليغادر الغرفة كما فعل الآخرين متجهين للسيارة حيث كان كلاوس و ناليني ينتظرانهم قاد كلاوس السيارة لمكان الحفل الذي كان في مكان بعيد عن المدينة و ضوضائها توقف أمام القلعة المهجورة دخلوها لينزلوا لقبوها الكبير و المرتب و الجميل جدا كانت تحوي على ثريات كبيرة و جميلة نقوش جميلة غطت السقف العاجي غطت جدرانها بورق أزرق سماوي داكن قليلا نقش عليها الكثير من النقوش النباتية المتداخلة لا توجد بها نوافذ لكنها تحوي لوحات طويلة عن الطبيعة وزعت الطاولات المستديرة في المكان الواسع على شكل مجموعات رباعية وضع عليها ملاءة زرقاء فاتحة وضع بوسطها زهريتان مربعتان الشكل في إحداها أزهار الأوركيدا الأرجوانية بينما في الأخرى أزهار الهيدرانجيا الزرقاء أما الكراسي فقد كانت أرجوانية فاتحة زينت أطرافها بباقات صغيرة من الأزهار ملئت الأزهار المكان برائحتها العطرة كانت ناليني تجول في المكان بمرح شديد عند عائلتي وارس و هايلون اللتين كانتا تستعدان للذهاب للحفل قالت جوليا: واثقة من أن الكثيرين سيكونون هناك فهذا حدث نادر حقا
قالت ليزا: بالتأكيد فهي أول شخص نشهد ألفيته
قالت كاثرين: لا أعتقد بأنها ستكون سعيدة لذلك نحن النساء نكره التقدم في السن كثيرا
ضحكن بمرح شديد قالت آن: أين هي ليندا؟
قالت أليسيا: لا تزال تحاول إقناع ويليام في الذهاب كما أنها بانتظار سام لا ترغب بالذهاب وحدها
قالت جوليا: أتفهم شعورها تماما فروي لم يرد الحضور لكن والده أجبره على ذلك
قالت كاثرين: حقا ما بال هذين الاثنين؟ عليهما فقط تقبل الأمور كما هي
تنهدن في وقت واحد ليبتسمن لبعضهن غادرت ليندا غرفة ويليام خائبة منزلة رأسها باستسلام حدقت بالسماء بهدوء لتتنهد و تقول بابتسامة واهنة: حقا ما عدت أفهمك ويليام
أغمضت عينيها بهدوء لتشعر بيد تأخذها لأحضان صاحبها ابتسمت بلطف لتقول: أهلا بعودتك سام
وضع ذقنه على كتفها ليقول : ما بال وجهك الحزين هذا؟ أقام ويليام بشيء ما؟
قالت ليندا: إنه فقط لا يرغب بالذهاب للحفلة
ابتعد سام عنها ليتنهد و يقول: توقعت شيئا كهذا لكن لا بأس بما أنه جاء لهنا لا داعي لذهابه للحفلة سوف نأخذه لمنزلها لاحقا بما أننا سنبقى هنا لفترة
قالت ليندا: حسنا عليك الاستعداد للحفل لم يتبقى الكثير من الوقت
ابتسم لها بمرح شديد ليفعل ذلك على الفور عند إيثان الذي كان يسير بحذر شديد على تلك الأحجار المتراصة مكونة سلم صخري سار في تلك الممرات الكثيرة ليتوقف أمام ذلك الباب الكبير يلتقط أنفاسه فقد زار كل الأبواب الموجودة في هذا المكان لكن هذه الغرفة أمله الوحيد نظر للباب ليأخذ نفسا عميقا ثم يفتح الباب بهدوء تسلل الضوء سريعا لداخل الغرفة المظلمة تماما شعر برياح هادئة تجوب المكان قلب كفه لتخرج شعلة نارية من باطنه لينير المكان الذي يسير فيه سار بهدوء في الغرفة يبحث عنها حتى وجدها جالسة في ذلك الركن ضامة ساقيها إلى صدرها واضعة رأسها به بدت كتمثال وضع هناك فهي لم تحرك ساكنا بالرغم من اضطراب الهواء في الغرفة و دخول الضوء إليها اقترب منها بهدوء لينحني لها و يقول: آنسة كونيل
