|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-20-2020, 04:22 PM | #21 |
البارت الخامس عشر . . . . . . . مضى أسبوعين ونصف على الاحداث أمير صارع الموت من جديد ودخل في غيبوبة لازمته هذه المرة لفترة اطول ولم تجعله يفيق حتى الآن! فانقبض قلب حارسيه ....وبدأوا بالتفكير .....الآن هوية القاتل غير معروفة......ولكن ايقنوا ليس من جماعة المخربين في اكسفورد.....ربما هناك طرف آخر....طرف وحِش ويريد أن يغدر بأمير بأي طريقة........فماكس وزّع الرجال بشكل مكثف داخل وخارج المستشفى وحول منزله وشقة امير الذي تمكث بها نور.....يشعر بالمسؤولية ....والشك من تواجد مُراد ....ولكن مراد ما إن ظهرت نتيجة التحليل وعلم أنّ ساندرا ابنته سارع في تعديل انتسابها إليه والامر ليس هينًا وقد يُدخله في اوساع التساؤلات الكثيرة ولكن ارشى المسؤولين لمساعدته في الامر وقام بتعديل النسب في غضون هذين الأسبوعين .....قام بتغيير اسمها إلى رتيل....ذلك الاسم الذي يعز عليه....وعلى قلبه سماها على اسم تلك المرأة التي ربته واغدقت عليه الكثير من الحنان الذي فقده في ذلك الأوان تلك المرأة لم تكن إلا (عمته) ! ......................... . . . مُراد عاد لألمانيا.....قبل خمسة أيام من هذا اليوم وشعر ماكس بالطمأنينة....لِبُعده...... ............. . . . نور ......خضعت خلال هذه الفترة لمرحلة علاجية من دخولها لمراحل متطوّرة من الاكتئاب وكانت المشرفة على حالتها اليكسا ...وعادت من جديد تتناول العقاقير اللازمة لتهدأت النفس وتنظيم النوم وتخفيف الألم النفسي.......لم تعد تُجيب على اتصالات ايلاف ولكن تكتفي بمواصلتها عن طريق الرسائل.....عاتبتها ايلاف مؤخرًا على عدم قدرتها في الوفاء بعهدها بالمجيء الى امريكا....ولكن تعذرت لها بسبب حالة امير....وانصدمت ايلاف مما حدث له فأخبرتها ستزورها في أيام العِطل! .. . . في الواقع الامر اصبح معقدًا على ماكس......فهو اصبح مشرف على منزلين ......منزله الأساسي والذي تمكث فيه جولي وسندرا وشقة امير والذي تمكث فيه نور ويتناوب عليها هو وخطيبته اليكسا.... يحاول بقدر الإمكان توفير الحماية لهم ........ومراقبة امرهم .... اليوم دوره في البقاء مع نور......عاد بعد اشرافه على العمل ....لن يوقف العمل حتى لو كان امير في هذا الحال...وإلّا ستنهار شركته!....حاول بجلّ جهده ان يُمشي الأمور كما يُمشيها أمير ...والآن عاد وعلى طريقه اشترى لهما عشاء . . فتح الباب دلف منه وكانت خطيبته امامها .....ناولتها دواؤها ثم رفعت رأسها لتنظر لماكس نهضت وهي تقول: نور حبيبتي راح امشي هلأ.....وراح يكون ماكس هون..... هزّت نور رأسها بتفهم اما اليكسا اقتربت من ماكس همس لها: how is she? اليكسا نظرت لنور المتكورة حول نفسها على الكنبة: فاين.....بس بدهاش وئت ....عشان تعدي هالمرحلة الصعبة.... ماكس تنهد: وأمير......واضح....انه....بطوّل... اليكسا بحزن: هالعيلة كتير حزينة .......الله يساعدهم... ماكس: آمين... اليكسا سحبت حقيبتها من على الطاولة ثم قالت: يلا تصبح على خير.... ثم قبلّت خده ابتسمت في وجه وابتسم هو الآخر ثم خرجت.... وضع الكيس على الطاولة ثم جلس على الكنبة المجاورة لكنبتها .......كانت مطوّقة رجليها بيديها وواضعه ذقنها على ركبتيها وتنظر للفراغ........التفكير أخذ منها الكثير....اتعبها واضعف جسدها.....تحاول أن تُشيح بنظرها عن هذه الأمور التي خيّبت آمالها ...ولكن لا تستطيع....خاصة ظهور مُراد وعودته من جديد....احدث اختلال توازن بداخلها.....فوجوده يُشعرها بسذاجتها آنذاك!......تحاول أن تنسى الأمور ولكن محيطها لا يُساعد.....وما زالت مصرّة على الابتعاد ولكن تشعر بقلّة حيلتها في هذا الأمر....! ........ تحدث ماكس بلطف : نور.....أكلي....معي.... نور دون ان تنظر له: اكل بروحك .......انا كلت مع اليكسا.... مُراد حكّ انفه : اوك....... ثم قال: شو رأيك.....نشوف ....فلم..... نور اخذت نفس عميق: لا....بروح انام عن اذنك... . . ثم نهضت متجهّة للغرفة ........بينما هو بقي في مكانه.....شعر بالأسى عليها.....مسح على شعره عدّت مرات ماذا يفعل ليغيّر أوضاعها ويبدل حالها التعيس هذا؟! لم يُسهب في التفكير نهض ودخل الخلاء! ...................................... . . . لم يحدّثها مُنذ أن واجهتهُ أخته بحقيقة الأمر وعبئه على غيره، والآن هي لم تلحظ رغبته في الابتعاد لأنها فضلّت في هذه الأوان بسبب اختباراتها النهائية ان تبتعد عنه ايضًا لكي لا يؤثر الامر على درجاتها!.......مسح على رأسه عدّت مرات يشتاق لها.....وكثيرًا ...يُريد بقاؤها في حياته للأبد......لن يتحمل أن يصبر لفترة أطول .....سينظر للأمر بعد انتهاء الاختبارات....سينظر للأمر وهذا مؤكدًا! . . وهو يفكر سمع صوت نوف المرتفع والجازي....قوّس حاجبيه ونهض متسائلًا عمّ يحدث لهما ثم خرج! .... صرخت في وجهه اختها : لا تخلييييييييييييني اكرهك بسببه.... نوف انصدمت من ردّت فعل اختها.......لم تتوقع انها ستكتشف الأمر .... تحدثت برجاء: جوجو....هدي.....وربي ما كنت.... قاطعتها وهي تصرخ : جب.........صرتي تدخلين بأدق الأمور يا نويّف.......انشغللللللللي في نفسك وبس... بندر بتعجب: شصاير.؟ ارتجف جفن نوف وهي تحك جبينها بتوتر..... الجازي بانفعال شديد: قولي لههههههه.....قووووووووووولي له وش جالسة تخبصين من وراي..... نوف لم تتحمل حديث اختها القاسي لذا ارتفع صوتها بقول: وش اسوي؟...هاااااااااااااا....هو يبي يتواصل معك....حاس بغلطته وانتي تصدينه ......صار له أسبوعين ما شاف ولده..........وعشان مايبي يضايقك ارسل لي.....تعالي بيتنا وجيبي معك عبد لله ما ابي اجي بيتكم عشان لا تضايق الجازي....... الجازي دفعتها من كتفها: وظنين راح اوااااااااااااااااافق علشان تتفقين معه... نوف بصوت مرتفع: انااااااااااااا ما تفقت .......دامك دخلتي على الوات ساب وفتشتي بجوالي كان كملتي جميلك وقريتي المحادثة كاملة.....قلت له....بسألك قبل .....وبرد لك خبر.... بندر فهم الأمر: الجازي اهدي....طبيعي سيف يبي يشوف ولده..... الجازي بوجه محمر وبنرفزة كبيرة: اللي مو طبيعي....يكلم اختك وحاول يخطط معها على شوفته......ليششششش ما رسل لك ولا لخالد... نوف باستهزاء: خايفة عليه مني ولا خايفة علي منه؟.......ولا تشكين فيني من الآخر.....تراني اختك مو عدوّتك......يا الجازي......شفيك ......جنيتي ....ولا الخيـ... قبل أن تُكمل اسكتتها بصفعة على وجهها لم تتحمل.....حديث اختها ....لا تريد ان تُسمع كلمة(الخيانة) هل بدأت تتشمت بها؟ هل الجميع بعد ذلك سيفعل كما فعلت نوف..... هي في حالة استنفار وطيش...لا تريد منه ان يتواصل معها لإصلاح الأمور هي فهمت الإشارة يريد التقرّب من نوف لأقناعها بخزعبلات مشاعره.... بندر صُعق من صوت الصفعة والكلمة التي انبترت اكملها في عقله الباطن شدّهُ منظر اختيه وحديثهما وقف بينهما حائر ماذا يقول وماذا يفعل لو هنا خالد لأوقف الأمر ولكن ذهب لموعده في المستشفى ووالده في العمل نوف بحده وهي ممسكة بخدها: كلمييييييييييي زووووووووجك وقولي له لااااااااااااااا يدخلني بينكممم اذا يبي يشوف ولدكم يتصل على احد من اخوانك ولا يجي هنا وشوفه....لا يتواصل معي.....ابد ولو يبي يطمن عليك قولي له...صر رجال ...وكفو...واتصل علي انا لا تتصل على اختي....... ثم ركضت لناحية غرفتها وهي تتنفس بصوت مسموع.... الجازي ارتجفت يديها ...ونظرت لسراب اختها ورمشت بعينيها عدّت مرات حتى اردف بندر: الجازي...... الجازي ازدردت ريقها، ودون ان تنظر إليه اردفت: خذ عبد لله لأبوه...بروح اجهزه..... بندر بتأفف توجّه لغرفة اخته نوف....طرق الباب بعدّت طرقات ....ولم تُجيبه.... إلى أن قال: نوف...فتحي الباب.....فتحي الباب يا نوف.... ... نوف أوّلت الأمر إلى شيء آخر....ظنّت أنّ اختها تشك بها.....هكذا فهمت الأمر.....فعصبية الجازي...لم تمهلها في إيصال ما تقصده حقيقةً....بكت....وهي تمسح على خدها ...سمعت صوت بندر.....ورمت نفسها على الوسادة وخبأت رأسها بالغطاء... ............. , . تنهّد بضيق ورأى الجازي القادمة لناحيته وتمد بيدها عبد لله : خذه....وبخلي سينا تروح معك عشان تمسكه وانت تسوق.... اخذ عبد لله لا يريد ان يناقش اخته بأي شيء الآن أما هي نزلت لتستدعي سينا للذهاب معه و خضع لأمرها! ثم صعدت الجازي.... نظرت لباب اختها تنهدت بضيق ثم عادت بادراجها إلى غرفتها اتصلت عليه وهي تشتمه، . . . عاد إلى المنزل بعد مناوبته الطويلة وارتمى في حضن السرير لينعم بنوم هنيء.......سمع رنين هاتفه .....فتأفف.....وانقلب للجهة المخالفة له....واعاد الرنين مرةً أخرى.....وبعد الرنة السابعة أجاب بصوت مبحوح: نعم الجازي ضغطت على نفسها لا تريد أن تعقد الامر كما عقدتهُ على اختها: ....سيف ......بندر بيجيب لك عبد لله..........والشنطة فيها كل حاجاته الضرورية...... لم يستوعب الامر....ابعد عن اذنه الهاتف ونظر إليه مسح على وجهه عدّت مرات ثم قال: الجازي؟ الجازي أكملت : ولا عاد ترسل لنوف....شي......لا تحاول تخليها تصير وسيط بيني وبينك....اذا فيه شي تبي تقوله....قوله لي انا......واذا تبي عبد لله مرة ثانية اتصل علي انا مو ترسل لنوف.... رمش بعينيه عدّت مرات ثم استوعب الأمر: الجازي.....وش هالحكي؟....وش وسيط ما وسيط....انتي فاهمة غلط.... الجازي باندفاع : انا مو مثل نوف االلي على نياتها.....عارفة انك تحاول عن طريقها تقرّب مني. تأففف: اففففف........الجازي رسلت لها.....لأني ما ابي اضايقك مني اكثر.....وعارف ما راح تردين علي ويمكن ما تخليني اشوف عبد لله بعد......فعشان كذا ..رسلت لها.... الجازي لم يعجبها الأمر ابدًا فتحدثت بصوت مرتفع: طيب .....ليش تطلب منها تجي بيتكم؟ سيف بهدوء: عشان عبد لله... يا الجازي.... الجازي ضربت بيدها على السرير وهي تردف: واكييييييد عشان ترسم خطة وياها تقربك مني.... سيف نهض من على السرير وبتعجب من أفكار الجازي تحدث بحده: مانتي طبيعية يا الجازي.......وش اخطط له........انا تاركك طولة هالفترة عشان تعيدين نظرتك للأمر وتراجعين قرارك ...ونكون بعاد عن بعض عشان لا يصير مثل اللي جالس الحين يصير! الجازي بقسوة حكي: ابعد عن نوف....لا دخلها بينا....لا تخليني اكرها بسبتك.........خلااااص عاااااااد طولت السالفة وهي قصيرة يا سيف.......لا تحاول تصلح الأمور ....كل شيء انتهى....ووضعنا ما يسمح أنه نرجع لبعض....انت قلبك ملك لغيري...وانا ابي املك نفسي واعطيها فرصة ثانية للحياة.....لا صير اناني.... سيف تمتم بالاستغفار ، مسح على وجه عدّت مرات وبغضب وصوت مرتفع : أجل سمعي بصير أناني.......ولاني مطلقك......وولدي عبد لله بجي اشوفه كل يوم....وانتي اللي راح تفتحين لي الباب....وجيبين لي ولدي بعد.... الجازي بقهر: خلاص ولدك عندك لا عاد تجيبه لي.....دامك ما تقدر على فراقه.....اما سالفة الطلاق .......راح تطلقني غصبن عنك...... سيف بعصبية : بنشوف شلون غصبن علي.......والحين مشغول باي....... واغلق الخط في وجهها.......ورمى هاتفه على السرير وهو يهمس: جنّت الحُرمة....جنّت.... ثم دخل الخلاء ليستحم اما هي بقيت تنظر لهاتفها وهي تكرر بجنون: هيّن يا سيف....هييييييييييييييين..... ثم جلست على طرف سريرها نادمة على ما فعلتهُ بأختها، أختها فهمت ما ترمقها إليها بشكل خاطئ......وهي لم تقصّر ابدًا في قساوتها عليها ....تحدثت بصوت عالي ندم: الله يااااااااااااخذك... ثم نهضت بخطى متسارعة لناحية غرفة اختها طرقت الباب بقوة: نوووووووووووف فتحي.....انتي فهمتيني غلط ووربي انا مو شاكة فيك.......بس انقهرت.......اعرف نوايا سيف....يبيك تصيرين وسيطه بيني وبينه عشان ارجع له..... نوف بشهقة تحدثت: الجازي روحي غرفتك......ما ابي اسمع حتى صوتك....وخري عن باب غرفتي... الجازي بتنهد: تكفين نوف.....لا تسوين فيني كذا....افتحي الباب.....آسفة والله ما اقصد.....آسفة........فتحي الباب.... نوف بصرخة: مابي.........مابي اشوفك...... كانت ستتحدث ولكن سمعت صوت من خلفها: شفيكم تصارخون؟ التفتت على اخيها خالد توترت قليلًا ثم قالت: زعّلت نوف.....وابي اصالحها ولا هيب راضية تفتح الباب...... خالد : اتركيها تهدأ وبتفتح الباب...أما الحين لا تحاولين تفتحه لأنها بتعاندك.... الجازي سلمت أمرها لله: طيب.....بروح اصعّد لك غداك.... ثم نزلت وهو دخل لغرفته! .............................................. . . . الاهتمام في بعض الحين يولّد الحُب، ويشعل فتيلهُ المُنير لطريق العُشّاق، وسريعًا ما يُغيّر مفاهيم وقناعات كثيرة بداخلك.... . . مُنذ وصولهما على نفس متن الدائرة وهو يُغرقها بالاهتمام، ولم يكتفي بذلك بدأ بارسال إشارات الحُب لها ، لتتورّد وجنتيها وتغرق في خجلها الأنثوي المغري! اعتادت على وجوده معها كما اعتادت على أحاديثه وجرأته في الإفصاح عن مشاعره اتجاهها ولكن إلى الآن هي لم تعطيه الإشارة الكاملة في تقبّل حبه ليصبح متبادلًا بعد ذلك. . . . ........ هذه المرّة لم تسكن في السكن التابع للجامعة احبّت أن تكون في شقة مستقلّة بعيدة عن ضوضاء الطلبة والطالبات والقوانين! مشاري ببداية الأمر كان معارضًا للأمر ولكن سريعًا ما اقتنع وحوّل لها مبلغ مالي ضخم لتدير شؤونها به خلال فترة طويلة! . . . تنهدّت بضيق.....تكره الغُربة....وشعور الوحدة اخذ يطوّقها من كل جانب.....طارق لم يقصّر في تخفيف هذا الشعور ولكن هناك فرق عندما تصبح لديك صديقة قريبة منك افضل ممن يكون لديك صديق قريب! هي لم تعتاد على صُحبة الذكور وفي الأصل لا تتقبلها وهي ضدها تمامًا.....بغض النظر عن العادات والتقاليد....التي تربّت عليها ....هي تملك بداخلها قناعة كبيرة لا صحُبة بين الإناث والذكور .....لأنها ستتحول هذه الصحبة إما إلى كارثة أو إلى أمور لم تتوقعها! لذلك .....هي لم تسمح لطارق ان يتجاوز حدوده معها ولكن في الأوان الأخيرة لا تدري ماذا حدث لها....اخذت تُسهب في علاقتها الغير طبيعية ! وما إن يحل عليها الليل أخذت تفكر مرارًا وتكرارًا عمّ يحدث لها معه؟ مسحت على شعرها عدّت مرات، هي خائفة من هذا الشعور الجديد....خائفة من تغيّر افكارها لناحيته......خائفة من ....قلبها ان يميل ...ولا تستطيع بعدها أن تجعله يستقيم! أبعدت الكتاب عن وجهها.....ملّت من المذاكرة ....ومن تفكيرها الممل.... . . قطع عليها هذا التأفف وهذا التفكير رنين هاتفها سحبته واجابت دون أن تنظر للاسم: الو.... اتاها صوته الهادىء: اخبارج يا حلوة؟ خفق قلبها بشدّة وشعرت بالتوتر مسحت على شعرها وهي تردف: هلا طارق....انا بخير انت اخبارك؟ طارق وهو يقود سيارته : الحمد لله......توني مخلّص مذاكرة ....واحس لا عت جبدي....وقلت اطلع....اشم لي هوا... ايلاف بللت شفتيها ونظرت لأرجاء الغرفة: زين ما تسوي.....هالشي بفيدك....وبجدد طاقتك.... طارق ابتسم : وعشان جذيه باخذج معاي تجددين طاقتج بسج....مذاكرة... ايلاف حكّت جبينها بتوتر ونظرت لساعة الحائط والتي كانت تُشير إلى الساعة التاسعة والربع مساءًا لا تريد الخروج في هذا الوقت معه.....لا تريد أن تنصاغ وراء مشاعرها ...مهما كان طيّبًا أو .. . قاطعها بقول: الوووووو ايلاف وين رحتي؟ ايلاف جلست على طرف سريرها: معك......بس طارق ...ما قدر اطلع ....لأ... قاطعها بخوف: ليش فيج شي؟....تعبانة؟ ايلاف سكتت وبللت شفتيها ، اهتمامه هذا يُشعل بداخلها الكثير من المشاعر ...الألم....والحزن....والسعادة والفرح.....هي بحاجة إلى هذا الاهتمام خاصةً انها فقدته مُنذ ان بلغت سن البلوغ تقريبًا! : لالا مو تعبانة......بس الوقت بالنسبة لي متأخر وانا انام بدري يعني..... طارق ضحك بخفة: هههههههههه مثل الدياي يعني(الدجاج).....انزين على الأقل بس اليوم كسري روتينج.....وتراني عازمج على العشاء لا قولين لي تعشيتي لأني ما راح اصدقج! ايلاف ابتسمت : لا ما تعشيت.... طارق: خلاص اجل جهزي نفسج راح امرج...... ايلاف: اوك... طارق اغلق الهاتف ثم شدّ على المقوّد : تقدّم حلو....يا ايلاف...استمري.... ثم قاد سيارته بسرعة جنونية وهو يبتسم بخبث! . . . اما هي بقيت عالقة أمام الدولاب....لا تعرف ماذا ترتدي حقًا؟ اخذت تعبث بملابسها بما يُقارب الست دقائق، تأففت وهي تهمس لنفسها: انزين ليش متوترة جذيه.....البس أي لبس وخلاص......ركزي ايلاف...هذا زميل دراسة وبس..... واخذت تتحدّث مع نفسها بتناقضات .......لن تنكر انها ابتهجت حينما اعترف بحبه لها....ولكن الآن هي تخاف من أن تبادله هذا الشعور لا تريد أن تغامر....تريد ان تتريّث وترى مدى حبه الصادق لها ...لتختبره هل فعلًا يستحق ان تُهديه قلبها؟ تأففت على افكارها المُخيفة ثم أخرجت لها سريعًا بنطالًا اسود.....وبلوفر صوفي.....بلون احمر وخطوط عرضية بيضاء......ثم سحبت شال صوفي باللون الأبيض..... مشت بخطى سريعة لناحية الباب ثم انحنت لتسحب البوت كعب بلون الأسود.... ذهبت للخلاء لتستحم سريعًا.....تذكرت تنبيهات نور ......عليها أن تحذر......حتى لو كان يكن بقلبه مشاعر لناحيتها عليها أن تأخذ احتياطاتها منه! أغلقت صنبور الماء سحبت المنشفة واحاطتها على جسدها وخرجت من الغرفة ......لترتدي ملابسها... مضت عشر دقائق.......بينما وهي ترتدي ملابسها ببطء سمعت الجرس.... وفتحت عيناها على الآخر: أمداه وصل؟! ارتدت البلوفر سريعًا .......وسحبت المنشفة لتجفف بها شعرها....سمعت قرع الجرس مرةً أخرى...تأففت بتوتر...وسحبت بعجل قبعة صوفية من الدولاب وارتدتها.....ومن ثم ركضت لترى من الطارق... نظرت من خلال العين السحرية لوجهه ....اغمضت عينيها أخرجت زفير بصوت عالٍ ثم فتحتهُ وهي مبتسمة طارق: هااا جهزتي؟ ايلاف وهي تدخل خصلة من خصلات شعرها الرطب تحت القبعة: أي لحظة...بروح بس اجيب شنطتي واجي..... طارق اقترب خطوة للأمام نظر إلى قطرات الماء الساقطة على اكتافها...قوّس حاجبيه: شعرج رطب؟ ايلاف بتوتر: لبست قبعة...عادي يعني ...اطلع....بدو.. قاطعها وهو يسحبها للداخل دون اذنًا منها: روحي جففي شعرج انا بنتظرج اهنيه بالصالة... سكتت ، وشعرت بضيق تنفسها من جرأته ودخوله هنا شعر بنظراتها التي لا توافق على تواجده هنا لذا ابتعد عنها واقترب من الباب: آسف....اني دخلت بدون آخذ اذنج.....والحين روحي جففي شعرج بنتظرج في السيارة على بال ما تخلصين..... وهمّ بالخروج ولكن شعرت بالحرج من أن تتركه ينتظرها في السيارة وفي هذا الجو البار لذا اردفت بتردد: طارق..... ابتسم بخبث قبل أن يلتفت ليرى وجهها وما إن التفت حتى ابتسم بلطف قائلًا: آمري... ايلاف حّكت ارنبة انفها سريعًا: اجلس هنا انتظر....انا ما راح اتاخر..... ثم دخلت غرفتها دون أن تنظر لوجهه فابتسم وهمس لنفسه: وقدرت ادخل شقتج... . . . ثم رمى نفسه على الكنب ينتظرها بينما هي بعد ان دخلت لغرفتها شتمت نفسها بلا صوت.....وتوجهت سريعًا للمجفف ....وضج صوته في الغرفة....اخذت تجففه بيدين متوترتين ومرتعشتين ......استغرقت بما يقارب الخمس دقائق وهي تجففه ....ثم نهضت ووضعت القبعة على رأسها وتركت اطراف شعرها الشبه رطبه مسدوله على اكتافها ...انحنت لترتدي البوت ذات الكعب المتوسط.....ولفت الشال على عنقها....وضعت بداخل عينيها الكحل الأسود ليبرز لو عدستها البنية بدرجة فاتحة....ويزيد من اتساع رسمتهما الجوزاء......اضافت إلى ذلك تكثيف رموشها......واكتفت بعد ذلك بوضع مرطب شفاه بلون (الاحمرار) الباهت.....سحبت الحقيبة ثم خرجت من الغرفة...... التفتت انظاره إليها، لن ينكر جميلة....تتميّز بملامح حادة مريحة للعين.....جمالها...خليط... بين دولتين عربيتين وهذا واضح! ....من ينظر إليها بدقة يلتمس ميزة بسيطة من جمالها!.......ولكن يغلب عليها كلمحة أولى الجمال الخليجي......شعرها متميّز بلونه البني الغامق والواصل إلى اكتافها ....جميلة .....ذات طول متوسط وقوام متناسقة......ولكن حظها قبيح.....هكذا كان يحدث نفسه ابتسم بلطف لها: ما شاء الله ... خجلت منه ومن نظرات: جهزت.... طارق : يلا مشينا.... . . ثم فتحت باب شقتها ....واشار لها بالتقدم خرجت ثم اغلق الباب جيدًا ومشى بخطى متقاربة من بعضهما إلى أن وصلا للشارع وركبا السيارة .... . . شعرت بالتوتر......فسرّت توترها بسبب انعزالها عن الناس فترة ليست هيّنة ......حتى إنها لم تكوّن صداقات كثيرة .....والآن هي متوترة لأنها لم تعتاد على هذا الامر....تنفست بعمق وبهدوء لتخفف عن توترها...نظرت للشوارع.....ودّت لو كانت الآن هي في الكويت....جالسة بجانب والدتها لتمسّد على شعرها وتغرقها بأحاديث الأمهات الذي يليّن القلب!.....ماذا لو اهتم والدها بدلًا من طارق؟ ولكن طارق لا يهتم فقط....هو عـ... قاطع تفكيرها متساءلًا: تحبين تسمعين لمين؟ نظرت له باستفهامات؟ ليردف: اوه شكلي اتحجى بروحي....صار لي ساعة اسولف وانتي سرحانه.... ايلاف ابتسمت بخجل: لا بس شردت اشوي..... طارق نظره لها بمكر: بمنو؟ ايلاف خيّبت ظنه وبكذب: احاتي الاختبار.... طارق : لا تحاتين ولا شي....انتي ذاكرتي ....الحين توكلي على ربج....وبس.... ايلاف تمتمت: والنعم بالله.... ثم أعاد السؤال من جديد: أي ما قلتي؟ منهو مطربج المفضل؟ ايلاف : اجذب عليك لو أقول لك عندي مطرب مفضل طارق بصدمة: يعني ما تسمعين أغاني؟ ايلاف بهدوء: اسمع بشكل عشوائي....ما افضل احد على احد ثاني..... طارق التف لها: اوهه....اجل أي شي تسمعين له عادي ؟ ايلاف وبدأت تنخرط معه في الأحاديث: لا مو أي....شي......يعني فيه نوع معيّن من الموسيقى افضل اسمعها .....في بعض الأغاني....بس بشكل عام ما عندي مطرب مفضل.... طارق ركن السيارة وهو يردف: شكل ذوقج صعب وايد.... ايلاف ضحكت بخفة: ههههه نوعا ما ... . ثم ترجلا.....واقترب منها......إلى أن اصبح أمام وجهها... تحدث بهدوء وشاعرية : ايلاف.....قبل لا ندخل المطعم ....ودي اقولج شي... ايلاف بتوتر ابتعدت عنه قليلًا : قول...اشفيك؟ طارق بلل شفتيه وابعد ناظريه عنها: بصراحة أنا وايد حابج.......وابيج على سنة الله ورسولة.....ومابيج تفكريني ألعب او اجذب عليج مثل باقي الشباب....عشان جذيه.....ابي اخطبج من اهلج وصيرين حلالي! صُعِقت.....وتسللت رعشة قوية إلى جسدها .....كتمت انفاسها بعدم تصديق....أحقًّا هو يحبها إلى هذه الدرجة؟....هل هو عاشق حقًّا ليتمنى الارتباط بها.....ولكن ...والدها لن يوافق على هذا الامر....بعد أن تخرجت من الثانوية تقدم لها ابن عمها ورفضه......ومن خارج عائلتهم ورفضه ايضًا بحجة اكمال دراستها وصغر سنها.......اخبرها بصريح العبارة (ما راح ازوجج إلا لم تتخرجين والحين ابيج بس تركزين على دراستج) يعني لو تقدم لها طارق بشكل رسمي الآن.....لن يوافق عليه ... تنهدّت بضيق...وشتت ناظريها عنه شعر بحزنها هنا واقترب منها: ايلاف قلت شي غلط؟ ايلاف بجدية نظرت لعيناه: لا.....طارق...مادري شقول لك.....بس صدقني لو تقدمت لي الحين ابوي ما راح يوافق... هو يعلم بذلك!، ويعرف السبب لذا اتاها من هذه المخارج لينتقل إلى خطوته الجديدة في اقناعها بحبه لذا تحدث بتعجب ليخدعها: ليش؟ ايلاف بهدوء: يبيني اركّز على دراستي ....اكثر....لأنه يشوف الدراسة اهم من كل شي....ولم اخلص منها .....يصير خير.. طارق بهدوء: كلامه صحيح....الدراسة مهمه......بس حتى الاستقرار مهم؟! ايلاف نظرت له بعدم فهم، فسحب يدها ووضعها على قلبه وهو يردف: ابي قلبي يستقر في مكانه لشفتج... ارتعش جسدها و سحبت يدها من على صدره بتوتر طارق بهمس العشاق: يعني وش اسوي؟ أخاف تروحين من ايديني ...لو انتظرت.... ايلاف ....سكتت ثم نظرت لوجهه: لهدرجة تحبني؟ طارق بمكر: ظنج لو ما احبج قلت لج ابي اخطبج؟ ثم اقترب منها : ايلاف انا ريّال ما يعرف الخرابيط.....قلت اخطبج.....واريّح نفسي....وكونين حلالي....وانتي تقولين ابوج بيرفض لو تقدمت ....شسوي....إلا اذا انت مو متقبل... قاطعته بتوتر وباعتراف طال عليه طيلة هذه الفترة: لا....لا تفهمني غلط....والله ابوي هو تفكيره جذيه... طارق شيء ما انزاح من على قلبه وابتسم بخبث: انتي شنو؟.....ايلاف ابي اعرف ....مشاعري اللي كل يوم تكبر.......بيجي يوم تنهدم ولا بتكبر مع من يبادلها بالشعور... ايلاف تشعر أنها أصبحت تحت ضغط.....إن اعترفت له......ستتنازل عن قناعات كثيرة تحملها بداخلها وإن لم تعترف سيفهم الأمر وسيذهب عنها... ايلاف بتنهد: طارق.......مادري كيف اقولها لك..... وبنبرة اشبه للهمس: بس انت مهم بالنسبة لي.... ابتسم واخذ ينظر لعينيها التي تحركهما بشكل مشتت عن النظر إليه: يعني تحبيني....؟ ايلاف بجدية: الأيام بتثبت لك هالشي... طارق سحب يدها بسعادة : اجل خلينا نتعشى......بعد ما ريّحتي قلبي..... ابتسمت له على مضض......وتتمنى بداخلها أن يدوم حبه لها.....إلى ان يحين الموعد المناسب لارتباطهما ببعضهما البعض! .................................................. ....... . . الخطط تسير كما رسمها في عقله......هي اعترفت له ولكن بطريقة غير مباشرة الآن يستطيع ان يسدد أهدافه ....بطريقة اكثر ألمًا لمن آلامه! .................................................. ...... . . مهموم.....فقد اتزانه في كل شيء.....يشعر صورتها باتت مسيطرة على عقله...... هل هذا هو شعور الأبوة الذين يتحدثون عنه؟......عندما نظر إليها شعر بسذاجته في التخلي عن والدتها بمجرد انتهاء الفترة المحددة من أخيه!.....وانتصاره على امير.....شعر أنه كاللوح الذي يغيّر جورج مكانه دون اخذ رأيه بذلك!.......الآن يلوم أخيه في سحبه في هذا الطريق......كان عليه ألا يرميه في طريق أمير.....كان عليه ان ينتقم لنفسه دون أن يجعل له يد توصله إليهم! نظراتها إلى الآن تخترقه.....ويشعر بأنها تلاحقه وتلومه ....حقًّا هذا الشعور لا يطاق!......وقّع على الأوراق....ثم نهض ليدخل إلى مكتب أخيه... الغارق في مراجعة المستندات الجديدة.... رمى عليه الملف.... ثم تحدث : جورج....اللي ساويته بداليا.....خبال..... جورج دون ان ينظر لأخيه: مشان تعرف مرّة تانية ما تخوّن فينا مُراد بنرفزة: ما خوّنت فينا......أمير حبسها عنده.....واخذ منها التسجيلات ...غصب......ما قالت شي له....السجلات هي اللي حجت وسولفت له.... جورج نظر لأخيه بصرخة: وبنتي؟.....كيف عرف بموضوع بنتي ايلاف... مُراد بحيرة: مادري....بس اكيد داليا....ما قالت شي....مثل هيج..... جورج نهض وهو يضرب بيديه على الطاولة: هي الوحيدة ياللي بتعرف بهيدا الشي......ما حدا يعرف غيري وغيرك وهيّ ....وأنتّا ئلت هو عرف....انه عندي بنت..... مُراد بضيق من هذا الأمر ندم انه حدّث أخيه بشأن اعتراف امير وبمعرفته عن أمور كثيرة عنهم! : بس مستحيل داليا تقول له مثل هيج....جورج.....حاول انك تتزن بتفكيرك ولا تغرق نفسك ....اكثر..... جورج : بدّي افهم شغله ....ليش دافع عنّها...مشان كونها زوجة سابقة لإلك ولا... قاطعه امير: لأنها مظلومة....لبستها قضية هواية جبيرة عليها...وهسه مسجونة.....وامها بحاجة إلها جورج مسح على شعره: ما راح اتنازل عن شي....وخليها بالسجن....حكموا عليها سنتين.....بقضية احتيالها علي.......كلها سنتين وتطلع!.. ثم ابتسم لأخيه بخبث سكت مراد لن يناقشه في امرها اكثر ولكن صدم أخيه عندما قال: انت لك يد في موضوع امير...... جورج قوّس حاجبيه: شو ئصدك؟ مُراد بملل وحده: أنت اللي صاوبت امير..... جورج ضحك بصوت عالي: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ثم اردفت: لو بدي اعمل هالشي.....لكان ما خليتوا يعيش لهيدا اليوم....وئتلتوا من يومتها.... مراد بشك: يعني؟ جورج جلس على كرسيه: للأسف مو انا ياللي صاوبته.... مراد بريبة من الامر : متأكد؟ جورج بانفعال: وليش شكيت فيني؟ مراد : لأنك مصر علي اني اقتله....ورفضت.... جورج ببرود: بالنسبة لي الآن هو ميّت وامير انتهت ئصتي(قصتي) معوه.......وبعيد عليك مو انا اللي آمرت بقتله.... مُراد نهض وهو يقول: الخميس الجاي برجع باريس عشان اشوف بنتي... صرخ هنا جورج: واااااااااااااانا بئول لك لأ.... التفت مراد عليه وبحده: قلت لك بسافر.....عشان اشوف بنتي...وغصبن عليك... جورج تقدم لأخيه: شو هالحب ياللي طلع لبنتك فجأة.... مراد بمغزى ذات معنى: مثل حبك لإيلاف ولكن الفرق اني ما ابي امثل عليها الابوّة من بعيد يا جورج ثم انفعل بالحديث: انت استقليتني في هاللعبة .....انت ربحت فيها...وانا خسرت نفسي ......خسرت لم صرت أبو......لبنت......تدفن راسها بصدر امير علمود تحس بالأمان وتباوع فيني مثل الغريب.....وانا بصير مثلك ما راح اتنازل عن هالجزء من هاللعبة....اريد افوز لو بشي بسيط.... جورج اغمض عينيه ثم فتحهما وهو يقول: راح تجيبها لهون؟ مراد بحده وغضب: ما راح احرم أمها منها؟ جورج امسك أخيه من اكتافه وهو يقول: عملية التهريب بدأت وبدي يّاك... قاطعه مراد وهو ينفض يديه عنه: عندك رجالك .....خلهم ينجزون المهمة بدون مراقبتي.....عن اذنك... ثم خرج وضرب جورج بيده على الجدار وهو يشتم أخيه! .......................................... . . . تثاقلت عليه الهموم وجعلت منهُ شخصًا يفتقد صحته يومًا عن يوم ......لم يخرج للعمل ...ووصل خبر تعبه لأعز صديق لديه .....فأتى إليه للاطمئنان....عليه......فيوسف....ليس طبيعيًا أبدًا ...تفكيره في الأوان الأخيرة مشتتًا ويغلب عليه السرحان....وقلّة النوم.... . . في المجلس....وضع كوب الشاي على الطاولة ثم تحدث بجدية: يوسف....مانت طبيعي...ضغطك أول مرة يرتفع كذا.....ووجهك اصفر وواضح ما تنام زين.....شاللي صاير وغيّرك كذا؟....قولي ياخوي وش فيك؟ تنهد ... يؤنبه ضميره وما اقسى هذا الشعور : قلبي.......يوجعني يا إبراهيم... بو سلطان بخوف: اسم الله عليك...خلنا نروح المستشفى اليوم ونسوي لك فحص ....ونتأكد من سلامتك.... ابتسم بسخرية على وضعه: ماله داعي....هالوجع بيتم بقلبي لين اطمئن أنا ظالم ولا مظلوم؟ بو سلطان سكت، لثوانٍ ثم اردفت: رجعنا على نفس السالفة؟ بو ناصر بجدية: أحس إني ظلمتها......شيخة اشعلت بقلبي نار......بسالفتها.....وهالنار شبّت لي نيران الماضي.... بو سلطان ليجاريه بالحديث: وش اللي يريحّك طيب؟ بو ناصر بغياب ذهن: ما دري....بس فكرت لو نرجع لنفس المستشفى...ونطالبهم بنسخة.....من أوراق التحليل... بو سلطان بصدمة: وتفكر الامر سهل؟......لا والله ما هوب سهل.....وما اظن محتفظين بنسخة لهاليوم....كم سنة مرت يا بو ناصر... بو ناصر بانفعال: أجل وش اسوي؟ بو سلطان بحيرة: مادري....مادري......بس انت متاكد.....من أنك... قاطعه بو ناصر: أي ابي اعرف ......ظلمتها ولا.....وابي اريّح ضميري... بو سلطان بثقة: طيب ولو صارت بنتك وش بسوي؟ بو ناصر بهدوء: راح أحاول اصلح الأمور واجيبها تعيش معي.... بو سلطان ضحك بخفة: ههههههه تظن الأمور بهالسهولة هذي؟ بو ناصر نظر لوجه أبا سلطان: لا ......بس يكفيني شرف المحاولة....من اني ارجّع الأمور لطبيعتها... بو سلطان : ما اظن أنهم بالبنان الحين.... بو ناصر اغمض عينيه : لا ......مو بلبنان....مستحيل ديانا تروح لابوها.....ما تتجرّأ....بس لازم اتأكد... بو سلطان قوّس حاجبيه: يعني بتسافر لبنان؟ بو ناصر حكّ جبينه: لا.....ما ابي مشاكل.....اترك واحد من الرجال اللي يشتغلون عندك يسافر ويسأل.... بو سلطان بخيبة : ابشر اهم شي...ريّح نفسك ولا تتعبها وانا خوك... بو ناصر تنهد من جديد: عجزت هالمرة امرر ذكراها من عيني وعقلي بسلام.......احس اني تسرعت......احس قلبي مأخوذ مني خاصة بهالفترة......عجزت اتناساها مثل قبل.....عجزت يا إبراهيم....احس اني قتلت روح.....بإيدين باردة.... طبطب أبا سلطان على فخذ صاحبه: إن شاء الله كل شي.....بيتصلح.....بس هد من نفسك...ولا تتعبها يا يوسف.... بو ناصر هزّ رأسه برضى.....وسرح بعدها في ذكرى طفولتها! .................................................. ................ . . . . تُريد مهاتفته......والآن....تُريد أن تحتضنه بعد رؤيتها لهذا الكابوس....حاولت تهدأتها....والتخفيف عنها ولكن زاد أنينها.....وزاد البكاء...... أخذت تمسح على شعرها برقة ...وتطبطب على ظهرها بحنان....ولكن كانت تكرر : بدي أمير.........أميييييييير.... وكانت تتحرّك بعشوائية وبحركة سريعة، شدّت على جسدها لتقربها منها اكثر..... تكرر بلغة عربية مشابه لماكس: بليز سندرا اهدئي.....تومورو....راح وديك لألوه.... حرّكت رأسها سندرا بجنون وابتعدت عن أحضان جولي : نو.....نو......الآن.... جولي سحبتها من يدها واعادتها لأحضانها لتهدأتها.....ولكن سندرا كانت في حالة استنفار....وخوف....فبدأت جولي تتساءل ماذا رأت في منامها لتنهض بهذا الجنون؟ حاولت بشتّى الطرق أن تجعلها تعود للنوم.....ولكن أنينها يزداد....سألتها هل تتألم من شيء؟ ولكن هزّت رأسها سندرا بالنفي: بدي أميييييييييييير.... وضجّ صوت تكسير زجاج أحد النوافذ ، باطلاق الرصاصة عليه فتحت جولي عينها بذعر ودون شعور حملت سندرا الذي صرخت في احضانها ونهضت من على السرير وانبطحا على الأرض بعد أن استقرت الرصاصة في نافذة الغرفة هذه المرة ...... سندر بدأت بالصراخ بينما جولي اخذت تهدئها ثم قالت بحذر stay here…: سمعت اشتباك صوت اطلاق النار ......ففزعت من الامر نهضت وهي محنية الرأس....لتصل إلى هاتفها الموضوع على الكمودينة ....سحبته ثم اتصلت على اخيها وهي تصرخ (مترجم): مااااااااااااكس...ارجوك........ساعدنا ...احدهم يريد قتلنا! انتهى |
