|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-27-2020, 05:19 PM | #26 |
البارت العشرون . . . . . . . هُناك في الطُرق المقطوعة ....والأنفس المخطوفة......وتعالي الأصوات المزعجة.......هفوات......تمتزج ما بين الانتقام والانانية .....ترقص على لهب الإكراه والحُقد.....تُلهب جراحاتٍ سابقة وتجددُ عزائها من جديد.....تقطع آمال العَيش بسلام....تخطف ارواحٍ عشوائية......تسفك دماء كثيرة بلا ذنب.......تُجبر الجُدران الصمّاء على النطق....والاقتراب ليكمن الاختناق في احتضان تلك الأجساد الضعيفة التي ملّت من حُزنها الشديد وسوداويّة أحداثها التي لا تنضب! . . تعالت الأصوات، وتبادلا إطلاق النار إحدى الطلقات استقرّت في الجدار القريب من الباب والأخرى استقرّت في كتف إحداهما شعر بمرارة حرارتها، شعر لوهلة بتوقّف الزمن شهق بعمق ولم يستطع ان يُزفر الهواء من داخل رئتيه آلمته الرصاصة وآلمتهُ الذكريات اختلّ اتزانه وخطى خطوات عشوائية للوراء كاد يسقُط ولكن استند بيده على طاولة المكتب تحدث الآخر بكره شديد: أريد افتهم شي واحد....كيف تتجرّأ وتجي على موتك برجلك...هاااا.... لم يستطع أن يُجيبه......ولكن في الحقيقة .....(الانتقام) هو من قادهُ إلى هاوية الموت ...هو من قادهُ إلى اشتعال سحُب الذكريات بلا توقف...تدفقت أمام عينيه بشكل سريع صورة ...والدته....اخيه...وحتى ايلاف...لا يدري لماذا ولكن أتت في هذه الثانية الواحدة من الألم ما بين ذكرياته المُرعبة ! عضّ على شفتيه وضغط بيده على مكان الإصابة تحدث جورج وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة: مُراد... وعى أخيه على وضعه المخيف وإلى الدماء التي باتت تغطي رجليه بكثافة مخيفة هرع إليه ثم صرخ بالألمانية (مترجم): اطلبوا الإسعاف ثم التفت على طارق وعينيه تجحدان من شدّت الغضب والحقد: وانت باذن الله بتكمل باقي حياتك بالسجن... هنا جورج وضع يده على كتف أخيه برجاء: لا يا مراد ...مابدي اسجنوه مرة تانية.... ابتسم بسخرية رغم الآلام المشتعلة بداخله ، فهم أنّ سجنه لا يُعني راحته الأبدية ....فهناك حلقة متصلة به كما فهّمه ....*ايلاف* هي الحلقة المشتركة بينهما.....إن أحدث ضررًا له سيحدث لها اضعاف ما سيفعله به! فهم قاعدته.....فهم جنونه.... مراد اسند أخيه على كتفه: بعدين نتفاهم على هيج موال حقير..... ثم رمق طارق الذي سحب رجليه بصعوبة ليخرج من المكتب ما إن وصل للباب التفت عليهما قائلا: اخذت انتقامي منكم......تركت لك بصمة يا جورج لو شنو ما راح تقدر تمحيها مثل ما تركت لي بصمة عجزت امحيها واتناساها.... ثم خرج وهو يجر جسده على قدميه بصعوبة يشعر بالتنمّل والألم وهذا الشعور يحفزّه على الضغط على الجرح اكثر.....ولكن شعوره بالاختناق ازداد.....وصعوبة تنفسه باتت واضحة من خلال صوته في سحب الهواء ولكن لم يهتم .....توجّه لناحية الباب الرئيسي....وهو يشعر بانتصاره .....لن يقدر جورج على المشي مرةً أخرى هو واثق من هذا الامر لن يقدر ابدًا سدد رميته بالطريقة الصحيحة .....كما تعلّم! بينما مراد ساعد أخيه على ان يستلقي على الأرض بدأ جورج بالهذيان من شدّت الألم تحدث: ايلاف بنتي.....أأأأأممممــ فهم ما يُريد ايصاله له تحدث بحده: لا تكملها يا جورج....اصابتك بسيطة.....وان شاء الله بتعدي على خير.... جورج كاد يفتح فمه ليكمل ولكن أخيه مسح العرق من جبينه: الإسعاف بالطريق هدي من نفسك.... ..... ضباب.....بات كل شيء صعبًا في النظر إليه.....اقترب لعتبات الدرج......ازدرد ريقهُ بصعوبة .... سمع رنين هاتفه .....بنغمة لا تدل إلا على وصول رسالة جديدة سحبه من مخبأ يده وباليد الملطخّة بالدماء يشعر انّ الموت آن أوانه ...لا يريد أن يضيّع الفرص من يديه اخذه هاتفه على املٍ من قراءة رسالة من والدته ..... ولكن صُدم حينما قرأ اسم المُرسل وفتح عيناه على الآخر عندما قرأ الرسالة (مترجم) . . . (اخذت المال....ولكن سأعاقبك على تلاعبك بنا...وتأخرك في الدفع لشهور عدّة...وعدم التزامك بالعقود التي بيننا......عالمنا كما تعلم...مليء بالقوانين....ومليء بالظلام.......اخبرتك أن تكون اشد حذرًا في أمور كثيرة .....افشيت لك عدّة اسرار خفية عنَّا لتفهم صعوبة تفكيرنا....ولكن هذا الامر آل بنا الى استهزاؤك بكل الأشياء المرتبطة حولنا......حتى بك تهاونت في أمور كثيرة أهمها دفع المال.....دعني اخبرك...اسمك اصبح لامعًا في عالم ……deep web…..ليس بالخير.....بل تم التشهير عنك بالخيانة ....جميع شركاؤنا يريدون الانتقام منك ولكن لا تقلق أنا من تولّية مهمّة قتلك!.....بينما حبيبتك.....لم اتنازل عنها أبدًا....حقًّا هي جميلة......والآن...) انتهت الرسالة واتت رسالة أخرى سريعة .......فتحها وفجأة أصبحت شاشة هاتفه سوداء ومظلمة وبعد ثانية واحدة أتت عبارة تتوسطها باللون الأحمر تارة تختفي وتارة تظهر لمرأى عينيه شعر بالغثيان وهو يقرأ ببطء . . . (Game over) . . نظر للأمام..... للمباني الشاهقة....لهدوء الشوارع.......وانشغال المارة....ولقطرات المطر الخفيفة ....التي تتساقط على كتفيه.......يفهم خزعبلات ادوارد....يفهم ذلك جيّدًا......سيقتلوه....ارتجفت شفتيه.....واغرقّت عينيه.....واهتزّت جميع خلايا جسده.....ازدرد ريقه عشرات المرات......دار بعينيه كالمغشي عليه ......سيموت دون أن يلتقِ بوالدته ...سيموت وسيلحق بالضرر لنفس لا ذنب لها في كل متاهات الانتقام ادخلها في متاهات حقده......والآن سيتركها لتدفع الثمن! ثمن اللاشيء في هذه الحياة!!! مشى خطوة واحدة ، مستسلمًا لكل ما سيحدث له......رفع قدمه اليُمنى وهو على أمل أن ينجو من خُبث ذلك الرجل .... الآن حقًّا ادرك خطورة التعاون مع رجال لا يعرفون الله حقّ معرفته.....ولا يوجد بهم أي ضمير......اخذ نفسًا عميقًا وكتمه بصدره .....ليُزيد من وجعه اضعافًا مضاعفة.....رمش مرتين بعينيه حائرتين من وخائفتين من معنى الموت العميق.......من معنى العقاب والحساب.....ثم ولكي لا يُسهب في التفكير.....اغمض عينيه وسحب رجله الأخرى....متمتمًا بلسانه ناطقًا الشهادة ثم خرج من دائرة النور بخطوته تلك وبشكل سريع وبلمح البصر ضجّ المكان بصوت إطلاق النيران ...وسقط كردّة فعل مخيفة على وجهه .. . . . ظلام امتزج بالنور......صوت حانٍ ويدين دافئة عينين مترقرقتين بالدموع مترجيّة العون والمساعدة صرخات ولوم بصوت رجل غاضب جسد يرتجف ويبكي بعيدًا في الزاوية.....نظر لسرابهم.....نظر لشحوب وجوههم..... نظر لنفسه الباكية في الزاوية تنتحب .....بصوت مُرعب.... دارت حول نفسه بضياع ثم ..... ........ مراد صرخ حينما رأى رأس أخيه يثقل على يديه ..... ولكن لم يُطيل هذا الاغماء ما إن ضجّ المكان بصوت اطلاق النار فتح جورج عينيه وهو يهمس لأخيه دون وعِي: لا يقتلوه...ئوول...إلهوم...لا يئتلوه..... هز مراد برأسه كالمجنون كل ما يهمه أن يبرّد قلب أخيه تحدث بخوف: تكفى اريدك خويّا.......اريدك تكون قوي....باوّع...باوّع فيني.... جورج بنفس الهمس:ئوم....ئول لا يقتلوه.... مسح مراد دمعة تسللت من عينيه خرج وضع رأس أخيه على الأرضية لا يدري لماذا تأخرت الإسعاف أم انّ الاحداث سريعة تحدث في الثانية الواحدة بشكل مخيف ! خرج صرخ (مترجم): لماذا اطلقتوا النار عليه... تحدث بذعر حارس أخيه(مترجم): لم نطلق.....بل هناك رجال استهدفوه سريعًا... قوّس حاجبيه لم يفهم شيء...ولكن سريعًا قادته رجلاه إلى الشارع... نظر إلى طارق المنكب على وجهه اضطربت أنفاسه لا يعلم لماذا؟ اقترب منه بحذر...وفي هذه الأوان أتت سيارة الإسعاف انحنى ...قام بقلبه على ظهره نظر لوجهه شاحب وإلى خديه المعفرين في التراب.... تحدث بهمس دون ان يُرمش: طااارق... نظر لجسده بتفحص عميق ودقيق.......لم يرى سوى طلقته المستقرّة عليه! اغمض عينيه ثم زفر براحة يريد أن يُرضي أخيه لا يريد أن يخبر أخيه أنّ طارق قُتل، ولكي يتأكد تجسس نبضه كان ضعيفًا ولكن جعله يطمئن صرخ(مترجم): اسعفوه ثم نهض وركض لأخيه الشارع اصبح مزدحمًا بالفضوليين.....و بسيارات الشرطة......الجميع يتساءل ماذا حدث...... ولكن الشرطة لم تجعل لهم مجالًا للاقتراب من مسرح الجريمة ....سريعًا ما حجزوه بالشريط الأصفر واغلقوا المكان بتحويطه بسيارتهم . . ما اصعب ذلك الشعور الذي يتمحوّر حول الذات المنبوذة! المكروهة من قِبل من تحبهم ، وتعشقهم......وتحمل دمًا منهم شعور قاسٍ يورّث البلاء لصاحبه! بلاء ارادي يجلبه من خلال نفسه باتخاذ قرارات سريعة وطائشة للانتقام منهم ولكن في حقيقة الامر ما هو الا انتقام ذاتي ولكن لا يشعر به إلى في نهاية المطاف! . . تم نقلهما هما الاثنان في سيارة اسعاف على حده مُراد شعر برعشات جسده فكرت موت أخيه في صومعة هذه الأحداث جلبت الهَم في فؤاده ندم على حديثه معه ، على حدّته....على تجاهل اتصالاته ورسائله....يحمد لله كثيرًا انه عاد إليه...في الوقت المناسب.... مسح على يد أخيه سحبها وقبلها .......جورج.....بالنسبة إليه كل الأشياء الجميلة بغض النظر عمّ حدث في الأوان الأخيرة اهتّم به رغم الظروف رغم الصراعات ، عاش مراد في أحضان والده في ارض العِراق العريقة عاش فترة طفولته وحتى بداية مراهقته خلال طفولته احتضنته عمته بعد أن غادرت والدته الى موطنها الأصلي وانفصالها عن ابيه بسبب المعيشة الصعبة والحروب التي لم تنتهي في تلك الحقبة الزمنية! عانا.......وكثيرًا.......عمته لم تشعره بفقدان الأم لأنها أصبحت امه في تلك الأوضاع.......اغدقت عليه بالحنان الكثير والعطف الشديد....احبها...واحبتهٌ كـ ابنها .....لم تتزوّج حقيقةً ....لذا كانت متفرغه ومحبه لتربيته.....عاملته بِحُسن اخلاقها...وتربيتها......ولم يشعر في وقتها أنه بحاجة لوالدته التي تركت وراؤها أشياء كُثر أهمها هو! عاش بسعادة رغم الحروب القائمة ....رغم صوت اطلاق النار الذي يسمعه بشكل يومي...وصوت المدافع والقنابل...رغم بساطة معيشته......إلا انه وقتها سعيد....ولكن ما إن قُتِل والده امام عينيه بعد ان تّم اطلاق النار عليه في الشارع .......حتى تحوّلت سعادته إلى حُزن وخوف ورهبة.....وزاد عطف عمته عليه ....إلى ان أصبحت طريحة الفراش اثر مرض نادر وغير معروف......لم يفهم حالتها ......ولم يكن لديه القدرة وقتها في نقلها للمستشفى........ماتت...وبقي وحيدًا يصارع اوجاعه...يقاوم شعور الوحدة والخوف.......ولِأوّل مرة ......شعر انه بحاجة لوجود والدته......والده لم يقطع سبل الاتصال بها.....يذكر انه ناوله ورقة بها رقم هاتفها...وحتى عنوانها...ولكن لم يهتم لهذه الورقة إلا بعد أن فقد اشياؤه الجميلة.....اتصل بها....وبدلًا من أن تأتي هي...أتى أخيه ...وهنا ادرك أنّ لديه اخ.....يكبره بسبع سنوات.......فهم وقتها والدته على غير استعداد بالاعتناء بمراهق عانى الكثير في حياته......عاش هو وجورج معها في تركيا خلال سنتين فقط .... ومن ثم انتقلا إلى لبنان.....لأشهر ثم انتقالا بعدها ولفترة طويلة لبريطانيا .....وهناك اكمل تعليمه....وجورج اصقل شخصيته بأساليبه التي اعتاد عليها ....رباه اكمل تربيته على نحو مغاير لتربية عمته! ومن ثم رأى نفسه يخوض في اعمال مشبوهة بطلب من أخيه رفض...ولكن ....بعد مرور الزمن عليهما اعتاد على تلك الأعمال.....وبدأ يعمل بشكل خاص في أمور....حتى جورج وبّخه عليها وبشدة .....مرّت السنين وكبر واصبح رجل يافع...وجورج ....خسر حبه ...ومحاولته في الوصول لديانا...رسم خطته في الانتقام من الرجل الذي سرقها منه و....وافق مراد على ذلك.....ففي وقتها جلّ ما يهمه الاستمتاع في الحياة...وجني المال الكثير.....اغراء أخيه بملغ مادي وقدره ......إن نجح في اخضاع قلب نور وهذا نوع من أنواع التحفيز للاستمرارية في هذه الأمور الغير شرعية! ونجح.......تطوّرت الاحداث وزادت رغبة مراد في تكوين نفسه بنفسه دون تدخل جورج وعقَد صفقة فردية لوحده في تهريب المخدرات في السنة التي ترك فيها نور! وانقلبت عليه الأمور وتضخمّت ....بعد أن أفش احدهم خبر التهريب وإيصال معلومات خفية للشرطة حتى بها بدأت بالبحث عنهم والاعلان عن الأسماء كمطلوبين للعدالة! ...... خاف واتجه لأخيه ليوبخّه ويجبره على الهروب من البلد في اقصر وقت ممكن! : مراد شو عملت انتّا مجنون...إلت إلك ما تعمل شي ئبل ما تخبرني.....بِن هاد كزاب......بيستغل الناس الغبية متلك.....تهريبوا منّو مضمون......انا بعرفوا...كيف رِحت تعمل معوا؟ مراد بحيرة مسح على رأسه: لا تجلس تلومني...هسه اريد حل....بس...ما اريد اسمع شي ثاني.... جورج صفعه على وجهه دون سابق انذار: ئلت لك......ما تعمل شي من وراي ولا تخوني..... صرخ هنا مراد بجنون: آني ما خنتكككككككك.....حبيت اجرّب بس ليوم واحد .....اشتغل على كيفي...وعلى تصرفي...بدون ما اسمع إلك....بدون ما اقولك حاضر.......على امرك......على كيفك.......جنت اريد اسوي شي لنفسي...مو إلك انت..... جورج بنرفزة: ولم سويت شو صار؟ مراد شتت ناظريه عنه فتحدث جورج بعد أن أطال في التفكير: راح تطلع من هالبلد باسمك الحقيقي....... مراد بصدمة: شلون؟ جورج بهدوء: ديانا تقدر تطلّع إلك جواز.......عندها معارف في .. قاطعه بخوف: تعتبر ثاني مرّة تزوّر شخصيتي......جورج.... قاطعه الآخر: لا تخاف ما راح يصير شي وراح تكون آخر مرة......بس بدي يّاك تترك نور.... مراد ازدرد ريقه ونظر لأخيه: اطلقها؟ جورج بعصبية: مابعرف....بس ابعدها عنّك.....وتعّى لهون..... مراد بحيرة وقلق: اوك.....بس قضيـ قاطعه جورج : راح البّس القضية طارق كان سيتحدث ولكن رفع جورج يده صارخًا: تحرّك من هون...يلا... نظر لأخيه ثم خرج ............ فكر طويلًا كيف يبعدها عنه ....كان يريد أن يجعلها تكرهه......فحُبها واضح إليه....ضحت بالجميع من أجل ان تبقى معه تحت سقف واحد....كانت مندفعة جدًا في مشاعرها.....وهذا الامر اشعل في قلبه فتيل حُب بسيط ولكن اخمدهُ جورج بحديثه وتوبيخه......نفذ ما خططه في رأسه وهرب إلى الخارج ...حماه أخيه .....على حِساب سجن طارق.....وها هما الآن الاثنَين يدفعا ثمن فعلتهما قبل ست سنوات! .................................................. ............. . . . وصلوا إلى المستشفى.....اخرجوه من سيارة الإسعاف.....تناولوه الأطباء بسرعتهم في فتح باب الطوارئ وإدخال السرير ...سريعًا لغرفة العمليات.....احدهم يوجّه ضوء بسيط لعينيه...والآخر مشغول بحقنه بمضادات تمنع تسمم جسده.......وايدي كثيرة توصل لجسده الضعيف أسلاك دقيقة وضعيفة ذات سيّالات كهربائية بقيم معينة موصلة على صدره لتترجم نبضات قلبه ...... نبضه بات ضعيفًا والنزف مستمر......ازعاج .... المكان اصبح مزعجًا بعد ان اصدر الجهاز الخاص لتخطيط القلب طنين توقف قلب طارق! ! ! ! ضج الأطباء في محاولة إنعاشه.....بدوا بـ الإنعاش القلب الرئوي يدويا......لم يتسجيب فقاموا بصعقه كهربائيًا ليرتفع جسده بقدر بسيط من على السرير ويرتطم به بشكل هادئ ومخيف للقلب! . . لم يستجيب للمرة الثانية . . فصرخ احدهم لجلب ابره الأدرينالين، حقنوه مرت دقيقة .... دقيقتين .... وثلاث دقائق .... واربع حتى تلتها الخمس دقائق .... ثم......عادت نبضات قلبه تُسمع بشكل سريع من خلال الجهاز تنفسوا الصعداء الأطباء....ثم امرهم المسؤول بالبدء باستخراج الرصاصة من جسده بينما طارق وشعوره في هذه الاثناء......خوف....برد.....عجز.......يريد الحياة ولكن لا يعرف كيف.....يشعر أنّ هناك حاجز بينه وبين الحياة والموت وهو واقف في منتصف لا يعرف في أي وجهة يثبت ويتقدم إليها!...كما أنه....يعرف انه ظالم.......يعلم أنّ ايلاف ستتضرر بسببه....يريد فتح عينيه يريد التقدم للوجهة التي تجعله يستمر في الحياة ولكن ثقل جاثم على جفنيه....وحتى صدره يمنعه من التنفس بشكل طبيعي إلا بوساطة الجهاز.....ضجيج أفكاره متشربك ببعضه .....صورة أخيه ووالدته .....وايلاف تمر امام مخيلته بشكل سريع.........ومخيف..... عاجز........يريد النجاة.....هو على غير استعداد للموت...بانتقامه اصبح يشبههم.......اصبح مخيف......وقبيح...مثلهم تماماً .....استرخى........وكانه استسلم لايدي الأطباء التي تحاول بجلّ جهدها في اسعافه! .................................................. ............... . . . . كانت مترددة جدًا في الدخول للمنزل......من الواضح افراد عائلة هذا المنزل من الطبقة الامريكية المخملية! مسحت على شعرها عدّت مرات من شدّت توترها.......ازدردت ريقها....أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته ...دخلت إلى حديقة المنزل الواسعة ......ثم عبرت من خلال طريق طويل يؤدي بها إلى باب المدخل الرئيسي....وكان هناك رجل.....فهمت أنه الحارس الشخصي من وقفته ورسميته وبذلته! تحدثت بتردد وخوف(مترجم): اريد مقابلة السيدة لورين الحارس بتوجس(مترجم): ومن تكونين؟ نور اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها متوترة(مترجم): نور......جليسة أطفال.....اقصد.... دون ان تكمل وضعهيده على اذنه واخذ يضغط في منطقة معينة بخفة ثم همس بكلماته لم يأخذ إلا ثلاث ثوانٍ ثم فتح الباب قائلا(مترجم): تفضلي.... ابتسمت مجاملةً له، شعرت أنها ستخوض مغامرة في هذا المنزل......فقلبها حقيقة مضطرب....وجسدها كذلك....دخلت إلى الممر الواسع ...بجدرانه البيضاء والواح المعلقة على الحائط.....الواح...تدل على أي ديانة اهل البيت يؤولون إليها!.....فهمت انهم مسيحيين وربما من الطائفة الكاثولكية ايضًا! مشت بحذر إلى ان أتت إليها الخادمة مبتسمة آليًا اشارت لها وهي تردف(مترجم): تفضلي إلى غرفة الجلوس... وأشارت لليمين مشت نور وتبعتها الخادمة، فتحت لها الباب......ورأت لورين.....وربما هذا زوجها لا تردي ولكن من المرجح أنه هو! ابتسمت قائلا: hello نهضت لورين واقتربت منها ، وهي تنظر إليها بتفحص شديد وكذلك الرجل... (مترجم): اهلا..... ثم دعتها للجلوس ، جلست نور ونظرت لهم تحدثت بالتعريف عن نفسها (مترجم): انا نور...قرأت عن اعلانكم في موقع.... قاطعها الرجل وهو يرتشف القليل من مِمّ حرّم الله (مترجم): نعلم بذلك.... لورين لم تهتم له اردفت(مترجم): نور......مُنذ متى وانتي تعملين في هذا المجال... خافت من هذا السؤال ، خافت ان تفقد فرصة التوظيف نطقت بصراحة (مترجم): هذه اوّل مرة ضحك الرجل بسخف وارتشف مشروبه دفعة واحدة تنهدّت لورين وهي تقول(مترجم): آسفة.....لن استطيع توظيفك.....! نور بأحراج من نظرات زوجها ونظرات الخيبة المرسومة على وجهه لورين(مترجم): سيدتي...اعطيني فرصة...لأعمل لاسبوع .......اجل.....إن لم اكن ....كما تظنين....فـ قاطعتها لورين(مترجم): نور......انا لا اريد أي جليسة ّ....ابنتي...من النوع الصعب....وكونكِ اوّل مرة تعملين في هذا المجال اعلم جيّدًا لن تتحمليها.... نور بغصة شتت ناظريها عن لورين اذًا من ستهتم بها انثى ......لا تدري لماذا أتت سندرا في مخيلتها الآن! تحدثت بعد ان هزّت رأسها وكأنها تنفض صورة ابنتها عن ذاكرتها(مترجم): أنا .... وبتردد اردفت (مترجم): أنااا.....أأأم...... وبكذب حدّقت في عينين لورين(مترجم): اعرف كيف اتصرف مع الأطفال.... لورين بهدوء(مترجم): حقًا؟ الرجل بملل(مترجم): لا توظفيها......ابنتك ليست كسائر الأطفال...مجنونة بلهاء.....لن تتحملها ابدًا...بدلا من ان توظفي جليسات الأطفال....من المفترض ان توظفي ممرضة خاصة لها...او ... قاطعته لورين بصوت عصبي(مترجم): كيف تتحدث عن ابنتك هكذا.... نور شعرت بثقل الجلسة بينهما.... تأفف الرجل ثم خرج لورين بأحراج(مترجم): حسنًا سأعطيك فرصة....ولكن لأخبرك...ابنتي تعاني من مرض التوحد..... نور سكتت واكملت لورين(مترجم): أتمنى لو تستطيعين التفاهم معها ....والانسجام .....انا لا اريد ان اخضعها تحت أوامر طبية اكثر من اللازم....فحالتها مستقرة إلى الآن وبدأت بالتحسن كثيرًا....ولكن جليستها السابقة عادت لبلدها......و...كانت متعلقة بها....وتقاعست قليلًا....... نور شعرت بثقل الامر.... تحدثت لورين (مترجم): ستعملين هنا من الساعة الثامنة حتى الواحدة ظهرًا... هزّت رأسها نور بالموافقة ثم ولي اوّل مرة تصرّح(مترجم): لا تقلقي سيدتي فأنا ...شبه ممرضة....اقصد....طالبة...ولكن إلى الآن لم انهي دراستي....انتقلت إلى أمريكا لظروف....واوقفت الدراسة......فلدي معلومات طبية كثيرة لا تقلقي.... لورين باندهاش(مترجم): عظيم..... ثم نهض(مترجم): لو اردتي تعملي من الآن....فالمنزل مرحّب بكِ... نور ارادت ان ترى الفتاة..... لذا قالت(مترجم): حسنًا... لورين اشارت لها باتجاه الباب....ثم السلالم...اليوم لن تخرج لمزاولة عملها....ولكن بعد موافقة نور ستخرج! وصلا إلى غرفة الصغيرة فتحتها ...وكانت فتاة شديدة البياض .....شعرها اشقر....عينيها خضراوتين......جالسة في احدى زوايا الغرفة.......وفي يدها مكعب روبيك.....كانت شديدة التركيز على المكعب....تحركه بين يديها بسرعة......... تحدثت لورين وهي تقترب من ابنتها(مترجم): صغيرتي......هناك ضيفة تريد مقابلتك..... وكأنها منفصله عن العالم كله......لم ترد منها أي ردت فعل.....كانت منشغلة في ترتيب المكعب نور عندما راتها اخذت نفس عميق وحبسته في صدرها دون ان تزفره...... نور بهدوء(مترجم): دعيني اعرف بنفسي....سيدة لورين فهمت اشارت نور ونهضت لورين ثم همست في اذن نور(مترجم): سأترككم لوحدكما نور هزت رأسها بالرضى .....انغلق الباب عليهما....جلست نور على طرف السرير....نظرت لها.....لا تدري شعرت هناك شبه بينها وبين ابنتها...ربما جسدها الضعيف.....سكوتها الغريب.....لا تدري...ولكن شعرت بالغصة.....حقًّا كلما ارادت الهروب من جميع الأشياء أتت اليها دون ان تبحث عنها! اقرقّت عينيها.........كيف هان عليهما ان يقولا ماتت؟ كيف هان عليهما ان يجعلاها تكبر بعيده عن حضنها؟ هي متعجبة من اثارة مشاعر الامومة في قلبها فجأة! مسحت دمعة نزلت على خديها بسرعة........لا تريد أن تُسهب في هذه المشاعر....هي تذكرتها فقط بعد ان رأت هذه الفتاة.. ازدردت ريقها عندما نظرت إليها الفتاة.........حدّقت بنظراتها الشرسة إلى عينيها..... كان وجهه نور محمر....وارنبة انفها محمرة ايضًا..... ابتسمت في وجهها تحدثت (مترجم): مرحبا ...انا نور...سأكون صديقتك....هل تقبلين صداقتي؟ عادت الفتاة لترتيب المكعب .....واشاحت بوجهها عن نور...تنهدت نور...وبقيت ...تنظر إليها بصمت....لا تدري كم من الوقت مضى وهي تحدّق إليها ...ولا تدري لماذا ترغب في الاسهاب بالتحديق في عينيها شعرها...جسدها...يديها الصغيرتين.......لم تنظر لسندرا هكذا....وهي .....لا تدري هل نادمة أم لا على الهروب منها؟ انتهت من ترتيب المكعب......فجأة ودون سابق انذار سمعت الطفلة تقول(مترجم): اخرجي من هنا... نور بهدوء(مترجم): اريد أن أكون صديقتك.... سكتت الطفلة وعادت تنظر لألعابها الأخرى.....وانشغلت في لعبة تركيب الصورة المبعثرة! نور شعرت أن الامر سيكون صعبًا عليها ليس لأنه الطفلة مصابة بمرض التوحد لا.....لأنها ادركت انها ام....واليوم صرّحت بذلك علنًا... نهضت بتردد....واقتربت من الصغيرة وما زالت عينيها مترقرقتين ........شهقت لا اراديًا ....بعد اختناقها بالبكاء..... والتفتت عليها الطفلة وهي تقول (مترجم): هل تبكين؟ نور هزت رأسها بلا....تحاول ألا تتحدث ؟ إن تحدثت ستنفجر.... ولكن فاجأتها الطفلة بعد أن نهضت واقتربت منها واحتضنتها بكلتا يديها الصغيرتين لم تقترب كليًّا من جسدها حضن خفيف دون تلامس الأجساد وهي تكرر (مترجم): قبلت صداقتك...قبلت صداقتك.....لطفا لا تبكي.... اغمضت نور عينيها.....رفعت يديها بتردد في احتضان جسد الصغيرة لكي تقربها منها ولكن لم تفعل!.....ازدردت ريقها.....وبكت بلا صوت فقط جسد يرتجف حاولت أن تتحدث بهدوء وهي تكبح مشاعرها(مترجم): سُعدت بذلك حقًا ابتعدت الصغيرة بطريقة آلية ونظرت لألعابها(مترجم): سأكمل اللعب..... ثم ابتعدت عنها وعادت تلعب لوحدها وعادت نور تنظر لها بوجع الامومة ! ................ . . أحقًّا هُناك ما يُسمى بتأنيب الضمير؟ هل من المُمكن أن تستفيض الذكريات بأنينها؟ أيعقل النّدم يُمرض صاحبه ويوقع به على فراش الموت؟ لنفكر قليلًا مَن هو المسؤول عن الشعور بالندم هل نحمّل ثقل المسؤولية كاملة على اعتاق صاحبها أم نقسّمها على هؤلاء الذين صمتوا ليتستروا على الأمر، ولينهوه دون أن يفكرُّوا بعواقب الأمور؟! هو يحمّل نفسه الذنب كله ....واعتقلها في استرجاع الذكريات ...بشكل بطيء ومخيف......هو لم ينسى ما حدث طيلة السنوات الماضية هو بدأ يُجبر نفسه على اتباع أسلوب التناسي واللامبالاة حتى به عاش طيلة هذه السنوات محاولًا في اسعاد البقيّة ....فهو يشعر بالندم من ناحيتهم ومن طريق آخر.....يعلم أنه قسى على زوجته في تلك الحقبة الزمنية الماضية.....رغم أنها تحاول بكل جهدها اسعاده.......وامتلاك قلبه ولكن هو لم يتقبلها في وقتها...يشعر أنه مجبور على هذا الزواج ....هو نفسه لم يُشير ببنانه على الفتاة التي يُريدها...حقيقةً هي لم تكن خياره.....لذا لم يتوان في كسر قلبها في ذلك الوقت بالزواج من ديانا....تزوجها....شعر بالحُب .....بالعُشق...بتجدد الحياة....يشعر في كل يوم بتجدد طاقته وشبابه.......ولكن لم يستمر هذا الشعور....انقطع حبله بعنف خيانةٍ....غبية........وادرك هنا كم عانت منيرة ....وكم حاولت أن تفوز بقلبه وتظفر به....ولكن حينها كان الأمر صعبًا لأنه مرتبط بأمر القبول الذاتي......هو حقًّا لم يقصّر معها...ولكن ادم قلبها حزنًا.......بجفافه .....بعدم عدله في المعاملة معها....كان يعاملها برسمية......حتى انها تحاول عدّت مرات كسر حواجزها ولكن فشلت.....الحق بقلبها الضرر...ابكاها...ليالٍ طويلة.......ولكن بكى هو في حضنها بعد ذلك من شدّت قهر الخيانة لسنتين ...طلب مسامحتها.....وترجّى قلبها بان يفصح عنه......طوى صفحة ديانا ونورة.....من أجل أن يعوّضها ويعوّض أبناؤه ....عن تلك الأيام التي عاش فيها بطريقة حالمية وأنانية....ولكن لم يُدرك أنه دخلا في قسم آخر من معاني الأنانية بتخلّيه عن نور او كما اسماها نورة...لسنوات طويلة! ادرك أنّ الوجع.....بدأ يأخذ مأخذه في جسده كله، .....هذا هو عقابه لا يستطيع أن يُثبت العكس بعقله......ما يحدث له الآن.....تكفيرًا عن آثامه......شعور قوي يصرخ بداخله أنّ (نورة \نور) هي ابنته وليس كما اخبروه.....وحقيقة ً كان يشعر بذلك مُنذ ذلك الوقت ولكن وقع الخيانة....قهره.....حتى جعله يتخلّى عن جميع الأشياء التي ترتبط بحبه! حبه الصعب والسهل في الآن نفسه(ديانا) تلك الفتاة.....التي لم تحاول يومًا في استبدال حُب امير بيوسف...ولم تفكر في ذلك ابدًا! . . . هذه البداية........بداية مؤلمة على عائلته....والخبر نزل على الجميع بصعوبة تقبله.......كاد يدخل في مرحلة قاتلة ....ولكن ناصر وسعود انقذوه....قبل أن تتمكّن منه الجلطة البدائية.....سلِم منها.....ولكن وضعوه تحت الملاحظة.......انتشر الخبر سريعًا.......الجميع بدأ بالتشاغب عليه.....والخوف بدأ يدُب في قلوبهم.....وبدأت التساؤلات ما الذي حدث حتى يدخل في هذه المراحل المُميته ولكن ليس هناك جواب! شيخة لم تكف عن البكاء....ووالدتها لم تكف عن محاولة تهديتها......ناصر شعر بالذعر...من فكرة فقدان والده بينما سعود لوهلة شعر بتوقف الزمن به....صورة ابيه وهو يحاول التحدث بصعوبة.....وعدم قدرته على تحريك بعضًا من أجزاء جسده......وتكريره لقول (اشهد ألا إله إلا الله....)وبسبب ضيق تنفسه لا يستطع اكماله.....اشعل في فؤاده فتيل.....الخوف من الموت......وفكرة خسران الأب! الموقف عليهم صعب......ويوسف لم يتوقع أن يؤول حاله إلى هذه الدرجة..... ولكن عدّت هذه الأزمة لن أقول بلا خسائر ولكن الجلطة ما ان تأتي لصاحبها تُترك اثرًا وإن كان بسيطًا فهو مخيف للشخص الذي تعرّض لها! . . ممر المستشفى اصبح مليء بعائلة الناصي وعائلة العالي! ام سيف ما إن وصل إليها الخبر أتت لرؤية اخيها وغازي ندم لحديثه له شعر انه هو المسؤول عن جلطة أخيه! بينما سيف القوا على عاتقه حِمل تطمينهم خاصة بعد أن مسك حالته ..... اطمأنهم على وضعه الحالي قال: ماله داعي جلستكم هنا......خالي بخير....محتاج بس لراحة..... تقدم أبا خالد هو يشعر بثقل في قلبه: كيف وضعه؟ سيف فهم انه قلق بشأن أخيه : والله هو بخير.....عدّى مرحلة الخطر....والجلطة خفيفة.....والحمد لله ناصر وسعود تلاحقوه بالوقت المناسب...باذن الله ما راح تأثر عليه كثير.... اعتلى صوت شيخة بنبرة شهقتها اللاإرادية ....وحضنتها وقتها ام سيف.....وبقيت ام ناصر تلملم دمعتها وتكتم شهقاتها.... ناصر بخوف: طيب ابي اشوفه... تدخل سعود : وانا بعد... سيف بهدوء: ماقدر.....حاليًا مع العلاج أصلا نايم...ما نبي نسبب له أي ازعاج..... عزام نظر لأخيه ثم نطق: انا أقول الأفضل تأخذ اختك وامك وتمشون.... ام ناصر بصوت مهزوز: ماني ماشية....