مدونة الطفشانين

☆

‏"لم يعُد صديقي منذ أن أصبحتُ أمرُ على محادثتِه بحذر ، منذ أن أصبحتُ أزِن كلماتِي معه وأجعلها أكثر تكلفاً كي يفهم ، لم يعُد صديقي."

☆

‏‎لمّا رأيتُكَ مِن بعيدٍ مُقْبِلاً
باعدتُ بين يديّ حتى أحضُنَكْ
وكأنّ آخِرَ ما جَهَرتُ بقولِهِ
قبلَ السقوطِ: اسكُن فؤادي موطِنَكْ
وسمعتُهمْ -ودمي يُخَضِّبُ جثتي-
قالوا: صديقُكَ قد أتاك ليطعَنَكْ!
ووَدِدتُ أني مِتُّ قبلَ سماعِها
وبَقِيتُ أجهَلُ يا صديقي مَعدِنَكْ!

☆

‏"أنت الوحيد الذي لم أصنّف علاقتي به،
كنت أراك الأكثر دائمًا، صديقي الأكثر،
قريبي الأكثر، وحبيبي الأكثر، كنت أراك
عالمي.. وعافيتي.. وضحكتي.. ثم يأتي
من يحدّثني عن الكبرياء، والإعتيـاد،
و النسيان، لا شيء يحدث من هذا معي
حين تكون أنت خارج حدود المنطق دائمًا."

☆

‏كنت معك قبل أن يأتي هولاء،هل تتذكرني يا صديقي!

☆

يخافُ المرءُ مهما بدا متماسكًا من أن يظلَ وحيدًا، يفكرُ وحده ويعيشُ وحده ويموتُ وحده، تطارده الهواجسُ دائمًا بأن يخفتَ دفءُ المنزلِ من حوله ثم تهمسِ حيطانُ البيتِ رويدًا رويدًا فلا يجدُ من يسليه غيرها.

إني أشعرُ أنني وحيدٌ برغمِ ما أوتيتُ من صحبٍ وأصدقاءٍ وعلاقاتٍ وقيلٍ وقال؛ وكأني أفتقدُ أن أتعثرَ فيشُدَ أحدهم على يدي، وأعني أحدهم شخصًا بعينه يُكمل معي الطريقَ ويسيرُ بي إلى منتهى الدرب أشاطرهُ اللقمةَ وأقتسمُ معه الحُزن وأضاعفُ معه الفرح.

وفوقَ كلِ هذا، أخافُ ألا يخفقَ قلبي بالحبِ مجددًا، أظلُ خائفًا أن تظل لحظاتُ حبي مجردَ ذكرى، وألا أستطيعَ أن أتنفسَ تدفقَ الحُبِ مجددًا في أنفاسي!