|
|
06-20-2020, 04:31 PM | #22 |
البار السادس عشر . . . . . . . كانا يتناولان العشاء على اطراف انغام لحن الموسيقى الهادئة....لم يكف عن الحديث لإقناعها بحبه....وبدأت هي في الواقع تنساب مع مشاعره تلك....اتاه اتصال فاعتذر منها وأجاب دون النهوض والابتعاد عن انظارها كانت تستمع لكلماته ولتغيّر نبرته لفرح وسعادة : الله يبشرك بالخير....ولا يهمك.....هههههه ......سلملي عليهم كلهم.....وتحمد لها بالسلامة.....مع السلامة... ثم اغلق الهاتف ووضعه على الطاولة تحدث: أختي.....ولدت يابت ولد..... ايلاف ابتسمت له: اوه.....الف الحمد لله على سلامتها..... طارق بتنهيدة: الله يسلمج كان ودي أكون معاهم......وعدتها أنا اللي اوديها المستشفى ......لكن الظروف ايلاف تؤازره: ما بقى شي وتيي (تجي)...أجازة المنتصف واكيد اهلك وريلها (زوجها)ما راح يقصرون معها... طارق بربكة : للأسفل ريلها توفى......وهي بالشهر الرابع... ايلاف شهقت ووضعت يدها على فمها: هأأأأ......الله يرحمه.... طارق ابتسم لها ليغير من جوهما: ويرحم موتى المسلمين والمسلمات....المهم.....شرايج باختياري للأكل...؟ ايلاف بتلذذ: والله شي خيال...... طارق بهدوء: فيه بعد مطعم على الشارع الثاني ينن(يجنن)....لازم اذوقج من أكلهم... ايلاف مسحت فمها بالمنديل : شكلك ييت(جيت) أهنيه وايد..... طارق فهم ما تقصده: أي.....ييت لأمريكا تقريبا حوالي ثلاث مرات مع اهلي.... ايلاف ابتسمت: عشان جذيه صارت عندك خبره بالأماكن.... طارق ارتشف من عصيره: أي.....فيه أماكن وايد حلوة اهنيه لو حابة اصير مرشدج السياحي ما عندي مشكلة... ايلاف بخجل: ما عندي مشكلة......بخليك مرشدي السياحي ....بس للأسف ما راح يكون عندي وقت كافي للسياحة... طارق : ايلاف لازم تنظمين وقتج ما بين الدراسة ووناستج وحياتج ولا جذيه راح يجيج نفور.... ايلاف بتفهم: أحاول والله بس الدراسة تأخذ وقتي بشكل... طارق ابتسم: وانا بساعدج في تنظيم وقتج... ايلاف سقطت عيناها على الوقت من خلال شاشة هاتفها الموضوع على الطاولة: امبيه....صارت الساعة اثنعش....تاخرنا....لازم ارد الشقة .... طارق نظر لساعة يده: مر الوقت بدون ما نحس..... ايلاف بهدوء: أي.... طارق : خلاص الحين نقوم....اصلًا واضح انج تعبتي وفيج النوم.....شكلج ما تاخذين غفوة لم تردين من الجامعة ايلاف ضحكت بخفة: ههههههه...ما علمت نفسي اغفي ....عشان انام بدري باليل.... طارق وضع المال المستحق في مكانه المخصص ثم نهض: عشان جذيه ما تقدرين على السهر... ايلاف سحبت حقيبتها : الصراحة ما احب السهر وايد.....لأنه يخرّب علي نظامي اليومي كله... طارق : ههههه ما راح اسالج شنو نظامج اليومي ......لأنه واضح شنو.... ايلاف فتحت باب السيارة: ترا مو كله دراسة.... اغلقا الباب وهو يردف: أتوقع منج .....دراسة...ترتبين شقتج.....يمكن تقرين روايات....وامم بعد.... قاطعته : ما قرأ روايات..... بدأ طارق بالقيادة مردفًا: غريبة؟ ايلاف: احب اقرأ كُتب علمية اكثر....يعني.... طارق اندمج معها بالأحاديث وهي نسيت نفسها معه وبدأت تتجاوب اكثر على اسالته واطراف احاديثه! ............................................. . . صُعِق من حديثها ، وضجّ فؤاده بنبضات قوية نهض من على الكنبة كالمقروص.....مشى بخطى سريعة .. لناحية الباب....خرج واغلقه ثم ركب سيارته.... في هذا الوقت العلاج بدأ بمفعوله لنور لذا كانت تغط في سباتها العميق ولم تشعر بضجته ....... وبعد ربع ساعة من قيادته الجنونية.... وصل.....نظر لإحدى الحرس (مترجم): ماذا حدث؟ تحدث الرجل وهو يلتقط انفاسه(مترجم): أحدهم اطلق النار على النوافذ....وقام باقتناص رجلين منا... ماكس بصدمة(مترجم): اقتناص؟ الرجل (مترجم):اجل اظن انّ احدهم من احدى القناصين الماهرين ....أما البقية كانوا مرتدون لباس واقنعة تخفي هويتهم.....وطلقاتهم كانت عشوائية....ولكن رأيت هذه الورقة مثبته في جسد صاحبنا الذي قتلوه خلف المنزل.... ماكس سحب الورقة من يده وقرأها، كانت مكتوبة باللغة العربية : ابتعدوا عن مُراد...وإلا لن يبقى أحدًا منكم! قوّس حاجبيه ولم يفهم الإشارة ! وضع الورقة في جيبه ثم ركض للداخل رأى اخته الجالسة في الصالة وفي احضانها سندرا تبكي ركض لناحيتهما وهو يقول: انتوا بخير... جولي بذعر: لا......للتو خرجنا من الموت... ماكس نظر لسندرا ثم لأخته: راح نروح لشقة امير...أأمن من هون... جولي بحيرة: من......اقصد....الرجال... ماكس حرّك اكتافه : آي دونت نو......يلا....خلونا نمشي.... نهضت جولي واحتضنت سندرا التي ما زالت تبكي بلا صوت......فقط جسد يرتجف صريعًا من الخوف ...واشتياقًا لعطف ذلك الرجل... خرجوا...ونظر للحرس وللشرطة التي أتت أشار لجولي وسندرا ان يركبوا في السيارة وهو بقي يتحدث مع الشرطي ثم التفت على إحدى الحرس(مترجم): انهي الإجراءات اللازمة أنا ذاهب.... ثم ركب سيارته والآخر وافق على امره..... ماذا يحدث؟ هو متيقّن ما يحدث ليس له علاقة بما حدث في بريطانيا وتلك الرسالة تؤكد ذلك.... طيلة الطريق كان يفكر ، هذه المرة من الواضح حاولوا قتل او تخويف سندرا....وطلبهم في الابتعاد عن والدها يؤكد ذلك.....حاول أن يطمئن اخته والصغيرة إلى ان وصلوا للشقة ....ودخلوا..... اغلق الباب ثم قال: دخلوا الغرفة هذي... ثم أشار لغرفة امير... : وناموا... جولي كانت ستتحدث ولكن أشار لها: تومورو... هزّت رأسها ثم التفتت على سندرا: امشي.... ومشت معها سندرا ووجهها منتفخ من شدّت البكاء والخوف اما ماكس بقي يفكر بالأمر... ثم سحب هاتفه ولم يتردد في الاتصال على مُراد .................................. كان سيخلد للنوم.....للتو جهّز نفسه .....واستلقى على السرير سمع الرنين وعندما رأى الاسم لم يتردد في الرد : هلا ماكس... ماكس بغضب (مترجم): ماذا يحدث؟.....اريد تفسيرًا لِم حدث....أحدهم حاول قتل ابنتك......وقتل رجلين من رجال أمير...وترك رسالة تهديد ثم قراها: ابتعدوا عن مُراد...وإلا لن يبقى أحدًا منكم! وبلغة عربية مكسرة بالغة في العصبية: مُراد.....توقف عن .....جعلي....مجنون..... مُراد عندما سمع حديث نهض بخوف على ابنته: شتكول(شتقول) انت...؟ ماكس بانفعال: لا تعمل نفسك....مصدوم.... مراد بعصبية: أنا مالي دخل .....بس والله لا انتقم منهم.....وهسه قولي ....شصار على بنتي.... مراد بسخرية: not fine! ثم اغلق الهاتف في وجهه....ومشى مراد بخطى متسارعة ليخرج من غرفته...متوجهًا لجناح أخيه ....وفي عينيه شر لا ينضب! ركض على عتبات الدرج وهو يشتمه......وصل إلى جناحه.....كان سيفتح الباب ولكن كان مقفلًا فقام بضربه بيده ورجله وبصوت عالي: جووووووووووووووووورج افتح الباب.....افتححححححححححححححححححححححح....... جورج كان أمام أوراقه الكثيرة ، لم ينتهي من العمل .....واخذ يكمله هنا...سمع الطرق نهض وفتح الباب بخوف .....ولم يمهله مراد مسكه والصق ظهره بالجدار وشدّ على ياقته : لهدرجة تستخف فيني يا جورج... جورج دف أخيه عنه وبصرخة: جنيييييييييييييت أنتّا؟ مُراد انقض على أخيه مرةً أخرى: ترسل كلابك عشان يموتون بنتي.....بس علمود ما ساعدتك في عملية التهريب.... جورج امسك بيدي أخيه وشدّ عليهما بيده وحدّق في عين مراد الغاضب: مُراد اهدأ وخلينا نتفاهم.... مراد بصرخة: مااااااااااااااااا فيه شي نتفاهم عليه....... جورج دفع أخيه للخلف وبانفعال: ما بعرف عن شو تتكلم بس انا بعيد عن كل شي يصير لأمير وبنتك .... مراد : تركوا رساااااالتك عند ماكس.... جورج قوّس حاجبيه: شو عم تخبّص أي رسالة.... مراد بقهر: تهددهم لو ما ابعدوا عني راح تقتلهم جورج ضحك بسخرية: هههه وانت صدئت هيدا الشي؟ مراد بتهديد: جورج....اقسم لك بالله...لو ما كفيت شرك عن بنتي.....لا اضر بنتك.... جورج انقض هنا على أخيه وهزّه من اكتافه بعنف: اصحححححححي على نفسك.....في حدا عم يتلاعب فينا.......اصحىىىىىىى انا ما عملت شي لا لبنتك ولا لأمير....بتفهم؟ مُراد ابعد أخيه عنه ....ثم مسح على رأسه عدّت مرات ليردف جورج: في حدا عم يعمل كل هالشغلات وبعلّئها فيني.... مراد بصرخة: منوووووووووووو؟ جروج بنفس الصرخة: ما بعرف......يمكن من أعداء امير.... مراد بحده: لا مو من أعداء امير.......اذا فعلا مالك يد ...فهالشي يكون من اعداءك... جورج بتفكير: اعدائي؟ مراد دون ينظر إليه : راح انزل على باريس.... ثم مشى عائد إلى غرفته ....بينما جورج وقف ينظر للفراغ وبذعر حدّق بشتات: اعدائي؟...معئولة؟ تأفف مسّح على شعره عدّت مرات ثم عاد لغرفته هو الآخر! ......................... بعد يوم مُتعب وشاق، ومليء بالانتصارات من جميع النواحي التي خطط عليها، رمى الأوراق التي بيده أوراق تحمل بداخلها معلومات شخصية لهدم تلك الشخصية كان صعبًا عليه أن يتوصل إلى ادّق التفاصيل ولكن اتضّح له انّ هناك عنصر حاقد وحاسد ليتخلّص من هذه الشخصية وابعادها عن هذه العائلة لذا ليقتحم صفوت هدوء مشاعرها كوّن معها علاقة حُب وهمية بسبب عملها كـ(فاشينستا )وهو كمعجب وعاشق اخذ يؤثّر عليها إلى ان بدأت تُفشي بأسرار هذه العائلة وهذه الخطوة اتخذها قبل الظهور لهذه الشخصية التي لا تعلم بما يدور حولها والآن سدد رميته القاضية على جورج بتشكيك مُراد ناحيته ولن يكتفي بذلك ما إن يحّل النور عليه سيجعله يغّص في شوكة الألم وسيبّث في دمه شكّ من نوع عميق وقاسي، ويتمنى لو تتحقق نتيجة هذه الخطة بسفك الدماء ضحك بصوت عالٍ ثم سحب كأس الماء وشربه في دفعة واحدة : انتقموا من بعضكم يا حلوين.... ثم رمى نفسه على الاريكة واخذ يفكر بخبث نواياه! .................................................. ............ . . . اشد الامراض خطورة امراض القلوب! القلوب العليلة بالحقد والحسد، وعدم حُب الخير للآخرين تلك القلوب التي طُبع عليها بألا ترى حُبًا ولا ترى خيرًا مليئة بالشوائب والاشواك الحارقة لِمن يلمسها! تلك التي تجعل من الإنسان جمادًا لا يملك أيّة مشاعر حتى به يفكّر بالأشياء الهادمة من اجل الشعور بلذّة الانتقام قلوب في حاجة شديدة لعلاج في أسرع وقت قبل أن تحرق الأخضر واليابس وتجعل منهُ رمادًا لا يمكن الخلاص منه إلا ببعثرته في الهواء بصعوبة بالغة من ثقل وزنه وشدّت وطئه! هذه القلوب تحرق قلوب أخرى لا تعرف معاني تلك الامراض فتغرق في وجوهها المختلفة والمغلّفة بزيف ما تُخفيه من حقيقة تُرسل للقلوب الطيبة والصافية تنبيهات جيّدة لتقترن بها وما إن تتمكّن منها وتقترن تعصف بها...مسببة لها دمارًا لا يُشفى! . . . لا تعرف نواياه وخبثها .....لا تعرف انه سيستخدمها كأداة من أجل تحقيق عدالته في الانتقام.....كما عذبوه....وحرموه من أشياء عزيزة على قلبه.......نفوه لمكان بعيد.....لفترة لم تتجاوز الثلاث سنوات....لمكان الجميع يكره ...زجوه في السجن كرهًا!.....بقضية لم يقترفها .....شعر بعجزه وحرقة قلبه خاصةً بعد أن علم بوفاة أخيه الوحيد والذي يصغره بسنة واحدة...توفي وهو غريب ....في بلد يمتلك قوانين صارمة بحقه....وغريب في ظلمة جدران السجن....جنّ....هناك بالبكاء .....صحة أخيه لم تكن جيّدة فهو يعاني من الانيميا المنجلية .....في ذلك الوقت .....كان مخاصمه ....لأنه علم بطبيعة عمل أخيه مع ذلك المتجبّر....ولم يعد يأخذ منه المال.....ولم يعد يتصل عليه كما يفعل....خاصمه.....في الأوان التي هو بحاجه إليه .....ها هو الآن خرج....وفي خلال سنتين جَمع معلومات جدًّا مهمة ومفيدة من أجل انتقامه....كونه مهووس....بالإلكترونيات واعمال الهكر.....وهذا كان عمله مع ذلك المدعو...استطاع أن يخترق نظام المعلومات الخاصة به......حتى توصل إليها ...واستخدم قريبتها لتعلمه بأدق تفاصيلها....ولم يكتفي بذلك أبدًا.....ولن يكتفي ابدًا.....خسر كل شيء بالنسبة له....سُجن.....اضاع دراسته......اضاع جزء من عمره.....ما زالت والدته مخاصمته.....واخيه المقرّب توفّى دون أن يسامحه ....دون أن يحتضنه ويشتم رائحته ويقبله معتذرًا!.... استقله....استقل ذكاؤه.....في انشاء القواعد والنظم الالكترونية ......وحتى البرامج .....التي تساعده في العمل.....ذكاؤه ادخل عليه الكثير من المال......والآن سيستخدم هذا الذكاء لحرقه!......سيحرقهُ عن طريق أحب الأشياء لقلبه....سيجعله يتألم....ببطء.... بينما هي ابتسمت بحُب....على احلامها الوردية التي بدأت تتحقق دون إدراك نواياه....كسرت القواعد التي رسمتها في عقلها .....وهدمت جميع الحواجز لأنها بحاجة إلى هذا الاهتمام ....هذا الحُب....هذا العشق...وهذه الكلمات التي لم تسمعها مُنذ ان انفصلا والديها.... احتضنت الوسادة.....واغمضت عينها وعاشت إيلاف في هذه الليلة اجمل الاحلام .....دون أن تشعر بتلك النوايا! .................................................. ................. . . . استشاط قيضًا من حديثها وتلميحاتها تلك التي اجزم بعدها انها جنّت حقًّا.....لم يأخذ ابنه....ولم يلمسه حتّى كان ينظر إليه عن بعد ....وهو يهز برجليه بتوتر..... كان بيد أخيه جسّار يداعبه ويُلاطفه بحُب الأطفال الذي جُبل عليه... تحدث قصي في هذه الاثناء: والله ما عرفتك وأنت تحب الأطفال..... عزام وهو يأكل من البرتقال: والله حتى أنا انصدمت.... جسّار طبّق بطرف شفتيه على طرف خد عبد لله دون عضّه ثم بعد ذلك ابتعد عنه وقبّل يده وهو يقول: والله احسن شي في هالدنيا ذي كلها .....الاطفال وبراءتهم......ياخي فيهم صفاء ونقاء ......يجبرك على محبتهم... قصي شعر بالغصة هُنا، هل ستكون النتائج مؤلمة؟ هل سيصعب على مُهره الانجاب؟ اخذ نفس عميق ومسح على شعره بهدوء عزام : خلاص يا خوي تزوّج.... جسّار بروعة: اعوووووذ بالله....لا وين...تو الناس..... قصي بسخرية ضحك: هههههه وش تو الناس عمرك صك سبعة وعشرين .......تبي تزوّج وانت في الأربعين؟ عزام ضحك : هههههههههههههه لا وهو في الستين نزفه وهو على عربيته ضحك هنا سيف وخرج من إطار الصمت قصي نظر إليه ثم ابتسم لهم: شكله كذا... جسّار احتضن عبد لله واخذ يحدثه: عمانّك خبول....وابوك نفسية....يلا منو قدّك عندك عم واحد بس عاقل ورزين....وسيم بعد.... سيف بتكشيرة: يا شين الثقة الزايدة... عزام رفع حاجبه الأيمن: عندك شك في ذلك؟ سيف بضحكة خفيفة: ههههههه أي دافع عنه عشان وجهك نسخة منه.....ما تقدر تطقطق عليه ما فيه مجال.... قصي التقط عنقود العنب من على الصحن وبدأ بأكل حبه واحده منه:...مسكين وين ما يروح يشوف نفس وجهه بدون مرايا.... جسّار نهض وجلس بالقرب من عزام واحتضنه بيده اليمنى وباليد اليسرى ماسك بعبد لله وبنبرة انثوية: يلا منّاك لا تضغطون اخوي.... ضحك هنا قصي وكاد يموت مختنقًا بعد أن غّص في اكل العنب اخذ يكح: هههههههههههههههه كح كح الله يقلعكم... سيف نهض وضرب بخفة على ظهره وهو يضحك: ههههههههههههههههههههه لا تتكلم يا غبي خذ نفس عميق وناظر على فوق.... عزام : هذا حوبتي يا كـ...... جسّار : هههههههههههههههههههههههه لا تموت تكفى.....بعدين ما يصير عندنا احد نطقطق عليه... قصي هدأت أنفاسه: عليه صوت بنت مادري من وين تجيبه الله ياخذك... جسّار بتفاخر : احم احم هذا من اغرب مواهبي.... سيف نهض هنا : عن اذنكم.... جسّار نهض: أقول تعال خذ ولدك.....قلنا نحب أطفال بس مو لدرجة اخليه عندي خمس اربع ساعات.... سيف التفت عليه : عطه امي.... قصي دون ان ينظر لهم: امي راحت بيت عمي.... سيف لم يبدي أي اهتمام ثم خرج من المنزل جسّار : شفيه بعد قصي تنهد: الله يعينه.... عزام نظر لقصي وغمز له: وعينا جميع....بس قولي وش فيك مانت على بعضك؟ قصي حك جبينه: ما فيني شي... جسّار : يعني من الآخر يا عزام ما راح يقولك شي.... عزام نهض: بالطقاق......بروح اطلع اشم هواء... جسّار : الحين متى بندر جاب عبد لله....؟ قصي بتذكر: بعد ما طلعت امي.... جسّار بهدوء: الله....والله مر وقت طويل....الحين وش اسوي فيه لو بكى ولا جاع......لا حول..... قصي نهض وهو يضحك: ههههههه الله يعينك... جسّار: وين بتروح بعد انت.... قصي بتصريح : بروح لزوجتي ......ابي اطمن عليها..... جسّار بضياع: طيب وش اسوي مع عبد لله... قصي وهو يلوّح له بيده: اتصل على ابوه...يلا باي.... وطلع جسّار نظر لأبن أخيه: شفت كلهم ما يحبونك بس انا اللي احبك.. ضحك عبد لله وكانه فهم ما قاله فنهض جسّار وهو يقبّله بشدّة على خده: فديتتتتتتتتتتتت قلبك يا قلب عمك انت ثم اردف بحنية: الله يصلح ابوك وامك بس ... .................................................. ................. . تلّقى اتصالًا من أخيه رد عليه بهدوء: هلا وغلا بو خالد.... بو خالد كان في مكتبه المنزلي: هلا فيك يا بو ناصر...ها طمني على صحتك ان شاء الله احسن؟ بو ناصر بهدوء: الحمد لله احسن بواجد.... بو خالد همس: الحمد لله ثم قال: يوسف...وش فيك يا خوي؟ علامك.....هالليام....لا عدت تجي تزورني.....ولا عدت على بعضك..... بو ناصر: خلها على ربك...وانا خوك.....وتطمن علي انا بخير وفي افضل حال.... بو خالد لم يحب أن يناقش أخيه اكثر ولا يريد أن يضغط عليه : الله يدومه عليك من حال.... ثم تنحنح وهو يقول: اجل اسمعني.....ما تصلت عليك وانا خالي...يا يوسف..... بو ناصر عقد حاجبيه: خير يا غازي.....علامك صاير شي؟ بو خالد ابتسم: لا تخاف.....ما فيه إلا الخير..... ثم بنبرة جادة: يوسف...دام تحاليل شيخة ما هي متوافقة .....وانفضّت سيرة هالخطبة.....لازم اقولك...... بو ناصر بهدوء: أي .....قول.... بو خالد بهدوء: بندر.....لم عرف بخطبتها بسلطان جن علي....وواجهني وقال يبه انا ابي بنت عمي....بس انا صديته عن هالموضوع وقسيت عليه...بعد.....بس الحين... قاطعه بو ناصر بهدوء: ياخوي...مابي اشوّش راس البنت...مابي اكلمها بهالموضوع ابد....بتركها تدرس ...و قاطعه : اسمعني قبل.....لا تكلمها ولا شي....اترك الامر بيني وبينك......دام بندر نفسه فيها ورغبان بالزواج منها......انا ابي اخطبها منك....لا تقول لها شي الحين ابد.....اترك الامر بيني وبينك إلين يجي الوقت المناسب...بس اسمعني لو تقدم لها أي احد ثاني ....في ذمتك تقول لها عن خطبة بندر لها.....ما ابي انا اعشّم الولد وهم ما ابي اكسره...ودامك خايف على مشاعرها الحين لا تكلمها ابد .....بس مثل ما قلت لك ولد عمها يبيها والقريب أولى من الغريب..... فهم إشارة أخيه تحدث مبتسمًا: فهمتك وانا اخوك....وبندر والنعم فيه تربيتك وتربية المرحومة ما راحت سُدى ...رجال وكفو....بس مثل ما قلت...نترك هالموضوع بينا إلى ان يجي اليوم المناسب.... بو خالد ارتاح جزئيًا: الله يكتب لهم اللي فيه الخير......والحين ما أطول عليك مع السلامة......وان شاء الله خلال هاليومين بزورك.....واشوف وش همك... بو ناصر : الله يسلمك وحياك الله في أي وقت يا خوي.... اغلق الخط وتنهد بهدوء ثم خرج من المنزل للقاء اقرب صديق له لمعرفة المستجد من الامر الذي ساهرت عيناه من أجله! .................................................. ............ . . . مضت ساعات طويلة وهي لا زالت في غرفتها ، بالواقع نامت ....بعد رحلة بكاؤها الطويل......اتت من جديد اطرقت الباب عليها ترجتها بفتح الباب ولكن لم تسمع صوت لها! خشيت عليها من أنّ هناك سوء قد حلّ عليها ولكن هدئها اخيها خالد لِتكف عن التفكير بهذه الطريقة واخذها لغرفته وكان بندر هناك...... فبعد سماعه لحديث اخوتيه فهم جزء بسيط من سبب رغبة اخته في الطلاق واخبر خالد..... لذلك استدرجاها لهذه الغرفة للتحدث معها خالد: اتركيها ...والله بتعاندك الحين.... الجازي ترقرقت عيناها: أخاف تنسى ما تأخذ ابرة السكر... بندر بهدوء: هي احرص مني ومنك على صحتها....وبعدين تلقينها نامت....بعد المدرسة كعادتها.... الجازي تمتم: استغفر الله.... خالد نظر لأخيه ثم نظر لها: الجازي.....اصدقيني القول....وش قلتي لها.... الجازي بانفعال نظرت لبندر: يعني تبيني اصدق بندر ما قالك شي... خالد أشار لها بتعجب: على هونك....ما قلت شي... بندر بدون أي مقدمات نهض ووقف امامها وبصوت حاد: المفروض يا الجازي.....ما دخلين نوف بسالفتك مع سيف...مهما كان...نوف....تظهر لكم عكس ما تبطن....حساسة ومالها بالحمول الثقيلة...واذا مانتي حاسة انتي قسيتي عليها...ولا بعد رميتي عليها كلام.....ما يدل إلى على شكك فيها..... الجازي نهضت وهي تشير له بغضب وصوت مرتفع: أي الحين خذها فرصة واجلس لومني....وانا ما حملتها شي..... بندر بنفس النبرة: يكفي انها تعرف سبب خلافك معاه...وحافظة سرك........وشايلة همّك....وحتى ولدك .....في الفترة اللي صرتي تعبانه فيها صارت له مثل الام....تشربه حليبه....تغيّر له حفاضاته...تنيمه جنبها....والحين بس لأنه زوجك المصون كلمها قال ابي اشوفه ولدي شكيتي فيها... الجازي احمر وجهها صارخة: اناااااااا ما شكييييييييييييييت... نهض بينهما خالد بصوت حاد: خلااااااااااص يكفي.... ثم التفت على أخيه: بندر اطلع برا.... بندر بعصبية وصوت مرتفع: لا ما نيب ساكت......خلها تحس اشوي.....يكفي عااااااااااد دلع ومصاخه......صدق ما ندري وش سالفتك مع سيفففففف...بس هالشي ما يعني انه نفسيتك الزفت تمارسينها علينا....ونوف ترى صحتها جدًّا في تراجع انا اللي اوديها مراجعاتها وانا اللي اعرف عنها اكثر من اللي انتوا تعرفونه .....لا تشوفونها تضحك.....وتحاول تغير جوكم....تراها تعبانه وما تظهر لكم...ويمكن حتى الأزمات اللي مرت فيها لم توفت امي ترجع عليها من هالضغط..... خالد بصرخة: خلااااااااااااااااااااااااص يا بندررررررر...خلااااص.... الجازي برجفة شفتيها وبدموع عينها: كل هذا شايلة في قلبك علي يا بندر.... بندر بحده: انا ابي افهم....هالحقير وش سوى فيك...وخلاك ما تحسبين احساب لأحد.......شنو سوى لك...تكلمي...... الجازي سكتت ونظرت له بعجز، وعيناها محمرتين... خالد : بنددددددددددددر يا تسكت يا تطلع برا..... سكت بندر وكتف يديه... ثم قال خالد: الجازي......اعتقد انك الحين تعديتي مرحلة الغضب....والصدمة.....قولي لنا وش سوى سيف....خلينا نجيب لك حقك...عشان ترتاحين وتتخلصين من هالضغط المكبوت.....تكلمي.... الجازي .....يلومونها....ويحملونها....الكثير.... عجزت عن التحدّث .... بندر التفت هنا وبصوت هادئ : خانك؟ الجازي اغمضت عيناها وهلّت دموعها على خديها....حركت رأسها تنفي هذا الامر فقال خالد: اجل وش سوى؟ بندر بقل صبر: سكتي....سكتي وانفجري بوجه المسكينة اختك....اففففففففففففف ثم خرج من الغرفة وبكت هي هنا واحتضنها خالد وهو يصرخ: كلامك مثل وجهك ما تعرف تتكلم بأسلوب يا زففففففففففففففت.... الجازي غرقت في نوبة بكاء عميقة، حديث بندر اوجعها ولومه ضيّق عليها أنفاسها طبطب على ظهرها خالد : الجازي اهدي....تعرفين بندروه .....ما يثمن كلامه لصار معصب..... الجازي ابتعدت عنه مسحت دموعها بيديها واردفت ببحة بكاء: كلامه صح.....انا هالليام مامسك نفسي لعصبت ....وجرحت نوف... خالد امسكها من اكتافها وبرجاء: الجازي.....لمتى وانتي تخبين علينا؟.....ترا بندر والله جن عشانك ساكتة عن سيف....خايف عليك.....قولي لنا....احنا اخوانك..... الجازي بللت شفتيها وبصعوبة: احتاج وقت......وقت اقدر اعدّل فيه وضعي وكل شي بصير تمام .....بدون ما قول لكم.....وبدون ما اشرح.....عن اذنك... ثم خرجت من الغرفة ، وعضّ خالد على شفتيه بغضب من سكوتها ومن فعل أخيه.... بينما هي واجهت في وجهها سينا عندما خرجت تقول: ماما بابا سيف تهت (تحت)....يبغا انتي.... الجازي هزت رأسها : اوك...روحي... ثم مشت بخطى سريعة وهي تكرر بهمس: الوضع مطوّل ....مطوّل.... نزلت من على عتبات الدرج وهي تركض.....وبقايا الدموع ما زالت عالقة على وجنتيها وفي محجر عينيها ....مسحتهم بنرفزة من الوضع الذي لم يستقر ابدًا.....ثم خرجت للمجلس ....فتحت الباب.... اغلقته ورأتهُ جالسًا في زاوية الكنب ينتظر مجيئها بهز رجليه ...دون وجود لابنها.... تحدثت بغضب: ايش اللي جابك هنا؟....وعبد لله بندر جابه لك.....وش تبي؟....ليش جيت... سيف نهض ونظر لحالها وبعثرته تقدم لناحيتها وتحدث بهدوء: انتي اللي اجبرتيني اجي لك..... نظرت له مستفهمة؟ وبسخرية اردفت: أناااااا؟ سيف نظر لعينيها المحمرتين: واضح.......ما زلتي على رايك.....وما زلتي على جنانك... الجازي اشارت له بانفعال: ولا راح اتنازل عن قراري.....وقلتها لك بطلقني غصبن عنك.... سيف اقترب خطوة للأمام وبتحدي: وانا قلت لك نشوف شلون غصبن عني؟ الجازي ابتعدت خطوة عنه: شتبي مني ؟.......أنت ما عندك كرامة؟......ما تحس؟....جماد.... وبصرخة: قلت انا ماااااااااااااااااا ابيييييييييييييك.......ما ااااحبككككك......اكرهككككك......وش تبي من وحدددددددددة تتمنى فرقاااااااااك... سيف امسكها من معصم يدها وبغضب اجلسها على الكنب : اشششششششش صوتك لا يعلى.... ثم قال: جيت احط النقاط على الاحرف....... الجازي وقفت من جديد وبنفس النبرة: بطلّق يعني؟ سيف بحده: لااااااااااا......ابيك تلمين اغراضك....وتجين معي؟ الجازي لم تتحمل وقاحته وجرأته في هذا الطلب.....لذا ضحكت بخيبة ألم وقهر إلى ان دمعت عيناها......يريد منها العودة بهذه السهولة؟ : ههههههههههههههههههههههههه جنيت سيف؟ سيف لم يتحمل ...الامر اصبح فوق طاقته.....امهلها ولكن هي من جنّت على نفسها بتحديها واتصالها عليه لتتهمه بما ليس فيه...... : اظن الفترة اللي جلستي فيها هنا كافية.......وانتهت بالنسبة لي.......فماله داعي جلوسك هنا...... الجازي بصرخة ضربته على صدره: مو انت اللي تقرر......قلللللللللللللللت لك انا ابي الطلاق.....ما تفهم......وأنت تقول ارجعي ......مجنون؟....ما تفهم؟!......ما راح اروح معاك لأي مكان....وبجلس ببيت ابوي......وطلاق بطلقني.... سيف بانفعال: مااااااااااا رااااااااح اطلقك.......وعطيتك فرصة تبعدين فيها عني....فترة......وتحكمين فيها عقلك.....بس خلاص انتهت هالمدة.....ما فيني اتحمل اكثر..... الجازي : وانااااااااااا ما فيني اتحمل أعيش معاك طول عمري.......سيف انت موتني ......هلكتني....وجاي الحين تكمل الناقص علي......الله عليك......يا سيف.....يا قساوة قلبك.....ويا شين فعايلك.......طلقني بلا مشاكل وهم وقرف....يكفي اللي صار اليوم.... سيف شد على شعر شعره منفعلا ثم مسح عليه: وعشاننن اللي صاااااار اليوم جيت باخذك....صايرة بس تثيرين المشاكل...عشان تنهين الامر ...بس ما راح اعطيك فرصة ابد.... الجازي....نظرت إليه بحده....وبغضب.....إذًا ما فعلتهُ اليوم ستدفع ثمنه كُرهًا! هل حقًا هي بالغت حتى بها الآن تتعاقب بشكل غير سوِ أم أنّ سيف بدأ بالتحجج عليها واخذ الموقف من صالحه لن تبقى هُنا .....إن بقيت واقفة هكذا أمامه ....ستجرم بحقها! لا محاله....لذا ستنسحب من سُخف الحديث هذا... مشت وعبرت من جانبه للخروج ولكن امسك بمعصم يدها بقوة واغمضت عينيها لكي لا ترى وجهه بعدما سحبها للأمام تحدث: اكرهيني بقدر ما تبين.....أنا ما راح اسمح لك تطلعين من حياتي .....ما حبيتك عشان اتركك ...وتذبحيني بغيابك يا الجازي.... أي حُب هذا؟ لم ترى حُبه إلا في فترة الخِناق الصارم وبعد قرارها بالطلاق...لذا حُبه هذا لن ينفعها بأي شيء لأنها في الواقع لم تحبه بل اعتادت على وجوده والآن أصبحت تمقت وجوده ايضًا لا وجود لسيف في حياتها بعد الآن فتحت عيناها ونفضت يدها منه اقتربت اكثر وبحلقت في عينيه بثبات اشارت إلى قلبها وهي تنفي الأمر: قلبي ما يبيك....مشكلتك انت اذا قلبك يبيني......ما احبك.....وتصدق عاد.....صرت اكرهك على قدر محبتك لي!....هذا إذا انت صادق وفعلا تحبني....بعد.... اقتربت اكثر بجرأة وبتحدي صدمه و لم يعد هناك بينهما إلا سنتميترات قليلة وجدًا أكملت : ما علمتني كيف احبك.....كل اللي علمتني إيّاه إني احذر من قربك لي......احذر من إني اعطي قلبي فرصة بالاعتراف.......فهّمتني الدرس صح......اللي كان بينا.....مجرد تأدية واجب....وانتقام ....... وضربته بقهر على صدره: وعاقبتني أشد العقاب......لم جبت عبد لله.......اكرر عليك هالكلام لعلى وعسى تفهمه......وتفهم قد ايش اوجعتني والحين تبيني ارجع لك ....بسهولة..... سيف ...لم ترمش عيناه ...اخذ ينظر لتفاصيل وجهها المصبوغ بالحمرة اثر الغضب والعصبية ......نظر إلى ذلك العرق البارز القريب من حاجبها الايسر .... والذي يظهر في حالات الغضب والانفعال الشديد فقط.....اضطرب قلبه من هذا القُرب....شدّ على قبضة يده ليمنع نفسه عن رغبته وتهوره في الاقتراب منها اكثر ليروي عطش حبه بقبلة الاشتياق....وبقبلة الاعتذار! بلل شفتيه ...وابتعد عنها وشتت ناظريه عنها لكي لا يُثير اعصابها اكثر بفعل طائش منه! ثم نظر لها وتحدث: عبد لله مو عقوبة....متى تفهمين؟ الجازي اهتز صوتها : عقاب.....لأنك وقتها ما تشوفني.....ما تشـ.... احرقتهُ بهذا التصريح وهذه الجُرأة ، لم يتخيّلها بالطريقة التي تفكر هي بها...ولم يتخيلها كغزل ابدًا......ولكن تصرفاتها وتصريحه لم يشفعا له ابدًا..... حقًا الآن لم يعد قادر على تحمل إهانتها وحديثها انقضّ عليها سريعًا واضعًا كف يده على فمها لبتر هذه الكلمة.... والصق ظهرها على الجدار حدّق في عينيها وهو يقول منفعلًا: عمري ما تخيّلتها مكانك......تمنيتها لي بالحلال والله ما كتب هنا حاولت التفلّت ولكن شد بيده على كتفها ليثبتها ويكمل : اللي جالس يصير عقاب لي........وفيت لها بمشاعر باهتة بس لأني خايف الله يعاقبني عطيتها وعد وما وفيت به......عشان أمي.....وعشاني انا كنت جبان.......ما قدرت أواجه الكل....واقول ابيها.....وبسبتي ساءت حالتها .....وطاحت في المستشفى وزاد تأنيب ضميري... يكفيها تصريحًا بحبه لها تريد التنفس والهروب من يديه ولكن كلما حاولت الهروب شدّ عليها بيديه اكثر فاكمل بقساوة وهو يشد عليها وما زال واضع يده على فمها لكي يمنعها عن مقاطعته: كنت خايف اتعاقب.....وكنت خايف تظن فيني ظن سوء.....وكنت ما زلت وقتها أحس اني احبها......ما قدرت اوضّح لها سبب عدم خطبتي لها.....وأمي عشان تنهي كل هذا ...دخلتك في النص.....وصار اللي ما توقعته... اغمضت عينيها وبكت......انهارت ما بين يديه اعترافه بكل هذا يقهرها ويزيد من آلامها اكمل: حبيتك......حسيت انك انتي الحب الحقيقي....وغزل مجرد حُب طفولة وانتهى بزواجي منك بس ضميري .......يصرخ اني ابقى وفي لها.....لأني سببت لها آلام ما قدرت تبوح فيها لأي أحد.......صرت اعاملك بقسوة عشان اكرهك......وعجزت يا الجازي......