لين اشوفه.... جسار مسح على رأسه وهمس في اذن سعود: سعود الله يهديك هد......بسك لا تهز رجولك.....باذن الله خالي بقوم بالسلامة... سعود بنفس الهمس: شفته شفته ...كان بموت قدامي.... جسار وضع يده على فخذ سعود ليمنعه من هزها: اذكر ربك يا شيخ....قول لا إله إلا الله..... سيف برجاء وباحترام: يا خالة......والله انه بخير....اوعدك بكرا ادخلك تشوفينه.....الحين مثل ما قال عزام روحوا...البيت...جلستكم هنا مالها داعي أصلا..... ام سيف برجاء: خلاص جسار يمه وصلنا..... بو سيف بتأييد: روح وصلهم.....ولا تطلع من البيت خلك معهم..... جسار بهدوء: ان شاء الله.... ام سيف وهي تطبطب على ظهر شيخه: قومي يمه....قومي...ابوك باذن الله ما فيه شي..... ام ناصر نهضت وشجعت ابنتها على المشي.... الوحيدان اللذان سمعا بالخبر ولم يأتيا بندر وقصي!...بينما خالد اتى ومنع نوف من المجيء رغم الحاحها ورغبتها في الوقوف مع شيخة ولكن يعلم في الأوان الأخيرة صحتها لم تكن على ما يرام ولا يريدها ان تخضع لضغط كبير! كان في الدور الأرضي خرج لشراء الماء عاد....ونظر لجسار وهو يخرج وشيخة ووالدتها وعمته يخرجان معه نظر لجسار وجسار همس له بعد أن اقترب منه: سعود مو طبيعي تراه مصدوم من اللي صار لا تتركونه لحاله وهز رأسه وخالد تفهم الوضع...وذهب لناحيتهم.... قدم الماء لوالده ولزوج عمته ...ولعزام وناصر وخالد ....وكذلك سيف... جلس بالقرب من سعود الذي يهز رجليه بتوتر تحدث بهدوء: سعود...ماله داعي هالتوتر....سيف قال انه عدّى مرحلة الخطر قول الحمد لله ....واذكر ربك سعود بتنهد: لا إله إلا الله... بو سيف بهدوء: ناصر يوليدي.....دام ابوكم تعبان من فترة وعنيد ما يبي يروح المستشفى ليه ما قلتوا لنا....ليه ما اتصلتوا وعطتونا خبر.... ناصر : والله يا عمي....عمي غازي ما قصر وحتى عمي بو سلطان....اصروا عليه....وراح كذا مرة ودايم يقول ما فيني شي....بس بالفترة الأخيرة....ما هو على بعضه.... كان سيرد عليه ولكن اتى بو سلطان بوجه مصفر وهو يقول: وش صار على اخوي! نهض له أبا سيف وامسكه بيده التي ترتجف: اذكر ربك....بخير.....والله انه بخير... بو سيف تعجبه صداقة إبراهيم مع أخيه يوسف...صداقة لا مثيل لها.....في السراء والضراء! : تطمن يا بو سلطان.......يوسف عدّى مرحلة الخطر... بو سلطان جلس على الكرسي وناوله خالد بعد ان سلم عليه علبة ماء تحدث: وش اللي صار؟ سيف كان مضطر للذهاب للمكتب لأمور عمله قال: تطمن الحين هو بخير......هدوا من نفسكم.....وطمنوا قلوبكم ......خالي والله انه عدّى مرحلة الخطر وبخير...كل اللي محتاج له الحين الراحة....ودعواتكم... ثم نهض : عن اذنكم... ثم غاب عن انظارهم عزام بهدوء: سعود ارجع البيت ..... سعود بسرحان: ما نيب راجع خالد نظر لعزام ثم قال ناصر بهدوء: ارجع عشان امي وشيخه....انا بظل هنا ...... سعود : جسار معهم.... خالد اخذ نفس عميق: ما يصير كذا يا سعود... عمي بخير......لا تاكل في نفسك كذا..... بو سيف: قولوا الحمد لله ربي عداه الشر وسلمه من هالجلطة.... تمتموا بالحمد.... ثم همس أبا سلطان لابي خالد: بسبب اللي خبرك جاته؟ بو خالد هز رأسه: ما فيه شك...اي... بو سلطان بنفس عميق: مادري وش اللي قلب حاله.... بو خالد بسرحان عميق: ضميره.... ناصر التفت عليهما وبشك قال: عمي صاير شي بالشغل....ومكدر خاطر ابوي؟ بو سلطان فهم مغزاه: لا والله وانا ابوك...كل اموره طيبة وما فيه مثلها...وانت ادرى بهالامور.... ناصر بجدية: ابوي مو طبيعي ابد.....وانا عارف مخبي شي علينا...وجالس يفكر فيه لوحده....وانا خايف عليه بصراحة.....لا ياكل ولا يشرب....وحتى النوم ما ينام الا اربع ثلاث ساعات.....ضغطه كله مرتفع.....حاس فيه شي... بو سيف بهدوء: لا تجلس توسوس يا ناصر....هذا امر الله...... سعود بتأييد: أي له فترة وحالة منقلب..... بو خالد نظر لهما لفترة مطولة إلى متى ؟ سيبقى السر مدفونًا إلى متى؟ بو سلطان لتهدأت الأوضاع: يمكن مضغوط من الشغل.....وهالشي وارد..... خالد : طمنوا نفسكم بس وهدوا واتركوا عنكم وساويس الشيطان.... عزام: ما فيه إلا العافية.......لا تفكرون كذا.......هذا قضاء وقدر..... بو خالد بتردد وبهدوء ليقطع الشكوك: هو يحاتي اختكم.... بو سلطان سريعًا التفت عليه وهزّ برأسه بمعنى (لا تقول) بينما سعود وناصر بتعجب اردفوا بنبرة واحدة: شيخة؟ بو خالد تنهد وصد بوجهه عنهما بقول: اختكم نورة! بانت الصدمة على وجوههم......وخالد وعزام قوّسوا حواجبهما مرّ وقت طويل على ذكر هذا الاسم....حتى بات منسيًا لا يعني شي بالنسبة لهم......نسوا حقيقةً أنّ لهم قريبة تدعى بنورة.....نسوا حتى كيف كان شكلها ....ولكن لم ينسوا لون عينيها المتغايرتين!! سعود لا يتذكر حتى شكلها هي تكبره بسنة واحدة ولكن يعلم ان لديه اخت تدعى نورة ولكن لا يدري ما الذي حدث لها حتى انه يظن انها توفت! بينما ناصر يذكرها ....يتذكر ملامحها جيّدًا ازدرد ريقه : اختي نورة؟ سعود نهض من على الكرسي: مو هي ميته.... بو سلطان تمتم : استغفر الله... بو سيف نظر لبو خالد: مو هو يطمن عليها ومأمنها عند أمها؟....ولا صار لها شي....وجاه الخبر واصدمه؟ لا يُريد أن يدخل في متاهات اسألتهم التي ستكشف لهم الحقيقة ولكن نظر إلى زوج اخته فهو لا يعلم بحقيقة ما حدث بأدق التفاصيل ولكن يعرف هناك حرب نشأت بين يوسف وديانا ادّت بهما إلى الطلاق واصرارها في اخذ ابنتها دعَ يوسف بالتنازل ولكن يظن انه ما زال على التواصل معها من أجل الطفلة! بو خالد بحشرجة صوته اختنق من ذكريات كثيرة تناثرت عليه في وهلة قصيرة يعلم تلك المسكينة لا ذنب لها في خيانة والدتها ولكن لا يُلام أخيه.... ففي ذلك الوقت دخل في حالة صدمة واختلال فكري أدى به في اتخاذ هذا القرار القاتل للقلوب! : لا ....... أبا سلطان ما زال ينظر للوجوه المنصدمه ومنصت لحديث أبا خالد الذي اكمل : سالفة طويلة.....مو وقتها أتكلم فيها.... سعود بحيرة : عمي ....كيف....انا اللي اعرفه... ناصر نظر لأخيه وقاطعه: ما ماتت عمر ابوي ما قال انها ميتة .....يا سعود.... عزام التزم الصمت وكذلك خالد يشعرون بالضياع والتخبط فيما يسمعانه بو خالد : اذا قام بو ناصر بالسلامة نسمع منه كل شي بو سلطان فتح عينيه بدهشة هل يريد أن يقتل أخيه؟ فمن الواضع فضول سعود وجمود ناصر لن يتركا مجالًا للسكوت بل سينهملان بالأسئلة لمعرفة سبب ما حدث لأبيهم وإن كانت نورة السبب ماذا حدث لها؟ لكي يقع على وجه مظلمًا هكذا! بو خالد اشاح بوجه عنهم ومشى خطوات بعيدة عن انظارهم ومازالوا يراقبونه بصدمة! لا ينكر اثقل على أخيه بالحديث ولكن .......ودّ لو يتحدث بصراحة عن هذا الامر دون ان يُراعي أي شعور تجاه أخيه....هو لم يُعطيه الفرصة للتحدث...وإن تحدثا اختلفا وذهب كلًّا منهما في طريق الصراع النفسي! الأمر ليس هيّن.......ليس هيّن ابدًا تنازله هكذا عن ابنته اوجع بها قلوب كثيرة لن ينكر انه حاول بشتّى الطرق أن يُعيد أخيه لوعيه ويتمسك بها ولكن لحظتها يوسف كان منهارًا لا يريد أي اثرًا لديانا تركه على ما يهوى ويريد ولكن لماذا بعد كل هذه السنوات عادوا إلى النقطة نفسها التي تركوها بلا حلول وبلا أي استنتاجات منطقية! رفع رأسه لينظر للسقف وبنبرة موجعة لمن يسمعها: الله يرحمك يا بوي! . . فقد تذكر كيف فرح وسعد بهذا الامر بعد أن اخبرهم يوسف انه بدأ بإجراءات الطلاق....سعادته كانت مُخيفة.....كلماته كانت ثقيلة لو تسمعها ديانا لن تتقبلها! كان سعيد لدرجة لم يتساءل فيها لِم تركت ابنتك؟ لِم جعلت والدتها تأخذها كل ما قاله :افتكينا من شرها...الله لا يعودها لا هي ولا بنتها! . . مسح دمعة خانته بالتسلسل على وجنتيه لتعبث بلحيته التي امتلأت بالشعيرات الصغيرة ذات اللون الأبيض! مسح على وجهه....واخذ نفس عميق ثم دخل إلى الخلاء! ............................... . . . . الخبر لا يعلم كيف يُفرحه أم يُحزنه؟ مع هذه الأوضاع اخافه وجعله يتساءل بشكل جنوني ومتردد للطبيب ليستوعب ماذا يُعني؟ يُعني أنّ الأمور ستبدأ بالتعقيد أكثر سيُرهقهُ الأمر ومن الممكن سيعوده لهاويته الذي خرج منها في هذا اليوم! هذا يُعني انه سيكذب كثيرًا ، والمخيف أنّ اول ما نطق به بعد اسيقاظه : بدي نور! هذا الأمر زاد من إضرابات قلبه.....بعد أن اخبره الطبيب بإفاقته ...وطلبه لرؤية ابنته كما قال له اثقل عليه امر الذهاب إليه ولكن ترك جولي وسندرا وذهب.... لم ينقلوه من غرفة العناية المشددة ما زال تحت مراقبة شديدة يريدون أن يطمأنوا اولًا على علاماته الحيوية......وامور كثيرة قبل ان يقرروا في نقله لغرفة أخرى! . . دخل إلى الغرفة مشى بخطى ثقيلة ، يعلم أمير يفهم ماكس إن كان صادقًا أم كاذبًا يستطيع كشفه وماكس يشعر بالثقل كيف سيفهمه أنه حاول بشتّى الطرق لحمايتها حتى كان يحميها من ظلها ولكن فلتت من يديه فجأة ، كان عليه ألا يسمح لمراد بإقناعها في الذهاب لأمير كان عليه أن يوقف تمرّد وتدخل مراد رغم أنه أعانه في أمور كثيرة ولكن اليوم يشعر بالتخبط والخوف من كل شي... . . وصل إلى السرير.....كان امير ينظر للسقف... ووجهه مصفر.....باهت....عينيه لامعتين بالموت! اجل لا حياة بهما.....جسده اصبح ضعيف ونحيل...شكله يُوحي بأنه فزع خائف.....ربما بعد ان افاق من الغيبوبة ادرك الأمور من جديد واستوعبها بثقلها كلها لتجمده هكذا! . نبضات قلبه المنتظمة الصادرة من الجهاز هي الوحيدة التي تبرهن وجوده على قيد الحياة ولكن شكله ووضعيته في الاستلقاء لا تدل إلا على موته ....إلى الآن لم يصدر منه أي صوت.....ولكن صوت تنفسه تارة يُسمع وتارة لا خاصة بعد ان يكرر عملية الشهيق....ولكن المخيف انه لم يزفر هذا الهواء ابدًا! . . اقترب ونظر لوجهه اكثر تحدث بالإنجليزية (مترجم):sir…. امير بصوت ضعيف للغاية وبه بحّة مُخيفة : فين نور؟ ازدرد ريقه ماكس ، فرك أصابع يديه ببعضهما البعض تحدث بهدوء بعربية مكسرة ومخلوطة : بتعرف......ما زالت على ... قاطعه امير بعد ان حوّل ناظريه عليه: سمعت صوتها.......كانت تكلمني وتبكي وهي موجوعه..... ماكس ظن انه رآها في منامه ولكن في الواقع أمير يشعر بجنونه يشعر انه شعر بها حقيقةً لا حلم ولكن وقتها شعر بها وكأنها سراب عجز عن لمسها وعن رؤيتها ولكن صوتها يتردد في رأسه بشكل فوضوي ومشتت وغير مرتب ومعروف ولكن ادرك انها تتألم تحدث ماكس: هي بخير....لا تتعب حالك....هي ما عمره إجيت ....لك.... سكت أمير......وحديث ماكس أوقع في قلبه ألمًا آخر.....اما زال اعترافه لها يؤلمها؟ أما زال الأثر لم يبهت ولم يتبدّل؟ بكى ، حقًّا بكى بدموع وصوت مخنوق......جعله يتنفّس الهواء ويدخله إلى رئتيه بصعوبة بعد أن يكح عدّت مرات أخاف ماكس واخذ يطبطب على يديه : سيدي.....ما تضغط على نفسك....هي بخير....لا تبكي.... أمير وضع يده على عينيه لا يريد أن يرى شيئًا غير الظلام ذلك الظلام الذي ادخلا هو وديانا فيه نور.....بلا حق منهما! ديانا دخلت في اوساع الظلام ونور......دخلت في اعماقه المُخيفة بسببهما...وهو اصبح ما بين الظلام والنور يرى كلتاهما غارقتين ....وهو واقف بين تلك الحواجز عاجزًا عن نجدتهما! تحدث بضعف: بدي اسمع صوتها.....أنا متاكد هيّا منّا بخير.... ماكس شدّ على يده وتحدث بصوت مهتز: بس بحكي معها واقنعها ......راح....خليها....تكلمك... أمير نظر للسقف اخرج نفسه للنور...وعاد بالنظر إليه ازدرد ريقه محولًا سؤاله إلى سؤال آخر: كيفها لسندرا؟ ابتسم ماكس وطبطب على كف يده ليخفف جزء بسيط من ألمه هالنفسي: بخير....بدها...تشوفك.... أمير ابتسم وارتجف جفنيه في الآن نفسه معلنًا عن سقوط دموع كثيفة مصدرهما الألم! ماكس اكمل : راح ........بكرا...بخليها...تجي هون... حرك رأسه أمير برضا تام...وبقي ماكس معه يطمأنه ولكن أمير ما زال مضطرب وخائف... . . بينما جولي بعد ان علمت بإفاقته شعرت بالسعادة ولكن خافت كخوف ماكس ماذا لو عرف بهروب نور ماذا سيحصل؟ هذه العائلة مشتتة ، وغارقة في اوساع التخبط الحياتي الغريب.....والأكثر ألمًا أنّ تلك الصغيرة تدفع تخبطهم جميعًا بشكل مؤلم......فهي بعيدة عن والديها ....بعيدة عن حقيقة تلك العائلة.....التي ستكشف يومًا عن انيابها الموجعة لتخرسهما في جسدها وترعبها ......وربما تخل باتزانها لتصبح نسخة مصغرة من والدتها.... نظرت إليها بعد أن أتت تحمل بيدها قلم ودفتر .....جميلة ....وبريئة......ولكن دفعت ثمنًا كان لا يجب عليها أن تدفعه...... ما إن اقتربت مسحت على شعرها....وتحدث بالعربية: البسي النظارة... هزّت سندرا رأسها بعند جولي : حبيبي....لازم...يلبس ...نظارة.... سندرا كتفت يديها وبعند طفولي: مابدي شوف حدا.... جولي بتعجب : ليش؟ سندرا زمت شفتيها بقول: ئلت إلك....آ وَانت.... قاطعتها جولي: بليز احكي عربي... سندرا عادت تزم شفتيها اكثر جولي اقتربت منها: شوفي؟ سندرا قوّست حاجبيها لتركز بناظريها على وجه جولي: بدي شوف امير....ونور.... سكتت جولي لا تدري لماذا تكرر تريد رؤية والدتها التي تركتها في عواصف الاحداث المرّة جولي مسحت على شعرها من جديد: أمير راح تشوفيه ..... سندرا : ونور؟ جولي سكتت سندرا وكأنها فهمت الإجابة نهضت ثم دخلت الغرفة بينما جولي كانت تنظر لها بتعجب ، هل شعرت أنّ نور والدتها ام ماذا ؟ حقًّا لم تجد تفسيرًا لكل ردات فعلها نهضت وهي تقول بصوت شبه مرتفع: سندرااااااااا...... . . . التردد ما بين القبول والخضوع لأمور أُجبرنا في الخوض فيها بسبب ما يُحيطنا من عوائق كثيرة ! قررنا الخوض فيها لتخلصّنا من مشاكل ظنناها صعبة ومخيفة ولكن بتمسكنا في خيوط النجاة التي ظننها(مخرجًا) لكل هذا أصبحت مخرجًا لأمر ومدخلًا لأمور لم نتوقع يومًا الخوض فيها...هي لم تقرر على اجبار قلبها في الخضوع في الحب ولم تجبر عقلها يومًا على تقبل حياتها معه سواءً كانت سيئة أم كانت جيّدة ولكن اقنعت كلًّا من قلبها وعقلها على الهروب من مواجهة المشاكل التي تركت على جسدها آثارًا! هي الآن لن تنكر أنها تعيش قرار اتخذته مجبرة ولكن كانت مقتنعة فيه ولم تدرك عواقبه نظرت لنفسها في المرآة ، تشعر بثقل ما يحدث ويدور حولها...تقبل والده للأمر سريعًا مخيف....وخطّتهما في إتمام الأمور امر يخبرها بجديّة قرارها الذي اتخذته مسبقًا مسحت بديها على شعرها الرطب وارجعته للخلف .....نظرت لجسدها.....كانت ترتدي كعادتها بجامة ذات طابع طفولي! شدّت بالقميص لتلصقه على بطنها وتمسكه من الخلف نظرت لبطنها أحقًّا تحمل بداخلها طفلًا؟ مسحت على بطنها وشعرت برعشة تتسلل إلى أعضاء جسدها كله ازاحت يديها سريعًا ونظرت لوجهها تحدثت كالمجنونة: يمه.....يبه.......تزوجت....مسيار......اجبرت نفسي .....اني اتزوج.....اني .....احاول اتقبل الرجل إلّي دخلته في حياتي ....بس عشان ....اوقف المشاكل لأني تعبت.......حاولت ما أأذي احد.....عشان ماحد يأذيني بس صار العكس.....اللي اخذته طيب.....حنون...حبني.....بس مابي اصير..... سكتت ثم ترقرقت عينيها بالدموع لتكمل: مسؤولة عن أي احد......ابي اشيل مسؤولية نفسي وبس....واعيش بهدوء....بعيد عن المشاكل لأني..يمه.....تعبت....وأحس.. خايفة....خايفة من حياتي.......ودي لو ترجعون لي أنتي.....وابوي.... مسحت دموعها برجفة أصابع يديها: يبه.......تكفى ارجع لي......شيل هالخوف مني ....طمني بكلامك.....قولي قراري صح ولا غلط.....قولي .... ثم انهارت باكية : يمه......انا حامل.....يمه......احس اني ضايعة.....احس قراري غلط....احس اني تسرعت....يمه ....يمه...احس.... سكتت، واخذت تنظر لنفسها بنفس متسارع بقيت على هذا الحال لمدة دقيقة ثم مشت لناحية السرير رمت نفسها على السريري، ودفنت رأسها تحت الوسادة وبكت....تشعر بالعجز ....تشعر بالشتات وعدم فهم الذات....التذبذب الذي تعيشه ناجم عن ما عشتهُ سابقًا تحدثت ما بين شهقة وأخرى: رحتوا .....تركتوني.....ليش رحتوا...ابيكم انا......انا من دونكم...ولا شي.....اغلط......واجد.....قراراتي....كلها غلط....من بعدكم انا ضعت......... ثم قرفصت رجليها لتجعلهما قريبتَين من بطنها وهي تبكي : حاملللللللل....بصير ام.....ام فاشلة........ما تعرف تحب.....ولا تعرف تكره....ضعيفة.....الكل ياكل حقها وهي ساكتة......هذا يضربها....وهذيك تهددها......والكل بس يبي فرصة.....عشان يأذيها..... شدّت بيديها على الوسادة وهي تكمل بهذيان جنوني: قصي بيكرهني......بيجي يوم....وبيكرهني مثلهم.........خالي.....زوجة عمي....عيال خالي.......كلهم يحبوني لم كنتوا بس انتوا موجودين متوا....وكرهوني صاروا يبون يفتكون مني....حتى هو ....بيكرهني....بس اجيب له الطفل بيكرهني.....مثلهم.........انا وحده ما انحب.......ولا تعرف تحب.....اعرف احبكم انتوا بس.... بكت لدققتين دون تحدث . . ثم قالت : حتى محمد لم حسيت احبه..........كرّهتني فيه امه.......احس كرهته عشانها تضربني.......كانت خايفة عليه مني ........وكأني يا يمه .....مجرمة....عاقبتني.....اتركت على جسمي اثر....والحين ....تعاملني ولا كأنه صار شي....عشاني بس تزوجت.....وعمي......هم يبي يفتك مني لو ما يبي ما كان وافق على قصي من الأساس........يمه انا ضااااااااااااايعة......ضااااااااااايعة يمه.......والله ضاااااااااااايعة.... بكت ، صرخت ...انّبت ضميرها.....وبخت نفسها ....تشعر بالفقد والاشتياق لوالديها تشعر أنها غير قادرة على ان تعيش بلاياهما هذه الاحداث الذي ظنّ قصي انها ستفرحها ترجمة لها أمور أخرى مخيفة وأثارت استنتاجات مرهقة لها! . . . .... بينما هو قرر أن يقاطعها ولكن لم يستطع....لا يريد ان يكون مثلها تمامًا في العناد لأنه ادرك سيخسر في لعبة العنِاد هذه لذا تنازل عن رّد الصّاع لها فهي بكلا الحالتين غيابه عنها يُريحها وهذا ما فهمه وأخافه لذا لن يبتعد سيحاول أن يتفهم وضعها ويُمسك بيدها ليخرجها من ظلام ما تفكر به! لذا اتى اليها ليطمئن......فتح الباب....اغلقه وكالعادة الشقة بأكملها هادئة...... تحدث ليعلن عن وجودة ولكي لا يخيفها نادى: مُهره.... سمعت صوته .....ونهضت من على السرير سريعًا كالمقروصة راكضة لناحية الخلاء.....دخلت وهو دخل إلى الغرفة سمع اغلاق الباب تنهد، ونظر للسرير.......كان مبعثر.......نظر للوسادة التي سقطت منها بعد نهوضها السريع.....ووقعت انظاره على بقعة ...لا تدل إلا على دموعها على ذلك الفراش.....تنهد بضيق وفهم أنها هربت لكي لا يراها وهي على ذلك الحال....لذا طرق باب الخلاء: مُهره اجابته دون تردد وهي تمسح دموعها وترشح وجهها عدّت مرات: بطلع..... ارشحت وجهها عدّت مرات من جديد اخذت نفس عميق...حاولت ان تسيطر على نفسها....فتحت الباب ولم تنظر إليه ولكن هو نظر لها بنظرات متفحصة وادرك من خلال وجهها المحمر وإلى تبهدل شعرها وسرعة تنفسها انها فعلا باكية كانت ستمشي ولكن سدّ الطريق عليها نظرت له : وخر.... قصي سكت، ونظر لعينيها لم يتحرك ، لذا مشت ودفعته قليلًا بيدها وجلست على السرير سحبت هاتفها لتعبث به ولكن اتى وجلس بالقرب منها قائلا: ليش تبكين؟ مُهره دون ان تنظر له وبصوت مبحوح: على حظي ..... ابتسم رغمًا عنه قصي سحب الهاتف من يديها قائلًا: متوترة؟ مُهره تحاول أن تظهر قوتها : ليش ان شاء الله؟ قصي : من كل شي..... مُهره سكتت تحدث بهدوء: ما فيه شي يخوف ولا له داعي هالتوتر.... مُهره بجدية : ارتباطنا بشكل ابدي ببعض غلط.... قصي تنرفز منها أكملت : قصتنا قصيرة يا قصي.....ليش تحاول تخليها طويلة! نهض من على السرير حديثها منرفز للغاية لن يسكت انفجر وهي يُشير لها: ما نيب حقير ولا نيب ولد(.....).....عشان ما يكون عندي لا ضمير ولا إحساس.....واتركك في نص الطريق وانتي توّك بنت ماعرفت من هالدنيا إلا الشي البسيط......... ابتسمت ابتسامة جانبية تنّم على السخرية اكمل: مُهره انا واحد أخاف الله مابي اظلمك.....وغير كذا....حبيتك........واقتنعت فيك......ليش مو قادرة تستوعبين هالاشياء هذي....ليش احسك مو واثقة فيني......يمكن صدق أكون السبب في عدم هالثقة بسبب معامليتي لك بالبداية .......بس أنا انسان مانيب ملاك اغلط........وهذا انا اعترف لك بغلطي واطلب منك السماح بعد...... ترقرقت الدموع في عينيها ، شعرت بالاختناق حكّت ارنبة انفها سريعًا لتداري شعورها المشتت نهضت وابتعدت عنه ولّت بظهرها عنه لتردف بصوت محشرج : قصي.....انا خذتك عشان هدف واحد.......يمكن تشوفني انانية في هالهدف وما دري كيف أصلا تحقق رغم اني ظنيت راح تكون فيه عقبات كثيرة من اني ارتبط بهالطريقة بس سبحان الله.......قراري وضّح لي قد ايش اهلي يحبوني ويعزوني.......وتحقق هدفي ....وابتعدت عنهم وعن اتهاماتهم ومشاكلهم.....اخترت هالطريق عشان ارتاح......واريّح نفسي وجسمي....فجأة لقيت نفسي... فهم الجزء الآخر مما ستقوله لذلك لم يمهلها في قوله اتى سريعًا خلفها واحتضنها من الخلف وقبّل كتفها وهو يقول بندم: تكفين لا تكملين......مُهره....... قوّست حاجبيها وشدّت على اعصابها ، مستنفره منه ولكن شد عليها ليثبتها في مكانها ويكمل : ما نكر كنت مسوي بيني وبينك حاجز ومعاملك معاملة ما ابي احط لها عنوان! اغمّضت عينها وانسابت دموعها بقهر اكمل بصوت موجع : لكن وربي ما كنت راضي عن نفسي احس اللي جالس اسويه غلط....بس مثلك زواجي منك كان لهدف ...ابي اثبت ......لأهلي اني قادر اسوي اللي ابيه...بدون تدخل منهم...بس طلعت غلطان....كان المفروض أتقدم لك رسمي بدل هاللخبطة....... ثم ابتعد عنها ولفها لناحيته رغما عنها ليرى دموعها واحمرار وجهها ليكمل: اثنينا متساوين في الهدف....واثنينا انانيين يا مُهره........ مُهره بغصّة وبجفن يرتجف للأعلى وهي تقول: اوجعتني! قصي رقّ قلبه امسك يدها وقبّلها بلطف: سامحيني! مُهره وكأنها حقًّا وجدت لها مخرجًا لتصارحه بكل الأشياء: اوجعتني حسستني إني رخيصة.......ما كنت فاهمة شي....رميت نفسي بهالزواج ...وانا عميا.......صدمتني وكرّهتني بنفسي..... قصي فهم رسالتها بدأت وكأنها تُذكّرَه بما فعله بها في بداية زواجهما وعلى أي مبدأ كان يُعاملها وهذا الامر بدأ يأكل قلبه من القهر من نفسه! طبطب على يدها ونظر للسقف تاركًا لها المجال للفضفضة : واكثر شي احس دمرني ....وخلاني احس جد اني شي ما يسوى لم رجعت للرياض بعد غيبتك.....و.... انخنقت في عبرتها بترت جملتها التي ستكسر قلبه اكثر ولكن تنفس الصعداء حينما بترتها واكملت : اوجاعي كثير......اوجاع من اهلي......وجع اشتياقي لأمي وابوي.......هو لو بس .....لو بس ما ماتوا ....كان انا بخير..... شد على يدها واقترب منها قليلًا: استغفري ربك..... سحبت يدها منه ونظرت لعينه: قصي انت ما تعرفني.....وانت ما تحبني انت اعتدت على وجودي بس......ومعرفتك بالحمل يمكن هي اللي حفزتك انك تعلن الزواج.... قصي بنبرة انكسار: لو مرة بس احسني الظن فيني؟ اخذ نفس عميق ليردف: شكلك نسيتي اني قلت لك راح اعلنه قبل حملك ...... مُهره ازدردت ريقها: مابي لا زواج ولا حمل ولا عيال.....ابي أعيش لوحدي وبس..... قصي اقترب منها فهم عمق جرحها منه وجرحها من حتى أهلها لا يعرف كيف يواسيها تحدث بهدوء: الوحدة شينه.....والنفس تبي الانفس معها......ماحد يتمنى يعيش لحاله وكانه مقطوع من شجرة .... مُهره نظرت له برجاء وبنبرة خانقة: تكفـ.... رفع يده ليوقفها عن الحديث: انتي تكفين وثقي فيني..........افهميني .......عطي نفسك فرصة تشوفين الحياة من جانب ثاني.......تكفين....مُهره.....لا تحرقين نفسك في فوضاوية تفكيرك هذا....... بكت واقترب اكثر واحتضنها ، لن تنكر انها بحاجة لهذا الحضن وإن اوجعها ذات يوم ولكن هي بحاجة إليه شدّت عليه بيديها تحدثت بشهقة: ابي امي وابوي.....قصي احس خايفة....قلبي يوجعني.... طبطب على ظهرها ومسح على شعرها تسللت رعشات جسدها إليه فهم مُعانتها ....تعيش في صراح نفسي ما بين الماضي والحاضر.....اصبحت مجوّفة من الداخل بسبب الآهات التي اطلقتها مسبقًا دون ان يشعر بها احد كانت تبحث عن الأمان .....اهداها الأمان بمقابل شيء اشعرها برخصها والآن اشعره بحقارته! شدّ على جسدها بيديه وكأنه يريد ان يمتص منها هذا الخوف ويخبرها بأسفة همس: اسم الله على قلبك ...... مُهره اغمضت عينيها وكأنها تريد الهروب ، الهروب في حضنه ونسيان كل الأمور السيئة التي حدثت همست له: علمني كيف أعيش بدون ذكريات..... شعر بانفلاق قلبه، ربما تقصد في جملتها هذه ذكرياتها مع والديها وما حدث بعد وفاتهما مع أهلها ولكن هذه الجملة كسرت قلبه لأنه سريعًا ما اتى في عقله ما فعله بها ببداية الزواج شد عليها شعر باختناقه لم يهتم في الماضي بمشاعرها ولم يُدرك انها انسانة تشعر وتحس .....كان يفرّق غضبه فيها...يأخذ حاجته منها...يخرج...دون ان ينظر لحاجتها......دون ان يسمع لِم يضايقها.....لم يكسر الحاجز......حاجز الرسمية ......ابدا...لم يكسره...ولم يتوقع يومًا انه سيقع في حبها.....ولم يتوقع انه سيتورط في عشقها......ندم......ندم على انه احدث جروح للتراكم على جروحها القديمة... مسح على شعرها وبكت هي اكثر ترك لها المجال في البكاء وحمد لله انه لم يعاندها في المجيء لها هي حقًّا بحاجه إليه ولكنها لا تعترف بذلك وتظن لو بقيت لوحدها سيكون الأمر افضل مما لو كان هو بقربها ولكن لن يترك لها مجالًا بعد اليوم في البقاء لوحدها وإلا ستجن ! .......................................... . . . انتهى الدوام........لم تتقبلها...لم تشاركها الحديث....لم تدعيها للعلب معها.....تركتها كما تريد....وبقيت في الزاوية تحدّق فيها........ليزداد وجعها! سلبوا منها الأمومة على منطق الحماية! ابعدوها عن المسؤولية على مبدأ التخفيف عنها! وقتها كانت صغيرة للغاية كان عمرها ما بين الخامسة عشر او السادسة عشر! كانت مراهقة طائشة .......ادخلت نفسها في متاهات حُب طائش وعناد وكسر قوانين مخيفة ......جرّبت أمور سواءً كانت مباحة ام لا وهي في عمر صغير حتى بها جنّت من ورائها الشعور بحركة جنين في بطنها......بألم الولادة ......بألم الخيانة.......بألم الغدر......اوجاع على اوجاع.......تراكمت عليها لتدخلها في عواصف الآلام النفسية فكانت ردت فعل ديانا وأمير ابعادها عن كل الأشياء التي تذكرها في مُراد والتي كانت تعرفه بشخصية (بهاء الدين) طفولتها كانت مليئة بـ التنمر......مليئة بالصعاب .....بعدم قبول المحيط الذي تعيشه.....اشياء كُثر كوّنت شخصيتها الانحيازية ما بين التذبذب والعناد والقوة والممزوج بالجبروت! ولكن رغم كل هذه الأمور كان عليهما ألا يقررا بدلًا عنها! تنهدت بضيق مشت على الرصيف ربما هذه المرة ستهرب من هذه الوظيفة التي ستجلب على عقلها الكثير من الذكريات والتفكير لن تتردد في الهروب من كل الأشياء التي تحزنها لأنها لن تسمح بعد الآن ان تتجرّع نوع آخر من الاحزان ! قطعت الشارع الأول سمعت رنين هاتفها سحبت الهاتف من مخبأ بنطالها أجابت: هلا إيلاف : خلصتي؟ نور حدّقت لمن حولها وهي تمشي: أي ...الحين بجي الشقة ايلاف دون مقدمات: اشفي صوتج؟ نور : ولا شي ايلاف سكتت ثم قالت: طيب.......تعالي تغدي معاي.......في مطعم سُلطاني..... نور اضحكها الاسم فجأة: هههههههه ايش......شالاسم؟ تنكتين صح؟ ايلاف ابتسمت على ردت فعلها: لا عاد هالمرة للأسف ما انكّت ...... وبنبرة غضبت: تعالي يا حـ.......يوعانه حدي...... نور مشت بخطى متسارعة : من جدك فيه مطعم في أمريكا بهالاسم؟ ايلاف : صاحبة سعودي تبيني اروح له أقوله...... حضرت نور مو عاجبها اسم مطعمك....عفيه غيره عشانها؟ نور : وجع وجع كلتيني......ارسلي اللوكيشن وبجيك..... ايلاف : تراه قريب من الشقة نور بنرة حادة: طيب رسلي اللوكشن بلا لعانة.... ايلاف ضحكت : هههههههههههه انزين.....لا تتأخرين والله يوعانة حدي...... نور ضحكت بخفة: هههههه باي.... . . . أغلقت الخط......وبعد مرور عشر ثواني تلقّت الرسالة .......اوقفت سيارة أجرة اشارت له بالمكان المنشود لم تأخذ سوى عشر دقائق للوصول إلى ذلك الحي نزلت من السيارة نظرت لوجهة المطعم . . . . رفعت رأسها وقرأت الاسم ((Sultani Restaurant)) . . ابتسمت ثم دخلت .......ودارت بعينيها على الموجودين عندما رأتها إيلاف نهضت من على الكرسي وأشارت لها حتى بها مشت لناحيتها رأت امامها صحون كثر ومن الواضح انّ إيلاف بدأت بالأكل لذا ضربت على كتف ايلاف بخفة وهي تقول بصوت اشبه للهمس: وجع في بطنك يا كـ..........ما نتظرتيني.... إيلاف لم يهمها تناولت لقمة جديدة: تأخرتي... نور وضعت حقيبتها جانبًا على الطاولة: كذابة....أم بطنين..... إيلاف توقفت عن المضغ وتحدثت متفاجأة: آمبيه .......تعرفين كل المصطلحات العامية العربية....... نور ضحكت على ردت فعلها اشارت لها: بلعي لقمتك....بس.....لا تفشليني قدام الناس.... بلعت ايلاف لقمتها وشربت من كأس الماء ثم اقترب مستندة بيدها على اطاولة: صج صج شلون جذه كأنج ساكنة بالسعودية .......ومو عايشة برا من سنين..... نور مسحت على شعرها يوترها هذا الحديث اردفت : مادري ...يمكن عشاني كنت اتابع مسلسلات عربية كثير......