لم تستجب إليه ليمد ذراعه ليهز جسدها الثابت في مكانه لكن درعا ما قد منعه من ذلك حاول تجاوزه لكنه أقوى بكثير من أن يحطم لمجرد المحاولة رفعت رأسها لتنظر إليه بتلك العيون الباردة التي لم تعرف الدفء في حياتها تفاجأ لرؤيته تلك العيون من جديد بعد كل هذه الفترة شعر بأنها جمدته في مكانه تحركت شفتاه لتذيب الجليد حوله ليقول: آنستي هل أنت بخير؟
لم تجبه بأي شيء نهض من هناك ليحاول مساعدتها على النهوض من تلك البقعة التي يبدو أنها لا تريد رحيلها اختفى ذلك الدرع ليحملها بين ذراعيه ليقول لها: سنعود للمنزل الآن
غادر ذلك المكان ليأخذها للمنزل طلب منها الاستعداد لاجتماع طارئ جلست في مكانها دون فعل شيء لبعض الوقت لتنهض و تدخل الحمام لتستحم بالماء الساخن عله يرفع درجة حرارة جسدها أنهت ذلك الاستحمام لترتدي ثوبا أسود ماثل الظلمة التي في قلبها منفوش قليلا طويل يغطي حذائها الأسود ذو الكعب المتوسط بأكمام متوسطة تبدأ من أسفل الكتف صدريته مستيقمة زينه دبوس أرجواني داكن على شكل زهرة كبيرة على الجهة اليمنى موجت شعرها الطويل لتسدله على ظهرها بهدوء وضعت تلك الأقراط اللؤلؤية الأرجوانية الداكنة نظرت لنفسها مطولا في المرآة دون معرفة الوقت الذي يمر من حولها طرق الباب ليدخل إيثان و يقول: علينا الذهاب الآن آنستي
لم تحدثه بأي شيء فقط سارت خلفه لم يشعر إيثان لهذا الهدوء القاتل المحيط بها في أجواء الحفل الصاخبة كانت جميع العائلات قد حضرت المكان و ملئته الجميع يستمتع بالطريقة التي يريدها لم تتوقف الأفواه عن التحدث بمرح في موضوع الحفل و الأعين عن ترقب حضور هذا الشخص المهم بالنسبة لهم ليس ذلك و حسب بل يعد كرئيس لهم كان الجميع متحمس حقا لهذا الحدث عند عائلتي وارس و هايلون اللتين ألقتا التحية على كل العائلات التي تعرفانها بتلك الابتسامات المرحة قال آرثر: يبدو أن الجميع متحمس لهذا الحدث كثيرا
قالت آن بابتسامة لطيفة و مرحة: بالتأكيد فهذا شرف كبير لنا حضور احتفال ألفية أحد أفراد عائلة كونيل
قالت جوليا بمرح: أنا حقا متشوقة لرؤية إيف علمت بأنها لا تعرف عن الأمر شيئا وجهها المدهوش أنا متشوقة لرؤيته كثيرا
قال ليو: أشعر بشيء مريب اتجاه أتباعها هؤلاء يبدون قلقين و مضطربين نوعا ما
قال مايك:لاحظت ذلك أيضا كما أن أحدهم مفقود
قالت ليزا: ربما هم في انتظار قدومها كما حال الجميع فهي مشغولة جدا بعملها و سفرها الذي لا ينتهي
قالت ليندا: هذا يذكرني بشخص ما
نظر سام إليها بتلك الابتسامة المرحة ليقول: ما بيدي حيلة فهذه طبيعة عملي
ضحكوا بمرح شديد عند لوكاس و الآخرين القلقين على إيف و تأخر إيثان الذي لم يتواصل معهم منذ رحيله قالت ناليني: ألم تعد إيف من بعد رحلتها؟
قال تيو: أعتقد بأنها قد عادت منذ نصف ساعة ربما يحاول إيثان إقناعها بالقدوم فهي لا تعرف أي شيء عن هذا
قال تيم: لا أعتقد بأنه سيفشل في إقناعها فهو الرقم واحد
قال كلاوس: ماذا تقصد بذلك؟