حتى لم اعترفت لك إني كنت اتوجع بليلة ملكتها.....ضميري هو اللي يوجعني.....وقلبي خايف من ظلمي لها.....وكنت او هم نفسي ما زلت احبها عشان ابقى لها وفي......بس لم قلت لك في ذيك اللحظة.....واعترفت ... ما عادت احس بشي مثل الحب في اتجاهها كل اللي كان في قلبي خوف من إني اخسرك ومن إني اتعاقب ......ومن بعدها اقسمت انك ملكتي قلبي....وادري اني متهور ..ومنفعل بمشاعري بشكل تخليك تفهميني غلط....بس....كل اللي اعرفه الحين وازاح يده عن فمها : اني احبك...وغزل مجرد ماضي......وحُب طفولي عفوي....انزاح من على قلبي بمجرد ما ارتبطت فيك......صعب اقنعك بمشاعري.....بس تكفين يا الجازي ...لا تقسين علي....يكفي ضميري يوجعني بكل ليلة...يكفي... بكت والقت برأسها على صدره لتسند جبينها عليه ، قهرها اكثر كان يحبها بمجرد ما تفكر أن سبب مشاكلهم الآن امرأة أخرى تشعر بالغليان وعدم القدرة على الصفح حقًا هي لا تحبه ولا تريد أن تجبر نفسها عليه تريد أن تعيش بعيدًا عنه ، تريد حبًا حقيقيًا عفوي بإرادتها دون إجبار قلبها على حُب هي لا ترغبه احتضنها ما بين يديه وهي شدّت عليه اكثر وبكت، اوجعها.....ويحاول ان يداوي جراحاتها بقرب لعين ...واعترافات لا تزيد الامر إلا سوءًا.....ماذا تفعل للتخلّص من هذه الاوجاع؟ الطلاق هو من سيخلصها منه... دفنت وجهها في كتفه......مجبرة على ان تستخدم كيدها وهي في هذا الحال....مجبرة على ان تُذيقه من الكأس نفسه .....ستؤلمه....وستهينه .....لربما يُدرك أنّ وجعها ليس بهذه البساطة .....وليست بساذجة للخضوع له بعد كل هذه الاعترافات القاهرة لها.... رفعت رأسها من على كتفه شدّت بيديها على رقبته وابتعدت قليلًا عنه.....نظرت لعينيه بعينيه دامعتين ما إن رأى وجهها المحمر وعيناها الغارقتين بالدموع حتى شدّ على جسدها بلطف وكأنه يُجمع بحركته بعثرتها الجديدة بعد حديثه : آسف.....الجازي...أنا ...والـ... لم تجعل له مجالًا للإكمال اغمضت عينيها ، وبدأت بالانتقام .....ستؤلمه .....وستوجع قلبه ...شدّت بيديها على رقبته......والتهمتهُ بانتقام صغير وبسيط......تصرفها هذا لا يوجد عنوان مناسب له سوى الانتقام ...ثم الرحيل......ستفعل كما يفعل بها ....يقربها منه ويبعدها عنه لتتبعثر....وتتهاوى وجعًا وشكوكًا على الأرض!......ستجازيه من جنس العمل نفسه......ستحاول أن يفهم .....شعورها ....فحديثها معه لا فائدة منه ....ولكن ربما بالفعل سيفهم......ستوصل له الرسالة لعله يدركها.... ابتعدت ولم تعطيه مجالًا باغتته باحتضان حتى انه ظنّ أنها سامحته بهذا الفعل شدّ عليها واخذ ينغمس في مشاعره ولكن قربّت شفتيها لأذنه اليسرى وهي تهمس بحده وبصوت مبحوح: انا مو آسفة على اللي سويته..... ثم قبّلتهُ على خده بلطف وازاحت يديه عنها وهي تردف بعينيه غاضبتين: انتظر ورقة طلاقي يا سيف.....عجّل ابها.....ما عدت اطيق قُربك أبد! ثم نفضت يديه من عليها وخرجت من المجلس! شعر ببرودة تضربه من اسفل قدميه حتى تصل إلى اقصى رأسه .....اصبح كالتمثال الواقف بلا حِراك.....عجز من أن يتحرك ليعاقبها قبل ان تخرج .....ظنّ أنّ حركتها بداية المسامحة وبداية الرضا ...لم يُدرك انها بداية الاذلال والمهانة.......لالا....هي تُريد ان يجعله يُدرك شيء.... غصّ في شتيمته لها.......وشدّ على قبضة يده......جعلته يندفع بشوقه لها....بأن يستسلم لرغبتها.....من أجل....من اجل ان تجعله يتجمّد بشعور (الإهانة) هكذا كانت تشعر؟ ضرب بيده بقوة على الحائط وأخذ يشتم نفسه ويشتمها...وصلت الرسالة ......ووصل شعور عدم رغبتها به....اشعلت بداخله غضب عميق ..... خرج من المجلس....ثم خرج من المنزل بأكمله....ركب سيارته..... سحب هاتفه واتصل عليها.... وصلت لغرفتها أقفلت عليها الباب ووضعت يديها على قلبها الغير منتظم.....ما فعلته حتمًا سيصيبه بالقهر.....حتمًا سيشعل غضبه ابتسمت بنصر وسط دموعها .... سمعت رنين هاتفها......سحبته ونظرت للاسم وضحكت كالمجنونة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ثم همست: احترق يا سيف...احترق.... ثم أعاد الاتصال من جديد ولم تجيبه ... شتمها وبدأ بالقيادة وما زال يتصل عليها اجابته بعد الاتصال الخامس وهو يتنفس بشكل متسارع ويصرخ: قد هالحركة يا الجازي؟ الجازي تشعر بالراحة وجدًا لم تجيب عليه حتى اكمل: صدقيني.....راح تندمين عليها... الجازي بتصريح مريح لقلبها: والله ما راح اندم......وراح انتظر ورقة طلاقي...واعتبر اللي صار مجرّد.... وداع ابدي لا اقل ولا اكثر.... سيف بصرخة: سمعينننننننني زين...عبد لله انسيه..... الجازي رمت نفسها على السرير وما زالت مبتسمة: غالي والطلب رخيص.....ما طلبت شي....يا سيف.... سيف بوعيد: وانسيييييييييييييي سالفة الطلاق...... الجازي بتحدي: ما ردّك وإلا تطلقني........وحاليا.....يكفيني بعدك حتى لو ما تطلقت .....فلا تحاول تجي..... سيف بيأس منها اغلق الخط في وجهها وصرخ : غبييييييييييييييي غبييييييييييييييييي.... وضرب على المقود متوجهًا للمنزل! .................................................. ............... . . . في إحدى مقاهي الرياض جلسا لِـ يتسامرا على الموضوع نفسه ....كان قلبه ينبض اشتياقًا وخوفًا مما سيسمعه تحدث بلهفة: ها طمني يا خوي بو سلطان نظر إلى لهفته ووجهه المخطوف: اجلس وعيّن من الله خير وبعدها .. قاطعه : لا قول لي قبل.... تنهد بضيق: أرسلت عبد الكريم ذاك الأسبوع...وخليته يتحرّى عن الموضوع.... بو ناصر اضطرب اكثر: أأأأأأأأي.... بو سلطان شبّك أصابع يديه ببعضهما البعض: اللي عرفه انهم خارج لبنان......وما قدر يتوصل عن أي معلومة ثانية ..... بو ناصر بخيبة أمل: طيب ما سأل أهلهم؟ بو ديانا...او حتى أبو امير.... بو سلطان بجدية: حذرته ما يقرّب منهم عشان لاحد يشك....فيك....يا بو ناصر... بو ناصر اسند ظهره على الكرسي وشتت ناظريه عنه حتى اكمل: يوسف....... بو ناصر بصوت كسير وحزين: ضيّعتها....ضيّعتها بسبب طيش قرار...وطيش أفعال..... بو ناصر طبطب على يده: عبد الكريم.....راح يظل بلبنان لأسبوع الجاي....تامل خير....ان شاء الله يقدر يمسك طرف خيط بسيط يدلنا عليها.... بو ناصر هز رأسه: ان شاء الله.... بو سلطان: انا فكرت بفكرة ثانية ... بو ناصر باهتمام: وش هي؟ بو سلطان: ولدي سلطان بامريكا.....وباقي أسبوعين وينزل للسعودية.....راح اخليه يتحرّ عنها .....و... قاطعه برفض تام: لالا.....لا تدخل العيال يا إبراهيم ولا تشغل الولد عن دراسته اترك الامر بيني وبينك وبين عبد الكريم وبس..... . . بو سلطان : تامر امر....اهم شي هد اعصابك يا يوسف.... بو ناصر بضيق: أتمنى القاها قبل لا اموت.....قبل لا... قاطعه بانفعال: وش هالحكي يا يوسف.....استغفر بك...قول لا إله إلا الله......ما خبرتك ضعيف...وسوداوي لهدرجة..... بو ناصر ابتسم بسخرية: حتى انا ضنيت راح أكون صلب وقاسي....مثل شخصيتي يوم تركتها....بس شي غريب ....يلعب باعصابي وقلبي.....مخليني عاجز من غني ارتاح.....والاحلام والكوابيس....فجأة صارت تهل علي هل..... بو سلطان بهدوء: عشانك صرت تفكر فيها كثير.....يا يوسف....ابعد نفسك عن القلق ....اذكر ربك.......وانت مانت ظالم.....هم الظالمين لم ابعدوها عنك.......يا يوسف... بو ناصر تنهد: ظالم عشاني ما تاكدت.....ظالم عشاني......تخليت عنها بسهولة......ونسيت اني انا اللي ربيتها بحضني..... بو سلطان : الله ينتقم منهم........الله ينتقم منهم ويسلبهم راحتهم يارب.... بو ناصر سرح : آمين .................................................. ................... . . جلست من نومها العميق، ونظرت للسقف بصمت....بقيت هكذا حوالي خمس دقائق ثم نهضت ...قامت بربط شعرها وابعدته عن وجهها....ثم خرجت من الغرفة للذهاب إلى الخلاء....لم تلتفت لهم.....نظروا إليها ....ولكن لم يردفوا حرفًا واحدًا....خائفين من ردّت فعلها .... أغلقت الباب ارشحت وجهها، وقامت بتنظيف اسنانها......وبعد دقائق عدّة خرجت.... . . ثم تحولت انظارها إليهم كان ماكس واليكسا جالسا بالقرب من بعضهما ومُراد جالسًا على الأريكة المنفردة وجولي مقابلة لها تمامًا.... قوّست حاجبيها، لم تهتم لشكلها كونها خارجة امامهم ببجامة النوم ذات اللون الكئيب الأسود.... حكّت حاجبيها.....بللت شفتيها تساءلت بينها وبين نفسها لِم هم مجتمعون؟ اقتربت منهم.....كانت ستتحدث ولكن خرجت سندرا بعد أن استيقظت من نومها وهرعت راكضة إلى جولي التي اخذت تُمسد على شعرها بعد أن وضعت رأسها على صدرها! لم تهتم لوجودها......حدّقت في مُراد كما انّ مراد لم ينزل ناظريه عنها تحدثت وهي تشير له : ايش اللي جابك هنا؟ مراد لم ينم مُنذ البارحة .....خرج من منزله وحجز رحلته بالقطار على اقرب وقت واستغرقت رحلته بما يقارب الست ساعات يشعر أنه يموج في موج البحر ...يشعر انه غريق في متاهات الإرهاق والتعب.... كان سيتحدث ولكن قاطعه ماكس وهو يشير لها: نور....بلـ قاطعته بصوت مرتفع قليلًا وهي تشير له بسبابتها: اشششش.......ماكس....بليز لا تقاطعني....اذا تحسون كلامي معاه مو مناسب عشان ..هذي... وأشارت لأبنتها: فخذوها أي مكان.... مُراد رد : هذي اسمها رتيل.... تحدثت جولي سريعًا: ساندرا... قاطعت انظارهم برفع يدها : ما يهم رتيل .. ولا..سندرا....ما يهم... نهضت هنا اليكسا حدّقت بهم جميعًا ثم اقتربت من نور : نور...بدّي ياكي...تروحي تاكلي شي بالأوّل ثم نتافهم .... نور ابتعدت عنها : ما ابي آكل شي....ابي افهم هذا وش يسوي هنا....وليش انتوا مجتمعين؟ لم تتحدث....وجميعهم سكتوا.....وحدّقوا ببعضهم وكأن كل واحدٍ منهم يرجو الآخر بالتقدم ليخبرها بالحقيقة انقبض قلبها حقيقةً ازدردت ريقها، اشتمت رائحة الموت...وبذعر اردفت بصوت شبه متزن: أمير مات؟ نهض ماكس سريعًا لتفكيرها واستنتاجها وبتوتر :لا....هو بخير....جئنا من أجل أمر آخر.... نور لتنهي الأمر: تكلم...ما عاد فيني أعصاب......شصاير بعد... ماكس لم يستطع التحدث بينما مُراد شعر لو نهض وتحدث سينقلب الأمر لحرب عنيفة وجولي كانت تراقبهم بحذر وتشد على سندرا المتوترة من المكان بأكمله.... اليكسا التفت على نور: جولي وسندرا ....راح يظلُّوا هون.... نور ابتسمت بسخرية : ايييييييييش؟ ماكس تحدث: مجبرين على ....هيدا الشي.... نور اغمضت عينها لتمتص غضبها: ما فيه شي اسمه اجبار.... اليكسا تحاول تتحدث بلطف: نور....هيدي فرصة مشان تتعرفي....على بنـ... قاطعتها منفعلة: لااااااااااااااا..........خليهم يروحون الفندق... ماكس تنهد: هنا اكتر مكان آمن ....إلهم... نور ولّت بظهرها عنهم وهي تتحدث بصرامة: اذا ما طلعوا من هالشقة أنا اللي بطلع... ماكس برجاء: نوررررررر بليييييييييييز...... مشت متوجهة للغرفة ولكن نهض مُراد بخطى متسارعة حتى اليكسا قالت: مُراد...لا.... ولكن توجّه إليها وامسك بيدها وماكس تحدث بصرامة: مُراددددددد ... جولي شدّت على سندرا حملتها وتوجّهت بها لغرفة امير .... مراد تحدث بحده: امس....هاجموا بنتج ...يريدون يذبحونها... اليكسا بقلق حوّلت ناظريها لوجه نور.....لترى تعابيره ولكن نور نفضت يديها من يده وببرود: ما يهمني.... همّت بالدخول ولكن سحبها من يديها وشدّ عليها ماكس : مراااد اتركها... مُراد نفذ صبره: بلييييييز ماكس...واليكسا....اريد اتفاهم معها.....لا حد يدّخل... ثم سحبها وادخلها للغرفة ...الخاصة بها....واغلق الباب واغفله... اليكسا بتوتر: مجنون.....راح يتسبب إلها ....بصدمة ...اتمنى ما يئول إلها شي.....بيزعلها ماكس زفر بضيق: اففففففففففف..... اليكسا طبطت على كتفه : هدي بالك....راح آخذ معي سندرا وجولي.....الاوضاع ما بدهاش تتحسن...واضح.....وفكرة اقناع نور كتير صعبة....فمن الأفضل نبعد البنت عنها..... ماكس بهدوء: لا.....خذيهم حتى يغيروا....جو...بس تعالوا بعدها لهون... اليكسا: اوك... ثم دخلت غرفة امير لتخبر جولي للتجهز والخروج من هنا...وماكس جلس على الكنبة ينتظر بتوتر ................................. ارتفع صوت نور وهي تشير له: اطلع برا.....اطلع برا.... مُراد يحاول أن يتحدث باتزان: نور.....رتيل بنتج.......وإن صّح التعبير بنتنا.......بالامس....عيال الحرام حالوا يقتلونها.......ويخوفونها..... صرخت في وجهه: مالي شغل فيها..... مُراد هزها من اكتافها: هالحجي تقولينه من ورا قلبج......بس يوم يصير بها شي....راح تجنين تتخبلين .... نور أبعدت يديه عنها وأشارت له: الزم حدودك ولا تلمسني مرة ثانية....واذا خايف عليها هالكثر خذها وانقلعوا عني.... مُراد بحزم: راح تظل أهنانا (هنا)....هالمجان (المكان)....أأمن لها من غيره..... نور لم تُبدي أي ردت فعل جلست على طرف السرير بعد أن ولّت له بظهرها....نظر إليها ....برودة اعصابها تثير جنونه....كان ينظر لها بشرر اقترب منها حتى اتى لأمامها تحدث: لازم تتقبلين انج صرتي ام..... نور رفعت رأسها له : ولازم انت تتقبّل أنك ما تدخل في حياتي.... ثم سكتت على هذه الكلمة ....اجل عليه ألا يتدخل فهو رجل غريب عنها ....اجل....فتحت عينها على الآخر بعد أن استوعبت....هي لم تعدل ارملة؟......هل ما زالت على ذمته؟...أيعقل ذلك...... نهضت بسرعة اقتربت منه وبتوجس: انت الحين.....اقصد....ما زلنا....متزوجين؟ قوّس شفتيه، هل جنّت حتى بها تمزج الأمور ببعضها البعض.....ولكن سكت هو الآخر واستوعب ما تُعنيه فاردف بهدوء: طلقتك... نور ابتسمت كالمجنونة ، ثم اشارت له بلا مبالاة وبكره وبكذب ايضًا: كذا اوك.....أنت ما تدري كم علاقة دخلت فيها من بعدك.....عشان لا تلومني...وتقولي خاينة.....شفت انت قلت طلقتني يعني حرّة..... تكذب أم تهذي؟ هل هي ثملة؟ أتدرك ما تُعنيه...كان ينظر لها بحيرة رمت نفسها على السرير واستلقت عليه وضعت الغطاء على جسدها جنّ حقيقةً ....كيف تحوّلت إلى كتلة كبيرة من البرود؟ هذه...كيف تحوّلت إلى جماد لا يمتلك أيّة مشاعر...في نظراتها شحوب مخيف...وحدّة لم يعهدها عليها قط ووجه كئيب....وجسد نحيل....وإرادة قوية في لذع الآخرين... سحب الغطاء من على جسدها وتحدث بانفعال: رتيل...بتجلس عندج.....وراح نهيّأ لها أنج أمها..... نور جلست واسندت ظهرها على الوسادة اشارت له: نو نو.....انا ما ابيها....ليش بعد تقولون لها عندك أم؟ جلس طرف السرير حدّق في وجهها: نور انتي شاربة شي؟ نور بتلاعب : والله ما دري... مُراد صرخ في وجهها: بنتج بحاجة لج......افتهمي هالشي.....لمتى وانتي بعيدة عنها؟ نور اقتربت من وجهه وبشحوب نبرتها اردفت: لين اموت.....انا ما اعرفها.....انا موّتها من ست سنين......دفنت معاها الألم.......الامومة.......وحتى اثر الجرح.... وأشارت على بطنها : حاولت ادفنه...بس مصّر انه يبان ويرجع .....عشان يذكرني فيها...... وبجنون: بس ابشرك بعد الوشم ....وشيل الوشم ....بهت اكثر.....انتصرت عليه....وانتصرت على ماضيي معاك.....سندرا هذي مو بنتي......هذي بنت امير.....بنتي ماتت من ست سنين..... تحدث منفعلًا وشدّ على اكتافها: جذبوا عليج وكتها.......وهسه اعترفوا إلج .......وانتي تقسمين بداخلج انها بنتج....بس ما تريدين تعترفين... ما زالت على شحوب البرود: وما راح اعترف..... مُراد: ليييييييييييييييش؟ نور تحّدق في عدسة عينيه : لأنها منك..... انخرس ، سكن....وارخى من مسكت يده من على اكتافها شعر ان التي امامه ما هي إلا شبح نور....الاحداث التي مرّت عليها لم تقصّر ابدًا في سحب لونها .....لم تقصّر في أخذ حياتها كلها.... همس برجاء لتستوعب الامر: نور... نور حكّت جبينها ثم نظرت إليه هزّت رأسها لتحثه على الحديث ليكمل: آني ندمان.... ضحكت بقوة هنا: ههههههههههههههههههههههههههه.... ثم اردفت: والمطلوب مني؟ يا سيد بهاء مادري مُراد ثم استفهمت بغباء وبرود وشحوب مخيف : إلا ما قلت لي ليش ينادونك مراد؟....انت لك اسمين؟ مراد خجل مما فعله...وندم......قتلها.....لم يرحم صغر سنها.....تذكر كيف كانت قبل ست سنوات...احبته بعمق وصدق...حُب عفوي ...بريء من خبثه وخبث أخيه...مندفعة في مصداقية مشاعرها والآن.....لا شي مما هذا ينطبق عليها....الآن...لا الحب يعرفها.....ولا العُشق ينتمي لقواميسها.....اصبحت مسلوبة الحياة ....والضحكة....والابتسامة هز برأسه دون أن ينطق بحرف واحد بـ(أي) لا يريد أن يزيد النار حطبًا ويخبرها عن حقيقة هذا الاسم فتحدثت : عشان كذا سميت بنتك اسمين....طلعت مثلك .... وبغصة: مثلي! تحدث سريعًا: وهالشي يثبت لج انها بنتج.....صح.. تنهدت بضيق ثم نهضت من على السرير نظرت لمن خلف النافذة همست ولكن سمعها: ماتت.....من ست سنين...ماتت.... اقترب منها خشي من ان يضع يده على كتفها وتثور وتنفعل فهي تارة تنفعل وتارة تعود لركودها المخيف تحدث: بنتج عايشة يا نور....بنتج محتاجة لحنانج...لحضنج.....اعداء امير.....يريدون يذبحون أي احد عزيز عليه...واعدائي...يريدون بس يتلاعبون بي عن طريق اللي احبهم.....ساعدينا يا نور......تقبلي وجودها معاج...... نور....انتكست هنا...سرحت في ظلمات الذكريات ....حدّقت للخارج دون ان ترمش : وانا منو يتقبّل وجودي؟......يوسف ما تقبلني.... وبهلوسة جنونية مخيفة: وبهاء الدين ما تقبلني....ديانا ما تقبلتني...وامير ما تقبلني..... التفتت عليه وعينها محمرتين ......احمرتا فجأة وبسرعة : منو يتقبلني؟ ثم تذكرت لتردف بشكل سريع: حتى توم....ما تقبلني.....ليش اتقبلها ......مو مجبورة......هي غلطة.....مو مجبورة على اني اتحملها لأنها غلطة ديانا ويوسف.....مو غلطتي انا.....مو غلطتي..... واخذت تهز رأسها تؤكد ذلك مراد بلل شفتيه.....وترقرقت عينيه......ودّ لو احتضنها ليخفف عنها تلك الحمول ولكن لم تعطيه أي مجال ابتعدت وأشارت له وهي تعود للاستلقاء : الأفضل تكون بعيدة عني عشان تعيش... اغمضت عينيها.... ولكن اتى بالقرب منها ، اجبرها على الجلوس وهي تأففت وشدّت على عينيها أكثر أصبحا جالسين على السرير ومقابلين بعضهما البعض تحدث: نور كل واحد منا عنده ماضي.....وعنده ألم وهم على كَلبه(قلبه)....بس نحاول نلقى لنا مخرج يسعدنا علمود نعيش بشكل سو في هالحياة......ما تدرين يمكن دخول رتيل بهيج وكَت في حياتج ...ينطيج تغيرات .....تقبليها.....يا نور..... نور نظرت لوجهه، الوجه الذي احبته وخانها بكره لها الآن جالسًا أمامها ويمطر عليها حكمًا ونصائح تحدثت : دايم اللي يجروحني يصيرون قراب مني بوقت أتمنى اني ماشوفهم فيه......بهاء....ليش رجعت؟....ليش ما ظليت ميّت وبعيد.... مراد انكسر قلبه وبكذب: عشان بنتي رجعت..... نور : الله يهنيك فيها..... ثم همّت بالاستلقاء ولكن التقفها لتصبح بعدها ما بين يديه ينظر لعينها وهي تهمس: اتركني.... مُراد بغصة اردف بصعوبة: سامحيني! بقيت على وضعيتها تلك ،تنظر لعينيه بعينيها المحمرتين ارتجفت شفتيها بضعف الذكريات ، وقسوة الماضي قُربه هذا كان مصدر حنان بالسابق والآن مصدر نيران وذكريات تأبى النسيان، بعد كل هذه الدوّامة...بعد الضرب الشبه مبرح...بعد الكلمات العنيفة والقاسية...بعد الرفس والركل....وتشتيتها....الآن يطلب منها أن تصفح عنه؟!....أيعقل هذا ....ايعقل.... وضعت يديها على يديه وابعدتهما عن جسدها وبحده: على ايش بالضبط اسامحك يا بهاء؟ ما زالت تصّر على تسميته بذلك الاسم الذي يشعره بالغباء وبالانانية ....همس: على كل شي..... نور بصوت خالٍ من أي مشاعر: قلبي مو على خبرك... فهم إشارتها تلك ، تعجز عن مسامحته.....تنهّد بضيق : خلينا نلعب لعبة يا نور.... نور ضحكة بسخرية: ههههههه حياتي كلها لعبة....فليش العب لعبة وهمية وانا أعيش واقعيتها.... مراد بجدية: خلينا نكون أصحاب.....على علمود نخفف من هالحمول .....ونتعايش معاها....بطريقة غير اللي انتي عايشة فيها..... نور : ارفض هالصحبة.......بهاء....وجودك حاليا.....مجبرة عليه...عشان تذبذب الأوضاع.......لا تحاول تكون قريب....الافضل تكون بعيد.....حتى عن بنتك....لا أنا ولا انت مؤهلين في حمل مسؤليتها....لأنه هي جات على أساس كذب وقدر........وحتى خيانة.....جات لأنها غلطة .....عن نفسي ببعد عنها عشان لا اضرها....حتى انت المفروض تبعد عنها عشان لا تضرها ولا تعلّقها في آمال انت مو قدها.... مُراد نهض وحدّق في عينها ، تدخل في طور وتخرج إلى طور آخر من اطوار الحديث المخيف.....تعابيرها جامدة.....وكلماتها متلّونة ومؤلمة.....ازدرد ريقه وبحزم وبقساوة: بنكون قراب منها لأنها بحاجة إلنا.......يا نور......تقبلتي أشياء هواية....وآني متأكدة راح تتقبلينها وتقدم لناحية الباب ليختم الحديث: وتتقبليني كصديق... ثم خرج وهي ابتسمت بشبح ذكرياتها : لسى ما عرفتوا نور.....أنا غير عن اللي تظنون ...غير.... ثم استلقت على ظهرها وحدّقت في السقف لتفكر بطريقة تجد بها جوازها سريعًا وفي وقت وجيز .................................................. ................ . . عندما خرج نظر إليه ماكس مستفسرًا: وافقة؟ مُراد مسح على شعره وتقدم لناحيته: .....ما اظن.....بس الأفضل نجبرها على تقبّل بنتها....اضطراب الأوضاع تجبرني على هيج فعل....علمود نحمي الكل.... ماكس سكت وشتت نظراته عن مُراد الذي اتى وجلس بالقرب منه تحدث مُراد بجدية: ماكس أنا حاس فيك.....شايل على اجتافك (اكتافك) حمل ثجيل (ثقيل).......أريد منّك بس تفتهم شي واحد.....اللي قاعد يصير....لا أنا ولا جورج حتى لنا دخل بيه...... ماكس نظر لعينيه وتحدث بعربية اعتاد عليها مُنذ الأحداث الأخيرة : اليوم انتشر خبر مقتل لويس... مُراد هزّ رأسه بتفهم : أعرِفَت بهالخبر.......وآني فاهمك.....اللي صار لأمير اليوم .....واللي صار لبنتي مو تابع لهالجماعة...... كان سيتحدث مُراد ولكن خرجت جولي وهي مُمسكة بيد سندرا....واليكسا تحدثت: حبيبي ماكس ....راح نرجع بعد هيك ساعة او ساعتين.... حرّك ماكس رأسه بالرضا بينما مُراد حدّق في طفلته وتنهد بضيق تبعها بنظراته إلى ان خرجوا من الشقة ماكس نظر لمُراد : بدي اعرف مين ؟ مُراد بحيرة: آني ماعرف بالضبط بس في طرف قاعد يلعب بينا كلنا.....واليوم حاول يقتل أمير ....بس ربي حفظه.....وقدروا الممرضات يشيلون المحلول من ايده قبل لا ينتشر بالدم بشكل مركّز.......وتقتله هالمادة السامة.... ماكس بتفكير: we should travel to another country مراد: ما ينفع........حالة امير هواية صعبة......ومو مستقرّة.....ونور انت اخبر بحالتها....ورتيل تعيش بخوف من اللي صار..... ماكس مستفهمًا : يعني.؟ مُراد تنهد: الأفضل نبقى في مجان واحد(مكان)......ونتماسك ....هالشي بفيدنا نتوصل للي يسوي هالخبال بينا......بس عليك تشدد الحراسة على المستشفى وهنانا....وآني راح اجيب حرّس يساعدون حرس أمير....... ماكس ...نظر إلى مُراد ....سيُعطيه فرصةً لمحي الفكرة السيئة عنه.....فهو بحاجة إلى أحدٍ يشد به أزره....حرّك رأسه برضى....ودخل في عمق التفكير والتحليل عمّ حدث لهم؟ .................................................. .............. . . سدد رميته بتخويف الأطراف المستهدفة والعالقة في ذهنه ولكن شعر بفقدان الأمل من قتل أمير فقد وصله الخبر بنجاته من بث السم فهم أنّ هناك حراسة شديدة عليه، لذا سيكتفي بهذا القدر من المحاولات في قتله...ما يجري عليه الآن ارضاه....وتذبذب مُراد الواضح وخوفه اصبح مرئي له ربما استنتجوا أنّ هناك طرف خفي يحاول أن يقتلع الامن من وجودهم وهذا مُرضي ايضًا اما الآن هو ينتظر ردت فعل جورج عندما ينصدم مما اوصله إليه . . ابتسمت بخبث ثم نهض ذاهبًا إلى الخلاء! ................................................. . . . تشعر بالرضا، ستعطي حياتها فرصة لملامسة الفرح والسعادة والحُب ايضًا.....بما انّ الجميع ازاحوا انفسهم واخذوها بعيدًا عنها ستتقبل ذلك ولكن ستعطي الغير فرصة لإهدائها أجمل ألحان الحياة حُبه إليها واضح...ومُنير....لن تنكر بالأمس كانت تفكر بطريقة أخرى والآن بطريقة لا تدّل إلا على تناقضها ولكن لن تركل هذا الحُب ولن تُصفح به إلى أن يحين موعده نظرت لوجهها من خلال المرآه.....قامت بترتيب شعرها... ثم سحبت حقيبتها وخرجت من الشقة.... واخذت تمشي على الرصيف متجهةً إلى الجامعة ....تشعر أنها ملكت حياة أخرى مليئة بالفراشات والورود ذات الرائحة الزكية تشعر بتجدد طاقتها....واسترجاعها لحُب الحياة والذات ايضًا زفرت زفير الراحة واكملت الطريقة على امل لُقياه في الجامعة! .................................................. ................. . . . وصل الطرد إليه ، كان في مكتبة يفكّر بحديث أخيه لم يُباشر عمله مباشرة لأنه شعر بتذبذب أفكاره جلس على كرسيّه يفكر من هو الحاقد في تلبيسه هذه التهم ؟ ولِم يحاول التخريب والتشويش بينه وبين أخيه؟ تنهّد وسحب الطرد وفتحه كانت هناك صورة ورسالة نظر للصورة وصُعِق نهض سريعًا من على الكرسي تمتم باسمها برجفة شفتيه: دلال! كانت صورة تلك المرأة الجميلة ذات الصفات الشكلية البارزة والملفتة للنظر ، ذات الملامح الحادة والمتناسقة القوام....طويلة .....شعرها ذات اللون البندقي الواصل اسفل ظهرها مُضيفًا عليها جمالًا آخر....عينيها الجوزاء الواسعة ازدادت جمالًا بكثافة رمش عينيها.....كبُرت ...ولا زالت تمتلك جمالًا....لن ينكر قتلهُ في يوم من الأيام ازدرد ريقهُ......كان بجوارها ...رجل....ممسكًا بيديها....ينظر لها بشوق ومن الواضح انهما سعيدان.... فهم هذا زوجها؟ هل استطاعت الزواج بغيره ؟ كيف؟ سحب بيده الورقة ....وكانت يديه ترتجفان بذعر قرأ (اعلم جيّدا أنكَ تعيش في صراع اخوي وصراع آخر مُنشّق عليك من أبواب الخوف كُنت ولا زلت يا جورج عنيفًا بقراراتك وأنانيًا في حياتك لا تحب احدًا سوى نفسك أكتب لك بالعربية الفُصحى لكي لا اعطي لك مجالًا لتخمين من أكون؟ لأنك لن تستطع التعرّف علي ولن آتي إلى عقلك قط! فالمظلومين من قِبلك كُثر ولن تستطع تذكرهم! و ما يجري حولك ما هو إلا عقوبة على فعلتك بالكثير بهم بدايةً وها انا آمرك بأن تُخرج تلك المسكينة من السجن داليا تزوجت باخيك.....اضاع حقوقها بهذا الزواج ثم تركها مخلّفًا وراؤه قلب يتوجّع بصمت ثم أتت ضربتك الأخيرة على رأسها لتتهمها بما ليس فيها اخرجها من السجن وإلا....ستصل هذه الصورة إلى ابنتك إيلاف تلك المسكينة التي تظن مشاري المُغّفل والدها وحصة المخبولة أمها الحبيبة اخرج داليا من السجن سريعًا وإلا سيموت قلب ابنتك قهرًا سأرسل هذه الصورة المرفقة مع حقيقتها التي لا تعرفها كونها غير شرعية لأم احبّت نفسها ، خافت على نفسها من القتل والذبح مِن قبل أهلها لغسل العار واستمرّت في اكمال رحلة دراستها وكأنّ شيئًا لم يكن اخفت الحقائق على أهلها واختفت عنهم لفترة طويلة بحجّة الدراسة حتى بها انجبتها و رمتها عليك لترميها على عاملك التي تفضله لتذهب وتُجري عملية لتعيدها كما كانت في الواقع لم تكن عملية واحدة بل عمليات باتت بالفشل إلى ان نجحت حتى بها تتزوّج بابن عمها...... حبكما كان طائشًا ومندفعًا اجبرتك على ما لا تريده .....على الدراسة .....على العمل...على ان تطوّر نفسك ولكن صدمتها بفعلك الشنيع بها....حتى تحوّل هذا الحب إلى كره.....ورمت عليك تلك النتيجة التي فلقت قلبها الى شطرين.... رغم أنكّ مسلم ولكن ينطبق عليك قول مسلم بِلا اسلام لا تعرف الحلال من الحرام شيء......فعلت فعلتك الشنيعة ورحلت ولكن دلال كانت مكافئة لخبثك وذكاؤك القت عليك حمل ثقيل ورحلت لِتعيش بنعيم والآن أنا الضمير الذي سيلعب دوره في استرجاع حقوق الناس منك وليكن بعلمك ما يحدث الآن نتيجة لأفعالك ودعني احذّرك لا تحاول التقرّب من دلال فهي لا تعلم بما يحدث لا لك ولا لابنتها وانا حقيقةً لا اريد معاقبتها، فهي انخدعت وأصبحت ضحيّة لحُب شهواني ويميل للأفكار الحيوانية أكثر! فلا داعي لمعاقبتها فهي ضحيّة من ضحاياك المساكين! بل اريد أن اعاقبك انت أخلي سبيل داليا وسأبتعد عن التفكير بأرسال الحقائق لأبنتك كما إنني أتمنى ألا تتوقف تلك اللعنة التي حلّت عليك) . . . (خوفك) رمى الورقة واخذ يسب ويشتم هذا المخبول الذي من الواضح انه يعلم بكل شيء يدور حوله مسح على رأسه عدّت مرات تأفف، الآن فهم هُناك طرف يُريد الانتقام منه كما اخبره أمير ولكن سيبقى مجهول الهوية إن لم يبذل قصارة جُهده في معرفة شخصيته صرخ على أحد الحرس وما إن دخل عليه تحدث: بدي يّاك تبحث عن المعلومات الشخصية للي رسل هذا الطرد الحارس اومأ برأسه دلالةً على الموافقة لتنفيذ ما أمرهُ به وبقي جورج في محله يتآكل من خوفه ، ويتآكل من تفكيره اذا هو على علمٍ بما جرى بينه وبين دلال هذا يُعني انه يعلم بالكثير عن حياته وطبيعة عمله سحب هاتفه واتصل عليه الذي اجابه بملل: نعمممممم جورج بحيرة وخوف: أمير.....وصلتني رسالة تهديد.....ويمكن تكون من نفس الشخص ياللي بحاول قتل بنتك وقتل أمير... مُراد سكت ثم ستحدث :شنو مضمونها؟ جورج بحيرة: لازم اتنازل عن قضية داليا مشان ما يوصّل حقيقتي وحقيقة دلال لإيلاف.... مُراد تنهّد بضيق: لا تبادر لا برد ولا بأي حركة تثير شكوك هالحاقد.....علمود لا نحقق مراده....لا تحاول تسوي حركة توصل له شقد أنك اخترعت او اهتميت بالرسالة .....وداليا طلعها من السجن مو علمود تهديده .....لا علمود انها مظلومة .... ثم اغفل الخط في وجه أخيه الذي بدأ بشتم داليا وشتمه وشتم ذلك الحاقد صرخ مرةً أخرى للحارس : لا تبحث عن شي....وروح جهّز لي سيارتي الحارس : حاضر سيدي ثم خرج . . انتهى |
|
|
06-27-2020, 12:56 PM | #23 |