ويمكن عشاني عشت سنين هناك حتى لو كانت بسيطة اكيد بتترك اثر.... ايلاف هزت رأسها بتفهم ثم تساءلت بحماس: ما قلتييييييي شسويتي؟ نور اخذت ملعقة وبدأت تأكل من الرز الذي أمامها: ولا شي.....بترك هالشغلة ماحسها تناسبني.... ايلاف قوّست حواجبها: وليش ان شاء الله تهدينها هو عندج وظيفه غيرها عشان تهدينها بارده مبرده؟ نور بلعت لقمتها ولكي لا تسهب في هذا الحديث: ما رتحت للأهل... ثم بلعت اللقمة ولتغير مسار الحديث: الله وش يسمون هالطبخة؟ ايلاف فهمت انها تغير الامر لذا لم تحبذ أن تطيل الامر ستتحدث معها في وقت لاحق قالت بحده : كل شيء تعرفينه جات على هالطبخة..... تركت نور الملعقة على الصحن ليصدر صوت قليلا ثم قالت: جالسة تحسديني.... ايلاف نظرت لمن حولها ، اصواتهما ملفتة للأنظار تحدثت بهمس: مينونة الكل يطالع.... نور ابتسمت : أمانة من متى تهتمين للي حولك؟ ايلاف اخذت لقمة من جديد مضغتها سريعا لتردف: صاجة ما عمري اهتميت.... نور ضحكت بخفة وبجدية: هههه صدق عاد وش اسمها؟ ايلاف : برياني.... نور مضغت لقمتها وهي تردف: واضح واثقة في هالمطعم انه حلال....ولا ما كان خذتي راحتك في الطلب.... ايلاف ضحكت : ههههههههههه والله من ييت أمريكا وانا اطفح من اكلهم ......دلني عليه طارق......صاحبه طالب سعودي يدرس اهنيه .....واظن اسمه سلطان بعد...... فموثوق دام صاحبه عربي.....ومسلم .....خلاص أمّنت.... نور ضحكت: هههههههههههه زين لقيتي لك من اللي ما يحرمك عن الاكلات اللي تحبينها.... ايلاف : أي والله... نور بهدوء تساءلت: ما شفتي طارق؟ ايلاف توقفت عن الاكل شربت القليل من الماء: لا......واحمد ربي الف مرة اني ما شفته.... نور طبطت على يد ايلاف وبحنية: انسي.... رفعت ايلاف يدها الأخرى على يد نور طبطبت عليها: قولي لي شنو صار بالضبط واضح انه صار شي مكدر خاطرج... نور بلا مقدمات تنهدت: راح أكون مسؤولة عن بنت تعاني من مرض التوحد ايلاف بتهم: مالومج لو تركتي الوظيفة الوضع اكيد صعب.... نور شتت ناظريها: موع شانها مريضة... ايلاف انشد انتباهها هنا وبدأت تنظر لنور بشك: أيل؟ نور بشتات: مادري احسها تشبه ساندرا......وحسيت انه... ايلاف نظرت لها بتمعّن تريد ان تكمل، تفصح عمّ بداخلها ولكن للأبد ستبقى نور كما كانت عليه ولكي لاتدع هذا السكوت يطول قالت بمرح: أمبيه سندرا تشبه عيال الأجانب....يعني حلوة مو مثلج تخرعين....كأنج ينّي..... ضحكت نور وهي ترمي على وجه ايلاف بعضًا من ورق الخس : حيوانة..... ايلاف مسحت على وجهها لتمسح قطرات الماء من عليه ثم اردفت: انزين شلون يعني بظلين جذه لا انتي قادرة تجاوزين شي من اللي صار لج وتشتغلين ولا انتي قادرة تدرسين بسبب اوراقج الرسمية اللي موعندج..... نور بحسم الامر: بداوم خلال هالاسبوع بس وبعدها بقول لهم ورفعت يدها: باي..... ايلاف كملت: وبعدها اكلي تبن....وقعدي بالشقة لا شغل ولا مشغلة... ثم اردفت بشكل سريع وحماسي: شرايج تشتغلين عندي تنظفين الشقة وتطبخين واعطيج.....راتب.... نور تجاريها في هذا الخبال: كم بتعطيني؟ ايلاف بتفكير وهي تكتم ضحكتها: دينار كويتي.... نور قوّست حاجبيها : كم بالدولار؟ ايلاف تحاول ألا تضحك سكتت نور : حيوانة والله .......اكيد مبلغ ولا يسوى..... ايلاف ضحكت: هههههههههههههههههههههههههههههه نور باحراج: قصري صوتك والله لا يجون ويطردونا.... ايلاف هدأت قليلًا ثم قالت نور بجدية: بدوّر على شغل من جديد....... ايلاف : اعتقد هنا يبون عاملات..... نور : متأكدة؟ ايلاف : والله مادري بس اذكر ذاك الأسبوع شفت اعلان عن شي مثل جذه..... نور عادت تأكل: لخلصنا نسألهم كملي اكلك عشان نروح الشقة احس ابي انام تعبت.... ايلاف تأيدها: أي والله تعبت وايد اليوم نور بانسجام مع الاكل: اكلي....اكلي....عشان نروح نخمد...... ايلاف وهي تمغض لقمتها ضحكت بخفة: وربي عليج كلمات تخليني اشك انج عشتي في أكسفورد لسنوات طويلة نور وهي تغلط طريقة ايلاف في لهجتها: آمبيه عاد...سكتي لا اطعنج بالملعقة.... ايلاف بجنون: يمه يمه على الحجي الكويتي.... نور ضحكت بخفة واكملت اكلها دون ان تعلّق كلتاهما تحاولان التخفيف عن بعضهما البعض كلتاهما تحاولان نسيان مسببات جراحات القلب تحاولان النظر للحياة بعين أخرى للاستمرارية في الحياة وبطريقة مختلفة وربما جنونية ! بينما هناك في تلك الزاوية لم يشعروا بوجود شخص من خلف الأبواب الزجاجية يلتقط لهما الصور بشكل متكرر وعشوائي ثم غادر مكانه بشكل سريع دون ان يُلفت النظر! ........ . . . تريد أن تراها لا تريد ان تترك ابنت عمها وهي على هذا الحال تعرف حساسية ونعومة مشاعرها وتأججها بشكل سريع ومتناقض تفهم عقليّتها كثيرًا تحدثت معهما : حرام عليكم خلوني اروح لها.... الجازي بهدوء: نوف....وش تروحين....خالد كلّم بندر وقال له عمي بخير...ماله داعي تروحين... نوف ضربت برجلها على الأرض: ابي اوقّف جنب شيخة اكيد الحين منهارة... بندر خرج من المطبخ: بكرة اوديك لها.....الحين روحي نامي بس..... نوف : قسم بالله مالكم داعي....خلوني اروح لها..... بندر رمقها بنظرات حاده: اتصلي عليها وتطمني سالفة اوديك لها...ما نيب موّديك...... نوف بغضب: قول كذا من قبل.....خلاص اترك السواق اجل يوصلني... الجازي نهضت : قلنا لك روحي بكرا......لا سوينها سالفة الحين.... نوف تأففت بينما الجازي صعدت لغرفتها نوف بانفجار: وبعدين تعال قولي.......شمسوي لها انت؟ بندر كان يرتشف من كأس الماء عندما قالت كلمتها كح ونظر لها : وش قصدك؟ نوف اقتربت منه: تعاملها بأسلوب جديد....وكأنك تقول لها وأشارت لها بيدها: باي! بندر ابتسم رغمًا عنه هل كانت تفضفض عن صدّه لها وهي السبب الأول والأخير في ايقاظه على امر كان مغمض عينيه عنه : مالك شغل.... نوف وضعت يديها على خصرها: لا حبيبي لي شغل ونص حتى لو انك اخوي ما راح اسمح لك تكسر قلبها..... بندر بحده: قصري حسك لا تسمعك الجازي.... نوف بسخرية: عادي خل الكل يعرف انك عاشق وش فيها.... بندر : جنيتيييييييي؟ نوف : لا بعدي ما جنيت.......بندروه شيخه تراها حساسة انتبه تكسرها....وربي اكسر لك راسك.... بندر بغضب: شكلك ناسية انك تكلمين اخوك الأكبر منك يا نويّف نوف بنبرة خوف وجدية في الآن نفسه: انا بس احذرك.... بندر أشار لها: انا أقول روحي طسي نامي احسن ما افصل عليك..... نوف بتأفف: بروح اكلمها أصلا.... بندر بتصريح : لا تتصلين بكلمها انا... نوف سكتت ونظرت لوجهه قوّست حاجبيها وبشك: تكلمها؟ بندر بلل شفتيه: عندك مانع؟ نوف بقصد قالت: عادي تقولها في وجهي كذا يعني؟ لا يريد أن يخوض معها في هذا الحديث يعلم الامر غير محبب وغير لطيف في مجتمعه ولكن حقًّا هو يريدها ولا يستهين بمشاعرها او يتلاعب بها بندر جلس على الكنب: أي عادي... نوف لتقهره: اجل حتى انا بروح اكلم حبيبي دام صرنا فري....وكل شي ينقال على بلاطة من يوم ورايح بصير واثقة من نفسي ......وبتكلم بِلا حدود! بندر ارعبها بنظراته وبصوت خشوني حاد: نوووووووووووووووف اخذت وضعيت الاستعداد للهرب وصرخت بخوف: والله امزززززززززززززززح ثم ركضت على عتبات الدرج... بينما هو ابتسم على ردت فعلها ، حقًّا نوف قادرة على النصح......على ايقاظ الأمر على الأمور....وعلى تغيير مزاجه واسعاده ......بطبيعة شخصيتها .... سحب هاتفه واتصل عليها... . . . . كانوا في الصالة جالسين .....ما زالت ام سيف ترسل كلمات الاطمئنان وجمل التفائل لهما : قولي الحمد لله ربي دفع عنه الشر وسلمه من هالجلطة.... ام ناصر: الحمد لله... ام سيف بتنهد: وانتي يمه هدي عمرك ولا تبكين....وقومي اكلي لك لقمة وروحي ارتاحي... شيخة نهضت وفي الآن نفسه رن هاتفها وهي تقول: ان شاء الله ام ناصر التفتت عليها: من يتصل؟ شيخة نظرت للاسم ازدردت ريقها وبكذب: نوف.... ام يوسف: ردي عليها وطمنيها وقولي لها تطمن الجازي ..... شيخة : ان شاء الله عن اذنكم ثم اجابت ..... بينما ام ناصر قالت: يا نجلا اخوك مو طبيعي......اللي صار له كله من التفكير...... ام سيف بهدوء: هو قال لك صاير شي في شغله ؟ ام ناصر بتنهد وسرحان: شكله يفكر بالماضي...وحن قلبه.....على ... قاطعتها ام سيف بعد ان استوعبت ما تعنيه منيرة: لا تحطين شي بذمتك اخوي مسحها من حياته للأبد يا منيرة...... ام ناصر ترقرقت الدموع في عينيها: القلب يحن لو ايش..... ام يوسف طبطبت على كتفها: والله قلبه مكسور منها..... ام ناصر نظرت لعينيها: قلبه حن على بنته اللي تركها.....من صدمت اللي صار.... سكتت ام سيف....شعرت بقشعريرة تسللت في جسدها : نورة؟ هزت رأسها بالتأكيد ثم أكملت: ما ينام...وفكر فيها.....ولوم نفسه بصوت ....يكفرني ماسمعه....الشوق لها ياكل من صحته...... ام سيف ببهوت: قصدك ضميره اللي ياكل منه.... وبتنهد: وش اللي طرى عليه وذكّره فيها.... ام ناصر ولي اول مرة صرّحت: خطوبة سلطان لشيخة... ام سيف بعدم فهم: شلون؟ ام ناصر بحشرجة: شيخة كانت رافضة......وهو اعطى بو سلطان الموافقة...بس انا ضغطت عليه بالكلام.....وجبت طاريها...له...وقلت لا تسوي فيها مثل ما سويت في اختها....ومن هالكلام......و... ام سيف قاطعتها: ذكرتيه فيها... هزت رأسها أكملت ام سيف: ان جيتي للحق اخوي غلطان.... ام ناصر بقهر: اغلاط اخوك كثيرة..... ام سيف : ما صفح قلبك عنه.... ام ناصر بهدوء نظرت لها: لو ما صفح ما قدرت أعيش معاه.......بس اثر الجروح ما نمحت......وحنينه لبنته ذكرني بالماضي ......يا نجلا....اللي صار لي بالماضي مو شي سهل.... ام سيف لتهدأ وضعها: انسي الماضي ولا عاد تطرينه......وقولي الله يقوّم يوسف بالسلامة .... ام ناصر بسرحان: آمين! .............. في الغرفة تحدثت بنبرة باكية: خايفة يموت... بندر خرج لحديقة المنزل المتواضعة: وش هالحكي لا تفاولين على عمي.....كلمت خالد وقال لي انه بخير... شيخة مسحت دموعها: عمري ما تخيّلت راح اشوف ابوي ضعيف ......ومنكسر ويتوجع ...كذا.... بندر بمواساة: قولي الحمد لله ربي عداه شرها... شيخة تمتمت: الحمد لله..... ثم انتبهت لشعار أبعدت الجوال عن اذنها ثم اعادته: نوف تتصل.... بندر ابتسم: حيوانة تعاندني... شيخة بعدم فهم: شصاير بعد... بندر : مقهورة اني ما وصلتها بيتكم.......وكانت بتتصل عليك وقلت لا تتصلين انا بتصل عليها... شيخة ضحكت بخفة: ههههه ....طيب ليش ما جبتها؟ بندر بجدية: نوف تعبانة....... شيخة بخوف: جد؟؟؟؟ما قالت لي بندر بهدوء: هي عمرها ما تصرّح بهالشي........ودايم تخبي عنّا تعبها...وتحاول ما تبيّن ألمها.....ما حبيت اجيبها لك وانا عارف انها بتبذل جهد تخفف عنك....وهي أصلا تعبانة.... شيخة بخوف: لا تخوفني بندروه شفيها؟ بندر بتنهد: سكرها هالاسبوع مو منتظم......يا انها تاكل من ورانا سكريات كثيرة ومن هالخرابيط يا انه نفسيتها صفر وجالسة تبيّن لنا العكس...فنحاول نبعدها عن كل شي يسبب لها ضغط نفسي بدون ما تحس.... شيخة اجتمعت الدموع في عينيها: عمري هي والله.... بندر ابتسم رغمًا عنه: طيب وانا... شيخة مررت جملته وهي تقول بجدية: دايم نوف ...تحاول تسعد اللي حولها وتفكر فيهم ولا تفكر بنفسها.......وانا بعد ما قصرت ما غير اتشكّى لها في الأوان الأخيرة... بندر بضحكة: هههههههههههههه طبعا تشكّين لها مني صح......لا تحاولين تنكرين واضح شيخة ضحكت بخفة ومسحت دموعها التي انسابت على خديها فجأة: هههههههههههههههه طيب دامك عارف يا حيوان ليه تسأل؟ بندر بهدوء: شيخه.... شيخة : نعم... بندر بجدية: من يوم ورايح أي شي يصير بينا لا قولينه لها خلي بيني وبينك فيه خصوصية.... شيخة بهجومية وبطريقتها المعتاد عليها: تخسي والله.......نوف هذي اختي...ماقدر يحكني لساني لو ما أقول لها شي.... بندر انفجع من حديثها ثم انفجر ضاحكًا: هههههههههههههههههههه ثم قال بنفس هجومها: شلون اجل قدرتي تخبين عليها من يكون حبيبك ؟ شيخة : بصعوبة والله حسيت بموت...... بندر : حسبي الله بس.......ههههههههه.....يعني كل شي تقولونه لبعض ما فيه اي خصوصية....يعني بالمستقبل ....راح... قاطعته بهجوم: جب جب .....عارفة وش بقول يا وصخ... بندر ما زال مبتسمًا وسعيد جدًا انه استطاع تغيير مزاجها سريعًا: والله تفكيرك الوصخ........طيب دايم كل شي تقولونه لبعض....نوف قد قالت لك تحب... شيخة بفجعة من السؤال وبدفاع: شدخلللللللللللللللك؟ بندر ابعد الهاتف من على اذنه : وجع وجع .....فجرتي اذني..... ثم اردف: ليش هالانفعال... شيخة : وانت ليش تسأل خاف من ردت فعلها حقيقةً حاول أن يكون هادئًا : يمكن اللي تمر فيه بسببه.... شيخة بجدية: شوف خلني أكون صريحة ....نوف ما تفضفض ....واللي فهمته منها ما تعرف تفضفض أصلا هي تعرف تسمع وتعطي نصايح وتطقطق بس......وسالف تحب ذي شيلها من راسك....نويف تكره اللي لهم علاقات.....واصلا قبل لا تعرفك كانت تستحقرني على غباء قلبي على قولتها.....وما ظل نصيحة ما قلتها لي تبيني اتركك بس لم عرفت انك انت .....ما صارت ترمي علي حكي..... بندر سكتت، فعلا اخته من النوع الكتوم......بعكس الجازي تحدث: يعني ما فيه امل تحب.... شيخة : ريّح بالك نوف ما تعرف احد......ولا تحب احد......وتراني مثلها...بس حسبي الله عليك....خربتني.... بندر بضحكة عالية: ههههههههههههههههههههههههههههههههه بالله من اللي خرّب الثاني؟ هااا.... شيخة احمر وجهها: وربي انت........خليتني طايشة ......وشجعتني اكلمك.... بندر بنبرة خادعة تدل على معنى الزعل: لا تحسسيني بالذنب..... شيخة مسحت على شعرها: ذنبي في رقبتك... بندر بصدمة: حيوانة....... شيخة بهدوء: المهم.....شكلنا مطولين .... بندر سكتت فهم ما تعنيه حقيقةً كان سيتكلم مع والده .....ولكن ما حدث اخرسه كلما أراد التحدث في الامر حدث امر آخر يسكتهما بندر بتنهد: ما تدرين وين الخيرة فيه.... شيخة تحولت مشاعرها إلى اللين والعاطفية اكثر: بندر تحبني؟ بندر ضحك بخفة: هههههههه بالله كم مرة سالتيني هالسؤال؟ شيخة ابتسمت: ماذكر سالتك إياه بشكل متكرر بندر بجدية: في هذي صدقتي ...... شيخة عادت على مشاعر الهجومية: لا ضيّع السالفة جاوبني.... بندر بحده خفيفه ومائلة للمزح: لا بعد اطلعي لي من الشاشة وخنقيني.... شيخة بهبال: لا ليش اخنقك اطلع احضنك.....شرايك؟ بندر بجراءة لكي يخرسها عن هذا الجنون: لا بوسيني.... شيخة بنفور وصوت شبه عالي: يا وصخخخخخخخ.... بندر عاد للضحك اعتاد على مزاجها المتنوّع ومشاعرها المتداخلة ومصداقية حديثها معه طيلة الفترة التي يتحدث فيها معها قال بهدوء: لو ما احبك ما تحملت مزاجك الشين هذا......ومشاعرك المتناقضة اللي تصير في الثانية الوحدة.... شيخة بعصبية: حيوان........اجل خذها مني انا اكرهك.... بندر : ههههههههه أي لدرجة رفضتي سلطان بس عشاني.... شيخة بتحدي: هيّن ......بس.....اصبر علي...والله لآخذ سلطان....واحرق قلبك..... بندر لم يستطع ان يهدأ من ضحكه: ههههههههههههه اوووووووه......هد اللعب يا بو متعب....لا تتعب قلبنا.....تو استقر مكانه وهجد.... شيخة بسخرية: أي صر عاقل......تبن.... بندر بضحكة وتصريح من قلب: ههههههههههههه احبك يا مجنونة ههههههههه ربي لا يحرمني منك.... شيخة احمرّت وجنتيها ولكن حاولت ان تكون طبيعية قلّدت صوته: ولا منك! . . . النظرة الأولى ، والهمس الذي يقود الواعي للانفصال عن العالم الواقعي للذهاب إلى خزعبلات وعودٍ غير مرهونة بإثباتات حقيقة! ذلك الشعور الذي ينتشلك من الاحزان مدعيًّا أن يكون سببًا في جعلك سعيد لمدى الحياة هو ذاته الشعور الذي تمحوّر في قلبها تحت مسمى العُشق وعدم القدرة على تجاوزه! انقادت إلى هذه المشاعر، حتى انضربت منها ضربًا مبرحًا خسرت نفسها ما بين هفواته...وفقدت نفسها في عُتمته ونتج عنه ذنب من الغير ممكن محيه ! إيلاف ذلك الذنب الذي لا تستطيع ان تُنكر انها غير قادرة على محيه كما محت اثاره! تتمنى دومًا موتها لدفن ما تبقى من السر تكرهها، لأنها تذكرها بحادثة اغتصابها في وحدتها المظلمة تكرهها لأنها تذكرها بصدق مشاعرها الذي نمت بين ثنايا صدرها.... تتمنى موتها بمقابل نجاتها! ولكن لم يحدث شيء منهما! سماع صوته بعد هذه السنوات اخلّ باتزان تفكيرها اشعل في فؤادها فتيل الخوف، فتيل الكُره ......والازدياد في الدعاء بأخذ روح تلك المسكينة من هذه الحياة للنجاة! صوته اشعل في فؤادها ألم ، وأنين .....مشت بخطى بطيئة اتجهت لذلك الصندوق والذي يحمل بداخله ذكريات ميّتة ولكن لا تدري لماذا تحتفظ بها؟! فتحته نظرت لذلك العُقد نظرت لفص الفيروز السماوي اللامع! خفق قلبها، وازدردت ريقها الاحتفاظ به يُعني خيانة لزوجها ولكن لا تدري لماذا احتفظت به اوّل هدية لها من جورج! لن تنسى كيف كان رومنسيًا، ولطيفًا في حديثه لن تنسى بعده وقُربه في الآن نفسه عندما أراد أن يُلبسها إيّاه لن تنسى ذلك الشعور..... الشعور بالخوف والحُب معًا! تمنّت لحظتها ان تتوقف الدقائق والثواني شعرت انها محظوظة كونها فتاة حظت بقلبه ولكن سرعان ما تحوّل كل شيء إلى رماد وتحوّل هذا العُقد الذي يرتجف بين يدها إلى ذكرى مأساوية لا تنم إلا عن الخِداع... خدعها وورطها ....ثم رماها على رصيف أمنيات الموت! شهقت ببكاء......ثم ....شدّت على العقد حاولت قطعة ولكن لم تستطع....فبكت اكثر.... ثم جثلت على الأرض....شهقت ما بين دموعها .....وفجأة انفتح الباب عليها..... نظر إلى حالها هرع إليها سريعًا وجثل على ركبتيها امسك اكتافها نظر لعينيها وبخوف: دلال.......اشفيج.....احد من اهلج صار له شي؟ دلال....نظرت لعينيه الخائفتين.....لمشاعر الحب المتأجج منهما .....لنبرته......ارتجفت شفتيها...... واحتضنته ....خائفة من ان تخسر (حبها الحقيقي)احبته....حقًّا احبته....وشعورها معه مغاير لشعورها مع جورج....ادركت....مامرت به .....ليس حُبًا وربما كان تحديًّا لا تدري ولكن شعورها مع زوجها الآن هو الحُب والعشق ...وإن كان ذلك حُبا هذا هيامًا لا تستطيع الانفصال عنه ....هي أنانية .......خائفة من ان تخسر هذا الحب.....ويستبدل بالكره ......ان لم تقضي على جذور ماضيها الأسود مع جورج وتلك الجذور ما هي إلا ايلاف ايلاف التي إلى الآن لم تندم على تركها......وتعاتب سرًّا اختها بالتضحية واخذها لتربيتها تمنّت لو فُضح امرها وقتها بدلًا من كل هذا! فلو افتضح الآن ....لن يكرهها زوجها فقط بل أبناؤها وعائلتها وحتى مجتمعها! وهي غير قادرة على تحمل هذا شدّت عليه تردف : خايفة..... شد عليها وطبطب على ظهرها: من شنو؟ دلال اغمضت عينيها بقوة: من كل شيء يا مشعل من كل شي... ابعدها عن حضنه ونظر لعينها الجوزاء ذات الرموش الكثيفة والمليئة بالدموع: صاير شي في شغلج؟ هزت رأسها بلا ازدردت ريقها ثم اردف: أيل شنو صاير لج؟ دلال بكذب وبصوت مبحوح: حلمت حلم يخوّف... مشعل ابتسم رغمًا عنها: ما اظنج ياهل عشان تخافين وتنفزعين جذه.....لا جذبين علي شنو فيج..... كانت ستبرر بحديث آخر ولكن طُرق الباب قطع عليهما بصوت ابنتها الطويل: يمه.........يلا...تأخرنا وايد خالتي سعاد اتصلت تقول بنتغدى بدونكم.... مشعل بصوت : انزين الحين راح ننزل.... ثم نظر لزوجته: قومي جهزي نفسج ولردينا من هالزوّارة قولي لي كل شي.... هزت رأسها بهدوء ثم نهضت ودخلت الخلاء وهي تحاول كتم انين الماضي بداخلها! .. . . . . . في منتصف الليل....مع هدوء الانفاس النائمة......وسقوط الثلج على مدينة برلين......سكنت انفس المرضى ولم يعد هناك صوت لأنينهم في الممرات .....بينما نفسه كان منتظمًا ......خرج من العملية .....دون خسائر كبيرة ! الأجهزة كثرت لتتصل بجسده.....بينما الانين والألم سكنا من وخز خلاياه..... شعر بفتح باب الغرفة عليه يشعر بمن حوله بشكل جزئي وبشكل غير مرئي شعور مخيف.......ويُعجزك عن التركيز..... فجأة شعر بقرب ذلك الجسد منه.......شعر بيدين متجهتين لنزع الاكسجين عنه.... رفّا جفنيه للأعلى ......بألم.....بعد ان طبقّت تلك الايادي على رقبته.....وحاول ان يفتح عينيه كليًّا ليرى الفاعل ولكن....... . انتهى . . قراءة ممتعة تحياتي شتات |
|
|
06-27-2020, 05:23 PM | #27 |
البارت الواحد والعشرون . . . . . . تتكرر شهقات الألم ، ويتبعه بعد ذلك زفير الخوف من لحظة تطبيق أيدي الموت على مجرى التنفّس للاستمرارية في العيش ....في تلك اللحظة لحظات الندّم تتلو على صاحبها ما فعله سابقًا....لتتركهُ يعج بضجيج محاولاته في النجاة ولكن بِلا جدوى! ....... شعر للمرة الثانية أنّ الموت يتخطف بصره وسمعه ونفسه هو ضعيف.......وخائف....والألم يزداد بألحانهِ المعذّبة للفؤاد من شدّة حركته نزف جرحه......وفتح عيناه على الآخر وحدّق في وجهه من يحاول قتله...... حاول أن يُبعد يديه بيده الضعيفة ما بين شهقة وأخرى تحدّث بشكلٍ متقطع : إ...يـ...لـ....ا....ف... . . وازدادت طبقته على عُنقه وتعرّق جبينه دموعهُ انسابت على خديه لا زال قلبه مقهور مما حدث..... تحدث بكره: لا تطري اسمها على لسانك القذر......موت.....موت....... . . زادت حركة طارق على الفِراش.....شعر بالتنمّل يعود لجسده كله.....اعاد بشكل متقطع مخيف : إيـ.....لـا......ف.... شهق بشكل متتالٍ ادمعت عيناه وسقطت على جانب رأسه اكمل عبارته المتقطعة: بـ....يـ...ق..تـ....لو....نـ.... صرخ الآخر : وآني بقتلك........باخذ حق اخويا منك.... ارتخت يدي طارق من شدها على يد مُراد واستسلم للموت اغرقّت عينيه بالدموع ...وما زال يكرر ببهوت اسم ايلاف... تحدث مُراد بضياع وعينين دامعتين ومحمرتين: خليت اخويا عاجز......عقب اللي سويته بيه.....ما راح يمشي........بسببك انت......انت.... رفّ جفن طارق للأعلى.....ليعلن احتضاره امام عينين مُراد الغاضبتين ارتخت يده من الشّد على عُنقه واخذ يهز طارق من اكتافه وفي اللحظة نفسها طارق استعاد نفسه بشكل مخيف جعله يشهق ويكح ....ويبكي في الآن نفسه! مُراد : تريد تذبح بنته بعد......تريد تذبحها..... طارق يُريد التحدث يُريد شرح أمور كثيرة ولكن مُراد يعصف به بغضبه دون أن يترك لهُ مجالًا في الحديث صرخ مراد: ما راح اجتلك......بس راح اخليك تذوق مرارة الموت.....ومرارة محاولاتك من إنك تعيش......اريد اشوفك تتعذب قدام عيني وآني اباوع فيك ببرود.......راح اخليك تعاني مثل ما خليته يعاني..........ما راح اسمح لك تعيش بهدوء.... ثم وضع له الاكسجين....وكاد يخرج ولكن طارق شد على يده وهو يتحدث بصوت هامس من شدّت الألم: مُراد..... مُراد نفض يده منه......وكان سيخرج ولكن تحدث طارق وعينيه تدمعان : احمي ايلاف......إإدواااارد......إدوااارد....ببببيذبحها. ... مُراد وقف مكانه ونظر إليه لم يفهم شي.......هو مصدوم مما سمعه من الطبيب .......انسالت دموعه على خديه وبلا وعي خرج من الغرفة....وبقي طارق ينظر لسرابه وهو يكح وهو يبكي بدموع وبلا صوت . . بينما مُراد بعد أن خرج من الغرفة .....نظر للممر بعينين باهتتين .......مسح على شعره عدّت مرات ...ازدرد ريقه ......وبدأ يفكر......ما حدث لأخيه عقوبة؟ أم نتيجة لانتقام طارق منه...لا يدري.....لن يراه في جبروته بعد الآن؟....سيبقى على كرسيه مدى الحياة.....سيبقى يتألم...لأنه اوجع قلوب كُثر أهمها قلب طارق الذي انتصر بانتقامه عليه!......سحب رجليه من الممر.....ونظر لظله.....الذي يتبعه بضميره!......ماذا سيتجرّع من وراء تلك الأشياء التي فعلها؟...ماذا...... في وسط معمعة جنون تفكيره رنّ هاتفه...اخرجه ثم أجاب : مُراد......امير صحى...من الغيبوبة وبدو...نور! رمش مرتين كالمجنون......ثم انسابت دموعه على خديه... حالته هذه يذكر انه ذاق مرارتها بعد ان توفيّت عمته شعر وقتها بالضياع والشتات وتذبذب التفكير......لا يريد أن يخسر أخيه شيئًا يُكّرههُ في الحياة لا يريد ان يراه ضعيف.....فهو لم يعتاد على ضعفه ولن يتقبله! بلل شفتيه تحدث بلا وعي: وانا ابيها بعد..... ثم اغلق الهاتف دون ان يستمع لرد ماكس المصدوم منه مشى بصعوبة إلى ان خرج من المستشفى، تنفّس بصعوبة .....اخذ الماضي في لحظته تلك يطرق رأسه ....تذكر مُعاناته ......تذكر جبروته....وظلمه....تذكر أمور كُثر مختلطة ببعضها البعض....إلى أن ركب سيارته ...واسند رأسه على المقوّد وبكى.....بكى بخوف....بكى بحسرة على ما حدث لعضيده......للجبل الأصم....للشخص الذي لا يُهزم...أحقًا اصبح عاجزًا سيلازمه الكرسي لبقيّت حياته! أحقًّا! . . ما يحدث لهما ....ليس لسوء تخطيطهما.....بل نتيجة له! دون ان يدركا ذلك.......لم يتوقعا يومًا سيحدث ما يحدث لهما الآن.....بكى لا يدري هل ندمًا ام خوفًا مما قد سيحدث او ما حدث لأخيه! ولكن كل ما يشعر به الآن بالخوف! بالبرد ينهش عظامه....وهو ذعر جدًّا من جميع الذكريات التي تطرق رأسه الآن.....ما يتذكره في لحظة غضبه وخوفه...ودموعه جنون..... شهق وهو ينظر للشارع بعينين فارغتين ........ازدرد ريقه عدّت مرات.....خشي من أن يخسر جزءًا منه همس ما بين جنبات عاصفته سحب الهاتف واتصل على ماكس تحدث بلا مقدمات: ماكس بنتي بخير ما فيها شي صح؟ سكت......صدم الرجل بسؤاله....وصمت بسرحان الماضي...والخوف من العقوبة الإلهية! . . ماكس للتو دخل إلى الشقة سمع الرنين واجابه صُدم من حديثه ولكن تحدث بضياع أفكاره: بخير... مراد انسابت دموعه على خديه من جديد وبجنون الخوف تحدث: انطيني إيّاها اكلمها.... ماكس قوّس حاجبيه وبهدوء: ...هلأ بخليها تحاكيك... ثم اقترب من الكنبة التي تمكث بها سندرا ، كانت جالسة مكتفت اليدين تنظر لشاشة التلفاز بينما جولي كانت في المطبخ تقدم لناحيتها ابتسم لها: اوه...شو عم تتابعي... كانت عاقدة لحاجبيها تتابع بصمت وبرفض من التحدث ماكس عندما لم يراها تتحدث جلس بالقرب منها ومد هاتفه إليها: خزي....في شخص بتحبيه راح يحاكيكي... بشكل سريع اردفت وهي تنظر له بسعادة: نور؟ تعجب ماكس من ردت فعلها وكلمتها تلك ......لا يدري....كيف لها .....تتعلّق بنور بهذا الشكل الكبير كيف؟ سحبت الهاتف منه وبلهجة ثقيلة وصادمة لمسامع جولي التي أتت وهي تحمل بيدها صحن الطعام ولماكس الذي شعر بالشتات : ماما! سقط الصحن من يد جولي وارتعشت يدين ماكس بينما مُراد سقطت دموعه على خديه! : اخبارك رتيل؟ سندر قطبت حاجبيها: بابا مُراد.... جولي كاد قلبها يقف....بينما ماكس استشاط قيظًا....متى مراد اخبرها بكل هذا...متى؟ تحدث بعصبية: سندرا اعطيني الموبايل سندرا نهضت وهي تتحدث بلهفة: بابا أمتى راح شوف ماما.... مُراد ضاع الحديث من فاهه، وندم من اخبارها بالحقيقة.....اخبرها انه اباها ونور والدتها في معمعة تلك الاحداث ظنّ أن نور تقبلتها جيّدًا اخبرها ولكن اجبرها على كتم السر لسبب...... اردفت: انت ئلت إلي ما ئول لحدا...حتى تشتري إلنا بيت ونطلع سوا مع بعض...شو صار..هلأ....فينها ماما.... جولي تقرقت عينيها كيف اطاعه قلبه ان يتلاعب بمشاعرها ويعقد العهود بينها ، السؤال نفسه كيف تقبّلت هي الأمر؟ الجواب بسيط يا جولي لأنها بحاجة لأم وأب وهي على علم أنّ جولي ليست والدتها وأمير ليس والدها ولكن لقبته بـ(بابا) كما هو طلب منها! كان حريص على ان يعلمها انه ليس والدها لكي لا يتصعب الامر فيما بعد..... ماكس لم يتحمل سحب من يدها الهاتف وصرخ متحدثًا مع مُراد: انا الغلطان ياللي ...وثقت فيك.....كيف .....تئول.....إلها كل شي......مُراد أمتي ئلت إلها كل هاد......انت مجنون؟......الخطأ مني أنا.....اللي تركت إلك المجال حتى تبّث سمك.... مُراد بصوت مكسور: ماكس........لا صير علي قاسي......هي المفروض تعرف اني ابوها....ونور.....امها....وقلت لها عشان تقرّب من نور ......بس البنت ترددت وخافت منها...ويوم تقرّبت نور هربت! ماكس صرخ: مجنون.....بسببك التنتين جنّوا.....نور هربت......وسندرا تبكي...وتصرخ بدها نور........المكان كلّوه صار فوضى بسببك.... جولي ركضت للغرفة بعد ان رأت سندرا تبكي بصوت عالي مُراد مسح دموعه: مو بسببي...نور هي مخططه على كل شي.....وكل اللي صار بسببها... قاطعه بصرخة: لا تحملها كل شي انت سهلت عليها عملية الهروب.... مُراد بغصة: اوعدك خلال هالاسبوع اعرف مكانها لا قول شي لأمير حاول قد ما تقدر باي... ثم اغلق الخط في وجهه وقاد سيارته بعيدًا عن المستشفى! بينما ماكس شتم مُراد سريعًا ثم خرج من الشقة! ....... . . في الغرفة.......الجو بارد .....يرتدون ملابس صوفية .....متغطين بأغطيتهم الثقيلة.....وما زلتا تشعران بالبرد....وتنظران للسقف...بتحديق مطوّل....كلًّا منهما......تربط عقد الاماني امام عينيها....وتتمنيّا ان تتحقق في اسرع وقت ممكن..... بكت كلتاهما بلا صوت وبلا دموع......عندما تذكرتا ما حصل لهما..... . . تأففتا في الآن نفسه ثم دار رأسهما على الجهة نفسها ابتسمت ايلاف وهي تقول: كملت اليوم عشرين سنة.... نور بصدمة: اليوم ميلادك؟ هزت رأسها ايلاف (بأي) ثم تحدثت بعتاب: للأسف ...انه ميلادي...وقاعدة اقضيه .....بهالنفسية والذكريات الشينة....كان ودي اقضيه مع امي ابوي.......اخواني.....كان ودي يفاجاوني....ويبون لي كيكة .......