|
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-27-2020, 06:19 PM | #36 |
البارت السابع والعشرون . . . . . . . . ما تفكّر به قد يحدث! فلسفة عقلية تُدخل في تفصيلات العقل الباطن وكيفية ترجمته لكل ما تفكّر به وتؤمن! . . . هل اثبت يوسف هذه النظرية ؟ هل حقًّا جذب إليه ما يفكّر به... . . هو اصبح يُسرف في النظر إلى صورتها قبل خلوده إلى النوم يحدثها سرًا يطلب منها السماح ألف مرة قبل ان تغمض عيناه يهمس لها حُبه الأبوي وعشقه قبل أن يخدر لسانه ويخضع للسكون . . كانت مسيطرة عليه ، كانتقام لِم فعله بها طيلة هذه السنوات شتت انتباهه من جديد وجعلته لا يفقه شيء مما يفعله في عمله امرضت قلبه بسبب اشتياقه لها...وعصرّت بيديها عقله من شدّت تفكيره بها.... بالمختصر اصبحت تتردد في كوابيسه قبل أحلامه لتوقظ مارد الضمير الخامد بداخله . . رجفت شفتيه....نظر للوجوه التي تبدّلت إلى خوف بالنظر إليه حاول الوقوف على رجليه وهو يحاول لفظ اسم احقر مخلوق على وجه الأرض تقدم لناحيته أبا خالد وكذلك أبا سلطان والبقية تحدث أبا سيف بخوف: يوسف شصاير؟ . . يوسف ترقرقت الدموع في عينيه لماذا اتصل هو؟ هل ماتت نور لذلك اتصل ماذا حدث من تطورات كي تجعله يتصل به ويتوصل إليه والاهم كيف استطاع الوصول له اسالة تدّق الرأس بالأفكار التشاؤمية والسلبية.....جعلته يترجف .....ويتعرق جبينه ....ويتخطف القلق وجهه بشكل ملحوظ....هل اتاك الموت يا نور؟ هل اودّع السلام من بعدكِ؟ هل ابدأ بالنيّاح والعويل؟ هل اوبّخ الذات على ما فعلته بكِ؟ هل اصرخ في العالم انني ظالم؟ . . تقدم سعود: يبه.......مَن المتصل؟ بو خالد خشي على أخيه .....على تصلّب شفتيه وعجزها على النطق....على منظر ارتجاف جسده......ودهشته المخيفة للقلوب... سحب الهاتف من يده .... واجلسه أبا سلطان على الكنبة ليقول سيف: افتحوا النوافذ والباب مشى قصي لفعل هذا الامر فيوسف بدأ يتنفّس بصوت مسموع....ووجه مخنوق اما أبا خالد رد على المتصل: الو مين معي؟ أمير سمع أصواتهم ....كصوت غريق في قيعان البحر ....وبالكاد يصل لمستمعي من هم على الشاطئ ! ولكن سمعه واغمض عينيه...وبلل شفتيه... تنفّس عدّت مرات ليُجرّأ نفسه بذكر اسمه لهذا الشخص الذي لا يدري من هو يشعر انه يبذل جهد صعب عليه وثقيل ولكن حان موعده : معك أمير.....زوج ديانا...... أبا خالد نظر لأخيه كلمح البصر....ورآه يهمس وهو يشد على فخذيه : نورة..... ازدرد ريقه أبا خالد وخرج من المجلس والتفتت عليه الأنظار فقال عزام: خالي اهدأ..... ناصر اخذ يفتح اول (الازارير) من ثوب ابيه وهو يقول: يبه لا تضغط على نفسك....تكفى يا الغالي..... سيف بهدوء: بعدوا اشوي...عطوه مجال يتنفس.... . . . أبا سيف خرج وقلبه يشدو الحانًا.....من الخوف نظر لأبا خالد وهو يتحدث بكل غضب وعصبية وصراخ : لك وجه تتصل بعد عشرين سنة من سواتك الشينة؟.....تبي تموّت اخوي انت...ما كفاك اللي سويته؟.....وش اللي خلاك تتصل....شصاير ؟......قتلتوا البنت؟...ضيعتوها؟...دمرتوها؟ أمير اغمض عينيه لتسقط دموعه تحت انظار مُراد الذي لم يعد بيده شيء يفعله حقًّا هو دمرها وقتل روحها تحدث بثبات وبداخله عواصف تأخذه يمنةً ويسرى!: خيي......نور عايشة....بس محتاجة إلكون.....بليز...خبّر يوسف بهيدا الشي....خليه يجي على أمريكا بأسرع وئت....... صرخ أبا خالد: ألاعيبك هذي ما تمشي علي....اكيد عرفت انه يدوّر عليها....والحين تبيه يوقع في الحفرة اللي انت حفرتها له...... أبا سيف أشار له ان يهدأ بينما امير قال: قلت لك........خليه يجي أمريكا.....نور بحاجتكم....امها انتحرت....وعرفت بكل شي........عرفت الحقيقة......مو قادر اسيطر على ولا شي! أبا خالد صُعق من خبر انتحار والدتها .....عقد حاجبيه وقبل ان يتسرّع في الرد قال أبا سيف: كلمه بهدوء هز رأسه ثم قال: برسل لك رقمي الحين........وبتصل عليك بعدها باي ثم نظر للرقم .......ارسل رقمه .....وسريعًا دخل المجلس وتبعه أبا سيف هنا وقف يوسف بعد ان استوعب كل شي اقترب من أخيه وبانهيار: بنتي غازي...بنتي؟....عايشة ولا ميتة؟ نظروا لوجه أبا خالد ازدرد ريقه: عايشة.... أبا سلطان لم يتحدث ولم ينطق كلمة واحده لكي لا يزيد الامر سوء بأسالته وكذلك الشباب أبا ناصر بصرخة فقد فيها اتزانه : اجل ليه متصصصصصصصصصصصل هالكـ.... بو سيف اقترب منه: اهدأ يا بو ناصر.....البنت ما فيه إلا العافية ..... بو ناصر نزلت دموعه على خديه: تكذبون علي.....مستحيل يتصل علي عشان... قاطعه أبا خالد: متصل عشان أمها انتحرت والبنت....عرفت بكل شي......ومنهاره......وواضح فاقد السيطرة على كل شي.... بو سلطان بحذر: يمكن يكذب ومسوي فخ.... سعود بحقد: ان شاء الله يلحقها هو بعد....... ناصر رمق أخيه ليسكت.... بو خالد بعجز: مادري اذا صادق ولا لا.....انا لازم اسافر قبلكم اشوف الوضع...... بوناصر : لالا بسافر معك ماقدر انا اظل هنا ....ما اقدر... بو خالد بحكمة: لا تستعجل يا خوي... ثم نظر لخالد: خالد شوف لي الحجوزات.....ابيك تحجز لي الليلة.........على اقرب وقت ممكن.... خالد الضائع في حديثهم وتصرفاتهم: طيب... ثم أشار لسعود: بلغي حجزك سعود : عميييييي.. قاطعه بصيغة امر: هالامور ما يبي لها طيش.....اجلس عند امك واختك.... سعود كان سيتحدث ولكن عزام لكزه وهو يهمس: خلاص سعود صل على النبي... سعود زفر ومسح على رأسه فقال أبا ناصر: غازي.....احلف لي انها عايشة....احلف لي... بو خالد اقترب من أخيه قبل رأسه ومسك كفي يده ليردف: اقسم لك بالله العظيم.......قال لي عايشة....ما فيها شي....بس من زود خوفي عليك.....ابي اروح اشيّك على الأوضاع قبل.....تطمن......تطمن يوسف....وشد حيلك.....تقوّى وانا خوك.... هز رأسه بو سلطان نظر لقصي: قصي جيب ماي لخالك.... هز رأسه وذهب لناحية الطاولة لجلبه.... جسّار همز لناصر: نويصر علمنا بالسالفة صايرين مثل المجانين وقلوبنا بدأت تضرب شوط خوف.... لا يتغيّر أسلوبه حتى في المواقف الصعبة ابتسم ناصر رغمًا عنه وأشار له وللبقية يخرجوا حتى سيف.... وحينما اصبحوا في الخارج قريب من المجلس تحدث: ديانا خانة ابوي......وخذت بنتها بتلفيقها لكذبة طويلة عاش ابوي مرارتها... سيف بجدية: شلون؟ قصي : الحيوانة......كيف كذا....وليش ما درينا من اول.... عزام : لحظة لحظة .......شلون اخذتها منه .....والاهم شلون هو تنازل عنها... جسّار : الله لا يرحمها......جننت خالي ...... خالد : يعني عمي كشفها وقتها ولا كيف صار كذا... بندر نظر لهم: هدوا اكلتوه بالاسئلة بندر بانفعال: الكلـ.....خانته مع اللي داق على ابوي أمير....... عزام بصدمة: عشان كذا....خالي انصصصدم.....حسبي الله عليه...... جسّار بانفعال: وعليها... سيف: كمل ناصر ناصر حك ارنبة انفه: شككوه انه نورة مو بنته.....وسوى تحاليل ....واخفوه عنه ....هذا اللي فهمته من ابوي..... بندر بغضب وانفعال اطلق شتيمه قوية بحق ديانا.... فقال خالد بغضب: حسبي الله عليهم ...جنننوا الرجال.... عزام بجدية: ليت خالي دخلهم في سين وجيم.......ووقفهم وقتها عند حدهم... جسّار اكمل: واضح خالي وقتها مو في وعيه من صدمته.... بندر: شي مو سهل...الخيانة مو سهله....الله يلوم اللي يلومه...... خالد نظر لناصر: والحين كيف عرف انها بنته.... ناصر هز اكتافه: تقدر تقول انبّه ضميره....بوقت متأخر....و قاطعه سعود بغضب: أصلا واضح يفكر فيها طولة هالسنين ...بس يخبي علينا...والحين مع كبر سنه....ما قدر يتماسك اكثر.... عزام مسح على رأسه: حسبي الله عليهم..... قصي بصدمة : وله وجه يتصل عليه يبي يجلطه الله ياخذه..... سيف : ناصر....عمي.....لازم يداوم على علاجاته.......وتبعدونه عن أجواء الضغط رغم هالشي صار مستحيل .......والافضل انه ما يسافر......حالته الصحية ما تسمح... سعود بقلق: ابوي ما راح يوافق..... سيف بجدية: عارف.....بس وضعه اقولكم ....ما يطمن.... ناصر: مادري والله شسوي انا احس مختبص من هالسالفة....... قصي اقترب منه وطبطب على ظهره: هونها وتهون... عزام نظر لسيف: شلون يعني وضعه ما يسمح.... سيف نظر لأخيه: الجلطة اللي جاته قبل......لها آثار جانبية حتى لو طفيفة.....واخاف مع هالضغوطات....يـ... قاطعه جسّار ليخفف عن البقية: لا ان شاء الله مو صاير له الا العافية... عزام : تعالوا بس...صلوا على النبي...ودخلوا اجلسوا.....مو صاير الا كل خير... خالد اقترب من ابن عمه ناصر وطبطب على كتفه وكأنه يخبره أن كل شيء سيصبح بخير اهدأ . . . لا يعلم إلى اين يأخذها......إلى اين يستقر بها....وضعها على المقعد الامامي ...وارجعه للخلف لتستند عليه لم يسمع لها صوت بكاء....انهيار....كانت مستلقية تنظر للنافذة بعنينين جاحظتين.....تشد بقبضة يدها على ملابسها.....تتنهد بين الفينة والأخرى ينظر إليها ...وهو يفكر إلى اين يذهب....تذكر منزل جدّته المتوفية .....لم يكن قريب منهما بل يحتاج للوصول إليه ساعة تقريبًا! فسلك طريقه ولكن أوقف سيارته جانبًا لشراء ماء ثم عاد وقبل ان يحرك السيارة مدّه لنور : take it نظرت إليه ثم هزت برأسها انها لا تريد لا يريد ان يزعجها اكثر....سمع رنين هاتفه ولكن لم يُجيب عليه أما هي اغمضت عينيها ......تذكرت ملامح وجه والدتها عقدت الحاجبين بطريقة تدّل على وجع قلبها.....تذكرت حديث والدتها تذكرت رسمتها لها .....تذكرت كل شيء....حتى أنانيتها... لماذا هربت؟ كانت تتساءل لماذا فعلت بها كل هذا ازدردت ريقها.....بكت .....بصمت....ولكن بدموع ثقيلة..... تشعر بالوحدة وبالخوف......تشعر بالخذلان ......تشعر انها الآن ادركت معناه الحقيقي.....خبر انتحار والدتها.....لخبط مشاعرها كليّا.......لو لم تنتحر وعلمت بالحقيقة لكان سامحتها لأنها لم تتخلّى عنها بسهولة كما فعل يوسف ولكن الآن لا تستطيع ان تسامحه على الكذبة ولا على هروبها؟! لو كانت عزيزة حقًّا على يوسف لتمسك بها......تشبث بيدها وهي تلوّح له قبل خروجها من الغرفة ولكنه لم يفعل؟ لم يُبدي لها حُبه الأبوي في الصورة الأخيرة التي تذكرها عاملها كطفلة غريبة عليه...ولكن لم تدرك وقتها هذا الامر ادركته الآن وتجرعت مرارته.... زادت نبضات قلبها.....وزاد تعرّق جسدها......خائفة! جميع من وثقت بهم ....هدموا هذه الثقة ....بقساوة.... بمن تثق؟ وبمن تُسند نفسها عليه؟ لا أحد وهي لا تريد احد...تريد العيش بسلام دون وجوه منافقة ومخادعة ....لا تريدهم .....يكفي...ما تجرعته منهم..... بينما ماكس كان ينظر لتقلب وجهها...وحالها.....وينظر لطريقه.... اغلق هاتفه بسبب الرنين المستمر..... . . مُتعبة .....تشعر بالثقل.....بطنين صوت والدتها.......تشعر بيديها تطبق على جسدها...تحتضنها......تشعر بهمساتها...... انكمشت حول نفسها...وبكت بصوت وهي تكرر: خلاص وخري عني وخري نظر إليها هنا ماكس بخوف: نور.....اهدي..... نور فتحت عينها ونظرت إليه بعينين دامعتين: ليش خذت جوازي؟ ماكس سكت وركّز بطريقه وشد على مقود السيارة أكملت بهذيان: ليش تكرهوني كلكم؟ تحدث وهو ينظر للأمام: ساعات لم نحب حدا....من كتر حُبنا لألوه ....نوجعوا بدون ما نحس..... نور بكت بصوت ...تشهق ...تبكي....تهذي......تضرب على فخذيها وقلبها بوجع وهو يستمع لها....وبعد وصولهم.....نزلا من السيارة .....نظر لكل المفاتيح المعلقة في المدلية لا يعرف أي واحد منهم تابعًا لباب جدته....ولكن جربهم جميعًا إلى ان فتح الباب وأشار لها بالدخول.....نظرت للبيت بطرازه القديم.....نظرت للغبار الذي يغطي الأرضية....للأثاث الذي وضع عليه غطاء ابيض..... اغلق ماكس الباب.....ثم قال : دخلي.... فتح الانوار......ورآها خافتة ....لا تنير ارجاء المكان كلها...ازاح الغطاء من على الكنبات فاردف: راح جيب صوفيا تنظف المكان بكرا.... مشت ورمت بنفسها على الكنبة التي تشبّعت من الغبار ولكن لم تهتم نور تحدثت بهذيان وعدم اتزان: ماكس...عندك شـ... ذكرت اسم شراب مما حرمه الله نظر إليها ماكس فهم انها عادت للتخبط وعليه ان يراقب افعالها تحدث وهو يزيح بقية الاغطية: من اسلمت ما اشرب... هزت رأسها بتفهم دون وعي منها.... نهضت وهي تترنح يمين ويسار بسبب خوفها ورجفتها ....وتخبط مشاعرها..... : بروح اشتري واجي... وقبل ان ترفع قدم رجلها لتخطو خطوة واحده امسك بزند يدها ونظر لعينها: نور......الشراب ما راح يحل لك مشاكلك..... نظرت لعينيه .....لثباته......لتحديقه بها بحدة نبرته وكأنه يوبخها.... سحبت يدها منه.....ثم ولّت بظهرها عنه لتردف : مالك دخل فيني... ومشت متوجّه للباب ولكن لحقها وامسك بها من جديد.... ولكن هُنا نور تجرّدت من صمودها......من هذيانها لتترجمه بهذه العواصف.... سحبت يدها منه........صرخت في وجهه......: قلت لك مالك دخل فيني ......وخر عني..... فتحت جزء من الباب ولكن ماكس لا يريد من جنونها هذا الاستمرار حتى الغوص في وحل الخراب....ظنًا منها انه طريق سليم ...وطريق لنسيان.... سحبها من يدها بقوة ...ليبعدها عن الباب.....وبسبب ضعفها سقطت على الأرض اقفل الباب ووضعه في جيبه..... ثم مشى من أمامها وكأنه لم يفعل شي.... يعلم انها سترد عليه ...هي الآن تراه منفذًا لِم بداخلها... لا يوجد امير ولكن يوجد ماكس لا توجد ديانا ولكن يوجد ماكس لا مكان لوسف ولكن هنا مكان ماكس! ارتجف صوتها واخذ صدرها يهبط ويرتفع بشدة تشعر بكرههم....وتشعر بكرهها لهم.......بكت بدموع ثقيلة ونهضت هنا سريعًا .....وجمد الدم في آخر أنفاسها! شعرت بدوران شديد.....وغشاوة على عينيها مع لحظة مؤقتة من فقدان الرؤية ......وقفت مكانها....سكنت ......امام ضعفها....إلى ان أصبحت رؤية ماكس بالنسبة إليها واضحة فذهبت لناحيته وبلا مقدمات مدّت يدها على مخبأ الجاكيت الذي وضع بداخله المفتاح ولكن امسك يدها سريعًا واردف بهدوء: ما راح تشربين.... يُعاندها.....وهي في حالة هيجان....يُعاندها وهي في اشد حاجتها لتفريغ غضبها دفعته بقوة ولكن لم تأثر به دفعتها ثم صرخت هنا وبكت في الآن نفسه.....تشعر انّ الكون كله ضدها.....تشعر انّ ايادي كُثر تمتد على عنقها لتخقنها تريد والدها.....تريد والدتها رغم ما فعلته بها...تريد ان تحضنها....تهمس لها (سويت كل شي عشاني احبك) تريد ان تصدّق الكذبة ......من اجل ان ينزاح عن قلبها هذا الثقل تريد ان تعود للوراء تعود قبل ان ترى بهاء الدين الكاذب.....تريد ان تُمحي من ذاكرتها آلامًا عدّة أهمها آلام الوحدة والولادة! تريد ان تعود لغرفتها البسيطة....في مدينة الرياض في ذلك الحي....الذي احتفظ ببقاياها ....الذي يصرخ بطفولتها العَذبة بسبب تعامل والدها لها بكل حنيّة وأبويّة مثالية ..... صرخت لكل هذه الذكريات.....صرخت وبكت ....بانهيار ...... الحُب.......الذي عاشته......العشق الذي لا مس اطراف قلبها.....النظرات التي اشعلت نيران الهُيام في خلايا عقلها.....جميعها كذب....جميعها خداع.... الاحتضان......الطبطبة على الجِراح.....الهمسات الابوية.......وقبلات الأمومة......بُنيت على كذبة...تجرعّتها لمدة الواحد والعشرون سنة!......عاشت في تذبذب ديني...اجتماعي...معنوي بسبب كذبة......كذبة واحدة.....باعدت بينها وبين موطنها الأصلي آلافا من الاميال!.....باعدت بين قلوب احبتها بكل براءة .....كيف تعيش؟ كيف تستمر في العيش الآن.... انانية البُعد وقصته استمرت وخُتمت بانتحار عنيف......ركلت الطاولة الخشبية.....فقدت اتزانها.... كُل شيء بدأ يتدفق أمام عينيها صراخ والدتها الدم الخارج من تحتها... ضرب يوسف لها... اخيرًا حصة ووضع يديها على عينها لتمنعها من رؤية الباقي صرخت بوجع وهي تضرب على قلبها لا تتوقف الذكريات تستمر في لحظة الضعف والانهيار....تستمر لتفلق قلوب عديدة تذكرت حبها .....الحُب الذي عاشته بصدق...حتى انها سلمّت روحها وجسدها له! الحُب الذي اخرجها من الظلمات الى النور ظلمات الضياع إلى نور السكينة والهدوء تذكرت همساته :احبج هواية نور تذكرت لمساته الحانية لتخفيف جراحاتها وهي تعاتب الجميع وقتها تذكرت احتضانه...تذكرت نظراته التي تستمد منهما قوتها.... لم تتحمل هذا التدفق من الذكريات ضربت على الأرضية بوجع عاشت طيلة حياتها في كذبة........كذبة ادّت بها إلى الكثير من الاوجاع....كذبة جعلتها تلد طفلة صغيرة .....تريد ان تحتضنها ولكن خائفة من ان تقترب فتحرقها! كذبة جعلتها تقترف الكثير من الخطايا عنادًا لديانا كذبة جعلت ظهرها منحنيًا ......لفروقات ...كثيرة .... فروقات التفكير.....والعادات والتقاليد.....والتعاليم الدينية..... هذا الكون اظلم ......معتم.....ومخيف...تريد الهروب منه....تريد النجاة من هذه الذكريات ...ومن عتمة المكان...صرخت ....وهي تضرب برأسها على الجدار ...... بينما ماكس...دمعت عينيه....يريد منها ان تبكي...ان تفرغ ما بداخلها ألا تكتم اوجاعها لكي لا يزداد الامر سوء ترك لها المجال...ولكن خشي عليها حينما رآها تؤذي نفسها دون وعي منها اقترب منها وحاول ان يُمسك يديها بحركاتها العشوائية بينما هي كانت تعيش في مرحلة استرجاع شريط حياتها بصورة توضّح لها سذاجتها بتفكيرها السوداوي تشعر بالسذاجة والخداع انها قبلت ان تعيش كل هذا رغم انها في الواقع لم تتقبله وفعلت الكثير من اجل تغييره ولكن لم تستطع ضربت بيدها على قلبها وهي تتذكر حبها وخضوعها لبهاء هذا الامر حقيقةً يوجعها بشدّه لأنه قرارها الوحيد الذي اتخذته هي وبالأخير اصبح قرار خاطئ تشعر بكرهها لنفسها حينما جعلته يقترب منها ويهدم جميع الحدود معها تذكرت نبرة ابنتها....لمساتها على ساقيها......فحركتهما بسرعه وكأنها تريد ان تبعدها ولاحظها ماكس هنا وعقد حاجبيه كانت مغمضة لعينها تبكي بجنون لا تريد ان تعيش سندرا او كما اسماها والدها بـ رتيل ما عاشته لا تريد ان تعيش قصة مشابه لها....لا تريد ان تكون سببًا في اوجاعها......لا تريد منها ان تحبها واو تكرهها ...لا تريد كل هذا ولكن صوت سندرا يتكرر : ماما......ماما.......ماما....ماما... وضعت يديها على آذانيها تخبئها اخذت تتخيّل صوتها على صورة عتاب لتردف لها : ليش حاولتي تموتيني؟! بدأت تتخيّل انّ ابنتها تلومها على محاولاتها في اجهاضها...في الخلاص منها....في ضربها وهي في بطنها...في... . . تذكرت تلك الحادثة جيّدًا وهي في غرفتها قبل ان تُحتجز في المستشفى....قبل ست سنوات...من الآن ..... حالها آنذاك يشابه حالها الآن....كانت تعتصر آلمًا ووجعًا تبكي لماذا بهاء الدين (مُراد) فعل بها كل هذا هو احبها اهداها الحياة لماذا الآن تخلّى عنها بهذه الصورة البشعة ؟ أقفلت الباب على نفسها ونظرت لبعثرت المكان .....الناجم عن انهيارها وضعت يديها على بطنها ...تتحسس النتيجة التي آلت بها لهذا الجنون .....اخذت شهرين ......وهي تسكن بداخلها سندرا .......شهرين من البكاء....المستمر....والنحيب المزعج.....شهرين من حاولات التخلّص منها...... نظرت للسكين التي بيدها.....تسمع صراخ الجميع ...تسمع طرق الباب عليها تسمع والدتها ديانا تكرر: بنتي نور....بليييييييييز افتحي الباب....نور......نور...... كانت مستمرة في التحديق للسكين......دموعها تنساب بلا توقف...عقلها....يترجم حديثه الأخير إلى أمور كُثر عجزت عن تفسيراتها... وضعت السكين على معصم يديها....... زادت الضربات على الباب وزادت نبضات قلبها..... سمعت ديانا تحدث امير الذي دخل للشقة للتو تصرخ: نور راح تموّت حالها...... ركل امير الباب اما هي سريعًا ما جرحت يدها..... نظرت للجرح.....ثم لأرجاء الغرفة......فتاة....مراهقة....مبعثر كيانها...كرهت الحياة....فكرّت بالانتحار مرارًا وتكرارًا ولكن لأوّل مرة تجرؤ على فعله الآن....خافت عندما رأت الدم جثلت على ركبتيها...بكت....صرخت...... امير ما زال يركل الباب الى ان انفتح على مصرعيه ليضج المكان بصوت والدتها: نوووووووووووووووووووووووووووووووووووووور . . . هي من فكرّت اولّا بالهروب....هي من فعلتها قبل ان تفعلها ديانا...ولكن لا تجرؤ على ان تُسهب في هذه الاحداث ولكن ماذا حدث لها الآن....بدأت تتذكرها بأدق التفاصيل..... كانت تبكي منهارة ...تنظر لمكان الجرح الذي بهت لونه....... هزها ماكس يريدها ان تفيق على نفسها..... كانت تصرخ من أعماق قلبها وهي تضرب على بطنها..... شد على يديها وثبتهما على بطنها ليمنعها من الحركة سكنت هنا...وهي تنظر لزاوية من زوايا المكان....دموعها عالقة على طرف رموشها..... شعرها الطويل تبعثر على اكتافها ......ليعزيها على هذه الذكريات.... شفتيها ترتجفان بخوف......جفني عينها لا يتحركان ثابتان..... حرارة جسدها ارتفعت ..... ماكس اقترب اكثر منها...مسح على خدها كسرت خاطره.......خاف عليها ان تجن كرر: اهدي....نور.....تسمعيني.....اهدي..... تنفسها مضرب....افكارها مشتتة....عينيها لا تتحركان.....صوت ديانا يضج في خلايا عقلها صورة الدم تتدفق امام عينيها... تداخلت الذكريات في بعضها لتتذكر بشكل سريع......قبلتها الأولى......مشاعرها الصادقة...احتضانها للحياة من جديد صوت بهاء : انسي نور انا معاج ....مستحيل اتركج لحالج.....نامي.....نامي... نامت عن ظنونه.....وغفت عن خبث تفكيره..... احترقت نور بآخر ذكرى لها مع ابيها في الغرفة قبل ان تأخذها والدتها منه وهي تلوّح له تودعه هذا الوداع الذي استمر إلى عشرون سنة هذا الوداع الذي كتب لها ان تتجرّع أمور كثر... هذا الوداع الذي مزّقها إلى أشلاء.....هذا الوداع الذي ظنّته مؤقتًا ..... تداخلت صور في ذاكرتها .......لترجف قلبها وجسدها يوسف....حصة...ناصر.....اخيها الصغير....جدها ....جدتها.....افراد من عائلتها نست أسمائهم...... هزها ماكس يريد منها ان تستعيد وعيها ......ترك يديها لتسقطا على حجرها بلا مقاومة ...... خشي عليها هنا......امسك وجهها بيديه.....حدّق في يعيناه اللتان تنظران للماضي......نظر للمعة الحزن تحدث: نور.....انا معاك......لا تخافي...... سمعتها بنبرة بهاء كررها هذه الجملة عليها طوال زواجهما نظرت لعينيه......تنفست بضيق......شعرت انها ستفقد وعيها....ولكن شدّت بيديها سريعًا على طرف جاكيت ماكس.... تعلّقت في اطراف آمال الحياة....... وهي ترتجف.....بكت وهي تردف له: خدعوني.....خدعوني...كلهم....كلهم... ازدرد ريقه.......لا يدري كيف يخفف عنها.....ولكن كل ما فعله ...احتضنها دون ان تبادله هذا الاحتضان...... بكت في حضنه....واستمر هذيانها....إلى ان حملها...ووضعها على الكنبة ....وجعلها تستلقي عليه ...ولكن نور استلقت على جانبها الأيمن ...وانكشمت حول نفسها.... اغمضت عينيها....ابتعد ماكس يبحث عن لحاف يغطيها به ووجد.....ثم عاد ووضعه على جسدها الذي يرتعش.... ثم جلس على الأرض بالقرب منها مسح على شعرها بهدوء واخذ يطبطب على كتفها.... فتح هاتفه بنفس اللحظة وانهالت عليه الرسائل ولكن لم يقرئها ارسل لمراد (طمن امير نور بخير) ثم اغلق هاتفه من جديد لا يلوم نور على هذه الانهيارات ولا يستطيع لوم امير على ما فعله بالماضي..... مسح على شعره بهدوء...ثم نظر إلى وجهها . . . . تنظر له .....تشعر بالحرج منه بسبب ما حدث...تشعر بالخوف ولكن متيقنة من حبه لها....غير قادرة على ان تجعل نظراتها ثابتة عليه.....ان تحدثه بطلاقة مثلما يفعل......تشعر انّ ما حدث لها جعلها تبني حواجز وحصون مشيّدة بينها وبينه رغم انها تحبه....ولكن حتى حينما يحاول ان يُمسك يدها تشعر بلذعه مخيفة في فؤادها فتسحبها بهدوء.....ازدرد ريقها وهي تردف: ليش خطبتني؟ كان يرى التغيرات التي طرأت عليها....يرى كيف بدأت تهتم لتخبأت شعرها....من مرأى عينه....ينظر لتحذرها من ان يُمسك يدها....رأى خوفها وحبها منه ولكن لن يلومها ابدًا على كل هذا ما مرت به صعبًا : لأني احبج.... اشاحت بنظرها عنه......هل هذا الحُب الذي سيغذيها لنسيان ما حدث؟ هل هذا الحُب الذي شعر به قيس ليلى......وهذى به عنتر لعبلة؟ هزت رأسها ليكمل بهدوء: قررتي تتحجبين؟ ايلاف لا تدري......ولكن لا تريد ان يرى احدًا شعرها.....وربما....اتخذت القرار الصائب في حياتها وهي تهز رأسها بنعم فقال: لايق عليج وايد.... ابتسمت له .....وهي تفكر.....ليت لم يحدث لها ما حدث....ليت . قاطعها وهو يقول: بكرا راح نملج......ايلاف سمعيني زين.... ثم اخذ صوته يلين: انا ما خطبتج عشان شفقة ولا غيره.....انا نيّتي هذي من زمان ......بس جات بوقت ..... قاطعته وهي تنظر إليه بعينين دامعتين: كان ودي .... قاطعها وهو يُمسح دموعها : عارف ابتعدت عنه بشكل ملحوظ فقال: آسف..... نهض : راح امرج الصبح.... وقبل ان يخرج قالت: ما كلمتك نور؟ التفت عليها: لا.....ليش هي ما جاتج ؟ هزت رأسها بلا فقال: يمكنها مشغولة ......لا تحاتينها.... ايلاف اردفت: ان شاء الله.....تصبح على خير طارق بهدوء: وانتي من اهله ثم خرج . . . وهو يفكر بحالها هذا؟ . . . ايلاف تحتاج الى طبيب نفسي هذا ما دار في عقله ولكن لن يجعلها تخضع له....حركاتها...ترددها في الحديث....خوفها من لمساته......تجنبها للنظر إليه علامات لا تبشره بأي خير......ولكن لم يضغط عليها....ولن يجبرها على ما لا تريده....سيحاول أن يقف معها إلى ان يُمحي ما حدث من ذاكرتها.....فمن الصعب نسيان أمر....أخذ منك الكثير وهذا الامر اخذ منها الثقة واستبدلها بالتردد وانتزع منها الطمأنينة ليحل محلها الاضطراب التشتت يشع منها ....بوضوح.....ووجود والديها في هذا الحال مهم ولكن ماذا يقول؟ حقًّا جورج ظلمها ودلال قتلتها مُنذ ان ولدتها! زفر بضيق على هذا الحال وشدد الحراسة عليها ثم خرج . . . . اضطرت للذهاب إلى منزل كرهته وحمل بين طياته مُعاناة طويلة ولكن شعورها بالتعب وبالخوف من ان يحدث لها شي اجبرها على القدوم هنا فأخبارها قصي : روحي بيت عمك .......هذي الأيام ماقدر اجيك...... مُهره بتساءل: ليش؟ قصي بهدوء: عمي بو ناصر تعب من جديد....وتعرفين كل العيلة في حالة استنفار..... مُهره بتفهم: تمام . . وهنا اتصلت بعمها والذي من الواضح انّ قصي حدّثه قبلها آتاها اخذت ما تحتاجه ووضعته في حقيبة متوسطة الحجم ثم ذهبت معه وها هي الآن أمام باب منزله تحدّق به...تذكرت أوّل قدومها إليه ....يتيمة وضعيفة......خائفة من المستجدات التي ستطرأ على حياتها.....عانت فيه لفترة ولكن الآن تحمد لله على كل شيء... دخلت مع عمها الذي قال: تفضلي يا بنتي.... مشت معه ولم تزيح الغطاء عن وجهها.....رأتها زوجة عمها واستقبلتها .....بتعامل لم تعتاد ان يخرج منها ولكن غضّت بصرها عن هذا الطرف....وجاملتها إلى ان حملت الخادمة اغراضها واوصلتها للغرفة أغلقت الغرفة عليها نظرت لأرجائها.....تذكرت أمور كُثر....بكائها ضربها...خوفها.....تنهدت بعدها بضيق ثم أرسلت لقصي (قصي حبيبي.....بظل ثلاثة أيام بس وبرجع....احس بيتهم يخنقني) . . . في تمام الساعة الثامنة والنصف ليلًا مازالوا في منزل أبا خالد ....انتشر الخبر للنساء ....خبر اتصال امير.....اخذت أجواء الاضطراب تظهر عليهم.....بينما نوف اخذت شيخة لتتساءل عن الامر وشيخة لم تقصر في سرده عليها بينما الجازي لم تنصدم كثيرًا بسبب ما اخبرها به والدها نهضت مستأذنة اخذت ابنها لتغير ما تحته وأغلقت عليها الغرفة اخذت تعيد الحسابات من جديد في عقلها تريد الطلاق ولكن لا تريد أن يؤذي هذا القرار ابنها.....لا تريد يومًا أن يلومها على هذا القرار....خائفة ان يُصبح حاله مثل.... لم تستطع أن تكمل هزّت رأسها وهي تقول : لالا الفرق كبير هي مؤمنة بأن نورة ستلوم عمها بأشد الالفاظ.....وربما الأفعال..... الطلاق....بوجود الأبناء صعب في اتخاذه كقرار نهائي! والآن هي بدأت تُدرك هذا الأمر ولكن العيش مع سيف بالنسبة إليها مستحيلًا هو لم يقصّر ابدًا في جرح انوثتها....وجرح قلبها... بدأت تحتار وتختلف موازين تفكيرها... وخائفة من ان تُلام في المستقبل القادم وهي لا قدرة لها على تخيّل ابنها عبد لله يأتي ويلومها يومًا على قرار اتخذته ظنًا منها مناسبًا.... ازدردت ريقها واحتضنت ابنها لتردف: قولي......شالحل؟ . . . . نوف ضربت على فخذ شيخة: جب....جب...شالكلام اللي تقولينه....عمي يوسف يحبكم ....وخاف عليكم....وتستاهلين الكف اللي جاك من خالتي...... شيخة مسحت دموعها سريعًا: يعني انتي واقفة معاه...ضد نورة... نوف بغضب وعصبية: قسم بالله تفكيرك تفكير بزر عمره ثلاث سنين....شنو معاه وضده......اللي صار اكبر مني ومنك....واكبر من الواحد انه يستوعبه .......لو صدق ما يغليها ما طاح مريض ...بسبب هالشي يا شيخوه....لا تزيدينها على ابوك......هجدي... شيخة مسحت انفها بالمنديل: أصلا هاجدة من زمان على قولتك.........وتذكرت أشياء خلتني استحي من ابوي....بس ابليس يجي ويوسوس لي.....و قاطعتها نوف : عمي مصدوم وما زال مصدوم.......ديانا وأمير ما قصروا فيه ومن واجبنا نخفف عنه ما نزيد عليه .... شيخة هزّت رأسها برضى ثم سمعت رنين هاتفها فرمقتها نوف: بندروه؟ شيخة نظرت لشاشة هاتفها ابتسمت: أي... نوف سحبت الهاتف منها ثم اجابت تحت صدمة شيخة التي تقول: يا حمـ....هاتيه ..... اجابت: هلابي يا العاشق....... بندر أراد الاتصال على شيخة والاطمئنان عليها خاصة انه فهم سبب حزنها في آخر مكالمة لها عبس بوجهه: نويّف.......عطيني شيخة ..... نوف باستهبال: شيخوه في الحمام......اخليها تتصل عليك بعدين... شيخة صرخت هنا بحماس: لاااااااااا كذاااااااابة... نوف اشارت لها: اشششش فضحتينا .... بندر ضحك بخفة : ههههه عطيني إياها لا اجي... قاطعته وهي تحدق في شيخة: شبسوي يعني.... بندر بملل: مطولة؟ نوف : والله عجبني صوتك بالجوال شيخة ضحكت بينما بندر عصب للغاية: نويييييييييييييييييييييييييّف.... نوف : يممممممممممممه ما قلت شي... ثم رمت الهاتف على شيخة وهي تقول: خذي كلمي وانا بروح اشوف عبادي.... أغلقت باب غرفتها على شيخة التي قالت: هلا بندر... بندر بجدية وبلا مقدمات: عشان كذا كنتي زعلانة ....وقولين كل شي ببان بعدين.؟ شيخة بهدوء: أي.... بندر : ان شاء الله كل شي بكون بخير..... شيخة بجدية : الوضع صعب.......ابوي غلط غلطة كبيرة بحق نورة ...........ونورة ما راح تسامح ابوي...ولا راح تستقبله.....وهالشي بيزيد وضع ابوي سوء.... بندر بانفعال: فال الله ولا فالك......لا تفكرين كذا مهما كان هذا ابوها....باذن الله موصاير شي... شيخة : أتمنى....بس خايفة والله يا بندر...... بندر مسح على رأسه بتوتر: اكيد البداية صعبة ....بس بعدين كل شي بلين..... شيخة تنهدت: الله يعدي هالليام على خير... بندر التفت على باب المجلس بحذر: الله يسمع منك.....والحين بسكر....اكلمك بوقت ثاني ...طيب؟ شيخة : تمام.... ثم اغلق الخط وهي اغلقته ثم خرجت . . نوف نزلت للصالة لترى عبد لله ولكن اخبرتها ام ناصر انه مع والدته في الغرفة فصعدت لأختها بعد ان طرقت الباب ثم فتحته ....دلفت الباب...فرأت اختها تُلبس عبد لله ملابس جديد بشرود تقدمت لناحيتها: الجازي....شفيك؟ الجازي (انتقزت )ببداية الامر ثم قالت: هااا......لا ولا شي....بس صعدت اغيّر لعبد لله..... نوف : متأكدة؟ الجازي نظرت اليها: أي.... وبتذكر : خذتي الابرة؟ نوف هزت رأسها ثم قالت: جوجو....ادري مو وقته بس....بسألك......متى راح تبدون إجراءات الطلاق؟ تعلم نوف.....أنّ القرار إلى الآن من ناحية الجازي فقط وسيف لم يقرر بعد هل يتنازل ام لا....لذلك سألتها بطريقة غير مباشرة لتعرف المستجدّات من هذا الامر كله! فإن سألتها بشكل مباشر ستقلب الجازي المكان رأسًا على عقب ! الجازي مدّت ابنها لنوف: بعد ما تخلص سالفة عمي يوسف.... نوف احتضنت عبد لله وببهوت اردفت: يعني قررتوا؟....سيف اقتنع؟! الجازي وهي تتوجّه للخلاء: بيقتنع....بيقتنع..... نوف هنا زفرت باطمئنان علمت إلى الآن سيف لم يحزم الامر ليُنهيه ثم تحدثت بصوت شبه عالي: باخذ عبود وبنزل...... ثم خرجت من الغرفة بينما الجازي أسندت ظهرها على الجدار ونظرت للهاتف الذي سحبته من على السرير دون ان تلحظ اختها...تنهدت عدّت مرات تشعر بالتخبّط....والحيرة بدأت تقتلها .....ولكن هيهات لن تسمح لهذا الأمر أن يطُول لتتأثر به لذا اتصلت عليه . . كان في المجلس يستمع للأحاديث ويشارك عمه في نشر الطمأنينة سمع الرنين ونهض....وعندما نظر لاسمها خشي من انّ هناك امر سيء بالداخل! فأجاب عندما اغلق بيده باب المجلس : هلا الجازي.... الجازي بنبرة ثابتة: تعال عند مجلس النساء ....ابي اكلمك في موضوع مهم... سيف مسح على وجهه : طيب... ثم أغلقت الهاتف.... غسلت وجهها متوترة من الامر برمته، أخذ قلبها يضطرب......خائفة من قرارها...خائفة من النتائج......تشعر بالاختناق .....مسحت على وجهها... ثم خرجت من غرفتها كلها....نزلت للدور السفلي وسريعًا ما توجهت لباب المجلس الجانبي نظرت نوف وشيخة إليها ولكن سكتوا.....لكي لا يُثيرا الشكوك أمام البقيةّ! أما هي دخلت واقفلته وتوجهت للباب الآخر والذي يطل على وجهة المنزل...اغمضت عينيها تنفّست بعمق.....ثم فتحته ورأته واقفًا ينتظرها اشارت له: ادخل.... دخل وأغلقت الباب بهدوء مشت وجلست قبل أن يجلس...بينما هو نظر إليها بتمعّن خسرت وزن كثير...وجهها مصفر.....لا يبشّر بأي خير....يعلم انها تعاني من فقر الدم.....ولكن ايضًا يعلم انه عاد إلى المعدل الطبيعي.....هل الآن ساء حالها دون ان يخبروه؟ مشى بهدوء لناحيتها.....وقلبه بدأ ينبض حقًّا ودومًا ما ينبض بجانبها ولكن كان يخرسه.....يوبخّه والآن هو نادم على كل هذا....لأنه خسر قلبه وعقله معها! . . نظر كيف تهز رجلها .....هذه الحركة تفعلها كثيرًا حينما تتوتر أو تخجل! ازدرد ريقه اشارت له ان يجلس بعد أن شعرت بوقوفه المطوّل وتحديقه بها ثم اخذت نفسًا عميقًا وشتت ناظريها عنه : لازم نكلم....بهدوء سيف...