البارت السابع عشر . . . . . . . . . متألم على حالها، يرى في عينيها حُزنٌ وخوف وقلق تحاول ألا توضّح هذا الأمر ولكن لا تستطيع إخفاؤه فهو مرئي له بشكل صريح ومخيف له تُغرق نفسها في المذاكرة وتشرد بذاكرتها في التفكير كثيرًا ولكن في الأوان الأخيرة لم تعد كما في السابق فقدت شهيتها، شحب لون وجهها مزاجها اصبح عكر وكثرة رغبتها في الاستفراغ فخشي من أنّ الأمر قد تطوّر، ولكن أتى في باله أمر آخر ربما سيُخيفها وربما سيفقدها اتزانها لذلك اليوم سيجبرها على مواجهة هذا الاختبار فقبل مجيئه إليها ذهب الى الصيدلية لشراء اختبار الحمل المنزلي! ولم يلحظ سيارة والده التي تتبعه مُنذ أن خرج من المنزل تابع ابنه ليعرف في أي سكن يمكث هو وزوجته ولكن عندما رآه يتجّه إلى الصيدلية شدّهُ الفضول لمعرفة السبب ترجّل من سيارته دخل تبعهُ عن كثب رآه وهو يسحب بخجل العلبة المنشودة من على الرّف تنهّد بضيق وتوارت عليه الشكوك تبعه إلى ان خرج ثم اقترب من سيارة ابنه فتح الباب ولم يجعل له أيّة فرصة في استيعاب وجوده في نفس السيارة! تحدث: قصي... التفت عليه بذعر: يبههههه....... بو سيف بشك وجنون من الأفكار التي واردته: زوجتك حامل؟ قصي سكت ونظر للأمام ازدرد ريقه هو لا يفهم في هذه الأمور وهي ليست منفتحة عليها لصغر سنها وعدم معرفتها بكل هذه الأشياء، وشدّت خوفها منها تمنعها من السؤال عن هذه الأمور المُحرجة! بو سيف تنهد: ظنيت انك عاقل وراح تطلقها.......والحين جبت لنا مصيبة ثانية .... قصي تحدث بقهر: يبه.....تكفى لا توقف ضدي....يكفي اني ظلمتها ببداية زواجنا....ما فيني أأمها اكثر....لو طلقتها ما راح اسامح نفسي...مُهره بحاجتي يا يبه......اذا ما تبيني اعلن هالزواج ما راح اعلنه....بس ما راح اطلقها.... بو سيف بانفعال: وش تبي تقول لأمك ....يمه انا تزوجت وخلّفت بعد.....وش في عقلك أنت ....وش هالطيش.......غلطتك هذي كل مالها وتكبر يا قصي ...انت مستوعب هالشي ولا لا؟ قصي بجدية: يبه...انا دخلت في حياة هالبنت بدون مخطط....كنت محدود التفكير وقتها....ومع الأيام ادركت اللي سويته غلط...بس من الغلط اني اتركها الحين.....يبه تكفى ...كل شي قدامي صعب....هي تعبانة.....وانا تعبان....لا تضغط علي... بو سيف سكت ونظر للأمام ثم اردف قبل ان يخرج من سيارته: ارسل لي رقم عمها ضروري.... ثم خرج من سيارة ابنه جاعله يتنهد بضيق، ثم ذهب إليها . . ها هو وصل...اغلق الباب رآها أمام التلفاز كتبها مبعثرة وكيانها ايضًا مبعثر.... تقدم لا يعلم كيف يقنعها بإجراء التحليل المنزلي خائف من ردّت فعلها ولكن خلال الأسبوعين الماضيين لم تكن على طبيعتها ابدًا هناك مؤشرات تدل على شيء واحد جميعنا نعرفه ونفهمه من اللحظة الأولى جلس بالقرب منها قبّل خدها حتى تنهدّت .....باتت في هذه الأيام تميل للحساسية أكثر ومشاعرها باتت ايضًا مختلطة وغريبة عليه ! : اخبارك اليوم....؟ مُهره نظرت إليه: نص ونص... قصي قوّس حاجبيه: كيف يعني...؟ مُهره اخذت نفس عميق: يعني بخير ولا بخير.... قصي سيتحدث الآن لن يخف: مُهره مو ملاحظة نفسك هالليام......تستفرغين كثير.....ومالك خلق....وصايرة تبكين على اتفه الأشياء.... مُهره باستخفاف: أي يعني صايرة مجنونة! قصي ابتسم رغمًا عنه: انا ما قلت كذا... مُهره لتنهي الامر: نفسيتي كذا عشان الاختبارات... قصي اخرج الكرتون من الكيس ثم نظر إليها: يمكن في شي ثاني.... مُهره نظرت إليه وإلى العلبة التي بيده: شتقصد؟ قصي بجرأة : يمكن حامل... فتحت عيناها على الآخر ونهضت كالمقروصة وهي تهز رأسها بذعر بمجرد ما إن تفكر بمصداقية الأمر: لالا مستحيييييييييييل قصي...شتقول انت لا...نسيت انه احتمال يصير عندي... قصي وقف معها ومسك يدها وقاطع نوبة هلعها تلك: اهدي.....وبعدين الدكتورة قالت احتمال مو اكيد.....ويمكن اللي صار خربطة هرمونات عشانك خربطتي بس في أخذ حبوب المنع الحمل.... مُهره اخذ صدرها يرتفع ويهبط بشهيقين مزعجين: لا لا الله لا يقوله....وش تقول انت....مابي اصير ام...مابي ....قصي....انا والله نفسيتي عشان المذاكرة...حتى استفراغي عشاني قلقة بزيادة..... ثم خبأت وجهها وجهشت بالبكاء احتضنها لم يتوقع ردّت فعلها هذه ظن انها ستنفعل ولكن لن تصل إلى هذه المرحلة من مراحل الانفعال والذعر شدّها إليه أكثر ثم طبطب على ظهرها: مُهره حبيبتي..اهدي....حتى لو صار صدق وحامل انا جنبك...والله ما راح اتركك......لا تخافين مُهره.... مُهره ابتعدت عنه هزّت رأسها بلا: ماعرف...ماعرف.......مابي ...اصير ام قصي...انا قلت لك ما بي اترك الحبوب انت جبرتني...عشان ما تطلقني صح...انت تبي تصير أبو...عشان ما تطلقني...قصي ليششش ليشِ؟....انا خايفة خايفة....مابي اصير ام...مابي.... اعادها إلى احضانه واخذ يطبطب ويسمي بالله عليها اجلسها على الكنب وابعدها عنه وشد على كفي يديها نظر لعينها المليئتين بالدموع تحدث : مُهره....سمعيني للآخر.....انا ما الومك على خوفك.....من الاستمرار معي....لأنه ما اقدر انكر طريقة زواجنا غلط......ما نكر هالشي....بس والله ....اني ابيك لي عمر.....ابيك تصيرين ام عيالي.....مابي غيرك...ما راح اتخلّى عنك...وراح اعلن هالزواج....وراح اعوضك عن كل شي...... مُهره بشهقة: قصي....لو صرت ام...ما راح اقدر اكمل دراسة.....راح انت تضطر تعلن الزواج و لو رفضوا اهلك راح تتركني......اهلي راح يزوجوني منهم غصبن عني.....راح اموت يعني....راح اكره نفسي....واكره كل شي قصي طبطب على يديها: هدي مُهره....وش هالكلام اللي تقولينه... مُهره مستمرة في البكاء والفضفضة: الكل ينفر مني ما يحبني....مو متقبل وجودي ...انا حمل ثقيل...كيف برجع لهم باضعاف حملي الاولّي.....بعد وفاة امي وابوي...الكل صار يبي يفتك من هالحمل ....هذا يبي يزوجني ..وهذاك يبي يتخلّص مني.....وناس تخاف مني من افتن عيالهم......الحين انا انتهيت ...حمل...يعني فراق...يعني انت ما بتقدر تتحملني اكثر....لأنه المفروض ما اجيب عيال زواجنا مو حقيقي مو حقيقي... قصي شعر بالغضب من حديثها ولكن اخذ نفس عميق واردف بصوت شبه منفعل: أنا كلمت ابوي......عن زواجنا......الوضع بس يبيله صبر .....وترتيب.....وينعلن هالزواج.....مُهره ...ثقي فيني.....اقسم لك بالله ما راح اتركك...لا انتي ولا حتى بنتي او ولدي ...لو صرتي حامل....امسحي دموعك.....ولا تفكرين بهالطريقة.....وانسي الماضي.....والحين قومي ... مُهره ازدردت ريقها وبحشرجة: وين .... قصي بهدوء: الحمام.....قومي سوي التحليل.... مُهره مسحت دموعها بيديها : ما اعرف... قصي بلل شفتيه ومسح على رأسه فتح العلبة ومنعًا من احراجها مدّ يده : اقري التعليمات على هذي الورقة....واذا ما فهمتي شي قولي لي.... سحبت الورقة من يده وبدأت تقرأ بصمت ثم نظرت إليه وهي تقول: ما راح أكون حامل... قصي ابتسم: طيب قومي سويه ونشوف.... مُهره حكّت جبينها : قصي... قصي بنفاذ صبر: صصصصصصصصصصصصبرك يا رب......مُهرررررررررره قومي... نهضت بتردد ونظرت لعينيه برجاء: قصي مابي أخاف...... قصي سحب يديها ومشى بها لناحية الخلاء ثم قال: ادخلي يلا... مُهره بدموع عالقة في محجر عينيها: مابي اصير ام.... رقّ قلبه عليها قبّل خدها بهدوء ولطف: صدقيني راح تصيري احلى ام بالدنيا....... مُهره : بدري بدري والله... فهم ما تُعنيه فاردف وهو يُشير: شهرين وكملين سبعطش سنة ......يا مُهره...وناس كثير صاروا أمهات بهالعمر ما في شي يخوّف.....ربي معاك...وانا معاك.....يا مُهره.....يلا ادخلي..... ثم اردف بمزح: تراك حسستيني بتروحين حرب...ادخلي يلا سوي التحليل وطلعي... مُهره مدّت له العلبة: خلاص انت ادخل واعمل التحليل...انا وانت واحد... ضحك بخفة: ههههههههه تستهبلين علي مُهره هذا وأنتي داخله علمي....اظن درستي احياء صح؟...وبالمتوسط علوم...عن... قاطعته بنرفزة واشمئزاز: خلااااااااااص خلاااص لا تكمل امزح....ادري اعرف....اففف.... قصي بضحكة: افين بعد.....هههههههههههه......يلا دخلي.... دخلت وهي مضطربة، تُرعبها فكرة الانجاب....تخيفها فكرة الأمومة.....وتُرجف جسدها فكرة التربية...لديها طموح اكبر بكثير من هذا...تُريد ان تكمل دراستها تريد ان تنضم للتخصص التي تحلم به...تريد ان تعيش بعيدًا عن فوضوية البشر.....تريد ان تستقل بذاتها ولكن .. نظرت للعلبة تنهدّت اغمضت عينيها زواجها لا يعد زواجًا طبيعيًا ، لم تلبس فستانًا ابيض...لم يزفها والدها ويسلمها بيده لزوجها...لم تُقبّلها والدتها ...ولم تُغدق عليها بالنصائح لتعيش بشكل سعيد مع زوجها كيف الآن ينتهي بِها المطاف في ان تكون أم سريعًا؟ ارتجفت شفتيها.... لا تشعر بانها متزوّجة....تريد حفل زفاف كبير....تريد اهتمام اكثر...تريد حبًا عميقًا.....رغم قصي اراها كل هذا ولكن بعد ان رآها الشدة والحزم في شخصيته التي اعتادت عليها...لذا هي غير مستسيغه لهذا التغير وخائفة منه! احلامها من ناحية الزواج...وفارس الاحلام....والكوشة .....والاهازيج المطربة في ليلتها الحالمة....باتت مستحيلة...ميّتة....وحتى لبسها للفستان الأبيض....بات مستحيلًا...... بكت بلا صوت.....واجرت التحليل.... . . كان مضربًا مثلها تمامًا.....يفكر هل آن الأوان ليصبح أب...يشعر بالسعادة لهذه الفكرة ويشعر بالخوف....والده اخافه حقيقة خاصةً بعد أن طلب رقم عمها ....خشي من الأمر ....ولكن ارسلهُ...مهما حدث لن يتخلّى عنها....احبها.....وعشقها...ولا يتمنى بعدها ابدًا...يريد أن تبقى بجانبه طوال حياته.....هي علمتهُ الكثير....ولن يكتفي....سيتعلم منها أمور كُثر دون ان تشعر! تحدث بعد ان طرق الباب: مُهره شصااااااار..... لم تُجيبه.... كانت تنظر للجهاز المصغّر....بعينين باهتتين .....اخذت تنتظر دقيقة ...ودقيقتين.... الخط الأول كان واضحًا......وبعد دقيقة ونصف اصبح الخط الثاني باهتًا ....بات صوتها مسموعًا....شعرت أنها لم تفهم شي.....نهضت وفتحت الباب نظرت إليه ونظر إليها يُريد التحدث.....وهي تريد الاختفاء من وراء هذه الحقيقة! تحدث: هاااا بشري.... مُهره بخوف واضطراب لم تنظر إلى الجهاز المصغّر مرةً أخرى خشيت من ان يكون الخط الآخر واضحًا لمرأى العين اكثر فقالت ببهوت: مو فاهمة.... قصي لم يعطيها مجالًا سحبه من يديها التي ترتجف ونظر للخطين الواضحين.... وقفز بفرحة : حااااااااااااااااااااااملللللللللللللل...حاااااااا اااااامل... ثم احتضنها وهي واقفة تنظر لفرحته بخوف...واضطراب عجزت من أن تبتسم وتشاركه فرحته.. قبّل خدها وجبينها وهو يقول: حامل مُهره شوفي خطين...... مُهره ازدردت ريقها وشتت ناظريها عنه قصي سكت وسكن في مكانه: مُهره.... قصي بهدوء: مُهره.... مُهره بصوت مهتز: ما ابيه... قصي قوّس حاجبيه: وش ما ابيه .....مُهره عن الجنون.... مُهره بقهر: كله منك...كله منك قصي......لو تامة على الحبوب...انا مو مستعدة اصير ام....ولا ابي اصير.... قصي اقترب منها: مُهره....هدي.....هذا امر ربي....ربي كاتبه لنا.....والمفروض ما تعترضين على حكمة الله ......قولي الحمد لله.....هذا يعني انك سليمة وما فيك تليّف.....واللي صار لك ذيك الفترة مجرّد قاطعته: شدراك يمكن فيني قصي بتنهد: نروح المستشفى ونسوي تحاليل وندخل على الدكتورة.... مُهره بعناد: مابي اروح.... قصي بصيغة أمر: الخميس هذا بوديك... مُهره انفجرت منفعلة وبعينين دامعتين: قلت لك مابي...اصلا هالتحليل خربوطة ......انا مريضة مو حامل.... كاد ان ينفعل معها ولكن كبح غيظه وكتمه بترديده للاستغفار اغمض عينيه ثم فتحهما وهو يتقدم لناحيتها ويضع كفيه على اكتافها: حبيبتي مهره......هدي....وعشان موضوع هالمرض وخوفك منه....تكفين روحي اجهزي عشان نقطع الشك باليقين..... مُهره هزّت رأسها وهي تمسح انفها بيدها بطريقة سريعة ودخلت في نوبة بكاء: مابي أخاف......قصي انت مو حاس فيني....ولا عارفة كيف أوصل شعوري لك....مادري احس مخنوقة.....مابي أصير ام.... نظر لعينيها الدامعتين : والله متفهم وضعك يا مُهره......بس ايش تبيني اسوي....اذا فعلا طلعتي حامل وانتي رافضة هالشي وش تبيني اسوي عشان ترضين؟ مُهره بشهقة بكاء: هأأ...تخليني اجهض.... فتح عينيه على آخره وبغضب ابتعد عنها وهو يمسح على شعره وانفعل قائلًا: اعووووووذ بالله....مُهره تدرين قتل الروح حرام.....ولا ما تدرين... مُهره ضربت برجلها على الأرض وبصوت شبه مرتفع: مابي اصير ام.... تحدث بغلظة: تعوذي من ابليس ......وهدي من نفسك.....عشان نروح ونسوي التحاليل ونتأكد .....أجلي بكاك لبعدين.... مُهره زاد قهرها ، وزاد بكاؤها على حديثه هذا ضربت برجلها على الأرض عنادًا ثم ركضت لناحية الغرفة دخلت وأغلقت الباب بقوة عليها حتى اردف متمتمًا: اففففففف..... وش هالخوف اللي تملكك فجأة يا مُهره! .................................................. ................ . . . خرج من المركز بعد أن تنازل عن قضيته .....واخبروه سيتم الافراج عنها بعد انتهاء الإجراءات اللازمة فعاد إلى سيارته وقادها سريعًا سحب هاتفه واتصل عليها وهو يقود، لم يتردد في مهاتفتها يريد أن يتأكد هل هناك تسرّب لهذه الأمور حتى يتمكن إحدى اعداؤه في استفزازه وتهديده من هذه النقطة ولكن ايضًا هناك شيء آخر يطمح في إيصاله إلى قلبها كما وصل إلى قلبه! انتظر ردها ولم يطل اجابها بقول: الو جورج يحاول أن يتمالك نفسه: اهلين حصة انصعقت وجفّ ريقها....نظرت لابنتها وولدها تركتهم ذاهبة إلى وجهة المنزل تحدثت بصوت اشبه للهمس: انت شلون تتجرّا وتتصل علي.....كيف اصلًا تتصل احنا اتفقنا تواصلك كله يكون مع مشاري...لو تبي شي ضروري اتصل عليه......لا تتصل علي.... جورج لم يتحمل تحدث بلا مقدمات: بدي يّاكي ترسلي لي رقم اختك دلال!!! حصة فتحت عيناها على اتساعهما ماذا يُريد منها؟ هل ستعود فترات التوتر والقلق؟! ألم تنتهي تلك القصة التي تجرّعت منها الكثير بِلا ذنب! : انا مقاطعتها ولا اعرف رقمها أصلا..... جورج شدّ على اسنانه: شوفيييييي يا حصة لو ما رسلتي إلي رئمها.....ما راح يحصلك طيب.....اوك... حصة مسحت على شعرها وبقهر: خلاص يكفي تهديد جورج.....انا مالي دخل حاليا باللي يصير.......يكفي اني ندمانة على اللي سويته من البداية..... جورج بسخرية: ماحدا ضربك على إيديك وئلّك صيري حنوني وئتها......انتي اخترتي هالشي ماحدا جبرك... حصة بنرفزة: وتهديدك؟ جورج ضحك باستخاف: هههه لهدرجة اختك تهمك..... حصة : امي وابوي اهم منها...اللي سويته عشانهم وعشان سمعة العيلة.... جورج بلا مبالاة: كملي حمايتك لإلهوم وارسلي رئمها....بس سكر ارسلي لي إياه وإلا راح تطلّئي مرة تانية.... ثم اغلق الخط في وجهها...وهي خبأت وجهها بيديها باكية بـ صمت....لا تريد ان ينهدم بيتها.....لا تريد أن تعيش في خوف وقلق .....لا تريد أن تقدم تضحيات جديدة....اضاعوا عمرها في زواج فاشل وتربية مخيفة! فتحت هاتفها نظرت لرقم اختها ثم رسلته على رقمه وحذفت رقمه سريعًا لكي لا يُفتضح امرها عند زوجها! تحدثت بهمس: ما راح اسمح لا لك ولا لها تتحكمون فيني بعد هاليوم.... ثم اتصلت على اختها ولم تُجيبها ......واتصلت مرةً أخرى ولم تجيب....فرسلة لها رسالة (ردي علي يا دلال ضروري الموضوع اللي ابي احاجيج فيه يخص جورج ) لم تأخذ عدّة دقائق وإلا اتصلت وهي تردف: شصايييير بعد؟ حصة بلا مقدمات: لازم اشوفج بمكان ...غير بيتج.... دلال لا تريد رؤيتها ولا تريد التحدث معها: خلصي علي اشفيج قولي كل شي لي الحين.... حصة بكره: ما يصير.....لازم اشوفج..... دلال سكتت ثم اردفت: خلاص بيي(بيجي) امرج .....ونتكلم في السيارة.... حصة بتعجل: انتظرج ثم دخلت إلى أبناؤها ونادت الخادمة وهي تقول: ديري بالج عليهم ولا تخلينهم يطلعون برا ...انا راح اروح مشوار صغير وبرد.... ثم صعدت لتغيّر ملابسها......ستوقفهم يكفي...اضاعت عمرها...وتحملت نتيجة غلط غيرها.....انهدم قلبها .....وكيانها ايضًا لا تريد مزيدًا من الانكسارات ...والخضوع ..والبقاء ضعيفة لا إرادة لها....ارتدت ملابسها بعجل سحبت حقيبتها وبعد عشر دقائق رنّ هاتفها اجابت فسمعت اختها تقول: انا تحت... فـ أغلقت الخط سريعًا ثم نزلت من على عتبات الدرج بعجل خرجت لها ركبت السيارة وقادتها دلال بعيدًا عن المنزل لم تتحدث معها......حقيقةً علاقتهما لم تكن صافية......وبينهما رسميات في غاية الوضوح لأفراد عائلتهم....مما جلب لهم جُلبة التساؤلات!....تنهدت بضيق وما إن ركنت دلال سيارتها بعيدًا عن البيوت وضوضاء البشر قالت: شصاير يا حصة.... التفت عليها حصة بوجه غاضب: رد جورج يهددني.....الأخ مستغلني.....يا اسكت على مصيبتج واساعده يا اخسر امي وابوي وعيلتي وشرفنا بعد...وكل هذا بسبتّج... تنرفزت الأخرى لتردف: وانا شدخلني الحين ؟ حصة فتحت عيناها على الآخر: انتي مينونة ولا ما عندج احاسيس...متصل علي يبي رقمج... تحدثت بصوت مرتفع: وان شاء الله عطتيه إياه.... حصة : أي عطيته...... ثم اشارت لأختها بتهديد وفي قلبها غّل عليها: سمعي دلال....اقسم لج بالله لو يرد يتصل علي وهددني ويخرب لي بيتي ...والله .....راح اكلم إيلاف وأقول لها عن كل شي...... دلال بصرخة : ينيتي (جنيتي؟ حصة صرخت بعينين دامعتين: خلااااااااااص يكفي ما اقدر اتحمل ذنبج اكثر من جذيه.......مو ذنبي انج حبيتيه وهو غدر فيج......مو ذنبي.....قلت لج بعدي عنه.......ما رضيتي.....حملتي......وولدتي...وهجيتي....وهو استغلني...اجبرني على أشياء وايد ما ابيها ...اولها مشاري..... دلال نظرت للأمام ....وبتوتر ونرفزة وكبرياء: بإمكانج رفضتي .....بإمكانج رفضتي مشاري ورفضتي تربين ايلاف..... حصة ضربت على كتف اختها بقهر: تدرين لو رفضت شنو بصير...اولها ابوي بموت قهر وامي يمكن تلحقة.....وسمعت العيلة تتلطّخ على لسان الرايح والياي.... وجان انتي الحين ميتة من تسعتعش سنة! دلال اخذت نفس عميق ثم اردفت : استاهههههههههههههههههل ....لا كان ضربتي صدرج لي وفزعتي........عشان ما تقعدين الحين تلوميني وتندبين حضج حصة هزت برجلها وعضّت على شفتيها وهي تردف: كان صلحتي غلطتج.,.... دلال ضربت على المقود وهي تكرر: انا ما غلطت ...ما غلطت....هو غدر فيني وجذب علي.....هو اللي استدرجني واعتدى علي......انا ما رحت له برجولي يا حصة.......حتى لم حملت قلت له تزوجني رفض تخلّى عني .... حصة هزّت رأسها وكأنها تسترجع الاحداث: ما كان المفروض تثقين فيه حتى بعد ما اسلم .....حبج له عمى عيونج .......حذرتج من انج تنغمسين في حبج اكثر.....بس ما كنتي تسمعين لي.....لين طاح غرقتي بهالوحل القذر .......وخلتيه يستغلني.... دلال التفتت على اختها وجسدها يرتعش من هذه الذكرى: لا تقعدين تلوميني.......انتي رضيتي بكل شي ......رضيتي على انه يكون سبب في زواجج من مشاري.....وسبب تربيتج لبنته... حصة نظرت لها بحسرة: بتمين جذيه طول عمرج .....ما تفكرين إلا بنفسج......ولا تعترفين باغلاطج.... دلال بنرفزة عظيمة: وش تبيني اسوي يعني؟ حصة : كلمي هـ الحمار وقولي له لا تدخّل اختي ...بشي يكفي انها ربت بنتك لين كبرتها....انتهى دوري يا دلال....خلاص انتهى.....وقفيه لا يخرب حياتي مع ريلي وعيالي..... دلال مسحت على شعرها سمعت رنين هاتفها نظرت للرقم الدولي وفهمت اجابته: الو جورج اكلمك بعدين... جورج بتعجب: وصّلت إلك حصة كل شي واضح...بس ما راح أطول كلها كلمتين راح ئلك إياها... دلال بحقد: شتبي؟ جورج بغضب: في حدا بيعرف كل شي بيناتنا وعم يهددني ببنتنا .... دلال ببرود: والمطلوب.... جورج بانفعال: انتي ئلتي لحدا شي عن هالموال... دلال ضحكت بقهر: هههههه مينون أنت تبيني افضح نفسي بنفسي...؟ جورج بضياع: اجل منو هاد؟ دلال اغمضت عينيها لتمتص غضبها من هذا الوضع: مادري.....جورج.....توقف لأهنيه.....اللي قاعد يصير مالي دخل فيه....ابعد عني وعن حصة.......يكفي اللي صار.....ويا ريت تلاقي حل للي يهددك وعلى قولتك يعرف كل شي بينا.....لأني مو مستعدة اخسر بيتي....عشانك... جورج سكت، ازدرد ريقه.....يعلم أن الشخص الماكر والذي بدأ بتهديده حذره من الاقتراب منها ولكن ما إن رأى صورتها مع ذلك الرجل شعر بشي ما دفعه للاتصال بها ليس الحُب، بل إرادة التملّك ظن انها لن تستطع الزواج .....وستعود له يومًا من الأيام ولكن ستبقى دلال تكسر توقعاته ....فهي قوية ...امرأة لا تنكسر.....ابدًا! ولكن يُكفيه الآن أنه بثّ سم الخوف والقلق في قلبها لذا اغلق الخط في وجهها بلا إجابةٍ منه حتى شتمته ثم اردفت : ايلاف في بيت سعاد.... ضحكت حصة بسخرية على عدم معرفة اختها بابتعاث ابنتهاّ: ههههه صار لها حوالي أسبوعين وكم يوم من سافرت أمريكا.....وانتي ما تدرين عن الدنيا! دلال مسحت على جبينها بقلق: احسن...احسن.....هالبنت....مو راضية تموت....مو راضية تضيع......وإن ظلت عند خالتها سعاد...راح تييب(تجيب) المصايب لها......اصلا جلوسها عندها غلط.... حصة بحده رمت كلمتها: وجلوسها عندي غلط....ريلي يشبّهها فيج وايد .....ولا غابت علي نظراته..... كأنه يقول هذي موب بنتج...وغير نظرات الاعجاب بعد.... دلال نظرت لعينيها وبحده: ورحتي لحتيها على سعاد..... حصة : مشاري ما يبيها...وهي ما ترتاح إلا عند سعاد....شنو تبيني اجبرها تقعد عندي..... دلال سكتت، شعرت بوخز في قلبها من ذكرى الماضي....تحدثت : الأفضل ايلاف تظل بامريكا......وجورج غصبن عنه يبعد عنا....... حصة بقهر: باردة...وما عندج احاسيس......قلبج صخر.... دلال صرخت: شتبيني اسوي.......حصة.....انا تعبت على شان ابني نفسي من يديد........سلمت له قلبي......وغدر فيني...اعتدى علي....جرّدني من كياني......ضعت.....حزتها......انا ضعت فترة ....وما ابي ارد اضيع مرة ثانية حصة بسخرية: ضياعج سبب في دمار حياتي ......شكلج نسيتي انانيتج......قعدتي بلندن فترة حملج كله...وجذبتي على اهلي بسالفة اختباراتج ومرضج ...وجبروني اقعد معاج ...فترة طويلة تجازوت السنة...عشان شنو ...جذبت هالدراسة وبس ولدتي انقلعتي على المانيا...وتركتيني ....وهديتيني عند هالمينون.....اصلا ما دري كيف ابوي رضة حزتها يخليج تنقلين اهناك....بس اعرفج خبيثة جذبتي كم جذبة عليه لين وافق .....ولا طالعتي وراج....ولا اهتميتي فيني.... دلال ازدرت ريقها شعرت انها ستبكي: تكفين حصة لا تقعدين ترددين علي الماضي.......والحين اوعدج جورج ما يخرب لج حياتج وايلاف تصير بعيدة عنج.....بس لا زيدينها علي...... حصة نظرت للامام: وصليني بيتي.... دلال زفرت وبدأت تقود وفي قلبها غصة ......وقصة انهتها بقساوة ما تشعر به من ألم.....انتهى حبها لجورج.....وانتهت آلام الولادة ...واختفت صرخاتها مع استنجادُها في انتشالها من الضياع والخوف.....اسست لها حياة قوية ....ذات حصون مدرّعة.......ولكن حديث جورج ارعبها ...ادركت اتصاله ....يريد أن يرعبها.....فهو لم يستطع ان ينقص عليها عيشتها خلال التسعة عشر أعوام.....ولكن أتت إليه الفرصة على طبقٍ من ذهب إذا صدق قوله...هذا يعني أنّ الحقيقة ستنشر في غضون ربما أسابيع قليلة تنهدّت بضيق...واوصلت اختها وهي صامتة وبداخلها بعثرة ذكريات مُرعبة! .................................................. ........ . . . . احرقتهُ بفعلها، جعلته يتجرّع السّلام فجأة ثم بثّت في جسده حرب طاحنة لا تهدأ لم يبرح غرفته وابنه بقي عند والدته.....مقهور ...لدرجة تثير رغباته في الانتقام منها هو اخطأ وهي تعانده الآن...ولكن لن يترك لها مجالًا في فرض قوتها عليه سيعاندها ايضًا سيرسل لها ابنها عبد لله وسيزوره اسبوعيًا لقهرها لأنها لا تريد رؤيته في الأصلّ! وهذا الأمر سيُصبح عليها كالعقاب! .......يعلم خاله لن يمنعه من رؤية ابنه...وإن لم تُدخله إليه هي يكفيه انه كسر عنادها ببقاء عبد لله لديها ...وزياراته التي ستكون متكررة لمنزلهم....ستُثير جنونها .....ابتسم بخبث وانفتح هنا الباب دخلت والدته وهي تحدّق إليه بشرر: شلون عبد لله بيظل الليلة عندنا....ما بتوديه لأمه....ولا تبي تعاندها وتحرق قلبها عليه... لو تدرك ان الجازي لا تريد ابنها لجنّت تحدث بهدوء بعكس النيران التي في قلبه: جهزيه بقوم اوديه لأمه.... ام سيف بشك: الوقت متأخر يمكنها نامت... سيف بكذب نهض وسحب مفتاح سيارته: تو متصلة علي تقول عجزت تنام وهو مو في حضنها...وجلست تلومني إني ما جبته لها بدري.... ام سيف لا تريد أن تتدخل هذه المرة في حياته ولكن يؤلمها شعور انها سببًا في ظلم بنت اخيها تنهدت : بروح اجهزه لك... ابتسم سيف بخبث: نشوف منو اللي كلمته تمشي يا الجازي ثم خرج من الغرفة .................................................. ................... . . ما زالت في غرفتها منعزلة ظنّوا ستخرج ما إن يحين الليل ولكن لم تخرج.. لم تكف الجازي عن طرق بابها.....وحقيقةً بدأ الخوف يتسلل في قلبها .... فذهبت إلى خالد واخبرته: نوف لحد الحين ما ترد علي أخاف صار لها شي.... خالد أشار لها: هدي....اكيد ما فيها شي .....تلقينها تسمعك بس ما تبي تكلمك... الجازي بتفهم : طيب روح جرب انت...روح كلمها.... خالد بتنهد: بندر تسمع هي له...خليه يروح لها... الجازي : بندر سمع جرس الباب ونزل يشوف منو.....عشان الوقت متأخر وسينا نامت.... خالد نهض بصعوبة واتجه لناحية غرفتها... طرق الباب عدّت طرقات: نوف.....نوف تسمعيني... كانت تنظر لكتبها بضياع، تريد ان تنفصل عنهم وعن مشاكلهم ......يكفي انها تعمل خيرًا فتلقى شرًّا من ردود افعالهم جميعًا تنهدت بضيق...تشعر بالجوع....لم تأكل مُنذ الصباح.....تحدثت بعد ان ارتفع ضرب خالد للباب : جالللللللللللللسة اذاكر.... خالد ارتاح ونظر للجازي التي وضعت يدها على قلبها لتزفر براحة خالد: طيب فتحي الباب.... نوف بعناد: مابي ما ذاكرت عشاني نمت ساعات طويلة...وراي اختبار ..... خالد حكّ جبينه: طيب ...... ثم همس لأخته: شفتي ما فيها شي... كانت سترد عليه ولكن نظرت لبندر وفي يده عبد لله ...ماذا حدث هل غيّر رأيه سيف؟ ام بماذا يفكر؟! بندر قبّل عبد لله: يلا روح لأمك... ومدّ يده لأخته التي تناولته بصمت كانت ستتحرك ولكن تحدث خالد: صدق وش صار لم جا سيف.....شفتك صعدتي غرفتك وانتي مرة فرحانة... الجازي بتوتر لم تفكر ولو بقدر بسيط أن سيف سيجلب لها ابنها هل تنازل عن الحرب؟ حقًّا هو ضعيف وسيبقى ضعيف ومشتت في قراراته! : تفاهمنا... بندر بسخرية: اشك والله..... ثم عبر امامهما: تصبحون على خير... الجازي سكتت خالد : اتركيه عنك...اعصابه متوترة عشان اختباراته ولا تنسين هذي آخر سنة له... هزت رأسها برضى خالد بهدوء: ابوي جا... الجازي بضيق: من زمان..... خالد هز رأسه: تصبحني على خير ثم دخل الغرفة اما الجازي.....نظرت لعبد لله ...تشعر أنها لا تريده.....لكي لا تشعر بالألم! ولكن تنهدت وقبلته بلطف ثم حدثته: ابوك ضعيف...وبيتم ضعيف.... ثم دخلت الغرفة .................................................. ... قبل ساعات وقبل منتصف الليل.....اتصل عليه بعد أن اخذ رقمه من ابنه مضطر لهذا اللقاء لمعرفة حقيقة هذا الزواج فهو خائف ليس على سُمعة عائلته بل على ابنه ايضًا برأيه ليس عاقلًا من يزوّج ابنته أو إحدى بنات عائلته زواجًا خفيًا! لا بد ان يكون هناك سرًّا خفيًّا لربما يحدث ذلك هذا الأمر من وجهة نظره هو! حدثه ورحب به وعندما قال : انا والد قصي زوج بنت اخوك صالح.... سكت هنا قليلًا ثم قال: يا هلا.... بو سيف : حاب اقابلك عشان نتفاهم... تفهم الامر أبا محمد فقال: حياك ببيتي برسل لك الموقع... واخذ بعد ذلك بما يُقارب النصف الساعة للوصول إلى منزله كان يفكر ما هي الدواعي التي تجعله يُرخص ابنت أخيه هكذا؟ هو ينظر للأمر من نواحي تُجلب عليه التفكير الغليظ والاناني! صافحه رحّب أبا محمد به....جعله يجلس ...قدم له الضيافة إلى أن تحدث بو سيف بهدوء: والله يا بو... ثم سكت ليردف الآخر: بو محمد... اكمل بو سيف بنفس النبرة: يا بو محمد ...جاي......وكلي اسالة....ما ني عارف كيف ابتدي معك...ولكن انا مصدوم....ما اخذت فترة طويلة من عرفت بزواج قصي ببنت اخوك....وصدمني....اخذت رقمك ابي افهم منك كل شي....قصي قال لي على كل شي بس ما اكذب عليك ما صدقت....شي.... بو محمد.....كان ينتظر هذه اللحظة...مُنذ فترة ....طويلة....تنهد وقال: ما لومك يا بو قصي.. قاطعه بهدوء: بو سيف... ابتسم بو محمد: وانا حقيقةً ما ادري كيف ابدأ اشرح لك كل شي.....وما اكذب عليك انتظر هاللحظة من زمان... بو سيف قوّس حاجبيه: كيف؟ بو محمد انتقلت نبرات صوته للضيق: كان عندي أمل وإيمان زواجها من قصي ينعلن........البنت صغيرة.....ولو لا الظروف والله ما وافقت اني ازوجها لولدك.... سكت هنا بو سيف ما هي الظروف الذي تُدعيه أن يتخلّى عنها ويبيعها لأبنه؟! تحدث بجدية: مهما كانت الظروف ما تخليني ابيع بنت اخوي.....ولا افرط فيها... بو محمد بدفاع عن نفسه: انا ما بعتها ......ولا فرّطت فيها... بو سيف : أجل وش تسمي اللي سويته... بو محمد: اذكر الله يا بو سيف واتركني اوضّح لك كل شي.... بو سيف سكت.... وبدأ أبا محمد يقول: ربي يشهد علي ما بعتها ولا فرّطت فيها وزوّجتها لولدك عشان ابعدها عن المشاكل واحميها.... بو سيف بعدم اقتناع: تحميها...؟ بو محمد تنهد: اسمعني من الآخر......مُهره يتيمة الاب والام......ولم توفوا في نفس السنة ....اهل أمها خذوها....عندهم....بس ما كانت مرتاحة عندهم ابد......مو متقبلينها ابد عشان كان فيه مشاكل بينهم وبين ابوها الله يرحمه.....وحملوها ذنب ابوها هنا.....وصار الكل ينفر منها ولا طايق يشوفها ويتنمرون عليها ووصلت فيهم يبون يزوجونها وهي بعمر الاثنعش سنة.....ومرة بالصدفة رحت ازورها.....وهنا انكسر قلبي انشد للحديث هنا وانشدت كل خلايا جسده أتت إليه أفكار مزعجة ومخيفة فاكمل أبا محمد: شفت عليها اثر ضرب......وخفت هنا اخسر بنت اخوي ......واخذتها معي ووصلت الأمور للمحاكم بعد....ونفسيتها صارت تعبانة.....ولكن الحمد لله قدرت آخذها واعوضها عن كل شي ....وظنيت المشاكل بتخلص بس ابد ما خلصت... بو سيف لم ينطق أي كلمة ترك المجال له للتحدث ليكمل: انا ربي رزقني بخمس أولاد.......اكبر واحد محمد اكبر منها بسنة بو سيف تحدث بهدوء: الله يخليهم لك... اكمل أبا محمد: وكبرت ولا عادت ترتاح في بيتي....ربي يشهد علي مو على شانها بنت اخوي أقول هالكلام.....بس مُهره متربية صح...اقسم بالله ما قد شفتها تمشي بدون حجاب قدام عيالي...ولا قد شفتها تكلمهم حتى......ظلت في غرفتها المخصصة ولا تطلع منها إلا إذا احتاجت شي او اذا جات تاكل......بس ما غاب علي...زوجتي مو مرتاحة لوجودها وانا مالومها البيت مليان أولاد..... بو سيف اخذ نفس عميق وهز رأسه وكأنه يخبره وصلت الفكرة ولكن اكمل: ومرة من المرات دخلت علي تقول اخوها يبي يتزوّج بنت اخوك....وهنا وقف قلبي... بو سيف بتدخل سريع: ليششششش؟ سكت مهما كان فهو اخ زوجته ويصعب عليه قول الحقيقة ولكن إن كان الأمر هذا من صالح ابنت أخيه سيهون! تحدث بمصداقية: ما هو كفو لها.....رجال طايش....وبلا اخلاق......ورفضت....لكن زوجتي زعلت ...ودخلت معها في نقاش طويل عريض ووصلت للزعل.......ولكن ما زلت على رايي...مستحيل ازوّجها إيّاه بو سيف نظر إليه باهتمام بعد ان شبّك أصابع يديه ببعضهما البعض ليكمل: وبنفس الوقت ولدك قصي جا وطلب يدها مني ما انكر اني انصدمت لم جاني يخطب بدون اهله......قلت له وش الأسباب اللي تخليك تزوجها بالسر ......وما عطاني إجابة تقنعني بس قلت له عطني وقت وارد لك خبر بو سيف لا يعرف كيف نطق كلمته: واضح وش السبب.....يا بو محمد.....قصي سو هذا الشي عناد لنا حنا اهله....على قولته خايف نزوجه وحده فارضينها عليه فرض وراح تزوج بنت اخوك بطيش قراره.....بس اللي مو فاهمه كيف ما رفضته انت... تحدث بو محمد بهدوء: عشاني سألت عنه....حتى إني بحثت عن سجله بمساعدة معارفي ورحت سالتهم عنه....طلع نظيف...ولا عليه غبره وحده......رجال كفو.......ما سالت عنه إلا ويمدحونه لي.....رجال مصلي ومسمي ..بس ترددت ...وما قدرت أوافق....استخرت ربي.....اقول لمهره عنه....يمكن ظليت بتذبذب لمدة أسبوعين او ثلاث حتى ظن أني مو موافق واتصل يسأل .....لكن قلت له لسى البنت تفكر....وهو فرح....انه فيه امل....حسيت ربي راسله لي ....عشان انجّي البنت من هالمشاكل.... بو سيف: يعني مُهره وافقت عليه برضاها.... بو محمد: في الواقع هذا اللي حصل وصدمتني.....بس حسيت حتى هي تبي تهرب .....من هالضغط اللي تلاقيه.....أمنتها عند ولدك وقلته في اقرب فرصة تعلن الزواج ووافق.....عشان كذا قلت لك انتظر هاللحظة من فترة طويلة... بو سيف سكت طأطأ برأسه تفهم الوضع جيّدًا ثم اردف: والله يا بو محمد....لم قال انه مزوّج من بنات السامي عجزت استوعب الأمر...انتوا ناس معروفة بالاخلاق والكرم....والصيت الطيّب......بس لعب براسي الشيطان وظنيت سبب زواجها يا طمع يا وبنبرة خجل: اعذرني على الكلمة البنت مسوية بليّة.....ما قول إلا حسبي الله على اللي ظلمها...وانت خذت قرار مستعجل مثل ما قصي خذ قرار طايش....انت برأيك حميتها....بس انا اشوف انك اشوي ظلمتها.... بو محمد بنبرة حزن: عارف....والله عارف... بو سيف اكمل: اقدر خوفك عليها...بس سالفة ازوّج بنت بهالعمر مسيار ضياع لحقوقها.....ضياع لعمرها يا بو محمد واللي عرفته من قصي باقي كم شهر وكملون سنة......واللي فهمته منه احتمال تكون حامل... صُعق وذهل أبا محمد: حاااااااااامل...؟ بو سيف تنهد: ما صرّح لي قصي بهالشي بس فهمت تلميحاته.....وعشان كذا .....ابي حل....لهالموضوع اعلان زواجهم بالنسبة لي صعب.... بو محمد ابتسم: لا تاكل هم عندي فكرة .....ما راح تجيب لا لك ولا لي كلام... بو سيف بتركيز: وش هي؟ بو محمد انشرح صدره لتقبل أبا سيف للامر: تعالوا اخطبوها على الأصول....... بو سيف سكت ونظر له وفهم المغزى : فهمتك....واذا هي حامل صدق بحاول اعجّل الأمر........ ثم نهض وصافحه: آسف اني جيت بوقت متأخر......بس والله بعد حكيك نسيت غضبي على قصي وعصبيتي...... بو محمد طبطب على كف يده: الله يلوم اللي يلومك....عارف الوضع صعب....بس والله انجبرت ... بو سيف بتنهيده: هي من نصيبه وهو من نصيبها.....ما اقدر أقول شي.....كل شي بالحلال.....ولكن سالفة زواج السر هي اللي قرصتني بقلبي.....وخاصة قال لي يبي يعلن زواجه....بدون ما يغضب امه......فخلاص راح نبدأ من الصفر....بنجي نخطبها منكم....على حسب الأصول.....ولم يجي موعد الملكة....نسوي لهم عشاء للجماعة وتعزم اللي يعز عليك.....