كبيرة.....وهدية.......حتى لو بسيطة.... ثم التفت على نور بعد ان أسندت ظهرها خلف الوسادات الصغيرة: تصدقين ما مره فاجاوني بهدية....ولا مرة ...احتفلوا بهاليوم معاي....... نور اعتدلت في جلستها وطبطبت على كتف ايلاف الذي أكملت ببحة بكاء: أصلا عمري ما حسيت باهتمامهم فيني.....كل واحد يحاول يتخلّص مني ويبعدني مادري ليش ...... نور بهدوء: لا تفكرين كذا..... ايلاف بنبرة بكاء: مو هذا الصج......امي لاهية مع ريلها....وتبعدني عن حضنها وانا بحاجه له عشانه.....وابوي...لاهي بشغله وعياله ومرته....ولا فتكر فيني.......حتى لم قلت بروح عند خالتي سعاد ماهتموا....و..لم قررت ابتعث حسيت انهم ارتاحوا من وجودي....نور...متخيلة.....ولا قد اتصلوا علي....انا اللي بس اتصل عليهم.....فيهم خير بس يرسلون لي فلوس...وكأنه الدنيا بس فلوس.......ابي حنانهم ....ابي حضنهم....ابي وجودهم حزّة خوفي.... نور تنهدت بضيق: قولي الحمد لله على نعمة وجودهم.... ايلاف بقسوة ودمعتها انسابت على خديها: وجودهم وعدمه واحد يا نور......ما يفرق معاي...والله ما يفرق.... نور احتضنتها وبكت هنا ايلاف.......ثم ابعدتها نور وهي تقول: قومي نطلع ونسوي لك احلى بارتي.... ايلاف مسحت دموعها: الجو بارد ولا لي خلق... خلينا تحت الفراش متدفين احسن من البارتي...واهله ابتسمت نور ثم قالت: متخيلة انا بيوم ميلادي الواحد والعشرين تلقيت فيه خبر موت ديانا....... شهقت ايلاف ووضعت يديها على فمها هزت رأسها نور وهي تبتسم بقهر: ماتت.....وحاسة موتها مو طبيعي.....تركتني في نص الطريق اللي اخذتني منه......وتركت لي صدمتي.......صدمة الحقائق اللي خايفة اني استوعبها.... ايلاف نزلت دموعها من جديد على حالهما! نور أكملت : فجأة صار لي بنت....وفجأة الأموات صاروا احياء يا ايلاف!....متخيلة....شفت بنتي....اللي قالوا عليها ماتت بعد ست سنين ...وشفت زوجي اللي ظنيته مات.....بعد كل هالسنين......صدمة يمكن تسبب الجنون ......وكنت أتمنى اصير مجنونة او اموت عشان ارتاح....بس ما صار لي لا هذا ولا هذا... ايلاف : اسم الله عليك..... نور بتنهد: يبوني اتقبل وجودها بهالسهولة....وانا مو متقبلة حياتي..... أساسا كيف اهديها حياة .......خالية ......مظلمة.......حتى لو اثارت شوفتها مشاعر امومة بسيطة.....ماقدر اعطيها مجال تتغلب علي..... ايلاف بحنية: ليش يا نور؟ نور بصوت شبه مرتفع: لأني دفنتها يا ايلاف...دفنتها في الحظة اللي حسيت نفسي فكيت القيود من ايديني.......ايلاف....انا دخلت في مرحلة جنون......مرحلة طيش...وعصيان.........انا خايفة من نفسي....ما عندي امان.......كيف اصير لها امان....وانا دافنتها......بعيد عن قلبي وعقلي......وحياتي مهدده! ايلاف : لو فعلا دفنتيها بعيد عنك......ما كان حسيتي بهالمشاعر.... نور ابتسمت بسخرية: تعودت اني احس بمشاعر وفجأة بعدها تنطفي....مشاعر كثير.....كانت بداخلي والحين بس باقي رمادها يا ايلاف...... ايلاف سرحت قليلًا: مشكلتنا مو يايين نسامح......ولا قادرين ننسى..... نور بللت شفتيها: حتى لو نسيت يا ايلاف......امور كثير.....ومن حولي.....تذكرني قد ايش انا منبوذة...وضايعة.......يمكن انتي اهون مني... ايلاف ازدردت ريقها: اهون!.....تعرّضت لاغتصاب.....يا نور....كيف اهون منك..... نور ابتسمت وشدّت على شفتيها العلوية ثم نظرت لها وبنبرة لها معنى كبير ولكن اردفتها مازحة لتخرج ايلاف من حزنها: مابي اخرّب اخلاقج.....وقومي بس نسوي لنا عشا..... ايلاف شعرت برعشة من حديثها هل تعنى انها تعرضت له؟ ام خضت له تمامًا! ولكن نبرتها تلك جعلتها تقول : امبيه لا تتكلمين كويتي..... ثم استوعبت : بعدين تعالي يا المينونة تو ماكلين .... نور بجدية: والله جعت.....يمكن عشانا بس شربنا شوربة .....ابي شي يثقلني للصبح.... ايلاف بحده: مالج إلا خبز وجبن.... نور نهضت سريعًا: والله راضية بس قومي..... ايلاف ضحكت بخفة: وليش ههههههه أقوم..... نور نظرت لها : ساعديني.... ايلاف بطنز: ليش بسوين ذبيحة.... نور : مابي ابرد وانتي لا! ايلاف رمت عليها الوسادة: حيوانة.......ههههههههه........ نور هربت سريعًا خارج الغرفة، بينما ايلاف تنهدت ونهضت لتتبعها رأتها تفتح الثلاجة وهي تتذمر: ما فيه شي ينوكل....بكرا بروح السوبر ماركت اشتري .....كل ملتزمات المطبخ.... ايلاف اعادت خصلة من شعرها خلف اذنها: ليش تشترين واغلب وقتنا ناكل من برا؟ نور سحبة علبة الجبن ووضعتها على الطاولة وهي تقول: من يوم ورايح ما فيه أكل من المطاعم... ايلاف تخصرت: ليش ان شاء الله ؟........على اساس انتي بطبخين ويّه ويّهك؟ نور اشارت لا وبنظرة تعالي: تؤتؤ .....انتي بطبخين.... ايلاف بشهقة: هأأأ......مشي بوزج.......تحلمين يا معوده انا وراي جامعة وكرف.... نور سحبت كيف الخبز وبدأت تدهنها بالجبن: وانا وراي شغل....وراي مراكض وراء مدير المطعم.... شهقت ايلاف وكأنها تذكرت امر: أمبيه صج نسيت......مصرّة يعني تتركين شغلة جليسة الأطفال.... نور قضمت لقمة من الخبز: بقوة بعد ...... ايلاف : ترا والله مو متأكدة اذا يبون عاملات او لا....لا ضيعين هالشغلة من ايدج.....صبري.... نور مسحت على شعرها: بكرا بروح اتأكد......بس قبل بروح الكنيسة......وبعدها بروح هم يفتحون الصباح؟ حينما اردفت (كنيسة) قوّست ايلاف حاجبيها وكأنها ادركت حقيقة شتات نور بللت شفتيها ثم اردفت: تقريبا لا......يفتحون الظهر..... نور سكبت لها ماء: خلاص اجل اروح بعد ما اطلع من بيت لورين ايلاف سكتت وحكّت أرنبة انفها، فاشارت لها نور: تبين اسوي لك؟ ايلاف بتوتر: لا......ثم اردفت : نور.... نور ما زالت تمضغ الخبز على مهل: اممم.... وكأنها تقول ماذا تريدين! اقتربت ايلاف: شنو تعرفين عن الديانة المسيحية؟ نور توقفت عن المضغ وشربت الماء في دفعة واحدة ثم أكملت بجمود: يمكن اعرف عن الإسلام اكثر منه ايلاف صُدمت وبنبرة جدية: انزين ليش لحد الحين... قاطعتها نور بحده: مادري مادري ايلاف لا تساليني عن شي انا ماعرف اجابته.... ايلاف امسكت يد نور وبحده: انتي تعرفين الإجابة بس خايفة تواجهين نفسج ..... نور نفضت يدها من ايلاف وتكتفت وبحده: المطلوب مني؟ ايلاف بلا مقدمات: ارجعي لدينج؟.....انتي أصلا مسلمة......دامك ما تعرفين شي عن المسيحية ....يعني ما زلتي ... قاطعتها بصوت عال : ايلاااااااااااف....الف مرة قلت لك تدخلين في هالموضوع.... ايلاف امسكتها من اكتافها وبحده: لا بدخل.....بحاول الملم شتاتج....في هالموضوع.......نور......لا تحاولين تثبتين عكس الحقائق اللي تشوفينها وتؤمنين فيها......هالشي بزيد عليج من عذاب الضمير......واجهي كل شي وتماشي معها على حسب واقعيته يا نور......تصبحين على خير ثم تركتها واقفة تنظر للمكان بعينين حائرتين ومترقرقتين بالدموع وعندما انسابت على خديها مسحتهما وذهبت لناحية الصالة ورمت بنفسها على الكنب واخذت تبكي بلا صوت! .............................................. . . . . في اليوم التالي وفي الصباح الباكر قاموا بزيارته وادخلهم سيف عليه بعد ان اطمان انّ حالته الصحية في تحسن.... تحدثت ام ناصر وهي تطبطب على كف يده: ما تشوف شر ...يا بو ناصر....ما تشوف الشر.... بو ناصر نظر لها وبهدوء وبلسان اثقله التعب: الشر ما يجيك يا الغالية... شيخة قبلّت رأسه: ما تشوف شر يبه...... مسح على رأسها بعد ان رأي تجمّع الدمع في عينيها: الشر ما يجيك يا بنتي.... سعود نظر لناصر وناصر نظر له وكأنه فهم من نظرات أخيه كل شي حديث عمها اشعل اسالة كثيرة في بالهما ولكن اجوبتها ستبقى مؤجلة .... ناصر : ما تشوف شر يا الغالي..... سعود: اجر وعافية يايبه.... كان سيتحدث ولكن كح وأشار لهم برأسه بعد ان قالت زوجته: ريّح عمرك لا تتكلم كثير رن هاتف شيخة ونظرت للاسم وارتعش جسدها ونظرت لوالدتها ووالدتها واخوتها تحدث سعود: ردي.....ازعجنا جوالك.... شيخة بكذب: هذي صديقتي... بو ناصر بصوت متعب: ردي عليها.... نهضت شيخة : بطلع برا عشان مازعجكم ناصر بهدوء: لا تبعدين عن الغرفة... شيخة بتوتر: طيب.... . . ثم خرجت واجابت في الممر بصوت واطي: وجع وجع...ليش تتصل.... بندر: ايش فيك؟....توقعتك بتفرحين باتصالي.... شيخة تتلفت يمين ويسار: انا في المستشفى ازور ابوي...والكل جالس لم اتصلت .....خرشتني.... بندر بضحكة خفيفة: هههههههه اسم الله عليك.... شيخة بصوت واطي: شتبي متصل؟ بندر بتلاعب: ولهت عليك.... شيخة بنفس النبرة ولكن على طريقة ساخرة: منين طالعة الشمس؟ بندر بابتسامة : من المشرق يا قلبي... شيخة بعصبية : لا تستهبل على راسي.... بندر انفجر ضاحكًا: واضح اني خرشتك على قولتك مرا.....وش هالنفسية.... شيخة بنبرة جدية: اكلمك بعدين..... بندر سبقها قبل ان تغلق الخط: كيف عمي؟ شيخة بشكل سريع: بخير... بندر :اشوي راح نجي المستشفى..... شيخة بذعر: ايشششششش؟ بندر ضحك من جديد: ههههههههه جاي اشوف عمي ما اشوفك ريحي يا عمري.... شيخة بعصبية : كـ... ثم بترتها عندما رأت ممرضة تمر بجانبها... فاكمل بندر: هههههه الجازي ونوف بجون معاي.... شيخة : يعني شسوي لك....؟ بندر : قلت اعطيك خبر عشان لا جيبين العيد فيني.... شيخة : والله مادري منو اللي بجيب العيد في الثاني.... بندر : هههههههههه شوفي لك حل؟ شيخة بتأفف: تبيني ارجع البيت مثلا.... بندر باستمتاع : ترا جالس اطقطق عليك وربي.... شيخة بلا مقدمات تأففت وأغلقت الخط في وجهه ومات ضحكًا ، ثم انفتح باب غرفته على حين فجأة ورأى نوف تدخل لغرفته مكتفت اليدين : متي بتوديني؟ بندر بروقان: اجهزي الحين وقولي للجازي تجهز بعد... نوف جلست بالقرب منه: الجازي ما تبي تروح... بندر : ليش نور بنرفزة: ما تعرف اختك يعني.....خايفة تقابل سيف....ولا ابشرك نزلت تكلم ابوي....عن الطلاق.....والحرب قايمة تحت في الصالة.... بندر بصدمة نهض: مو من جدك... نوف: والله.... بندر ركض من الغرفة لينزل بينما نوف تأففت: يا ربي متى تنتهي هالمشاكل.... . . . الأصوات قليلًا ارتفعت تحدثت من جديد: يبه.....افهمني...ما بيه....والله ما ابيه.... بو خالد لا يريد ان يبيّن لها بانه على علم بالسبب .....ولكن معرفته للأمر جدًّا سطحي : قولي لي السبب ....عشان اقتنع يا الجازي... خالد بتأييد: صحيح قولي السبب.......اللي يخليك تطلبين الطلاق... وصل إليهم بندر وجلس بالقرب من أخيه الجازي لم تعد قادرة على السيطرة على نفسها: يا ربي ليش ما تفهمون ....قلت لكم عفته مابيه....السبب خلوه بيني وبينه.... بو خالد نهض وبعصبية: وش بينك وبينه......قوليه يمكن نقدر نصلح الحال بدل طلبك لهالطلاق.....ترا الطلاق يا الجازي ما هوب امر سهل... بندر بخوف : يبه على هونك..... خالد نهض ونظر لوجه اخته : هد يبه..... الجازي بنرفزة ارتفع اكثر صوتها: ما عدت اطيقه....اكرهه.....يبه....اكرهه .....مابي اشوف خلقته........... بو خالد بغضب شديد: وش اللي خلاك تكرهينه.......كنتي وش زينك معه.......والحين بعد ما جبتي منه الولد....تقولين لي اكره.... خالد وبندر صمتوا هنا بينما الجازي سكتت ولكن صوت تنفسها بات مسموعًا اكمل والدهم: الطلاق ما هوب سهل....... وما هوب حل للمشكلة........ومو كل مشكلة تحتاج لهالحل أصلا..... هنا انفجرت الجازي صارخة : يبه.......ولد اختك......هذا...... كانت ستنطقها......ستنطقها ولكن شهقت ببكاء وارتجفت شفتيها فصرخ والدها: كملي كلامك....دامك تبين الطلاق......كملي كلامك.....خليني بس افهم سالفتكم..... الجازي بقهر: روحوا اسالوه.... ثم ركضت للدرج تصعد لغرفتها.... بو خالد تمتم: استغفر الله بندر نظر لأبيه بينما خالد تحدث: هد يبه..... بو خالد مسح على لحيته: اتصل على سيف قوله يجي.... خالد نظر لبندر بتوتر ثم قال: ان شاء الله .................................................. ..... . . بينما في الغرفة بكت .......وسحبت بيدها الهاتف واتصلت عليه بلا تردد...... بينما هو للتو وصل إلى المنزل بعد انتهاء مناوبته...... سمع الرنين اجابه سريعًا بعد ان رأى اسمها تحدث: الجازي... الجازي بصوت باكي: الله ياخذ الجازي..... سيف بصدمة : اسم الله عليك ...... الجازي بانهيار: متى ناوي تطلقني.....متى؟ سيف بنبرة هادئة: والله ما طلقك.... الجازي بصرخة: لا تحلللللللللللف.......لاااااااااااااااتحلف..... سيف بجدية: الجازي.....لازم تستوعبين اني احبك.... الجازي بانهيار تام: وانا اكرهك والله اكرهك.......الكل مو جاي يوقف معي........الكل.....بسببك....روح قول لهم وش سويت فيني روح......روح......لا تخليهم يسألوني.......قول لهم انت. وش سويت فيني......يمكن يوقفون معي...... سيف مسح على رأسه: الجازي اهدي وخلينا نتفاهم بهدوء.... الجازي ببكاء: ما فيه شي نتفاهم عليه.......كل اللي ابيه منك...تطلقني .....طيب.....وش تبي مني ......اطلب مني شي بمقابل الطلاق انا راضية بكل شي راح تطلبه مني بمقابل نطلق ......بس تكفى طلقني..... اغمض عينيه وسكت لتكمل: تكفى سيف....والله تعبت......والله ريّحني........ماطلبت شي صعب.... سيف نظر لهاتفه فقال لها: خالد يتصل اكلمك بعدين... الجازي بصوت مبحوح: لا ترد عليه.....قبل قول لي..ايش اسوي عشان تطلقني... سيف: جنيتي الجازي؟.....قلت لك انا مستحيل اطلقك.... الجازي بجنون وبنبرة مكسورة: حتى لو بمقابل....؟ سيف ما تطلبه منه صعب...... صعب للغاية.....تنهد بضيق ثم اردف: حتى لو بمقابل.... الجازي قست على نفسها اكثر وبوجع: حتى لو جيت وظليت معك أسبوع!؟ سيف قوّس حاجبيه اوجعه حالها ، انكسارها وتذللها الغير مباشر له ،يقسم انه فاهمًا لشعورها.....لحالها ولكن لا يريد ان يبعدها عنه تحدث بهمس: انا ابيك عمر مابيك أسبوع...... تحدثت وكأنها تعرض نفسها عليه وهذا الامر يؤلمها للغاية ويزيد من نزف قلبها ودموعها: شهر طيب..... سيف يكرر بوجع: قلت لك ابيك لي العمر كله....... الجازي ضربت على قلبها بقبضة يدها وبشهقة: ست شهور تكفيك؟ سيف : ليش تقسين على نفسك بهالطلب؟ الجازي بشهقة ، بدا جسدها يرتجف: ابيك تعتق ارقبتني.... سيف انقهر: وش هالكلام يا الجازي....خذي وقتك بالتفكير اكثر..... الجازي بانهيار وصراخ: تعبت وانا افكر.....ابيك تطلقني خلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااص...... . سيف بهدوء: مازال اخوك يتصل.......اكلمك بعدين.... ثم اغلق الخط في وجهها وبقيت منهارة على السرير بينما أجاب على خالد: نعم.....خير خالد صاير شي؟ خالد نظر لأبيه: ابوي يبيك تجي بيتنا ضروري... سيف فهم الامر: انا جاي في الطريق.... ثم اغلق الخط.... نزلت هنا نوف نظرت لهم: شصار؟ بو خالد : نوف....اختك تكلمت لك عن سبب طلاقها... نوف بخوف نظرت لأخوتها لأنها تعلم يعلمان بأمر اخفائها للسبب ازدردت ريقها: لا.... خالد شد على قبضة يديه بينما بندر تحدث: يبه دام الجازي طلبت الطلاق....يعني ......صدق مجروحة من سيف..... بو خالد بجدية: انا عارف انه الموضوع مرتبط بال خيانة... انقبض قلب نوف خالد بنرفزة: يبه تعرف؟ بندر : وجالس تضغط على الجازي.... بو خالد بغضب: ماعرف التفاصيل.....ولا اعرف شسالفة..... نوف : دامك تعرف انه سيف خانها......ليش مصر تعرف كل شي....يعني هالسبب مو مقنع انها تطلب الطلاق..... بو خالد بنبرة حازمة: يعني تعرفين انتي السبب هااااا؟ نوف حاولت أن تكون اشجع : حتى لو اعرفه ما بقول....دامك انت تعرفه وصاف معه ضد بنتك.... بو خالد بصرخة: انا ما نيب ضد بنتي....ولا بصاف معه.....مثل ما هي بنتي هو ولد اختي ومن حقي اعرف منهم الاثنين السالفة عشان اعرف منو اللي على حق ومنو اللي على باطل.... بندر بتدخل: بس يبه..... رفع يده والدهم: لا تجلس تبسبس على راسي نوف تقدمت لناحيته : يبه......الموضوع واضح ولد اختك خانها........ليش تجلس تسمع لها و تسمع له .......خلاص قالت لك تبي الطلاق..... بو خالد بنبرة حازمة: في بعض الأمور الحريم يلبسون المشاكل لقب خيانة وهو في الأصل ما هوب خيانة! نوف بنفاذ صبر: يبه بس هو قالك خانها.... بو خالد : ما قال انا استنتجت.... ثم اقترب منها وبحده: عارف انك تعرفين كل شي.....بس مابي اسمع منك ولا شي......ابي اسمع من صاحبة الشأن......وصاحب الشأن....مابي اظلم احد......الحين هي في لحظة غضب....لم تستوعب بعدين الأمور بتندم......وانا ما بي اتبعها على خبالها.....وراح اسمع للخبل الثاني .... نوف : يبه....الجازي مكسورة من سيف مرا......وما اظنها راح تتراجع.... بو خالد بحده: راح تتراجع اذا انتي ما دعمتيها في خبالها... نوف نظرت له ثم ادارت ظهرها عنه وركضت لناحية الدرج.... بينما هو خرج ليجلس وينتظر سيف في المجلس.... خالد بقهر: خاينها؟ بندر بعصبية: ابوي مادري شلون يفكر...... خالد : تعال ......نروح المجلس.... بندر بتهديد ووعيد: والله لا اتوطّى في بطنك يا سيف.....! ......................... بينما سيف خرج، وهو يتأفف ماذا يقول.....كيف يواجه خاله في الامر؟....شعر بالثقل من حديثها .....ورغبة خاله في سماع كل شي.....اتصالها وانهيارها لا يدل على أي خير! .... بعد مرور ربع ساعة وصل ...طرق الباب فتح له بندر وجعله يدخل في المجلس وبعد السلام تحدث بصيغة امر : خالد قول للجازي تجي... بندر بقهر: يبه ماله داعي..... بو خالد بحده: اسكت انت ولا تقلّع من هنا.... خالد أشار لأخيه برأسه ثم تنهد ونهض بينما سيف شعر بالتوتر اكثر من نظرات بندر وخالد حقيقةً تحدث بو خالد: اليوم يا تتكلم انت والجازي عن مشكلتكم وتحطون النقاط على الاحرف......ولا انا وابوك بنتصرف..... سيف انفجع: خالي....انا والجازي نحل ال.... قاطعه بغضب: ما شفتكم حليتوا ولا شي.......وكل ما سألت احد فيكم عن السبب .....ماحد يجاوب....وضعكم مو عاجبني.....والسالفة طوّلت....يا سيف.... سيف لا يريد ان يقحم نفسه في احراجات ولا يريد من الجازي ان تخضع للضغوطات تحدث: خال.....افضل الأمور تبقى بيني وبين الجازي.... بو خالد بعصبية: لم تجي هي وتقول يبه ابي اطلّق....من حقي اعرف السبب ولا لا يا سيف؟....ومن حقي اسمع لك ولها....... سيف تنهد بضيق واخذ يفرك بيديه..... . . .بينما في غرفة الجازي ما ان اخبرها خالد بالامر حتى استشاطت غيضًا وبصراخ: مابي اشوفه.....مابي... خالد يحاول ان يتمالك اعصابه: تكفين الجازي انزلي لا سوين لنا سالفة مع ابوي...... الجازي بانهيار....: ليش ابوي يحاول يقهرني.... خالد بتفهم لفكر ابيه: ابوي يحاول ما يظلمك...... الجازي وتشير لنفسها: ويقسي علي بهالطريقة ظنًا منك انه ما راح يظلمني؟ نوف أتت بالقرب منها: نزلي الجازي......خلاص....ما صار قدامك خيار ثاني اذا صدق مقررة تطلقين انزلي....وواجهي ابوي....وقولي له كل شي.... الجازي عضّت على شفتيها بقهر: اف اف افففففففففففف... ثم مسحت دموعها.....ونزلت قبل خالد خالد قبّل رأس اخته نوف: مشكوووووووووووووورة .... ضحكت بخفة في معمعة هذه الفوضى وتوجهت للصغير! .................... . . دلفت باب المجلس بعجل ودخلت بحالها المرثي له وجه متعب واحمر من البكاء وجبين متعرق من العصبية وشعر مربوط باهمال ولبس كئيب ....وجسد هزيل دخلت وجلست مقابل سيف وبين فترة وأخرى رغمًا عنها يخرج منها صوت كشهقة خفيفة تتلوها رجفة تلك الرجفة التي تأتي بعد بكاء متعب وطويل مؤلمة للغاية! تحدث بو خالد بهدوء: خالد وبندر اطلعوا برا بندر كان سيعارض ولكن خالد قال: بندر يلا..... ثم خرجا بعد ان رمق بندر ابن عمته بنظرات الحقد! ......... بو خالد تحدث: اعرف يا سيف انك خنت بنتي...... الجازي نظرت لابيها بصدمة اكمل: ولكن ماعرف التفاصيل.... الجازي بصوت مبحوح: وليش التفاصيل يبه.... بو خالد: عشان ماظلم احد...... سيف بجدية: يا خال السالفة مو كذا......انا ما خنتها... الجازي نظرت له بغضب سيف بقهر: انا اعترفت لها عن حبي القديم....ومات وانتهى .....زلّة لسان جابت لي مشاكل.... الجازي احترقت في مكانها دومًا ما يحرقها بحديثه وتبسيط الامر وكأنه لا يُعني شي بو خالد بعدم فهم: شلون يعني؟ سيف بهدوء: قلت لها اني كنت احب وحده وابيها بس ما صار نصيب..... بو خالد ضحك بسخرية: وليش قلت لها.... الجازي ان لم تكمل الجانب الآخر من القصة سوف تكون هي الظالمة وهو المظلوم ! اكمل: زلّة لسان يا خال..... بو خالد : تطلبين الطلاق عشان هالامر يا الجازي؟ الجازي شتت ناظريها عن والدها وعن سيف تمتمت بقهر: الله يحرق الجازي سمعها سيف وكذلك والدها الذي قال: استغفري ربك......... الجازي نهضت بقهر: يببببببه تخيل لو انا اللي قلت له هالكلام ....وش كان بصير.....كان بيضربني ....ويهيني ويرمي علي الطلاق بعد........ولا لانه العكس صار شي يهون..... بو خالد بغضب: ما قلت يهون.......الطلاق صعب يا الجازي......وبينكم ولد..... الجازي دون ان تنظر لسيف: ولدي بعيش حاله حال أي طفل يا يبه لا تصعب الأمور........ بو خالد بتنهد: الجازي....... الجازي فهمت: خلاص....فهمت......ماتبيني اطلق....على مبدأ ما عندنا بنات يطلبون الطلاق صح؟ بو خالد بغضب: وش فيك صايرة بارود....جلسي نتفاهم.... الجازي بعصبية: يبه انا مابي اتفاهم يبه انا ابي الطلاق.......... بو خالد نهض وهو يردف: تفاهموا مع بعض......وان اتفقتوا على الطلاق.... نظر لأبنته بهدوء: ما راح امنعك يا بنتي....بس فكري.....وتفاهمي مع زوجك عن اذنكم ثم خرج واغلق الباب عليهما.... ضربت برجلها على الأرض غاضبة: ليش يبه تصعب الأمور؟ نهض سيف ونظر لها: راح انتظرك العمر كله.......بس فكري.... كان سيخرج ولكن امسكت يده نظرت له : طلقني......تكفى طلقني سيف......لا تطلع إلا وانت رامي علي الطلاق..... سيف نظر لوجهها للتعب .....للذل....للقهر..... اشاح بنظره عنها منقهرًا من نفسه: ما قدر.... امسكته من اكتافه هزته: ليششششششششششش؟ سيف بهمس: لأني احبك... الجازي لم تعد قادرة على تحمل تكرير الكلام والآلام جثلت على رجليها أمامه وبذل صريح ومباشر وقهر : تكفى طلقني سيف......تعبت ...ريّحني.....ريّحني..... سيف جلس امامها رفع وجهها بطرف ذقنها: صدقيني راحتك مو في الطلاق يا الجازي.....وانا راح انتظرك متى رضيتي علي........راح اجيك وآخذك لبيتك... قبّل جبينها ثم قال: لا تتعبين نفسك في هالطلب.....عن اذنك.... ثم خرج...وبقيت هي ترتجف باكية على الأرض تشعر بالقهر منه....ومن الجميع.....تشعر أنها بدأت تكرهه اضعاف مضاعفة.........والخلاص منه بات صعبًا......بكت بجنون ....وبانين......مسموع......بكت لتنزف جروحها من جديد وتجدد عزاء اعترافه مرةً أخرى .......لن تتقبل الامر ولن تعطي نفسها فرصةً لتقبله .....مسحت على شعرها ثم حاولت النهوض لتخرج من المجلس ولكن شعرت بثقل جسدها فرمت بنفسها على الكنب لتكمل نوبة البكاء والغضب هناك! . . كان في غرفته يحدثها بهدوء: ايش تبيييييييين؟ مُهره مسحت على شعرها وشدّت على الهاتف وهي تكرر: العطر اللي تحط منه.... قصي مسح على وجهه: متصلة علي ومطيرة نومي عشان تقولي لي جيب العطر اللي تحط منه......فكرت فيك شي...والله... مُهره تشعر برغبتها الصارمة في شم رائحة ذلك العطر الذي علق في ملابسها بالأمس : تكفى جيبه معاك لو بتجي اليوم.... قصي بضحكة خفيفة: ههههههه والله انك غريبة....... مُهره ابتسمت على مضض: والله حتى انا حسيت اني غريبة بس مادري ابي هالعطر يعني.... قصي استوعب الامر بعد سكوت طال لثلاثون ثانية: لحظة لحظة.....عرفت حالتك هالمستعصية ..... مُهره قوّست حاجبيها: وش حالته بعد..... قصي نهض من على السرير: هذا اللي فيك من الوحام..... مُهره باستفهامات: وحام؟ قصي بهدوء: كل حُرمة تحمل يجيها يعني..... مُهره بطنز وسخرية بعد ان شعرت بالاحراج: ما شاء الله تعرف كل شي..... ضحك : هههههههههههههههههههههه المهم راح اجيبه لك بالليل.....لأنه احتمال ماجيك العصر بروح ازور خالي تعبان بالمستشفى.... مُهره : ما يشوف شر.... قصي : الشر ما يجيك حـ..... وانبترت كلمته بعد ان دخلت والدته على حين فجأة فقال: اكلمك بعدين سامي.... مُهره ضحكت بخفة: هههههههههههه تمام....باي.... ثم اغلقه تحدث: صباح الخير يمه..... ام سيف: وين كنت فيه امس؟ قصي بهدوء: عند اخوياي.... ام سيف بجدية: وش هالاخويا اللي طلعوا فجأة......قصي مانت طبيعي.... قصي ابتسم لها: يمه وش فيك مركزة علي كأني بزر..... ام سيف بنظرة : حركاتك هذي ما سويتها وانت مراهق....تسويها الحين ولا بعد لم خطبنا لك...... قصي بضحكة: هههههههههههههههههههه يمه..... ام سيف ابتسمت رغمًا عنها: والله مابيك تفشلني قدام الجماعة......خايفة وراك شي مخبيه علينا.....ونتفشل......والبنت بعدها ترفضك...... قصي قبّل رأسها ويدها: يمه والله اني أخاف ربي.....ومالي بالاشياء اللي تجي براسك..... ام سيف: لا تتأخر برجعتك في الليل......واليوم حط ببالك تروح تزور خالك..... قصي أشار على انفه: على هالخشم..... ام سيف خرجت من غرفته ودخلا التوأم جسار: اويلي كنت بتنكشف... عزام بدقة: هااا بو عزام......على وين الفرة اليوم.....؟ قصي ضحك بخفة ثم قال: ههههههههههه عزام بعينك....مجنون اسميه على اسمك..... جسار لكزه في خاصرته: خلاص سمه على اسمي..... قصي : تخسي ...... عزام رمى نفسه على سرير أخيه : وش بسميه يعني؟ جسار رمى نفسه بجانب أخيه واخذ يفكر : اممممم أتوقع بسميه ....معيض.... عزام نظر لأخيه بسخرية : لا أتوقع يسميه عايض..... قصي كتف يديه: تمصخروا ......قومي انقلعوا بس على شغلكم قوموا..... عزام : الحمد لله بدات إجازتي قصي نظر لجسار: وانت..... جسار حرك حواجبه : خذت إجازة.... قصي : اطلعوا برا غرفتي ببدل.... عزام بروقان: بدل ماحد ماسكك.... جسّار غمض عينيه: غمضت عيوني انا بدل.... قصي : ياربي وش سويت بدنياي انا عشان تسلطون علي من الصبح.... عزام: خايف تتأخر عليها؟ جسّار: اوه يا انها بتوّلع فيه لو تأخر.... قصي رمى عليهما بسرعة عقالة الذي سحبه من على الكمودينة: قووووووووموا.... روحوا لسيف طقطقوا عليه.... جسّار بجدية: للأسف جا وطلع بسرعة.... عزام نظر لأخيه: صدق؟ جسّار: أي.....حسيت فيه شي....بس ما امداني اكلمه.... قصي جلس على الكرسي: يمكن المستشفى استدعوه.... عزام بتفكير: ليكون خالي صار له شي؟ جسّار : والله مادري... قصي بهدوء: ما اظن ..... عزام : ما تحسون طوّل بسالفته مع زوجته... قصي أشار بيده: مالنا دخل فيهم ....يحلون مشاكلهم بنفسهم... جسّار: انا مستغرب من امي لحد الحين ما تدخلت.... قصي بجدية: واحسن انها ما تدخل.....في ولا شي....ولا الأمور بتصعّب... عزام : اول مرة تقول شي صح... قصي ضحك بخفة: هههههه حيوان... جسّار بابتسامة: المهم بروح نزور خالي جميع ماله داعي كل واحد يروح بسيارته ....نروح مع عزام.... عزام بمزح: سواق ابوكم انا....؟ قصي : هههههههه .......لا انا بروح بسيارتي عشان اروح لزوجتي بعدها..... جسّار لعب بحواجبه: يا حركات انت.... عزام بتعزيز: يا خطير.... قصي نهض : الحمد لله والشكر مطولين.... عزام : أي والله نبي نطقطق على احد.... قصي بنرفزة: طقطقوا راسك في الجدار قوم آمين.... جسّار بجدية: تعال صدق.....وش بصير الحين على موضوعك خالي تعبان اكيد ابوي باجل....الامور الباقية.... قصي بتنهيدة: وانا هذا اللي خايف منه..... عزام : لا المفروض ما يتأجل شي......لو ما هي حامل يمكن أي.....بس وضعكم صعب...... قصي بتفكير وخوف: يا كـ....لا تخلوني اتوتر...... جسّار بضحكة: هههههههههههههههههههههه عزام ابتسم رغمًا عنه: الأفضل تكلم ابوي قصي فتح الباب سريعًا وهو يصرخ: الله ياخذكم جسّار ضرب بيد أخيه: لعبت في اعداداته يا ولد عزام : ما توقعت بكون ردت فعله كذا.... جسار مبتسما: هو خلقه كله متوتر.... عزام نهض من على السرير : الله يعينه! .................................................. ............ . . . يشعر بالأسى ، يشعر بالألم......يشعر بالوحدة وبالخوف....يشعر أنّ الزمن يلاحقه ...يشعر أن حان موعد موته.....حقيقةً هو رافض فكرة العيش دون ديانا......رافض ان يكمل حياته بلاياها....يؤلمه حقيقة موتها......ويؤلم عناد نور......يريد أن يراها ....ليخبرها بكل شيء....ليُريح قلبه.....يريد ان يشرح لها الأمور عامةً......ليس هناك وقت.....ازدرد ريقه ....الم الجرح بدأ يخف قليلًا ولكن ألم الجرح المعنوي يزداد يومًا عن يوم! رأى ماكس يدخل إليه تحدث بهفة: إجِت نور؟ ماكس هز راسه: لا.... وليخفف عنه: سندرا إجت وبدها إيّاك.... ابتسم أمير: خليها تفوت لهنون هز ماكس راسه خرج وما هي إلا ثواني حتى دخلت سندرا وجولي سندرا اقتربت من السرير رفعها قليلًا ماكس حتى وضع امير يده خلف ظهرها واحتضنها إليه توجّع حينما قربها من جرحه اغمض عينيه واشتمّ رائحتها وقبّل خدها ويدها الصغيرة نظر إليها: كيفك يا ئمر؟ سندرا ما زالت تعيش في صراع نفسي لرغبتها في رؤية نور ! اجبرتها جولي على المجيء هنا بعد أن وعدتها في محادثة مُراد ليخبرها عن موعد قدوم والدتها! تحدثت: منيحة.... أمير قبّل باطن كف يدها: ما بدّك تسأليني كيفك؟ سندرا بصوت واطي: انت منيح؟ هز رأسه بنعم تحدث لجولي: كيفها لنور جولي؟ جولي نظرت لمكان ومكان نظر لها وكأنه يخبرها ان تجيبها على حسب ما اخبرها به: بخير..... سندرا نظرت له: أمتي راح تجي؟ ماكس وجولي وقع قلبهما في الأرض أمير فهم انها تقصد تجي لهون: أمتي ما هي قررت..... سندرا ترقرقت عيناها: بس انا بدي إيّاها.... امير سكت هنا....نظر لماكس وجولي شعر أنّ سندرا ليست على ما يُرام ماكس بتوتر: جولي اخزيها لسندرا واطلعي برا... امير شد على يد سندرا بخفة وبشك: هي بالبيت .....لم تروحي البيت راح تشوفيها... سندرا بزعل: بس هيّا مو في البيت.... جولي اقتربت من سندرا قالت: تعي لهون سندرا .....تعي حبيبتي... اخذتها بخفة وحملتها..... ماكس شعر بالتورط تحدث أمير بذعر: فينها لنور؟ شد على يد ماكس وقرّبه إليه: ئول لي فينها لنور...انا حاسس فيك شي.....وفي شي مخبيه عني... ماكس دون ان ينظر له: في البيت... أمير بحده: ئول إلها اتصل عليها وئول إلها تجي بدي ئول إلها شي مهم... ماكس بتوتر: ما بدها تشوفك..... أمير بنبرة صارمة: فينها؟ ماكس : انتّا لازمتك الراحة ....بــ.... امير فهم صرخ: هربت صححححححح؟....هربتتتتتتت؟ ماكس سكت أمير صرخ: فييييييييييييييييينها نوووووووووووور ماكس بتردد: هرببببببببببببببت . . . انتهى اعتذر عن اخطائي الاملائية كتبت بشكل مستعجل ونزلته عشان ما اتاخر عليكم تحياتي شتات |