ونحط النقاط على الاحرف.... سيف جلس عن يمينها يفصل بينه وبينها مسافة بسيطة تكاد ان تلاحظ ولكن هي بعدت عنه مسافة يمكنك مشاهدتها وملاحظتها...حكّت ارنبة انفها بتوتر ...وتردد كبير... : في ايش بالضبط؟ التفتت اليه بعد أن مسحت على جبينها بطرف اصابعها الطويلة ....لا تدري ماذا يحدث لها الآن.....حقًّا هي خائفة ولكن ....لا تدري مِمّن؟: سيف......عارفة الأوضاع الحين ....مو وقته......عشان تخليني أتكلم......والكل فحالة توتر وخوف على عمي....ومو من حقي أزيد عليهم الضغط من كل النواحي....بس من حقي اتفاهم معك....ونحل الموضوع بهدوء بدون أي ضغط ومشاكل....وبدون أي عناد! سيف فهم ما ترمقه إليه ابتسم بسخرية .....بلل شفتيه......ثم نظر لعينيها وشرد فيهما .....كيف فرّط بهما كيف؟ زاد وجع قلبه....وزاد تشبثًّا بها! ليردف: ما زلتي تبين الطلاق؟ الجازي هزّت رأسها بهدوء وقلبها يعزف ألحانًا من القلق والخوف! سيف اكمل: وقلبي من يداويه بعد بُعدك يا الجازي؟ الجازي اغمضت عينيها بقوة ثم قالت وهي تنظر إليه بهدوء تحاول ألا تغضب ففي غضبها نهاية لنقاش لم يبدأ اصلًا! وحالها يُكفي في أن يُخرس غضبها هذا ! : رجاءً سيف.....لا تدّخل العاطفة في نقاشنا...اتركنا نتناقش بعقل ومنطقية...... سيف بنرفزة: وانتي برأيك العقل والمنطق يقول نطلّق؟ الجازي بللت شفتيها: أي.... سيف ضرب على فخذيه ثم نهض وأشار لها: الجازززززي كيف صرتي بهالقساوة قولي لي كيف؟........بالله عليك......الطلاق حل يعني.....وبينا ولد........الجازي اذا مانتي شايفة حبي......ناظري في ولدنا........لا تخلينه يعيش شي بإمكانك تمنعين حدوثه... وقفت هي الأخرى ومازالت تحاول ان تصبح الطرف الهادئ من هذا النقاش....تفرّك بكف يديها .....محاولةً الصمود أمام قرارها الأخير! : شفت حبك اللي يمكن صادق....وشفت ندمك......وشفت تمسكك فيني.....بس بعد ايش يا سيف؟....بعد ايش؟ ثم اقتربت منه بتردد ثم نظرت لعينيه اللتان تُحدقان بها: عارفة يمكن بنظرتك تشوفني مفخمة الأمور...ومكبرتها........بس اقسم لك بالله يا سيف......اللي صار عجزت انساه.....ياكلني كل ليلة....ويحرقني هنا.... وأشارت لقلبها بأصبعٍ يرتجف ازدرد ريقه بينما هي أكملت: انا ما احبك ولا اكرهك سيف...... وبتردد أكبر قالت: أصلا سامحتك.......رغم اللخبطة اللي سببتها لي سامحتك ........اتركني بهالجرح......لأنه عمره ما راح يشفى......اتركني سيف....بهدوء...بدون مشاكل......باتفاق بينا.....وبرضى...... سيف اقترب منها امسكها من اكتافها: الجازي....اقسم بالله احبك.....ومتندم على كل شي سويته لك........والله العظيم ماقدر على فراقك..... الجازي ابتعدت بهدوء عنه وشتت ناظريها عن ضعفه! : يا بو عبد لله بتقدر....متأكدة......راح تقدر... سيف لمعة في عينيه الدموع: عطيني فرصة..... الجازي بنبرة خانقة وهي تهز رأسها تمنع أي سيطرة تمنعها من هذا القرار الصعب : عطيتك فرص....مو فرصة وحده ....وانت ولا استغليت ولا وحده منها........خلاص.....ما عندي القدرة اني اجبر نفسي على شي انا متوجعة منه مرا من الداخل وأشارت من جديد لقلبها ولكن هذه المرة وهي تضربه بخفة بقبضة يدها اليُسرى! سيف نظر للسقف يداري دموعه من السقوط وهو يردف: الله لا يسامحني......الله لا يسامحني... الجازي مسحت دموعها التي انسابت سريعًا ، اخذت نفسًا عميقًا تسرب لمسامعه!....مشت خطوة إلى الأمام تريد الاقتراب منه ....ثم عادت لمكانها بشكل متردد..... وتحدثت بهدوء وهي تنظر لدبلتها : قلت لك لا تدخلنا في العاطفة .......لأنك راح توجعني وتوجع نفسك يا سيف..... سيف مسح على وجهه اقترب منها لم يُمنع نفسه من الاقتراب: اوعدك........وعد مني.....يا الجازي....ما بشوفين مني إلا اللي يسرك...تكفين فكري..... الجازي نظرت له بانكسار وهي تحرّك الدبلة حول اصبعها بعبث وحيرة : مليت وانا افكر يا سيف.....مليت.....واللي يصير الحين صاير يضغط على قراراتي وانا مابي اماطل.......ولا ابي اضغط على احد......عشان كذا قلت لك نتفق بينا إلى ان تنتهي مشكلة عمي...وبعدها تبدأ بإجراءات الطلاق.... سيف نظر إليها ....ولرجفتها......نظر إلى عينيها اللتين تشتتهما عنه.....لعبثها بالخاتم...... لا شيء يقف بصفه.....ابعدها عنه وهو يريدها ولكن ....اراد حبها ولم يصرّح به قط.......تمسك بحب وهمي.....ووفاء لا فائدة منه ....على حساب تهميشها....ولكن نتيجة كل افعاله .....قاتلة لقلبه الآن! تحدث بصعوبة: يوم ابعدك عني.......احس كأني جالس اطعن نفسي بخنجر هنا وأشار لقلبه ثم قال: بس شسوي يا الجازي....امي اظلمتني.....اظلمت قراراتي......فهمت اني ما احب غزل......وكنت بس ابي اوفي لها الوعود.....بس امي شتتني لم حطتك قدامي....وخلتني احبك بدون ماحس......يمكن تقولين علي.....مشتت.....ما يعرف قراراته......مريض نفسي....بس صدقيني...انا وقتها مادري شلون فكرت .....و....ضميري كان ياكلني....اني علّقتها فيني وتركتها وهالشي خلاني اعاملك بذيك الطريقة اللي خلتني اخسرك فيها......ما كنت عارف كيف اصرّف يا الجازي....امي حرفيا احرقتني......ما تركت لي عقل يفكر ....بطريقة... الجازي بدفاع قاطعته : عمتي مالها شغل ......انت بإمكانك....انصفتني وانصفتها بكلمة وحدة......بإمكانك يا سيف.....ما وافقت تزوجني.......ونهّيت الأمر كله... سيف هز رأسه بندم لتكمل: وحتى لو ما كان عندك خيار ثاني .....بإمكانك قلت لي كل شي ببداية زواجنا عشان اعرف حدودي......بس انت يا سيف...أناني.....سكت.....قربت مني.....وكأنك جالس تعطيني إشارة على الرضا بالحياة معك....صدقت مثل الغبية......ونفضت الخوف من قلبي.....وعطيت نفسي فرصة اتقبلك....وبعدتني.....وعلى هذا الحال....كنت أحاول .....احاول اتكيّف مع مزاجك......فكرك...طريقتك معاي ....بس وبنبرة خالجها الضعف: كان هالشي يقتلني يحطمني.....يشككني بنفسي.....وكرّهني فيك وفيني.....وهم حاولت أعيش معاك....وصرت على هذا الحال تقرّبني وتبعدني على مزاجك وكيفك........ومن بعدها صرت ما اثق فيك.......وصرت أخاف منك يا سيف.....يكفي اللي هدمته فيني.....يكفي....ويكفي اني اضغط على نفسي وأقول اني سامحتك......احاول ما اوجعك يا سيف....إلا انك توجعني وتطعني على قلبي مليون مرة....... اقتربت منه نظرت لعينيه: ما اقدر أعيش معاك تحت سقف واحد.....والله العظيم ما قدر يا سيف....وصدقني الطلاق مو سهل علي.....ومو شي سهل اني اتحمله....بس مو قادرة .....اتقبل فكرة اني اكمل معاك مو قادرة ابد..... سيف عض على شفتيه ، توجعه صراحتها.....تفلق قلبه وتسرّع من نبضات الندم....علم أنه هو من عجنها على هذا النحو.....هو من ابعدها عنه.....تنهد! أكملت: مو همي الحين اني أقول هالكلام عشان اوجعك يا سيف.....الله يشهد.....مابي اوجعك......كل همي نتفق بهدوء......بس انت دخلتنا بهالطريق...... مسكت كفّي يده...بيديها المرتجفتين: بتنساني سيف....والله بتنساني......وانا بساعدك انك تنساني......بس احترم قراري...وقدّر العشرة اللي عشتها معك مهما كانت..... همس لها وهو يشد على يدها: صايرة حيل قاسية ........صايرة اقوى مني ....عجزان استميل قلبك لي.....واضح اني خسرتك يا الجازي....خسرتك وانتي ربحتي... شدت على يديه وكأنها تريد ان تقويه من قوتها وتسكّن من رجفات يديها....وقلقها! وبهدوء نظرت لعينيه: سيف ....ما فيه شي اسمه ربح وخسارة........بس في شي اسمه قسمه ونصيب..... ضحك بسخرية ودمعت عينيه.......ازدرد ريقه وسحب كفيه من كفيها... ادار ظهره لها....ووضع يده على وجهه ليمسح الدموع ....آلامه حديثها......اوجعته ......ادرك حجمه.....وقدره عندها....ادرك أنه لا شيء بنظرها....ادرك انه اطفأ ذلك النور من الحُب قبل أن يقوى......هزمته......هزمته حقًّا أتت بمقابل وجهه مسكت يده من جديد وهي تزدرد ريقها: سيف......لا تضعف كذا...... سيف شد على شفتيه لثوانٍ عدّه ثم قال وهو يحدّق في عينيها: انتي اضعفتيني يا الجازي.....مو جاية تصدقين اللي أقوله... الجازي هي ضعيفة ايضًا.....ليس أمام حبه....ليس امام مشاعرها..... لأنه ما تشعر به.....طبيعي كونها عاشت معه لفترة طويلة....ولكن تجزم انها لا تحبه ولا تكرهه! لا يهون عليها ان تراه على هذا الحال.....ببداية مشكلتهما جلَّا ما تريد رؤيته ......وجعه.......ندمه......اما الآن بعد ان استعادت منطقية التفكير لا تريد كل هذا كل ما تريده الاتفاق والانتهاء من هذا الامر بهدوء ....تريد أن ينتشلها برضاه بهذا القرار قبل أن تعصف بها الظروف .....وتجعل الأمر اكثر تعقيدًا...! الجازي بنبرة : آسفة.....يا سيف..... سيفالتفت سريعًا لناحية اليمين وعقد حاجبيه بوجع وهو يشد على يدها بقوة : لا توجعيني اكثر .....لا توجعيني اكثر.... ثم ابتعد عنها وجلس على طرف الكنبة ...علمت بحديثها تزيد جرح قلبه......وتزيد من ندمه ...ارتجفت شفتيها ......ضعفت ونزلت دموعها على خديها هو الآن يُبكيها......ويبكي حبه وعشقه لها...ولكن بعد ماذا؟ حقيقةً...لا تحبذ ان ترى رجلًا يبكي وها هو يبكي ....أمامها....على خسرانها...... هل ادرك انه وصل إلى نهاية الطريق......إلى الطريق المسدود مسح دموعه اخذ يتنفس بعمق....ينظر لها وهي تفرك بيديها لا يريد أن يزيدها حزنًا..... اقتربت منه ولكن اشار لها بيده يصدّها لا يريد أن تزيده همًّا بهذا القرب لا يريد أن تشعره بحقارة افعاله السابقة لا يريد منها ان تشعره انه كان انانيًا وظالمًا لنظرته لأمر غزل! لا يريد وقف من جديد تحدث بعد ان سحب لرئتيه هواء عميق ليهدّأ به عواصفه ثم قال: عبد لله بعيش.....مثل ما قلتي......بتردد عليه اشوفه .....واطمئن عليه...... ثم اقترب منها ونظرت إليه ببهوت وثبات اكمل: إجراءات الطلاق ببدأ فيها بعد ما تخلص سالفة عمي.... ازدردت ريقها .....ورمشت بعينيها ....عدّت مرات....غير مستوعبة انه رضخ لقرارها....كتمت أنفاسها سريعًا حينما انحنى ليقبّل جبينها ......ارتجفت هنا......ونظرت لعينيه وزفرت الهواء ببطء وضيق....لم يترك لها مجالًا سيف للابتعاد ....طوّق وجهها بيديه .....وداهمها يقبّل ارنبة انفها وخديها .....اغمضت عنيها لا تريد أن تضعف امام مشاعر مؤقته! ثم همس في اذنها ....بينما هي تذكرت انتقامها .....منه عندما قبلّته وابتعدت خشيت من ان يوجع قلبها الآن.....خشيت ان يحرقها ويزداد كرها لنفسها آلافًا من المرات.....شعرت انها الآن تحت تخدير وقع هذا الخبر.....وتحت تأثير قُربه......وتحت تأثير خوفها وقلقها...لذلك لم تستطع ان تتحرك....وتبتعد عنه.....لم تستطع الهروب من تحت عينيه واخفاء لخبطة مشاعرها! ولكن قطع هذه الظنون حينما همس: تكفين سامحيني يا الجازي تكفين ...... .....ارتجفت وشعرت انها ستتراجع عن الامر .....بكت بدموع.....وعلمت انه خضع لأمر الطلاق بشكل نهائي.....باغتها باحتضان ....شديد....لدرجه اوجعها ولكن لم تقل شيء....وبادرته بالاحتضان وبكت.......احتضانه لها اشعل في قلبها نيران .....شعرت وكأنه طفل يودّع والدته...شعرت بخوفه من ان يفقدها......شعرت باضطراب أنفاسه وهو يحاول ان يكتم فيها شهقات تحمد لله على عدم إخراجها وإلا ضعفت! حقًّا...هي عاجزة....من ان تتنازل وتجرّب نفسها بالعيش معه ......عاجزة وخائفة من ما هو قادم.....هي لا تثق به.....وهو لا يلومها على عدم ثقتها تلك ....فهي ناتجة عن أفعال....دمرّت قلبها وحطمته من ان يحتفظ باسمه! ازدردت ريقها عدّت مرات......ارتجفت ما بين احضانه....ان لم تكن تحبه في الواقع اعتادت على وجوده في حياتها....ولكن لا تريد أن تصبح اسيرته ....وتظلم نفسها معه....وتجبرها على ما تريده.....وقع الطلاق لن يكون سهلًا عليها.....ولكن ستعتاد..... ابتعد عنها...نظر لعينيها..... حقيقةً كانت مبعثرة.......انعدم تركيزها في هذه اللحظات القصيرة ....رفع كفيها حضنهما بكفيه .....قبلهما ثم اشتم رائحتهما......وهي تنظر له....دون وعي.....ولكن ارتجفت شفتيها وهو يضع يده على قلبها وهو يردف بصعوبة: خليه يسامحني .....لأني اوجعته كثير... دمعت عيونها كثيرًا ثم ابتعد عنها لمسافة وبهدوء قال: انتي طالق.... الكلمة موجعة وإن لم تكن تريده سيبقى للكلمة اثر جعل قلبها يخفق......جعل روحها ترتجف.....بردًا رغم حرارة المكان......بللت شفتيها...اشاحت بنظرها عنه تريد ان تستوعب.....أنه طلقها الآن......اقترب منها من جديد ولم تستطع ردعه رغم انها لا تريد منه ان يقترب .......لأنه حقيقةً هدمها....وخائفة من ان تطلب منه إعادة بناؤها من جديد.....تبعثرت ....تشتت...تساءلت بلا صوت هل قرارها صائب؟ ولكن لم تستطع ان تجيب فاجئها بقُبّلته على جبينها من جديد.. ثم اردف قبل ان يفتح الباب: ما يهون علي فراقك يا ام عبد لله.......لكن....... وشد على شفتيه لا يريد ان يطيل الحديث ويزعجها اكثر مما هي مزعوجة من كلمة (انتي طالق) : فمان الله.... ثم فتح الباب وخرج اما هي بقيت تنظر لأرجاء المكان......الآن تحررت..........بكت......الكلمة صعبة....صعبة من ان تتقبلها حتى وهي تريدها......ازدردت ريقها.....اشتمت رائحة عطره العالقة بها .....وبكت وهي تشد على فمها بيدها ....ثم ..مشت خطوتين وشعرت انها ستسقط....ولكن شدّت على نفسها ...حاولت ألا تنهار... مسحت دموعها سريعًا ...فخرجت من المجلس....هاربة من المكان الذي شهد على اضطراب مخيف وقلق بالنسبة إليها....وشهد على لقاؤهما الأخير... . . . تركت باب المجلس مفتوحًا ثم ركضت لناحية الدرج تحت انظار الجميع كان وجهها محمر.....صدرها يرتفع وينخفض...بشدة...تركض ونوف نهضت وام ناصر تحدثت: الجازي.... ام سيف بخوف: الجازي علامك؟ شيخة التفتت على نوف سحبت عبد لله من يدها ثم همست: روحي شوفيها... هزت نوف رأسها ثم ركضت على عتبات الدرج بينما الجازي وصلت لغرفتها أغلقت الباب اقفلته واسندت نفسها عليه بكت وهي تُكَمكم فمها لتمنع الشهقات لماذا تبكي هكذا؟ هي لا تريده ؟ إذًا لماذا؟ شعرت بالاضطراب......وقع الكلمة ليس هيّن....ربما سيلومها عبد لله حينما يكبر...ربما ....ظلمت سيف دون ان تُعطيه فرصةً للتغيّر...وإن بقيت دون طلاق .....كانت تجزن انها ستظلم نفسها... سمعت طرق نوف على الباب فنهضت سريعًا....مبتعدة عن الباب رمت نفسها على السرير خبأت وجهها بالوسادة....عضّت عليها تريد ان تتخلّص من هذه الدموع....والرجفات.....تريد ان تستعيد عقلها ووعيها....ولكن بلا جدوى أضاءت شاشة هاتفها معلنه وصول رسالة جديدة لها سحبته سريعًا ثم قرأت ( آسف) لماذا يكرر اسفه...لماذا يحاول يعبث بها من جديد؟ رمت هاتفها بعيدًا عنها ثم بكت ونوف تكرر: الجازي....فتحي الباب... سمعت هنا رنين هاتفها ....فشدّت على اسنانها وكتمت بداخلها صرخة كادت تخرج وتفضح الامر للجميع ولكن اخذت نفسًا عميقًا مسحت دموعها نظرت لهاتفها وكان والدها من يتصل بللت شفتيها ثم عضّت عليهما حاولت ان تهدأ ثم اجابت عليه ليقول: الجازي خذي لي طريق...بدخل ......عشان بروح للغرفة ..... الجازي نهضت اخيرًا رأت لها مخرجًا يشتت تفكيرها مما حدث لها : طيب... اغلق والدها الهاتف وهي فتحت الباب لتنظر نوف لوجهها المحمر فقالت: شصار؟ الجازي لا تريد التحدث رمشت مرتين ثم قالت: ولا شي....بنزل ابوي يبي يدخل ...بروح أقول لخالتي وعمتي يدخلون مجلس النساء وكانت ستعبر ولكن نوف مسكت يدها: الجازي... الجازي دون تلتف: نوف...مالي خلق ....حنّه ورنّة.... ثم نزلت للدور السفلي..... رأت خالتها وعمتها وشيخة التي تنظر لوجهها المحمر.... تحدثت: عمتي خالتي...اذا ما عليكم امر ادخلوا مجلس النساء هو مفتوح....عشان ابوي بيدخل.... ام سيف نظرت لوجهها: طيب....بس قولي لي وش فيك يا بنتي.... ام ناصر بهدوء: ولا عشان ابوك بسافر..... الجازي بعدم فهم: بسافر؟ شيخة : أي......بندر قال لنوف....انه بيمشي للمطار الساعة عشر.....عشان سالفة ا.. قاطعتها الجازي وهي تتنهد: أي أي.....عرفت .....طيب انا بروح اشوفه.... نهضوا وانتقلوا لمجلس النساء بينما الجازي خرجت .....للوجهة نظرت لأبيها القادم لناحيتها فقالت: صدق بسافر يبه؟ تمعّن في وجهها ولم تخفيه نبرة صوتها قال: أي ..... ثم اقترب منها: فيك شي الجازي؟ على هذا النحو من الوقوف....ومن الصدمات ...التي لا تعتبر صدمات في الأصل.....فبالأخير حدث ما تريده ولكن .....الكلام ليس مثل الفعل....فأثر الفعل اشد من الكلام ... خرج سيف من المجلس يريد الاختلاء بنفسه....يشعر بالتعب....بالألم ...بالخسارة ...بينما هو خارج وقعت عينه على عمه وهو يتجّه إلى الجازي..... نظر إليها ونظرت إليه .... ثم اختفى فقال اباها مكررا: الجازي وش فيك؟ الجازي حكّت جبينها وبشتات: تبيني اجهّز شنطتك.... أبا خالد لا يريد ان يضغط عليها بالأسئلة فقال: يا ليت... دخلت إلى الداخل قبله ......تشعر انها ستسقط على الأرض في أي لحظة .....ولكن تحاول مقاومة هذا الشعور....ركضت على عتبات الدرج.....تشعر بـالـ رهبة من تلك الكلمة ...ورهبة ما حدث لم يكن الشيء السهل!.....وشعورها بصدق سيف....يخيف قلبها.......كما انها تشعر بخفة وهي تركض على الدرج.....رغم رجفتها كانت تزداد لا تخف.....رغم دموعها جفت سريعًا.....ولكن هناك شيء عالق بقلبها وعقلها.....هناك ثقل آخر لم تعرف مصدره .....وفي الواقع تفكيرها...مشيها.....حركاتها....ردة فعلها...لا ارادية....وهذا الامر لا يُطمئن ....فهي مشتتة بشكل كبير....ومصدومة! . . . في اليوم الذي يلي ....هذه العواصف.....هذه الزلال.....والحقائق المكروهة.... جلست من النوم....تنظر للسقف بتحديق ممل....وبخوف......قلبها مضطرب.....تشعر بالبرد.....وتقشعر جسدها...من نسماته......سمعت طرق حذاء احدهم فسمعت صوت انثوي يقول بهدوء (مترجم): سيدي استيقظت الآنسة! مسح على شعره ثم نهض وترك الجريدة على الطاولة سحب هاتفه سريعًا ليرسل(طمّن امير هي بخير....ولا تجون إلنا اليوم) توجّه إليها ...سقطت عينه عليها كانت مستلقية على ظهرها تحدّق للسقف بعينين محمرتين ...وجاحظتين من كثرت البكاء لم تنم طوال الليل...وهو لم ينم....كانت كالطفل الصغير....تجلس تصرخ تبكي...يُطبطب عليها ....يحاول التخفيف عنها.....إلى ان تعود للنوم.....بقي طوال الليل يُراقب تقلباتها .....ويحاول التخفيف عنها..... اقترب وأشار إلى صوفيا لتقدم الطاولة لوضع الإفطار جلس على طرف الكنبة : نور....ئومي أكلي إلك كم لقمة..... سمعت صوته كذبذبات غير واضحة.....كموجات عالية التردد ومزعجة للمسامع.....ازدردت ريقها.....تشعر بجفاف حلقها......ارتجف جسدها واستلقت على يمينها....لتحتضن اللّحاف....واشتدّت رجفتها..... فهم انها مرضت ......واستسلمت لوجع جديد.....وجع جسدي ....مختلط بوجعها النفسي المعنوي .....مّد يده بتردد...إلى أن وضعها على كتفها .....وانتقلت إليه رجفاتها... تحدث: نور .....ئومي تروشي....حتى تخف الحرارة.... ماكس في هذه الأوان والاحداث اصبح تعامله مع مُراد ....ونور.....بشكل اكبر مما كان لذلك تحسنت لهجته ولغته العربية.....رغم انّ اليكسا ....كانت من أصول عربية ولكن لا تتحدث معه مطولًا بلغتها......اما الآن اختلط كثيرًا بأشخاص يتحدثون اللغة العربية وهذا الامر جعله يكتسب مفرداتها بشكل كبير! ............ نور اغمضت عينيها ...تشعر بالبرد......بوجع عظامها....تشد على اسنانها بقوة.......تشعر انّ المكان بدأ يضيق عليها...... أتت صوفيا ووضعت صينية الطعام على الطاولة المقابلة لها... اقترب ماكس ليساعدها على الجلوس... وكانت كالجماد....تحركه بلا ردت فعل....فقط جسد يرتجف.....ويرتعش....بردًا ....وفي الحقيقة خوفًا من الحقائق...عقلها شارد....نفسها غير منتظم.....وعينيها مشتتين... وضع ماكس يده على جبينها وشعر انها تشتعل نارًا وسريعًا ما ابعد عنها اللحاف الذي تشد به على جسدها.......ونهض وهو يقول..... : نور لازم تتحممي.... ثم انحنى عليها.....لينهضها من مكانها بصعوبة .....واسندها على جانبه الأيمن.... تحدث : صوفيا.... أتت إليه وحدثها بان تدخل مع نور للخلاء وتحممها... فهزت رأسها بطاعة أمره.. ثم نظر لوجهه نور وسكونها ....وعدم تحدثها وشرودها شد على كف يدها ....لا رد.....بالكلام ولا بالأفعال.... كانت ترتعش...وتحدّق للاشيء....خشي عليها في الواقع تحرك للأمام خطوة واحدة وساعدها على ان تتقدم معه مشت خطوة واحدة.....وذهنها شارد... للأصوات التي تسمعها في عقلها وللصور التي تتكرر عليها ديانا امير يوسف حصة مراد سندرا ناصر جدتها جدها أناس نسيت أسمائهم حارة صغيرة غرفة دافئة حضن اشتاقت إليه لسنوات طويلة وهمسات لعنتها آلافًا من المرات تعبت من هذه الأصوات والصور المدمجة ببعضها البعض تعبت من كل شيء... مشت خطوتين للأمام.....وتبعها مراد وارخى من مسكته....وبشكل غير متوقع ضرب ساقها بطرف الطاولة الخشبية وسقطت الصينية على الأرض لتحدث ضجة قوية في المكان وشد ماكس على خصرها ليمنعها من التقدم والسقوط على الزجاج الذي انتشر على الارض نظر إلى وجهها: نور......انتي بخير؟ لا تعرف الرد....ولا تعرف ماهية سؤاله؟ بالأمس ودّت لو شربت القليل لتفقد عقلها ولكن ها هي الآن فقدت عقلها تمامًا مع هذه الأصوات والصور تشعر انها ثملة...لسانها ثقل....جسدها ثقيل... طنين في رأسها....اطراف جسدها ترتجف بلا توقف... تحاول الصمود ولكن ...لا تستطيع....السيطرة.. ارتفع صدرها وهبط علامةً على عدم انتظام نفسها..... نظرت لعيني ماكس.... هزت رأسها دون ان تعي ماهية ما قاله... تقدم بها لناحية الخلاء بصعوبة.... أوصى صوفيا ان تمسك بها جيّدًا، وان تنتبه عليها ..... ولكن لم تصل ايادي صوفيا إليها وإلا نور وقعت والتقفها ماكس بيديه وهو يردف بخوف: نوووووووووووور! . . . انتهى |
|
|
06-27-2020, 06:22 PM | #37 |
البارت الثامن والعشرون . . . . . الشتات يعدم كيان الإنسان ويبدّل من حاله للأسوأ اثره ثقيل وهفواته مؤذية وإن حاولت مقاومته قتلك بصعوبة عدم منطقيّته في التفكير يحاول أن يطبّق بيديه على عينيك ليأخذ منك الكثير من الطاقة ليأخذ جُهدك ومحولاتك في الخلاص منه هكذا كان شعورها حينما شعرت بتلك الايادي التي تلتقفها تسمع اسمها من قاع عميق وتشعر بثقلٍ لا تتحمله على صدرها.....شعرت انّ الكون كله في لحظة هزمها حينما استمالها للظلام....وللغشاوة التي سيطرت على عينيها... بينما تلك الرجفة التفت حول خلايا جسدها كلّه حتى انتابتها رعشة جعلت جسدها يتهاوى ضعفًا استسلمت لكل هذا وشدّت على عينيها .....ظنّت انها سترتاح حينما تُفقد عقلها تماما ولكن فقدتهُ بشكل جزئي.... فتحت عينها ببطء شديد شعرت بدوران رأسها.....شعرت باليدين التي تشدان على جسدها لتُعطيه بعضًا من القوة ..... تسمع صوت انثوي ...متداخل مع صوت رجولي ....خائف.... نظرت إليه....ونظر إليها بعد ان زفر بكلمة: الحمد لله شدّت على جبينها بيديها تشعر بالصداع وحاولت النهوض فقال: ساعديني نور...لازم تحممي حتى تخف الحرارة.... اقتربت صوفيا منها بأمر من ماكس...امسكتها من زندها لتشدها على جانبها الأيمن .....ساعدها ماكس في النهوض... شعرت كأنها طفلة .....يُمسكان بها بلطف...وحنان....وربما شفقة على حالها...مشكت بخطى غير متوازنة...... فقال ماكس(مترجم): انتبهي صوفيا......انا سأنتظر هنا.....اجعليها تتحمم.... هزّت صوفيا رأسها ثم أغلقت باب الخلاء عليهما وبقي ماكس يتجول ذهابًا وايابًا بالقرب من باب الخلاء خائف عليها .....خائف من ان يتطور الأمر ...خائف من ان يكون غير قادر على ان يُسكت غضبها هذا ....مسح على شعره عدّت مرات ....ثم نظر للسقف بحيرة ! . . . . . اشتم هواء اثقل اعتاقه ....اثقل روحه......جنّبه النوايا الحسنة....وجعله يغوص في تساؤلات مخيفة....وصل الى هُنا مؤخرًا.....مُتعب...بل منهمك...من شدّت التفكير.....بالاثنين....بها وبأخيه....ذهب للفندق ......تحمم سريعًا....اتصل عليه....ليتقيا في نقطة الغضب....نقطة الشتم والحرب.....دعاه إلى الشقة التي شهدت على انهيارات متكررة بلُغة بالغة في الألم...خشي من ان يكون هناك فخ يوقف أنفاسه ونبضات قلبه...ولكن لم يهتم...كل شيء يهون أمام سعادة أخيه.....هو لم يتدخل في تلك الأوان....ولم يهتم....بل اجمدوا اهتمامه بإلزامه في السكوت عن الحق.....نسي الأمر...ولكن أخيه لم ينسى.....نساه وكأن تلك الفتاة ليست جزء من دمه هو ايضًا.....ليست منهم....وكأنها غريبة او دخيلة على عائلته.....سكت.....وغض البصر عن طرف هذا الموضوع الذي أذّى الكثير!....ولكن اليوم....لن يسكت...ولن يقف كالشيطان الاخرس والمتفرج......إن كان هناك فخ....عليه ان يفدي أخيه بروحه من اجل...أن يُسكت عذاب ضميره هو الآخر طرق الباب وفي الآن نفسه سمع رنين هاتفه .....نظر للاسم .... ثم وضع هاتفه على الصامت..... وانفتح الباب. . . فتح الباب رجل...مرتديًا بدلته الرسمية السوداء....ذو بشرة حنطية ذات درجة مائلة للبياض قليلًا.....وعينين حادتين بقزحيتين ذات اللون العسلي الفاتح.....وشعر بني غامق قصير ومرتب ..... أشار له بعد ان شعر انّ الرجل يتفحصه واذن له بالدخول ولكن أبا خالد تحدث بحده: انت أمير؟ فاضطرب مُراد بقول: امير ينتظرك داخل.... فدخل أبا خالد وهو يرمق مُراد بنظرات الشرار الدالة على عدم الرضى بكل شيء.... بينما أمير...جعل جولي تعود للشقة التي استأجراها بالقرب من شقة ايلاف الذي مكث فيها بعد خروج نور.... . . كان جالسًا في الصالة ينتظر مجيء أخ يوسف.... وكان مضطربًا . . تقدم مُراد وأشار لأبا خالد بالتقدم وسقطت عيني أبا خالد على رجل هزيل.....ومن الواضح انه مُتعب....يهز برجله اليُسرى من شدّت توتره.....عينيه زائغتين قليلًا، هالات بنية تحُيط رُمادية اقدار ما حدث.....شعره الأشقر طويل...ومهمل.....يصل إلى اسفل اذنه.....يمسح عليه بشكل متكرر....ليخفف من ضغط الموضوع عليه.......بينما بشرته رغم بياضها إلا انها ومن الواضح شاحبة لتنم عن مرض او تعب ثقيل..... . . انتبه لنظراته ووقوفه مطولًّا هناك وقف......وخفق قلبه.....يُشبه يوسف قليلًا.....وقوفه هكذا ....وتحديقه له بهذا النحو ارجع ذاكرته الى ما قبل العشرون سنة......ارجعه لغضب يوسف وعصبيّته وزمجرته......اقشعر جسده ... . . . ثم بلل شفتيه: تفضل ..... وأشار إلى الكنبة المقابلة له.... . . أبا خالد.....بدأت شياطين الانس والجن تمر وتعبر وتركض أمام وجهه.....هذا هو الخائن....هذا هو المجرم...هذا هو الذنب الذي سعت وراؤه ديانا؟ يُقهره ان يقابله ......ان يُشاهده...ان يشاركه هذا المكان بسقف واحد....ولكن زفر بضيق وهو يحاول ان يخمد هذه النيران ليفهم ما يريده ذلك الشيطان! . . جلس بينما مُراد سريعًا قال: راح اتركم لحالكم... ثم خرج من الشقة بأكملها...فحان موعد عقد قران ايلاف وطارق....وعليه ان يعود لأخيه لتذليل العقبات لهم! . . نظر إليه....وذلك ايضًا نظر إلى عينيه.... شدّ على كتفيه ....والآخر بدأ يهز برجليه اكثر.... لا يريد ان يبدأ بالكلام لا يريد ان يشتمه الآن ويريه الغضب..... اسند ظهره على الكنبة وتحدث بلا نفس: تكلم....شعندك؟ حاول ان يتمالك نفسه.....ان يصبح اكثر هدوء مهما كان يريد حقًّا ان يعالج الأمور وان ينفذ وصيّت محبوبته لم ينسى انها اوصته بأن يُخبر نور بالحقيقة ولم ينسى انها شددت بحروفها على عودتها للسعودية يريد أن يشرح كل شيء ليزيل عن عاتقه هذا الحمل فقال: نور... قاطعه وكأنه يشتمه: قصدك نورة؟ تنفس أمير بضيق ....وفهم أنّ هذا اللقاء سيطول...وسيوجعه.....تيقّن انه عقابه ....من اجل ذنبه الذي استمر لهذا اليوم.....مسح على شعره من جديد...وشعر بألم جرحه وشد عليه قليلًا بيده ولم تخفى حركته على أبا خالد.....فعلم انه مصاب...او يعاني من مرض مزمن.... فخفف من حدته قليلًا ليقول: وش فيها؟ أمير تحدث بلهجة سعودية اكتسبها من نور ومن زوجته ديانا : ضاعت ..... ثم اردف بشكل سريع لكي لا يقاطعه أبا خالد: عرفت كل شي.....عرفت اني خدعت ابوها يوسف....عرفت بانتحار أمها ...وعرفت اني مخبي بنتها.... وكانت هنا الصاعقة الكُبرى التي نزلت على رأسه لتفلقه إلى نصفين ابنتها؟ هل تزوجت ولكن يعلم انها صغيرة ...متى ؟...وأين....ومن يكون زوجها؟ عقد حاجبيه وتقدم قليلًا لطرف الكنبة : بنتها؟ ثم قال: هي تزوجت؟ أمير لا يعلم كيف يسرد عليه ملخّص حياة نور ويفهمه كل شيء في غمضة عين...لا يريد ان يصدمه ولا يريد أن يجعل الامر يطول .....ليأخذ من طاقته الشيء الكبير فقال دون ان ينظر إليه : نور....عاشت بتذبذب...كبير....معنوي ونفسي...وحتى ديني... فهم أبا خالد انّ امير بدأ بسرد ملخّص حياة ابنت أخيه فسكت وهو يشّد على كفي يديه بغضب : ما كانت متقبلة ببداية الامر العيشة بدون يوسف...بس حاولت أنا وامها....نشتت انتباهها عن الامر...وقدرنا...لكن نور...دخلت في مرحلة عصيان وكأنها تنتقم منا .....وضيّعت نفسها....في وهم حب...وتزوّجت دون علم أمها.....و... قاطعه أبا خالد هنا بضياع : كيف؟ امير سكت هنا شتم نفسه كيف يلفظ الكلمات كيف؟ : لم تزوجت كان عمرها سطعش سنة.... أبا خالد جن هنا وظنّ ان الزواج غير مصدّق وربما ابنتها تكون غير شرعية ....تضخمت عليه الاسالة وبدأت نبرته تنخفض علامةً لصدمته وخوفه من الأجوبة : اللي اعرفه فيه نظام ما يز... قاطعه أمير بضعف: زوجها زوّر عمرها وكبّرها للسن القانوني...... نهض هنا أبا خالد ...شعر بالاختناق....نظر للشقة بغضب مسح على وجهه عدّت مرات...شد على قبضة يديه.....تنهد ...ثم بلل شفتيه.. فاكمل أمير ويده اليُسرى ترتجف: فجأة زوجها تركها....وعاشت في مرحلة اكتئاب حاد.......وبعد تقريبا شهر عرفنا انها حامل....وحاولت بعدها تجهض الجنين.....وحاولت الانتحار.... حدّق في أمير....وشفتيه ترتجفان بشدّة.....أيعقل هذا ما حدث لها في سن السادسة عشر من عمرها؟ يا ترى ماذا حدث بعد؟ ماذا تجرّعت ....هذا التخلّي جعلها تغوص في أعماق البحار....جعلها تغرق بلا حدود....دون ان تجد طوق نجاة لها لأنها هي من ارادت هذا الغرق....هي من ارادت الانغماس في شخصية سوداوية غير محبة للحياة من اجل الانتقام من والدتها ولكن اذّت نفسها بهذه الأفعال والأمور التي ادّت بِها إلى معانٍ كثيرة غير محببة للإنسان! ازدرد ريقه ....وبغضب اردف: جايبني هنا عشان تقول لي وش سويتوا ببنت اخوي يا المجرم؟ أمير نهض وأشار له: بو خالد.......انا ندمان على كل شي....ومجبور أوضح إلكم .....شو صار حتى تتفهموا ....نور....نور .....مو متل ما تفكر....نور وبثقل قال: مو مثل نورة..... . . . انقض هنا أبا خالد على امير امسكه من ياقة بدلته....شعر بالوجع من ناحية الإصابة ...شعر بالاختناق كلما شد أبا خالد ببدلته بالقرب من عُنقه.....مشى أبا خالد وهو يشد على امير الى ان اسقطه على الكنبة .... تحدث: بعدتها عن ابوها.....تسببتوا فيها......والحين جاي تقول لي ندمان؟....ندمااااااااااااااااااااان هاااااااا.... أمير حاول ان يُهدأ أبا خالد ....هذا لم يشرح له الباقي ....ماذا لو شرح له ماذا سيفعل؟ حاول ان يصمد امام جرح قلبه...شد على يدين أبا خالد وابعدهما عنه بقوة.....ثم اخذ يتنفس بعمق ثم تحدث بنفس متسارع: اسمعني .....حبيت ديانا أي...مانكر.....استغليت يوسف....وضعفه مانكر...بس عمري ما فكرت أأذي نور....نور مثل بنتي...لكن قاطعه أبا خالد بعد ان الكمه على وجهه غاضبًا: اسكت....اسكت .........انت دمرت اخوي مو بس استغليته.....خليته يعيش عذاب الضمير باسكات.....خايف.....وش مهدده فيه انتي وش مهدده فيه؟......هددته تسجنه؟.....تقلب عليه السالفة.....تخليه يكمل عمره في السجن؟......كل هذا حب...؟...كل هذا حب .....الله ياخذك....الله ياخذك.....فرّقت بين البنت وابوها...ودمّرت انسان......متشفق على شوفة بنته.... أمير مسح الدم بيده والنازف من انفه تحدث: لازم تسمعني لتفهم كل شي.....ما اقدر ابرر لك ...افعالي في يوسف......لانه حبي كان... قاطعه أبا خالد بصرخة: حب أنانية......ومجرّد من أي إنسانية ........ أمير أشار له وهو يشد على جرحه ويغمض عينيه بوجع: بو خالد......نور بحاجه لكم.......فهمتها اني غلطان بحقكم....وخسرتها في لحظة.......... ثم اقترب منه: نور...ماتبيني...وما تبي احد...حتى بنتها......ضاعت...تشوفني وتشوف يوسف بنفس النظرة ..........مو قادر اسيطر على ردات فعلها.....مو قادر..... كان سيضربه ولكن تحدث أمير بتعب: بكفي......انا مصاوب هون أشار بالقرب من قلبه: هـ الاصابة عقاب لي على اللي صار في نور........انا موجوع من كل شي......انا ما فيني قوة اواجهك ولا اواجه يوسف....بس مشان نور...ومصلحته راح ... قاطعه أبا خالد وهو يضرب على الجدار بيده: شنو صار طوال هالسنين اللي راحت.....شنو صار؟ امير بنفس يُسمع: اجلس...اهدأ....وخليني اخبرك بكل شي.....ما فيني احكي وانتّا هيك.....ساعدني احكي ...... نظر إليه أبا خالد...نظر لأحمرار وجهه......ومحاولته في التنفس.....رأى ضعفه ....وارتجاف اطراف جسده.......جملته الأخيرة جعلت جسده يرتعش خوفًا من المعرفة والحقائق الذي سيسدل الستار عنها أمير جلس على الكنبة مسح على رأسه عدّت مرات تحدث امير بصعوبة وهو يجر أنفاسه بضعف: حاليا هي مطلقة......تطلقت.........وانا وديانا قلنا لها بنتك ماتت بعد الولادة التفت سريعًا هنا أبا خالد ليكمل أمير: لأنه حالتها النفسية جدًا مضطربة وما كانت رغبانه في البنت.......فقلنا هذا الحل الأفضل عشان نقدر نستعيد نور......وهذا اللي صار...خذت البنت وكّلت مربية وممرضة لها بدار الايتام...مرت ست سنين ......وعرفت نور...... ضرب أبا خالد على فخذه، ابعدوها عن قطعة وجزء لا يتجزأ منها كردت فعل لخوفهم؟ أيعقل؟ اكمل أمير: ومن الأشياء اللي لازم تعرفوها نور ...تذبذبت من الناحية الدينية وصارت ...تئول انها مسيحية ...