نقول لهم ملكنا عليهم العصر.....وبالليل نحتفل ابهم ...ونعشي جماعتنا......ونسوي لهم زواج بعد شهر عشان لاحد يتكلم وقول ليش هالعجلة.... بو محمد براحة: مثل ما تبي..... بو سيف ابتسم بوجه: مع السلامة ثم خرج من منزله ،ما زال غاضبًا من ابنه فهو يكرر أنه لا يريد ان يحمل اثمها وهذا يعني انه لم يقصر في ايذائها ربما على الرغم من انه غاضب من طريقة زواجه الآن اصبح بعد هذه الحقائق من حديث عمها اصبح غاضبًا من ظنونه في ظلم ابنه لها لكثرة كلمته بقوله نادمًا على ما فعله بها! سيحدثه هذه الليلة سيستفسر عن حياتهما وسيخبره عن مخططهما لإعلان الزواج! ............................................ . . يظنون انها ستستلم لكل ما يدور حولها وستنسى ماضيها سريعًا وستتقبل كل شيء برحابة صدر ولم يعوا لهدوئها وبقاؤها لفترة طويلة لتفكر في غرفتها فبعد ان خرج مُراد من غرفتها أصبحت رغبة الهروب تزداد اكثر....عليها ان تجد جوازها لتتمكن في الهروب واخذ كل اوراقها الرسمية وتتركهم يخوضون في توترات محيطهم القذر كما تُسميه عليها أن تذهب لغرفة امير ربما خبّأ الجوازات في مخبأ من الصعب عليها اجاده لم تتوقع ابد بانه اعطى الجوازات لماكس....لهذا هي متيقنة انّ الجوازات جميعها هنا في الشقة بعد ثلاث ساعات من الجلوس خرجت ونظرت لماكس واليكسا وجولي وابنتها وكذلك مُراد ولكي لا تثير شكوكهم لم تبتسم على افكارها فقط اردفت بجمود: جولي ....نامي انتي وسـ.... نطقت اسمها بـ لذعه سرت في قلبها: سندرا في غرفتي انا بنام في غرفة امي....مليت من غرفتي.... حدّقت اليكسا بعدم تصديق لماكس الذي بادرها بالنظرات ذاتها بينما مراد لم يُزيح نظره عنها....شعر بغرابتها اكثر...هل جنّت رسمي؟ جولي ابتسمت لها بتوتر: No problem ثم ذهبت عن انظارهما للدخول إلى غرفة امير نظرت لأرجاء الغرفة كانت مرتبّة ومنظمة, ونظيفة تنهدت ثم أغلقت الباب عليها وتركتهم يتساءلون اليكسا بسعادة: شكلوا اسّر(اثر) عليها كلامك مُراد... ماكس بتأييد: هالشي واضح.... مُراد لا حديثه لم يؤثر....هي جنّت....لا تعي لتصرفاتها ستخرج الآن وتعصف بهما الأرض بعد ان ترى ابنتها وجولي في غرفتها! ابتسم لهما مجاملة جولي بهدوء نظرت لسندرا وتحدثت بصعوبة: بدّك تاكلي؟ سندرا حرّكت رأسها ....لا مُراد نظر إليها ....يريد أن يحتضنها....يطبطب عليها يشعر أنها متوترة ....تهز برجليها على الدّوم ....تنظر للمكان بعينين مشتتين كوالدتها .....لو لم يقرأ تقريرها الطبي لقال انها تعاني من التوحد ولكن في الواقع لا تعاني منه.....اخذ نفس عميق ثم نظر لهم ووقف: يلا انا استأذن ......ماكس لو تريد شي اتصل علي.....وانتبهوا على نور...آني اشوفها مو طبيعية ابد.... ماكس بهدوء: ما تاكل هم.... مُراد لم يمنع نفسه من أن يقبّل سندرا على خدها بهدوء وهو يقول: لازم تاكلين عشان تكبرين اوك؟ توردّت وجنتيها بخجل ونظرت لعينيه ببراءة وهي تهز رأسها بـ (اوك) ثم ابتسم لها واخذ نفس عميق وخرج، قلبه يؤلمه....يراها بهذا القرب ولا يستطع ان يخبرها أنه والدها....وانها ابنته....يريد أن يشتم رائحتها يحتضنها......ولكن لا يستطع ...لعن نفسه على فعلته الشنيعة بنور....وعلى موافقته في مُجاراة أخيه في جنونه ...مشى بخطى متقاربة ونظر للشوارع ....لماذا يشعر بالهم؟ بالخوف......بعدم الارتياح.....أهذا الشعور يُعني استيقاظ الضمير؟ لم يستطع أن يمحي نظراتُها البريئة له، من رأسه.....كأنه تخبره أنت مُذنب لا تلمسني لكي لا تلطخني بذنبك.....يشعر أنها تعاتبه.....حتى نور....وما آلت عليه حياتها في هذه الأوان يشعر أنه السبب الرئيسي في دمارها بغض النظر عن الاحداث الأخرى.....التمس عظم وفدح ما فعله بها لم ينسى ، اوّل لقاء لهما....اول قُبلة ...اول احتضان.....اول عشق.....احبها ولكن لم يستطع أن ينساق وراء هذا الحُب فأخيه وراؤه قسّى قلبه عليها لكي يحظى بالمال الكثير ذلك الوقت كان يفكر بنفسه ....براحته....لم يفكر بمشاعرها.....اقنع نفسه هذا الشعور سيزول بمجرد الافتراق وفعلا زال.....زال بعد تجاهله الطويل له...وبعد ان رأى المال ورأى الفتيات الاخريات بعدها.....كان يخونها وهي لا تشعر لِيُميت الشعور الذي بدا بالنمو بداخله! كان يذكر نفسه ما عن تنجح خطتهما سينعم بحياة لم يحلم بها قط وقادتها نفسه الامارة بالسوء في اكمال مسيرة هذه الخطة تنهد قتلها.....لن ينكر انه قتلها ...اغمض عينيه تذكر آخر لقاء لهما بعد أن عرف انّ المصيبة وقعت عليه .....وفضح امر تهريبه للمخدرات صعق أخيه بهذا الامر .....وشعر بربكته اخبره عليه ان يُنهي امره بينه وبين نور لكي يهرّبه إلى خارج البلد ارغمه بالعودة إلى تركية استطاع أخيه جورج بنفوذه الفذّة ان يُلصق هذه القضية بإحدى رجاله الصغّار ليحكم عليه بالسجن لمدة لم تقل عن ثلاث سنوات وهو ابتعد هاربًا إلى تلك البلاد! .. عاد إليها وهو متوتر خائف من عدم نجاح أخيه في تهريبه من هذه البلد وانتشاله من هذه القضية ما إن اغلق باب الشقة استقبلتهُ......كما علمتهُ تأتي تحتضنه تُهديه قبله على خديه ولكن هذه المرة دفعها وهو يقول: لا تقربين... حتى بها قوّست شفتيها ونظرت له ببراءة: شفيك بهاء صاير شي بشغلك؟ بهاء الدين حان موعد الفراق والقسوة وكأنه في الواقع يُريد أن يتعارك مع أحدهم للتفريع عن غضبه انقضّ عليها وهو يشد على زندها: لا تحجين بشي ما يعنيج.... ازدردت ريقها وشعرت بالخوف منه ومن نبرته تحدثت بذعر: بهاء ....انت جالسة تخوفني.... مُراد صرخ في وجهها ليعلن عن وجهه الآخر: آني اريد منّج تخافين مني.... نور بصوت باهت ودموع عالقة في محجر عينيها: ليش؟ مُراد ضرب بيده على الجدار التي خلفها حتى اغمضت عينيها بخوف من ضربه لها: لأني اكرهج هواية؟ صُعِقت بل ذهلت من الامر أشار لباب الشقة: لمي اغراضج ...هسه...وروحي على بيت اهلج......ما اريد اشوفج.... نور تعلقّت بجاكيته وبشفتين مرتجفتين: تكفى بهاء لا.....مابي اروح مكان ثاني.... ابعد يديها عن جاكيته ودفعها للجانب الايسر حتى بها سقطت وبدأت تبكي بصوت صرخ: قلت إلج روحي جهزييييييييييي اغراضج.... . . ونفض باقي الذكرة لا يريد ان يتذكر كيف ضربها أهانها وهي بذلك العمر....ترك اثارًا على وجهها وربما على جسدها آنذاك آلامها نفسيًا وجسديًا لذا هو لا يلومها على ان تكون باهتة الآن فهو بفعلته هذه اخذ جزءًا كبيرًا من حياتها والجزء الآخر سرقه الآخرون... عضّ على شفتيه ثم ركب سيارته وقادها بجنون للهروب من ذكرياته معها! .................................................. ................. اما هي...ما إن دخلت حتى عادت تنبش وتبحث عن الجواز عادت للحقيبة الرياضية ....نظرت للأوراق ....سحبت تحليل اثبات الابوة ....قامت بطي الورقة عدّت طيات ثم ادخلتها في جيب البنطال....نظرت لباقي الأوراق ولم ترى شيئًا آخر يخصها ....وإن وجد فهو ليس مهمًا.... فتحت دولاب امير...نظرت للدولاب نظرة عشوائية ....ونظرت لملابسة القليلة بحثت بين جوانبهما ولم ترى شيئًا نظرت للأرض تفكر ، ثم حدّقت في الجدران ايعقل هناك مخبأ يضعهم فيه؟ تحسست الجدران الأربع بيدها ولم ترى سوى ظلها يلاحقها بجنون أينما ذهبت؟! لن تستسلم عادت للدولاب من جديد نظرت للدولاب المتوسط للدولابين الجانبيين فتحته....نظرت للرفوف... حدّقت بالنظر للرف الأول وهي تقف على اطراف اصابعها وبعثرت الملابس من عليه....ثم نظرت للثاني.... تحسست بيدها جوانبه ....وضعت يدها على الجزء المسطح من الخلف....مررت يديها....ببطء تريد ان تحس بشي......وشعرت به! ولكن خاب ظنها عندما وجدت مسمارًا عالقًا به وكاد يجرحها ازاحت يدها عنه وشتمت أمير ايعقل هناك مخبأ في هذه الشقة؟ فتحت الدولاب من الجانب الأيمن وكان فاضيًا من الرف الثاني وحتى الثالث اما الأول تعلّقت بطرف الرف ورفعت نفسها على اطراف رجليها شعرت باهتزازه لناحية الامام خافت من ان يسقط عليها ....ويحتضنها ..اهتز اكثر وسمعت صوت سقوط شي حديدي على الأرض ضجّ صداه على في المكان بينما هي ثبتت قدميها على الأرض ووضعت يديها امام الدولاب لتمنعه عن السقوط ونجحت ولكن فجأة انفتح الباب ماكس بخوف: نور فيكي شي؟ التفتت عليه ونظرت له ولي اليكسا... نور بتوتر: لا بس فتحت الدولاب وكان فاضي...وطاح هالشي على الأرض... وأشارت لصندوق صغير مرمي على الأرض... ماكس اقترب منها: ما طاح عليكي .... نور هزت رأسها: لالا ما طاح علي... اليكسا: نور لازم تاكي مشان تاخزي الدوا... نور بتسليك: تمام.... ثم نظرت لهم ونظروا لها شعروا بالريبة من وقفتها ونظراتها ولكن خرجوا وهي زفرت براحة ثم انحنت لتلتقط الصندوق اخذته وجلست على السرير ... صندوق حديدي دائري......فتحت الغطاء لا يوجد هناك أي مفتاح عليه... وانصعقت واتسعت ابتسامتها رأت الجوازات....والبطاقات الشخصية لهم...والبطاقة المصرفية الخاصة بها سحبت ما يخصها من الجواز والبطاقات سريعًا وخبأتهم في مخبأ الجاكيت التي ترتديه الآن رات حبل نجاتها الآن تستطيع التحليق، نهضت لتعيد الصندوق في مكانه وبعد جهد جهيد استطاعت عادت للسرير سحبت هاتفها اتصلت على . . اليوم لم تراه طيلة الساعات التي قضتها في الجامعة، عادت مُتعبة بعد يوم طويل حافل بالمحاضرات الصعبة بدّلت ملابسها بدأت بالمذاكرة إلى أن أتى الليل شعرت بالجوع ، وذهبت للمطبخ سحبت رغيف خبز دهنته بجبن ثم أكلته على مهلٍ منها....ستأكل وبعدها ستعود لاكمال المذاكرة سمعت رنين هاتفها بعد ان جلست في صالة الشقة سحبته ثم أجابت: هلا نور.... نور مبتهجة جدًّا: اخبارك إيلاف.......طمنيني عليك... إيلاف تحدّق للاشيء : بخير....انتي طمنيني عليج؟ نور : تمام التمام......وعندي لك خبر بمليون.... ايلاف ابتسمت على نبرتها: شنو......من زمان ما سمعت اخبار حلوة نور بصوت منخفض: راح اجي لك في اقرب موعد صرخت ايلاف وهي تقفز من مكانها: صجججججججججججج؟ نور أبعدت الهاتف عن اذنها ثم قالت: أي صدق.....سمعيني زين......اللي بسويه شبه هروب... ايلاف اختفت ابتسامتها: شلون يعني؟ نور بحذر: بسافر بدون ماحد يحس علي ولا يدري...... ايلاف بعدم اقتناع: انزين ليش تسوين جذيه....قولي لهم تبين تسافرين وخلاص ما اظن في احد بيمنعج...... نور اغمضت عيناها على آخرهما: ما بيهم يعرفون مكاني ابي اتحرر منهم يا ايلاف.....كلهم ظلموني..... ايلاف تشعر هناك خطب ما لذا قالت: اوك ....سوي اللي تبين ولييتي (ولجيتي) قولي لي كل شي....تراني مو فاهمة حياتج عدل.... نور لتنهي المكالمة : تمام ...باي....راح ارسل لك رسالة متى بسافر ومتى أوصل عشان تستقبليني... ايلاف : اوك...انتظرج... ثم أغلقت الخط وهي تتنفّس براحة خطوة جريئة ومليئة بالمغامرات لن تنكر هذا ....ولكن يكفيها أن تبتعد عنهم وعن قراراتهم .....وعاطفيتهم ....ونظرة الشفقة على حالها.....الآن ستحجز الكترونيًا على اقرب طائرة للسفر لأمريكا...ستنزل في الولاية التي تمكث بها ايلاف....ستفعل ما بوسعها لتعيش بعيدًا عن هذه الهموم المزعجة.....يُكفيها ما حدث....تعبت....تريد التحرر حتى من شخصياتها...ستُحدث على نفسها بعض التغيرات ما إن تصل لكي تنسى شخصية نور الضعيفة ......والهادمة...... خرجت من الغرفة ...لتأكل وستعود لترى اقرب حجز ......للسفر...... كان الجميع ينظر لها بنظرة تفاؤل......وهي تنظر لهم بنظرة الانتصار.... .................................................. .................. . . أعطاه المال المُستحق لهذه العملية ،اقحهم نفسه في عالم مُظلم وسوداوي لغربته في الانتقام دخل في عالم مظلم.....اصبح اسمه الوهمي منتشرًا بين القتلة المأجورين....بينما رجاله الخاصين به...يزدادون يومًا عن يوم......شغله في الهكر.....وفي أمور الاختلاسات ...اغدق عليه اموالًا طائلة....جعلتهُ ينعم في العيش براحة من أجل تحقيق الانتقام .....المال ساعده في كل شي...في عودته للدراسة....في شراء منزل خاص به......في وضع حرّس لحمايته وتنفيذ أوامره...وفي تأجير القتلة المأجورين........يشعر بالرضا بما يفعله ! والآن خطته ستكون أقوى بكثير....وطئها على إيلاف سيكون قاسيًا.......اليوم لم يحبذ أن يُظهر نفسه امامها ....من أجل التخطيط .......وابعاد الشكوك عنه! حدثهم بما يفعلوه بالحرف الواحد.....وها هي الآن الساعة العاشرة والنصف ليلًا وفي سيارته.......اتصل عليها..... للتو كانت ستخلد للنوم بعد ان انهت مذاكرتها سمعت رنين هاتفها سحبته من على الكمودينة نظرت للاسم ابتسمت: هلا طارق.... طارق بصوت هادئ: ولهت عليج ما شفتج اليوم... ايلاف خجلت: وانا بعد.....استغربت انك ما داومت احبّ ردها هذا الذي اعلن لهُ خضوعها لهذا الحُب المزيّف تحدث: حضرت محاضراتي وطلعت لأني تعبان وايد... ايلاف قوّست حاجبيها: سلامتك ...شفيك؟ طارق بكذب وبطريقة مقنعة: الله يسلمج.......فجأة ياتني حرارة.....المهم نزلي ابي اشوفج انا تحت في سيارتي... جلست على السرير بصدمة: شنوووووووو ؟.....تتكلم من جد؟ طارق ابتسم بخبث: لا تلومين قلبي عجزت انام قبل لا اشوفج.... ايلاف مسحت على شعرها نظرت لساعتها : لا طارق الوقت وايد متأخر.....شنزلني بهالبرد.......والحين السكارة مليانين في الشوارع...روح شقتك حتى انت خطر عليك...تطلع بهالوقت..... طارق كح بتمثيل متقن: شسوي....بعد قلبي يابني لج...نزلي....امس طلعنا وردينا في وقت متأخر اكثر من جذيه ما صار شي.....كلها خمس دقايق...... ايلاف سكتت، ودّت لو تقول لا وتدعوه للصعود لشقتها ولكن شعرت بالخوف ومن سذاجة تفكيرها فنهضت وهي تقول: امري لله بنزل لك.....باي... ثم توجهت لجاكيتها الأسود الطويل والواصل إلى ما تحت ركبتها ....ارتدته على بجامتها ...ثم سحبت مفتاح الشقة .....وخرجت بينما هو ارسل رسالة لهم (استعدوا) ونظر لباب العمارة ينتظر خروجها وبعد مرور دقيقتين أتت بجانب سيارته انزل جزء من النافذة: دشي عن البرد فتحت الباب ثم دخلت قالت: أي....هذاك شفتني.....الحين برد الشقة... طارق عندما رآها ستفتح الباب من جديد امسك بيدها ونظر لها بحب: والله انج قاسية .......تو ما ارتويت من شوفتج .... ايلاف خجلت ونظرت للامام بشتات استقّل طارق خجلها وقرّب كف يدها وقبل اطراف اصابعها حتى سرت رجفة حُب حقيقية لقلبها كادت تختنق بهذا الشعور الغريب سحبت يدها بتوتر تشعر بتخبط مشاعرها ولا تريد أن تنصاغ وراؤها لذا قالت : احم....طارق...بليز لا تسوي هالحركات... طارق بهدوء: آسف....ما كان قصدي....بس...اقصد.... ايلاف بهدوء : اوك..بنزل.... فتحت باب السيارة وكانت ستتقدم خطوة للوراء لتغلق السيارة ولكن شعرت بيد أحدهم تُكمكم فمها وتوجّه السلاح على رأسها صرخت بخوف قبل ان يضغط على فمها: طاااااااااااااااااااااااااااااااارق.... ولكن لم يعطيها مجالًا شدّ بيده الأخرى على بطنها ورفعها بعيدًا عن السيارة وصرخ هنا: إيييييييييييييييييلااااااااااااااااف... خرج من السيارة ......ينظر لذعرها ولحركتها العشوائية للتخلّص من يديه تركل الهواء تحاول التفلّت من يده....تنظر له وينظر لها ويصرخ باسمها ....نظرت للرجل بعد ذلك يكمكم فمه ويضربه على مؤخرة رأسه وسحبه للسيارة السوداء التي تقترب منها......عضّت باطن يد الرجل بجهد جهيد ....وكاد يفلتها....لتركض..بعيدًا عنه ....ولكن سحبها .....وضربته في صدره بيدها ...كانت عنيفة وتقاوم بشكل كبير....اضطرّ في صفعها على وجهها بقوة كبيرة لينزف بعدها أنفها حتى بها تهاوت ما بين يديه....ادخلها في السيارة .....واغلق الباب ثم انطلقت السيارة بعيدًا عن هذا المكان! .................................................. ....... انتهى |
|
|
06-27-2020, 05:09 PM | #24 |
البارت الثامن عشر . . . استيقظ بعد ضربتهم على رأسه وسقطت انظاره عليها حقًّا لا يعرف كيف انقلبت الأمور إلى هذه الجديّة أخبرهم بأن يختطفوها دون أن يلحقوا بها الضرر والآن الحقوا بها الضرر كما هو الحقوه به... صُعِق من منظر الدم النازف من أنفها وضعوها على (السِيت) كانت فاقدة لوعيها نظر للرجل تحدث بالإنجليزية (مترجم): ماذا فعلت أيها الأحمق....ألم اخبرك بألا تُلحق بها الضرر..... ثم استوعب ما فعله به: وكيف تجرؤ على ضربي هكذا هااا.... اقترب بخبث الرجل للأمام وحدّق في عينيه وهو يُردف(مترجم): اتظن أننا مجانين لكي نعمل معك مرةً أخرى ........انت لم تقم بدفع المال المستحق بعد وضع السم لمريضك في المشفى... استوعب الأمر هُنا طارق وفهمه صرخ(مترجم): ولكنه لم يمت......اتفقنا....اذا نجحت الخطّة .....ومات ....أُعطيك المال..... تحدث الرجل بعد أن اراح جسده للوراء(مترجم): لا اخبرتك بإنني اريد نصف المبلغ..... طارق بانفعال شديد أشار له(مترجم): كاااااااااااااذب...ايها المخادع لم نتفق على هذا الامر... تحدث الرجل ببرود(مترجم): حسنًا الآن لا اريد المال....كل ما اريده هذه الفتاة ثم غمز له بخبث ليكمل : وربع المبلغ... صُعِق طارق....اضطرب قلبه...ومن غباؤه لم يجعل الحرس التابعين له بمتابعته في السير... صرخ بكذب ولكي يُبعد تفكيره عنها(مترجم): هل جننت؟....هذه حبيبتي.... الرجل ببرود اردف(مترجم): اعلم ....ولأنك تريد أن تصبح الرجل الخارق لها .........فعلنا كما خططت .....ولكن انا سأفعل بكما ما يحلو لي.....الآن.....كما إنها جميلة ولن اتنازل عن قضاء ليلة واحدة معها ....وهذا الجزء يعتبر ربع المبلغ الساقط من المبلغ الكامل كلّه! طارق انقضّ سريعًا عليه ولكن فجأة سقط في مكانه بعد أن صعقه بالعصا الصاعق ولم يترك لهُ مجالًا في التهجّم عليه ، ثم ابتسم الرجل بخبث واخذ ينظر لإيلاف المغمي عليها بنظرات خبيثة ومليئة بالحقارة والاشمئزاز......لمس خدها ومسح على شعرها همس (مترجم): ستكون ليلتنا مليئة بالحماس يا صغيرة! .................................................. .............. . . . آلمها قلبها حاولت بشتّى الطرق ان تمحي هذه الذكرة التي قاست وتجرّعت منها اصنافًا وآلافًا من الأوجاع رحلت الابتعاث مع اختها لم تكن بفكرة صائبة ولم يوافقوا أهلها على هذا الأمر إلا بشّق الانفس! وما إن بدأت هذه الرحلة حتى التقت به، تحدّت نفسها في لفت نظره وكانت اختها تحذرها من هذا الامر إلى ان اوقعتهُ بشباكها ولكن بعدها .......أدركت الاختلافات كُثر ومن المستحيل أن يوافقوا أهلها عليه! ولكن لم تيأس ......وبعد أن اعتنق الإسلام زادت ثقتها به ولكن لا تستطيع أن تنكر انه كان يتهرّب ما إن حدّثتُه عن امر الزوّاج حتى انّ اختها حصة هنا تدخلت واخبرتها ان تنسحب من هذا الحُب السقيم فمن الواضح أنه يستمتع معها من اجل قضاء وقت فراغه فقط! وصرّحت له بذلك وارادت الانسحاب وجنّ جنونه غابت عن ناظريه بما يُقارب الأسبوعين ولكن كان يُراقبها عن كُثب طيلة هذين الأسبوعين دون ان تشعر كانت تحاول جاهدة نسيان مشاعرها نحوه وتذهب لمكانها المنعزل عن النّاس امام البحر تبكي بحرقة .....تاركة اختها حصة تتشاغب عليها في شقتهما! كانت تفرّغ طاقتها السلبية بوحدتها وانعزالها عن البشر ولكن ما لم تُدركه انها كانت مُراقبة من قِبله ورآها ذات يوم واقتحم نوبة البكاء بقوله: ما راح تئدري تنسيني دلال ارتعبت من صوته ونظرت للمكان بنظرة خاطفة لا يوجد احد سواه كيف علم أنها هنا نهضت وهي تمسح دموعها: إلا اقدر جورج ضحك بسخرية: هههههه فيكي تشرحي ليش عم تبكي ...غير انك مشتاقة إلي؟ شعرت بسذاجة حبها وبأنانيته: ما حليت بالاختبار زين اقترب منها اكثر: وكل يوم ما بتحلّي اختبارك زين؟ فهمت انه كان يُراقبها ، خافت حقيقةً من تواجده ، ومن نظراته اقتربت للامام: انا ماشية.... ولكن لم يمهلها امسكها وهو يقول بتحدي: إنتي إلي بتفهمي... بكت هنا باضطراب مشاعرها: انت مينون؟.....قلت لك لو تبيني اخطبني......كيف تبيني.....وانت ما تبي تخطبني.... جورج بشرر تحدث: ما بئدر هلأ.....لكن .....انا إلك وأنتي إلي...ومشان اضمن هيدا الشي....راح كون مجبور على إني... وسكت واتسعت حدقتا عينيها على الآخر نفضت يديها منه وهربت راكضة وتبعها ، وهنا كانت محطّة الكُره.....صرخت....بكت...استنجدت...ولكن تجردّت من كل مشاعر الحُب التي تكنّها له....تركها خاسرة كل شيء......ضربته .....وبختهُ....بصقت في وجهه....ثم ركبت سيارتها لتقودها للهاوية.....بكت وكأنها لم تبكي يومًا...عادت لأختها ترتجف...اخبرتها بما حصل...ولم تقصر حصة في توبيخها وضربها....وبعد مرور شهر من الاحداث علمت بحملها حدثته واخبرته لكي يتزوجا ولكن رفض وتركها في جنون افكارها عاشت ايّام صعبة مما أجبرت حصة تعيشها معها لتؤازرها....لم يستطعا العودة للكويت في العِطل....بقيت أربعة شهور ....معها في أراضي الغُربة حصة تبكي لعدم قدرتها على الوصول للحل....ارادوا اسقاط الجنين ولكن خشيت حصة على دلال ودلال انهارت بخوف من هذه الفكرة.......لم تنسى ذلك اليوم التي زارهما فيه والدهما كيف احتبس الدم في عروقها.....خبأت بطنها بمشد ساعدتها اختها على ارتداؤه والبستها ملابس فضفاضة لم يتوقعا قدومه إليهما اطمئن على حالهما....وفاتحته بأمر الانتقال إلى ألمانيا لم يوافق على الامر ولكن خبأت هذا الامر بداخلها ستقنعه تمامًا كما اقنعتا بحجة الدراسة والمرض والمكوث في لندن مطولًّا بعد مرور اشهر عدّة وافق واخبر حصة بان تسافر معها ولكن حصة رفضت بحجة ارتياحها في لندن شعر أنّ ابنتيه متخاصمتين ولكن لم يحبذ ان يُطيل الأمور نقل دلال إلى افضل جامعات المانيا وترك حصة تكمل دراستها في لندن! أما هي وضعت ابنتها ورمتها على جورج وسافرت إلى المانيا دون ان تنظر لِم وراؤها، وهنا جورج جنّ جنونه لم يتوقع انها ستجرؤ على فعل هذا الامر ابدًا! حدّث دلال إن لم تعود اختها إليه وتأخذ البنت لتربيتها سيفضح امرها فتحدثت حصة: ينيت انت ما تقدر تربيها شلون تربيها شنو تقول لأهلي.... جورج بانيهار: انا حياتي بخطر ما بدي شي يضر بنتي...الافضل تاخزوها تربوها عني.... حصة بخوف وقلق: هي سافرت تبني حياتها من جديد..... جورج بتهديد: باحلفك لو ما نزلت على لندن ......راح احرق أهلكوم بهالخبرية.... حصة ببكاء: والله ما تقدر جورج ...اطلب شي ثاني.... جورج سكت ورمى قنبلته هنا: خلاص اخذيها ربيها... وهنا حصة بدأت بالتنازلات دفع مال كبير وضخم لمشاري....للقدوم على امر خطبة حصة....وفعلًا هذا ما حصل مشاري ابن رجل الاعمال الكويتي الشهير ذات الصيت المشهور في الكويت لم يرفضه أبا حصة......وافق عليه....وكما اخبره جورج.....عليه أن يتعجلّا في امر الزواج .....وكان آنذاك عمر ايلاف أسبوعين! وبعد مرور ثلاثة أسابيع على خطبتهما طلب مشاري من والديه بأن يكون زواجه بعد شهر ووافقا... وتم الزواج وشعرت حصة ببشاعة الامر عادت معه للندن لإكمال الدراسة .....ولإتمام بقيّة الخطة...بعد مرور شهر من زواجهما ...اعلنوا لهما خبر الحمل الكاذب وآنذاك وصل عمر إيلاف شهرين....قضت فترة الحمل الوهمي في الغربة ....وبعدها بقيت بما يُقارب الثلاث شهور من اجل ايلاف تعلقت حصة بايلاف ولكن كانت متيقنة هذه الكذبة لن تنطلي على والديها وفعلًا بعد عودتهما والدها ووالدتها شكّا بالأمر ولكن لم يتحدثا بأي شيء فهما مطمئنين انها تزوجت ولم يدعا لنفسهما للشكوك والظنون فرصة وإن حملت في فترة الخطوبة في الفترة التي تم عقد قرانهما فيها فالأمر حلال لا داعي لتوبيخها فما يهمهما الآن إلا سعادتها مع مشاري وابنتها فقط! . . تعترف انها سببًا في ضياع حياة اختها حصة لإجبارها على التضحية ...بكت .....بخوف من افتضاح الحقيقة ...ومن العقوبة التي جاهدة حصة على ألا تطولها وتلمسها تحسبت على جورج ثم نهضت عائدة لمنزلها! .................................................. ................. . . كانت غارقة في إتمام الحجز نجحت في فعل هذا الامر ستكون طائرتها غدًا في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءًا اخذت الآن تفكر كيف ستخرج من المنزل الأمر صعبًا ولكن يحتاج إلى مغامرة كبيرة.....كيف ستقنع ماكس بالخروج من الشقة دون ان يتبعها.....الأمر صعبًا للغاية ومخيف .....وشعرت بجديّته ولكن عليها الخروج من هذه القوقعة قبل أن تُخمّد لها أنفاسها ....ساهرت عينها الليالي ....بقيت تفكر ....كيف ستخرج من هذه الشقة لساعات طويلة......تذكرت إيلاف اتصلت عليها ولم تجيب فظنت انها نائمة....فسريعًا أرسلت وقت وصولها إليهم .....ثم اغمضت عينيها تحاول النوم ....ولم تستطع تشعر بالاضطراب والغثيان....لا تدري لِم هي خائفة....... نظرت للساعة فراتها تُشير إلى الساعة الخامسة فجرًا حاولت أن تُغمض عينيها وتنام حتى لو لربع ساعة واستطاعت ......ولكن استيقظت في تمام الساعة العاشرة صباحًا شعرت بثقل في رأسها وطنين ......خرجت من الغرفة ...سقطت عيناها على مُراد المرمي على الكنبة... لم ترى ماكس هل تناوبا في النوم هنا بالأمس ولكن شدّت انتباها ابنتها الجالسة على الكنبة تنظر للأرجاء بملل تقدمت لناحيتها تحدثت بصعوبة لعدم تقبلها لها: سندرا... رفعت رأسها وانحنت نور لتصل إلى مستواها: جولي وينها؟ سندرا نطقت بصعوبة الاحرف: نايمة..... نور وقفت على قدميها بتعجب: غريبة.... ثم نظرت لأمير: وين ماكس؟ سندرا بهدوء: He…. ثم تذكرت أنّ جولي وأمير ينهونها عن التحدث بالإنجليزية فقالت بثقل: طلع مع اليكسا... نور فهمت همست بينها وبين نفسها: وترك هذا ينام هنا بداله.....اففف ثم توجهّت للمطبخ تشعر بالجوع لم تأكل شيئًا بالأمس....فتحت الثلاجة أخرجت بيضتين ....بدأت بخفقهما في المقلاة بعد ان اشعلت النار عليه مُراد بدأ بالتملل من صوت نور وحركتها المزعجة في المطبخ فتح عينيه وكان سينهض ولكن بقي في مكانه يتسمّع عندما قالت نور : تعالي سندرا......... سندرا بأدب وهدوء نهضت ...متجهة للمطبخ... تحدثت نور وهي تضع البيض في صحن وتأخذ الخبز .....ثم أخرجت من الثلاجة علبة زيتون...وجبن ووضعتهم على الطاولة تحدثت: جوعانة؟ مُراد كان يستمع لكل هذا فالمطبخ على نظام البوفيه مفتوحًا على الصالة فمن السهل استراق السمع منه! سندرا هزّت رأسها فهمست نور: غريبة جولي نايمة لهالوقت! لم تسمعها لا سندرا ولا امير انحنت نور وكانت مضطرة في رفع ابنتها لتجلسها على الكرسي....اقتربت منها...شعرت بنبضات قلبها تزيد...اشتمت رائحتها واغمضت عينها بعد أن سرت رعشة لجسدها من هذا الشعور التي لم تستطع ان تصفه.....وضعتها على الكرسي سريعًا ثم جلست لتبتعد عنها ناولتها الخبز ودون ان تنظر لها: أكلي... ابتسم ......شعر أنها حقًّا تأثرّت بحديثه.......بقي على حاله لثلاث دقائق نور نظرت لها لم تستطع ان تأكل لُقمة واحدة .....تنظر ليديها الصغيرتين....لعينيها ذات اللون المتغاير.....لشعرها الطويل.....الناعم والمنسدل على ظهرها بهدوء....ولأدبها في تناول الطعام....تحدثت متسائلة رغم انها تعرف الإجابة! : كم عمرك...؟ سندرا نظرت لها وابتسمت نطقت الرقم بالإنجليزية: 6... ابتسمت نور وهي تجاري نفسها من الانغماس في رغبتها بالبكاء مضت ست سنوات على هذا الامر رُحماك يا الله ازدردت ريقها واخيرًا استطاعت ان تبتلع لُقمة واحدة ومراد يحاول ان يجد في نبرة صوتها أي حنان : تروحي المدرسة.... سندرا بدأت تستجيب لنور تحدثت بحماس مع لغتها الركيكة قليلًا: أي......اتعلم ماث.....واللغة العربية....والساينسِس.... ابتسمت على مضض نور...ومّدت لها الزيتون لتأكل....وتوقفت عن الاكل واخذت تتأملها من جديد...هل هذه حقًّا ابنتها ؟ التي اخذت تحدثها ليالٍ طويلة تشتكي لها عن ألمها...وعن حزنها....احقًّا الآن هي في عمر السادسة؟.....شعرت بنغزات في قلبها.....اوجعها قلبها لارتداؤها للنظرات التي تميل للسماكة قليلًا....تحاول السيطرة على مشاعرها المتأججة لذا نهضت وهي تقول برجفة صوتها: بجيب لي ولك حليب... مُراد هنا شعر باختناقها في عبرتها، نهض واتجّه لهما رآها تفتح الثلاجة لتخرج علبة الحليب وسندرا تتناول اكلها بهدوء تحدث: صباح الخير... التفت هنا نور دون ان تجيبه.... مُراد نظر لوجه نور يُريد أن يلتمس شيئًا ....وكان محمرًا.....وعيناها مشتتين ....ثم نظر لأبنته اتى بالقرب منها وسحب كرسي للجلوس بجانبها : نمتي زين؟ سندرا هزت رأسها برضا...وهي تبتسم...بخجل... نور مدّت لها الحليب.... ثم جلست دون أن تنظر لمراد تحاول أن تتمم اكلها ولكن لم تستطع تشعر بالاختناق....جلوسهم على طاولة الطعام هكذا ....كأنهم عائلة سعيدة .....اشعرها بالأسى....والغصّة.....نهضت لتبتعد عن شعورها هذا .....ونهض معها مُراد وهو يقول لابنته: حبيبتي كملي اكلك وبعدين تعالي الصالة... سندرا هزّت رأسها برضى..... تبع نور التي همّت بالدخول لغرفتها ولكن قال: نور... توقفت اغمضت عينيها تحاول ان تتنفس بهدوء وتسيطر على مشاعرها الغريبة التفتت عليه ومحجر عينها كما اعتاد محمر بلا دموع هل توقفت عينيها عن افراز الدموع ما هذا العذاب؟ تقدم لناحيتها: امير بحاجة لج.... نور كانت ستتحدث ولكن قال: لازم تزورينه وتكلمينه......راح يحس فيج.......انتي اقرب وحده منه....اقرب من ماكس ومني.....لازم تروحين تزورينه..... سكتت، فكرت سريعًا بالأمر....ثم اردفت: متى؟ فهم انها موافقة على الامر ابتسم: الساعة سبع باليل ابتهجت اساريرها هنا تستطيع الهروب....دون ان يلحظ احدهم ذلك هزت رأسها بالموافقة ثم دخلت الغرفة همس امير: تحاولين تتغيرين يا نور....وحنا بنساعدج..... ثم عاد لابنته اما هي شعور غريب يواردها ما إن نظرت لسندرا وشاركتها اطراف الحديث البسيط شعرت بوخزات......واصبحت... خائفة ......تريدها ولا تريدها....يحزنها وضعها.....ويقشر جسدها من حقيقة الامر....نظرت لساعتها تريد أن يمضي الوقت قبل أن يحدث شيء يجعلها تتراجع عن هذا التفكير...وتخضع لمشاعر كثيرة تواردها الآن.... .................................................. ........... . . . علمت انها لا تُعاني من هذا المرض، واخبرتها بأنها تحمل في بطنها إما طفلًا أو طفلة لم تستطع النوم.......قضت ليليتها في التفكير....والخوف أخذ يطرق رأسها بشدة .....تارة تمسح على بطنها بلطف وتارة أخرى تشد بيدها بقوة عليه وكأنها تريد أن تقتلع منه هذا الجنين! بكت بعد خروج قصي...وأتاحت لنفسها الفرصة في بعثرت اشياءها على الأرض بلا حدود انهارت......يُصعب عليها امر قبول هذا الحمل ...يصعب وكثيرًا ...لم تهدأ ولم تتعب من إحداث الفوضى في الشقة... ...هدأت من نوبة البكاء والانهيار على صوت آذان الفجر....استغفرت .....وهللت ...وسحبت نفسها للخلاء لتتهيأ للوضوء ومن ثم للصلاة .... صلت ورمت نفسها على السجادة تبكي....إلى أن غفت..... ........................................... بينما قصي اخبره والده بتفهمه للموضوع، وبخطته ولكن صدمه بتوبيخه على امر هو يكرره دائمًا تساءل لِم هو نادمًا على ما فعله بها تساءل ماذا فعل؟ لم يستطع ان يأخذ منه إجابة واحدة ، فتركه . . والآن بعد تناول الغداء سيفتح الأمر امامهم جميعًا ليمكّن ابيه من أن يسانده للشروع في الخطة تحمحم وهو يضع كوب الشاي على الطاولة التي امامهم: يمه.....ابي اقولك شي.... التفت انظار اخوانه عليه بينما ابيه ابتسم وكأنه يشجعه تحدثت ام سيف: خير اللهم اجعله خير.... قصي بهدوء : انا نويت ازوّج.... ام سيف وكأن احدًا صفعها على وجهها: جد ولا تمزح.... عزام انصدم كذلك جسار اما سيف ابتسم على ردت فعل والدته بو سيف انتظر إلى الآن لا يريد أن يبدي رأيه قصي : والله يمه شفيك مو مصدقة..... ام سيف ابتسمت: ما بغيت......ما صدقت لأنك انت وهالثنائي غسلت يدي منكم....من فكرة استقراركم.... عزام ضحك: هههههههههههه افا يمه.... جسار لكز قصي الجالس على يمينه: وش غيّر رأيك هااا.... ام سيف تدخلت: بعدوا عنه ولا تسالون ولا تغيرون رايه.....وانت ابشر بسعدك والله لا اخطب لك زينة البنات... سيف ما زال ينظر لهم بصمت تدخل بو سيف بهدوء: هالمرة انا اللي بخطب لقصي... التفتت عليه ام سيف: تعرف احد معيّن.... عزام همس لقصي: شسالفة؟ قصي همس له: تعرف بعدين... لكز جسار قصي من جديد لينتبه على نظرات سيف ووالدته بو سيف بهدوء: اعرف واحد ينقال له بو محمد السامي عنده بنت اخوه يتيمة الاب والام......ما سمعت عنهم إلا كل خير ...وتبين الصدق بيني وبينه معرفة ...بس انقطعت لم رحنا الشرقية.....والحين دام ولدك نوى يزوّج....جا ببالي..... جسّار همس هنا: اللي يقصدها ابوي نفسها اللي ماخذها هز رأسها سريعًا جسّار لكزه من جديد: والله انك داهية كيف قنعته سيف بشك: وش تتساسرون فيه... ام سيف التفتت عليهم بطريقة جعلت عزام يضحك: هههههههههههههه والله ما غيرنا رايه.... ام سيف بتهديد: والله إن قال ما يبي يعرس ......لا إني... قصي قاطعها: لا يمه.....ما يقدرون يغيرون رايي..... سيف ابتسم: واضح انك متشجع هالمرة.... قصي ابتسم له: بقوة... جسّار ارتشف القليل من كوبه: الله يرزقنا...مثل ما ارزقك يا خوي... عزام رفع يده: آمين... بو سيف ضحك بخفة: هههههههه ورا ما تخلوني اخطب لكم انتوا الاثنين بعد.... عزام وجسار بنفس النبرة: اعوذ الله ام سيف بعدم رضا من ردّت فعلهما: منكم.... والله مهبّل كبرتوا ما عدتوا صغار....متى مقررين تزوجون ان شاء الله جسار بهروب تكتيكي: خلكم مشغولين بقَصقَص الحين... قصي ضربه على فخذه: وش قصقص بعد انت..... جسار مسح على فخذه: يا ثور....وش هاليد....هذا جزاتي ادلعك..... سيف نظر لوالده: إلا يبه.......هو ما عنده بنات.... بو سيف نظر لسيف: من تقصد.... سيف بهدوء: هاللي تبي تخطب بنت اخوه.... عزام بتدخل سريع: ليش تسأل... جسار باندفاع: يمكن يبي يزوج على الجازي ام سيف استشاطت غيظًا: فال الله ولا فالك.....وش هالكلام الفاضي سيف ضحك بخفة: ههههههه اتركيهم عنك يمه.... ثم نظر لأبيه ينتظر الإجابة إلى ان قال: لا وانا ابوك الله رزقه بخمس أولاد......مارزقه ببنات عشان كذا قلت بخطب بنت اخوه..... ام سيف بجدية: طيب يا بو سيف.....دام تعرفهم ....خلاص نضرب الحديد وهو حامي....ونقول باسم الله.....ونخطب بنتهم.... بو سيف ارتاح جزئيًا: بالاول بعطيك رقم بيتهم كلمي زوجة عمها...... ام سيف بتفهم : طيب..... قصي نهض هنا يريد ان يهاتف زوجته ويخبرها بكل شي: عن اذنكم... جسار بدأ بالتصفير والتصفيق بطريقة مضحكة: اووووووووووووووووف استحت قّصٌّص... عزام بدأ يحاول ان يزغرط: كلللللللللللللللللللللللللللللاش..... ام سيف : الحمد لله والشكر بس.... سيف ضحك بينما بو سيف تحدث: اعقلوا عن اخوكم قصي التفت عليهم قائلًا: ثواني وراجع اقتّص منكم يا كـ..... جسّار : ننتظرك حبيبي.... سيف نهض هنا: عن اذنكم..... ام سيف بهدوء ولكي تحرجه قال: متى راح ترجّع الجازي هنا أبا سيف نظر لأبنه بينما عزام نظر لوالدته وجسار نظر لوجه أخيه سيف يحاول أن يكون هادئًا: متى ما أراد ربي....عن اذنكم فشلت من ان تشد أبا سيف للأمر لتجعله يتدخل في أمر ابنه ولكن سيف هرب سريعًا من دهاء والدته! فقالت: استغفر الله بو سيف بجدية: اتركيه......خليه يحل مشاكله بنفسه ام سيف بعصبية: انت راضي على اللي يصير؟.....البنت من راحت بيت أهلها تقريبا اخذت شهر كامل...... جسار انسحب من هذه الجلسة وتبعه أخيه عزام بو سيف : مو راضي بس ما ابي اتدخل...إلا لم يتلزّم علي الامر اني ادخل.....تدخلت.... ام سيف بنرفزة نهضت: بتدّخل لطلقها مثلًا.... بو سيف تمتم بالاستغفار: علامك نجلا شبيتي؟ ام سيف بجدية: ولدك قاهرني.... بو سيف: اتركيه يحل مشاكله بنفسه.....وصدقيني لو زاد الامر سوء تدخلت ام سيف لم تجيب عليه وجلست تنظر للفراغ وهو يستغفر تنهدت ثم هزّت رأسها برضا ..................................... أما قصي دخل الغرفة اتصل عليها عدّت اتصالات لم تُجيبه قلق عليها ولكن ظن أنها نائمة وفجأة انفتح الباب دخل كلًّا من عزام وجسّار حدقوا إليه وحدقّ بهما جسّار بهدوء: كيف قنعت ابوي....؟ قصي جلس على طرف سريره باله مشغول بمُهره : ما اقتنع بسهولة.....من كلمته صار لي حوالي فوق الأسبوع ....بس بعدها طلب مني رقم عمها ....راح وتفاهم معه.... عزام بجدية: الحمد لله الأمور عدّت على كذا..........الله يتمم اموركم على خير.... قصي ابتسم له: آمين وعقبالكم.... ثم اردفت بتردد: عندي لكم ترا خبر هو مفرح بالنسبة لي.....ويمكن هالخبر هو اللي شجّع ابوي بأنه يبادر يكلم عم زوجتي... جسّار نظر لتوأمه فتحدث عزام: وش هو؟ قصي بهدوء: زوجتي حامل.... انصدموا ولكن بعدها تحدث جسّار: مبروك....... عزام : عشان كذا ابوي اندفع بالسالفة.... قصي نهض وهو يقول: اهم شي حاليا اقتنع....واتمنى تمشي بقيّة الأمور بهدوء...... جسّار طبطب على كتفه: ان شاء الله ...لا تحاتي دام ابوي ماسك الموضوع ارتاح قصي بجدية: الحين عن اذنكم ابي اروح اطمن عليها.....اتصل وما ترد....بروح اشوف....شسالفة... عزام التمس نبرة القلق تحدث: موصاير شي ...تلقى جوالها بعيد عنها.... قصي مسح على رأسه وهزّه بتفهم جسّار بتحذير: لا تسرع وانت تسوق... قصي فتح الباب ثم خرج.... عزام بهدوء: والله فرحت له.......رغم إني كنت خايف يظلم هالبنت.... جسّار ابتسم: والله طلع مو هيّن ....قدر يقنع ابوي......والبنت اقدرت تأخذ قلبه... عزام : الله يتمم عليه فرحته... جسار بهدوء: آمين .................................................. .............. . . . لم يستطع عبد الكريم التوصّل لأي معلومة عن أمير....بات الأمر معقدًا ومن يسألهم جدًّا متحفظون وربما خشوا منه تسائلوا لِم تبحث عنه وبدأ بالتحجج بالعمل ....ومن هذه الأمور البسيطة ولكن لم يقتنعوا اخبر أبا سلطان بذلك وابا سلطان أوصل الأمر إلى صاحبه.....وضجّ فؤاد يوسف بالقلق ....بالحيرة.....بالتردد في الانسحاب خجلًا من أن يُثقل على صاحبه......لا يدري ماذا يفعل حقًّا.....بات الأمر يأخذ جلّ تفكيره .......خائف....خائف جدًا من انه ظلمها واضاعها بجنون قراره! ............... بينما تلك الأخرى كانت في غرفتها ذاكرت مادتها اتصلت عليه اشتاقت لصوته ولكن لم يُجيبها....ظنّت أنه مشغول في مذاكرته فهمست: شيخة بلا جنون تلقينه يذاكر....مستحيل بشوف رقمي وطنشه تأففت ثم عادت تقرأ الملخصات للمادة! .................................................. .......... . . . كانت تنظر إليه وهو يفحص بيديه ورجليه بعشوائية يُناغيها وتناغيه......تشعر أنها ظلمته في اقحامه في خلافها مع ابيه وملّت من الأمر حقيقةً، إلى الآن لم تفهم لماذا جلبه سيف لها ولكن لم يهمها....حقيقةً هي تُريد عبد لله باقيًا في حضنها ولكن لا تريد والده وضعته في حضنها بعد ان حضنته واشتمّت رائحته قبلته بلطف ثم بدأت بإرضاعه! نوف ما زالت لا تحدثها ، ملتزمة بالصمت ...تأكل معهم وتشرب....وتمضي بقية وقتها في المذاكرة وفي غرفتها حاولت أن تحدثها ولكن نوف ربما نفسيتها مُتعبة من ضغط الاختبارات فهي غير متاحة للحديث ابدًا وخضعت لرغبتها وابتعدت عنها هي الأخرى! . . . . خوف ، شعور غريب ....تشعر روحها نُزعت وعادت إلى جسدها من جديد جسدها يتصبب عرقًا.....الرؤية مشوّشة لديها....طنين ....مزعج يضجّ في آذانيها ليؤلم رأسها....حاولت ان ترفع يديها لتمسك وتشد على رأسها ولكن ..... نظرت لهما مكبلتين على يدي الكرسي.....قوّست حاجبيها وبللت شفتيها؟ ماذا حدث؟ اغمضت عينيها من جديد تريد أن تتخلّص من هذا التشوّش...والألم.... ثم فتحت عيناها.....فسقطت عليه كان مكبّل اليدين كطريقة تكبيل يديها .....رجليه ملصقتين برجلي الكرسي ومربوطتين كما هو حالها.... كانت عيناه مُرتكزة عليها وكأنه ينتظر إفاقتها .......نظرت له بتساؤل .....وردّ عليها بنظرات القلق مما يحدث حولهما..... دارت عيناها لأرجاء الغرفة فلم ترى سوى جُدران متصدعّة .....وكومة أكياس مركونة في أركانها.......ونافذة عريضة ....ومفتوحة ليدخل الهواء البارد.....ليقرص جسدهما بعنف!........استوعبت الامر اخذ صدرها يرتفع ويهبط بشكل مؤلم.....شعرت بألم خدها المصفوع....وكذلك انفها....جفّت الدماء على طرف شفتها وبداية منخرها!.......تحدثت بذعر: طاررررررررق....شنو قاعد يصير.....طارق؟.... لم يُجيبها يشعر بالحيرة.....بالخوف...بالشتات....كان من المفروض أن يشعر بالانتصار حتى لو انقلبت عليه الأمور حالها الآن كان من المفروض أن يُرضيه ولكن لا هو يريد أن ينتقم دون أن يفعل......بها ما فعله إدوارد! صرخت وعينيها مغرقتين بالدموع وهي تنظر للجاكيت المرمي على الأرض كانت ببجامتها فقط ....والتي كانت عبارة عن (كت) بلون الأبيض والمرقّط باللون الزهري.....شعرت بالبرد والخوف ارتعش جسدها...... بكت بصوت ودموع : طاررررررق الله يخليك تحجّى شنو قاعد يصير؟ طارق بشبوح نبرته اشاح بنظره عنها: خطفونا... باندفاع قالت: منو؟ انفتح الباب هنا ونفس الرجل الذي تحدث معه نظر إليها بخبث وهو يقول(مترجم): اوه ...صغيريتي استفاقت من اغماؤها.... ثم اقترب منها وانكمشت ايلاف على الكرسي وانشدّت خلايا جسدها للوراء لمس خدها ولكن التفت للجهة المخالفة لتبتعد عنه تحدث طارق بجدية(مترجم): إدوارد.....سادفع المبلغ كاملًا ولكن عليك ان تطلق صراحنا نحن الاثنين.... إدوارد بتلاعب دار حول كرسي ايلاف التي ترتعش وتلاحقه بنظرات القلق من خبث أفكار بكت بدموع .......وبضعف! مسح على شعرها ثم بعدها اصبح خلف كرسيها وانحنى ليقرّب خده الأيمن بخدها الايسر تحدث وهو ينظر لطارق وكأنه يُريد أن يقهره بفعلته هذه فهو يظن طارق وايلاف حبيبين حقيقين! (مترجم): لا استطيع التفريط بها! فهمت جملته وانحبس الهواء في رئتيها دون أن تزفره ارتجفت شفتيها حاولت ان تبتعد ولكن فاجأها بعدما شدّ على اكتافها ليحتضنها من الخلف ويهمس في اذنها (مترجم): لم أرى فتاة بهذا الجمال المثالي ابدًا...... طارق رحم حالها ، دموعها لم تتوقف شحب وجهها ما إن اقترب منها.....يريد أن ينتقم ولكن دون ان يقترب منها ويسلبها شرفها! لم يخطط على سلب شرفها ابدًا كان يريد أن يؤذيها نفسيًا.....لا جسديًا يريد تخويفها وتشكيكها في امر مشاري وحصة فقط ولكن وقع في خطأ فادح فالقتلة النقاش معهم عقيم والتحايل عليهم امر صعب كانت تنظر إليه تترجاه بنظراتها تحاول ان تبتعد ولكن كلما حاولت قرّبها إليه لتشد بقبضة يدها على الكرسي وتحاول التفلّت ولكن بلا جدوى طارق بعصبية(مترجم): إدوارد........لن أوافق على ما طلبتني به......الفتيات كُثر...اذهب واستمتع بوقتك مع أي فتات غيرها.... إدوارد اشتمّ رائحة شعرها بطريقة اثارة اشمئزازها يريد أن يؤلم طارق ولكن لا يعرف بهذه التصرفات يؤلم قلبها هي بدأت تقاوم حركاته المستفزة بجنون واخذت تكرر بالعربية : ططاااااااااااااارق قولي يوخّر عني.....وخّر عني....وخّر عني..... إدوارد عندما بدأت بالتلفت يمينًا ويسارًا كالمجنونة ...لتبعد يديه عنها .......حكّمها بيده التي امسكت بذقنها ونظر لعينيها......بحده متحدثًا(مترجم): لا تُثيري جنوني..... ايلاف بكت بخوف وبرجاء اردفت(مترجم): ابتعدني عني صرخ طارق: إدواررررررررررررررررد.......اقسم رجالي لن يمرروا ما تفعله الآن على خير.... إدوارد اخذ يدَندَن ليستفز طارق....ويقترب من وجه ايلاف التي بدأت بحركاتها العشوائية حتى أنها كادت تسقط بالكرسي للوراء ولكن ثبتها بيده ليجعلها ثابتة.....في مكانها مسح على شعرها وبهمس(مترجم): دعينا نستمتع هذه الليلة... صرخت باكية وبذعر: طاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارقققققق قققققققق... طارق لأوّل مرة يرى ضعف ايلاف...ولي اوّل مرة يعرف انها تثق به لدرجة تستنجد به في شدتها الآن....تريد منه ان يحميها وهو الذي اوصلها لهذا الحال...تريد منه ان يُصبح أمانًا....وهو الذي اثار الحروب من حولها....لتصبح عالقة ما بين يدين هذا المتوحش....هو على يقين ....إدوارد لن يتركهما قبل أن يأخذ ما يريده منها ويدفع له المبلغ كاملًاّ! تحدث(مترجم): إدوارد......اتركها...... وبتردد(مترجم): ارجوك.....دعها...تذهب.....ودعنا نتفاهم بشكل سوِ دون أن نُدخل الغير في هذه المسألة.... إدوارد ترك هُنا إيلاف.....ونظر لطارق وهو يقترب إليه(مترجم): ألي هذه الدرجة تُحبها؟ ثم اردفت بسخرية(مترجم): ليلة واحدة لن تضر.....عليك ان تقبل بهذا......وإلا قتلتكما انتما الاثنان...ها ما رأيك...؟ ايلاف هزت رأسها بجنون...تموت ولا يأخذ شرفها .......صرخت : أأأأأأأأأأأأأأأاجل موافقة موافقة... طارق حدّق بها بجنون لا هو غير مستعد للموت! اقترب منها مرةً أخرى إدوارد وندمت على التحدث اقترب من وجهها وهمس (مترجم): بعدُكِ صغيرة لم تري الحياة فهم طارق أنّ تهديد شكلي ومن خلاله يُريد فقط تخويف قلبه.....ولكن عندما رأى جديّة ايلاف....بدأ بالتحايل بطريقة أخرى تحدثت ايلاف بجنون وهي تبكي وتصرخ وتشهق في آن واحد: انا لا اريدك ان تقترب مني هل فهمت......ابتعد ...ابتعد.... إدوارد نظر لطارق وبنبرة بريئة تُدعي للسخرية(مترجم): هل رأيت.......لا تريد خيانتك....كم هي وفيّة هذه الفتاة لوحش مثلك! طارق ......كان يتمنّى ان يتعقبوه حرسه......يتمنى لو يطلِّعوا على موقعه ولكن ......الأمر مستحيل...هو طلب منهم بألا يفعلوا ذلك...ظنّ الأمر لن يؤول إلى كل هذه الصعاب انهيار ايلاف أمام ناظريه آلمه....لن ينكر.....لأوّل مرة يراها تبكي هكذا وتتحرك على الكرسي بعشوائية للتحرر بجنون.....تكرر استنجاداتها باسمه.....كانت تشهق ما بين دمعة وأخرى ...وما بين صرخة.......وغصة...... ولكن فوجع عندما اقترب إدوارد منها وانحنى ليقترب منها....فاجآها وفاجأه عندما قام بتمزيق بجامتها من الطرّف العلوي صرخت .......بشكل يقشعر له الابدان......وضجّ صدى صوتها في أرجاء المكان كله بدأت تتحرك بعشوائية اكثر ......وتشد على قبضة يدها على الكرسي.....مع محاولاته في رفع رجليها وتحريرهما من الرّباط... . . شعورها لا يوصف.....اضطربت وشعرت بعجزها تريد التحرر ليس فقط من هذه القيود لا ...بل التحرر من هذا الجسد .....والاختفاء في ظلام الأموات...... ترجتهُ.....صرخت في وجهه.......خائفة من ان يفعل اكثر من هكذا....تحت انظار طارق المذهول ...... طارق استوعب جديّة إدوارد صرخ واخذ يهز الكرسي للأمام وكأنه يُريد أن يتقدم إليه صرخ (مترجم): إدوارد توقف....أعدك ان اعطيك اضعاف المبلغ.....ارجوك.....ابتعد عنها....إدواررررررررررررررررررد......ارجوووووووووو ك ابتعد....... ابتسم بخبث ابتعد عنها بعد أن ترك عليها اثارًا تُثير اشمئزازها.......تشعر بحرارة قبلاته الكريه حتى بعد ان ابتعد.....ارتخى فجأة جسدها على الكرسي....واغشي عليها........وطأطأت برأسها للأمام ليتدلّى بهدوء.... بلل ادوارد شفتيه وتحدث (مترجم): ماذا قلت؟ طارق نظر لبعثرت شعرها.....وللآثار ......شفتها السفلية تنزف.....دموعها عالقة على اهداب عينيها ...والكثير منها منساب على وجهها المشحون بالحمرة......ملابسها أصبحت تفضح اكثر مما تستر من الطرف العلوي!........حقيقةً استشاط غيضًا من فعلت إدوارد....شدّ على قبضة يده .... تحدث شادًا على اسنانه(مترجم): قلت سأعطيك ضعف المبلغ........ إدوارد اخيرًا اردف(مترجم): موافق...... ثم نظر إليها(مترجم): رغم إنني لم آخذ كفايتي بعد.... طارق شدّ على قبضة يده بكره العميق لهُ إدوارد اخرج من جيبه دفتر الشيكات حرر يدين طارق وهو يهدده: المكان محاصر لا تحاول....ان تتهجم علي....هناك ثم أشار للنافذة : قنّاص ماهر ينتظر فقط إشارة غضب منك! طارق فهم القصة.....خدعه ....بأمر رغبته في ايلاف.....والضغط عليه في دفع المال....كم هو خبيث ومحتال....ولكن لن يسمح له في الحاق الضرر بها اكثر من هكذا ايلاف لن تتعدّى مرحلة هذا التحرش بسلام.... هزّ رأسه برضا ثم قال(مترجم): قبل أن اكتب لك المبلغ وأوقع عليه......دعني احرر ايلاف.....واخرج بها للخارج وبعدها افعل ما تريد.... إدوارد بهدوء(مترجم): حسنًا طارق سحب الجاكيت الخاص بها من على الأرض..... ثم تقدم ليحرر يديها ومن ثم رجليها.....القى على جسدها الجاكيت ثم حملها.... ونزلا بها إلى الدور الأرضي...كانت خفيفة....شكّ انّ روحها فارقت الحياة......رأسها اصبح متدليًا للخلف...ورجلاها متدليتان للأمام......اضطرب....وشدّ على جسدها وكأنه يحميها من انظار الرجال الخاصّين بإدوارد وصل لحديقة المنزل المظلم هذا......اجبره ادوارد على ان يضعها على العشب ليتمكن من كتابة المبلغ وفعل طارق مجبرًا سحب القلم والدفتر بيدين شبه مرتجفتين انهى الامر بالتوقيع ثم انحنى وحملها ...واتجه بمشيه للشارع تحدث ادوارد بتحذير: be carful when you enter to the deep web ……and … you should not do it again فهم الرسالة وسرّع بخطواته للخروج من هذا المكان المخيف....التعامل في هذه الشبكة يُعد من الجنون....رغم أنه يُدرك هذا الامر إلا انه خاطر بحياته ....من اجل الانتقام.......ها هو الآن دفع ثمن دخوله في هذا الظلام....ولكن هو لم يدفعه بشكل مباشر.....خسر مبلغ مادي كبير...ولكن بمقابل ما ستخسره ايلاف هيّن..... وصل للشارع ثبّت ايلاف على رجليه بعد أن جلس على الرصيف ...ضرب خديها يُريد إجابةً منها .....ولكن لم ....تُبدي أي حركة؟ تحدث بانانية وخوف: ايلاف .....لا تموتين....باقي ما انتهى انتقامي....باقي....ما عرفتي جورج انه ابوج....وحصة خالتج.....باقي...ايلاف ....قعدي هل هذا الحديث ....نابع من الخوف....او نابع من انانيته....ولكن حاله هو الذي يفسر ما يُعنيه...كانت يديه ورجليه ترتعشان بشكل ملحوظ شفتيه مخطوف لونهما ووجهه اصبح شاحبًا ومخيفًا......عيناه باتت مشتتة وضع اصبع يديه على رقبتها....تحسس النبض وزفر زفير الراحة لبقاؤها على قيد الحياة ، هاتفه في السيارة ليست بحوزته ماذا يفعل؟ ....عليه ان ينهض ويوقف سيارة اجرة ....وإلا سيموتان من البرد حاول أن يتحكم برعشاته ووقف على رجليه الضعيفتان ...شد على جسد ايلاف.....ومشى على الرصيف .....محاولًا إيقاف أي سيارة لتوصلهما إلى شقته! بقي بما يُقارب الربع ساعة يمشي بلا هوادة ويُشير للناس طالبًا منهم الوقوف ايلاف بدأت بمحاولاتها في فتح عيناها ولكن تشعر بالبرد فجأة والخوف في آن واحد.....تريد أن تحرك جسدها ولكن تشعر انه مقيّد بدأت تهلوس وهي مغمضة لعيناها.....وترتجف شفتيها: طاااارق....تتتتتتـ... طارق نظر لوجهها الشاحب همس: ايلاف....... زادت رجفتيها ما بين يديه وجبينها يتصبب عرقًا فشدّ عليها وسرّع من مشيه وهو يقول: ايلاف ...كل شي انتهى......انتي بأمان....ايلاف تسمعيني... لا يسمع سوى صوت استكاك اسنانها العلوية بالسفلية وتهذي باسمه ...وجسدها يرتجف بشدّة اخيرًا ركض للشارع الأخير يشعر طاقته نفذت يديه مشدودتان ورجليه ايضًا أشار لسيارة مارة بمحاذاتهما واخيرًا توقفت ركب بصعوبة وبنفس متسارع أعطاه العنوان ومسح على خدها وجبينها وهو يردف: اييييييييييييلاف....... ايلاف بهذيان ونفس متسارع: ططططططا.....رق . . لم يستطع تجاوز تلك الليلة، حقيقةً لم يستطع النّوم كاد ان يفقد نفسه وكاد أن يُفقدها شرفها بحقده! شعر بحقارته لوهلةٍ لم يستطع تجاوز فيها هذا الشعور لم يستطع تجاوز منظر صراخها واستنجادها به وقُرب إدوارد منها تخيّل ماذا لو اخته أصبحت مكانها ماذا حدث؟! راقبها طيلة الليل بعد أن وصلا سالمين إلى الشقة.......كانت حرارتها مرتفعة......تتصبب عرقًا وتّهذي .... وضع لها كمادات لعلّ تُخفّض من حرارتها......البسها قميص من قمصانه على بجامتها الممزقة ليُغطيها به كانت في حالة استنفار ....صحت في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرًا أحدثت فوضى عارمة ....بهلوسة الخوف.....كانت تظن طارق نفسه إدوارد حاول تهدأتها....وحاول ان يفهمّها لم يحدث لها شيء ولكن لم تهدأ فاضطر في اجبارها على تناول قرص من اقراصه المهدأَ التي اعتاد على أخذها لجلب النوم له! وبعدها هدأت ونامت ...وهو بقي ينظر لها ....ويتذكر امر تعاقده مع الكثير من أمثال إدوارد.... نظر لساعة الحائط وكانت تُشير إلى الساعة الثاني عشر ظهرًا! تنهّد بضيق وخرج من الغرفة! ........................................ موعد طائرتها في تمام الساعة الثامنة والنصف والآن الساعة السابعة .....ستذهب لرؤية امير كما انها ستهرب من المستشفى للمطار دون أن يلحظوا.... لبست ملابسها على عجل وضعت جوازها والبطاقة المصرفية وكذلك الشخصية في حقيبتها اليدوية والقت في هذه الحقيبة الواسعة قبعة صوفية وشال ثم اغلقت الحقيبة ....رفعت شعرها لتجعله يتدّلى بعد ان رفعته وربطته للأعلى... نظرت لوجهها ....ستفعلها.....وستنجح في هروبها لم تأخذ معها أية ملابس لا تريد أن تُثير الشبهات من حولها سحبت الجاكيت ارتدته ثم سحبت الحقيبة وخرجت نظرت لماكس المتفائل لهذا التغيير ولم يخفيها شكره لمُراد على ما فعله في مساعدته لحماية أمير وعلى إحداث التغيير لنفسيتها وجولي تبتسم لها خاصة بعد ان قالت لها سندرا أنها احبّت نور وكم كانت لطيفة معها في الصباح واليكسا كانت فخورة جدًّا انا استطاعت معالجتها لترى نتيجة بسيطة الآن أما مُراد كان متهيّأ ببدلته الرسمية للخروج للمستشفى معها تحدثت كعادتها: يلا.....نمشي.... مُراد هز رأسه برضا اما هي خرجت قبل أن يخرج فقال مُراد: ما راح نتأخر ماكس بهدوء: اوك....انتبه لنور... مُراد نظر لأبنته ابتسم لها وبادلته الابتسامة ثم خرج.... ورآها تنتظره.....بعقلها الشارد في كيفية الهروب أشار لسيارته وركبت دون أن تنطق حرفًا واحدًا وطيلة الطريق....كانت تنظر للشوارع قلبها يُرفرف بنبضاته ....وصورة سندرا في هذا الصباح لم تفارق رأسها حرّكت رأسها بعشوائية وكأنها تُزيح من امام عينيها صورة تلك الطفلة ذات الوجه الملائكي البريء تحدث مُراد: نور... نور سكتت وما زالت تحدّق للشوارع مُراد بجدية: عارف اللي سويته بيج مو سهل.....وآني كنت مجبور عليه...بس صدقيني آني هواية ندمان... لم تُبدي بأي ردت فعل لا يهمها الآن سوى الهروب منهم جميعًا! فاجآها بعد أن مدّ لها ورقة : هذي ورقة طلاقج .....خذي هالنسخة..... لا تدري هل ستحتاج إلى هذه الورقة يومًا لإثبات الحقائق للغير أم لا... لم تُطيل التفكير سحبت الورقة وخبأتها في حقيبتها مُراد تضايق من صمتها ولكن سكت فهم انها لا تريد أن تتفاعل مع الماضي ولا تريد منه ان يستلطفها بحديثه! وصلا المستشفى ...نزلت وهي تسحب هواء عميق لداخل رئتيها ليس الآن .....ليس الآن هكذا كانت تفكر عليها اولّا أن ترى امير ....حقيقةً تريد رؤيته! أشار لها مُراد من أي جهة سيذهبان وصلا لقسم العناية المركزة..... اشارت إحدى الممرضات لغرفة ....ليبدآ بالتعقيم البساها اللبس الخاص .....وناولوها الكمامة ولكن لم تضعها على انفها! كانت ستأخذ الممرضة حقيبتها ولكن قالت بجمود(مترجم): احتاجها.... سكتت الممرضة ووجهتها لغرفة أمير شعور ملخبط.......أمير ساعد في دراستها ...في الاستمرار في العيش...في تجاوز....الكثير ولكن لم تتقبله.....كان وجوده بجانب والدتها يُشعرها بالمغص...والكره.... كان صعبًا عليها أن ترى والدتها تُغدق عليه بالكثير من كلمات الحُب والاحتضان والقُبل .....كرهت والدتها آنذاك وبدأت تتذكر كيف كانت تتعامل بجمود مع يوسف الاناني.... لم تستطع قبوله في حياة والدتها وحياتها أبدًا! ..... انفتح الباب....خرجت الممرضة بعد ان حددت الوقت المتاح لها بالبقاء هُنا ومُراد بقي في الخارج ينتظرها سقطت انظارها عليه.......تغيّر....وكثيرًا...وجهه مصفر....وشفتيه مبيضتّان والكثير من الأجهزة متصلة عليه... كان عاري الصدر.....جسده بات نحيلًا....شعره الأشقر مبعثر على الوسادة ....صوت تخطيط القلب.....اشعرها بعجزه....واشعرها بتوترها.... هالات بنيّة احاطت عينيه بقسوة الألم.......انابيب كثيرة متصلة بيديه وحتى انفه اخذت نفس عميق وعجزت في زفره.....احمرّت عيناها بدلًا من اجتماع الدموع.... ارتجفت شفتيها واطرافها سحبت قدميها لتتقدم لناحيته، اوجعها حاله هي تكره ولكن لم تريد يومًا ان تراه هكذا على السرير مُلقاه بلا حول ولا قوة شعرت بالغصة......اقتربت اكثر ....ومشت بِخُطى ثقيلة وبعد ان اقتربت ...حدّقت في وجهه دون أن تُرمش هذا هو عاشق ديانا؟ هذا هو مُلقاه بضعف على سرير ابيض؟! بوجه شاحب ....وجسد باهت اللون..... اغمضت عينيها، واهتزّ جسدها لينّم عن رغبتها في البكاء ولكن ما زالت دموعها تُعصيها في النزول! شعرت بثقل جسدها وعدم قدرتها على الوقوف اكثر فجلست على الكرسي القريب منه مدّت يدها المرتجفة بتردد في مسك يده الباردة اعتصر قلبها ألمًا هو من رباها، هو من داوى الجروح التي تسبب لها بها! فهي الآن ايقنت لا تحب ولا تكره تلك الجروح ومسببها! ولكن هي بحاجة لقُربه! لا تريده ان يموت كما فعلت والدتها....ابتعدت عنها فجأة في لحظة قبولها للحياة ...وفي فترة تغيّر نظرتها لهما! هو لم يتخلّ عنها لم يتركها في أكسفورد حتى بعد أن شعر بخطر الموت واختطافه من هذه الحياة! انتشلها معه وحاول أن يُلملم ضياعها ولكن هي لم تقبّل .... ارتجفت شفتيها وهي تحدّق له تحدثت بضعف لم يسبق لها التحدث بهذه النبرة: أمير...... ازدردت ريقها وشدّت على يده بقوة ارتجفت نبرتها: تكفى لا تموت! ألم تكرهيه يا نور؟ لِم الآن لا تتمنين موته؟ هل كسركِ الآن حاله؟ ام انّ العشرة لم تهون عليكِ؟ اردفت بحقيقة مرّة: لا تخليني اصير يتيمة من جديد! كيف وانتِ لا تعتبريه والدك؟ تكره افعاله....تكره قُربه ولكن لا يهون عليها ان تراه يتوجّع ويتألم هكذا.....هناك مواقف طريفة وكثيرة حدثت معه.....هو كان بدلًا عن يوسف.....رغم كرهها له...ولكن لا تنكر انها بحاجة إليه دومًا.... : لا تخليني اضيع مرة ثانية امير....امي تركتني....لا تتركني انت......امير... ثم اختلجتها نبرة بكاء عقيم بلا دموع ...وثقيل على القلب ومُّر على اللسان شهقت : هأأأأأأأأ........من بقى لي؟....يوسف...وتركني....ديانا وماتت......وأنت بعد بتتركني؟.... اقتربت اكثر من السرير ولم يكفيها نهضت وانحنت لترى وجهه مسحت على شعره بهدوء وهي تردف بخوف : منو يوجهني لخطيت......ديانا كانت توجهني...تسحبني من ظلامي.....تضربني لعصيت.....تعاقبني....على جنون افعالي.....وانت كنت تحميني من عصبيتها.......وكنت توجهني للطريق الصحيح بصوت هادي.....وحضن دافي.....الحين لو سويت كل هذا....منو بطبطب علي وقول ...لا تعيدينها.....اللي تسوينه غلط..... اختنقت من جديد في حكيها فاقتربت اكثر واسندت جبينها على جبينه واغمضت عينيها وشدّت على يده وقرّبتها إلى ناحية صدرها تحدثت بهمس: بهرب أمير........مو قادرة أعيش......انت ابتعدت .....مثل ما ابتعدت ديانا.....صرت اكرهك...اكرهك....على بعدك مو بس على اخذ امي مني.......اميررررر..... سكتت وارتجف صوتها وجسدها .......ازدردت ريقها وهمست بنفس النبرة وما زال جبينها يُلامس جبينه : امير لا تزعل علي......خلاص قوم.....انا اكره تصرفاتك تدخلك في حياتي.....واختطفاك لأمي.....بس ما اكره حبك لي واهتمامك وحضنك الدافي اللي عوضني عن وبثقل اعتراف خبأته كثيرًا في قلبها: عن ابوي يوسف! سكتت واخرجت صوت هنا وهي تبكي رفعت نفسها مبتعدة ...وصُدمت عندما رأت دموعها العالقة على وجهه هل عادت تذرف دموعًا؟ أخذت تتحسس بيديها وجهها وشعرت بانسياب الدموع على خديها بكت اكثر وشدّت على يده وقربتها لناحية صدرها : بهرب أمير....سندرا بحاجة لك...تكفى اصحى ....وروح لها....تولّى تربيتها انت لا تتركها لبهاء.......تكفى أمير......اجلس...لا تطوّل......انا ببتعد عنك عشان يمكن تعيش بسلام...يمكن وجودنا مع بعض مو من صالحنا.....انا ما راح انكر....انّك.... واختنقت من جديد في عبرتها : جرحتني....بس داوتني....وخليتني أوقف على رجولي من جديد.......وانا ما اقدر انكر واحد وعشرين سنة قدام بس ثمان سنين.....انت وبحقيقة مشاعرها اردفت: ابويييييييي.......تكفى لا تخليني يتيمة........ ثم انحنت على يده وهي ترتجف قبلّت يده قُبلة طويلة ..ثم انحنت وقبّلت رأسه وخده همست في اذنه: سامحني....بهرب...وبحملك مسؤولية سندرا....تكفى لا تطوّل....سندرا بحاجة لك.... ثم ابتعدت عنه....وشدّت على يده قبلّتها من جديد ثم نهضت سحبت حقيبتها ونظرت له بنظرات الوداع مسحت دموعها ثم خرجت نظرت لمُراد ونظر لوجهها المحمر ولبقايا الدموع تحدثت بتوتر من نظراته: بروح الحمام.... مُراد بهدوء: راح انتظرج.... أما هي....مشت بخطى متسارعة لناحية دورات المياه...وهي تحاول ان تستعيد طاقتها التي بذلتها في رؤية امير بكت بدموع تريد أن تغتسل من كل هذه الضيقة التي تختلج صدرها دخلت الخلاء....نظرت لوجهها.....بكت بصوت ....ثم شدّت بيدها على ناحية صدرها آلمها حاله.....خائفة .....من أمور كثيرة.... بقيت على هذا الحال لمدة دقيقتين ولكن نظرت لساعة يدها وكانت تُشير إلى الثامنة لم يبقى سوى نصف ساعة .... هنا استوعبت الأمر مسحت دموعها سريعًا سحبت الرباط من على شعرها وجعلته منسدلًا على ظهرها أخرجت القبعة وارتدتها وكذلك الشال لفته على رقبتها وقربته من فاهها قليلًا جعلت جزء بسيط من شعرها يتدلّى من الامام مسحت بقايا الدموع ثم خرجت تركض من الناحية المخالفة للناحية التي أتت منها تريد ان ترى باب للخروج غير الباب الرئيسي.... ركضت تبحث ....بما يُقارب الثلاث دقائق كانت تركض.....ونفسها بات مسموعًا.... رأت باب للطوارئ....خرجت منه راكضة.... ركضت للشارع العام تريد ان توقف سيارة اجرة..... نظرت لساعتها وبدأت تتوتر ...اخيرًا أوقفت السيارة ....ركبت.... تحدثت (مترجم): على المطار.... انتهى |
|
|
06-27-2020, 05:13 PM | #25 |