|
|
06-27-2020, 05:27 PM | #28 |
البارت الثاني والعشرون . . . محاولة لملمت الضياع ومسك الخيوط دون ان تتشابك ببعضها البعض بات صعبًا عليه ، كُلما فكّر في حلول تسهّل الأمور الصعبة حدث عليه أمر يوسّع من فجوات الصعوبة ويُزيد على نفسه الموجعة جِراحات أخرى كان صعبًا على ما سامع آذنيه في أن يُدرك انها هربت كما فعلت قبل ست سنوات هربت من احضانهما للعُصيان ولحُب لعين وبه الكثير من الخِداع حُب آلا بِها إلى مشاكل نفسية كُثر ، وآلام لا تُنسى هربت إلى أحضان ذلك الغريب، لتنجي ثِمار خطتّه المرسومة بشكل مثالي نتيجة هروبها في السابق حالها الآن في الحاضر! كُل الأشياء مرتبطة ببعضها البعض.....وكل الخيوط والبِنان تُشير إلى الطريق نفسه هروبها يعني ....الضياع من جديد والعودة للنقطة السابقة نفسها ولكن بمختلف الألوان والاشكال! الحبكة ذاتها ......ولكن بطريقة أشد ألمًا...هربت بعد أن علمت بموت والدتها.....بوجود ابنتها....وبعد رؤية طليقها....وبعد ان عرفت أنّ هُناك خدعة كبيرة تجرّعتها لفترة زمنية طويلة ! لو عرفت تفاصيل الخدعة هل ستهرب للعالم الآخر كما فعلت والدتها؟! لِمَ لا؟! لن يتعجب بعد الآن من افعالها ولكن سيخاف اكثر وسيرتعب من افكارها التي ستؤول بينا إلى النهاية! ............................ شدّ على ياقة ماكس بعد أن حاول النهوض قليلًا من على الوسادة آلمه الجرح ولكن هُناك جرح غائر في ناحيته اليُسرى من صدره هزه بضعف حالته .....تحدث وهو يكرر كالمجنون وبعينين حائرتين وقلب مُتعب وجسد يرتجف خوفًا من الأفكار المشؤمة التي تطرق رأسه: هرببببت.....هرببببت.....عم تئول إللي هربتت.... .... لم يكن حال ماكس افضل من حاله...خشي على أمير ان يُصاب بمكروه...في حالة انهياره هذه.....هو حاول بجلّ جهده أن يحمي عائلته كما امره ولكن .....نور...دومًا ما تخرج عن توقعاته ....كان يتوقع أنها غير قادرة على ان تعمل أكثر من جنونها الذي اعتاد عليه ولكن ما فعلته ارسل له رسالة تجاوز معاني الجنون الذي يعرفه ويعلم أنه اخطأ حينما اتكأ على اكتاف مُراد وفي الآن نفسه لا يستطع أن يُنكر انه ساعده في أمور كُثر .......دخل في حالة تناقض وخوف .... شدّ على كفي امير حاول أن يضغط على نفسه في لفظ الكلمات دون أخطاء : سيّد امير......بليز...اهدأ..... .... أمير وكيف لهُ ان يهدأ......نور....ليس جزأ من ديانا وفقط......حُبه لها ليس لأنه يشتّم رائحة ديانا فيها....وليس لأنها تمتلك سمات شكلية قليلًا من محبوبته ....لا....بل لأنها اشعلت في فؤاده شعور ....يعلم أنه لن ولن يستطع على تحقيقه ولكن بوجودها تحقق وشعر به وهو شعور(الأبوّة)...شعوره بالمسؤولية .....شعور أنّ لديه ابنه ....هذا الشعور داوى جراحات العُقم في ذهنه! ..... تحدث برجفة شفتيه: كيف راح اهدأ......وانت تئول هِربت....أنت فهمان إيش يعني هيدا الشي؟ ..... انخرس ولم يعد قادر على نطق حرفًا واحدًا فاكمل امير: كم صار إلها؟ لم يعد قادر على الكذب مجددًا شتت ناظريه عنه: تقريبًا أربعة أيام! ....... ارتخت يدي أمير من الشد على ياقة ماكس....نظر للفراغ من الغرفة.....واخذ يفكر لماذا هربت؟ ازدرد ريقه عدّت مرات تحدث بصوت غضب: كيف ما لئيتوها؟ ماكس يحاول ان يكون هادئًا: بترجاك أهدأ....راح نلئاها أكيد.... أمير مسح دموعه التي خانته: انا مخبي الجوازات والأوراق الرسمية اكيد ماعرفت مكانوا......اكيد هيّا هون بهاد البلد.... .... ماكس قوّس حاجبيه .....وبشك: فين مخبيهم؟ أمير سكت، وكأنه فهم إشارة ماكس تحدث كالمخبول: ظنك عرفت مكانهم ...و... ضرب على فخذه بيده بكل حسرة : آه نور آه... ماكس قام بتعديل الوسادة خلف ظهره وساعدة على الاستلقاء وهو يكرر: لا تتعب حالك....راح اشيّك عليهم..... امير بتعجل: انا حاططهم بصندوق....في غرفتي.....راح تلائيه فوق....الدولاب..... جمد ماكس ماكنه.....وتذكر...حينما دخلوا عليها في إحدى الأيام بسبب سقوط ذلك الصندوق وعندما دخلوا قالت .... فتحت الدولاب من الجانب الأيمن وكان فاضيًا من الرف الثاني وحتى الثالث اما الأول تعلّقت بطرف الرف ورفعت نفسها على اطراف رجليها شعرت باهتزازه لناحية الامام خافت من ان يسقط عليها ....ويحتضنها ..اهتز اكثر وسمعت صوت سقوط شي حديدي على الأرض ضجّ صداه على في المكان بينما هي ثبتت قدميها على الأرض ووضعت يديها امام الدولاب لتمنعه عن السقوط ونجحت ولكن فجأة انفتح الباب ماكس بخوف: نور فيكي شي؟ التفتت عليه ونظرت له ولي اليكسا... نور بتوتر: لا بس فتحت الدولاب وكان فاضي...وطاح هالشي على الأرض... وأشارت لصندوق صغير مرمي على الأرض... ماكس اقترب منها: ما طاح عليكي .... نور هزت رأسها: لالا ما طاح علي... اليكسا: نور لازم تاكلي مشان تاخزي الدوا... نور بتسليك: تمام.... ثم نظرت لهم ونظروا لها شعروا بالريبة من وقفتها ونظراتها ولكن خرجوا وهي زفرت براحة ..... شعر بالاختناق من هذه الذكرى ، نفضها من رأسه وتحدث ليُطمئن أمير: ان شاء الله خير ارتاح راح روح اشوف هز أمير رأسه بضعف وهو مغمض لعينيه من الألم بينما ماكس خرج ورأى جولي تتحدث مع سندرا : حبيبتي اهدي..... سندرا ضربت برجليها على الاري: بدي شوف نور... ماكس شتم هنا بصوت مسموع لمسامع سندرا وجوري مُراد حتى التفتت عليه جولي بغضب: اشش.....لا تسمّعها.... ماكس بعجل: راح روح على الشقة....امشي وانتي وياها بسرعة... ثم تحرك من امامهما أما جولي عندما رأت سندرا تعُاندها في المشي حملتها ومشت بخطى سريعة إلى ان خرجت ووصلت إلى سيارة اخيها ماكس ما إن أغلقت جولي باب السيارة حتى قاد سيارته ليُسابق الزمن إن كان فعلًا هربت خارج البلد فهذا ما لا يتمنّاه ولكن لن يكون صعبًا عليهم في البحث عنها خافت جولي من سرعته وزفيره القوي ما بين فترة وأخرى وبعد مرور عدّت دقائق وصلا نزل قبلهما من سيارته ورمى المفتاح على الحارس الشخصي ليوقفها في مكانها الصحيح نزلت جولي متعجبة من حاله وحملت سندرا على يدها بينما ماكس ركض لغرفة امير وبحث في الدولاب عن الصندوق.....رآه..... فتحه وهو يتمنى شيئًا بداخله ولكن عندما لم يجد جوازها هنا رمى الصندوق بقوة على الأرض وصرخ: افففففففففففففف سحب هاتفه سريعًا ، يعلم أنّ اذرع مُراد طويلة ومتعددة اتصل عليه ولم يُجيبه في المرة الأولى ولا في الثانية ............. كان جالسًا امام أخيه المُلقى على السرير صحى من سباته وادرك انه اصبح عاجزًا ودخل في صدمه وصمت طويل مما جعل مُراد يخاف من ردت فعله تلك بقي معه وهو يُراقبه ولكن بالأخير طرده ولكن بعد ان نام دخل ليطمئن عليه سمع رنين هاتفه ولم يجيب بسبب سرحانه وشدّت تفكيره في المرة الثالثة ادرك اهتزاز هاتفه في مخبأ بنطاله نهض رمق أخيه بنظرات الحزن خرج في الممر أجاب: هلا ماكس ماكس بغضب: اسمعني منيح.....نور...هربت برا فرنسا.... مُراد بذعر: كيييييييييييف؟ ماكس مسح على شعره: حنا مغفلين....كنا....نفكر..... ثم سكت لا يعرف كيف يوصل معنى ما حدث اردف بصعوبة: خدعتنا.......عرفت مكان.....الاوراق الرسمية...ياللي مخبيهم امير.....اخزيت الباسبورت وهربت مراد شتم اللاشيء وكان عليه ان يشتم نفسه حقيقةً! ماكس بنفس عميق: وبالمناسبة امير عرف انها هربت... مُراد اغمض عينيه لتعصب الأمور: ليش تقول له.... ماكس بصوت عال: بنتك ئلت إلوا......مو انت وعدتها تشوف نور...وهي تكرر بداياها....ومستجني علينا... مُراد بتفكير: اقدر اطلّع وين هي فيه خلال ساعتين.... مُراد : وهازا اللي بدي ايّاه..... مُراد بشتات: راح اكلم صديق لي....في الخطوط الجوية...ونظام الرحلات.....بس اعرف وين هي فيه راح اتصل عليك... ماكس : راح انتظرك باي ثم اغلق الخط في وجهه بينما مراد لم يتوانى في الاتصال بصاحبه لينظر للأمر! ......................... . . بينما في الغرفة ، كان يتألم من كتفه ومن الذعر الذي عاشه وذاقه يُريد أن ينهض للسفر لأمريكا وإنقاذ تلك المسكينة ولكن يشعر بالعجز.......حاول النهوض....وهو يزدرد ريقه......وبعد محاولات عدّه نهض.....سحب ملابسه المرمية على الكرسي والتي بها بقع الدم ارتداها بعجل وبصعوبة ......اخذ يتنفس بصعوبة من حركته السريعة ....والمؤلمة له...خرج من الغرفة .....مشى بخطى بطيئة.....وهو يُسند نفسه على الجدار......سقطت عينيه على مُراد المشغول في مهاتفته اقترب منه بصعوبة سمعه وهو يردف بالإنجليزية: اسمها نورة يوسف محمد الناصي قوّس شفتيه الاسم يعرفه جيّدًا صديقة ايلاف اغلق مراد الهاتف بعد ان شكر ذلك الرجل التفت ورآه فابتسم بسخرية: امداك تشافيت؟ طارق بصعوبة النطق: ما تبي تسمعني....قلت أقوم اسوي الواجب علي.... اقترب مُراد منه وبنبرة تهديد: جرّب تقرّب من اخويا وشوف راح قاطعه طارق بعد اقترب منه: اخوك اخذ حقه ......قمت عشان ...راح انقذ ايلاف.... مُراد دفعه بخفه : انقذها من نفسك وابعد عنها..... طارق ابتسم على مضض: لا تصدقني....بس إدوارد هددني فيها......عارف تقدر تحميها وانت مكانك بس انت مو راضي تصدق......فعن اذنك... ومشى عنه تاركًا مراد يردف: خبيييييييث! ثم دخل لغرفة أخيه وهو يفكر بنور! ............................... . . . كانت ترتدي على عجل من أمرها......تتحدث : ادعي ادعي انه المطعم مفتوح..... ايلاف وهي تجفف شعرها: يا بنتي ما قد شفته فاتح الصبح نور وهي ترتدي حذاءها: يمكن اليوم غير يعني.... ضحكت ايلاف: الحمد لله والشكر قعدي محلج بس احس مو فاتح.... نور بتأفف: لا........ما بقعد وبطلع ....وعلى فكرة تراني زعلانة من كلامك امس ايلاف نهضت سحبت حقيبتها من على السرير وبنظره حاده: والله ما قلت لج حجي يزعل قلت الصج لج وانتي مو راضية تتقبلين هالشي نور بتأفف: ااااااااااااف ايلاف اشارت لها: افين ....يلا طسي.... نور مسكت ايلاف وحضنتها بقوة دون سابق انذار ايلاف دفعتها عنها: وييييييييييعه وخري....شنو هذا..... ولكن نور عادت حضنتنها وبدأت ايلاف تتفلّت منها نور ضحكت بخفة ثم تركتها وحكّت ارنبة انفها ايلاف ضربتها على كتفها: مينونة؟ نور ابتسمت على ردت فعلها وبهدوء: فكرت امس بكلامك....صدق انا زعلانه ايلاف كنت ستتحدث ولكن اشارت نور بجدية: خليني اكمل ايلاف تكتفت ونظرت لها بملل: جلست اعيد الامر على نفسي واناظره من زاوية انا أخاف اناظر منها ايلاف ابتهجت اساريرها نظرت لنور وهي تهز برأسها لتكمل: حسيت وقتها بتذبذبي.....وخوفي.....انا لو أقول مسيحية راح اشوّه سمعتها وان قلت مسلمة الإسلام متبري مني ومن افعالي... ايلاف اشارت لها بأن تسكت ووضعت يديها على رأسها بصدمة: نور شالحجي.... نور بنفس متسارع: خليني اكمل ... ايلاف سكتت لتكمل نور: انا لا كذا ولا كذا... ايلاف بصوت يشبه الصرخة نقزت للوراء كردت فعل مخيفة : شنهوووووووووووو؟......كافرة يعني...... ضحكت نور رغمًا عنها: هههههههههههههههههههه لالا.... نور بجدية: انا مسلمة بس ما فيني .... قاطعتها ايلاف وهي تزغرط: كللللللللللوش.....خلاص انتي قلتيها بعظمة السانج انج مسلمة......بس مابي حجي ثانية .... نور بجدية: مسلمة بالمسمى بس.......حتى لم كنت ادّعي المسيحية كنت بالمسمى وبس....يا ايلاف......انا ضايعة.......مو عارفة وين وجهتي فيه....إن قلت انا مسلمة ......هذا ما راح يغير شي من كوني عاصية.... ايلاف بتفهم: عشان كذا كنتي...تقولين.. هزت رأسها نور : أي......ادري اني عاصية......سويت أمور....كثير....تغضب ربي......امور استحي اقولها لك....و ثم غصّت في بكاؤها ايلاف طبطب على كتفها: انّ الله غفور رحيم... نور مسحت دموعها: أمور كثير اجهلها.....في الدين الإسلامي......وامور كثيرة أصلا ما عرفها في الديانة المسيحية........حتى لم كانت تعلمني عليها ديانا ما كنت استوعبها لأني مو مقتنعه فيها.....بس كنت أخاف اواجه نفسي .......كنت أخاف اواجه هالتخبط اللي بداخلي بس امس عجزت أنام بعد كلامك....انا ابي اتغير.....قلت ابدي من هالنقطة ......عشان ابدأ صح....وفكرت...وحسيت اني....ما زلت على الإسلام......بس ما عرف أمور كثيرة فيه.....يا ايلاف..... ايلاف ابتسمت: خطوة حلوة منج.......بساعدج تفهمين أمور كثير صدقيني......بحاول ألملم شتاتج .....وبحاول اساعدتج في فهم الأمور .....وحل المسائل المعقدة اللي تجي براسج.... نور احتضنت ايلاف بشدة وبكت بصوت: وجودك مخليني شجاعة قدام كل التخبطات اللي اعيشها ........ ايلاف طبطبت على ظهرها واغمضت عينيها لا تريد أن تبكي: ووجودج مخليني اتناسى أمور وايد عجزت اتناساها وانا بذيج الفترة اللي صرت فيها لحالي... نور ابتعدت وقبلّتها على خدها: خلاص ما ابي ابكيك روحي الجامعة مسحت ايلاف دموعها سريعًا: شعقبى يا كـ.... ضحكت نور بينما ايلاف مرت من جانبها وهي تقول: باذن الله بشوفينه فاتح.......روحي....والقلب داعي لج..... أرسلت نور لها قبلة في الهواء ضحكت ايلاف بينما نور جففت دموعها وخرجت وبيدها حقيبتها .... كانت ع امل من ان ترى لها وجهة جديدة للهروب من حرب افكار الامومة وهفوات أنانيّة الماضي، والذّكريات المستحيلة لذا قررت أن تُكمل ما بدأته هنا لن تسمح لأي شيء كان يُحرقها بما آلامها مُنذ التسع السنوات يكفي تُريد أن تعيش بلا أوجاع نفسية وجسدية أخرى لذا قررت لن تُكمل مسيرة عملها كجليسة اطفال ، لأنها ادركت هذا العمل لن يجلب لقلبها إلا المآسي والندم وتدفق الذكريات وسيضيّق عليها محاولات النهوض والابتعاد عمّ حدث لها سابقًا! ستهرب بطريقة اخرى، وفي منحنى آخر وباندفاع اكبر عن مشاعر امومتها وعن محاولة سجنها في قوقعة الانتحار! ..... ازدردت ريقها ومشت بخطى واسعة لتشجّع نفسها على الاقدام وحينما اقتربت وسقطت عيناها على واجهة المطعم تقدمت اكثر وقرأت الاسم بترنّم وتنهّد مخيف! مشت بخطواتها لترى الباب مغفلا ونظرت للوحة الصغيرة التي تُعلن عن قفله بهذا الوقت(مغلق) تنهدت بضيق وشعرت باول الخيبات من هذا المنحنى الجديد من حياتها ولكن لم يبقى هذا الشعور مطولًّا بعد ان رأت احدهم يقوم بتنظيف الطاولات وترتيب المكان شعرت أنّ روحها عادت لمكانها مسحت على شعرها ابتسمت بتفاؤل في لحظة ارتعاش جسدها من البرد واخذت تطرق الباب بخفة لِلفت انتباهه التفت ونظر لها بتساؤل فأشارت له برجاء ان يفتح لها الباب فاشار لها بانه مغلق عبست بوجهها وطرقته ضامه كفي يدها برجاء ان يفتحه تنهد بضيق من إصرارها ترك ما في يده ثم مشى لناحية الباب فابتهجت اساريرها بينما هو فتحه تحدث بالإنجليزية: what do you want? (ماذا تريدين؟) نظرت لوجهه بهدوء : I want to see your manager (اريد ان اقابل مديرك) تحدث برسمية :Iam sorry…..he.. (آسف هو .....) قاطعته برجاء بعد ان ادركت جملته lease, let me see it. (رجاءًا دعني اراه) . . تأفف وخشي من ان يكون الامر مهمًا وخاصًا لرؤية صاحبه ولأنه لا يريد ان يطيل الامر امام الباب لكي لا يتجمهر الناس حولهما ويظنون انّ المطعم في هذا الوقت متاحًا لذا دخل الرجل تارك جزء من الباب مفتوحا لقطع النقاش مشى بخطى وهو يصرخ:سلطان...يا سلطان...تعال شوف هالبرصة وش تبي؟ فتحت عيناها على الاخر لكلمته لم تفهمها بالمعنى الحرفي حقيقة ولكن شعرت معناها كالشتيمة لذا غضبت وشعرت أنّ الأمر سيطول وهي لا تريد ذلك ابدًا تقدمت للأمام ودلفت من الباب واغلقته ورائها ليترك صوته العالي فالتفت وهو يردف بالعربية ظنًا منه أنها اجنبية لا تعرف حديثه: وش في امها ذي؟ قوّست حاجبيها بملل لوقاحته وكانت ستتحدث بسبب اسلوبه الهمجي هذا ولكن ظهور سلطان أمامها على حين فجأة اخرسها وهو يردف :خير شصاير؟ تحدث الاخر وهو يشير لها بلا مبالاة: هذي صدعت براسي الا تبي تشوفك....مادري وش تبي....بس واضح وراها بلا....والله يستر منها ...شوف وش تبي...خل تطلع من هنا .... لم تتحمل حديثه وفهمها له .....تقدمت للأمام رفعت صوتها قليلًا لتصدمه بقولها له: تطمن ما وراي شي......ولاني جاية عشان اجيب لكم لا مصايب ولا غيره فتح عينيه مذعورا: عربية؟ كتفت يديها وشتت ناظريه عنه بتملل، واخذت تحّك طرف انفها لتظهر له عدم مبالاتها لصدمته واحراجه الذي بان على وجهه كوضوح الشمس ! اما سلطان نظر لصاحبه وكأنه يعاتبه على أسلوبه الهجومي المنفعل شعر بالأحراج في وضعه أمامهما هكذا تحدث بحرج : عيسى روح ارتاح..... نظر اليه صاحبه بخجل فهم يريد أن يبعده عن المحيط المخجل الذي عاشه هز رأسه ثم توجه للداخل هاربًا من عينيها التي تمركزّت عليه في تلك اللحظة! . . اما سلطان نظر لها تقدم خطوتين للأمام ثم تحدث بهدوء وحرج في الآن نفسه بسبب موقف صاحبه: خير اختي شعرت بالتوتر والتخبط والخوف في الآن نفسه لا تدري كيف تبدأ وكيف تنهي الحديث معه بإقناعه في قبلوها للعمل معهم بللت شفتيها سريعًا ثم نظرت له وبكذب: انا قد قريت انكم محتاجين لـ وبتردد كبير ..اخذت ترمش عدّت مرات باضطراب واضح ثم اردفت: لموظف جديد...اقصد فهم قصدها وشعر بتوترها وباختصار اردف : اسف اختي ما نوظف طاقم نسائي... شعرت انّ الاكسجين انقطع في هذه اللحظة لن ولن تستلم لذا اندفعت بحده حديثها وتشاؤمها : وش هالصبح اللي طيّحني على واحد همجي والثاني عنصري!!! صدمت سلطان بعبارتها لذا أشار لها بتحذير :اختي إلزمي حدودك واوزني كلامك... نور لا تريد ان تخسر فرصة توظيفها هنا مسحت ع شعرها وادركت انهيارها هذا في غير محله سحبت هواء عميق تمتمت بالاستغفار! ثم نظرت له: آسفه وبنبرة مترجية: لكن انا بحاجة لهالوظيفة سلطان حك انفه بتوتر نظر لوجهها ولجديّة حديثها :وانا اسف ع اللي بدر من صديقي ......واسف مرة ثانية اني ماقدر اوظفك... نور ترقرقت الدموع في عينها لا تريد ان تعود لنقطة الصفر تحدثت بهدوء وبكذب لاستعطافه: انا حالي من حالك طالبة .......واظنك فاهم ايش يعني وكيف المعيشة هنا.... سكت سلطان وشتت ناظريه عنها! تحدثت برجاء: وش بصير يعني لو وظفتني سلطان بهدوء:اختي قلت لك الطاقم هنا كله رجالي......وانا مابي وجع الراس نور فهمت اشارته سكتت ثم اردفت بهدوء: والله فاهمه بس عادي لو تخليني اغسل صحون وبكذا ما راح اكون قاطعها : لا تحرجيني اختي اسف والله قاطعته وهي تمد كرت به اسمها الحقيقي كاملا ورقم هاتفها ايضا: يمكن تغير رأيك هذا اسمي كامل ورقمي عن اذنك وضعت الكرت ع الطاولة الفاصلة بينهما ثم خرجت وقلبها مكسور وعينيها مترقرقتين بالدموع ركضت لوجهتها الغير معروفة اخذت تظهر شهقاتها ممتدّة من صدرها خارجه من بلعومها وحتى مخرج فمها بصعوبة مسببة آلمًا لصدرها وضعت يدها على صدرها لتضغط عليه بقوة ركضت بعيدا عن قساوة افكارها وخوفها من البقاء في وحل الماضي وذكريات الم الولادة بكت بدموع بلا حرج من نظرات الناس من حولها الموقف لا يستدعي أن تنهار بهذا الشكل ولكن الضغوطات تسبب هذه الانهيارات التي ليس لها مبرر صريح ومعروف....صدمت بهذا وهذاك وهي تركض خائفة من كل شيء.....هاربة للاشيء! . . . بينما سلطان تأفف شعر أنّ قلبه مال للحزن عليها بلل شفتيه ثم مدّ يده لـيسحب الكرت قوّس حاجبيه ونظر لاسمها من باب الفضول وفي قرارة نفسه لن يوظفها مهما كان ظرفها لا يستطيع أن يكسر القوانين الذي وضعها من أجل أمان المكان !: نورة يوسف الناصي وضعت اسمها الحقيقي بلا خوف.....طبّقت حديث ايلاف في كل الأشياء واجهة مخاوفها التي تعصف بها الآن واجهة نفسها أنها لا تدرك شيء في الديانة المسيحية .....ادركت انها عاصية لدرجة مخيفة! واجهة نفسها بقول (أنا مسلمة) ولكن متذبذبة! واجهة نفسها بكتابة اسمها وربطه بذلك الرجل الذي تركها ليعصف بها الناس كما يشاءون ويحلوا لهم ادركت انّ نُكران هذه الأمور لن يجلب لها الراحة ولا حتى السعادة .....لذا كما قالت لها ايلاف عليها بالمواجهة وإن كانت النتائج مخيفة ومحزنة وهذي هي بداية المواجهات! ........... قوّس حاجبيه اخذ يفكر لمدة دقيقة وربما اكثر لقب العائلة جدًا معروف لديه ولكن يحاول أن ينكر الامر ولكن كيف اسم والدها كاسم ....... وبعد استيعابه وتقشعر جسده تحدث بذعر: مستحييييييييل شلووووووون؟ مسح على راسه ودار حول نفسه كل ما يعرفه عن صاحب ابيه المقرّب (يوسف) أنّ لديه ولدين ناصر وسعود وفتاة كان سيرتبط بها ولكن حدث ما حدث لتنفصل فكرة الارتباط هذه ولكن اسمها ليس نورة بل شيخة هل هناك سر خفي؟! أم تشابه أسماء اخذ يكرر : ياربي وش هالللغززززز بنت عمي يوسف!! . . من باب الاحترام وعظم صداقة ابيه ليوسف فهو يسميه كما تربّى منذ الصغر ينادي يوسف بـ (عمي) . . شعر لوهلة أنه أضاع حلّا للغز ما! فخرج من المطعم راكضًا وهو يتلفت يمينا ويسارا باحثا عنها فلم يجدها...تقدم للشارع الرئيسي اخذ نفسًا واخذ يفكر : شلون .....شلون بنته......ولّا مجرد تشابه اسماء اخذ ينظر للمارة بضياع أفكاره....... ثم عاد بإدراجه للمطعم وهو يفكر بعمق في الامر! لابد أن يصل إليها لمعرفة ارتباطها بيوسف.......لِم هو مهتم لا يدري ولكن الفضول.....اخذ يدّق رأسه دقًّا....سحب الكرت ووضعه في مخبأ الجاكيت نادى: عيسى أنا طالع..... ثم خرج من المطعم من جديد! . . . . . . . تم رمي الطُعم.... رمي الذكريات امام وجهها لتتدفق بشكل مستمر .....رمى الذبذبات وموجات صراخها.....رمى الحنين والاشتياق لوالدتها رغم كل شيء.....ركضت عائدة للشقة هاربة من كل الاشياء التي تخيفها لا تريد ان تستمر في وظيفتها كجليسة اطفال لا تريد ان يطول الامر وإلّا ستموت حسرةً والما وقهرا مما فعلاه بها امير وديانا.....بكت ع الكنبة منتحبة لعدم قدرتها على تجاوز كل الاشياء رغم محاولتها في العبور من امامهم! . . . بينما ايلاف بعد ان خرجت مبتسمة ومبتهجة في ايفاق نور على حقيقة امرها مشت بخطى متفائلة للحياة تبتسم للمارة باطمئنان ، تنهدت بسعادة وتمنت في هذه اللحظة رغم صعوبة تمنيها ولكن هناك رغبة صارمة في ان تتمنى لقيا طارق اليوم تشعر انها اشتاقت له، رغم انها خجلة من ان تراه وتضع عينيها في عينه ....فامر التحرش حدث امام عينيه دون وشوشة وهذا امر مخجل.....ولكن لا يهم ما يهمها اليوم ان تكتمل سعادتها بلقياها به....واحتضان عينيه بنظراتها .....حقيقةً هي خائفة من ان يتركها بعد ما حدث .....ولن تلومه ع ذلك.... إن فعل....هكذا فهمّت نفسها لا محال للومه...ما حدث صعب عليها ..فكيف به؟ ....مسحت ع شعرها .....ولم تدرك انّ هناك شخص نظر لصورتها التي تم التقاطها بالأمس ......لينظر لها اليوم بأفكاره الجديدة والخبيثة...ارسلوا له صورتها مع نور وما زالت رغبته بها تزداد.....ورغبته في اقهار طارق تزداد يوما عن يوم....علم انه لم يمت...ولكن لا يحق له ان يعيد محاولته في قتله فتلك قوانينهم الغريبة يحق له محاولة قتل الخائن بينهم مرة واحد وان فشل لا يحق له ان يعترض له من جديد لقتله والا طرد من عمله! وهذا الامر ممتع بالنسبة اليه ويعلم انه سيؤلم فؤاد طارق بخططه الجديدة....عندما راها تمر من ناحية الممر الذي يؤدي اليه اسند نفسه ع الجدار وتهيّأ للاستعداد في المغامرة رآى ابتسامتها ضحكتها....شموخها......مشيتها المتزنة جسدها الممشوق .....جمال وجهها الهجين!....رأى كيف تسترق النظر للناس لترمي لهم بعينها جزء من سعادتها ......ولكن لم يهمه ذلك كتم انفاسه عندما سمع طرق نعليها بالقرب منه اخذ وضعية الهجوم والاستعداد في سحبها بخفة وحقيقةً هذا ما حصل ما ان خطت خطواتها بالقرب من هذا الممر الضيّق حتى شعرت بتلك الايادي تطبّق على يديها والاخرى تُكمكم فمها شدها اليه كلمح البصر وكأنها مُعتاد على فعل هذا الأمر دون أن يجعل الناس ان يلاحظوه! خفة....ومهارة خبيثة يمتلكها قطّاع الطرّق ورجال العصابات والمجرمين! سحبها من الخلف ليجعل جسدها مستند على جسده ويحكمها بيديه عن محاولة الإفلات! كانت تتحرك بعشوائية لا يريد ان يلحظ احد حركاتها تلك لذلك سحبها لعمق الممر وكانت المباني قليلًا قريبة من بعضها لذا ضوء الشمس كان يخترق الممر بشكل عامودي لينبعث وينتشر منه الضوء للأسفل بشكل خافت ما زالت تقاوم يديه وهو ما زال يحاول أن يخرج بصعوبة الابره من جَيبه عضّت على يده بعد أن ادركت إصراره في شد جسدها ومنعها من الحركة وبسرعة ضربت بكعب نعليها على قدمه وكرد فعل منه تركها سريعًا و لتهرب لنهاية الممرفـ شتم نفسه هنا سحب نفسا لكتم الألم وركض خلفها تمامًا .. ايلاف بدأت ذاكرتها تسترجع الأحداث المرّة مؤخرًا لا تريد أن تكون ضحية اغتصاب أو ضحية قتل مجهولة التفاصيل فكثيرًا ما سمعت عن مقتل الطلبة المبتعثين في الأوان الأخيرة والتفاصيل تكون مبهمة او غير معروفة هي لا تريد أن تصبح واحده منهم تريد الحياة بشكل آخر تريد أن تنجو من هذي الأيادي الحقيرة . . صرخت مستنجدة ....قلبها ارتعب الم يكفي ما حدث لها قبل عدّة ايام......للتو شعرت بالسعادة كيف تثسلب منها خلال دقائق قليلة، شعرت انّ الموت يطبق بيديه على عنقها ويحتضن جسدها ويعتصره بقوته ...ارتجفت كل خلايا جسدها وهي تركض...سريعا ما جفّ لسانها وازدردت ريقها بصعوبة شدية أدّت بِها للاختناق لوهلة ولكن لم تدرك هذا بسبب ذعرها كحت مرتين وهي مستمرة في الركض! . . نظرت للخلف لتختطف نظره سريعة لم تتعرف على وجهه بسبب تجمع الدموع في عينيها....وتشوش الرؤية على عينيها....تريد والدتها حصة ......حضن ابيها مشاري........تريد حضن نور....أجل تريد نور الآن....تريد أن تختبأ في حضنها .....رغم أنه لا يسع حزنها فكلتاهما موجوعتين وعندما يحتضنان بعضهما البعض حزنهما يأخذ حيّزًا كبيرًا من احضانها ليخنقهما في نوبة البكاء صرخت :نووووور لا احد يسمعها، ازداد تنفسها في صعوبة سحب الهواء بينما هو اقترب منها اكثر وسحب حقيبتها بقوة ليضع ثقله عليها ويجعلها تتعرقل في ركضنها ولكن هي تركتها شتم نفسه من جديد هذا الممر طويل وهي تمتلك طاقة كبيرة في الركض هو لم يدرك أنّ طاقتها نفذت وما يجعلها تركض الآن هو الخوف فقط لا دخل في الطاقة الآن ....كل ما يحرك خلايا جسدها الذعر والخوف ادخلها في متاهات البيوت الضيقة اين الشارع؟ لا تدري هل هو كان مخطط لذلك؟ بكت بصوت عالي لاحد هنا......ماذا يحدث هل المكان مهجورا؟ ركضت ثم نظرت للخلف من جديد وليتها لم تلتفت التوت رجلها وسقطت عل وجهها حتى انضرب طرف ذقنها بقوة على الارض واحدث جرح صغير وربما ستخرج بعدها كدمة صغير لتنم عن الألم! وبسبب هذه الضربة عضّت ع طرف لسانه بشكل لا ارادي حتى جعلته ينزف بكت بالم ونهضت لتقف سريعًا على قديمها دون وعي للآلام ! أخذت تمشي خطوة للأمام وهي تعرج لا تدري كيف نهضت ربما ظله الذي يعلن عن قربه جعل معدل الأدرينالين يرتفع لتنهض وتدوس على قدميها وتسقط من جديد هدّأ من ركضه ومشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث على حالها اما هي زحفت ع بطنها الى ان حاولة النهوض نهضت من جديد وهي تنتحب بخوف الموت افضل من ان يحدث لها كل هذا الرعب صرخت :يبببببا ..............يممممه لا احد يجيبها سوى صوت قرب خطواته وتردد صوتها في المكان دون مُجيب! نهضت من جديد وهي تبصق الدم من فمها وتبكي كطفل اصاب بالأذى ويريد من يخلصه منه! مشت خطوة وخطوتين وثلاث ولكن شعرت بتطبيق يده حول خاصرتها اغمضت عينيها وجمدت في مكانها وشعرت بانقطاع الاكسجين من حولها شعرت بمرارة الدم وكثافته في فمها شعرت باستنفار خلايا جسدها من مسكته...شعرت بالخوف.....والذعر منه شعرت انّها على حفة شفرة من الاغتصاب او الموت او التعذيب او.....لا تدري أي الاحداث ستتجرّع مرارتها بعد أن ظفر بها! همس بلغتها العربية المكسرة: لا تخاففففففي جعلتها لا شعوريًّا ترتجف ما بين يديه شدّت على جفنيها وهي مغمضة......