لكن... وقف هنا أبا خالد لا يريد ان يستمع لهذه الحقائق المُرّة نهض وهو يشد على رأسه مكررا بهمس: يا رب.... أمير سكت للحظات ولكن هو مصّر على شرح كل شيء....وإن كان موجعًا.....شرح كل الأشياء التي استطاع ان يختصرها .....انتحار ديانا...مكوثهم في أكسفورد وسبب خروجهم بعد تزعزع الأمن هناك......حمايته لنور......تحدث عن مراد.....عن خدعته....لنور.....وعن ندمه الآن ومحاولته في المساعدة ....تحدث شارحًا كل شيء لكي لا يلومونها على الصورة التي لا يحبذانها.....يعلم العادات والتقاليد التي يعرفونها.....نور....تعدّتها....بل محتها من ذاكرتها.....وفعلت ما يُعاكسها تمامًا....هو خائف عليها منهم ... خائف من ردّت فعلهم.....نور...بحاجة الى تصحيح في سلوكياتها وهذا من الصعب...فهي ليست طفلة ....بل شابة تبلغ من العمر واحدة وعشرون سنة....فمن الصعب التحكم فيها ..... ولكن يعلم هي بحاجة للاحتضان من جديد بحاجة الى التوجيه.... بحاجة للعودة إلى اصلها ..سيتخلّى عن انانيته سيتنازل عن كل شيء من أجل سعادتها ...حتى لو كانت مقرونة بعيشها بعيدة عنه.... وهذا الامر مُتعب يعلم الآن هو خسرها وعلى يوسف ان يربح بقبولها به ولكن متيّقن انّ هذا الامر مستحيلًا! ولكن سيحاول فعل كل الأمور الذي تستدعي لاستعادتها الى شخصيتها الحقيقية سيحاول وإن كلّفه الأمر الكثير . . . انتهت قصة وحياة نور......وزادت كراهية أبا خالد لأمير.....وديانا....ومُراد......واخذ يلوم يوسف على تهاونه في الامر وتخليه عنها ...كان عليه ان يُحكّم عقله ألا يتسرع .....فمهما كان هي ابنته وان شككوه فيها....كان عليه ان يتمسك بها كما تمسكت بها والدتها.... لن يعقد مقارنة بينه وبين ديانا...ولكن كان عليه ان يتمهّل.... كان عليه ان يكون اكثر حكمه......ولكن .... مسح على رأسه.....لمعت الدموع في عيناه... من الأفضل ألا يرى يوسف ابنته....فمن حديث أمير وسرد قصتها......من الأكيد ستؤلم يوسف...ولن تتقبل رؤياه ها هي الآن مبتعدة عن الاحضان التي ربّتها.....واجتمعت معها تحت سقف واحد.....ابتعدت كـ المخبولة ...عنهم لتنجو ...وتظفر بالراحة عليهم الابتعاد وإلا ستشتعل النيران وتحرق الكثير منهم تحدث اخيرًا أمير: يوسف لازم يجي لهون.... أبا خالد التفت عليه وبحده: ما راح تستقبله ...ويمكن هنا اخوي يموت....من القهر.... أمير بتعب: لازم يتحمل ردات فعلها....ولا نور بضيع اكثر... لم يرد عليه بأي كلمة يشعر بالاختناق من الجلوس معه....ولو جلس اكثر لن يتمالك نفسه ومن الممكن ان يقتله.... خرج من الشقة . . . . وهو على علم ومعرفة ان اخبر يوسف بالحقائق......ستزيد حالته سوءًا.....ويعلم ان نهاه عن المجيء هنا ....سيصّر اكثر على لُقياها.....شتم والدتها سرًّا....وتساءل أي حب هذا الذي اضاعت فيه ابنتها؟ أي حُب.....ها هي تركت الحُب وتركت ابنتها ضائعة بلا هوية ...وبلا وطن...وروح.....ركب السيارة ...سحب هاتفه اتصل على أبا سيف والذي اتصل عليه قبل أن يدخل الشقة ......لم يأخذ عشر ثوانٍ حتى به أجاب . . . : هلا بو خالد طمني....وش صار؟....قابلت أمير؟ بو خالد مسح على جبينه ونظر للمارة من خلال النافذة : يوسف المفروض ما يشوف بنته... أبا سيف عقد حاجبيه: ليش وش صاير فيها شي؟ بو خالد بتنهد: والله مادري كيف اقولك.....شي ما يستوعبه العقل......قابلة امير وقال لي عن حياتها كلها......لوصلت بتصل عليك افهمك......كل شي حاليا انا بالسيارة .... بو سيف: طيب....انتظرك.....مع السلامة اغلق الخط ...بينما تحدثت هنا زوجته : شقالك اخوي؟....هاللي وجهك تغيّر؟ بو سيف : قابل امير.....وقال بتصل عليك اشوي وافهمك كل شي....بس نبرته خوفتني... ام سيف بتنهد تقدمت لناحيته وجلست أمامه: كلنا خايفين ....يوسف مو على طبيعته........تغيّر..... وصحته يوم عن يوم تدّهور...... بو سيف طبطب على يدها: الله يجيب العواقب سليمة .... همست : يارب.. ثم تذكر الامر الذي شغل باله كثيرًا....وجعله يتوتر أكثر.... احب ان يُخبرها بكل شيء بهدوء...لتتفهم الأمور.....ليجعلها تتقبل فيما بعد رأيه....هو خائف عليها ...وخائف منها ومن ردّت فعلها ....ولكن من الواضح امر يوسف وابنته سيطول....وعلى زوجته ان تتقبل الامر في اسرع وقت ممكن لتعطي مجالًا لقصي البقاء معها ......بشكل شبه مستقر! بينما هي نوّت النهوض والخروج من الغرفة ولكن قال : نجلا اجلسي ابي اكلمك في موضوع....مهم.... ام سيف نظرت إلى زوجها : خير اللهم اجعله خير.... بو سيف بدأ يتوتّر اكثر: خير خير....بس بسألك...وش رايك بخطيبة قصي؟ ام سيف ابتسمت وتهلل وجهها: اشهد انها بنت اخلاق......ورزانة......ما هيب نفس بنات هالجيل الطايش رغم انها منهم...... جزى الله من رباها الجنة ان شاء الله ..... بو سيف تطمئن هنا قليلًا ثم قال: اجل سمعيني للأخير...... نظرت إليه بشك ثم قال : نجلا ...... وبتردد شد على كفي يديها: نجلا وقصي مزوجين بالسر..... نزل عليها الخبر كالصاعقة التي تهدم الكيان....اقشعر جسدها.....ورمشت بعينيها بعدم استيعاب للأمر......نطقت بكل سرعة ونبرة مخيفة: ايييييييييييييييييش؟ ثم اخذت تنظر لزوجها ....وهي تسترجع الاحداث...تأخره عن المنزل......طلب زوجها في ان تكون الملكة ...سريعًا.....ان يكون كل شي سريع ..ولكن مع فرحها خضعت لكل شيء......دون أن تدقق في الأمور ....شعرت لوهلة بالاستغفال نهضت وهي تقول بكل عصبية : وانت تدري وسااااااااااااكت؟...وراضي بعد.. نهض هنا وأشار لها: نجلا اهدي وخليني اشرح لك كل شي.... ام سيف بغضب: وش تشرح انت وولدك مستغفليني طولة هالفترة....... وبتفكير: وحتى أهلها ....مستغفليني....اخطب...وانتظر الرد....وتعالي اشتري ذهب....وحددي موعد الملكة.....ظافر جنيت يومنك تطاوع ولدك في هالخبال.....ياخذ لي وحده رضت على نفسها بالمسيار ما ندري و... قاطعها بحدّة صوته: نجلا.....صوتك لا يعلى علي........انا فهمت من قصي وعمها السالفة....البنت شريفة.........وما عليها كلام......العيب في ولدك....اللي استغل طيبة عمها.......وتزوجها....بالسر......بس زين عرف ...اللي جالس يسويه ظلم لها...وهي توها بنت عمرها سبعطعش سنة........ مسحت ام سيف على رأسها ....بحنق.....اشارت له بغضب: وليش ما خليته يطلقها.....ليش دبسته فيها؟.......وهو يومه يبي العرس...ليش ما قال لي...... تحدث أبا سيف : الولد خذ قرار طايش....وزين انه صلحه.... ام سيف ضربت على فخذيها بقهر: وش صلّح وش صلّح يا ظافر.....كاذبين علي وعلى الكل.....زواج طبيعي....وهم مزوجين !!!.......وانا قول وين يروح ويتأخر....بالليل......غلط عليك ...شجعته ياخذها..... بو سيف خرج عن طوره: قلت لك....عايلة السامي والنعم فيهم كلهم......عمها شرح لي كل شي......غير كذا ....زوجته حامل ... شعرت بوقوع مصيبة أخرى على رأسها.....نظرت لزوجها.....وبقهر قالت: بععععععععد؟ كانت ستخرج ولكن سحب يدها زوجها وهو يقول: وش بيفرق الحين ....انتي شفتي البنت كيف.....اخلاق......خلينا نخلص من هالموضوع......ساعديني ...لا زيديني ضيم وقهر فيه..... نفضت يدها منه وبعصبية: لاخذتوا بشوري...ولا سمعتوا كلمتي....بس تقولون لي سوي وفعلي...وش شايفيني....ها....... بو سيف تعوذ من الشيطان الرجيم وتنهد بالاستغفار ثم قال: يا مره......الولد خلاص يبيها واقتنع فيها...مانبي فضايح ...... لم تستمع له خرجت وهي غضبه وتصرخ: قصصصصصصصصصصصي......قصييييييييييييي...... كانوا جالسون في الصالة ومن ضمنهم سيف....سمعوا صوت والدتهم والتفت عزام: شفيها تصارخ؟ نهض قصي راكضًا ليتقدم للدرج ولكن هي سبقته بالنزول وخلفها زوجها تحدثت بعصبية وهي تشير له: يومك تبي العرس....ليش ما جيتني...وقلت...يمه خطبي لي بدل.....زواج المسيار هذا....... جميعهم سكتوا ونظروا إلى غضب والدتهم..... همس جسّار: ليش ابوي قال لها؟ سيف نظر لقصي وجموده بينما تحدث أبا سيف: نجلا.....قلت لك...صار اللي صار...وهذا اختياره وراضي فيه....حنا علينا التقبل......ونلملم الموضوع....... التفتت عليه: وش تلملم فيه؟ ثم التفتت على ابنها: انا تستغفلني كذا يا قصي؟...انا.... قصي بتردد: يمه.... قاطعته: جب ولا كلمة.......وطلقها.....والله .....ما راح اسمح لكم تسوون عر... قاطعها زوجها: نجلااااااااااااااااا.........انا قلت أقول لك....عشان تتفهمين قراري بعدها........مو تزيدين الوضع تعقيد اكثر ما هو متعقد....... ام سيف التفت على زوجها: وش قراره بعده؟ بو سيف نزل واقترب من أبناؤه: تعرفين سالفة اخوك.....يوسف ونورة...مطولة .....وزوجة ولدك حامل......وما نبي نطول بالشهور.....ويطلع كلام عليها.......فقلنا نسوي لهم حفلة بسيطة ويجيبها هنا ونخلص.... ام سيف بقهر: الله ...الله عليك...حل حلو.... ثم صرخت في وجه ابنها: والله ما تطب رجلها في هالبيت ...... قصي بنرفزة: يمه........انتي شفتيها.....ورضيتي فيها....وش غيّر يومنك عرفتي اني أصلا مزوجها..... ام سيف بعصبية: انت استغفلتني انت وابوك....ولا حسبت لي حساب... وبغضب: ومنو هذي اللي ترضى على نفسها تزوج مسيار غير... قصي قاطعها وهو يشد على قبضة يديه ومغمض لعينيه: ما فيه اشرررررررررررررف من مُهره يمه......... سكتت هنا والدته ونظرت إليه ونظرت إلى زوجها ثم قالت : اطلع برا ......... سيف هنا تدخل : يمه... اشارت له: انت لا تدّخل... أبا سيف قال: ماحد بيطلع برا يا نجلا.... جسّار خاف من ان تسوء الامور فقال : قصي تعال ...لم تهدأ قصي سحب كتفه من أخيه وهو يقول لأمه: يمه انتي راضية عليها الحين شصار؟......اي تزوجتها......تزوجتها ......عشان ماحد يدّخل فيني بعدها وحدد لي منو آخذ.......خذتها عشان لا اصير مثل سسسسسسسيف....... عزام هنا تحدث بحده: قصييييييييييييييييي.... أبا سيف عقد حاجبيه بينما نجلا ضمت شفتيها وانتقلت عيناها على سيف الذي يقف بجانب قصي ويحدّق فيه كالمصدوم قصي قال: انا ما حبيت مُهره.......ولا خذتها عشان احبها...خذتها .....عنّد لأفكارك يا يمه.....بالاخير حسيت نفسي ....اغرق.....وبغلط........بس الحمد لله صحيت على نفسي...... بو سيف بعدم فهم: شقول انت؟ جسّار نظر لأبيه ثم قصي: قصي قلت لك امش.... قصي : راح اطلع يا يمه....راح اطلع.......بس خاطري ....خاطري يجي يوم وتتقبلين فيه قراراتنا .....بدل ما تفرضين قرارك علينا...... ثم مشى لناحية الباب وخرج بو سيف نظر لزوجته: شقصده ولدك؟ ام سيف صُعقت من تفكير ابنها.....سكتت حتى الاحرف جمدّت في فاهها نظرت لسيف وعينيها غارقتين بالدموع.... تحدث سيف: يبه ما يقصد شي......ولدك هذا هو ما تغير لا عصب قال ..... قاطعه هنا بتذكر: متى الجازي بترجع.... عزام فهم سياسة ابيه هنا وخشي على والدته فقال: يمه تعالي.... ازدردت ريقها ومسحت على وجهها ليردف سيف: الحين خلنا في قصي....انا والجازي حطونا على جنب.... بو سيف شعر انّ هناك امر ولكن لا يريد ان يطيل الوقوف معهم...فأبا خالد من المؤكد اتصل عليه الآن لن يخلط الحابل بالنابل ولكن أشار لهم بتهديد: اقسم بالله......لو سويتوا شي من وراي من الآن.....حسابكم عسير عندي....... ثم قال لسيف: وانت يا سيف.......انا شايل نفسي من سالفتك عشان مصلحتك بس واضح...لا انت ولا اخوانك...تعرفون مصلحتكم ....كأنكم بزران...انتوا تغلطون وانا اصحح من وراكم هالاغلاط....وامكم تاخذين بالصيحة والصراخ...وتلومني.....بس اخلص من سالفة يوسف....التفت عليك.... ثم صعد لغرفته بينما ام سيف نظرت لسيف الذي مسح على رأسه ثم تحدث بنرفزة : اتصل على خوك... جسّار بجدية: تركه عنك....خله بس تهجد شياطينه بيرجع.... بينما عزام اجبر والدته على الجلوس وطبطب على ظهرها بينما دموعها انسابت على خديها فقال : يمه لا إلا دموعك....ما عاش من ينزّلها.... عضت على شفتيها ونظرت لسيف...شعر بها سيف.....وفهم هذه النظرات فاقترب منها وامسك كفّي يديها وقبلهما : يمه لا تحطين كلام هالبزر براسك...... ام سيف : كلامه صح يا يمه...... سيف بوجع: لا يمه مو صح....هدي نفسك بس.... جسّار ذهب لناحية المطبخ لجلب الماء فقالت والدته : اسفه يا يمه.......لو ظلمتك... سيف قبل جبينها : يمه...شالكلام.......اهدي الحين ....ولا تفكرين لا بكلام قصي...ولا بغيره... عزام نظر اليها: يعني ما تعرفين قصي.....يمه..... ام سيف نهضت عند قدوم جسّار وهي تقول: اتصلوا عليه خلوه يرجع....... جسّار اقترب منها: يمه شربي لو اشوي... ام سيف هدأت ...وسكنت عواصفها بعد ضربة قصي بالحديث عليها... تنهدت: مابي......بروح ارتاح... ثم توجّهت لعتبات الدرج جسّار بهمس: ما كان المفروض ابوي يعلمها... عزام : ما علمها إلا على شان الأوضاع .... سيف شد على جبينه: اتصلوا على هالخبل... جسّار جلس بالقرب منها: ما راح يرد عليك....عطوه طاف....ولهدا بيجي.... عزام طبطب على كتف أخيه: وانت لا تحط في خاطرك ......من كلامه........ سيف شبّك أصابع يديه مع بعضهما البعض: امي اللي بتحطم مو انا.... جسّار نظر اليه ثم قال بعد ان نهض: اتصلوا عليه لا تنسون... عزام : وانت وين رايح... سيف: المستشفى....عن اذنكم ثم صعد لجناحه جسّار بغضب: حقيقي قصي جاب العيد في الأولي والتالي.... عزام بهدوء: دايم يجيب العيد.....مانكر امي كلامها غلط....بس هو بدل ما يخمد النار...زادها..... جسّار : ها ما زلت مصر على الزواج؟ عزام ضحك: هههههههههههههه لا لا...بعّد بعيد.....هوّنا... جسّار : هههههههههههههههههههههه تعقّد الولد...... عزام : مو وقته الحين بعدين ...الاوضاع حيل شابه ضو.... جسّار: ولا بعد سالفة خالي ....والكل صاير ....كبريت.... عزام هز برأسه: الله يسر الأمور.... . . . . حُرقة بقلبه واحراج كان يتخيّل ردّت فعلها ولكن ليست على هذا النحو من عدم القبول المبالغ فيه! ظن انها ستحرقه ولكن ليست بهذه الطريقة ويعلم جيّدًا أنّ ردّه عليها ، احرق فؤادها... ولكن حقًّا هو لا يعلم كيف انصاع وراء هذا التهوّر، هذا الطيش حتى به ....قررّ ان يقترن بتلك الضعيفة .....حتى به شوّه براءتها...وسلب روحها في بداية الأمر ! لا يدري كيف تطوّرت مشاعره ناحيتها ...حتى به ايقن انه لن يستطيع العيش بلاياها لم ينوي حبها ولم ينوي ان يطول امر زواجه منها ولكن كل شيء اصبح جميل في عينه بعدما استيقظ على نفسه ولم يتردد في اصلاح الأمر ابدًا ! حقًّا هو مقتنع فيها....حقًّا اصبح عاشقها.....لا يريد من احد ان يُفسد عليه كل هذه الأمور الحب....العشق....وربما الهُيام..... سحب هاتفه ....اتصل عليها اختصر حديثه: جهزي نفسك بمرّك.... واغلق الخط ...لم يُعطيها مُهلة حتى في الرد اغلقه ....وتوقف عند الإشارة ....تنهّد بضيق فكّر مطولًّا بحديثه .....مسح على وجهه احزن والدته يعلم بذلك ...وربما ستخاصمه لفترة طويلة وفي هذه الأثناء من التفكير العميق اتصلت مُهره .....ولكن لم يُجيب عليها.....انفتحت الإشارة لف يمينًا ....اكمل سيره ......ثم توقف عند منزل أبا محمد..... اغمض عينيه ....ثم اتصل من جديد فقالت: قصي شفيك الله يهديك ما ترد.....وشو الحين بتجي؟...شصاير؟ قصي بنبرة هادئة: طلعي انا عند الباب... مُهره نهضت من على السرير وبصدمة: من جدّك قصي؟ قصي : لا طولين انا انتظر...... ثم اغلق....بينما مُهره لن تنكر انّ الأمر اسعدها فجدران هذا المنزل يحتفظ بصدى بكاؤها المكبوت بين ثنايا صدرها! تشعر بالاختناق لم تتردد في الخروج له سحبت عباءتها ارتدتها سحبت الحقيبة التي لم تفرّغ ما بداخلها اصلًا ثم خرجت ... . . . بينما قصي ....صادف ...ابا محمد قادم .....خرج من السيارة .....وباحترام شديد له...اقترب ثم قبّل رأسه فقال أبا محمد بابتسامة: يا هلا بوليدي.......تفضل تفضل..... قصي اجبر نفسه على الابتسامة: زاد فضلك....لا والله مستعجل....جيت آخذ مُهره وامشي.... بو محمد بتعجب: تاخذها.... هز رأسه قصي فضحك أبا محمد بخفة: واضح بنت اخوي خذت عقلك كله..... ابتسم قصي على مضض هنا....ثم خرجت مُهره .....والتفت قصي لها...وتقدم ليأخذ الحقيبة منها فقال أبا محمد: دير بالك عليها يا قصي وانتبه للطريق... بينما مُهره قبّلت رأس عمها وسلمت عليه ثم دخلت السيارة وزفرت بصوت مسموع على دخول قصي واغلاقه للباب تحدثت : زين انك جيت.....حسيت راح اختنق... قصي قبل أن يتحرك من أمام المنزل: ليش احد زعلك... مُهره نظرت لعينيه: لا ...بس اكره هالبيت ......احس يذكرني......بكل شيء سيء صار لي... قصي تفهم وضعها وابتسم: خلاص.....ما راح اجيبك هنا إلا للزيارات بس.......وفي خبر حلو ... مُهره ابتسمت خلف نقابها: وشو؟ قصي يحاول ان يتناسى ما حدث: راح تملين من ريحة عطري من اليوم.... مُهره لم تفهم مغزاه : كيف؟ قصي بدأ بقيادة سيارته: راح استقر معاك هالفترة في الشقة.... مُهره شعرت بالفرح....والسعادة شعرت بحبه وصدق مشاعره ...ويومًا عن يوم هو يثبت ذلك لها دون ان يشعر!...ولكن خشيت انّ هناك امر يُخفيه عليها فقالت: من جدك قصي؟ ابتسم والتفت عليها سريعًا: والله....ولا ما تبيني؟ مُهره ضحكت بخفة : إلّا.....بس ليش؟...كذا فجأة.... قصي بحديث متقصد ليحرجها: اكتشفت ماقدر افارقك يا مُهره... مُهره غاصت في حياؤها وقالت بعد ان كحّت مرتين: انتبه للطريق... قصي هنا ضحك بخفة وفهم أنها تضيّع حياؤها بجملتها تلك ثم قال: برّوح مطعم نتعشى ...... مُهره هزت رأسها برضى ...وقلبها بدأ يطمئن ...من وجود قصي بحياتها....وعقلها بدأ يتقبل فكرة الاقتران بها للأبد . . . لا تعرف كيف تصف شعورها......بعد ان وقعت بجانب اسمها.....بعد ان علمت انها ستكمل حياتها معه....تشعر بالاضطراب...تشعر بالتسرّع ولكن ....هي متيقنة من حبه لها...هي لم ترى منه إلا الخير....هو من وقف معها في السراء والضراء...هو من أملأ عليها وحدتها وخوفها في بداية قدومها إلى هنا ...لماذا الآن تخاف منه؟ هل بسبب ما حدث لها؟ ربما نعم .... وقّع هو الآخر اخذ طارق وثيقة الزواج.......قبّل والدها رأسها......وابتسمت ...واختلج صوتها نبرة بكاء وهي ترد عليه: الله يبارك فيك.... كانت تتمنى ان يحتضنها....حقيقةً هو احتضنها ولكن ابتعد عنها سريعًا ولكن تمنّت ان يطول احتضانه لها فهي بحاجة إلى هذا الحضن ....بحاجة إلى هذا الحنان الأبوي......شعرت لوهلة انها لا تريد ان تكمل دراستها لا تريد ان ترتبط بطارق جلّا ما تريده البقاء بحضن والدها.....والنظر إلى وجهه الذي يبعث بداخلها السلام والاطمئنان ولكن لم يطول هذا الامر.... مشا بخطى متقاربة ......واقترب منها طارق ليهنّئها وقبّل جبينها بهدوء حتى ارتعشت من قُبلته خوفًا....اجل خوفًا من الحياة الجديدة الذي دخلت فيها بلا مقدمات....وبلا تخطيط.... تشعر باضطراب مشاعرها على هذه الأثناء من الفرح! وخالجتها نبرة البكاء اكثر حينما ركبا السيارة ....وسقطت انظارها على السائق حقيقةً كان مُراد هو من يقود ولكن هي لا تعرفه ولا تعرف من يكون؟ لم تتردد في ان تبادر بعد ذلك من احتضان والدها من ناحيته اليسرى وضعت رأسها على صدره بينما طارق ركب في المقعد الأمامي وقاد مُراد السيارة لناحية المطار لا تدري كم مضى من الوقت ربما ربع ساعة وهي تحتضنه وهو يطبطب على كتفها بهدوء تمنّت لو يداعب شعرها ولكن تذكرت انها التزمت في ارتداء الحجاب ......ارتدته باقتناع......ودون تردد....تشعر انه يحميها لا تدري لماذا ولكن هكذا اتاها الشعور! تنهدت واغمضت عينيها ودّت لو تطول المسافات اكثر لكي تختفي عن هذا الوجود في احضانه نزلت دموعها لا تريد منه العودة للكويت لا تريد ان تفقد هذا الحضن هذا الدفء وكل هذه الطمأنينة ولكن فجأة توقفت السيارة وتوقف قلبها.... رفعت نفسها من على صدره نظرت لعينيه كان جامد.....تزيّن وجه ابتسامة.....عجزت عن تفسيرها.....بينما هو حقًّا متأثر من كل شيء حدث لها...ِشعر بالخوف عليها ....شعر انه مقصرًّا في حقها....التمس حبها له وكأنه والدها الحقيقي...ولكن هذا ما تشعر به فهي لا تظن يومًا انه ليس والدها! هذا والدها الحقيقي اجل هذا هو ......كيف لها ان تعرف انه ليس هو...بل خدعة لفقوها ......لمحي الفضيحة! قبّل جبينها ثم قال: يلا بابا.... هزّت رأسها وفتحت الباب خرجت معه.... ونزل هنا مُراد وطارق...وكان هُناك ......سيارة سوداء مضللة .....انفتح باب السحب.....تنهّد ....ثم ضغط على الزر الصغير ليتحرك الكرسي ...ويخرج من الباب بسهولة...فتلك السيارة مخصصة له ولحالته.....نزل دون ان يمد يده للمساعدة لمحه مُراد والذي هز برأسه له ان كل شيء انتهى وكل شي بخير.... ثم سقطت عيناه على ابنته...دومًا ما يراها من خلال الصور.....وفيديوهات قصيرة الدقيقة الواحدة حتّى!......لم يراها على الطبيعة ابدًا.....رآها كيف تحتضن والدها وتشد على خصره وكأنها تخبره (لا تروح بعيد عني).....تبعهم .....إلى ان دخلوا المطار شعرت بالاضطراب....شعرت بالخوف...شعرت بالوحدة ....تريد العودة للكويت...ما حدث لها..صعبًا ....واراضي هذه الدولة تذكّرها بكل شيء...تريد العودة الآن.... فاجأت ابيها بعد ان اعترضت طريقة احتضنته ....ومُراد هنا ازدرد ريقه بينما طارق شعر بالتوتر من صوت بكاؤها وجورج لم يرمش ابدًا ولم يزحزح ناظريه عنها شدّت على مشاري بيدها باكية: تكفى اخذني معاك....يبه.....تكفى... مشاري .....لا يدري ماذا يقول...يشعر انه ندم حينما وافقها على الابتعاث....شعر انه لا يقل حقارة عن ابيها بالتخلي عنها...شدّها إليه...واخذ يطبطب على ظهرها ويمسح عليه ....وهنا ارتجفت ...من حنيّته..... شدت عليه اكثر باكية ومصرّة على العودة معه........ وسمعوا النداء الأخير للرحلة فابعدها عنه قائلًا: ايلاف يبه.......كملي اختباراتج....ورجعي.....لا ترجعين وتتركين كل شي بالنص....هانت وانا بوك....كلها كم شهر... هزّت رأسها كالطفل.......شهقت ...وهي تمسح دموعها باضطراب رجفة أصابع يدها: تكفى خذني.....مابي أعيش اهنيه أخاف.... طارق اوجعت قلبه....فهمها لا تشعر بالأمان بعد ما حدث لها... بينما مُراد قال: مشاري نادوا على الرحلة جورج ....غصّ في بكاء لا يستطيع ذرفه ابدًا! مشاري نظر إلى مراد هز رأسه طوّق وجه ايلاف قبّل جبينها من جديد : طارق معاج لا تخافين واوعدج كل يوم اتصل عليج... ايلاف وكأنّ حصونها هُدمت هزّت رأسها برفض كالطفل الخائف ....ثم قالت بين شهقة وأخرى: قلتها لي من قبل...ولا سمعت حسك الا بعد اللي صار... تعاتبه .......تزيد من وجع ضميره... احتضنها وشعر بالضعف طارق نظر لمُراد ومراد نظر لجورج الذي احتقن وجهه بمعالم حزينة....كان بعيد عنهم ولكن قريب منهم بحيث لا يشعران به! معادلة اختلقها من نفسه ظنًّا منه انه يحميها هكذا! مراد اقترب ....طبطب على كتف مشاري: يلا مشاري.... شدّت على والدها اكثر هنا.......تحدثت وهي مغمضة لعينيها: لا تروح تكفى يبه...لا تروح.......اخاف اضيع لرحت تكفى... مشاري حزّ في خاطره حديثها.....طبطب على ظهرها ....وشدّها اليه ......ثم ابعدها وهو يمسك بكفي يدها قبلهما ثم قال بنبرة حانية: راجع لج يا بوج....راجع.... ثم التفت على طارق سريعًا بوجه محمر ودموع تسربت إلى لحيته : دير بالك عليها يا طارق....تراها امانة عندك..... هز طارق رأسه ...بهدوء ثم اقترب منها..... وكاد مشاري يمشي عنها ولكن شدّت على طرف بذلته ورمشت إلى ان انسابت الدموع من عينيها: تكفى لا تروح... مُراد شعر الامر سيطول فسحب يدها من بذلة والدها ووقف كالحاجز بينها وبين مشاري وهمس سريعًا: امش......يلا.... مشاري نظر إلى مراد ومراد فهم نظراته هز رأسه وكأنه يقول(بصير بخير) نظر إليها وهي تحاول الوصول اليه ولكن طارق اتى من خلفها واحتضنها وهي تبكي .....وتكرر : يييييييبه.... جورج أشار للحارس ان يعطيه نظارته فأعطاه إياها وارتدها شعر انه سيبكي في أي لحظة.... لذلك حركّ كرسيه وتبعوه الحرس من خلفه بينما ايلاف انهارت باكية وطارق شدها إليه يحاول تهدئتها...مُراد ساعد طارق في مسك ايلاف ....للخروج من المطار فهي لفتت انظار الجميع اليهم ......ولكن ايلاف كانت تضع ثقلها كاملًا على جزئها السفلي لتبطئ من حركتهما....فتحدث بحنان طارق: ايلاف خلينا نمشي.....كلها كم شهر وحنا رادين الكويت.... بينما ايلاف ضربته وحاولت التفلت منه ولكن طبّق مُراد على جسدها الضئيل وهي تكرر: خلوني اروح ويا ابوي......خلوني..... احتضنها بقوة مُراد من جانبها الأيمن .....وثبّت يديها بيديه بلطف... طارق لم يرد على فعلته ولكن سكت يريد ان يصل الى السيارة ليهدّئها .....فانهيارها هذا اخافه...وجعل عقله يتوقف عن التفكير والتصرف.... وبعد ان وصلا فتح طارق الباب سريعًا وبخفة مُراد ادخلها الى السيارة مجبوره! فدخل طارق واحتضنها اليه وهو يقول: اششش....ايلاف اهدي تكفين....هدي.... ايلاف استسلمت ما بين يديه وهي تشهق: ابي ابوي مُراد بدأ بالقيادة ثم قال: لازم نوديها المستشفى ...علمود يعطونها مهدأ طارق بخوف عليها : انزين اسرع ايلاف بدأت تهذي ، وتكرر تريد والدها بصرخة وأخرى بشهقة ...وهو يشد عليها.....ويحاول التخفيف عنها إلا انها تزداد بحركاتها العشوائية تريد الخروج من السيارة وتلحق بوالدها! شعر هنا طارق ...بوجعها ......بخوفها....بنفورها من هذا البلد.......ازدرد ريقه....لم يعتاد ان يراها على هذا النحو.... احتضن رأسها إلى صدره واغمض عينيه وبهدوء اخذ يرتّل آيات قرآنية من سورة البقرة.......شعر بالخجل من نفسه وهو يقرأ الآيات وهو هاجرها مُنذ سنوات طويلة! لا يدري اصلًا كيف تذكرها الآن! شعر قلبه يرتجف ويتخبط بداخله ولكن استمر في الترتيل... ثم طوّق جسدها......واخذ يرتل بصوت اعلى بعد ان شعر بمحاولتها بالنهوض من حضنه من جديد بينما مراد شعر بالتأثر من ترتيل طارق بصوته الشجي.....ومن بكاء ابنت أخيه...شعر بالكره ....لحياتهم السوداء....ولباسهم الأسود.....والمتخفي خلف نواياهم العقيمة......شعر انّ جورج أخيه خسر كل شيء....خسر ابنته....حبه......ماله...صحته....خسر كل شيء....ولا يستطيع استعادة جزء بسيط من هذه الأشياء حتى ابنته......فهي محبه لأبيها مشاري وتراه طوق نجاتها......... حقًّا عليهم ان يحمونها من معرفة الحقائق وإلا ستنهدم يجب ألا تعرف بالحقائق لكي لا يضيع حبها لأبيها مشاري في الريّاح المسممة! زاد سرعته متجهًا للمستشفى ......وقلبه يخفق بقوة . . . . تشعر بالاضطراب وعدم الأمان من تكرر صورتها وهي في المستشفى في بالها....تشعر بالخوف....من موجة قاتلة لقبلها خائفة منها.....خائفة من ان ينكشف الستار وتخسر كل شيء.....الافضل الا ينكشف شيء....حتى لا تخسر زوجها ولا أبناؤها.....حتى ايلاف! إن انكشف الامر ستكرهها ولن تظفر بها سيلومها الجميع وأوّلهم هي سيقتلونها بالعتاب والعقاب.....سيدمون جراحاتها التي تعبت وهي تداويها......سينقلب على رأسها كل شيء....لذلك هي تتمنّى موتها ليعم السلام .....ويبقى ما في الذاكرة كذكرى ....قابلة للنسيان.... لن تنكر.....انها احبتها حينما وضعوها على صدرها بعد ان انجبتها على صخرة القساوة من الحياة..... لن تنكر انها اشتاقت لها فترة مطوّلة حينما اعطتها لجورج....وبكت الف مرة حينما يدر صدرها بالحليب ليذكرّها بها.... لن تنكر انها بقيت لفترة تشتم رائحة ملابسها الصغيرة وتجن لتحتضنها الجدران.... لن تنكر ولن تنسى محاولاتها في نسيانها للأبد حتى بها استبدلت حبها وعذاب اشتياقها لها بالكره وتمني الموت! قسّت قلبها .....بعد ان تذكّر نفسها بأنها ابنت ابيها جورج الذي خدعها....وجعلها تغرق في أمواج خداع حبه الشقي.... كرهتها ...وتمنّت موتها لتعيش...فهي ترى الأمر انها مظلومة ...... انظلمت بسبب سذاجتها ......وتفكيرها آنذاك.... وايلاف ما هي الا ثمرة لهذه السذاجة! لا تريد من هذه الثمرة النضوج اكثر.....لا تريد ان تتعفّن يومًا وتنتشر رائحتها لجلب العقاب..... لن تتنازل عن تمني الموت لها.....ولن تتنازل من حماية نفسها من ذكريات الماضي..... قررت هذه الفترة السفر....والابتعاد ...مع زوجها....اخبرته انها متعبة ....وتريد ان تخرج في رحلة سفر للاستجمام..... ولم يرفض لها امرًا حجز لهما تذاكر للسفر للمالديف لمدة أسبوعين تريد ان تبتعد عن حصة واجوائها الكئيبة تريد الا تستمع لها لكي لا تخضع لها بمشاعر امومة قتلتها منذ سنين بداخلها استيقظت من موج افكارها على صوت زوجها وهو يقول: دلال حياتي تأخرتي يلا...عاد ....خلينا نطلع .... دلال أغلقت سحاب الجاكيت على جسدها ثم سحبت حقيبتها: كاني يايه .... ثم هربت من أفكار كادت ان تتمكن منها ولكن قتلتها بكره شديد! . . . . . أصبحت كالجسد بِلا روح...هذه الايّام التي تمر بها حزينة وجدًا كل شيء انكشف امام عينيها ببرود كل شيء اخذ يدق قلبها وذاكرتها وكأنّه امر طبيعي معتادة عليه هي اعتادت على كل الأشياء إلا الخذلان شعرت بالكره للجميع امير وديانا ويوسف الكل ....تشعر بالإحباط من حياتها...كلما قالت الأمور بدأت تتسهل ...بل بالعكس تتصعب عليها....هي قادرة على تقبل كل شي ولكن من ...الصعب عليها ان تتقبل خذلانها من الجميع حتى تحت مسمّى الحماية ومسمى الحُب! تلوم يوسف وبشدّة كيف اقتنع بحديثهما؟ كيف تخلّى عنها بكل بساطة ....لماذا لم يُعطي نفسه مجالًا لاستيعاب الأمور لماذا لم يتمهّل؟ هل اوجعته الخيانة ، هل اماتت قلبه لهذه الدرجة؟ ماذا فعلت به ديانا؟ الخيانة من شخص تعزّه وتحبه من أعماق أعماق قلبك ستكون موجعة وعواقبها لم تتمناها يومًا! هل اوجعت ديانا قلبك يا يوسف؟ هل كان حُبك لها صادقًا؟ يوسف تركها لكي لا يتذكر خيانة زوجته وديانا اخذتها منه بحجة حبها لها وهي عاشت في مسافات انانيتهما من مشاعرهما التي طوّقت عنقها بعنف وتدخّل أمير في حياتها .....وشعوره بالخوف عليها.....وتعامله معها وكأنها ابنته........وحبه ....كانت تشعر بحبه ....ولكن لم يكمل صورته الحسنة التي لا تستطع ان تعترف بها يومًا هدم كيان هذه الصورة حينما ادركت كذبه عليها وهو يكرر يوسف لا يريدك هو من زرع كرهها ليوسف وهو من ساعد ديانا في العصيان! لا تغفر لهذا ولا هذاك لا تستطيع ان تغفر لهم اما ذنب ديانا بالنسبة اليها عظيم....لم تضحّي بها بل ضحّت بيوسف.....لا تدري لماذا.....ربما بسبب حبها الجنوني لأمير....فهي لن تنسى انها ضحّت بها لتقضي شهر عسلها معه...ولكن عادت لها من جديد....ولكن يوسف ....لم يفعل شيء ...لم يبادر ليشعرها بأبوّته! لماذا؟ هل بسبب تلك التحاليل وزيفها؟ جنّت هزت رأسها لا تعرف كيف تهدّأ عقلها وتوقفه عن التفكير.....بالكاد درجة حرارتها انخفضت .......بالكاد أنفاسها انتظمت... ولكن رجفتها لم تزول.....وعقلها لم يتوقف ابدًا عن التفكير.... تنظر للنور البسيط الذي يتسلل الغرفة من تحت الباب......تحدّق به......وتتمنى لو يُنير جانبًا من حياتها ولو بشكل البسيط...... استلقت على ظهرها....تذكرت أمور كثيرة ...منها....ابنتها....واحتضانها لساقيها...شعرت برعشة تتسلل لأطراف جسدها....ورجفة شفتيها؟ تساءلت كيف استطاعوا ابعادها عنها؟ كيف فكروا هكذا؟ وضعت يداها على بطنها واخذت تتحسس تشعر بها الآن ...تمكث بداخلها....تتحرك بعشوائية.....سندرا كانت كثيرة الحركة في بطن والدتها ....وهذا الامر كان يؤنس وحشة نور ....ولكن لم تُظهر لهم ذلك...دومًا ما تظهر لهم كرهها لها..... هل هي السبب في ابعاد ابنتها عنها؟ شدّت على بطنها.....تذكرت حينما شعرت بالمخاض....شعرت بتقطّع جسدها....وتسارع أنفاسها....شعرت بعدم قدرتها على الاستلقاء والجلوس وحتى الوقوف! تمنّت الموت.....بكت بصوت عالٍ تستنجد للخلاص من المها.....تذكرت وجه والدتها ...وخوفها عليها...تذكرت صرختها...ثم اغمائها....وبعدها جلوسها.....متعبة ... تذكرت حينما اخبروها انّ الطفلة توفيت ! لم تبكي بجانبهما.....بكت في ظلمة تُشابه ظلمتها الآن...بكت ......وكرهت ابنتها التي لم تبقى معها....بكت......وكرهت حبها الذي جعلها تعتصر المًا جسديًّا ومعنويًّا...... بكت ......بلا صوت.....وبعنين تحدقان بالسقف تتساءل من هو المسؤول الأول عن حالتها ؟ اسالة تطرق رأسها واجوبتها في ظلام دامس لا تريده حقيقةً تنهدّت .....وحينما سمعت طرق حذاء احدهم اغمضت عينيها وتظاهرت بالنوم انفتح الباب.....كانت الساعة تشير الى الثانية عشر من منتصف اليل .... اقترب منها ......نظر لوجهها لبقايا دموعها......لتنهدها اثر البكاء الطويل......هزّ رأسه بأسى وانحنى ليضع يده اليسرى على جبينها شعر انّ حرارتها انخفضت ..... جلس على طرف السرير تحدث كالهمس: ما بتستاهلي كل شي عم يصير إلك يا نور......والله ما تستاهلي..... ثم نهض.....وهي سمعته ......وسمعت تنهيداته....هذا الرجل....الرجل المنقذ بالنسبة لها...ولكن اوجعها حينما سلّم جوازها لأمير.....ولكن تشكره من داخلها آلافا من المرات على قبوله في طلبها حينما طلبته في ابعادها عن الجميع.... اغلق الباب وفتحت عيناها .....حدّقت للنافذة ......ثم جلست على طرف السرير ....ِوتدلت رجلاها ...لتضرب اطراف قدمها بهدوء على الأرض الباردة......حدّقت بلا ملل...تريد شيئًا ....يخفف من وطء ما حدث لها...تريد ان تشعر بالراحة قليلًا.....تريد الهروب....من جسدها...لا من الأرض ....لا من المكان! فهي تجزم ما إن تهرب سيلاقيها أمير....والجميع...لذلك لن تتعب نفسها.....لن تهرب ولكن ستهرب بعقلها نهضت واقتربت من النافذة ......النافذة التي تطل على الحقل الخلفي من المنزل....النافذة التي لا تمتلك اسوار حديدية محكّمة.....فكرت.... ثم . . طرق الباب بشكل خفيف.....التفتت هنا.... . . بينما في صالة المنزل أتت صوفيا لتفتح الباب ولكن أشار لها ماكس (مترجم): صوفيا اذهبي ونامي...انا سأفتح الباب... هزت رأسها ....حقيقةً تشعر بالتعب ...بعد الجهد الذي بذلته في مساعدة نور في الاستحمام...واللبس...والاكل ومراقبة حرارتها....تشعر انها فقدت طاقتها ما بين طبخ ورعايتها.....وتنظيف المنزل....