البارت التاسع عشر . . . . . لا يكفيني هذا الهروب، هروب الجسد والروح من المكان الذي يحمل بداخله الكثير من الذكريات والمُظلم بعواصفه لا يكفي! كان بودِّ لو استطعت الخروج من هذا الجسد المُتعب والمُثقل بالحمول الضخمة والثقيلة كُنت أظن إنني قادرة على تجاوز الذكريات تجاوز مرحلة الصدمات التي تعاشيت معها مُنذ الصغر تناسي الضغوطات التي واجهتها مُنذ إن كنت ابلغ التاسعة من عمري ولكن فجأة حينما قررت التكيّف مع هذه المعيشة بعد واحدة وعشرون سنة من المحاولات والاضطرابات النفسية عدُت إلى المحطّة نفسها دون التخطيط لذلك ظننُت إنني تجاوزت مرحلة التنمّر ، الاشتياق لوطن لفظني بغلظة الاحداث من داخلة، عدم الشعور بالراحة في مُحيط غريب ويناقض معتقداتي وافكاري التي جُبلت عليها وتنمّت بداخلي بفضل يوسف! ظننت إنني تجاوزت مرحلة التذبذب الاجتماعي والنفسي وكذلك الديني حتى إنني أصبحت اخبر نفسي إنني مسيحية دون تردد! وها انا اليوم بعد هذه الزوبعة من الأحداث تبعثرت من جديد حقيقةً لم يكن خبر وفاتكِ يا أمي وطئهُ سهلًا أبدًا لم يكن! كان صعبًا عليّ من ان استوعبه وافهمه! ولكن حدثت أمور كثيرة جعلتني ثملة ولكن اتألم بلاواعي مني! تألمت لِفُراقك ....وتلقّيْت الصفعات لتشعرني بألم خدائعكما لي طيلة هذه السنوات لا أنكر كُنتما تظنان َنفيِّ في المشفى سيكون ارحم لي من جنوني في الخارج .... ففي ذلك الوقت أصبحت اكثر تمردًّا وحنقًا على نفسي لم يكن وطأ ما حدث لي سهلًا كذبتِ على إننا سنذهب من المنزل وسنعود ليوسف ولم تصدقي بينما يوسف تخلّى عني وكأنه لا يعرفني ابدًا لم استطع العيش بشكل سوِ شعرت باليُتم، وبالخوف...فظّل يوسف كان لي مصدرًا للحنان وتضميد نوبات الهلع لقلبي ولكن بيديك يا أُمّاه اقتلعتني من هذا المصدر! ثم إنني وجدتُ نفسي باحثة عن امانٍ متشكلٍ في قصة حُب مندفعة وفاشلة حتى بي انخدعت ، وانسغت وراء هذا الحُب اكثر حتى نتجت ثمرتهُ الخائبة! انجبت....طفلة....تشبهني .....تشبهني كثيرًا في بعض الصفات الشكلية وحتى النفسية! لا اريدها أن تعيش ما عُشته ولكن انتما الاثنان جعلتاها تتجرّع جزءًا لو تعيه ستكون أسوأ من حالاتي الآن خائفة من أن اعترف لها بالأمومة فأنا لا زلت اريد حضنًا يحتضني ولا اعرف كيف احتضن احد! فالأفضل تبقى مُبتعدة عن ظلّي لكي لا يحرقها! انطوت صفحات العيش في ظل العائلة التي تحاول اسعادي ها انا اليوم يا أماه اركض باحثةً عن الراحة لعلني اجدها هاربة من تذبذبي وتناقض مشاعري وداعًا! ....... . . . قبل ساعات عدّة كانت تركض تارة تنظر للخلف وتارة تنظر للأمام وصلت على الموعد .....وصلت وقلبها يشدو بألحانهِ الخائفة ، المتوترة، الشاردة....حُزنًا لا ينطفي خشيت من ان يتبعها أحد ولكن لم ترى سوى ظُّل الخوف والتردد يلحقها بصمته! سمعت آخر نداء للتوجّه إلى بوابة المغادرون خفق قلبها بشده يعز عليها ان يكون آخر وداع بينها وبين والدتها وأمير بهذا الشكل ......تشعر بانها بدأت تستوعب فقدها لديانا ....وفقدها ايضًا لأمير تشعر أنها فاقت من صدمتها الآن......حتى بها تشعر بنوع آخر من الآلام....الذي يُصعب على المرء شرحه ...ويصعب على المستمع فهمه!. حدّقت بالناس... شعرت برغبتها في البكاء ولكن تكتمها بسحب هواء عميق لتدخله لرئتيها وليسكت شهقاتها مشت وهي تجّر خلفها اذيال الخيبة.......اذيال الخيانة.......تاركه عواصف الخوف تعصف وتهدم ما بداخلها، انفجرت الينابيع الصامتة بصدمة مُّر الأحداث التي مرّت عليها.....انفجر بداخلها كل شيء....وازادت رغبتها في الهروب من اللاشيء! وبعد عدّة دقائق من اشتعال النيران والعواصف والاعاصير المشاعرية والنفسية أصبحت على متن الطائرة الامر ليس سهلًا هناك أمور متشابكة في عقلها تزيد من رهبتها حينما تُدرك منطوقها الصحيح! اليوم ...شعرت أنها ستنصاع وراء رغباتها اللاإرادية نحو شعور مُخيف وغريب بعد ان سمحت لنفسها بالتقرّب من ابنتها .....شعور لم يواردها قط....شعور مُخيف كونها مسحتها من ذاكرة حياتها وجعلتها من عِداد الأموات! وتبع خوفها هذا خوفها من وجود بهاء.......وحنانه على ابنتها ....وجديّته في الحديث معها...شعرت بالضياع والشتات.....ولم تعد قادرة على ربط ما يحدث لها الآن بالماضي...تشعر بسذاجتها......وبانانيّتهم التي بات واضحة لها! ادركت إنها ضائعة بعد إصابة أمير! والأدهى في الامر أنها شعرت بالخوف والقلق بعد أن ادركت موت والدتها وضعت يديها على وجهها وبكت......لا تتحمل الانغماس اكثر في التفكير في تفكيك الأمور......بكت بدموع....هي...كانت بحاجة لإخراج وافراز هذه الدموع مُنذ وقت طويل.......تريد البكاء.....تريد التحدث بلا حواجز....تريد حضن دافىء .......وتريد الهروب من رغباتها كلها! بكت بلا صوت وبدموع كثيفة ، تحاول ألا تلفت النظر ولكن منظرها هذا يُجبر من هم حولها بالتحديق بتعجب لها مسحت دموعها عندما ادركت نظراتهم ثم أسندت رأسها للوراء اعلنوا عن اقلاع الطائرة.....حدّقت في فراغ ما كيف ستعيش؟ شهاداتها ليست بحوزتها ...اوراق رسمية كُثر من اجل الدراسة ليست معها ففكرة اكمال الدراسة هناك مستحيلة! وفكرة العمل صعبة لأنها لا تملك أوراق رسمية غير الجواز والبطاقة الشخصية لها هل ستعيش في ظروف اقسى مما عاشته؟ هل ما ينتظرها قبيحًا ؟ تذكرت عليها ان تُرسل رسالة تذكير لإيلاف أرسلت لها متى ستتواجد في المطار والقت بهاتفها في الحقيبة ثم عادت تحدّق للاشيء بضياع عينيها الغارقتين بالدموع وبعقل شادر في ذكريات الماضي! .................................................. ...... بينما مُراد قبل عدّت دقائق من إقلاعها لم يكن مرتاحًا لوضعها اطالت وهي في الخلاء مسح على شعره عدّت مرات ثم مشى بخطواته لناحيته كان مترددًا بين الدخول وبين الانتظار اكثر ولكن شكّ بالأمر طرق الباب ليعلن عن دخوله مضطرًا فتحه ...حدّق للأرجاء وكان خاليًا ....خطى خُطوة لتجعله بالداخل تحدث: نور..... لم يسمع سوى صدى صوته فهم انّ المكان خاليًا من أي شخص وشخصت عيناه وخرج راكضًا بعدما فهم جزء بسيط من حالتها اجرى اتصالا سريعًا يقول(مترجم): نور هربت ......انتشروا في المستشفى من الداخل والخارج ....هيّا.... ثم اغلق الخط وركض في ارجاء المستشفى وهو يقول: جِنّت عارف فيج شي مو طبيعي.....خدعتينا يا نور...خدعتينيييييييينا... سأل الممرضات وبعض المارّة عنها بوصفه لها ولكن قالوا لم يروها دار حول نفسه وهو شاد على اسنانه ندم كثيرًا من إقناعه لها في المجيء فهو سهّل عملية هروبها دون أن يشعر آنذاك ولكن الآن ادرك تغيّر حالها......سكونها......مكوثها في الغرفة لفترة طويلة....شتات عينيها....وشرودها....نرفزتها.....كل هذه الأمور لا تبشّر بأي خير ولكن ....فجأة ظهرت لهم جزء آخر يقنعهم أنها على ما يرام....تقبل امر سندرا...خروجها من الغرفة لتناول الاكل....... ركض من ناحية الطوارئ......خرج من الباب نظر....لمن حوله وانفاسه بدأت مسموعة إذًا هربت منه .....ومن كلّ شيء يدور حولها ألي هذه الدرجة كانت موجوعة ؟ ألم يزول وجعها؟ ألم تتقبّل امرها الحالي؟ كيف ظنوا انها تحسنت في خلال أسابيع قليلة ضرب بيديه على فخذيه حينما ادركت انهم سيجبرونها على المعيش وتقبل أمور كُثر جنّت وهربت أكانت تخطط لهذا الهروب طيلة فترة جلوسها في الغرفة؟ كان عليهم منعها من الجلوس لوحدها شدّ على شعره واتصل على ماكس تحدث: ماكس...نور جاتكم على الشقة لو لا؟ ماكس نظر لجولي وسندرا التي تتناول الشيبس بهدوء وتنظر للتلفاز : لا........شو صار؟ مُراد بلا مقدمات : هربت؟ ماكس وقف حتى جولي نظرت إليه: كيف؟ مراد حكّ جبينه ونظر لزحمة الشارع: ما عرف...بس دخلت عند امير....طلعت ...قالت لي تريد تدخل الحمام ...طولت هناك.....جان اروح ....اشوفها وما شفتها.....هربت البنت خلاص مو متحملة شي.... ماكس مشى لناحية الباب بخطى مستعجلة: فين راحت؟ مراد بتفكير: امممم أخاف تطلع من هالبلد... ماكس : لالا.......الباسبورتز....كلها عند أمير وما بعرف فين حاططها أصلا؟ مُراد شعر بالأمل من لُقياها: ......لازم ندور عليها لا يصير بيها شي.... ماكس ركب سيارته: راح جيك الآن... مُراد بقلّة حيلة: وآني راح انتظرك.... ثم اغلق الخط ونظر للشوارع....وتذكر حالها بعد أن ضربها واقنعها بكرهه اخرجها في آخر اليل وهي تبكي وتصرخ وتترجاه بألا يفعل بِها كل هذا... يذكر انه رماها على الرصيف ركل ساقيها وهو يقول: افتهمي آني ما اريدج....آخذتج بس عشان امتّع نفسي......ويّاج...أنتي ...مثل على قولتهم...صيده سهله....وهسه....خلاص.....ما اريدج.....انقلعي على بيت اهلج....يلا... كانت تنظر له......كلامه صعب ....وثقيل عليها لم تدرك كلماته........تشعر بالحرقة من ضربه...وإهانته لها....تشعر بالأسى على نفسها...وتشعر بالحُب يتبدّل لنيران تحرق صدرها كله....استسلمت واتكأت بيديها على الأرض لتنهض...ولكن رجفاتها المتتالية لم تساعدها ابدًا سقطت وكان ينظر لها بسخرية...... بصق على الأرض ثم عاد بإدراجه للداخل تاركها محطمة...وذليلة....وليس لها لا حول ولا قوة في النهوض....تركها بآلام وأوجاع متفرعة في المعاني.....تاركها تخوض جولة نفسية مخيفة جدًا عليها وعلى عائلتها ادركت الآن ألا تخضع لا بقول ولا بفعل لأحد وعليها أن تأخذ اشد الحذر في الوثوق بالناس! تركها...في ظلمة الليل البارد ...والموحش ولا يعرف بعدها ماذا حدث لها إلا بعد ست سنوات وها الآن يقف ينظر لأرصفة الشارع ليخبرها أنه كان متوحش ومسلوب الحرية في ذلك الوقت كان انانيًا وحقيرًا لدرجة ركل من قلبه حُب كاد ان ينضخ طيل حياته استوعب حجم الألم الذي تعيشه....أدرك هناك موت بطيء يخب من عينيها ......جامدة ظاهريًا ولكن بها فوضة قاتلة من الداخل....لا يستطيع أحد على ترتيبها او حتى انتزاعها! تحرّك يبحث في الارجاء وهو يتنهد بين شهيقه وزفيره! .................................................. ................ قبل ساعات من جنون نور . . جلست من النوم حدّقت في السقف بسكون ....وعينيها مليئتين بالدموع ...رمشت مرتين .....هل فعل بها فعلته الشنيعة ...هل نجح؟ ازدردت ريقها....تشعر بالخدر في أجزاء كثيرة من جسدها سحبت نفسها ببطء لتجلس على السرير نظرت لملبسها نظرت للقميص الرجالي الواسع يغطيها قوّست حاجبيها بذعر ثم نهضت بسرعة من على السرير نظرت لنفسها من خلال المرآة التي أمامها آثار مقرفة تتفرّع في أجزاء من وجهها وحتى رقبتيها شهقت ووضعت يدها على فمها هل هي الآن في بيته؟ نظرت للغرفة.......ارتفع صدرها وهبط بخوف.... نظرت للجرح القريب من شفتها.... ازدردت ريقها هل انتهت حياتها؟ تحسسن الآثار بيد مرتجفة وهي تتذكر كيف كان يحاول محاولاته في الاقتراب في .... لم تستحمل وضعت يديها على فمها وشعرت بالغثيان رأت باب آخر في الغرفة غير باب الغرفة المفتوح فهمت أنّ هناك دورة المياه ركضت لناحيته فتحته بعجل......حتى ارتطم الباب بالجدار مصدرًا صوتًا مزعجًا! وانحنت على المغسلة اليدين وبدأت تستفرغ....سائل....لا لون له.....تستفرغه بوجه....وبوهن...شعرت انها تستفرغ روحها بكت....وشعرت انّ قدميها غير قادرة على حمل جسدها كله ....انحنت اكثر على المغسلة.....وشعرها تفرّع على كتفيها ووجهها......اضطرب جسدها وعاد يرتجف.....وبدأت تتذكر التفاصيل! بينما طارق كان في الصالة لم يستطع الذهاب للجامعة ولم يستطع النوم ما رآه آلمه من الداخل ماذا لو كانت لديه اخت وحدث لها ما حدث امام عينيه؟ وتستنجد به وهو عاجز ومكبّل اوجعهُ قلبه عندما بدأت تستنجد به وهو يستخدمها كأداء لإتمام الخطة في الانتقام من جورج ذلك الرجل الحديدي الصلب الذي عمل معه لفترة ليست هيّنة انشأ له قواعد ......وانشأ له برامج.....ودمّر ناس بأمر منه ....إلكترونيًا! عاش معه على نظام لا أرى ، لا أتكلم، لا اسمع ولكن هو كان يرى ويسمع ...ولكن لا يتكلم.... ادرك بعد فترة .....انّ جورج لديه ابنه مخفية....ادرك أشياء حول جورج...ساعدته الآن في الانتقام......بحث عنها....بشكل دقيق وتوصل لتفاصيلها بتعاقده مع الكثير من الجواسيس والقتلة والآن بدؤوا ينتقمون منه! كان سيستخدمها في فضح أفعال جورج سيخبرها أنه والدها الحقيقي.....امها دلال التي تظن خالتها ....سيخبرها بقصة حبهما...وتضحية حصة..... تلك القصة التي سمعها منه وهو يهذي بها ذات يوم لإحدى الفتيات الاجنبيات ......كان فاقدًا عقله .....اتى بتلك الفتاة لقضاء ليلته معها ولكن .....همس لها انها تشبه دلال كثيرًا وبدأ يهذي بها... وكان آنذاك طارق اتى ليطلعه على آخر المستجدات ولكن رآه بذلك الحال واسترق السمع...... لم يهتم في وهلتها لكل ما قاله ولكن بعد ان خدعه وخانه ...واسجنه بدلًا عن أخيه بدأ يستخدم كل المعلومات التي عرفها ضدّه لم يكن امر الوصول إلى ايلاف سهلًا ولم يكن امر اتأكد من صحة المعلومات متاحًا ولكن استخدم ذكاؤه....في طريق الزلل والآن ستصبح ايلاف ضحية أخرى لخيانتهما في بعضهما البعض! لن ينكر انه فرح من حساسية علاقة مراد بأخيه فهو يريد ان يثير الفتن بينهما واستطاع ولكن ايلاف ما ذنبها؟ ذنبها انّ جورج والدها ومراد عمها! هكذا كان يقنع نفسه! تنهد بضيق........غير قادر استيعاب ما حدث ذلك اللعين ....تحرّش بها امام عينيه...وهي تستنجد به وكأنه البطل الخارق والمُحب الذي سينقذها! تنهّد........هو وثق به.....ضحّى من اجله ولكن عندما رآى أخيه في مصيبة مثل تلك البسهُ إيّاها بدمٍ بارد دون أن يحترم العشرة التي بينهما...دون أن يعي أنه مقرّب له.....قريب لدرجة هو لم يعيها.......ظنّ ان السجن سيجعله يبتعد حينما يخرج ولكن وفاة أخيه.....وضياع جزء من عمره اوقدا في قلبه الغّل ورغبة الانتقام! .... فجأة انقطع حبل أفكاره ثم ............... التفتت انظاره على الباب سريعًا عندما سمع صوت ارتطام الباب في الجدار فهم أنها استيقظت نهض راكضًا ..... اقترب من باب الخلاء سمع صوت بكاؤها....ومحاولاتها في لاستفراغ...... سمع صوت شهقاتها ، وتمتمات كلمات غير مفهومة ازدرد ريقه.... اقترب اكثر ونظر إليها دون ان يدخل رآها منحنية على المغسلة وجسدها يرتعش تشد بيدها على طرف المغسلة لتمنع نفسها من السقوط تبكي بمرارة........ترشح وجهها بالماء بيدين مرتجفتين شدّت انظاره عندما رفعت رأسها للمرآة ......وتنظر لوجهها هو لم يدخل الى الآن للداخل ولم تشعر بوجوده بسبب نوبة بكاؤها وانهيارها! مررت من جديد يدها على الآثار شدّت على اسنانها وهي تبكي بألم، اغمضت عينيها ثم شهقت ببكاء وبغضب ممزوج برعشاتها رفعت رأسها وضربت بقبضة يدها المرآة وصرخت: ليييييييييييييييييييييييييييش؟ هنا دخل سريعًا ، وقال: إيلاف.... التفتت عليه بطريقة هجومية وانفعالية.......نظر ليدها لم تنجرح بجرح عميق...بل انخدشت ببعض شظايا الزجاج.... اقترب وهو يقول: ايلاف ما صار شي....... ايلاف بانهيار اشارت لنفسها وهي تشهق ما بين كلمة وأخرى: شلون......شلون وهذاااااااااااا.....وهذاااااااا....انا ما ذكر شي........احس... اقترب بحذر وهو يقول: ما سمحت له .........ما سمحت له.....اهدي..... ايلاف حركت رأسها بعدم تصديق انحنت للأمام قليلًا وهي تبكي: أنا ضعت ......ضعت....... ثم صرخت ببكاء وانهيار عظيمين جعلها تجثل على ركبتيها واتكأت بيديها على أرضية الخلاء تصرخ بوجع وتخرج انين موحش لم يعتاد طارق يومًا على سماعه أو حتى تخيّله اثّر به موقفها وانحنى مقتربًا منها مسك يدها قائلًا: ايلاف... انهارت تضربه قائلة وسط بكاؤها: وخرررررررررررررررر عني وخرررررررر عني..... اضطرّ هنا طارق من ان يجعلها تفيق من هذا الانهيار بمسكه لأكتافها وهزها قليلًا: والله ما صار لج شي.... ايلاف اغمضت عينيها بكت بجنون وهي تهز رأسها وتضرب على فخذيها: ابوي وامي ...بذبحوني..........بذذذذذذذذذذذذذذبحوني....انا ضعت صرخ طارق وهو يهزها: قلت لج ما سوى لج شي..... وبصوت مرتفع: ما اغتصبج! سكنت قليلًا وفتحت عينيها عليه.........كان صوت تنفسها مسموعًا وكذلك هو كان يتنفس بتوتر شديد....ومسموع..... ارتخت يديها من الشد على القميص نظرت له وبرجفة شفتيها وعدم تصديق: ما ذكر شي؟ طارق نظر لعيناها وبهدوء: كل شي صار قدام عيني.....ما سوى لج شي........ايلاف ما سمحت له......خليته يتركج...وطلّعتج من اهناك وجبتج اهنيه...... طأطأت برأسها تبكي بوجع واقترب اكثر وبتردد احتضنها وهي بادرته سريعًا بهذا الاحتضان باحثةً عن امان ينتشلها من نوبة هلعها هذا قالت ما بين بكاؤها: خفت....خفت...ما تقدر...تسوي شي...خفت.... لم يخطط على أن تؤول هذه الأمور إلى هكذا.......اغمض عينيه....وطبطب على ظهرها ابعدها عنه وابعد خصلات شعرها عن وجهها: الحمد لله قدرت...... ايلاف شعرت بقربه واستوعبت انها في حضنه ابتعدت اكثر مسحت دموعها وبرجفة: بروح شقتي.... طارق لم يرفض حقيقةً يريد منها ان تتركه لوحده فقال: اوصلك.... ايلاف هزّت رأسها برضى وابتسم ليطمئنها نهض وساعدها على النهوض....ذهبت للغرفة ...سحب طارق جاكيتها من على الكنبة الجانبية ساعدها في ارتداؤه واوصلها لشقتها.... بعد ما يقارب الربع ساعة......وصلت...... قال: ايلاف...انسي اللي صار.....حاولي يعني...تنسينه.....الحمد لله ما صار لج شي... ايلاف هزت رأسها ثم خرجت من سيارته كيف لم يحدث لها شيء؟ ما حدث لها اثقل الأشياء؟ لم تفقد عذريتها ولكن فقدت شيء آخر....يقتلع قلبها الآن....فقدت شعورها بالأمان .....واُستبدل بالخوف والاضطراب......توجهت للمصعد وصلت للشقة....بحثت في مخبأ الجاكيت عن المفتاح حقيقةً هي نست اين وضعته .....وخشيت من انه سقط من يدها في تلك الحادثة ولكن أخيرًا وجدته اخرجته وفتحت الشقة.... توجهت للغرفة القت بنفسها على السرير واكملت نوبة بكاؤها الحاني.... بينما طارق تحرك ومشى للعودة للشقة يريد أن يبتعد عنها وعن تذكر موقفها في تلك اللحظة! .... بكت....انهارت....بعثرت الأثاث والاشياء من حولها...ثم غفت على السرير ......بعد صراعها النفسي...فكرة انّ شخص تحرّش بها ......جعلتها تكره نفسها لوهلة! نامت.....ولكن لم تستطع ان تدخل في النوم العميق ...فالاحلام المزعجة تلاحقها....ومنظر الرجل واقترابه منها....لمساته.....همساته...قبـ.... استيقظت وهي تتنفس بعمق......قبل ان يكتمل المشهد! نهضت بتعب وبثقل متوجّهة للخلاء استحمّت....وخرجت سريعًا...وبقيت بروب الحمام.... جلست على السرير تحاول ان تستجمع نفسها....سحبت هاتفها .....ونظرت لعدّت اتصالات من نور...ورسالة قراتها وفتحت عيناها على الآخر فعلتها؟ ازدردت ريقها هي بحاجة لها ولكن لا تستطيع رؤيتها وهي على هذا الحال...... مضى وقتًا طويلًا ......نهضت ارتدت ملابسها بعجل....ثم اتصلت عليها حاولت ان تكون هادئة ............... اما نور...وصلت .....بعد مضي ساعات قليلة تشعر بالإرهاق ومُتعبة .......اتصلت على ايلاف لم ترد عليها بقيت تنتظر ليس لديها الطاقة الكافية للمشي.....تريد أن يأتي احدًا وينتشلها مما هي فيه الآن..... تشعر بالضياع.....والخوف.....ومشاعر أخرى تلعب في قلبها ونفسيتها..... نظرت للناس من حولها سمعت الرنين أخرجت هاتفها اجابت: وينك ايلاف تكفين تعالي؟ نبرت الحزن واضحة ونبرة الخوف مسيطرة عليها ايلاف تحاول ألا تبيّن لها حزنها: راح اجي..... نور برقرقت عينيها: تكفين لا تتأخرين... ايلاف ازدردت ريقها: انزين ثم أغلقت الخط...لبست جاكيتها بعجل....ثم خرجت أوقفت سيارة اجرة .....اخبرته إلى اين ذاهبة ....اوصلها واخبرته بأن يبقى في مكانه ....وستدفع له قيمة أخرى ووافق.... دخلت المطار....اتصلت عليها اخبرتها في أي اتجاه هي ذهبت.... رأتها جالسة على الكرسي.........باهتة ....لا لون لها....صفراء.....وجهها شاحب ...عينيها محمرتين ومترقرقتين بالدموع...كما انهما شاخصتين بذعر....جسدها يتأرجح للأمام والخلف كالبندول....تنظر للناس بانكسار ارتجفت شفتي ايلاف من منظرها ولكن نور ما إن رأتها نهضت تتجه لناحيتها وهي تتنفس بعمق لا تريد ان تبكي وكذلك ايلاف لا تريد مشت بثقلها...تريد أن تصل ولكن تشعر أنّ احدهما يسحبها للخلف بينما ركضت ايلاف لناحيتها بعد ان شعرت بثقل خطواتها ....ودموعها انسابت على خديها عجزت من أن تتحكّم بهما ..بكت وما ان اقتربت ايلاف منها احتضنها بشدة...... وبكت وكأنها لم تبكي يومًا بكت على فقدها لأمها بكت على مشاعرها التي اتضحت لناحية سندرا بكت لخداع الجميع لها بكت بشتات وخوف وضياع قراراتها في هفوات غير معروفة شدّت عليها ايلاف وبكت هي الأخرى بألم ما حدث بكت خوفًا من ان تتبعها يدين إدوارد من جديد بكت من ثقل فكرة أن رجل حقير كأدوارد تحرّش بها انهارت بخوف وشدّت على نور وكأنها تريد أن تفهم أنها بحاجة لهذا الحُضن العميق ولكن نور ادركت هذا وشدّت عليها الأخرى ودفنت وجهها في رقبة ايلاف....تريد الاختفاء من هذه الحقائق تريد حقًّا الهروب من نفسها ........ومن ضعفها! . . كلتهما محتاجتين إلى هذا الحضن ودّت كل منهما ان يتلاشى في هذه اللحظة الناس بدؤوا ينظرون إليهما بتعجب... ولكن ما زلتا في انهيار حصون ما يخبآنه في صدرهما بكى وكأنهما منعزلتين عن العالم كله تسللت رعشتهما بعضهما البعض لتخبر كلّا منهما عن مدى الوجع الذي تشعران به قلبهما محطّم، وبه العديد من الجروح التي لا تُشفى! نور بشهقة تكاد تُسمع لها: تعبت ايلاف تعتب.... ايلاف بصدق همست وهي تشد على نور بيديها التي حاوطتا ظهر نور بضعف: وانا خايفة يا نور.....الحمد لله جيتيني.... نور شدّت عليها وكذلك ايلاف فعلت ذلك.....وبعد دقيقة ابتعدت ايلاف ومسحت دموعها وحاولت ان تتزن في فعلها وقولها: تعالي ....برا تاكسي ينتظرنا...نروح الشقة.....يلا ....واضح انج تعبانة لم تتحدث نور بأي كلمة......مشت معها ووصلتا إلى السيارة ركبتا واخرجت نور هاتفها ....اخرجت البطاقة منه وكسرتها وهي تقول لايلاف: مابي احد يعرف مكاني هزت ايلاف رأسها بتفهم...وشدّت على يديها! كل واحدةٍ منهما تنظر للأخرى تريد النجاة تريد العيش بشكل سوي وبعيد عن المشاكل المفاجأة تشعران انهما في موجٍ ما بين مد الحياة وجزر المصاعب التي تتخللها.... .................................................. ................. . . بعد مرور ثلاثة أيام . . . زارها اخبرها عن مخططهم انصدمت.........وخافت من المواجهة....خاصةً بعد أن اخذها عمها قبل يومين من اجل رؤية ام قصي لها...شعرت بشعور غريب.... أوصل لها حُبه على طريقته.......حقًّا هو مُقتنع فيها مقتنع لدرجة حارب من اجل أن يوصل إلى هذه اللحظة.....شعرت بالتوتر من نظرات امه......تبتسم تارة تكرر: ما شاء الله زوجة عمها بدأت تتقبّل الموضوع بسعة صدر.....كل ما يهمها ابتعاد هذه الفتاة عن انظار أبنائها وخاصة محمد فأيّدت فكرة زوجها.... واستقبلت ام سيف.....بترحيب ....وابتسامة...ووجه بشوش... انتهت الزيارة .......واصرّت على عمها في إعادتها إلى الشقة تُريد ان تختلي بنفسها، تريد أن تستوعب الأمر....هل حقًّا يحبها حتى به اعلن هذا الزواج؟ انفتح باب الشقة ، دخل وفي يده عدّت أكياس....وضعهم في المطبخ ثم دخل عليها وهي ترتّب ملابسها تحدث: اوه....خلاص نويتي تروحين؟ مُهره فهمت وتحدثت: لا.....قلت لعمي ببقى هنا.... قصي اقترب ثم جلس على السرير : شفتي نتيجتك؟ مُهره علّقت ملابسها التفتت وشتت نظراتها عنه: لا......مابي اشوفها... قصي ابتسم فهم انها خائفة.....وجدًا نهض وامسك بيدها كانت سترفض ولكن شد عليها واجلسها على السرير : بطلعها الحين... مُهره باندفاع: لا لا تطلعها الحين انا متى حسيت اني ابي اشوفها طلعتها.... قصي طبطب على يدها: صدقيني نسبة تبيّض الوجه.... مُهره بتشتت: ان شاء الله ثم سكتت وبعدها اردفت: شصار؟ قصي اخيرًا نطقت واظهرت اهتمامها لهذا الامر: امي ما غير تمدح فيك....بس وقفت على عمرك...تقول صغيرة وما تبي تظلمك.......وخايفة من ردك بالموافقة...... اردف جملته الأخيرة وهو يضحك بخفة.... مُهره ....صغيرة....ولكن هذا حال الحياة اخذت نفس عميق: عمي اليوم قال بيعطيكم الخبر... قصي مسك يديها : والله احس إني بحلم..... مُهره نظرت لعينيه: وانا احس نفسي في كابوس.... قصي بلل شفتيه ثم اردف: وش خايفة منه بالضبط يا مُهره؟ مُهره سحبت يدها منه ثم اردفت: خايفة من كل شي.... قصي تنهد بضيق: مُهره......صدقيني كل شي بكون حلو......لازم تتقبلين هالشي.... مُهره نهضت ومشت خطوتين للأمام ثم التفت عليه وهي تفكر لثانية واردفت: ما فيه مجال نفترق؟ احرقتهُ حقيقةً اشعلت بداخله نيران لا تُطفأ: وليش تبينا نفترق؟ مُهره بجدية: ما احس مقتنعة قاطعها: فيني؟ سكتت...وشتت ناظريها عنها وقف وفي قلبه حرقة .....كل يوم تزيد من الحطب لتشعل نيرانه اردف: عارف انا قرار خطأ....جاء بوقت...انتي بحاجة تحسين فيه بالأمان....خذتيني عشان شعورك بالارتياح...والامان بس......ما كنتي تعطين نفسك فرصة لتقبلي......وانا ما نكر اني كنت سيء ببدايتنا....وهالشي ما ساعدك من انك تفتحين قلبك لي......بس الحين.....قلبي تعلّق فيك يا مُهره...عطيت نفسي مجال اشوفك بنظرة ....ثانية.......لكن انتي....ابد.....انانية....ما تبين تعطين نفسك فرصة للتغير... مُهره فتحت عيناها بصدمة: أنانية؟... ثم قالت بصعوبة: قصي.....انت مو فاهمني......مابي اعطي نفسي فرصة في حياة ....انا اشوفها غلط.....طريقي غلط....ولازم... قاطعها بنرفزة: انا غلط؟....انا الحين غلط يا مُهره مُهره بصوت منكسر: احس جد احتاج افكر......افكر اكثر ارتبط فيك للأبد ولا لا... اقترب منها اكثر وبنرفزة شد يدها اليمنى ورفعها قليلًا للأعلى ووضع يده على بطنها الممسوح وهو يقول: تفكرين وانتي تحملين بداخلك جزء مني؟ ارتعش جسدها لكلمته وسحبت يدها منه وابتعدت قليلًا قائلة: هم هذا وأشارت لبطنها: صار بوقت وقرار غلط.... قصي أشار لها بعصبية: بالنسبة لك...... بالنسبة لي لا ابدًا ......ابدًا ما كان قراري فيه غلط.... مُهره : لأنك أناني! قصي بغضب: مُهره لا تحاولين توصلين لي انك تبين الطلاق لأنه هالشي عمره ما راح يصير...... مُهره تحدثت بانفعال: أبي أعيش.... قصي قاطعها قبل أن تكمل وبصرخة: ما اظن انا كاتم عليك عيشتك لدرجة تتمنين فيها تعيشين... قاطعته: ابي أعيش لنفسي.....ابي أعيش عمري....مابي اشيل مسؤولية من بدري....ما ابي ارتبط بأي شي...ابي أعيش لنفسي وبس... ضحك بسخرية وقهر منها: هههههه.........تحملي قرارك يا مُهره ما فيه تراجع...وانا ما فيني اتركك واترك اللي في بطنك.....واظن الخطة ماشية صح....لا تحاولين انتي .......تخربين على نفسك ...بتفكيرك...... مُهره بكت بلا مقدمات... قصي تأفف: افففففففف......واضح اللي فيك هرمونات حمل....الافضل تروحين بيت عمك...... مُهره بصوت منفعل وهي تمسح دموعها: ما بروح لمكان.... قصي بنفس نبرتها ولكن امتزجت من نبرة النرفزة: لازم تطسين هناك....عشان تجهزين نفسك للزواج....فاهمة..... مُهره بخيبة أمل: اجهز نفسي وانا هنا..... قصي بملل : الكلام ضايع معاك....مع السلامة ثم خرج اما هي بقيت على السرير تبكي! .................................................. .......... . . كانت في غرفتها تحدثها وهي منفعلة: تخيلي...وربي انهرت لم شفت الفاصلة نازلة..... ضحكت شيخة: هههههههههههههههههههه يا كـ.......المفروض تفرحين نسبتك مرا مرا مرتفعة ... نوف لا تستطيع نكران هذا الامر فنسبتها99.95% : أتمنى ما ينكبني التحصيلي والقدرات..... شيخة مسحت على شعرها: لا ان شاء الله .....هااا....وش تبين تدخلين..... نوف بحماس: هندسة طبية حيوية..... شيخة قوّست حاجبيها: غريبة ما تبين طب.... نوف حركت يدها وكأن شيخة امامها: احب التخصصات اللي فيها تفكير.....اكثر من الحفظ وكذا...وهذا التخصص يجمع بين الاثنين.... شيخة ضحكت: هههه واضح انك باحثة عنه كثير.... نوف: أي... شيخة سكتت وبتردد اردفت: نويّف نوف : هاااااا..... شيخة ازدردت ريقها: اخبار بندر؟ سكتت نوف....ثم اردفت: بخير....ليش تسألين متزاعلين انتوا؟ شيخة وتشعر برغبة البكاء: مادري عن اخوك صار له فترة ما يكلمني......اتصل عليه ولا يرد.... نوف بتعجب: يمكن عشانه مشغول بالاختبارات.... شيخة بكت : مارسل يبارك لي على النجاح حتى لم صورت له شهادتي.... نوف ارتعبت من بكاؤها وفي نفس الوقت شكّت بأمرهما فاردفت بمزح: لالا....مو من جدك تبكين.....يا الخبلة....ليش الحين تبكين بس عشانه ما كلمك......اعرف بندروه...يموت فيك.....وما كلمك عشان اختباراته.... شيخة مسحت دموعها: يعني قولك كذا... نوف بهبل: أي لا تخافين ما بيسحب عليك... شيخة شتمتها نوف : هههههههههههههه حقيرة ......هذا جزاتي اطبطب عليك..... شيخة لتنهي المكالمة: انقلعي... نوف بنفس النبرة: جهزي نفسك بس.......بكرا بجيك..... شيخة : لا تجين ما بستقبلك... نوف عادت بشخصيتها: بتستقبليني غصبن عنك باي أغلقت في وجهها تاركة شيخة تسبها وتشتمها بلا حدود . . . بينما نوف بدأت تفكر بأمرهما حقيقةً هي خائفة على ابنت عمها وخائفة من اخيها ! نفضت افكارها السلبية من رأسها وخرجت من الغرفة .....نزلت الى الدور الأرضي رأت اختها الجازي وعبد لله في حضنها نائم ابتسمت على منظرهما حقيقةً ملّت من زعلها على اختها فهي لم تعتاد على ألا تكلمها لأيّام عدّة تنهدت واقتربت منهما وهي تردف : ما ودّك تصالحيني ويّه وجهك؟ التفت الجازي على مصدر الصوت جلست نوف بالقرب من اختها والجازي ابتسمت: كل ما جيتك ابي اراضيك تصديني شسوي يعني؟ نوف بوّزت: يعني تشوفين اللي قلتيه لي هيّن ...ولا يجرح... الجازي طبطبت على ابنها الذي بدأ بالحركة العشوائية في حضنها بسبب اصواتهما : ....زلّة السان وفهمتيها مني غلط... نوف بجدية: لا والله كانت واضحة.....ومفهومة... الجازي سكتت ثم قالت: حقك علي...آسفة.....سيف جنني...والله وما ترك لي عقل ....خلاني اغلط عليك......وما راعي كلامي.....آسفة نوف....صدق....بدل ما كون لك عون ....وانا اللي اساندك.....صرت عليك حمل ثقيل......ما غير اتشكّى لك......وتسمعين لي...ولا قد سمعت لك......وحمّلتك مسؤوليّة عبد لله في فترة تعبي...آسفة اني... نوف ......استغربت من حديث اختها...ونبرتها التي باتت تميل إلى نبرة تنّم عن البكاء .....والحُزن ...شعرت انّ اختها في غضون هذه الأيّام باتت تؤنّب نفسها على ما فعلتهُ بها... اقتربت منها ومسكت يدها: جب جب...لا قولين كذا انا اللي آسفة تركتك فترة خلتك تفكرين بهالطريقة.....الجازي...حنا لبعض....حنا خوات.....مالنا غير بعضنا.....وترى يوم ما اكلمك...مو بس لأني زعلانة عليك لا....عشاني اختبر وهذي آخر سنة لي...فاحس تراكم كل شي علي..... الجازي مسحت بيدها الأخرى دمعة تسللت على وجنيتها قائلة: لا جد انا ضغطت عليك كثير.... نوف بصوت منفعل: جب...بس وعن هالحكي الفاضي...... ثم مالت إلى حس الفكاهة : ابشرك ترا نسبتي تبيّض الوجه..... الجازي ابتسمت : كم؟ نوف أسندت ظهرها للوراء: كالعادة...بس نزلت اشوي بالفواصل.... الجازي تمتمت: الحمد لله ومبروك يا قلبي.... نوف ردت عليها وهي تنظر لعبد لله: الله يبارك فيك......اوه احس عبود كبر... الجازي ضحكت بخفة: ههههههه تراك ما شفتيه كم يوم....مو سنة... نوف ضحكت: هههه لا جد اللي في عمره احس كذا يكبرون بسرعة..... الجازي نظرت لأبنها وقبلّت يده الصغيرة واردفت نوف بتذكر: صدققققققق.....شصار ...ذاك اليوم...وديتي عبود له....ولا.... الجازي سكتت لا تريد ان تتذكر شيء عن ذلك اليوم : وديت له عبود وهو جاني.... نوف سكتت ترمش بعينيها بصدمة ثم انفلتت تضحك حتى ارتعب عبد لله وبدا بالبكاء وهي اردفت: آسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسفه يمه هههههههه عبود اسم الله عليك... الجازي بدأت تهدهد ابنها وقرصت اختها في فخذها: وجع على هالضحكة اللي مال أمها داعي....خوفتيه... نوف وضعت يدها على فمها: ههههههههههه جد جد جا هنا؟ شعنده؟ الجازي اسكتت طفلها قبل ان تتحدث: انا ذاك اليوم رميت عليه حكي بالجوال وشكله ما ستحمل وجا.....وطبعا كملت عليه الناقص.... نوف بحماس ابتسمت: بالله؟....وش سويتي.... الجازي بهدوء: وضحّت له اني ما زلت على رايي.... نوف تربعت على الكنبة: لالا ابي التفاصيل... الجازي بتذمر: جلستي عبود وش يسكته....وتبين اقولك كل شي.... نوف مدّت يدها: عطيني إياه ووقولي... الجازي مدته لها ووقفت به نوف وهي تهدهدهُ الجازي بعصبية: نوف جلسي لا تعلميه على الوقفة نوف بانفعال: بالله تكلمي وربي جاتني حكّه.....ابي اعرف الجازي ضحكت: ههههههههههههه نوف تستهبلين؟ نوف : لا طبعا....قولي وش سويتي فيه... الجازي سكتت ثم قالت: هو اللي جابها لنفسه...بدا يتكلم لي عن غزل وكيف ....كان يحاول ياخذها.......وامه اللي هي عمتك حطتني بالنص وخذني واكتشف بعدها انه بدا يميل لي...وصار يعاملني بطريقة تبعده عني ومادري ايش....وكذا.... نوف وهي تطبطب على ظهر الصغير: زبدة الحكي؟ الجازي : انا غليت ....بصراحة...من اعترافاته....بكيت ..وحضنته.... نوف بحماس ارتفع صوتها: اووووووووووووووووه.... الجازي نظرت يمينًا ويسارًا: يا كـ......قصري صوتك انا الغلطانة اللي اقولك عن هالشي....بعدك بزر ....صغيرة... نوف نظرت لعبد لله وبنبرة حاده: خلاص يا يبه اسكت انت... ثم نظرت لأختها: يا تبن ماحد هنا....وما البزر الا انتي كملي.... وقفت الجازي وسحبت من يدها ابنها: بعد تصارخ على ولدي... نوف ضحكت: ههههههههه والله ما صرخت هاتيه خليه عندي...وكملي سالفتك...... ثم اردفت بتذكر: ترا بندر وخالد وابوي مو هنا....كملي.... الجازي عادت جلست بتأفف: أي .....حبيت انتقم له....واعلمه انه كان أسلوبه يوجعني وحسسني بالنقص بعد... نوف ما زالت مبتسمة كالبلهاء: أي الجازي بتردد وشتت ناظريها عنه: يعني صج اللي سويته كان جريء ولا ادري كيف سويته بس من حر ما في قلبي.....عطيته نوف بحماس : أي شنو..عطتيه... الجازي: بوسه.... نوف سكتت وتوقفت عن الحركة نظرت لأختها بصدمة: بوستيه؟ وبتساءل: وين؟ الجازي وقفت منفعلة: لا اله الا الله وقّف عقلها الحين..... نوف باستيعاب شهقت وشدّت على عبد لله خشيةً من ان يسقط من يدها: يا وسسسسسسسخة.........طيب وش صار بعدها... الجازي بهدوء: قلت له عجّل بطلاقي صرت ما اطيق قربك...... نوف بفجعة: أويلي..... وبضحكة بعدها اردفت: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ولّع سيفوه اجل....ولّععععع ضحكت على ردت فعل اختها ونظرت لأبنها وهي تقول: عصب اتصل علي......وتحديته انه يطلق وقال اجل انسي ولدك ومن هالحكي الفاضي...