ازدردت ريقها لتبلع معه الدم المّر بكل خوف حاولت برجفة يديها للمرة الأخيرة ان تزيح يديه من عليها ولكن طوّق جسدها بيديه اكثر وشد عليه ليوقف مقاومتها له وبكت وانتحبت هنا وهي تكرر :اسفه يمه....ييييبه..... مو قادرة مو قادرة .... تتكلم بهذيان ......تشعر انها تحلم .....دقائق وستستيقظ من كابوسها هذا وهي في حضن والدتها الدافي....لن يطول الامر ....لن يطول....فتحت عينيها تريد أن ترى ما تخيلته وعندما شعرت بالخيبة همست :طارق ولكن فجاة ع اسمه شعرت بوخز الابرة في رقبتها .....وشعرت بوجعها في تلك اللحظة.....وبضعفها واستسلامها....لنفاذ صبرها .....وطاقتها......افرغ السائل ثم سحبها بلطف رفّ جفن ايلاف للأعلى تحاول مقاومته....تهمس : يمه.......يبه.... شعرت بثقل جسدها قليلًا وتنمل أطرافها : نووووور........طااارق.... ولكن ما هي الا دقيقتين حتى تدلّى راسها للأمام ومن جنون أفعاله قبّل مكان الوخز بلطف ثم همس (مترجم): لن اؤذيك....فقط سأؤذي قلب محبوبك عزيزتي! حملها بين يديه ثم مشى للوجهة التي يعرفها، بهدوء .....رجليها أصبحت متدليتين وكذلك رأسها ويديها....حُملت على ايدي اقدار أخرى.....واحداث متفرقة الطّرق.....وعلى مسميات لا تذكر ......دلال نجّت من حبها وجورج تسلّط عليه من يأخذ بثأر دلال دون أن يدرك ذلك! وطارق اخذ حق السنوات الضائعة بمقابل ضياع شخص لا يعي شيء من كل هذه الأحداث المترابطة ببعضها.....حُملت على مبدأ الانتقام ......واستخدامها كوسيط للوصول إلى مخاوف العدو ولكن ......تحريكها في منتصف هذه الخطة لم يحدث إلى انعاش للماضي...... ولإرسال نبضاته إلى كل من سكنت روحه لتذكيرهم بما فعلوا.......اما هي الآن ستدفع ثمن الجميع ليس فقط ثم رغبة طارق في الانتقام! .............. . . وصل السيارة فتحوا الحرس له الباب ادخلها ثم دخل بعد ذلك اغلقوا الباب وانطلق السيارة إلى مصير جديد وحياة جديدة.......واحداث لا عناوين لها! ................. . . . يريد أن يتحدث يستفسر عن حديث عمه يشعر بلغز كبير في حياتهم ويخشى ان يكون حله صعبًا ونتائجه وخيمه اليوم اخرجوا والده من المستشفى ......بطلب منه وبخروجه على مسؤوليته ......الجميع اصبح في منزله.....من أرادوا المجيء ومن لا يريدوا..... اصبح جالسًا في وسطهم رغم محاولة الجميع في جعله ان يستلقي على سريره بينما سعود ما زال يفكر باللغز يريد من ابيه ان يسترد وعيه وصحته للتحدث معه من هذا الباب . . تحدث أبا سلطان: لا وجهك اليوم يبشر بالخير......ما فيك إلا العافية وانا خوك بس شد حيلك......واهتم لصحتك......ولا تهتم بشي ثاني... يوسف.... فهم حديث صاحبه كيف لا يهتم كيف؟ واخذت نورة تحتل جزء كبير من عقله.....واخذت تأتيه في منامه بشكل مكثّف ومخيف...... تأتي على هيئة طفلة رثّة الثياب...بعينين غارقتين...ووجه مسود.......ويدين مقطوعتين....وشعر منكوش....تكرر بصوت مخيف وغريب لا يمت لنبرة صوتها التي يعرفها بصلة (خايفة) هذا الحلم أوقع به على فراش الموت ولكن نجى منه بقدرة قادر هز رأسه متنهدًا بو خالد لا يعرف كيف يخفف عن أخيه ولا يعرف كيف يُسعده ولكن يدرك انّ الأمر ليس هيّن واصلاحه صعبًا وتأنيب ضمير أخيه جاء متأخرًا ولكن سيحاول معه في أصلاح الامر ولكي يخفف عن أخيه ويغيّر من الأجواء الكئيبة رغم انه اتفق معه على عدم الإفصاح عن الامر ولكن هو يشعر بابنه ويشعر انّ الأجواء الحزينة ان استمرّت ستجلب الاسالة وستحزن قلوب كُثر لذا قال: ما عليك شر يا خوي....والف الحمد لله على سلامتك تحدث أبا ناصر بوهن: الله يسلمك..... بو خالد تحمحم : احم....وانا خوك دامك قمت بالسلامة.....ووفينا بالنذور.....والعيلة تجمعّت....والفرحة اكتملت بالوجوه الغانمة ........حاب اخلي هالفرحة فرحتين.... بندر وخالد نظروا لأبيهم كردت فعل تنم عن صدمتهم وابا سلطان نظر إليه بخوف مما سيقوله بينما بو سيف نظر إليه باهتمام عزام لكز سيف وبهمس: لا يكون بزوجّه على خالتي سيف ابتسم على ذبه أخيه : اهجد عزام لكز خاصرة سعود ليغيّر من أجواء صمته وحزنه: الحق خالي بزوّج ابوك على امك... سمعه قصي ليبتسم ببهوت: شكلهم الاثنين مع بعض ضحك بخفة ناصر : قسم بالله عليكم خبال حتى في وقت الحزن ههههههه بندر التفت عليه بعد ان سمع ضحكته: شفيكم تتهامسون.... رد جاسر على ناصر: أي حزن .......صدقني الحين بنقوم نرقص دبكة على خبر زواج ابوك... بندر فهم أنهم يحاولون تلطيف الأجواء لذا (درعم ) في الحديث: وانا اشهد... خالد نظر لوالده يريد ان يكمل فقال: انا شاري قربك يا خوي...... بندر وقع قلبه في رجليه خالد نظر لسعود وناصر الذي حدقوا به بينما عزام همس لجاسر: اوه أخيرا بصير عندنا فرح جسار لكز خالد: من متى قررت تزوّج؟ خالد مصدوم هل حقًا سيقرر ابيه عنه ويخطب شيخة له؟ ولكن اكمل أبا خالد: طالب يد بنتي شيخة لولدك بندر! كان بندر متوترا سحب كأس الماء ليشرب ولكن ما إن سمع حديث ابيه حتى شرق بالماء قصي طبطب على ظهره بخفة وبندر منصدم من ابيه : كح كح كح... التفتت الأنظار عليه وضحك ابيه بخفة يعلم أنه صدم بينما عزام همس: فشلتنا .......اهجد ..... سعود ضحك بخفة...... بندر عندما شعر انّ كحته مستمرة نهض مستأذنًا فهمس جاسر: اويلي استحت العروس لكزه سيف : اهجدوا خلونا نسمع..... اكمل يوسف: تعرف يا غازي البنت تو.... قاطعه بو خالد: عارف.......ولكن يا خوي.....ما ودي اطوّل السالفة والولد شاري البنت.... ناصر قوّس حاجبيه بعدم رضى فحال والده ليس في محل اخذ وعطى في هذه الأمور اما سعود بدأ يندمج بالحديث مع عزام وبهمس: الله بيزوج قبل خالد.... عزام بهبل: متولّع في اختك ......ما عليه شرها... سعود وسّع حدقت عينه عزام ضحك واستوعب جملته فقال: اسفين اسفين يا ولد الخال..... جسّار شاركهم الهمس: والله وطلع يعرف يحب.... خالد نظر لأخيه الذي عاد إليهم من جديد وعندما جلس قال: انت قايل لأبوي يخطبها لك؟ بهالاوضاع ذي... بندر هز رأسه بلا اكمل يوسف: نسال البنت يا خوي وان شاء الله تسمعون اللي يسرك انت وبندر.... بندر ابتهجت اساريره ظنّ انّ الامر سيطول ولكن ما حدث اصبح في صالحهما وليس كما يظنون قصي لكزه: اووووووه شعليك بتعرس..... سعود: وبنصير نسايب...... ناصر ضحك على طريقة تنرم الكلمة من أخيه..... بو سيف شعر أن وجد طريقًا لقول: ودام اليوم يوم الافراح.....اجل اسمعوا..... عزام همس لأخيه سيف: ايش عنده الوالد تحمس... سيف ضحك بخفة عنه: هههههههه اكيد بقول عن قصي... قصي سمعه: ان شاء الله.....يارب... جسار: خذ لك شوفوا المتولّع الثاني... سعود بفضول: بمنو متولّع قصقوص؟ قصي ضرب فخذ سعود: فيك يا قلبي... سعود : ويييييييييييييييع ناصر أخيرا شاركهم: هههههههه ابي اعرف متى تقطعون عادت الهمس ذي......ولا ضحك على الصامت الله يفشلكم.... خالد ابتسم: كانهم طلبة في حصة رياضيات.... سيف ضحك بخفة بينما اردف سعود: ها ها ها والله ما ضحك ما تعرف تنكت يا خويلد... خالد رمق بنظرات: تكفى عاد اضحك! عزام: بدأت أجواء الضراير الحمد لله والشكر جسّار : هههههههههههه ........ بو سلطان ابتسم: الله يدوم الفرح ......اي وش بقول لنا يا بو سيف بو سيف بهدوء: الحمد لله بعد الزن والحن .....احد من هالثلاث ....قرر يزوّج وأشار على قصي وجسار وعزام الذي همس: لا حول ولا قوة الا بالله دايم مخلينا ضد الزواج جسار: اصبر بجيك نصايح الحين على كيف كيفك سيف ضحك بخفة .... بو سيف: قرر قصي يزوج وخطبنا له من عيلة السامي.... بو ناصر ابتسم: مبروك الف الف مبروك..... بو سلطان: والله زين ما ناسبتوا....عيلة السامي معروف عنها بالاخلاق والسمعة الطيب.... .... جسّار بهمس لقصي: واخذ لك احلى تطبيل الحين.... ناصر بضحك: ههههههههههه استغفر الله قصي لكز كتف أخيه: جببببببب ... بو خالد: ورا ما زوج عزام وجسار... عزام بهمس لأخيه: بدأ أسلوب التحريض جسّار: قوم قوم ننحاش.... سيف: ولعنه اجلسوا بس... سعود ضحك: هههههههههه دوروا لكم مخرج.... ............ بو سيف: متى ما نطقوا مثل اخوهم وقالوا يبون يعرسون زوجانهم...... بو خالد التفت عليهم: ومتى تبون تعرسون... ضحك بو سلطان : ههههههه حجر عليكم خالكم.... جسار همس لعزام: رد رد....ولا بقوم اسوي سالفة... قصي ضحك: ههههه وش بسوي يعني.... عزام نظر لخالد : اصبر بوهق معاي خويلد... خالد سمع وفتح عينيه على الآخر قال عزام: باذن الله زواجي انا وجسار وخالد مع بعض خالد همس له بعصبية: الله ياخذك... سيف بضحكة وهمس: تعرفون توهقون بعضكم هههههههه ناصر احمر وجهه وهو يكتم ضحكته بو خالد ابتسم: ومهر حريمكم نذر علي....... بو ناصر بدأ يندمج معهم وتحدث مبتسم: ونزوج ناصر معاهم وتكاليف زواجهم علي..... ناصر نظر لوجه عزام وكأنه يقول(حسبي الله عليك) وغمز له عزام جسار همس لهم: مصيرنا واحد لاحد ينطق وقول يبي يعرس إلا وهو مشاورنا عزام بتعزيز: بسوي قروب خاص فينا قصي بضحكة خفيفه: ههههه سموه رجال تحت الحِصار سيف : هههههههههه حالكم مستعصي.... سعود رفع كفيه للأعلى: الحمد لله ما جاني الدور.....الف الحمد والشكر لك يا رب... .......... بينما قصي تذكر امر مُهره فهمس في اذن عزام: عزام تكفى لحد سال عني صرفه لازم اروح لمهره... عزام بجدية نظر له وبنفس الهمس بحيث لا احد يسمعها: ليش فيها شي؟ قصي بهدوء: لا لا....بس تعرف... عزام ابتسم وغمز له: خلاص فهمنا ياخي روح روح... قصي : عارفك بذلني... عزام بابتسامة خبث: حبيبي اللي يعرفني والله قصي هز رأسه بأسى وخرج من المجلس بعد ان استاذن . . . اما في صالة النساء ، الفرح والسرور.....يدور حولهم ويخترق وجوههم ولكن كما هناك عزام وجسار هنا نوف وشيخة نوف لكزت شيخه: قومي نروح غرفتك مابي اسمع سواليف الكبار شيخة رمقتها بنظره وبهمس: متأكدة ؟ نوف ضحكت على نظراتها: عندك شك...؟ شيخة : أي والله نوف بملل: جد قومي عندي لك سالفة بمليون شيخة بحماس : قولي والله نوف بهدوء: والله شيخة شعرت بجديّة نوف نهضت وهي تقول: عن اذنكم ...... ثم نهضت نوف .... ام ناصر: الا كيفك يا الجازي وكيف عبود بعد عمري .... الجازي تحاول بعد ما حدث في الأوان الأخيرة تبتسم : بخير . . ام سيف نظرت للجازي وللتغير الذي طرأ عليها تنهدت على حالهما : بعد عمري كبر....يا جعل افرح فيه معرس ابتسمت الجازي وقبّلت ابنها..... . . في غرفة شيخة شيخة جلست على طرف الجازي: هاااا وش عندك.... نوف بلا مقدمات وضعت الهاتف في وجهها وسحبته شيخة من يدها واخذت تقرأ الرسالة وبعد أن انتهت قالت بصدمة: سيف والجازي مزاعلين... نوف جلست بالقرب منها: أي صار لهم يمكن شهر ونص ......وووصلت للطلاق... شيخة شهقت: ....هأأأأأأأأأأأأ......لا قولين.... نوف تكتفت: مع الأسف.....ومثل ما تشوفين حتى هو سيف يفكرني احرضها على الطلاق..... شيخة بعدم فهم: منو غيره يفكر كذا... نوف بنبرة حزن: ابوي.... شيخة بشك: وانتي صج نوف باندفاع: مجنونة؟....اكيد لا مابي اخرب حياتها بس هي مكسورة من سيف.... شيخة عادت تقرأ بصوت عالي: رجاء نوف.....حاولي في الجازي تغير رأيها .....ولا تحاولين تأيدينها على خبالها.....تكفين....تذكري عبد لله......حاولي هي تسمع منك.... ثم نظرت للنوف: شمسوي فيها هو هاللي طلبت هالطلاق ..... نوف جلست وبتهديد: بقولك بس أمانه ما تقولين لأحد.... شيخة نهضت أغلقت الباب ثم جلست امام نوف الذي بدأت تتلو عليها ما حدث بين سيف والجازي وبعد ان فرغت شيخة اخذت تسب وتشم سيف : الحييييييييييييييوان بعقله هو لم يقول لها كذا.... نوف كمكم فم شيخة: اششششششش لا حد يسمعك ويا ويلك لو قلتي لأحد شيخة وجهها احمر: ليش وش شايفتني وبعدين من حقها تطلب الطلاق هالزفت عيشها في حالة نفسية ....الله ياخذه.... نوف تشعر انها ابتلشت في ردفت فعل شيخة وضعت يدها على رأسها : قصري حسك..... شيخة اخذت نفس عميق: قهرني .....ليش الحين صار يبيها.....هالثور....وين عقله لم يعترف لها يحب ......بنت عمه ....والجازي بعد عمري خايفة تخرب بيت ذيك ....وساكتة ومو فاضحته التبن.... نوف : سمعيني الحين طلعي من صدمتك.... شيخة بنرفزة: شتبين؟ نوف تخصرت: لا تحطين حرتك فيني قومي حطيها في سيف..... شيخة نهضت: والله ودي ادوس في بطنه الكلـ..... نوف ضحكت ثم قالت: ههههههههههههه المهم ابي مساعدتك شيخة سكتت لتاخذ نفس حقًا لا تلوم الجازي على ردت فعلها ابدًا..... : اساعدك في ايش.... نوف بهدوء: اثبت للكل اني ما احرضها.... شيخة بنرفزة: لأنك غبية لو مكانك احرضها ...واقنعها بعد.... نوف نهض وسحبت شيخة من يدها واجلستها بالقرب منها رغما عنها: لأنه عقلك عقل بزر.... شيخة فتحت عيناها على الآخر: ايشششششششششششش.... نوف بنرفزة: شيخوه هجدي خليني أتكلم لك مثل الاوادم........وجع اقلقتيني تراك...... شيخة مسحت على وجهها: تكلمي.... نوف: مابي الجازي تطلق......حرام عبد لله يعيش بعيد عن ابوه ....وعن امه.... شيخة بتعاطف كبير مع الجازي: ومو حرام اختك تعيش بألم معه هالـ....استغفر الله بس نوف جارت بعينيها : اففف.....منك ..... شيخة : تراك مو طبيعية احسك صافه مع سيف.... نوف باندفاع: مو صافه معاه......بس هو غبي.....كان مذبذب.....وفجأة حس انه فعلا وقع في حبها.....وندم.....المفروض الجازي تعطيه فرصة..... شيخة لم تتحمل حديث نوف وفعليا غضب: لا ابد ما فيك عقل انتي... نوف لتختبرها: لو مستقبلا بندر سو فيك مثل ما سوى سيف للجازي تعطيه فرصة.... شيخة بغضب اكثر: لا طبعا حتى لو اموت على التراب اللي يمشي عليه.... نوف بشك: حتى لو بينكم عيال.... شيخة بانفعال: حتى لو بينا درزن عيال.... نوف : والله وقتها بكون الكلام غير.....بس سمعيني....هو طولة هالشهر يحاول يراضيها........وهي موجوعة منه.......وعشان تثق فيه هو لازم يتحرك وسوي أشياء تخليها تحبه مو تباعد بينهم وبينه......هو الغبي باعد نفسه عنها على شان تطخ ......وترضى.....بس هالشي مسوي فجوات بينهم..... شيخة كتفت يدها: احسن...... نوف نهضت وبجدية: شيخة ابيك لي عون لافكاري مو فرعون...... شيخة بجدية نظرت لعينين نوف: مو جاية اتقبل والله .... نوف : والله كنت مثلك.......بس والله حرام هي تتعذب ....وعبود متشتت بينهم.....وسيف واضح ندمان .......عارفة غلطان......بس مابيهم يطلقون...... شيخة : نوف اختك موجوعة منه ودامها هي أصلا مو متقبلته ومتنفرة منه مهما سويتي ما راح تقدرين ترجعينهم لبعض..... نوف بحزن: بحاول عشان لا يفكروني أحاول اهدم حياتها مثل ما يفكرون..... شيخة مسكت اكتافها: طز في أفكارهم........ ثم بتفكير: اممممم .....انتي تشوفين اختك مثلا تحب سيف....بس تكابر عشان الجرح اللي سواه فيها ....وفكرت كذا.... نوف بجدية: لا....ماحسها تحبه ابد..... شيخة بهدوء: اجل ليش تحاولين في شي مستحيل..... نوف ولي اوّل مرة تتحدث بتلك النبرة : مابي عبد لله يعيش في تذبذب الجازي......مابيه يحس بالنقص....مهما حاولوا بعد الطلاق انهم ما يبون يحسسون انهم بعاد عنه هو بيحس يا شيخة......ابوه مستحيل بيظل على ذكراها اكيد بيزوج وبجيب عيال وبيقل اهتمامه فيه وهي فيه احتمالين يا انها تزوج وهم تلهي مع زوجها وعيالها يا انها تدمر روحها وتفني عمرها عشانه........ومابي انا يصير هالاشياء.......ولا ابي عبود يحس بالـ نقص......انا عشت شعور النقص بعد وفاة امي......عارفة راح يعيشه رغم الاثنين بكونون موجودين بحياته....فهمي قصدي.....يا شيخة فهميه..... شيخة لم تتوانى في حضن نوف .......طبطبت على ظهرها وحاولت نوف ألا تبكي همست شيخة: فهمت.....فهمت نوف.... نوف ازدرت ريقها ابتعدت ومسحت على وجهها : يمكن الجازي تشوف الطلاق حل....وفعلا يكون هو الحل الصحيح.....بس اكيد وراه عواقب انانية انا اشوفها.......هي بس لو تحاول وتجرب ......لو تحس مو قادرة تكمل.....هنا ما راح الومها....هو جالس يحاول من طرفه بس.......وهي بعيدة....وهالشي ما راح يجيب نتيجة.... شيخة بعدم فهم: يعني..... نوف هزت اكتافها : بحاول اسوي بينهم صدف بدون ماحد يحس لا هي ولا هو.... شيخة سكتت ثم قالت: كيف؟ نوف بنفس عميق: اول صدفة اليوم ببيتكم.... شيخة بخبث ابتسمت : فهمتك بس شلون نوف بادلتها الابتسامة: بسوي نفسي مغمى علي ودامه هو دكتور العيلة بيدخلونه يشوف حالتي ودامها تخاف علي مثل ما تخاف الام على بنتها ما راح تكون بعيدة عني وبكون قريبة مني وكذا... قاطعتها شيخة بصرخة: يييييييييييييييييييمه منك.... نوف ضحكت: هههههههههههه جب خليني اكمل الخطه..... شيخة بحماس: كملي كملي نوف بهدوء: يمكن هو يفهم ......ويبدأ هنا شغل انتهاز الفرص ويقرب منها.......بس هي لو تكشفني مو بس بتصفقني .....بتتبرأ مني وهالشي يعتمد عليك.... شيخة بفجعة: شلون؟ نوف بهدوء: بسيطة.....ابيك تسوين ضجة ....ودخلين الرعب في قلوبهم لدرجة ينسون اساميهم.....ابيك تسوين فوضى في عقلهم ما يركزون علي من شدة خوفهم.......يعني الجازي تفهم حالتي لأغمى علي في حالة ارتفاع السكر وانخفاضه وتعرف تتصرف....... شيخة بتفكير: امممم شوفي دامها هي تعرف حالتك وبتعرف وش فيك من اول نظرة لازم نسوي لك شي يجيب الشك.... نوف بعدم فهم: شقصدك... بلا أي مقدمات شيخة رفعت يدها وضربت نوف على وجهها بقوة حتى صرخت نوف وسقطت على جانبها أما شيخة اخذت (تنقز) في الهواء وهي تحرك يدها التي ضربت بها نوف من شده الألم وهي تقول : آي يدي آي راحت فيها آييييي.....وجع وجع .....اي... نوف مسكت خدها ونهضت غاضبة : يا كـــ....ليشششش؟ شيخة نفخت بالهواء على يدها بوجع ونظرت للنوف: الله وجهك صار احمر....كذا تقنعين الواحد بس يا ريت يطلع دم من خشمك.... نوف ضربتها على كتفها بقوة: لفيتي راسي لف وجع وش هاليد......خشبة مو يد والله..... شيخة حدقت في منخرين نوف وبجنون نقزت: الله دم دم والله دم... نوف نظرت لها بغضب ثم تحسست بيدها انفها وشعرت برطوبة عند منخريها وصرخت: الله يلـ.......شاليد..... شيخة ماتت ضحك وانحنت للامام ثم قالت بعد أن هدأت: حطيت حرتي كلها فيك......والله مقهورة من سيف.....سويت مثلا الأفلام عشان يطلع دم...... نوف ضحكت بخبال : هههههههههههه سددتي الهدف الحين عليك بالتمثيل يا خطيييرة..... شيخة : لالا صبري... نوف بفجعة: ناوية تكسريني صدق انتي....خلاص ما بتحس وجع.......ولو حسوا بالدم اللي في مناخيري....الفي لك كم كذبة نوف ضحكت على كلمتها الأخيرة ونظرت للدم البسيط : ههههههههههههه ما بلحظون إلا أصابع يدي على خدك.... نوف بلا مقدمات صفعتها على وجهها هنا بقوة ولكن لا تجاري قوة شيخة لها صرخت شيخة: وجججججججججججججع... نوف: قلعتك وحده بوحده والحين بسوي نفسي مغمى علي ...ونزلي صرخي .......خلي بيتكم يهتز...حاولي كل اللي بالمجلس يسمعون صريخك.... شيخة بخوف وتردد: تخيلي ما يدخل هو....تخيلي يدخل اخوك ولا ناصر وسعود.... نوف غمزت لها: كذا انا الربحانة والقط لي عريس..... شيخة ضربتها على كتفها: حيوانه ........اعترفي اعترفي خاقة على ناصر ولا سعود... نوف بشهقة: هأأأأأأأأأأ لا ذا ولا ذا....يلا طسي لا تفلمين لي....الحين.... شيخة : والله نويّف لو ننكشف ترا بنعض الأرض. .. نوف بحيرة: ادري....بس شسوي....يعني......نحاول.... ولتخفف من توترهما: ومنها تشوفين حبيب القلب.... شيخة عادت وضربتها على كتفها: قليلة ادب.... نوف مسحت على كتفها: خلاص طيحتي كتفي.... شيخة ضحكت وحضنتها من جديد وقبلت كتفها وخدها نوف ابعدتها: وخري ......تراني مو بندر صدق اشبه بس مو حيل... عادت وضربتها على كتفها ولكن نوف دفعتها: يلا روحي صارخي.....لقالوا اشفيها .....قولي مادري.....ولو شافوا صفعتك لي....وحسوا قولي تهاوشنا وتضاربنا وتركي الباقي علي..... شيخة اخذت وضعية الاستعداد: تمام يلا .... ثم خرجت شيخة اما نوف تنهدت واستلقت على الأرض كوضعية المغمى عليها! . . نظرت لابنتها وهي تصور المنتج لمتابعينها وتمدحه لهم وبعد ان أغلقت الهاتف تحدثت: لولوة ....متى بتتركين هالشي.... لولوة وهي تُرجع شعرها خلف اذنها: يمه شفيج علي.....انا اخذت اذن من ابوي ومنج قبل لا اصير فاشنستا شغيّر الحين..... تحدثت بصوت شبه حاد: الاشاعات اللي تطلع عليج والصور اللي يدزونها لي ....غيرت نظرتي هالطريج هذا ما فيه خير ابد....... لولوة تحدثت: يمه انتي وولدج صايرين تعطون الناس اكبر من حجمهم اهم شي انتوا واثقين فيني......والباقي مالي شغل فيه..... تحدثت بجدية: هالشي بأثر حتى على نصيبج.... لولوة بعدم مبالاة وهي تحدث بشاشة هاتفها: الرزق بيد الله يمه..... نهضت والدتها بتأفف: انا بكلم ابوج يشوف لج صرفة.... لولوة مضغت العلك بهدوء: يمه ريلاكس .....شنو شايفة هالمرة وخلاج جذيه علي.... لم تتحدث دخل هنا والدها الذي قال: ها جهزتي يا دلال.... دلال بمزاج متعكر: لا هونت ما بروح مكان.... تحدث بعدم فهم: ليش نو صار؟ لولوة نهضت : بس عشان شافت الاشاعة اللي طلعوها علي... مشعل بهدوء: دلال انتي تعرفين الشهرة و... صرخت هنا دلال: هالمرة إشاعة على شرفها يا مشعل شنو اكثر من جذيه؟..... انصدم بل صعق نظر لابنته التي خافت من نظراته: شنوووووووو؟ لولوَة لتهدأ الامر: يبه اشفيك بعد أنت.......أكيد.... قاطعها: إلا هالشي....... دلال بتأييد: عشان جذيه أقول لها تترك هالخرابيط وتكمل دراستها احسن بوايد من هالشهرة ...... مشعل رمق ابنته: الحين خلينا نروح موعدنا وليينا نتفاهم.....اصلا انا ماوعايبني اللي قاعد يصير.... لولوة بزعل: يعني شلون.... مشعل بحده: اخوج مو صاير يدش البيت بسبب شهرتج يا لولوة ....وسكت ......بس توصل للشرف لا .....مو ناقصين ...حجي......ويا دلال وريني المقطع ولا المكتوب عشان اقاضي قليلين الادب وارد اعتبارها وتعتزل بعدها... دلال ارتجف قلبها حينما قال(إلا الشرف) عادت بها الذكريات للوراء وإلى ايلاف بالاخص تنهدت وهزت رأسها بينما ابنتها صعدت للغرفة والدمع في عينها مشعل: يلا مشينا تبعته وفي قلبها غصة وخوف.....وذعر...وما زالت تكرر بداخلها (الله ياخذج وافتك منج يا ايلاف) .............. . . هناك في وسط الغرفة ، الشعور يزداد ......والخوف والفرح يختلطان ببعضهما البعض......تشعر بالارتياح بعد فضفتها ......بعد ان اباحت عمّ يخالجها من الداخل.....تشعر الآن هي راضية عن نفسها ولكن هناك وقت طويل لكي تتقبل فيه قصي! بالشكل الذي خرج فيه في أوان الأخيرة ولكن ستحاول وكما هو يحاول أن يصلح ما بينهما ستعطيه فرصة وستعطي نفسها فرصة جديدة مسحت على بطنها بهدوء بللت شفتيها ثم اردفت: صدق يعني الحين انت او انتي تبين تشمين العطر ليش احس ابي اشمه...... ثم نظرت للساعة وبتوتر: صدق قصي تأخر....المفروض جابه لي.....ليش ما جابه..... ثم سكتت لوهلة تفكر: اتصل عليه؟ لالا ..... ثم تذكرت امر شهقت ونهضت: لحظة امس هو ترك....اي... ثم نهضت تركض لناحية سلة الملابس نظرت لثوبه سحبته استنشقت العطر الذي يتخلله ثم اردفت: لالا مو هذا العطر... وفجأة ركضت بعد ان شعرت برغبتها بالاستفراغ لناحية الحمام وهنا انفتح باب الشقة انحنت على المغاسل اخذت تستفرغ سائل اصفر اجهدها في إخراجه لأنها لم تاكل شي تشعر بعدم رغبتها في الاكل وتشعر بتغير طعمه في الأوان الأخيرة! . . بينما من ناحية أخرى قصي دخل سمع صوت كحتها واستفراغها ركض لناحية الحمام رآها منحنية على المغسلة ترشح وجهها وتغسل فمها وعينيها مترقرتين طبطب على ظهرها وهمس: تعبانة؟ هزت رأسها بلا بينما هي سحبت المنشفة الصغيرة المعلقة على الحائط جففت وجهها واردفت بهدوء: جبت العطر؟ قصي ابتسم: أي.....تعالي ..... اخذت نفس عميق جلست على طرف السرير مد لها العطر اخذته وبدأت (بطشه) على يدها وفي الهواء واخذت تستنشقه بصوت مما جعل قصي يضحك ويقول: ههههههه مهره مو من جدك ......كأنك مدمنة.... مُهره بحساسية: تتمصخر علي؟ قصي خشي من ان تكبر الامر: لا.....امزح معك.... مُهره بلا مقدمات اردفت: ابي معصوب! قصي بصدمة: نععععععععم؟! انتهت قراءة ممتعة للجميع حاولت اني ما اتاخر عنكم رغم الضغوطات اللي امر فيها حاولت اعطي البارت حقه ما ابي امشي وبس في الاحداث احاول قد ما اقدر اعطي كل بارت حقة وماستعجل في شي ولا اتسرع في تمشية الاحداث لذا اتاسف لو طولت عليكم ولو طولت الرواية في ختامها الظروف اللي تحصل لي تعيقني في الكتابة وما ابي اقحمكم في ظروفي واحاول اوفق بين الاثنين! واعتذر عن الاخطاء اللغوية او الاملائية اللي تتخلل البارت كالعادة حاليا انزل بدون ما اراجع البارت لضيق الوقت لا تنسون التقييم وتفاعلكم محبتكم شتات |
|
|
06-27-2020, 05:32 PM | #29 |
البارت الثالث والعشرون . . . . احمرّت وجنتيها إلى الآن لا تعرف كيف تتصرّف مع قصي تشعر أنّ هناك حواجز لا تستطيع أن تتجاوزها معه ولكن هرمونات الحمل اليوم جعلتها أن تطلبه ذلك العطر وبذلك استوعبت انها استدعته للمجيء لها بطريقة غير مباشرة! لذلك اخذت تفكر ماذا لو فسّر طلبها كخضوع له او... شعرت لوهلة أنها عادت لمُهره وإلى افكارها العميقة فركّت بيديها مع بعضها البعض وولّت بظهرها عنه قائلة بصوت اشبه للهمس: امزح! ثم خرجت من الغرفة . . توقف في مكانه يُريد أن يستوعب هل تحسسّت من ردّت فعله .....هل فسّرت عدم استيعاب إلى معانٍ أخرى ....فكّر قليلًا ثم تأفف وتبعها قائلا : مُهره.....مُهره.... خرج ورآها جالسة على الكنبة تنظر للتلفاز وتمرر يدها لناحية انفها بطريقة لا تريد أن يلاحظها لشم العطر ولكن ابتسم لفعلتها التي ظنّت غير مرئية له! تقدم لناحيتها ثم جلس بالقرب منها نظر لها بعد ان امسك بطرف ذقنها للـ رأسها لناحيته: زعلتي؟ ازاحت يده عن ذقنها بهدوء ثم اردفت بجدية: مو لهالدرجة عاد.... قصي نهض : ثواني وكون عندك... سحبت يده وهي تنظر إليه: اجلس خلاص مابي..... قصي بهدوء: مُهره.....حبيبي.....ترا طبيعي الشي اللي تمرين فيه ....بروح اشتري لك...واجي.... مُهره بجدية: لا جد والله مابي....انا كذا قلت لان جا ببالي بس عارفة ما راح اقدر اكله..... قصي سكت ، وبشك جلس بالقرب منها : شقصدك ما تقدرين تاكلينه؟ مُهره بللت شفتيها وابتعدت عنه مسافة بسيطة واردفت بتوتر: لكلت أي شي استفرغه....... قصي بتفهم: موعدك أسبوع الجاي نقول للدكتورة عن هالشي......بس لازم تغصبين نفسك تاكلين يا مهره عشان لا صير لك مضاعفات..... مُهره : ان شاء الله..... قصي سكت لوهلة ثم اقترب منها بقدر المسافة التي ابتعدت فيها عنه مسك كفي يديها ثم قال: مُهره خبر خطبتي منك انتشر في العيلة.......فموعد الملك لا تستغربين لو صار قريب.... مُهره سحبت يديها منه وارجعت خصلة من شعرها للوراء: ما فيه مشكلة انصدم ، تلعثم في الرد عليها حكّ ارنبة انفه مبتسمًا و استبشر خير منها ثم قال : والحين قومي نسوي شي ناكله..... مُهره نظرت لعينيه : ليش انت جوعان؟ حقيقةً لا ......ويشعر أنه في حد الشبع .....ولكن فهم أنها لم تأكل شيء ابدًا لخوفها من الاستفراغ....لذا لا يريد أن يأمرها كصيغة توجب عليها امر الفعل .......فأجابها : أي والله ومشتهي آكل من ايديك....وايديني.... مُهره ضحكت بخفه: هههه ليش تعرف تطبخ؟ قصي نهض : لا بس قولي لي وش المفروض اللي اسويه وراح اساعدك.... وهذي بداية يريد منها ان يكسر الحواجز عن طريقها ، يريد أن يرسل إليها إشاراته (أنا وأنتِ في الطريق نفسه) مُهره وقفت واخذت تعدّل قميصها : طيب ايش تبي تاكل؟ قصي ابتسم : أي شي.... مُهره هنا انقادت إلى جوّه سريعًا : ما فيه اكله اسمها أي شي...... قصي كتّف يديه ورفع حاجبه الايسر: حسافة... ضحكت مُهره : ههههههههههه حركات البنات .....لا توسيها......ههههههههههه قصي شعر باختلاجات السعادة تُداعب قلبه لضحكتها لن ينكر انه خائفة من تغلّب مزاجها ولكي لا تعود لقوقعتها سحب يدها بخفة: يلا عاد حددي وش بطبخين ومشى مع بعضهما البعض لناحية المطبخ : خلاص بسوي لك مكرونة ..... توقف في منتصف المطبخ ونظر لها ثم غمز بعنينه اليمنى: اكلتي المفضلة.... ضحكت بخفة : ههههههه تمام عشان تاكلها كلها وما ارمي شي منها.... قصي : راح تاكين معي.... مُهره عبست قليلًا بوجهها: لا انا شبعانة قصي لن يطيل الامر في الاقناع والاوامر انسحب إلى الاواني وهو يردف: صدقيني راح تاكلين نصها عشاني بس ساعدتك فيها......وسويت فرق عن الطعم اللي تعرفينه.... ضحكت بخفة من جديد وهي تسحب كيس المكرونة : نشوف..... قصي نظر لها مبتسمًا وهمس بهدوء: الحمد لله.... بينما هي انشغلت في تجهيز باقي المكونات لتطهي الطعام لتشغل تفكيرها عن تلك الأمور المخيفة ! .................... . . . توقفت في منتصف الدرج ، كانت مستعدة في الصُراخ .....لتنفيذ الخطة ولكن توقفت لثوانٍ واخذت تفكر بعمق بحوادث ما قد تفعله الآن ......وسريعًا ما تذكرت سبب تواجد الجميع هُنا ....ادركت تجمّع العائلة هنا لسبب خروج والدها من المستشفى....تذكرت الخوف والبكاء الذي تجرعته بعد سقوط والدها امام اعينهم لذلك انسحبت سريعًا وعادت بادراجها للغرفة دخلت وأغلقت الباب بقوة مشت لناحيتها وهي ممددة على الأرض متقمصة الدور ظنّت أنهما آتى إليها ولكن ركلت شيخة رجلها وهي تصرخ: قومي قومي....