لذلك دخلت الغرفة المخصصة لها وأقفلت عليها الباب.... بينما ماكس...توجّه لناحية الباب......ظن ان احد الحرس الخاصين بأمير أتوا لجلب الطعام الذي طلبه منهم .......ولكن لا....فتح الباب وصعق تحدث بصوت تسرب لمسامع نور الذي هبط صدرها بخوف: أميييييير؟ أمير دخل واغلق الباب ثم أشار لماكس ليتبعه ولكن ماكس خشي من ان تصحى نور وتحدث ضجة فقال: أمير دخيل الله ......روح من هون لا تجلس نور....وتوجعك بالحكي..وتوجع نفسها.... أمير نظر لماكس لحيرته وارتباكه : ابي اشوفها ئلبي....حاسس انها تعبانه كتير....عجزت انام يا ماكس.....بدي شوف بنتي أغلقت عينيها هنا وسقطت دموع ثقيلة على خديها على كلمة (بنتي) تعلم أمير يحبها...يعزها ....يعتبرها مثل ابنته.....تحمل كلماتها القاسية في ذلك الوقت .......تحمل كلماتها البذيئة ......وتصرفاتها المتهورة والطائشة....كان دومًا ما يسحبها من أيادي والدتها حينما تضربها....يطبطب عليها بعد ان يقسي عليها.......يعتذر لها بتصرفات ابويّة حاولت تُظهر انها تكرهها..... تنفست بصوت مسموع.....تشعر بالخوف.....تشعر بالاضطراب..... سمعت ماكس: هيّا نايمة.......وبخير... أمير تقدم وهو يقول: خليني اشوفها... نور تداركت الامر ركضت لناحية السرير ......استلقت عليه ...وتظاهرت بالنوم من جديد..... ماكس شعر بأمير...شعر بحزنه....وبضيقة ...اشار له على غرفتها.....مسح هنا امير دموعه ومشى بهدوء.....وتبعه ماكس....... وضع امير يده على مقبص الباب وشدّت نور على قبضة يديها وعينيها ....تحاول ان تسيطر على تسارع نبضات قلبها الهائج بخوف.....وتنفسها المتسارع بحيرة الأمر! تسلل النور الى الغرفة وترك الباب امير مفتوحًا .....دخل .....وماكس تبعه واشعل الانارة الخافتة ليمكن أمير من رؤيتها.... مشى امير وعينيه على الجسد المستلقي على السرير بلا حول ولا قوة بينما هي كانت تشعر به يقترب....تشعر به....تريد ان يقترب اكثر...يحتضنها...يخفف عنها ....ولو بشيء قليل...ولو كان هو سبب اوجاعها....هي اعتادت على ان تحتضن مسببي اوجاعها ...تقسم انها اعتادت.....تريد ان يقترب...ليلملم شتاتها....لتشتم رائحة ابوّته .....تريده ...هي بحاجة اليه .....بحاجة الى حضنه..... شعرت بجلوسه على طرف السرير ماكس تقدم .....ونظر الى سكون الغرفة ... بينما امير....رفع يده ...بتردد كبير.....مررها على شعرها المبعثر على الوسادة......بهدوء نور كتمت أنفاسها قليلًا تحدث امير كالهمس: سامحيني...... تسللت رجفة الى جسدها......شعرت بانكساره ...وبنبرة بكاؤه....شعرت بحزنه.....وبوجعه ولكن اوجاعها مضاعفة منه ومن الجميع! شعرت انه يقترب منها اكثر ويسحب كف يدها اليمنى ويقبلها..... ليكمل: كنا بنظن باللي ساويناه راح نحميك يا نور.....راح نخليك تعيشي بسعادة لكن ظنونا .....وصلتنا لهون! قبّل اصبعا الابهام ثم السبابة ....وشعرت برطوبة على باطن كفها...وادركت هنا انّ هذه دموعه.... ماكس تكتف وازدرد ريقه وشتت ناظريه عنه حينما رأى امير يبكي..... وهو يقول: والله لم اكرهك في يوسف.....لأني كنت خايف تروحي مني...مو بس عشان امّك بدها ياكي...لا انا ما بئدر اتخلّى عنكي يا بنتي... قبّل اصبعها البنصر ثم شهق بصوت واطي: بس ما انكر انني أناني..... ترك يدها....وشعرت انها ستنهض وتنهار في احضانه باكية .... ولكن لم يترك لها مجالًا......ابدًا......شعرت انه ينحني ليصل لمستوى جسدها على الفراش...واهداها قبلة اعتذار......على جبينها وما بين عينيها........ ثم همس من جديد: سامحيني.... ثم سمعت طرق نعليه وهو يبتعد عنها ويخرج....... شعرت بإطفاء الإنارة ...ليعم الظلام من جديد.... فتحت عيناها ......وضعت يداها على فمها كممت فمها لتبكي .....بجنون....ذرفت دموع كثيرة....رجف جسدها.....وقلبها في الآن نفسه...نهضت ...وكادت تتعثر ولكن تمسكت بالجدار واسندت رأسها عليه وسمعت : يوسف ....ابوها لنور...راح يجي بكرا لهون....... ماكس بفجعة: شوووووووو؟ نور ضاقت أنفاسها.....لم تتخيّل ان ترى والدها بعد كل هذه الاعترافات .....هي على غير استعداد.....هي الآن ميّته كيف تراه.....كيف؟...هل ستسامحه....هل ستخضع له حينما يقول لها سنعود للبلاد هزت رأسها بلا..... وسمعت أمير: عمها لنور...أجاني اليوم...وحكيتوا عن كل شي...وئلت إلوا انا خسرت نور....وخايف اخسرها بشكل أبدي...فلازم يوسف يجي....ووقف الأمور لهون ...ئبل ما تسيء ماكس : لالا امير.....نور هلأ ما بتتحمل صدمة جديدة....شو تشوف بيّا ما بيّا.....والله راح تموتوها للبنت....أمير... ربت أمير على كتف ماكس : مهمتك تخبرها...وراح كون هون الصباح......تصبح على خير.... ثم خرج وسمعت اغلاق الباب....وتنهد امير وتأففه بخوف من الامر.... لم تتحمل الامر بكت بصوت عالٍ ثم خرجت من الغرفة ...وركضت لناحية الباب تحت انظار ماكس المصدوم تبعها ولكن توقف حينما....توقفت واسندت جبينها على الباب وبكت ...وهي ترتجف......وهي تشد على قلبها .......وتجثل على ركبتيها ببطء.....لم يفهم ..هل سمعت كل شيء؟ هل كانت.....قاطع ظنونه واقترب منها........وضع يديه على كتفيها.... تريد أمير.....لا تريد يوسف.....لا تريد ان تسامحهما...ولكن لا تريد ان تخسر أمير لا تريد ان يتنازل عنها كما فعل يوسف لا تريد أن يقدمها له بسهولة..... هي لا تريدهما....لا تريد ولكن لا تدري لا تدري صرخت ...بقوة ......حتى صوفيا خرجت تنظر اليهما برعب.... ماكس خشي عليها هنا....هزها : نورر؟ صرخت من جديد وكأنها تخبره .......كيف وضعها امير في هذا الموقف كيف يقدمها ليوسف؟ كيف؟ التفتت على ماكس وحضنته بقوة حتى صوفيا ظنّت انها تلقّت خبر موت احد اقرباؤها وبكت هي الأخرى بدموع ماكس لم يستطع ان يبقى بلا تأثر .....لم يستطع ان يخبأ حزنه عليها بكى بدموع...وشدها اليه ...يعلم انها عانت ....عانت كثيرًا .....يعلم انها انجبرت على معيشة لا تطيقها....ويعلم انها تجرعت آلامًا لا تستحقها ولكن ماذا يفعل؟ نور هي خائفة....من ان تبتعد عن أحضان امير الذي تكرهه.....وعن والدتها التي دفنت بعيدًا عنها....لا تريد رؤية يوسف....لا تريد ان يأخذها لأرض لفظتها من باطنها بكره....لا تريد ان تعود لوطن لا تعرف عنه شيء سوى انه طردها عنه بقساوة....لا تريد ان تعود .....لغربة جديدة! إلى هنا يكفي لا تريد هذا العذاب.... انهضها ماكس وهي ما زالت متشبثة به...تشعر انه نجاتها.....تشعر انه من بعد الآن ارضها وموطنها الذي تستطيع العيش بداخله........وإن فرضت نفسها عليه....ما يهمها الآن هو شعورها.....بكت وشدّت على رقبته .....بكت وهي ترتجف.... اغمضت عينيها.....همست في اذنه بوجع وخوف ورجاء من قبوله لطلبها شهقت وهي تقول له: تتزوّجني؟! انتهى اتمنى للجميع قراءة ممتعة تحياتي محبتكم شتات الكون حابة انوّه على شغله مهمة في غلط سقط مني سهوا ذكرته ببارت 27 اسم حصة ام ناصر الاسم لها الاساس منيرة ما نتبهت إلا لم نبهتني غاليتي اafnan20 فاعتذر على الخطأ |
|
|
06-27-2020, 06:43 PM | #38 |
البارت التاسع والعشرون . اكرر اعتذر على الاخطاء الاملائية إن وجدت . . . . . . . . . . . أين طوق نجاتها من هذا اللقاء، أين خلاصها من هفوات الخوف؟ اين تجد الأمن والأمان ليخلصاها من هذه الحروب النفسية والجسدية، لا تريد غربة جديدة لا تريد رؤية أُنّاس . . جدد شدّت عليه بيديها بعد أن ترجته مرة أخرى :تتزوجني؟ . . لم يجيبها في المرة الأولى بسبب صدمته، وتسارع الدم في مشيه ليضغط على دماغه بقوة! شعر بالمسؤولية كونها تثق به لتطلبه أمر كهذا كما انه شعر بالخوف من نفسه حقيقةً ازدرد ريقه وارتخت يداه من الشّد عليها ولكن حينما شدّت عليه وكررت سؤالها ابعدها عنه بلطف لا يريد ان ينهزم أمام رجاؤها هذا! ثم نظر لوجهها رآها منهزمة، مكسورة، لا حيلة لها، والشيء المخيف انها صادقة في طلبها ، والشيء المرعب نظرات رجاؤها للتو هو خارج من انكسار عظيم من خطيبته السابقة اليكسا بسبب ما يحصل ويدور لهم والآن نور تطلب منه الكثير لتعصف به الذكريات للوراء مع اليكسا حقيقةً هو مجروح لعدم صبر اليكسا عليه. ..... كما أنه خائف بأن يقوم بمعالجة جرحه بطريقة مدمرة تزيد من التهاباته المؤذية تحدث وهو يهمس ليقاوم كل عواصف الشفقة والخضوع من اجل التخفيف عنها حاول التحدث معها بالعقل :نور.....هدي هلأ وخبريني شوفيكي؟.....شو صار حتى جنّي هيك؟ حاولت التحدث والشرح له ، حاولت ان تخبره انها ضائعة تشعر بالضياع والغرق اكثر في هذه الحياة تريد ان تشرح له انها على غير استعداد تام لرؤية يوسف، لرؤية ذلك الرجل الذي هدم بداخلها الكثير، هدم الامن والأمان، واستقرار الأماني والعقائد بداخلها! تريد ان تُفهمه انها انسانة مجرّدة من الراحة، عاصية كثيًرا وغير قادرة على ربط الأمور واعادة ترتيبها من جديد حركة شفتيها كمحاولة في الشرح انها حقا غير راضية على ما عاشته ، غير مقتنعة بما فعلته، غير قادرة على الشّد على زمام الأمور شهقت لتبرهن لنفسها انها خسرت كل شيء ديانا ،امير... الذي سيقدمها كقربان مّيت ليوسف ..ابنتها ....دينها ...خسرت كل شيء وهي غير قادرة على استعادة كل الأشياء لأنها غير قادرة ع التسامح وتقبل الأمر!!! . . . . ضربت على فخذيها حتى عضلة لسانها خّيبت ظنونها لم تستطع نطق الحروف لم تستطع ايصال الجمل شفق عليها ماكس وحن قلبه....وخانته دموعه شد على كف يديها وانهضها بلطف ومشى بها إلى محاذاة الكنبة ثم قربها منها واجلسها عليها! نور حاولت السكون ، حاولت السيطرة على نفسها ولكن بلا جدوى تشعر انها استغلت طاقتها بما فيه الكفاية حتى بها الآن نفذت ولا توجد اي طاقة تستمد بها قوتها تحدثت بثقل: زواجي منك بوقف الكل من انه يقرر بدالي.....بوقف امير من انه يرخصني ليوسف...وبوقف يوسف من انه ياخذني للسعودية! صدم لتفكيرها، لن ينكر انها صادقة في هذا الأمر ولكن هي ستعالج لأمر على منحنى خاطئ لذلك اقترب منها تحدث بهدوء: نور .....تئدري ترفضي اي قرار ما يعجبك....اي قرار انتي ما بدّك ياه بدون اي زواج نظرت اليه بعينين محمرتين بينما صوفيا دخلت غرفتها منذ ان جلست نور على الكنبة تحدثت: عارفة انك تحب اليكسا...بس يكون زواج شكلي انا..ماقققصصد قاطعها وهو يشد ع كفيها: انا واليكسا انفصلنا.....وعارف بدك يانا نزوج بس مشان انه ماحدا يدخل فيكي... صدقيني نور لو ساوينا هالشي راح تندمي....الأنه قرارك هاد بوقت قاطعته وهي تنهض وتمسح دموعها بيدين مرتجفتين: خلص وصل جوابك انت ما تبيني.....وما تبيني اثقل عليك حقيقي انا صايرة ام مصايب... ماكس تنرفز من حديثها نهض هو الآخر :نوررر انا ما قصد قاطعته وهي تهز رأسها وتشير اليه: خلاص خلاص..... ثم سكتت بللت شفتيها وسريعا ما تذكرت ايلاف تذكرت اخر لقاء تذكرت اخر حوار بينهم تذكرت وعودها بالتغير شعرت انها بحاجه قصوى الى ايلاف كما أّن ايلاف في الواقع بحاجه لها ابتعدت عن ماكس وعادت لغرفتها تحت انظاره الحائرة عادت للظلام، للخوف، للجنون...ستُجبر على امر هي لا تطيقه ستجبر ع فعل لم تفكر يومًا ستخوضه ....قدوم يوسف لن ينتهي لهنا....وتعلم انه سيحاول من استعادتها الى موطنها الأصلي ولكن حقا لا تريد ان تعود للنقطة نفسها شتات جديد......غربة جديدة...ولكن بجسد وروح ممتلئتين بجروح ثائرة....لا تريد يوسف....وتريد امير عن بعد! كيف تحقق هذه المعادلة كيف؟ نظرت للسقف لوهلة سقطت دمعه منها نطقت بضعف ورجفة جسدها : يا رب خجله من ان تدعو الله، خائفة ...تشعر انها تغرق ....ولا تعرف كيف تنجو من هذا الغرق المخيف وكلما حاولت ان تدعو الله تشعر تتلعثم وكأنها نست كيف تدعوه!! وكيف ترجوه؟ وكيف تعود اليه؟؟؟؟ بكت اكثر وهي تجثل على ركبتيها وتكرر بعجزها وضعفها الواضح: يا رب . . . شعرت بالضّيق . . . ضيق روحها على جسدها ضيق جهلها بالدين، ضيق نفسُها ...وضيق المكان من حولها بكت حائرة لا تعرف موازنة الأمور هل تخضع وترى يوسف وتخضع لما يَعقب هذا اللقاء هل تخضع لكل الأشياء السيئة! بقيت تفكر بطريقة أخرى وعجز آخر وتذبذب عظيم ينزرع وينبت وينمو بداخلها بِلا حدود...يتشعّب بجذوره ليطغى عليها ...ويخنقها! . . بمن تثق؟ . . لا احد هي الآن تثق بماكس فقط لا تثق بغيره ولكن تشعر انه خذلها...وتشعر انّها اثقلت عليه كثيرًا وهو غير ملزوم بهذه الحمول التي وضعتها على أكتافه... . . . الى من تعود؟ . . . هل تعود للضلال، لمسببي جراحاتها هل تعود لضيق الأماكن وتنفسها! هل تعود لبهاء الدين وتطلبه ان يتزوجها من جديد؟ نفضت هذه الأفكار من رأسها ونهضت لتدور حول نفسها، واخذت تفكر كيف تنجو من هذا اللقاء الذي لطالما حلمت به وهي صغيرة ، ومراهقة، وشابة الى ان كرهوها فيه! الوضع اختلف كليّا الآن لا تتخيل ان تقف امام يوسف، لا تتخيل ان تنظر لعينيه هو لن يتحمل النظر اليها وهي لن تتحمل أيضا تجزم بذلك دخلت الخلاء اغسلت وجهها عدّت مرات تحدثت بصوت مسموع: الانهيار يا نور ما بسوي لك شي....اهدي وفكري....حاولي تسددين رمياتك للي اوجعوك يكفي وجعتي نفسك سنين..... اخذت بعدها نفس عميق بشكل متكرر ، تشعر انها دخلت في مراحل الانفصام المتطوّر! تارة تبكي وتارة تنهزم واخرى تنهار حتى ماكس الذي وقف معها ملاّ منها هي تشعر هكذا خاصة بعد حديثه معها قبل دقائق عليها ان تنقذ نفسها من هذه المتاهات بنفسها ....عليها ان توفي بالوعود الذي عقدتها بين نفسها......خرجت من الخلاء وسقطت انظارها على ماكس الواقف والذي يحدق بها تجاهلته لن يساعدها في الشيء الذي تريده ولن تذل عمرها له، تشعر الآن عادت للواعي قليلا تحدث :نور اشارت له: انسى اللي قلته بليز.....وروح نام حاول التحدث معها نصحها ، وايقاظها من لو وافق على ما طلبته ستجني ثمار ندمها بالأخير قرارها هذا اُتخذ وهي في حالة طيش وغضب وليس رغبة ومحبة لذلك إن فعل يشعر انه سيكون أنانيًّا مثل البقيّة عليه أن يفهمها الأمر ولكن كررت: بلييييز ماكس....قو.... حينما تحدثت بالإنجليزية بحاجبين غاضبين فهم انها غير متاحة للحديث ولذلك لم يحبذ ان يضغط عليها خرج فورًا من الغرفة واغلق الباب وهي استلقت على السرير ولم تستطع النوم غدا سترى الرجل الذي يرى في عينيها جمال لا يراه سواه ويرى في وجنتيها خجل يحب ان يقبله بدفء ابوّته غدا سترى من غرس بداخلها القوة والصلابة وعلّمها العقيدة والسلام غدا ستريه عكس كل هذا، غدا ستعاتبه، ستصرخ وتنشق كارهته لا تدري ماذا ستقول له وكيف ستكون ردت فعلها للقاءة ولكن لن تخضع لا له ولا لأمير بقيت تفكر كثيرا ولم تنم! اتى الفجر ومرت الساعات لتشرق الشمس وهي تفكر حتى انها فكرت بسندرا بمصيرها ، بكرهها لها وايقنت انها لا تكرهها ولكن تكره الطريقة التي ابعدوها عنها ولكي تصلح الأمور عليها ان تستعيد ابنتها الى احضانها أيضا!! عليها ان تتقبلها لتساعدها على تخطي هذه الأوجاع عليها ان تخضع للأمومة وإلّا ستندم! فكرت كثيرا بما فعلته والدتها ديانا لم تتخلى عنها بل شدّت على يدها لتبقى معها بينما يوسف هو من تخلّى لا تريد تشبه احدهما ولكن قطع تفكيرها صوت طرق الباب ثم دخول صوفيا تدعوها للإفطار عقدت حاجبيها نظرت للساعه وكانت تشير الى الثامنة والنصف صُعقت من مرور الوقت شعرت بالراحة وهي تفكر وتخطط وتقرر من جديد بهدوء شعرت بقدرتها من جديد على كبح مشاعرها الملخبطة لوهلة فقد من اجل ألّا تجبر على الخضوع ليوسف او لأمير. خرجت من الغرفة نظر اليها ماكس وعلم انها لم تنم فحين استيقاظه لصلاة الفجر سمع صوت بكاؤها فهي بكت ووبخّت ذاتها واستعادتها من جديد وخططت كثيرا لتعديل حالها توجهت للباب لتخرج ونهض سريعا: وين؟ نور بحشرجة وإرهاق: بروح لأمير ماكس صعق: هو راح يجي هلأ نور بللشت شفتيها وبتساؤل: وجولي وسندرا معه؟ ماكس باستغراب: ما بعرف... نور بصيغة امر : اتصل وقول لهم يجيبهم ماكس ذهل من امرها ولكن هز راسه بينما هي ذهبت لتجلس ع الكنبة واخذت نفس عميق لابد ان تقوي نفسها الابد ان تتقبل جميع الأشياء بحدود هي مجبورة على ذلك! ازدردت ريقها ثم نهضت من جديد بتوتر للذهاب للخلاء بينما ماكس حدّث امير واخبره بما قالته نور وفي الحقيقة امير وجولي وسندرا كانوا في السيارة امير فَجعت قلبه سندرا من شدّت بكاؤها ورجاؤها لرؤية نور لذلك جلبها هي وجولي متمنيًا نور تتقبلها يعلم انها الآن تفسر افعاله كقساوة عليها وخاصة بعد ان حدثها ماكس عن يوسف ربما ستظن انه لا يريدها بعد الآن ولكن نور يجب ان تتقبل كل شي حتى وان كان في دفعة واحدة فتجزأت الأمور مع شخصية نور يصعّب الامر أكثر ممن يسهل! . . . . نصف ساعه وانطرق الباب بينما ماكس كان ع طاولة الإفطار لم يأكل شيء فقط كان ينظر للطعام بذهن شارد ونور عادت تنتظر على الكنبة وتنظر للفراغ حينما سمعت طرق الباب نهض ماكس ولكن اشارت له بأن يجلس في محلّه هو خائف من تغلّب مزاجها وتغيّره اقتربت من الباب فتحته كانت سندرا ممسكة بيد جولي ما إن رأت نور فلتتها واحتضنت ساقي نور نور اغمضت عينيها هنا وامير وجولي يحدّقان بها ومراد الذي قاد سيارة امير لجلبهم واقفا خلف امير شهد هذا المنظر الذي لم يتوقعوه حتى ماكس نهض وازدرد ريقه ظنوا انها ستركلها أو ستبعدها عنها بعنف ولكن نور اثبتت لهم انها ما زالت لديها احاسيس ومشاعر ما زالت تحتفظ ببقايا عقلها! جثلت ع ركبتيها نظرت لعينين ابنتها المتغايرتين ، ستتغير من اجل ان ترى حياتها من جانب آخر هي حزينة وكئيبة ولكن لم تمنع مشاعر الأمومة التي نبضت بداخلها منذ ان فكرت بها اليوم بشكل مطوّل وتفصيلي هناك شيء يخبرها أن تحتضن هذه الطفلة وإلا ستكون من الخاسرين ! . . سترى يوسف لا تدري ماذا تفعل ولا تعلم كيف ستكون الخسائر ولكن جلّا ما تعرفه انها تريد ان تعطي هذه الصغيرة جزءا مما فقدته هي ابتسمت في وجهها وعينيها مترقرقتين بالدموع احتضنتها وجولي هنا شعرت بالخوف...اذا تقبلتها....ستحتضنها للأبد وستخسر طفلتها هي الأخرى امير لن يلوم نور على تغلب مزاجها وردّات فعلها الغير طبيعية فهم لم يقصرّوا حقًّا في جعلها هكذا ولكن لا ينكر امرها اقلقه مراد فهم حينما تتغير نور بشكل سريع هيا تنوي على فعل يوقع بهم في الفخ ! سندرا احتضنتها وهي تكرر : ماما ماما نور حاولت الصمود وعدم البكاء ولكن عجزت بكت وهي تشد على سندرا بقوة ...وتشم رائحتها وهي مغمضة لعينيها تشعر بنبضات قلبها تُسمع للجميع تشعر بشعور الأمومة يتدفق من أعماق ...أعماق قلبها...تشعر انها وُلدت من اجل هذه اللحظة بكت ومسحت ع شعر ابنتها وهي تكرر : يا عيون ماما.... ماكس نظر لأمير الذي يزدرد ريقه ولأخته التي اختطف لونها ولمراد الذي يحاول ان يشتت نظره عنهم نور صابتها رجفه ولكن تعلق سندرا برقبتها جعلها تنحني اكثر على ابنتها ...قوّت نفسها بالنهوض وحملت سندرا ثم جلست على الكنبة وسندرا وضعت راسها على صدر نور . الجميع في حالة صدمة في حالة ذهول وخوف من نور خوف على نور من نفسها وعلى سندرا من نور! تحدثت نور وهي تنظر لأمير: متى بيجي يوسف امير ببهوت : في الطريق نور وقع قلبها في منتصف ساقيها شعرت بالخدر في جسدها بعد ذلك ولكن شدّت بيديها على يدي ابنتها الصغيرة التي غمرتها السعادة من احتضان والدتها لها ....انحنت نور لمستوى ابنتها وهي تنوي بيوسف حربا ولكن بنوعها الفريد تحدثت نور وهي تحاول ان تسيطر ع رجفاتها: تلعبي معي؟ صعقوا كلّا من جولي وماكس وحتى امير بينما مراد خرج سريعا ليشدد الحراسة ع المنزل خوفا من ان تباغتهم بهروب جديد او جنون آخر . هزت سندرا لها موافقة فلم تمنع نور نفسها من ان تجرب حضن ابنتها وحملها ع لىيديها بهدوء شعرت انها تملك الدنيا بما فيها، شعرت بعذوبة مشاعر الأمومة التي تتهرب منها وتهرب اليها باحثة عنها في احضان الغرباء! شعرت انها ستبكي ، ستنهار متنازلة عن كل شيء ولكن طبطبت على ظهر الصغيرة بخفه وهي تهمس وتجبر نفسها على الإبتسامة: يلا.... ثم دخلت بها الغرفة وهنا جولي تحدثت بذعر: نور... شعر بها اخيها وبخوفها ومن جنون ما تفكر به اتى بالقرب منها امسك يديها بينما امير تبع نور سريعا خشي من ان تؤذي الطفلة يشعر انها غريبة وتنوي على قدوم امر يستفز قلوبهم انتقاما فتح الباب على مصرعيه بقوة وهو يتنفس بعمق نظر الى نور وهي تحتضن ابنتها وتهز برجليها وكأن سندرا طفلة رضيعة نظرت اليه نور تمعّنت في وجهه قرأت تعابير الخوف والتوتر قبلت سندرا من جبينها وسقطت دموعها على خديها :ما راح أأذيها..... ذهل وهي تقول : بنتي قولي له شنو نسوي؟ سندرا نظرت لأمير ببراءة ثم اردفت بصعوبة نطق الأحرف عليها: نلعب ام وبنتها...هي ماما وانا النونو.... امير ارتجفت يداه تلعب دور الأمومة وتتخيل سندرا انها طفلة ذات اشهر من عمرها شعر بوجع قلبه، شعر بخيانته لنفسه قبل كل شيء ، شعر بالاضطراب والخوف ع نور ، هي ليست بخير نظراتها لابنتها مخيفة بها لمعة حزن وفراق! بها شوق واشتياق لم تكن هكذا هذه ليست نور كيف استبدلت على هيأة الضعف والسكون والعواصف في آن واحد حدّق بها كيف تحضن ابنتها تشتم رائحتها وكأنها تودعها ! وكأنها تريد ان تشبع ذاتها من معاني الأمومة ارتعش جسده ماذا ستفعلين يا نور ما الذي تخططين له؟ . . . . . قبل ما يقارب الواحد والعشرون ساعة....القلوب تهتف بذكر الله لا يعرف كيف يصف شعوره.... حديث ابا سيف معه ...اخافه....فهم انهم استبدلوا نور بنورة...فهم انها الآن تعيش في تذبذب ابا خالد اوصى ابا سيف بأن يخبره كل شيء...ويقرر بعدها هل يمضي في رحلة السفر هذا أم لا؟ ولكن (ابا ناصر)يوسف اصّر عليه.....ولكن اخبره ابا سيف عليه ان يتحلى بالصبر....وعليه ان يكون اكثر اتزانا وهدوء مهما كانت ّ ردت فعلها.....واخذ يضطرب قلبه.....هل يقصدون انّ نورة تحّولت الى وحش مخيف ...لكي ينصحوه بهذه الغلاظة والشّدة؟...عليه ان يذهب ويتأكد من نفسه؟ اغلق سحاب الحقيبة...آلمه قلبه ...لقد سقطت عينيه على زوجته وهي تنظر له بألم.... ظلم هذه المرأة كثيرا...احزن فؤادها حينما تزّوج عليها...اهملها....وتعامل معها برسمية افلق قلبها...قدّم عليها ديانا في امور كثيرة ....حتى به قدّم اسمها في قلبه....اشعل في قلبها فتيل غيرة......فتيل قهر وغضب...كتمته في قلبها...لمدة ثمان سنوات.......ولكن بعد تلك الخيانة.....انفجرت وانفجر هو الآخر بمشاعر مختلفة....هي بمشاعر غضب...وعتاب....وهو بمشاعر الندم ...وطلب السماح....انتهت فترة النفوس المشتعلة...ورمى ذكرى نور....خلف ظهره رغما عنه.....ليعٍوضها عن كل شي....ليستعيد سكينة المنزل....كان خائف من التحدث....من ارجاع الماضي لحاضره......ليشعل القلوب غضبا.....تناساها....من اجل ان يعّوض ما تلف بحضور والدتها.......لم يفكر ابدا في ان يجعل الميزان متساويا......اتكأ ع كف واحده....حتى به غرق! ....نظرت اليه بعينيين غارقتين بالدمع تحدثت: يوسف نهض وابتسم ليطمأنها .....مشى وخطى بخطوات هادئة لناحيتها تحدث: عيونه نظرت اليه برجاء: حلفتك بالله ما تنفعل مهما صار....حلفتك بالله ما تلوم نفسك وتهوجس .... يوجعه انهم يحاولون التخفيف عنه...ولكن هل هناك من يخفف عن نورة من اجل هذا اللقاء؟ امهناك من يزيدون النار حطبا.....تكميلةً للإنتقام؟ انحنى مقبلًا جبينها :لا تحاتيني يا الغالية..... ام ناصر بنبرة خالجها الدمع: ارجع لنا سالم غانم.....ولا تحزن نفسك! هل تقصد اذا لم تتقبلك لا تحزن؟ ولكن بجمله اخف وقعا خفق قلبه من هذه التحذيرات السلبية طبطب ع كفها ثم قال: هالله هالله بنفسك وبالعيال بغيابي .... هزت رأسها ثم خرج من الغرفة . . . لتستقبله شيخة باحتضان مباغت له.....وكان ناصر وسعود خلفها تمامًا سعود غير مطمئن لهذه السفر وكان يريد الذهاب معهم ولكن هو من أوقف هذا الامر بعصبيّته بينما ناصر لا يستطيع ان يوقف عمّه......ولا يستطيع ان يوقف ابيه ......كما انّ قلبه يصرخ اذهب لرؤية اختك ....وحاول ان تستعيدها لوطنها......حدّث سلطان ....اخبره بالترتيبات......كما انه حجز لهم في افضل الفنادق هُناك......تساءل سلطان عن كل الأشياء وخجل ناصر كيف يخبره بالحقائق....اختصر عليه الأمور دون تفاصيل والآخر تفهّم..... . . احتضن ابنته قبّل جبينها ...ورأسها تحدث بحنان: ماله داعي هالدموع.........يا يبه.... شيخة شهقت : لا تروح.....يبه......خل ناصر هو اللي يجيبها لا تروح انت..... بو ناصر بتفهم : حبيبتي شيخة......ما راح يصير لي شي......كلها سفرة أسبوع وراجعين.... ام ناصر مسحت دموعها وتظاهرت بالقوة: لا تزعجين ابوك.....ابعدي عن طريقه....وخليه يتيسّر..... شيخة هزت رأسها وهي تبكي....وابتعدت ولكن اعادها والدها إلى احضانها قبّل جبينها ثم قال: وقفي دموعك.....لا عاد تبكين......ولا بزعل عليك يا شيخة... مسحت دموعها منصاعة لأمره ثم نظر لأبنه سعود: ما وصيك يا سعود على امك واختك.....دير بالك على البيت......وعلى نفسك ..... سعود اقترب منه قبّل رأسه ثم قال: لا توصي حريص يا يبه.... وبثقل: وتروح وترجع بالسلامة ثم تحدثت والدته وهي تنظر لأبنها ناصر: هالله هالله في ابوك يا ناصر.... ناصر ابتسم ثم اقترب منها قبّل يدها ورأسها: ابوي بعيوني يا يمه....... بو ناصر بلهفة: يلا يبه ناصر مانبي نتأخر ناصر سحب الحقيبة من يد والده ثم قال: مشينا.... وتبعتهم منيرة وابنتها إلى الباب إلى ان غابوا عن انظارهم وتحدث سعود: دخلي يمه.....دخلي.... ام ناصر بقبضة: الله يعدي هالسفرة على خير.... شيخة ركضت صاعدة لغرفتها ...ثم أغلقت الباب عليها خائفة من ان تخسر والدها فصحته لا تطمئنهم ابدًا اتصلت لملجئها الآخر ليسكن نوبة الذعر منها . . . . كان واقفًا بالقرب من أخيه يستمع لإرشادات والدهم بصمت....وهناك عينين تنظران له وهي تدمعان.....وعينين .....تبتسم ...وتحاول ان تشتت رغبتها في البكاء اقبلت عليه قبلّت يده ورأسه تحدثت: تروح وترجع بالسلامة يبه....وهالله هالله في عمي..... ابتسم لها وقبّل جبينها: الله يسلمك وعمك في عيوني يا نوف....ما وصيك على اختك..... نوف لتغيّر من جوّهم قليلًا: حاضر يا ئمر....دا البيت حيكون تحت إيديّا وحيات عينيّا.....ما تشيل هم.... ضحك بندر هنا وتحدث خالد: ههههههه لا بالله رحنا وطي.... بينما الجازي ....كانت تنظر لأبيها وعينيها تحكران الدمع في محجرهما.....تشعر بالخوف.....من هذه السفرة وتشعر بالاختناق من كل شيء....اقتربت من ابيها ناولت ابنها لنوف وهي تقول: سكتي سكتي وخذي الولد بس.... ثم ودون سابق انذار احتضنت ابنها....وبكت.... هنا ضحك بندر : هههههههههههههههههههه يمه يا الحساسة.... نوف طبطبت على ظهر عبد لله وهي تردف بسخرية: مالوم ابوي يوم يوصيني عليك...... بو خالد طبطب على ظهر ابنته وهو يقول: الجازي ....علامك؟.....وين بروح انا....كلها أسبوع وحنا هنا..... خالد ابتسم: واضح واضح غلاتك عندها يا بوي.... ابتسم عليه أبا خالد وردفت نوف بحنك: وش قصدك.....يعني انا ما اغليه....لازم اتبكبك...وانوح عشان ابيّن غلاته؟ خالد : انتي من اللي رمى عليك عظم؟ بندر انفجر ضاحكًا : هو هو....(بطريقة النباح كالكلاب....) نور ضربت برجلها وهي تشد على عبد لله لتمنعه من السقوط: يبه.... لم يبالي لها بل شد على الجازي الذي اخذت تبكي بشدة، بكاء الجازي غريب.....وشد ولفت الانتباه لوهلة ....واخرس الجميع....هي حقيقةً كانت بحاجة لهذا البكاء مُنذ ان القى عليها سيف الطلاق....شعرت بفراغ كبير.....شعرت بالخوف....من هذه الكلمة...شعرت بالتردد من تأكيدها..... خائفة من انها اتخذت قرار خاطئ ....خائفة من ان تظلم ابنها ونفسها...وحتى سيف! ابعدها عنه حضنه : يبه الجازي....لا تخوفيني عليك...علامك؟ الجازي ابنتها لنفسها مسحت دموعها تحدثت بكذب جاهدت في اختراعه: خايفة ينكسر عمي وتسوء حالته...على كلامكم صحته على قده......خايفة عليه.... بو خالد شك في الأمر ولكن اردف : لا تحاتين اخوي جبل ما يهزه ريح......سمي بالله...وذكري ربك......ووقفي بكاء...وانا بوك...لا تخوفيني عليك... هزت رأسها..... ثم قال: خالد وصلني المطار... بندر : بجي معكم.... بو خالد أشار بحزم: لا اجلس مع خواتك.... خالد خرج هنا ثم قال أبا خالد بوصاة: ما اوصيك على نوف......يا بندر....ودها لمواعيدها ...خلال هالليام...لا تنسى بندر بهدوء: لا تحاتي يبه ولا تشيل هم....انا حافظ تواريخ مواعيدها اكثر منها.....ما ني ناسي... ثم قال أبا خالد: وانتي يا الجازي هالله هالله في نفسك.....وفي ولدك...وفي اختك......وإن جاك سيف يا يبه...عشاني....استقبليه......وعطي نفسك فرصة....وبعد ما نرجع راح اسمعك من جديد يا يبه....الزم ما علي...راحتك وسعادتك.... شعرت انها ستبكي من جديد....ولكن هزت رأسها بهدوء وسحبت ابنها من يد نوف خرج والدهم وهي تحدثت: بروح انوّم عبود.... نوف شكت بالأمر ولكن لا تريد ان تضغط عليها وكانت ستتحدث ولكن سمعت رنين هاتف بندر فقال : الله اكبرررررررررررر عليك يا شيخوه..... بندر هنا سحب الهاتف ونظر للاسم وضحك: ههههههههههههه قسم بالله ساحرة...... نوف : هههههههههههه ادري انه هي.....الحيوانه...بدل ما تتصل علي ...صارت تتصل عليك.... بندر بحذرك قصري حسّك لا تسمعك الجازي وسوي لي عرس هنا.... نوف كشت عليه: مالت عليك وعليها.....بروح اكل.... بندر كش بيده هو الآخر وأجاب : هلا بشيخة الناصي... سمع صوتها... خرج لوجهة المنزل : افا...ليش البكاء؟ شيخة وهي تشهق: ابوي... فهم تنهد بضيق: ان شاء الله ما هوب صاير له شي.... شيخة باستمرار في البكاء: والله خايفة عليه... بندر إن استمر يطبطب عليها بجدية ستستمر في البكاء يعرفها! لذلك حاول أن يغيّر من مزاجها قليلًا ليردف: وانا مالي نصيب من خوفك علي مثلا؟ شيخة عقدت حاجبيها: والله مالك داعي ...... ثم مسحت دموعها ضحك هنا بندر: والله كل يوم تصدميني ههههههههههههه....تو اكتشف انك بكايّة وخوّافة.... شيخة بلعت ريقها وبمزاج عكر قالت: جب بس جب.... شعر انها هدأت فقال بجدية: شيخوه......والله ما راح يصير إلا اللي ربي كاتبه.....لا صيرين كذا قلقه وخوّافة.....بتمرضين نفسك ترا..... مسحت على وجهها لمسح دموعها بشكل عشوائي: الامر مو سهل.... بندر : عارف.....بس عمي لازم يحاول من انه يفهمها كل شي.....ويتحمل ردات فعلها بعد..... شيخة بتنهد: حسبي الله على من كان السبب... بندر بلا مقدمات ليخرجها من هذا الخوف والقلق وجوها الكئيب: أحبك ياخي... شيخة ابتسمت رغمًا عنها لتردف: داخلك سكني؟ انت! (يعني داخلك جني؟) بندر ضحك: ههههههههههههه لا والله بس احسني مروّق......على صوتك...وهو كذا صاير ناعم بسبب بكاك...بالعادة لكلمتك كأني اكلم صاحبي.....بو جركل.... وهنا استفزها حقيقةً وعادت لجنونها الذي اعتاد عليه: وجع وجع ...تقصد انه صوتي خشن؟.....سمعت صوتك انت؟....لا بالله قولي سمعته ولا لا؟! بندر اطمئن عليها الآن واخذ يماطل : لا ما سمعته..... شيخة ضربت على الوسادة: تمام ارسله لك وات... بندر مات ضحكًا: هههههههههههههههههههههه وليحرجها قال: امانة تحفظين الفيوزات(التسجيلات الصوتية) اللي أرسلها لك؟ شيخة بانفعال: بالله شايفني مراهقة ؟ بندر : ههههههههههههه قسم بالله فيوزاتك فصلت وصرتي تفضحين نفسك يا المراهقة....ايوا مراهقة الحمد لله والشكر..... شيخة : انا أقول اسكر الخط احسن من اني اقلب عليك....الحين......واخليك تاكل تراب..... بندر باستفزاز: دامه من ايدينك ما برفضه باكله...... شيخة بصوت عالي: باااااااااااااااي بينما هو تحدث وسط ضحكة: احبك يا يا الخبله...ههههههههههههههههههه حقيقةً اطمئن عليها بعد قدر في ان يغيّر مزاجها........وشعر بالسعادة بعد ان التمس حبها الصادق له......هو متأكد فعلا هي تقوم بحفظ المحادثات بينهما ....وهو الذي يوصيها بحذفهما...لكي لا تقع في ايدي اخوتها وتقوم هنا الكارثة حقًّا هو يريدها بالحلال....لا يريد مهاتفتها ....ولكن هي تجبره دون ان تدرك......حكّ جبينه وهو يكرر: هانت هانت..... . . . . . . لم يذهبا الى المطار....اخبرهما والدهما ان يبقيا بجانب والدتهما التي أغلقت على نفسها الباب...... بينما اخيهم سيف.....لديه مناوبة ...ولم يعود من المستشفى والآخر لم يتصل عليهم ولم يعود للمنزل تحدث جسّار: وضعنا من حفره لدحديره..... ضحك الآخر وهو يقضم التفاحة: ههههههههههههههههه........توك تحس؟ جسّار بجدية: سيف مو طبيعي..... عزام بلل شفتيه : بالله قولي في احد بهالبيت صاحي.... جسّار بتفاخر : أي انا... عزام كش عليه بيده: على تبن.... جسّار ضحك: هههههههههههههههههههههه روحي رياضية ما بزعل منك يا توأمي..... عزام بهبل : ما عليك زود يا الغالي.... جسّار سحب هاتفه: بتصل على قصي....امي تحاتيه والله...... عزام : ما بيرد عليك......رسلت له انا امي كيت وكيت .....وتعال البيت.....واليوم بسافر خالي ...ما رد....بس قرا الرسالة..... جسّار تأفف: بجرّب....كود يرد.......وبرد قلب هالمسكينة اللي فوق ....... عزام بجدية: عزام بجدية: امي ما هيب قلقانه عليه وبس ....هي ندمانة على انها زوّجت سيف للجازي وتحس ظالمته....اخوك قصي ما قصّر في حكيه.... جسار كان ينتظر إجابة من أخيه على الخط: وانت الصادق ...التبن ....رمى قنبلته وانحاش... ضحك عزام على التشبيه ولكن تفاجأ من جسّار حينما قال : الله ياخذك.......الله يلعـ... ثم تمتم بالاستغفار وقال: ارجع البيت .......امي تحاتيك يا الكـ......وانت ولا على بالك..... قصي : انا عند الباب ومرتي معاي...سوو طريق....باي... اغلق الخط ليترك أخيه منصدم وينظر للشاشة ثم لعزام ويردف: جاي ومع حرمته ... عزام : وشو؟ جسّار مسح على رأسه: لا اخوك هذا ناوي يجلط امي.... عزام نهض متوترًا: حمار هذا ...ما عنده عقل.....ما يوزن تفكيره....اللي يجي على باله ...على طول يسويه..... . . . بينما في السيارة ، هي علمت بكل شيء منه.....اخبرها لماذا سيبقى معها في الشقة....واخبرها بالسبب...