|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-04-2020, 03:57 PM | #31 |
رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش ! البارت ( 27 ) صَمْتٌ يتبعثر وحشة تتقاسمها الأرجاء بالتساوي اغتراب على مر الوجوه بين الدهر والآخر ينبثق رعب هائل الطالع يؤكد المستحيل اسطورة هي المناجاة أمل يقود إلى المنفى ثمة نافذة حذار.. الحلم يوصل إلى الزنزانة *غادة السمان. ثابت في مكانه يشعُر بالموت يقترب منه بسماع خطواته التي تقترب منه أكثر و أكثر .. لم يتلفت , ظهره هو المقابل له في جهة أخرى حالة من الحركة بين المكاتب .. بو سعود يُحادث عبدالعزيز : رجاله تحت لاتحاول تطلع أي صوت ويجونك سلطان في مكتب آخر يوجه قواته : من جهة الغرب عند مكتبه أهم شي ماينذبح نبيه حيّ الجوهي من خلفه يزداد بقُربه , يمد له جواله : نسيت جوالك عبدالعزيز أغمض عينه ثواني طويلة ثم ألتفت عليه بإبتسامة جاهد حتى تخرج : أشوفك على خير .. وخرجْ وهو يمسح وجهه , تعرق بشدة. سلطان و بو سعود واقفين بصدمة وبرواية أخرى متنحينْ. بو سعود يفتح أول أزارير ثوبه وهو يجلس : أستفز صبرنا حسبي عليه أحمد أنسحب بهدُوء وهو كاتم ضحكته سلطان أنتبه لملامحه وهو خارج , أردفها بإبتسامة : لو مدخلين القوات قصره كان أنفضحنا !! بو سعود : الحمدلله جت على كذا . .أنتظر عبدالعزيز يجيك سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه صدق شر البلية مايضحك .. بيجلس يصرّخ بعدها يهدأ بو سعود ويشرب كأس الماء بدفعة واحدة من التوتر الذي آتاه كانت ساعة هي الفاصلة حتى يدخل عبدالعزيز مبنى العمل بو سعود ورآه من الزجاج : سلطان واللي يرحم والديك لا تضحك وتستفزه سلطان أبتسم : ماني قايل شي دخل عبدالعزيز وهو يفتح أزارير ثوبه ويجلس .. نظر إلى ملامحهم الجامدة عبدالعزيز : يالله اكفينا شر الخبث اللي في عيونكم بو سعود أبتسم : عدَّت على خير عبدالعزيز : وش خيره أنا عمري ماخفت قد ماخفت وهو يناديني .. عرقت خذيت شاور عنده .. مسح وجهه .. أحسه يعرف سلطان : مايعرف بس لأنك غبي وسألته وقلت لك لا تسأله عبدالعزيز : خلوكم صريحيين معي وأمشي معكم سيدا سلطان : يا ذا الصراحة اللي طلعت شيبي منها !! قلت لك كل شي لازم تعرفه غيره ماهو من صالحك تعرفه بو سعود : خلاص سلطان أتركه عبدالعزيز : وهذا انا أحلف أنه وراكم مصيبة سلطان أكتفى بإبتسامة أستفزت عبدالعزيز عبدالعزيز بنظرات حاقدة يوجهها لعينيِّ سلطان بو سعود والتوتر بدا يُحلق بينهم : روح البيت أرتاح عبدالعزيز بنبرة هادئة : وش المصيبة ؟ سلطان مازال مُبتسم وصامت بو سعود وبعينيه يحكي لسلطان سلطان تنهَّد : روح نام عبدالعزيز أمال فمه : طيِّب أحلق شاربي إذا ماوراكم مصيبة سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مصايب إذا تبي بو سعود : ياسلطان وش فيك !! سلطان : بعطيه على جوَّه عشان يقتنع أنه مافيه شي عبدالعزيز بغضب : أنا كنت بين الحياة والموت عشان شغلكم اللي مانيب عارف نهايته وبكلمة تريحني بخلتوا عليّ !! سلطان ألتزم الصمت لا يُريد أن يتجادل معه بو سعود : طيب ياعبدالعزيز قلنا لك كل شي نعرفه عبدالعزيز وقف : كم دفعتوا للمستشفى عشان تتزوَّر التقارير ؟ سلطان وبو سعود وبلحظة واحِدة أعينهم أرتفعت له عبدالعزيز : كذابين !! ومنافقين وأنا أكبر حمار يوم رضيت أشتغل معكم بو سعود وقف وأقترب منه : ليه ماتؤمن بأنه قضاء وقدر .. بعيونك شفتهم ميتيين !! عبدالعزيز : ماأصدقكم ولا راح أصدقكم سلطان : هذي مشكلتك ماهي مشكلتي ولا هو أكبر مشاغلي عبدالعزيز وش تفكيره إتجاهنا !! عندي اللي أهم منك ... وأخذ بعض الأوراق ليوقعها متجاهلاً عبدالعزيز عبدالعزيز وعينه على سلطان وملتزم الصمتْ بو سعود بنبرة هادئة : روح أرتاح الحين وبكرا يصير خير عبدالعزيز أنحنى ليأخذ مفاتيحه وجواله , أردف بنبرة تهديد : والله ثم والله إن ماعرفت منكم لأنبش عند الجوهي وماهمني لو يذبحني قدامكم ... سلطان بإبتسامة مستفزة حيَّاه بالتحية العسكرية : تصبح على خير حبيبي عبدالعزيز وبراكين تثور في داخله وبنبرة غاضبة حادة : وعساك منت من أهل الخير والسعادة .. وخرج سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مدري وش أسوي عشان يرضى علينا بو سعود : قلت لك لا تستفزه .. ماينفع كذا سلطان : وأنا سكت عشانك بس هو يبغى يتهاوش بو سعود تنهَّد : هذا إحنا كل ماقلنا هجد طلع لنا بشيء جديد من وين جاب سالفة المستشفى ؟ سلطان عقد حاجبيه : لو مافيه كاميرات كان قلت داخل مكتبي ! مو طبيعي هالإنسان , عبير : مابغينا نشوفك ؟ الجُوهرة : يالله فضيت رتيل : أرحميني بس ياللي مقضيتها شغل .. أقص إيدي إذا منتي مقابلة الجدران الجُوهرة تحادث عبير : سكتي أختك مهي وجه أحد يزورها رتيل : حقك علينا يا ماما .. المهم شخبارك ؟ الجوهرة : ماشي الحال الحمدلله .. أنتوا شلونكم ؟ عبير : تمام الجوهرة : وين عمي ؟ رتيل : بالشغل هالأيام مايرجع الا الفجر عشان ذا اللي وشسمه عبير : الجوهي رتيل : إيه فعشان كذا يطوِّل الجوهرة : كان ودِّي أشوفه رتيل : أهم شي تشوفينا الجوهرة :أكبر همي أنتي رتيل : أستقوت والله !! وش مسوي لك سلطان هههههههههههههههههههههههههههه ممشيك على نظام العسكرية الجوهرة ولم تشعُر سوى بإحمرار وجهها أردفت : ياشينك رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أستحت خلاص خلاص نسحب الكلمة الجوهرة : مالك داعي رتيل أبتسمت : نمزح وش فيك صاير ماينمزح معك بعد عبير : يالله رتيل مزعجة أسكتي شوي رتيل : نفسيات الواحد يبغى يضحك ويقابل وجيهكم قسم بالله تزيد ضيقته ضيقتين عبير : الله يسلمك شايفة وجهك رتيل : بشوش الجوهرة : ههههههههههههههههههههههه كثري منها بالله رتيل أمالت فمها : أنا وش قعدني معكم عبير : بكرا بيجي عمي ؟ الجوهرة : إيه إن شاء الله عبير : وأخيرًا من زمان عن تركي وحشني الخايس الجوهرة سكنت وبان الهدوء على ملامحها رتيل : مفروض إحنا نشره عليه لأن حتى على أبوي مايتصل عبير : يمكن مشغول حرام .. ياحبي له الجوهرة : أنا بروح الحمام ... أتجهت للحمام وأغلقته عليها وأنفها ينزفْ بشدة .. حتى أصبحت دمائها تختلط مع دموعها .. كيف بيصدقوني لو أتكلم ؟ كلهم معه ؟ ... كل ماقلت هانت جاء شي ووقف قدامي .. كل ماقلت خلاص لازم أقوله يجي أحد ويهدم كل ماودِّي فيه .... ليه ؟ ليه هالحياة مهي راضية تضبط معاي ؟ كل ما أبتسمت بكت .. ليه تحب تبكي علي أكثر من أني أبكي عليها ؟ .... ليه !!!!!! مسحت الدماء وهي ترفع رأسها للأعلى حتى يتوقف النزيف .. غسلت وجهها مرارًا وحُمرة عينيها لا تذهب .. تُفكر بأي حجة تتحجج ... خرجتْ لهُمْ وما إن جلست حتى تعلقت عيناهم بعينيها الجُوهرة بملامح شاحِبة : بس أشتقت لهم رتيل : يا شيخة أضحكي وهونيها , الصمت هذا مُزعج , هذا السكُون يوتُّرني , أشتاقها جدًا .. أشتاق لعينيها جدًا .. بشدة و كثيرًا و جدًا و رُغما عن كلُ شيء أحبها .. تذبذب قلبِي في غيابها أشعُر بجمراتٍ من نارْ تٌصَّبْ فيه .. أنا لم أخطأ هي من اتت هي من علقتنِي بها .. هي من أختارت السكَنُ بين أهدابي .. لمَ الذنبُ يتلبَّسني لأنني عمُّها .. " ذرفت عينه الدمُوع وهو ينظر لصورتها العتيقة " .. لو تعلم فقط كم أحببتها ؟ ومازلت أزداد بعشقِي لها .. سلطان لا يستحقها أبدًا .. سلطان لن يهنأ معها .. سيتركها كما تركها الجميع ... لا أحد يستحق الجوهرة غيري ! أنا فقط من يستحقها .. لن يظفُر بِها أبدًا .. لن يلمسها لن يلمس شعرةً مِنها .. سأُنهِي سلطان بـ كلتا يديِّ سأنهيه وهذا وعدٌ لقلبي ولكِ .. *وعوده لذاته كانت وقعٌ من جنون ماذا لو جُّن و تعرض للجوهرة في حضور سلطان* في ضوضاءْ النقاشْ الحاد , قال بصوتْ آمر لا يقبل النقاش : زواج لأ أم ريان : يالله أكفينا بس !! أسمعني انا قلت لامها العرس بعد 3 شهور ريان : ليه تقررين عنِّي ؟ يايمه الله يخليك لي مايصير كذا أبو ريان : 3 شهور زينة أم ريان : وخير البر عاجله ريان : وكل تأخيرة فيها خيرة أم ريان : التأخيرة إذا كنت مجبر عليها لكن أنت ماشاء الله جاهز وظيفة والبيت موجود وقادر تصرف عليها .. خلاص كل شي مسهِّل لك ريان بغضب يتمتم : أستغفر الله بس .. كيف أتزوجها ! يكفي انكم مختارينها وماهي عاجبتني بعد أم ريان : يالتسذوب وأنت شفتها عشان تعجبك ولا ماتعجبك ريان : كذا قلبي وإحساسه مايخطي بو ريان بسُخرية : مثل إحساسه بالجوهرة ريان : رجعنا نفتح مواضيع قديمة أم ريان : الله يجزيكم الجنة لا تقلبون بالماضي ريان : على فكرة وإلى الآن عارف أنه الغلط من الجوهرة أم ريان بعصبية : أستح على وجهك ماغلطت ولا شي !! سوالف حريم يضحكون بين بعض ماهو معناه أنهم صادقين لكن أنت عقلك مقفل تحسب كل شي يقولونه بالمزح صدق وهذا أنت ظلمت بنت الناس وطلقتها والحين تظلم أختك بعد ! أفنان دخلت على إزعاج نقاشهمْ : يبه متى نمشي الرياض ؟ عشان أنام ! أبو ريان : المغرب أفنان : طيب تصبحون على حُب .. " أردفت كلمتها بسخرية على ريان " ريان أكتفى بنظرة غضب لها كافية لإرباكها أبو ريان : الجوهرة طلِّعها من مشاكلك اللي مالها أساس !! ريان : إيه صح أنا نسيت أنكم تصدقونها على كل شي !! وأنا لا قلت كلمة كذبتوني أبو ريان : يخي أفهم الجوهرة مالها علاقة .. هذي أختك كيف بتضرِّك ؟ ياريان بعد موتي وش بتسوي فيها إذا الحين وأنا حي ظالمها !! أم ريان : الله يقطعها من سيرة .. خلاص قفلوا على الموضوع ريَّان : هذا إذا مو مخبية شي بعد للحين عن منى بو ريان بغضب : شف وين أنا أحكي وكيف يرد ؟ الجوهرة ماتتعرض لها بكلمة فاهم ولا والله ياريان ماتسلم من شرِّي , مُثبِّت جواله على كتفه وبصعوبة يفتح أزاريره بـ يَّد واحِدة : ماراح أصبر لين اعرف ناصر بصوت مُتعب : طيب هم جالسين يستهزؤون فيك لأنك تكذّبهم يعني لا أنت اللي عرفت أنهم صادقين ولا أنت ماسك عليهم شي عشان تكذّبهم عبدالعزيز : كذابين واضح ناصر : والله عبدالعزيز ماأعرف لك مرة تقول أنك تصدقهم ومرة تقول تكذبهم عبدالعزيز : ليه خايفيين أتمادى مع الجوهي ؟ وش فيه عند الجوهي وخايفيين أني أعرفه ؟ ناصر : خايفيين عليك مو خايفيين انك تعرف شي ! عبدالعزيز بالعقل ماراح يضرونك يكفي أنهم مغرقينك بكرمهم ومخلينك كأنك ولد من ولدهم .. يعزون أبوك الله يرحمه أكيد بيعزُّونك ويغلونك عبدالعزيز تنهَّد : مدري ياناصر ناصر : طيب أبيك بموضوع عبدالعزيز : وشو ناصر : بسألك عن غادة عبدالعزيز وثُقب بقلبه يتوسَّع قليلا , سدَّهُ بعد جُهدٍ كبير وبكلمه فقط بكلمة فاض الحنين بداخله : وش فيها ؟ ناصر ونبرة عبدالعزيز مُتعبة جدًا لقلبه : عليها دين ؟ يعني قالت لك شي ؟ عبدالعزيز وبصمت لثواني طويلة أردف : لأ كان عليها دين سددته بعد يومين من الحادث ناصر وقلبه يفيضُ هو الآخر حنينًا عبدالعزيز : ليه ؟ شفتها بأحلامك ؟ ناصر : إيه عبدالعزيز بلهفة : كيف كان حالها ؟ ناصر وهذه اللهفة تقتلها , لا يعرف كيف يرد عبدالعزيز : تبكي ولا ة ؟ . . جلس على السرير وبنبرة مختنقة .. ماهي تمام ؟ ناصر : أضغاث احلام عبدالعزيز : تناديك ناصر : ومقدرت أجيها عبدالعزيز وهذا الحلم تكرر عليه كثيرًا حتى أول ماجاء الرياض : راحت ؟ ناصر : قالوا الميت يتألم ببكاء أهله عليه عبدالعزيز بجنُون , هذا جنُون الحُب لا أحد يُلام عليه : أوجعتهم ؟ ياناصر أوجعتهم !! ناصر سقطت دمُوعه بسكُون وبنبرة موجعة : أوجعناهم حتى في قبورهم عبدالعزيز : وش أسوي ؟ قولي حل ؟ مدري كيف مرَّت كل هالمدة وأنا عايش بدونهم !! ناصر ببحة جعلت عبدالعزيز تسقط دموعه اليتيمة على خده : لك الله .. لك الله يا عبدالعزيز , أطيافْ تطوف حولها بخوفْ .. تُبصر الظلامْ فقط .. لا ترى شيئًا سوى أعينهُم وأجسادهُم .. ملامحهُم لا تُرى في هذه العتمة .. مُحمَّرة محاجرهم يبكُون .. أرادت معانقتهم .. صرخت صرخت كثيرًا لكن لا أحد يسمع ... تراهم و يرونها .. لمَ البُعد إذن ؟ ببُكاء نادت .. هذه المرة نادت بأعلى صوتْ : يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .. لا مُجيب .. يبكي بشدة أمامها وينحني لتختفي عيناه ولا ترى سوى جسده .. هذا الرجل أريد معانقته لتطفأ نار الحنين في داخلي .. أرتفع بكائهم وبإرتفاع أصواتهم تشعُر بشيئٍ ينهشُ بقلبها يقضمه قطعًا صغيرة .. هذا الشيء يُدعى حنين .. شوق .. لهفة .. يا لهفة خاطرِي لك .. مدّت ذراعها هذه المرة أخيرة .. وقتًا يسير يُخبرها .. ثواني هي ثواني فقط و ستتبخرين ولا وجود لديك في عالمهم ... بكت وسقطت دمُوعها كـ حمم بُركانية ... وبنبرة مُوجعة جدًا .. بنبرة متلهفة مشتاقة .. بنبرة تبكي تبكي .. بشدة : نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــاصرْ رماها النومْ من أعلى حنينها ... أفاقت مُتعرِّقة أنفاسها تتصاعد هذه شهقات الموت .. أو رُبما موتْ آخر يُدعى : الحنين . . هذه اللهفة داء يُتعب قلبها. بخطواتْ وبربكة قلبها عدَّ خطواته .. لستُ محتاجة لهذا العد . .انا أرى لكن .. ! بللت وجهها بالماء وهي تحاول أن تتذكَر ماجرى لها في نومها .. من ذا الذي رأيته .. من ؟ من ؟ ماهو الإسم الذي ناديته ؟ عبدالرحمن .. لآ خالد .. أيضًا لأ . . ماذا كان الإسم .. تفتت خلايا ذاكرتها وهي تحاول أن تتذكر الإسم. والدتها : ليه قمتي ؟ رؤى وتنظر لها من المرآة وعينيها مُحمَّرة بالبُكاء : شفتهم والدتها : مين ؟ رؤى بكت بشفقة على حالها : ماأعرفهم والدتها : ولا هم يعرفونك .. ماتو يارؤى لا تعيشيين بهالكآبة .. أطلعي منها رؤى : قولي لي أسمه بس إسمه والدتها بصمتْ رؤى بترجي : تكفيين بس إسمه .. مين ؟ والدتها ودموعها تختنق في محاجرها على حالها رؤى أستدارت عليها : مين ؟ بس قولي لي مين !! ماهو أخوي .. واحد ثاني .. يمه تكفين قولي لي والدتها : ميِّت رؤى : طلقني قبل ولا أرملة ؟ والدتها وتُريد ان تقطع شكها : طلقك رؤى أزدادت ببكائها : كنت أحبه ؟ والدتها : صارت مشاكل بينكم رؤى بخطواتِ هزيلة جلست على الكنبة منحنية تبكِي : كيف مات ؟ والدتها : زي مالكل يموت .. يارؤى أنسي الماضي واللي فيه رؤى : مات زعلان عليّ ؟ والدتها : أرجعي نامي خلاص أرحمي حالك .. وخرجتْ رؤى وصراعاتْ في قلبها .. هل توفى غير راضٍ عنِّي .. هل كُنت أهواه أم أغضبتُ قلبه ؟ .. إلا القلب لا يُغضب ولا يُستفز .. إن غضب أسودَّت هذه الحياة كما يغضب قلبي عليّ الآن لأنني لا أتذكرُ ماضيه .. هل كانت حياته مُزهِّرة عند طلاقنا أم ماذا ؟ جواب فقط جواب يريِّح قلبي ... جوابْ قبل أن يحتضِر أخفُوه في صدرِي و سأُحييِه بدمُوعي ... هل أُخبر قلبك يا غائب عنِّي و حاضر في منامي : زهُورًا سوداء تعيش على دمُوعي تُريد كلمةً تبثُّ الحياة فيها. , الساعة الواحِدة ليلاً – الرياض – رتيل : لا عاد تجين لو سمحتي الجوهرة بإبتسامة : ماأجي عشانك أصلاً رتيل : يالله الواحد أتوقع في حالتنا يحلل الإنتحار الجوهرة : أستغفر الله لا تقولين كذا رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههه أمزح الجوهرة : لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون رتيل : ماأستهزأت ياربي انتي تخلين الواحد يعيش بتأنيب ضمير . .أستغفر الله على النية عبير : ههههههههههههههههههههههههههههههه بلعت العافية رتيل : والله إلا الدين عاد عبير : على كثر منتي داجة في أشياء كثيرة بس شي واحد تآكلين تراب ماتدجين فيه رتيل : آكل *** ولا أدج فيه هههههههههههههههههه الجوهرة فتحت الواتس آب وكان سلطان " أنا عند الباب " ردَّت عليه " طيب " الجوهرة : يالله أشوفكم على خير وزوروني * أردفت كلمتها الأخيرة بضحكة * عبير : ههههههههههههههههههههه إن شاء الله كان على دخول بو سعود : البيت منوِّر اليوم الجوهرة أبتسمت وهي تتقدم له بشوق وتُقبِّل جبينه وكفَّه : وحشتني والله بو سعود : تشتاق لك العافية عبير : يبه وش قلنا ؟ بو سعود : توحشك جنة ربي وفردوسها الجوهرة : هههههههههههههههههههه آمين يارب عبير : إيه لازم تتغيَّر هالجملة فيه احد يدعي على أحد بالمرض كذا بو سعود : يابنت خلاص غيَّرتها وأصلا ماقمت أقولها بعد محاضرتك الجوهرة بإبتسامة عريضة : شلونك وش أخبار الشغل ؟ بو سعود : بخير الحمدلله أنتي كيفك ؟ الجوهرة : بخير دام شفتك بو سعود : ياعساه دوم , وشلون سلطان معك ؟ الجوهرة بخجل : تمام بو سعود : لا تقطعين عاد صرتوا قريبيين مننا رتيل : خلها تقطع بس ماتونَّس ولا شي بو سعود : هههههههههههههههههههههههههههه أستحي على وجهك جايتك وبعد تقولين خلها تقطع رتيل وتقبِّل خد الجوهرة : تدري أني أمزح .. روحي له بس لا يتفجَّر بسيارته بو سعود : رتيييييييييل رتيل : ههههههههههههههههههههه مو تقولون أنه عصبي الجوهرة : يالله مع السلامة .. وخرجتْ له ركبت بهدُوء ورائحة عطره تخترقها .. من النادر أن تركب سيارته هذه .. : آسفة تأخرت عليك سلطان : لا عادي ... الدقائق بجانبه وبهذا الصمتْ توتِّر قلبها .. لا تستطيع فهمْه أبدًا الجُوهرة ومُنتبهة جدًا لملامحه وبسؤال عفوي : فيك شي ؟ سلطان وهو يقف للإشارة الحمراء ألتفت عليه : لأ ليه ؟ الجُوهرة : لآ بس أسأل سلطان وينظر لكفَّها الذي عليه قطرات دماء .. هذا يعني أنها متوتِّره الجوهرة تحاول تخفي كفوفها بعبايتها سلطان تنهَّد وهو يحرك سيارته .. لا حل مع الجوهرة. , مُهرة بعصبية : معك مستحيل يوسف : براحتك يا قلبي مُهرة بنرفزة : قوم ودوِّر لك غرفة ولا نام بالمجلس يوسف : أنقلعي نامي على الكنبة وإذا عاد تنازلتي عن كبريائك السرير الجاهز بس أنا أتركيني الحين أنام عشان وراي دوام بكرا مُهرة : ماراح تنام .. شوف لي غرفة ثانية ماأجلس عندك يوسف : ياليلك يايوسف .. قلت لك اللي عندي الحين قفلي فمِّك ولا تكثرين حكي مُهرة : ماأبغى لازم توفِّر لي غرفة لحالي يوسف : لازم !! لا ياروح أمك ماهو لازم ولا هو من شروط الزواج المعفن اللي خلاني أقابلك مُهرة : شعور متبادل إذا أنت تشوفه معفن أنا أشوف مقرف و مقزز يوسف : والله ماشفتي القرف على أصوله لا تخليني الحين على هالليل أنسيك إسمك مُهرة بحدة : ماراح أنسى إسمي لكن إحتمال كبير أنسى إسمك .. بالمناسبة وش إسم أبوك ؟ .. أردفتها بسخرية لاذعة يوسف رفع عينيه عليها يحاول أن يحافظ على هدوئه ولكنها مستفزة بشكل كبير , وقف وأقترب منها : أحفّظك إسمه ولا يهمك مُهرة أرتبكت وهي تبتعد قليلا للخلف يوسف بخبث : تراني لا حقدت ممكن أضيع مستقبلك مُهرة وتفهم مايُريد إيصاله يوسف : خلينا طيبيين عشان ما *أشار لها بإيده بمعنى القطع* مُهرة : حقير يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههه تأدبي ياماما مُهرة وهي تقترب منه وصدره مُقارب لصدرها : تحسب بتهددني ولا بـخـ .. لم تُكمل جملتها فـ قُبلة من يوسف دهورت حديثها مُهرة تدفَّه أمام صخب ضحكات يوسف : حقييير .. قطعَّت شفتيها بمسحها يوسف : حطي هالشي في بالك كويِّس .. ورجع ليتمدد على السرير يُريد النوم لكنه في حالة ضحك تجعل النوم يتبخر أمامه مُهرة بغضب ومازالت كفوفها تمسح شفتيها بتقرف : كلب يوسف : لا تغلطين أكثر لا يصير شي ينسيك إسم أمك بعد !! مُهرة : بخاف منك يعني ! والله لأصارخ وأفضحك عند أهلك يوسف : جربي تصارخين لأن الكل أصلا مو طايقك مُهرة : يعني أنا اللي ميتة على حُبهم يوسف : أقطع لسان اللي يقول أنك ميتة عليهم !! ماتموتين إلا عليّ أنا مُهرة بنظرات غاضبه أستدارت للشُباك يوسف : بتجلسين طول الليل كذا ؟ تعوَّذي من الشيطان ونامي مُهرة : نام عليك بعير إن شاء الله يوسف : ههههههههههههههههههههههه طبعًا البعير إسم مفرد يعود عليك والله يازينه لو ينام عليّ يُتبع شمسُ الرياض تسللت خلفْ ستائِر الضمائِر الغائبة و العاشقة. في مبنى يزدحم صباحًا وليلاً ولا يكاد يهدأ أبدًا .. دكتُور يفكّ جبيرتُه .. : الحمدلله على السلامة عبدالعزيز : الله يسلمك ... رفع عينه لسلطان سلطان : بكرا تتدرب معنا عبدالعزيز : عطني يوم راحة سلطان : بتدلل من الحين ؟ عبدالعزيز : توَّني بحس بإيدي .. بتجلس تركبني هالأبراج قسم بالله عذاب ماهو تدريب بو سعود : خلاص خذ لك يومين عبدالعزيز بسخرية : كريم كثر الله خيرك سلطان : ماعرفنا لك !! لازم تتدرب يا عبدالعزيز عبدالعزيز : وأنا قلت مانيب متدرِّب ؟ لا حول الله سلطان : خلاص يا بو سلطان حقك علينا متى ماتبي تعال عبدالعزيز بضحكة : ماتجون الا بالعين الحمراء بو سعود : لآ والله صاير تتدلع مررة عبدالعزيز : أيّ دلع ؟ حتى المستشفى زهق مني وأرسلوا دكتورهم سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه مانبي نعنِّيك عبدالعزيز : جعل خيرك يكثر رحوم مررة سلطان : عاد الرحمة صفة مشتركة بيني وبين بو سعود عبدالعزيز : أخاف لا تنخسف الأرض فينا من قو الكذبة بو سعود أنفجر من الضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ظالمنا ياعزيز عبدالعزيز : الله أعلم مين ظالم الثاني سلطان ويحادث بو سعود : جالس يرمي حكي عليّ عبدالعزيز : الحمدلله أنك فهمت سلطان : هههههههههههههههههههههههه تمُون قول اللي تبي , - ديزني لاند – باريس ضحكاتها تنتشِر أشتاقت لهذه الضحكات ... أشتاقت لنفسها أكثر من أيّ شي آخر .. وليد : غلطان يوم جيت هنا كل الألعاب منتي راضية تلعبينها بنجلس نمشي كثير !! رؤى : ههههههههههههههههههههههههههههه يكفي بس هالجو وليد ويأخذ من غزل البنات ويعطيها رؤى : شكرًا .. وليد : العفو .. إيه وش الحلم ؟ ماقلتي لي تفاصيله رؤى : ماأبغى أحكي فيه خلني ة كذا .. وقطعت له من غزل البنات ولامست شفتيه كفَّها .. ناصر بضحكة يأكل من غزل البنات الذي بين كفوفها غادة أبتسمت : خلاص أبعد ... وقطعة أخرى كانت قريبة من شفتيّ غادة أكلها ناصر وأردف : هههههههههههههههههههههههه لذيذ جدًا منك غادة : إيه أضحك عليّ بهالكلمتين ناصر : أفآآ تكذبين قلبي .. أشترى قُبعة ميني ماوس ووضعها على رأسها .. تعرفين مين تشبهين الحين ؟ غادة : مين ؟ ناصر : الصغيرة اللي شفناها قبل يومين بالمستشفى غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أنا كذا الحين ؟ ناصر : نص ونص هههههههههههههههههههههههههه صايره عيونك صغيرة زيَّها غادة : والله عيونك اللي صايرة ماتركِّز أجل أنا أشبهها .. المهم صوِّرني ناصر ويفتح الكاميرا : تشييييييييييز غادة ضحكت بقوة وبضحكتها أُلتقطت الصورة رؤى : قالت أنه طلقني والحين متوفي وليد براحة كبيرة شعَر وأخيرًا بمعنى الحياة تمتم : الحمدلله رؤى رفعت حاجبها : وش الحمدلله ؟ وليد : ههههههههههههههههههههههههههه الله يرحمه رؤى أستدارت عنه بخجل وليد : ماراح أصبر كثير رؤى : هههههههههههههههههههههههههههههههه طيب وليد : أفهم أنك موافقة , الساعة الثامِنة مساءً * نجلاء تكِّن بعض الكُره إتجاه مُهرة ولكن إزداد وبشدة وهي تراها أمامها أم منصور : وش قالت لك الدكتورة ؟ نجلاء : أبد خالتي قالت أنها أعراض عادية ومافيه شي على الجنين أم منصور : لآتكثرين حركة وتتعبين نفسك نجلاء : إن شاء الله ريم :لآلآ أم منصور : وش فيك ؟ ريم : أنكسر إظفري هيفاء : ياااي عسى ماعوَّرك ريم : أنتي لاتحكين معي هيفاء : 3 شهور ههههههههههههههههههههه وش بيصير بعدها ريم : بتتغيَّر خرايط وجهك دخل منصُور ويوسف , بالنسبة لمنصور فالموضوع موتِّر لأعصابه .. : السلام عليكم : وعليكم السلام منصُور أنسحب بهدُوء ليصعد للأعلى و ذهبت من بعده نجلاء يوسف تنهَّد من هذا التوتر وجلس بجانب هيفاء , وماهي الا ثواني والمكان يفرغ سواه هو و هيفاء و مُهرة. يوسف : أتصلت أم ريان ؟ هيفاء : إيه وحددوا الزواج بعد 3 شهور بالتمام يوسف : الله يتمم على خير .. *وبنظرة إلى مهرة* صبِّي لي شاي مُهرة بطاعة تُثير إستغراب يوسف , أملأت البيالة وتقدمت له ومدَّتهُ له .. وماإن رفع كفه يوسف ليأخذ الشاي حتى سقط عليه مُهرة بنظرة ذات معنى ليوسف : آسفة ماأنتبهت يوسف وثوبه تبلل , أخذ المناديل وهو يمسح كفوفه من الشاي الساخن وتمتم : أنا أوريك هيفاء ضحكت وهي تصعد لغُرفتها يوسف رفع عينه : تستهبلين صح ؟ مُهرة : مافهمت ؟ يوسف ويأخذ كأس العصير الممتلىء للنصف و بللها من شعرها لأقدامها : الحين فهمتي ؟ مُهرة بغضب : حقير معفن !! الله يآخذك يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههه والله تخدعين أجل كوب عصير خلاني أشوف بشاعتك مُهرة : ماني محتاجة شهادتك في شكلي , رتيل متمددة على الكنبة : لأ روحي بروحك عبير : الحين مين اللي يدوِّر الكآبة ؟ رتيل : ههههههههههههههههههههههه صدق مالي خلق عبير وهي ترتدي نقابها : بكيفكْ .. خرجت بوجهها الخادمة ومعها باقة ورد زهريَة الخادمة تمده لعبير رتيل رفعت حاجبها : من مين ؟ عبير أرتبكت بشدة وحرارة وجهها أرتفعت , بلعت ريقها : مدري ماهي كاتبة إسمها رتيل : لنا الله أنا حتى وردة ميتة محد يعطيني .. سُرعان ماتذكَر قلبها عندما أعطاها عبدالعزيز وردة ميتة ذابلة و جملته * كلن يُعطى على قد بياض قلبه * ضحكتْ بفرحْ عبير : وش فيك ؟ رتيل بربكة : لآ ولا شي عبير : وديها غرفتي . .