شلون تبيني اسوي كذا وابوي تو طالع من المستشفى تبينه يرجع مرة ثانية .... نوف فتحت عينيها ثم جلست وهي تضرب ساق شيخة: وجع.......عورتيني..... جلست شيخة أمامها بعد ان تربّعت: تدرين لو طاوعتك على خبالك كان ابوي الحين طايح علينا من جديد.... شهقت نوف بعد ان استوعبت الامر: يؤؤؤؤ ما فكرت فيها....كيف راح عن بالي.... شيخة اتكأت على يدها اليمنى: انسي هالخطة الفاشلة اللي بتموّت ابوي...... نوف تأففت: اااااااااف..... شيخة بحلقت بعينيها: لا تجلسين تتأففين.......جد انسي نسوي هـ الخطة......والله انها فاشلة وبسبب لنا وجع راس......ونصيحتي....اتركي اختك ولا تدّخلين فيها اتركيها تحل مشاكلها مع زوجها بنفسها....انتي نصحتي وسويتي اللي عليك خلاص..... نوف باقتناع: قولك كذا... شيخة : اجل شلون.... نوف بجدية: والله ماقدر.... شيخة ضربت على فخذيها: لا حول ولا قوة إلا بالله ........اجل تحملي كلامهم ....ولا تتذمرين .....هااا.... ثم نهضت وهي تقول: قومي ننزل......لا الحين يصعدون ويقولون وشفيكم.... نوف نهضت وهي تتنهد: ...طيب.... خابت ظنونها وحديث شيخة في محله ولكنها لا تريد أن تقف مكتوفة اليدين وتنظر للأمر بكل بساطة سترى طريقة أخرى لتقرّب فيها الجازي من سيف ليس من اجل سيف هذا الامر بل من اجل الصغير عبد لله لذلك خطت خطواتها مع الجازي وبعدها قالت: بروح الحمام... شيخة بشك: عارفة بتروحين تسوين مصيبة ...طسي ......وبعدين تعالي قولي لي كل شي.... نوف ضحكت: هههههههههههه طيب ذهبت إلى الخلاء بينما شيخة تقدمت لناحية الصالة نظرت لعمتها وللجازي ابتسمت وحينما ادركت انّ والدتها ليست في وسطهم قالت: وين امي.... ام سيف وهي ترتشف الشاي: راحت تشوف ابوك... شيخة بانقباض قلبها: ليش فيه شي؟ الجازي وهي ترضع ابنها: لا.....بس راح غرفته يبي يرتاح... شيخة تحاتي امر نوف وجنون تفكيرها: اجل انا بروح اجدد القهوة لكم.... ابتسمت الجازي لها اما ام سيف اردفت: سنعة على امك ربي يسعدك..... خجلت شيخة ثم اختفت عن انظارهما اما ام سيف بعد أن نظرت للجازي وادركت انها انتهت من ارضاع الصغير تحدثت بهدوء: الجازي عطيني ولدي... الجازي قبلّت ابنها ما بين عينيه ونهضت واعطته لعمتها ثم عادت لمكانها تحدثت ام سيف وهي تقبّل جبين الصغير: الله يحفظك لأمك ولأبوك ولنا كلنا يارب......ونفرح فيك معرس.... الجازي تمتمت: آمين... ام سيف بحذر للكلمات ومن قدوم أي احد : الجازي.... ثم نظرت لعينين الجازي: انا ساكتة عن موضوعك وموضوع سيف لخوفي من اني ازيد المشكلة .......لكن.... قاطعتها الجازي وهي تفرّك بيديها في بعضهما البعض وتنظر للاشيء: ليش ما زوجتيه إياها يا عمّه؟ انخرست ام سيف وبتنهيدة: كل ام تبي الزين لولدها......يا الجازي..... الجازي بغصة: المرض مو عيب... ام سيف بهدوء: غزل بذاك الوقت ما كانت بخير ابد يا الجازي....امها وابوها حطين ايدينهم على قلبهم خايفين يفقدونها باي لحظة... الجازي باختصار وبانقباض شديد : الموت بيد الله ام سيف اخذت نفس عميق: مرضها اخذ منها الكثير......سيف كان متعاطف معها اكثر من انه يحبها في ذاك الوقت يا الجازي وانا ..... الجازي قاطعتها والدموع في محجر عينيها: مو مهم كان احترمتي رغبته .....لو فعلا ... قاطعتها بنبرة مرتفعة قليلا: يا الجازي......ما حبيت اظلمها واظلمه........مرضها مطوّر وهو من دفع لها عناد فيني ........يا الجازي ما في ام ما تحترم قرارات عيالها لكن في بعض الحين العيال ياخذون قرارات غلط ومن الواجب عليها توجهم للقرارات الصح..... الجازي بانفعال : انتي ما وجّهتيه انتي غصبتيه وحطتيني في المدفع وظلمتيني معاه.... سكتت ام سيف لا تدري كيف تهوّن على الجازي وكيف تحل مشكلتهما.... الجازي مسحت على وجهها ثم اردفت: عشت معاه جسد بلا روح......يمكن صدق على قولتك ما كان يحبها كان متعاطف معها بس كان خلتيه يخوض تجربته معاها .....ما كان المفروض تفرضيني عليه.......ما كان المفروض تحطيني بالنص...... ام سيف دون ان تنظر لها: افعاله الحين تبرهن لك انه ما كان يحبها يا الجازي ....وكان متعاطف معها..... الجازي قاطعتها: ايش بعده؟ وبتصريح جارح: عارفة انه ندمان.......ويمكن صادق في مشاعره ناحيتي......بس انا ..... وبنبرة بكاء: مو بس مجروحة منه..........انا مكسورة......ومابي ارجع له من جديد ......اللي كسرني مرة يكسرني الف مرة.....ما راح اتراجع عن قراري......راح نننفصل......وكل واحد يروح في طريقه.... ام سيف بفجعة : وعبد لله...... الجازي مسحت دمعه تسللت من عينيها رغمًا عنها: بعيش..... سكتت ام سيف بعد ان أتت شيخة وهي تقول: وهذا القهوة اجهزت..... ابتسمت وهي تحاول أن تخرج من طور حزنها: ريحتها تصك بالراس يا بنت العم... ام سيف نظرت للجازي وهي تداري دموعها اردفت مبتسمة: تسلم ايدينك... شيخة ابتسمت وهي تقدم القهوة لهم ! . . في المجلس خرج أبا سلطان وكذلك الشباب خرجوا بعد أن وكلّهم أبا خالد بالذهاب لشراء ذبحتين لوليمة العشاء غدًا فغدًا سيأتي رجال كُثر ليتحمدوا بالسلامة لأبا ناصر الأقارب والزملاء والأصدقاء يريدون أي يضيفونهم بأفضل ما عندهم..... نهض أبا ناصر بعد أن اصّر أبا خالد ليرتاح في غرفته واخيرًا اقتنع واخبره انه هو وابا سيف سيخرجون لشراء ما يلزمهم لغدًا ولكن بعد ان اغلق عليهم الباب واصبحوا في المجلس لوحدهم تحدث أبا خالد مترددًا: بو سيف اجلس قبل لا نطلع ودي اكلمك في موضوع شاغل بالي..... جلس أبا سيف بالقرب منه: خير وانا خوك ؟ بو خالد بتردد: اسمعني.....انت اتفقت مع اهل العروس متى تملكون؟ بو سيف: المفروض أسبوع الجاي بس قلت أنا بنأجل عشان... قاطعه بو خالد مندفعا: لالا تأجل ......هالمناسبة جات بوقتها........بو ناصر إن تم على حاله بيدخل في مراحل جنون.....وهالمناسبات راح تشغل تفكيره اشوي بعيد عن بنته.... سكت أبا سيف وشعر بالريبة وبتساؤل: غازي ليش تحاول تبعد تفكيره عن بنته.....ما نيب فاهم خوفك هذا .....من حقه يفكر فيها لو فيها شي.....او قاطعه : مالومك تقول كذا لانك ما تعرف شي.... بو سيف بشد انتباه: وش الشي اللي ما اعرفه .... بو خالد بتنهيده: سالفة مرّت عليها عشرين سنة كيف تبيني اشرحها لك..... بو سيف : تخص بنته؟ هز رأسه ليأكد ذلك فنطق أبا سيف: اللي اعرفه واللي الكل يعرفه البنت عند أمها وبو ناصر مو مقصر عليها...... بو خالد ابتسم بسخرية من الوضع وحقيقته وكذبتهم الذي اذاعوها للناس لتسكيتهم : لا الحقيقة مو كذا..... بو سيف : شلون يعني؟.....غازي الله يهديك تكلم معي بدون الغاز ..... بو خالد : الله يرحم ابوي هو اللي علمكم بالسالفة على الطريقة اللي ذكرت....لكن الحقيقة والواقع اخوي ما يدري عن هوا دار بنته...... بو سيف شعر بالتشتت والضياع تساءل: أمها يعني مخبيتها عنه؟....خاطفتها؟ بو خالد بلا مقدمات : بو ناصر طلّق ديانا لأنها تخونه يا ظافر.......تخونه وبعد ما كشفها اخوي تنخّت بحبيبها وجاها من لبنان.......وربطوا مؤامراتهم على اخوي وشككوه في نورة أنها ما هي بنته ....واخوي في صقعة وطيش الاحداث تنازل عن بنته ......والحين مادري وش جابها على باله.... اندهش أبا سيف من الحقائق التي انهالت عليه دفعة واحده ثقل لسانه وبصدمة: هاللي ما يخافون من الله ......الله حسيبهم....حسبي الله عليهم........من جدك غازي.....من جدّك صار .... قاطعه: هذا اللي صار وحاولنا نلملمه بدون ماحد يحس ......يا ظافر......والحين مثل ما تشوف اخوي ندمان على قرارة ويبيها....وجلس هو مع بو سلطان يدورون عليها...... بو سيف ما زال منصدمًا: ما عرفوا مكانها...؟ بو خالد احب ان يفضفض ليرى مربطًا اخر للأمورّ!: إلا مستقرين في بريطانيا .......بس أمير زوج ديانا....ما هوب سهل....ومع أوضاعهم المضطربة اخوي لو يروح هناك يروح فيها.... بو سيف بتأييد: صادق صادق وانا اخوك......بس واضح على يوسف هالموضوع ماخذ الكثير من فكره وباله........ بوخالد بتنهيدة: ضميره صحى في وقت متأخر بو سيف: لا تجلس تقول كذا اخوك ردت فعله بوقتها من غضبه ......بس وش اللي خلاه يغيّر رايحه عن فكرة انها ما هيب بنته........وخلاه يطيح هالطيحه..... بو خالد بنفس عميق: علمي علمك......الحين كل همي....يبعد عن تفكيره .....عن هالموضوع لين يجي الوقت المناسب........عشان كذا خطبت شيخة لبندر.....وانت لا تأجل ملكت قصي هالامور اشوي راح تشغله....... بو سيف بتفهم: والمفروض بعد ما نتركه لحالها ونجي نزوره يوميا......حنا مقصرين معه كثير..... بو خالد هز رأسه: وهذا اللي بصير....... سرح بو سيف وهو يفكر: الله يفرجها عليه يارب .............. . .. . كانوا يتمشون بجوار بعضهم البعض ينظرون لبعضهم ويرمون الكلمات المستهزئة لترتفع الأصوات بالضحك عزام امسك بالخروف قائلا: بالله مو يشبه ناصر...... جسار بعزيز: هههههههههههههههههههههههه إلا كانهم توأم ناصر بانفعال: والله يشبهك انت ......بعدين تعال يا كـــ.....ليش توهقني معاك بسالفة الزواج... سعود بضحك: هههههههههههه هو مو بس وهقك وهق الجميع إلا أنا ولله الحمد .... سيف بتأفف: الشمس حارة وانا صدّعت اخلصوا علينا خلونا نشتري ونمشي..... خالد متلثمًا: شوف كيف بس يختارون ....والله العظيم ابوي بيجلدك يا بندوره على هالاختيار..... بندر يمثل الزعل: ليش بالله بس عشانه خروف اجرب؟ وشد على الخروف من اذانيه إلى ان صدر صوته عزام : عنصررررررررررري سيف بصوت مرتفع: صبرك يا رب.... ثم كان سيردف: صار لنا ساعة ...ندور بسوق الغنم ...يلا...وانتوا بس ماسكينها تطقطق على بعض ....بدون ما تاخذون الامر بجدية ونشتري ونخلص... ثم ارتفع صوت رنين هاتفه وسكت.... سعود بغمزة: بنت العم اتصلت في الوقت المناسب..... جسار يعلم انها ليست الجازي لذلك اردف: روح رد على اتصالك وبعدها ارجع وبشوفنا خالصين...... سيف نظر لخالد: خالد اذا ماخلصوا اشتر انت الخرفان وحملهم بالسيارة...... خالد بملل: وبترك هالحيوانات هنا.... عزام رمى عليه من البرسيم : انت الحيوان سيف هز رأسه ثم ابتعد عنهم ناصر بجدية: يلا مانبي نتأخر خففوا من ظرافة هالدم اللي عندكم.... بندر همس لسعود: ولعّوا... سعود ضحك: ههههههه على الآخر... عزام: خلاص نفختوا راسنا الحين بنخلص جسار : قدام قدام يلا .................. سيف أجاب : هلا نوف....خير فيه شي؟ نوف وهي تتحدث بصوت واطي داخل الخلاء: لا ما فيه شي....بس اتصلت عليك بقول لك.....شي.....بس ابيك تسمعني سيف مسح جبينه من العرق: تكلمي اسمعك ... نوف : سيف انا عمري ما شجّعت الجازي على شي فيه ضرر عليها او على عبد لله...... وبتردد: انا ما شجعتها على الطلاق رغم لها الحق في انها تطلبه سيف بتنهد: نوف... نوف بحذر تحدثت: خلني اكمل كلامي... سكت سيف واكملت: انا اللي بسويه الحين مو على شانك عشان عبد لله وعلى شان اعطي فرصة انكم تصلحون اللي بينكم.... سيف بعدم فهم: شلون؟ نوف بتوتر: انا بنصحك....اسلوب انك تكون بعيد عن الجازي عشان تطخ وترجع لك....هذي في المشمش لأنه الجازي مصرّه على الطلاق ومستحيل تتراجع لأنها مرا مكسورة ومقهورة منك... سيف بتلعثم: نوف انا ندمان..... نوف : وضّح لها هالاشياء بالافعال .... سيف بانفعال: شنو اسوي اكثر من كذا يا نوف.... نوف بحده: لا تبعد نفسك عنها......وانت شوف تلين وتغير رايها ولا لا.....اذا لا....احترم رايها و... سيف بقهر: مستحيل.... نوف ازدردت ريقها: الطريق لقلب الجازي صعب يا سيف وهالشي بسببك......فمهما كان قرارها .....تحمله مثل ما تحملت .. قاطعها بهدوء: وصلت النصيحة يا نوف....باي ثم اغلق الخط في وجهها اما هي تحدثت: أي الكلام الحقيقي يوجع.....الزفتتتت.... ثم خرجت من الخلاء... بينما هو ذهب لناحية سيارته يفكر بحديثها حديثها زاد من توتره وخوفها من فكرة خسرانها للأبد.... ضرب على المقود وتنهد بضيق لا يسع العالم كله! . . . حقيقةً تحدث أمور لنا لم نتوقعها ابدًا ولم نتخيّل يومًا سنجرعها ولكن كُتب لنا أن تحدث وليس هناك ما فر منه! . . بكيت وكانها تريد أن تتأكد انها أصبحت قادرة على ذرف الدموع، انهكت نفسها طيلة اليوم في البكاء لأنه فقط رفض ان يوظفها وشعرت لوهلة انها عاجزة وغير قادرة على تجاوز حمولات الحياة! اتصلت عليها ام الطفلة الصغيرة تتساءل عن عدم مجيئها ولكن انهت الحديث بقولها لن تُكمل مسيرة العمل معهم! انهت كل شيء وكانت لورين متوقعة ذلك ظنًّا منها انّ لا احد يتحمل ابنتها التي تعاني من مرض متلازمة التوحد! ولكن لا تعرف حقيقة الامر انّ نور دخلت في خلال ثوانٍ لسوادها المظلم! نامت ومرّت ساعات كثيرة دون أن تعي شيء........شعرت أنها بذلت طاقة عظيمة وهي تنتحب وتبكي وتلوم نفسها والجميع على كل شيء.....من الصعب على الإنسان النسيان أو التناسي لابد هناك لحظة تهدم هذا الجبروت! اخيرًا استيقظت ......وفتحت عينيها بهدوء .....نظرت للسقف.......ثم استوعبت الامر ونهضت سريعًا تنظر للنافذة مباشرة وكان الظلام يرسل لها أنّ الليل قد حل شهقت هل من المعقل نامت كل هذه الساعات؟! نهضت راكضة للغرفة وهي تتمتم: ياربي شلون كذا..........نمت ....تقريبا واخذت تحسب على يدها : عشر ....لالا....اثنعش ساعة.....افففف...... ثم تذكرت: غريبة ايلاف ما جلستني.... ثم دخلت الغرفة تنظر وهي تنادي: ايلاف.....ايلاف وينك...... ثم دخلت الخلاء .....اغسلت وجهها ...وشدّت على رقبتها شعرت بالالم بسبب نومتها الخاطئة على الكنب......خرجت من الخلاء بعد ان قضت حاجتها ثم سحبت هاتفها .....اتصلت على ايلاف فكان مغلق قوّست حاجبيها : غريبة....وين راحت..... نهضت لتبدّل ملابسها مقررة على الخروج ولكن فجأة سمعت طرق باب الشقة .... ابتسمت وهي ترتدي القميص: اكيد هي....... أكملت ارتداؤها على عجل ثم أخرجت شعرها من تحت قميصها ومشت لناحية باب الشقة .....ابتسمت وهي تفتحه وهي تردف: وينك فيه يا الخاييييـ.... بترت حديثها عندما رأته واقفًا أمامها انحرجت بللت شفتيها ومسحت على شعرها وهي تردف: هلا طارق هلا......... تعجب من تواجد نور هنا.....قوّس حاجبيه بعد ان شعر بتعب من رحلته وألم جرحه ، ولكن نظره استرق لأرجاء الشقة بشكل سريع تحدث: ايلاف اهنيه....؟ نور بهدوء: لا...... طارق بشك: هي راحت الجامعة؟ نور شعرت بالقلق قليلا: أي...... طارق اكمل تساؤلاته وهو يتنفس بعمق لإسكات المه: ردّت بعدها ولا؟ نور بشك: طارق اشفيك؟.....ليش تسأل وكأنك ما شفتها.......انت ما داومت ....ولا عشان اللي صار تخليت عنها..... طارق بحده: انا ما تخليت عنها.......وجاوبيني يا نور..... نور : مادري مادري انا نمت وجلست ولا شفتها واتصلت عليها وجوالها مغلق جمد الدّم في عروقه وصلت الرسالة، فهم كل شيء انسحبت إيلاف إلى أعماق حقده إلى أعماق انتقامه حقق انتقامه من جورج بمقابل إدخال إيلاف في متاهات عميقة ورميها للهاوية ببرود....ولكن لِم الآن اهتم هل احبها؟ أم الضمير! لِم هو حزين لِم يحدث لها؟! لِم هو غير قادر على سحب الاكسجين لرئتيه.....هل سيغتصبها إدوارد ويتركها؟! ام سيجعلها دميته المفضلّة ....لِم هو مصّر عليها ....هل لجمالها....أم عنادًا لكسر رأس طارق! اغمض عينيه تألم بشدة بسبب انقباض قلبه لا تسعه الأفكار البشعة التي تطرق رأسه يعرف جيّدًا كيف يتصرف ادوارد وكيف ينتقم؟ وكيف يقتل؟! لا يرحم ابدًا! هو رأى الكثير من المعذبين تحت يديه حتى احدهم لم يفقده الحياة بل افقده عقله وتركه! يعلم جيّدًا على أي مبدأ يسير ويخطط! شعر بغثيان واهتزّ جسده وخطى خطوة للوراء لتنم عن عدم اتزانه وقرب سقوطه على الأرض ولكن نور كانت تراقب وجهه واصفراره مما قالته واضطراب تنفسه واهتزاز جسده سرعت لناحيته واسندت جسده عليها قائلة : طاااااااااارق.... أشار لها وهو يشد على عينيه بأصابع يده: ما فيني شي... نور بخوف: ادخل ادخل.... ثم اشرعت الباب على مصرعيه .....اسندت جسده من جانبه الأيمن ادخلته بخطى بطيئة للشقة وأغلقت الباب جعلته يجلس على الكنبة بهدوء نظرت له ثم إلى كتفه وإلى بقعة صغيرة من الدم شهقة: هأأأ انت متصاوب؟ طارق انحنى قليلا ليقترب من طرف الكنبة أشار برأسه بنعم فاقتربت قائلة: لا تحرّك نفسك .....كثير... ثم ركضت للمطبخ ، سحبت كأس ملأته بالماء ثم أتت قدمته إليه اخذه وشرب على مهلٍ وبألم.....عادت بخطواتها إلى الغرفة وهي تقول: بجيب المعقم وو.... تحدث: نور ماله داعي تو طالع من المستشفى انا بخير... توقفت ثم التفت عليه : دامك تو طالع ليش ما رحت بيتكم... طارق بصيغة امر: اتصلي على ايلاف... فاقت من صدمتها وقوّست حاجبيها تقدمت: انت متهاوش معاها؟ طارق نظر إلى شتاتها الواضح: لا... اقتربت اكثر: ليش جاي تسال عنها بهالطريقة اللي وبرجفة صوتها: تدل انها ما هي بخير....او فيه شي بينكم ...اقصد يعني متهاوشين ....او... قاطعها بهدوء: قعدي اتصلي.... نور لا تنكر انها ارتعبت ولكن خضعت لأمره جلست امامه اتصلت ....ثم نظرت له: مغلق.... ارتجفت شفتي طارق، وتسللت تلك الرجفة إلى جسده كله تنهد مرتين وثلاث......شعرت هنا نور باضطرابه وتوتره وازداد خوفها، سريعًا ما اجتمعت الدموع في عينيها........نهضت واتت امامه مباشرة جثلت على ركبتيها أمامه وضعت كف يدها اليُمنى على ركبته ارتجفت من افكارها المخيفة ...... تحدثت بتردد: شصاير؟.....طارق....ايلاف فيها شي؟ طارق نظر لوجهها ابتلع ريقه، من الواضح من حزنه أنّ ايلاف ستتجرّع آلامًا يصعب عليها في المستقبل إن بقيت على نسيانها او تناسيها! ... احتار كيف يخبرها نزلت هنا دموعها على خديها: تو اليوم ما فيها شي راحت الجامعة فرحانه ....والله ما فيها شي........يعني هي بخير ......ما فيها شي....بس انت ليش كذا متوتر....... تصلّب جسده على الكنبة تحدث بحشرجة صوته: ايلاف انخطففففففففففففففت...... حدّقت في وجهه دون أن ترمش تحدثت بصدمة: شلون يعني؟ طارق ابعد ناظريه عنها، اهتزت شفتيها وسالت دموعها على خديها اخذ صدرها يخفض ويرتفع بشهيق وزفير متعب شدّت على ركبته بقبضة يديها تحدثت بنبرة هامسة: يعني خلاص ما فيه ايلاف؟ طارق فهم ما تعني: ان شاء الله الاقيها..... نور نهضت بسرعة من امامه ....دارت حول نفسها.....نظرت إليه بكت وانقلب وجهها للون الأحمر: ليييييييييش؟......لييييييييييييييييييييييش يصير لنا كذا......ليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يش.......قولي......حنا جالسين ندفع ثمن منو؟.........جالسين نتعذب عشان منو بالضبط..........ليييييييييييييييش خطفوها........لييييييييييييييييييييش..... سقطت على ركبتيها وضربت على فخذيها بانهيار غير متوقع كررت: كاااااااااانت فرحانه.........هي علمتني كيف اعيييييييييييييش.........ليش خطفوها طارق........ليششششششششششش هي أصلا ما نست اللي صار .......كيف يصير لها مرتينننننننننننننننننن....... هزت رأسها بلا: ايللللللللللللاف ما راح تتحملللللل ما راح تتحمللللللللللل هالاوجاع ابد......... ثم انهارت تبكي من قلب موجوع......أما هو نهض بصعوبة واقترب منها ليهدئها امسك بكفي يديها : نور اهدي........اهدي... نور نظرت لوجهه تحدث بذعر: بلغ الشرطة.....تكفى بلغ الشرطة ....لازم يلقونه اليوم....ايلاف ما بتتحمل....والله ما بتتتحمل..........طااااااارق.......تكفى...... كسرت قلبه اوجعته على حقيقة مُّر الخبر تحدث وهو يكبح نفسه المنهارة من الداخل: انا بطلع بدور عليها ....و... قاطعته : خذني معاك....خذني.... طارق بهدوء: لا انا بطلع وانتي خلج اهني يمكن تيي ....او يصير شي....فاتصلي وعطيني خبر.... نور بانهيار: تكفى طااارق رجعها.......ايلاف ما تتحمل....ما تتتحمل.... طارق طبطب على كف يديها: هدي نور....ما راح يصير لها شي هدي........ ثم نهض : خلج قريبة من جوالج .......لو صار شي اتصلت عليج.... لم يمهلها تتحدث يريد ان يهرب من حقيقة ما تقوله عن ضعف ايلاف امام الاوجاع هو رأى ضعفها انهيارها يا ترى بأي حال هي الآن خرج وترك نور في صدمة جديدة من صدمات الحياة...... تنظر للفراغ بعينين غارقتين بالدمع يرتجف جسدها وفجأة احتضنت جسدها واخذت تهزه كالبندول كررت بصوت مسموع: ايلاف لا تموتيييين لا تموتين تكفييييييييييين انا.... نزلت دموعها على خديها ......ثم عادت هائجة تصرخ باسم ايلاف.....تصرخ بتساؤل لماذا يحدث لهما كل هذا بعثرت الوسط.....رمت الطاولة الصغيرة بعيدة عنها ....ضربت بيدها على الكنب ......واخذته تحركه بلا شعور من مكانه......ضربت الجدران......صرخت على اللاشيء.....بكت بجنون ثم سقطت على الأرض.........تفرك خدها الأيمن على الأرضية بوجع ....تشد على قلبها بقوة وتضربه ......تصرخ : اييييييييييييييييييييييييييلاااااااااااااااااااااف ايلللللللللللللللللللاااااااااااااااف حقيقةً جنّت نور خرجت من قشرة الصلابة والقوة إلى الضعف والانهيار هذا الانهيار الذي خشيت من ان تتجرّعه هذا الانهيار الذي ظنّت أنها لن تصل إليه لأنّ الموت سيكون اقرب منها إليه! ولكن تلك التوقعات فشلت.... ارتجف جسدها .......واخذت تشد بقبضة يديها وتضرب على الأرض بقوة إلى أن تركت كدمات على يدها دون أن تشعر! وبشكل جنوني ومخيف لمن يراها ضربت جبينها على الأرض بحسرة وتندم وخوف....عدّة مرات ثم ..... ........................ عندما علم بمكانها لم يستطع ان يكبح مشاعر الخوف والتردد.......اخبر ماكس بالامر.....واوصى الحرس لمراقبة أخيه....ولكي يصل سريعًا استخدم طيارته الخاصة......وصل ....إلى العنوان الذي يدله اليها.....كان في طريقه إليها رنّ هاتفه أجاب : كيف بتعمل هيك يا مراد.....كيف تخبر البنت الصغيرة بكل شي.....وكيف اثرت على...نور.....كيف ضغطت عليها و.... قاطعه : أمير.....بالأمس جّنت عدّوك بس هسه لا تفتكر هيج....آني هسه ابدًا مو عدوّك....افتهم هالشي زين.... أمير وهو يتحامل على ألمه: ولانت صاحبي........اسمع كلامي منيح لا تئرب من نور....ئلت إلّك أنا وماكس راح نجي إلها بعّد عنها ....... مراد بتنهد: ما راح اضرها..... أمير بانكسار شديد: لم تشوفك هي تنكسر آلاف المرات افهمني منيح مراد....نور مجروحة منّك كتير.... ومراد وهو يركز على طريقه: ومجروحة منك مليون مرة.... أمير نزلت دمعته: مُراد لا تروح إلها بعرف نور......راح تجن..... مُراد بهم وبصدق: كلنا جنّنينا من هالقصة اللي رسمناها....عشان مصالحنا يا أمير.....وجا الوكَّت اللي نحط في النهاية ...... أمير فهم اشارته: النهاية بكون محزنة يا مراد... مُراد ازدرد ريقه ورمش عدّت مرات: واحتمال تصير سعيدة امير أشار لماكس لحمل الحقيبة: بترجاك لا تروح إلها.......بكفي اللي صار ..... مُراد : قلت لك ما راح اضرها.........وبس اطلع من عندها اتصلت طمنتك وهسه باي... أمير: مرررا... قطع الخط وشتم أمير مراد وصرخ بشتمه ماكس : أمير....لا تتعب حالك.... أمير نهض بصعوبة من على السرير: لازم نسافر....... ماكس اتى بالقرب منه: طيارتنا الصبح ..... أمير بتنهد: ما فيني انتظر اكتر من هيك..... ماكس امسك يده: بترجاك لا تضغط على حالك ....... أمير باختناق: طلعني من هون.....طلعني حاسس حالي ..... راح اختنق...... ماكس ساعده بالمشي إلى ان طلعوا من الغرفة ............. . . هناك خيط ضعيف يفصل بيننا وبين الحياة والموت.....انهياراتنا المتكدسة من الداخل ما إن تخرج حتى تنفّس عمّ بداخلنا بجنون......من المحتمل ننجو منها ومن المحتمل لا...... ..... صوت تكسير الأشياء والاثاث.....والضرب على الجدران.....بشكل جنوني...وكسر الزجاج.....اثار فضول الشقق المجاورة خرجوا....وتجمهروا أمام شقتها منهم من غضب بسبب الازعاج ومنهم من طرق الباب باحترام يخفف عن اوجاع من هم خلفه! ولكن فجأة لم يسمعوا إلا صوت نحيب وبكاء....موجع....طلب احدهم بالتحدث مع حارس العمارة ليفتح الباب ولكن اخرسه الاخر بقول لا تتدخل.... ............. بينما مُراد ذلك الرجل الذي لن ينكر انه احبها ولكن من اجل الانتقام...ومن اجل انانيته وحبه للمال والمغامرات والاعمال الغير قانونية ترك هذه المشاعر جانبا وداس عليها ليعش بهناء....هذا هو عاد.....عاد ليكفر عن خطئه .....وعاد لأنّ اروى ذلك الحُب البسيط....واشعله بفتيل لا معنى له في قواميس نور الآن!......لن يفرض نفسه عليها ......فهذا ليس من حقه....لن يجرحها.....ولكن سيحاول أن يستعيدها كما كانت.....نظر للعنوان .....لرقم الشقة .....خرج من السيارة راكضًا يسابق....شيء بداخله......استيقظ مؤخرا....واشعل شموع....قديمة....لذلك اضاءتها خفيفة!.......صعد المصعد....ضغط الزر الذي سيؤدي به للمواجهات .....للحقائق....للخوف.......هو أتى ليواجهها بكل شيء....ليخبرها عن حقيقته....ليخبرها أنه متألم كونه سببًا في اوجاعها وشتاتها.....يريد الانفراد للتحدث معها....يريد أن.... انفتح الباب.....رأى تجمهر الناس امام الشقة المنشودة بدايةً ظن ان رجاله اخطئوا بالعنوان ....ولكن سمع صوت صريخها الذي عاد مجددًا ....كانت تصرخ بانزعاج....وكأن احدًا يعذبها.....عرف تلك النبرة .....عرف ذلك الوجع الذي يتخلله....هذه الصرخة لم تغب عن باله حينما صفعها بكل قوته على وجهها في ذلك اليوم الذي قرر فيه بالابتعاد عنها! صرخ : وخرووووووووووا..... لم يفهموا كلمته ولكن خافوا منه صرخ بالانجليزية (مترجم): عودوا إلى شققكم.... لا يدري لماذا امرهم بذلك.......لا يعرف ولكن تخبطه وخوفه جعل لسانه ينطق بتلك الكلمة......ومن ثم ركل الباب ....ودفعه بجسده....بقوة....منهم من دخل شقتهم درءًا للمشاكل ومنهم من بقي لـِ ينظروا إلى سوبرمان الحديث! كان كالمجنون يركل ويدفع الباب عدّة مرات...وعندما لم يسمع صوتها بعد تلك الصرخة خفق قلبه ..... ودفع الباب بقوة حتى اصطدم بالجدار.....وارتد مجددًا ودفعه .... دخل الشقة كان احدهم سيدخل ولكن تحدث الاخر ليمنعه وتقدم الآخر واغلق الباب ثم أشار لهم بالدخول إلى شققهم بقوله (لا تدخلوا أنفسكم فيما لا يعنيكم وإلا اللعنة ستصيبكم هيا ادخلوا إلى شققكم قبل أن تأتي الشرطة وتأخذكم جميعًا) الجميع لا يريد أن يقحم نفسه في المشاكل وإن كان فضوليا! انصاعوا لأمره ودخلوا خاصة أنه رجل له ايدي في قطاعات الأمنية الرسمية! خافوا منه ومن صيغة الامر تلك واغلقوا ابوابهم! .............. مراد بأي حال رأى فيها نور يا ترى؟ ............... دخل الشقة وكانت رأسًا على عقب.....شخصت عيناه مما رآه.....همس بخوف: نور.... ........ بينما نور كانت بالقرب من الزجاج الناجم عن انكسار الكأس الذي شرب منه طارق .....كان جسدها يرتجف بشكل مرعب...يرتد للأعلى والاسفل ينشد بشكل ملحوظ عينيها تدوران كالمغشي عليها.....اسنانها تصطك ببعضهما البعض.....كانت تشد على قبضة يديها .....ورجليها بقوة.......تخرج أنين ...مسموع وواضح له....... ..... ارتعب من شكلها وبهذلت حالها......شعرها متبعثر على الأرض جبهتها مزرقة قليلًا وكذلك اطراف قبضة يدها جسدها يرتجف وكأنها دخلت في نوبة صرع او تشنّج لا يدري ماذا حدث لها بالضبط؟....صرخ باسمها ....ابعد عنها الطاولة التي تضرب ساقيها كلما تحرّكت لا اردايًا!.........ابعد الكنب الذي يحيط ظهرها ........اقترب منها....مسح على رأسه بحيرة .......انينها ما زال يسمع جفني عينها مازالا يرتجفان........هو لا يدري أنها دخلت في هذه النوبة عندما سمعت بخبر وفاة والدتها ولكن تلك النوبة كانت جدًا بسيطة......ولكن الآن ......نوبتها مخيفة.......يشعر أنّ روحها ستخرج .....وهو غير قادر على انقاذها! مسك يديها وشعر بتصلبها وتركها......نهض.....ازاح من على جسده الجاكيت.......لملمه بيديه ووضعه تحت رأسها......... تحدث: نور......نور..... بقي جسدها يهتز لدقيقة كاملة....وانينها لم ينقطع ابدًا..... ثم توقف عن ذلك.......واغمضت عينيها.......وارتخى جسدها ......وضع يده على كتفها......تحدث وعينيه تدمعان: نور.... كانت مغمضة لعينيها .....ودموعها مازالت تنهملان.......تنفسها غير منتظم.....يشعر برجفة طبيعية تتسلل منها إليه....همست وهي مغمضة: ايلاف.....ايلاف لا تموتين..... سكت.......سمع لهذيانها بلا حول ولا قوةٍ منه ثم قال: نور....فتحي عيونج..... متعبة ، اليوم بذلت طاقة عظيمة ......سمعت صوته......ميّزته رغم الانهيارات .....رغم برودة وحرارة الهواء الذي يضرب جسدها في الآن نفسه......رغم تسلل ذلك السائل منها.....شعرت بدفئه ما بين رجليها......فهمت أنها تبوّلت على نفسها.......بسبب تلك النوبة.....وقوّست حاجبيها تبكي بلا صوت .....حرجة من نفسها....من الاحداث.....من عدم قدرتها على السيطرة على زمام الأمور......هل اضعفتها ايلاف هل تلك الصداقة اشعلت في فؤادها عواطف تحجرت لفترة طويلة.! . . . مسح على شعرها بلطف تحدث بتردد: اريد افتهمي شنو صاير بيج؟ . . رفّ جفنيها وشدّت بقبضة يدها على قلبها حقيقة الآن لا يسعها هذا العالم لا يسعها......لا تستطيع ان تتحمل اكثر .....طارق ارمى قنبلته الملتهبة..........وخرج........جدد جراحتها.....وأتى الآخر بشكل غير متوقع ليتساءل ماذا بكِ؟ ألم يرى بعد ما يوجعها؟! . . تريد النهوض ولكن الخجل......الضعف قيداها على ان تكون مستلقية على جانبيها الأيمن تبكي بأنين . . ما زال يمسح على شعرها.......ما زال يطبطب على يدها : نور....الدنيا مو مستاهله تسوين بنفسج جي....... . . فتحت عيناها تريد أن تراه بعينيها ، نظرت إليه بصورة مشوشة......حاولت الجلوس والاعتدال.....ولكن تشعر أنّ خلايا جسدها خاملة .......ساعدها وما إن جلست ...نظرت إليه بوجهها المحمر....ببعثرت مشاعرها وشعرها........بامتلاء وجهها بالدموع...... رمشت مرتين .....وكأنها تريد ان تستوعب أنه حقًا أمامها همست: شوفني......شوف شسويت فيني........شوفني.... كانت تشير لنفسها بضعف..... تحدثت برجفة: لو ما سويت لي اللي سويته ما كان الحين اعرف ايلاف....ما كان انخطفت......بقول لي ماله دخل....بس إلا له دخل ...لو ما رميتني في الشارع كان انا مازلت في أكسفورد...في بيتنا......مو هنا....كان ماعرف احد غيرك.......كان امي ديانا عايشة .......امير ما تصاوب......انا اربي بنتي.........مو يحطونها في دار الايتام.....كان ما صار كذا صح...... كان ينظر لها.....لتخبطها......لثقل لسانها.....لرجفة يدها وأخيرا نظر للسائل من تحتها وهذا الامر جعل قلبه يرتجف نور بانكسار: اكسر الخاطر صح؟ عضّت على شفتيها نهضت ونهض سريعًا معها ترنّحت وكادت تسقط امسك بها ولكن سحبت يدها منه وصرخت : ليييييييييييييييييييييييييييييييييييييش جييييييييييييييت؟ وقف أمامها ينظر إليها بتمعن كعادته هذه ليست نور ؟ ابدًا ليست نور صرخت: ايلاف خطفوها.....بموتونها.......قلبي واجعني عليها اكثر من نفسي.......ابي اختفي.....مابي اشوف حزنها.....مابي اسمع خبر موتها.........مابي..... وأشارت لراسها بيدين مرتجفين: هذا ينصدم اكثر....... اقتربت منه وهنا وطأت على الزجاج دون ان تشعر ودون ان ينتبه مُراد لذلك كان يحدّق في عينيها الضائعتين ، لرجفة جسدها ...كان ينظر لذنبه...لأثمه...لأنانيته على هيأت انسان ميّت! تحدثت: هي بتدفع ثمن منو بالضبط اشارت باكتافها بهذيان: مادري....بس ثم اشارت لنفسها وارمشت مرتين إلى ان سقطت دموعها الثقيلة: بس أنا طولة الواحد والعشرين سنة جالسة ادفع ثمن منو؟.....ثمن يوسف ولا ديانا....ولا الاثنين....؟ مراد شعر بقربها تسلل الوجع الذي لم تستطع وصفه يوم إليه ......هي الآن تعاتبه ......هي الان في حالة صدمه وهذا ما فهمه من حديثها ...تحدث بخوف : احد متهجم عليك؟ نور ابتسمت بسخرية وسط انهياراتها : الكل يا مراد الكل......مو قادرة اسيطر على احد.....مو قادرة اردع احد....وين ما اروح صارت لي مصيبة...ووين ما اروح تلحقوني وتجون وراي......وين اروح؟......المفروض اروح عند ديانا صح؟ فهم اشارتها المخيفة هز رأسه بلا اقترب اكثر منها اختلط الخوف والندم مع بعضهما البعض....اختلطت الانفاس والاوجاع في آن واحد.....لم ترمش وهي تنظر لعينيه ...وهو لم ينزل عينيه المذعورة من حالها عنها.......لا يدري ماذا يقول ؟...لا يعرف كيف يخفف عنها....من هي ايلاف؟....هل من المعقول ان تكون..... ضاق صدره.....واسودّت الدنيا في عينه... تحدثت باللاواعي: مابيها تموت....هي طيبة....نظيفة.......بريئة........ما تتحمل الألم...........ما تتحمل احد يغلط عليها....لا تموت........لا تموت...... امسك باكتافها وهو يهمس: ما راح يصير بيها شي... نفرت منه وابعدت يديه عنها صارخه: وخر عنيييي........لا تحرقني بايدينك.....يكفي.....صرت رماد انا صرت رمااااااااد....لا تبعثرني.......لا تبعثرنيييييييييييييييييييي............ جنّ على جنونها بكى بلا صوت .....بكى على حالها بلا دموع ازدرد ريقه ......ضاق تنفّسه اردف: نور.... تراجعت للوراء وهي ترتجف بشكل ملحوظ ترنّحت لليمين وهي تُشير إليه: اطللللللللللع برا......اطلللللللللللللللع برا..... رمش مصدومًا حقيقةً مما آلت عليه ومما رآه مشى بثقل للأمام ليقترب منها وهي تصرخ وتأمره ليخرج تحدث: نور...... نور وهي تشّد على آذانيها: لا تقول اسمي.....لا تقوله...... فتحت باب الشقة...وتركته مفتوحًا ثم قالت: اطلع وسكر الباب ثم دخلت الغرفة واغلقته على نفسها.....اما مراد اغلق باب الشقة وجلس على طرف الكرسي الذي وجده امامه همس بضيق: ماتت نور .....موّتها انا ... شد على قبضة يده وبندم: الله يسامحك يا جورج! .................................. . . غير قادرة على ان تتجاهل الامر اكثر....خائفة....خائفة من أنّ الوقت حان في كشف الحقائق.....مشعل لن يغفر لها كذبتها وخدعتها وكذلك أبناؤها .....لن يغفر لها احد ..... تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا الامر تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُضح ذلك الامر تشعر بالقلق والحيرة وتدعو من قلبها بكل قهر: يا ربي اخذها من هالدنيا وريّحني منها آخذها يا رب.... لا تشعر بناحيتها بشعور الامومة رغم أنّ هي اوّل الألم اول الاحتضان اوّل الصرخة اشتمّت رائحتها، نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء مشاعرها رمتها ....بكرهها لوالدها ...رمتها على جورج....ورمت خلفها الذكريات....ولكن الآن تخشى ان تشتعل هذه الذكريات بالنيران الجميع مجتمع.......الجميع يضحك....هي غير قادرة ....على ان تندمج معهم خائفة من ان تطرد يومًا من هذه الأجواء..... نظرت للبحر......بحيرة.....تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر جديد......تهديد جديد لكن لا شي...... نادتها ابنتها: يمه......صار العشا جاهز تعالي.... التفت وهي تمسح على وجهها بضيق: يايه.....يايه الحين... ثم نهضت وهي تدعو : يارب لا تحرمني من هـ اللمة! ..... على أملٍ من انقاذها على املٍ من انتشالها من الظلام من ايدي الثعابين والعقارب! مُتعب....بل منهمك...جُرحه بدأ بالنزف......شعوره بالغثيان يزداد....ولكن يحاول أن يصمد.....يحاول أن يصمد من أجل ألا يعش في عذاب ضميره للأبد....من أجل تلك المسكينة التي لا دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!.....قادة سيارته......وحرسه بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه.....لن يذهب إلى إدوارد لوحده.....هو ليس مجنون......جلب معه حُرّاس.......ليرهب بهم قلب ادوارد......ليوصل له أنه عنيد كما هو!......ليبرهن له انّ لن تنازل عن حبيبته كما يظن......وصل....إلى العتمة.....إلى الضيّاع....إلى الخوف.... نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال....اتوا خلفه....مشى بخطى ضعيفة....بطيئة......مؤلمة......مشى وهو حاملًا سلاحه بيده.......مقرر تمامًا على ان ياخذها منه ويخرج من هنا...... وصل للباب.....نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل جانب....رأى كيف سريعًا توجّهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله عندما اقتربوا.....نظر لإدوارد وهو يحتسي القهوة في شرفته وما إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى يمشى امامه وهو يتحدث بالإنجليزية (مترجم): كُنت انتظرك طارق بنفس متسارع : وين ايلاف؟ إدوارد وضع يديه في مخبأ بطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة وجدًا: مين هيّ إيلاف؟ طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف شهر السلاح في وجهه وصرخ: قلت لك ووووووووووووين ايلاف سمعوا سريعًا صوت (تعشيقة المسدسات) الموجّهة لناحية طارق ورجاله ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه ثم قالت لطارق بثقل لسانه: ابحث عنها ...... طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل... ثم قال: عارف انها مو اهنيه....يا ادوارد......وعارف انك انت اللي خاطفها.....قول لي وين مكانها..... ادوارد هز اكتافه : آي دونت نو.... طارق لم يتحمّل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع لكم بطرف مسدسه وجه ادوارد وسريعًا ما توجّهت الأسلحة بشكل سريع عليه....و... ............... انتهى قراءة ممتعة تحياتي شتات |
|
|
06-27-2020, 05:35 PM | #30 |
البارت الرابع والعشرون . . . . غير قادرة على ان تتجاهل الامر اكثر....خائفة....خائفة من أنّ الوقت حان في كشف الحقائق.....مشعل لن يغفر لها كذبتها وخدعتها وكذلك أبناؤها .....لن يغفر لها احد ..... تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا الامر تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُفضح ذلك الامر تشعر بالقلق والحيرة وتدعو من قلبها بكل قهر: يا ربي اخذها من هالدنيا وريّحني منها أخذها يا رب.... لا تشعر بناحيتها بشعور الامومة رغم أنّ هي اوّل الألم اول الاحتضان اوّل الصرخة اشتمّت رائحتها، نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء مشاعرها رمتها ....بكرهها لوالدها ...رمتها على جورج....ورمت خلفها الذكريات....ولكن الآن تخشى ان تشتعل هذه الذكريات بالنيران الجميع مجتمع.......الجميع يضحك....هي غير قادرة ....على ان تندمج معهم خائفة من ان تطرد يومًا من هذه الأجواء..... نظرت للبحر......بحيرة.....تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر جديد......تهديد جديد لكن لا شي...... نادتها ابنتها: يمه......صار العشا زاهب تعالي.... التفت وهي تمسح على وجهها بضيق: يايه.....يايه الحين... ثم نهضت وهي تدعو : يارب لا تحرمني من هـ اللمة! ..... على أملٍ من انقاذها على املٍ من انتشالها من الظلام من ايدي الثعابين والعقارب! مُتعب....بل منهمك...جُرحه بدأ بالنزف......شعوره بالغثيان يزداد....ولكن يحاول أن يصمد.....يحاول أن يصمد من أجل ألا يعش في عذاب الضمير للأبد....من أجل تلك المسكينة التي لا دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!.....قاد سيارته......وحرسه بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه.....لن يذهب إلى إدوارد لوحده.....هو ليس مجنون......جلب معه حُرّاس.......ليرهب بهم قلب ادوارد......ليوصل له أنه عنيد وعناده لا يُضاهيه!......ليبرهن له انه لم و لن يتنازل عن حبيبته وخطيبته كما يظن......وصل....إلى العتمة.....إلى الضيّاع....إلى الخوف.... نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال....اتوا خلفه....مشى بخطى ضعيفة....بطيئة......مؤلمة......مشى وهو حاملًا سلاحه بيده.......مقرر تمامًا على ان يأخذها منه ويخرج من هنا...... وصل للباب.....نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل جانب....رأى كيف سريعًا توجّهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله عندما اقتربوا.....نظر لإدوارد وهو يحتسي القهوة من خلال شرفته وما إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى يمشي امامه وهو يتحدث بالإنجليزية (مترجم): كُنت انتظرك طارق بنفس متسارع : وين ايلاف؟ إدوارد وضع يديه في مخبأ بنطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة وجدًا: مين هيّ إيلاف؟ طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف شهر السلاح في وجهه وصرخ: قلت لك ووووووووووووين ايلاف سمعوا سريعًا صوت (تعشيقة المسدسات) الموجّهة لناحية طارق ورجاله ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه ثم قال لطارق بثقل لسانه: ابحث عنها ...... طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل... ثم قال: عارف انها مو اهنيه....يا ادوارد......وعارف انك انت اللي خاطفها.....قول لي وين مكانها..... ادوارد هز اكتافه : آي دونت نو.... طارق لم يتحمّل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع له و بطرف مسدسه لكم به وجه ادوارد وسريعًا ما توجّهت الأسلحة عليه لم يكتفي بهذا القَدر من افراغ غضبه بل اقترب من جسد ادوارد الذي انحنى متألمًا رفعه من اكتافه ولم يتردد في سحبه للأمام ومن ثم يركله بركبته على بطنه سمع ادوارد هنا صوت اطلاق النار وسحب طارق معه للأرض لكي لا تخترقه الرصاصة! صرخ ادوارد (مترجم): توقفوا عن اطلاق النار وإلا قتلتكم جميعًا! نظروا حرسه بتعجب إليه ومن ثم ....نظروا إلى طارق الذي سدد لكمته في وجه ادوارد وهو يقول: خايف من ابوك ينحيك عن هالمنصب...تدري لو مت بسببك ...ابوك راح يشرب من دمك ....عارف قوانينكم اللي ما فيها خير.....عارفها وحافظها مثل اسمي.... دفعه إدوارد وبخفة هنا استلقى طارق على الأرض واصبح ادوارد سريعًا فوقه ماسكًا بياقة طارق وهو يهزه تحدث بحقد وبلغة مكسرة: ايلااااااف.....ستككون....لاااعبتي.....جميلة...رائع ة...وانت....خائن...لا تستـ.... لم يكمل حديثه بعد أن ابعد طارق راسه للوراء وبشكل سريع لكم وجه بجبينه..... ثم نهض وهو يتألم من جرحه الذي بدأ ينزف بشدة تحدث: مريض نفسي....حقييييييييير........خذت حقك......خليت ابوك يطلع حكمه صوبتني.....تدري لو يدري انك خاطف لي احد من اهلي واقربائي.....بيحكمه ينهيك.......ينهيك يا اللقيط........ ادوارد لم يفهم حديث طارق كله......ولكن استشاط غيضًا .....نهض وكان سيهجم عليه ولكن احد حرس طارق اتى مسرعًا في ركضته واطلق النار في الهواء تجمّد ادوارد في مكانه ظنّ انّ الرصاصة اصابتهُ حقًا ولكن استوعب ما حدث على صوت طارق وهو يضحك بجنون وقهر وحقد وهو يقول: جبان....وبتظل جبان.... ثم اردف بهمس لإدوارد: اسمعني يا اللقيط اذا ما طلعت لي ايلاف...راح أقول لأبوك انك على علاقة مع زوجته لورين....وانت فاهم شقصد صح؟! شخصّت عيني ادوارد نظر لطارق بحقد واكمل طارق وهو يردف: صدقني اعرف ابوك ما راح يتردد من انه يذبحك......واختك ادري انها طفلة......ومالها ذنب.....وعارف شقد تحبها....والله احرق قلبك عليها...... ادوارد تذكر اخته......لارا...طفلة ....دفعت ثمن تلك التحرشات......تحرّش بها والده دون ان تعلم لورين....إلى ان آلت إلى هذه التطورات .....ودخلت في قوقعة مرض التوّحد....او ربما كانت تعاني منه ولكن تطوّر معها الامر.....واجه ابيه بهذا الامر فطرده والده وابعده عن أحضان لورين دون يعي ذلك! جميعهم خائنون.....ويختبئون وراء ستائرهم.....ولكن الامر الذي ارعبه طارق كيف علم بهذا الامر!؟ واعلم انّ الجميع يتساءل هل لارا ولورين هما نفسهما التي حاول نور ان تعمل في منزلهما كمربية أطفال نعم اجل هما نفسهما!؟ كانت ستدخل في عالم مخيف ولكن سحبت نفسها قبل ان تغرق في قاعه! .... طارق ابتسم بخبث ثم طبطب على كتف ادوارد: عارف كيف اطلّع ايلاف من بالك ......عن اذنك.... ثم خرج وتبعوه الرجال، ادوارد بقي واقفًا يرتجف في مكانه بينما طارق تحدث بالفرنسية لإحدى رجاله (مترجم): اتصل لي على ماكسين..... ثم نظر لبقية رجاله فتحدث(مترجم): انتم ابقيا هنا راغبا تحركات ادوراد....وانت... أشار لأحدهم: دعنا نبتعد إلى ناحية رأس الجبل...... ثم أشار بتهديد: اجعلوا اذانكم واعينكم متسلطة عليه .....وإن حاول الهروب لا تترددوا في قتله! ثم دخل سيارته ودخل الآخر ليقودها إلى حيثما قال بينما طارق كان ينتظر رد ماكسين عليه لم يأخذ إلى ثوانٍ ثم أجاب مع انطلاق السيارة إلى ناحية الجبل تحدث (مترجم): كُنت اظن انّ الحكم انقضى وتم اخذ القرار ونهي التفاوض في الامر... سكت الطرف الآخر ليردف: لم تمت تحدث طارق (مترجم): ارجو انك في وعيقك....الآن.....لكي نستطيع التحدث بوضوح...... تحدث الآخر(مترجم): ماذا تريد.....الحكم كما قلت انقضى....لا استطيع ان اميّزك عن البقية انت خنتنا في نقوضك لبعض القوانين......واخذت الجزاء طارق بحقد وهو يشد على جرحه بألم(مترجم): وابنك إدوارد خانك في قوانينك اراك لا تعاقبه؟ّ! تحدث بلغة صارمة(مترجم): لم يخونني..... طارق ضحك باستفزاز وهو يتوجّع ويحاول ان يتقلّب على آلامه(مترجم): ماكسين....هههههههههههههه حقًا انك مسكين ....بأي واحده تريدني ان افضحه.....ولكن دعني......اخبرك اولًا بما فعله بي.......وماذا يعني في قوانينكم.... ماكسين بملل (مرتجم): لا تطل الامر تحدث..... طارق شعر بالدوران لذلك سكت لخمس ثوانٍ ثم قال بهدوء(مترجم): خطف خطيبتي.....كعقاب....وانا اعلم اطلاقه بالنار علي لأخذ الجزاء انتهى....وفي قانونكم ......لا يسمح لمحاولة قتل الشخص من افراد المجموعة إلا مرة واحدة ...ولا يجوز لأي احد بأذيّة اقرباؤه ....هل انا مخطأ؟ ماكسين سكت لثوانٍ ثم قال: سانهي الامر......والآن اغلق.. قاطعه مصرًّا على بث السم في العسل يريد ان ينتقم من ادوارد(مترجم): أأتي الآن وانهي الامر...... ماكسين بحده(مترجم): سأنهيه باتصال واحد...لا تقلق... طارق بغضب(مترجم): انا امام منزله ....أتيت إليه ليخرجها لي ولم يفعل......أنا لا اثق به ابد......ودعني اخبرك......ادوارد ولورين زوجتك على علاقة........مدتها لم تقل عن السنة الكاملة...... ماكسين نهض هنا وشخصت عينيه(مترجم): حاقد ........ومقهور .....وتقوم بالتلفيقات..... طارق بخبث(مترجم): سأغلق الآن وسأرسل إليك الصور التي تثبت خيانتهما.....وسأنتظر مجيئك وإلا ....نشرت الصور في كل مكان...وسأكتب تحتها بالخط العريض لورين تخون زوجها الثري ماكسين مع ابنه الوسيم...... ثم اغلق الخط ونظر لحارسه وهو يقول(مترجم): ارسل الصور .... حقيقةً طارق لم يخطط لكل هذه الأمور ولكن إصرار ادوارد المريض في جرح قلبه جعل ه يتصرف بهذا الشكل ويهدده بأمور لم ينساها ابدًا كان لدى طارق مبدأ لابد أن تعرف كل شيء عن حياة المجرم الذي تعمل معه وعليك ألا تثق به لا تدري ربما تدور الحياة وينقلب ضدك! وهذا ما حدث معه سيجعل الأب يقتل او يعاقب الأبن لا يهمه الآن سوى ان يظفر بإيلاف المسكينة ويعلم جيّدًا ما إن يرى ماكسين تلك الصور إلا وسيأتي هنا غاضبًا ! لابد أن يخرج ايلاف......اليوم ...من وكر الشيطان لا يعلم الآن ماذا فعل بها ولكن كما يعرف ادوارد لا يقهر الشخص بأسلوب رحيم بل بأسلوب مخيف ومرعب ربما هو لم يغتصبها الآن! ولكن ربما فعل بها ما هو اشد! فهو مريض نفسيًّا ومحبًّا للتعذيب وفرض سلطته على الضعفاء! . . . . وهذه الظنون حقيقية إيلاف....وعت على نفسها بعد سكب الماء البارد على جسدها فتحت عينيها وهي تشهق وقتها....وهي في مكان مطمور ....بعيد عن ضوء الشمس.....مخيف بإنارته الخفيفة...... نظرت للوجه الذي لا تريد يومًا ان تراه.....لا تريد ان تتذكره حتّى.....وحاولت الهرب....وادركت انها مثبته برباط حكيم......لم يأخذ منها الشيء السهل.....لم يأخذ منها عذريتها! بل أخذ جمال جسدها بتشويهه! بالجروح......والحروق .....مريض نفسيًا ربما سادي يُسعد نفسه بأذيّة الآخرين.......السادية لا تقتصر على الجنس فقط.....فهي ممتدّة في المعاني والتشخيصات الطبية وفي الأوان الأخيرة أشير لهذا المرض انه يشتمل على اضطرابين وهما السادية الجنسية والأسلوب السادي العام ....... كما انّ بعضهم مهووسون ومفتونون بالأسلحة والحرب والجرائم والاعمال الوحشية ربما إدوارد يعاني من هذا المرض النفسي وافعاله تخبرنا انه في اشد واعماق هذا المرض لن انكر انه حاول التقرّب منها وحاول بشتّى الطرق في اخذ ما اغلى ما تملكه ولكن ايلاف كانت تصرخ وتبكي وتضربه وتحاول ابعاد نفسها عن قُبلاته المحرّمة.....وقربه المشؤوم حاولت جاهدة إلى ان فقدت وعيها بسبب ذعرها وصحت من جديد بصرخة خرجت من أعماق قلبها بعد ان لامس الماء الحار ظهرها ولم تهدأ عن الصراخ ابدًا . . جنّ جنونها واخذ المكان يهتّز بصراخها حينما رأته يقص شعرها ويرميه في وجهها بابتسامة ماكرة وعينيه محمرتين شعرها كان طويلًا يصل إلى مستوى اكتافها والآن وصل إلى رقبتها! ما هذا الجنون ولم يكتفي بعدها بهذا الامر اقترب منها بالحدود الذي لا تضيّع عذريتها ....لا وصف مُناسب لحالها لا وصف يمثّل شعورها ......بهت لون ايلاف سريعًا وفجأة سكنت في مكانها بعد زوبعة رغبته .....وبعد نفاذ طاقتها في الصراخ والبكاء......عاد من جديد ليسرق روحها .....عادت ثائره تمنعه إلى ان لكمها على وجهها بقوّة حتى سقطت هي والكرسي معًا على الأرض وبدأت تصرخ من ألم انفها تشعر انه فعليًّا انكسر وبدأ بالنزف هو قادر على ان يأخذ منها ما لا تريد أن يأخذه ولكن هو مستمتع لهذا الوضع هو قال لن أؤذيك فقط سأؤذي طارق ولكن في الواقع هو آلمها وبشدّة تمنّت لو تموت تحت تعذيبه النفسي والجسدي تذكرت والدتها ووالدتها وهمست بأسمائهما لا تدري كم مرة اغمي عليها لتجلس على نظام تعذيب جديد لا تدري كم مرة جُرح جسدها بأظافر يده لتثبيتها للتقبيل ...والتعذيب! حدث لها ما لم يستوعبه المرء حاولت بجّلا جهدها لا يصل تعذيبه للأمر الذي يفقدها كل شيء رغم انها فقدت جزء من روحها الآن! . . . فتحت عينيها ببطء شديد دون ان يلحق الضرر بها......رأته واقفًا بالقرب من رأسها كانت مستلقية على طرف كتفها الأيمن وجهها يلامس الأرض وما ان شعرت به قرّبت ركبتيها لناحية بطنها وشدّت بخدها على الأرض كانت تخرج شهقة وأخرى منها تشعر بالألم والمهانة تشعر بالم جسدها ....خاصةً ظهرها وانفها يحرقا قلبها الموجوع أصلا! كان شعرها المقصوص بالقرب منها على الأرض والكرسي الذي ابعده عن جسدها مركونًا في الزاوية محتفظًا ببقيّة دماؤها! انحنى وشدّت على عينيها لتنزل دموعها ويرتجف جسدها ببرد المكان و بخوف من وحشية ذلك الوحش! تحدث بلغته(مترجم): يهدنني؟.....طارق يهددني من أجلك...وانا سأوجع قلبه الآن.... فتحت عيناها على الآخر وكأنها فهمت ما يُشير إليه ليس لها طاقة على مقاومته.....ليس لها طاقة على الصراخ والعويل.....هي انتهت....ولكن هي سعيدة انها لم تخسر نفسها كليا بعد!....حاولت ان تسحب نفسها للوراء بعيدًا عنه ولكن شعرت بتخدر جسدها من شدّت الآلام تحركت بشكل غير ملحوظ تحاول الابتعاد ولكن هو وضع يده على اكتافها وهو يحدّق في عينها الجوزاء ..... مرر يده ببط على ذراعها إلى ان استقرّت على الرباط حرر يدها وكذلك رجليها وانكمشت على نفسها وهي تنظر له بفجعة ما مر عليها اليوم من احداث صعبة تحدث بخبث وهو يقترب من وجهها ويتفحصه ينظر لآثار آثامه ينظر إلى الخوف المزروع في منتصف بؤبؤ عينيها همس بالعربية : لنلعب...لعبتنا......الاخيرة.... حركت رأسها بِلا........حاولت بثقل يدها والتي تشعر بتنملها اثر رباطها الشديد لساعات طويلة .....حاولت دفعه ولكن لم تستطع....طبّق على جسدها وحكّمه.......اقترب اكثر من وجهها....كانت تبكي ..بحشرجة صوتها بنبرة تنّم عن تعبها .....وتنم عن كثرة بكاؤها لذلك يخرج بشكل متقطّع وواطي......رجليها تتنملان تحاول تحريكهما لتبتعد عنه ولكن كل شيء خانها في هذه اللحظة اللحظة الأخيرة.......والتي تُعلن عن ضياعها فيما بعد......التهم جبينها بقبلة هادئة....ثم اسند جبينه على جبينها ولامست ارنبة انفه ارنبة انفها المكسور فتأوهّت بوجع انفها وبكت تحاول الفرار من يديه ولكن شد على رأسها بهدوء اغمض عينيه وعينيها شاخصتين تحدث: I want you so much جمد الدم في عروقها في ايدي أي مريض نفسي وقعت؟ ارتفع صدرها بشهيق موجع ولم تستطع زفره ابدًا تريد معجزة.....الآن تخلصها من يده اغمضت عينها وهمست بضعف : يا رب..... ما زال ادوارد على وضعه ايلاف ببكاء: استغفر واتوب اليك....يا رب..... ادوارد احتضنها....واخذت ترتجف......بكت واخذ يطبطب على ظهرها! همست تنادي والدتها والدها......اخت تنادي الجميع نادت خالتها سعاد ....تذكرت حنانها وعطفها عليها نادت خالتها دلال والتي لا تعرف انّها والدتها اصلًا وتتمنى موتها بالدعاء عليها بالموت! نادت الجميع....... ثم تذكرت بُعد مسافاتهم فناجت ربها بهمس موجع: يا رب..... كرهت نفسها .....قربه اشعرها برخصها....رغم انها لا ذنب لها في كل شيء....انكرت فعله.......بكلمات وافعال.....بصراخ....ونحيب......موجع......ما يحدث لها الآن اصعب مما حدث عليها في بداية الأمر! ففي بداية الأمر تملك طاقة لبعثرة الوسط الآن لا تملك شيء...ضعيف...مُهانة......شبه مستسلمة! كررت الهمس وأطراف يديها مرتخيتان وتلامس الأرض بضعف.... : يا رب..... لا تدري هل هو يعذبها الآن بهذا الاحتضان ام ينوي على شر آخر غير الامر الذي اتى في بالها؟! اجابها بعد ان شعرت بوخزة ثقيلة ومخدرة لخلايا جسدها .....ومؤلمه حتى انّ من شدّة المها رفعت يديها تشد على اكتافه من وجعها بعد ان رفعت نفسها من على حضنه دون ان يعيدها إليه نظرت لوجهه وهو يقول (مترجم): اخبرتك اريد اؤذي طارق ليس انتي؟! انزلت نظراتها على فخذها نظرت لاستقرار السكين عليه لم تستوعب الامر، هو يريد فقط تعذيبها من اجل جرح قلب طارق ......فهمت انه لم يخطط على موتها ابدًا وصلت الفكرة! اردف(مترجم): انا لا اريد قتلك لا ادري لماذا ولكن اريد ان اوجعه! ثم نهض وتركها .....معلّقة تنظر اليه وهو يخرج....حاولت ان تصرخ لم يخرج صوتها.....لم تستطع ان تبكي بصوت مرتفع اعادت النظر للسكين المرتكزة على فخذها حاولت سحبها ولكن كانت يديها ترتجفان رمشت عدّت مرات........همست بخوف: نور! ................... . . . الحُزن والفرح توأمان ملتصقان ببعضهما البعض لا ينفصلان عن بعضهما ولكن في بعض الحين تكون سطوة أحدهم اقوى من الآخر! . . . الماء الدافئ قادر على ان يدفأ برودة قلبنا المتجمّد من مرارة الأحداث قادر على إذابته بهدوء وسكينة انسيابه لها القدرة الكُبرى في ان تزيح اثارًا كُثر . . امتزج الماء الساخن الساقط على وجهها مع حُبيبات الدمع النازف من عينيها هل حقًّا تبوّلت على نفسها؟ هل حقًّا عاشت وذاقت نوع جديد من الانهيارات ظنّت يومًا انها ختمت جميع أنواعها؟ ارتجف جسدها تحت صنبور الماء....لم تطل في الاستحمام....حاولت ان تستعيد وعيها الذي فقدته في لحظة جنون غير متوقعة أغلقت الصنبور....سحبت المنشفة جففت جسدها وارتدت ملابسها في الخلاء على عجلٍ منها ثم خرجت......نظرت للغرفة ....ببهوت......اختطاف ايلاف...يُعني أشياء كُثر يُعني معاناة جديدة ستتجرعها ايلاف....يُعني بلاء جديد سينزل على رأسها! هزّت رأسها واقتربت من النافذة ...نظرت للظلام.....نظرت للسماء...للنجوم....نزلت دموعها بضعف لا تريد أن تتجرّع إيلاف آلامًا ستُلازمها لسنوات وربما لـِ حتى الممات؟! والديها لا يستحقان فتاة بطيبة قلبها...ونفسها المرحة...لا يستحقان عينيها البريئتين .....وطموحها المتدفق .....لا يستحقان ابنه كإيلاف ماذا لو اهتمّا بها؟ ماذا سيحدث؟! كسرا قلبها وها هو الزمن بدأ يأخذ دوره في كسر قلبها وفلقه إلى نصفين!؟ تنهدت بضيق على افكارها ...وشهقت بوجع واقتربت اكثر من النافذة ....إلى ان الصقت جبينها على زجاجتها.... لن تتحمّل إيلاف .......لن تجن ثم تعود لوعيها....ربما إن أُصيبت بالجنون لن تُشفى منه ابدًا!؟ فهي الآن اجزمت انها لم تُشفى من جنون الماضي بل تطوّرت حالتها حتى بِها .....تبوّلت على نفسها؟ مؤلم ومخجل حالها.......الوجع الآن اصبح وجعين..... لا شيء يُضاهي ما تشعر به.....اثنتهما اُجبرا على أمور لم يحبذاها يومًا.....اثنتهما تجرّعتا شعور النقصان والتخلّي من اقرب الناس لهما ماذا لو عاشت كما كانت تحلم فيه؟! في عِش موطنها الأصلي.....تلتمس الحنان من أحضان ابٍ اغدق عليها بالكثير ولكن تخلّى عنها لسنين طويلة ماذا لو عاشت تحت ظلّه وتحت حب والدتها له... ماذا سيحدث لو احبّت ديانا يوسف كما احبّت أمير ماذا سيحدث؟ وماذا سيحدث لو اهتمّا والدّي إيلاف بها ماذا سيحدث؟ هل ستنهدم الحصون فوق رأسهما كما حدث الآن بالتأكيد لا؟! مُتعب تفكيرها......احلامها انهدمت بالأخبار السيئة...... تهرب من كل الأشياء...لتأتي فوق رأسها كجماعة واحدة لتهدمه بعد أن قررّت المواجهة .....اُجبرت في نهاية الأمر ان تواجهه ما هو اكبر منها وما هو اصعب.... عليها الآن ان تتقبّل اكثر وجود تلك الوجوه التي كرهتها عليها ان تتقبّل أنّ ايلاف ستدخل في قوقعة الظلام التي دخلت بداخلها سابقًا.... عليها ان تكون قوية ليس من اجلها ومن اجل إرضاء الجميع بل من اجل صديقتها.....ستقويها...ثم ستودعها لكي لا تحرقها بهذا الوجود المشؤوم! ازدردت ريقها.......اخذت نفسًا عميقًا......مسحت دموعها....رفعت نفسها وثقلها من على النافذة دارت عينياها كالمغشي عليه لتداري دموعها التي تحاول النزول! كررت عمليّة التنفّس العميق.......ثم قامت بجمع شعرها الرطب ...وربطته بعشوائية ..... ثم توجهّت للخروج ...لترتيب ما قامت بتخريبه.....ولكن ما إن فتحت الباب...حتى تغلغلت رائحة السجائر إلى انفها.... عقدت حاجبيها........ثم وقفت مَن هو المدخن؟ ثم اخذت تفكر وتسترجع الاحداث بشكل سريع |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خالد و بندر *مكتملة* | JAN | روايات عامية | 6 | 08-10-2020 09:45 PM |
سلع أرواح محرمة *مكتملة* | JAN | روايات عامية | 77 | 08-08-2020 11:43 PM |
بنات أكشن*مكتملة* | JAN | روايات عامية | 31 | 07-04-2020 07:23 PM |
عَشآن الحُب!*مكتملة* | AM. | روايات عامية | 82 | 06-23-2020 07:48 PM |
هفوات ، خطايا ، ذنوب | ورده المودة | روايات الانمي_ روايات طويلة | 7 | 03-04-2020 07:31 PM |