لا يريد ان يخبأ عنها أي شيء.....خففت عنه....واخبرته تريد ان تحدث والدته......تريد ان تراها......حاول ان تشيح بنظرها عن الامر ولكن اصرّت..... . . . وها هي الآن في السيارة .....تشعر بالتوتر...تشعر بالتردد......ماذا ستقول والدته...ولماذا اصرّت على رؤيتها....هل لأنها تشتاق لوالدتها...ام لا تريد ان تسكن يومًا في منزل لتشعر انها مكروهة فيه وتحدث عليها احداث اكثر المًا مما حدث لها في السابق.... لا تدري.....حينما اخبرها قصي انّ والدته علمت بزواجهما...خشيت من ان يكون هناك فراق.... طلبته ان تقابلها ورفض بشدّه ولكن هي على غير استعداد بأن تعود للنقطة نفسها للكره للنفي للعذاب . افاقت على صوته حينما قال: نزلي..... نزلت دون ان تظهر له ترددها.... ومشى هو الآخر لناحيتها مسك يدها...ثم دخلا الى المنزل لم تزيح من على وجهها الغطاء.... دخل قصي وسقطت انظاره على التوأم قال: السلام عليكم ردوا عليه السلام وهما يشتتان نظرهما عنه وعن زوجته فقال: امي في غرفتها؟ هز رأسه عزام فسحب بخفة يد زوجته التي شعرت انّ نفسها بدأ يضيق...وقلبها يعزف الحانًا من الخوف ...... وتوجّه بها لناحية عتبات الدرج . . عزام بصوت هامس: لا هذا ناويها على امي... جسّار تحرك: بصعد والله ما بترك امي لهالمجنون.... عزام : وانا معك....... . . وصلا إلى الغرفة ....كان سيفتح الباب ولكن قالت مُهره: لحظة.... فتحت وجهها ونظر إلى احمراره تحدث: خايفة؟ مُهره لتصحح أفكاره: متوترة.... قصي بنرفزة وبهمس: انا ما نيب فاهم وش تبين تقولين لها؟.....انا مابي ازعلها....يا مُهره.... مُهره بللت شفتيها: ظنّك راح ازعلها؟ قصي بنبرة ذات معنى: ولا ابيك تزعليني.... مُهره شتت ناظريها: ان شاء الله ما راح ازعّل احد..... قصي بهدوء: بدخل معك... هزت رأسها وعلمت انه يريد ان يستمع لما تريد قوله فتح الباب ودخل هو اولًا ثم مشت خلفه وهنا وصلا التوأم ووقفا بالقرب من الباب خائفين على والدتهما . . . كانت تقرأ قرآن وتدعو ان ييسر الله امر اخيها يوسف.....ويصلح بال وحال سيف....ويبعد قصي عن الأشرار وتدعو له بالهداية... كما انها بكت نادمة ترجو من الله ان يسامحها ان ظلمت الجازي بتزويجها لابنها . . صلّت ركعتين لله عزوّجل.....ثم نهضت....لتضع سجادتها على الكمودينة والتفت لترى قصي وخلفه امرأة حدّقت بوجهها وعلمت انها مُهره وقفت في مكانها وتقدم هو الآخر وصل ليقبّل رأسها ويدها فقال: آسف يمه.... نظرت إليه بعتب ثم تنهدت: ما فيني حيل ازعل على احد..... ثم جلست على طرف السرير: سوو اللي تبونه...ماحد بقول لكم لا....بس اهم شي لا ضرون نفسكم وتوجعوني...... . . التوأم شعرا بحزنها . . بينما قصي انحنى من جديد قبّل رأسها ....ويدها: شالكلام يمه....؟ هزت رأسها واشاحت بنظرها عنه ثم قالت: مابي احد يلومني على شيء....وحمّلني ذنبه! قصي فهم ما ترمقه إليه ثم قال: يمه انا اخطيت...... لم تزوّجت من وراكم.....بس وش ذنبها لو تركتها وهي صغيرة بهالسن.....وحامل بعد.... ام سيف دون ان تنظر له كتّفت يديها: ما قلت لك اتركها....قلت لك سوو اللي تبون...مالي دخل في احد..... قصي مسك يدها: يمه تكفين لا تقسين علي....بهالحكي....انا ابي رضاك علي....... ثم نظر لمُهره وبقصد: اقصد رضاك علينا... . . جسّار همس لأخيه: امي مكسورة عشان سيف.... عزام بتنهد: عشان بنت اخوها قصدك! . . ام سيف نظرت لمُهره ثم قالت: ابوك قال لي السبب اللي خلاك تزوجها....وسبب قبول عمها في هالزواج وهذا ما حدث قبل ان تخلد الى النوم في ذلك اليوم الذي خرج فيه قصي.....ابا سيف لم ينم قبل ان يسرد عليها كل شيء.....تفهمت الأمر ولكن بقيت مجروحة من فعلت ابنها هي حالها كحال أي ام تريد ان تفرح بأبنائها ولكن ليست بهذه الطريقة قصي أشار لمُهره واقتربت منهما ثم قال: يمه....هي طلبت تجي عشان تكلمك... مُهره ازدردت ريقها....شعرت بالاضطراب وبتذكر والدتها المتوفية انحنت تقبّل رأسها ثم قالت باحترام : خالتي....انا.......أنا.... . . التوأم انصتا جيّدًا لها...من خلف الباب . . قصي نظر إليها وإلى رجفتها... . . ام سيف نظرت لوجهها الملائكي..... . . مُهره ازدردت ريقها : مستحيل اسمح لقصي يستمر معاي اذا انتي مو راضية! قصي صُعق . . جسّار بتعزيز: والله انها كفو عزام ضرب على كتفه بخفه: جب....اكيد قصي ولّع! جسّار بلا مبالاة: عساه يشب.... . . أكملت مُهره: مابيك تغضبين عليه بسببي....انا ظروفي...حكّمت علي....اتزوجه.....واعيش أشياء مثل هذي...... قصي كاد ان يتحدث ولكن رفعت صوتها مُهره: عارفة كل ام تبي تفرح بولدها....وتزوجه البنت اللي تناسبه......وتعز شانه...... قصي عقد حاجبيه ماذا تقول؟ هل ستطلب الآن منه الطلاق ايضًا . . جسّار بتعجب: امانة مو يقولون صغيرة؟...صغيرة وتصفصف حكي مثل كذا..... عزام ادار عينيه كالمغشي عليه : قالوا صغيرة ما قالوا طفلة في المهد.....وكل تبن خلنا نسمع . . مُهره خانها صوتها بذكريات: ربي يشهد علي....عمري ما حطيت أمل من انه زواجنا ينعلن........كنت مزوجه قصي بس عشان ظروفي... لا تريد ان تسرد تفاصيل الزواج وسببه لكي لا تقع زوجة عمها من عين ام سيف... قصي استشاط غضبًا ولكن أكملت: بس ما انكر اني... والتفتت على ذلك المجنون الذي ودّ لو يقوم ويخنقها ويسكتها من هذا الحديث الذي اوجع قلبه : حبيته.....وتمنيت اني أعيش معاه عمري كله! . . . عزام وجسار في اللحظة نفسها نظروا لبعض وهم مبتسمين وكاد جسّار يضحك ولكن قال عزام: جب جب...اهجد . . قصي لانت معالم وجهه هنا... بعد ان اعترفت بحبها له امام والدته اكلمت: اذا طلاقنا بيرضيك.....مـ... قاطعتها وهي تنهض وتنظر إليها: لا والله ما راح يرضيني....وبزيدني شقا...وعذاب ضمير..... قصي هنا نهض...كاد يخنق مُهره على حديثها هذا ...... ولكن تنفس بعمق ليهدّأ نفسه . . مُهره ابتسمت في وجهها ثم قالت: يعني مو زعلانة عليه؟ ام سيف....ابتسمت رغمًا عنها.....ونظرت لقصي...ثم نظرت لمُهره......تنهدّت بضيق...ثم اردفت وهي تهز رأسها : لا..... قصي هنا انحنى على والدته قبّل جبينها ورأسها وكف يدها وهو يكرر: آسف يمه....آسف....... . . . عزام هنا ارتاح نسبيًّا أشار لجسّار هامسًا : تعال..... جسّار هز رأسه وتبع أخيه ليعودا إلى صالة المنزل . . . بينما ام سيف ، لا تريد ان تغلط بحق ابنها...ولا بحق تلك المسكينة ليست لها طاقة كافية في أن تتحمّل...عذاب ضمير جديد....هي ما زالت تتألّم ....بسبب ابنها سيف.....فبعد حديث قصي أخذت تُعيد الأمور من زاوية أخرى .....فعلمت انها حقًّا اطبقت على سيف بيدها على عنقه لتخنقه.......وها هو منزله ينهدم من أمامها وهي مقيّدة بسلاسل التردد من التدخل واقحام نفسها في حياته من جديد..... . . لذلك حاولت أن تهدأ وتفهم الأمور ....من زوجها....وابا سيف لم يقصّر في الشرح.....لن أقول انها تقبلّت الأمر ولكن حقًّا لا تريد ان ترى ابنها يُعاني كالآخر..... .. طبطبت على ظهره ...ثم قالت: مسموح يا عين امك.....مسموح...... . . . مُهره شعرت بالراحة.....هي حقًّا لا تريد ان تُفرض نفسها على عائلة تكرهها غدًا وإن احبها قصي! هذا لا يكفي هي تريد أب وأم..... هي لا تريد قصي فقط...لا هي تريد ان تنعم في العيش براحة مع اهل هذا المنزل......لا تريد مشاجرات..... أو تلميحات قاسية......الآن وقت التصفيّة والآن وقت اثبات الأشياء الصحيحة في مكانها...... تنهدت ثم التفت عليها ام سيف.....وتقدمت هي الأخرى لتنكب عليها تسلم.... طبطبت على ظهرها ام سيف... ثم قالت: الله يسعدكم يا بنتي..... ابتعدت مُهره بخجل ثم قالت ام سيف: الليلة باتوا هنا......خذ حرمتك.....لغرفتك.....ومن بكرا ابدأ جهّز شقتك.......... قصي استبشر خيرًا: ان شاء الله...... ثم سحب يد زوجته وخرجا بهدوء من الغرفة ...وما إن وصلا إلى الممر...حتى قال : مجنونة تقولين نطلّق.... مُهره ضحكت بخفة: هههههههه والله مادري شلون قلتها.... قصي : بسامحك عشان امي سامحتني.....بسببك....بس صدقيني......لو اني مو في نفس هالموقف كان...سويت فيك علوم.... مُهره: ههههههههههه لهالدرجة انقهرت... قصي وهو يفتح باب غرفته: فوق ما تتصورين مُهره بعد ان اغلق باب غرفته عليهما: آسفه..... قصي التفت عليها ابتسم ثم تقدم وبلا مقدمات احتضنها: ماله داعي تتأسفين.... مُهره بتعجب رفعت حاجبها الايسر: الله ريحة العطر هنا قوية..... ابتعد عنها قصي وبحنق اردف: انا الحين وين وانتي وين ضحكت وهي تضع العباءة على السرير بعد ان ازاحتها من عليها: والله الريحة قوية معليش ما قدرت ....اتعاطف معك.. ثم جلست على طرف السرير واخذت نفس قوي: اشتقت للريحة.... ثم سحبت هواء عميق مُهره : هههههههههههه قسم بالله لشميت ريحة هالعطر هذا بالذات انسى نفسي...... ثم نهضت واتجهت ناحية التسريحة وسريعًا ما التقفت القنينة واخذت تتعطر به ... ونهض قصي: بشويش على عطري.......خلصتيه..... مُهره توقفت هنا ثم قالت: تدري وش ودي؟ تكتف هنا قصي ثم قال: وش؟ مُهره نظرت للزجاجة: اشربه... اقترب منها وسحب القنينة من يدها : مجنونة؟.....ترا فيه كحول...... مُهره ضحكت: ههههههههههههه تراني مو مجنونة عشان اسويها..... قصي ضحك رغمًا عنه: هههههههههه مادري عنك أخاف هرمونات الحمل تلعب عليك ....وتشربينه صدق......انتبهي تسوينها بجيك تسمم..... مُهره همّت بأخذ الزجاجة : طيب هات.... ابعد يده عنها: خلاص بس خنقتينا.... مُهره : امانة هاته ...ولا رش في الهواء... قصي : الحمد لله والشكر .......يعني هالريحة هذي ما تكفيك.....؟ مُهره هزّت رأسها بلا.... رش مرتين في الهواء ثم قال: خلاص..... مُهره : واضح خايف عليه يخلّص يا بخيل..... قصي مات ضحكًا هنا: هههههههههههههههههه والله المكان صار خنقه ....ما تشمين.......... ثم قال: المهم بطلع....الحين مشوار وبجي.....لك خلك هنا لا طلعين من الغرفة ...تمام... هزت رأسها برضا وهي تقول: أصلا بنام...فيني النوم... قصي توجّه لناحية النافذة فتحتها : خلي النافذة مفتوحة لا تختنقين من هالريحة... بينما مُهره رمت نفسها على السرير: لا سكرها... التفت هنا : لا سكرينها....وبشويش على نفسك ........ مُهره نظرت له: طيب....خلاص روح.... قصي ضحك بخفة هنا ثم خرج من الغرفة ونزل....الى صالة منزلهم . . وبشكل مفاجأ سمع صوت صفير عالٍ التفت واذا به جسّار وعزام يأكل فصفص...ويحرك حواجبه بطريقة مستفزة لقصي فضحك قصي والآخر يصرخ: مبروووووووك رضى الوالده عليك جسّار تحدث: زوجتك مو هينة ....كلت بعقل امي حلاوة..... قصي : ههههههههههههه كل تبن وانت ويّاه....غريبة ما رحتوا مع ابوي... عزام : ابوي خلانا نرابط مع الوالده هنا.... جسّار يدقه بالحديث: خبرك انت ما سويت اسوا....رميت علينا قنبلة هيروشيما وطلعت.... قصي حك ارنبة انفه ......بتوتر ثم تقدم لناحيتهما ليردف: سيف ما هوب هنا؟...ولا مع ابوي؟! جسّار: لا هذي ولا هذي..... عزام اردف سريعًا: في المستشفى عنده مناوبة.... قصي بهدوء: الله يعين....... ثم هم بالخروج فقال جسّار: وين؟ قصي دون ان يلتفت: مو شغلك ضحك عزام هنا: هههههههههههههههههههههههه حرفيا فيك انفصام قِص قَص.... ولكن لم يسمع رده فقد خرج...بينما جسّار اردف: اشبك على نتفليكس ....فيه فلم جديد ...رعب على كيف كيفك..... عزام وهو يشرب من العصير: تمام.........نشبك ليش لا.... . . لم تهدأ عن الصراخ ولم تكف عن البكاء ......ما زالت تعيش تفاصيل تلك الليالي...وألم جرحها يزداد.........احقنوها بالمهدئات.....كانت تصرخ....وهي فاقدة لعقلها الواعي.......وكان من الواضح عليها انّ ذاكرتها تستعيد ما حدث لها ...مع إدوارد.........لم يكف طارق من قراءة بعض الآيات ....والسور القرآنية عليها....هو حقيقةً انصدم من نفسه من انه يتذكرها .....لقد مضى وقت طويل عليه من هجرانه للقرآن الكريم! بكى على حالها وحاله....ودخل للخلاء......دون تردد توضأ.....ثم خرج....صلّى لله عز وجل ركعتين ثم جلس على طرف السرير....واخذ يمسح على شعرها.....الذي كشفت عنه دون ان تعي.....بسبب حركتها العشوائية ....واحد الممرضات ازاحته عنها بعد ان فقدت وعيها.......سحب الحجاب....وبكل هدوء وضعه على رأسها ثم انحنى وقبّل جبينها وقبّل يدها ثم همس بندم: سامحيني يا إيلاف! واغمض عينيه ليبكي هو الآخر بصمت بينما مراد بعد ان اطمئن عليها ذهب إلى أخيه ليطمئنه عليها! . . مُتعب ....ومُرهق.....قلبه لم يهدأ وعقله لم يتوقف عن التفكير.....مُنذ خروجه من غرفة العمليات وهو يشعر بالصدّاع .....عمله وضغط مشاعره ......جلبا له الأرق وقلّة النوم .....موجوع.....نادم...متعطش لها...ومشتاق لرائحتها.....رغبتها في الابتعاد عنه يعتبر من اشد العقوبات التي اتخذته في حقه.......كانت قريبة منه ...قريبة منه لدرجة لا تسمح لهما بالانفصال ولكن .....اين هو في ذلك الوقت ؟....لا يدري..... نظر لرقمها....يريد مهاتفتها...يريد ان يقول لها......تراجعي....لدينا وقت....ولكن ....لا يريد ان يفرض نفسه عليها اكثر ...فالأمر يجرحه....هو تنازل عن كبرياؤه....اما هي جرحها العميق يمنعها من التنازل .....يمنعها من التناسي! ....مسح على رأسه .....هو ايقن انه يحبها بل اصبح هائمًا بها....لا يستطيع ان يعيش ويكمل حياته دونها.......ما الحل؟ اتصل عليها دون ان يتردد....قلبه يصدر ضجيج اشتياق والحانًا من الندم الذي يحثّه على مهاتفتها ..... . . كانت في الغرفة ارضعت الصغير وجعلته ما بين احضانها لتتأمل وجهه.....يشبه أبيه.....لا تنكر هذا الامر.....يشبه في اتساع حدقة العين .....والانف.....تنهدّت...... واخذت تفكر هل قرارها صائب؟ هل الطلاق هو الحل؟ هل سترتاح؟ شعرت بالخوف من انها تظلمه......تخشى من ان يكبر ويلومها على انفصالها عن ابيه...... حسنًا ما بال احاسيسك وشعورك بالخوف من هذا الطلاق؟ لا تدري هل لأنها لا تريد ان تكون من احدى نصيب هذا اللقب الذي سيتعلّق بها لسنوات ام لشيء آخر؟ هي تجزم لا تحمل أي مشاعر حب لناحية سيف ولكن اعتادت على وجوده هذا هي المسألة ولكن خائفة من ان يكون عبد لله ذلك الطفل الصغير ضحيّة قرارها هذا..... قبّلت ابنها ووضعته على سريره ....ثم استلقت على سريرها القريب من سرير الصغير....سمعت هاتفها ونظرت للاسم وتنهدت بوجه: اف منك يا سيف....اف.... ووضعته صامتًا...واغمضت عينيها محاولة في ان تحظى بنوم هنيء . . بينما سيف.....رمى هاتفه على الطاولة متأففًا ثم خرج من مكتبه ! . . . تشعر أصبحت ايلاف عالقة في ذهنها...اصبحت لا تفارقها....اصحبت تردد حتى في كوابيسها....لم تستطع الاستمتاع في هذه السفرة...تشعر انّ عقلها مُجبر على تذكر ما حدث قبل سنوات...حبها لجورج....خيانته لها......واغتصابه لها....حملها...وضعف حالتها آنذاك....آلام الولادة.....وتعلّقها بإيلاف...ثم رميها على ابيها.....لم تستطع ان تسيطر على مشاعر الخوف اصبح خوفها ظاهر حتى زوجها أخذ يتساءل عن سبب هذا التوتر والقلق...تشعر أنه حان وقت معرفة الجميع بكل هذه الأشياء.....تشعر انّ مشنقتها قريبه .......نظرت لزوجها.... وشعر بالنظرات فقال: دلال علامج؟ افاقت على نفسها ابتسمت له ثم قالت: احاتي لولوة .....واخوانها... مشعل بشك نهض واقترب منها: كلمتها وطمنتي ....... ثم قال: دلال...صاير معاج شي؟.....تراج مو على بعضج أبد.... دلال ارتبكت: لا....بس احاتي....العيال... مشعل لا يريد ان يطيل الأمر: لولوة معاهم موصاير لهم شي والحين قومي جهزي روحج نطلع نتمشى .. هزت رأسها بالرضا تشعر به يحاول ان يسعدها بأي طريقة ولكن في الواقع هي غير قادرة على الاستمتاع بأي شيء... تنهدت ثم دخلت الخلاء لتستعد! . . العودة الى الحياة بعد تجّرع جزء بسيط من الموت يعني موت آخر ولكن بطريقة أخرى تشعر بشعور غريب بداخلها يسكنها ويحتضن قلبها سكينة وحنين نابع لناحية ابنتها تشعر بالحزن على تلك السنوات الضائعة بالياها تشعر بالأم وعدم القدرة ع مسامحة ديانا وامير لأنهما خلقا في قلبها جرح عميق وموحش .....نامت سندرا على صدرها...لا تدري كيف نامت في غضون ثلث ساعه لم تشبع من النظر لعينيها لم تشبع من سماع صوتها .....ولكن سندرا استجابة لحنانها المتدفق بلا حدود واستجابة للنعاس الذي خالج اجفان عينيها نامت..... واخذت نور تغني لها تهويدة النوم.....الى ان استسلمت كليًّا لحضنها ....شّدت نور عليها لتقربها من ناحية صدرها.....قبلّت جبينها، ارنبة لنفها ،وجنتيها وحتى شفتيها بحنان امومي موجع.... قبلّت اطراف شعرها واشتمت كفي يديها الصغيرتين ثم قبلتهما..... تشعر بالاشتياق لها...أيعقل هذه سندرا الذي حدثتها ليالٍ طويلة ها هي لم تمت كما اخبروها لم تتركها مسحت على وجنتيها واخذت ترسم وجهها بطرف اصبعها السبابة وهي تبتسم شعور كبير يجتاح قلبها ويجبره على النظر الى براءة الصغيرة تشعر جزء من ثقب قلبها امتلأ لم تظن يوما انها ستخضع او سوف تتقبل هذه المشاعر....ارتجفت وشّدت ع يد الصغيرة من جديد لتقبلهما ثم تحدثت متلعثمة: بعدوك عني......يظنون بيحموني...مادروا انهم ذبحوني وقتها! ثم انحنت وطبعت قبلة طويله ع جبين ابنتها ، ابتعدت قليلًا عنها واخذت تتأمل ....وجنتيها وبراءتها....تشبه والدها في لون البشرة ....كما انّ شعرها بنفس اللون الذي يتمّيز به مراد ...ولكن رسمة العينين مطابقة تماما لرسمة عينين نور...ولون القزحيتين متغايرتين بألوان مختلفة ...فالعين اليمنى لونها عسلي فاتح والأخرى بني غامق..... اخذت من والدها الكثير.....لذلك شعرت بوخز عظيم في قلبها...حتى انحنت للأمام وشّدت بيدها ع قلبها هذه النغزات ما هي إلا عذاب آخر لها تشعر بها حينما يشتد حزنها وألمها.....تجاهلت هذا الشعور ودّت لو تمتلك الآن قلم وورقة لترسم ابنتها.....اشتاقت للرسم...هي تتذكر اخر رسمة رسمتها كانت لديانا....ولا تدري اين هذه الرسمة الآن! .....تجاهلت شعور الخذلان بعد أن طرأت ديانا على بالها ...وقّبلت يدي ابنتها بشدة واستلقت بجانبها الأيمن وهي ممسكة بيد ابنتها اليسرى.....تذكرت الوشم....الذي طلبته لتضعه على الجرح الباهت الناتج عن عملية قيصرية لوالادة ابنتها.... .تشعر بسذاجتها حينما وّدت ان تمحي ذكرى ابنتها وكل شيء يذكرها بها.....فجأة تذكرت يوسف...هل فعل بها هكذا هو الآخر من اجل ان ينسى او يتناساها؟ هزّت رأسها بعنف ..... بينما في خارج الغرفة ، هناك قلوب مشتعلة....غارقة في دوامة الخوف...مضطربة للغاية من هذا التغيير...من هذا الهدوء تحدث ماكس وهو يشير لأخته: جولي هدي وقصري صوتك لأوّل مرة تشعر بالخسران، وبالندم على القدوم على فعل كهذا... هي ظنّت انها تخلّت عن ابنتها كما اخبرتها ديانا قبل وفاتها حينما علمت ان نور تخلّت عن ابنتها كليًّا قبلت بالوظيفة التي وكلّت بها وسمحت لقلبها ان يتعلّق بها وكأنها ابنتها ، ولكن الآن شعرت بالخيانة من قبلهم...الحكاية ليست كما روتها ديانا لها....ففي ببداية الأمر سكتت بسبب عدم تقبل نور لأبنتها ولكن الآن هيهات هي من رّبت وبداخلها مشاعر امومية متفجرة لناحية سندرا نهضت تبكي: هدي بنتي....انتوا كزبتوا علي.... امير كان يستمع...وكذلك مراد الذي بدأ يتساءل كم كذبة امير وديانا كذبوها من اجل ان يسعدوا نور؟!أو يبعدوها عن المخاطر؟! ماكس للاا يريد منها ان تتصرف بحماقة اكثر تحدث بنبرة عالية: ئلت إلك بكفي حكي صوفيا كانت تنظر لهم بصمت لعدم فهمها للغتهم ولكل شي أمير اخيرا نطق: ما راح تبعد عنك سندرا جّنت هنا وبخوف نهضت : البنت بدها أمها.... امير لينهي الحديث وبنبرة واثقة: راح تظل عند امها بس ما راح تبعد عنك كثير التفت هنا مراد مستحقرا أمير على كل فكرة طرأت عليه هل ينوي خطة جديدة لينهي فيها قلب تلك المسكينة؟ هل سيفكر بأنانية ليجبرها على البقاء معه بدلًا من الذهاب مع ابيها تحدث بنرفزة: شناوي عليه يا امير؟ تساءل ماكس : شو بتفكر فيه خيي؟ امير نهض وكتف يديه: مافكر في شي .... ثم تقدم لجولي ,قلبه يرفض ما سيفعله ولكن لا مجال للهروب عليه بالمواجهة لتحقيق العدالة لضميره قال: عارفة ضّيعت إلك شبابك.....وضّيعت مستقبلك....وانا رابطك مع سندرا...وإجا الوئت ياللي اعوضك فيه عن كل شي ... مراد وماكس صعقوا ماذا سيفعل؟ جولي بعدم فهم : كيف امير تنهد: انتي خايفة سندرا تبعد عنك وانا اوعدك ما راح تبعد عنك وعشان اثبت لك هالشي .....تتزوجبني؟ ماكس ومراد وجولي في آن واحد وكلمة ذات معنى واحد وصدمة غريبة: اتزوجك؟ مراد وماكس: تتزوجها؟ ما هذا الرابط العجيب؟! سمعوا طرق الباب وتوجّه ليفتحه ولكن اشار لجولي: فكري منيح ثم تقدم خطوة للأمام فتح الباب .... وفتح الذكريات .... تغّير .... وقفته....نظرته.....هيبته......كل شيء فيه زاد حده....زاد ثبات...ارتعب قلبه.....نظر للرجال الواقفين خلفه....يحدقون به وكأنهم ممسكين بلّص نظروا اليه حتى شعر بقشعريرة..... تّنم عن توتره ....نظرتهم...اشعلت في قلبه ...ندم...خوف على نور.....تردد من ان يجعلهم ان يعبروا للدخول....نظر اليه ابا خالد وكأنه يخبر ان اليوم هم الفائزون....وهو من الخاسرين....شعر بنظرة الإنتصار والتحدي....ارتجفت اطراف جسده واشار :فضلوا.... ماكس اشار لجولي لتدخل مع صوفيا للغرفة المجاورة لغرفة مراد التفت لينظر لكل من ....بوناصر....(يوسف)والد نور....و ناصر...(..غازي)بو خالد....وابا سلطان....ازدرد ريقه.....وحّك ارنبة انفه .... بقيا ماكس ومراد واقفين بينما أمير جلس وهو يتنفس بعمق.... كان يحاول ان يشتت نظريه عن يوسف.... ولكن تعلّقت عيونهما ببعضها البعض واشعلت النيران في القلوب لا يدري ماذا يقول.....ماذا يفعل؟ تحدث ابا خالد بثقة: بو ناصر .. واشار عليه ا ليكمل: ابو نورة واشار على ناصر: اخوها ثم اشار على بو سلطان: بو سلطان اخونا امير ما زال يحّدق في يوسف ويوسف يحدق به كاد يوسف يتحدث ويشعل النيران ولكن تذكر وعده لشيخه وزوجته لذلك تمتم بالاستغفار واشاح بوجهه عنه مراد لم تعجبه نبرة ابا خالد وشعر بعدم اتزان امير ولم تخفيه رجفة يده اليمنى لا يدري كيف جاءت له القدرة في النطق واهو يشير لأمير بنفس تلك النبرة التي تحدث بها ابا خالد وكانه يستهزأ : امير....ابو نور التفت عليه امير وكذلك ماكس واشار لنفسه: طليق نور...مراد...بو رتيل.... انشدت عضلات يوسف بقوة.... ابا سيف اخبره انها تزوجت وطُلّقت...ولديها بنت......شعر بوجع ...رهين بذكريات الماضي ! اشار لماكس : اخونا ماكس ..... ماكس توتر.....وبو خالد فهم حركته وشد على يديه بقوة وناصر ود لو ينهض ويعثو بهم ضربا هنا.. ولكن تحدث ابا سلطان: اظن الكل عارف ليش حنا هنا امير اخير تحدث ونطق: هون نور بو سلطان بحكمة : يا ليت تناديها تشوف ابوها وما نطول ... مراد بانزعاج من الأمر كله لا يدري لماذا؟: ليش مستعجلين... قول لصوفيا تضّيف ...خطّارنا يا ماكس... تنرفز هنا ناصر وتحدث بغضب: ما نبي منكم شي....حنا ما جينا عشان ناكل ولا نشرب....نادوا نورة بو خالد وضع يده على فخذ ابن أخيه وكانه يقول )اهدأ( بو خالد نظر لناصر ثم لأمير فقال: وينها امير صدم الجميع: مو مستعدة تشوفك يا يوسف بو ناصر نطق ببهوت: يعني؟ امير نهض ثم قال: ثواني بس قلبه غير مطمأن شعر بالانقباض زفر ثم توجه للغرفة التي بداخلها نور وابنتها وجلس هنا مراد واضعا رجله اليسرى على اليمنى وماكس ينظر لهم بتوتر وتوجس بينما ابا ناصر وناصر ودوا لو ينهضوا ليقتلوأ مراد ولكن ابا خالد ينظر اليهما وكانه يقول لهما )هدوا ما نبي مشاكل(دخل وقعت عينيه عليها ممده بالقرب من ابنتها تمّسد ع شعرها.....وتقبل كفي يدها بشكل متكرر....تنفس بضيق...لا يدري كيف يقول لها اباكِ في الخارج ولكن سبقته بقولها: سمعت صوتهم ثم نهضت من على السرير ...سحبت ابنتها الى منتصفه بلطف...ثم وضعت الغطاء عليها...انحنت وقبل جبينها...ثم نظرت الى وجهه امير وبلا مقدمات همست وعينيها مليئتين بالدموع: بسوي فيني مثل ما سوا هو فيني قبل واحد وعشرين سنة فهم ما تقصده هز رأسها بلا ...وهو يقترب منها بحذر شديد وخوف من ان تنفعل هزت رأسها بالتأكيد : إلّا .....ماتت ديانا...الحين وش تبي فيني....تبي ترميني عنده... لم يتمهل من ان يطّوق وجهها بيديه....انتابته رجفة ابوية من اعماق قلبه الآن شعر بشعور جولي....خاف من ان تذهب من يديه....خاف من ان تتنازل عنه مقابل الثمان سنوات...خاف من عنادها... فهي تجيد العناد بكفاءة عالية تحدث بهمس : لا نور ....لا تقولين هالكلام....انا كل اللي سويته ...ابيك تعرفين الحقيقة وبس ابتعدت عنه واشارت لبنتها وبنبرة باكية: حقيقة مقرفة يا امير....ابعدتني عن شعور اسمه الأمومة....حقيقة خليتني مجوفة من الداخل.....ومشتته من الخارج.... .... التفتت عليه: كان راح اسامحك امير...بس.....ما قصّرت فيني .....كلكم تفننتوا في عذابي....وتشتيتي... يشعر بوجع جرحه من جديد ...يشعر انه فقد سيطرته على نفسه ...وخوفه من ان يخسرها احتضنها.....بلا مقدمات....وبلا ردت فعل منها ثم قال : لا تسامحيني...بس لا تتركيني بنتي...اوعديني.... .. بكت بدموع بلا صوت....ارتجف جسدها في حضنه دون ان تبادره هذا الاحتضان.....ابتعدت عنه ودون ان تنظر اليه قالت: ما اوعدك خفق قلبه بقوة.....هي تشير الى شي آخر....ومزعج......ومخيف....بينما هيا....جلست على طرف السرير ....لتحدّق لأبنتها ... : ناد جولي تجي.....وانا راح اطلع لهم... هز رأسه بلا وعي وعينيه مليئتين بالدموع خرج سريعا وسقطت الأنظار اليه ليحدقوا بوجهه المحمر تحدث وهو يمسح ع وجهه: راح تجي الحين ثم دخل الغرفة الأخرى لمناداة جولي هنا ابا سلطان نهض....نور ليست من محارمه...ومن شيمته ....ومعرفته لحدود الله عز وجل نهض... وهو يقول: بنتظر برا... مراد بسخرية: ما تبي تشوف بنت اخوك بو سلطان بحده : انا عمها ....اللي ما يحل عليها... مراد سبقه قبل أن يخرج ليردف : لغز هذا ؟ ماكس وّد لو يتحدث ليوقف مراد من استفزازه لهمم ولكن قطعه ناصر بغضب: اي لغز بو خالد رفع صوته قليلًا: اخونا من باب الصداقة.....لو انه ما نعزه ولا يعزنا ما كان جا معنا لهنا.... وبنبرة سخرية: صحيح انتوا ما عندكم صداقة من هالنوع فطبيعي ما تعرف حل لهاللغز... بو ناصر ليسكت الجميع وعلى خروج بو سلطان قال: لو سمحت مراد اكرمنا بسكوتك......لأنه الوضع ابدا ما يسمح لنا بالأخذ والعطا معك... مراد سُعد حينما شعر انه استفزازهم هناك شي عالق في ذهنه وخائف منه! كما انه لا يريد ان يحدث صلح بينهم وبين نور لا يريد من نور الاستسلام والابتعاد من هنا يريد ان يُصلح الأمور التي حطمّها يريد ان يعوض نور ولو بشيء قليل....يريد أن يسبقهم قبل أن يسبقوه ويبعدوها عن انظاره! كان سيتحدث ولكن خروج امير وهو يقول لجولي: قولي لها تطلع هزت جولي رأسها ودخلت لغرفة نور.... نور التفتت على جولي المحمر وجهها، نهضت وفهمت مشاعر جولي....نظرت كيف تفرك يديها بتوتر...ابتسمت بوجه جولي بهدوء رغم انها تشعر بدأت تفقد صبرها وهي تحاول ان تتحلّى بالهدوء والسكينة ..... وضعت كفيها على اكتاف جولي..... وكانت جولي مطأطأة برأسها ولكن نور رفعت رأسها بطرف ذقنها .... : جولي...ما راح ابعدك عنها......انا مو مثلهم انانية..... جولي شعرت بهم قليل انزاح عنها ثم اكملت نور: فاهمه شقلت انا؟ هزت جولي رأسها نور بلا مقدمات: ديري بالك عليها لو صار فيني شي......خليك ماسكة بيدها..... جولي شعرت بالخوف من حديثها ولكن هزت رأسها وفاجأتها نور عندما احتضنتها بقوة .....وهي تتنهّد بصوت مسموع ...حقيقةً نور تريد حضن ....تستمد منه طاقتها لمواجهة يوسف.....ومن معه....ثم ابتعدت ...ودخلت بخطى سريعة للخلاء...محاولةً ان تبعد وجهها عن انظار جولي لكي لا تقع عينيها على احتقانه اثر كتمانها للدموع من الجريان على خديها.....اقفلت الباب عليها.....نظرت لوجهها ....النغزات مستمرة....وتطّور معها ضيق تنفسها...تشعر بالخوف...ورجليها وقدميها يرجفان.....غسلت وجهها عدّت مرات ستخرج الآن وتراه هل حقا....ستنظر لعينيه.... ولكن كيف تعاتبه؟ ...كيف ستشرح له وجعها؟ كيف تستقبله؟! نظرت لشكلها المبهدل فقامت اولًا بترتيب شعرها...ربطته بعشوائية ليتدلى على ظهرها.. رتبت بدلتها السوداء....حدّقت في الجينز الأسود الذي ترتديه....كانت ستغيره ولكن سألت نفسها لماذا هي مهتمة لهذا اللقاء؟ نفضت رأسها.....ثم انحنت على مغسلة اليدين...من شّدت اضطرابها شعرت انها ستستفرغ في اي لحظة ولم تـأخذ ثوان عدة حتى بها استفرغت سائل...اعتصر بلعومها.....واستنزف طاقتها... فتحت الماء وبدأت تكح...وتبكي....بصوت خفيف...غسلت وجهها....وتمضمضت بالماء البارد....اغمضت عينيها بقوة وهمست بوجع : وينك يمه! ثم شدّت بيديها على بدلتها لتقاوم شعور اضطراب معدتها اثر التوتر.....عادت ارشحت وجهها ثم خرجت دون أن تنظر لوجهها المحمر مشت بخطوات مضطربة لناحية جولي ونظرت إليها ثم همست لها برجفه : ديري بالك ع سندرا ... جولي التفتت عليها وانفجعت من احمرار وجهها وارتفاع صدرها وهبوطه ليدل على صعوبة تنفسها نهضت ولكن اشارت لها: انا بخير...جلسي جنبها ثم توجهت للباب وقفت ووضعت يديها على المقبض اغمضت عينيها تردده في الخروج......مضطربة من لقاء من تركها طيلة هذه السنوات ......همست : يا رب . . بينما يوسف....خائف....من كل شيء....قلبه يرجف.....نفذ صبره...يهز برجليه...يريد ان يشتم رائحتها العطرة...يريد ان يخبرها انه لم يذق العيش بسلام من بعدها....يريد ان يضعها ما بين ثنايا صدره ويخبئها نفذ صبره ونهض: نورة وينها يا امير؟ ناصر وقف مع ابيه ومسك يده ولكن والده سحب يده منه وهو يتقدم لأمير ووقف هنا مراد وماكس كرر بعينين محمرتين :وين بنتي؟! ... شعرت بالخدر هنا.....وزادت رجفتها ...اذا هذا صوت يوسف....هذا وجعها.....هذا عقابها . . بو خالد بخوف: يوسف اهدأ أمير حقيقة طاقته نفذت لا يريد ان ينظر لوجه يوسف لكي لا يزيد وجع ضميره اكثر ولا يريد أن يوجع قلب نور بهذا اللقاء ولكن هو مجبور ....مجبور على ذلك يريد أن يتخلّص من ذنوبه التي اغرقته واغرقت محبوبته! اشار لماكس: روح نادها ودّ مراد لو يعترض طريقه ليوقفه ولكن صوتها وصلهم بعد ان خرجت من الغرفة خرجت بعد ان شعرت أنّ هناك حرب ستُقام إن تأخرت اكثر....وهي لا تريد حربًا قاتلة بل تريد حرب باردة تكسر الضمائر فيها وتكسر القلوب! خرجت بعد ان لبست لباس خفيف من القوة تقدمت وهي تخبأ رجفة يديها في مخبأ الجينز. تحاول أن تتزن في مشيتها ....وتركّز بناظريها على الجميع!! . . تحدثت وهي تنظر للجميع وكأنها تبحث عن شيء ما: شفيكم ....مستعجلين على شوفتي؟ ثم كتّفت يديها ، شعرت بنبضات قلبها تدق دماغها من شّدت وقوة دفع الدم ...تشعر انّ الجدران التصقت مع بعضها البعض لتقتلها باختناق تخافه.....تدور بعينها ببرود...وبداخلها لواهيب من النيران التي قتلت قلبها بنغزاته... اقتربت اكثر من الكنب حاولت ان تبّين هدوئها وهذا امر يتطلب طاقة عظيمة! يوسف....لم يزحزح نظره عنها.......بعد ان سمع لكنتها......نبرتها......شعر انه سيسقط ع الأرض...... ولكن ناصر تدارك الوضع وامسك ابيه بينما بو خالد اخذ ينظر اليها دون ان يرمش.....وينظر لأخيه خوفا عليه من هذه الصدمة ..... ابيها اخذ يفصل وجهها.....عينيها...رسمتهما السحرية.....حواجبها وتموج طرفهما بانزعاج واضح تحاول ان تخفيه...انفها الشامخ...أرنبته المحمرة أثر البكاء......انتفاخ جفنيها ليدل على نوبة بكاؤها المستمر لساعات طويلة ..... ووجنتيها ...الشاحبتين...وشفتيها التي ترتعشان وتعض عليهما بخفة وتبللهما ليتلونا قليلًا بالورودة.....ارتعشت اطرافه....يا الله....كبرت طفلته....كبرت وأصبحت يافعة .....تقف بشموخ....رغم الانكسارات التي تحاول ان تخفيها ......نظر لشعرها لوهلة...لطوله.....نظر لطول هامتها......وضعف جسدها.....وترددها في التقدم ...خطوة والوقوف عند تلك النقطة ....حدّق من جديد لضعف جسدها وذبوله.....لم يفت عليه رجفتها..... كبرت هذه ليست طفلته.......وأخذت الكثير من والدتها.....نظرتها......طولها..... وكيف تخرج امام طليقها وماكس دون حجاب...دون عباء تستر جسدها الضعيف؟ احقا هي ليست نورة كما قالوا له؟ غيرته عليها اخذت تعبث بداخله لتثير غبار الغضب ....ولكن الندم وعذاب الضمير مسيطران عليه اكثر من غضبه لوقوفها امامهم بهذا اللباس لا يدري كيف قادته رجاله بصعوبة بالغة في الألم والمعاناة سحب رجله اليمنى ثم اليسرى....وعينيه لم ترمشا بعد ماكس في الواقع خائف على نور للغاية فعزلتها في الغرفة لساعات طويلة والمصحوبة بسهر لم يخلو من البكاء والعتاب ادخل في قلبه خوف عظيم عليها وندم على عدم شجاعته للموافقة على طلبها منه! مراد كان متشوّق لمعرفة ردت فعلها ما ان يقترب لكي تُعطيه نصف اشارة على ما ينوي فعله امير تلاشى وأخذت الرجفة تسيطر عليه خائف من ان تبيعه عنادا له ابا خالد خائف على اخيه من ردت فعلها.....شكلها لا يُطمئن .....هذه ليست ابنتهم ....ليست ابنت الناصي! بينما ناصر مصعوق وغير قادر على ان يستوعب هذه نورة اخته ...الذي شاركها في اللعب معها وهما طفلان صغيران يشعر انها غريبة ......وبعيدة جدًا من ان تكون اخته! اقترب يوسف واصبح امامها مباشرة يحدّق بها وكأنه لا يريد ان ينسى ملامح وجهها....وكانه يحفظ دقّة رسمة وجهها.....عينيه تلمعان بالدمع ....يديه ترتجفان....وشفتيه تحاول أن تخرج الكلمات من فاهه! . . شعرت ببرودة اطرافها فجأة...تشعر انفاسها بدأت تُسمع...شعرت بالاختناق....عرفته....هو يوسف...الشخص الذي سرق منها واحد وعشرون سنة.....اشتاقت اليه ، اشتاقت لأحضانه......ولكن....في الآن نفسه شعرت انه ليس يوسف ذاته ....تشعر انه غريب ولا تريده.......لأنه وبكل بساطه.....باعها ....تنازل عنها كيف تستقبله برأيه؟ لا شيء يشجعها على قبوله لا الحقائق ولا وجوده.....