وبالليل جابه لي.... نوف بضحكة: ههههههههههههههه ... ثم قالت: صدقيني ما جابه لك من فراغ... الجازي سكتت ثم اردفت: شقصدك.... نوف قبّلت خد عبد لله وناولته اختها: صدقيني ناوي على شي.. الجازي بلا مبالا: على تبن.... نوف : الحين انتي من جدّك خلاص ما تبينه؟ الجازي اخذت ابنها وعادت تجلس على الكنبة: لا امزح معاكم انا..... نوف جلست وبجدية تحدثت : طيب وعبد لله الجازي بتأفف: بعيش حاله حال أي طفل .... نوف حكّت جبينها : يعني انتي ما تحبينه ؟ الجازي باندفاع: هو عطاني فرصة عشان احبه؟....كل ما قلت خلاص اصطلح الحال بيني وبينه بعدني عنه......خلاني أخاف من فكرة الحب.....والاقتناع فيه.......فبصراحة الحين ولا احس باي شعور ناحيته كل اللي ابيه ورقة طلاقي منه... سكتت نوف بعد حديث اختها حقًّا سيف هو من شكّلها على هذه المشاعر تنهدّت ثم اردفت الجازي: عطيته فرصة ......وهو ما اغتنمها....خلاص....ما فيني حيل.....اجازف معاه...واعطيه فرص ثانية... نوف كسرة قلبها اختها طبطبت على كتفها: معاك حق... الجازي بتغيير الموضوع: المهم ناوية اشتغل... نوف نظرت لأختها بنصف عين: تستهبلين؟ الجازي: والله ما درست وتخرجت عشان اركن شهادتي بالدرج.....ابي اشتغل مع ابوي في الشركة بحكم تخصصي ...يعني ....نظم المعلومات الإدارية.....ابي آخذ خبره.... نوف بهدوء: ظنّك سيف بوافق.... الجازي بنرفزة: ياخي بطلّق منه وش عليه مني... نوف بعقلانية: بس لساتك الحين على ذمته..... الجازي كانت ستتحدث ولكن أتت سنا وهي تقول: بابا سيف....يبي آنتا... نوف ضحكت بقوة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه...... عمره طويل ولد عمتي.... الجازي بنرفزة من ضحك اختها: اكيد جاي يشوف عبود ...سينا خذي عبود وديه له سينا هزّت رأسها واخذت عبد لله نوف: قومي روحي شوفيه......وفتحي معاه موضوع الشغل....صدقيني بجرّك من شعرك على بيتهم.... الجازي بانفعال: يخسي والله.....وبكلم ابوي أصلا خلاص.....يكلمه انه يطلقني وبشتغل باذن الله.... نوف نهضت :الكلام سهل وانا اختك...واصلا ابوي مستحيل بيرضى على سالفة هالطلاق....مو شفتيه ما كلمك يعني راضي...شوفي ايش اللي شاغلة الحين.....وبعدها بجيك الكلام اللي يسنعك انتي وسيف..... الجازي بتأفف: انقلعي عن وجهي لا تسميني بهالكلام.... نوف ضحكت وهي تمشي متجهة للمطبخ: والله هذا الواقع ههههههه الجازي تشعر بالحرقة من واقعية حديث اختها ولكن تمتمت: بطلّق غصبن عنه! ........................................... سيف خطى اول خطواته في رد الصاع لها...اتى لرؤية ابنه وهو متوقع عدم مجيئها إليه رأى الخادمة تدخل المجلس وبيدها ابنه اخذه من يدها وخرجت نظر لأبنه ابتسم: اخبارك يا بطل..... ثم قبّله بخفة واردف: واضح امك ما فيه اعند منها .....بس ما عرفتني....زين.....باذن الله بخليها تتعرّف علي عدل.... ثم اخذ يداعبه ويلاعبه...... وهو يفكر كيف يقنعها في لقاء جديد معه.....من أجل التفاهم ليس الانتقام على آخر ما حدث بينهما.....إن عاندها وانتقم فسيزيد الامر سوء فامر مجيئه الآن انتقام صغير لها بسبب عدم رغبتها بتواجده في المنزل ولكن سيفرض نفسه عليها لعلها تُدرك حُبه الحقيقي في اتجاهها! .................................................. . . شعر أنّ أخيه في الأوان الأخيرة جدًا متعب....وشكّ بالأمر.....ولكن بعد ان حدثه أبا سلطان عن الأمور وفشل عبد الكريم في الوصول إلى أي معلومة عن مكان امير والذي اتضح له انّه من إحدى الرجال المهددين من قِبل تلك الجماعة التي قتلت لويس حاول أبا سلطان ان يُشيح بنظر يوسف عن الامر خشيةً من أمور سياسية، فالفوضى هدأت في بريطانيا والجميع يقول هذه حركة شخصية ولا تنم للسياسة من أي ناحية ولكن في الواقع أبا سلطان يراها سياسية بحتة والبحث عن امير في هذه الأوضاع سيدخلهم في محط الأنظار والشكوك والظنون لم يقتنع أبا ناصر في الامر فاضطر ان يخبر أخيه أبا خالد بكل شي ليقنعه فذهب الآن أبا خالد...لأخيه ...حدثه عن معرفته بالأمر فقال: يا يوسف......انسى امرها...ولا دّخل نفسك في متاهات الله العالم كيف شكلها..... بو ناصر ساءت حالته جدًا خاصة حالته النفسية ، وكذلك الصحية لم يعد قادر على العيش تأنيب ضميره جاء متأخرا ولكن جاء بقوة ...تُمرضه ! : هذي بنتي يا غازي بنتي..... بو خالد ملّ من تكرار أخيه لهذه الجملة حقيقةً هو من المعارضين لزواجه من ديانا وحذره من ان ينصاغ لرغبته تحدث بنبرة غضب: شوف يا يوسف...حذرتك قبلها.....ما تحرق نفسك في هالزواج هذا ......وما سمعت لي....وحرقت نفسك......وحرقت زوجتك وعيالك......وبالأخير وش صار...؟.....خانتك...وتركتك بدون ما يرف لها جفن........خلاص....لادمّر نفسك اكثر يكفي بنت عمك صبرت عليك.......يكفي الفضيحة....اللي حاولنا نلملمها بعد تخليك عن نورة.......لا ترجع تفتح ملفات بجيب لك وجع الراس...موضوع امير انساه......وصولك له.....بجيب لك المشاكل....... بو ناصر بعينين دامعتين : وكيف انسى بنتي.......غازي......قلبي يحترق....يحترق.....احس بهَم......احس اني حقير وواطي....يوم سمحت لأمها تاخذها.... قاطعه : انت تخليت عنها...بدم بارد يا يوسف......انت قلتنا بعظمة لسانك هي ما هيب بنتك.....صدمتنا وقتها.......ما عطيت احد فينا...فرصة يشوف هي صدق بنتك ولا لا.......لملمت السالفة وفجأة قلت راحت مع أمها......كيف تقول الحين بنتك....؟ بو ناصر بنبرة حزن : تسرّعت ....قراري طايش وقتها......امها الانانية اللي ما تركت لي مجال استوعب....شي........خيانة...تهديد.....فجأة تشكيك نورة مو بنتك....وش كنت تبيني اسوي.... بو خالد لم يحبذ ان يطيل لوم أخيه ....فحالته لا تسر قال: انساها.......كيف لا تسألني بس اللي عارف انه عندك القدرة على نسيانها مثل ما نسيتها لمدة عشرين سنة يا يوسف........ بو ناصر هز رأسه: والله ما عدت اقدر.....والله.. قاطعه: تبي انت تقلب حياتتتتتتتتك تبي....شيخه تكرهك....تبي ناصر وسعود يلومونك؟.....تبي منيرة زوجتك تطلّق منك.....استوعب اللي تسويه غلط......امير .....مهدده حياته بالخطر.......وبريطانيا ظاهريا هادية بس من الداخل مقلوبة.......يحاولون يسيطرون على الوضع وانت تبي تدخّل نفسك بينهم........مجنون؟ بو ناصر تحدث بثقل: طال الزمن ولا قصّر ....لازم اشوف بنتي نورة .....لازم اخليها تسامحني.... بو خالد بحده: مو الحين.......الوقت مو مناسب.....اصبر لين تهدأ الأوضاع على الأقل... هز بو ناصر رأسه تنهد أبا خالد: انا ماشي .....وبمر عليك في الليل ...... بو ناصر : الله معاك خرج أبا خالد لا يريد أن يطيل الجلوس معه أخيه لكي لا يزيد عليه تأنيب ضميره لا ينكر يوسف طائشًا بقراراته ولكن لم يتوقع يومًا انه سيتخذ قرار صارم في اتجاه ابنته صدمه في ذلك الوقت وبحكم انه يكبره بسنوات نصحه في وقتها على الا يتزوّج ديانا على ألا يكرر سفره لهناك ولكن يوسف مندفع لرغبته ....ولحبه ....وها هو الآن يدفع ضريبة هذا الاندفاع بشكل مؤلم ! . . بعد ان خرج أخيه.....بقي مكانه .....يبكي بصوت واطٍ ...لن ينسى عينيها التي تنظران إليه ببراءة ...لن ينسى آخر موقف بينه وبينها ...كانت جالسة في غرفة نومهما جالسة امامه ترسم في كراستها وهي مبتسمة وهو يحدّق لها آنذاك بشحوب الحقائق التي وصلت إليه اقتحمت غضبه عندما أتت تُريه الرسمة اجبرته على ان يُمسك بها : بابا شوف....رسمتي حلوة... لم تمهله في ان ينطق ....بكلمة واحدة ....سحبت جسدها ووقفت على اطراف اصابعها لتجلس بعدها على فخذه الأيمن اضطر ان يضع يده اليُمنى على ظهرها كانت يديه ترتجفان اليوم كان سيكتشف الامر ولكن تبعه امير......لاحقه .......سحب الظرف من يده بعد أن دخل معه في نقاش حاد ختم أمير الامر بعبارته التي لم يستطع مسحها من رأسه الآن ) اقسم بالله ، لو ما كفيت شرك عنّا لا اشتكيك....وأئلب الطاوليه على راسك.....اتار الضرب ما برح على وجّه وجسمه.....بطّل تفكير تاخذ البنت منها وإلا والله بافتح قضية ما راح تسكر ابدًا ...وادخّل السفارة اللبنانية كمان....خلاص تطمن البنت باحضان امه....والأم بلاش تفكر فيها هلأ لأنها ما عادت لإلك.) كان سيمد يدّه ولكن أمير تحدث: لك أنا بتمنى تضربني مشان تسهل علي أمور كتير ..... راح تكون صعبة عليّ ثم ابتسم له بمكر وخبث وهنا انسحب عن وجهه يوسف .....انسحب وفي قلبه غّل وحقد ......وغضب ...لا يريد أن يطيل الامر سيطلقها وسيجعلها تأخذ ابنتها.....هو موجوع منها.....ومنصدم مما سمعه.....ورآه......بكى حقيقةً مع نفسه....وبعثر الأشياء من حوله....ولم تخمد نيرانه...... جعلته يستفيق من هذه الذكرة بعد ان وضعت رأسها على صدره: بابا...ليش ضربت ماما؟ سقطت الكراسة من يده واضطربت أنفاسه نظر لعينيها ....ودّ لو يخنقها بيديه...اهذه نتيجة الخيانة؟ بدأ يشك بشكلها...رغم أنّ هناك شبه حتى لو كان بسيطًا ولكن بعد هذه الترهات المتتالية عليه لم يدركه، أبعدت رأسها عن صدره عندما لم ترى منه إجابة ثم حاولت ان تصل إلى خده وقبلته بلطف وهي تقول بنبرة طفولية: آسفة عشان ماما ضايقتك...بس لازم انت تقول لها آسف عشانك ضربتها كان يحدّق لها بصمت، وبعينين محمرتين ....بينما هي كانت تنظر له بحب...وخوف ايضًا ...فلم ينمحي مشهد ضربه لوالدتها ولكن لكي تُرضيه رسمة له منظر من الزهور واتت إليه معتذرة لم فعلته والدتها فقط تريد منه ان يبتسم ويعود كما كان يلعب ويحضنها كما في السابق هي لم تعتاد على ان تراه صامتًا غير متفاعلا معها رغم خوفها إلا انها كانت تشعر بالأمان وهي في حضنه لذلك هي تثق سيرضى عن والدتها ....هو طيّب.....وكثيرًا هكذا كانت نظرها له ولكن لم يجيب عليها ايضًا سمعت صوت والدتها تناديها فابتعدت عنه ولوّحت بيدها له مخبرته بعودتها إليه وحقيقةً هو يعلم أنها لن تعود ما إن خرجت اخذ تلك الرسمة مزقها ورماها في القمامة واخرج جميع اشيائها ورماها واعلن كرهه عليها ولكن الآن يبكي يبكي عليها يبكي بحرقة وألم انفتح باب المجلس دخل ابنه سعود فجع عندما رأى والده على هذا الحال اقترب منه: يبه لم يسمع سوى صوت بكاؤه سعود بذعر: يبه....احد صار له شي هز راسه بلا سعود مسك يده : اجل وش صاير؟....يبه انت تعبان؟ هز راسه بـ(أي) قبّل سعود يد ابيه ثم قال: بنادي ناصر ....راح نوديك المستشفى ...... ثم خرج راكضًا للداخل بينما أبا ناصر بقي يبكي ندمًا على عدم مبادرته في حضنها، على عدم احتفاظه لرسمتها على عدم شم رائحتها بكى ...وكأنه استوعب جُرم ما فعله بها! . . . دخل إلى المنزل اغلق الباب بقوة ثم توجّه إلى الطابق العلوي وقبل أن يلتف لناحية اليمين صدم في أخيه الذي قال: خير قصي شفيك؟ قصي بملل: وخر عن وجهي.... حقيقةً خشي من وجه أخيه: قبل قول وش صاير معك قصي دفع أخيه بخفة: جسّار وربي مالي خلقك....وخّر.... جسّار انسحب من مكانه تارك أخيه يتوجّه للغرفة ثم خرج عزام من غرفته مردفًا: شصاير وش هالاصوات؟ جسّار: في هالبيت عندما مجنونين .... عزام فهم انه يقصد (سيف وقصي)ضحك بخفة:هههههههه........مو شي جديد..... جسّار مشى بالقرب منه: قصي فيه شي.... عزام بجدية: تركه عنك ......متوتر الحين خايف امي توقف الموضوع على سالفة العمر.... جسّار : والله ذا مقرود....كل ما قلت بيتعدل وضعه يطلع شي جديد.... عزام مشى بخطواته لناحية عتبات الدرج: لا تعايب عليه عشان ربي ما يبتليك وراك .....مشوار على سالفة الزواج ترا.... جسّار ضحك وتبعه: ههههههههههههه ما نيب مزوّج.... عزام بنبرة سخرية: نشوف ............ بينما قصي دخل الغرفة......شتم مُهره سرًّا دوما ما تنكد عليه الامر وتشعره بتأنيب ضميره على اقدامه على هذا الزواج هو حقًّا تزوجها عنادًا لقرارات اهله......واثباتًا لقوته ولكن لم يُدرك انّ هذا الزواج ستؤول وراؤه أمور أخرى ولكن اقتنع بكل ما آل إليه! وهي الآن تشعره .....باحتقارها لهذا الزواج....وخوفها الغير مبرر له....يحرقه... حديثها اليوم احدث شرخٌ في علاقته معها........هي اثبتت له بشكل صريح .....لجأت إليه فقط لانتشالها من مكان عانت فيه لمكانٍ هادئ يشعرها بالأمان اما شعورها لناحيته .....لا شيء...لا عنوان له...... سيتركها هذه الفترة .....تعيد حسابات تفكيرها لعلها تُدرك انها بدأت تغوص في أنانية تفكيرها لناحيته! .................................................. ............... . . لم تمل تتصل عليه مرارًا وتكرارًا ترسل له تفاصيل ما فعلته باليوم ......وآخر رسالة وصلته صورة نتيجتها شعر بالخوف...من حديث نوف يخشى من أن تفعل وتحب شخصًا لا يعرفانه من ورائهم ويستدرجها ذلك الغريب للهاوية ! ولكن هو حقيقةً لا يلهو ولا يستدرج ابنت عمه حقيقةً رغبته بها صارمة وملحّة بالحُب الحقيقي مسح على رأسه سمع رنين هاتفه من جديد ما زالت تتصل لن تهدأ إلا بعد ان يُجيبها! أجاب بهدوء سمع صوتها: لا كان رديت.....مو من جدك بندر؟...تحقرني كذا عشان الاختبارات...... بندر بهدوء: ما عندي وقت للمكالمات شيخة فتحت عيناها على الآخر: طيب خلصنا اختبارات...... بندر بجدية: الأفضل نبتعد عن بعض لين ما يصير بينا شي رسمي.... شيخة بشهقة: هأأأأأأأأ...من جدك تتكلم؟.....بندر شفيك .... بندر مسح على رأسه وبشتات: الأفضل كذا..... شيخة بحساسية الموضوع: قول ما بيك وخلاص... بندر فجأة تحولت نبرته للعصبية: يا ربببببببببببي .......انا ما قلت كذا..... شيخة بنبرة بكاء: مليت مني صح؟ بندر : مو صاحية شيخوه....جالسة تقَوليني أشياء ما قلتها.......قلت لك نبعد لين يصير شي رسمي افضل.... شيخة بانفجار بالبكاء: طيب انا ماقدر ابعد عنك على الأقل نتواصل على الوات..... بندر سكت واكملت: بندروه لا تخليني اكرهك.....والله ما صدقت على الله اخلص من سالفة سلطان لا تخليني اندم..... بندر بلل شفتيه واردفت هو يحاول ألا يبتسم: ما عرفتك وانتي تحبيني هالكثر..... شيخة مسحت دموعها كالطفلة: أي أي ارجع مثل ما انت عليه ...مجنون...ومرجوج......لا تسوي لي فيها ثقيل........ وبنبرة تقلّد فيها صوته: ما نكلم بعض لين يصير بينا شي رسمي....... وبهجومية: من زين صوتك عاد.....اجلس اسمعه أربعة وعشرين ساعة بندر مات ضحكًا على تقلب مزاجها في الثانية الواحدة: فيك انفصام انتي؟هههههههههههههههه شيخة : أي بكيفي.....لا تقاطعني....عشان م... قاطعها بجدية: شيخوه.......لم ما اكلمك ما يعني اني ما ابيك يا فهيمة انتي..... شيخة بنبرة استهبال وواقعية مشاعرها: طيب ادري بس شفّهم قلبي المشتاق.... بندر اتسعت ابتسامته وعينيه: انتي شيخوه اللي اعرفها ولا وحده ثانية...... شيخة باندفاع: أي عمتك شيخة اللي تعرفها..... بندر : هههههههههههههه جنيتي؟ انتي؟لهدرجة بُعدي عنك جننك شيخة خجلت من حديثه حكّت جبينها: كل تبن....لا تسوي فيها آخر حبه...... بندر بصدمة: الحين انتي وش تبين توصلين لي.... شيخة هدأت قليلًا تشعر أنها بدأت تهاجمه بكلمات وجمل متناقضة ....ومتداخلة في بعضها البعض تحدثت بهدوء اخافه حقيقةً: ابي أوصل لك حُبي..... بندر سكت.....نظر لمن حوله : شيخة انتي تعبانة؟ شيخة بجدية : بس عشاني شرحت لك حُبي صرت مجنونة وتعبانة...وفيني شي.....بندر انت مو مستوعب.....قد ايش احبك ....احسك ماخذني على قد عقلي....وتسلك لي من ناحية المشاعر.... بندر شعر برعشة من حديثها وبخوف قال: لا والله....بس مو متعود على اسلوبك هذا..... شيخة ترقرقت عيونها بالدموع: للأسف.....خليتني ضعيفة بحبك.......وما صرت اقدر على بعدك يا بندر....بس انت مو مستوعب هالشي..... بندر : قلت لك اكلم ابوي وخلاص....ما نطول هالسالفة... شيخة بغصة: سو اللي تبيه باي أغلقت الخط في وجهه وبكت بينما هو مصدوم من تأجج مشاعرها...وحديثها....ولكن اعطته الضوء الأخضر حقيقةً لن يتناوى في الحديث مع ابيه هذه الليلة لن يطيل الأمر ابدًا! بينما هي بكت ثم مسحت دموعها وهي تكرر: مالت عللللللليك هي ليست متناقضة ولكن هذي هي طريقتها في التعبير عن مشاعرها ......لناحيته.....تُدخل الجمل والكلمات في بعضها البعض.....حتى الطرف الآخر من الممكن لا يفهمها ولا يفهم ما تريده! او يُسيء فهمها....بشكل سريع .................................................. .............. . . . الوضع بات فوضى ......مشتت....قلوب خائفة .....وعيون حائرة.....مُنذ اتصاله عليها وهي لم تذق النوم ......لم يهدأ لها بال خائفة من هذا السكون كانت تنتظر فضيحتها تصبح على كل لسان تنتظر لحظة انهيار حصة .....تنتظر لوم ايلاف لها... تنتظر انتقام أهلها لأخذ الثأر منها وغسل العار الذي جلبته باتت باهتة خائفة من ملاحقة الماضي لم تستطع أن تكبح مشاعر القلق رسلت له (جورج صار شي يديد؟) .................................................. بينما جورج حقيقةً تلك الرسالة وترت حياته كلها....وبُعد أخيه عنه وتأخر أمور التصدير والاستيراد للبضائع ووقوف حركة النقل الداخلية كل هذه الأمور اشعرته بالعجز كان ينتظر صدمة أخرى تهديد آخر خلال هذه الأيام ولكن لم يرى سوى الهدوء حتى أخيه مُراد بات هادئًا رغم تزعزع الأوضاع هناك اخبره بكل شيء وامره بان يتدخل في الامر بنفوذه ويبحث عن نور ولكن رفض من ان يتدخل بقوله (مابدي ادخل في أي شي بيخص امير لأنوه ئصتي معوه خِلصت من زمان!) فأدرك مُراد أنانيّة أخيه في هذا الأمر ولكن التمس خوفه من الشخص الذي يهدده بابنته حتى به اتصل عليه ذات يوم يخبره(تعال انا بحاجة لإلك كتير ، مشان الله تعال واتروك أمير ونور) مراد احتار هل يترك ماكس في معمعة الاحداث هل يترك ابنته، ولكن شعر بخوف جورج مهما كان انانيًا هو بحاجته الآن.....وحقيقةً ليس له غنى عنه فهو أخيه الوحيد الذي وقف معه في ازماته بغض النظر عن حقده لناحية امير وانانيته لناحية نور! فهو لم يسبق له سماع نبرة الخوف تلك منه عليه ان يعود ويرى امر هذا التهديد لكي يُجبر أخيه بعد ذلك بنفوذه يبحث عن نور بسهولة! ويصبح له مدينًا ....لكي لا يرفض له طلبًا! عاد إلى المانيا بالأمس ولكن لم يأتي إليه قرر أن يأتي اليوم لرؤيته ولحل الامر ! . . بينما جورج سمع نغمة خاصة للرسائل سحب هاتفه نظر للرغم ادرك انّ هذه الرسالة من دلال قرأ رسالتها فارسل بهدوء (ما صار شي) ورمى هاتفه واغمض عينيه، يريد الهروب من هذا الخوف....لا يدري لماذا هو خائف من إزاحة الستار عن عينين ايلاف لا يدري لماذا! .................................................. ................. . . . كانتا غارقتا في النوم......خلال هذه الأيام القليلة شرحت كل منهما للأخرى عن همومها التي تُثقلها في المشي وتُثقل عليها لذة العيش كلتاهما انصدمتا مما حدث للأخرى كلتاهما شعرتا انهما متشابهتين باختلاف الاحداث التي عاشتاها طبطبا على بعضهما البعض.......وبكى معًا...واحتضنا بعضهمل......وحاولا ان يمررا ايامهما بهدوء....بعد جولة الانهيار والاعترافات الثقيلة ... خاصة موضوع زواج نور وانجابها .....كان كالصفعة على وجه ايلاف ولكن ادركت ان ما حدث لها وطئه اقل بكثير مما حدث لنور وشدّة وطئه عليها! ........................................ سمعت صوت المنبّه ، شعرت بثقل على ساقيها انقلبت وصدمت في كتلة صلبة وادركت انها بجانبها تمللت وتأففت أغلقت صوت المنبه وركلت رجلها وهي تقول بصوت مشبّع بالنوم: ايلاااااااااااااف.....ايلااااااااااااااااافوه..... ..ايلاف.... وابعدت نفسها من على الوسادة وحدّقت في ايلاف جلست على السرير ازاحت اللحاف من على جسدها وسحبت لحاف ايلاف ورمته على الأرض وهي تهزها : ايلاااااااافوه....قومي......وش هالنوم الثقيل......قومي.... ايلاف سحبت الوسادة ووضعتها على رأسها وركلت برجلها رجلي نور: خليني اناااااااام..... نور سحبت الوسادة ورمتها على الأرض وضربت كتفها:قومي.....اليوم مستحيل تغيبين صار لك يومين .....والله بفصلونك.......يكفي رسلوا لك رسالة........قومي.... ايلاف استلقت على ظهرها وفتحت عيناها بصعوبة : فيني النوم ...ما نمت زين....مابي اروح... نور نهضت من على السرير وسحبت ايلاف من قدميها حتى سقطت على الأرض وارتطم جسدها بالارضية صرخت ايلاف: يا حمممممممممممممممممــ..........مينونة؟ ومسكت ظهرها ضحكت نور وكأنها لم تكن تلك الفتاة الحزينة التي بكت يومين متتاليين من شدّت ألم قلبها وخوفها من أمور كثيرة : هههههههههههههه والله بداومين.... وقفت ايلاف أبعدت شعرها عن وجهها ثم جلست على طرف السرير تحدثت: ما ابي اشوفه مالي ويّه.... نور بجدية جلست بالقرب منها طبطبت على يدها: حبيبتي ايلاف انتي رايحة تدرسين مو رايحة تقابلين طارق......حرام عليك.......تضيعين مستقبلك......انسي اللي صار.... ايلاف اجتمعت الدموع في عينيها ونظرت لنور: مو قادرة انسى.... نور بانفعال: تكفين لا تبكين حنا وعدنا بعض امس نوقّف بكى بس....لا تبكين....... ايلاف اخذت نفس عميق وحدّقت بالسقف: مستحية وايد منه كيف بطالع في ويهه.....كيف بطالع فيه...شافني وذاك الحمار يتحرش فيني قدامه....متخيله هالشي قدامه.... نور تهوّن عليها: قولي الحمد لله ما صار اكبر من كذا......والمفروض تشكرينه على اللي سواه.....هو ما سمح له يكمّل عليك الناقص...وبعده عنك وحماك..... ايلاف هزت رأسها ولم تتحمل بكت: مابي اشوفه.... نور احتضنتها: لا تشوفينه.....حاولي تركزين حاليا على دراستك ...والطريق اللي يمشي فيه .....لا تمشين انتي فيه ....روحي في طريق ثاني.....بس تكفين قومي روحي لا يفصلونك.... ايلاف هزت رأسها برضى وبمرح اردفت نور: وخلاص ...من يوم ورايح بنام على الاريكة....ما تحمل....رفسك......وضربك لي ....باليل ايلاف نهضت وهي تسحب المنشفة من على الكرسي: والله أنج جذابة.........انا ما ارفس احد....وانا نايمة.... نور بدأت بترتيب الغرفة: أي ....حيل ما ترفسين...انقلعيييييي تروشي بس.... ايلاف فتحت الدولاب: باقي وقت انتي مقعدتني مبجر... ثم التفتت عليها: صج شنو بسوين بدوني.... نور سحب اللحاف الذي رمته على الأرض: ببحث عن شغل مناسب .......وبروح اسجل في النادي اللي قلت لك.... ايلاف بصدمة: يعني انتي مصممة ....مينونة؟ نور ضحكت: ههههه ليش مفجوعة كذا... ايلاف خرجت لها ملبس مناسب: ما تخيّل شكلج معضلة..... نور رمت عليها الخدادية: منو قال لك ابي اعضّل.... ايلاف : يعني بتفهميني ما راح يعطونك بروتينات وهرومونات و... قاطعتها: لا....انا ابي بس اتمرن واضيّع وقت واقوي عضلاتي وعظامي........واتعلم البوكسين بس كذا عشان افرّغ طاقتي السلبية.... ثم نظرت لايلاف وهي تلعب بحواجبها: عشان اكفخك على أصول واساسيات بعدين لم نتضارب... ايلاف التقفت من على الأرض الخدادية ورمتها على نور : حقيييييييييرة نور بجدية : روحي اتجهزي..... ايلاف مشت خطوة للخلاء ثم أبعدت خصلة من شعرها بغرور: سوي لي فطور.... ثم أغلقت باب الحمام سريعًا عليها نور بصوت عالي: اكلييييييييييييي هواء......جدا مفيد وبدون سعرات.... ضحكت ايلاف على ردها بينما نور سحبت هاتفها الجديد الذي اشترته بالأمس اخذت تبحث عن فرص عمل بسيطة لا تتطلب أي شهادات هي رأت واحدة ولكن مترددة ولم تخبر ايلاف عنها وظيفة صباحية تبدأ من الثامنة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا كجليسة أطفال ولكن تشعر بالتردد من القدوم عليها ولكن لا مجال لها حقيقةً عليها ان ترى لها اية وظيفة لن تحرّك المال الذي بحسابها ....تريد أن ترى وضعها قبل كل شيء خرجت من الغرفة وهي مقررة في امر الذهاب والاشتراك في النادي الرياضي للملاكمة فجأة قررت الالتحاق به تشعر انّ حياتها تتطلب ان تكون على معرفة في كيفية الدفاع عن نفسها ستشارك في هذا النادي ولكن بعد أن ترتب أوضاعها ستشارك فيه! رتبت الشقة بينما ايلاف بدأت تتجهّز للذهاب إلى الجامعة خرجت ونظرت لنور التي ما زالت تنظف بعثرت الأشياء التي احداثها بالأمس ايلاف: نور يلا بطلع...... نور بتردد: ايلاف لقيت شغله بس مترددة فيها ايلاف: شغلة شنو؟ نور وقفت واتجهت لناحيتها: أكون جليسة أطفال..... ايلاف سكتت ثم اردفت: اذا الراتب زين ما قول لج لا .......اهم شي الراتب... نور ضحكت: هههههههههه تحبين الفلوس.... ايلاف ابتسمت: ما في احد ما يحب الفلوس.... نور بقلق: يعني اروح للعايلة...واقابلهم.... ايلاف : أي روحي....فرصة وجاتج على طبق من ذهب وانا بعد بسال عن وظايف جذه بسيطة....تناسبج.....وما تطلّب شهادات! نور هزت رأسها: تمام يلا روحي لا تتاخرين ... ايلاف بهدوء قبلت خدها: انتبهي على نفسج.....وتركت لج ....نسخة لمفتاح الشقة بتشوفينه بالدرج... هزت نور رأسها بينما ايلاف خرجت... نور بتفكير: نأجل موضوع النادي ونرح نقابل هالعيلة ثم سحبت نفسها لترتدي من ملابس إيلاف وبعد دقائق عدّة خرجت متجهّة للعنوان التي تتبعه من خلال هاتفها كانت خائفة ولكن لا تريد ان تبقى هكذا بلا دراسة وبلا عمل إن بقيت في الشقة دون عمل ستجن من شدّت تفكيرها لذا هي مصممة على العمل! .................................................. . . . في غضون هذه الأيام عاش صراعًا ما بين توقفه عن الانتقام وما بين ختامه كما خطط ايلاف لم يحصل لها أي ضرر إلى الآن سيحمد الله على ذلك لن ينكر أنّه تأثر بـ شكلها ، واستوعب خطورة اشتراكه مع هؤلاء القتلة ولكن استعاد وعيه واستعاد حقده من جديد سيسدد هدفه الأخير مُراد لم يعد الحارس الشخصي لجورج فبعد ان اثار الشكوك والظنون بينهما يستطيع الآن أن يلعب على المكشوف كما خطط كان مخطط ايضًا في اثارة الفتن بينه وبين ابنته ولكن الآن وبعد ما حدث اشاح بنظره عن ذلك خلال هذه الثلاثة الأيام بعد ان تأكد من بُعد مراد عن أخيه اتى إلى ألمانيا للقياء جورج ووضع النقاط على الأحرف لن يبقى خلف الستار لفترة طويلة لن يبقى ابدًا لبس بذلته الرسمية انزل من على عينيه نظارته الشمسية وقف بسيارته امام المقر الرئيسي لجورج ابتسم بسخرية على فخامة المبنى لم يخاف من فكرة الموت هنا بل مندفع في انتقامه دخل استقبله السكرتير الألماني اخبره عليه ان يقابل جورج الآن ولكن اخبره بأن يبقى هنا دخل السكرتير اخبر جورج عن مجيء رجل يريد مقابلته ورفض فخرج معتذرا ولكن طارق نهض بشكل منفعل وفتح الباب بطريقة مستفزة وتبعه الرجل ليوقفه ولكن ما إن لمس يده حتى امسك بها ولواها لتصبح بعدها خلف ظهره رفع جورج رأسه منصدم من هذه الفوضى ومن تجمع رجاله بسرعة على الرجل الممسك بسكرتيره جميع رجال جورج أشاروا لطارق بمسدساتهم لناحية رأسه ازدرد ريقه جورج أشار لهم(مترجم): اخفضوا اسلحتكم.... انصاعوا لأمره ، جورج بصوت هادئ : اتركوه طارق دفع السكرتير عنه وأشار جورج غمز لهم بعينيه بمعنى(طلعوا برا) انغلق الباب على جورج وعلى طارق طارق جلس ببرود على الكرسي ونظر لجورج: انصدمت صح؟ جورج بنرفزة وعصبية: شو بدّك.....شوف خليني ئولك......لو جايني مشان ترجع على شغلك...ما راح ارجعك ...لو جياني مشان مصاري...ما راح اعطيك....اي شي... طارق .....نهض بنرفزة جورج ما زال حقيرًا ومتمسكًا بـ ألا يكسر ضرب بيده على الطاولة: وانا جاي آخذ روحك... جورج بعدم استيعاب: طاااااارق.....اطلع برا.... طارق بخبث مسح على ذقنه واخرج من مخبأ بدلته الرسمية صورة لإيلاف .....وهي في الحرم الجامعي ابتسم: اخبار بنتك إيلاف؟ واقترب اكثر من جورج: لحد الحين ما وصلها خبر الحقيقة؟ جورج إلى الآن لم يستوعب الأمور تحدّث طارق : كنت ناوي أقول لها انك ابوها.....واخليها تحقد عليك...وتاخذ حقي منك ......بس للآسف ....حسيت انها مسكينة.....واخذت عقابها مبجر.....بعد ما تحرّش فيها إدوارد... فتح جورج عينيه على الآخر......استوعب قليلًا الامر انقض على طارق : يا حقيييييييييييييييير.... طارق اخرج سريعًا مسدسه: المسني...وربي ما راح اتردد في قتلك.... جورج توقف سريعًا وابتعد طارق اكمل بانتصار: مُراد وخلصنا منه........وما صار يحوم عليك مثل الجلب عشان يحميك......قدرت افرّق بينك وبينه عشان هاللحظة....الحلوة......وبنتك...صارت مثل اللعبة بيدي....وتثق فيني..... جورج ازدرد ريقه فهم كل شيء من يهدده طارق من يحاول أن يسلب راحته طارق تحدث: لشو حتى تعمل فيني كل هيدا؟ طارق بحقد: سجنتني بلا حق..... جورج : هيدا انتّا اطلعت ...و قاطعة بحقد وهو يشد على سنانه: سجنتني سنتين......مات اخوي.....امي كرهتني.....والسبب انت....بس عشان تحمي اخوك....... جورج ازدرد ريقه وانعقد لسانه لا يعرف كيف يبرر له طارق اقترب منه: كنت تظن بمرر لك ....الموضوع ......لا......كنت انتظر اللحظة اللي اصير فيها حُر عشان.......آخذ حقي منك..... جورج بخوف ولكن حاول أن يخفيه: طارق.....أنا وئتها ما كنت افكر انه.... قاطعه بصرخة: ما تفكر ايش؟.... جورج أشار له: طارق...مشان الله اهدا.....انا راح اعوضك عن كل شي.... طارق ضحك بخبث: هههههههههههههههههههههه تعوضني؟؟ وبنبرة حاقدة: بعد ما تسبب في موت اخوي تعوضني... جورج بتبرير: انا ما قتلته... طارق بصرخة: مااااااااااااات مقهوووووووووووووور....وزعلان مني.... جورج حقيقةً اصبح مذعورًا من طارق، الذي بدأ وجهه يحمر وتبرز عروقه من شدّة صراخه : طارق......دخيل الله ...اسمعني للحظة وبس... طارق اقترب منه: انا مو جاي عشان اسمعك....انا جاي اترك لك بصمة في حياتك وامشي.... جورج فتح عينيه مذعور طارق بدون أي تردد رفع مسدسة والذي يحتوي على كتم الصوت تحدث بتهديد: لو تشتكي علي بعد ما اطلع اقسم لك بالله.....ايلاف ما راح تكون بخير...... جورج ارتجفت بداخله كل خلاياه جورج نطق: ططططــ لم يمهله اطلق النار على ساقه الأيمن وبشكل سريع وقبل ان يسقط اطلق النار على رجله اليسرى حتى صرخ جورج واتى بالقرب منه وهو يضع المسدس على جبينه ويضحك بسخرية: شي بداخلي يصرخ يقول لي موته.... جورج بوجع جاثل على ركبتيه وانفاسه باتت مسموعة وعرق جبينه: ممممممممشششــ طارق بتلذذ من رؤيته هكذا خائف وعاجز : اششششش....... جورج اغمض عينيه بخوف وما زال يشد بالمسدس على جبينه: خايف من الموت؟ ضحك طارق بجنون .......وانفتح الباب بشكل مفاجأ وصادم لطارق وجورج وفجأة سمعوا صوت اطلاق نار وصوت مُراد يرتفع وهو يتنفّس بشكل سريع وبصوت مسموع بعد ان اخبره السكرتير بما حصل بعد وصوله شك بالأمر سحب سلاحه وفتح الباب على مصرعيه بقوة: وشكلك انت هوايه مشتاق للموت يا حيوان! . . . . لكل بداية نهاية وجميعنا نهايتنا الموت! . ما زال متوترًا أمير ترك على عاتقه ثقل ....ثقل الشركات والأموال وثقل تعبه...وهروب نور كان ينظر لجولي....وينظر لخطيبته .....تحاول أليكسا ان تخفف عنه ولكن ما زال يشعر بالضغط تحدثت سندرا متسائلة : نور وينها؟ سكتوا جميعهم ....لماذا بدأت تسال عنها هل آلفة الجلوس معها في غضون ثوانٍ! ام شعرت أنها جزء منها مسحت على شعرها جولي : سافرت وراح ترجع... ماكس اغمض عينيه وشدّ عليهما اليكسا طبطبت عليه : حبيبي.......ئوم ريّح لي بالك ......ئوم نام....لو ساعة وحدي.... ماكس : ما فيني.... اليكسا تنهدت بضيق سمعوا رنين ماكس اليكسا سحبته من على الطاولة وناولته إياه ماكس بتعب: ما بدي ارود نظرت للرقم والاسم: المستشفى... ما إن قالت كلمتها حتى سحبه ونهض يجيب على الطبيب سمعه يتحدث ...يخبره عن امر.... لم يصدق ما سمعه.....شعر باضطراب مشاعره ..... اغمض عينيه يريد ان يستوعب همس (مترجم): أعد ماذا حدث لأمير؟ . . . انتهى . . . أول مرة اسويها قفلتين في بارت واحد( لا تحرموني من ردودكم ......وتقييمكم راح اتحمس اشوف تفاعلكم ودعواتكم لي يا غاليين تحياتي شتات |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خالد و بندر *مكتملة* | JAN | روايات عامية | 6 | 08-10-2020 09:45 PM |
سلع أرواح محرمة *مكتملة* | JAN | روايات عامية | 77 | 08-08-2020 11:43 PM |
بنات أكشن*مكتملة* | JAN | روايات عامية | 31 | 07-04-2020 07:23 PM |
عَشآن الحُب!*مكتملة* | AM. | روايات عامية | 82 | 06-23-2020 07:48 PM |
هفوات ، خطايا ، ذنوب | ورده المودة | روايات الانمي_ روايات طويلة | 7 | 03-04-2020 07:31 PM |