مع السلامة .. وخرجتْ رتيل بدأت تعصف بِها الأفكار ... تراجعت " لآ مستحيل " .. قطَّعت أظافرها وهي تفكر " نعم أم لأ " .. بخطوات هادئة خرجتْ وأخذت السلاح معها حتى تتحجج بأنها تتدرب .. المسلم لا يُلدغ من جحره مرتين سارت بإتجاه بيته المظلم في هذه اللحظة .. بدأت ترتبك خطواته وتقف كثيرًا وتتلفتْ .. , الجُوهرة : بنت عمي يعني أبوي و أبوها أخوان عايشة : إييه زين يجي آشان يفره " يفرح" الجُوهرة : طيب حضري القهوة والشاي عشانهم جاييين الحين .. ولا تجيبين طاري سعاد طيب لاتحكين لحد عايشة : زين الجوهرة همَّت بالخروج من المطبخ ولكن ألتفتت لعايشة : عايشة عايشة رفعت عينيها عليها الجوهرة : سعاد كانت تشوف أحد يعني صديقاتها أو أمها ؟ عايشة : لأ مافيه أهد*أحد* يجي بيت بس ماما كبير و بنت هوَا الجوهرة : طيب كملي شغلك .. صعدت للأعلى ونظرت للدور الثالث .. ترددت ان تصعد لا تُريد ان تتعدى خطوطها التي وضعها سلطان لها .. لكن رغبتها المحشوة بالغيرة تُريد أن تعرف من هذه السعاد ؟ , عبدالعزيز ركن سيارته وبجانبه ناصرْ ناصر تنهَّد : بو سعود مارجع ؟ عبدالعزيز : يجلسون لين آذان الفجر .. فتح الباب وساروا بخطوات شبه بطيئة لبيته عبدالعزيز : وش سويت بالدورة اللي جتك ؟ ناصر : رفضتها عبدالعزيز : ماودِّك في باريس ؟ ناصر : حاطين أكثر من مدينة بس ماني رايق لدورات وقلق عبدالعزيز يفتح باب بيته .. ... ... .. , رؤى تنظر للأوراق الموجودة في دولاب والدتها , أشياء يصعب فهمها .. يتكرر إسم " مقرن " كثيرًا .. هذا الوالد الغائب .. من المستحيل أن يكون حيّ . . . غادة سلطان العيد ؟ من هذه ؟ .. ! : وش تسوين ؟ ألتفتت رؤى وعقدت حاجبيها : أشوف هالأوراق والدتها تسحب الأوراق من كفوفها رؤى : مين غادة ؟ والدتها بعصبية : مليت يارؤى من أسئلتك اللي ماتنتهي ! مين غادة بعد ! كل يوم طالعة بإسم جديد .. أنسي الماضي أنسي كل شي صار قبل الحادث كلهم ماتوا لازم تقتنعين أنهم ماتوا !! أرضي بهالقدر رؤى وأمام عصبية والدتها , أنهار قلبُها بالبُكاء : من حقي أعرف وش هالماضي ! أم رؤى : لا ماهو من حقك يارؤى !! خلاص ريحيني لو مرة ولا عاد تسأليني عن هالأشياء رؤى أخذت معطفها وخرجتْ أم رؤى : رؤى أرجعييييييييييي رؤى تجاهلت هذا النداء وهي تسيرْ على إحدى الأرصفة الهادئة في هذه الأثناء .. ضمت نفسها من البرد , عيونها تفيض بالدمُوع .. مشتتة جدًا .. عقلها يتفتت بالصُداع الآن .. غادة . . عبدالعزيز .. سلطان العيد .. مقرن .. من هؤلاء ؟ يالله .. تحاول التذكر ولكن ضغطها على ذاكرتها يضُّر أكثر من أن يفيدها .. بتعبْ جلست على إحدى الكراسِيْ وتنظر للمارَّة أمامها ...... أحدًا أجهله يناديني .. أحدًا أجهله أريده الآن .. أحدًا أجهله أحبببببه .... كيف هالغموض يلتَّف حول قلبي دُون أن يأتي أحدهم يرحمني ويقطع هذا الغموض .. أريد الحقيقة ... هذا الماضي أريد العودة إليه .. أنا أنتمي له و هو يريدني. , ما إن سمعت الجرس إلا وأنتابتها اللهفة لرؤيتهم ... نزلت بخطوات سريعة وبإبتسامة عريضة أرتسمت على محياها وهي تراهمْ .. ركضت لحُضن والدتها .. قبَّلت جبينها وكفَّها : وحشتيني .. تجمعت دموعها في محاجرها من الشوق أو ربما شيء آخر. كان سلامها حارْ جدًا على والِدها وأفنان .. ثم سلامٌ بارد على ريَّانْ. الجوهرة : حياكم .. قولوا لي وش أخباركم والله أشتقت لكم أم ريان : إحنا بخير الحمدلله أنتي شلونك عساك مرتاحة الجوهرة : الحمدلله .. شلونك ريان ؟ ريان : تمام الجُوهرة أكتفت بإبتسامة تعرف أنه ريَّان لا يُجيد التسامح مع أحد حتى مع ذاته. . . . . أنتهى موعُدنا - الخميس- إن شاء الله أعذروني على القصور بحاول ألقى يوم أكتب فيه أكثر من بارت وأجمعه ببارت واحدْ. لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ () بحفظ الرحمنْ. |
|
|
07-04-2020, 03:59 PM | #32 |
رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش ! البارت ( 28 ) أصبحت لا ألقاك صرت سحابة عبرت على عمري كما يهفو النسيم ورجعت للحزن الطويل ما زلت ألمح بعض عطرك بين أطياف الأصيل يمضي الزمان بعمرنا الخوف يسخر بالقلوب واليأس يسخر بالمنى والناس تسخر بالنصيب عصفورنا قد مات من قال إن العمر يحسب بالسنين *فاروق جويده. , مُرتبكة جدًا خطواتِها , سمعتْ صوت سائِقهم .. أنحنت بوجهتها من بيت عبدالعزيز إلى الباب الخلفي , دخلتْ وصدرها يهبط ويعلو .. ليست ككل مَرة .. في المرَّات الماضية لا شيء يهُم .. لكن هذه المرة قلبِي محشوُّ بحبه .. هذا الحُب يُربكِني و جدًا. صعدت لغرفتها وأقتربت من النافِذة و رأته هو وناصِر يسيران .. أبتعدت خطواتٍ قليلة عن النافِذة حتى لا تلفت احدًا .. شدَّت على شفتيها من إطلاق ضِحكة مجهولة السبب .. لكن هذا الحُب وقعٌ مِن جنون .. هذا الجنُون يُجيد العبث بعقلِها .. إبتسامته و عينيه أعشقهُم .. أيضًا طوله .. و صوته .. أضيعُ بين أوتارِ حديثه .. كل شيء يتعلق بِه و إن كان عيبًا لرأيته ميزةً .. الحُب يلفُّ أعيننا بوشاحٍ من الزهر لا يرى إلا الجمال و الجمال فقط. - بالأسفلْ - ناصر : تعبان مافيني طاقة أطلع حتى للشرقية كيف عاد أوربا عبدالعزيز : أنا أقول عشان تغير جوّ ناصر تنهَّد : خلنا على هالجو نختنق هنا ولا نختنق هناك عبدالعزيز وفهم قصده , أبتسم ناصر : كيف إيدك ؟ عبدالعزيز : الحمدلله .. أحس بتقول شي ؟ ناصر : لآ ولا شي عبدالعزيز : وش دعوى ؟ أعرفك اكثر من نفسك ناصر ضحك : مافيه شي عبدالعزيز بضحكة وينظر لعينيه : الغين لاعبة فيك ناصر : هههههههههههههههههه عبدالعزيز أبتسم : وش مسوية هالمرة ؟ ناصر : أشتهي أرتكب بعيونك جريمة عبدالعزيز : البقَا من الهوى تحفظه بعيونك ناصر بإبتسامة : قلت لها أكذِّبك بكل شيء لا قلتِي بروح. عبدالعزيز وعيناه تنظُر لغادة في نبرة حديثه ناصر : تصدِّق أكذب عليك لا قلت مصدِّق فراقها عبدالعزيز أبتسم بوجع .. هذه ليست إبتسامة فرح .. إبتسامة الضيق ؟ هذه الإبتسامة التي توقعنا بشوِقٍ و حنين لأيامٍ رحلت و لن تعُود. ناصر وبمثل إبتسامته : عصاني قلبي كثير حتى لما قِلت يا ناصر ماتت لقيتني واقف أنتظرها عبدالعزيز : وإذا عشنا الحلم ؟ لو كذبنا الحقيقة محد بيزعل علينا .. لو قلت موجوع محد بيموت عند بابي .. يضِّر أحد لو أجلس أنتظرهم !!! ناصر : محد يتوجَّع لوجعك ! محد حتى قلبك يتخلى عنك في أقرب فرصة عبدالعزيز : لو يجي يوم وأبكي من بكايْ ؟ ناصر : لو يجي يومْ و أموت من حزني ! , في كراسِي الطُرقْ الـ خاوية دائِمًا إلا من الغُرباء , لا أحد يبقى لأحد .. أشتهِي حديثًا مع غريبًا يصمُت فقط و يُقدم لي قلبهُ لثواني .. أشرح له معنى الوحدة و الغُربة. وليد : رؤى أن تعيش تحت وقع حربْ فأنت تظُّن في كل مرة أنها ليلتك الأخيرة .. هذا حالْ رؤى : ليه تكذب عليّ ؟ وليد : يمكن ماتكذب رؤى : إلا تكذب أنا عارفة أنها تكذب !! أسماء كثيرة تتعلق فيني ماني عارفتها كل يوم إسم جديد !! مقرن .. عبدالعزيز .. مين هذولي ؟ مين سلطان ؟ أبغى أعرف مين !! وليد ويدخل كفوفه بجيوب معطفه , برد باريس يقتُل في حضرة بُكاء من يهواها رؤى : والحين غادة ؟ مين هذي بعد !! وليد : يمكن أختك رؤى : لأ وليد : وليه لأ ؟ رؤى سكنت لتُفكر بإحتمالية أن تكُن أختها : لألأ مستحيل وليد : ليه رؤى : أمي ماقالت انه أختي أسمها غادة وليد : وش قالت لك ؟ رؤى لثواني طويلة صمتت ثم سقطت دموعها : نسيت وليد يشتت نظراته بعيدًا عن عينيها المُوجِعة رؤى : قلت لك مرة صح ؟ وليد ولا يريد أن يُحبطها : إيه بس ناسي وش قلتي بالضبط رؤى ببكاء يرجُو الحياة : ليه ماني قادرة أتذكر شي ؟ وليد : خيرة رؤى أحنت ظهرها وعينيها على الرصيف تبكِي بشدة تُريد العودة لماضِي فقدها لكن هي لم تفقده بعَد : أبي أرجع له ياوليد وليد ويتوجَّع ببكائها رؤى : رجِّعني له وليد : إن شاء الله رؤى رفعت عينيها عليه : ماعندي غيرك وليد أبتسم : و أنا وش عندي غيرك ؟ أنتي هالروح و صاحبتها رؤى ببكاءٍ يخدُش القلب : ما نقدر نتزوج وليد : ليه ؟ رؤى : وين ولي أمري ؟ . . قالتها بنبرة تُغيض بِها جروحٍ أعمق و أعمق. وليد بهدُوء ينظر للعابرينْ .. هذا الحُب كلما أنهار نُحاول نرممه بكفوفٍ رقيقة .. لكن ستأتي لحظة ينهارُ بِه بلا عودة. رؤى : كيف نتزوج ؟ وليد ألتفت عليها : توكلين واحد مسلم ويشهد لك رؤى : كيف ؟ وليد : يا روحي الدين يسر إذا مافيه ولي أمر ممكن إمام المسجد يكون ولي أمرك في عقد الزواج رؤى : كيف لو أحد من اعمامي أحياء ؟ وليد : يا رؤى ماعندك غير أمك ! رؤى : بس وليد : تبيني أسألك شيخ عشان تتأكدين !! فيه حديث ناسيه بما معناه السلطان ولي من لا ولي له رؤى بتوتر : طيب لو تذكرت أنه عندي أحد كيف يكون عقد زواجنا ؟ وليد : إذا منتي مرتاحة ماراح أجبرك توافقين رؤى : لآ مو قصدي بس .. يعني أنا أقصد وليد : فاهم قصدك بس الزواج يكون صحيح لأن شروطه كاملة رؤى بضيق : ماهو لازم موافقة أمي ؟ وليد : أهم شيء رضاها رؤى : لو رفضت ؟ وليد : ننتظرها ترضى رؤى : إذا مارضت وليد : بدون رضاها بنضيع .. مستعد أنتظرك العمر كله رؤى بإبتسامة شاحِبة : كلمت أبوك ؟ وليد : بكلمه إن شاء الله عشان يجي رؤى : ممكن يرفض ؟ وليد : لأ رؤى : وينه عنك ؟ وليد : مشغول مع شغله و زوجته رؤى : عنده أولاد ؟ وليد : عمره سنتين إسمه ناصر رؤى : يخليه لكم يارب .. ضباب يربُط أهدابها , إبتسامة من بعيد لا يُرى إلا بياضُها . . تتلُوها ضِحكة " يا روح ناصر أرفقي علينا " . . . جسد تراه شاهِقًا لا تصلهُ أبدًا . . وخزٌ يُصيب إذنيها من إسم " ناصِر " و ثم فتحت عينيها بأنفاس مُضطربة وليد : وش فيك ؟ رؤى عقدت حاجبيها تُحاول تمييز الصوت : ولا شيء ممكن أنسى موعدِي الأول .. قُبلتِي الأولى . . شعُوري الأول .. يمكن أن أنساك و لكن لن أنسى صوتًا أحدث الضجيجْ بين أوردتي. , الجُوهرة بإبتسامة بين أحاديثهم المُفعمة بالحياة لِقلبِها , أمام سلطان تمِّد له فنجان القهوَة : تفضَّل سلطان : زاد فضلِك .. تركت والدتها وأفنان قليلا وجلست بجانب سلطانْ الجوهرة : ماراح يجي عمي عبدالرحمن ؟ سلطان : إلا بيجي إن شاء الله .. طبعًا أنتم الداخلين وإحنا الطالعين وهالمرة عاد ولا تفكِّر تروح لفندق وغيره بو ريان أبتسم : كثَّر الله خيرك بس سلطان : لآ بس ولا شيء .. والله مالك طلعة من هنا بو ريان مُحرج بشدة , الاولى بيت أخيه : يا بو بدر سلطان : بِّر بـ قسمي على الأقل بو ريان : ما نقطع قسمك سلطان أبتسم : حيَّاك و بيت بنتك بيتك الجُوهرة أبتسمت له ريَّان وقف : أنا عندي شغل أسمحوا لي .. مع السلامة وخرج قبل أن يسمع تعليق أحد ومازال ريان يضع الجوهرة و بو ريان في مواقِف مُحرجة جدًا سلطان و بدأت شكوكه تعتلِي لـ الحقيقة . . شيء يربُط الجوهرة بـ وليد و آخر بـ ريان .. ماهذه المصيبة الـ تُعانيها الجوهرة وتخاف من الحديث بِها .. رُبما هي المُخطئة لذلك لا تُريد البوح بتفاصيل الغموض الذي يلفُّ قلبها. الجُوهرة و تنظر لعينيِّ سلطان الحائِرة .. لا تُريد أن تتوتَّر و تتعبْ .. تقدَّمت بإبتسامة باهِتة لوالدها لتأخذ فنجانه من جديد تُريد خلق موضوع قبل أن يتوه كل أحدٍ منهم في دائِرة شكوكه بو ريَّان وينظُر لإختناق ملامِح الجوهرة وبصوتٍ خافت : للحين ينزف أنفك ؟ الجوهرة : لآ .. كذبة كُشِفَت بسهُوله ونزيف أنفها يداهمها هذه اللحظات ألتفتت لتأخذ منديلاً و سلطان الصامت يُراقبها بو ريَّان : من صغرها وهي كذَا سلطان أكتفى بإبتسامة الجوهرة : عن إذنكم .. وخرجتْ سلطان : إذا مافيها كلافة عليك يا بو ريَّان وش بين الجوهرة و ريَّان ؟ أنا شايف علاقتهم مهي طبيعية بو ريَّان و كيف يشرح له سلطان : عارف أنه ممكن ماهو من حقي أتدخل بس بتطمَّن بو ريَّان : ريَّان شخصيته كذا مع الكل ماهو بس مع الجوهرة سلطان ويعرفْ أنه يخبي أمرًا , أردف : الله يكون بعونه وبعون الجميع , عبِير بـ حيرة , في داخلها تذمرت من رتيل لو أنها أتت معها لـ رُبما ساعدتها .. شغف عبير بالأزياء قد يُصدم بـ حيرة ولا تعرف أن تختارْ شيئًا لـ فستان زفاف ريَّان. فتحت جوالها لتصوِّره لرتيل و تأخذ رأيها .. و رسالة قطعت عليها كتابة الرسالة الأخرى لرتيل .. فتحتها " بـ تزيدينه فتنة " ألتفتت بتوتِّر و عينيها تبحث عن شخص وحِيد .. لا شباب بين هذه المحلاتْ .. نظرت لرسالة أخرى تأتيها بهذه اللحظات " وراك " ألتفتت ولم ترى أحدًا سوى فساتين أخرى .. يريد أن يتلاعب بِي .. تنرفزت . . غضبت. : ما بدِّك تئيسييه *تقيسيه* ؟ عبير : لا شكرا بجي مرة ثانية .. خرجتْ .. أتصلت على السائق بأن يأتيها .. تشعُره بجانبها كـ الشياطين غير مرئي لها. و في كل لحظة عيناها تبحث عنه .. مهما جاهدت أن تبيِّن تجاهلها إلا أن عينيِّها رُغمًا عنها تُريد أن تراه .. تتوق لِـ أنّ تراه. نظرت لهاتِفها مرةً أخرى " تدرين أني أحبك أكثر لا تجاهلتيني " وصلت في قمة غضبها و بتناقُض أحساسيها السعيدة بكلمة " أحبك " .. هذا المجهُول يُربكني يُصيبني بـِ غثيان التناقضْ أفرح وأغضب بوقتٍ واحد. , يبحثُ في درُوجِها .. لا يهدأ أبدًا .. يبحث عن صور لم يراهَا من قبل .. عن أشياء خاصة .. يُريد أن يُطفأ لهيب شوقِه , شيءٌ يكسُر في داخله تفاصِيل الحياة .. هذا الشيءُ هو : الجوهرة .. هذا الشيء يُبكِيني في كل مرة .. أبكي الضياع .. الحُب .. يحق لي أنا فقط أن أراها في كل لحظة .. لا يحق لسلطان أبدًا أن يتهنَّى بِها و هو سـ يُغرقها في الأيام المُقبلة بـ برقِ شكوكه و رعدِ كلماته .. سيجرحها !! انا قادِر على حمايتها مِنه هو لا يستحقِها أبدًا. نظر لدفترٍ عليه بعض من بُقع القهوة الداكِنة .. أعرفها جيدًا لا تُحب الكتابة عن همومها أبدًا فتح أول صفحة كانت بيضاء , الأخرى أيضًا بيضاء , الثالِثة .. حديث طويل , قرأه بعينيه " أحيانًا أشعُر بأن كل ما أصابنِي تكفيرٌ لذنبِي و أحيانا أشعُر بعقوبة ما أصابني , هذه الدُنيا لا تُريدني أن أحيَا كـ أيّ أنثى , ماذا سيحدُث لو أنني تزوجت ؟ ماذا سيحدث لو أنني أنجبت أطفالاً يخلقون لـ حُزني فرحًا أبديًا ؟ ماذا سيحدث لو أنني فقط ( أعيش ) . . أليس من حقِّي الحياة ؟ لا أحد سـ يتوجَّع لو أخبرته ؟ لا أحد. ماذا لو صرخت في العتمة أمام الجميع : أنا حزينة . . ستتوجَّع الجدران لكن هُم ؟ ماذا يعني لو أن أحدهُم يقتُلنِي دُون أن يحِّد سكينِه ؟ ماذا يعني لو أن أحدهُم يقتُلنِي في ليلي و صُبحي و مازال يعيش ! وأنا ؟ ألا يحق لـ قلبي أن يُبصر الفرح ولو قليلاً. أخاف . . أخاف كثيرًا . . أخشى أن أموت و لا أعرف بماذا أقُول لخالقِي . . أخشى أن تشهد جوارحِي عنِّي بـ سوء . . أخشى على حقيرٍ دمَّرنِي أن يسعَد دُون أن تنتابه رعشةِ ندم . . أخشاه أخشى الحياة " نظر لبُقعة دمِ داكِنة .. رُبما نزفت و هي تكتب .. دائِمًا تنزِفْ و تُوجعني بحديثها فتح الصفحة الأخرى لا شيء سوى " اللهم رضيتُ بقدرِك خيره و شرِّه " و صفحةٍ أخرى " أشعُر بأنك جانبي يا الله .. أشعُر وأنا أقرأك ، أشعُر أنَّ هذه الآياتُ تربت على قلبِي وتُصبرني " إلا الذين صبروا و عملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ". صفحات فارِغة كثير .. ثم الصفحة الأخيرة " اليوم كان أسعد أيام حياتي . . اليوم أشعُر بعظمتِك يالله .. اليوم لا أحد يشعُر بعظمة سعادتي . . حفظت كتابِك الكريم . . هذا الحلم الآن حقيقة . . لا أريد شيئًا آخر من هذه الدُنيا يكفي أنني أصبحتُ من أهلك و أهل ملائِكتِك . . لا شيء سـ يشفيني سوَاك . . لا أريد أن أكتب همومي لا أريد أن أفضفض لأحد لأن نعمك كانت كثيرة وكبيرة علي يالله .. حدّ أنها ألجمتني لو فكرت بالشكوى و التذمُّر من أقداري , لا أريد من قتلنِي شيءٍ .. لا أريد أن يحترم حُرمة موتِي في هذه الحياة . . أريده أن تُهلكه يالله وتأخذهُ أخذ عزيزٍ مُقتدر . . لن أذرف دمعةٍ واحِدة و أنا أرى جثته .. ولن أكُن مِثله لا يحترمْ دينهُ و لا يحترم الأمواتْ . . سـيأتي يومًا أبتسم بِه و أُخبره أنَّ هُناك رجلٌ رآني جنَّتهُ و من صلبِه أطفال رُبما لن أخبره لأنه سـ يكُون مختفِي من دُنيايِّ . . و تأكد أنه سيأتي يومًا آخر ينتقم لي فيه الله . . لن أنتقم لنفسِي لأنه أدنى بكثيرْ . . . . و خطيئة لساني كانت يومًا نطقت فيه : يازين عمِّي " تغرقت عيناهُ بالدمع . . سقطت دموعه ليختلط بسواد الحبِرْ و تسُود الصفحة السواد قاسية الكلمات على قلبِه . . لم أقتلها ؟ . . أحببتها أكثر من نفسِي . . أراها الحياة كيف تُمحيني منها ؟ كيف تنسلخ عن قلبي ؟ ليس بيدِها كُل شي . . هُناك قلب و قلب ينبض ليْ أنا . . أنا يا الجوهرة , الخامِسة فجرًا – الرياض – على رجليها مُنحني لا يرى وجهها .. لا يستطيع رفع رأسِه و يراها . . يبللها بدمُوعِه . . يبكِي كالأطفال .. صوت بُكائِه مُزعج جدًا . . مُزعج للقلب .. يوجع . . كيف هالدموع توجعنا ؟ كيف لها سُلطة أنها توجعني كذا ؟ يمسك كفَّها البارِدة ويستنشقه و كأنه أختنق من هذه الحياة . . أختنقت يمَّه . . شهق بـ غصة " يمَّه " . . قُبلاتٍ كثيرة أفرغها على كفَّها . . أرجعِي . . صرخ . . كيف يصرخ و لا صوتْ له . . مات صوتِه منذ زمن . . يبكِي لكن لا أحد يشعُر بِه والدته مازالت يابِسة على هذا المقعد . . أموت يا يمه . . يايمه أختنقت من دنيا بدُونك . . وشهي الدنيا من غير ملامحِك ؟ . . تسمعيني يمه ؟ . . طيِّب بس قولي لي ولدي . . مشتاق أسمعها . . مشتاااق بالحيل . . . أصرخي عليّ هاوشيني بس لا تسكتين كذا . . تنعاف هالحياة لا غاب طاريك . . تحسين فيني . . . صرخ . . تحسين يمه ؟ . . . أقري عليّ أقري يارخص هالدنيا عند أقدامك . . يارخصها . . هدِّيني . . أقري عليّ المعوذات و البقرة . . قولي لي " بنجيك " و بصدقك . . قولي شي . . . قوووووووووووولي . .. فتح عينيه للسقف !! صدره يهبط و يرتفع . . والدته . . همس : يمه مسح وجهه و شرب من كأس الماء الذي بجانبه ومع شربه للماءْ بكى وهو يتذكَّر والدته . . . عض شفتيه لا يُريد أن يخرج صوته ببكائِه .. رغمًا عنه ينهار . . هذه أمَّه ؟ ليست بأي أحدٍ آخر . . هذه من ينتمي لـ رِحمها .. كيف له أن يفرح دُونها ! توجه للحمام , توضأ .. أراد أن يُصلي لها لأجلها . . أراد أن يسجد لله و يبكِي إلى أن يشعُر بقُرب الله له. ركعتان كفيلة بأن تُبكيه كثيرًا و بشدة , أنحنى لسجُودِه .. سجد لله عز و جل . . بعد " سبحان ربي الأعلى " ثلاثًا .. صمت أطال سجوده بالصمت . . شيئًا فـ شيئًا ينهار بالبُكاء . . يبكي ومن يراه لا يقُل بأن رجلٌ طاف من عُمره الكثيرْ بدأت شهقاتِه تعلى و طيف والدته يعمي عينيه . . وبين بكائِه : صبرك يارب . . صبرككك .. . غير قادِر على نُطق كلمتين بين إنهياره هذا . . ينهار دائِما أمام أطيافهم لكن هذه المرة غير .. هذه المرة " أمي " . . هذه المرة رُوحي . . والله روحي. , باكِيَة تنظُر له بعينٍ مُعاتِبة . . يحاول فهم أحاديثها ولكن لغةٍ غير مفهومة . . رُبما الشوق له لغةٍ خاصة لا نفهمها . . إنحناءات ملامِحها و تقوُّساتٍ مبسمها الحزينْ يكسِر أوردته و شرايينه . . أموت . . نطقت بها شفتيها " أموت " . . نظر إليها بعينيِّ أحاطها سوادُ الدمع . . لا قُدرة لديه للمشِي .. واقفٌ على ركبتيه يحاول مدَّ ذراعيه ولكن رياحٌ شديدة تجعل يديه تُحلِّق بعيدًا عنها . . . بدمعِه نطق " أشتقت لك " . . كانت تبكِي . . لا تريد أن تراه . . " لا تعذبيني " . . " طالعيني " . . . صرخ من باطِن قلبه " آآآآآآآآآآآآه " . . . تعالي . . تعالي . . لاتتركيني . . . مدَّ ذراعيه مرةٍ أخرى . . وبصوتٍ مُختنق يشمئز منه " تعالي " . . كُسِرت يداه و هي لم تأتي . . كُسِرت بحنينه . . كُسِرت بإشتياقِه . . لو أن أحدًا يُخفف هذا العذاب . . لا أريد احدًا . .أريدك أنتِي . . لقائَنا لا تنفثِي عليه بالغياب . . هذا أولُ لقاءٍ لنا لا تبعدِي عينيِّكِ عني . . أبتسمي أنا أحبك . . أبتسمي . . أراد أن يُطيل النظر بِها . . أراد . . فتح عينيه ودمعة هارِبة قد لُصقت بِخدِّه . . أول حلمٍ يرى بِه ملامحِها . . أول حلمٍ منذُ وفاتِها يراها بكامل وجهها .. لم يرى جسدِها فقط . .لم يرى عينيها فقط . . لم يرى شفتيها فقط . . ملامِحها بأكملها رآها . . رآها وهي تبكِي . . . رآها وهي تبعُد عنه . . . بنبرة تتساقِط مِنها الدموع أبتسم بجنُون . . أبتسم لأنه يراها . . أبتسم لأنه يحبها . . أبتسم لأنه مازال يبكي عليها . . أبتسم لأنه جُنّ : أشتقت لك. , التاسِعة صباحًا * على طاولة الفطُور . . الصمتْ يسُود الجميع بو سعود : صاير لكم شي ؟ رتيل : لأ عبير : لأ ليه ؟ بو سعود : سكوتكم يوتِّرني رتيل : ههههههههههههههههههههه مشتهي نزعجك بو سعود : مشكلتي أخاف من هدوئكم رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه تطمن مافيه شي . . صدق ترى اليوم نبغى نتسبح بو سعود : لآ شباك عبدالعزيز يطل عليكم عبير : لما يروح الدوام وقبل لا يرجع بساعة ندخل بو سعود تنهَّد رتيل : وش دعوى يبه بعيد مرة حمام السباحة عنه بو سعود : ماهو بعيد أنا أقدر أشوفكم من شباك الصالة الثانية رتيل تمثِّل الحزن : يعني وش نسوي ؟ لا فيه مكان نروح له ولا فيه وجيه جديدة نقابلها واليوم طويل ولا حتى سافرنا نغيِّر جو ولا شيء !! وغير كذا حتى لما قلنا نبغى نتسبَّح نحس بالصيف قلت مافيه عبير أبتسمت تعرف مقدار تمثيل رتيل بهذه اللحظة رتيل وتشرب من العصير و تُجاهد أن تبيِّن ملامح الضيق بو سعود بلحظة صمتِ يُفكر بها رتيل : يقولون اللي مايوسِّع صدره للدنيا يموت بدري بو سعود رفع حاجبه : نعم ؟ رتيل : إيه والله شف اللي عايشين حياتهم ومنبسطين يعمرُّون في الدنيا بعد مشيئة الله .. تلقاهم ماهمهم حتى وهم عجايز يرقصون ومآخذين الدنيا فلة بس شف اللي زي وجيهنا مقابلين هالجدران يومين بالثلاث ورجلهم بالقبر عبير : أستغفر الله .. فال الله ولا فالك رتيل : يبه وراه ما تتزوج ؟ عبير ضحكت بدهشة وأردفت : وش هالشطحة هههههههههههههههههههه رتيل : شف يبه والله أنا أحبك وأحب امي الله يرحمها بس ذي الحياة حرام تجلس كذا لازم مزيونة تصبح عليها وتمسِّي أنا وعبير بعد كم سنة جايينك بأحفادنا عبير : أكرمينا بسكوتك وش ذا الحكم على هالصبح بو سعود : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يابنت توِّك ماجربتي هالحياة وتجلسين تعطينا دروس فيها رتيل : الله يسلمك من الطفش أدخل المنتديات وأقرأ مشاكل البنات و المتزوجين والحمدلله تولِّدت عندي خبرة بو سعود يبتسم : والله خبرتك وأنا أبوك ماهي سليمة رتيل : أنا الحمدلله سويت اللي علي بكرا بعد كم سنة تجينا تقول والله الوحدة أتعبتني بو سعود : طلعي هالموضوع من راسك عبير : إيه صح طلعي هالموضوع من راسك رتيل : يبه صدقني أول من راح يخون هالعشرة ذي * أشارت لعبير * بتتزوج و بتنسى شي إسمه أهلها وقل رتيل ماقالت بس أنا أنسى طوايفه و اللي خلفوه ولا أنساك عبير و بو سعود ضحكُوا بـ صخبْ رتيل أكملت : تبيني أخطب لك ؟ بو سعود : أنا حسدتكم على هالهدُوء !! رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله طلعت يبه تحب أمي عبير : أجل وش تحسبين رتيل : هههههههههههههههههههههههههههه بس فاهم الوفاء غلط .. يعني أنا أتخيل يموت زوجي بجلس أبكي عليه كل يوم .. طيب إلى متى ! لا يبه أسمح لي أنا وفية في حياته لكنه مات عاد ذي سنة الحياة .. والواحد يكمل طريقه ويتزوَّج ثانية وثالثة ورابعة بعد .. دام الله محلل هالشيء عبير : الله يعين اللي بيآخذك وش ذا الحب اللي عليك !! تحبينه يوم و تنسينه اليوم الثاني ولا يحرِّك فيك شعرة رتيل : لا ماقلت كذا .. يعني أقل شي سنة بس أبوي الله يصلحه سنين وبصراحة أنا حسيت بوحدتِك وقلت والله أبوي كيف عايش بو سعود أبتسم : لآ أنا بخير الحمدلله وماأحس بوحدة وأنتوا حولي رتيل : أنا أعرف قلبك بو سعود : ههههههههههههههههههههههههههه لا ماتعرفينه . . وقف وأنحنى ليُقبِّل خدها . . رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بوس عبير لا تغار بس عبير ببرود : ها ها ها لا لاتخافين ماأغار منك رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بو سعود ويُقبِّل عبير : أنا ماراح أتأخر اليوم و بمرّكم عشان نروح لعمكم جاي الرياض .. عبير : طيب رتيل : طيب موافق نتسبح ؟ بو سعود : إيه بس ساعتين بالكثير وتدخلون داخل , الجُوهرة : صباح الخير سلطان يُغلق أزارير كمِّه : صباح النور الجوهرة تجلس على الطاولة التي بمقابله و أصابعها تتداخل فيما بينها سلطان رفع عينه عليها : صحُوا ؟ الجوهرة : لآ كلهم نايميين أكيد تعبانين من الطريق سلطان : تبين شي ؟ الجوهرة : لأ . . إلا إيه سلطان : وشو ؟ الجوهرة تُشتت نظراتها بعيدًا عنه : متضايق مني ؟ سلطان : لأ الجوهرة بربكه : آآآ يعني سلطان : ماني متضايق وليه أتضايق ؟ الجوهرة : من ريَّان ؟ سلطان أنحنى ليرتدِي جزمته : لأ الجُوهرة : طيب . . أحسك متضايق سلطان رفع عينه وهو يربط خيوط جزمتِه , أبتسم : لآ ماني متضايق الجوهرة بنبرة طفولية : طيب آسفة إذا متضايق منِّي سلطان ضحك وهو يقف : تعتذرين ليه ؟ الجُوهرة أحمَّر وجهها , أردفت بنبرة مُرتبكة : خلاص لا تتأخر على شغلك أخذ مفاتيحه و جواله و بعض الأوراق : لا تخلينهم يمشون الشرقية قبل الغداء الجوهرة : إن شاء الله .. بتجي متى ؟ سلطان : بحاول ما أتأخر على الساعة 1 الظهر أنا هنا الجوهرة : بحفظ الرحمنْ سلطان ينزل من الدرج و من خلفه الجوهرة الجوهرة : قول لعمي عبدالرحمن يجي مع البنات سلطان : قلت له من أمس الجُوهرة و كلمة عمِّي فتحت معها جرُوح لم تُشفى مِنها بعد . . رأت سلطان و هو يخرُج . . وضعت كفوفها على بطنها تشعُر بالغثيان لمجرد أن تتذكَّر تِلك الحادِثة . . . ربي رحمتك . . وخز في يسار صدرِها . . مازال يجرحها تُركي حتى في بعده عنها . . مازال . . . ومازالت هي كلما حاولت أن تبتسم لطخها تُركي مرة أخرى ليُذكِّرها بأنها " لا تستحق الحياة " , منصُور : قسم بالله أنك كذاب يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه مو بكل الكلام بس صدق صدق قلت له أني بسافر منصُور : يخي والله حتى لما أحاول اصدقك أحسك كذاب يوسف : أفآآ هههههههههههههههههه أحلف لك بالله أني قلت له بسافر إيطاليا هيفاء بسخرية : شهر عسل ؟ يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههه جبتيها على جرح هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه بس والله تغيِّر جو يوسف : من جدك بآخذها لا خليها عندكم أنا بروح أروِّق آخذ لي فترة نقاهة هيفاء : من جدك بتخليها هنا !! لا مايصير يوسف بسخرية : وش مايصير !! أنتم بس تقربوا منها عطوها حنان هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه طول عمرك حقير يوسف يرمي عليها المخدة : أنا حقير يا بنت اللي مانيب قايل ! كم مرة وديتك و كم مرة ونستك و كم مرة مسحت دمعتك هيفاء : أصلا عمري مابكيت قدامك بعد أكذب منصور بنبرة جدية : منت مرتاح معها ؟ يوسف : بالله منصور لا تجلس تحس بالذنب وماأعرف وشو وتسويها دراما لا تخاف على أخوك هيفاء : عطاك إياها على بلاطة يوسف : لآني عارف كيف يفكر منصور : لآ جد أسأل يوسف : مرتاح أبد مونستني منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههه أكلمك جد لا تتمصخر يوسف : إيه والله مونستني هيفاء ترفع عينها للسقف : لآيطيح علينا بس يوسف : ريم وينها ؟ هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه زعلانة عليك يوسف أبتسم : إيه داري أسمعيني روحي ناديها قولي لها أمي تبيك هيفاء : لا حرام أتركها عنك يوسف : براضيها والله منصور : أتركها يوسف : وش فيكم واقفين معها يعني بآكلها الحين .. والله بعتذر منها منصور : أنت تعتذر ؟ يوسف : إيه ذو الأخلاق يأتيك مُعتذِرًا ماضرَّهُ العذرْ ولوْ زحَفَ هيفاء : والله أنك ستين كذاب عيونك تقول شي وحكيك شي ثاني يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ولا يهمكم انا أروح لها . . صعد للأعلى وألتفت لغرفته .. غيَّر وجهته ليدخُل بهدُوء .. أغلق الباب وألتفت يمينًا عند الدولاب واقِفة بمنشفة تصِل لمنتصف فخذها وشعرها الكثيف مبللا على ظهرِها . . ألتفتت لوقعِ خطواته : وش تبي ؟ يوسف : بعد ناشبيني بغرفتي تشدُّ على منشفتها ويديها على صدرها , أردفت : أبغى ألبس أطلع برا يوسف بصمت مُهرة بغضب : وش تطالع ؟ أبعد عينك عني يوسف ضحك ومازال ينظر إليها مُهرة تنهَّدت : يعني كيف ؟ أصلا ماضيِّك واضح من نظراتك يوسف : وش هالماضِي ؟ مُهرة : مغازلجي و مقرف يوسف وعنادًا بِها يُفصِّلها بنظراتِه تفصِيل مُهرة أحمَّر جسدِها الشبه عارِي , أخذت زجاجة العطر ورمتها عليِّ , أبتعد يوسف ولم تُصبه : لو جايَّه فيني ؟ كان ذبحتك مُهرة : تقصد قبل لا أذبحك أنا !! أطلع برا يوسف ويجلس على الكنبة : أنا راعي طويلة مُهرة وتحاول أن تُطوِّل منشفتها لتُغطي إلى حدٍ ما فخذيها .. ولكن إن طوَّلت من هُنا فـ سينكشف شيء آخر من الأعلى. يوسف ومستمتع بالإستفزاز الذي يُراقص قلب مُهرة الآن . . أخرج هاتِفه مُهرة : ياربي صبِّرني يوسف : آمين وجميع المسلمين مُهرة : يعني كيف ماألبس ؟ يوسف : وأنا ماسكك مُهرة : يالله على الحقارة اللي تتنفسها يوسف : بعض مما عندِك مُهرة : يوسف لو سمحت يوسف : ههههههههههههههههههههههه عيديها عشان أتأكد مُهرة بقهر : ممكن لو سمحت تطلع عشان ألبس يوسف : والله نبرة الواحد وهو يترجى تغري حاولي تترجيني بعد مُهرة بغضب : أطلع برا يوسف : إيوا أرجعي لأصلك هههههههههههههههههههههههههههههههه خليك محترمة وأصير لك قيس مُهرة : ماأبغاك تصير لي قيس ولا روميو ولا شي أبغى فرقاك يوسف : دام كِذا أنا إنسان ماشفت حريم بحياتي غير ثلاث أمي و خواتي لذلك أشوف حرمة الحين وشبه .. *بنبرة خبث* يعني عارفة وش أقصد فالأكيد ماراح أضيِّع فرصتي مُهرة صُعقت . . وبنبرة حادة : يا جعل فرصتك تعمي عينك يوم تقول هالحكي يا قليل الأدب يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وأنا صراحة ماسك نفسي عن الحرام سنين والله قال يعوِّضنا وهذا هو عوَّضني بـ مُّزة -> قال كلمته الإخيرة بخبث شديد مُهرة و أوردتها تتفجَّر بالغضب : مُزة !! أحترم نفسك يوسف مكتفي بإبتسامة تزيد من غضب مُهرة مُهرة : تعرف شي الشرهة على اللي يحاول يحسن الظن فيك بس أنت منت كفو ! يوسف ببرود : يمكن مُهرة بنرفزة تذكرت أن هُناك حمام و من الممكن أن تُغيِّر فيه , بعض المواقف تجعلنا ننسى أبسط الحلول ونُفكِّر بغباء . . أخذت ملابسها وسارت بإتجاه الحمام و عندما مرَّت بجانب يوسف سقط مِنها بعض ملابِسها الـ أحرجت مُهرة يوسف أبتسم بخبث يستمتع بهذا الإستفزاز داست على قدمَه بقهَر ودخلت الحمام وأغلقته عليها , دخل المبنى و يرد على الجميع تحياتهم : صباح النور . . ألتفت على أحدهم : بو سعود جاء ؟ : قبل 5 دقايق وسَار لمكتب بو سعود ولكن لفت نظره وجود الجميع في مكتب المُراقبة . . ألتفت بإتجاههم ودخل : السلام : وعليكم السلام سلطان : صاير شي ؟ متعب : عبدالعزيز عند الجوهي سلطان تنهَّد بغضب . . جلس : من متى عنده ؟ متعب : قبل ثلث ساعة دخل عليه سلطان بحدة : ناد لي بو سعود متعب : إن شاء الله .. خرجْ أحمد : ماحكوا في شي كانوا يتكلمون عن موضوع الصفقة وكيف بيسافرون ! سلطان : بيودينا بداهية . . وين راح الحين ؟ أحمد : يمكن طلع للغرفة الثانية سلطان : طبعًا مايبغانا نعرف وش قاعد يهبب دخل بو سعود : وش فيكم ؟ سلطان بإنفعال : رايح للجوهي وماهو معطينا خبر بو سعود : لاحول ولا قوة الا بالله . . وش قالوا ؟ أحمد : يتكلمون عن الصفقة وأنهم بيسافرون بعد فترة بو سعود : ماهو مركِّب السماعات أحمد : لأ بو سعود تنهَّد : ماهو طبيعي هالولد سلطان بعصبية : عشان لا أجرمت فيه يكون حلال بو سعود يجلس ويحاول أن يتصِل به . . مُغلق سلطان بغضب كبير : بعرف ليه يعاند ؟ ماهو كفو الطيب وياه . . وخرجْ بو سعود و فعلاً عبدالعزيز سيأتي بالمصائِب يُتبع بجهةٍ أُخرى عبدالعزيز : بـ روسيا ؟ الجُوهي : أفكِّر ألعب شوي بسلطان عبدالعزيز : كيف ؟ الجوهي : لو قلنا نروح باريس ونسرب له أنه نخطط على باريس ويجي هناك إحنا بسهولة نعقدها في موسكو عبدالعزيز : بس يمكن يكون هو في موسكو الجوهي : وش يعرفه ؟ عبدالعزيز توتَّر : يعني اللي يسرِّب له في كل محاولاتكم السابقة يسرِّب له الحين الجوهي يُطيل نظره في عبدالعزيز عبدالعزيز أبتسم وهو يُلهي نفسه بـ سيجارة الجوهي : نخليه يحوس في باريس و إحنا نكون بموسكو سهلة ماتحتاج دوران !! عبدالعزيز : اللي تشوفه الجوهي : طيب بكلمك بموضوع عبدالعزيز : خير ؟ الجوهي : إن شاء الله خير , أفكِّر نكسب عبدالعزيز بطرفنا يعني دامه جاي وزي ماقالوا لي أنجبر منهم فالأكيد أنه بينه وبينهم حزازيات ومشاكل كثيرة عبدالعزيز بصمت الجوهي : المشكلة ماعندي أي بيانات عنه عبدالعزيز : ماتعرف وجهه ؟ يعني ملامحه الجوهي : لأ عبدالعزيز حكَّ أسفل شفتيه : وش بتستفيد منه ؟ أتركنا في موضوعنا نخلص منه بعدين نلتفت لعبدالعزيز وغيره الجوهي : ياصالح الفرص إن ماأستغليتها من أول مرة تروح منك عبدالعزيز : و عبدالعزيز وش تقدر تستغله فيه ؟ الجوهي : عميل تُحفة عند سلطان و بو سعود عبدالعزيز شعَر بمغص .. بل غثيان .. جاهد حتى يُضبط نبرته : أنا أشوف اتركنا منه ماراح يفيدنا بشيء وأنا ماأبغى أدخل بمشاكل مع سلطان و بو سعود ! اهم شي صفقتي تتم بعدها كل واحد بطريقه الجوهي : يعني ماودِّك نعمق الشراكات بيننا عبدالعزيز : ماأحب أدخل في موضوع ماني دارسه وماعندي خلفية تامة عنه وأنا أشوفه ماراح يفيدنا بشيء ليه أتعب نفسي معه ممكن يخونا بسهولة لا تنسى أنه أبوه صديق عزيز للكلاب اللي هناك " حتى لو كان السبِّ فقط لأجل الجوهي إلا أنه يبرِّد بعضًا من قهره " الجوهي تنهَّد : بحاول أشوف طريقة ممكن نستفيد منه عبدالعزيز يطفأ السيجارة : أنا ماشي الجوهي : نشوفك على خير عبدالعزيز : ممكن أنشغل هالأيام بس راح أرد لك خبر بموضوع روسيا .. و خرَج , بالمطبخْ أحاديث عائشة مُفعمة بالنشاط عائشة : بس واجد زين الجوهرة : تقصدين أفنان ولا أمي ؟ عائشة : أفنان وجه مال هوا نفس أنتي الجوهرة : وكلنا نشبه أمي عائشة : و برذر*أخوك* ؟ الجوهرة : وش فيه ؟ عائشة : مدري .. هادا ناس واجد يشبه بأد*بعض* الجوهرة : ليه ريان يشبه مين ؟ عائشة بملامح متقرفة من السيرة : سوئاد .. أنا يكره شنو هادا هتَّى*حتى* هيا في موت مايخلي أنا يرتاه*يرتاح* الجوهرة أبتسمت : والله من تخاريفك ! عائشة : شنو يأني*يعني‘ ؟ الجوهرة : الحين ديانتك تؤمن بالأموات انهم إيش ؟ عائشة : يسوي هرق*حرق* حق هوَا بأدين*بعدين* يودِّي بهر * بحر * الجوهرة : لحظة أنتي منتي مسيحية ؟ عائشة : لأ الجوهرة : تؤمنين بالله ؟ عائشة : يأني * يعني* الجوهرة : يعني إيه ولا لأ عائشة : شوفي أنا فيه يسوي إهترام *إحترام* كلَّا نفر شنو دين حق هوَا الجوهرة : دارية أنك تحترمينا بس يعني كيف ديانتك ؟ عائشة : أنا يقول حق أنتي مافي الله الجوهرة اندهشت : ملحدة ؟ عائشة : شنو ؟ الجوهرة : لآلآ . . طيب خلاص كملي السلطة عنِّي .. أتجهت للصالة عند والدتها و افنان و والدها الجوهرة : كنت أحسبها مسيحية طلعت ملحدة أفنان : الشغالة ؟ الجوهرة : إيه لازم نشتري لها كتب تقرآ عن الإسلام أفنان : كل الخدم كذا يعني عادي الجوهرة : وش عادي بكرا نسأل يوم القيامة عنهم أننا ماعلمناهم عن الإسلام ماهم شرط يسلمون بس على الأقل نسوي اللي علينا وتسقط الحجة مننا أم ريان : في ميزان حسناتك يارب الجوهرة : ماكلمتوا ريان أبو ريان : رجع الشرقية ؟ الجوهرة صُدمت : مع من ؟ أبو ريان : واحد من أصدقائه جاي هنا ورجع وياه الجوهرة ألتزمت الصمت , هذا الأخ لا يُقدم ولو تضحية واحِدة لأجلها أبو ريان : لآتشغلين بالك فيه لأن حتى سلطان ملاحظ الجوهرة : بوشو ؟ أبو ريان : أنه بينك وبين ريان مشاكل الجوهرة تنهّدت : طيب يبه وش أسوي ؟ والله أني من أمس مفكِّرة بس أشوفه ببوس راسه وأعتذر منه بس هو مو قادر يفهم ولا قادر يعطيني مجال أشرح له أم ريان : أنتي أهتمي في بيتك ورجلك وماعليك منَّه بيطِّخ إن شاء الله الجوهرة بقهر والتي لم تكُن تتجرأ أن تتحدث بهذا الموضوع أصبح من السهل أن تتحدَّث بكل شي يضايقها , سلطان يُكسبها بعضًا من القوة : يمه ماهو من أمس السالفة صار لها سنين وهو للحين يحمِّلني ذنبها أبو ريان : طيب خلاص أنسيها وأنا أكلمه أفنان : طيب بقولك شي خلنا نروِّق الجوهرة ألتفتت عليها أفنان بإبتسامة : بسافر لباغيس الجوهرة ألتفتت لوالدها : بتسافرون صدق ؟ أفنان : بس أنا الجوهرة : بروحك !! أفنان : إيه دورة 3 شهور الجوهرة : بدون محرم أفنان : أبوي وقَّع لي تصريح ويكفي الجوهرة : بس بدون محرم أفنان : ياربي يالجوهرة لا توقفين عليها الحين يغيرون رايهم الجوهرة : بس حرام !! يعني كيف ؟ يبه موافق جد أفنان : ههههههههههههههههههههههههههه إيه موافق لا تغيريين رايه الجوهرة أبتسمت : ماني مغيرة له رايه بس يعني حرام ! الحكم ماهو " مكروه " لا هذا حرام يعني ماينتظر رايك توافقين أو ماتوافقين ! أنتي مضطرة ترفضين لأنه حرام أفنان : فيه جهة مسؤولة و بمكان محترم ومافيه إختلاط و الفندق اللي بنكون فيه عليه حماية !! وين الحرام إذا كان فيه كسب رزق و خير ! والدين دين يسر مايعقدها الجوهرة : يُسِر بس مايصير المبدأ هذا ! وبعدين فرنسا ممنوع فيها النقاب ! أفنان : إيه الجوهرة أندهشت بقوة : بتتحجبين هناك بس ؟ أفنان : ماراح أحط مكياج ولا شي ! ماني متبرجة الجوهرة : جاني صداع من طريقة تفكيرك ! أشياء محرمة مفروض ماتستهينين فيها وين الله يوفقك بشغلك وأنتي من أولها بدون محرم وبتكشفين ! , في وقعٍ من جنُون العشاقْ . . على الميناء – رُبما هذا المكان المُفضل لهم دائِمًا – غادة : نرجع الرياض ناصر : ماينفعش غادة : ودي عرسي بالرياض ناصر : بالله مين بيحضر هناك ؟ خلينا هنا أحسن لنا غادة :ودي أشوفها ناصر : أبد مدينة طايح حظَّها غادة : هههههههههههههههههههههههههههههه والله تهبِّل مايعرف قيمتها الا اللي ماشافها ناصر : بالله أرحميني من هالمشاعر غادة : البدر وش يقول ؟ ناصر : آآه ماأرق الرياض تالي الليل .. هو يقصد بالرياض حبيبته غادة : على كيفك ! والله أنها تهبل ناصر تنهَّد : طفشت من التأجيل غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد اليوم الصباح أقول لأبوي وعزوز أنه لا يضغطون عليك قام قال أبوي هو اللي ضاغط علينا ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه الحق معي قولي لأبوك هالحكي غادة : بس أنا يوم فكرت فيها ليه نستعجل ؟ نتعرف على بعض أكثر ناصر ألتفت عليها : نعم ياروح أمك !! وش بقى ماتعرفين عني عشان تتعرفين علي أكثر غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أمزح شوي وتآكلني ناصر : بعد أحسب من جدِّك عشان أعطيك كفّ يغير خرايط وجهك غادة : تعطيني كف ! ناصر : إيه لا تجيبين ذا الطاري يستفزني خصوصًا أبوك والكلب عزوز بعد غادة : عزوز ماهو كلب ناصر : ستين كلب بعد غادة : أعتذر ولا تراني ماشية ناصر أبتسم : ماراح أعتذر عشان أخوك ويُدير مسبحتِه أمامه . . تسير شمالاً و يمينًا وعيناه تسير معَه رُبما سينام مِغناطيسيًا بهذه الحركة . . . نظر للخادِمة وهي تُنظِّف المجلس , تنهَّد لم ينام جيدًا منذ أن رآها بكامل ملامِحها في منامِه , يتذكَّر تفاصيل التفاصيل. , دخل عبدالعزيز المبنى يعلم بالعاصفة التي ستأتيه ولكن سيكُون يوم النصر له بإستفزاز سلطان خاصةً , دخل مكتب سلطان سلطان رفع عينه واضح جدًا الغضب فيها بو سعود : وين كنت ؟ عبدالعزيز : عند الجوهي سلطان : ندري ياخيبة وش كنت تسوي ؟ عبدالعزيز أبتسم وهو يجلس : بالله خلهم يجيبون لي عصير يبرِّد قلبي سلطان : شف عبدالعزيز واصلة معي يعني ممكن أجرم فيك الحين !! تكلم أخلص علي بو سعود وإنزعاج سلطان سيزيد الأمور سوءً : أمش معي عبدالعزيز لمكتبي سلطان : لآ خله يجلس هنا ويحكي زي الاوادم عبدالعزيز : كذا مريت من عند بيته قلت أدخل أسلم سلطان : تستهبل ؟ اللهم طوِّلك ياروح عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يعني مدري عنك على هالسؤال سلطان والضحكة أستفزته أكثر : أطلع براا عبدالعزيز أبتسم : معي خبر حلو سلطان : قلت لك أطلع برا عبدالعزيز وقف : بكيفك ماتبي تعرف شي راجع لك . . توجه للباب وهو يتحدث : . . الله أعلم وش يبي الجوهي من روسيا سلطان : الله يلعن بليسك . . تعال عبدالعزيز أبتسم إبتسامة عريضة وهو يلتفت إليه : طردتني تحمَّل هالطردة . . فتح الباب ليخرج لكن مقرن كان أمامه مقرن : جيت !! عبدالعزيز : أنت وش شايف مقرن : ياجنونك يخي سلطان : أمسكه لي عبدالعزيز أنصدم : وش تبي تجنِّدني ؟ سلطان : ظريف والله مقرن أمسك عبدالعزيز من كفِّه . . وأجلسه سلطان : وش سويت عنده ؟ عبدالعزيز ملتزم الصمت بو سعود : عبدالعزيز مرة وحدة خلك مطيع عبدالعزيز : ما أحب أعطي صدقات لازم مقابل علموني أعلمكم سلطان : بالله ؟ بزران إحنا نعلمك وتعلمنا عبدالعزيز بضحكة : إيه للحين أحبِي سلطان : ياربي بس أحاول أمسك نفسي لا أتوطى في بطنك عبدالعزيز وسعيد في غضب سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه ماعمري شفتك بهالعصبية يعني شفتك بس مو لدرجة تترجاني سلطان ويفهم مايريد إيصاله عبدالعزيز بو سعود : عبدالعزيز ماهو وقت إستهبال يعني تروح بدون لا تخبرنا !! تدري انه عدونا يعني عدوِّك ليه تتصرف بهمجية في هالمواقف !! سلطان : تدري الشرهة اللي يحاول يرضيك !! أنقلع برا ولا أبي أشوف وجهك بو سعود بحدة : سلطان !! سلطان : أنا جاد خله يبعد عن وجهي رفع لي ضغطي عبدالعزيز بإبتسامة عريضة : زي ماأنت تسوي معي ! كما تدين تُدان سلطان بعصبية : ألحين أنا أسوي معك كذا !! يعني أنا أحاول أضرِّك زي ماأنت تسوي الحين !! يا غبي جالسين نحميك حتى من ظلك و أنت بتصرفات ماتطلع من مراهقين كيف واحد مثلك !! تروح له ليه * أردفها بغضب شديد حتى أنَّ وصل صوته للممر والمكاتب القريبة* عبدالعزيز بجدية بعيدًا عن السُخرية : لا مين قال أنك تحميني ؟ دخلتني بين إرهابيين وسكت !! كشفونا ومقدرت تحميني منهم ؟ متى حميتني بالضبط !! دخلت غيبوبة و بغيت أروح فيها أكثر من مرة !! عشان مين ؟ عشانكم ومع ذلك ولا أي تقدير منكم ولا حتى أضعف الإيمان تكونون صادقين معي ! سلطان : لا تجلس كل مرة تعيد بسالفة كذابين ولا صادقين !! ورقة شفتها بعيونك عند الجوهي ولا أنت راضي تصدق !! وش نسوي لك ؟ نطلع أبوك من قبره ونقوله والله فهِّم ولدك أننا نبي نحميه عبدالعزيز بحدة : أحترم حرمة الموت !! سلطان : أستغفر الله بس عبدالعزيز بغضب : ماهو على كيفك ولا كيف اللي خلفوك تجلس تحاسبني على كل خطوة !! سلطان متعجب من وقاحته في هذه اللحظة : دامك بتضِّر مصلحتنا أكيد بتمشي على كيفي بو سعود : ممكن تهدون !! ماهي حالة تتقابلون وتجلسون تتهاوشون ! معليش كل واحد يتكلم بعقل سلطان : فهمَّه هو ؟ يتصرف تصرفات غبية وتقولون لي ليه أعصّب بو سعود : أستغفر الله العلي العظيم !! ماني فاهم أبد كيف تفكرون . . عبدالعزيز عبدالعزيز بعصبية : أنا والله منحَّط ولا أعرف أقدِّر اللي أكبر مني وعشاني كذا ماراح أمشي معكم سيدا دامكم تلفون وتدورون سلطان : والنعم والله عبدالعزيز وبهذه الكلمة ثارت البراكين . . حذف قارورة المياه على سلطان ولكن بو سعود وقف أمامه . . : سلطان لو سمحت عشان خاطري هالمرة سلطان : بعلمه كيف يحترم الناس ؟ ماني أصغر عياله عبدالعزيز وبراكين من الغضب الآن : الحين تطلع لي جوازي لو تحبُّون السماء ماراح أجلس معكم بو سعود : أهدأ وبعدين نتفاهم . . أجلسه على الكرسي عبدالعزيز : ماأبغى اتفاهم ولا شي !! سلطان : أنا أتوقع لو أبوك الله يرحمه موجود ماكان تشرف بتصرفاتك بو سعود يلتفت عليه وبحدة : سلطان !! واللي يرحم والديك عاد سلطان أبتسم وهو من داخله غاضب بشدة , لم يتجرأ أحد أن يرمي عليه شيء أو حتى يقلل إحترامه معه سوى عبدالعزيز الذي منذ أتى وصابر على " وقاحته " : طيب بنسكت , كلماتها تخرج مُرتبكة , برجاء : موافقة ؟ والدتها : سوِّي اللي تبينه رؤى : يمه ماأبغى شيء بدون رضاك ! و وليد ماهو موافق بدون موافقتك .. وش قلتي ؟ , في الصالَة , هيفاء : ماجاك ؟ ريم : لآ بس خليه يتأدب شويْ مُهرة : تقصدين يوسف ؟ وأخيرًا سمعُوا صوتها هذا مادار في بالهم ريم : إيه مُهرة وفهمت الموضوع تماما ولعنتْ شيطان يوسف كثيرًا , يُريد إستفزازها بأي طريقةٍ كانت. ريم وتُريد أن تدخل بـ جوّ هذه المهرة : مرتاحة هنا ؟ مُهرة : يعني هيفاء تنَّحت لم تتوقعها صريحة لهذه الدرجة : عسى مضايقك شي ؟ مُهرة : أشياء ماهو شيء نجلاء وفعلاً مقهورة منها : وش اللي مضايقك ؟ مُهرة ألتفتت على نجلاء ونظرات مُهرة مُربكة جدًا لها : ماراح يسعدك اللي بقوله نجلاء : بس من الذوق أنك ماتقولينه مُهرة : ماأعرف بالذوق بس أعرف بالإحترام هيفاء رُغم الجو المشحون إلا أنها تبتسم : وأهم شي الإحترام ريم بلعت ريقها : إذا مضايقك ضيق غرفة يوسف ترى فيه جناح مجهزينه بالدور الثالث مُهرة : هالكماليات ماتضايقني هيفاء : أجل وش مضايقك مُهرة : قلت لـ . . *ألتفتت على نجلاء* وش إسمك صح ؟ *تعرف إسمها ولكن تُريد إستفزاز نجلاء* هيفاء و ريم كتمُوا ضحكاتهُم بشدة نجلاء عضت شفتيها , توتَّرت لحد الغضب : نجلاء أتوقع تعرفينه مُهرة بإستفزاز : ماأعرفه كل اللي أعرفه منصور نجلاء غضب على غيرة على حاجة بأن تُقطِّع مهرة بين أسنانها , تركتها وصعدت للأعلى لتُفرغ غضبها عند منصور لن تسكت تماما عن هذا !! , آخر الليل , مُتعبة بشدة , أستلقت على السرير ولكنْ صوت بابها وهو ينفتح , صُدِمت من وجودِه هُنا .. كيف صعد للأعلى !! والدها لو رآه ستقام الكارِثة لم يكن هناك وقت لأن يشرح لها : وين عبير ؟ ولم السؤال عنها . . غيره تنتابها أم حقد من طريقته بالسؤال . . أنتهى موعُدنا - الأحد- إن شاء الله التأخير كان رُغمًا عني * للتنويه : في البارت الماضي قال عبدالعزيز " لا حول الله " الجملة خاطئِة فـ لله حولٌ وقوة وتعالى الله عن ذلك الوصف ولكن خطأ منِّي وكان مبنيًا على جهل مني و اللهم لا تُحاسبنا بما نجهَل ( شُكرًا إحساس القمر على التنبيه ) + بخصوص الجوهرة وتركي في بداية البارتات كنت أقول " زنا المحارم " وهذا القصد منه كيف يراه تُركي بينما هو إغتصاب وفرق شاسع بين الإغتصاب والزنا الذي يكون رضا من الطرفين . . لأن تركي يراه زنا أما الجوهرة فهي مغتصبة و الحدود قضائِيًا و دينيًا مختلفية أيضًا . . مُجرد تنبيه وشكًرا للي نبَّهني. لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ () بحفظ الرحمنْ. |
|
|
07-04-2020, 04:02 PM | #33 |
رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش ! البارت ( 29 ) أشدُّ من الماء حزناً تغربت في دهشة الموت عن هذه اليابسه أشدُّ من الماء حزناً وأعتى من الريح توقاً إلى لحظة ناعسه وحيداً. ومزدحما بالملايين، خلف شبابيكها الدامسه.. تغرٌبت منك. لتمكث في الأرض. أنت ستمكث (لم ينفع الناس.. لم تنفع الأرض) لكن ستمكث أنت، ولا شيء في الأرض، لاشيء فيها سواك، وما ظل من شظف الوقت، بعد انحسار مواسمها البائسه.. *سميح القاسم. , - آخر الليل – سلطان وبنبرة حادة يتحدَّث بجواله : كيف يعني ؟ بو سعود : خله اليوم يهدا وبكرا أحكي معه وأخليه يعتذر منك سلطان : ما أبغاه يعتذر أبغاه يعرف يحاسب تصرفاته مهي حالة نقوله يمين يروح يسار !! قسم بالله صابر عليه كثير بو سعود : يا سلطان أنت بعد لا تستفزه هو بروحه نار ماينحكى معه بشيء سلطان : يعني عاجبتك وقاحته ! لآ بستفزه وبعلمه أنه الله حق لو يبي يتعدى حدوده معي بو سعود : أنا اهدِّي مين بالضبط ؟ أهديك يا سلطان ولا أهدي اللي عندي سلطان وفعلاً غاضب يشعر بنار تُلهِب صدره ما أن يتذكَر أنه عبدالعزيز تطاول عليه : فهمَّه أنه يحترمنا غصبا عنه ماهو برضاه والله وقدامك يا عبدالرحمن لو يفكِّر يغلط بهالوقاحة ماراح أسكت أبد بو سعود : تحط عقلك في عقله ! الحين أنت العاقل وش خليت له ؟ سلطان وينظر للجوهرة وهي ترفع شعرها : هو اللي يبدأ وهو اللي يتحمَّل بو سعود : سلطان واللي يرحم والديك وش ذا الحكي ؟ سلطان : دامه تمادى مرة هو يقدر يتمادى مرة ثانية وثالثة والله ياخوفي بكرا قدام الموظفين يمد إيده بعد !! بو سعود : طبعا ماراح يمد إيه عليك ماهو لهدرجة عبدالعزيز !! سلطان : لا لهدرجة هو منهبل قاعد يناقض نفسه شاف بعينه وش الكلاب كانوا يبون من أبوه وإلى الآن يكذبنا بو سعود : طيب أنت بس أهدآ ولا تداوم بكرا وأنت معصب سلطان بغضب و الآن ربما سيأتي دور بو سعود : مزاجي على كيفي والله متى ماتبي عصبت ومتى ماتبي روقت بو سعود : هههههههههههههههههههههه وش رايك تتهاوش معي بعد ؟ سلطان : لأن جد معصب من هالموضوع من الصبح ماسك نفسي أحاول أروق بس لو أشوفه ببرد حرتي ويصير اللي يصير الجوهرة بهذه اللحظات تلتفت عليه وتراقبه من بعيد دون ان ينتبه عليها فـ عين سلطان ناحية الشباك بو سعود : دام كذا ماراح أخليه يداوم بكرا سلطان : كأنه منتظرك يا عبدالرحمن تلقاه بيسحب الله يعلم عاد وش يهبب بو سعود : لا تخاف تحت عيوني ماهو رايح مكان سلطان : لا تعارض من بكرا بخلي أحد يراقبه بو سعود : إن عرف والله ليقيِّم الدنيا علينا سلطان تنهَّد : حسبي الله ونعم الوكيل بس بو سعود : فنجان قهوة يروقك ونام وبكرا إن شاء الله الصباح كل شي بيصير تمام سلطان : إن شاء الله بو سعود : تصبح على خير سلطان : وأنت من أهله . . أغلقه . . وألتفت وكانت عينيّْ الجوهرة تُراقبه الجوهرة : خير صاير شي ؟ سلطان من دون نفس : لأ الجوهرة وتأكدت بأن لا مجال للحديث معه , نجلاء بعصبية : لا والله يعني عادي عندك منصور : ماأشوفها قالت شي غلط .. أحسني النية في كلامها يمكن ماتعرف إسمك وتعرفني لأني كنت متهم في قتل أخوها نجلاء : منصور وش أحسن النية بكلامها !! كلامها واضح تبي تقهرني منصور : طيب ودامها تبي تقهرك ليه تحققين لها اللي تبين .. تجاهليها نجلاء تجلس بتعب : حقدي عليها في محله منصور : نجلاء بلا سوالف الحريم التافهة نجلاء : يعني الحين أنا تافهة ؟ منصور : لا حول ولا قوة الا بالله نجلاء : علِّم أخوك خله يأدبها منصور بحدة : وش رايك بعد أقوله والله يا يوسف ترى نجلاء زعلانة على حرمتك هاوشها وخلها تعتذر منها ولا أنت تعال أعتذر لها نيابة عنها . . بلا خرابيط على هالليل !! نجلاء مسكت دموعها بما فيه الكفاية حتى سقطت , أردفت : الحين تهاوشني أنا !! يعني انا الغلطانة ؟ منصور : سكري على الموضوع !! على كل كلمة بتجلسين تعصبين ! خلاص خليها تحكي لين بكرا وش تبين فيها لا تدخلين معها بأيّ نقاش . . بينك وبينها سلام وبس نجلاء لا تريد أن تُجادله , ألتزمت الصمت ودموعها تنهمر بسكون بجهة أخرى بالأسفلْ . . يوسف : قالت كذا ؟ ريم : هيفاء ليه تقولين له !! هيفاء : لازم يعرف عشان ماتقِّل أدبها مع نجلا يوسف وملامح المزاح تختفي من وجهه : وش قالت بالضبط ؟ هيفاء : قالت ما أعرف إسمك بس أعرف منصور يوسف وحتى لو كانت كـ جدِار في حياته لن يسمح بأنها تستفز غيرها بـ ذِكر إسم رجُل آخر وإن كان منصور ريم : هي مسكينة بعد ماعندها أحد أكيد بتكون نفسيتها سيئة و بتعصب من أدنى شي يوسف وقف ريم : يوسف واللي يخليك كذا بيكون منظرنا زبالة عندها !! بتعرف أنه أحنا اللي خبرناك يوسف تجاهلها وصعد للأعلى و كان منصور بوجهه نازِل منصور : تعال أسهر معي بالمجلس يوسف: طيب دقايق وجايك . . دخل لغرفته و رآها جالِسة تقرأ بالمجلة يوسف من خلفها يسحب المجلة مهرة ألتفتت عليه : نعم ؟ يوسف ويجلس بمقابلها : وش سويتي اليوم ؟ مُهرة أبتسمت : وش تقصد ؟ يوسف بإبتسامة : مدري أنا أسألك مُهرة ببرود : شربت قهوة وشفت التلفزيون بعدها جلست مع خواتك شوي وطلعت فوق . . هذا اللي سويته يوسف : جلستي مع خواتي ؟ مُهرة : إيه يوسف : وعسى الجلسة معهم عجبتك ! مُهرة : لأ يوسف : وليه ؟ مُهرة : كذا مادخلوا مزاجي يوسف : و مين غير خواتي مُهرة وتعرف بأنه نُقِل إليه الكلام و يريد منها أن تعترف بنفسها : محد يوسف : يعني ماجلستي مع أمي ؟ مهرة : لأ يوسف : طيب مهرة بخبث : وليه هالأسئلة ؟ يوسف : كذا بشوف كيف أختلطتي مع أهلي مُهرة : وأهلك من ضمنهم نجلاء يوسف : داري أنك فاهمة بس شوفي إن تعرضتي لها بكلمة ثانية والله يا بنت أبوك لا أخليك ماتسوين شي قدامها فأحفظي كرامتك أحسن لك مُهرة : أنا حرة بكلامي ولا تتدخل فيه يوسف : لآ منتي حرة دامك على ذمتي تحاسبين كل تصرف لأن اللي يمسِّك يا محترمة يمسِّني !! وبكرا ماراح يقولون والله شوفوا هذي بيقولون كيف زوجها ساكت عنها فأحترمي نفسك يامهرة اللي صار اليوم مايتكرر مُهرة ببرود تسحب من كفوفه المجلة : شكرا على رايك بالموضوع وبحاول آخذه بعين الإعتبار يوسف : لا ياروحي غصبًا عنك تآخذينها بعين الإعتبار مُهرة بإبتسامة مكر : طيب يا قلبي تآمرني آمر يوسف : فاشلة بالإغراء . . وقف مهرة ضحكت و هذه الضحكة يبدو ستسجَّل بالتاريخ لندرتها : هههههههههههههههههههههههههههه *وبنبرة خبث* تغار من أخوك ؟ يوسف ألتفت عليها وهو يسير بإتجاه الباب : أحاول أفكِّر كيف ألحق جزاا أمك يوم ربتك هالتربية . . وخرج , أم رؤى : موافقة رؤى بإبتسامة تُقبِّل رأسها : كنت شايلة هم أنك ترفضين بس الحمدلله أم رؤى أبتسمت رؤى بشك : موافقة من قلبك ؟ أم رؤى : دامها سعادتك موافقة رؤى أبتسمت : بروح أقول لوليد . . . توجهت لشُرفة شقتهُمْ و هواء باريس يعبثُ بشعرِها بصوتْ أمتلأ بالنوم : ألو رؤى : نايم ؟ وليد : هلا رؤى رؤى : أمي وافقت وليد فز من سريره وهو ينظر للساعة أردف بدهشة : وافقت ؟ رؤى : ههههههههههههههه إيه يالله أرجع نام وليد : وين أنام طار النوم رؤى : يابعد عمري وليد : بحاول أستوعب ههههههههههههههههههههه كنت متوقع الرفض وكنت أفكر كيف أقنعها رؤى : ههههههههههههههههههههههههههههههه الحمدلله الباقي على أبوك , صباح جديدْ . . صباح مُضطربْ . . الرياض ! في أروقة العمَل الكئيبة * عبدالعزيز تنهَّد بو سعود : ماراح يقلل منك شي وبعدين انت غلطت بس أعتذر له لاتكبِّر المشاكل عبدالعزيز : ماراح أعتذر لأنه هو غلط بعد بو سعود : عبدالعزيز أنت مستوعب وش سويت ؟ أنا شاب راسي ماعمري شفت المنظر اللي شفته أمس !! عبدالعزيز : هو أستفزني و بعد ماأحترم أبوي بو سعود : الله يرحمه ويغفر له وأنت متوقع انك بهالحالة أحترمت أبوك عبدالعزيز يزم شفتيه لا يروق له حديث بو سعود أبدًا بوسعود : لأنك محترم بتعتذر له ماهو لأنك غلطان . . يالله عزيز سلطان من أمس معصب واليوم بعد عبدالعزيز : ماهي مشكلتي بوسعود : أدري مهي مشكلتك لكن خايف عليك عبدالعزيز أبتسم بسخرية : كثِّر منها بو سعود : والله خايف عليك عبدالعزيز : مايهمني خوفه هذا بو سعود : أنت لو تشوف كيف يحرق دمه عشانك ماقلت هالحكي ؟ عبدالعزيز : شفت أفعاله وتكفيني بو سعود : طيب شوفه من وراك وش يسوي ؟ تحسب اللي يحبك يمدحك قدامك ويخاف عليك بس قدامك ؟ سلطان من خوفه عليك يهاوشك لكن من وراك لأ عبدالعزيز تنهَّد بو سعود : يالله يا عبدالعزيز لاتزيدها علينا يعني عاجبك الوضع ؟ وفوق هذا أنت غلطان من الأساس ليه تروح للجوهي يعني تدري أننا مانقدر نحميك وأنت هناك وإن قدرنا نحميك بتكون نهايتك المستشفى والله أعلم إذا مالله أخذ روحك بعد عمر طويل . . هذا العناد محد متضرر منه غيرك ! لا تخسرنا ياعبدالعزيز حط هالحكي في بالك إن خسرتني او خسرت سلطان ماراح يتضرر غيرك عبدالعزيز : أفهم من هذا تهديد غير مباشر بو سعود : يخي ليه تسيء الظن و تحسب أنَّه نوايانا خبيثة ؟ عبدالعزيز : لأني شفت بعيوني كيف تفكرون بو سعود : لو تركناك الحين و ماقربنا منك و رجعت لباريس ولا رحت أي مكان تضمن أنه جماعة عمار ماتتعرض لك ؟ تضمن أنه الجوهي مايتعرض لك ولحظها ماراح نكون جمبك ولا أظن بتقدر تحمي نفسك بروحك ؟ أفهم ياعزيز إحنا خايفين عليك عبدالعزيز بعصبية : لأنكم ورطتوني طبيعي مقدر أحمي نفسي عقب ماغرقتوني بأشياء مالها نهاية !! وش يضمن لي بكرا الجوهي مايتعرض لي ؟ قولي وش الضمان ! إذا هو كل ماشافني قالي نبي نكسب عبدالعزيز بصفِّنا ؟ يعني ماوراي أهل حلال دمِّي هذا اللي تبي تقوله أنه اللي مرمي لا أم تهتم فيه ولا أبو يوجهه ولا أخت جمبه ولا أخو حلال يموت !! محدن بيبكي عليه ولا بيسأل عليه أحد بو سعود بنبرة هادئة : ماقلت كذا !! عبدالعزيز بقهر : الله أعلم بكرا وش بتسوون فيني بو سعود : لهدرجة منت واثق فينا عبدالعزيز : ماني واثق لأن كان مفروض تحمون أهلي كان مفروض تعصون أبوي لأن العصيان في ذيك اللحظة فضيلة بس أنتم تخليتوا عنه بسهولة وتقدرون تتخلون عني بسهولة بعد بو سعود : ماتخلينا عنه بلغناه عبدالعزيز بحرقة : لو أنكم فهمتوه بجدية !! مليون تهديد جاه بس ما وقفتوه مع أنه كان بإيدكم توقفونه بو سعود أندهش بأنه لم يصدق حتى التسجيلات : يعني تحمِّلنا موته ؟ خاف ربك ياعبدالعزيز هذا موت وقضاء وقدر وإحنا سوينا اللي بإيدنا دخل سلطان مكتب بو سعود ورآهم , لم يتوقع بأنه سيأتي اليومْ بوسعود : كويس جيت .. أجلس ولا عليك أمر عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عن سلطان سلطان رغم غضبه الشديد إلا أنه أبتسم على منظره المتشنج : صباح الخير بوسعود : عزوز خلاص فكَّها سلطان ألتزم الصمت بوسعود : هذا سلطان أكيد جاي يسأل عنك .. أحلف بالله أنه يخاف عليك أكثر منك سلطان تنهّد : مين مفروض يزعل أنا ولا أنت ؟ عبدالعزيز بحدة : أتوقع عارف مين مفروض يزعل سلطان : أنا عارف في قرارة نفسك معترف أنك غلطان بس تحسب أنها قوة أنك تعاندني بالحكي بوسعود أبتسم : جاي تصفي النفوس ولا وشو ؟ سلطان بإبتسامة : لا والله جاي أصفيها , انا مستعد أعتذر لك لو تشوف أني غلطان ! بس أنت تشوف أني غلطت عليك ؟ عبدالعزيز ملتزم الصمت سلطان : رميت عليك علبة مويا ولا رفعت صوتي عليك و قلت لك غصبا عنك وعن اللي خلفوك بتجلس عندنا ؟ نجح سلطان بإحراج عبدالعزيز بأفعاله , أردف عبدالعزيز وهو يحاول أن يُشعر بنبرة صوته بأنه ليس محرج من تصرفاته : كذبت وهذا يكفي سلطان : تشوفني كذبت ؟ عبدالعزيز : إيه سلطان : لآ ما كذبت بس خبيت عنك أشياء فيه فرق ؟ ماقلت لك أنه ما أرسلنا واحد وراك مع الجوهي .. يعني ماكذبت لأني أصلا ماحكيت بهالموضوع وسلطان داهية فعلا أستطاع أن يُلجم إتهامه بهدُوء هذا ماكان في بال عبدالعزيز : طيب وخبيت عني ؟ يعني مافيه ثقة بينا سلطان : وش دخَّل الثقة ؟ أنا واثق فيك لو ماني واثق ماأرسلت لك لشخص ماينرسل له أكبر شخص عندنا !! عبدالعزيز : بس أنا ماني واثق فيكم لأنكم كذبتوا أو حسب ماتقول خبيتوا عني ! سلطان : وكيف نرجع هالثقة ؟ عبدالعزيز : أنت تعرف كيف سلطان : ما أقرآ العقول ويوم قريتها ووريتك التسجيلات بعد ماصدقتني ؟ يعني أنا ماني فاهمك عبدالعزيز بصمت لثواني فـ سلطان لا يترك له مجال يرد . . أردف : الحق معي مااصدقكم سلطان : عبدالعزيز عبدالعزيز بحقد : نعم سلطان يتأمل نظراته الحاقدة : شيء واحد لازم تعرفه أنه وظيفتي ماهي أنتبه لعبدالعزيز لحد يزعله ؟ ركِّز وشغل عقلك أنا لو أبي أضرك كان ضريتك من زمان بوسعود : تبي تآخذ لك إجازة يومين تصفي ذهنك خذ لك بس لا تشكك بنوايانا وإحنا نخاف عليك أكثر من نفسك بعد سلطان : أخذ أسبوع ماهو يومين عبدالعزيز وقف : ماأبغى إجازة بوسعود وعرف أنه رضى , تنهد براحة : زي ماتبي سلطان : لو سمحت يا بو سلطان الجوهي لا تختبر صبرنا فيه ماله داعي تروح له بدون علمنا بوسعود : ولأنك تحترمنا أكيد أنك بتستجيب لهالطلب عبدالعزيز تضايق كيف أنهم يستطيعون إحراجه ليستجيب لأوامرهم : طيب . . وخرج , منصُور : تعبانة ؟ نجلاء على فراشها لا تُطيق الحركة ولا تُطيق منصور في هذه الأثناء بعد دفاعه عن مُهرة : لأ منصور ويغلق أزارير ثوبه بالقرب منها : طيب ليه جالسة كذا ؟ نجلاء بحدة : كذا مزاج منصُور بحدة أكثر : أنتبهي لصوتك معي نجلاء صدَّت عنه وهي تنظر للجهة الأخرى منصور : يالله لا تشقينا بس .. وجلس على الكنبة يغلق الساعة على معصمه نجلاء تمتمت : بس شاطر تدافع عنها منصور : رجعنا ؟ أنهبلتي على الآخر نجلاء : ماعاد أطيق وجودها هنا منصور : امدى ماتطيقينها توّها جت ! نجلاء : خلنا نطلع من هنا منصور : شيلي هالموضوع من راسك مستحيل أطلع من هنا ومستحيل يوسف بعد يطلع من هنا !! نجلاء بعصبية : لا والله يعني عاجبك أجلس أقابلها ؟ منصور : صوتك لا يعلي لا والله . . *تراجع* . . أستغفر الله نجلاء أتجهت للحمام وأغلقت الباب بعصبية ضجّ بِها الجناح منصور تنهَّد . . هذا أول الغيث من زوجة يوسف . . الأكيد أنها ستضايق نجلاء بحجة أنني قتلتُ شخصًا لم أراه قط بجهة أخرى في الدور الثاني بالزاوية حيثُ غرفة يوسفْ مُهرة وضعت كلتا يديها على خصرها : نعم ؟ يوسف : الله ينعم بحالك يا قلبي مهرة : يا خبثك يوسف بإبتسامة : الله قال الخبيثون للخبيثات مهرة : والله قال وَاصْبِرْ فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههه الله لايغير عليك مٌهرة : تسافر وأجلس هنا مستحيل يوسف : قولي أنك تبغين تسافرين معاي ومستحية مهرة : لا معليش صحح لعقلك ودني لحايل عند أمي يوسف : أمك ماتبغاك مهرة : وأنت وش دخلك ؟ يوسف وينزع ملابسه أمامها مهرة شتت أنظارها بعيدًا عنه : قليل أدب يوسف وببطىء شديد يغلق أزاريره قميصه : تعوِّدي يا روحي أحمدي ربك أني أنام وأنا لابس بالعادة أصحى و أشك في أخلاقي مهرة وعينيها توسعت يوسف على منظرها أطلق ضحكاته : بحاول أذكرك كل يوم أننا بالحلال ولله الحمد مُهرة : وأنا بحاول أذكرك أنك ماعدت عزابي ومع ربعك عشان تسولف معي كذا يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه يقولون لك التذكير مايفيد ماسمعتي الحكمة اللي تقولك قُل لي وسوف أنسى و أشكرني و سوف أفهم يعني لازم التجربة تبرهن أني مانيب عزابي مُهرة : خبيث معفن يوسف يجلس على طرف السرير وينحني ليرتدِي جواربه : هههههههههههههههههههههههههه أتصلي على أمك مهرة : ماعندها جوال يوسف : يعني أرسلها مسج بالحمام الزاجل مهرة : يا سامج ودني بيتنا يوسف : ياسلام . .*وقف* طبعا لأ مهرة : بآخذ أرقام خوالي من هناك يوسف : إلا صدق كم رقمك ؟ مُهرة بعبط : ماعندي يوسف رفع عينه غير مصدق مُهرة : مو إحنا الطبقة اللي تحتكم بناتهم مايآخذون جوالات يوسف : أفا يا ذا العلم تحتنا مفروض سابقينا بالتقنية مهرة : يالله يا صبر الأرض يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش تبيني أجيب لك آيفون ولا بلاك بيري ؟ مُهرة : ماأبغى منك شي يوسف : دام كذا بجيب لك آيفون مايصلح لك بلاك بيري بعدين تكتبين من أمس وقلبي خفقته ماهي بخير مُهرة : ودِّك والله ماأكون بخير يوسف : يا مهرة العام لا والله غديتي فرس ترفقي كن عطرك ريح حرب وصهيل مُهرة رغما عنها أبتسمت وسرعان ماحاولت تُمحيها : تطنَّز لين تقول بس وذبّ علي ماحركت فيني شعرة يوسف يُمثِّل الهيام : دخلت بحر المحبة يالهنوف الفرس وقامت تلاقف بي امواجه وضاع الدليل مُهرة : يالله نسألك الثواب على الصبر يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه روحي ألبسي عبايتك نروح لبيتكم تشوفين أرقام خوالك , فاضت عينيها و بين كفوفها المُصحف , دمُوعها بللت السورة " كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى أيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى " أغلقته ووضعته جانبًا وهي تغصُ ببكائِها , تقيأت الوجع و ليس هُناك شيء غير الوجع. هل فعلاً أنا من ذهبت لتُركي ؟ . . كيف لتركي أن يؤثر علي فأنا واثقة تمام الثقة بأنني لم أسلك الحرام !! كيف يُزعزع ثقتي بما حدث كيف يُخبرني بأنه زنا وهو إغتصاب . . كيف ؟ توجَّعتْ من حدِيثِ نفسِهَا , وضعت كفوفها على شفتيها تتحسس الحياة إن نطقتْ , تتحسس لو أنّ أنفاسها لم تحترِقْ بعد أخفضت رأسها و الدمُوع لا تكِّف , لم تُضايقها السورة . . حديثُ الله يُريحها دائِمًا لكنها خافت . . لم تعمل شيء لآخِرتها تفكيرها لمُجرد أنه هُناك حساب . . هُناك أعمال ؟ أين أعمالي أنا ؟ . . ممتلئة بالذنوب لا تكُن كبيرة الزنا آخرها . . لاتكن يارب لاتكُن . . يارب يارب. بصوتٍ تشابكتْ بِه نبراتُه لتتقطَّع بكل حرفٍ تٌريد نطقه : اللهم لا إعتراض ... اللهم ألطف يالله ألطف بي , بـ فُستانٍ أسود طوِيلْ أنيق بأكمامٍ طويلة و فتحَه خلف ظهرها تصِل إلى المنتصفْ , بصوت خافت لـ ناصِر الذي ينظر للساعات : ناصصر ألتفت عليها وأتاها وعينيها تتأملها غادة بإبتسامة : وش رايك حق حفلة هديل ؟ ناصر : جميل غادة : جميل بس ؟ ناصر وعينيه تُخرس بالجمال غادة تستدير : حلو ولا حلو شوي ولا مررةة حلو ؟ ولا عادي ؟ ناصر : لحظة كأني شفت شي غادة : ههههههههههههههههههههههههههه مو مرة يعني لنص ظهري ناصر : طبعًا ماراح يعجبني قلت وش هالزين محتشمة آخر شي فتحة غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب أعتبرها ماهي موجودة وش رايك ؟ ناصر : شين وبعدين لونه كئيب ومررة يعني مايصلح غادة : أمدى تغيِّر رايك ناصر أبتسم : مستحيل أخليك تطلعين لهم كذا غادة : ناصر تكفى عاد والله الفستان مرة عاجبني فخم ورزة ناصر : أنتهى النقاش غادة تقترب منه وبـ كيد النساء تضع أصابعها على أزاريره وبنبرة دلع : هالمرة بس ناصر يبتعد : هههههههههههههههههههههههههههههه لأ غادة : بشتريه ناصر : ويسحب محفظتها من شنطتها : يالله مشينا غادة : ناصر عاد والله أكثر فستان عجبني اليوم والفتحة ماهي مرَّة ناصر : غادة لا تحنين زي الصغار خلاص غادة أمالت فمها بقهر : أنا ليه جبتك معي ؟ مفروض أنا أشتري بروحي بس لأني حمارة ماأعرف أختار بدونك ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله ميزة عشان ما تتفصخين من وراي بلبسك غادة : أنا أتفصخ !! والله دايم لبسي محتشم بس عيونك تشوف شي ثاني ناصر بخبث : إيه عدسة عيني تشوف الأشياء اللي تحت الفستان غادة : قليل أدب .. أطلع برا يالله خلني أغيِّر ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ماتمشين إلا كذا غادة ترمي عليه شنطتها : يالله برااا ناصر أخذها وضحكاته تضج بالمكان .. على وقع ضحكاته أفاق من إغماءة قلبِه , أبتسم وتقاسيم الحُزن ترتسم بين ملامِحه , طِفلة لا تستطِيع أن تعمِل شيء دُون إستشارتِه , من يلُومه بـ حُبِّها ..... لاأحد .. أشتاقُها كثيرًا و كثيرًا و بشدة. , ولِيد يُهاتف والده : طيب متى تفضى وتجي ؟ والده : هالشهر مقدر عندي إلتزامات وليد : طيب الشهر الجاي ؟ والده : أشوف يا وليد وليد : طيب والده : لا يكون زعلت بعد وليد : لا معوِّدني كيف أرضي نفسي بنفسي والده : هههههههههههههههههههههههههه بحاول أجيك قبلها وش تبي بعد ؟ وليد : ولو يا بو ناصر إلتزاماتك أهم والده : قصدك بو وليد !! وليد : طيب يبه متى مابغيت حيَّاك والده : ماقلت لي منهي البنت ؟ وليد : رؤى مقرن السليمان والده : مقرن بن ثامر ؟ وليد : إيه والده بدهشة : ماعنده عيال !! وليد : إلا عنده بنت والده : لآ ياوليد أعرفهم كويس ماتزوج أصلاً !! وليد تنهَّد : كيف يعني ؟ والده : أنت شفت هويتها ولا هي كذبت عليك وليد : يبه أعرفها كويس وأمها معها والده : طيب أبوها وينه نجي نخطبها منه بالرياض وليد وتذكَّر ولعن غبائه حين نسي أنها أخبرته بأن والدها متوفي وليد : تشابه أسماء يمكن والده : أنت ناوي تخطبها من أمها ؟ وين جالسين فيه ؟ أحجز أقرب رحلة على الرياض وأبشر نروح له ونخطبها لك وليد : يبه أكلمك بعدين بشوف رؤى وأرد لك خبر والده : طيب بحفظ الرحمن . . وأغلقه وليد مسك رأسه تداخلت عليه المواضيع , والد متوفي , زوج متوفي , أخ متوفي , أي حقيقة هذه لا تُصدق بأن جميعهم اموات ؟ . . هذه المرة والدتها رُغما عنها ستتحدث .. يسير على الرصيف وأصابعه تضغط على رقم " رؤى " , - السابعة مساءً – عبيرْ : مع أبوي ؟ ماتبين تجين رتيل : هلكانة أمس جاني أرق والدها دخل : رتيل مالبستي ؟ رتيل متمددة على الأريكة : لما أكون طفشانة ماتودوني والحين تعبانة بنام قلتوا تبغون تروحون والدها : تتنشطين لا وصلنا رتيل : والله مالي خلق حتى أصعد لغرفتي بنام هنا والدها : كيفك ترى بنتأخر رتيل وتفكر والدها يعرف بأنها ستغير رأيها : ها وش قلتي ؟ رتيل : لآ ماأبغى والدها أبتسم : بكيفك .. يالله عبير .. , وضع هاتفه على الطاولة , سكُون منذ فترة لم يشعُر بِه بالعادة يجد عائشة و الجوهرة في الصالة , : عايشة عايشة خرجت من المطبخ : نأم*نعم* سلطان : وين الجوهرة ؟ عايشة : فوق سلطان : مانزلت اليوم ؟ عايشة : لآ كله فوق سلطان : طيب سوِّي لي قهوة . . . صعد للأعلى وبعينين متفحصتان لكل من حوله , نظر للدور الثالث من الدرج .. وأقترب من جناحه بخطواتٍ مُهيبة .. فتح الباب , أستغرب أنها نائمة في هذا الوقت !! رُبما تكون متعبة .. جلس عند رأسها ووضع باطن كفَّه على جبينها و حرارتها مُعتدلة فتحت عينيها مع لمسته فهي لم تنام تُصارع الشكوك و الحقيقة. سلطان : تعبانة ؟ الجوهرة جلستْ : لأ , راجع بدري ؟ سلطان : خلصت شغلي وجيت , ليه نايمة ؟ الجوهرة : ما نمت بس قلت أتمدد شوي سلطان وينظر لعينيها المُحمَّرة الجوهرة وقفت لتتجه بعيدًا عنه ولكن يد سلطان قاطعتها وهي تُمسك بمعصمها : أجلسي أبي أكلمك أرتفعت نبضات قلبِها , جلست وعينيها تتشتت بعيدًا عنه لا تتجرأ أن تضع عينيها في عينيه سلطان : تبكين من وشو ؟ الجوهرة : قريت قرآن وتأثرت سلطان بصمت ونظراته تتفحصها الجُوهرة بلعت ريقها وأنفاسها بدأت بالإضطراب سلطان : ماتبين تقولين لي شي الجوهرة هزت رأسها بالرفض سلطان : متأكدة ؟ الجوهرة برجفة : لأ سلطان : الجوهرة ممكن أسألك سؤال الجوهرة وعينيها تتصادم بعينيه سلطان : وش الذنب اللي خايفة أنك تُحاسبين عليه ؟ الجوهرة و لُجمت .. أيُّ دهاءٍ يملك ليسهَل عليه أن يُفسِّرني ؟ أما أنا واضِحة لهذه الدرجة سلطان : إذا الزانية يغفر لها ربي إذا شاء و تابت ؟ وماأتوقع أنه ذنبك بهالكبر عشان تخافين منه لهدرجة وتوقفين حياتك عشانه ؟ الجوهرة زمت شفتيها حتى لا تبكِي ولكن رُغما عنها دموعها تنهمِرْ , ماذا لو قالوا كان برِضاها وهي زانية ؟ سلطان عقد حاجبيه على منظرها وهي تحاول تكتم بكائها : مرات أقول إيمانك قوي لدرجة ما يقدر الذنب يزعزعه ومرات أشوفك كأنك قانطة من رحمة الله الجُوهرة وكيف تشرح له سلطان : أنا أشوفك مسالمة وهادية لكن مشاكلك بالماضي كثيرة , علاقتك مع ريان ماهي كويسة وعلاقتك مع عمك تركي بعد ماهي تمام !! بأعرف وش هالمصايب إلى الآن محد قادر يسامح الثاني الجوهرة ونظراتها تضيع تحتاج لملاذ لدموعها .. لاأحد يفهم .. يذكرون إسمه وكأنه فعلاً عمَّها وهو مُجرَّد منها وعمُّ بالإسم فقط وفقط .. ليتك تقرأ عيني .. ليتك تفهم حديثي هذا .. ليتك يا سلطان. سلطان :وش مشكلتك مع ريان ؟ الجوهرة و مُلتزمة الصمْت سلطان وقف مبتعِدًا عنها و بنبرة حادة : ماينفع كذا يالجوهرة !! ماأعيش بهالإستغفال أبد الجوهرة أرتجفت فكوكها من نبرتِه سلطان : بحاول أربط بين هالأشياء مقدر !! مرة تركي و مرة وليد و مرة ريان .. هذولي الثلاثة وش علاقتهم ببعض ؟ الجوهرة أخفضت رأسها تبكِي بضياع سلطان : أحاول أصبر وأقول أنك أنتي بنفسك راح تجيني وتقولين لي بس أنا صاير كأني جدار متجاهلتني تماما وأكره شي في حياتي أحد يتجاهلني يالجوهرة تعض شفتيها لا تعلم بأي حديثٍ تبدأ , هذا الحُب الـ بدأ في قلبِي لك ينهار الآن. سلطان تنهَّد : لآ تبكين واللي يرحم والديك يكفي بكااا الجوهرة و مِثل الطفل إن أمرتهُ بأن لا يبكِي زاد ببكائه سلطان مسح وجهه بكفوفه البارِدة : أستغفر الله .. إلى هنا وبس إذا أنتي منتي قادرة تعيشين بهالوضع أنا مستعد أوديك بنفسي للشرقية الجوهرة رفعت عينيها عليه .. هل يقصد الطلاق ؟ سلطان : أنتي ماتبين تبدين حياة جديدة معاي ولا تبين تنهين حياة قديمة !! طيب وأنا ؟ وين مكاني بينهم ؟ عمري ماراح أكون على الهامش وحطي هالشي في بالك ماني أنا اللي ممكن يسكت بهالصورة ! الجوهرة منحنية ظهرها وأصابعها تغرزها بفخذيها .. وقطراتِ دماء تستقر على حجرها سلطان بنبرة حادة غاضبة : وعقب هذا بعد ماتبين تتكلمين ؟ لو أدري كان خليتك ترجعين معهم .. وخرج من الجناح وصوت الباب هزّها أنهارت ببكائِها وأنفَها ينزُفْ بشِدة , تبللت دمُوعها و أختلطت بدِمائِها , متذبذبة مشاعرها أشعُر بالإنتماء له بالوطن .. وتارةً أشعُر بأنه يشبه تركي يُريد فقط أن يتملكها لا يهتم بمشاعرها .. يريد إشباع رغباته على حسابها .. أحسنتُ الظن فيه ولكن هذه الليلة برهن لي بأنه يُشبههم جميعًا لا فرق بينهم حتى وإن حاولت أن تكسب شرفْ محاولة الحُب يُصفعها دائِما بالخيبة , أنا لا أناسب الحُب و الحُب لا يُناسبني .. من بمثلِي ليس من حقِهم العيش في كومة الرجَال الـ همهم الوحيد رغباتهم و اهوائهم و مصائِب النساء لا تُؤخذ بمحمل الجد .. دائِما نحن على خطأ و دائِما مهما فعلُوا هم على صواب. يُتبع آخر الليل , في بيتْ عبدالعزيزْ أمام المرآة واقف يُغلق أزارير قميصه : ترى ماأعرف مطاعمهم ناصر أبتسم : كم صار لك وما عرفت للرياض ؟ عبدالعزيز : اللي يسمعك يقول أني كل يوم بشارع التحلية ناصر بسخرية : تعرف ماشاء الله عبدالعزيز : تصدق عاد مارحت له إلا مرتين بس قلت أسوي نفسي أعرفه ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههه وش سويت مع سلطان ؟ عبدالعزيز : أحرجني كثير , أنا بس لو أتسلف عقله كم يوم ناصر : هههههههههههههههههههههههههه ليه وش قالك ؟ عبدالعزيز أبتسم : قالي أنا بعتذر منك إذا تشوفني غلطان بس أنت تشوفني كذا يعني أنا رميت عليك علبة المويا ولا قلت لك غصبا عنك وعن اللي خلفوك ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه تحط نفسك بمواقف بايخة عبدالعزيز : بس أبد حسسته أنه ماهو هامني ولا بينت له أني منحرج ناصر : لا عاد تجادلهم عبدالعزيز : أصلا حتى ماقلت لهم عن تخطيط الجوهي ناصر : المهم حسِّن علاقتك وياهم لو أنا مكانهم كان طردتك على قلة أدبك معهم عبدالعزيز : ماقللت من أدبي معهم بس قهروني تنرفزت بشكل ماهو طبيعي وهو يستخف بحكيي , أنا بو سعود قادر أتحمل إستفزازه لكن سلطان شي مو طبيعي لو يقول حرف قاصد بس أنه يقهرني أتنرفز ناصر : أنت صاير ماتتقبل شي ! خلك رجَّال ولا عاد تستفزهم تراهم ماهم ربعك يا عزوز ! يعني بينكم حدود عبدالعزيز : طيب صاير كنك بو سعود في ذا النصايح ناصر : شعر راسك بدا يطول ماتبي تقرِّع ؟ عبدالعزيز ويمسك شعر رأسه القصير جدًا : والله ذكرني بأيام الجامعة يازينها من أيام .. ألتفت على سلاحه ويضع الرصاص جانِبًا بجهة أخرى تصعد الدرج بتعِبْ .. دخلت غرفتها مُتعبة أستلقت على السريرْ .. و نومها بدا يختفي وأنظارها للسقفْ .. كانت نائِمة ليتها لم تصعد ويذهب النوم مِنها .. نظرت لساعتها لم يأتي والدها وعبير إلى الآن. بجهة ثالِثة , على الخيِلْ يتسابق مع إبنته .. هذه الهواية تنضج عند عبير أكثر من نضجها عند رتيلْ. قرروا ان يجلسوا للفجرْ .. فـ عبير بالإهتمامات قريبة جدًا من والِدها بعكس رتيل. بالجهة الأولى ناصِر ينظر للشباك : طالعين ؟ عبدالعزيز ينظر من الشباك : إيه بو سعود مرِّني وقال ماراح يرجع إلا متأخر وأكيد بناته معاه في مطبخ القصِر من خلِفها يخنقُها ليُغمى على الخادِمة , بصوت خافت : شكله مافيه أحد ؟ الآخر بتذمر : أصلا هو قال بس خوفوهم وتعالوا الأول : تستهبل ؟ الآخر : إيه والله قال هددوهم وأطلعوا الاول والغباء يدور بينهم : أصعد فوق شف إذا بناته موجودين ناصر : يالله مشينا ؟ عبدالعزيز ويضع محفظته بجيبه : إيه .. فتحت الباب بقوة الخادمة وبصراخ : بابا فيه هرامي *حرامي* ناصر و عبدالعزيز أندهشُوا الخادمة ببكاء : يمكن يموت ماما فوق عبدالعزيز أنصدم يحسب أن بنات بو سعود ذهبوا معه .. رجع وأخذ سلاحه ورمى السلاح الآخر على ناصر : أمش معي .. أنتي أجلسي هنا ...... دخلوا القصر بهدُوء والسكون منتشر عبدالعزيز : شكلهم داخلين من الباب الخلفي .. ناصر : أنا بروح أشوف وأنت أصعد فوق يمكن صعدوا ... وتوجه من ناحية المطبخ ورأى الخادمة على الأرض .. وآخر دفع ناصِرْ من الخلف ألتفت ناصِر وبدأوا بالتعارك مع متلثَّم لا يرى ملامِحه .. أسقط ناصِر على الطاولة مسك السكين ليطعنه ولكن ناصِر مسكها ولفَّها ليسقُط المتلثَّم على الأرض ... حاول ناصر أن يُقيِّده ويلحق بعبدالعزيز لكن قوة المتلثم الجسمانية كبيرة جدًا لم يستطع أن يُقيِّدهُ الآخر وقف و برفسه من ناصر على كفِّه طار بِها السلاح من يد المتلثَّم , الآخر بقوة هجم على ناصِر .. وناصِر بمكرٍ أنحنى وكأنه سيجلس ليدخُل وجه الشخص الآخر في الكُرسي .. من خلفه ناصِر مسكه من رقبته ويبدُو لو مات سيُقال أنه دفاع عن النفسْ في الأعلى .. عبدالعزيز يفتح الغرف لينظر لشخص متلثم آخر وبدأوا بالتعارك أيضًا .. وبسهولة غرز تلك الأداة الحادة في قدمه و رفسها ليسقطْ .. عبدالعزيز يفتح لثمتُه ليرى من هو ؟ ليس من رجال الجوهي ؟ أو ربما رجاله الذين لا أعرفهم .. عبدالعزيز : من أنت ؟ الرجُل الأخر ضرب عبدالعزيز من صدره و ضربة الصدر القريبة من القلب " تذبح " عبدالعزيز أبتعد قليلا ومع إبتعاده رفسه الآخر على بطنه ليسقط عبدالعزيز على التسريحة في غرفةٍ يجهلها الآخر زاد في لكماتٍ على وجه عبدالعزيز .. عبدالعزيز أبتعد لتدخُل قبضة المجهول في المرآة ويتناثر زجاجها الجهة الثالثة مسكت جوالها لتتصل على والدها فتأخروا كثيرًا ولم تشعُر بأي شيء إلى الآن .. تنهَّدت : اوووف مافيه شحن ... وقفت لتتجه بالقرب من التسريحة وتضع هاتفها على الشاحِن .. رمت نفسها على السرير بتعبْ و إرهاق وعينيها على السقف عبدالعزيز لوَى ذِراع الآخر وأدخل وجهه بالكامل من شدة قهره في المرآة ليلتصق بعض الزجاج في ملامحه , رُبما ناصر يحتاجني الآن ولكن ناصر قوي البنية .. هذا ما كان في باله لو أن أحدًا تعرض له .. رجع لواقعه والآخر كان سيغرز " مقلِّم الأظافر " الذي كان على الطاولة في كفّ عبدالعزيز ولكن تنبه و أبتعد .. تذكَّر : سلطان وكفوفه على رقبة سلطان من الخلف : تمسكه كذا وتضغط بشويش ماهو مرَّة عشان مايموت بس راح يغمى عليه عبدالعزيز : طيب وبعدها سلطان : بس أنت أنتبه لأن الضغط بقوة يسبب وفاة . . يالله جرِّب الحين عاد مرةً أخرى ووضع كفوفه على رقبة الشخص ومثل ماتعلَّم من سلطان طبَّق عليه و ثواني ليسقط على الأرض .. بخطوات سريعة يدخل الغرف المجاورة .. صعد للدور الثالث و لا أحد .. نزل مرةً أخرى وأنتبه للممر الآخر .. طلّ من الدرج على الأسفل ليطمأن على ناصِر .. لا صوت له .. كان بين بنات بو سعود و ناصر ؟ .. ينزل للأسفل يطمئن على ناصر أم ماذا ؟ ... بخطوات مستعجلة سار للغرف الأخرى والسلاح بكفِّه .. كانت هناك غرفة مغلقه رُبما رتيل أم عبير .. تنهَّد بقهر وطرق الباب كثيرًا ولكن لا أحد .. بالغرفة التي مُقابلها فتح الباب ونظر إليها رتيل التفتت عليه بصدمة غير مُصدقه كيف يصعد للأعلى ويدخل إلى هُنا عبدالعزيز ولا وقت لديه : وين عبير ؟ براكين من الغيرة تثور في صدرِها الآن .. لماذا السؤال عنها ؟ ولماذا هُنا الآن ؟ عبدالعزيز وفعلاً أنتهى صبره وناصر بالأسفل ..وبعصبية : عبير وينها رتيل : أولا أطلع برا كيف تدخل هنا ؟ وثانيا ماهو شغلك عبدالعزيز ويتقدم إليها ليمسكها من ذراعها ويشدُّها رتيل بصدمة : أبعد عني والله لو يجي أبوي الحين لا يذبحك أنت ماتستحي كيف صعدت فوق وتسأل بعد عن عبير وش تبي فيها .. كانت سرعتها بالكلام رهيبة عبدالعزيز ألتفت عليها وبصرخة أخرستها : أنكتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــمي ..أستغفر الله بالعة مسجَّل .. وبنبرة هادئة يسخر منها : شغلي مخك الهندي فيه رياجيل هنا ممكن يذبحونك فهمتي رتيل : تتطنز ؟ وبعدين أبعد عني لا أصارخ الحين عبدالعزيز ويشدّها من ذراعها للغرفة التي تعارك فيها مع الشخص الآخر رتيل تجمدت وفتحت فمها وهي تنظر لهذا الرجل على الأرض عبدالعزيز : فهمتي الحين ؟ وين عبير بسرعة ؟ رتيل وعينيها على الرجُل : محد فيه عبدالعزيز : يازين من يهفك كف عشان تحكين بسرعة .. شدَّها مرة أخرى وهي غير مستوعبة إلى الآن .. وأمامهم على الدرج كان رجلٌ ثالث عبدالعزيز دفّ رتيل للجهة الأخرى و رتيل ببلاهة واقفة مصدومة غير مصدقة بأن بيتهم في هذا الحال وكأنه فيلم تراه الآن وليس حقيقة. تعارك مع عبدالعزيز و ألصق جسد عبدالعزيز على الجدران وبقبضةٍ على عين عبدالعزيز جعلت كفوفه ترتخي و رتيل مازالت تنظر وهي فاتحة فمها بصدمة الآخر كان سيقترب من رتيل ولكن عبدالعزيز شدُّه من قدمه ليسقُط من أعلى الدرج ناصِر وأنفه ينزف بالدماء .. أمسك رقبة الآخر ودفنها بالطاولة وبحركة من الآخر أسقط ناصر على ظهره .. سحب ناصر بقدمه السلاح وأقربه من كفٍّه ليُطلق النار على قدم الآخر سمع صوت طلقات النار وباله مشغول الآن مع ناصر .. لايعرف كيف يتصرف الآن .. رأى هاتف البيت : أتصلي على أي زفت من شغل أبوك بسرعة رتيل واقفة في مكانها " متنحة " عبدالعزيز سيجن جنونه من " فهاوتها " : رتيييييييييييييييل يالله .. ونزل وفي منتصف الدرج تذكَّر المغمي عليه رُبما يفيق على وجه رتيل .. عاد مرةً أخرى لرتيل و هي تضغط على الأرقام وسحبها وأنزلها معه رتيل وحتى أنفاسها كتمتها. نظر للمطبخ ويبدُو هناك حرب في داخله .. وعقله مفصول لا يعرف كيف يتصرف مع رتيل لوهلة تمنى لو أنها رحلت مع والدها .. تذكَّر الخدم .. ألتفت لرتيل : وين الخدم ؟ رتيل : بالدور الثالث عبدالعزيز : تخبي هناك لا لا .. تخبي ... * يُفكر بأي مكان * .. أركضي أخذي سلاح من مكتب أبوك رتيل ودون أن تشعر من خوفها قالت : ما أعرفه عبدالعزيز مسك وجهه ورُبما عقله على وشك الإنهيار : تبيني أصحيك بكفّ .. ركزي رتيل ونهايةً بكت عبدالعزيز أدخلها مكتب والدها والذي أول مرةٍ يراه : لاتطلعين . . أتجه بخطواتٍ سريعة للمطبخ ورآى العراك المستمر , ناصر ضد إثنين عبدالعزيز دُون أي تردد أطلق النار عليهم من خلفهم ليسقطُوا على الأرض ناصر يمسك كفِّه التي غرقت بالدماء : باقي أحد ؟ عبدالعزيز : بشوف من وين جايين يمكن سيارتهم هنا .. خرج من الباب الخلفي وأمام خروجه فرَّت السيارة السوداء المظللة عبدالعزيز : عطني جوالك بسرعة ناصر يخرج هاتفه من جيبه .. فتح صنبور المياه ليغسل كفوفه عبدالعزيز ضغط على رقم بو سعود : بو سعود مايرد ؟ ياربي .. " بتوتره نسي أمر سلطان و مقرن و أحمد و متعب وجميع من يعرفهم هُناك " ناصر ألتفت عليه : سلطان عبدالعزيز : إيه صح ..... سمعوا خطوات خافِته .. المجنونه أكيد ناصر لم يفهم عليه عبدالعزيز رمى عليه الهاتف : أتصل على سلطان بسرعة .. وخرج ورأى من أُغمي عليه قد فاق ... أتاه من الخلفْ وبرفسةٍ بين سيقانه سقط مرةُ أُخرى : نااااااااااااااااااصر ناصر خرج من المطبخ عبدالعزيز : جيب أي شي نربطه فيه .. ناصِر نزع حزام بنطاله و أحاطه بالمرمي على الأرض عبدالعزيز ويريد أن يبرِّد قليلا من " حرِّته " لكمه على عينه ناصر : مايرد سلطان بعد عبدالعزيز : وش نسوي فيهم ذولي ؟ ناصر : الخدم وينهم ؟ بناته موجودين ؟ عبدالعزيز : الخدم فوق شكلهم نايمين ولا عارفين بالدنيا .. وبنته في مكتبه ناصِر : بروح أجيب جوالك أتصل على مقرن .. وخرج عبدالعزيز يمسح نزيف شفتيه .. نظر لباب مكتب بوسعود وتقدَّم إليه ليفتحه ونظر إليها وهي تضع الرصاص ويبدُو أنها متمرسة بالموضوع ألتفتت عليه عبدالعزيز يريد إرعابها : مقبرة في بيتكم صارت الله يعين كيف بتنامون ؟ رتيل وتنظر إليه وستنهار بالبكاء من هذا الأمر عبدالعزيز أبتسم : أتركي اللي بإيدك بدري مررة وأبوك مايرد بعد .. أتصلي على أختك رتيل تجاهلت إبتسامة السخرية المرسومة على محياه وأخذت الهاتف من على مكتب والِدها عبدالعزيز وعينيه على الملفات في هذا المكتب كانت سوداء و شريطُ أبيض عليه أسماء .. ينظر إليها يعرف بأنه ليس الوقت المناسب ولكن رغبته تقوده رتيل : عبير ؟ .. . تعالوا بسرعة .... مدري وشو المهم تعالوا ...صرخت بقوة وسقط الهاتف من يديها عبدالعزيز ألتفت وكان شخص آآخر ويبدو هذا خامسهُم وبكفوفه سلاح موجهٌ لـ رأس عبدالعزيز : ماعرفتني ؟ عبدالعزيز بصمت وهو ينظر إليه : دم راشد أبد ماهو حلال هذا ليس وقت إنتقام أبدًا .. جماعة عمار تأتي هنا ولماذا أتوا لقصر بوسعود ولم يأتوا إليّ ؟ رتيل تبكي بصمت وبخوفْ الآخر ألتفت إليها وأبتسم بخبث شديد فهمه عبدالعزيز عبدالعزيز بحقد ضرب رأسه برأس الأخر لترتخي مسكته , رفسه عبدالعزيز على يده ليسقُط السلاح من كفوفه رتيل وبعقل هذه المرة سحبت السلاح من الأرض حتى لا يُمسكه و عراك شديد يحدُث بينهم ومرةٍ يسقط عزيز على الأرض ومرةً الآخر يسقُط .. طلقة نارٍ أوقفتهُمْ رتيل تجمدت في مكانها ما تراه اليوم لن تنساه أبدًا و لو قيل لها لا تخرجي من البيت نهائيًا ستستجيب للأمر ولن تخرج ولو مقدار سنين. ناصر بعد إطلاقه للنار سقط الخامس .. تحاشى أن ينظر لرتيل والذي يجهل من تكون .. مد كفِّه لعبدالعزيز ليقف : سلطان جاي وبو سعود معه , - الشرقية - غدًا ستكُون في باريسْ .. بدأت أفكارُها تتوقع كيفية العملِ هُناك و كيف ستقضي يومِها بعيدًا عن أهلها ؟ أبتسمْت من فترةٍ طويلة لم تُسافِر بسبب ريَّان وإيقافه أي سفرة يخططون لها , اكتئبت من سيره ريان فطريقة تفكيره الكئيبة مزعجة جدًا لأي أحد , تذكرت ريم كيف ستكون حياتها هُنا ؟ - الرياض – على السرير مبتسمة في حالمية أفكارِها , بعد أن أختارت فستانها الأبيض اليوم وتشعر بالبياض يكسو حياتها .. سترتدي هذا الفستان قريبًا .. و ريَّان .. توَّردت وجنتيها من ذِكر إسمه .. تخيلت كيف أنه شخصيته سكُون جميلة رُبما سيكون خجول في بداية الأمر ولكن سيتعوَّد أو ربما يكون جدي .. أو مثل يوسف .. رُغم أنها تعارض يوسف بأشياءٍ كثيرة إلا أن لو ريان بمثل يوسف ستكون أسعد نساء الكونْ. بجانب غرفتِها , تتذمَّر كثيرًا : طيب أنا مدري أنهم غيروا أرقامهم ماعلي منك ماتروح وتخليني يوسف : ههههههههههههههههههههه تلقينهم هم بس صرفوك مهرة : عاد كلن يرى الناس بعين طبعه يوسف : والله أنتي وكيفك وش تبين تسوين سوِّي ؟ قلت لك بتجلسين هنا حيَّاك ماتبين والله عاد ماهي مشكلتي مُهرة : أنت مسؤول عني وزوجي يوسف : زين طلعت منك والله كنت بموت ولا سمعتها مُهرة تنهَّدت : ياربي صبرك يوسف : خلاص أزعجتيني نشوف لك صرفة بعدين أسافر أعوذ بالله الواحد مايتهنى في حياته مُهرة تخصَّرت : طبعًا ماراح تتهنى يوسف ويفهم ماذا تُريد أن تصِل إليه : جايتني حكة اليوم مبطي ماضربت أحد فلا تكونين أنتي مُهرة : تخسي ما تمِّد إيدك عليّ يوسف ومثَّل ملامح الصدمة : مين اللي يخسي ؟ مُهرة بصمت يوسف ويشعر بفرحة أن يرقص لأنها خافت وبحدة : مين اللي يخسي ؟ مُهرة تنهدت بعمق : يالله بس يوسف : إيه تعدَّلي , في المقهى الباريسي , مقابل أم رؤى فقط وليد : أنا ماأطلب منك أشياء سرية !! بعرف اللي بتزوجها من تكون أم رؤى : دامك وافقت عليها بالبداية وش اللي غيَّر رايك !! هذا يوضِّح لي أنك تحبها وليد : أبوها مقرن عايش ليه تقولين أنه ميِّت ؟ أم رؤى : أبوها متوفي وليد : والإسم ؟ أم رؤى صمتت لفترة طويلة ثم أردفت : توعدني اللي أقوله لك ماينقال لرؤى وليد : تفضلي وعد ماراح ينقال لها , دخلُوا على بيتهُم الواضح أنه مهجُور ولكن يعيشون بِه : مسكوهم عمَّار بصدمة : نععععم : لقينا الكلب عبدالعزيز ومعه واحد ثاني عمار بعصبية : إثنين قدروا يمسكونكم !! ياخسارة الرجولة فيكم : ماقدرنا ويوم طلع لنا عرفنا أنه مسكوهم مشينا عمَّار بغضب : الله يسوِّد وجيهكم الله يسودها ... لو أعترفوا بتكون نهايتنا , سلطان القريب من حيّ قصِر بو سعود وصل سريعًا .. ركن سيارته وقد أرسل مُسبقًا رجال الامن إليهم دخل للقصِر والفوضى تعمَّه و أشخاص مرميين على الأرض بصوت عالي : عــــــــــــــــــــــــــــــــز عبدالعزيز خرج من مكتب وعينيه سقطت على ملفٍ كُتب عليه " عبدالعزيز سلطان العيد " تركه و توجه له قوات الأمن أمسكوا المرميين جميعًا قيدُّوهم بالسلاسل وتكدسُّوا بسيارات الشرطة عبدالعزيز : من جماعة عمَّار سلطان وهو ينظر لما حوله .. أخبر أحد رجال الأمن المتبقيين : فتشوا البيت يمكن حاطين شي بعد !! ناصِر الجالس على الكنبة فـ دمائه مازالت تتدفَّن بشدة من شفتيه وكفيِّه و أنفه سلطان: موجودين بناته ؟ عبدالعزيز : وحدة في بيتي والخدم بالدور الثالث و فيه شغالة وحدة في بيتي بعد سلطان تنهَّد بتعب وهو يقترب من إحدى الأسلحة المرمية : هذا لك ؟ عبدالعزيز : حق الحمار اللي كان هنا سلطان ألتفت عليه وهو يبتسم : فيك حيل بعد .. كفو والله ذاك الشبل من ذاك الأسد عبدالعزيز جلس وهو يرفع رأسه للأعلى حتى يتوقف نزيف أنفه دخل إحدى الممرضين الذي تم إرسالهم .. تقدَّم لناصِر أولاً ليُطهِّر جروحه سلطان نظر لباب مكتب بوسعود المفتوح و من ثم نظر إلى عبدالعزيز ونظرات عبدالعزيز فهمها تمامًا .. تقدم لمكتبه وكانت هُناك دماء على الأرض .. عبدالعزيز أتجه لبيته .. ليس مضطرًا أن يتجه إلى بيته ولكن . . . . . . أنتهى موعُدنا - الثلاثاء- إن شاء الله لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه " سُؤال : في رمضان تقرون روايات ولا تتوقف الروايات :$ ؟ لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ () بحفظ الرحمنْ. |
|
|
07-04-2020, 04:04 PM | #34 |
رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش ! الجزء ( 30 ) لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ *أبو القاسم الشابي. .. عبدالعزيز أتجه لبيته .. ليس مضطرًا أن يتجه إلى بيته ولكن رُبما رغبات عبدالعزيز هي من تقُوده وقف أمام الباب المغلق , قدم تُريد الدخول وقدم أخرى تردعه , شيء يشده إلى الخلف حتى لا يراها و هذا الشيء رُبما بقايا إيمانه الذي بات يندثر بسهولة تحت سقفِ حقده و كرهه , فتح الباب وعينيه تبحث ؟ الخادمة عندما رأته دون أن تنطق حرفا خرجت بسرعة متوجهة للقصِر متجاهلة رتيلْ , نظر إليها يبدُو التعب مخيِّم عليها , كانت مغمضة عينيها وأصابعها على الكنبة كأنها على بيانُو وهي تطرق بِها على الكنبة ..ثواني طويلة وهو ينظر إليها ويبدو أنها متوترة جدًا وخائفة , فتحت عينيها و كان سيقف قلبها من وقوفه أمامها لم تشعر بدخوله أخفضت رأسها وهي تتنهَّد : بسم الله عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عنها و عين هاربة تتلصص عليها , تقدم قليلا حتى دخل الحمام ويغسل وجهه من أثر الدماء رتيل لا تعرف ماذا تفعل الآن , بربكة شفتيها : راحوا ؟ عبدالعزيز ولاينظر إليها و عينيه على الماء : لأ موجود سلطان وجالسين يفتشون البيت وأبوك الحين جاي رتيل : طيب ممكن تنادي أي شغاله عبدالعزيز رفع حاجبه من طلبها رتيل : أقصد يعني أحد يجيب لي عبايتي وطرحتي عبدالعزيز وإبتسامة كادت أن تتمدد ولكن صدَّها , مِثلها تماما دينها على أهوائها , تسير على ما كتبه الله لها إلا في حالة واحد يغلبها قلبها وهي حالة عبدالعزيز و هو الآخر بمثل حالها يحاول أن لا يعصي ربِّه ولكن مع رتيل تغلبه أهوائه رتيل : ممكن ؟ عبدالعزيز : طيب .. أخذ المنشفة ومسح وجهه .. وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك رتيل صعقت من سؤاله , أرتبكت .. أرتجفت .. حروفها لا تكاد تخرج , نظراتها بدأت تهرب في الزوايا , لم ينسى أفعالها الماضية وكلماتها الجارحة لرجولته .. لم ينساها أبدًا عبدالعزيز : لا يكون غلطان ؟ رتيل تنهَّدت وهي تتشجع أن تنطق حروفها : مثل ما أنت تشوفه بعين نفسك عبدالعزيز تنرفز , بدأ الغضب يظهر بين تقاسيم ملامِحه رتيل أدركت أنه رُبما يكون الشيطان موسوسًا لرأس عبدالعزيز الآن وهي وحدها : أبغى أطلع .. وتقدمت قليلا إلى الباب عبدالعزيز بحدة : أجلسي هنا لين تجيك الشغالة ... وخرجْ , تسير يُمنة ويُسرة .. تُحضِّر الأحاديث كيف تبدأ بالموضوع ؟ كيف تُخبره بطريقة لا تُغضبه ؟ سيغضب بالتأكيد !! مالحل ؟ أأخبره عن تركي بالبداية أم أحدِّثه كيف تم إغتصابي ؟ .. دمُوعها في هذه اللحظة تواسيها .. لا شيء يُعينها سوى الله .. تحتاج معونة الله .. تحتاج إلى توجيهٍ من الله .. مشتتة تُريد أن تُخبره لا حل لديها سوى أن تقول له .. لكن كيف تبدأ ؟ كيف ؟ شيءٌ ما يقف حاجزًا يهمس لـ قلبها " لن يُصدِّقك " لكن ؟ هذا آخر حل .. سلطان لم يعُد يطيق هذا الصمتْ , تزاحمت في صدرِي أحاديثٌ كثيرة حدّ أن الصمتْ و كتُمانها كان حادٌ جدًا مُزعِج يُبكيها و ليت كلماتها تسقط مع دموعها ؟ آآآه ليت. , أم رؤى : ما تطلقت من زوجها توفى وليد : يعني ارملة ؟ أم رؤى : إيه وليد : طيب ومقرن ؟ أم رؤى : هو فعلا سجَّل رؤى بإسمه وليد : مايجوز في الإسلام نسب أحد لغير والده ؟ كيف قدرتوا تسجلونها بإسم مقرن ومقرن ماهو أبوها أم رؤى سكتت لثواني ثم أردفت : كنا مضطرين وليد : طيب وش السبب اللي يخليكم تضطرون ؟ وين أبوها الحقيقي ؟ أم رؤى : متوفي وليد : أبغى شي يدخل العقل كلهم توفوا ماعداك ؟ *أردف كلمته بسخرية غير مصدق* أم رؤى : إيه وليد : طيب والحين ؟ متى توفى زوجها ؟ أم رؤى : هي فاقدة الذاكرة بس زوجها متوفي من قبل الحادث وليد غير مصدق لحديثها وعينيه تُخبر بذلك أم رؤى : والحين تقدر تتزوجها وليد : و ولي أمرها ؟ أم رؤى : ماعندها وليد : بس أبوي يقول أنه مقرن موجود ؟ كيف أتزوج وأنا ماأعرف أبوها واللي ناسبين لها عايش يعني مفروض أخطبها من مقرن أم رؤى بإنفعال : لألأ .. مقرن لأ وليد رفع حاجبه : وليه لأ ؟ أم رؤى : تبغى تتزوجها بدون مقرن إيه أما تدخله بالموضوع لأ وليد بنبرة هادئة : ليه خايفة ؟ أم رؤى : أنا ؟ وليه أخاف ؟ وليد : ليه تكذبين علي وعلى رؤى ؟ أم رؤى بحدة : ماكذبت هذا اللي عندي وليد : أبوي يعرف مقرن يعني لو يكلمه راح يقدر يعرف منه الموضوع كله بس أنا أبغى أسألك بالبداية أم رؤى بنبرة تهديد : إن كلِّمه تنسى رؤى وتنسى إسمها بعد وليد : ماهو من حقِّك !!! أنا ما ودِّي أبدأ علاقتي معها بدون شي رسمي ولا حتى بالحلال !! أنا كنت حاط في بالي مجرد ملكة والزواج نخليه لين تتحسن حالتها وترجع لها ذاكرتها ! لكن أنتِي منتي قادرة تساعدينا !! أم رؤى تنهّدت : يا وليد قلت لك اللي عندي وليد : ماقلتي لي شي ؟ وش قلتي لي ؟ أم رؤى تنهَّدتْ وليد : بضطر أحكي مع مقرن ؟ أم رؤى : قلت لك إن حكيت معه ماراح تلمس طرف من غـ. . آآآـ .. من رؤى وليد : من مين ؟ أم رؤى بلعت ريقها : من رؤى وليد بعصبية : لا ماهو رؤى !! أنتي ليه تكذبين ! أم رؤى : ما أكذب بنتي رؤى إذا أنت تحبها يا أهلا لكن إن بتدخل فيها مقرن وغيره لأ وليد : أبي أعرف البنت اللي بتزوجها من تكون ؟ أم رؤى : رؤى وليد : طيب أبوها المتوفي وش إسمه أم رؤى بصمت وليد : أبغى أعرف إسم أبوها على الأقل أم رؤى : مقرن وليد بنرفزة : غير مقرن أم رؤى : مالها أبو غيره وليد بعصبية : تناقضين نفسك بنفسك !!! . .تركها بالمقهى وخرجْ أم رؤى تُخرج هاتفها وتكتبْ رسالة " بو وليد يعرفكم " , : كل شي تمام نظفنا المكان سلطان : ماتقصرون , تصبحون على خير : واجبنا . . وخرجُوا رجال الأمن ومعهم المسعفينْ. سلطان ألتفت لناصر : كيفك الحين ؟ ناصر : تمام سلطان : أكيد ماراح تقدر تسوق !! بوصلك بطريقي ناصر : ماتقصر بس ماله داعي سلطان : وش دعوى !! بوصلك ولا فيها نقاش .. أخرج هاتفه ينتظر بوسعود , إلى الآن لم يصِلْ ضغط رقمه وسمعة نغمة هاتفه من جهةٍ أخرى .. ألتفت : وينك تأخرت بوسعود وعيناه تتأمل المكان وتسقط على ناصِر وبنبرةٍ متوتِرة : وين رتيل ؟ سلطان : تطمن مافيها الا كل خير .. وعز وناصر ماقصروا بوسعود أرتاح تطمَّن قليلا فالأهم الآن هي رتيل , أردف : مين ؟ سلطان : عمَّار و*بسخرية أردف* شكل اللي جابهم أغبياء انفضحوا بسهولة بوسعود بغضب : والله لا يدفع ثمن اللي سواه غالي سلطان : كلهم أنمسكوا وفيه اللي هربوا لكن مسكنا 5 وبكرا نبدأ تحقيقات معهم ومسألة وقت وينمسك عمَّار بوسعود : وين عزيز ؟ سلطان تذكَّر أمر المكتب : في بيته , *همس له* شكله شاف أوراق أو ملفات بمكتبك بوسعود بصمت سلطان بصوت واضح : على العموم بكرا نتفاهم بهالموضوع .. بوسعود وبه من الغضب مايجعله لايتحمل للإنتظار للغد : بعرف كيف تجرأوا يدخلون ؟ إذا دخلوا اليوم يعني يقدرون يدخلون بكرا وبعده سلطان : بنحط لك حرس محد يقدر يدخل إن شاء الله وأكيد هم قاصدين بس يهددونَّا بوسعود ويُطلق الشتائِم واللعنات ممتاليًا سلطان : بتخوف بناتك كذا ؟ خلاص بكرا نحل الموضوع من الساعة 6 أنا بالمكتب كذا تمام ؟ بوسعود تنهَّد : طيب .. سلطان : يالله مشينا ناصر بوسعود : أعذرني ناصر ماشكرتك ناصر : أفاا عليك بس ماسوينا شي .. وعساها ماتنعاد بوسعود : آمين .. بحفظ الرحمن خرج ناصر ومعه سلطان ....... كان الصمتْ مسيطر بينهم بالطريق , وقفوا عند الإشارة القريبة من قصِر بوسعود سلطان : كيف شغلك ؟ ناصر : ماشي حاله سلطان : مرتاح فيه ؟ ناصر : عادي ماتفرق سلطان : وماودِّك ترجع لشغلك القديم ؟ ناصر : في باريس ؟ لأ سلطان : هناك ممكن تترقى بسرعة وتمسك منصب حلو ناصر : بس أنا ماودي أسافر لبعيد سلطان : جلست سنين في باريس ماابالغ لو قلت أكثر من الرياض ناصِر أبتسم لذكرى باريس : بس الحين لأ سلطان : لو أحد كذب عليك بشيء والشي كبير يعني نقول لو كان عندك إجتماع مهم وفيه راح تترقى وكذب عليك شخص وقالك الإجتماع بكرا وهو اليوم !! وماحضرت ولأنك ماحضرت كانت نقطة سودا في مشوارك الوظيفي ؟ تغفر له أسفه ناصر ألتفت عليه بصدمة من سؤاله سلطان ويقترب قليلا من بيت ناصر : سؤال طرى في بالي ناصر : لآ بس أستغربته سلطان : بس بعرف أنك إنسان تسامح بسرعة أو لأ ناصر : لأ إذا كان متعمِّد ويشوفني مجتهد وأحاول أني أترقى ويجي واحد ويكون زي اللي يعيقني عن هالشي أكيد ماراح أغفر له لو يتأسف لي سنين سلطان أبتسم : وش دعوى !!! ناصر : أما إذا كان مايدري فهذا شي ثاني , الخامسة صباحًا لم ينام أحدًا .. رتيل رغم تعبها لم تغفى عينيها .. عينيها على السقف , في حالة من الخوف الشديد رغم أنها تعلم بأن هناك حرس تم تعيينهم وموجودين عند باب بيتهم لكن بدأت اوهامها تُخيِّل لها أشياء لم تراها ولأنها لم تنام فـ بسهولة جدًا أن تتخيل أشياء ليست موجودة و الأرق دائِما مايُضعف العقل و التفكير. دفنت وجهها في مخدتِها و يرن في إذنها " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك " كل شي حولها يصرخ بهذه الجملة. كانت تمنِّي نفسها بـ أنه يميل إليها أو حتى يشعر ببعض شعورها .. خيبة. قلة نومِها تشدُّ أعصابها و تجعلها غاضِبة حتى في حضرة الهدُوء. عينيها على السقف لا تستطيع النومْ , تلتفت على كُل شيء .. وتنتبه لأدق التفاصيِلْ .. ماذا لو أحدًا دخل من نافِذتها ؟ أرتعبت من هذه الفكرة .. دمُوعها سقطتْ .. خوفَها أو رُبما شيء آخر , تشعُر بأن همومًا تتراكم لا تستطيع البوح فيها أولها هذا المجهول. توَّد نفسها أن تُخبر رتيل لكن لن تفهمها رتيل هذا مايدُور في بالها أن رتيل لا تأخذ الأمور بجدية ورُبما تُخبر والدها .. أحيانًا أراها أهلٌ للثقة ولكن مرَّات أشعر بأن من السهولة تكشف الأسرار. عينيها تدُور على صوَرها تشعُر وكأنَّ عينًا ثالثة تراها , تتساقط دمُوعها كثيرًا .. بحاجة لحضن أحدهُمْ فقط لتبكِي عليه لن تتحدّث بشيء سوى البُكاء. على الكرسيْ جالِسًا يشغُل باله بناته , رتيل و عبير لا يرضى بأن يُمَّس شعرة مِنهم كيف بـ رجالٍ من الإرهابْ يعتدون على بيتهم ماذا لو كان عبدالعزيز و ناصر ليسوا هنا ؟ ماذا حدث ؟ تعوَّذ من شياطين أفكاره و من " لوَّ " رُغم حرصه الشديد إلا أن حرصه هذا لم يحميهم اليوم .. ليتني لم أترك رتيل ؟ كيف سمحت بأن تجلس لوحدها هُنا ؟ تفكيره مشتت ينتظر السادسة ليذهب لعمله لن يسمح بهذه الفوضى أن تحصل مرةً أُخرى في بيته. تارةً يُفكِّر بأن لو أحدًا ذو نسبٍ مُشرِّف يتقدم للزواج من عبير و رتيل حتى يطمأن عليهم ولكن لا يثق بأي رجلٌ بأن قادر على حماية بنات رُوحه. تقدَّم الكثير لعبير خاصةً وكان يرفض رُغم أنهم ذوي نسبٍ مُشرِّف و أخلاقٍ عالية لكن يُريد شخصًا يحميهم ؟ ولأنه رأى في حياته العجائِب أصبحت ثقته بمن حوله ضئيلة. في مجلسِه لم يصعد لها , و لم يأتِيه النومْ .. وقَّت المنبه على السادسة صباحًا .. رُبما ساعة تجدي بأن ينام , تفكيره مشتت .. يُفكر بأمن بلادِه يُفكِّر بعبدالعزيز يُفكِّر حتى بناصِر يُفكِّر بالجوهي .. يُفكِّر بهمومٍ كثيرة .. آخرُها الجُوهرة .. يعرف بأن كان قاسيًا جدا عليها اليومْ لكن جنَّ جنونه وهو يراها هكذا دُون أن تهمس له بحرفٍ يُطمئنه .. من حقه أن يسأل .. لكن ما هي فداحة ماأرتكبته حتى تقف حياتها عنده ؟ ما دخل وليد ؟ ماذا فعل تُركي و ريَّان لها ؟ لم الجميع غاضب منها ؟ لماذا أنظر في عيونهم بأنهم غير راضيين عنها ؟ ماذا فعلت لهم ؟ البُعد جيِّد لي و لها .. فلا طاقة لي بأن أستمع لهذا الصمت المُزعِج. شيءٌ ما يُخبره بأن الأمر متعلق بين وليد و بينها ؟ و لهذا ريَّان غاضب منها و تم فصخ الخطوبة بينهم و شيء آخر يُخبره بأن تركي يعلم عن شيء أرتكبته الجوهرة ولذلك هي تخاف أن يكشفها ؟ و شيء آخر يُخبرها بأن الجميع غاضب عليها لفعلٍ خاطىء أرتكبته بالماضي ؟ ما هذا الفعل ؟ مُتعب جدًا مستلقي على سريره و أطيافُ تتخذهُ مقامًا لتطُوف حوله .. ضحكاتٍ بين بكائهم .. كيف يضحكون من بكائهم ؟ أبتسم لرؤيتهم .. يعرف أنه وقعٌ من جنون لكن أريد هذا الجنون . . أرغب به ما دام الحقيقة مُوجعة. ضحك .. هل احد من قبل ضحك من قهره ؟ رُبما نضحك لأننا الحقيقة أوجعت قلوبنا لدرجة خُيِّلت لنا أنها " نُكتة " لا تُصدق أبدًا . . ضحكة تتحدَّث وشفاه تتقوّس وهي تُخبره " عزوزي يا روح غادة أنت لو تطلب عيوني بقولك أن العمى خيرة " إنحناءات مبسمه أستقامت يُرغب بالبكاء بشدة يرغب بمعانقتها .. قبحٌ على هذا القلب لا يحِّن أبدًا علي . . لماذا أصبحت دموعي تستصعي الخروج ؟ قبل فترة كانت تخرج بسهولة و الآن ماذا ؟ . . هل عُدت لحالتي السابقة ؟ ضحكةٍ على يمينه تتقوَّس بهمس " عزوز أخوي الأطخم أشتقت لك مررة مررة " مسك جانبي رأسه بكفوفه يُريد أن يخرج من خيالاتهم بدأت أصواتهم تتداخل عليه " أحبك " , " أشتقت لك " , " يمه عزيز أنتبه لصلاتِك " , " عزوز حبيبي أشتقت لك " , " عبدالعزيز ترانا ننتظرك " , " لا تتأخر " , " تدري أنك ماتستحي منتظرتك من الساعة 10 " , " باريس في غيبتك تنعاف " , " أشتقنا لك يا شين " , " ههههههههههههههههههههههه تدري أني أسبك من حبي لك " , " حبيبي عزوز أبعد عنهم " , " ماأحبهم كريهيين " , " يبون يقهرونك " , " تدري عاد أنك مستفز " , " أبعد عنهم " , " أشتقت لك " , " أشتقت لك " , " ننتظرك " بنبرةٍ مُتعبة " كافي .. خلااااص .. ياربـــــــــــــــــــــــــــي لم تغفى عينيها , لم يأتي إلى الآن .. يبدُو هذه المرة لن يحاول أن يغفر لي صمتي .. يبدُو الطلاق سهل جدًا على لسانه ولكن أنا ؟ . . عينا تُركي مازالت تتلصص عليّ تراني في كل جانب .. أشعر به بجانبي .. أشعر بالخيانة عندما أتذكره وأنا بين أحضانِك .. كيف له القدرة أن يقتحم تفكيري بهذه الصورة ؟ أريد الحياة بجانبك لكن الحياة لا تُريد ذلك . . أريد الحُب .. لكن الحُب لا يُريد . . أريد أن أبدأ حياة جديدة . . أريد أن أحب . . أريد أطفالا حولِي . . أريد أن أقول أنا أعيش .. لا أشعر سوى بإحتضار أنفاسي في كل مرةٍ أرى بِها تُركي واقفًا أمام قلبِي . . عقلي .. جسدي. سؤال سلطان اليومْ جعله يُفكِر كثيرًا , لم السؤال ؟ ماذا سيفيده إن عرف أنني متسامِح أم لأ ؟ أشعر بنبرة حديثه أراد أن يُوصل لي شي ولكن لم أفهمه . . ماهو الشي الذي سيزعجني ولن أسامح من أقترفه عليه ؟ الأكيد أنه ليس سُلطان ولكن رُبما أخبر سلطان عنِّي . . تفكيره تذبذب مع نبرة سلطان و سؤاله ؟ . . لا بُد أن شيءٌ يتعلق بالعمل ولكن لم أطمح بعملي بعد وفاة غادة بشيء .. لا شيء مُجرد كسب رزق لا غير , آآه يا غادة الحياة كئيبة يابسة حامضة لا تُستساغ من بعدِك ! . . أشتاق إليك أكثر من شيء آخر .. أشتاق لضحكاتنِنا .. لأيامنا . .لمواعيدنا .. للحظات الهرب من والدِك .. لحججنا بالتأخير . .تصرفاتك الطائشة كانت جميلة جدًا .. كُنت أحب الحياة .. " كنت احبني يوم كنتي قدام عيني تحبيني ". باريس – الرابعة فجرًا - أحدٌ ينهُش بقلبها تشعرُ بأفواهٍ تقتلع رُوحها , أحدًا يُناديها و آخرًا يُبكيها .. هل الأموات لهم أصواتْ أم ماذا ؟ أصواتُهم مُزعجة جدًا و نبراتِهم كأنها تعضُّ عينايْ لتُبكيني .. تعضُّها بشدة , كأنها فاكِهة يستلذُون بِها .. أشعُر وكأنني فاكِهة كاذِبة ذات شكلٍ مُغري و داخلهُا فاسِد .. أشعُر أنهم يقتربون مِنِّي ثم ينتقمُون لفسادِ داخلي .. هذا الفسادْ تكاثَر بِيْ من الوحِدة .. الوحدة تجعلُنِي فتاة سيئة ذات طباع حادة تبكِي على أتفه الأسبابْ , أنا أبكي من أثر جرحٍ قديم أجزم بأنه حدث من سنواتٍ مضت و أنتهت , أشعُر بإشتياق و حنين لأناس لا أعرفهم .. أشعُر بإشتياق لأماكن أجهلها . . لا أعرفها .. أرى بعض ملامحها الشاحبة ولا أستطيع تذكرها . . أنا أفتقدك يا أنت يا من أجهله وقلبي يعرفه جيدا. , التاسِعة صباحًا. يغلق الكبك في كمَّه متذمِّر منها كثيرًا مُهرة : أحكي مع جدار ؟ يوسف لا يرد عليها مُهرة : كلب يوسف : والله ياهو الكلب بيجي يخنقك الحين يخليك تقولين اللهم نسألك التوبة مُهرة : لأن الكلاب اللي زيِّك يسوون نفسهم مايسمعون يوسف : بس ماخبروك انه الكلاب مايفهمون لغة الحمير مُهرة بغضب وهي خلفه : كلمة وحدة جلسة هنا مع اهلك ماراح أجلس يُوسف : طيب أنقلعي في أي زفت مُهرة : ودني حايل كيف أروح يعني ؟ يوسف ألتفت عليها :أقطع نفسي ؟ كيف أوديك ؟ وين بيتهم أنتي حتى ماعمرك طبيتيها مُهرة : أنا أقدر أتصرف هناك يوسف : ماعندنا حريم يدوجون مُهرة تنهَّدت : يالله صبر أيوب يوسف : ويصبرني بعد . . وأرتدى شماغه وهو يعدِّل نسفته مُهرة : يعني وش أسوي أنا ؟ يوسف: اكلي تراب مُهرة عضت شفتيها : لا ياحبيبي ماأجلس أنا هنا وأنت تروح تنبسط يوسف بسخرية لاذعة : وش قلتي ؟ مُهرة : قلت ماراح أجلس هنا يوسف يمثِّل الهيام : لا قبلها فيه شي حرَّك قلبي و أحاسيسي مُهرة : يا عساه ماعاد ينبض ويريِّحني يوسف : اللهم أني أعوذ بك من دعوات الشياطين مُهرة : محد شيطان غيرك يوسف تنهَّد وأخيرًا تعطَّر وبإستلعان رش على عينيها مُهرة وتشعر بنار بين أهدابِها , غمضت عينيها وحذفت عليه علبة الساعة الثقيلة وأتت على بطنه يُوسف يقترب منها ليمسك كفوفها , فتحت عينيها .. ثبتها وظهرها مُلتصق بالجدار : أشوف إيدك يبيلها قص مُهرة بصقت عليه .. لتبتعد عنه يوسف أرتخت مسكته بتقرف وهو يمسح وجهه : أنا أوريك !! متعوَّدة على أسلوب عيال الشوارع يا بنت الـ... مسك نفسه من شتيمة لاذِعة قوية .. يابنت اللي مانيب قايل .. أتجه نحوها ولكن كانت ترمي عليه كل شيء قريبًا منها يوسف : أنا أعلمك كيف تتفلين عليّ !! مُهرة : أبعد عني وش تبي ؟ يُوسف ويمسكها من خصرها ليرفعها عن مستوى الأرض وهو يتجه بِها نحو السرير مُهرة ترفسه بكل الجهات تحاول أن تتخلص من قبضته يُوسف : أنا أخليك تمشين على الصراط مُهرة : يا كلب أبعد عنِّي والله لاأصارخ وأفضحك عند أهلك يوسفْ يُلصق ظهر مُهرة على السرير مُثبت كتفها حتى لا تتحرَّك .. وضع باطن كفَّه اليمنى على فمَّها حتى تصمتْ مُهرة عضَّت كفَّه بقوة جعلت يوسف يبعد يده عنها متألمْ .. دفّته بقوة وهي تقف بجانبه مُهرة بغضب : حقيييييييييييييييييييييير .. معفن ... كلببببببببببب .. وأكبر كلب بعد .. وركضت للحمام وأغلقته عليها يوسف نظر لوشم أسنانها بكفَّه : الكلبة قوية ... هيِّن يامُهرة حسابك قريب , على الفطُورْ , شاحبة ملامِحها لم تنامْ جيدًا. أم رؤى : مانمتي كويِّس ؟ رؤى : كنت أفكِّر أم رؤى : بوشو ؟ رؤى : معقولة ماعندي عم ؟ خال ؟ أي أحد أم رؤى تنهَّدت : رجعنا لهالموضوع ؟ رؤى برجاء كبير : يمه تكفين قولي لي عن أحد فيهم ؟ أم رؤى ألتزمت الصمت رؤى ببكاء : طيب وريني صورته بس صورته يمه تكفين أم رؤى لا تُريد أن تضعف أمام دمُوعها , شتت نظراتها رؤى : بس صورتهم ؟ بس أشوفه تكفين يمه ... بشوف أبوي ؟ طيب أخوي ؟ طيب غادة أبغى أشوفها أم رؤى وأهدابها ترتجفْ رؤى : تكفين يمه .. الله يخليك .. يممه أشتقت لهم ... تكفييين بس ابي أشوف من هم اللي أشتقت لهم ؟ بس أبغى أشوفهم لو دقايق أكملت ببكاء المقهور : طيب خلاص وريني بس أبوي ... يمه بس أبوي .. تكفين لا ترديني ... بس أبوي .. أم رؤى : طيب .. وتوجهت لـ غرفتها رؤى تمسح دمُوعها بأصابعها الباردة , و مسحَها لدمُوعها كـ من يُنظفْ أرضًا و الغبارْ يعصفُ بها .. تمسحُ من جهةٍ ودموعها تسقط من جهةٍ أخرى .. عيناها تفيض الآن .. نبضاتها تتسارع سترى والدها .. وقفت وأتجهت لغرفة والدتها وكانت قد أخرجت الصورة .. مدَّتها لرؤى رؤى مسكتها بأصابعٍ مرتجفة لا تكاد تثبت الصورة بين كفوفها .. دمُوعها تستقر على هذه الملامح .. وقفت على ركبتيها لا تستطيع الوقوف بثباتْ ودمُوعها تنهار كـ مطرٍ من بعد جفافْ. أم رؤى واقفة بجانبها .. تنظر إليها بعينٍ مكسورة. رؤى بنبرة أختنقت جدًا : يممممه . . . ماهو أبوي أم رؤى جلست بجانبها : تعوَّذي من الشيطان رؤى تسقط الصورة من كفوفها وهي تضمُ نفسها : لآ ماهو أبوي .. ماهو أبوي .. وبجنون تردد . . ماهو أبوي . .ماهو أبوي أم رؤى بصدمة تنظر إليها يُقبِّل خدها : هالمرة سماح . . ماهو كل مرة تطلعين مع المجنون ذا بضحكةٍ يُردف : بس عشان كذا ؟ همسة على طاولة الطعام : والله خوفي بكرا تتبرين مننا عنده يُعانقها وبهمساتٍ بيضاء يوصيها على نفسِها فتحت عينيها على والدتها : ماهو أبوي ؟؟ مستحيل أم رؤى : ليه مستحيل ؟ رؤى أنهارت غير مصدقة , وبأحاديث لم تفهم منها شيء والدتها : ضمني أكثر .. ليتك مارحت .. يبهههه ..أبييييك أم رؤى تقترب منها ولكن رؤى تصدِّها : اللي تسوينه في نفسك حرام رؤى : ردُّوا لي أبوي .. ردوه لي .. ردوا قلبي اللي خذاه .. ردوووووووووووه أم رؤى : بسم الله عليك من همزات الشيطان وأعوذ بك من أن يحضرون رؤى تبكِي دماء .. دماء بيضاء .. دماء الشوق .. الحنين . .بعض من الذِكرى تقتل عقلها .. تجعل الصداع ينهش بِه .. ولكن هذا الألم جميل جدًا إن كان سيذكرنِي بوالدِيْ .. أريده .. أريد أن أعانقه .. أشعر به .. أشعر بأنفاسه .. أشعر بأن قلبه مازال بخير .. لماذا كل هذا ؟ لماذا الكذب ؟ لماذا لا يريدون لي الحياة ؟ لا أتكيف مع حياة المنفى ؟ لا أعرف كيف أتكيف ؟ ولا أريد أن أتكيَّف ؟ أريد فقط أبي . . أريده بشدة الآن وأن يحضر .. أريد أن أبصر إبتسامته رؤى : أشتقت له .. وحشني .. وحشتنيييي .... يبهههه .... آآآآآآه .. آآآآه والدتها بكت مع " الآآآه " الموجعة التي نطقت بِها .. بكت ليس بيدها حيلة رؤى تغطي وجهها بكفوفها وتبكِي كالأطفال : جيبوا لي أبوي .. جيبوه لي .. بضحكةٍ مُغلفة بالفرح ولا شي غير الفرحْ , عينين حادة سمراء البشرة أهواه و أنا والله أهوى والدِي , أردف بصوتٍ أضعتُ بِه قلبي : يا هنى ناصِر فيكْ رؤى أبعدت كفوفها عن وجهها ودموعها تبلل قميصها و تنتثر على الأرض , همست بوجع : ناصر .. مين ناصر ؟ أم رؤى : يمه خلاص يكفي لا تتعبين نفسك وتتعبيني رؤى بآآهات وصرخة مقهورة خرجتْ من باطن قلبها الضائِع : جيبوو لي أبوي .. جيبووه لي .. جيبوووه .. يممه تكفييين تكفييييين سوّ اللي تبينه فيني بس جيبي لي أبوي أم رؤى : ما بإيدي شي رؤى وتنظر لوالدتها بعينين تلمع بدموعها : طيب ناصر ؟ أم رؤى ببكاء : مقدر رؤى و تنهارُ أكثر : ناصر زوجي صح ؟ هو زوجي ؟ أم رؤى : إيه زوجك يا يمه بس خلاص راح رؤى : كنت أحبه ؟ طيب جاوبيني قولي لي كنت أحبه كثير ولا لأ ؟ أم رؤى : تحبينه يا روحي رؤى : كان يحبني ؟ أم رؤى : إيه رؤى أخفضت رأسها و الدموع تكتسيها : ناااااااااااااااصر .. آآآآآه .. يا يمه قلبي ضاع بينهم ؟ قولي لي بس مين أنا ؟ توجع جدًا أن يجهل الشخص نفسه , أم رؤى لا رد لديها رؤى : الله يرحمه ويغفر له .. ليتني أتذكر وجهه ياربي ليتني أتذكره .. يمه أنا أشتقت لهم بس ماأعرفهم .. ماأعرفهم .. أشتقت لأبوي .. أشتقت له كثيييرْ أم رؤى : الله يرحمه رؤى تنظر في عين والدتها : أحيانا حتى أنتي ماأعرفك ؟ ماأحس أنك أمي ؟ أنا أحبك بس حتى انتي أجهلك أم رؤى : هذا من الشيطان ياقلبي .. تعوذي من الشيطان رؤى تمتمت بجنون : ناصر .. وين ناصر الحين ؟ .. أبغاااه .. أبغاه يمه ... *وبصرخة مبكية ترتجي* .. نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاصر يُتبع تقيأ كثيرًا هذا الصباح , يشعر بأن بلعومِه انجرح و يتقيأ الدماء فقط , قلبه يضيق به , قلبه الذي بحجم الكف ضيق جدًا , غادة تحضر في باله الآن .. تحضر بقوة .. نظر لنفسه بالمرآة .. عينيه متورمة , شفتيه جرحُها واضِح جدًا , ملامحه شاحِبة , لم يكُن بهذه الصورة أبد في حياة غادة , لم يكن هذا الشحوب موجودًا , كان كل من حوله يفيضُ بالحياة , بلل وجهه وهو يمسحه .. أرتمى على السرير .... أغمض عينيه .. مبتسمًا لطيف الذكرى القريب من قلبه الآن .. رُغم هذه الذكرى إلا أن هُناك شيئًا آخر يتألمُ منه قلبه .. ضاقت بعينيه من هذا الألم . . مازال مُبتسمًا لا يُريد تفويت ذكرى تمُّر بِها أسفل ثلُوج باريسْ , في إحدى المقاعِد على الرصيف المغطى من الأعلى غادة : أيوا وش بعد ؟ رحت " كَـانْ " مع عزوز وهدول جلسنا يوم ورجعنا ناصِر : أسبوع غبت عنك ودوجتي لين قلتي بس غادة : هههههههههههههههههههههههههههه وش أسوي الدراسة وقضينا ! وعزوز كان مآخذ إجازة ناصر : طيب أسأليني وش سويت بالرياض ؟ غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش سويت بالرياض ؟ ناصر : ولا شيء غادة تداعب أنفه بأنفها : معقولة ولا شيء ناصر : تقريبًا ما فيه شي يذكر غادة : ولا شي حتى لو تافه ناصر : هههههههههههههههههههههه كئيبة جدا الرياض غادة رفعت كلتا رجليها على الكرسِيْ لتُلصق ظهرها بـ كتف ناصرْ أما ناصِر فـ ألتفت حتى تضع ظهرها على صدره ويغرق في شعرها ناصر : أبوك يدري أنك طالعة ؟ غادة : لأ هههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له بروح أشتري كتاب وأجي .. وإن رجعت بقوله أني شفتك ناصر يُقبل خدَّها البارِد : المشكلة ماراح تطيح الا على راسي غادة : لآ أنا بقوله أنك ماتدري ناصر : أبد أبوك يصدقك غادة ضحكت وهي تلتفتْ عليه : مايصدقك أنت بس يصدقني ناصِر يُباغتها بـ قُبلة : تدرين أني أشتقت لك غادة بخجل : وتدري أني أحبك ناصِر يُقرِّبها أكثرْ مِنه , لا يفصِل بينهُم شيء .. قلبها يلتصِقْ بقلبه .. و أحاديثْ تجرِي من نوع آخر .. بعضٌ من الحُبْ يتسلل مِن شفتيها له .. والبعضْ الآخر يتشبثْ بقلبِها .. هيْ أجمل من رأت عينيّ .. هي أولْ الحُبْ و هي آخره .. هي الحياة و بعدها الأرضِ لا تُطيقْ أن أسير عليها وحيدًا .. لا تطيق أبدًا .. تُريدني معك دائِما .. حتى أنها تلعنِي دائِما وتبرزُ أشواكها في وجهيْ .. أنا أحبك. قاطعهمْ : ياسلام على المناظر الإباحية غادة تزم شفتيها وهي تشتت نظراتها بإحراجٍ شديد عبدالعزيز : يعني منتظريني !! وعارفين أني بجي وقدام الناس بعد !! صدق اللي اختشوا ماتوا ناصِر أبتسم بحرج : شلونك ؟ عبدالعزيز : وش شلونك ؟ لحظة بستوعب أنها غادة غادة وتوَّد أن الأرض تدفنها الآن عبدالعزيز ويمثِّل الغضب : ماعاد تشوفك فاهم !! ولا قدام العالم والناس , مرة مفتخرين باللي تسوونه ماشاء الله ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماهو قدام الناس إلا اللي يدققون عاد زيِّك وعندهم طول نظر يشوفنا عبدالعزيز : وبعد تضحك !! لا جد ماني مصدق ! يخي أستح على وجهك مابقى على عرسكم شي لاحق غادة وتفجَّرت بالحُمرة عبدالعزيز غمز لناصِر و أردف : وأنتي ماتستحين صدق غادة أتكلم ذا يخربك وأنتي معاه بالخراب ؟ فرضًا ماتم الزواج وش تبين الناس يقولون عنَّا ماعرف يربي أخته .. صدق مافيه عرب بس على الأقل أحسبي حساب الفرنسيين اللي يشوفونكم غادة وهي تنظر للأسفل : طيب عبدالعزيز : وش طيب ؟ جد أنصدمت والمشكلة شكيت في نفسي قلت معقولة ذي غادة ونويصر الكلب ؟ لا صدق هالمرة ماهو من أبوي مني أنا مافيه طلعة مع راس هالخراب ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههه .. ويضع ذراعه على كفوف غادة .. زوجتي وكيفي عبدالعزيز : كيفك إن شاء الله لا صار العرس بس الحين هي تحت أمرنا وأبوي ولي أمرها وأكيد ماراح يرضى .. آخخ لو أبوي شايفكم وش ممكن يسوي ؟ يعني بتخيَّل أنه بيعلقك على هالعمود وبيجرّ غادة من شعرها يخليها تلعن الساعة اللي شافتك فيها غادة من الإحراج الشديد بدأت عينيها تنبأ بالدموع عبدالعزيز عندما رأى دموعها انفجر بالضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص خلاص نمزح .. بس عاد لا تمصخونها ندري أنكم متزوجين بس كذا تفتنون العزابية اللي زيَّنا غادة تمسح دموعها ورغم مسحها إلا أنها تسقط دون توقف ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الحين وش يسكتها !! غادة دفته بغضب عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه ههههه وبعدين أحترموا الذوق العام مايصير كذا قدام الرايح والجاي !! ناصر : مسكَّر المكان ماتشوف الطريق فاضي إلا من الكلاب اللي زيِّك عبدالعزيز : أنا كلب يا حقير . . غادة خلينا نروح ههههههههههههههههههههههههههه غادة مازالت تبكِي وجسدها بأكمله محمَّر عبدالعزيز يسحبها ليضع رأسها على صدره : يختي أمزح بس صدق منظركم ماهو حلو بس يالله ملعيش وش نسوي بعد ؟ أحيانا الرغبة أقوى *أردف كلمته الأخيرة بإستهزاء شديد في ناصر* ناصر : أشوف فيك يوم يا ولد سلطان فتح عينيه المحمَّرة .. تسقطُ منه خيباته مِن هذه الدُنيا , الأرض تبكيه كيف أنه وحيدًا .. و آآه من الحنين .. ينهشُ بجسده .. يقتلع مِنه الفرح بشدة .. لا فرح يستحق دُونها . . أشتاق لك يا نظر ناصر. , بمكتبه و أمامه عبدالعزيز بوسعود : ترجع تنام واضح التعب من عيونك عبدالعزيز : مافيني الا العافية بوسعود : أي عافية شايف وجهك كيف أصفر عبدالعزيز ألتزم الصمتْ بوسعود : سلطان تأخر .. أخذ جواله يتصل عليه .. لا مُجيب .. تنهَّد وهو يتصل على الجوهرةْ جالسة على طرف السريرْ تنتظره يأتي .. لم يأتِي من أمس .. نبضاتُ قلبها ليستْ بخيرْ .. تشعُر بالضياع في غيابه .. بالحُزن .. رُغم حزنها منه إلا أنها تحزن عليه وعلى حديثه أكثر .. رغم أنها تضايقت منه ولكن الآن تريد أن تطمئن عليه .. لا يستحقها أنا أعلم أنني لا أستحقه لكن .. ماذا أفعل كي أرتاح و يرتاح ؟ مسكت جوالها الذي يضج بنغمته , رأت إسم عمَّها .. أنقبض قلبها من الخوف ؟ رُبما خبرٌ سيء , بصوت مُرتبك : ألو بوسعود : صباح الخير الجوهرة : صباح النور بوسعود : شلونك ؟ الجوهرة : بخير الحمدلله عساك بخير بوسعود : الحمدلله , الله يرضى لي عليك صحي لي سلطان شكل راحت عليه نومة الجوهرة توتَّرت , نبضاتها تتسارع بشدة بوسعود : دقيت عليه بس مايرد الجوهرة بصوت جاهدت أن تُضبطه دُون ربكة : إن شاء الله بوسعود : بحفظ الرحمن الجوهرة : فمان الكريم .. أغلقته .. أين سلطان الآن ؟ .. نزلت للأسفل وكانت أمامها عائشة : شفتي سلطان ؟ عائشة : إيه فيه نوم بمجلس الجوهرة تنهَّدت براحة .. تقدمت للمجلس وكان بارد جدًا والتكييف على أعلى مايمكنْ .. نظرت إليه مستلقي و بجانبه هاتفه ومفاتيحه .. جلست بقربه .. تأملته لأول مرة تتأمل تفاصيله وأدق تفاصيله دون أن ترمش عيناها أو تشتتها بعيدًا عنه. بعد دقائِق طويلة وعينيها تحكي الكثيرْ نظرت لهاتفه ويبدُو أنه على الوضع الصامتْ .. بهدُوء : سلطان لا مُجيب .. يبدُو صوتها جدا هادىء وضعت باطن كفَّها على خده البارِد جدًا .. لو أنها تنطق بكل ما ركنتهُ في صدرها من سنين .. لو أنها , رجفت كفوفها من خدِّه وأبعدتها فتح عينيه بتعبْ , معقِّدًا حاجبيه . . أنتقلت أنظاره لـ عينيّ الجوهرة , تنهَّد وجسده مُتعب من النوم على الأرض , يشعر بأن ظهره كُسِر الآن من وضعية نومه. الجوهرة برجفة : أتصل عمي وقال أنك ماترد على جوالك جلس و هو ينظر لهاتفه وصُعق من الساعة القريبة من العاشِرة صباحًا الجوهرة : ليه مانمت فوق ؟ سلطان تجاهلها تماما وهو يأخذ أغراضه ويقفْ الجوهرة : طيب كان طمنتني سلطان ألتفت عليها وهو يخرج : أطمنك على أيش ؟ الجوهرة أرتبكت و دموعها ترتجف على رمشِها : خفت أنك ماجيتْ , ماكنت أدري أنك هنا جلست لين الصبح أحاتيك سلطان : شكرا على الإهتمام بس ماني بحاجته .. وصعد للأعلى الجوهرة وسقطت دمُوعها أمام حديثه , بكت بضعفْ , بإحتياج , بحُب .. دخلت عائشة لتنظف المجلس وتجمدت في مكانها أمام بكاء الجوهرة الذي يُشبه تماما سعاد بنظرها. الجوهرة مسحت دموعها وأنسحبت بهدُوء لتصعد للأعلى .. دخلت الجناح بخطواتْ ضعيفة , سمعت صوت الماء .. لا تكُن مثلهم .. " لا تقسى عليّ " بجهةٍ أخرىَ بوسعود : لين تخف عينك بعدين تروح له عشان مايشك عبدالعزيز : إيه أكيد بوسعود مسك هاتفه وأتصل على رتيل الذي رآها الصباح لم تنام بعد , أراد أن يطمئن , أتاها صوتها المُتعب : هلا بوسعود : مانمتي ؟ رتيل : ماجاني نوم بوسعود : حبيبتي ريحي بالك مافيه شي وحطيت حرس عند الباب رتيل : ماني خايفة بس أنا أصلا ماجاني نوم بوسعود : ماينفع كذا !! صار لك يومين مانمتي كويِّس بعدين راح تهلوسين .. يالله نامي رتيل : متى بترجع ؟ بوسعود وتأكد أنها خائفة : برجع بدري إن شاء الله عبدالعزيز ويسرح بنبرة بوسعود الخائفة المهتمة على إبنته الذي يجهلها رُبما عبير أو رتيل .. يُشبه والده حين يتصِّل عليه .. أشتاق كثيرًا لإتصالات والديه التي يكُن القصد منها فقط سماع صوته والإطمئنان. بوسعود : رتيل عبدالعزيز رفع عينه مرةً أخرى على بوسعود رتيل : طيب بحاول أنام بوسعود : أرجع ألقاك نايمة ولا تخافينْ رتيل تنظر للباب الذي بدآ ينفتح , أخذت شهيق وتوقفت بوسعود بنبرة خوف : رتيل ؟ رتيييييييييييل ؟ رتيل : خلاص يبه أكلمك بعدين بوسعود : وش صاير ؟ رتيل تبكي : مافيه شي بوسعود : لاتخوفيني قولي لي وشو عبدالعزيز المنجذب ويستمع لكلمات بوسعودْ سحبت من كفَّها الهاتف : يبه بوسعود : وش فيها ؟ عبير : دخلت عليها وشكلها خافت .. أهتم بشغلك ياروحي ولاتشيل همّنا بوسعود وبراكين من الغضب تثور في داخله كيف أنه بناته يعيشان بهذا الخوف لأجل حمقى سيُفجِّر بهم من غضبه وبنبرة حاول أن تكون هادئة ولكن أتت حادة : أتصلي علي لا صار شي .. عبير : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن .. وأغلقتهْ عبدالعزيز : صاير فيها شي ؟ .. أنتبه لسؤاله .. قصدي يعني عسى ماشَّر ؟ بوسعود : خايفيين عبدالعزيز : دام سلطان ماجاء إلى الآن خلَّه يجيك في بيتك وأتفقوا هناك بوسعود : ماينفع فيه أوراق هنا وبنروح نحقق معهم بنفسنا بجهةٍ أخرى , عبير : خلاص أهدي لو أدري كان دقيت الباب بس حسبتك نايمة رتيل ببكاء مُنهارة فعليًا عبير : يابعد عُمري خلاص يكفي بكي رتيل وترتمي لصدر عبير لتُعانقها بشدة .. تبكِي وتجهش ببكائِها .. مُتعبة جدًا متعبة. في أطرافِ ليلٍ جديدْ , سلطان : لأنه جبان هرب .. بس بلغناهم إن شاء الله يمسكونه بأقرب وقت بوسعود وقبضة كفِّه محمَّرة بعد أن ضربْ بِها أحد الممسوكينْ وهو يلفظ إسم بناتِه سلطان تنهَّد بإرهاق وهو يسند ظهره على الكرسي : صار شي من الجوهي ؟ عبدالعزيز الذي يُحرك هاتفه ومفتاح سيارته على الطاولة كالشطرنج : لأ سلطان ويتأمل ملامح عبدالعزيز وهو يُسلي نفسه , أردف : شكلك مو نايم كويِّس ؟ عبدالعزيز رفع عينه عليه : ماجاني نوم بوسعود : محد جاه نوم سلطان بإبتسامة : أنا قدرت أنام بوسعود ضحك بعد يومٍ كان مشدود الأعصاب : عاد أنت حالة شاذة سلطان : بس والله ما ارتحت .. ومن تعبه نسي أن عبدالعزيز بجانبه .. مدري وش أسوي فيه ؟ بوسعود : مين ؟ سلطان كان سيلفظ الإسم ولكن أنتبه لوجود عبدالعزيز عبدالعزيز وعينه عليه , وقف : عن إذنكم سلطان : لآ تعال عبدالعزيز ألتفت عليه سلطان : أجلس مافيه شي نخبيه عنك .. كنت أقصد الجوهي عبدالعزيز جلس ويشرب من قاروة المياه وهو الآخر مرهق .. الجميع أُرهق من هذه الأجواء. بوسعود وقف : أنا برجع البيت .. وأنت سلطان لا تلهي نفسك هنا وتهمل بيتك ... سلطان ويسخر في داخله " الله والبيت " , أردف : ولا يهمِّك بوسعود خرج تاركهُمْ دار الصمت بينهمْ لدقائِق طويلة حتى كسره سلطان : ماقلت لي وش سويت مع الجوهي ذاك اليوم ؟ عبدالعزيز تذكَّر : إيه صح .. قال أنه يبغى يتوِّهكم سلطان وثبت في جلسته ينظر إليه بجدية : وش قال بالضبط ؟ عبدالعزيز : أنه راح تكون الصفقة بباريس بس هي بالحقيقة بتكون بروسيا بس عشان تروحون هناك ويضيع وقتكم وهو يكون أصلا منتهي وخالص ويمكن يكون راجع السعودية سلطان : عبدالعزيز تعرف وش ودي فيه الحين ؟ عبدالعزيز بعفوية : وشو سلطان : أخنقك وأعلقك على هالمروحة !! توِّك تحكي عبدالعزيز : طيب وش أسوي ماجت الفرصة سلطان : يعني الحين بتكون في روسيا عبدالعزيز : إيه بموسكو هذا آخر شي قاله لي سلطان : وجاب طاريك ؟ عبدالعزيز :إيه ماعنده غير عبدالعزيز العيد سلطان : ماراح يقدر يشِّك فيك وموضوعك نتصرف فيه نقوله أنه مات وينساك عبدالعزيز : مات ؟ سلطان : مافيه غير كذا عشان يصرف نظره عنك عبدالعزيز وذكر الموت له هيبة في داخله سلطان : الله يطوِّل بعمرك .. مجرد كذبة عشان يبعد عنك عبدالعزيز : طيبْ سلطان وينظر من الزجاج كيف أنه الهدُوء يسكن هذه اللحظات : خلنا نمشي .. وقف عبدالعزيز سحب جواله و مفتاحه و ذهب معه سلطان يقفل مكتبه جيدًا ويضع المفتاح في جيبه أمام أنظار عبدالعزيز , هيفاء : وش فيك هادية اليوم بقوة ؟ نجلاء بحدة : وش تبيني أحكي فيه ؟ هيفاء : بسم الله طيب أسكتي عساك ماتكلمتي ريم ضحكت وأردفت : يالله مابقى شي ويجينا عبود نجلاء وأرتخت ملامحها المشدودة مع هذا الطاريْ ريم : إحباط لو تجي بنت هيفاء : صدق إذا كانت بنت وش تبون تسمونها ؟ نجلاء : مافكَّرنا , أنا أحسه ولد ريم : اللي يجي من الله حياه بنت ولا ولد دخل منصُور : سلام : وعليكم السلام جلس بجانب نجلاء ريم سكبت له من القهوة : وينك صاير ماتنشاف ؟ منصور : دخلت أنا ويوسف نادي نجلاء ألتفتت عليه : ليه ماقلت لي ؟ منصور : عادي ماهو مهم نجلاء تجاهلت أمر هيفاء وريم : صاير ماتقولي ولا شيء منصور : طيب هذا أنتي عرفتي هيفاء تحاول قطع هذا النقاش : طيب وين يوسف ؟ منصور : راح الإستراحة نجلاء بغضب تركتهم وصعدت للأعلى ريم : لا تآخذ في خاطرك بس نفسية الحامل أكيد بتكون زفتْ هيفاء : ماشاء الله مجربة ريم : شي بديهي أصلا بس طبعا الدروج اللي زيِّك مايعرفون هالشي منصُور تنهد ووضع الفنجان على الطاولة وصعد للأعلى .. , دخل وعندما رأته أنزلت بلوزتها التي كانت ستنزعها منصور بإستغراب من تصرفها رفع حاجبه : وش صاير لك ؟ نجلاء : ولا شي منصور : لا فيه شي ؟ نجلاء بعصبية : قلت ولا شي يا منصور منصور يقترب منها وبنبرة هادئة : يا روحي أكيد ماني راضي على تصرفاتها معك بس وش أسوي ؟ تبيني أروح أضربها يعني ؟ وأكيد يوسف بيزعل لو عرف ويكفيه اللي فيه نجلاء ملتزمة الصمتْ منصور : ماله داعي تعصبين على كل شي , والنادي قبل 4 أيام يمكن مدري 5 سجلنا فيه نجلاء وفعلا غاضبة وملامحها تبيِّن ذلك منصُور يحوي وجهها بكفوفه : معصبة على أيش ؟ خلاص أهدي نجلاء بكتْ وبعصبية أنفجرت :لأني ماني طايقة هالوضع .. خلاص أبغى أرتاح .. مليت جد مليت يعني من وين ألقاها أنا ؟ تعبت ونفسيتي تعبت .. ماأبغى أجلس هنا وهي تكون موجودة منصُور : طيب نجلاء بغضب : يعني أنا معصبة وحارقة دمي وتقولي طيب !! منصور : وش تبيني أقولك ؟ نجلا بالعقل نجلاء : تعرف شي ودِّني بيت أهلي ما أطيق أجلس هنا أكثر منصور أبتعد عنها نجلاء وتشعُر بآلام أسفل بطنِها , تشنجات كثيرة .. يبدو عصبيتها أثرت , نصحتها الدكتورة بأن تبعد عن كل مايغضبها ولكنها لم تستمع إليها جلست على الكنبة وهي موجوعة منصور ألتفت عليها وأنتبه لملامحها الواضح أنها تتألم : نجلاا نجلاء تبكي من الألم : آآآه منصور وفعلا لا يعرف بهذه الأمور , : طيب أوديك المستشفى ؟ نجلاء : لآ .. عضت شفتيها بقوة حتى لاتصرخ ومع عضَّتِها نزفت شفتها منصُور بتوتر : أنادي لك أمي .. نجلاء ردي علي نجلاء : ألم ويروح منصور تنَّح : بتولدين ؟ نجلاء وصوتها يتقطع : لآ توّني مادخلت الثامن منصور ويجلس على ركبتيه أمامها و لا يعرفْ أن يُدبر أمرها : طيب كيف يروح الألم ؟ نجلاء ولا تستطيع أن تنطق حرفًا آخر من الألم دقائق طويلة تمر بصمتِهم وتأوهات نجلاء و منصُور لا يعرف يتصرفْ بمثل هذه الأمور جيدًا منصور : بنادي أمي .. وقف نجلاء : خلاااااص منصور ويجلس بجانبها مرة أخرى وبعضٍ من الخوف والرهبة تنتابه , يبقى الطفل الأول ذو طابع خاص : راح ؟ نجلاء وأنفاسها تتصاعَد براحة , بدأ الألم يخفْ منصور : متى موعدك الجاي ؟ نجلاء : بعد أسبوع منصور : قولي لها تعطيك مسكن ولا شي !! نجلاء بقهر : لأنك عصبتني منصور : أنا ؟ نجلاء ببكاء : ياربي أنا غبية منصور : مافهمت !! نجلاء : هي قالت لي أنه حملي حساس ومفروض مأاعصب وأرتاح منصور : طيب خلاص أهدي الحين لا تقهرين نفسك .. وبلحظاتٍ سريعة حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير .. الحين ناميْ نجلاء وعينيها تنظر إليه بتمعُّن منصور أبتسم على نظراتها الطفولية .. أنحنى ليُقبل جبينها : بجلس تحت شوي لين يجيني النوم .. تصبحين على خيرْ نجلاء : وأنت من أهله , بوسعود يقرأ على رتيلْ , سيمر يومٌ ثالث ولم تنام جيدًا , النوم نعمة وقلة من يُبصر هذه النعمة , من لا ينام تُهاجمة هلوسة وظنون سيئة و رُبما يتخيل أشياء لا وجود لها بالحقيقة .. غير العقل الذي سيضعف شيئًا فشيئًا ونبضات قلبٍ غير منتظمة .. , أردف أخيرًا : بسم الذي لا يضر مع إسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .. حبيبتي خلاص نامي رتيل وأنظارها على السقف , مازالت تشعُر بحدة نبرة عبدالعزيز وهو يُخبرها " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك " بوسعود : أنا بنام عندك اليوم لاتخافين عبير دخلت من خلفهم ومدّت كآس الماء لوالدها بوسعود : لايكون بتسهرين بعد ؟ عبير : لآ بنام الحين بس جيت أتطمن عليكم بوسعود : نوم العوافي يارب عبير الله يعافيك بوسعود يشربْ من كآس الماء قليلا ويضعه على الطاولة : رتيل إلى متى ؟ ماهو زين .. وأفكار تقوده بأن يُعطيها حبة منوِّم فهذا الحل الأخير أمامه .. رتيل عادت للبُكاء بوسعود : بسم الله عليك .. الله يلعنهم واحد واحد .. بدأ الغضب يعتريه مجددا كيف أنهم سلبوا الراحة من بيته !! رتيل تبكِي بشدة و تنظر لأعينٍ أخرى .. أعين من قتله ناصِر بوسعود : لاحول ولا قوة الا بالله ... سحبها لصدره لتبكِي بشدة عليه وهي تحفر أصابعها به .. تخاف أن تبعد عنه بوسعود مُتأكد بأن أحدهم تحرش بِها على الرغم من أن عبدالعزيز أخبره بعكس ذلك بوسعود : وش سوو لك ؟ رتيل وتجهش ببكائِها بوسعود : خايفة من وشو ؟ رتيل : محد بوسعود : طيب أهدي .. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه , باريس , في شقتها التي تُشاركها مع أخرَى , يبدُو الوضع كئيب جدًا , كل حماسها أختفى .. حبَّت أن تفتح حوار : وش رايك نتمشى برا بما أنه الجو حلو ؟ ضيّ : لا خلينا هنا أفنان : طفشت مرة مافيه شي نسويه هنا ضيّ : سولفي لي عنك أفنان أبتسمت : ماأعرف أسولف عن نفسي ضي : عن أهلك أي شي ؟ أفنان : أنا أصغرهم فيه الجوهرة أكبر مني ومتزوجة و ريان بيتزوج قريب ضي : الله يحفظهم ويخليهم يارب أفنان : آمين وأنتي ؟ ضي : بصراحة يعني ماهو مرة متحمسة لهالدورة بس عشان أنشغل فيها وعشان زوجي أفنان : متزوجة ؟ ضي : بس بدون لا أحد يعرف أفنان شهقت ضي : وش فيك ؟ أفنان بحرج : لآ يعني قصدي .. أقصد يعني صغيرة ضي : هو عنده ظروف وعشان كذا مايقدر بهالفترة فلما جتني هالدورة هو وافق أفنان بعفوية : زوجك كبير ؟ ضي أبتسمت : ليه ؟ أفنان : مدري بس أحس اللي يتزوجون بالسر دايم كبار ضي : إيه وعنده بنات أفنان شهقت مرة أخرى ضي : الشرع حلل 4 أفنان : وبناته كبار ؟ يعني كبير ؟ ضي : أنا أحبه وهذا يكفي , كانت تنتظره يأتي , ومع تأخيره .. أتجهت لمكتبه , طرقت الباب .. دخلت ورفع عينه عليها الجوهرة تتشابك أصابعها فيما بعضها : مطوِّل ؟ سلطان : ليه ؟ الجوهرة بربكة : أبغى أقولك موضوع سلطان : ماني فاضي الجوهرة زمت شفتيها لا تُريد أن تبكي أمامه ولكنه يقسو عليها كثيرًا سلطان : لو سمحتي .. وأخفض نظره على أوراقه الجوهرة : ليه تعاملني كذا ؟ سلطان : لأن أنتي تبين كذا الجوهرة بكتْ , ومع دموعها ترتجف حروفها : طيب أنا آسفة سلطان : أسفك مايفيدني بشيء الجوهرة : سلطان سلطان بحدة يرفع عينه: نعم الجوهرة ببكاء طفلة : لا تقسى عليّ سلطان لا يُريد أن يحن عليها ولكن تُرغمه : طيب الجوهرة : بس شوي أترك هالأوراق سلطان : ماعندي وقت الجوهرة : عشاني ؟ سلطان : ولا عشانك الجوهرة وتحس بالإهانة الآن سلطان : سكري الباب وراك الجوهرة وإهانةٌ أخرى .. وقفت تنظر إليه : ليه تسوي فيني كذا ؟ أنت بعد ماقلت لي عن سعاد وسكت ماقلت شي ليه تعاقبني الحين سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه . . أنتهى موعُدنا - الخميس- إن شاء الله لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه " لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ () بحفظ الرحمنْ. |
|
|
07-04-2020, 04:06 PM | #35 |
رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش ! البارت ( 31 ) ألا يا غِيابي .. أنـا فيكَ حاضِـرْ ! أُكابِـرُ ؟ كلاّ .. أنَـا الكبرياءْ ! أنَـا توأَمُ الشّمسِ أغـدو و أُ مسـي بغيرِ انتِهـاءْ ! ولي ضَفّتـانِ : مسـاءُ المِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتَـرْ وَشِعــري قَناطِـرْ ! متى كانَ للصُبْـحِ واللّيلِ آخِـرْ ؟ *أحمد مطر. سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه الجوهرة بللت شفتيها بلسانِها مُرتبكة سلطان وضع القلم على الورق و وقف الجوهرة التصقت بالباب بـ ودَّها لو تكُن ذات سيقان قصيرة تفِّر هاربة دُون أن يُحمل أحدًا عليها عتب ويتمتمون " طفلة ما ينشره عليها " هذا ماودَّها بِه الآن أمام نظرات سلطان سلطان : وش قلتي ؟ الجوهرة أغمضت عينيها بشدة لا تُريد أن تراه و بخوف : قلت أبغى أطلع سلطان أبتسم إلى أن بانت صف أسنانه العليا , : بس أنا سمعت شي ثاني الجوهرة فتحت عينيها ببطىء : والله ما أقصد بس سلطان بنظرات حارِقة جدًا وبملامح باردة : قصدك وشو ؟ الجوهرة : أنك ماجيت وأنا أحسبك برا وجلست أحاتيك وأقول ليه مارجع وأكيد زعلان مني سلطان وينظر إليها , طفلة وستظَّل طفلة بنظره لا يستطيع أن يتعامل معها كـ أنثى بالغة ؟ حتى نبرتها وتبريراتها طفولية جدًا الجوهرة تُكمل : ما أبغى أعرف وش صار قبل لاتتزوجني !! بس يعني .. أنا والله آسفة ماهو قصدي أزعلك وتتضايق مني .. يعني لا تعاملني كذا سلطان : أيه الجوهرة أرتبكت جدًا : بس خلاص .. أرجع لشغلك وتوبة أدخل عليك وأنت تشتغل سلطان : طيب الجوهرة وزاد إرتباكها : خلاص أطلع ؟ سلطان و بعض من الفرح يتراقص في قلبه ويريدها أن تبقى : أنتي وش تبين ؟ الجوهرة : ما أبغى أعطلك عن شغلك بس يعني أنا مقهورة ومانمت و .. يعني كيف أقولك بس والله سلطان أنا ماأبي أضايقك بشيء .. , تشعر وهي تذكر إسمه " حاف " بأنه ينقصه شيء ربما هيبته في داخلها هي السبب. سلطان بصمتْ وأنظاره تحفُّها الجوهرة : و ما كليت اليوم كويِّس وحتى تجاهلتني ما كاني موجودة , خلاص والله ماعاد أعيدها سلطان رغما عنه ضحك الجوهرة تغيرت ملامحها مع ضحكته لم تفهم شيء هل هو راضي أم غاضب أم ماذا ؟ سلطان بإبتسامة : طيب أسفك بحاول أفكر فيه يعني أرضى أو لأ الجوهرة : يعني أفهم أنك رضيت ؟ سلطان يرجع لمكتبه : مدري أفكر الجوهرة أمالت فمها وهي تنظر إليه سلطان يُدخل بعض الملفات في درجه لن يستطيع التركيز أبدًا في عمله اليوم , رفع عينه مرة أخرى : تعالي الجوهرة : وين ؟ سلطان : تعالي أجلسي عندي الجوهرة : لآ ما أبغى أزعجك سلطان : قلت تعالي الجوهرة تقدمت لتجلسْ بمقابله ولكن أشار لها بجانبه .. جلست وكتفها يلتصق بكتفه , أوراقه بين يديه لا يعرف بأي سطرٍ يقرأ , والتركيز تحت الصِفر. الجوهرة : زعلان ولا لأ ؟ سلطان وعينيه على الورقة : تدرين أحيانا وش أحس إتجاهك ؟ الجوهرة أرتبكت لم تتوقع أن يكُن صريحًا لهذه الدرجة , توتّرت سلطان : أنك بنتي الجوهرة : بنتك ؟ على فكرة إحساسك بايخ مرة سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد إحساسي الجوهرة : لهدرجة عقلي صغير ؟ سلطان : لآ بس ضحكتك كلامك نظراتك ربكتك إبتسامتك نبرتك دلعك كلها طفولية وحيل الجُوهرة ورمشها يرتجفْ من رجفة قلبها بهذه اللحظاتْ وضع بعض الأوراق في ملفٍ آخر وأنحنى ليدخله الدرج الأخير .. ألتفت عليها ولا يفصُل بينهم شيء , نظراتٍ بينهُم , أحاديثٍ صامتة بكلماتٍ تدخل في قامُوس لغة العينْ. الجوهرة وقفت وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها : تصبح على خير سلطان وعينه الغير راضيه تُمعن النظر بها : وأنتي من اهل الخير , في الصباح , بعد أن تم تنويمها رغمًا عنها بِفعل حبّةٍ , قبَّل رأسها بهدُوء , أطمئن عليها وخرج ليطرق باب غرفة عبيرْ عبير فتحت الباب لتُقبل جبينه : صباح الخير بوسعود : صباح النور .. صاحية بدري عبير بإبتسامة : تطمن أمس نمت كويس بوسعود : الحمدلله .. أنتبهي لأختك عبير : إن شاء الله بوسعود : بحاول ما أتأخر اليوم بس طلي عليها كل شوي و إن صحت خليها تآكل لأنها ما كلت شي عبير : إن شاء الله من عيوني عينانْ تنظُر إليها أمام عبدالعزيز , كانت خبيثة جدًا تُفتفت خلاياها بنظراتِه .. يبدُو كأنه سيآكلها الآن .. يقترب مِنها شيئًا فشيئًا , لا تستطيع أن تصرخ .. أن تُنادي أحدًا .. حتى عبدالعزيز واقف لم يتحركْ .. أنفاسٌ تتصاعَد , شهيقٌ لا يُلحقه زفيرًا , .. قلبها يضيق , كل ما حولها يضيق يبدُو الحياة تُفارقها بهذه العينان اللتان تُوحي كأنها تتلصص عليّ تُريد تمزيقي ... فزَّت من سريرها مُتعرِّقة أنفاسها تُسمع من خلف البابْ بوسعود ألتفت هو وعبير إلى باب غرفة رتيل من صوتٍ أصدرته .. فتحه بهدُوء ونظر إلى حالتها رتيل عندما رأتهم بكتْ : يبببببببببببببه بوسعود : ياعيون أبوك ... جلس بجانبها رتيل وتضع كفوفها على شعرها المجعَّد بفوضى وتفكيرها مشتت جدًا من طرفٍ عبدالعزيز و من طرفٍ آخر الذي قُتِلْ بوسعود وكيف يتحمَّل هذا المنظر ؟ لو حرقهم واحِدًا واحِد لن يُشفى صدره أبدًا رتيل وبكلماتٍ متقطعة غير مفهومة : هنا .. موجود والله موجود عبير أبتعدت للخلف قليلا من منظر رتيل , بلعت ريقها ورمشها يرجُفْ و نبضاتِها ليست على ما يُرام أبدًا بوسعود ويضع كفوفه على خدها : مافيه أحد .. حتى أنا جالس هنا ماني رايح مكان .. رتيل ونظراتها مشتتة بوسعود : ما أمدى نمتي , أرجعي نامي وأنا هنا جالس .. يالله ياروحي رتيل تضع رأسها على المخدة وعينيها على السقف بوسعود يمسح بكفِّه اليُمنى عرقِ جبينها , ليقرأ عليها " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " ثم أردف " اللهم أني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك . أو علمته أحدا من خلقك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تُطمئن قلبها وتُجلي حزنها وتعفو عنها وتغفر لها ياكريم يارحيم " أغمضت عينيها , وما إن أغمضتها حتى فتحتها على نغمة جوال والِدها. بوسعود خرج حتى لا يُزعجها : هلا سلطان سلطان : هلابك , عسى ماشر ؟ بوسعود ونبرته جدًا غاضبه : الكلاب بعد سلطان : ليه ؟ بوسعود يمسح وجهه بتعب : شكل فيه حقير مسوي شي لبنتي سلطان فهم عليه : طيب تقدر تجي ؟ بوسعود : إن شاء الله جاي وراح نحقق معهم اليوم بعد سلطان : خلاص أعترفوا و عمار قريب بينمسك بوسعود : بعرف الكلاب وش سوو لها سلطان : عبدالعزيز طمنَّا مستحيل يكذب بوسعود : طيبْ سلطان : أنتظرك .. وأغلقه بوسعود ألتفت على عبير هامسًا : أنتبهي لها عبير هزت رأسها بالإيجاب بوسعود نظر عليها نظرةٍ أخيرة ... وخرج متوجِهًا لبيت عبدالعزيز .. دخل ورآه يغلق الكبك بوسعود : صباح الخير عبدالعزيز : صباح النور بوسعود : عز أجلس شوي أبغى أكلمك بموضوع عبدالعزيز ويجلس وهو يغلق أول أزارير ثوبه : تفضَّل بوسعود : قولي وش صار بالضبط يعني أول مادخلت أنت وناصر عبدالعزيز : قلت لك بوسعود : أبغى بالتفصيل عبدالعزيز مستغربًا : راح ناصر للمطبخ وكان فيه إثنين و أنا صعدت فوق و دخلت غرفة ولقيت فيها واحِد وأغمى عليه وتركته وبعدها . آآآآ بوسعود : إيه بعدها وشو ؟ عبدالعزيز بلع ريقه : فتحت الغرف الثانية في كانت غرفة مقفلة وأحسبها لوحدة من بناتك و .. و بعدها *حكّ خدِّه بتوتِّر* بوسعود : دخلت غرفة رتيل ؟ عبدالعزيز شتت نظراته : أيه بوسعود : كمِّل عبدالعزيز : بس خليتها تجلس في مكتبك لأن هو اللي كان بعيد شويْ بوسعود : مين شافت غيرك ؟ عبدالعزيز وحرارة وجهه ترتفع الآن من إرتباكه : محد بوسعود : عبدالعزيز لا تكذب !! عبدالعزيز : يوم كانت في المكتب وأتصلت عليك بوسعود : إيه على أختها أتصلت عبدالعزيز ومضطر أن يكذب : و دخل عليها واحد وصرخت وجيت و بعدها ناصِر جاء وأطلق عليه بوسعود : يعني كانت بروحها وياه ؟ عبدالعزيز :لأ بوسعود : أنت ماجيتها الا بعد ماصرخت يعني ممكن سوَّا لها شي عبدالعزيز : لأ أنا متأكد محد جاء صوبها يعني هو دخل وأنا كنت قريب مررة مايمدي سوَّا لها شي بوسعود : متأكد يا عبدالعزيز ؟ عبدالعزيز : زي ما أنا متأكد أنك قدامي الحين بوسعود تنهَّد عبدالعزيز : صاير شي ؟ بوسعود ويمسح على عينيه : بتكمل 4 أيام ما نامت , لو بس أعرف مين اللي كلمها ووش قالها لأخليه يحترق بجحيمه عبدالعزيز ينظر إليه و رُبما عرف معنى ما قاله لها .. هل لهذه الدرجة أثَّر حديثه عليها ؟ من المستحيل أن تتأثر بسرعة ؟ لكن لم يُكلمها أحد في ذلك اليوم أنا واثق من هذا .. أنا فقط من تحدَّث إليها .. " الله يآخذني كاني جبت العيد معها " . بوسعود لاحظ توتره : تعرف شي ومخبيه ؟ عبدالعزيز : لآ .. الله يحفظ لك بناتك و .. وو يخليهم لك بوسعود : آمين .. وقف .. أنا رايح سلطان ينتظرنا لا تتأخر .. عبدالعزيز : أن شاء الله .. بخروج بوسعود .. عبدالعزيز: يالله أنا وش سويت ؟ يا غبائي بس ... رنّ في إذنه " لأخليه يحترق بجحيمه " لوهلة حسّ بأن بوسعود لو عرف فعلا سيذوِّقه الجحيم .. يعرف قوة علاقته مع بناتِه. تفكيره تشتت بأشياءٍ كثيرة , لم يتوقعها أبدًا أن تتأثر بسرعة , يعرفها قوية جدًا عنيدة رُبما المشاعر ميتة عنِدها .. تذكَّر نظراتِها له .. كلماتها في المستشفى .. عقَّد حاجبيه وهو يتمتم : يا شقا قليبك يا ولد سلطان. , الهدُوء يخيِّم هذه المرَّة , مثبت هاتفه على كتفه : طيِّب طلعت الفيزا الحين ولا كيف ؟ .... أووف طيب بسرعة الله يرحم لي اللي جابوك ..... هههههههههههههه يخي قربت أقلب حليب من الحرّ .... طيب ..ههههههههههههه طيب .. يخي أقولك طيب ...... أنقلع بس .. وأغلقه وهو يربط خيوط جزمته .. رفع عينه : صباح الخير مُهرة ولا تُرد عليه يوسف أبتسم : صباح الورد ولا رد يوسف : صباح الجمال وأيضًا لا رد يُوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه صباح الزوجة الصالحة مُهرة ألتفتت عليه : يالله عسى هالصباح تسمع خبر أسوَّد يسوِّد وجهك وكل حياتك يوسف : ما ظنتي الله يستجيب لوحدة ماترضي زوجها مُهرة : وأنت مصدق أنك زوجي ! يوسف بإبتسامة بلهاء : للأسف أني مصدق مُهرة : متى تسافر ؟ يوسف : تقريبا أسبوعين بالكثير وأنا بصبَّح على وجيه زينة ماهو على وجهك اللي الواحد يشوفه يقول اللهم عافِنا في دنيانا مُهرة : وعساك ماترجع يوسف : والله من حسن حظي لو ما أرجع مهرة : طيب وأنا ؟ يوسف : تكيفي أعتبري نفسك بالجامعة ماهو شرط تسولفين مع كل البنات ولا هو شرط تحضرين كل المحاضرات مهرة : ممكن لو مرة تآخذ الأمور بجدية يوسف : وأنا صدق أتكلم ماهو لازم تنزلين تحت وتصبحين عليهم خلاص أجلسي هنا ولين عاد ماأرجع يصير خير مهرة : متى ترجع إن شاء الله يوسف : 3 شهور مهرة شهقت : نععععععععععععععععععم يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماتستغنين عني داري بس وش نسوي لازم تشتاقين لي عشان تقوى حياتنا الزوجية مهرة : لآ ياعمري ماأجلس 3 شهور هنا يوسف : لا تقولين لي عُمري و حبيبي قلبي مايتحمَّل مهرة بعصبية : تستهبل ! يعني أنا أجلس هنا وأقابل هالجدران و اهلك و الكآبة كلها ذي و أنت تصيِّف برا !! لا يا حبيبي مالي دخل تشوف لك صرفة أنا ماأجلس هنا والله لاأروح بيتنا ولا عليّ مِنك يوسف ببرود : طيب وش تبيني أسوي يعني ؟ أنا قلت لك تبين حايل خلاص أوديك لكن وينهم تحسبين حايل بيتيين بس ؟ من وين أجيب لك أهلك وأمك بعد حتى ماكلفت روحها تتصل عليك و على فكرة عندها رقمي !! أنا مو قصدي أهينك بس خلاص أنسي هالأهل لأن هم نسوك ! مُهرة بصمت تنظر إليه يوسف ولم يتعود على صمتها : ما بإيدي أسوي لك شي ! مُهرة بهدوء : طلقني وأنا أدبر عمري يوسف : لا ماراح أطلق مهرة : وليه ؟ يوسف : ما أبغى أطلق مُهرة ودموعها بدأت بالتجمع في محاجرها يوسف وأول مرة يلمح دموعها المختنقة , رغم أنها لم تنزل لكن واضح أنها ستبكي الآن , صمت يخيِّم بينهم مُهرة تشتت نظراتها يوسف بنبرة هادئة : مو 3 شهور ؟ كنت أمزح .. أسبوعين وراجع مُهرة وعينيها في عينه .. زمت شفتيها و أنظارها لا تذهب بعيدًا عن عينَا يوسف مُهرة : طيب يوسف : يعني مُهرة وتحاول أن تخفي هذه الدموع رغم أنها لم تنزل ولكن تضبب رؤيتها : يعني حتى أنا مقدر أعيش كذا زي ما أنت ما بإيدك حيلة يوسف : وش تقصدين ؟ مُهرة : أنا ممكن يهون عندي كل شي , تسوي فيني اللي تبغى بس شي واحد لأ ؟ يوسف : وشو ؟ مهرة : ما تخليني أعيش أنا وأخوك في البيت نفسه يوسف بصمتْ ينظر إليها مهرة : ترضاها على نفسك ؟ يوسف : منصور ما قتل أحد مهرة : هالكلمتين أضحك عليها قدام الناس بس علي لأ يوسف تنهَّد : قلت لك منصور ماقتل أحد مهرة بصراخ : إلا واللي قتله إسمه أخوي وأبوي وحبيبي وروحي .. أنا ماأرضى !! أخوي ماهو رخيص لهدرجة .. سو اللي تبغاه فيني بس ماتخليني مع أخوك في بيت واحد ! يوسف بحدة : صوتك لا يعلى مهرة وتقترب منه وصدرها ملاصق لصدره : ماراح أعيش وياه تحت سقف واحد والله لو أهرب وسهل علي أطلع بدون لا تدري يوسف : ماراح تطلعين ولا منصور راح يطلع مُهرة أبتعدت خطوتين للخلف : لأنك .. تصدق حتى مافيه كلمة توصف حقارتك يوسف : أو يمكن مافيه كلمة محترمة تقدر تجي على لسانك ... وخرج تارِكها , لا أحاديث بينهُمْ , الصمت يُجيد فنَّه بمقابلهم ... يعرفُون النهاية جدًا لكن الأمل موجود .. أو رُبما شيء يُدعى سخرية القدر بِه ... حظي نثروه بين نساءِ حواء و لم تُجيد واحدةٌ مِنهم جمعِه .. لا أحد .. خيبات الحياة تصفعنِي بقوة , الحُب يقهرُ الرُوح بِيْ .. يصفعني كثيرًا حتى أنني بتُّ لا أشعر بالألم .. وصلتْ لمرحلة بلا أيّ أحاسيسٍ .. موجوع جدًا لا أحد يرضى أن يداويني .. أشعُر بسخريتِهم حين تهمس أقداري " مُعافى " .. أي عافيةٍ تأتيني وأنا بـهذه الوحدة الـ تجعلني في ضياع , أحيانًا أشعُر بأن الصحة و العافية ليست بالمُهمة كثيرًا امام الوحدة .. الوحدة تُؤلِم , ماذا يعني لو أنني مريضٌ و أمامي أمي و أبي ؟ هذا خيرٌ على قلبي من الوحدة والله أنني أشتاق للناس .. و رأيت هؤلاء الناس في شخصٍ واحِد , نسيتُ ما مضى أردتُ الحياة مرةً أُخرى , لكن الحياة مرةٌ أخرى أيضًا لا تُريدني , أبتسم وهو ينظر إليها. لو اننا في مكانٍ غير هذا ؟ أو ظروفٍ غير هذه ؟ لو أنني أحببتك قبل الحادث ؟ , أشعُر بأشخاصٍ كُثر حولي يعرفهم قلبي جيدًا و عقلي يجهلهم لكن أنتْ وحدِك من كان قلبي و عقلي يعرفه جيدًا , جربتْ الحُب و خُيِّل لي بأنه أول حُب بحياتي , أحببتُ اللحظات المسروقة بيننا .. أحببتُ مواساتِك لجرُوحي , لحزنك على تعبي , لفرحك على بسمتي , أشتاقُ إليك كُلما أنهيت يومِي " بكرا نكمل إن شاء الله " كنت أشتاق للوقتِ و للتاسعة صباحًا التي تجمعي بِك , كنت أراك صادقًا صديقًا حبيبًا , أحببتك كثيرًا , كان الفرح يتراقِص بِي ويقيم عرسًا حين تدعونِي مساءً لقهوة أو رُبما عشاء .. رُبما لم أراك في وقتِها لكن قلبي يراك يشعُر بِك , رُبما جهلتُ الكثير و حتى أنني جهلتُ نفسِي لكن لم أعرف شيئًا صادِقًا سواك , أنتْ , أنت لست طبيبًا أنت حياتي لكن : الحياةُ ضدَّنا .. أحببت قبلك هذا ما قالته أمي لكن أين هو ؟ .. أريدك أنت ولكن قلبي يُريد الحقيقة .. أريدك لكن أريد أن أرى ناصر .. أريدك يا وليد لكن أريد محوِ " لكن " التي تتطفَّلُ على أحاديثي عنك .. و أيضًا لكن لا تُريد ذلك , أبتسمت له و بعينيها تلمع الدموعْ. وليد : وش تفكرين فيه ؟ رؤى : كيف الواحد يفقد نفسه ؟ وليد بنبرة موجعة : إذا غصّ بالحكي رؤى : و ليه يغص بالحكي ؟ وليد : لأن قلبه ممتلي بالوجع رؤى : واضح أني فاقدة نفسي وليد أبتسم : ودِّي ألمّ شتاتك بس أحيانا تكون أيادينا قصيرة حيل ما تفيد أبد رؤى رمشت فـ سقطت دمُوعها : أبتروا هالوجع وليد : مانقدر رؤى ببكاء : قالوا أنه متغيرات الحياة تقوِّي الحُب وليد : و متغيرات الحياة قاسية يا رؤى , في مكتبْ سلطانْ * سلطان تنهَّد : طيب بس هالفترة بوسعود بغضب : وأنا وش ينطرني ؟ سلطان : طيب أنا ماأقولك ماراح نمسكه بس ننتظر وقت مناسب بوسعود : سلطان لا تجنني كلنا نعرف أنه الجوهي يدعم عمار سلطان : لو يدعمه بشكل مباشر كان عرف بموضوع عبدالعزيز ! اللي تحت الجوهي هم اللي يدعمونه وأصلا هذا مايهمنا بوسعود بحدة : إلا يهمنا خلاص ليه ننتظر روحته لروسيا ؟ عندنا عقده و دليل واضح على التبادل سلطان : طيب واللي معاه ماعندنا دليل عليهم ؟ بوسعود بغضب : لو هالشي صار في بناتك ما كان تكلمت بهالصورة !! سلطان نظر إليه بإستغراب شديد عبدالعزيز الصامت مستغرب من حدة النقاش بوسعود بغضب ويبدُو انه وقت الإنفجار : بنتي ماهي قادرة تنام عشانهم !! لا ياسلطان كلهم ينرمون في السجن و يتنفذ فيهم الحكم ! ماراح أصبر أكثر من كذا بكرا يذبحون بناتي وأنا قاعد أتفرج سلطان و فعلا لا يستطيع أن يتجادل معه بوسعود بحدة : هالمرة أنا اللي بقرر !! وماراح توقف بوجهي ياسلطان سلطان بنبرة هادئة : ماعاش من يوقف بوجهك ! بس ماينفع و الحرس منتشرين في المنطقة غير اللي في بيتك وإن شاء الله ماهو صاير الا كل خير بوسعود بغضب : ليه منت راضي تفهم ! سلطان : أنت معصب ولا أنت قادر تفهم شي بوسعود بحدة وقف : ماني فاهم الأنانية اللي عايش فيها عبدالعزيز بصدمة كبيرة ينظر إليه سلطان رفع حاجبه : أنانية ؟ بوسعود : إيه أنانية ! لأن لو حصل بأهلك كذا ماكان قلت بنصبر ونشوف سلطان : طيب أحنا مانبغى بس الجوهي نبغاهم كلهم ! بكرا يأسسون لهم خلايا ثانية بعد الجوهي وماأستفدنا شي لازم نمسكهم كلهم من صغيرهم لكبيرهم !! وبهالوقت ما نقدر بوسعود : نقدر نخليهم يعترفون سلطان : ماراح يعترفون لأن مافيه دليل و مانقدر حتى نحولها للقضاء والأدلة ماهي كاملة بوسعود : طيب وأنا وش يطمني ؟ سلطان أفهم واللي يرحم لي والديك بناتي عايشيين بخوف وهم في بيتهم !! حتى الأمان أنحرموا منه وعشان مين ؟ عشان شوية كلاب محنا قادرين نمسكهم سلطان : طيب يا عبدالرحمن هالمواضيع مافيها أهل بوسعود بحدة : نعم ؟ سلطان : يعني عندك 50 شخص مقابل شخصين تحمي مين ؟ أكيد الخمسين شخص بوسعود والغضب وصل لأعلاه : يعني قصدك أهلي بالطقاق ؟ سلطان : طيب أهلي كانوا قبلك بوسعود و فعلاً لُجِم بكلمة سلطان سلطان بوجع : كم مرة خسرت طول ما أنا جالس على هالكرسي ؟ مين فقدت ؟ لازم نضحي وأنا ماأقولك بناتك بالطقاق .. الله حافظهم و سويت كل اللي أقدر عليه , إذا المنطقة بكبرها منتشرين فيها الأمن و حول قصرك حرس أنا بنفسي مختارهم لك و عارف أنهم كفؤ بوسعود بصمت ينظر إليه سلطان : بس فترة لين ربي يفرجها و نمحي قذارتهم بوسعود تنهَّد سلطان عقد حاجبيه وهو يدق بأصابعه على مكتبه , مزاجه وصل إلى الحضيض الآن عبدالعزيز , للمرةِ الاولى يشعر بـ كُبرِ همّ سلطان و ضيقِه و مسؤوليته العظيمة , و للمرةِ الأولى يشعُر بأن التضحية أحيانًا تكون واجبة إن كانت إتجاه الوطنْ و للمرة الأولى أيضًا يشعُر بأن بوسعود يُجبَر على التضحية بأمن بناتِه لأجل أمن وطنْ. يشعُر بصغرِ همومه امامهم لكن رُغمًا عنه يكرهُ تصرفاتِهم , لا أهل .. هذه الكلمة لوحدِها تجعلني أسقط نيرانٍ لا مهربِ منها. , عبيرْ تتأمل ملامح رتيل المُتعبة النائِمة , عينيها تائِهة تبحثُ عن وطن الآن , لو أنَّ والدتِها هُنا كيف كانت ستهتم بـ رتيل ؟ رُبما مثل والدها ستقرأ عليها آياتٍ من القرآن ولا شيء غير القرآن , كانت ستبكِي رتيل على صدرِها مثل ما تبكي على صدرِ والدها ؟ كانت ستُعانقها ساهِرة , لن تغفى عينيها و لن يرتاح قلبها أبدًا حين ترى رتيل بهذه الصورة ؟ ستسهرْ و تبكِي .. علَّها ببكائِها تخفف خوفها عليها .. لو كانت أمي موجودة كان ماأحتجتك .. كان ماأحتجت لك يا هيه .. يا أنت. وميضْ هاتفها أفاقها من غيبوبة أفكارِها , فتحت الرسالة " قبحٌ على دُنيـَا تُبكيك " وبهذه الرسالة تسللت رجفة لقلبِها أنتقلتْ لرِمشها , بكتْ كثيرًا و كثيرًا و بشدة و جدًا. , آخر الليل تُوشك على الثالثة فجرًا. يُهاتفه : طيب مافهمت شي من نظراته يعني طريقته بالسؤال ؟ ناصر : حسيت كأنه يبي يقولي شي بس ماعرفت يعني وش ممكن بيني وبين سلطان ؟ بيننا رسمية كثير عبدالعزيز : غريبة ؟ يعني سؤاله أكيد مو لله .. أكيد يقصد شي ناصر : أنا حسيت كذا بعدين فكرت قلت يمكن أحد أنا متهاوش معه وكلم سلطان عبدالعزيز : يمكن ! بس مين ؟ ناصر : حتى أنا أحاول أفكر مين اللي علاقتي معه ماهي كويسة أو أني قاطع فيه عبدالعزيز :عقب اللي شفته اليوم ممكن أحسن الظن فيه وأقول يمكن بس سؤال ناصر : ترى شايل في قلبك عليهم مررة ! يعني صدق أستفزوك بس عاد مو لهدرجة عبدالعزيز تنهَّد : خلها على ربك ناصر : الله كريم عبدالعزيز : بكرا إجازة تعالي ناصر : هههههههههههههههههههههههههه أنسى عبدالعزيز : ليه ؟ ناصر : بصراحة أنا أتشائم من وجهك كل ماشفته تصير مصيبة عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه لأنك عزمتني صارت مصيبة ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب نعوضها بكرا عبدالعزيز : الله يالدنيا صرنا نتفق على سهراتنا بعد ناصر يجاريه : ذلتنا الدنيا وأنا أخوك عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه ننفع لمسلسل درامي عاد الشعب الخليجي يحب الحزن ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تذكر سهرات باريس عبدالعزيز : عاد تدري كل ماجت الساعة وحدة وكنت متملل أتذكر أيامنا هناك ناصر : و طبعا أنت بعيون أبوك مراهق عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لما أتذكر أنه كان يتصل عليك عشان يهاوشني أقُول لهدرجة عمري توقف عند 18 ناصر : مع أني كنت أختلف معه الله يرحمه وكان يقهرني كثير وكان يعاملكم كلكم أنكم مراهقين بس والله كانت هوشاته تشرح لي صدري عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه الله يخلي الكف اللي خذيته منه ناصر : مانسيت هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه أحلى كفّ بحياتي وحتى أنت خذيت منه كف لا تحسبني بنسى عبدالعزيز : كانت من أحلى أيام عمري صدق نهاية الليلة كانت كفوف بس وقتها حسيت بمعنى الواحد عايش حياته لو بـ طيش ناصر : أصلا كانت أكبر همومنا كيف نكذب على أبوك عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههه على كثر ماهو صارم ويانا و يمنعنا من أشياء كثيرة بس كنت مستمتع كثير بخطوطه الحمراء بنبرةٍ حادة : الساعة 10 أنت هنا عبدالعزيز : طيب يا بابا أبتسم : ايه بابا عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه عمري 28 وتعاملني كذا ؟ والِده : لو يشيب شعرك يا ولد سارة بضِّل أعاملك كذا عبدالعزيز : وجِّه الكلام للي جمبك بوعبدالعزيز : طبعا ماأنتهيت كلامي غادة : لا والله تشيّشه عليّ بوعبدالعزيز : من تشوف ناصر تنسى عمرها غادة أنحرجت : يبه بوعبدالعزيز : بالأسبوع مرة وحدة تشوفينه ومو كل أسبوع بعد عبدالعزيز : أحب العدل صراحةً هديل : يالله متى يجينا عريس الغفلة ويآخذني منكم والدها : سلمي لي على الحياء هديل : بكسب أجر وأكمل نصف دين واحد من أخوانا المسلمين عبدالعزيز : والله أنا اللي طايح حظي لا خطبتوا لي ولا قلتوا نكمل نص دين ولدنا ولا شيء والدته : صدق عيَّار وش قلنا لك عن أثير ؟ عبدالعزيز : يمه يعني البنت أنا أعتبرها زي أختي هديل تقلد نبرة صوته : ماأحس بأي شعور إتجاهها , وكل بنات العالم خواته ماشاء الله عبدالعزيز : أكرمينا بسكوتك هديل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه كذاااب كأني ماأشوف عيونك تطلع منها قلوب لما تشوفها عبدالعزيز بصدمة : أنا ؟ هديل : إيه أنت من يوم أشتغلت عندكم وأنت تتكشخ عبدالعزيز :أتكشخ قبل لا اشوف وجهك يالبزر هديل وهي تقف وتتمايل وتقلد نبرة والدها : الساعة 10 أنت هنا طيب يابابا لا تتأخر عشان بابا مايعاقبك ويحرم منك المسروف *المصروف* عبدالعزيز : عاجبك يبه صرت مسخرة لهم والده بضحكة عميقة : أسمع الكلام يابابا عاد مع صوت ناصرْ والذكريات , الله يا باريس .. يا زوجتِي الأولى. ناصر : جاني النوم تصبح على خير عبدالعزيز : وأنت من أهل الخير .. أغلقه , أستلقى على السرير أفكار كثيرة تهاجمه .. أبتسم لذكرى والده , رغم معاملته القاسية له لكن كان يتلذذ ويرى كل المتعة عندما يهربْ من النوافِذ حتى يخرج في أطراف الفجر .. كانت كُل متعته يشاركها مع ناصِر بداية الفجر حين يسيرون على أرصفة باريس و ضحكاتهم تضجُّ بها الضواحِي .. شوارع كثيرة يحفظها شبرًا شبرًا , ناصِر هو الشخص الوحيد الذي كان يستمتع بسخافاتِه و يرى الفرح بأتفه الأمور معه , أمام الجميع هو بمنظر العاقِل الرجُل الذي لا محَّل للطيش في قلبه لكن أيام باريس وناصِر كان لا محَّل للعقل بينهم .. أشتاق كثيرًا لضحكاتِهم و تعليقاتِهمْ. , تنزِل من الدرج بخطواتٍ هادئة تتلفتُ كثيرًا بـ عينيْن خائِفتيْن , تنظر لخلفها بخوف .. دخلت المطبخْ وقلبها يكاد يخرجْ , أخذت كأس الماء وأنفاسها تتصاعَد , شربته بسرعة حتى بللت بيجامتها .. صعدت للأعلى بركضْ لغرفتها و أغلقتها جيدًا. هالات سوداء أسفل عينيها و بشرةٍ شاحبة صفراء بـ شعرٍ غير مرتبْ تُشعر كل من رآها وكأنها مدمِنة إحدى انواع المخدراتْ. مسكت شعرها ورفعته بأكمله بطريقة مبهذلة , جلست على طرف السرير و مرةً أُخرى يحضُر صوت عبدالعزيز " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك " عقدت حاجبيها من طريقته .. شعرت بغبائِها عندما أحبته , الحُب لا يدخلُ قلوب الأغبياء. دموعها تسقطْ بحُب لشخصٍ كان من المفترض أن يحبها لكن لا يكُّن لها أيّ شعور ؟ رُبما المرة الأولى أشفق عليّ و جاملني ! رُبما أنا مجرد " لا شيء " في حياته لكن هو " كُل حياتي " . . وخزٌ في يسارِها من طريقة تفكيرها , أتى عبدالعزيز و أقتحم قلبها لتتغيَّر كل مبادئِها .. هو الشاذ في قواعِدها , تُطيع الله في كل أمر إلا مايتعلق بِه تقودها أهوائها , كبريائها لا يسمح حتى أن تبتسم دُون سبب إلا عندما تراه تشعُر بفرحة و عنفوانْ من السعادة في قلبِها .. كل شيء في حياتها جيّد ماعدا هو يفوق الجيّد أو رُبما أفضلُ شيءٍ تحقق في حياتها .. لا أقصد بذلك عبدالعزيز لكن أقصد حُبه .. هو رُبما لا يستحق حُبي لكن نحنُ البشر لا نحُب ما نُريد و متى نُريد و كيفْما نُريد .. فجأة تلتفُ خيوط الحُب حولنا , " أنا أحبه بس تصرفه يخليني أكرهه و أدري أنه الكره ماهو بإيدي ويمكن حتى لو حاولت أكرهه يزيد حبي له لكن كيف يطاوعه قلبه يهيني ؟ " في الصبــاحْ * إجازة الجميع ما عدا بُو سعود و سلطانْ لا يهنى لهم بالاً أبدًا. هذه المرة أرتدى بدلته العسكرية لأنه سيتدربْ , أرتداها بسرعة و في الفترة الأخيرة تأخيره عن الدوام بات واضِحًا الجُوهرة : سلطان سلطان وهو يربط خيُوط حذاءه : هلا الجوهرة بتوتُّر : تقدر تجي بدري اليوم يعني 8 سلطان رفع عينه : ليه ؟ الجوهرة : كذا سلطان : مدري ماأتوقع لأن اليوم أنا وبوسعود عندنا شغل كثير الجُوهرة : طيب بس 5 دقايق من وقتك سلطان : متأخر مررة الجوهرة : طيب بحفظ الرحمن سلطان أتجه خارِجا من الغرفة ولكنه ألتفت : وشو الجوهرة أبتسمت : لا خلاص روح سلطان : لآ قولي الجوهرة : كنت بسألك عن شغلة بس ماهي مهمة سلطان : طيب قولي أنا متأخر متأخر ماتفرق الجوهرة بكلماتٍ مرتبكة ومتقطعة والتوتر يصل لأعلاه , خشيت أن ينزف أنفها لحظتها لا مبررات أبدًا : فيه بنت أعرفها يعني . . .. أغتصبوها و أبغى أعرف كيف تبلغ عنهم يعني هي مررة خايفة وخصوصا زواجها قرّب وماتقدر تقول لأحد سلطان : لآحول ولا قوة الا بالله العظيم طيب وزوجها يدري ؟ الجوهرة : لأ سلطان رفع حاجبه : مايجوز تخدعه تحطه بالصورة وافق تمام ماوافق اللي حلل الزواج حلل الطلاق الجوهرة و الآن جسدِها بأكمله يرتجفْ سلطان : ومفروض تبلغ عن اللي أغتصبوها يمسكونه ويحكمون عليه ويكون عبرة لغيره .. ماني عارف وش هالدناءة اللي وصلت في البشر الجوهرة بصمت تام سلطان وهو يضع هاتفه في جيبه : بس غلطانة كثير بمسألة زواجها الجوهرة بنبرةٍ جاهدت أن تكُون هادئة , بلعت ريقها : بس هي حرام مظلومة من حقها تعيش سلطان : طيب وش دخل زوجها ؟ يعني هو ماهو مظلوم يكتشف بعدين أنه زوجته ماهي بنت !! .. أعوذ بالله بس من هالأشياء تجيب الكآبة .. من حقها تعيش وتبدأ حياة جديدة بس على صدق وتقول له ماهو على كذب . .. نزل للأسفل الجُوهرة : سلطان ألتفت عليها وهو يفتح باب البيتْ الجوهرة لا مجال أن تخفي أكثر : آآ .. بلعت ريقها بصعوبة سلطان : أنتي لو تجين وتسمعين مشاكلنا كان مانمتي شهر كامل ! .... يالله مع السلامة .. وخرجْ , بوسعود في مكتبه يُحادث سعد : طيب وش بعد ؟ سعد : ما قدرت أعرف شي بس لقاءاتها مع وليد كثيرة و شكل صاير بينها وبين أمها مشاكل بوسعود : مستحيل سعد : والله مدري طال عمرك بوسعود : مستحيل أمها تخسرها بعد !! أكيد مابينهم شي دخل مقرنْ وجلس بهدُوء بوسعود : طيب أمورهم تمام ؟ الشقة اللي ساكنين فيها كويسة ؟ سعد : ايه أنا شفتها ومرررة موقعها حلو و جديدة بوسعود : و صالونها ؟ سعد : مسكرته بوسعود : كلمها عشان نشتريه منها يمكن تحتاج قيمته سعد : إن شاء الله بوسعود : وغادة ؟ نفسيتها كيف ؟ سعد : تبكي كثير , قبل كم يوم طلعت بروحها وجلست تبكي و بعد ساعة تقريبا جاها وليد بوسعود تنهَّد : طيب أعرف لي وش يبكيها ؟ سو اللي تسويه المهم تطمني سعد : أبشر بوسعود : تبشر بالفردوس , يالله مع السلامة .. وأغلقه مقرن : وش صاير ؟ بوسعود : لو أظمن ناصر كان قلت له وأرتحت مقرن : اللي تسوونه غلط , عبدالعزيز وقلنا معكم حق لكن ناصر بوسعود : وأنا بروحي أقرر لازم بعد سلطان يوافق مقرن : هالسالفة تعوِّر لي راسي و هاللي معها مستفزة بوسعود : مين معها ؟ مقرن بلع ريقه : أقصد . . أقصد يعني وليد يعني معها وكذا وقريب منها بوسعود بنظرة شك : وش مخبي عنِّي ؟ مقرن أبتسم : وش يعني بخبِّي ؟ أنت تعرف بموضوعهم أكثر مني بوسعود تنهَّد مقرن : وشلون رتيل ؟ بوسعود : حالتها النفسية بالحضيض وماهي قادرة تنام حتى يوم عطيتها منوِّم قامت من كوابيسها مقرن : أبعدهم عن هالجو ! يعني لو يروحون الشرقية عند عمهم دام ماتقدر تسافر بوسعود : مقدر أحسهم يراقبوني من كل جهة مقرن : بس جلستها في البيت هالفترة أبد ماهي بصالحها يعني بعد هي بنت أكيد منفجعة من اللي صار بوسعود : عز قالي أنه محد كلمها منهم ! و الكلاب يوم حققت معهم بعد قالوا نفس حكي عبدالعزيز مقرن : يمكن مرعوبة وبس بوسعود : ليتني خذيتها معي , أهم شي أنه عبير بعد ماهي بحالتها ولا كان صدق انهبلت مقرن : روح لمزرعتك هاليومين بوسعود : معطيها واحد من معارف سلطان مقرن : إيه صح تذكرت , طيب إن سافر الجوهي وعز لروسيا ولا باريس بتآخذهم معك بوسعود : أكيد مستحيل أخليهم هنا مرَّت ساعة حتى أتى سلطان سلطان :آسف تأخرت راحت علي نومه ومسكتني الزحمة .. جلس بمقابل بوسعود ... بوسعود : كلمت سعد سلطان : وش قال ؟ بوسعود : غادة ماهي بخير سلطان : كيف يعني ؟ بوسعود : يقول بس تبكي ويحس فيه مشاكل بينها وبين أمها سلطان : لا مستحيل بوسعود : هذا اللي قلته مستحيل أمها تحاول تبعد غادة عنها بالمشاكل سلطان تنهَّد : طيب وش يبكيها ؟ بوسعود : قلت له يشوف الوضع ويعرف لي السبب سلطان : بتكون في باريس لا رحنا ؟ بوسعود : هذا الواضح بس تصرفت سلطان : كيف ؟ بوسعود : بخليها ترجع ميونخ عشان تبيع صالونها سلطان أبتسم : وانت مصدق راح ترضى ! أمها عنيدة وراسها يابس بوسعود : إلا أكيد محتاجين فلوس سلطان : مو حوَّلت لهم ؟ بوسعود : إيه حوَّلت على حساب غادة عشان لا سمح الله لو أحتاجوا لكن بعد مايلزمهم هالصالون .. بس يثبت التاريخ راح نخليهم يروحون ميونخ سلطان : تدري سألت ناصر بوسعود رفع حاجبه بإستغراب : وش قلت له ؟ سلطان : ماقلت له شيء بس كذا لمحت له بوسعود : الحين تحرص علي أني ماأقول كلمة وأنت تلمح سلطان أبتسم : بس مجرد سؤال وأصلا شكله مافهم قلت له لو فيه إجتماع راح تترقى فيه وجاء واحد وخبِّرك أنه هالإجتماع بيوم الفلاني وهو كذب و بالنهاية أنت ماحضرت هالإجتماع و ماترقيت مع أنك محتاج هالترقية ؟ بتسامح اللي خبرك كذب بوسعود : وش رَّد عليك سلطان : هنا الصدمة قالي لأ .. جلست طول ليلي أفكِّر بـ ردَّه تمنيت أني ما سألته وعرفت وأكيد عبدالعزيز نفس الكلام بوسعود ضحك : توني أكتشف أنه فيك غباء ولله الحمد سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أصلا أعترفت بيني وبين نفسي كنت غبي جدا يوم سألته بوسعود : خلنا نقوله سلطان : راح يعلم عز صدقني بوسعود : نحاول نفهمه بالأسباب الحقيقية سلطان : طبعا لأ , أسبابنا ماقلناها لعبدالعزيز وهو الأولى نقولها لناصر ! بوسعود : بعد حرام البنت مسكينة وش ذنبها ؟ سلطان تنهَّد : طيب وش أسوي ؟ بكيفي هو ؟ لازم كلها فترة وتعدِّي بوسعود : أصلا وليد متقرب منها كثير سلطان : وليد ؟ بوسعود : إيه سلطان : خاطري أشوف هالوليد بوسعود : تراك حاضر تخرجه سلطان :أنا ؟ بوسعود : إيه متأكد كنت موجود سلطان : ناسيه والله .. بس خل أحد يكلم أمها تبعدهم عن بعض بوسعود : ماترد علينا أصلا سلطان : ماني عارف كيف تفكر وهي موافقة على قرب وليد من بنتها وهي تدري أنها على ذمة ناصر ؟ بوسعود : والله حتى أنا منصدم منها ! معقولة مريضة ! عقلها صاير له شي سلطان : والله حتى أنا أتوقع تصرفاتها ماهي طبيعية أبد مقرن وقف : أنا أستأذن .. وخرج بوسعود وأنظاره خلف مقرن : ومقرن شكله مخبي شي سلطان : وشو ؟ بوسعود : مدري ماحبيت أضغط عليه بس واضح فيه شي مانعرفه , فِي الصالة الداخليةْ * ريم تستدير حول نفسها بفستانٍ ناعِم : يالله وش رايكم ؟ نجلاء : يجنن وأنتي محليته ريم : يافديت الذوق أنا هيفاء : ماأحب هالنوعية من الفساتين تحسينه قميص نوم من كثر ماهو بسيط ريم : تحبين الدفش اللي زي وجهك هيفاء : هههههههههههههههههههههه غصب يعجبني ريم : أحسن أصلا ماأثق في ذوقك .... *حبَّت تدخل مهرة بالاجواء* .. وش رايك مهرة ؟ مهرة : جميل ريم : تسلمين ... دخلت والدتها بتعب : اليوم أخذي الخبلة ذي معك أما أنا برتاح هيفاء : أنا خبلة ! والدتها تجلس : همزي رجيلاتي بس ولايكثر حكيك هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه راحت أيام الدلع !! هذي ريم بتتزوج ومحد بيبقى عندك غيري فـ حسّني العلاقات نجلاء بإغاضه لمُهرة : بتسافرين مع يوسف ؟ مُهرة بإبتسامة مماثلة للخبث : لأ نجلاء : أفاا ليه ؟ مُهرة : يوسف ما ودَّه هيفاء همست لوالدتها : إن كيدهن عظيم نجلاء : خسارة كان بيكون شهر عسل قصير لكم مُهرة رفعت حاجبها : شهر عسل ؟ نجلاء : إيه مُهرة : على كلمتك هذي حسستيني بزواجي نجلاء و خيَّم عليها الهدُوء مُهرة : مدري أنتي تغارين على منصور ولا تغارين على أخوه بالضبط ؟ نجلاء بصدمة فعلا أم منصور وتحاول تشتيت هذا الموضوع : ترى اليوم بتجينا جارتنا العصر مُهرة : على فكرة حاولي تجربين تستفزيني بموضوع ثاني لأن يوسف مايعني لي شي ... وخرجت هيفاء تصفر بهبال : واحد صفر لمهرة ههههههههههههههههههههههههههههههههههه نجلاء : يا عساها ما تهنى بحياتها أم منصور : وش هالدعاوي يا نجلا نجلاء : سمعتي وش قالت خالتي ! حتى أهانت يوسف بعد هيفاء : أحيانا ودي أكون زوجة ثانية والله متعة إستفزاز الحريم ههههههههههههههههههههههههههه أم منصور : أنتي أبلعي لسانك في جهة أخرى هو في سابع نومة , لو أقيمت حرب في منزله لن يشعُر بها مُهرة متربعة على السرير بجانبه : قوم يوسف بصوت ممتلىء بالنوم : أنقلعي عن وجهي لا يجيك كف يعلمك كيف تصحيني مُهرة : ذي زوجة أخوك المحترم صارت تعايرني يعني يعجبك هالوضع ؟ يوسف ألتفت عليها وهو مغمض عينيه : وش عايرتك فيه ؟ مُهرة : صحصح معي عشان أعرف أكلمك يوسف بعصبية : أخلصي لا تطيرين النوم مُهرة : ماراح تنام و ذا المجنونة تحت عسى يارب يطيح اللي في بطنها يوسف بغضب شدَّها ليُسقطها على السرير بجانبه , وضع كلتا يديه حولها وغرز أظافره بخصرها حتى سمع مِنها " آآآآه " تركها : لا تدعين عليها فاهمة مُهرة وتتلوى من الألم يوسف أتجه للحمامْ ومهرة مازالت تعض شفتيها حتى تخفف من ألمها ولا نتيجة دقائق حتى خرج يوسف وبإبتسامة : والله جاب معك نتيجة مهرة : حقيييييييير يوسف : ركزي على كلماتك بعد عشان مايجيك كف الحين مُهرة تكوَّرت حول نفسِها متألمة بشدة يوسف : كلهم تحت ؟ مهرة : روح يا عساك تطيح في بير ماله قاع يوسف : أستغفر الله بس ... جلس بجانبها : وش قالت لك ؟ مهرة : ماابغى أتكلم معك يوسف : عقب ماطيرتي النوم تقولين ماأبغى أتكلم معك مهرة وتستعدل بجلستها ويديها على خصرها : تحاول تقهرني فيك ! تحسبني ميتة عليك وبغار يوسف فهم الموضوع : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه واضح أنك ماتغارين مُهرة :أغار عليك أنت !! أنهبلت أنا يوم أغار يوسف : أنا فاهم نظامك تبينين للكل تجاهلك و أنتي في نفسك تظهرين هالإهتمام مُهرة : لآتتفلسف على راسي طبعا لأ !!!! وأصلا قلت لها يوسف مايعني لي شي حاولي تستفزيني بموضوع ثاني يوسف انفجر من الضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه يا سلام مُهرة : أيه نعم أنت ماتعني لي شي يوسف : لو ماأعني لك شي ماكان تكلمتي ؟ صح ولا ماهو صح ؟ بس لأني أعني لك الكثير صرتي تنفين الموضوع حتى قبل لا أحد يتهمك فيه مهرة بصمت يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه حظ أوفر بالمرات الجاية مُهرة : مين أنت أصلاً ؟ بيكون عرس لي لما تطلقني وأرجع أعيش حياتي زي العالم و الناس يوسف : وأنا قلت لك ماراح أطلق أنسي هالموضوع وشيليه من بالك مُهرة : كللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل لللللللللللللللللب و **************** يوسف : مين الـ **************** ؟ مُهرة بحدة : أنت يوسف وفعلا لا يوَّد أن يمد يديه عليها لكن هي من تُجبره , صفعها بقوة حتى سقطت على السرير مرةً أخرى , شدّها من شعِرها وبنبرة غاضبة وجدًا : هالكلام تقولينه لأمثالك ؟ ماهو لي !!!!!!!!!!!!!!!!!! , - باريسْ – غدًا أول أيام دورتِها الوظيفية , تمشَّت قليلا هي و ضي أفنان بملل : متى يجي بكرا وأنشغل ؟ ضي : عاد أنا ماودِّي يجي أفنان : عاجبك هالطفش ضي : أنتي تحبين الحركة أما أنا أحب بس أتأمل أفنان وتنظر لوجوه المَّارة : قد جيتيها ؟ ضي : لأ , قلت لك زوجي مايقدر يآخذني أفنان : يعني لاتزعلين بس وش هالدكتاتورية اللي عليك ؟ يعني من حقك زيِّك زي مرته الأولى ضي : مرته متوفية أفنان : طيب وليه مايعلن زواجكم ؟ ضي : هو عنده ظروف وأنا ماأبغى أضغط عليه أفنان : الله والظروف الرجال زي بعض تحسينهم زي الحيوانات مايهمهم الا أهوائهم ضي : عبدالرحمن غير أفنان : إسمه عبدالرحمن ضي : إيه أفنان تنهَّدت : ماأقول غير الله يهنيكم ضي : آمين ... أفنان ألتفتت للجهة المقابلة وتجمدت في مكانها ضي : وش فيك ؟ أفنان تمتمت : وليد !!! , يتحرك يمنة ويُسرة , لم يرتاح أبدًا .. أتت الخادمة لتنظف بيته عبدالعزيز : آآ ساندي مدري مين ؟ الخادمة أبتسمت : أوزدي عبدالعزيز : إيه أوزدي شفتي رتيل ؟ الخادمة : نُو عبدالعزيز : طيب .. آآ .. أتركي هالشغل .. روحي فوق وادخلي غرفتها بشويش طيب . .و شوفيها يعني نايمة ؟ تبكي ؟ أوزدي هزت كتفيها بعدم فهم عبدالعزيز ويتحدث معها بالإنجليزية : Go to her room and Look Is sleeping or what? أوزدي : أوكي عبدالعزيز : But don't tell anybody , okey ? أوزدي : أوكي .. وخرجتْ عبدالعزيز بدأ يآكل أظافره من الإنتظار .. أبعد كفوفه عن شفتيه وتنهَّد , يقف .. يجلس .. يسير شمالاً وتارةً يمينًا. دخلت أوزدي بهدُوء لغرفة رتيل , ألتفتت رتيل عليها مستغربة عدم طرقها للبابْ أوزدي أرتبكت رتيل : صاير شي ؟ أوزدي هزت رأسها بالنفي رتيل رفعت حاجبها : طيب ؟ وشو ؟ أوزدي : no thing .. وخرجت بسُرعة حتى لا تتعرض لأسئلة أخرى من رتيل أتجهت لعبدالعزيز : سير عبدالعزيز ألتفت عليها أوزدي : tiring she had dark circles around her eyes عبدالعزيز تنهَّد , أوزدي أنسحبت بهدُوء عبدالعزيز : ياربي أنا وش سويت ؟ ..... يقطع شفتيه بعظِّه المتكرر وأفكاره مشتتة جدًا. هذه المرة سيضغط على بُوسعود , رُبما التهديد يُفيد ... أفسدت مخططاتِيْ , لو أنني أتزوج عبير رُغما عنه سـ يتشتتون مثل ماتشتت أنا ؟ لكن رتيل .. مالحل ؟ . . . هذه المرة لن يقف بوجهي أحد. , أنفاسُها مضطربة وقلبُها ليس بأحسنِ حال , سلطان لن يرحمها أبدًا , هذا الواضِح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟ . . . . أنتهى موعُدنا - الأحد- إن شاء الله لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه " إلى هِنا بنوقِف عن يوم الثلاثاء وبيصير لقاءنا بس " الأحد + الخميس " لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ () بحفظ الرحمنْ. |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
✿ بين هہدفے و آلحب آشق طريقے ~~ حيث سآحقق حلمے ◄✿ Ţŏŋẩŕỉ ńŏ ķąỉḅũţşũ~ķũň | EINAS | ANIME WONDER | 16 | 05-15-2020 12:32 AM |
أستآذن سكونك…! |تعريف + قوانين + أختام+ ألية التقيم | JAN | روايات عامية | 7 | 05-13-2020 04:24 PM |