نعم تشتاقه...ولكن تشعر انه غريب.... تشعر انه خائن مثل الجميع.....ومجيئه هنا.....سببًا ليلهب جراحاته فقط . . همّ في احتضانها بيديه المرتجفتين وبشكل سريع افاقت على نفسها و ابتعدت ثم مشت مبتعدة عنه قائلة بنبرة قاتلة لفؤاده: انت يوسف؟ ابا خالد علم انّ العاصفة الآن ستهب على اخيه برياحها العتية علم انه حان وقت المواجهة والتبرير ناصر كره ردت فعلها وخفق قلبه لكسر رغبة والده من احتضانها اما مراد ا ابتسم بسخرية وانزاح من على قلبه ثقل! وماكس بقي ينظر لهم بشتات ناصر لم يتحمل السكون والنظرات مشى بالقرب من والده وامسك يده ونظر اليها بحده مردفا: هذا ابوك يا نورة حدّقت في وجهه بتمعن تريد ان تخمن من يكون ولكن عجزت من ان تعرفه تساءلت بوجع: نورة مين؟ هي بنظرها نورة ....شخص مغاير .....وشخص فريد ....لا يمس نور بصلة.....هي اماتت نورة من داخلها مُنذ العاشرة من سنها او ربما التاسعة! . . امير لم تخفى عليه رجفة ساقيها ومشيها خطوة للوراء بحيرة خائف، من هذا اللقاء المستمر بالتحديق! بو خالد اقترب هنا وتحدث وهو يقول: يوسف... يوسف ... كان يريد من أخيه الانسحاب شعر بالخوف على يوسف من هذا التحديق ينظر إليها بشوق.....وجسد مهتز...ونفس متسارع لا يريد حقًّا ان يخسر أخيه لذلك نداه لينسحبا ولكن ابا ناصر اقترب منها به شوق عظيم يدفعه لاحتضانها، يصرخ به لا تفرط بها ولكن كلما اقترب ابتعدت عنه خطوة لتُرضي بها دون قصد قلب مراد! . . . نور بأفعالها تقسي حتى على نفسها ولكن لا تستطيع ان تفعلها لن تحتضنه ... هو اللأساسي في عذابها...في كرهها للحياة ربما تغفر للجميع إلّا هو! لا تستطيع ابدا من ان تجعله يحتضنها مد يده برجاء وضعف: بنتي نورة تحدثت أخيرًا بصوت مرتجف وهي تهز رأسها بعنف: عظم الله اجرك فيها! ... ابا خالد حدّق بها مطولًّا كم هي قاسية على يوسف كم هي عديمة للأحاسيس بوقوفها هكذا دون ان تثار مشاعر اشتياق لناحية والدها هو لا يعلم انها مجتهدة في بذل طاقتها لتقف امامهم على الصورة التي يشاهدونها الآن.... ناصر بحزم: يبه نمشي؟ يوسف مصّر على احتضانها.....على شم رائحتها...على الطبطبة عليها....هي مجروحة واحتضانه لها سيداوي جزء بسيط من هذه الجروح......اقترب.... وهي توقفت عند نقطه لا تستطيع الحراك فيها....بقيت محاصرة....بمخاوفها.....وعدم سيطرتها على الرجفات.....ضخمّت عليها تسارع نبضات قلبها.....وقعت في فخ الذكريات....اخذت تتذكر يوسف....وهي صغيرة.....تتذكر كيف ودّعته...وودّعها بصمت دون احتضان....هل هو نادم انه لم يحتضنها والآن....يريد أن يعوضها عن ذلك الحضن الذي مرّه عليه الدّهر؟! ابتلعت ريقها...ورمشت عدّت مرات بعد ان فهمت انه لن يتراجع من ان يقتطف من عقلها تلك الذكريات! ....رجفتها بلغت منتهاها ...وقلبها يطلبها الرجاء من ألا تجبره على هذا العذاب شعرت بغشاوة على عينيها لتنبأها عن قدوم و نزول دموع ثقيله على خديها....شعرت بعدها بدوار...... مفاجأ تحدثت: اي خذ ابوك وامش ناصر صدم هل عرفته؟ في الواقع لا ولكن هي قالت هكذا على سياق الجملة يوسف اقترب اكثر وكانه تحت تأثير ابوي مغنطيسي يشدذه إليها...تقدم خطوتين ...واخيرًا انتهى عذابه وبدأ عذابها .....واحتضنها بقوة حتى بها شهقت شعرت بالخوف....بالضياع.....بالشتات...تشعر بالغرابة .....تشعر انه غريب عليها....يؤلمها احتضانه لها....يوجعها شدها إليه...... واحدة وعشرون سنة من الضياع......من عذاب الضمير....من التخبط والتفكير....في صحة ما قالاه له؟......واحد وعشرون سنة.....من البكاء الصامت بلا دموع......والخوف من الله انه ظالم بحقها.......خدعوه......ولكن هو اخطأ بقراره .....هو اظلمها اكثر منهم......بتخليه عنها.......الآن لن يتخلّى....لن يجعلها تهرب منه.......اشتّم رائحتها....وبكى بصمت....... بينما هي لا تريد ان يعبث بمشاعرها بزيف مشاعره هو من تخلّى عنها هو من اوجع قلبها هو من اختار مصيرها لم تستطع ان تبادره هذا الاحتضان....وتهمس له انها اشتاقت له !.....تشعر بمرارة هذا الحضن المتأخر.....حقيقةً شعرت انه يبحث عنها وهي ما بين يديه.....بكاؤه الصامت بجسد يرتجف....ارجف قلبها...ولكن كل شيء اتى متأخرًا وبصورة زرعت في قلبها التذبذب والثقة به وبالجميع . . يوسف....انهار باكيا....انهار مشتاقا...رائحتها لم تتغير.....شعر برجفتها.....كلما شدّ عليها.....شعر..بضعفها وبمحاولة مقاومتها للبكاء ابا خالد دمعت عينيه وناصر اصبح خلف أبيه تماما يطبطب على ظهره امير وقع قلبه في الأرض خانته رجليه وسقط على الكنبة منهارا مما هو آتي مراد ازدرد ريقه لسكون نور في احضان يوسف ماكس يترقب عاصفتها التي ستكسر كل التوقعات بينما هي.....تشعر بنيران تتآكل بقلبها وبنغزات تزداد كلما شدّ عليها قبضّت على يديها وشدّت عليهما بقوة وشعر بضيق تنفسها يزداد أيضا حاولت ان تُعطي نفسها فرصةً لتبادره بهذا الاحتضان ثم تحرقه بابتعادها عنه ولكن لم تستطع...اغمضت عينيها...ودّت لو جاء لها .....وهي في سن الثلاثة عشر سنة على الأقل....... حقًّا تأخر عليها! شدّت على عينيها بقوة شعرت روحها ستخرج من مكانها....ضيّق حضنك يا يسوف عليها ....تقسم انه ضيّق! ....لم تتحمل صرخت ....وهي تبعده عنها :ووووخررررر! حتى به تراجع للوراء ولكن شده ناصر اليه بصدمة واتزن يوسف في وقفته بينما ناصر لم يتحمل ذل ابيه امام الجميع شعر بانكسار ابيه....وتنهده .....واحراجه هكذا فجأة على ردّت فعلها اقترب منها بعد ان تقدم خطوة للأمام والكمها كف قوي ليترك بصمة أصابع يده على خدها الشاحب حتى صدم الجميع بذلك نور اهتز جسدها......وترنحّت لليمين والشمال ثم استقرت في نقطة اتزانها عقدت حاجبيها منصدمه من كل شيء ليس من هذه اللكمة فقط! امير وقف هنا ومراد كاد أن يتدخل ولكن ماكس امسك كف يده ليوقف جنون افعاله ابا خالد صعق وعقد لسانه يوسف بكى بدموع لا تدري ماذا حدث شعرت انها لا تراهم اغمضت عينيها وشدّت على قبضة يديها....فتحت عينها ببطء ورأتهم بشكل ضبابي...تنفست بصوت مسموع.... ثم هاجت على ناصر تصرخ في وجه :وصل الكف....الحين برا.....اطلع برا .... ناصر فقد سيطرته على نفسه امسك كتفيها وحركها بعنف للأمام والخلف: ما حنا بطالعين...وبسمعين لأبوي اللي هو ابوك سحبت نفسها من يديه....صرخت من جديد بانهيار واخذ دخان غضبها يتصاعد لأعلى..... ذهلت الجميع بقولها: وش بقول؟ وبصرخة اعلى :بقووووول خيانة امك هي من خلتني اتخلّى عنك؟....بقوووووول سامحيني؟ صرخت بصوت اقوى وهي تشير لهم بعشوائية ورجفه :ما راح اسامح احد اقتربت من يوسف دفعته من كتفه بيد مرتجفة: ماااااا بسامحك لا انت ولا ديانا ولا اااامييييررر ثم مشت وهي تتخبط لتسير لمراد وبصرخة :ولا انت ... ثم التفتت على يوسف :طلعوا من حياتييي ابي اعيييييش براحه وضربت ع رأسها بقوة :وطلعوا من هنا يوسف بكى بدموع: نورة..... همت بضربه وهي تصرخ ولكن الجدار كان اقرب لها منه فلكمته دون وعي واحدثت بيدها كدمة صغيرة لم تحس بوجعها ابدًا! صرخت بانفعال جنوني :قلت لك نوووورة مااااتتت من واحد وعسرين سننننننننة.... بو خالد حينما علم انها بدأت تدخل في عولمة الغضب والعتاب اقترب من أخيه :يوسف نمشي ونرجع من جديد لم تهدأ الأمور.... صرخت هنا: لا ترجعون امير نهض وكان سيقترب منها ولكن ركلت الطاولة التي امامها لتضرب ساقيه بقوة، سمحت لنفسها الآن ان تعود لغضبها وحرقان الاعصاب.....لم تستطع ان تكبح ذاتها لآخر رمق...ما يحدث الآن اكبر مما تظن يريدون منها....التسامح.....العفو.....الاستمرارية في الحياة وكأنّ شيئًا لم يكن أيقعل هذا؟ والخسائر التي خسرتها؟ كيف سيعوضونها بدلًا عنها! تعلم لا بديل لكل الأشياء التي خسرتها لذلك صرخت :لا تقرب.... توجع ولكن فهم انها دخلت في نوبة افقدتها عقلها تماما ماكس تذكرها حينما رمت السكين عليه علم انها منهارة بطريقه مشابه فيها لذاك اليوم وكان متيقن هدوئها لم يكن إلا تمهيدًا لكل عواصفها الآن! نور احتقن الدم في وجهها صدرها بدأ يرتفع ويهبط بعنف صرخت: كلكم هدمتوا كياني.....وكلكم تحرقوني لقلتوا سامحيني.....ماقدر اسامح ولا واحد فيكم لأنكم ظلمتوني..... ....ووصلتوني ع هالشكلية..... هذي واشارت لنفسها مشت بترّنح......وهي تحاول التماسك....تحاول إلّا تخضع لشعور يصرخ بإنزالها للأعماق للظلام نظرت ليوسف....رمشت مرتين.....نظرت لدموعه.....لرجفته.....لعدم قدرته على الحركة والتقدم لناحيتها.....التفتت ونظرت للجميع....وسمعت صوت ابنتها تصرخ تريد ان تخرج لها وهي تكرر من خلف الجدران وباب الغرفة: ماما.....ماما يوسف طُعن في قلبه تمامًا هذا صوت حفيدته كم هو مؤلم شعوره....شلّا لسانه عن الحديث..... أي حٍب سقيم سكن في قلبه حتى يوصل به إلى هذه المواصيل والعديد من الخُسران؟ ....احب ديانا بل عشقها.... كحب اول.....رغم انه كان متزوج بابنت عمه...ولكن لم يحبها مثلما احب ديانا....لذلك خيانتها....لم تكن هينة وان لم يكن يحبها ....وطء الخيانة لن يختلف عليه... فهو رجل...يعرف الحلال والحرام...يعرف معنى الغيره....وما فعلته به ديانا اثار غيرته وغضبه ....... وعلم حينها انه استغفل لفترة ليست هيّنة.... طوال الثمان سنوات.....كانت تستغفله...وتخدعه ...و...بعد وقوعه على ذنبها لا يدري ماذا حدث لعقله !....عقله توقف عن التفريق بين القرارات الصائبة والخاطئة والظروف اقفلت على عنقه بشدة....كيف يبرر لها؟ ...كيف سييخبرها انه ندم وبشدة....كيف يخفف عنها؟ وصوت ابنتها ....اخذه لعالم آخر....اذا اصبح جد...ابنتها أوّل حفيدة له......مؤلم....ما يدور حوله...ويراه عقاب......... ازدرد ريقه تحدث وهو يجاهد نبرة الألم....ويجاهد نفسه بألا يصرخ اشتياقا قائلًا (انسي كل شي وتعالي لحضن ابوك يا نورة.....انا وقتها ما كنت ادري وشلون تخلييت عنك....وقتها كنت مجروح يا نورة(..... كل ما همس به : ندمان يا نورة......وكنت وقتها موجوع....مادري كيف خذت قراري أصلا.... ابتسمت بسخرية وهي ترمش وتتحرك بعشوائية لا تريد الخضوع لشيء هي تخافه! وتخاف ان يحدث لها للمرة الثالثة! تحدثت بهذيان غير مرتب : ندمان؟....مهما كان وجعك من ديانا....المفروض ما تركتني امير بكى بدموع وهو يمسح على وجهه عدت مرات ماكس كان يراقبها بدقة وعلم انها تحاول السيطرة على رجفتها ولكن لن تسيطر عليها ان طبقت على عنقها لن تسيطر ابد مراد وقف يحدّق بها ببهوت.....وفي قلبه غصّة وجع عليها....وندم على اتباعه لأخيه... يوسف اخذ يتفاعل معها ويتقدم لناحيتها وهو منفعل قليلًا بنبرته وشكله حتى ناصر كان سيمسك به ولكن امسك يده الممدودة عمه وهو يهمس له: اتركه يوسف: كلامك صحيح....يا بنتي....بس انا غلطت ...وقتها...وقررت اقسى قرار علي وعليك......يا نورة....انا انخدعت.....ثمان سنين مخدوع....ثمان سنين....واانا ... مغفل... امير فهم معاني كلماته ...ديانا خانته من قلبها ....لم تحب يوسف قط....بل تكرهه لأنه سببا في انفصالهما عن بعضهما البعض ....حقا كان يحادثها سرا طيلة الثمان سنوات ....فهو الآخر لم يتنازل عنها كما هي لم تفعل.....فكروا بأنانّية....حتى بهما التقاء بشرط ظلم اشخاص بريئين .... نور كانت مركزة على صوت ابنتها اكثر مما تسمع صوت والدها ما زالت سندرا على هذه الأثناء من التوتر والتخبط تصرخ تريد ان تخرج من الغرفة وجولي تمنعها تكرر: ماما همست وهي واقفة كالمخدرة.....تشعر بخدر في اطراف جسدها....تشعر بتوقف حواسها ...تقدمت خطوة للوراء وهي ترمش بطريقة غريبة متكررة....وعشوائية بشكل ملحوظ: بننننتي!! فجأة انقطعت الأصوات عن مسامعها كليًّا ، واخذت تسمع طنين مزعج ...ومخيف ... حاولت ان تخطو خطوة اخرى ولكن.....هوت بشكل مفاجأ على الأرض ......كاللوح الساقط مع الرياح القوية....سقطت تحت انظار الجميع الذين توقفوا عن الحركة بسبب صدمتهم.....ارتطام جسدها على الأرض اصدر في فؤاد يوسف الفجعة مراد بلا وعي صرخ: ياااااربي.... وهذه الكلمة لفتت انظار امير الذي وقف ينظر لنور برجفه وغياب عقلي واضح نظر لمراد وكيف ركض لنور الذي تتحرك بعشوائية ع الأرض .....وتأن بأنين مسموع على مسامع الكل....والدم يخرج من فمها بغزارة! ماكس في الواقع ركض قبل امير سحب الشال من على عنقه...ووضع طرفه في فمها وكانت شادة جدا اسنانها التي تعض ع طرف لسانها ....استطاع ان يدخله ليوقفها من العض على لسانها ناصر نظر لابيه المفجوع جاثلًا على ركبتيه يحاول التحدث ولكن اختفى صوته تحدث بصدمة: يبه بو خالد هرع لأخيه: يوسف يوسف ضاق الكون عليه همس : بنتتتتتتتتتي ماكس صرخ في وجه مراد حينما وضع يده تحت رقبتها والأخرى تحت ساقيها لحملها: لا راح تأذيها ابا سلطان سمع الصراخ، سمع همهماتهم وحركتهم المستمرة كان سيدخل ولكن توقف لآخر لحظة وهو متوتر للغاية بينما مراد تركها ونظر اليه ماكس بحده: اطلب الإسعاف ثم انحنى على نور قليلًا ومسح على شعرها تحدث بخوف واضطراب: نوى اهدي.....اهدي.....انتي بخير...كل شي بخير...انا موافق....موافق نور...على طلبك...بس بليييز اهدي......لا تششدي ع نفسك......لا تشدي..... مسح على خدها بلطف تحت انظارهم المتلاشية اثر الصدمة ثم قال:راح نعيش سوا.....سندرا....معنا......ماراح اعمل فيكي...متلهم....اوعدك... مراد غضب.....ماذا يقول؟ هل يعني انه يريدها....يريدها لنفسه؟...يتزوجها بينما امير هز رأسه بلا بلا معنى! معنى لم يتقدم لناحيتها....ولم يتحرك.....كان في غاية صدمته .....وذعره من أنّ الموت الآن يتخطف أنفاسها وبصرها... والدها يحدق بها دون ان يرمش البقية خائفون متى ستنتهي هذه النوبة؟ وضع ماكس يده على كفها بعد ان بسطتها بشكل جزئي ثم همس : كل شي بخير نور.....لا تخافي....ما فيه شي يخوف مرّت دقيقة وهي على هذا الحال ثم توقف جسدها عن الأرتعاش فاقترب هنا يوسف يريد ان يلمسها ويتأكد من بقاؤها على هذه الحياة! ولكن ماكس تحدث دون ان ينظر اليه: بليز بعّد عنها.....محتاجه هواء ثم اخذ يحدثها : نور تسمعيني؟ كان صدرها يهبط ويرتفع بقوة منحرها وجبيينها يتصببان عرقا......ما زالت تأن وهي شادة على عينيها بقوة....تشعر انها في عالم آخر....عالم ....مخيف....يخنقها...ويطبّق على جسدها ليعتصرها ويوقف مقاومتها ألاإرادية ماكس نظر لمراد: اتصلت بالإسعاف؟ لم يجيبه بل تفحصه بحقد وغضب....وهو يشد على قبضة يده....هز رأسه بلا دون ان يرمش فانحنى ماكس بشكل سريع حملها ثم خرج وخرج يوسف وناصر وابا خالد معه وبقي امير مصعوق وملذوع مما حدث بينما....مراد ...مسح على رأسه.....وهو يشتم ويسب... ثم تبعهم أبا سلطان ذهل مما رآه...تساءل ماذا حدث ....ولكن تحدث أبا خالد: اركب السيارة واتصل على سلطان! . . . . . قراءة ممتعة للجميع تحياتي شتات الكون |
|
|
06-27-2020, 06:56 PM | #39 |
البارت الثلاثون . . . قبل ما ندخل في البارت راح أنبّه على شيء يمكن حقيقي غفلت عنه! *علاقة شيخة ببندر* اولًا انا لست من ممن يؤدي هذا النّوع من العلاقات علاقات محرمة وهذا الأمر مفروض منه! ولها توابع وعقوبات دنياوية وأخروية وإن كان بندر حقًّا قاصد الزواج بها ليس من حقّه ابدًا ان يحادثها في الخفاء فأنا كما ذكرت ببداية الرواية ليست ممن يزيّن الحرام ولكن حاولت أن اتطرق لهذا الموضوع دون ان اخوض فيه بشكل متوسع......لأسباب كُثر! فشخصيات روايتي ليسوا منزهّين عن الأخطاء وإن لم اوضّح عقوبة هذا الأمر لا يعني انني اشجّع واحث عليه يمكن طريقة كتابتي عنهم ربما يراها البعض تُشجّع على مثل هذه العلاقات وتزيّنه للمراهقات ولكن حقيقةً انا اخطأ وأصيب فيما اكتب وواقعيًّا انا ضد هذه العلاقات التي حرمها الله عزوجل فأحببت انوّه على امرهما وإن كانت نهاية الامر في روايتي مغاير لِم نسمعه وهذا ربما يحدث بنسبة ضئيلة هذا لا يُعني في الواقع انها دومًا ما تكون بنتيجة كما أنا كتبتها هنا......ولكن حقًّا لا اريد ان اتطرق للخوض فيها من منحنى آخر انا قادرة على الخوض فيه ولكن اعلم انّ الامر سيطول.....وربما موازين الاحداث ستتغيّر....ولكن حقًّا لا اريد ان اخوض فيه بشكل مفصّل! فالأمر سيكون مشابه قليلًا لروايتي السابقة (لجّة الذكريات ) ولكن على منحنيات ومسميات ونوايا أخرى ...ولكن سيبقى الأمر تقليديًا ان فعلت هكذا لذلك لن اسهب فيه! وأنا حينما تطرقت بها لا اقصد الامتثال بها فالحلال بيّن والحرام بيّن ولكن كما ذكرت بقدر ما اوتيت من جهد وطاقة حاولت ان انسج أحداث وشخصيات قريبة من الواقع دون مثالية او مبالغة في التنزيه! فأرجو ألا يقتدي بهما أحد ....فمثل هذه العلاقات محرمة ولا ترضي الله عزوجل (اللهم بلغت اللهم فاشهد) . . . . الظروف تُجبر الإنسان في بعض الحين على ارتكاب الحماقات! وهذا لا يُعني انه بريء مما يفعله فالله عزوّجل جعل لنا عقل لنتفقه به وقلب لندرك به مشاعرنا ولكن ردود الأفعال تنقسم من خلال الإنسان المؤمن والانسان العجول والانسان الضعيف والانسان المشكك والانسان الناكر والانسان الشقي ردود أفعال قد تمتاز بالعقلانية والثبات والصبر والأخرى بالتعجّل والإنكار وكذلك الشكوك ليس من السهل أن يكون الإنسان مثاليًّا ولكن ليس من الصعب ان يكون راضيًّا بكل ما يحدث له إن كان يؤمن بالله وبالقدر خيره وشره! . . . النفوس الضعيفة مع كل هبّة ريح وأخرى تهتز، تريد من يشد بها لتشد به وتتشبّث لتنعم بالراحة تريد من ينجّيها من هفوات الخوف والضعف والأنانية من الغرق لتجاهل أمور عدّة . . . بينما هي يضيق بها تنفسها، لم ترحمها ذاكرتها في تذكر كل شيء باتت صور أهلها تتدفق عليها بشكل مخيف جدها وحنقه عليها جدتها وغضبها اللا مبرر له تسمع أصواتهم المتداخلة مضى من عمرها واحد وعشرون سنة من الضياع ادركت كل شيء الآن هي ضائعة مُنذ الثامنة من عمرها وجه يوسف ذكّرها بالكثير من الأشياء كُره بعض الأشخاص من حولها آنذاك تملل بعض الافراد منها........شعرت رغم انّ والدها قريب إلا انه بعيد...لم يحميها بشكل مثالي.....حتى به تنازل عنها بسهولة لتنمسح من ذاكرتها الثمان سنوات التي مضتها معه فراقهما لم يكن فقط ثلاثة عشر بل واحد وعشرون سنة ! بتخليه عنها محت الثمان سنوات.....محت فضائله عليها....امير لم يقصّر ابدًا في جعلها تكره....هي كرهته وكرهت نفسها والجميع ولكن حقًا هو احّب ديانا بشكل كبير بشكل اعمى عينيه عنها لتخلّيه عن زوجته....أولاده في وقتها.....حتى به تخلّى عنها هي دون أن يُدرك.......وبلقاؤه هذا ادركت حقًّا انّ الفراق بينهما لم يكن إلا واحد وعشرون سنة ليست ثلاثة عشر سنة فقط! كانت واقعيًّا تصرخ تُريد النجاة ولكن لا توجد موجات صوتية تصطدم بجزيئات الهواء لتترجم لنا عمّ تقوله تريد النجاة من جميع الذكريات والمخاوف! تشعر بالخدر....بالانهماك....بالغوص في وحل لزج.......منصتة لأسئلة الدكتور بل هادئة وكأنها تستمع إليه ...ولكن تشعر انها فاقدة لحواسها في الواقع.... سمعت انه يسأل بشكل فوضاوي! هل تلقيتِ إحدى التهديدات او التحذيرات قبل النوبة؟ ما هو شعورك بعد انتهاء النوبة؟ حاولت ان تُجيبه ولكن لم تستطع لذلك بدوا بإجراء الفحوصات الطبية البحتة فحوصات الدم كفحص السكري للتعرف على نسبة مستوى الدم في السكر لتحديد ما إن كان هو سببًا رئيسيًا لحدوث النوبة كما انها خضعت لفحص الدماغ واخذ صور تفصيلية بالتصوير الرنين المغناطسي لا تدري كم مضى من الوقت وهي تخضع لهذه الفحوصات التي اتعبتها؟ ولكن بعد مرور ما يقارب الثلاث ساعات ونصف! وصل الطبيب للنتيجة التي أكدّ فيها انّ نور تُعاني من صرع نفسي من نوع نوبات الصرع الانفصالية والتي تحدث دون وعي ، وتجعلها غير قادرة على السيطرة على هذه النوبة ولا تستطيع حتى التحّرك من مكانها ! ومن مسببات هذا النوع من الصرع حالات الاضطراب القلق العام والاضطرابات والصدمات العاطفية وكذلك اضطرابات ما بعد الصدمة والكثير من المسببات ولكن ذكرت اوّل المسببات التي أدّت لتدهور حالة نور هنا فقط! . . . الجميع ذُهل....يوسف ....الآن استوعب معاناة ابنته.....الآن ادرك انها فارقته مُنذ زمن طويل......الآن يستطيع ان يثبت انه فاقدها حقًّا مُنذ واحد وعشرون سنة ليست ثلاثة عشر..... حُبه لديانا.....اوقع به في الفخ....جعله كالقريب البعيد.....جعله يتوجّع بعُمق.......ينفث على جراحته رذاذ مالح ليلتهب.....تخلّى عنها.....مُنذ تلك اللحظة....ومحى من ذاكرته حبها...وتناسى بذاكرته الثمان السنوات ليحظى بعدها براحة مؤقته .....ليعوّض به ويستعيد طمأنينة منزله! ولكن خسر.....خسر قطعة كبيرة من قلبه.......لم يخسر نورة فقط.......بل خسر كيانه بعدها.....لم يتحمّل.....حينما سلطان ترجم لهما على حده ما قال الطبيب.....خرّ جالسًا على الأرض بقلة حيلة...... لا يستطيع ان يتصوّر ما عانتهُ، لا يستطيع ان يبرر لها تخليه عنها أكثر من هكذا فطاقتهُ نفذت وهي من الواضح لن تتحمل المزيد منه! النوافذ والأبواب أصبحت مؤصدة في وجهه جلس أبا خالد امامه أخيه وشدّ ازره أبا سلطان وناصر كان ما بين التصديق وعدم التصديق تحدث سلطان بعد ان رأى خوف الجميع حاول ان يخفف عنهم: عمي.....هالشي ما هوب خطر....اذكر الله..... وإن لم يكن خطرًا، ابنته ليست بعيدة عن الخطورة ابدًا! رفع يوسف رأسه وسقطت انظاره على أمير الجالس على الكرسي كان منحني للأمام واضعًا كفي يديه على رأسه ويهز بجسده كالبندول.....بعينين محمرتين ودموع عالقة في محجره بينما ماكس كان بجانبه يطبطب على ظهره ويخفف عنه وطليقها ذو النظرات الحادة والتي تمزّق بنظرها ماكس كانت تخنقه لم يتوانى في النهوض بشكل مفاجأ وسريع حتى به انقض كالأسد الجائع على فريسته يشعر بالاختناق هذا هو الخائن هذا هو الشيطان ألا لعنة الله على الظالمين ماذا يقول؟ اكثر من هكذا كان يلعنه رغم انه يعلم حكم اللعن ولكن خرج عن طوره ....خرج عن مثاليته .....و اخذ يشتمه تنازل عن بعضًا من مبادئه وحتى اخلاقه ليشتمه وينعته بأبشع الألفاظ والنعوت طبّق بيديه على عنق أمير اخذ يهزه يمين ويسار يشده إليه للأمام يصرخ بكل ما أتي من قوة: ضيييييييييييييعت لي بنتتتتتتتتتتتتتتتتتي.......ضيعتوها الله يضيّعكم.....دمرتها يا الحقيييييييييييييير....دمرتها انت وامها.... ناصر خشي على ابيه .....شدّه من جانبه الأيمن ليبعده وسلطان من الخلف....وابا سلطان يشد على يده اليسار وابا خالد يكرر: اتركه عنك لا تبلي نفسك فيه.... مراد تدّخل واخذ يحاول ان يبعد أمير عن الموت وماكس يحاول ان يبعد يدي أبا ناصر ولكن يوسف....لم يتحمل ان يتقبّل انّ نورة مرت فيما هو يكره ويبغضه.......ومن الواضح انها فعلت الكثير من الأمور التي لا يحبذه مجتمعه ....ويخالف العادات والتقاليد....وخارج عن المعتقدات الدينية الصحيحة! شكلها.....وقوفها.....خوفها....تذبذبها....والآن مرضها.....جعلاه يجن...ويستنتج خيوط كثيرة وإن لم تكن صحيحة!.....تجعله يشد بيديه ويلفها على عنق أمير......يريد ان ينتقم لنفسه...ولأبنته.... ناصر عندما رأى وجه أمير يتلوّن بالحمرة.....وبالزرقة قليلًا......خشي هنا من ان يفقد ابيه للأبد! ارتفع مستوى الأدرنالين في جسده كله......حتى به سحب ابيه بقوة .....جعلت من يمسكوه...يترنحوا بعيدًا عنه.... وناصر بشكل لا ارادي ثبّت والده على الجدار وتحدث بصوت مرتفع : يبببببببببببببببببببببببببه لا تنساااااااانا..........لا تنسى عندك ............ناااااااااااصر....سعوووووووود....ششششي خة........لا تنسى........لا ضيّعنا معك ييييييييييييييبه.....تكفى....يبببببببببببببه تكفى........يكفي اللي صار لنا.....يكفي....... سلطان تنفّس بقوة واخذ صدره يهبط ويرتفع بخوف بينما أخيه اخذ يحدق في وجه يوسف الذي يتخطّفه الوجع، وينظر لناصر بعينين مفجوعتين بينما أمير سقط على الأرض متعب من آلام الرصاصتين التي كادت ان تُصاب قلبه مباشرة ومُتعب من خبر مرض نور الجديد عليه والمؤلم لقلبه شعر انه يحتضر ليس بسبب قبضة يوسف لا من نفسه من انانيّته وبشاعة ما فعله بتلك المسكينة من أجل ان يحضا بحبه! لم يتحمّل هذا الضغط الناتج من تفكيره، وألم اختناقه بسبب قبضة يدي يوسف....وألم جرحه العميق يمزّق صدره دارت عيناه للأعلى واستسلم للظلام كان عن يمينه ماكس وعن يساره مراد عندما عاد بجسده للوراء امسكا به في الآن نفسه وتحدث ماكس بذعر: أأأأأأأأأأمير..... سلطان خشي من انه فارق الحياة ومسح على رأسه بخوف مراد نهض راكضًا لمناداة الطبيب اما يوسف لم يرمش ابدًا كان يحدّق في أمير وحديث ابنه ناصر يتردد في عقله...... أتوا الممرضات والطبيب مع النقّالة حملوه عليها كلمح البصر واختطفوه عن انظارهم لغرفة الطوارئ أبا خالد اقترب من أخيه...شعر بالورطة : يوسف.... أبا ناصر بتعب وبهمس: مابي اسمع شي......مابي...... أبا سلطان تحدث بجدية: يوسف...لازم تمسك اعصابك ونفسك....عارف الوضع صعب عليك ....بس تكفى ما نبي مشاكل...مانبي نخسرك......اذكر الله ....قول لا إله إلا الله.... سلطان ذهب لناحية ناصر ليهمس: ناصر اهدأ بعد انت الثاني.....اذكر ربك..... ناصر تمتم بالاستغفار بينما يوسف نظر لأبا سلطان تحدث بغضب: تبوني اهدأ.....واجلس اطالع فيه ببرود.......هذا اللي فرّق بيني وبين بنتي...هذا اللي وصلها لهالمواصيل.... بو خالد ليهدئه: كلنا نعرف هالشي...بس عمر الأمور ما نحلت بهالاسلوب... بو ناصر صرخ منهارًا هنا: تطلبون مني الشي الصعبببببببببببب.....بنتي ضاعت من يديني........مادري وش لاقت وش شافت في دنيتها عشان توصل لهالمواصيل.........تبوني اهدأ واصفق له .......واقوله كفو قدرت علي....قدرت تبعدني عن الأم والبنت .....قدرت تلعب براسي ...مثل ابللللللللللللللليس... ناصر رق قلبه هنا فقال: يبه تكفى.....اهدا......الزم ما علينا صحتك......نورة ما راح يصير فيها شي بإذن الله..... أبا ناصر ابتسم بسخرية : خايفين علي اموت....... حدّق بهم وبحيرتهم اكمل: ليتني مت ولا شفت العتب والقهر اللي بعيونها ليتني مت ولا شفت هاليوم ......اللي كسر ظهري..... سلطان تنفس بعمق بينما أبا خالد تحدث: يوسف ......اذكر ربك.....وقول الحمد لله على كل حال.......وقوم نروح الشقة ترتاح اشوي.... أبا ناصر: اذا انتوا تعبتوا روحوا......انا بجلس...هنا.... أبا سلطان بتدخل سريع: يوسف......امش معنا ولا تعاند......انت تعبان...والاوضاع مشربكة......امش.....ارتاح.... ناصر بتأييد: صدق يبه .....نمشي واوعدك نرجع هنا بعد على الأقل ثلاث ساعات... بو ناصر بعند: ما راح اتحرك من هنا قبل لا شوف بنيتي..... ناصر بتنهد: يييييبه..... أبا خالد هز رأسه لناصر بمعنى لا تكثر الحديث عليه .... ثم تمتم بالاستغفار وحدّق لأخيه مطولًّا وهو يحمل بنظراته معاني الأسى الثقيل! . . . . . في اليوم الذي فارقت روحها الحياة! في اليوم الذي فتحت عيناها فيه لتجد نفسها في شقة طارق ادركت انّ والدها حقًّا عاد للكويت ادركت جزء بسيط من ليلة أمس شعرت وكأنها بين الواعي واللاواعي حينما دخلت الشقة هنا معه كانت متعبة تُهذي بكلمات وعبارات تمتم بها وتكرر رجاؤها ببقاء والدها مشاري كل ما تتذكره بشكل واضح وصريح صوت طارق وهو يرتّل القرآن.... بينما طارق......احب ان ينقلها إلى شقته ...فبقاؤها في المستشفى لن يزيد امرها إلا سوءًا هي لا تعاني جسديًّا بل نفسيًّا اخرجها من هناك على مسؤوليته وهي في جزء بسيط من الواعي بسبب المهدئات التي احقنوها بها لم تغط عينه ولم يغفي طيلة الليل...كان ....يراقبها عن بعد وعن قرب في الآن نفسه حينما سكنت عن الهذيان والتخبّط نام....نام على جانبه الأيمن وهو جالس ومُسند نفسه على خشبة السرير الجانبية! كان رأسه متكأ على يده الممدودة .....ورجلاه مثنيتان.....لا يشعر بالراحة ولكن من التعب والإرهاق نام! . . التفتت عليه وهي تنقلب على جانبها الأيسر وسقطت عيناها عليه شهقت بخفة هنا وعندما ادركت من يكون شدّت على اللحاف على جسدها رغم انّ طارق لم يزيح من على جسدها الجاكيت كان الجاكيت مطبقا على جسدها تماما ولكن شعرت بالعري أمامه! لا تدري هُناك شعور مخيف يدفعها للإبتعاد عنه....شعور ينبض من قلبها وتلفظه من فمها بدم خاثر اسود ومّر! تشعر انها تنظر إليه بنفس النظر التي نظرت بها إلى ادوارد حينما يقترب منها...حينما يتفحّصها....ويتغزل بجمالها.... اغمضت عينيها بقوة .....وتذكرت حينما يقترب.....ليلهب مشاعر الخوف...مشاعر الكره...مشاعر تمني الموت...ويبتعد بعد ان يتخطّف أنفاسها كالموت الذي لا مفر منه..... ارتعش جسدها على هذه الذكرى .....وشعرت بالغثيان والخوف.... شدّت على اللحاف....واثنت ساقيها اكثر لتصطدم ركبتيها وتلتصقان في بطنها .... ازدردت ريقها......تمنّت لو لم تصر على هذا الابتعاث...تمنّت لو بقيت عند خالتها سعاد بدلًا من كل هذا العناء...... شعرت انّ روحها سُلبت من هذا الجسد وعرّتهُ تمامًا... ازدردت ريقها ثم ابتعدت وهي تزحف بجسدها خطوات بطيئة للوراء....شعرت بالوجع بسبب جرحها الذي تسببه لها ادوارد توقفت عن الزحف ....ثم أبعدت اللحاف ونهضت ببطء....لتتجّه للخلاء مشت وهي تعكز قليلًا اقترب من الباب ثم فتحته واغلقته ومع صوت اصطكاك الباب فز طارق فزعًا وهو ينظر لمكانها : إيلاف! عقد حاجبيه عندما لم يجدها وادرك انها دخلت للخلاء.... تحرك ثم شعر بشد عضلي في رقبته حرّك رقبته ببطء شديد ثم نهض ووقف على رجليه وهو يشعر انّ جسده كله يؤلمه.....ويشعر بتنمّل رجله اليُمنى بشكل كبير...شعر انه سيسقط ولكن توقف وزم شفتيه من شدّت الألم.....ربما كل خلايا جسده بدأت بالشد والضغط اكثر واكثر كلما تحرّك... بلل شفتيه ثم تنفس بهدوء...واقترب من الباب وهو يعرج قليلًا... طرق الباب بلطف: ايلاف..... . . . اين ايلاف؟ . . . امام المرآة....تقف كالمجنونة تحدّق بنفسها للآثار المثيرة لإشمئزازها......وعينيها مليئتين بالدموع.....كانت تتدرّج بالنظر من فوق إلى الأسفل......تتحسس بيدها اطراف شعرها الذي اضطرت إلى قصّه لتسويته......بعد ان قصه ادوارد بشكل عشوائي.....وضعت يدها على الجرح القريب من شفتها....نزلت يدها على عنقها لتصاب برجفة شديدة الارتباك والتي تنم عن ذكرى لهذا الأثر الذي اعدم اتزانها.....ازاحت جزء بسيط من بدلتها لتكشف عن اسفل عنقها .......لم تتحمّل اهتّز جسدها وبكت......تشوّهت....تبدّلت إلى اثار مقرفة.......انزلت يدها على رجلها.....المجروحة.....شعرت بالوجع...حينما شدّت على ساقها بقوة.....وكادت تسقط ولكن شدّت بسرعة بيدها على مغسلة اليدين وانحنت عليها....اغمضت عينيها بقوة..... ادوارد لم يأخذ عذريتها ولكن اخذ جسدها وروحها بعنف! كرهت نفسها....كرهت كل شيء......شعرت بموجة باردة تلتهم عظام صدرها العاري......اخذت ترتجف كالعصفور ....وبدأت رجلاها .....تهتزان بلا توقف....كعود ضعيف ينتظر اللحظة المناسبة لينحني وينكسر ....... شدّت بقوة اكبر لتتمسك بطرف المغسلة .....ورفعت جزء بسيط من رأسها لتنظر لوجهها وشعرت بالدوار تُريد حصة الآن ....تريد والدتها التي ربتها .....واغدقت عليها بالحنان الكثير في صغرها .....تريد تلك الأيادي الحانة لتطبطب عليها...وتلتهمها في احتضان اموّي عميق لتهدأ أنفاسها الخائفة...تريد ان تسمع صوتها....تريد ان تشتم رائحتها ليهدأ هذا الذعر الذي يسكن بداخلها...... واشتعل فؤادها بالحسرة.......إن بقيت معه ستظلمه....ستلهب نفسها ....وتحرقه .....هو يستحق الأفضل......يستحق الأجمل..... تشعر انها اقل بكثير مما كانت عليه قبل .....ايادي ادوارد لوّثتها...ولا تريد ان تلوّث طارق.....ذلك الرجل الذي احبّها بصدق وأصبحت الآن تخافهّ! تظن انها ستظلمه ......وتخشى من ان تكون أنانية حينما تقبل بأن تبقى معه للأبد! هي لا تدري هذه الآلام والآثار....والمعاناة النفسية بسببه لو علمت لربما قالت يستحق ان ترتبط به كعقاب أبدي! اخذ يتسارع نفسها.....وطارق اخذ يخاف من ان تفعل شيء بنفسها فكرر الطرق بلطف وهو يقول: ايلاف...انتي بخير؟ . لا . . ليست بخير.....تحتاج من الوقت الكثير لتتجاوز فيه هذه الغربة...غربة المكان...وغربة الجسد الجديد! هي استسلمت ...تريد العودة للبلاد ...لتنسى كل شيء........وستتقبل بُعد والدها عنها رغم المسافات القصيرة التي تجمعهما! تريد ان تشتم هواء الكويت....وتريد ان تعفّر خدها بترابها لتخفف عن اوجاعها المثقلة بالآثار والتي قَسمت ان تبقى معها كذكرى أزلية تسلب وتتخطف أنفاسها ! ارشحت وجهها بديها المرتجفتين لعلّى تطفي هذه النيران التي تشتعل بداخلها....وسريعًا ما شهقت حينما لامس الماء البارد وجهها ثم كحّت بعمق....التهب حلقها من الهواء الذي تستنشقه من فمها بدلًا من انفها ......التهب قلبها من الخوف الذي تسرّع نبضاته....توقّف عقلها تماما عند تلك اللحظة التي تعصف بها .....وتركت اثارًا كثيرة ....... ارشحت مرةً أخرى وجهها بالماء البارد ولكن بكميّة اكبر وشهقت من جديد.........حتى تبلل شعرها والتصق بوجهها........نظرت لوجهها......كانت تتمنى لو تراه بلا اثار لتلك الجروح الصغيرة........كانت تتمنى تلك القطرات الساقطة التي تنساب على عنقها وتمتد إلى اسفل صدرها تمر مر السلام دون ان تختلط بتلك الاثار التي توجعها.....شدّت على اسنانها وضربت على قلبها بقبضة يدها اليُمنى.... هل أصبحت رخيصة؟ هل أصبحت بِلا شرف؟ اسألة كثيرة توجعها.......والأهم....كيف استطاع والدها التماسك حينما علم بكل شيء؟ ولماذا مرر الأمر بسلام وبتزويجها لطارق ثم ذهب للكويت! الآن عادت لوعيها....عادت للربط والتحليل...عادت للواقع المرير... ألي هذه الدرجة والديها لا يردانها؟ حتى بههما تنازلا عنها لطارق! ام فعل والدها هذا الامر سريعًا من اجل ان يحمي سمعة العائلة؟ حقًّا طارق فرصة ذهبية لا يفرّط بها في هذه الأوضاع.... غضبت ببكاء....بلا صوت.....اخذت تتعمّق بالتحليل ....