قال تيو: لقد أهدتنا إيف أشياء مختلفة و قدمت له دبوس كتب عليه الرقم واحد
شعر كلاوس بشيء من الغيرة تسري في عروقه لاحظ تيم ذلك ليبتسم له و يقول: بالتأكيد سوف تهديك شيء ما حتما لكن لا تتوقع الكثير لها ذوق غريب في اختيار الهدايا
نظر كلاوس إليه باستغراب ليرجع خصلات شعره خلف أذنه ليريه ذلك القرط الفضي بينما أشار تيو لدبوس الشعر ذاك ليبتسم بلطف لهما كان لوكاس متعجب من استمتاعهم بوقتهم بالرغم من عدم ظهور إيف حتى الآن ليقول: أنا قلق حقا ربما يجدر بي محاولة الاتصال بها مجددا
نظروا إليه بهدوء دون التعليق أو قول أي شيء نهض ليغادر الطاولة ليحاول الاتصال بها مجددا لكن لا نتيجة تعب الهاتف من شدة تكرار تلك الاتصالات الغير مجابة عاد للطاولة بعد إجبار اليأس له بالتوقف عن المحاولة قال تيو: هل أجابتك؟
هز رأسه نافيا ذلك ليجلس في مكانه بهدوء حل الصمت المكان فجأة لتتوجه الأنظار نحو الباب الكبير فذلك الحضور لا يمكن إخطاؤه أبدا ذلك الحضور الملكي أجبر الجميع عن التوقف عن كل ما يفعلونه وقفوا في استقبال أميرة هذا المجتمع الذي بالكاد يعرف عنه الأشخاص العاديون تعجب لوكاس كل التعابير الجادة التي ظهرت على وجوه الجميع لينظر لذلك الشخص الذي اصطف الجميع على شكل صفين متوازين تعجب ذلك كثيرا وقف في الصف مع الفتية و ناليني التي تحمست لاقتراب ذلك الشخص منها وقف في مكانه يحدق بالجمهور الواقف هناك دون أن يدرك سبب تجمهرهم سار بهدوء في المنتصف لينحني له الجميع كلما اقترب منهم حتى توقف نهاية ذلك الاصطفاف ليجثو الجميع على إحدى ركبتيه مخفضين رؤوسهم متمنين لهذا الشخص حياة سعيدة و مديدة بعد كل هذه المعاناة لم يفهم ذلك الشخص تماما ما يجري حوله و لم يرد أن يعرف فقلبه أظلم و لا يرغب بالحياة أكثر نهض الجميع على إشارة الرجل الواقف خلفه ليقتربوا منه تدريجيا و يهنؤه لم يعرف بما يهنؤه بكل تلك السعادة التي تعلو وجوههم حتى وقعت عيناه على ذلك الشخص الواقف بعيدا عنه بذلك الوجوم و البرود اقترب منه أشخاص يعرفونه بتلك الابتسامات المرحة و يقولوا معا: عيد ميلاد سعيد لك إيف
توسعت حدقتا عيناها لتقول بصوت منخفض يسمعونه: أنتم كنتم تحاولون مفاجأتي طوال هذا الوقت....كم أنا مغفلة
بدأت عيناها بتجميع تلك الدموع التي صدمتهم جميعا تجمعوا حولها ليقول تيو بقلق: ماذا هناك؟ أحدث شيء ما؟
قال كلاوس: أأنت بخير إيف؟
قال تيم: لم كل هذه الدموع إيف؟
[COLOR=#f1d7ac][FONT="Traditional Arabic"]غطت


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ألماسي | ما الحقيقة مع نوره ؟ جلنار | Gulnar كوكب الرعب 24 06-29-2022 09:23 PM
لعنة الذهب _أقصوصة قصيرة_ ᏉᎬᏁᏌᏚ قصص قصيرة 3 04-06-2022 06:15 AM
لعنة يوزانا|curse of yozana فِيرمُوثّ روايات الانمي_ روايات طويلة 11 07-01-2020 06:57 PM
أقرب إلى الخيال من الحقيقة ألكساندرا قصص قصيرة 3 04-30-2020 02:33 PM
~ قدر مخطوط على صفحات الزمن ورده المودة روايات الانمي_ روايات طويلة 23 03-04-2020 07:39 PM


الساعة الآن 09:07 PM