لتزداد نبضات قلبها وتكره نفسها اكثر هل هي حَمل لا يُطاق؟ هل هي لا شيء بالنسبة لهما؟ (آه) خرجت من فاهها بعد ان شدت على ساقها بقوة لرجلها المجروحة...... . . . طارق اخذ يمسح على شعره......يبلل شفتيه بتوتر....متردد من ان يشد على قبضة الباب...اغمض عينيه ليعد من الواحد إلى العشرة بعد مناداتها للدخول قال: ايلااااااااااف.... . . . ابتعدت عن المغسلة وتخبطت خطوتين للوراء ولكن لم تسقط شدّت على نفسها على الرجل ذاتها المصابة وعقدت حاجبيها واخذت تتأوّه بصوت اشبه للهمس......ثم انحنت على الجدار......واخذت تتنفّس بعمق شديد.... كل شيء فيها ملتهب.... وذاكرتها ملتهبة بذكرى إدوارد.... بللت شفتيها.....تكرار طارق لاسمها ينرفز خلاياها .......ويقشعر جسدها......لم تقم بتعديل بدلتها...ولم ترتدي الجاكيت التي خلعته ورمته في البانيو ......فكرها كان مشتت.....عقلها راكز ومتمركز في التحليل فقط..... فتحت الباب... . . . سقطت انظاره عليها.....ازدرد ريقه....من منظرها وكأنها خارجة من حرب ضروس! عينيين تحدقّان للفراغ....وجهه مخطوف تزيّنه قطرات ماء باردة تنساب من عليه لتسقط بكل هدوء على صدرها العاري الذي يرتفع ويهبط بشهيق وزفير موجع ....نظر لشعرها القصير وإلى الخصلات الكثيفة الملتصقة على خديها.....المصفرين....... شعر انها ليست بوعيها......خشي من ان يقترب ويحرق المكان بغضب منها..... مشت وهي تعكز.....وتزم شفتيها بوجع....تقدمت للأمام...تريد ان تمر من جانبيه الايسر....ولكن لم تتحمّل رجلها مستشيطه بالألم.....انحنت قليلًا وشدّت عليها اكثر ثم حاولت ان تخطو خطوتها... وكادت تسقط بمثل حركتها وهي في الخلاء ولكن خوف طارق جعله يقترب منها ويطوّق جسدها بيديه لتصبح بعد ذلك في احضانه! . . لم تستوعب هذا الحضن.....بل هذا الاحتضان....هذا القرب...هذه الأنفاس الخائفة...والنظرات المتفحصّة التي تدّل على شدّت حرصه وحبّه لها.......عقلها حقًّا ليس مع ما يحدث ويعصف بطارق..... طارق الذي ينظر إليها بأسى ...وبندم شديد ....ينظر لها بحب...وخوف عميق.....ينظر إلى نظراتها الضائعة وهو يحاول ان يدلّها على طريقه بنظراته المترددة.....شدّ على خاصرتها ليقربها إليه .....ويمشي بها بخطوات هادئة لناحية السرير...اجلسها..... وإلى الآن لم يرى أي ردت فعل على فعلته... كانت تفكر بحصة ومشاري..... ببعثتها.....بما حدث.... وحينما اتجّه التفكير لناحية طارق حدّقت به وخشي منها من ان تنهار....ان تصرخ....وتوبّخه على قربه ..... ولكن لم تفعل.....بللت شفتيها....وشتت ناظريها عنه.... حكّت جبينها...وكأنها وعت من جديد على نفسها...انزلت يديها لناحية بدلتها...واخذت تغلق ازرارها....بسرعة..... حاولت النهوض... ولكن اقترب منها : ريحي...ريلج.....لا تتركّين عليها وايد..... نظرت إليه بللت شفتيها ....اخذت عينيها الجوزاء تضيقان بمحاولة درأ الدموع من الانسياب على خديها... تحدثت بوجع: ما يحبوني صح؟ لم يفهم سؤالها ....ولم يستوعبه عقد حاجبيه.... ايلاف اقتربت منه قليلًا لتضيّق عليه الحركة : امي ابوي.......الكل.... فهم الآن تحدث بهدوء: شالحجي ايلاف؟ نزلت دموعها اخيرًا: لو يحبوني ما تركوني أهنيه بعد كل اللي صار لي...... اقترب هو الآخر وطوّق وجهها : ما تركوج لحالج....انا أهنيه.... غاصت في وجع آخر وعالم آخر: مو أهنيه مربط الفرس....ما يبوني ولحوني(رموني) عليك ....... طارق ازدرد ريقه خشي من امر الجميع يخشاه!: ايلاف...... ايلاف أبعدت وجهها عنه وانسحبت للوراء قليلًا: شافوك فرصة عشان يسترون علي..... طارق شدّ على كفيها: لا قولين هالحجي.....ايلاف...اهلج لو ما يحبونج...ما كان جا ابوج لج......ما كـ... قاطعته بغضة وصوت بالكاد يخرج من فاهها: جا يستر على شرف العيلة وراح....لم زوجني لك...... طارق سكت لوهلة .....إلى أي تفكير ذهب عقلها به : انتي اشرف من الشرف...لا قولين على نفسج جذه....وانتي تدرين انه بالأول والأخير راح نزوّج بعض....انتي تفكريني مثل شباب هالليام يواعدون البنت بعدين يهدونها(يتركونها)؟ ايلاف سحب يديها منه: بعد اللي صار ..مابيك طارق...ابي ارجع بيتنا.......ارجع للكويت وبس.... طارق عاد يشّد على كفي يديها: وانا ما راح اتركج......انا ما تزوجتج عشان اتركج....يا ايلاف... قبّل كفيها حتى بها ارتعشت: انا احبج وايد.......ومستحيل اتخلّى عنج..... ازدردت ريقها وابتعدت اكثر عنه: شوف شكلي.....شصار....شوفني زين طارق......انا انتهيت..... طارق اقترب منها ، قلبه موجوع عليها......قلبه يشتمه لِم فعله بها....رغم ما حدث لم يكن مخططًا له ابدًا ولكن كان سببًا فيه! : وانا حياتي بدت معاج يا ايلاف....ما فيه شي اسمه انتهيت........ ايلاف بانهيار صوتي متقطع وخفيف: شوفي الاثار وبتكرررررررررررهني....ادوارد....عـ.... وضع يده على فمها وهو موجوع وشد على يدها بيده الأخرى: اشششششش.......انا ما اشوف شي يا ايلاف.......ما اشوف....... نظرت لعينيه وحاولت النهوض ولكن اجبرها على البقاء ليقول: احنا انخلقنا لبعض يا ايلاف.... ايلاف بكت اكثر: انا كاسرة خاطرك عشان جذه ..... نهض هنا وجلس بالقرب منها على السرير: نسيتي اني احبج؟ هزت رأسها بلا اكمل: نسيتي اني وعدتج ازوجج؟ اقترب اكثر: دامج تتذكرين ليه تظنين فيني ظن هالسوء؟ ايلاف بوجع: خايفة..... طارق لا يدري كيف يواسيها....كيف يطمئنها انّ كل شيء بخير....كل شيء على ما يرام.....لا يدري كيف يثبت لها انه حقًّا متوجّع لحالها......ومتعطش للتخفيف عنها......وتعويضها....احتضنها .....بهدوء وهمس لها وبعنيني ترفان ولتمنعا دموعه: كلما خفتي....بتلقيني قدامج...بشيلج من هالخوف مثل ما الحين انا اسوي..... ثم بدأ يقرأ عليها آيات قرآنية بصوت هادئ ومريح للنفس...جعلها تبكي بهدوء.....طارق اغمض عينيه ....ليتذكر بقيّة الآية ...وهو فرح انه بدأ يسترجع جزء من روحه بتلاوة القرآن الكريم إيلاف رحمه عليه.....رغم ما حصل لها إلا انها رحمه....وطريق لنجاته...شدّ عليها...واخذ يكرر الآية الكريمة وهو يمسد ويطبطب على ظهرها بهدوء وعندما انتهى رفعت نفسها من عليه واردفت بتذكر : ابي اشوف نور..... طارق هز رأسه: ان شاء الله ......الحين قومي.....نسوي لنا اكل خفيف....لازم تاكلين عشان تاخذين علاجج..... ايلاف بتعب وارهاق: مابي آكل....ابي انام.... طارق بتفهم نهض : لازم تاكلين ثم رجعي نامي..... لم يعطيها فرصة للرفض خرج من الغرفة يترك لها مساحة بسيطة لإن تبقى لوحدها وتستعيد نفسها بهدوء بينما هي رمت نفسها من جديد على السرير وهي تفكر بكل شيء! . . . . . . . كيف له أن يترك جزء منه مقطوعًا وبعيدًا عنه؟ كيف له يتنازل عنها بهذه السهولة لماذا لم ينصت لأختها نوف حقًّا هو لا يريد أن يستفز روحها بهذه المماطلة طلقها ولكن ليس خياره هذا الأمر والآن لا يريد ان يكتّف يديه مستسلمًا لقرارها الآن يستطيع ان يرجعها على ذمته ما زال لديه وقت ولكن عليه ان يتحدث معها كيف لا يدري أركن سيارته أمام منزل بيت خاله ترجّل من السيارة اصبح امام الباب طرقه . . . . كانت في الصالة بينما اختها في المطبخ وبندر في المجلس يشاهد المباراة كانت تحدثها وهي متنرفزة كليَّا: ابي افهم متى بتوقفين بكى؟.....ترا ما صار له يوم من مشى...شفيك انتي؟ مُنذ الأمس لم تخرج من غرفتها تشعر بالخوف على أبيها ....تخشى عليه من أنه لا يتحمّل ردت فعل اختها هي وضعت نفسها مكانها تماما وتقسم انها لن تمرر الأمر ببرودة تحدثت: عارفة بس احس...نورة راح توجع ابوي..... نوف بملل: ماردها وبترضى....بالأول والأخير هو ابوها.....مهما صار....صدقيني راح ترضى وما راح توجعه.... شيخة : يا خوفي ما يصير هالشي أبد نوف بنرفزة: شالتشائم اللي عندك؟.....والله تنرفزين شيخوه.... شيخة مسحت دموعها: تعالي بيتنا وتعرفين ليش...امي تحاتي...وسعود متوتر.....الكل خايف.... نوف : ما راح يصير الا اللي ربك كاتبه......وبعدين تعالي ابي اقول لك شي ادري مو وقته بس لازم اقوله... شيخة نهضت من على سريرها: شصاير بعد؟ نوف بلا مقدمات: وقفي مكالماتك مع بندر! شيخة بصدمة: ليشششششش؟ نوف بغضب: لك وجه تسألين؟.....عارفة هو خطبك....بس لسى ما ملك عليك عشان يحل عليك يا زفته..... شيخة بتأفف: اففففف نويّف......لا تتصدعين براسي.... نوف: تبون ربي يوفقكم وقفوا مكالمات يا عبلة ... شيخة رغما عنها ضحكت بخفة: هههههههههههههههه والله ماقدر نوف ابتسمت رغما عنها: ترا جهنّم تقول هل من مزيد؟ سمعت رن جرس الباب وعلى هذه الاثناء كان خالد نازلا من غرفته نظر لنوف وأشار لها: هي يا خبلة ما تسمعين جرس الباب؟ نوف كشت عليه بملل فتمتم: والله مو منك من هالشوشة هاللي رافعتها كانت نوف مجعدة شعرها رافعته برباط الى منتصف شعرها لم تهتم له اكملت: انا سويت اللي علي ونصحتك.... شيخة بهدوء: وصلت النصيحة نوف كانت ستتحدث ولكن نظرت لعبد لله الصغير استيقظ من النوم نهضت واتجهت للكنبة التي وضعته عليها وردفته بالوسادات الكثيرة تحدثت: باي جلس عبود طسي عن وجهي...وبكرا ان شاء الله بجيك.....مابيك تجين اخاف تستهدفين اخوي وسوون لنا مصيبة.... شيخة ضحكت:هههههههههههههههه حيوانه ايش شايفتني يا قليلة الأدب؟ نوف باستهبال وهي تجلس بالقرب من عبد لله: شايفتك رقاصة يا نظر عيني صرخت هنا شيخة: كلي تبن وطسي بس ... نوف: هههههههههههههه باي...... . . خرجت هنا الجازي وهي تمسح على وجهها: صحى عبادي؟ اقتربت من اختها التي خملت الصغير: اي خذيه رضعيه... الجازي جلست على الكنبة واخذت عبد لله ثم قالت: قومي اجل راقبي الكيكة لا تحترق..... نوف بصوت عالي: وحضرت الآنسة وينها؟ الجازي بدأت ترضع ابنها بعد ان رجت الرضاعة بخفة بيدها: تعبانه....بطنها تركتها ترتاح نوف نهضت: والله بتخربينها علينا اردفت بلا مبالاة الجازي: ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء... لم تعلق نوف اخذت تتحلطم وهي تعبر الى المطبخ. . . بينما خالد فتح الباب لسيف وادخله للمجلس وهنا نهض بندر كالملسوع حدّق بشرر لسيف واردف بكره: شعندك جاي؟ خالد رمق اخيه: سعوووووووووود سيف : المفروض يا سعود تساعدني من اني ارجع اختك مو تبعدني.... بندر بنرفزة: والله انك شين وقوي عين......خاينها وتبيني اوقف معك.... سيف بهدوء: انا ما خنت.....وربي ما خنتها وشرحت كل شي لخالي....عشان كذا يحاول نصلح اللي بينا....لو فعلا خاينها خالي بنفسه اجبرني اطلقها... خالد سكت ثم قال:اجلس وفهمنا كل شي يا سيف....حقيقي انا مو عاجبني حال الجازي خاصة بالأوان الاخيرة بس ماني قادر اتكلم...... بندر بصوت مرتفع: وش يجلس بعد انت الثاني... خالد التفت عليه: بندر اهجد......ماخبرتك كبريت...اهدأ... بندر سكت وجلس على الكنبة وكذلك سيف تنفس بعمق ثم قال: والله يا خالد اني شاري اختك بماي الذهب....وربي اني متندم على كل شي...انا ما نيبب مجبور اقولك وش اللي بيني وبينها دام خالي عرف بكل شي......بس وربي انا ابيها.....ساعدوني من اني اصلح الامر ...مو تفاقمون الامور علي.... بندر ضحك بسخرية: ههههههههههه حلوة ذي.....وش نساعدك.....مجنون انت....تراها اختنا مو ... خالد تحدث متنرفزا من اسلوب اخيه وهو يقاطعه: بندر بالله عليك اهجد.....تراك ازمتني معك.... ثم التفت علي سيف: طيب سيف....بس كيف تبين اوقف معك وانا فاهمك انك انت الغلطان....ما هيب الجازي.... سيف طأطأ برأسه ثم قال: زل لساني واعترفت لها اني ابي اتزوج غيرها قبل لا اتزوجها بس الله ما كتب بندر : بالله فيك عقل يوم كنت تقول لها؟ سيف بندم: اظن لا.... ثم التفت على خالد: تكفى يا خالد......انا مابي اخسرها وربي ابيها واعزها واحبها.......ما فيني حيل على بعدها ...هي مصره على الطلاق...وانا ابيها معي لين اموت... خالد تنهد يضيق:والله مادري شقول لك.... سيف : لا قول شي....قوم شف لي طريق.....ابي اشوفها بندر نهض بعصبية: مجنون انت سيف نهض: اي مجنون...هي صادتني بكل شي....تكفى ابي اكلمها...آخر مرة....وان ما صلحت الامور بينا لها اللي تبيه.... ثم نظر لخالد: تكفى خالد..... خالد نهض : طيب....بس قسم بالله لو زعتها بكون انا دفّانك... ثم سحب بندر الذي هم برفع صوته لقول شي ولكن منعه اخيه وعندما خرجا :مجنون انت... خالد : ترااااا سيف زوجها..... بندر بعصبية: عارف.....بس الجازي ما تبيه...ولا تبي تشوف رقعت وجهه..ليش تساعده؟ خالد مشى:لاني مابي اخرب بيتها.....نعطيه فرصة...وان جرحها...دليناه الباب يا بندر! بندر تأفف ثم توجه للداخل . . . في الصالة خرجت نوف وسحبت عبد لله من يد الجازي تحدثت: يمه يمه الحلو.....فديت هالخدود ... الجازي ابتسمت: وربي بيستفرغ عليك الحين تو راضع...بشويش عليه رجتيه.... نوف اخذت ترفعه قليلًا وتحركه بعشوائية وهي تلاعبه دون ان تسمع لاختها ثم دخلا بندر وخالد ونهضت الجازي : احط لكم العشاء؟ بندر نظر اليها دون ان ينطق بحرف واحد بينما خالد تحدث: لا انا شبعان حاليا الجازي بفجعة: لا قول والله.....احلف....بالله والاكل اللي طبخته منو ياكله؟ نوف نهضت وهي تحمل الصغيرة وتضحك :هههههههههههههههههههه استلم لك احلى حوشة الحين بندر لم يشاركهم بأي حرف خالد ابتسم: تسلم ايدينك حطيه على الساعه تسع كذا تمام.... الجازي اشارت لعينيها: من عيوني ثم اردفت: اتصل عليك ابوي؟ خالد حك انفه: لا .... نوف بهدوء: رسلت له وات ولا رد.... الجازي بتنهد: الله يساعدهم...ومرر الامور على خير.... خالد نظر لبندر وبندر فهم تلك النظرات خالد يستنجده بطريقة غير مباشرة تحدث اخيرا: نوف تعالي انتي وعبود... الجازي : شوف اذا شاري خرابيط وبتوكل ولدي وهالآفة اللي ما تصدق خبر انه فيه حلويات وشبسات تراك بتنام برا البيت شهقت نوف على تشبيه اختها لها وبندر رغما عنه ضحك: ههههههههههههههههههه صادقة بس لا هالمرة سماح شريت قليل لهم...تعالي نافوه... نوف قبلّت عبد لله : يلا حبيبي تعال صير معي آفة... الجازي : لا تعطينه شي خشن لا ينشب بحلقة....تراه تو ما يعرف ياكل.... نوف :طيب طيب... خالد بتوتر: بروح اتروش واخرج الهاتف من يده وارسل لسيف " ادخل الصالة " . . . . خالد تبع بندر واخته ودخلا الغرفة نوف بشك عندما اقفل بندر الباب : شفيكم صاير شي؟ وخايفين تدري الجازي؟ بندر ضرب على فخذه بملل وطفش هو غير راضي تماما على فعلت اخيه خالد ويراه متسرع بينما خالد لا يريد ان يقف كالحاجز بينهما ويقوم بتخريب حياة اخته تحدث خالد: بيدخل سيف للجازي نوف شهقت هنا وشدت على عبد لله: بدون ما تدري؟ خالد هز رأسه بندر بقلق: والله لو يصير لها شي يا خويلد ذنبها في رقبتك خالد بصوت عالي: لاااا تببالغ بندروووه نوف خشيت من ان تتحدث عن رأيها وتخبرهم ما فعلاه سوف يشعل نيرانا ولكن تحدثت:اهدوا .....ان شاء الله مو صاير شي....وان شاء الله يصطلح امرهم..... خالد جلس على طرف سرير اخيه واخذ يهز برجليه بتوتر ........ بينما سيف تردد من الدخول.....تردد من ان يفتح الباب ويفرض نفسه عليها من جديد ولكن هو ايقن لا يستطيع ان يعيش بلاياها فتح الباب.... وهي كانت امام التلفاز تقلب القنوات دخل هو لم يخطط على ان يأتي....يعود ويتراجع عن كلامه الذي قاله لها...لم تمضي ايام اصلا على رمي كلمته عليها ولكن شعر انه خسر جزء منه ولن يتنازل ان يبقى هذا الجزء بعيد عنه لفترة مطولة سيحاول من جديد على أمل من ان تغيّر رأيها دخل واغلق الباب من بعده وبردت فعل منها التفتت عليه ووقفت ووقف قلبها انفجعت كيف ومتى وصل ليدخل هنا ؟ ..... بينما هو نظر لخوفها لنظراتها الضائعة التفت يمينا ويسارا كأنها تبحث عن شيء مهم ضاع منها اقترب تحدثت: سيف وش جابك هنا؟ لم يردف أي حرف، اقترب اكثر منها وفي قلبه آلافا من الجمل التي لا يعرف كيف يصفصفها كسلسلة طويلة ليروي لها معنى حبه معنى خوفه من يخسرها لم يزحزح ناظريه عنها يشعر انّ هناك مغناطيس قوي يشدّه إليها، نظر للخوف والتردد الذي في عينها....اقترب ولم يتردد من ان يحتضنها....واغمض عينيه....واشتم رائحتها حقًّا هو على غير استعداد تام لخسرانها. بينما هي بردت عظامها....شعرت بالخوف...واخذ عقلها يتخبّط بأفكارها..... لم تبادله لهذا الاحتضان كل ما همست به : ابوي صاير له شي؟ واخذ جسدها يرتجف شعر بخوفها وسريعا ما ابتعد مردفا بخوف: اسم الله عليك اهدي ....مو صاير شي الجازي ترقرقت عيناها : لا كذب....خالد صعد فوق وبندر اخذ نوف من هنا...وانت تطلع لي فجأة شصاير؟ ادرك انها فهمت الامور على منحنى بعيد عنهما لذلك اقترب من وجهها قليلا ليردف: اشتقت لك...وجيت.... وبضعف اردف:ماقدر يا الجازي على بُعدك ماقدر والله الجازي نظرت لعينيه....لرجفة يديه....لحديثه...ابتعدت اخيرا ازدردت ريقها: وش قلنا يا سيف...اصلا الحين حنا....مط قاطعها: اقدر ارجعك ماظنك غشيمة في دينك يا الجازي الجازي حكت جبينها ابتعدت عنه مسافة طويلة: تكفى سيف......لا زودها علي اقترب منها مسك كفي يدها:انتي اللي تكفين لا تقسين علي بكت هنا الجازي وخبأت وجهها بيدها...تشعر بالاضطراب...تشعر باختلال اتزان مشاعرها.....هي الآن لا تدري ماذا تريد ولكن تجزم انها على غير استعداد لكل هذا....هي الى الآن لم تفيق من وقع كلمة(طالق) الى الآن خائفة من ان تظلم ابنها هل تتنازل من اجل عبد لله هل تُرضيه بمقابل معاناة مشاعرها اللامعروفة معه؟ . . . اقترب منها تحدث: تكفين الجازي عطيني فرصة وربي اني ماني قادر اتخيل اعيش بدونك.....الجازي انا تعبت....انا محتاج لك....قلبي يوجعني وانتي بعيدة عني......تكفين الجازي تكفين..... . . . نظرت له ماذا تقول ؟ توافق تتنازل لا تدري لا تدري تحدثت وهي تهرب منه خطوات:اذا رجع ابوي يصير خير يا سيف...عن اذنك لم تعطيه مجالا هربت صاعدة للاعلى تاركته يتخبط من ردها هذا هل يعني خيرا ام شرا لا يدري خرج هو الآخر وهي الاخرى دخلت غرفتها تبكي لا تدري بما تقرر تشعر ان كل شيء بدأ بالتعقيد اكثر فأكثر هي خائفة من نفسها وخائفة من سيف ان يؤثر عليها بكت بدموع وبحيرة ولم.تستسقر على رأيها ولا على رأيه! . . . . . . يشعر الآن باستقرار الراحة، يشعر باستبتاب الأمر ....ولكن اخويه لم يكفاه عن الاستهزاء به لم يكفاه ابدا عن رمي الكلمات عليه عزام بهمس: وجهك منور جسار اكمل: انتبه من هالابتسامة لا تشق وجهك شق..... قصي كان جالسا في وسطهم ويستمع لهما تحدث : اففففف منكم ...يا المخبّل ابا سيف بهدوء: اخبار مهرة يا قصي؟ قرص جسار خصر اخيه لينقز ويردف: بخير يبه ام سيف نهضت: بروح اشوفها....... قصي كان سينهض ولكن مسك يده عزام: عط امي فرصة تتعرف عليها جسار بخبث: لا تخاف ما بتاكلها امي قصي شد على اسنانه بينما ابا سيف تحدث: سيف طلع عزام بهدوء: اي طلع.... ابا سيف نهض خارجا بينما قصي : الله ياخذكم اقرفتوني من طقطقتكم.... عزام : هههههههههههههههههههههه نبي نوسّع صدرك..... قصي : صدق والله؟ ثم قال بصوت عالي: والله انكم تضيقونه ما توسعونه جسار قبل رأسه وهو يهتز من الضحك:آسفين يابو الشباب.... عزام ضربه على فخذه: نمزح معك.... قصي: لا عاد تمزحون قدام امي وابوي عزام وجسار :ان شاء الله قصي ابتسم: والله ادري انكم فاصخين عقلكم.....بس شنقول.... جسار ضربه على كتفه: قول الله لا يحرمني منكم عزام اكمل بهبل: ويخليكم لي قصي ضحك هنا: ههههههههههههههههههههههههههه الحمد لله والشكر بس . . . . ام سيف طرقت الباب ولم تسمع اجابة من مهرة فترددت في فتحه وخشيت من ان تكون الغرفة مقفولة ولكن جرّبت وفتحته وسمعت هنا أنين مُهرة وكحتها المتتالية وهي منحنية على القمامة وتستفرغ وهي تبكي دخلت للداخل ونظرت اليها حتى انفجعت بخوف: مُهرررررة!!! انتهى . . . . بارت قصير وخفيف اتمنى ينال على أعجابكم وقراءة ممتعة لكم تحياتي |
|
|
06-27-2020, 07:00 PM | #40 |
البارت الواحد والثلاثون . . . . . . . . هرعت راكضة لناحيتها.....ثم انحنت سريعًا لتجلس بالقرب منها واخذت تطبطب على ظهرها بحنان ملموس من خلال صوتها : مُهره .....ارفعي راسك...... ألم طاحن ونار مشتعلة لا تدري أين بالضبط ولكن تشعر هذا الألم يصل إلى قلبها ويعبر للأعلى ليصل إلى بلعومها.... لا تدري كم اخذت من الوقت وهي تتقيأ......ولكن تعلم جيّدً انها بذلت جهد كبير في ذلك...... رفعت نفسها مسحت فمها بالمنديل الذي سحبته معها قبل دقائق وتنكب على القمامة للتقيّ وهنا ام سيف احتضنت مُهره من الخلف وارجعت رأسها لتسنده على كتفها وهي تردف: اسم الله عليك.....اسم الله عليك..... مُهره اخذ جسدها يهتز هذه النبرة هذه اللمسة هذا الحنان فقدته من زمن اضعفها! أعاد عليها صوت والدتها ام سيف: شكل النّسا عندك كايدة يا بنتي؟ مُهره ابتعدت قليلُا ومسحت بقايا الدموع تحدثت برجفة شفتيها: لا....بس كلت .....شيبس حار.....وحسيت قلبت علي معدتي.... ام مهره بحنان نظرت لوجهها المنفوخ اثر البكاء: أحد ياكل هالخرابيط على معدة فاضية ؟ ثم اقتربت منها: الحمد لله انك طلعتيه من بطنك......الحين ترتاحين ...وبقوم اسوي لك....شوربة ....تليّن معدتك..... مُهره مصعوقة ، مخنوقة من مشاعر الماضي تحدثت بلخبطه: لالا...ماشتهي.....تو مستفرغه......انا لبقيت ...اقول لقصـ... قاطعتها: بتشتهين لا تعاندين نفسك.......هي كذا تجي لوعة وحومت كبد........لكن الواحد يغصب نفسه...والشوربة زينة......ما هيب ثقيلة.... ثم وقفت ووقفت مُهره معها.... : انسدحي ارتاحي...ربع ساعة واجيك.....وراح تاكلين احلى شوربة من ايديني.... مُهره غصّت في بكاؤها هزت رأسها برضا ثم جلست على طرف السرير وخرجت ام سيف وأغلقت الباب حتى انسابت هنا دموع مُهره تذكرت والدتها ، حنانها......خوفها عليها حينما تمرض استلقت على ظهرها......واغمضت عينيها لترى وجه والدتها مبتسمًا! . . . بينما ام سيف نزلت للأسفل ولفت نظرها قهقهة قصي مع اخويه أتت بالقرب منهم متحدثة وتحدثت بجدية: بدل هالضحك اللي ماله داعي اصعد لحرمتك .....البنت تعبانة وانت ولابحاس فيها...... قصي نهض كالمقروص: تعبانة؟ ام سيف : ويا المجنون لا عاد تشتري لها هالخرابيط وهي حامل......كلت .....شيبس حار...على معده خاوية يا الله عفوك.......بس.....شبّت عليها معدتها ....بروح اسوي لها شي خفيف تاكله واضح زوجتك ما هيب مهتمة بروحها...وإن تمت على كذا.....بجيها مضاعفات حمل......وغيره.... ثم مشت إلى المطبخ تاركة قصي يهم بالتوجّه للعتبات الدرج ولكن امسكه عزام : هي اهدأ......ما فيها الا العافية...... قصي سريعًا التفت على جسار: انا حمار لم قلت لك اشتري لي....معك من... قاطعه جسّار وهو يضحك بصوت عال: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه شدخل امي فيك الحين......هييييييييي.......لا تفصل علي..... عزام ابتسم على أخيه ثم قال لقصي: روح شوفها بس اذا جات لها امي اطلع....مثل ما قلنا لك .....اترك مسافة قريبة لها ولأمي.... قصي هز رأسه وسحب يده من أخيه وركض على عتبات الدرج جسّار : والله انه منفصم اكثر من سيف..... عزام ضربه على كتفه: هههههههههههههه اسكت امي خوفته عليها...... جسّار : هههههههههههه امي ولا على بالها.....فجرّت القنبلة وعلى طول على المطبخ..........الحين فهمت قصي طالع على مين..... عزام لم يتحمل انفجر ضاحكًا حتى اخذ يكح: اسكت ولا وربي بتجي الحين تسنعك بالكلام... . . . . بينما هو دخل الغرفة رآها مستلقية ووجهها محمر اغلق الباب واتى بالقرب منها جلس على طرف السرير وبخوف قال: مُهره شفيك؟ مُهره فتحت عينيها ونظرت له: مادري كلت الشيبس ومعدتي شبّت نار علي..... قصي بنبرة حادة قليلًا: انا قايل لك لا تاكلينها إلا بعد ما تاكلين غداك....... مُهره مسحت على وجهها ثم جلست واعتدلت مسندة ظهرها على الوسادة: ايش اسوي اشتهيتها.... قصي نظر لأرنبة انفها المحمرة وشعرها المنسدل على اكتافها باهمال...... كان سيوبخها ولكن فهم من حالها انها بكت إلى ان صدّع رأسها والدليل انتفاخ جفنيها اقترب اكثر منها ووضع يده على بطنها : وهذا ما يشتهي إلا أشياء مثل وجهه....؟ خجلت منه ووضعت يدها على يده وازاحتها بلطف وهي تردف: ليش ما قول هي؟ قصي وضع يده متعمدًا على بطنها من جديد يُريق له خجلها ويعجبه! : ايش رايك تجيبين توأم؟ مُهره شهقت واندفعت للأمام لتقترب منه قليلًا وتردف: تبيني اموت؟ قصي ضحك على ردت فعلها: هههههههههههه ترا التوأم حلوين .....بس لا يصيرون مثل عزام وجسّار أنا اللي هنا بموت من سماجتهم..... مُهره بقلق: لالا واحد.....وجالسة احاتي الوضع.....واحاتي الولادة كيف اثنين ....؟ رقّ قلبه هنا واقترب اكثر: انا معاك....لا تخافين..... مُهره رمشت مرتين : بس أنا اللي بتألم..... قصي لكي يضيّع أجواء الحزن وحديث الألم وغيره شد قليلًا على بطنها....حتى عقدت حاجبيها ليردف: امانه متى بيكبر؟ ازاحت يده وهي تبتسم : مادري...... قصي سحب هاتفه من جيبه : خليني ابحث في هالمواضيع اكثر.... سحبت هاتفه لتردف: لا تبحث.........في الشهر الثالث على الرابع....اشوي يبرز البطن..... قصي اخذ يصفق بيده ويصافر بفمه: اوووووووووووه طلعتي مو هينة عندك معلومات....... مُهره انسجمت معه: اعترف انت داخل علمي ولا ادبي؟ قصي يمثل الصدمة: حلفي ما تدرين؟ مُهره بضحكه هزت رأسها (بلا) قصي نفح صدره وهو يقول: أدبي وبكل فخر..... مُهره ضحكت هنا: هههههههههههههههههههههههههه الحين عرفت السبب...... قصي: هي هي انا قايل نكتة؟ مُهره بللت شفتيها: ليش ما دخلت علمي؟ قصي اقترب منها على الجانب الايسر فقالت: هي السرير صغير وين بتنسدح....... قصي : عادي عادي يكفي...اثنينا عصاقل(ضعاف) ضحكت وهي تضربه على كتفه: انا امتن منك وبعدين لا تتهرب جاوب..... قصي شهق: وين امتن.......جلد على عظم تقول امتن..... ضحكت هنا وهي تعيد: هذا اسميه هروب من الجواب ترا؟ قصي حاوط خصرها هنا وهو يردف: والله لأني داج بالكيمياء.....عشان كذا ما دخلته..... زحفت مسافة قليلة لتبتعد عنه: عاد الكيمياء احسن من الفيزياء.....بالنسبة لي....... قصي ابتسم له واشار لرأسه: اثنينهم عقلي ما يستوعبهم مُهره اخذت تنسى مشاعر الحزن وذكرياتها مع والدتها : والرياضيات...... قصي بجدية : هذا اكثر شي ابدّع فيه...... ثم جلس واخذت تهتز على السرير لتردف: حستنا تراك اهجد..... ضحك هنا وهو يقول: هههههههههه طيب انتي شنو احلى مادة عندك..... مُهره بتهرب: قلّة السوالف صح؟....عشان نسولف عن دراسة وغيره.... قصي : ههههههههههههههههه ابي اطمن على مسقبلك......يلا وقولي لي كم نسبتك..... مُهره ابتسمت: نسبتي ما تقل عن التسعة والتسعين ....الفاصلة هي اللي تنزل ...يعني.....واحب ...كل المواد إلا الفنية ....... قصي : مو منجدك؟!....احد يكره الفنية.....هذي على أيامنا...نعتبرها حصة فراغ...... مُهره : ههههههه يمكن عشان الزفت اللي تدرسني....محسستني انها مادة كيمياء او فيزياء.......يعني حقيقي ...تكرفنا فيها....واغلط في الرسم ...تشق الرسمة في وجهك...... قصي : الله....... مُهره : والله......تقهر تقهر...حيل.... قصي بهدوء: هو صحيح ساعات المعلم يخليك تكره المادة حتى اللي تحبها....بسبب تعامله...وشدّته وتصعيب الأمور على الطلبة..... مُهره اخذت تصفق: اووووه...طلع العرق....عرق المعلمين وكلامهم في الطابور.... ضحك هنا قصي وسحب الوسادة واخذ يضربها بخفة على رأسها: انطمييييييييييييي......... مُهره مسحت على رأسها: خلاص بنطم....... قصي: أي صيري عاقلة! . . . . نزلت للأسفل......رأت اخيها ووالدتها...مرت ثلاث أيام على مضي والدها لهناك تشعر بتوتر وخوف والدتها، تشعر بتأزم سعود وتعلم بالسبب دومًا ما تسمعه وهي تسترق السمع من غرفته يُحاكي أخيه ناصر آخر الليل......تسمع كيف يشتم ويسب أمير....وشخص يدعا مراد.....وآخر ماكس! ناصر يخبره بكل شيء وهو يخبرهما بعكسه جلست لتسمع والدتها تقول: والحين ما طلعت من المستشفى؟ ام ناصر : وابوك؟ سعود بنفس عميق: بخير......ولله الحمد.... ام ناصر هزت رأسها بأسى: اشهد انه ما هوب بخير... سعود برجاء: يمه... ام ناصر بنرفزة: أي اجلس اكذب علي .......خابره ابوك...واعرفه زين....الحين بيجلس يلوم نفسه....لين يطيح.....وخايفة يطيح ولا يقوم... شيخة بانفعال: يمه تفائلي بالخير....... سعود نظر لوالدته: اظن انه كلمك اليوم..... ام ناصر: وصوته تعيبين...... ثم ضربت على فخذيها: قلت له ارجع.....عيّى.....وعصب علي.........انا خايفه عليه......خايفه ما يقوى على اللي بيجي بعدين.... شيخة نهضت وجلست بالقرب من والدتها: يمه مو صاير الا كل خير.....هدي بس انتي هدي.... سعود بهدوء: ابوي يا يمه بصحة وعافية وسلطان معهم ....وتّابع ابوي......اللي صدق ما ندري كيف بتجاوز كل هذا نورة يا يمه......نورة بينها وبين الجنون شعره....... ام ناصر بنرفزة اخذت تدعي: جنون يدخل أمها....وزوج أمها........الله لا يحللهم ولا يبيحهم.... سعود تنهد بضيق بينما شيخة قالت: يمه تكفين اهدي........لا تسوين بنفسك كذا......هدي لا يرتفع عليك الضغط...... سعود : هي فترة وبتعدي يا يمه.....تطمني....ابوي مؤمن بقضاء الله وقدره.......مهما صار راح يبقى شامخ مثل الجبل اللي ما يهزه ريح..... ام ناصر تمتمت: ان شاء الله.....ان شاء الله.... . . . . الخوف....يأكل فؤادها.......يعجنه.....ويلتهمه ببرود.....اتت من السفر....رأت أبناؤها ابنتها.....رأت اختها حصة التي سردت عليها تكملة ما حدث لإيلاف....لا تدري ماهية شعورها كل ما تعرفه انّ نهايتها اقتربت وهي تريد الآن ان تُنهيها بأسرع وقت ممكن ولكن لا تدري كيف هل تطلب الطلاق من مشعل؟ هل تهرب من كل الأشياء بطريقة أخرى؟! ازدردت ريقها من هذا التفكير ثم اخذت تكرر : يارب اخذها ..وريّحني! . . . موجوع....من تصرفها...من محاولتها في ابقاؤه بعيد...وقريب منها بحدود...موجوع لأنّ هذا الأمر يشعل فتيل ضميره هو من اوصلها على هذا الحال هو من جعلها مشوّهة من الداخل قبل الخارج..... وما زالت تلّح تريد رؤية نور تحدث مع مراد اين هي نور؟ هو ذهب الى الشقة ولم يجدها اختصر مراد له القصة وفهم انّ نور هي الأخرى موجوعة وغير متاحة الآن ولم يخبر ايلاف انها ترقد في المستشفى مُنذ ثلاثة أيام كل ما اخبره به انها مشغولة! ولكن ايلاف لم تنطلي عليها كذبته وفهمت انّ نور واقعة في ضيقة او مصيبة ولكن كل ما فعلته اخذت تدعي الله وترجوه ان يحفظها ويسهل عليها الصعاب . . دخل الشقة ووضع كتبه على الكنبة لم يراها...ويعلم انها تمكث في الغرفة لساعات طويلة تجلس امام المرآة وتحدّق للآثار قرر ان يحاكي طبيبة نفسية من اجلها ولكن لم يجرؤ! خائف من ردت فعل ايلاف لذلك غيّر رأيه طرق بابها ثم دخل.....كانت جالسة في حالة انتظار إجابة المتصل! بلل شفتيه وفهم انها تتصل على نور فقال: شريت غدا لج.... ايلاف انزلت الهاتف : مابي اكل أنت.... طارق اقترب منها: ايلاف.... تنرفزت وهي تبتعد عنه : طارق لا تضغط علي اففففففف...... سكت ثم حكّ انفه ليقول: متى ناوية تداومين في الجامعة؟ لم تُجيبه . . ايلاف فجأة تغيّرت عليه وتبدلت إلى عناد وصلابة وردود جافة هو لا يلومها ولكن كل هذه الأمور تحرقه.... وتلهب قلبه الذي فكّر يومًا بأنانيّة انتقام لا معنى له! ولا يسترد الميّت ولا يُشفي المرض ابدًا! اقترب منها وابتعدت هي الأخرى بعصبية : من بكرا لازم تداومين ولا بفصلونج.... ايلاف تكتفّت: خلهم يفصلوني ..... طارق تنهد: جهزي نفسج على الساعة ثلاث بروح اسوق... مشى وكانت سترد بعدم قبولها ولكن اغلق الباب وهي تحدثت بنرفزة: اااااااااااااااااف . . . . بقيت هنا لثلاثة ايّام مجبورة......وحتى يثنونها عن موضوع الخروج ....ويقومون بإيقاف هذا الجنون.....قيّدا يديها برباط على الحديدة الجانبية من السرير!......ضحكت بسخرية على نفسها....عاد الزمن نفسه قبل ست سنوات.....تجرعّت لوعة غرس الابر في وريدها......في كل مكان........عاشت على مهدئات طيلة الثلاث أيام......كانت تكرر وتصرخ تريد رؤية ابنتها....ولكن ماكس لم يستطع ان يجلبها لها....بسبب حالة الهيجان التي دخلت فيها........طردت الجميع حينها......ولم تسمح لأمير للدخول لها ولا مراد ولا يوسف ولا غيرهم..... ولكن اليوم...فكّوا الرباط وحررا يديها......شعرت بانتظام نفسها...واتزان عقلها.......ازاحت الممرضة من يدها الانبوب الصغير.....وقدمت لها حقيبة صغيرة ..جلبها ماكس واعطاها الممرضة لتعطيها ايّاها....سحبتها من يدها......ثم دخلت للخلاء......بدلت ملابس المستشفى سريعًا كانت تسابق كل اللحظات التي من الممكن ان تحدث الآن! ارتدت ملابسها التي كانت عبارة عن جينز اسود........وبدلة صوفية صفراء! وهناك قباعه وجاكيت ولكن لم ترتديهما! ربطت شعرها المنثور على كتفيها باهمال خرجت وهي تجر رجليها على الأرض بصعوبة..... لا دموع لا حاجبين معقودان لا نيران مشتعلة كانت هادئة........تفكر فقط دون ان تثير العواصف...كانت تعلم خلف الباب وجوه كثيرة تريد رؤيتها ولكن هي لا تريدهم! مشيّت لناحية الباب فتحته على مصرعيه....خرجت دون ان تلقي بالًا للوجوه التي تعلّقت بها وللوجوه التي صدّت عنها! مشت قليلًا لتبتعد عنهم دون ان تنطق بكلمة ولكن قال امير وهو يقترب لناحيتها بخطى سريعة ويختطفها لأحضانه ، شدّ عليها بقوة واخذ يهتز جسده...... ليس هيّن عليه ان يراها بهذا الشكل...مسلوبة الحياة......مغلوب على امرها...ضائعة لا تعرف أي قرار تقرر....وايهما تبتعد عنه........فهم انها عادت للوراء...وتجرّعت من جديد لوعة أخرى مشابه تمامًا لتلك التي تجرعتها قبل ست سنوات! بكى وهو يهمس في اذنها: بنتي! لم تبادره بهذا الاحتضان......لم ترمش حتّى....تشعر بفراغ كبير.....تشعر انها ما زالت تحت تأثير المهدئات....تنظر للوجوه التي تنظر لأمير...وهو يحتضنها ......كانت حدقت عينيها تتفحّص وجوه مكفهرة.....وغاضبة......ونادمة.....وباكية ايضًا! ووجوه صادّة لا تحدّق بها ابدًا! امير ( لا اعلم كيف استعيد لها روحها، انا نادم اشعر بالذنب الشديد لناحيتها، لم اخطط يومًا على ان تكون جزءًا من حياتي....جلّا ما اردته والدتها ولكن والدتها ...اصرّت على ابقاؤها في حياتنا نحن الاثنان إلى ان دخلت في قلبي....إلى ان اشعرتني بالأبوّة الصارخة التي كُنت احلم بها يومًا! شعرت انني عدت للحياة حينما احتضنتها....شعرت حقًّا انها ابنتي....وكل ما يؤلمها يؤلمني....ولكن انا آلمتها بأنيّة تفكيري آنذاك....حقًا انا متندّم....ظننتها ستسامحني لأنها عاشت بالقرب مني سنوات طويلة .....حتى حينما عرضت الزواج على جولي.....فكّرت كثيرا وتيقّنت انها لن تختار يوسف وستختارني .....وستبقى معي هكذا كنت اظن وعرضت الزواج على جولي لتبقى معنا وقريبة من سندرا ولكن نور.......لم تعد نور ولا نورة....بل شخصية جديدة لا تريد كلانا...لا أنا ولا يوسف!) . . . لم تقول له ابتعد لم تعصف به تركته يحتضنها ويعتصرها وكأنه سيدخلها داخل قلبه تركته يتأسف عشرات المرات بصوت هامس وتركته يخبرها عن ألمه وبقيت هي ثابتة فاقدة لمعنى الحياة، جلَّا ما تريده ابنتها الآن....لا تريد ابوّة احدهم....لا تريد كذبة جديدة تسحبها للموت......لا تريد نفاقهم ....ولا تريد انانيّتهم ....تشبعّت منهم للحد الذي يجعلها تتقيّأهم بصعوبة......اعادت النظر للجميع....وتلاقت عينيها بعنين ذلك الشاب..... عقدت حاجبيها....وجهه لم يكن غريب عليها ابدًا....شدها النظر اليه .....بينما هو ابعد ناظريه عنها..... اغمضت عينيها قليلًا تريد ان تتذكّر وما زال امير يحتضنها ويبكي بلا صوت! اخيرًا تذكرت حينما دخلت الى المطعم مطعم سلطاني! عرفته ذلك الشاب الذي ارادت ان يوظّفها ورفض.... ابتسمت بسخرية هل يكون من احدى رجال عائلتها؟! أبعدت هنا بهدوء امير.... ثم مشت دون ان تنظر لوجهه مقتربة من سلطان! تمشي باتجاهه تمامًا عقد حاجبيه والدها يوسف واخيها استقرت واقفة بثبات امامه وهو يشتت ناظريه عنها يعرف شعور ناصر ووالدها كيف تقف امامه هكذا وهو لا يحّل عليها يعلم الآن غيرتهما وصلت منتهاها ولكن ماذا يفعل؟ تحدثت بصوت مبحوح للغاية ونتيجة لصراخها لثلاثة الأيام التي مضت ذلك الصراخ الذي يعلن لهم كرهها لهم وعدم قبولها لكل الأشياء التي حدثت لها! : أنت اجل اللي قلت لهم على مكاني؟ ابتسمت بسخرية ولم يجيبها استنتجت الأمر سريعًا فقالت: اخوي؟....ولا ولد خالي؟...ولا ولد عمي؟ لم يجيبها فحركت اكاتفها بلا مبالاة: ما يهم... ثم التفتت على البقية وأمير ينظر لها بوجع قالت بسخرية: في احد بعد يبي يحضني؟ قبل لا امشي؟! أبا خالد اغمض عينيه ليمتص غضبه، خوفه....حزنه بينما ناصر شدّ على قبضة يده يقهره منظرها .....حتى بعد معرفته بالقليل من معاناتها مقهور من اسلوبها المستفز! يوسف نهض واقترب منها قليلًا فابتسمت بسخرية في وجهه: لا طوّل مثل أمير! شعر بالإهانة بتشبيهها له بذلك الرجل ومراد شعر حقيقةً بالخوف من شخصيتها الجديدة وماكس كعادته يراقبها بهدوء يوسف كان ينظر لها بتفحص موجع وجهها.....شعرها...طولها الشامخ.....وقفتها الثابتة......علم ان الضربة التي توجعك تقويك! وقوفها هكذا يعلن قوتها الجديدة ولكن مخيفة اقترب اكثر.....والذي ارعب الجميع انها اقتربت..... وكررت: يلا .....احضني......يمكن ترتاح...مثل غيرك.... ونظرت لأمير الذي نزلت دموعه امام الجميع دون ان يخجل منها خسرها! حقًّا خسرها كليًّا.........كيف يستعيدها إليه؟ وهل يحق له ذلك؟ أبا خالد وناصر ازدردوا ريقهما ناصر ودّ لو يخنقها......حديثها هذا يوجع والده ولا يريد ان يتأذى والده حقيقةً يوسف اقترب اكثر منها وهو يردف دون ان يرمش: انا ما تخلّيت عنك! ابتسمت في وجهه ببرود ، نظرت للحيته التي امتلأت بالشعر الأبيض لعينيه الحزينتان....لوجنتيه المجعدتان قليلًا .....لطوله الفارع......كانت تصل لأكتافه....هي الأخرى ورثت طولها منه.......لا تشعر الآن بأي شيء......كل ما تشعر به......رغبتها في رؤية ابنتها فقط تحدثت بهدوء ولكن بنبرة ساخرة للغاية وموجعة للجميع : شكلي انا اللي تخليت....صح؟ ثم التفت على امير فقالت: امير انا اللي تخليت؟ ثم نظرت للوجوه الأخرى ثم لوالدها لتردف: بتحضني ولا امشي؟ ناصر تهين والده هذا ما ترجمه عقله اقترب اكثر فقال: احترمي شيبته واحترميه عشانه ابوك........مهما صار واجب عليك تحترمينه..... نظرت لناصر بنظرات تصفحيّه ثم قالت: يكفيه انك انت وخوانك تحترمونه وبس......انا فقط جزء زائد هو بنفسه قطعه بس الغريب و اللي ماله أصلا تبرير ليش جا يشوفه؟ يوسف بنبرة مهتزة: تقسين علي كثير يا نورة؟ الفتت عليه: ما أنت مجبور توقف قدامي وتشوف قسوتي عليك يا يوسف... بو خالد هنا تدخل: بنتي........ابوك موجوع .....خفي عليه...........عمره ما نساك......ونادم على اللي صار .....حسبي الله على من كان السبب...... بللت شفتيها وكررت بنفس النبرة : بتحضني ولا امشي؟ ناصر بعصبية: امشي الله لا يردّك! ابتسمت ابتسامة عريضة كالبلهاء، وولّت بظهرها عنهم وتحدث يوسف: وقفي..... ناصر بغضب مشتعل في صدره منذ رؤيتها: اتركها يبه...هذي مو اختي....ولا هي بنتك....هذي وحدة ما نعرفها....لاهي من ثوبنا ولا هي من ..... قاطعته وهي تتحدث وتلتفت عليه فجأة: صحيح كلام ناصر....انا مو منكم ....ولا راح اصير منكم....انا غريبة عليكم......شكلي غريب.....عقلي غريب......حياتي غريبة........لا تصدّع راسك وارجع للسعودية ...... ثم نظرت للجميع وهي تردف بتحذير: مابي اشوف احد منكم......بعدوا عني....خلوني أعيش......بهالغرابة وهالغربة......بهدوء....مابي احد وحركت يديها بعشوائية..... : يثير جنوني.... ثم اشارت لهم بسبابتها بكل تهديد :ابتعدوا عني لمصلحتكم ماكس تحرك هنا ومراد شد على قبضة يده : نوررررر توقفت والتفتت عليه: رايحة شقتي .......قول لأختك تروح هناك...وجيب معها بنتي......وتجيب اغراضهم......معها.... همّت بالتحرّك ولكن امسك ذراعها: وقفي..... نظرت لعينيه الملوتين....وشفتيه المترددة : خليني اوصلك.... نور بثبات: اعرف طريقي زين ماله داعي..... مراد تحدث هنا : نور... التفت عليه وابتسمت بشكل لا ارادي بكل سخرية: نعمممممم اقترب قليلًا منها ، وهو يحدّق في ماكس بشرر وبها بلا كلل ويوسف وناصر وابا خالد وابا سلطان ايضًا حدقا به تحدث بعدما اصبح أمامها تمامًا: صدق انتي وماكس راح تتزوجون؟ ماكس التفت عليه متفاجئ من مباغتته لهما بهذا السؤال بينما هي نظرت لماكس ثم لمراد : لا... ثم تركتهما تمشي وتعبر أمامهم لتعلن خروجها تمامًا عن هذا الممر، وتعطي إجابة صريحة لرغبة ماكس! أمير تحدث : ماكس.......اطلع وراقبها... مراد التفت هنا بغضب: انا طالع.... أمير اقترب وبحده: انت ابعد يا مراد ابعد....... بينما يوسف كان يستمع لهما بغياب عقلي وتفكير غير متوقف نهض وتحدث: ارسل موقع الشقة اللي ساكنة فيها... امير دون ينظر إليه: بو خالد بيعرف مكانها منيح.... ثم خرج هو الآخر...بعد غياب ماكس عن انظارهما سلطان همس لناصر: ناصر......ابوك لازم يعطي اختك فرصة تتقبل الأمور ويبتعد عنها اشوي...... ناصر مسح على رأسه: ابوي ما يبي يعطي فرصة لهالكلاب.....يصيرون قريبين منها اكثر منه....وما اخفيك انه مقهور من هالوضع ...وهالمهزلة..... سلطان بنفس الهمس: وضعها بالنسبة لمعيشتهم طبيعية يا ناصر.....لا تنسى تربّة على ايادي غربية وفكر غربي..... ناصر هز رأسه بأسى وسمعوا أبا ناصر يقول: مشينا الشقة... بو خالد نظر لأبا سلطان ......وهز رأسه وتوجها الى بوابة الخروج! . . . . . نور قلبها مضطرب ، امومة متفجّرة بداخلها عقل شارد، وتفكير مضلل ورغبة في الابتعاد عنهم دون الهروب مثل المرتين السابقتين! أوقفت سيارة اجرة ...ووصفت له المكان الذي تريد الذهاب اليه ......لم تأخذ نصف ساعة حتى وصلت لم تملك مفتاح الشقة ...فطلبته من صاحب العمارة واعطاها إياه بعد ربع ساعة من الحديث والاقناع! دخلت أغلقت الباب نظرت لأرجاء الشقة.... ذهبت لغرفتها تبحث عن هاتفها التي لا تدري اين سقط بالضبط وسقطت انظارها على ملابس ايلاف....وتذكرت امرها وشعرت بالخوف عليها...... بعثرة الوسط وهي تبحث يمنة ويسرى عن الهاتف.....بحثت في الدواليب وتحت السرير ...والادراج.... وجدته اخيرًا موضوعًا على الكمودينة بالقرب من كتب ايلاف! سحبته ولم تترد في الاتصال عليها! . . . كانت الأخرى مستلقية على السرير تفكر بمستقبلها الضائع والمجبور على البقاء بآثار مخيّبة للآمال . . . سمعت الرنين سحبت الهاتف واجابت بشكل ملهوف: نورررررر........وينج يا بنت؟.......خوفتيني عليج......شصاير معاج....عشان تنسيني جذيه..... . . انقبض قلبها ، لا طاقة لها في الشرح في التحدث عن الامر مرارًا وتكرارًا ملّت وكثيرًا من هذا الامر......ومن طريقة تعايشها معه اردفت بغصة: يوسف.......ابوي...جا هنا.......شفته يا ايلاف.....شفته......اوجعوا قلبي...يا ايلاف....اوجعوه لي......خنقوني....تركوني ارجع لأيام الابر...المهدئات......خلوني اكتشف اني مريضة نفسية من جديد........تعبت ايلاف......تعبت......واحس اني ضايعة .... ايلاف نهضت من على السرير واخذ صدرها يهبط ويرتفع بخوف: وين انتي فيه الحين؟ نور فعلا هي بحاجة اليها: بشقتك.... ايلاف توجّهت لباب الغرفة بعد ان سحبت معها الحجاب والجاكيت: دقايق واجيج باي.... أغلقت الخط ثم خرجت من الغرفة وهي تلف الحجاب على رأسها وتتجه لباب الخروج اوقفها صوته الرجولي: وييييييييييييين؟ لم تتوقف فتحت الباب وهي تقول: بروح شقتي القديمة نور هناك ومحتاجتني وايد..... ثم خرجت وصفعت بالباب بينما طارق اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم تبعها بخطوات راكضة...... . . . . . دخلت الى الخلاء، فتحت الصنبور.....لتستحم....لتنفض ذاكرتها من الغبار.....من الألم......هي كانت تريد هذا اللقاء....هذا الحضن......هذا العنوان الذي يدلها لأصلها....لوطنها....ولكن اتى كل شيء متأخرًا.....اتى بعد عدّة عواصف وحطام لعبا بقلبها...وذاكرتها......اتى بعد عدّت انهيارات.....وامراض نفسيّة لا تستطيع ان تنكرها! لا تريد يوسف لا تريد امير لا تريد سوى ابنتها والعيش براحة هذا ما تريده الآن..... لم تأخذ خمس دقائق...خرجت من تحت الباب.....جففت جسدها وارتدت بعجل.....وتركت شعرها المبلول يتدلّى على ظهرها.....لم تهتم.....واخذت تتجوّل ذهابًا وإيّابًا تنتظر جولي وابنتها..... . . . بينما هو امسك كتفها : بوصلك انا... ايلاف زفرت بملل وركبت سيارته مجبورة فقال طارق: كيف عرفتي انها هناك؟ ايلاف شتت ناظريها للشوارع: اتصلت علي... طارق شكّ بالأمر ولكن سكت واخذ يقود سيارته بهدوء . . . أصبحت امام الباب قرعة الجرس....وهرعت الأخرى لتفتحه......وهي تركض فتحته على مصرعيه ونظرت لابنتها....وعاد الشعور من جديد...رغبة في البكاء حنين ....وعتاب.....وقهر..... مدّت يديها لها وهرعت سندرا لحضنها واحتضنتها هي الأخرى ودارت بها وهي مغمضة لعينيها.... جولي دمعت عينيها ....سحبت الحقيبة ودخلت وأغلقت الباب بينما نور حاولت ان تتناسى الامر بوجود ابنتها وضعتها على حضنها ونظرت لها : آريو فاين؟ هزت سندرا رأسها بنعم جولي تحدثت بصعوبة: نور....بدي احكي معك..... التفت عليها لتكمل: امير خطبني.... نور شدّت على ابنتها لتردف: لك حرية التفكير والاختيار مالي دخل..... جولي بمصداقية: انا ما بدي شي غير اني مابعد عن سندرا بخاف أ... قاطعتها بعد ان فهمت الامر: حتى لو وافقتي عليه ما راح امنعك من سندرا... ثم نهضت نور وهي تحمل الطفلة وتقول لجولي: خذي الغرفة الثانية بكون لك ولسندرا.... هزت رأسها جولي ودخلت الغرفة ...بينما نور ما زالت تشم وتقبّل ابنتها وتمسح على رأسها تحدثت: جوعانة؟ سندرا ابتسمت في وجه والدتها: كتير.... نور قبّلت خدها: ما عاش الجوع وانا جنبك......الحين نطلب لك احلى بيتزا.... وسحبت هاتفها . . . أجابت على المتصل : جولي لا تنسي تعطي الدواء لنور....واذا صار شي خبريني... جولي بهدوء: اوك.. أغلقت الهاتف واخذت ترتب الملابس ....والفرش.... . . . طلبت نور لها ولجولي وحتى ايلاف! ثم نهضت وجلست امام التلفاز ووضعت لسندرا فلم كرتوني وهي تقول: هذا حلو... هزت سندرا بمعنى (أي) سمعت قرع الجرس من جديد نهضت وفتحت الباب نظرت لإيلاف وطارق كان خلفها كان يريد ان يتأكد هل فعلا نور هنا ام لا! بينما ايلاف باغتت نور باحتضان عميق والأخرى شدّت عليها وطارق انسحب عن الأنظار ليعود لسيارته ويذهب الى شقته! ايلاف ببكاء: عمري انتي.... نور بهمس: تعبانة ايلاف تعبانة.... تقدمت ايلاف بعد ان ابتعدت عنها..... واغلقت الباب مسكت بنور: اسم الله عليك من التعب.... نور مسحت دموعها وهمست في اذن ايلاف: بنتي هنا...... ايلاف بتفهم .....ابتسمت في وجه نور...وشعرت بالفرح بقبول نور لابنتها....طبطبت على ظهرها وتقدمت....مع نور وهي تشير لابنتها: شوفيها... ايلاف نظرت للطفلة ....جميلة...ترتدي ملابس انيقة....ونظارات طبية ....تدل على أي مدى من ضعف نظرها وصل اليه!....نظرت لشعرها المفتول...الناعم......لشكلها البريء..... همست : عمري...تجنن باسم الله عليها.... ثم تقدمت لها...ومدت يدها: كيفج يا حلوة... نور جلست بالقرب من ابنتها وكأنها لم تبكي ولم تنهار ولم تعاني ابدًا: هذي صديقتي....ماما...سلمي عليها... ابتسمت سندرا وصافحت ايلاف الذي جلست بالقرب منها: باسم الله عليها جميلة طالعه عليج.... نور ابتسمت على مضض واحتضنت ابنتها: حرموني منها ايلاف.... ايلاف بتهوين عليها: الحمد لله على كل حال هذا هي الحين قاعدة جنبج....قولي الحمد لله ......ما تدرين وين الخيرة في الموضوع....قولي الحمد لله .... نور هزت رأسها ثم قالت : طمنيني عنك؟ ايلاف بغصة: اه يا نور اه......مادري كيف بجاوّز اللي اعيشه.... نور : انتي اقوى مني.......يا ايلاف...عندج الشي اللي ما عندي إياه....... ايلاف عقدت حاجبيها: شنو اهو؟ نور بتردد ودمعة منسابة على خديها: تعرفين ربك....تعرفين ...كيف تصلين...كيف تدعين....كي... قاطعتها ايلاف وهي تنهض وتجلس بجانبها: وانتي بعد؟ نور بكت هنا بدموع فقط: حاولت ثلاث أيام ...ادعي......عجزت ايلاف...نسيت كيف ادعي....نسيت الله والله نساني........ ايلاف بنفعال: استغفري ربج نور....شالحجي..... نور : انا ضايعة ....ضايعة ايلاف مو قادرة أوقف على رجولي....من صدمة لصدمة...من قهر لقهر.....مو عارفة كيف اهرب من هالاشياء.....لدعيت ربي ....دعوتي تجي لي بالعكس يا ايلاف....بالعكس.... ايلاف تنهيها بعنف : استغفري ....استغفري يا نور..... قَالَ وَمَنْ يَقْنَط مِنْ رَحْمَة رَبّه إِلَّا الضَّالُّونَ ..... نور بوجهه محمر وبغصة: كيف اتصرف مع اللي يصير؟...يوسف...مرضي.....حياتي.... ايلاف بصدمة: مرضج؟ هزت رأسها وهي تردف: فيني صرع نفسي....يا ايلاف....شي يفشل...ويقهر...ويضعف.....يخليني بالموت اتنفس....يا ايلاف... ايلاف حقًا شعرت بالفرق الآن ما حدث لها مؤلم ولكن لم يصل لدرجة معاناة نور احتضنتها وهي تطبطب عليها: بذكر الله كل شي يهون يا نور........نوري قلبج.....بذكره.....وبتقربج منه....وبتعرفين كيف تتصرفين...... نور بكت: مو عارفة ....مو عارفة....... ايلاف اغمضت عينيها: بعلمج انا بعلمج.... سندرا نظرت لوالدتها التي تبكي.... تحدثت: ماما... ابتعدت نور عن ايلاف بسرعة ونظرت لسندرا وهي تقول: عيون ماما.... سندرا اشارت على عيونها وسمحت هنا نور دموعها واحتضنتها وهي تقول: ما فيني شي ما فيني..... ايلاف رقّى قلبها على نور...على ضياع هويتها....وضياع دينها...وتخبطها فيه....شعرت انها الآن مسؤولة تمامًا بالإمساك بيد نور ....لتخرجها من ظلمات الماضي إلى نور المستقبل.....وإلى الهدى.......ستخطو معها خطوة بخطوة للتعرف على الإسلام من جديد......ليشفى قلبها بعد ذلك من جميع دوامات التخبط التي تعيشه! . . . . عادت للتفكير، ولتوبيخ نفسها.....لا تحبه....ولكن هو يحبها...لا تريده ولكن لا تريد ان تظلم ابنها! تظن انها ستكون ضحيّة هذه المرة تشعر انها ستضعف وستتنازل.....بعد لقاؤه بهذا الشكل بهذا الضعف لن تنكر انه اضعفها! لا زال قلبها مجروح منه.....ولكن ابنها سببًا في شفاء جزء منه! هل تتراجع عن الطلاق؟ تعود إليه! تمنحه فرصة جديدة ليجعلها تثق به من جديد!؟ صعب الامر صعب وثقيل وموجب للحزن! لم يبقى الا عدّة أيّام على عودة ابيها للوطن عليها ان تفكّر الآن اكثر . . اخذت تقطّع الطماطم بحده ، وبتأفف لا تدري كيف تدير الأمور كيف تعيد حساباتها من جديد؟ كيف تقبل ان تعيش معه رغم ما فعله بها؟! هي لا تثق به ولا بقلبه هي تخافه تخاف ان يجرح قلبها ويصدمه من جديد ويجعله يهوي واقعًا على الأرض دون ايدي تمسك به كيف ستحبه؟ كيف ستتقبّل ان يشاركها كل شيء؟ الامر بات صعبًا...كلما حاولت ان تعيد التفكير اتى امر حبه القديم في ذاكرتها ليجعلها تتخبّط اكثر . . صحت من زوبعة تفكيرها على صوت اختها نوف: الله كببببببببببببببببببببسه صح....... التفتت عليها وهي تهز برأسها (أي) نوف أتت خلف اختها وطوّقت بديها خصرها لتبتعد الجازي متنرفزة: وجع وجع الف مرة أقول لك اكره هالحركة ماتت نوف ضحكًا : ههههههههههههههههههههه اه ياربي ......شكلك يضحك....... الجازي بحلقت بعينيها: نويّف انقلعي عن وجهي لا اجرم فيك الحين...... ثم عادت لتقطّع الطماطم فقالت نوف: واضح النفسية صفر مقابل واحد... لم تجيب عليها أكملت نوف بجدية: شصار ذاك اليوم؟ لم تجيبها اخذت الصحن واقتربت من القدر ورمت بداخله الطماط نوف أكملت بلا ملل: رضاك على خالد وبندروه رغم اللي سواه شاغل بالي..... الجازي بدأت ترش الملح فقالت: بدل هالهذرة ....طسي جنب عبادي.... نوف منفعلة: الجازززززززززززززي تكفين تكلمي....احس بموت لو ما عرفت والله احاتيك.... الجازي بتوبيخ نظرت لها: حاتي عمرك لا تحاتيني.....تحاليلك آخر مرة مثل وجهك.........السكر عندك مو منتظم.......وحالتك النفسية لها دور بهالشي...... نوف احتقن وجهها علمت بندر اخبرها عن آخر زيارة لها بالمستشفى: حالتي النفسية عال العال....بس قولي خبّطت بالأكل.......المهم قولي لي.....وش صار.....ريحيني؟ الجازي بنفس عميق: كالعادة يبيني اشيل فكرة الطلاق من راسي نوف بنفس عميق وهي تقترب من اختها: وهو الصادق شيليها...... الجازي عادت تحرك الطماطم بالملعقة: أحاول نوف دون تركيز اردفت: أي حـ... وحينما استوعبت الامر صرخت بفرح: حلللللللللللللللللللللللللللللللفي؟ الجازي وضعت يدها على اذنها: وقص في السانك.........فجرتي طبلة اذني.... نوف بحماس: حلفي حلفي.....يعني في امل ترجعين له؟ الجازي ابتسمت لأختها وبطنز: واضح تبين الفكّه مني؟ نوف: شوفي عاد لا تستهبلين على راسي لا احوسك هنا.....وش افتك منك.....الغبية ؟ الجازي بحلقت بها: لسانك متبري منك هالليام شكلك ناسية اني اكبر منك يا نويّف نوف نقزت واحتضنتها لتردف الجازي صارخة: النار لا تحترقين يا الهبلة...... نوف بضحك: هههههههههههههههههههه والله فرحانه......اي فكري فكري....ترا سيف...ما ينتطوّف رزّة وجمال....وخقّة....ودكتور...واخلاق...... الجازي بنرفزة: وقلبه شقق مفروشة..... نوف لم تستطع ان تتمالك نفسها: ههههههههههههههههههههههههههههه لالا في هذي كذبتي....عنده شقة وحده تسكنها الجازي .... الجازي: عاد روحي عن وجهي.......خليني اكمل طبخ..... نوف: بروح بروح بعد هالخبر الحلو..... الجازي : شوفي عبد لله جلس ولا... نوف وهي تخرج من المطبخ: عند بندروه ... الجازي تنهدت بضيق وهي تقول: يارب ارجوك دلني على الطريق الصحيح..... . . . سئم من الانتظار....من الغوص في الأفكار....من مراقبتها عن كثب.....شعر بالتعب...وبالانهماك....ابنته تمارس معه معادلة القريب والبعيد في الآن نفسه.....مضى ثلاثة أسابيع.......وهو هنا.....ينتظر الفرج....ينتظر قلبها يحن عليه....اجبر ابنه ناصر واخيه وكذلك أبا سلطان بالعودة الى البلد لحضور زواج قصي رفضوا ولكن اخبرهم حاسمًا الامر : سلطان معي....... ناصر ب ضيقة: يبه تكفى.....انزل معنا...وبعدها نرجع..... بو ناصر بوجه شاحب ومصفر: ما فيني حيل يابوك....وطاقتي نفذت.... بو خالد: ان ما نيب راجع بو ناصر بنرفزة: لا بترجع......عشان اختك....زواج ولدها بعد بكرا.....ارجع ....يكفي انها زعلت علي يا بو خالد..... بو سلطان : يوسف......انزل وبعد أسبوع نرجع هنا.... بو ناصر : نلعب حنا....ارجعوا....انا باخذ وقتي هنا وبرجع لكم..... ناصر بحزن: بتهرب منا...يبه....... تحدث منفعلا: وش اهرب......ناصر......انا حلفت ما ارجع إلا واختك تكلمني.......خلاص يابوك ارجع امك واخوانك بحاجه لك..... سلطان لينهي الامر: خلاص يا جماعة ......خلوه انا كلها أسبوع واخلص اختبارات....وباذن الله بيرجع معي..... بو ناصر يسلك لهم: أي برجع مع سلطان..... بو خالد بضيق: امرنا لله...... . . . . . لا تخرج من شقتها كثيرًا ، قلبه مُتعب ومرهق....وعضلته بدأت بالارتخاء...خاصة بعد ازمته القلبية الأخيرة يشعر انه يحتضر....وينتظر مسامحتها له اين انتِ يا ديانا؟ ليتها تأتي وترى كيف أصبحت ابنتها قاسية ......مبتعدة......منعزلة عن العالم طالبته احدى المرات عندما أتت اليه بإثباتاتها الشخصية واوراقها الرسمية ومن بعدها لم يراها....ماكس اخبره انها أوقفت الدراسة لهذا العام بسبب ما فاتها وصعوبة تماشيها مع الأوضاع الجديدة ! كانت جولي تنقل لهما كل شيء... اخبرتهما انّ ايلاف لم تتركها يومًا اخبرتهما انها هي وايلاف يخضعان لعلاج نفسي عند الطبيبة نفسها! اخبرتهما انّ ايلاف اثرّت بنور بحثها على الصلاة وقراءة القرآن والصوم في أيام محددة! اخبرتهما انّ نور بدأت تتقبل فكرة الحجاب ولكن ليس كما يجب كانت تضع قطعة سوداء على شعرها ولكن من الامام والخلف يظهر شعرها ولكن هذه خطوة جيّدة كما قالت ايلاف! اخبرتهما ايضًا هي دخلت في الإسلام بفضل ايلاف وانها رافضة امير ولا تريد الزواج بأي احد! ولكن لم تخبرهما ابدًا عن مسامحته ومسامحة حتى والدها يوسف! لم تخبرهما ابدًا! . . . لم تحرمه من ابنته.....ولم تنتقم منه .....ولكن حرمته من رؤيتها ومن الدخول إلى شقتها..... كان يأتي تخرج جولي.....لتعطيه ابنته....وبعد مضي ساعتين يرجعها لها... شعر بأن فكرة مسامحته مستحيلة وفكرة قبولها لعرضه الذي فكّر به خيالًا بدأ يتقبل الامر......وبدأ يفكر بمعالجة أخيه ليعود ويمشي على قدميه ! . . . التقى بها يومًا عندما خرجت لتتقضّى للمنزل حدثها بهدوء: نور.....سمعيني منيح....بدي اخبرك شغله مهمة.... نور وهي تحمل ابنتها : شعندك ؟ ماكس: تقبلي تتزوجيني؟ نور بملل وتأفف:لا..... ماكس برجاء: دخيل الله فكري ئبل لا... نور بجدية: ماكس انسى ......انسى اني طلبت منك هالشي.....انسى موضوع اني ارتبط فيك ....كل همي بنتي وبس.....مابي لا ارتبط فيك ولا في غيرك.... ثم نظرت لإيلاف: يلا ايلاف مشينا... اغلق هذه الصفحة.....اغلقها مؤقتًا حقًّا يشعر بمشاعر أخرى لناحيتها.....يشعر انه احبها...ولا يريد ان يضيّعها من يديه ان لم توافق الآن ستوافق فيما بعد! . . . . أغلقت صوت المنبّه نهضت وهي تشعر بثقل في رأسها لم تنم جيّدًا البرد يمنعها من النهوض...ولكن لن تتوانى عن النهوض للصلاة...... نهضت توجهّت للخلاء......توضأت خرجت توجهّت لنور التي تغط في سبات عميق ودافئ : نور.....نور قومي...صلي... نور تمللت : ايلافووووووه وخري ايلاف .....اصعب امر عليها هو انهاض نور لصلاة الفجر.....لن تنسى انها ببداية الامر لا تنهض لتصلي ابدًا لن تنسى انها اخذتها بالأسالة الكثيرة ....التي جعلتها تشتري كتب دينية .....وتحمل تطبيقات كثيرة على هاتفها لتستطع ان تجيب عليها....شعرت انّ نور متقبله دينها تمامًا ولكن لديها بعض الشبهات واستطاعت ان تتجاوزها في خلال ثلاثة أسابيع لأنها بالأصل هي مسلمة ولكن ضائعة! لو كانت كافرة حقًّا لما استطاعت ايلاف اقناعها بالإسلام بينما جولي اقتنعت كثيرًا عن طريق مقارنة الدين الإسلامي بالمسيحي في نقاط معيّنة مما ساعد جولي تقتنع به ولكن لديها وقت طويل لتلتزم به اكثر.... ايلاف بتهديد: قومي ولا بالماي البارد الحين... نور تحدثت بتعب: عندي عذر شرعي.... ايلاف لن تنطال عليها هذه الكذبة: لا كذبين.......باقي أسبوع على ما تجيك...... نور تأففت ثم نهضت : حسابه مو آدميّة...... ايلاف نظرت لها بحده: روحي توضي.... نور أبعدت اللحاف عنها ودخلت الخلاء تعترف انّ حياتها خلال الثلاث أسابيع بدأت بالتغير....بعد الصلاة....بعد الدعاء.....تشعر بالراحة......وبالقبول لحياتها.....شعرت بالسكينة......بالرضا قليلًا..... ولن تنسى انّ العلاج النفسي مع هذه الأمور ساعداها في تخطي فترة الاكتئاب! لم تشفى منه كليًّا ولكن يكفيها ما تعيشه الآن من راحة اقنعتها ايلاف للخضوع للعلاج النفسي خاصة بعد ان تكررت عليها النوبة مرتين واخبرتها عن رغبتها للخضوع هي الأخرى لعلاج نفسي لتتقبل بعدها طارق! وكلًّا منهما شجعّت الأخرى ومضى معًا بحب لرحلة العلاج . . . انتهت ايلاف من الصلاة وذهبت لتوقظ بلطف جولي لتصلي.....وبقيت بجانب سندرا وفي الآن نفسه لتراقب جولي هل تصلي ام لا ولكن حقًّا جولي كانت متقبلة الامر صلت وانتهت ثم عادت تنام وعادت الى للغرفة فقالت نور: سندرا نايمة هزت رأسها ايلاف الذي اقتربت فقالت: أي.....ترا بكرا بروح عند طارق... نور ابتسمت هنا وغمزة لها : ليلة رومنسية يعني؟ ايلاف بحده: قليلة ادب.... نور ضحكت: هههههههههههههههههه ما قلت شي... ايلاف : المهم بروح معاه ......نرتب اوضاعنا بنجهز لسفرتنا للروما.... نور الى الان تظن انّ ايلاف تمزح في هذا الامر لم تظنها جادة لهذه الدرجة اردفت: من جدّك انتي؟ ايلاف: أي......والله صج...... نور : ما فيه وحده بعقلها ما تبي تفرح بيوم عرسها..... ايلاف منفعلة: قلت لج ما ابي ارجع الكويت.......خلاص هم قالوا للناس تزوجت ليش بعد ارجع عشان لوية عرس وغيره......نسافر معه شهر عسل وخلصنا.....هم أصلا ما يبوني....وانا ما ابي اروح عشان لا اسالهم ليش وضيّق صدري.... نور بتفهم: سوي اللي يريحك.....بس من حقك تسألينهم ترا ايلاف بضيقة صدر: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ نور : والنعم بالله ....بس احس هالشي مأثر عليك مرا....سألي عن اللي بخاطرك..... ايلاف : مابي اضيّق صدري يكفيني الحين اني تقبّلت طارق....وعقبالج ما تتقبلين ماكس...ويوسف وامير..... نور كشت على ايلاف بيدها وعبست بوجهها: لا عاد تجيبين طاريهم.... ايلاف بجدية: لمتى؟ نور بنرفزة: ليوم الدين! ايلاف بهدوء: نور....مهما صار ....ترا يبقى ابوج ......واظنج قريتي وايد عن عظم بر الوالدين يا نور.... نور بيأس: مو قادرة اسامحه عشان اقدر اقابله.......يا ايلاف... ايلاف : لا سامحينة.......بس روحي شوفيه.....المسكين كل يوم اشوفه تحت العمارة....ينتظرني انزل عشان أقول له عن وضعج وحالج.....ولرديت من الجامعة هم اشوفه......ويسألني مرة ثانية....الريّال مشتفق عليج....وندمان.........نور....لا تقسين عليه....يكفي امج قست عليه........ نور بانفعال: حاولت ......بس ما قدرت.... ايلاف: حاولي من جديد........وبعدين ......لا تعضين اليد اللي ربّتج.....وسمت عليج....... نور بطنز: الحييييييييييين بجيب لي طاري الزفت امير............شالفجر المخيس ذا....... ايلاف ابتسمت رغمًا عنها: ترا الريّال مريض.......عنده ارتخاء بالقلب بعد ازمته القلبية اللي دخل فيها.....وكل يوم.....والله انه كل يوم...يرسل لي سلام لج.......ويحط بذمتي اقولج انج تسامحينه.......على فكرة امير اسلم ترا.....ماكس واضح انه اثّر عليه..... نور بتنهد وضياع: المطلوب الحين؟ ايلاف بهدوء: تتقبلين وجودهم بحياتج.......هذاك ابوج....وذاك اللي رباج وكبّرج....ما قول سامحيهم.....بس بردي قلبهم.......لا تخلين ابليس يلعب براسج.....ولا تخلين قلبج اسود وحقود...... نور استلقت على ظهرها: انام ابرك لي على قولتج.... ايلاف بضحكة: هههههههههههه ادري تأثرتي.....وكلامي بجيب نتيجة معاج...... نور أغلقت نور الاباجورة: انكتمي بس! . . . أتت وهي تضع صحن البيض امامهم فاردف: شالصباح الحلو هذا..... وضع أخيه يده على جبينه وهو يردف: امانه انت مسخّن؟ اخذ الأخرى يجس نبضه: أتوقع عند هبوط.... ضحك الآخر : هههههههههههههههههههههههه والله صدق سيف ......مو صاحي..... ام سيف: اتركوا اخوكم بحاله.........وانت ابلع وقوم ودني لبنتي مُهره.....ابي اطمن عليها.......اعرفها ما تاكل.....واللوعة ماسكة معها...... قصي قبّل كف يدها: طيب يمه طيب....بس خلينا نطقطق على هذا اشوي..... جسّار هو يمضغ الخبز: إلا صدق الحين ببيت عمها ولا في شقتك...... عزام فهم نذالة أخيه فقال: أي صدق وين هي فيه؟ سيف فهم خبثهما فزاد العيار اكثر: اظنها بالشقة ...... شهقت ام سيف وضربت على صدرها: لا تقول صددددددددق يا قصي.... غص في اكله وكح بقوة فأخذ سيف يضرب على ظهره ليقول: شفتي هذا البرهان....يمه.... قصي دمعت عيناه: الله...يـ... قاطعه عزام: لا تلعن.....يا عدو الله...... جسّار بضحك: ههههههههههههههههههههههه ام سيف: صدق اللي يقولونه.... قصي بجدية: أي يمه صدق....هي ما ترتاح بيت عمها...وجلوسها هنا ...بجيب لنا كلام لا يودي ولا يجيب...... ام سيف بانفعال: حسبي الله على طيشك .......نعنبوا تتركها وهي تعبانه من هالحمل....والتجهيز..... قصي: قلت لكم ماله داعي هالعرس......خلاص اجيبها ونسكر الموضوع..... جسّار وهو يشرب الشاي: مثل الشيّاب يعني..... قصي : انت انكت ....انكتم ولا والله بهالملعقة على راسك... عزام : ههههههههههههههههه انحشر انحشر... سيف : هههههههههههه هد اعصابك قصقوص.... ام سيف : اف منكم......سكتوا....... ثم التفتت على قصي: وانت قم انقلع اشوف.....بقوم اجهز ودني لها...... قصي : طيب... نهضت لتجلب عباءتها.... عزام: اغسلت شراعك الوالدة بطريقة غير مباشرة...... قصي بقهر: يا جعلني اغسلك بايديني... جسّار بفجعة رمى عليه علبة المنديل: وجججججججججججع يا حقود.....لا تدعي..... سيف ضحك: هههههههههههههههه خلوه مقهور مقهور..... قصي نظر اليه: كل تبن انت بعد .....من عاشر القوم أربعين يوم.....هذا وضعك انت.....فجأة صرت مثلهم ... سيف وهو يمضغ الخبز: يحق لي والله يحق لي..... جسّار: والله لو ابوي هنا.....كان غسل شراعك بعد......اقول اركب سيارتك...لا تمسح فيك البلاط الحين.... عزام : اسمع اخوك....يلا... قصي تنرفز منهم فخرج سريعًا على قهقهت سيف! . . . . نزلت من غرفتها وهي تركض كالمجنونة وتصرخ: يا جمااااااااااعة .....يا جماااااااااااااااااعة.... نهض اخيها ....وتبعته الجازي التي ترضع ابنها ..... خالد بفجعة: شصاير ........؟ نوف وقفت امامهم وهي تلتقط أنفاسها ابتسمت: ابوي اتصل.....قال بكرا بوصلون هنا.... خالد حنق عليها.....واخذ الغضب يتطاير من عينيه وبصرخة: الله ياخذك خوفتينا...........يا المجنونة......وانا قول وش فيها تصارخ....... نوف بضحكة: هههههههههههههههه قلت اسوي لكم شو.... بندر انحنى ليلتقط نعلته ويرميها في الفراغ بالقرب منها: وقفت قلبنا.... الجازي : حسبي الله عليك كأنك مجننتنا.......يا جعل يجيك نصيبك نفتك منك.... نوف باستهبال: آآآآآآآآآآآآآآمييييييييييييييين خالد بصرخة: بنتتتتتتتتتتت بندر : ههههههههههههههه مشفوووووووووووحة خلها خلها..... نوف : ما ينمزح معاكم... ثم قالت للجازي: جوجو جهزي نفسك.......اليوم العصر بروح السوق.... خالد كتف يديه: ومن بوديك ان شاء الله؟ نوف بنبرة خافتة: انت..... بندر : ههههههههههههههههههههه حلم ابليس بالجنة..... نوف بنرفزة: عرس قصي بعد بكرا ولا رحنا السوق عشان الأوضاع......حسوا ياخي... الجازي بتفكير: صادقة نوف......لازم نروح..... خالد ابتسم في وجه اخته الجازي: دام ام عبد لله تبي تروح خلاص تم... نوف بتقليد: داااااام ام عبببببد لله تبي..... ثم قالت بهيجان: وانا صار لي ساعة التح ما نقالت لي كلمة حلوة.... خالد التفت على بندر: وخرها عن وجهي لا اذبحها الحين... بندر : ههههههههههههههههههه خلها خلها والله توّنس نوف وتتجه لناحية عبد لله: ليش شايفني مهرج ...؟ الجازي بضحكة: هههههههههههههههه مهرجة الناصي ..... ضحك بندر وخالد لم يمنع نفسه من ان يبتسم . . . . فكرت الطلاق تواردها فكرت الهروب ما زالت تمكث على صدرها دخلت في مرحلة الاكتئاب مرحلة الانزعاج مرحلة الانطواء تعب مشعل منها ملّا من بؤس حياتها طلبته ان تذهب إلى منزل ابيها ولم يرفض وبقيت في زاوية غرفتها تبكي لا تعلم ماذا يحدث لها الآن رغم مرّ ما يقارب الشهر الآن ولم تحدث فضيحة ولم ينتشر الخبر ولكن تشعر بالحزن بالخوف بعدم الاطمئنان تشعر بالخيانة لا تدري كيف تعيش وتستمر لا تدري كيف تمضي في حياتها دون ان تفكر بأمر ايلاف حقًّا لا تدري ولكن جلّا ما تفكر به الآن الطلاق والافتراق! . . . انتهى اشوفكم على خير في البارت الأخير راح اتاخر عليكم في تنزيله ......بسبب فترة الاختبارات اللي امر فيها خلاص هانت بارت واحد وننهي روايتنا(* تحياتي شتات الكون |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خالد و بندر *مكتملة* | JAN | روايات عامية | 6 | 08-10-2020 09:45 PM |
سلع أرواح محرمة *مكتملة* | JAN | روايات عامية | 77 | 08-08-2020 11:43 PM |
بنات أكشن*مكتملة* | JAN | روايات عامية | 31 | 07-04-2020 07:23 PM |
عَشآن الحُب!*مكتملة* | AM. | روايات عامية | 82 | 06-23-2020 07:48 PM |
هفوات ، خطايا ، ذنوب | ورده المودة | روايات الانمي_ روايات طويلة | 7 | 03-04-2020 07:31 PM |